Akhlaq Qur’any Para Huffadz

‫اأخاق القرآنية للحفاظ‬

‫‪Akhlaq Qur’any Para Huffadz.‬‬

‫مد معي ـ ـ ـ ـ ـ ــن دين اه‬
‫جامعة سوراكرتا احمدية‬
‫برنامج الدراسات العليا‬
‫ماجست الفكر اإسامي وال بية اإسامية‬

‫ملتقى حفاظ القرآن آسيا فاسفيك‬
‫رابطة معا د فيظ القرآن‬
‫ا يئة العا ية للقرآن الكر‬
‫بسم اه الرمن الرحيم‬

‫‪1‬‬

‫اأخاق القرآنية للحفاظ‬

‫أخاق ا فاظ القرآنية‬
‫تاز القرآن الكر عن باقي كتب السماء بأن مع على كون وحياً ومعجزة‪ ،‬فإن كان‬
‫ميع كتب اأنبياء إثباها على أها وحي من اه تاج إ ا عجزات‪ ،‬فإن القرآن الكر ذات‬

‫مر اأعوام والقرون ميع ا كرين ااتيان مثل ‪ .‬واأمة اإسامية تشارك‬
‫معجزة‪ ،‬تتحدى على ّ‬
‫نبيها ذ ا عجزة‪ ،‬حيث إن ال ي صلى اه علي وسلم و ا تلقى ذ ا عحزة‪ ،‬وتشارك‬
‫اأمة عرض ذ ا عجزة‪ ،‬و قيقها وتطبيقها‪.‬‬
‫ومن أكر جوانب معجزة القرآن قدرت كل وقت على ريج ا يل القادة ا ‪،‬‬
‫و ريج ا يل القرآي الفريد ا يقتصر ال ي صلوات اه ري علي وآل وسلم‪ ،‬بل كن ري‬
‫اأمة أن يربوا بالقرآن جياً فريداً‪ ،‬ي تشلوهم من اجتمع ا ا لي و رجوهم قادة رباني كما‬
‫فعل الرسول صلى اه علي وسلم صحابت ‪ .‬قال أمد الشوقي دح ال ي صلى اه علي‬
‫وسلم ‪:‬‬
‫أخوك عيسى دعا ميتا فقام ل‬
‫وأنت أحييت اأمم من العدم‬
‫القرآن شرف وذكر لل ي صلى اه علي وسلم وأمت كما قال تعا ‪ " :‬وإن لذكر لك‬
‫ولقومك وسوف تسألون"‪ 1‬وا يكون ذكر وا شرف مجرد تاوة وا رد علم‪ ،‬وإ ا ا بد من‬
‫أن يرتكز القلوب عقيدة وأن يتمكن العقل فكرة ويرتسم السلوك وا واقق أخاقاً"‬
‫ولقد كانت التاوة دون أن تصبغ السلوك سبباً من ا روق من الدين كما قال ا صطفى عن‬
‫ِ‬
‫مان ح َدثَاء اأس ِ‬
‫ِ‬
‫ان ‪ُ ،‬سفهاءُ اأحام ‪ ،‬يقولون من قول خ‬
‫ا وارج "‬

‫سيير ُج قوم آخ ِر الَز ُ ُ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫هم من‬
‫ال َرية ‪ ،‬يقرؤون ال ُقرآن ‪ ،‬ا اوُز إ ا ُهم َحَاجَرُ ْم ‪ُ ،‬رقُون من الدِين كما ُر ُق ال َس ُ‬
‫ِ ‪2‬‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫يوم القيامةذ‬
‫طمو م فاقتلُوُ م ‪ ،‬فإ َن قَـْتلهم أجرا ن قَـتَـلَ ُهم ع َد اه َ‬
‫الَرمية ‪ ،‬فأي ما ل َقْي ُ‬
‫وإن ا ضارة اإسامية ال أقامها ال ي صلى اه علي وسلم تقوم على عقيدة وشريعة‬
‫وأخاق ربانية‪ ،‬فهي ا ضارة وارفة الظال يستظل بظلها ميع ال اس فتسعد حياهم وت جح‬
‫مشروعتهم ال بوية والدعوية وااجتماعية وا هادية وغ ا من الرامج ا ضارية الرائدة‪ ،‬و‬
‫‪ ) 1‬سورة الزخرف اآية ‪44 :‬‬

‫‪ 2‬أخرج البياري ومسلم وأبو داود‪ .‬والبخارى رقم ‪ ، 6531‬ومسلم رقم ‪)1066‬‬


‫‪2‬‬

‫اأخاق القرآنية للحفاظ‬

‫ا انب ال بوي اأكادمي فقد رج ب يدي ال ي صلى اه علي وسلم عدد كب من العلماء‬
‫الرباني ا تيصص ‪ " ،‬فقد قال رسول اه صلى اه وسلم ‪ " :‬أقضى أم علي بن أي طالب‪،‬‬
‫وأعلم أم با ال وا رام معاذ بن جبل ‪.3‬‬
‫وقد ح الصحابة إقامة صرح مركز ال بية والتعليم ح برز من مدرسة عبد اه بن‬
‫مسعود التابعون تتلمذ ب أيديهم أبو ح يفة الذي يطبق فقه إدارة ا افة العباسية قروناً‬
‫طويلة‪.‬‬
‫وكانت ا ساجد ا وامع ا اضى كا امعات عصرنا ا اضر حيث رج العلماء‬
‫ا وسوعي ‪ ،‬بل أصبح البقية م هم أساتذة ا امعات ا ع فة ها عا ياً‬
‫وأما ا انب الدعوي فقد اوز اح الصحابة الرقم القياسي نشر الدعوة‪ ،‬ف جح‬
‫مصعب بن عم فظ للقرآن و لق ب دعوة أ ل ا دي ة إ اإسام بل أصبحوا أنصار‬
‫وضحوا أجل اإسام كل غال ورخيص‪ .‬وقد انتشر اإسام ميع أرض ا زيرة‬
‫اه ورسول ‪ّ ،‬‬
‫وصل إ الشام والعراق وأقاموا كل بلد وصلوا إلي تمعاً إسامياً‪.‬‬
‫وأما ا انب اإجتماعي السياسي فقد كان احهم معحزة كب ة حيث حيث‬
‫مدحهم اه سبحان وتعا ‪ :‬والَ ِذين تَـبـ َوءوا الدَار و ِْ ِ ِ ِ‬

‫اجَر إِلَْي ِه ْم َوَا‬
‫اإ َا َن م ْن قَـْبل ِه ْم ُ بُو َن َم ْن َ َ‬
‫ََ‬
‫َ َ َ ُ‬
‫َِ دون ِ صدوِرِ م ح ِ‬
‫ِِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫وق ُش َح‬
‫اصةٌ َوَم ْن يُ َ‬
‫ص َ‬
‫اجةً َا أُوتُوا َويـُ ْ ث ُرو َن َعلَى أَنْـ ُفس ِه ْم َولَ ْو َكا َن ه ْم َخ َ‬
‫ُ َ ُُ ْ َ َ‬
‫نَـ ْف ِس ِ فَأُولَئِك م الْم ْفلِحو َن"‪ُ " 4‬كْتم خيـر أَُم ٍة أُخ ِرج ِ‬
‫َاس تَأْمرو َن بِالْمعر ِ‬
‫وف َوتَـْـ َه ْو َن َع ِن‬
‫ْ َ ْ‬
‫َ ُْ‬
‫ت لل ِ ُُ‬
‫َ ُُ ُ ُ‬

‫ُ ْ ََْ‬
‫ِ ِ ‪5‬‬
‫الْ ُمْ َك ِر َوتـُ ْ ِمُو َن باللَ "‬
‫وأما ا انب ا هادي فقد حققوا اجاً متكاماً دحر الكفر والكافرين وأدخلوا‬
‫ال اس دين اه أفواجاً طوعاً ورغبة ماحة اإسام ومو أخاق الصحابة والتابع ‪ .‬و‬
‫الوقت القص أستطاع الرسول والصحابة إقامة دولة ا افة شا ة الب يان قوية اأركان وا ت تهي‬
‫ذ الدولة إا ا ترك ا سلمون إسامهم وضيعوا إ اهم وقرآهم‪.‬‬

‫‪ ) 3‬جامع اأحاديث رقم ‪3816‬‬
‫‪ ) 4‬سورة ا شر اآية ‪9 :‬‬
‫‪ ) 5‬سورة آل عمران اآية ‪110 :‬‬

‫‪3‬‬

‫اأخاق القرآنية للحفاظ‬

‫اأخاق ا ٍإسام ذات أ ية كب ة‪ ،‬ومكانة سامية‪ ،‬فهي ترمة العقيدة ودليل العبادة‬
‫وبر ان العلم‪ ،‬فا غرو إن القرآن ا تم ببيان اأخاق الكر ة وقرها باإ ان باه واليوم اآخ ‪.‬‬
‫فابن عباس رضي اه ع فسر اأخاق بالدين إ اء إ أن ميع الدين و اأخاق وأن‬
‫اأخاق و الدين‪ .‬حيث قال قول تعا " وإنك لعلى خلق عظيم " ‪6‬وإنك لعلى دين‬

‫عظيم ‪.7‬‬
‫مع ى اأخاق ‪:‬‬
‫تعريف لليلق‬
‫أن ا لق اسم لسجية اإنسان وطبيعت ال خلق عليها‪ ،‬وقد ذ ب ا رجا‬
‫إن عبارة عن يئة لل فس راسية تصدر ع ها اأفعال بسهولة ويسر من غ حاجة إ فكر‬
‫وروية فإن كانت ا يئة يث تصدر ع ها اأفعال ا ميلة عقا وشرعا بسهولة ميت ا يئة خلقا‬
‫حس ا وإن كان الصادر م ها اأفعال القبيحة ميت ا يئة خلقا سيئا وإ ا قل ا إن يئة راسية‬
‫أن من يصدر م بذل ا ال على ال دور الة عارضة ا يقال خلق السياء ما م يثبت ذلك‬
‫نفس وكذلك من تكلق السكوت ع د الغضب هد أو روية ا يقال خلق ا لم وليس‬
‫ا لق عبارة عن الفعل فرب شيص خلق السياء وا يبذل إما لفقد ا ال أو انع ورما يكون‬

‫خلق البيل و و يبذل لباعث أو رياء‪،‬‬

‫‪8‬‬

‫و ذا التفريق قال ب الغزا‬

‫اإحياء‬

‫‪9‬‬


‫واأخاق م ها ما و مود ‪ ،‬وم ها ما و مذموم ‪ .‬فا لق احمود صفة ثابتة‬
‫ال فس فطرية أو مكتسبة تدفع إ سلوك إرادى مود ع د العقاء ‪ .‬أما ا لق ا ذموم فهو‬
‫صفة ثابتة ال فس فطرية أو مكتسبة تدفع إ سلوك إرادى مذموم ع د العقاء ‪.‬‬
‫أما ا كارم فهى حالة ال فس راسية تصدر ع ها أفعال ا من غ حاجة إ فكر أو روية‪.‬‬
‫أخاق القرآن ‪:‬‬

‫‪ ) 6‬سورة القلم ‪ :‬اآية ‪4 :‬‬
‫‪ ) 7‬ابن كث ‪.188 /8‬‬
‫‪ ) 8‬ا رجا ‪ ،‬التعريفات ‪136 /1‬‬
‫‪ ) 9‬الغزا ‪ /‬إحياء علوم الدين ‪.‬‬

‫‪4‬‬

‫اأخاق القرآنية للحفاظ‬

‫وقد أكد القرآن الكر أ ية اأخاق الكر ة أمراً ها أو إخباراً ومدحاً لواقع حياة‬
‫الصحابة ال اتصفوا ها‪ .‬واأخاق القرآن أخاق شاملة متكاملة فهي اأخاق مع اه ومع‬
‫ال فس ومع ال اس ومع البيئة‪ ،‬ف ذكر ا طرفاً م ها ‪:‬‬
‫اأخاق مع اه‪ ،‬وم ها ا ضوع والتواضع‪ ،‬وا شية والرجاء‪ ،‬كثرة الذكر‪ ،‬والشكر على‬


‫نعمائ ‪ ،‬واإنابة إلي ‪.‬‬
‫أََمن و قَانِت آنَاء اللَي ِل س ِ‬
‫اج ًدا َوقَائِ ًما َْ َذ ُر ْاآ ِخَرةَ َويَـ ْر ُجو َر ْمَةَ َربِِ قُ ْل‬
‫قال تعا ‪" :‬‬
‫ْ َُ ٌ َ ْ َ‬
‫َ ل يستَ ِوي الَ ِذين يـ ْعلَمو َن والَ ِذين َا يـ ْعلَمو َن إََِا يـتَ َذ َكر أُولُو ْاأَلْب ِ‬
‫اب (‪ ")9‬سورة الزمر‬
‫َ‬
‫ْ َْ‬
‫ََ ُ َ َ َ ُ‬
‫َ ُ‬
‫ول وَا نَِي إَِا إِ َذا َََ أَلْ َقى الشَيطَا ُن ِ أُمِيَتِ ِ‬
‫وقال عز وجل ‪ " :‬وما أَرس ْلَا ِمن قَـبلِ َ ِ‬
‫ٍ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫ََ ْ َ ْ ْ‬
‫ك م ْن َر ُس َ‬
‫ِ‬

‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِِ‬
‫ِ‬
‫يم (‪ )52‬لِيَ ْج َع َل َما يـُْل ِقي‬
‫يم َحك ٌ‬
‫فَـيَـْ َس ُ اللَ ُ َما يـُْلقي الشَْيطَا ُن َُ ُْك ُم اللَ ُ آيَات َواللَ ُ َعل ٌ‬
‫اق بعِ ٍ‬
‫ِ ِِ‬
‫ِِ‬
‫ِِ‬
‫ِِ ِ ِ ٍ‬
‫ِ‬
‫يد (‪)53‬‬
‫ين ِ قُـلُوه ْم َمَر ٌ‬
‫ض َوالْ َقاسيَة قُـلُوبـُ ُه ْم َوإ َن الظَالم َ لَفي ش َق َ‬
‫الشَْيطَا ُن فْتـَةً للَذ َ‬
‫ِ َِ‬
‫ولِيـعلَم الَ ِذين أُوتُوا الْعِْلم أَنَ ا ْ ُق ِمن ربِ َ ِ ِ‬
‫ِ‬

‫ين‬
‫ك فَـيُـ ْ مُوا بِ فَـتُ ْيبِ َ‬
‫َ ُ َ ْ َ‬
‫ت لَ ُ قُـلُوبـُ ُه ْم َوإ َن اللَ َ ََاد الذ َ‬
‫َ َْ َ َ‬
‫آمُوا إِ َ ِصر ٍ‬
‫اط ُم ْستَ ِقي ٍم (‪")54‬سورة ا ج‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ول ِمَا أُنْ ِزَل إِلَي ِ ِمن ربِِ والْم ْ ِمُو َن ُكلٌ آمن بِاللَ ِ وم َائِ َكتِ ِ وُكتُبِ ِ‬
‫وقال ‪" :‬‬
‫َآم َن الَر ُس ُ‬
‫ََ‬
‫ْ ْ َ َ ُ‬
‫ََ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫ورسلِ ِ َا نـُ َفِر ُق بـ أ ٍ‬
‫ك الْم ِ‬
‫ِ‬

‫ص ُ (‪َ )285‬ا‬
‫َحد ِم ْن ُر ُسل ِ َوقَالُوا َِم ْعَا َوأَطَ ْعَا غُ ْفَرانَ َ‬
‫َْ َ َ‬
‫َُ ُ‬
‫ك َربـََا َوإلَْي َ َ‬
‫ي َكلِق اللَ نَـ ْفسا إَِا وسعها َ ا ما َكسبت وعلَيـها ما ا ْكتَسبت ربـََا َا تُـ ِ‬
‫اخ ْذنَا إِ ْن نَ ِسيَا أ َْو‬
‫َ‬
‫ُ ْ َ َ َ َ ََ ْ َ َ ْ َ َ‬
‫ََ ْ َ‬
‫ُ ُ ُ ً‬
‫َِ‬
‫ِ‬
‫ين ِم ْن قَـْبلَِا َربـََا َوَا َُ ِم ْلَا َما َا طَاقَةَ لََا‬
‫أْ‬
‫َخطَأْنَا َربـََا َوَا َْم ْل َعلَْيـَا إِ ْ‬
‫صًرا َك َما َمَْلتَ ُ َعلَى الذ َ‬
‫ِ‬
‫ِ ِ‬
‫ِ‬
‫ين" سورة البقرة‬
‫بِ َو ْاع ُ‬
‫ق َعَا َوا ْغف ْر لََا َو ْارمََْا أَنْ َ‬
‫ت َم ْوَانَا فَانْ ُ‬
‫ص ْرنَا َعلَى الْ َق ْوم الْ َكاف ِر َ‬
‫ص َاةِ َوإِيتَ ِاء الَزَكاةِ ََافُو َن يَـ ْوًما‬
‫قال‪ِ :‬ر َج ٌ‬
‫ال َا تُـ ْل ِهي ِه ْم ِ َ َارةٌ َوَا بَـْي ٌع َع ْن ِذ ْك ِر اللَ ِ َوإِقَ ِام ال َ‬
‫ِ‬
‫تَـتَـ َقلَ ِ ِ‬
‫ضلِ ِ َواللَ ُ يَـ ْرُز ُق‬
‫يد ُ ْم ِم ْن فَ ْ‬
‫َح َس َن َما َع ِملُوا َويَِز َ‬
‫ص ُار (‪ )37‬ليَ ْج ِزيَـ ُه ُم اللَ ُ أ ْ‬
‫وب َو ْاأَبْ َ‬
‫ب في الْ ُقلُ ُ‬
‫ُ‬
‫من ي َشاء بِغَ ِْ ِحس ٍ‬
‫اب (‪ )38‬سورة ال ور‬
‫َْ َ ُ‬
‫َ‬

‫اأخاق مع ال فس ‪:‬‬
‫َِ‬
‫ِ‬
‫ين َْ ُشو َن َعلَى ْاأ َْر ِ‬
‫ض َ ْونًا َوإِ َذا َخاطَبَـ ُه ُم ا َْا ِ لُو َن قَالُوا‬
‫قال تعا ‪َ " :‬وعبَ ُ‬
‫اد الَر ْمَ ِن الذ َ‬
‫َِ‬
‫ِ‬
‫س َاما (‪ )63‬والَ ِذ ِ ِ ِ‬
‫اب‬
‫اص ِر ْ‬
‫ين يَـ ُقولُو َن َربـََا ْ‬
‫ف َعَا َع َذ َ‬
‫َ ً‬
‫َ َ‬
‫ين يَبيتُو َن لَرِه ْم ُس َج ًدا َوقيَ ًاما (‪َ )64‬والذ َ‬

‫‪5‬‬

‫اأخاق القرآنية للحفاظ‬

‫َِ‬
‫َم إِ َن َع َذابَـ َها َكا َن َغَر ًاما (‪ )65‬إِنـ ََها َساءَ ْ‬
‫ين إِذَا أَنْـ َف ُقوا َمْ‬
‫ت ُم ْستَـ َقًرا َوُم َق ًاما (‪َ )66‬والذ َ‬
‫َج َه َ‬
‫ِ‬
‫ك قَـ َو ًاما (‪ .")67‬سورة الفرقان‪.‬‬
‫يُ ْس ِرفُوا َوَمْ يَـ ْقتُـ ُروا َوَكا َن بَـ ْ َ ذَل َ‬
‫" َونَـ ْف ٍ‬
‫س َوَما َس َوا َ ا (‪ )7‬فَأَ ََْم َها فُ ُج َورَ ا َوتَـ ْق َوا َ ا (‪ )8‬قَ ْد أَفْـلَ َح َم ْن َزَكا َ ا (‪َ )9‬وقَ ْد‬
‫اب َم ْن َد َسا َ ا (‪")10‬سورة الليل‪.‬‬
‫َخ َ‬

‫اأخاق مع ال اس ‪:‬‬
‫اإحس ِ‬
‫ِ َ‬
‫ِ ِ ِ‬
‫ان َوإِيتَ ِاء ِذي الْ ُق ْرَ َويَـْـ َهى َع ِن الْ َف ْح َش ِاء َوالْ ُمْ َك ِر‬
‫وقال‪ " :‬إ َن الل َ يَأْ ُم ُر بالْ َع ْدل َو ْ ْ َ‬
‫ِ ِ‬
‫ِ‬
‫ضوا ْاأََْا َن بَـ ْع َد‬
‫َوالْبَـ ْغ ِي يَعظُ ُك ْم لَ َعلَ ُك ْم تَ َذ َك ُرو َن (‪َ )90‬وأ َْوفُوا بِ َع ْهد اللَ إِ َذا َعا َ ْد ُْ َوَا تَـْـ ُق ُ‬
‫تَـوكِ ِ‬
‫يد َ ا َوقَ ْد َج َع ْلتُ ُم اللَ َ َعلَْي ُك ْم َك ِف ًيا إِ َن اللَ َ يَـ ْعلَ ُم َما تَـ ْف َعلُو َن (‪ ")91‬سورة ال حل‪.‬‬
‫ْ‬
‫ك ا َْ ُق َك َم ْن ُ َو أ َْع َمى إََِا يَـتَ َذ َك ُر أُولُو‬
‫ك ِم ْن َربِ َ‬
‫وقال‪ " :‬أَفَ َم ْن يَـ ْعلَ ُم أَََا أُنْ ِزَل إِلَْي َ‬
‫َِ‬
‫صلُو َن ما أَمر اللَ بِِ‬
‫ِ ِ‬
‫اق (‪ )20‬والَ ِذين ي ِ‬
‫ِ‬
‫ضو َن الْ ِميثَ َ‬
‫ين يُوفُو َن بِ َع ْهد اللَ َوَا يَـْـ ُق ُ‬
‫َ ََ ُ‬
‫َ ََ‬
‫ْاأَلْبَاب (‪ )19‬الذ َ‬
‫َِ‬
‫ِ ِ‬
‫صبَـ ُروا ابْتِغَاءَ َو ْج ِ َرِهِ ْم َوأَقَ ُاموا‬
‫ين َ‬
‫أَ ْن يُ َ‬
‫وص َل َوَ ْ َش ْو َن َربـَ ُه ْم َوََافُو َن ُسوءَ ا ْ َساب (‪َ )21‬والذ َ‬
‫ِ‬
‫ك َُ ْم عُ ْق َ الدَا ِر (‪)22‬‬
‫ال َ‬
‫ص َا َة َوأَنْـ َف ُقوا َا َرَزقْـَا ُ ْم ِسًرا َو َع َانِيَةً َويَ ْد َرءُو َن بِا َْ َسَ ِة ال َسيِئَةَ أُولَئِ َ‬
‫ٍ‬
‫صلَ َح ِم ْن آبَائِ ِه ْم َوأ َْزَو ِاج ِه ْم َوذُِريَاهِِ ْم َوالْ َم َائِ َكةُ يَ ْد ُخلُو َن َعلَْي ِه ْم ِم ْن‬
‫َج ُ‬
‫َات َع ْدن يَ ْد ُخلُونَـ َها َوَم ْن َ‬
‫ِ‬
‫ٍ‬
‫صبَـ ْرُْ فَِ ْع َم عُ ْق َ الدَا ِر (‪ )24‬سورة الرعد‪.‬‬
‫ُك ِل بَاب (‪َ )23‬س َا ٌم َعلَْي ُك ْم مَا َ‬

‫اأخاق مع المجتمع ‪:‬‬
‫ٍ‬
‫ِِ‬
‫ِ‬
‫ِ ِ‬
‫ِ ِ‬
‫ين َآمُوا‬
‫وقال ‪ :‬فَ َما أُوتيتُ ْم م ْن َش ْيء فَ َمتَاعُ ا َْيَاة ال ُدنْـيَا َوَما عْ َد اللَ َخْيـٌر َوأَبْـ َقى للَذ َ‬
‫وعلَى رِهِم يـتـوَكلُو َن (‪ )36‬والَ ِ‬
‫ِ‬
‫اح وإِذَا ما َغ ِ‬
‫ين َْتَِبُو َن َكبَائِر ِْ‬
‫ضبُوا ُ ْم يَـ ْغ ِف ُرو َن‬
‫ذ‬
‫اإ ِْ َوالْ َف َو َ َ َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ َ َ ْ ََ َ‬
‫َِ‬
‫ص َاةَ َوأ َْم ُرُ ْم ُش َورى بَـْيـَـ ُه ْم َوِ َا َرَزقْـَا ُ ْم يـُْ ِف ُقو َن (‪)38‬‬
‫استَ َجابُوا لَِرِهِ ْم َوأَقَ ُاموا ال َ‬
‫ين ْ‬
‫(‪َ )37‬والذ َ‬
‫َِ‬
‫ِ‬
‫ٍ‬
‫ِ‬
‫َصابَـ ُه ُم الْبَـ ْغ ُي ُ ْم يَـْتَص ُرو َن (‪َ )39‬و َجَزاءُ َسيِئَة َسيِئَةٌ مثْـلُ َها فَ َم ْن َع َفا َوأ ْ‬
‫َصلَ َح فَأ ْ‬
‫َج ُرُ‬
‫ين إِ َذا أ َ‬
‫َوالذ َ‬
‫علَى اللَ ِ إِنَ َا ُِ ُ ِ ِ‬
‫ك َما َعلَْي ِه ْم ِم ْن َسبِ ٍيل‬
‫صَر بَـ ْع َد ُْل ِم ِ فَأُولَئِ َ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ب الظَالم َ (‪َ )40‬ولَ َم ِن انْـتَ َ‬
‫ض بِغ ِ ا ْ ِق أُولَئِك َ م ع َذ ِ‬
‫ِ‬
‫َِ‬
‫َِ ِ‬
‫يم‬
‫َ ُْ َ ٌ‬
‫َاس َويَـْبـغُو َن ِ ْاأ َْر ِ َ ْ َ‬
‫اب أَل ٌ‬
‫يل َعلَى الذ َ‬
‫ين يَظْل ُمو َن ال َ‬
‫(‪ )41‬إ َا ال َسب ُ‬
‫ِ‬
‫ك لَ ِم ْن َع ْزِم ْاأ ُُموِر (‪ )43‬سورة الشورى‬
‫صبَـَر َو َغ َفَر إِ َن َذل َ‬
‫(‪َ )42‬ولَ َم ْن َ‬
‫وإذا كان القرآن الكر كا اء للحياة وكالشجرة للحضارة فإن اأعمال الصا ة‬
‫واأخاق ا س ة ي الثمرة ا رجوة في بغي أن تكون الع اية اأو للمعا د القرآنية وللمشاي‬

‫‪6‬‬

‫اأخاق القرآنية للحفاظ‬

‫القراء ريج ا فاظ الفقهاء الراب ي العامل بالقرآن ا فذين أوامر وا ته عن زواجر‬
‫ا لتزم دود ‪ ،‬ا تيلق بأخاق ‪.‬‬
‫ِ ِ‬
‫ت‬
‫وقد ب العلماء ما ي بغي أن أن يتيلق ب أ ل القرآن قال بِ ْش ُر بْ ُن ا َْا ِرث ‪َ :‬م ْع ُ‬
‫ِ‬
‫ك بَـ ْ َ َعْيـَـْي ِ ‪.‬‬
‫س يَـ ُق ُ‬
‫ول ‪ :‬إِ َذا َختَ َم الْ َعْب ُد الْ ُق ْرآ َن ‪ ،‬قَـبَ َل الْ َملَ ُ‬
‫ع َ‬
‫يسى بْ َن يُونُ َ‬
‫اب الْ ُقر ِ‬
‫فَـيـْبغِي لَ ُ أَ ْن َْعل الْ ُقرآ َن ربِيعاً لَِق ْلبِ ِ ‪ ،‬يـع ِمر بِِ ما َخرب ِمن قَـ ْلبِ ِ ‪ ،‬ويـتَأَ َدب بِ َد ِ‬
‫آن‪،‬‬
‫ََ ْ َ َ‬
‫ََ َ‬
‫َُ َ َ َ َ ْ‬
‫ََ‬
‫ْ‬
‫ويـتَيلَق بِأَخ ٍ‬
‫اق َش ِري َف ٍة ‪ ،‬تَبِ ُ بِِ َع ْن َسائِِر ال ِ‬
‫َاس ِ َْن ا يَـ ْقَرأُ الْ ُق ْرآ َن ‪.‬‬
‫ََ َ َ ْ‬
‫ِِ‬
‫استِ ْع َم ِال الْ َوَرِع‬
‫وجل ِ ِ‬
‫فَأ ََو ُل َما يَـْبَغِي لَ ُ ‪ :‬أَ ْن يَ ْستَـ ْع ِم َل تَـ ْق َوى اهِ َعَز َ‬
‫الس ِر َوالْ َعانيَة ‪ ،‬بِ ْ‬
‫ِ مطْع ِم ِ ‪ ،‬وم ْشربِِ ‪ ،‬وم ْلب ِس ِ ‪ ،‬ومكْسبِ ِ ‪ ،‬وي ُكو َن ب ِ‬
‫ص َاً بَِزَمانِِ َوفَ َس ِاد أَ ْ لِ ِ ‪ ،‬فَـ ُه َو َْ َذ ُرُ ْم‬
‫َ َ‬
‫َ‬
‫ََ َ ََ‬
‫ََ َ ََ َ‬
‫ِِ‬
‫ِ ِِ‬
‫ام ِ‬
‫اح ما فَس َد ِمن أَم ِرِ ‪ ،‬حافِظَاً لِلِسانِِ ‪َُ ،‬يِـزاً لِ َك ِ‬
‫ص ِ َ َ ْ ْ‬
‫َ‬
‫وماً بِِإ َ‬
‫َ‬
‫َعلَى دي ‪ُ ،‬م ْقبِاً َعلَى َشأْن ‪َ ،‬م ْه ُم َ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ت بِعِْل ٍم ‪ ،‬إِ َذا َكا َن‬
‫إ‬
‫ت َس َك َ‬
‫ص َوابَاً ‪َ ،‬وإِ َذا َس َك َ‬
‫ام َ‬
‫ْن تَ َكلَ َم تَ َكلَ َم بِع ْل ٍم ‪ ،‬إِ َذا َرأَى الْ َك َ‬
‫ض فِيما ا يـعِي ِ ‪ َ ،‬اف ِمن لِسانِِ أ ِ‬
‫ِ‬
‫اف ِم ْن َع ُدوِ ‪،‬‬
‫َش َد َا ََ ُ‬
‫َ ُ ْ َ َ‬
‫ال ُس ُك ُ‬
‫يل ا َْْو ِ َ َ ْ‬
‫وت َ‬
‫ص َوابَاً ‪ ،‬قَل َ‬
‫َ بِس لِسانَ َكحب ِس ِ لِعدوِ ‪ ،‬لِيأْمن ِمن شِرِ وس ِ‬
‫ك فِ‬
‫ك فِي ِ‬
‫وء عاقِبتِ ِ ‪ ،‬قَلِيل الض ِ‬
‫َح ِ‬
‫يما يَ ْ‬
‫ْ ُ َ ُ َْ َ ُ‬
‫ض َح ُ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َََ ْ َ َ ُ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ِ ٍِ ِ‬
‫ِ‬
‫ِ ِ ِِ ِ ِ ِ‬
‫اح َخ ْوفَاً ِم ْن‬
‫َاس ‪ ،‬ل ُسوء َعاقبَة الضَحك ‪ ،‬إ ْن ُسَر ب َشيء َا يـُ َواف ُق ا َْ َق تَـبَ َس َم ‪ ،‬يَكَْرُ الْمَز َ‬
‫ال ُ‬
‫ب ‪ ،‬فَِإ ْن مزح قَ َال ح َقاً ‪ ،‬ب ِ‬
‫اس َ الْو ْج ِ ‪ ،‬طَيِب الْ َك ِ‬
‫اللَعِ ِ‬
‫ام ‪.‬‬
‫َ َ‬
‫ََ َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ا َْ َدح نَـ ْفس ِمَا فِي ِ ‪ ،‬فَ َكي ِ‬
‫س فِي ِ ‪َ َْ ،‬ذ ُر ِم ْن نَـ ْف َس ُ أَ ْن تَـ ْغلِبَ ُ َعلَى َما تَـ ْه َوى ِ َا‬
‫ْ َ‬
‫ُ َُ‬
‫ق مَا لَْي َ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ب أَح َداً ‪ ،‬وا ي ْشمت ِمُ ِ‬
‫صيبَ ٍة ‪َ ،‬وا‬
‫َح َداً ‪َ ،‬وا يَ ُس ُ َ َ َ َ ُ‬
‫يُ ْسي ُ َم ْوا ُ ‪ .‬ا يَـ ْغتَ ُ‬
‫اب أ َ‬
‫َح َداً ‪َ ،‬وا َْق ُر أ َ‬
‫يـبغِي علَى أ ٍ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫َح ٍد إِا ِمَ ْن يَ ْستَ ِح ُق ‪ِ َْ ،‬س ُد بِعِْل ٍم‪َ ،‬ويَظُ ُن بِعِْل ٍم‬
‫َحد ‪َ ،‬وا َْس ُد ُ ‪َ ،‬وا يُسيءُ الظَ َن بأ َ‬
‫َْ َ َ‬
‫ان ِمن عي ٍ ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ت َع ْن َح ِق ِيق ِة َما فِي ِ بِعِْل ٍم ‪.‬‬
‫ب بِع ْل ٍم ‪َ ،‬ويَ ْس ُك ُ‬
‫‪َ ،‬ويَـتَ َكلَ ُم مَا ِ ا ِإنْ َس ْ َْ‬
‫م ٍيل ‪ ،‬حافِظَاً ِ ِمي ِع جوا ِرِح ِ‬
‫قَ ْد جعل الْ ُقرآ َن وال ُسَةَ والْ ِف َق دلِيلَ إِ َ ُك ِل خلُ ٍق حس ٍن َِ‬
‫َ ََ ُ‬
‫َ‬
‫ََ َ ْ َ‬
‫َ ََ‬
‫ُ ََ‬
‫ع َما ُهِي عْ ‪ ،‬إِ ْن م ِشى م ِشى بِعِْل ٍم ‪ ،‬وإِ ْن قَـع َد قَـع َد بِعِْل ٍم ‪ َ ،‬ت ِه ُد لِيسلَم الَاس ِمن لِسانِِ وي ِد ِ‬
‫َ َ َُ‬
‫َ َ َ‬
‫َْ َ ْ َ ُ ْ َ َ َ‬
‫َ ََ َ‬
‫‪ .‬وا َ هل ‪ ،‬فَِإ ْن ج ِهل علَي ِ حلُم ‪ ،‬وا يظْلِم ‪ ،‬فَِإ ْن ُلِم ع َفى ‪ ،‬وا يـبغِي ‪ ،‬وإِ ْن بغِي علَي ِ‬
‫َ َ‬
‫َ ُ َ َْ‬
‫َ َْ‬
‫ُ َ َْ َ َ َ َ ُ‬
‫َ َْ ُ‬
‫ِ ِ ِِ ِ ِ‬
‫صبـر ‪ ،‬يك ِ‬
‫يل لَ ُ ا َْ ُق قَبِلَ ُ ‪ِ ،‬م ْن‬
‫ْظ ُم َغْيظَ ُ لِيُـ ْر ِض َي َربَ ُ ‪َ ،‬ويَغِي َ‬
‫ََ َ َ‬
‫ظ َع ُد َوُ ‪ُ ،‬متَـ َواض ٌع نَـ ْفس ‪ ،‬إ َذا ق َ‬
‫صغِ ٍ أ َْو َكبِ ٍ ‪.‬‬
‫َ‬
‫ب الِرفْـ َعةَ ِم ْن اهِ َعَز َو َج َل ا ِم ْن الْ َم ْيلُوقِ َ ‪َ ،‬ماقِتَاً لِْل ِك ِْر ‪َ ،‬خائَِفاً َعلَى ن ْف ِس ِ ِمْ ُ ‪،‬‬
‫يَطْلُ ُ‬

‫‪7‬‬

‫اأخاق القرآنية للحفاظ‬

‫ب أَ ْن تُـ ْقضى لَ بِِ ا ْ وائِج ‪ ،‬وا يسعى بِِ إِ َ أَبـَ ِاء الْملُ ِ‬
‫ا يتأ َكل بِالْ ُقر ِ‬
‫وك ‪َ ،‬وا‬
‫آن ‪َ ،‬وا ُِ ُ‬
‫ْ‬
‫َ ُ‬
‫ََ ُ َ َ ْ َ‬
‫َ ُ ْ‬
‫ُ‬
‫ُ الِ‬
‫س بِِ اأ ْغِيَاءَ لِيُ ْك ِرُموُ ‪.‬‬
‫َ ُ‬
‫ِ‬
‫ِ ٍ‬
‫ِ ِ ٍِ‬
‫ِ ْن َكسب ال ِ‬
‫يل بِِف ْق ٍ َو ِع ْل ٍم ‪،‬‬
‫إ‬
‫َاس م ْن ال ُدنْـيَا الْ َكث َ با ف ْق َوا بَص َة ‪َ ،‬ك َس َ‬
‫َ َ ُ‬
‫ب ُ َو الْ َقل َ‬
‫ِ‬
‫اخر ‪ ،‬لَبس و ِمن ا ْ ِ‬
‫ِ‬
‫ال َما يَ ْستُـ ُر َع ْوَرتَ ُ ‪ ،‬إِ ْن ُو ِس َع َعلَْي ِ َو َس َع ‪َ ،‬وإِ ْن‬
‫َاس اللَِ َ الْ َف َ َ َ ُ َ ْ َ‬
‫س ال ُ‬
‫إ ْن لَبَ َ‬
‫أُم ِسك علَي ِ أَمسك ‪ ،‬يـ ْق ع بِالْ َقلِ ِيل فَـيك ِ‬
‫ْفي ِ ‪َ ،‬وَْ َذ ُر َعلَى نَـ ْف ِس ِ ِم ْن ال ُدنْـيَا َما يُطْغِي ِ ‪.‬‬
‫َ‬
‫ْ َ َ ْ ْ َ َ َ َُ‬
‫يـتَبِع و ِاجب ِ‬
‫ات الْ ُقر ِ‬
‫ب بِعِْل ٍ‬
‫آن َوال ُس َِة ‪ ،‬يَأْ ُكل الطَ َع َام بِعِْل ٍ‬
‫س بِعِْل ٍم َويَـَ ُام بِعِْل ٍم ‪،‬‬
‫ب‬
‫ل‬
‫ـ‬
‫ي‬
‫و‬
‫‪،‬‬
‫م‬
‫ر‬
‫ش‬
‫ي‬
‫و‬
‫‪،‬‬
‫م‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ ُ َ َ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِِ‬
‫ِ‬
‫َوَُام ُع أَ ْ لَ ُ بِع ْل ٍم ‪َ ،‬ويَ ْ‬
‫ورُ ْم بِع ْل ٍم ‪َ ،‬ويَ ْستَأذ ُن َعلَْي ِه ْم بِع ْل ٍم ‪َُ ،‬ا ِوُر َج َارُ‬
‫ب ا ِإ ْخ َوا َن بع ْل ٍم ‪ ،‬يَـ ُز ُ‬
‫ص َح ُ‬
‫بِعِْل ٍم ‪.‬‬
‫ويـ ْل ِزم نَـ ْفس بَِر والِ َدي ‪ ،‬فَـيي ِف َ ما ج اح ‪ ،‬وَ ْ ِف لِ ِِ‬
‫ص ْوتَ ُ ‪َ ،‬ويَـْب ُذ ُل ََُما‬
‫ص ْوه َما َ‬
‫َ ُ ُ َ ُ َ ْ ُ َ ْ ُ َُ َ َ َ ُ َ ُ َ‬
‫َمالَ ُ ‪َ ،‬ويَـْظُُر إِلَْي ِه َما بِ َع ْ ِ الْ َوقَا ِر َوالَر ْمَِة ‪ ،‬يَ ْدعُو ََُما بِالْبَـ َق ِاء ‪َ ،‬ويَ ْش ُك ُر ََُما ِعْ َد الْ ِك َِر ‪ ،‬ا‬
‫ِ‬
‫ٍِ‬
‫ِ‬
‫ضجر هِِما ‪ ،‬وا َ ِقرُ ا ‪ ،‬إِ ْن اِستَـعانَا بِِ علَى طَ ٍ‬
‫اعة أ َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫يَ ْ َ ُ َ َ ْ ُ َ‬
‫َعانَـ ُه َما ‪َ ،‬وإِ ْن ا ْستَـ َعانَا بِ َعلَى َم ْعصية َمْ‬
‫ْ َ‬
‫ِ‬
‫ِ ِِ‬
‫ِِ‬
‫ِ‬
‫يح َما أ ََر َادا ‪َ ِ ،‬ا ا‬
‫ب لِيَـ ْرِج َعا َع ْن قَبِ ِ‬
‫يُعْـ ُه َما َعلَْيـ َها ‪َ ،‬وَرفَ َق ه َما ِ َم ْعصيت إِيَا َُا ‪ُْ ،‬س ُن اأ ََد َ‬
‫ِِ ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫صى اهَ فِي ِ ‪،‬‬
‫َْ ُس ُن ه َما ف ْعلُ ُ ‪ ،‬يَص ُل الَرح َم ‪َ ،‬ويَكَْرُ الْ َقط َيعةَ ‪َ ،‬م ْن قَطَ َع ُ َمْ يَـ ْقطَ ْع ُ ‪َ ،‬م ْن َع َ‬
‫اع اهَ فِي ِ ‪.‬‬
‫أَطَ َ‬
‫ِ‬
‫ِِ ِِ‬
‫ِ‬
‫ص ِحبَ ُ نَـ َف َع ُ ‪َ ،‬ح َس ُن الْ ُم َجالَ َس ِة لِ َم ِن‬
‫يَ ْ‬
‫ب الْ ُم ْ م َ بع ْل ٍم ‪َ ،‬وَُال ُس ُه ْم بِع ْل ٍم ‪َ ،‬م ْن َ‬
‫ص َح ُ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ور َعلَى‬
‫ِق َم ْن أ ْ‬
‫س ‪ ،‬إِ ْن َعلَ َم َغْيـَرُ َرفَ َق بِ ‪ ،‬ا يـُ َع ُ‬
‫َخطَأَ َوا ُْجلُ ُ ‪َ ،‬رفَ ٌ‬
‫يق ِ أ ُُموِرِ ‪َ ،‬‬
‫صبُ ٌ‬
‫َجالَ َ‬
‫يد خيـراً ‪ ،‬م ِد ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِِ‬
‫تَـعلِي ِم ا ْ ِ ‪ ،‬يأْنَ ِِ‬
‫ِ‬
‫ْ‬
‫س ‪َُ ،‬الَ َستُ ُ تُف ُ َ ْ َ ُ َ ٌ‬
‫ب ل َم ْن َجالَ َس ُ‬
‫س ب الْ ُمتَـ َعل ُم ‪َ ،‬ويَـ ْفَر ُح ب الْ ُم َجال ُ‬
‫َْ َ ُ‬
‫ب الْ ُقر ِ‬
‫بِأ ََد ِ‬
‫آن َوال ُس َِة ‪.‬‬
‫ْ‬
‫ِ ِ‬
‫ِ‬
‫ُص ِ ِ ٍ‬
‫ِ‬
‫ِ ِ‬
‫صِرُ بِعِْل ٍم‬
‫يب مُصيبَة ‪ ،‬فَالْ ُق ْرآ ُن َوال ُسَةُ لَ ُ ُم َ ِدبَان ‪ََْ ،‬ز ُن بِع ْل ٍم ‪َ ،‬ويَـْبكي بِع ْل ٍم ‪َ ،‬ويَ ْ‬
‫إ ْن أ َ‬
‫‪ ،‬ويـتَطَهر بِعِْل ٍم ‪ ،‬ويصلِي بِعِْل ٍم ‪ ،‬ويـَزِكي بِعِْل ٍم ‪ ،‬ويـتَصد ُ ِ‬
‫وم بِعِْل ٍم َوَُ ُج بِعِْل ٍم ‪،‬‬
‫صُ‬
‫َق بِع ْل ٍم ‪َ ،‬ويَ ُ‬
‫ََ َ‬
‫َُ َ‬
‫َُ‬
‫ََ َُ‬
‫ِ‬
‫ِ ِِ ٍ‬
‫ب بِعِْل ٍم ‪َ ،‬ويـُْ ِف ُق بِعِْل ٍم ‪َ ،‬ويَـْبَ ِس ُ ِ اأ ُُموِر بِعِْل ٍم ‪َ ،‬ويَـْـ َقبِ ُ َعْـ َها بِعِْل ٍم ‪،‬‬
‫َوَُا ُد بع ْلم ‪َ ،‬ويَكْتَس ُ‬
‫قَ ْد أَّدبَ ُ الْ ُق ْرآ ُن َوال ُسَةُ ‪.‬‬
‫ِ‬
‫يـتَصفَح الْ ُقرآ َن لِيـ ِدب بِِ نَـ ْفس ‪ ،‬وا يـر ِ ِ ِ‬
‫ض اهُ َعَز َو َج َل‬
‫َ ُ َ ََ َ‬
‫ضى م ْن نَـ ْفس أَ ْن يـُ َدي َما فَـَر َ‬
‫َ َ ُ ْ َُ َ‬
‫َعلَْي ِ ِ َ ْه ٍل ‪ ،‬قَ ْد َج َع َل الْعِْل َم َوالْ ِف ْق َ َدلِيلَ ُ إِ َ ُك ِل َخ ٍْ ‪.‬‬

‫‪8‬‬

‫اأخاق القرآنية للحفاظ‬

‫ِ‬
‫ضوِر فَـ ْه ٍم َو َع ْق ٍل ‪َ ِ ،‬تُ ُ إِي َقاعُ الْ َف ْه ِم لِ َما أَلَْزَم ُ اهُ َعَز َو َج َل ِم ْن‬
‫س الْ ُق ْرآ َن فَبِ ُح ُ‬
‫إذَا َد َر َ‬
‫اتـِب ِاع ما أَمر ‪ ،‬واانْتِه ِاء ع َما نـَهى ‪ ،‬لَيس ِ َت م َ أَختِم ال ُسورةَ ‪َ ِ ،‬ت م َ استـ ْغ ِ بِاهِ عن َغ ِِ‬
‫َ َ ََ َ َ َ َ ْ َ ُُ َ ْ ُ َ ُُ َ ْ َ‬
‫َْ ْ‬
‫‪َ ،‬م َ أَ ُكو ُن ِم ْن الْ ُمتَ ِق َ ‪َ ،‬م َ أَ ُكو ُن ِم ْن الْ ُم ْح ِسِ َ ‪َ ،‬م َ أَ ُكو ُن ِم ْن الْ ُمتَـ َوِكلِ َ ‪َ ،‬م َ أَ ُكو ُن ِم ْن‬
‫اْ ِ‬
‫اشعِ َ ‪ ،‬م َ أَ ُكو ُن ِمن ال َ ِ‬
‫ص ِادقِ َ ‪َ ،‬م َ أَ ُكو ُن ِم ْن ا َْائِِف َ ‪َ ،‬م َ‬
‫ين ‪َ ،‬م َ أَ ُكو ُن ِم ْن ال َ‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫صاب ِر َ‬
‫أَ ُكو ُن ِم ْن الَر ِاج َ ؟ ‪.‬‬
‫م َ أ َْز ُد ِ ال ُدنْـيا ‪ ،‬م َ أَر َغب ِ ِ‬
‫اآخرةِ ‪ ،‬م َ أَتُوب ِمن ال ُذنُ ِ‬
‫ِع َم‬
‫وب ‪َ ،‬م َ أ َْع ِر ُ‬
‫َ َ‬
‫ف ال ـ َ‬
‫ُ ْ‬
‫َ َ‬
‫َ َ ْ ُ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫اب ‪َ ،‬م َ أَفْـ َق ُ َما أَتْـلُو ‪،‬‬
‫الْ ُمتَـ َواتَرةِ ‪َ ،‬م َ أَ ْش ُك ُر َعلَْيـ َها ‪َ ،‬م َ أ َْعق ُل َع ْن اه َجلَ ْ‬
‫ت َعظَ َمتُ ُ ا ْ طَ َ‬
‫م َ أَ ْغلِب نَـ ْف ِسي علَى وا ا ‪ ،‬م َ أ ِ‬
‫ِ ِ‬
‫ِ‬
‫ظ لِ َساِ ‪،‬‬
‫َح َف ُ‬
‫ُجا ُد ِ اه َعَز َو َج َل َح َق ا ْ َهاد ‪َ ،‬م َ أ ْ‬
‫َ ََ َ َ َ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫م َ أَغُ ُ طَرِ ‪ ،‬م َ أَح َف ُ ِ‬
‫استَ ِح ِم ْن اهِ َعَز َو َج َل َح َق ا َْيَ ِاء ‪َ ،‬م َ ا ْشتَغِ ُل‬
‫ْ َ ْ‬
‫ظ فَـ ْرجي ‪َ ،‬م َ ْ‬
‫َ‬
‫بِعيِي ‪ ،‬م َ أُصلِح ما فَس َد ِمن أَم ِري ‪ ،‬م َ أ ِ‬
‫ب نَـ ْف ِسي ؟ ‪.‬‬
‫َْ َ ْ ُ َ َ ْ ْ‬
‫َ َ‬
‫َحاس ُ‬
‫ِ ِ ِ‬
‫ِ‬
‫اضيَاً ‪َ ،‬م َ أَ ُكو ُن بِاهِ ِواثَِقاً ‪َ ،‬م َ أَ ُكو ُن‬
‫َم َ أَتَـَزَوُد ليَـ ْوم َم َعادي ‪َ ،‬م َ أَ ُكو ُن َع ْن اه َر َ‬
‫آن متَعِظَاً ‪ ،‬م َ أَ ُكو ُن بِ ِذ ْك ِرِ عن ِذ ْك ِر َغ ِِ م ْشتَغِاً ‪ ،‬م َ أ ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫َح َ‬
‫ُح ُ‬
‫ب ‪َ ،‬م َ أَبْـغَ ُ‬
‫ب َما أ َ‬
‫َ‬
‫ْ ُ‬
‫َْ‬
‫َ‬
‫بَز ْج ِر الْ ُق ْر ُ‬
‫ما أَبـغَ ‪ ،‬م َ أنْصح هِ ‪ ،‬م َ أ ِ‬
‫ص لَ ُ َع َملِي ؟ ‪.‬‬
‫َ ْ‬
‫َ ْ َ َ‬
‫ُخل ُ‬
‫َُ‬
‫صر أ ََملِي ‪َ ،‬م َ أَتَأَ َ ِ ِ ِ‬
‫َجلِي ‪َ ،‬م َ أ َُع ِم ُر قَـ ِْري ‪َ ،‬م َ‬
‫ب َع ِ أ َ‬
‫ب ليَـ ْوم َم ْوي ‪َ ،‬وقَ ْد غُيِ َ‬
‫ُ‬
‫َم َ أُقَ ِ ُ‬
‫ِِ‬
‫ق و ِشدِتِِ ‪َ ،‬م َ أُفَ ِكر ِ ُخ ْلوِي َم َع رِي ‪َ ،‬م َ أُفَ ِكر ِ الْمْـ َقلَ ِ‬
‫ِ ِ‬
‫ب؟‪.‬‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫أُفَك ُر الْ َم ْوق َ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫م َ أَح َذر ما ح َذرِ ِمْ رِي ‪ِ ،‬من نَا ٍر حُر ا َش ِدي ٌد ‪ ،‬وقَـعر ا بعِ‬
‫ِ‬
‫يل ‪ ،‬ا‬
‫و‬
‫ط‬
‫ا‬
‫ه‬
‫م‬
‫غ‬
‫و‬
‫‪،‬‬
‫د‬
‫ي‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ٌ‬
‫ََ‬
‫َ‬
‫َ َُْ َ‬
‫ْ‬
‫َ ْ ُ َ َ َ َُ‬
‫َ‬
‫ٌ‬
‫وم ‪َ ،‬و َشَرابـُ ُه ْم‬
‫وت أَ ْ لُ َها فَـيَ ْس َِ ْ ُوا ‪َ ،‬وا تُـ َق ُ‬
‫َُ ُ‬
‫ال َعثْـَرتُـ ُه ْم ‪َ ،‬وا تُـ ْر َح ُم َعْبـَرتُـ ُه ْم ‪ ،‬طَ َع ُام ُه ْم الَزقُ ُ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫اب)‪.‬‬
‫ض َج ْ‬
‫يم ‪ُ ،‬كلَ َما نَ َ‬
‫ت ُجلُ ُ‬
‫ود ُ ْم بُدلُوا َغْيـَرَ ا ليَ ُذوقُوا الْ َع َذ َ‬
‫ا َْم ُ‬
‫قال ال ووي كتاب التبيان آداب ملة القرآن ‪ :‬ومن آداب أن يكون على أكمل‬
‫اأحوال وأكرم الشمائل وأن يرفع نفس عن كل ما هى القرآن ع إجاا للقرآن وأن يكون‬
‫مصونا عن دنئ ااكتساب شريق ال فس مرتفعا على ا بابرة وا فاة من أ ل الدنيا متواضعا‬
‫للصا وأ ل ا وا ساك وأن يكون متيشعا ذا سكي ة ووقار * فقد جاء عن عمر بن‬
‫ا طاب رضي اه ع أن قال يا معشر القراء ارفعوا رؤوسكم فقد وضح لكم الطريق فاستبقوا‬
‫ا ات ا تكونوا عياا على ال اس‪ ،‬وعن عبد اه بن مسعود رضي اه ع قال ي بغي امل‬
‫إذا ال اس يفرحون‬
‫القرآن أن يعرف بليل إذا ال اس نائمون وب هار إذا ال اس مفطرون و زن‬

‫‪9‬‬

‫اأخاق القرآنية للحفاظ‬

‫وببكائ إذا ال اس يضحكون وبصحت إذا ال اس وضون‪ ،‬و سوع إذا ال اس تالون ‪ ،‬وعن‬
‫ا سن بن علي رضي اه ع قال إن من كان قبلكم رأوا القرآن رسائل من رهم فكانوا‬
‫يتدبروها بالليل ويتفقدوها ال هار‬
‫وعن الفضيل بن عياض قال ي بغي امل القرآن أن ا تكون ل حاجة إ أحد من ا لفاء‬
‫فمن دوهم وع أيضا قال حامل القرآن حامل راية اإسام ا ي بغي أن يلهو مع من يلهو وا‬
‫يسهو مع من يسهو وا يلغو مع من يلغو تعظيما ق القرآن بعد عه التكسب ب [ فصل ى‬
‫ومن أ م ما ي مر ب أن ذر كل ا ذر من ا اذ القرآن معيشة يكتسب ها جعل ا اه تعا‬
‫‪10‬‬
‫ن يتأدب ب داب القرآن‪ ،‬ويتيلق بأخاق‬
‫مكانة أهل القرآن ودور أخاقهم في نحاحهم الدعوى وااجتماعي واأكادمي‪:‬‬

‫و ا ي بغي أن يفقه حفاظ القرآن أن ا يقتصروا على ا فظ اللسان بل ي بغي أن‬
‫يكونوا من ملة القرآن علماً وعماً دعوة وتطبيقاً وجهاداً‪ ،‬وقد كان حفاظ القرآن من السلق‬
‫الصاح م السباقون إ العمل وال بية والدعوة وا هاد‪ ،‬فأ ل القرآن م اأئمة الدين‪ ،‬و م‬
‫ا ربون لأجيال‪ ،‬و م القادة وا ود ا هاد‪ ،‬و م ا وجهون الدعوة‪.‬‬
‫وإن كان أ ل القرآن مكانة فيما ذكر فأخاقهم اأساسية وا ركية ي زاد م‬
‫اأساسي ل جاح دعوهم وتربيتهم وجهاد م وتعليمهم‪ ،‬وبا لق اإ ا ح معاذ بن جبل رضي‬
‫اه ع حيث ا يألو جهداً تربيتهم‪ ،‬قال ا ارث بن عم ة قال ‪ :‬ا حضر معاذ الوفاة بكى‬
‫أ ل البيت و م جلوس حول ع د أعمام أغميت علي وأفاق و م يبكون ‪ ،‬فقال ما يبكيكم‬
‫فأجبت ع هم ‪ ،‬فقلت ‪ :‬واه ما نبكي على قرابة قربت بي ا وبي ك ا وعلى دنيا نصيبها ولك ا‬
‫نبكي على العلم الذي ي قطع ع ا ع د موتك ‪ ،‬قال ‪ :‬إن العلم واإ ان ركاهما إ يوم القيامة‬
‫ومن ابتغا ا وجد ا الكتاب والس ة‪ ،‬فاعرضوا على الكتاب كل الكام وا تعرضو على شيء‬
‫من الكام واتبعوا العلم ع د عمر وعثمان وعلي فإن فقد و وم تقدروا علي فاطلبو عن أربعة‬
‫عو ر وابن أم عبد وابن سام وسلمان رمهم اه تعا ‪ ،‬واتقوا زلة العام خذوا ا ق ن جاء ب‬
‫‪11‬‬
‫وردوا الباطل على من جاء ب كائ ا ما كان ومات رمة اه علي‬
‫‪ ) 10‬ال ووي‪ ،‬التبيان في داب ملة القرآن ‪.‬‬
‫‪ ) 11‬على بن ا سن بن بة اه‪ ،‬تاري دمشق ‪463 /11‬‬

‫‪10‬‬

‫اأخاق القرآنية للحفاظ‬

‫ر العدو ويضارب‬
‫وكانت راية ا سلم يوم اليمامة مع زيد‪ ،‬فلم يزل يتقدم ها‬
‫بسيف ح قتل‪ ،‬ووقعت الراية‪ ،‬فأخذ ا سام مو أي حذيفة‪ ،‬و ا اهزم ا سلمون يوم اليمامة‪،‬‬
‫و هرت ح يفة فغلبت على الرجال‪ ،‬جعل زيد يقول‪ :‬أما الرجال فا رجال‪ .‬وجعل يصيح بأعلى‬
‫صوت ‪ :‬اللهم إ أعتذر إليك من فرار أصحاي‪ ،‬وأبرأ إليك ا جاء ب مسيلمة‪ ،‬و كم اليمامة‪،‬‬
‫وجعل يس بالراية يتقدم ها ح قتل‪ ،‬و ا أخذ الراية سام قال ا سلمون ‪ :‬يا سام‪ ،‬إنا اف‬
‫‪12‬‬
‫أن ن تى من قبلك‪ ،‬فقال‪ :‬بئس حامل القرآن أنا إن أتيتم من قبلي!‪.‬‬
‫وكان الصحابة يتواصون بي هم ويقولون ‪ :‬يا أصحاب سورة البقرة‪ ،‬بطل السحر اليوم‪،‬‬
‫وحفر ثابت بن قيس لقدمي اارض إ أنصاف ساقي ‪ ،‬و و حامل لواء اانصار بعدما‬
‫وتكفن‪ ،‬فلم يزل ثابتا ح قتل اك‪ ،‬وقال ا هاجرون لسام مو أي حذيفة ‪ :‬أ شى أن ن تى‬
‫من قبلك ؟ فقال ‪ :‬بئس حامل القرآن أنا إذا‪ ،‬وقال زيد بن ا طاب ‪ :‬أيها ال اس عضوا على‬
‫أضراسكم واضربوا عدوكم وامضوا قدما‪ ،‬وقال ‪ :‬واه ا أتكلم ح يهزمهم اه أو ألقى اه‬
‫فأكلم ج ‪ ،‬فقتل شهيدا رضي اه ع * وقال أبو حذيفة ‪ :‬يا أ ل القرآن زي وا القرآن‬
‫‪13‬‬
‫بالفعال‪ ،‬ومل فيهم ح أبعد م وأصيب رضي اه ع ‪.‬‬
‫و ال السياسة الشرعية فقد كان ملة القرآن ا قدمة روى الطري بس د حدث ا‬
‫أمد بن م صور ‪ ،‬حدث ا عبد الرزاق بن ام ‪ ،‬أنبأنا معمر ‪ ،‬عن الز ري ‪ ،‬قال ‪ :‬حدث عمرو‬
‫بن واثلة ‪ ،‬قال ابن م صور ‪ :‬كذا قال معمر أن نافع بن عبد ا ارث تلقى عمر بن ا طاب‬
‫إ عسفان ‪ ،‬وكان عاما ل على مكة فقال ل عمر ‪ :‬من استيلفت على أ ل الوادي ‪ ،‬يع‬
‫أ ل مكة ؟ قال ‪ :‬ابن أبزى ‪ .‬قال ‪ :‬ومن ابن أبزى ؟ قال ‪ :‬رجل من ا وا ‪ ،‬أو قال ‪ :‬مو ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬استيلفت عليهم مو قال ‪ :‬إن قارئ لكتاب اه ‪ .‬قال ‪ :‬أما إن نبيكم صلى اه علي‬
‫‪14‬‬
‫وسلم قال ‪ « :‬إن اه يرفع هذا القرآن أقواما ويضع ب آخرين ذ‬

‫‪ ) 12‬ابن اأث ‪ ،‬أسد الغابة ‪.398 /1‬‬
‫‪ ) 13‬ابن كث ‪ ،‬البداية وال هاية ‪357 /6‬‬
‫‪ ) 14‬الطري‪ ،‬هذيب اآثار ‪120 /3‬‬

‫‪11‬‬

‫اأخاق القرآنية للحفاظ‬

‫اح ا فاظ لكوها تشكل شيصية جادة م تجة‪،‬‬
‫اأخاق القرآنية ل دور كب‬
‫ك بِِ ِع ْل ٌم إِ َن‬
‫س لَ َ‬
‫فقول تعا ‪ " :‬وقل رب زد علما" سورة ط ‪ ،‬وقول " َوَا تَـ ْق ُ‬
‫ق َما لَْي َ‬
‫ك َكا َن َعْ ُ َم ْسئُ ًوا (‪ " )36‬سورة اإسراء‬
‫صَر َوالْ ُف َ َاد ُك ُل أُولَئِ َ‬
‫ال َس ْم َع َوالْبَ َ‬
‫يدفع ا افظ على ا رص طلب العلم ا يقق ع د ح ّد‪ ،‬يشكل شيصية علمية‬
‫ال ترف التقليد اأعمي‪ ،‬ويتبع اأسلوب العلمي التفك وشعار " فأتوا بر انكم إن ك تم‬
‫صادق "‬
‫و ال التعليم وال بية " يستمد ا افظ أخاق ال ي صلى اه علي وسلم ‪ ":‬من قول‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫تعا " لََق ْد جاء ُكم رس ٌ ِ‬
‫وف‬
‫يص َعلَْي ُك ْم بِالْ ُم ْ ِمِ َ َرءُ ٌ‬
‫ُم َح ِر ٌ‬
‫َ َ ْ َُ‬
‫ول م ْن أَنْـ ُفس ُك ْم َع ِز ٌيز َعلَْي َما َع ت ْ‬
‫ِ‬
‫يم (‪ ")128‬فيحرص على إفادة الطالب‪ ،‬والشفقة علي ‪.‬‬
‫َرح ٌ‬
‫ِ‬
‫ت َعلَى بَـيِـَ ٍة ِم ْن َرِي‬
‫و ال الدعوة يأخذ من قول تعا " قَ َال يَا قَـ ْوم أ ََرأَيْـتُ ْم إِ ْن ُكْ ُ‬
‫يد إَِا ِْ‬
‫ص َا َح َما‬
‫ُخالَِف ُك ْم إِ َ َما أَنْـ َها ُك ْم َعْ ُ إِ ْن أُ ِر ُ‬
‫َوَرَزقَِ ِمْ ُ ِرْزقًا َح َسًا َوَما أُ ِر ُ‬
‫اإ ْ‬
‫يد أَ ْن أ َ‬
‫استَطَعت وما تَـوفِ ِيقي إَِا بِاللَ ِ علَي ِ تَـوَك ْل ِ ِ ِ‬
‫يب " األتزام ا يدعو إلي ‪ ،‬ويأخذ من قول‬
‫َْ َ ُ‬
‫ْ ْ ُ ََ ْ‬
‫ت َوإلَْي أُن ُ‬
‫تعا " قُل ِذ ِ سبِيلِي أ َْدعو إِ َ اللَ ِ علَى ب ِ‬
‫ص َةٍ أَنَا َوَم ِن اتَـبَـ َع ِ َو ُسْب َحا َن اللَ ِ َوَما أَنَا ِم َن‬
‫ُ‬
‫َ َ‬
‫ْ َ َ‬
‫الْ ُم ْش ِركِ َ (‪ )108‬االتزام بالعلم والبص ة فيما يدعو إلي ‪.‬‬
‫ق َ‬
‫و ال اإ ا ااجتماعي ياخذ ا افظ من قول تعا ‪ " :‬أَ َمْ تَـَر َكْي َ‬
‫ب اللَ ُ‬
‫ضَر َ‬
‫ِ‬
‫ٍ‬
‫ت َوفَـ ْرعُ َها ِ ال َس َم ِاء ‪ .‬تُـ ِْي أُ ُكلَ َها ُك َل ِح ٍ بِِإ ْذ ِن َربـِ َها‬
‫َصلُ َها ثَابِ ٌ‬
‫َمثَ ًا َكل �