ﻝﻭﻷﺍ ﺏﺎﺑ Zakat Investment In Trade Field, The Law And The Rulling Foundation In The Islamic Jurisprudence.
ﺑﺎﺏ ﺍﻷﻭﻝ
ﺃ .ﺍﳌﻘﺪﻣﺔ
ﺇﻥ ﺍﳊﻤـﺪ ﷲ ،ﳓﻤﺪﻩ ﻭﻧﺴﺘﻌﻴﻨﻪ ﻭ ﻧﺴﺘﻐﻔﺮﻩ ،ﻭﻧﻌﻮﺫ ﺑﺎﷲ ﻣﻦ ﺷﺮﻭﺭ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ،ﻭﻣﻦ
ﺳﻴﺌﺎﺕ ﺃﻋﻤﺎﻟﻨﺎ ،ﻣﻦ ﻳﻬﺪﻩ ﺍﷲ ﻓﻼ ﻣﻀﻞ ﻟﻪ ،ﻭﻣﻦ ﻳﻀﻠﻞ ﻓﻼ ﻫﺎﺩﻱ ﻟﻪ .ﻭﺃﺷﻬـﺪ ﺃﻥ ﻻ ﺇﻟﻪ
ﺇﻻ ﺍﷲ ﻭﺣﺪﻩ ﻻ ﺷﺮﻳﻚ ﻟﻪ ،ﻭﺃﺷﻬﺪ ﺃﻥ ﳏﻤﺪﹰﺍ ﻋﺒﺪﻩ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ .ﻗﺎﻝ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ:
ﺴﻠﻤﻮ ﹶﻥ.
ﻳﺎ ﹶﺃﻳﻬﺎ ﺍﱠﻟﺬﻳ ﻦ ﺁ ﻣﻨﻮﺍ ﺍﺗﻘﹸﻮﺍ ﺍﻟﱠﻠ ﻪ ﺣ ﻖ ﺗﻘﹶﺎﺗ ﻪ ﻭﻻ ﺗﻤﻮﺗ ﻦ ﺇﹺﻻ ﻭﹶﺃﻧﺘ ﻢ ﻣ
١
ﺲ ﻭﺍ ﺣ ﺪ ﺓ ﻭ ﺧﹶﻠ ﻖ ﻣﻨﻬﺎ ﺯ ﻭ ﺟﻬﺎ
ﺱ ﺍﺗﻘﹸﻮﺍ ﺭﺑ ﹸﻜ ﻢ ﺍﱠﻟﺬﻱ ﺧﹶﻠ ﹶﻘ ﹸﻜﻢ ﻣ ﻦ ﻧ ﹾﻔ ﹴ
ﻳﺎ ﹶﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎ
ﺚ ﻣﻨ ﻬﻤﺎ ﹺﺭﺟﺎ ﹰﻻ ﹶﻛﺜﲑﹰﺍ ﻭﹺﻧﺴﺎ ًﺀ ﻭﺍﺗﻘﹸﻮﺍ ﺍﻟﱠﻠ ﻪ ﺍﱠﻟﺬﻱ ﺗﺴﺎ َﺀﻟﹸﻮ ﹶﻥ ﹺﺑ ﻪ ﻭﺍﹾﻟﹶﺄ ﺭﺣﺎ ﻡ ﹺﺇ ﱠﻥ ﺍﻟﱠﻠ ﻪ ﻛﹶﺎ ﹶﻥ
ﻭﺑ ﱠ
ﻋﹶﻠﻴ ﹸﻜ ﻢ ﺭﻗﻴﺒﹰﺎ.
٢
ﺼﻠ ﺢ ﹶﻟ ﹸﻜ ﻢ ﹶﺃ ﻋﻤﺎﹶﻟ ﹸﻜ ﻢ ﻭﻳ ﻐ ﻔ ﺮ
ﻳﺎ ﹶﺃﻳﻬﺎ ﺍﱠﻟﺬﻳﻦ ﺁ ﻣﻨﻮﺍ ﺍﺗﻘﹸﻮﺍ ﺍﻟﱠﻠ ﻪ ﻭﻗﹸﻮﻟﹸﻮﺍ ﹶﻗ ﻮ ﹰﻻ ﺳﺪﻳﺪﹰﺍ * ﻳ
ﹶﻟ ﹸﻜ ﻢ ﹸﺫﻧﻮﺑ ﹸﻜ ﻢ ﻭ ﻣ ﻦ ﻳ ﻄﻊﹺ ﺍﻟﱠﻠ ﻪ ﻭ ﺭﺳﻮﹶﻟ ﻪ ﹶﻓ ﹶﻘ ﺪ ﻓـَﺎ ﺯ ﹶﻓﻮﺯﹰﺍ ﻋﻈﻴﻤﹰﺎ ٣.ﺃﻣﺎ ﺑﻌﺪ:
ﻓﺈﻥ ﺧﲑ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﱃ ،ﻭﺧـﲑ ﺍﳍﺪﻱ ﻫﺪﻱ ﳏﻤﺪ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﹼﻢ ،ﻭﺷﺮ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﳏﺪﺛﺎﺎ ،ﻭﻛﻞ ﳏﺪﺛﺔ ﺑﺪﻋﺔ ،ﻭﻛﻞ ﺑﺪﻋﺔ ﺿﻼﻟﺔ ،ﻭﻛﻞ ﺿﻼﻟﺔ
ﰲ ﺍﻟﻨﺎﺭ.
١ﺳﻮﺭﺓ ﺁﻝ ﻋﻤﺮﺍﻥ.١٠٢ :
٢ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ.١ :
٣ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ.٧٠ :
١
ﺩﻳﻦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻫﻮ ﺩﻳﻦ ﺁﺧﺮ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﺭﲪﺔ ﻟﻠﻌﺎﳌﲔ ،ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻘﺒﻞ ﺍﷲ ﺩﻳﻨﺎ ﺇﻻ
ﻼ ﹺﻡ ﺩﻳﻨﺎ ﹶﻓﻠﹶﻦ ﻳ ﹾﻘﺒ ﹶﻞ ﻣﻨ ﻪ ﻭ ﻫ ﻮ ﻓﻲ
ﺩﻳﻦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ،ﻟﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ } :ﻭﻣﻦ ﻳﺒﺘ ﹺﻎ ﹶﻏﻴﺮ ﺍ ِﻹ ﺳ ﹶ
ﺍﻵ ﺧ ﺮ ﺓ ﻣ ﻦ ﺍﹾﻟﺨﺎ ﺳﺮﹺﻳ ﻦ{.
٤
ﻭﻟﺬﺍ ﺟﺎﺀ ﺩﻳﻦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺑﺎﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺍﻟﺘﺎﻣﺔ ﺍﻟﱵ ﺘﻢ ﰲ ﳐﺘﻠﻒ ﺟﻮﺍﻧﺐ ﺍﳊﻴﺎﺓ
ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﺍﳌﻄﻠﻮﺑﺔ ﻋﺪﻻ ﻭﺍﺣﺴﺎﻧﺎ .ﻭﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺣﺚ
ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺃﻫﻠﻪ ﳌﺴﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﻀﻌﻔﺎﺀ ﻭﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﻭ ﺍﳌﺴﺎﻛﲔ ،ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﳊﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ
ﺣﻴﺎﻢ ﻭﺍﻟﺮﻓﺎﻫﻴﺔ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ .ﻭﻗﺪ ﻛﺜﺮﺕ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﺁﻧﻴﺔ ﻭﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﻨﺒﻮﻳﺔ
ﲢﺪﺛﺖ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ،ﻣﺜﻼ ﺍﳊﺚ ﻋﻠﻰ ﺇﻃﻌﺎﻡ ﺍﳌﺴﺎﻛﲔ ﻭﺍﻟﻴﺘﺎﻣﻰ ،ﻭﺍﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﱃ
ﺴﻜﻴﻨﺎ ﻭﻳﺘﻴﻤﺎ ﻭﹶﺃ ﺳﲑﺍ{.
ﻳﻘﻮﻝ } :ﻭﻳ ﹾﻄ ﻌﻤﻮ ﹶﻥ ﺍﻟ ﱠﻄﻌﺎ ﻡ ﻋﻠﹶﻰ ﺣﺒ ﻪ ﻣ
٥
ﺤ ﻢ ﺍﹾﻟ ﻌ ﹶﻘﺒ ﹶﺔ ) (١١ﻭﻣﺎ
ﻭﻛﺬﻟﻚ ﰲ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﻳﻘﻮﻝ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﱃ} :ﻓﹶﻼ ﺍ ﹾﻗﺘ
ﺴ ﻐﺒ ﺔ ) (١٤ﻳﺘﻴﻤﺎ ﺫﹶﺍ
ﻚ ﺭﹶﻗﺒ ﺔ ) (١٣ﹶﺃ ﻭ ﹺﺇ ﹾﻃﻌﺎ ﻡ ﻓﻲ ﻳ ﻮ ﹴﻡ ﺫﻱ ﻣ
ﹶﺃ ﺩﺭﺍ ﻙ ﻣﺎ ﺍﹾﻟ ﻌ ﹶﻘﺒ ﹸﺔ ) (١٢ﹶﻓ
ﺴﻜﻴﻨﺎ ﺫﹶﺍ ﻣﺘ ﺮﺑ ﺔ ).{(١٦
ﻣ ﹾﻘ ﺮﺑ ﺔ ) (١٥ﹶﺃ ﻭ ﻣ
٦
ﻭﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﱃ ﺫﻟﻚ ،ﻗﺪ ﺟﻌﻞ ﺍﷲ ﺍﻧﺘﻬﺎﻙ ﺍﳊﺮﻣﺔ ﻛﻔﺎﺭﺓ ﺫﺍﺕ ﺇﺻﺎﻟﺔ
ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ،ﻣﺜﻞ ﻛﻔﺎﺭﺓ ﺍﻟﻴﻤﲔ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺘﺨﻴﲑ ﺑﲔ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺃﺷﻴﺎﺀ :ﺇﻃﻌﺎﻡ ﻋﺸﺮﺓ
ﻣﺴﺎﻛﲔ ،ﺃﻭ ﺇﻋﻄﺎﺀ ﻗﺴﻮﺓ ﳌﺴﺎﻛﲔ ،ﺃﻭ ﻋﺘﻖ ﺭﻗﺒﺔ ،ﺃﻭ ﺻﻴﺎﻡ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻳﺎﻡ ،ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ
٤ﺳﻮﺭﺓ ﺁﻝ ﻋﻤﺮﺍﻥ.٨٥ :
٥ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ.٧ :
٦ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﺒﻠﺪ.١٦-١١ :
٢
ﺗﻌﺎﱃ} :ﻻﹶ ﻳﺆﺍ ﺧ ﹸﺬ ﹸﻛ ﻢ ﺍﻟﱠﻠ ﻪ ﺑﹺﺎﻟﱠﻠ ﻐ ﹺﻮ ﻓﻲ ﹶﺃﻳﻤﺎﹺﻧ ﹸﻜ ﻢ ﻭﹶﻟﻜﻦ ﻳﺆﺍ ﺧ ﹸﺬﻛﹸﻢ ﹺﺑﻤﺎ ﻋﻘﱠﺪﺗ ﻢ ﺍ َﻷﻳﻤﺎ ﹶﻥ
ﺴ ﻮﺗ ﻬ ﻢ ﹶﺃ ﻭ
ﻂ ﻣﺎ ﺗ ﹾﻄ ﻌﻤﻮ ﹶﻥ ﹶﺃ ﻫﻠﻴ ﹸﻜ ﻢ ﹶﺃ ﻭ ﻛ
ﲔ ﻣ ﻦ ﹶﺃ ﻭ ﺳ
ﺸ ﺮ ﺓ ﻣﺴﺎ ﻛ
ﹶﻓ ﹶﻜﻔﱠﺎ ﺭﺗ ﻪ ﹺﺇ ﹾﻃﻌﺎﻡ ﻋ
ﻚ ﹶﻛﻔﱠﺎ ﺭ ﹸﺓ ﹶﺃﻳﻤﺎﹺﻧ ﹸﻜ ﻢ ﹺﺇﺫﹶﺍ ﺣﹶﻠ ﹾﻔﺘ ﻢ ﻭﺍ ﺣ ﹶﻔ ﹸﻈﻮﹾﺍ
ﻼﹶﺛ ﺔ ﹶﺃﻳﺎ ﹴﻡ ﹶﺫﻟ
ﺼﻴﺎ ﻡ ﹶﺛ ﹶ
ﺠ ﺪ ﹶﻓ
ﺤﺮﹺﻳ ﺮ ﺭﹶﻗﺒ ﺔ ﹶﻓﻤﻦ ﱠﻟ ﻢ ﻳ ﹺ
ﺗ
ﺸ ﹸﻜﺮﻭ ﹶﻥ{.
ﻚ ﻳﺒﻴ ﻦ ﺍﻟﱠﻠ ﻪ ﹶﻟ ﹸﻜ ﻢ ﺁﻳﺎﺗ ﻪ ﹶﻟ ﻌﱠﻠ ﹸﻜ ﻢ ﺗ
ﹶﺃﻳﻤﺎﻧ ﹸﻜ ﻢ ﹶﻛ ﹶﺬﻟ
٧
ﻉ
ﻭﻻ ﻏﺮﺍﺑﺔ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻓﻔﻲ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻗﺪ ﲰﻰ ﺍﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﱃ ﻣﻦ ﻳﺪ
ﺍﻟﻴﺘﻴﻢ ﻭﻻ ﳛﺾ ﻋﻠﻰ ﺇﻃﻌﺎﻡ ﺍﳌﺴﻜﲔ ﻣﻦ ﺍﳌﻜﺬﺏ ﺑﺎﻟﺪﻳﻦ ،ﻓﺎﻗﺮﺃ ﻣﺎ ﺷﺌﺖ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ:
ﺾ ﻋﻠﹶﻰ
ﺤ
ﻉ ﺍﹾﻟﻴﺘﻴ ﻢ ) (٢ﻭﻻ ﻳ
ﻚ ﺍﱠﻟﺬﻱ ﻳ ﺪ
ﺏ ﺑﹺﺎﻟﺪﻳ ﹺﻦ ) (١ﹶﻓ ﹶﺬﻟ
ﺖ ﺍﱠﻟﺬﻱ ﻳ ﹶﻜ ﱢﺬ
}ﹶﺃ ﺭﹶﺃﻳ
ﲔ ).{(٣
ﺴ ﻜ ﹺ
ﹶﻃﻌﺎ ﹺﻡ ﺍﹾﻟ ﻤ
٨
ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺒﻐﻮﻱ ٩ﺭﲪﻪ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﰲ ﺗﻔﺴﲑﻩ :ﻭﻣﻌﲎ "ﻳﻜﺬﺏ ﺑﺎﻟﺪﻳﻦ" ﺃﻱ ﺑﺎﳉﺰﺍﺀ
ﻉ :ﺍﻟﺪﻓﻊ
ﻉ ﺍﹾﻟﻴﺘﻴ ﻢ{ ﺃﻱ ﻳﻘﻬﺮﻩ ﻭﻳﺪﻓﻌﻪ ﻋﻦ ﺣﻘﻪ ﻭﺍﻟﺪ
ﻚ ﺍﱠﻟﺬﻱ ﻳ ﺪ
ﻭﺍﳊﺴﺎﺏ} .ﹶﻓ ﹶﺬﻟ
٧ﺳﻮﺭﺓ ﺍﳌﺎﺋﺪﺓ.٨٩ :
٨ﺳﻮﺭﺓ ﺍﳌﺎﻋﻮﻥ.٣-١ :
٩
ﺍﻟﺒﻐﻮﻱ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﳊﺎﻓﻆ ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ ﺍﺘﻬﺪ ﳏﻴﻲ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺃﺑﻮ ﳏﻤﺪ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﻔﺮﺍﺀ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ
ﺻﺎﺣﺐ ﻣﻌﺎﱂ ﺍﻟﺘﱰﻳﻞ ﻭﺷﺮﺡ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺍﻟﺘﻬﺬﻳﺐ ﻭﺍﳌﺼﺎﺑﻴﺢ ﻭﻏﲑ ﺫﻟﻚ ﺗﻔﻘﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺎﺿﻰ ﺣﺴﲔ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻘﺔ
ﻭﺣﺪﺙ ﻋﻨﻪ .ﺇﻧﻪ ﻭﻟﺪ ﺳﻨﺔ ) ٤٣٣ﻫـ( ﻭﺗﻮﰲ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ ﺑﻤﺮﻭ ﺍﻟﺮﻭﺫ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻣﻦ ﺣﺪﺍﺋﻖ ﺧﺮﺍﺳﺎﻥ ﰲ ﺷﻮﺍﻝ ﺳﻨﺔ
٥١٦ﻫــ .ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺧﺪﻣﻮﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ،ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻨﺒﻮﻳﺔ ،ﺑﺎﻟﻌﻜﻮﻑ ﻋﻠﻰ ﺩﺭﺍﺳﺘﻬﻤﺎ،
ﻭﺗﺪﺭﻳﺴﻬﻤﺎ ،ﻭﻛﺸﻒ ﻛﻨﻮﺯﳘﺎ ،ﻭﺃﺳﺮﺍﺭﳘﺎ ،ﻭﺍﻟﺘﺄﻟﻴﻒ ﻓﻴﻬﻤﺎ .ﺍﻧﻈﺮ ﺗﺬﻛﺮﺓ ﺍﳊﻔﺎﻅ ،١٢٥٧/٤ :ﻭﺗﻔﺴﲑ ﺍﻟﺒﻐﻮﻱ
. ١٤ / ١:
٣
ﲔ{ ﺃﻱ ﻻ ﻳﻄﻌﻤﻪ ﻭﻻ ﻳﺄﻣﺮ
ﺴ ﻜ ﹺ
ﺾ ﻋﻠﹶﻰ ﹶﻃﻌﺎ ﹺﻡ ﺍﹾﻟ ﻤ
ﺤ
ﺑﺎﻟﻌﻨﻒ ﻭﺍﳉﻔﻮﺓ} .ﻭﻻ ﻳ
ﺑﺈﻃﻌﺎﻣﻪ ﻷﻧﻪ ﻳﻜﺬﺏ ﺑﺎﳉﺰﺍﺀ ﺃﻫـ.
١٠
ﻭﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻫﻮ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ﲝﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻬﺘﻢ ﺟﻮﺍﻧﺐ ﺍﳊﻴﺎﺓ
ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻣﺮﺍﻋﺎﺓ ﺍﺣﺘﻴﺎﺟﺎﻢ ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺣﺬﻑ ﺍﻟﻔﻮﺍﺭﻕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺑﲔ
ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﻭﺍﻷﻏﻨﻴﺎﺀ ،ﻭﺑﲔ ﺍﻷﻗﻮﻳﺎﺀ ﻭﺍﻟﻀﻌﻔﺎﺀ ﻭﲢﻘﻴﻖ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﻟﻄﻴﺒﺔ ﻭﻛﺬﺍﻟﻚ ﻹﻧﺸﺎﺀ
ﺍﺘﻤﻊ ﺍﳌﺪﱐ ﲢﺖ ﺭﻋﺎﻳﺔ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ.
ﺏ.
ﺧﻠﻔﻴﺔ ﺍﻟﺒﺤﺚ
ﻻ ﺭﻳﺐ ﺃﻥ ﺩﻭﺭ ﺩﻳﻦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻹﺻﻼﺡ ﺍﻷﻣﺔ ﻛﺒﲑ ،ﻭﻗﺪ ﺷﻬﺪﻩ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ
ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻣﻨﺬ ﻋﻬﺪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﰒ ﺍﳋﻠﻔﺎﺀ ﺍﻟﺮﺍﺷﺪﻳﻦ ﻭﺍﻷﻣﺔ
ﺑﻌﺪﻫﻢ ،ﻷﻥ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻳﻌﻠﻮ ﻭﻻ ﻳﻌﻠﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺃﻧﻪ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ﻭﻻ ﺩﻳﻦ ﻋﻨﺪ ﺍﷲ ﺇﻻ
ﺍﻹﺳﻼﻡ.
ﻭﺍﳉﺪﻳﺮ ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ ﻣﻦ ﺩﻭﺭ ﺩﻳﻦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﰲ ﺭﻋﺎﻳﺔ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﻭﺍﻟﻀﻌﻔﺎﺀ ﻫﻮ ﻓﺮﺽ
ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ،ﻭﻫﻲ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻦ ﺃﺭﻛﺎﻥ ﺍﻹﺳﻼﻡ ١١،ﻭﻗﺪ ﻗﺮﺎ ﺍﷲ ﻣﻊ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﰲ ﲦﺎﻧﻴﺔ
١٠ﻳﻨﻈﺮ :ﻣﻌﺎﱂ ﺍﻟﺘﱰﻳﻞ ﻟﻠﺒﻐﻮﻱ .٥٤٩ / ٨ :
١١ﻭﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺣﺪﻳﺚ :ﻋﻦ ﺃﰊ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﳋﻄﺎﺏ ﺭﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﲰﻌﺖ
ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﻘﻮﻝ )) :ﺑﲎ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﲬﺲ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﺃﻥ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﷲ ﻭﺃﻥ ﳏﻤﺪﺍ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ
ﻭﺇﻗﺎﻡ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺇﻳﺘﺎﺀ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﻭﺣﺞ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭﺻﻮﻡ ﺭﻣﻀﺎﻥ (( ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﲪﺪ ) ، ١٢٠/٢ﺭﻗﻢ ، (٦٠١٥ﻭﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ
) ، ١٢/١ﺭﻗﻢ ، (٨ﻭﻣﺴﻠﻢ ) ، ٤٥/١ﺭﻗﻢ ، (١٦ﻭﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ ) ، ٥/٥ﺭﻗﻢ (٢٦٠٩ﻭﻗﺎﻝ :ﺣﺴﻦ ﺻﺤﻴﺢ .
٤
ﻭﻋﺸﺮﻳﻦ ﺁﻳﺔ ﺩﺍﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﳘﻴﺔ ﻫﺎﺗﲔ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺗﲔ ١٢،ﻭﻋﺎﺗﺐ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻣﻨﻜﺮﻫﺎ ﻭﻋﺎﻗﺒﻪ،
ﺸ ﺮﻫﻢ
ﻀ ﹶﺔ ﻭ ﹶﻻ ﻳﻨ ﻔﻘﹸﻮﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﺳﺒﹺﻴ ﹺﻞ ﺍﻟﱠﻠ ﻪ ﹶﻓﺒ
ﺐ ﻭﺍﹾﻟ ﻔ
ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﱃ} :ﻭﺍﱠﻟﺬﻳ ﻦ ﻳ ﹾﻜﹺﻨﺰﻭ ﹶﻥ ﺍﻟ ﱠﺬ ﻫ
ﺤﻤﻰ ﻋﹶﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﻧﺎﺭﹺ ﺟ ﻬﻨ ﻢ ﹶﻓﺘ ﹾﻜﻮﻯ ﹺﺑﻬﺎ ﹺﺟﺒﺎ ﻫ ﻬ ﻢ ﻭﺟﻨﻮﺑ ﻬ ﻢ
ﺏ ﹶﺃﻟﻴ ﹴﻢ ) (٣٤ﻳ ﻮ ﻡ ﻳ
ﹺﺑ ﻌﺬﹶﺍ ﹴ
ﺴ ﹸﻜ ﻢ ﹶﻓﺬﹸﻭﻗﹸﻮﹾﺍ ﻣﺎ ﻛﹸﻨﺘ ﻢ ﺗ ﹾﻜﹺﻨﺰﻭ ﹶﻥ ).{(٣٥
ﻭﻇﹸﻬﻮ ﺭ ﻫ ﻢ ﻫﺬﹶﺍ ﻣﺎ ﹶﻛﻨ ﺰﺗ ﻢ ﻷَﻧ ﹸﻔ ِ
١٣
ﻭﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻌﺜﻴﻤﲔ١٤ﺭﲪﻪ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ :ﺁﺛﺎﺭ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﺘﻤﻊ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ
ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺃﻳﻀﺎﹰ ،ﻓﺈﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﻮﺍﺳﺎﺓ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﻭﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﲟﺼﺎﱀ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣﺎ ﻫﻮ
ﻣﻌﻠﻮﻡ ﻇﺎﻫﺮ ﻣﻦ ﻣﺼﺎﺭﻑ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ،ﻓﺈﻥ ﺍﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﱃ ﻗﺎﻝ ﰲ ﻣﺼﺎﺭﻑ ﻫﺬﻩ
ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻰ ) ، ١٠٧/٨ﺭﻗﻢ ، (٥٠٠١ﻭﺍﺑﻦ ﺣﺒﺎﻥ ) ، ٣٧٤/١ﺭﻗﻢ . (١٥٨ﻭﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﻳﻀﺎ :ﺃﺑﻮ ﻳﻌﻠﻰ
) ، ١٦٤/١٠ﺭﻗﻢ ، (٥٧٨٨ﻭﺍﺑﻦ ﺧﺰﳝﺔ ) ، ١٥٩/١ﺭﻗﻢ ، (٣٠٩ﻭﺍﻟﻄﱪﺍﱏ ) ، ٣٠٩/١٢ﺭﻗﻢ ، (١٣٢٠٣
ﻭﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻰ ) ، ٨١/٤ﺭﻗﻢ . (٧٠١٣
١٢ﻛﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ} :ﺍﱠﻟﺬﻳ ﻦ ﻳﻘﻴﻤﻮ ﹶﻥ ﺍﻟﺼﻼ ﹶﺓ ﻭﻳ ﺆﺗﻮ ﹶﻥ ﺍﻟ ﺰﻛﹶﺎ ﹶﺓ ﻭﻫﻢ ﺑﹺﺎﻵ ﺧ ﺮ ﺓ ﻫ ﻢ ﻳﻮﻗﻨﻮ ﹶﻥ{ ﺳﻮﺭﺓ ﻟﻘﻤﺎﻥ .٤:
١٣ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ.٣٥-٣٤ :
١٤ﻫﻮ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺻﺎﱀ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ
ﻣﻘﺒﻞ ،ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻫﺒﺔ ،ﻣﻦ ﺑﻨﹺﻲ ﲤﻴﻢ ،ﻭﺟﺪﻩ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺃﹸﻃﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﺜﻴﻤﲔ ،ﻭﺍﺷﺘﻬﺮﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺇﻟﻴﻪ ﺬﺍ
ﺍﻹﻃﻼﻕ )ﻋﺜﻴﻤﲔ ﻣﺄﺧﻮﺫ ﻣﻦ ﻋﺜﻤﺎﻥ( .ﻭﻟﺪ ﰲ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﺷﻬﺮ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﺳﻨﺔ ١٣٤٧ﻫـ ﰲ ﻣﺪﻳﻨﺔ
ﻋﻨﻴﺰﺓ ،ﺇﺣﺪﻯ ﻣﺪﻥ ﺍﻟﻘﺼﻴﻢ ،ﻭﻧﺸﺄ ﻧﺸﺄﺓ ﺻﺎﻟﺤﺔ ﻃﻴﺒﺔ .ﺗﻌﻠﱠﻢ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀ ﹶﺓ ﻭﺍﻟﻜﺘﺎﺑ ﹶﺔ ﰲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ،ﻭﺗﻌﻠﱠﻢ ﺍﻟﻘﺮﺁ ﹶﻥ ﻋﻠﻰ
ﺟﺪﻩ ﻷﻣﻪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺁﻝ ﺩﺍﻣﻎ ،ﻓﺤﻔﻆ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺗﺘﻠﻤﺬ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻌﻼﱠﻣﺔ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ
ﺍﻟﺴﻌﺪﻱ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ ،ﻭﺑﻌﺪ ﺍﻓﺘﺘﺎﺡ ﻛﻠﻴﺔ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻭﺃﺻﻮﻝ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺑﺎﻟﻘﺼﻴﻢ ﺍﻧﺘﻘﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺲ ﰲ ﺍﳌﻌﻬﺪ ﺇﻟﻴﻬﺎ،
ﻭﺍﺳﺘﻤ ﺮ ﰲ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺲ ﻓﻴﻬﺎ ﺇﱃ ﺃﻥ ﺗﻮﰲ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ .ﻭﹶﻟﻤﺎ ﺗﻮﱢﻓ ﻲ ﺷﻴﺨﻪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﺳﻌﺪﻱ ﺳﻨﺔ ١٣٧٦ﻫـ ﺗﻮﻟﱠﻰ
ﺍﻹﻣﺎﻣ ﹶﺔ ﻭﺍﳋﻄﺎﺑ ﹶﺔ ﻭﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺲ ﰲ ﺍﳌﺴﺠﺪ ﺍﳉﺎﻣﻊ ﺍﻟﻜﺒﲑ ﺑﻌﻨﻴﺰﺓ ،ﻭﺍﺳﺘﻤ ﺮ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺣﱴ ﺗﻮﻓﱠﺎﻩ ﺍﷲ .ﻭﺗﻮﰲ ﰲ
ﺻﻠﱢﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﰲ ﺍﳌﺴﺠﺪ
ﻣﺴﺘﺸﻔﻰ ﰲ ﺟﺪﺓ ﻣﺴﺎﺀ ﻳﻮﻡ ﺍﻷﺭﺑﻌﺎﺀ ،ﺍﳋﺎﻣﺲ ﻋﺸﺮ ﻣﻦ ﺷﻬﺮ ﺷﻮﺍﻝ ﻋﺎﻡ ١٤٢١ﻫـ ،ﻭ
ﺍﳊﺮﺍﻡ ﻋﻘﺐ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﻣﻦ ﻳﻮﻡ ﺍﳋﻤﻴﺲ ،ﻭﺩﻓﻦ ﰲ ﻣﻘﱪﺓ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﲟﻜﺔ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ ﺭﲪﺔ ﻭﺍﺳﻌﺔ .ﻳﻨﻈﺮ :ﻋﻠﻤﺎﺀ ﳒﺪ
ﺧﻼﻝ ﺳﺘﺔ ﻗﺮﻭﻥ ﻟﻠﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﻟﺒﺴﺎﻡ ،٤٢٢/٢:ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺜﻴﻤﲔ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ -ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ
ﺍﻟﺮﺑﺎﻧﻴﲔ .٩-٢: -
٥
ﲔ ﻋﹶﻠﻴﻬﺎ ﻭﭐﹾﻟ ﻤ ﺆﱠﻟ ﹶﻔ ﺔ
ﲔ ﻭﭐﹾﻟ ﻌـٰ ﻤﻠ
ﺴـٰ ﻜ ﹺ
ﺖ ﻟ ﹾﻠ ﹸﻔ ﹶﻘﺮﺁ ِﺀ ﻭﭐﹾﻟ ﻤ
ﺼ ﺪﹶﻗـٰ
ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ} :ﹺﺇﻧﻤﺎ ﭐﻟ
ﻀ ﹰﺔ ّﻣ ﻦ ﭐﻟﱠﻠ ﻪ ﻭﭐﻟﱠﻠ ﻪ
ﺴﺒﹺﻴ ﹺﻞ ﹶﻓﺮﹺﻳ
ﲔ ﻭﻓﻰ ﺳﺒﹺﻴ ﹺﻞ ﭐﻟﱠﻠ ﻪ ﻭﭐ ﺑ ﹺﻦ ﭐﻟ
ﺏ ﻭﭐﹾﻟ ﻐـٰ ﹺﺮ ﻣ
ﹸﻗﻠﹸﻮﺑ ﻬ ﻢ ﻭﻓﻰ ﭐﻟ ّﹺﺮﻗﹶﺎ ﹺ
ﻋﻠﻴ ﻢ ﺣﻜﻴ ﻢ{ ،١٥ﻭﻫﺆﻻﺀ ﺍﻷﺻﻨﺎﻑ ﺍﻟﺜﻤﺎﻧﻴﺔ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﺄﺧﺬﻫﺎ ﻟﺪﻓﻊ ﺣﺎﺟﺘﻪ ،ﻭﻣﻨﻬﻢ
ﻣﻦ ﻳﺄﺧﺬﻫﺎ ﳊﺎﺟﺔ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﺇﻟﻴﻪ ،ﻓﺎﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﻭﺍﳌﺴﺎﻛﲔ ﻭﺍﻟﻐﺎﺭﻣﻮﻥ ﻷﻧﻔﺴﻬﻢ ،ﻭﺍﺑﻦ
ﺍﻟﺴﺒﻴﻞ ﻭﺍﻟﺮﻗﺎﺏ ،ﻫﺆﻻﺀ ﻳﺄﺧﺬﻭﻥ ﳊﺎﺟﺘﻬﻢ ،ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﺄﺧﺬ ﳊﺎﺟﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻟﻴﻪ:
ﻛﺎﻟﻐﺎﺭﻡ ﻹﺻﻼﺡ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺒﲔ ،ﻭﺍﻟﻌﺎﻣﻠﲔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﺍﺎﻫﺪﻳﻦ ﰲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﷲ ،ﻓﺈﺫﺍ ﻋﺮﻓﻨﺎ ﺃﻥ
ﺗﻮﺯﻳﻊ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺻﻨﺎﻑ ﳛﺼﻞ ﺎ ﺩﻓﻊ ﺍﳊﺎﺟﺔ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﳌﻦ ﺃﻋﻄﻴﻬﺎ ،ﻭﳛﺼﻞ
ﺎ ﺩﻓﻊ ﺍﳊﺎﺟﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻋﻦ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻋﺮﻓﻨﺎ ﻣﺪﻯ ﻧﻔﻌﻬﺎ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ.
١٦
ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﺃﺧﺺ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺪﻗﺎﺕ ﻷﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺪﻗﺎﺕ ﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺔ ،ﻭﰲ
ﺍﳊﺪﻳﺚ ١٧ﺃﻥ ﺍﻟﺼﺪﻗﺔ ﻫﻲ ﺑﺮﻫﺎﻥ ﺃﻱ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺻﺪﻕ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ ﻭﻫﻮ ﺑﺮﻫﺎﻥ ﻋﻠﻰ
ﺻﺤﺔ ﺇﳝﺎﻥ ﺷﺨﺺ ﺑﺎﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻭﻗﻮﺓ ﻳﻘﻨﻪ ١٨.ﻭﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﺗﺄﺧﺬ ﻣﻦ ﺃﻏﻨﻴﺎﺀ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺗﺮﺩ ﺇﱃ
١٥ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ:
.٦٠
١٦ﻳﻨﻈﺮ :ﳎﻤﻮﻉ ﻓﺘﺎﻭﻯ ﻭﺭﺳﺎﺋﻞ ﺍﺑﻦ ﻋﺜﻴﻤﲔ / ١٨ :
.٣
١٧ﻋﻦ ﺃﰊ ﻣﺎﻟﻚ ﺍﳊﺎﺭﺙ ﺑﻦ ﻋﺎﺻﻢ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ :ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ )) :ﺍﻟﻄﻬﻮﺭ ﺷﻄﺮ
ﺍﻹﳝﺎﻥ ﻭﺍﳊﻤﺪ ﷲ ﲤﻸ ﺍﳌﻴﺰﺍﻥ ﻭﺳﺒﺤﺎﻥ ﺍﷲ ﻭﺍﳊﻤﺪ ﷲ ﲤﻶﻥ ﻣﺎ ﺑﲔ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻭﺍﻷﺭﺽ ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻧﻮﺭ ﻭﺍﻟﺼﺪﻗﺔ
ﺑﺮﻫﺎﻥ ﻭﺍﻟﺼﱪ ﺿﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺣﺠﺔ ﻟﻚ ﺃﻭ ﻋﻠﻴﻚ ﻛﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﻐﺪﻭ ﻓﺒﺎﺋﻊ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻤﻌﺘﻘﻬﺎ ﺃﻭ ﻣﻮﺑﻘﻬﺎ ((.ﺃﺧﺮﺟﻪ
ﺃﲪﺪ ) ، ٣٤٢/٥ﺭﻗﻢ ، (٢٢٩٥٣ﻭﻣﺴﻠﻢ ) ، ٢٠٣/١ﺭﻗﻢ ، (٢٢٣ﻭﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ ) ، ٥٣٥/٥ﺭﻗﻢ (٣٥١٧
ﻭﻗﺎﻝ :ﺻﺤﻴﺢ .ﻭﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﻳﻀﺎ :ﺍﻟﺪﺍﺭﻣﻰ ) ، ١٧٤/١ﺭﻗﻢ ، (٦٥٣ﻭﺃﺑﻮ ﻋﻮﺍﻧﺔ ) ، ١٨٩/١ﺭﻗﻢ، (٦٠٠
ﻭﺍﻟﻄﱪﺍﱏ ) ، ٢٨٤/٣ﺭﻗﻢ ، (٣٤٢٣ﻭﺍﺑﻦ ﻣﻨﺪﻩ ) ، ٣٧٤/١ﺭﻗﻢ ، (٢١١ﻭﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻰ ﰱ ﺷﻌﺐ ﺍﻹﳝﺎﻥ )، ٣/٣
ﺭﻗﻢ . (٢٧٠٩
١٨ﻳﻨﻈﺮ :ﺷﺮﺡ ﺍﻷﺭﺑﻌﲔ ﺍﻟﻨﻮﻭﻳﺔ ﻻﺑﻦ ﺍﻟﻌﺜﻴﻤﲔ ﺹ.٧٥ :
٦
ﻓﻘﺮﺍﺋﻬﻢ ،ﻭﳚﻌﻠﻬﺎ ﺗﺰﻛﻴﺔ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ﻟﺼﺎﺣﺒﻬﺎ ﻭﻣﺴﺎﻋﺪﺓ ﳌﺴﺘﺤﻘﻬﺎ ،ﻭﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﰲ
ﺿﺎﺋﻘﺔ ﺍﳌﻌﻴﺸﺔ ﻓﻴﺤﺘﺎﺟﻮﻥ ﺍﳊﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﻛﻔﺎﻳﺔ ﺍﳌﻌﻴﺸﺔ .ﻭﺃﺎ ﺃﺧﺬﺕ ﻣﻦ ﺍﻷﻏﻨﻴﺎﺀ ﰲ
ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻓﺘﺼﺮﻑ ﻟﻠﻔﻘﺮﺍﺀ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻨﻄﻘﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻭﻻ ﳚﻮﺯ ﻧﻘﻞ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﻣﻦ ﺑﻠﺪ ﺇﱃ ﻏﲑﻩ
ﺑﻮﺟﻮﺩ ﺃﻫﻠﻬﺎ.
ﻭﰲ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻧﻴﺔ ﻗﺎﻝ :ﻭﻻ ﳚﻮﺯ ﺃﻥ ﺗﻨﺘﻘﻞ ﺯﻛﺎﺓ ﺑﻠﺪ ﺇﱃ ﻏﲑﻩ ﺇﻻ ﻋﻨﺪ
ﻋﺪﻡ ﻭﺟﻮﺩ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻬﻤﺎﻥ ﻓﺈﻥ ﻧﻘﻠﻬﺎ ﻋﻨﻪ ﻣﻊ ﻭﺟﻮﺩﻫﻢ ﻓﻴﻪ ﱂ ﳚﺰﺋﻪ ﰲ ﺃﺣﺪ ﻗﻮﻟﲔ
ﻭﺃﺟﺰﺃﻩ ﰲ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺍﻵﺧﺮ.
١٩
ﻭﰲ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ٢٠ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻗﺎﻝ :ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮ ﹸﻝ ﺍﷲ
ﻚ
ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﳌﻌﺎ ﺫ ﺑ ﹺﻦ ﺟﺒﻞ ٢١ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﺣﲔ ﺑﻌﺜﻪ ﺇﹺﱃ ﺍﻟﻴﻤﻦ )) :ﹺﺇﻧ
ﺳﺘﺄﰐ ﻗﻮﻣﺎ ﺃﻫ ﹶﻞ ﻛﺘﺎﺏ ،ﹶﻓﺈﹺﺫﺍ ﺟﺌﺘﻬﻢ ﻓﹶﺎ ﺩﻋﻬﻢ ﺇﹺﱃ ﺃﹶﻥ ﻳﺸﻬﺪﻭﺍ ﺃﹶﻥ ﻻ ﺇﹺﻟ ﻪ ﺇﹺﻻ ﺍﷲ ،ﻭﹶﺃ ﱠﻥ
١٩
ﻳﻨﻈﺮ :ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻧﻴﺔ ﻟﻠﻤﺎﻭﺭﺩﻱ .١٤١ / ١ :
٢٠ﻫﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﳌﻄﻠﺐ ﺑﻦ ﻫﺎﺷﻢ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﻣﻨﺎﻑ ﺑﻦ ﻋﻢ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻟﺪ
ﻗﺒﻞ ﺍﳍﺠﺮﺓ ﺑﺜﻼﺙ ﺳﻨﲔ ﻭﺩﻋﺎ ﻟﻪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺑﺎﻟﻔﻬﻢ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻓﻜﺎﻥ ﻳﺴﻤﻰ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﻭﺍﳊﱪ
ﻟﺴﻌﺔ ﻋﻠﻤﻪ ﻭﻗﺎﻝ ﻋﻤﺮ ﻟﻮ ﺃﺩﺭﻙ ﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺃﺳﻨﺎﻧﻨﺎ ﻣﺎ ﻋﺸﺮﻩ ﻣﻨﺎ ﺃﺣﺪ ﻣﺎﺕ ﺳﻨﺔ ﲦﺎﻥ ﻭﺳﺘﲔ ﺑﺎﻟﻄﺎﺋﻒ ﻭﻫﻮ ﺃﺣﺪ
ﺍﳌﻜﺜﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻭﺃﺣﺪ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﻟﺔ ﻣﻦ ﻓﻘﻬﺎﺀ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ .ﻳﻨﻈﺮ :ﺗﻘﺮﻳﺐ ﺍﻟﺘﻬﺬﻳﺐ ﻻﺑﻦ ﺣﺠﺮ ،٣٠٩/ ١:ﻭ
ﺬﻳﺐ ﺍﻟﺘﻬﺬﻳﺐ ،٢٤٢/ ٥:ﻭ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﻭﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻻﺑﻦ ﻛﺜﲑ ،٢٩٥/ ٨ :ﻭ ﺍﻟﺜﻘﺎﺕ ﻷﰊ ﺣﺎﰎ ،٢٠٧/ ٣ :ﻭ
ﺗﺬﻛﺮﺓ ﺍﳊﻔﺎﻅ ﻟﻠﺬﻫﱯ .٤٠/ ١:
٢١ﻫﻮ ﻣﻌﺎﺫ ﺑﻦ ﺟﺒﻞ ﺍﳋﺰﺭﺟﻲ ﻣﻦ ﳒﺒﺎﺀ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻋﻨﻪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﻏﻨﻢ ﻭﻣﺴﺮﻭﻕ ﻭﻛﺜﲑ ﺑﻦ ﻣﺮﺓ ﻗﺎﻝ ﺃﻧﺲ
ﲨﻊ ﻣﻌﺎﺫ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﰲ ﺣﻴﺎﺓ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻗﺎﻝ ﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ ﻛﻨﺎ ﻧﺸﺒﻬﻪ ﺑﺈﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ
ﻛﺎﻥ ﺃﻣﺔ ﻗﺎﻧﺘﺎ ﷲ ﺣﻨﻴﻔﺎ ﺗﻮﰲ ﺑﺎﻟﻄﺎﻋﻮﻥ ﺳﻨﺔ ١٨ﺑﺎﻷﺭﺩﻥ ﻋﻦ ﲦﺎﻥ ﻭﺛﻼﺛﲔ ﺳﻨﺔ .ﻳﻨﻈﺮ :ﺍﻟﻜﺎﺷﻒ ﳊﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ
ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪﺍﷲ ﺍﻟﺬﻫﱯ ،٢٧٢ /٢ :ﻭ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻜﺒﲑ ،٣٥٩/٧ :ﻭ ﺬﻳﺐ ﺍﻟﺘﻬﺬﻳﺐ ،١٦٩/١٠ :ﻭ ﺳﲑ ﺃﻋﻼﻡ
ﺍﻟﻨﺒﻼﺀ ﻟﻠﺬﻫﱯ .٤٤٣/١ :
٧
ﻣﺤﻤﺪﺍ ﺭﺳﻮ ﹸﻝ ﺍﷲ ،ﻓﺈﻥ ﻫﻢ ﺃﻃﺎﻋﻮﺍ ﻟﻚ ﺑﺬﻟﻚ ،ﻓﺄ ﺧﹺﺒﺮﻫﻢ ﺃ ﱠﻥ ﺍﷲ ﻗﺪ ﻓﺮﺽ ﻋﻠﻴﻬﻢ
ﲬﺲ ﺻﻠﻮﺍﺕ ﰲ ﹸﻛ ﱢﻞ ﻳﻮﻡ ﻭﻟﻴﻠﺔ ،ﻓﺈﻥ ﻫﻢ ﺃﻃﺎﻋﻮﺍ ﻟﻚ ﺑﺬﻟﻚ ،ﻓﺄﺧﱪﻫﻢ ﺃﻥ ﺍﷲ ﻗﺪ
ﺽ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺻﺪﻗﺔ ﺗﺆ ﺧ ﹸﺬ ﻣﻦ ﺃﻏﻨﻴﺎﺋﻬﻢ ﻓﺘﺮ ﺩ ﻋﻠﻰ ﻓﻘﺮﺍﺋﻬﻢ ،ﻓﺈﻥ ﻫﻢ ﺃﻃﺎﻋﻮﺍ ﻟﻚ
ﹶﻓ ﺮ
ﺑﺬﻟﻚ ﻓﹺﺈﻳﺎ ﻙ ﻭﻛﺮﺍﺋ ﻢ ﺃﻣﻮﺍﳍﻢ ،ﻭﺍﺗ ﹺﻖ ﺩﻋﻮ ﹶﺓ ﺍﳌﻈﻠﻮﻡ ،ﻓﺈﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻭﺑﲔ ﺍﷲ
ﺣﺠﺎﺏ((.
٢٢
ﻭﻻ ﺷﻚ ﺃﻥ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﳍﺎ ﺣﻜﻢ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﻭﻓﻮﺍﺋﺪ ﻛﺜﲑﺓ ﺗﺆﺛﺮ ﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﻷﻣﺔ
ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﳌﺒﺎﺭﻛﺔ ،ﻭﰲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻗﺪ ﰎ ﲨﻊ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﻭ ﻣﻦ
ﻳﻨﻮﺏ ﻋﻨﻪ ﺑﺈﺭﺳﺎﻝ ﺍﻟﺴﻌﺎﺓ ﺇﱃ ﳐﺘﻠﻔﺔ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﲝﻴﺚ ﳝﻜﻦ ﺇﲤﺎﻡ ﺩﻓﻊ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﻣﻦ ﺍﻷﻏﻨﻴﺎﺀ
ﻣﻨﻈﻤﺎ ،ﻭﻋﺎﺩﺓ ﺃﺧﺬ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﻭ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﻋﻘﻮﺑﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻻ ﻳﺪﻓﻊ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﻛﻤﺎ ﺣﺪﺙ
ﰲ ﺍﳋﻠﻴﻔﺔ ﺃﰊ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ ٢٣ﰲ ﻗﺘﺎﻝ ﻗﻮﻡ ﺑﺴﺒﺐ ﻣﻨﻌﻬﻢ ﺃﺩﺍﺀ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ٢٤.ﻭﻟﻜﻦ ﻣﻊ
٢٢ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﲪﺪ ) (٢٠٧١) (٣٣٣/١ﻭﺍﻟﺪﺍﺭﻣﻲ ) (١٦٣٨ ، ١٦٢٢ﻭﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ )(١٤٠/٩ ، ١٣٠/٢
) ٢٠٥/٥) ١٦٩/٣) (١٥٨/٢ﻭﻣﺴﻠﻢ ) ، (٣٨/١ﻭﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ) (١٥٨٤ﻭﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﺔ ) ، (١٧٨٣ﻭﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ
) (٢٠١٤ ، ٦٢٥ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ) ، (٥٥/٥) (٢/٥ﻭﺍﺑﻦ ﺧﺰﳝﺔ ) (٢٣٤٦)(٢٢٧٥ﻳﻨﻈﺮ :ﺟﺎﻣﻊ ﺍﻷﺻﻮﻝ ﰲ
ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ .٤٢٠ / ٨ :
٢٣ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ ﺇﻣﺎﻡ ﺍﻻﺋﻤﺔ ﻭﺧﻠﻴﻔﺔ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻫﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﻋﺎﻣﺮ ﺑﻦ
ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﻛﻌﺐ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﺗﻴﻢ ﺑﻦ ﻣﺮﺓ ﺑﻦ ﻛﻌﺐ ﺑﻦ ﻟﺆﻱ ﺑﻦ ﻏﺎﻟﺐ ﺑﻦ ﻓﻬﺮ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﺑﻦ ﺍﻟﻨﻀﺮ ﺍﻟﺘﻤﻴﻤﻲ ﳚﺘﻤﻊ
ﻣﻊ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﰲ ﻣﺮﺓ ،ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﻋﻠﻢ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻗﺪﻣﻪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ
ﻟﻠﺼﻼﺓ ﺑﺎﻟﻨﺎﺱ ﰲ ﺣﻴﺎﺗﻪ ،ﺳﺒﻖ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﱃ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺷﻬﺪ ﺑﺪﺭﺍ ﻭﺃﺣﺪﺍ ﻭﺍﳌﺸﺎﻫﺪ ﻛﻠﻬﺎ ﻭﻭﱄ ﺍﳋﻼﻓﺔ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻨﱯ
ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺳﻨﺘﲔ ﻭﺃﺷﻬﺮﺍ ﻭﺗﻮﰲ ﰲ ﲨﺎﺩﻯ ﺍﻷﻭﱃ ﺳﻨﺔ ﺛﻼﺙ ﻋﺸﺮﺓ ﻭﻫﻮ ﺑﻦ ﺛﻼﺙ ﻭﺳﺘﲔ ﺳﻨﺔ ) ﻭﰲ
ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺩﻣﺸﻖ :ﲦﺎﻥ ﻟﻴﺎﻝ ﺃﻭ ﺳﺒﻊ ﺃﻭ ﺛﻨﱵ ﻣﻦ ﲨﺎﺩﻯ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﺳﻨﺔ ﺛﻼﺙ ﻋﺸﺮﺓ ( ﻭﺩﻓﻦ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ ﰲ ﺣﺠﺮﺓ ﻋﺎﺋﺸﺔ .ﺃﻣﻪ ﺃﻡ ﺍﳋﲑ ﻟﻔﻈﺎ ﻭﻣﻌﲎ ﺳﻠﻤﻰ ﺑﻨﺖ ﺻﺨﺮ ﺑﻦ ﻋﺎﻣﺮ ﺑﻦ ﻛﻌﺐ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﺗﻴﻢ ﺑﻨﺖ
ﻋﻢ ﺃﺑﻴﻪ ،ﻭﻛﺎﻥ ﻷﰊ ﺑﻜﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻟﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﻭﺃﲰﺎﺀ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻨﻄﺎﻗﲔ ﻭﺃﻣﻬﺎ ﻗﺘﻴﻠﺔ ﺑﻨﺖ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻯ ﻭﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ
٨
ﺍﻷﺳﻒ ﻭﺟﺪﻧﺎ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻻ ﺘﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﺎﻝ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﺎ ﺟﻴﺪﺍ ،ﻭﺍﳊﻤﺪ ﷲ
ﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﺗﻨﺸﺄ ﺍﳉﻤﻌﻴﺎﺕ ﻭﺍﳌﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﳋﲑﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻘﻮﻡ ﲜﻤﻊ ﺍﻟﺰﻛﻮﺍﺕ ﻭﺗﻮﺯﻳﻌﻬﺎ
ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺴﺘﺤﻘﲔ ،ﻭﻟﻸﺳﻒ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻷﻏﻨﻴﺎﺀ ﲞﻠﻮﺍ ﻋﻦ ﺃﺩﺍﺀ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﺑﺴﺒﺐ
ﺟﻬﺎﻟﺘﻬﻢ ﺑﺎﻟﺪﻳﻦ ﻭﻋﺪﻡ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﲔ ﺗﻘﺮﺭ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ﻋﻠﻴﻬﻢ ،ﻭﻫﺬﺍ ﺃﺩﻯ ﺇﱃ ﻣﻀﺎﺭﺓ
ﺍﺘﻤﻊ ﻭﺑﺎﳋﺼﻮﺹ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﻭﺍﻟﻀﻌﻔﺎﺀ ﺣﻴﺚ ﺳﻠﺒﻮﺍ ﺣﻘﻮﻗﻬﻢ ،ﻭﰲ ﺃﻣﻮﺍﳍﻢ ﺣﻖ
ﻟﻠﻤﺴﺎﻛﲔ ﻭﺍﶈﺘﺎﺟﲔ.
٢٥
ﻭﺃﺩﺕ ﺍﻟﺰﻛـﺎﺓ ﻭﻇﻴﻔﺘﻬـﺎ ﰲ ﺍﺘﻤﻊ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ،ﻭﺣﻘﻘـﺖ ﺍﻷﻫﺪﺍﻑ
ﺍﻟﺴﺎﻣﻴﺔ ﳍﺎ ﰲ ﺍﳉﻮﺍﻧﺐ ﺍﻹﳝﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ .ﻭﻻ
ﺗﺰﺍﻝ ﻛﺬﻟﻚ ﺇﱃ ﺣﺪ ﻛﺒﲑ ﰲ ﻋﺼﺮﻧﺎ ،ﻣﻊ ﺿﻌﻒ ﺗﻄﺒﻴﻘﻬﺎ ﰲ ﺍﻟﻌﺼﻮﺭ ﺍﳌﺘﺄﺧﺮﺓ،
ﻭﻛﺎﺩﺕ ﺃﻥ ﺗﺼﺒﺢ ﰲ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ ،ﻭﺑﻌﺾ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ،ﺍﻟﻔﺮﻳﻀﺔ ﺍﳌﻨﺴﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻐﺎﺋﺒﺔ،
ﰒ ﻋﺎﺩﺕ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺇﱃ ﺑﻌﺾ ﺟﻮﺍﻧﺒﻬﺎ ،ﻭﺍﺭﺗﻔﻌﺖ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﳍﺎ ،ﻭﺍﻟﺘﺬﻛﲑ ﺎ ،ﻭﺍﻟﺘﻮﻋﻴﺔ
ﺇﱃ ﺃﳘﻴﺘﻬﺎ ﻭﺩﻭﺭﻫﺎ ،ﺣﱴ ﻓﺮﺿﺖ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﺎﺣﺔ ،ﻭﺻﺪﺭﺕ ﻓﻴﻬﺎ
ﻭﻋﺎﺋﺸﺔ ﻭﺃﻣﻬﻤﺎ ﺃﻡ ﺭﻭﻣﺎﻥ ﺑﻨﺖ ﻋﺎﻣﺮ ﻭﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺑﻜﺮ ﻭﺃﻣﻪ ﺃﲰﺎﺀ ﺑﻨﺖ ﻋﻤﻴﺲ ﻭﺃﻡ ﻛﻠﺜﻮﻡ ﺑﻨﺖ ﺃﰊ ﺑﻜﺮ ﻭﺃﻣﻬﺎ
ﺣﺒﻴﺒﺔ ﺑﻨﺖ ﺧﺎﺭﺟﺔ .ﻳﻨﻈﺮ :ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﳋﻠﻔﺎﺀ ،٢٧/ ١ :ﻭﻃﺒﻘﺎﺕ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ،١٨/ ١:ﻭﻃﺒﻘﺎﺕ ﺍﺑﻦ ﺳﻌﺪ،١٦٩/ ٣ :
ﻭﺍﺳﻌﺎﻑ ﺍﳌﺒﻄﺄ ،١٦/ ١:ﻭﺗﺎﺭﻳﺦ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺩﻣﺸﻖ ،١٢/ ٣٠ :ﻭﲰﻂ ﺍﻟﻨﺠﻮﻡ ﺍﻟﻌﻮﺍﱄ .٤١٠/ ٢ :
٢٤ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ :ﻷﻗﺎﺗﻠﻦ ﻣﻦ ﻓﺮﻕ ﺑﲔ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺰﻛﺎﺓ .ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ،١٤٠٠ :
ﻭﻣﺴﻠﻢ.١٣٣ :
ﺤﺮﻭ ﹺﻡ{ .ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﺬﺍﺭﻳﺎﺕ .١٩ :
٢٥ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﱃ } :ﻭﻓﻲ ﹶﺃ ﻣﻮﺍﻟ ﹺﻬ ﻢ ﺣﻖ ﻟﱢﻠﺴﺎﺋ ﹺﻞ ﻭﺍﹾﻟ ﻤ
٩
ﺍﻷﻧﻈﻤﺔ ﻭﺍﻟﻠﻮﺍﺋﺢ ﻭﺍﻟﻘﻮﺍﻧﲔ ﰲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﻭﺃﻗﻴﻤﺖ ﳍﺎ ﺍﳌﺆﺳﺴﺎﺕ
ﻭﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ،ﻣﻊ ﺗﻨﺎﻣﻲ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻭﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻟﻌﺎﻡ.
٢٦
ﻣﻈﺎﻫﺮ ﻛﺜﺮﺓ ﺍﻷﻏﻨﻴﺎﺀ ﻻ ﻳﺆﺗﻮﻥ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﺳﺒﺐ ﺭﺋﻴﺴﻲ ﻟﻘﻠﺔ ﺃﻣﻮﺍﻝ ﺍﻟﺰﻛﻮﺍﺕ
ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻜﺜﺮﺓ ﺍﳌﺴﺎﻛﲔ ﻭﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﻓﻼ ﻳﺘﻢ ﺗﻮﺯﻳﻌﻬﺎ ﺑﺎﻟﻜﻔﺎﻳﺔ ﻟﻠﻤﺴﺘﺤﻘﲔ .ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ
ﺃﺧﺬ ﺑﻌﺾ ﺍﳉﻤﻌﻴﺎﺕ ﻭﺍﳌﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﳋﲑﻳﺔ ﻟﻠﺰﻛﻮﺍﺕ ﺭﺃﻱ ﺍﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﺃﻣﻮﺍﻝ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﰲ
ﳐﺘﻠﻒ ﺍﺎﻻﺕ ،ﻭﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﰲ ﳎﺎﻝ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﻣﻊ ﺍﳍﺪﻑ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﺃﻣﻮﺍﻝ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ
ﳊﻞ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺍﺘﻤﻊ ﻣﻦ ﺳﺪ ﺣﺎﺟﺎﺕ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﻭﺍﶈﺘﺎﺟﲔ ﺑﺎﻟﻜﻔﺎﻳﺔ.
ﻓﻄﺮﺣﺖ ﺑﻌﺾ ﺍﳉﻤﻌﻴﺎﺕ ﺍﳋﲑﻳﺔ ﻭﺑﻌﺾ ﺍﳌﺆﺳﺴﺎﺕ ﻭﺍﳌﺮﺍﻛﺰ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﻔﻜﺮﺓ ،ﻭﺃﺎ ﱂ ﺗﻜﻦ ﻣﻌﺮﻭﻓﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﺪﺍﺭ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﻋﺸﺮ ﻗﺮﻧﺎ ﱂ ﻳﻜﻦ ﺍﺳﺘﺜﻤﺎﺭ
ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎ ،ﻭﳍﺬﺍ ﻻ ﻧﻜﺎﺩ ﳒﺪ ﻟﺬﻟﻚ ﺫﻛﺮﺍ ﰲ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﺍﳌﺘﻘﺪﻣﲔ ،ﻟﻜﻨﻬﺎ
ﺍﻵﻥ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺗﻄﺮﺡ ،ﺑﻞ ﻭﺗﻄﺮﺡ ﺑﻘﻮﺓ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ ﺍﳌﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﳋﲑﻳﺔ.
٢٧
ﻭﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﰲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﻻ ﲡﻤﻊ ﺃﻣﻮﺍﻝ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﺇﻻ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺇﱃ ﻋﺪﺩ
ﻛﺒﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﻭﺍﳌﺴﺎﻛﲔ ،ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺴﺒﺒﲔ ﺭﺋﻴﺴﲔ ،ﳘﺎ:
.١ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﻷﻏﻨﻴﺎﺀ ﻻ ﻳﺆﺩﻭﻥ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﺑﺴﺒﺐ ﺟﻬﺎﳍﻢ ﺑﺎﻟﺪﻳﻦ ﻭﻋﺪﻡ ﻋﻘﺎﺏ ﻋﻠﻴﻬﻢ.
.٢ﻗﻠﻴﻞ ﻋﺪﺩ ﺍﻷﻏﻨﻴﺎﺀ ﰲ ﻣﻨﻄﻘﺔ.
٢٦ﻳﻨﻈﺮ :ﺗﻘﻮﱘ ﺍﻟﺘﻄﺒﻴﻘﺎﺕ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮﺓ ﶈﻤﺪ ﺍﻟﺰﺣﻴﻠﻲ .٧ :
٢٧ﻳﻨﻈﺮ :ﺷﺮﺡ ﻓﻘﻪ ﺍﻟﻨﻮﺍﺯﻝ ﻟﺴﻌﺪ ﺑﻦ ﺗﺮﻛﻲ ﺍﳋﺜﻼﻥ.٧٩ / ١ :
١٠
ﻭﻫﺬﺍﻥ ﺍﻟﺴﺒﺒﺎﻥ ﺟﻌﻼ ﺃﻣﻮﺍﻝ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﻏﲑ ﺍﻟﻜﺎﻓﻴﺔ ﰲ ﺗﻮﺯﻳﻊ ﻣﺴﺘﺤﻘﻴﻬﺎ .ﻭﳍﺬﺍ ﻇﻬﺮﺕ
ﺍﻟﻔﻜﺮﺓ ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ ﺃﻋﲏ ﺍﻻﺳﺘﺜﻤﺎﺭﻳﺔ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﰲ ﳎﺎﻝ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﻟﺘﻜﻮﻥ ﻗﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﻓﲑ
ﻣﺎ ﻳﻜﻔﻲ ﻣﻨﻬﺎ ﻟﻠﻔﻘﺮﺍﺀ ﻭﺍﶈﺘﺎﺟﲔ.
ﻭﺍﻟﺘﻘﻴﻴﺪ ﲟﺠﺎﻝ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﻫﻨﺎ ﻷﻧﻪ ﺃﻫﻢ ﻣﺸﺎﺭﻳﻊ ﺍﺳﺘﺜﻤﺎﺭﻳﺔ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ،ﻭﻟﻴﺲ
ﺍﳌﻘﺼﻮﺩ ﻧﻔﻲ ﻣﺸﺎﺭﻳﻊ ﺍﻷﺧﺮﻯ ،ﻭﻣﻦ ﺍﻣﺘﻴﺎﺯ ﳎﺎﻝ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﻫﻮ:
.١ﻣﻌﻈﻢ ﻣﺸﺎﺭﻳﻊ ﺍﻻﺳﺘﺜﻤﺎﺭﻳﺔ ﺗﺮﺟﻊ ﺇﱃ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ،ﻣﺜﻼ :ﺍﻻﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﰲ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ
ﻓﻨﺘﻴﺠﺔ ﺍﻷﺧﲑ ﻫﻲ ﺑﻴﻊ ﺍﳌﺼﻨﻮﻋﺎﺕ.
.٢ﺍﻟﺴﻬﻞ ﰲ ﺟﻠﺐ ﺃﻣﻮﺍﻝ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﻋﻨﺪ ﺍﳊﺎﺟﺔ ﺑﺒﻴﻊ ﺍﻟﺴﻠﻊ ﻓﻮﺭﺍ.
.٣ﻻ ﳓﺘﺎﺝ ﺃﻣﻮﺍﻻ ﻛﺜﲑﺓ ﰲ ﺇﳚﺎﺩ ﻣﺸﺎﺭﻳﻊ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻳﺔ ﲞﻼﻑ ﻣﺸﺎﺭﻳﻊ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻣﺜﻼ:
ﺑﻨﺎﺀ ﺍﳌﺴﺘﺸﻔﻰ ﻭﺍﳌﺪﺭﺳﺔ ،ﻭﺬﺍ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﻧﻜﺜﺮ ﺍﳌﺸﺎﺭﻳﻊ ﻭﻧﺮﺟﻮ ﺃﺭﺑﺎﺣﺎ ﻛﺜﲑﺓ
ﺑﺈﺫﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ،ﻭﺃﻳﻀﺎ ﻓﻴﻪ ﲣﻔﻴﻒ ﺗﻀﻤﲔ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ﻟﻠﻤﺘﻤﻮﻝ.
ﻭﺬﺍ ﻓﻤﻌﺮﻓﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﺔ ﺃﻣﺮ ﻣﻬﻢ ﻭﻻﺳﻴﻤﺎ ﻗﺪ ﺍﻧﺘﺸﺮﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﰲ
ﳎﺘﻤﻌﻨﺎ ﻓﻴﻨﺒﻐﻲ ﺇﺫﻥ ﻣﻌﺮﻓﺘﻬﺎ ﻭﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺎ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﲔ ﻭﺑﺎﳋﺼﻮﺹ ﻟﻌﺎﻣﻠﻲ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ.
ﻧﻈﺮﺍ ﻷﳘﻴﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﻳﻮﺩ ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﺃﻥ ﻳﻌﺮﺽ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺑﻌﻨﻮﺍﻥ
"ﺍﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﺃﻣﻮﺍﻝ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﰲ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﺣﻜﻤﻪ ﻭﺿﻮﺍﺑﻄﻪ ﰲ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ" ،ﻭﻫﺬﺍ
ﺍﻟﺒﺤﺚ ﳏﺎﻭﻝ ﻻﺳﺘﻌﺮﺍﺽ ﺁﺭﺍﺀ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﰲ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ،ﻭﺍﻟﺘﺮﺟﻴﺢ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﰲ ﺿﻮﺀ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ
١١
ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﻣﺮﺍﻋﺎﺓ ﻣﻘﺎﺻﺪ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻊ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ،ﻭﻣﻊ ﺃﻥ ﻛﺜﲑﺍ ﻣﻦ ﺍﻵﺭﺍﺀ ﺍﻟﻔﻘﻬﻴﺔ
ﺍﳌﻌﺎﺻﺮﺓ ﺃﺟﺎﺯﺕ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻻﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﻣﺎ ﲢﻘﻘﻪ ﻣﻦ ﻣﺼﺎﱀ ﻧﺎﲡﺔ ﻋﻦ
ﻣﺎ ﺗﻮﻓﺮﻩ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﻣﻦ ﻣﺪﺍﺧﻴﻞ ﻛﺒﲑﺓ ﻣﻌﺘﱪﺓ ،ﻓﺈﻥ ﻓﺮﻳﻘﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﻳﺮﻯ ﻋﺪﻡ
ﺟﻮﺍﺯﻩ ،ﻷﻧﻪ ﳐﺎﻟﻔﺔ ﳌﻘﺘﻀﻰ ﻣﺎ ﺗﻨﻄﻖ ﺑﻪ ﺍﻷﺩﻟﺔ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﲞﺼﻮﺹ
ﻓﺮﻳﻀﺔ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﻭﻛﻴﻔﻴﺔ ﲨﻌﻬﺎ ﻭﺻﺮﻓﻬﺎ .ﻭ ﻳﺮﺟﻰ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻣﻔﻴﺪﺍ ﻋﻠﻰ
ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻋﻤﻮﻣﺎ ﻭﻣﺴﺆﻭﱄ ﺍﳌﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺰﻛﻮﻳﺔ ﻭﻋﻤﺎﳍﺎ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﳋﺼﻮﺹ .ﰒ
ﺃﺳﺄﻝ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺍﻟﻌﻮﻥ ﻭﺍﻟﺸﺪﺍﺩ ﻹﺟﺮﺍﺀ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻭﻛﺘﺎﺑﺘﻪ ﻭﻣﺎ ﺗﻮﻓﻴﻘﻲ ﺇﻻ ﺑﺎﷲ
ﺗﻌﺎﱃ ﻋﻠﻴﻪ ﺗﻮﻛﻠﺖ ﻭﻋﻠﻴﻪ ﺃﻧﻴﺐ.
ﻭﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﱵ ﺗﺸﺠﻊ ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﻋﻠﻰ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻫﻲ :
.١ﺍﻧﺘﺸﺎﺭ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺍﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﳉﻤﻌﻴﺎﺕ ﻭﺍﳌﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﳋﲑﻳﺔ ،ﻣﺜﻞ:
ﺍﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﳌﻀﺎﺭﺑﺔ ﺃﻭ ﺍﳌﺸﺎﺭﻛﺔ.
.٢ﻋﺪﻡ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﻋﻨﺪ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ– ﺣﺴﺐ ﻋﻠﻤﻲ – ﻣﻊ ﺃﳘﻴﺘﻬﺎ.
.٣ﻇﻬﺮﺕ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺍﺘﻤﻊ ﻣﻨﻬﺎ ﻛﺜﺮﺓ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﻭﺍﳌﺴﺎﻛﲔ ﻭﺍﻟﻀﻌﻔﺎﺀ ﻭﺍﻟﺒﻄﺎﻟﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ
ﺍﺣﺘﺎﺟﻮﺍ ﻣﺴﺎﻋﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﳌﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺰﻛﻮﻳﺔ.
.٤ﺩﺍﻓﻊ ﺍﻟﺮﻏﺒﺔ ﺑﺒﺤﺚ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻮﺿﻮﻉ ،ﻭﺫﻟﻚ ﳌﺎ ﻏﻠﺐ ﻋﻠﻰ ﻇﲏ ﻣﻦ ﻋﻈﻢ ﺍﻟﻔﺎﺋﺪﺓ
ﻭﲢﻘﻴﻖ ﺍﳌﺼﻠﺤﺔ ﰲ ﲝﺜﻪ.
١٢
ﻭﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻭﺍﻓﻊ ﻭﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﻛﺎﻧﺖ ﻛﻔﻴﻠﺔ ﺑﺎﻧﺸﺮﺍﺡ ﺻﺪﺭﻱ ﻭﺍﻃﻤﺌﻨﺎﻥ ﻧﻔﺴﻲ
ﻟﻼﺷﺘﻐﺎﻝ ﺑﺬﻟﻚ .
ﺕ.ﻣﺸﻜﻼﺕ ﺍﻟﺒﺤﺚ
ﺍﺳﺘﻨﺎﺩﺍ ﺇﱃ ﺍﳋﻠﻔﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﰎ ﻭﺻﻔﻬﺎ ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ،ﺗﺒﻴﻨﺖ ﺍﳌﺸﻜﻠﺘﺎﻥ ﳍﺬﺍ ﺍﻟﺒﺤﺚ،
ﻭﳘﺎ:
.١ﻣﺎ ﺣﻜﻢ ﺍﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﺃﻣﻮﺍﻝ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﰲ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﰲ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ؟
.٢ﻣﺎ ﺿﻮﺍﺑﻂ ﺍﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﺃﻣﻮﺍﻝ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﰲ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ؟
ﺙ.ﺃﻫﺪﺍﻑ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻭﻓﻮﺍﺋﺪﻩ
ﺃﻫﻢ ﺍﻻﻫﺪﺍﻑ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﺤﺚ ،ﻫﻲ :
.١ﻟﻠﺘﻌﺮﻑ ﻋﻦ ﺣﻜﻢ ﺍﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﺃﻣﻮﺍﻝ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﰲ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﰲ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ.
.٢ﻟﻠﺘﻌﺮﻑ ﻋﻦ ﺿﻮﺍﺑﻂ ﺍﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﺃﻣﻮﺍﻝ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﰲ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ.
ﻓﻮﺍﺋﺪ ﻟﻠﺒﺤﺚ ﺃﻛﺎﺩﻣﻴﺔ:
.١ﺍﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﱃ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻋﻦ ﻗﻀﻴﺔ ﺍﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﰲ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﻭﻣﺎﻳﺘﻌﻠﻖ ﺎ.
.٢ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻘﻀﻴﺔ ﺍﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﰲ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﻟﻠﻤﻜﺘﺒﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ.
١٣
ﻓﻮﺍﺋﺪ ﻟﻠﺒﺤﺚ ﺗﻄﺒﻴﻘﻴﺔ:
ﺗﻘﺪﱘ ﺍﳌﺴﺎﳘﺔ ﻋﻦ ﻗﻀﻴﺔ ﺍﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﰲ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﳋﲑﻳﺔ ﻭﻓﻘﺎ
ﻟﻠﻘﻮﺍﻧﲔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ.
ﺝ .ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ
.١ﻓﻘﻪ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ :ﻟﻠﺪﻛﺘﻮﺭ ﻳﻮﺳﻒ ﺍﻟﻘﺮﺿﺎﻭﻱ ،ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﺃﻫﻢ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﰲ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﺣﻴﺚ
ﺗﻌﺮﺽ ﻟﻜﻞ ﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺰﻛﺎﺓ ﻣﻦ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺫﺍﻛﺮﺍ ﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﻋﻦ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﺍﻟﻘﺪﻣﺎﺀ،
ﻣﺮﺟﺤﺎ ﺑﲔ ﺍﻵﺭﺍﺀ ﺍﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ﺑﺬﻛﺮ ﺍﻷﺩﻟﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﺍﻟﻮﺍﺿﺢ،
ﻭﻳﻌﺘﱪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻣﺮﺍﺟﻌﺎ ﰲ ﻣﻮﺿﻴﻌﻪ ﻭﻗﺪ ﺃﻓﺎﺩ ﻣﻨﻪ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﲔ ﻭﺧﺎﺻﺔ
ﰲ ﺑﺎﺏ ﺍﳌﺴﺎﺋﻞ ﺍﳊﺪﻳﺜﻴﺔ.
.٢ﺍﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﺃﻣﻮﺍﻝ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ :ﻟﻠﺪﻛﺘﻮﺭ ﳏﻤﺪ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺷﺒﲑ ،ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻣﻔﻴﺪﺓ ﺟﺪﺍ
ﲢﺪﺙ ﻓﻴﻪ ﺍﳌﺆﻟﻒ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﻣﻊ ﺫﻛﺮ ﺁﺭﺍﺀ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﻭﺃﺩﻟﺘﻬﻢ ﻣﻊ ﻭﺟﻮﻩ
ﺍﻟﺪﻻﻟﺔ ﻭﻣﺮﺟﺤﺎ
ﺃ .ﺍﳌﻘﺪﻣﺔ
ﺇﻥ ﺍﳊﻤـﺪ ﷲ ،ﳓﻤﺪﻩ ﻭﻧﺴﺘﻌﻴﻨﻪ ﻭ ﻧﺴﺘﻐﻔﺮﻩ ،ﻭﻧﻌﻮﺫ ﺑﺎﷲ ﻣﻦ ﺷﺮﻭﺭ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ،ﻭﻣﻦ
ﺳﻴﺌﺎﺕ ﺃﻋﻤﺎﻟﻨﺎ ،ﻣﻦ ﻳﻬﺪﻩ ﺍﷲ ﻓﻼ ﻣﻀﻞ ﻟﻪ ،ﻭﻣﻦ ﻳﻀﻠﻞ ﻓﻼ ﻫﺎﺩﻱ ﻟﻪ .ﻭﺃﺷﻬـﺪ ﺃﻥ ﻻ ﺇﻟﻪ
ﺇﻻ ﺍﷲ ﻭﺣﺪﻩ ﻻ ﺷﺮﻳﻚ ﻟﻪ ،ﻭﺃﺷﻬﺪ ﺃﻥ ﳏﻤﺪﹰﺍ ﻋﺒﺪﻩ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ .ﻗﺎﻝ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ:
ﺴﻠﻤﻮ ﹶﻥ.
ﻳﺎ ﹶﺃﻳﻬﺎ ﺍﱠﻟﺬﻳ ﻦ ﺁ ﻣﻨﻮﺍ ﺍﺗﻘﹸﻮﺍ ﺍﻟﱠﻠ ﻪ ﺣ ﻖ ﺗﻘﹶﺎﺗ ﻪ ﻭﻻ ﺗﻤﻮﺗ ﻦ ﺇﹺﻻ ﻭﹶﺃﻧﺘ ﻢ ﻣ
١
ﺲ ﻭﺍ ﺣ ﺪ ﺓ ﻭ ﺧﹶﻠ ﻖ ﻣﻨﻬﺎ ﺯ ﻭ ﺟﻬﺎ
ﺱ ﺍﺗﻘﹸﻮﺍ ﺭﺑ ﹸﻜ ﻢ ﺍﱠﻟﺬﻱ ﺧﹶﻠ ﹶﻘ ﹸﻜﻢ ﻣ ﻦ ﻧ ﹾﻔ ﹴ
ﻳﺎ ﹶﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎ
ﺚ ﻣﻨ ﻬﻤﺎ ﹺﺭﺟﺎ ﹰﻻ ﹶﻛﺜﲑﹰﺍ ﻭﹺﻧﺴﺎ ًﺀ ﻭﺍﺗﻘﹸﻮﺍ ﺍﻟﱠﻠ ﻪ ﺍﱠﻟﺬﻱ ﺗﺴﺎ َﺀﻟﹸﻮ ﹶﻥ ﹺﺑ ﻪ ﻭﺍﹾﻟﹶﺄ ﺭﺣﺎ ﻡ ﹺﺇ ﱠﻥ ﺍﻟﱠﻠ ﻪ ﻛﹶﺎ ﹶﻥ
ﻭﺑ ﱠ
ﻋﹶﻠﻴ ﹸﻜ ﻢ ﺭﻗﻴﺒﹰﺎ.
٢
ﺼﻠ ﺢ ﹶﻟ ﹸﻜ ﻢ ﹶﺃ ﻋﻤﺎﹶﻟ ﹸﻜ ﻢ ﻭﻳ ﻐ ﻔ ﺮ
ﻳﺎ ﹶﺃﻳﻬﺎ ﺍﱠﻟﺬﻳﻦ ﺁ ﻣﻨﻮﺍ ﺍﺗﻘﹸﻮﺍ ﺍﻟﱠﻠ ﻪ ﻭﻗﹸﻮﻟﹸﻮﺍ ﹶﻗ ﻮ ﹰﻻ ﺳﺪﻳﺪﹰﺍ * ﻳ
ﹶﻟ ﹸﻜ ﻢ ﹸﺫﻧﻮﺑ ﹸﻜ ﻢ ﻭ ﻣ ﻦ ﻳ ﻄﻊﹺ ﺍﻟﱠﻠ ﻪ ﻭ ﺭﺳﻮﹶﻟ ﻪ ﹶﻓ ﹶﻘ ﺪ ﻓـَﺎ ﺯ ﹶﻓﻮﺯﹰﺍ ﻋﻈﻴﻤﹰﺎ ٣.ﺃﻣﺎ ﺑﻌﺪ:
ﻓﺈﻥ ﺧﲑ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﱃ ،ﻭﺧـﲑ ﺍﳍﺪﻱ ﻫﺪﻱ ﳏﻤﺪ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﹼﻢ ،ﻭﺷﺮ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﳏﺪﺛﺎﺎ ،ﻭﻛﻞ ﳏﺪﺛﺔ ﺑﺪﻋﺔ ،ﻭﻛﻞ ﺑﺪﻋﺔ ﺿﻼﻟﺔ ،ﻭﻛﻞ ﺿﻼﻟﺔ
ﰲ ﺍﻟﻨﺎﺭ.
١ﺳﻮﺭﺓ ﺁﻝ ﻋﻤﺮﺍﻥ.١٠٢ :
٢ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ.١ :
٣ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ.٧٠ :
١
ﺩﻳﻦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻫﻮ ﺩﻳﻦ ﺁﺧﺮ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﺭﲪﺔ ﻟﻠﻌﺎﳌﲔ ،ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻘﺒﻞ ﺍﷲ ﺩﻳﻨﺎ ﺇﻻ
ﻼ ﹺﻡ ﺩﻳﻨﺎ ﹶﻓﻠﹶﻦ ﻳ ﹾﻘﺒ ﹶﻞ ﻣﻨ ﻪ ﻭ ﻫ ﻮ ﻓﻲ
ﺩﻳﻦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ،ﻟﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ } :ﻭﻣﻦ ﻳﺒﺘ ﹺﻎ ﹶﻏﻴﺮ ﺍ ِﻹ ﺳ ﹶ
ﺍﻵ ﺧ ﺮ ﺓ ﻣ ﻦ ﺍﹾﻟﺨﺎ ﺳﺮﹺﻳ ﻦ{.
٤
ﻭﻟﺬﺍ ﺟﺎﺀ ﺩﻳﻦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺑﺎﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺍﻟﺘﺎﻣﺔ ﺍﻟﱵ ﺘﻢ ﰲ ﳐﺘﻠﻒ ﺟﻮﺍﻧﺐ ﺍﳊﻴﺎﺓ
ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﺍﳌﻄﻠﻮﺑﺔ ﻋﺪﻻ ﻭﺍﺣﺴﺎﻧﺎ .ﻭﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺣﺚ
ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺃﻫﻠﻪ ﳌﺴﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﻀﻌﻔﺎﺀ ﻭﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﻭ ﺍﳌﺴﺎﻛﲔ ،ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﳊﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ
ﺣﻴﺎﻢ ﻭﺍﻟﺮﻓﺎﻫﻴﺔ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ .ﻭﻗﺪ ﻛﺜﺮﺕ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﺁﻧﻴﺔ ﻭﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﻨﺒﻮﻳﺔ
ﲢﺪﺛﺖ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ،ﻣﺜﻼ ﺍﳊﺚ ﻋﻠﻰ ﺇﻃﻌﺎﻡ ﺍﳌﺴﺎﻛﲔ ﻭﺍﻟﻴﺘﺎﻣﻰ ،ﻭﺍﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﱃ
ﺴﻜﻴﻨﺎ ﻭﻳﺘﻴﻤﺎ ﻭﹶﺃ ﺳﲑﺍ{.
ﻳﻘﻮﻝ } :ﻭﻳ ﹾﻄ ﻌﻤﻮ ﹶﻥ ﺍﻟ ﱠﻄﻌﺎ ﻡ ﻋﻠﹶﻰ ﺣﺒ ﻪ ﻣ
٥
ﺤ ﻢ ﺍﹾﻟ ﻌ ﹶﻘﺒ ﹶﺔ ) (١١ﻭﻣﺎ
ﻭﻛﺬﻟﻚ ﰲ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﻳﻘﻮﻝ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﱃ} :ﻓﹶﻼ ﺍ ﹾﻗﺘ
ﺴ ﻐﺒ ﺔ ) (١٤ﻳﺘﻴﻤﺎ ﺫﹶﺍ
ﻚ ﺭﹶﻗﺒ ﺔ ) (١٣ﹶﺃ ﻭ ﹺﺇ ﹾﻃﻌﺎ ﻡ ﻓﻲ ﻳ ﻮ ﹴﻡ ﺫﻱ ﻣ
ﹶﺃ ﺩﺭﺍ ﻙ ﻣﺎ ﺍﹾﻟ ﻌ ﹶﻘﺒ ﹸﺔ ) (١٢ﹶﻓ
ﺴﻜﻴﻨﺎ ﺫﹶﺍ ﻣﺘ ﺮﺑ ﺔ ).{(١٦
ﻣ ﹾﻘ ﺮﺑ ﺔ ) (١٥ﹶﺃ ﻭ ﻣ
٦
ﻭﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﱃ ﺫﻟﻚ ،ﻗﺪ ﺟﻌﻞ ﺍﷲ ﺍﻧﺘﻬﺎﻙ ﺍﳊﺮﻣﺔ ﻛﻔﺎﺭﺓ ﺫﺍﺕ ﺇﺻﺎﻟﺔ
ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ،ﻣﺜﻞ ﻛﻔﺎﺭﺓ ﺍﻟﻴﻤﲔ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺘﺨﻴﲑ ﺑﲔ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺃﺷﻴﺎﺀ :ﺇﻃﻌﺎﻡ ﻋﺸﺮﺓ
ﻣﺴﺎﻛﲔ ،ﺃﻭ ﺇﻋﻄﺎﺀ ﻗﺴﻮﺓ ﳌﺴﺎﻛﲔ ،ﺃﻭ ﻋﺘﻖ ﺭﻗﺒﺔ ،ﺃﻭ ﺻﻴﺎﻡ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻳﺎﻡ ،ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ
٤ﺳﻮﺭﺓ ﺁﻝ ﻋﻤﺮﺍﻥ.٨٥ :
٥ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ.٧ :
٦ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﺒﻠﺪ.١٦-١١ :
٢
ﺗﻌﺎﱃ} :ﻻﹶ ﻳﺆﺍ ﺧ ﹸﺬ ﹸﻛ ﻢ ﺍﻟﱠﻠ ﻪ ﺑﹺﺎﻟﱠﻠ ﻐ ﹺﻮ ﻓﻲ ﹶﺃﻳﻤﺎﹺﻧ ﹸﻜ ﻢ ﻭﹶﻟﻜﻦ ﻳﺆﺍ ﺧ ﹸﺬﻛﹸﻢ ﹺﺑﻤﺎ ﻋﻘﱠﺪﺗ ﻢ ﺍ َﻷﻳﻤﺎ ﹶﻥ
ﺴ ﻮﺗ ﻬ ﻢ ﹶﺃ ﻭ
ﻂ ﻣﺎ ﺗ ﹾﻄ ﻌﻤﻮ ﹶﻥ ﹶﺃ ﻫﻠﻴ ﹸﻜ ﻢ ﹶﺃ ﻭ ﻛ
ﲔ ﻣ ﻦ ﹶﺃ ﻭ ﺳ
ﺸ ﺮ ﺓ ﻣﺴﺎ ﻛ
ﹶﻓ ﹶﻜﻔﱠﺎ ﺭﺗ ﻪ ﹺﺇ ﹾﻃﻌﺎﻡ ﻋ
ﻚ ﹶﻛﻔﱠﺎ ﺭ ﹸﺓ ﹶﺃﻳﻤﺎﹺﻧ ﹸﻜ ﻢ ﹺﺇﺫﹶﺍ ﺣﹶﻠ ﹾﻔﺘ ﻢ ﻭﺍ ﺣ ﹶﻔ ﹸﻈﻮﹾﺍ
ﻼﹶﺛ ﺔ ﹶﺃﻳﺎ ﹴﻡ ﹶﺫﻟ
ﺼﻴﺎ ﻡ ﹶﺛ ﹶ
ﺠ ﺪ ﹶﻓ
ﺤﺮﹺﻳ ﺮ ﺭﹶﻗﺒ ﺔ ﹶﻓﻤﻦ ﱠﻟ ﻢ ﻳ ﹺ
ﺗ
ﺸ ﹸﻜﺮﻭ ﹶﻥ{.
ﻚ ﻳﺒﻴ ﻦ ﺍﻟﱠﻠ ﻪ ﹶﻟ ﹸﻜ ﻢ ﺁﻳﺎﺗ ﻪ ﹶﻟ ﻌﱠﻠ ﹸﻜ ﻢ ﺗ
ﹶﺃﻳﻤﺎﻧ ﹸﻜ ﻢ ﹶﻛ ﹶﺬﻟ
٧
ﻉ
ﻭﻻ ﻏﺮﺍﺑﺔ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻓﻔﻲ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻗﺪ ﲰﻰ ﺍﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﱃ ﻣﻦ ﻳﺪ
ﺍﻟﻴﺘﻴﻢ ﻭﻻ ﳛﺾ ﻋﻠﻰ ﺇﻃﻌﺎﻡ ﺍﳌﺴﻜﲔ ﻣﻦ ﺍﳌﻜﺬﺏ ﺑﺎﻟﺪﻳﻦ ،ﻓﺎﻗﺮﺃ ﻣﺎ ﺷﺌﺖ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ:
ﺾ ﻋﻠﹶﻰ
ﺤ
ﻉ ﺍﹾﻟﻴﺘﻴ ﻢ ) (٢ﻭﻻ ﻳ
ﻚ ﺍﱠﻟﺬﻱ ﻳ ﺪ
ﺏ ﺑﹺﺎﻟﺪﻳ ﹺﻦ ) (١ﹶﻓ ﹶﺬﻟ
ﺖ ﺍﱠﻟﺬﻱ ﻳ ﹶﻜ ﱢﺬ
}ﹶﺃ ﺭﹶﺃﻳ
ﲔ ).{(٣
ﺴ ﻜ ﹺ
ﹶﻃﻌﺎ ﹺﻡ ﺍﹾﻟ ﻤ
٨
ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺒﻐﻮﻱ ٩ﺭﲪﻪ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﰲ ﺗﻔﺴﲑﻩ :ﻭﻣﻌﲎ "ﻳﻜﺬﺏ ﺑﺎﻟﺪﻳﻦ" ﺃﻱ ﺑﺎﳉﺰﺍﺀ
ﻉ :ﺍﻟﺪﻓﻊ
ﻉ ﺍﹾﻟﻴﺘﻴ ﻢ{ ﺃﻱ ﻳﻘﻬﺮﻩ ﻭﻳﺪﻓﻌﻪ ﻋﻦ ﺣﻘﻪ ﻭﺍﻟﺪ
ﻚ ﺍﱠﻟﺬﻱ ﻳ ﺪ
ﻭﺍﳊﺴﺎﺏ} .ﹶﻓ ﹶﺬﻟ
٧ﺳﻮﺭﺓ ﺍﳌﺎﺋﺪﺓ.٨٩ :
٨ﺳﻮﺭﺓ ﺍﳌﺎﻋﻮﻥ.٣-١ :
٩
ﺍﻟﺒﻐﻮﻱ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﳊﺎﻓﻆ ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ ﺍﺘﻬﺪ ﳏﻴﻲ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺃﺑﻮ ﳏﻤﺪ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﻔﺮﺍﺀ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ
ﺻﺎﺣﺐ ﻣﻌﺎﱂ ﺍﻟﺘﱰﻳﻞ ﻭﺷﺮﺡ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺍﻟﺘﻬﺬﻳﺐ ﻭﺍﳌﺼﺎﺑﻴﺢ ﻭﻏﲑ ﺫﻟﻚ ﺗﻔﻘﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺎﺿﻰ ﺣﺴﲔ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻘﺔ
ﻭﺣﺪﺙ ﻋﻨﻪ .ﺇﻧﻪ ﻭﻟﺪ ﺳﻨﺔ ) ٤٣٣ﻫـ( ﻭﺗﻮﰲ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ ﺑﻤﺮﻭ ﺍﻟﺮﻭﺫ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻣﻦ ﺣﺪﺍﺋﻖ ﺧﺮﺍﺳﺎﻥ ﰲ ﺷﻮﺍﻝ ﺳﻨﺔ
٥١٦ﻫــ .ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺧﺪﻣﻮﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ،ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻨﺒﻮﻳﺔ ،ﺑﺎﻟﻌﻜﻮﻑ ﻋﻠﻰ ﺩﺭﺍﺳﺘﻬﻤﺎ،
ﻭﺗﺪﺭﻳﺴﻬﻤﺎ ،ﻭﻛﺸﻒ ﻛﻨﻮﺯﳘﺎ ،ﻭﺃﺳﺮﺍﺭﳘﺎ ،ﻭﺍﻟﺘﺄﻟﻴﻒ ﻓﻴﻬﻤﺎ .ﺍﻧﻈﺮ ﺗﺬﻛﺮﺓ ﺍﳊﻔﺎﻅ ،١٢٥٧/٤ :ﻭﺗﻔﺴﲑ ﺍﻟﺒﻐﻮﻱ
. ١٤ / ١:
٣
ﲔ{ ﺃﻱ ﻻ ﻳﻄﻌﻤﻪ ﻭﻻ ﻳﺄﻣﺮ
ﺴ ﻜ ﹺ
ﺾ ﻋﻠﹶﻰ ﹶﻃﻌﺎ ﹺﻡ ﺍﹾﻟ ﻤ
ﺤ
ﺑﺎﻟﻌﻨﻒ ﻭﺍﳉﻔﻮﺓ} .ﻭﻻ ﻳ
ﺑﺈﻃﻌﺎﻣﻪ ﻷﻧﻪ ﻳﻜﺬﺏ ﺑﺎﳉﺰﺍﺀ ﺃﻫـ.
١٠
ﻭﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻫﻮ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ﲝﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻬﺘﻢ ﺟﻮﺍﻧﺐ ﺍﳊﻴﺎﺓ
ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻣﺮﺍﻋﺎﺓ ﺍﺣﺘﻴﺎﺟﺎﻢ ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺣﺬﻑ ﺍﻟﻔﻮﺍﺭﻕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺑﲔ
ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﻭﺍﻷﻏﻨﻴﺎﺀ ،ﻭﺑﲔ ﺍﻷﻗﻮﻳﺎﺀ ﻭﺍﻟﻀﻌﻔﺎﺀ ﻭﲢﻘﻴﻖ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﻟﻄﻴﺒﺔ ﻭﻛﺬﺍﻟﻚ ﻹﻧﺸﺎﺀ
ﺍﺘﻤﻊ ﺍﳌﺪﱐ ﲢﺖ ﺭﻋﺎﻳﺔ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ.
ﺏ.
ﺧﻠﻔﻴﺔ ﺍﻟﺒﺤﺚ
ﻻ ﺭﻳﺐ ﺃﻥ ﺩﻭﺭ ﺩﻳﻦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻹﺻﻼﺡ ﺍﻷﻣﺔ ﻛﺒﲑ ،ﻭﻗﺪ ﺷﻬﺪﻩ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ
ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻣﻨﺬ ﻋﻬﺪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﰒ ﺍﳋﻠﻔﺎﺀ ﺍﻟﺮﺍﺷﺪﻳﻦ ﻭﺍﻷﻣﺔ
ﺑﻌﺪﻫﻢ ،ﻷﻥ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻳﻌﻠﻮ ﻭﻻ ﻳﻌﻠﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺃﻧﻪ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ﻭﻻ ﺩﻳﻦ ﻋﻨﺪ ﺍﷲ ﺇﻻ
ﺍﻹﺳﻼﻡ.
ﻭﺍﳉﺪﻳﺮ ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ ﻣﻦ ﺩﻭﺭ ﺩﻳﻦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﰲ ﺭﻋﺎﻳﺔ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﻭﺍﻟﻀﻌﻔﺎﺀ ﻫﻮ ﻓﺮﺽ
ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ،ﻭﻫﻲ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻦ ﺃﺭﻛﺎﻥ ﺍﻹﺳﻼﻡ ١١،ﻭﻗﺪ ﻗﺮﺎ ﺍﷲ ﻣﻊ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﰲ ﲦﺎﻧﻴﺔ
١٠ﻳﻨﻈﺮ :ﻣﻌﺎﱂ ﺍﻟﺘﱰﻳﻞ ﻟﻠﺒﻐﻮﻱ .٥٤٩ / ٨ :
١١ﻭﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺣﺪﻳﺚ :ﻋﻦ ﺃﰊ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﳋﻄﺎﺏ ﺭﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﲰﻌﺖ
ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﻘﻮﻝ )) :ﺑﲎ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﲬﺲ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﺃﻥ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﷲ ﻭﺃﻥ ﳏﻤﺪﺍ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ
ﻭﺇﻗﺎﻡ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺇﻳﺘﺎﺀ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﻭﺣﺞ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭﺻﻮﻡ ﺭﻣﻀﺎﻥ (( ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﲪﺪ ) ، ١٢٠/٢ﺭﻗﻢ ، (٦٠١٥ﻭﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ
) ، ١٢/١ﺭﻗﻢ ، (٨ﻭﻣﺴﻠﻢ ) ، ٤٥/١ﺭﻗﻢ ، (١٦ﻭﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ ) ، ٥/٥ﺭﻗﻢ (٢٦٠٩ﻭﻗﺎﻝ :ﺣﺴﻦ ﺻﺤﻴﺢ .
٤
ﻭﻋﺸﺮﻳﻦ ﺁﻳﺔ ﺩﺍﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﳘﻴﺔ ﻫﺎﺗﲔ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺗﲔ ١٢،ﻭﻋﺎﺗﺐ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻣﻨﻜﺮﻫﺎ ﻭﻋﺎﻗﺒﻪ،
ﺸ ﺮﻫﻢ
ﻀ ﹶﺔ ﻭ ﹶﻻ ﻳﻨ ﻔﻘﹸﻮﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﺳﺒﹺﻴ ﹺﻞ ﺍﻟﱠﻠ ﻪ ﹶﻓﺒ
ﺐ ﻭﺍﹾﻟ ﻔ
ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﱃ} :ﻭﺍﱠﻟﺬﻳ ﻦ ﻳ ﹾﻜﹺﻨﺰﻭ ﹶﻥ ﺍﻟ ﱠﺬ ﻫ
ﺤﻤﻰ ﻋﹶﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﻧﺎﺭﹺ ﺟ ﻬﻨ ﻢ ﹶﻓﺘ ﹾﻜﻮﻯ ﹺﺑﻬﺎ ﹺﺟﺒﺎ ﻫ ﻬ ﻢ ﻭﺟﻨﻮﺑ ﻬ ﻢ
ﺏ ﹶﺃﻟﻴ ﹴﻢ ) (٣٤ﻳ ﻮ ﻡ ﻳ
ﹺﺑ ﻌﺬﹶﺍ ﹴ
ﺴ ﹸﻜ ﻢ ﹶﻓﺬﹸﻭﻗﹸﻮﹾﺍ ﻣﺎ ﻛﹸﻨﺘ ﻢ ﺗ ﹾﻜﹺﻨﺰﻭ ﹶﻥ ).{(٣٥
ﻭﻇﹸﻬﻮ ﺭ ﻫ ﻢ ﻫﺬﹶﺍ ﻣﺎ ﹶﻛﻨ ﺰﺗ ﻢ ﻷَﻧ ﹸﻔ ِ
١٣
ﻭﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻌﺜﻴﻤﲔ١٤ﺭﲪﻪ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ :ﺁﺛﺎﺭ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﺘﻤﻊ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ
ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺃﻳﻀﺎﹰ ،ﻓﺈﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﻮﺍﺳﺎﺓ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﻭﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﲟﺼﺎﱀ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣﺎ ﻫﻮ
ﻣﻌﻠﻮﻡ ﻇﺎﻫﺮ ﻣﻦ ﻣﺼﺎﺭﻑ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ،ﻓﺈﻥ ﺍﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﱃ ﻗﺎﻝ ﰲ ﻣﺼﺎﺭﻑ ﻫﺬﻩ
ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻰ ) ، ١٠٧/٨ﺭﻗﻢ ، (٥٠٠١ﻭﺍﺑﻦ ﺣﺒﺎﻥ ) ، ٣٧٤/١ﺭﻗﻢ . (١٥٨ﻭﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﻳﻀﺎ :ﺃﺑﻮ ﻳﻌﻠﻰ
) ، ١٦٤/١٠ﺭﻗﻢ ، (٥٧٨٨ﻭﺍﺑﻦ ﺧﺰﳝﺔ ) ، ١٥٩/١ﺭﻗﻢ ، (٣٠٩ﻭﺍﻟﻄﱪﺍﱏ ) ، ٣٠٩/١٢ﺭﻗﻢ ، (١٣٢٠٣
ﻭﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻰ ) ، ٨١/٤ﺭﻗﻢ . (٧٠١٣
١٢ﻛﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ} :ﺍﱠﻟﺬﻳ ﻦ ﻳﻘﻴﻤﻮ ﹶﻥ ﺍﻟﺼﻼ ﹶﺓ ﻭﻳ ﺆﺗﻮ ﹶﻥ ﺍﻟ ﺰﻛﹶﺎ ﹶﺓ ﻭﻫﻢ ﺑﹺﺎﻵ ﺧ ﺮ ﺓ ﻫ ﻢ ﻳﻮﻗﻨﻮ ﹶﻥ{ ﺳﻮﺭﺓ ﻟﻘﻤﺎﻥ .٤:
١٣ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ.٣٥-٣٤ :
١٤ﻫﻮ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺻﺎﱀ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ
ﻣﻘﺒﻞ ،ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻫﺒﺔ ،ﻣﻦ ﺑﻨﹺﻲ ﲤﻴﻢ ،ﻭﺟﺪﻩ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺃﹸﻃﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﺜﻴﻤﲔ ،ﻭﺍﺷﺘﻬﺮﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺇﻟﻴﻪ ﺬﺍ
ﺍﻹﻃﻼﻕ )ﻋﺜﻴﻤﲔ ﻣﺄﺧﻮﺫ ﻣﻦ ﻋﺜﻤﺎﻥ( .ﻭﻟﺪ ﰲ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﺷﻬﺮ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﺳﻨﺔ ١٣٤٧ﻫـ ﰲ ﻣﺪﻳﻨﺔ
ﻋﻨﻴﺰﺓ ،ﺇﺣﺪﻯ ﻣﺪﻥ ﺍﻟﻘﺼﻴﻢ ،ﻭﻧﺸﺄ ﻧﺸﺄﺓ ﺻﺎﻟﺤﺔ ﻃﻴﺒﺔ .ﺗﻌﻠﱠﻢ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀ ﹶﺓ ﻭﺍﻟﻜﺘﺎﺑ ﹶﺔ ﰲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ،ﻭﺗﻌﻠﱠﻢ ﺍﻟﻘﺮﺁ ﹶﻥ ﻋﻠﻰ
ﺟﺪﻩ ﻷﻣﻪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺁﻝ ﺩﺍﻣﻎ ،ﻓﺤﻔﻆ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺗﺘﻠﻤﺬ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻌﻼﱠﻣﺔ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ
ﺍﻟﺴﻌﺪﻱ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ ،ﻭﺑﻌﺪ ﺍﻓﺘﺘﺎﺡ ﻛﻠﻴﺔ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻭﺃﺻﻮﻝ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺑﺎﻟﻘﺼﻴﻢ ﺍﻧﺘﻘﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺲ ﰲ ﺍﳌﻌﻬﺪ ﺇﻟﻴﻬﺎ،
ﻭﺍﺳﺘﻤ ﺮ ﰲ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺲ ﻓﻴﻬﺎ ﺇﱃ ﺃﻥ ﺗﻮﰲ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ .ﻭﹶﻟﻤﺎ ﺗﻮﱢﻓ ﻲ ﺷﻴﺨﻪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﺳﻌﺪﻱ ﺳﻨﺔ ١٣٧٦ﻫـ ﺗﻮﻟﱠﻰ
ﺍﻹﻣﺎﻣ ﹶﺔ ﻭﺍﳋﻄﺎﺑ ﹶﺔ ﻭﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺲ ﰲ ﺍﳌﺴﺠﺪ ﺍﳉﺎﻣﻊ ﺍﻟﻜﺒﲑ ﺑﻌﻨﻴﺰﺓ ،ﻭﺍﺳﺘﻤ ﺮ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺣﱴ ﺗﻮﻓﱠﺎﻩ ﺍﷲ .ﻭﺗﻮﰲ ﰲ
ﺻﻠﱢﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﰲ ﺍﳌﺴﺠﺪ
ﻣﺴﺘﺸﻔﻰ ﰲ ﺟﺪﺓ ﻣﺴﺎﺀ ﻳﻮﻡ ﺍﻷﺭﺑﻌﺎﺀ ،ﺍﳋﺎﻣﺲ ﻋﺸﺮ ﻣﻦ ﺷﻬﺮ ﺷﻮﺍﻝ ﻋﺎﻡ ١٤٢١ﻫـ ،ﻭ
ﺍﳊﺮﺍﻡ ﻋﻘﺐ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﻣﻦ ﻳﻮﻡ ﺍﳋﻤﻴﺲ ،ﻭﺩﻓﻦ ﰲ ﻣﻘﱪﺓ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﲟﻜﺔ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ ﺭﲪﺔ ﻭﺍﺳﻌﺔ .ﻳﻨﻈﺮ :ﻋﻠﻤﺎﺀ ﳒﺪ
ﺧﻼﻝ ﺳﺘﺔ ﻗﺮﻭﻥ ﻟﻠﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﻟﺒﺴﺎﻡ ،٤٢٢/٢:ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺜﻴﻤﲔ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ -ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ
ﺍﻟﺮﺑﺎﻧﻴﲔ .٩-٢: -
٥
ﲔ ﻋﹶﻠﻴﻬﺎ ﻭﭐﹾﻟ ﻤ ﺆﱠﻟ ﹶﻔ ﺔ
ﲔ ﻭﭐﹾﻟ ﻌـٰ ﻤﻠ
ﺴـٰ ﻜ ﹺ
ﺖ ﻟ ﹾﻠ ﹸﻔ ﹶﻘﺮﺁ ِﺀ ﻭﭐﹾﻟ ﻤ
ﺼ ﺪﹶﻗـٰ
ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ} :ﹺﺇﻧﻤﺎ ﭐﻟ
ﻀ ﹰﺔ ّﻣ ﻦ ﭐﻟﱠﻠ ﻪ ﻭﭐﻟﱠﻠ ﻪ
ﺴﺒﹺﻴ ﹺﻞ ﹶﻓﺮﹺﻳ
ﲔ ﻭﻓﻰ ﺳﺒﹺﻴ ﹺﻞ ﭐﻟﱠﻠ ﻪ ﻭﭐ ﺑ ﹺﻦ ﭐﻟ
ﺏ ﻭﭐﹾﻟ ﻐـٰ ﹺﺮ ﻣ
ﹸﻗﻠﹸﻮﺑ ﻬ ﻢ ﻭﻓﻰ ﭐﻟ ّﹺﺮﻗﹶﺎ ﹺ
ﻋﻠﻴ ﻢ ﺣﻜﻴ ﻢ{ ،١٥ﻭﻫﺆﻻﺀ ﺍﻷﺻﻨﺎﻑ ﺍﻟﺜﻤﺎﻧﻴﺔ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﺄﺧﺬﻫﺎ ﻟﺪﻓﻊ ﺣﺎﺟﺘﻪ ،ﻭﻣﻨﻬﻢ
ﻣﻦ ﻳﺄﺧﺬﻫﺎ ﳊﺎﺟﺔ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﺇﻟﻴﻪ ،ﻓﺎﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﻭﺍﳌﺴﺎﻛﲔ ﻭﺍﻟﻐﺎﺭﻣﻮﻥ ﻷﻧﻔﺴﻬﻢ ،ﻭﺍﺑﻦ
ﺍﻟﺴﺒﻴﻞ ﻭﺍﻟﺮﻗﺎﺏ ،ﻫﺆﻻﺀ ﻳﺄﺧﺬﻭﻥ ﳊﺎﺟﺘﻬﻢ ،ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﺄﺧﺬ ﳊﺎﺟﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻟﻴﻪ:
ﻛﺎﻟﻐﺎﺭﻡ ﻹﺻﻼﺡ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺒﲔ ،ﻭﺍﻟﻌﺎﻣﻠﲔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﺍﺎﻫﺪﻳﻦ ﰲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﷲ ،ﻓﺈﺫﺍ ﻋﺮﻓﻨﺎ ﺃﻥ
ﺗﻮﺯﻳﻊ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺻﻨﺎﻑ ﳛﺼﻞ ﺎ ﺩﻓﻊ ﺍﳊﺎﺟﺔ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﳌﻦ ﺃﻋﻄﻴﻬﺎ ،ﻭﳛﺼﻞ
ﺎ ﺩﻓﻊ ﺍﳊﺎﺟﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻋﻦ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻋﺮﻓﻨﺎ ﻣﺪﻯ ﻧﻔﻌﻬﺎ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ.
١٦
ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﺃﺧﺺ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺪﻗﺎﺕ ﻷﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺪﻗﺎﺕ ﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺔ ،ﻭﰲ
ﺍﳊﺪﻳﺚ ١٧ﺃﻥ ﺍﻟﺼﺪﻗﺔ ﻫﻲ ﺑﺮﻫﺎﻥ ﺃﻱ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺻﺪﻕ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ ﻭﻫﻮ ﺑﺮﻫﺎﻥ ﻋﻠﻰ
ﺻﺤﺔ ﺇﳝﺎﻥ ﺷﺨﺺ ﺑﺎﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻭﻗﻮﺓ ﻳﻘﻨﻪ ١٨.ﻭﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﺗﺄﺧﺬ ﻣﻦ ﺃﻏﻨﻴﺎﺀ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺗﺮﺩ ﺇﱃ
١٥ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ:
.٦٠
١٦ﻳﻨﻈﺮ :ﳎﻤﻮﻉ ﻓﺘﺎﻭﻯ ﻭﺭﺳﺎﺋﻞ ﺍﺑﻦ ﻋﺜﻴﻤﲔ / ١٨ :
.٣
١٧ﻋﻦ ﺃﰊ ﻣﺎﻟﻚ ﺍﳊﺎﺭﺙ ﺑﻦ ﻋﺎﺻﻢ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ :ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ )) :ﺍﻟﻄﻬﻮﺭ ﺷﻄﺮ
ﺍﻹﳝﺎﻥ ﻭﺍﳊﻤﺪ ﷲ ﲤﻸ ﺍﳌﻴﺰﺍﻥ ﻭﺳﺒﺤﺎﻥ ﺍﷲ ﻭﺍﳊﻤﺪ ﷲ ﲤﻶﻥ ﻣﺎ ﺑﲔ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻭﺍﻷﺭﺽ ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻧﻮﺭ ﻭﺍﻟﺼﺪﻗﺔ
ﺑﺮﻫﺎﻥ ﻭﺍﻟﺼﱪ ﺿﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺣﺠﺔ ﻟﻚ ﺃﻭ ﻋﻠﻴﻚ ﻛﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﻐﺪﻭ ﻓﺒﺎﺋﻊ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻤﻌﺘﻘﻬﺎ ﺃﻭ ﻣﻮﺑﻘﻬﺎ ((.ﺃﺧﺮﺟﻪ
ﺃﲪﺪ ) ، ٣٤٢/٥ﺭﻗﻢ ، (٢٢٩٥٣ﻭﻣﺴﻠﻢ ) ، ٢٠٣/١ﺭﻗﻢ ، (٢٢٣ﻭﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ ) ، ٥٣٥/٥ﺭﻗﻢ (٣٥١٧
ﻭﻗﺎﻝ :ﺻﺤﻴﺢ .ﻭﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﻳﻀﺎ :ﺍﻟﺪﺍﺭﻣﻰ ) ، ١٧٤/١ﺭﻗﻢ ، (٦٥٣ﻭﺃﺑﻮ ﻋﻮﺍﻧﺔ ) ، ١٨٩/١ﺭﻗﻢ، (٦٠٠
ﻭﺍﻟﻄﱪﺍﱏ ) ، ٢٨٤/٣ﺭﻗﻢ ، (٣٤٢٣ﻭﺍﺑﻦ ﻣﻨﺪﻩ ) ، ٣٧٤/١ﺭﻗﻢ ، (٢١١ﻭﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻰ ﰱ ﺷﻌﺐ ﺍﻹﳝﺎﻥ )، ٣/٣
ﺭﻗﻢ . (٢٧٠٩
١٨ﻳﻨﻈﺮ :ﺷﺮﺡ ﺍﻷﺭﺑﻌﲔ ﺍﻟﻨﻮﻭﻳﺔ ﻻﺑﻦ ﺍﻟﻌﺜﻴﻤﲔ ﺹ.٧٥ :
٦
ﻓﻘﺮﺍﺋﻬﻢ ،ﻭﳚﻌﻠﻬﺎ ﺗﺰﻛﻴﺔ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ﻟﺼﺎﺣﺒﻬﺎ ﻭﻣﺴﺎﻋﺪﺓ ﳌﺴﺘﺤﻘﻬﺎ ،ﻭﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﰲ
ﺿﺎﺋﻘﺔ ﺍﳌﻌﻴﺸﺔ ﻓﻴﺤﺘﺎﺟﻮﻥ ﺍﳊﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﻛﻔﺎﻳﺔ ﺍﳌﻌﻴﺸﺔ .ﻭﺃﺎ ﺃﺧﺬﺕ ﻣﻦ ﺍﻷﻏﻨﻴﺎﺀ ﰲ
ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻓﺘﺼﺮﻑ ﻟﻠﻔﻘﺮﺍﺀ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻨﻄﻘﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻭﻻ ﳚﻮﺯ ﻧﻘﻞ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﻣﻦ ﺑﻠﺪ ﺇﱃ ﻏﲑﻩ
ﺑﻮﺟﻮﺩ ﺃﻫﻠﻬﺎ.
ﻭﰲ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻧﻴﺔ ﻗﺎﻝ :ﻭﻻ ﳚﻮﺯ ﺃﻥ ﺗﻨﺘﻘﻞ ﺯﻛﺎﺓ ﺑﻠﺪ ﺇﱃ ﻏﲑﻩ ﺇﻻ ﻋﻨﺪ
ﻋﺪﻡ ﻭﺟﻮﺩ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻬﻤﺎﻥ ﻓﺈﻥ ﻧﻘﻠﻬﺎ ﻋﻨﻪ ﻣﻊ ﻭﺟﻮﺩﻫﻢ ﻓﻴﻪ ﱂ ﳚﺰﺋﻪ ﰲ ﺃﺣﺪ ﻗﻮﻟﲔ
ﻭﺃﺟﺰﺃﻩ ﰲ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺍﻵﺧﺮ.
١٩
ﻭﰲ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ٢٠ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻗﺎﻝ :ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮ ﹸﻝ ﺍﷲ
ﻚ
ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﳌﻌﺎ ﺫ ﺑ ﹺﻦ ﺟﺒﻞ ٢١ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﺣﲔ ﺑﻌﺜﻪ ﺇﹺﱃ ﺍﻟﻴﻤﻦ )) :ﹺﺇﻧ
ﺳﺘﺄﰐ ﻗﻮﻣﺎ ﺃﻫ ﹶﻞ ﻛﺘﺎﺏ ،ﹶﻓﺈﹺﺫﺍ ﺟﺌﺘﻬﻢ ﻓﹶﺎ ﺩﻋﻬﻢ ﺇﹺﱃ ﺃﹶﻥ ﻳﺸﻬﺪﻭﺍ ﺃﹶﻥ ﻻ ﺇﹺﻟ ﻪ ﺇﹺﻻ ﺍﷲ ،ﻭﹶﺃ ﱠﻥ
١٩
ﻳﻨﻈﺮ :ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻧﻴﺔ ﻟﻠﻤﺎﻭﺭﺩﻱ .١٤١ / ١ :
٢٠ﻫﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﳌﻄﻠﺐ ﺑﻦ ﻫﺎﺷﻢ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﻣﻨﺎﻑ ﺑﻦ ﻋﻢ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻟﺪ
ﻗﺒﻞ ﺍﳍﺠﺮﺓ ﺑﺜﻼﺙ ﺳﻨﲔ ﻭﺩﻋﺎ ﻟﻪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺑﺎﻟﻔﻬﻢ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻓﻜﺎﻥ ﻳﺴﻤﻰ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﻭﺍﳊﱪ
ﻟﺴﻌﺔ ﻋﻠﻤﻪ ﻭﻗﺎﻝ ﻋﻤﺮ ﻟﻮ ﺃﺩﺭﻙ ﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺃﺳﻨﺎﻧﻨﺎ ﻣﺎ ﻋﺸﺮﻩ ﻣﻨﺎ ﺃﺣﺪ ﻣﺎﺕ ﺳﻨﺔ ﲦﺎﻥ ﻭﺳﺘﲔ ﺑﺎﻟﻄﺎﺋﻒ ﻭﻫﻮ ﺃﺣﺪ
ﺍﳌﻜﺜﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻭﺃﺣﺪ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﻟﺔ ﻣﻦ ﻓﻘﻬﺎﺀ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ .ﻳﻨﻈﺮ :ﺗﻘﺮﻳﺐ ﺍﻟﺘﻬﺬﻳﺐ ﻻﺑﻦ ﺣﺠﺮ ،٣٠٩/ ١:ﻭ
ﺬﻳﺐ ﺍﻟﺘﻬﺬﻳﺐ ،٢٤٢/ ٥:ﻭ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﻭﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻻﺑﻦ ﻛﺜﲑ ،٢٩٥/ ٨ :ﻭ ﺍﻟﺜﻘﺎﺕ ﻷﰊ ﺣﺎﰎ ،٢٠٧/ ٣ :ﻭ
ﺗﺬﻛﺮﺓ ﺍﳊﻔﺎﻅ ﻟﻠﺬﻫﱯ .٤٠/ ١:
٢١ﻫﻮ ﻣﻌﺎﺫ ﺑﻦ ﺟﺒﻞ ﺍﳋﺰﺭﺟﻲ ﻣﻦ ﳒﺒﺎﺀ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻋﻨﻪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﻏﻨﻢ ﻭﻣﺴﺮﻭﻕ ﻭﻛﺜﲑ ﺑﻦ ﻣﺮﺓ ﻗﺎﻝ ﺃﻧﺲ
ﲨﻊ ﻣﻌﺎﺫ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﰲ ﺣﻴﺎﺓ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻗﺎﻝ ﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ ﻛﻨﺎ ﻧﺸﺒﻬﻪ ﺑﺈﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ
ﻛﺎﻥ ﺃﻣﺔ ﻗﺎﻧﺘﺎ ﷲ ﺣﻨﻴﻔﺎ ﺗﻮﰲ ﺑﺎﻟﻄﺎﻋﻮﻥ ﺳﻨﺔ ١٨ﺑﺎﻷﺭﺩﻥ ﻋﻦ ﲦﺎﻥ ﻭﺛﻼﺛﲔ ﺳﻨﺔ .ﻳﻨﻈﺮ :ﺍﻟﻜﺎﺷﻒ ﳊﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ
ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪﺍﷲ ﺍﻟﺬﻫﱯ ،٢٧٢ /٢ :ﻭ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻜﺒﲑ ،٣٥٩/٧ :ﻭ ﺬﻳﺐ ﺍﻟﺘﻬﺬﻳﺐ ،١٦٩/١٠ :ﻭ ﺳﲑ ﺃﻋﻼﻡ
ﺍﻟﻨﺒﻼﺀ ﻟﻠﺬﻫﱯ .٤٤٣/١ :
٧
ﻣﺤﻤﺪﺍ ﺭﺳﻮ ﹸﻝ ﺍﷲ ،ﻓﺈﻥ ﻫﻢ ﺃﻃﺎﻋﻮﺍ ﻟﻚ ﺑﺬﻟﻚ ،ﻓﺄ ﺧﹺﺒﺮﻫﻢ ﺃ ﱠﻥ ﺍﷲ ﻗﺪ ﻓﺮﺽ ﻋﻠﻴﻬﻢ
ﲬﺲ ﺻﻠﻮﺍﺕ ﰲ ﹸﻛ ﱢﻞ ﻳﻮﻡ ﻭﻟﻴﻠﺔ ،ﻓﺈﻥ ﻫﻢ ﺃﻃﺎﻋﻮﺍ ﻟﻚ ﺑﺬﻟﻚ ،ﻓﺄﺧﱪﻫﻢ ﺃﻥ ﺍﷲ ﻗﺪ
ﺽ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺻﺪﻗﺔ ﺗﺆ ﺧ ﹸﺬ ﻣﻦ ﺃﻏﻨﻴﺎﺋﻬﻢ ﻓﺘﺮ ﺩ ﻋﻠﻰ ﻓﻘﺮﺍﺋﻬﻢ ،ﻓﺈﻥ ﻫﻢ ﺃﻃﺎﻋﻮﺍ ﻟﻚ
ﹶﻓ ﺮ
ﺑﺬﻟﻚ ﻓﹺﺈﻳﺎ ﻙ ﻭﻛﺮﺍﺋ ﻢ ﺃﻣﻮﺍﳍﻢ ،ﻭﺍﺗ ﹺﻖ ﺩﻋﻮ ﹶﺓ ﺍﳌﻈﻠﻮﻡ ،ﻓﺈﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻭﺑﲔ ﺍﷲ
ﺣﺠﺎﺏ((.
٢٢
ﻭﻻ ﺷﻚ ﺃﻥ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﳍﺎ ﺣﻜﻢ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﻭﻓﻮﺍﺋﺪ ﻛﺜﲑﺓ ﺗﺆﺛﺮ ﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﺍﻷﻣﺔ
ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﳌﺒﺎﺭﻛﺔ ،ﻭﰲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻗﺪ ﰎ ﲨﻊ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﻭ ﻣﻦ
ﻳﻨﻮﺏ ﻋﻨﻪ ﺑﺈﺭﺳﺎﻝ ﺍﻟﺴﻌﺎﺓ ﺇﱃ ﳐﺘﻠﻔﺔ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﲝﻴﺚ ﳝﻜﻦ ﺇﲤﺎﻡ ﺩﻓﻊ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﻣﻦ ﺍﻷﻏﻨﻴﺎﺀ
ﻣﻨﻈﻤﺎ ،ﻭﻋﺎﺩﺓ ﺃﺧﺬ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﻭ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﻋﻘﻮﺑﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻻ ﻳﺪﻓﻊ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﻛﻤﺎ ﺣﺪﺙ
ﰲ ﺍﳋﻠﻴﻔﺔ ﺃﰊ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ ٢٣ﰲ ﻗﺘﺎﻝ ﻗﻮﻡ ﺑﺴﺒﺐ ﻣﻨﻌﻬﻢ ﺃﺩﺍﺀ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ٢٤.ﻭﻟﻜﻦ ﻣﻊ
٢٢ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﲪﺪ ) (٢٠٧١) (٣٣٣/١ﻭﺍﻟﺪﺍﺭﻣﻲ ) (١٦٣٨ ، ١٦٢٢ﻭﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ )(١٤٠/٩ ، ١٣٠/٢
) ٢٠٥/٥) ١٦٩/٣) (١٥٨/٢ﻭﻣﺴﻠﻢ ) ، (٣٨/١ﻭﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ) (١٥٨٤ﻭﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﺔ ) ، (١٧٨٣ﻭﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ
) (٢٠١٤ ، ٦٢٥ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ) ، (٥٥/٥) (٢/٥ﻭﺍﺑﻦ ﺧﺰﳝﺔ ) (٢٣٤٦)(٢٢٧٥ﻳﻨﻈﺮ :ﺟﺎﻣﻊ ﺍﻷﺻﻮﻝ ﰲ
ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ .٤٢٠ / ٨ :
٢٣ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ ﺇﻣﺎﻡ ﺍﻻﺋﻤﺔ ﻭﺧﻠﻴﻔﺔ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻫﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﻋﺎﻣﺮ ﺑﻦ
ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﻛﻌﺐ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﺗﻴﻢ ﺑﻦ ﻣﺮﺓ ﺑﻦ ﻛﻌﺐ ﺑﻦ ﻟﺆﻱ ﺑﻦ ﻏﺎﻟﺐ ﺑﻦ ﻓﻬﺮ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﺑﻦ ﺍﻟﻨﻀﺮ ﺍﻟﺘﻤﻴﻤﻲ ﳚﺘﻤﻊ
ﻣﻊ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﰲ ﻣﺮﺓ ،ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﻋﻠﻢ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻗﺪﻣﻪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ
ﻟﻠﺼﻼﺓ ﺑﺎﻟﻨﺎﺱ ﰲ ﺣﻴﺎﺗﻪ ،ﺳﺒﻖ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﱃ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺷﻬﺪ ﺑﺪﺭﺍ ﻭﺃﺣﺪﺍ ﻭﺍﳌﺸﺎﻫﺪ ﻛﻠﻬﺎ ﻭﻭﱄ ﺍﳋﻼﻓﺔ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻨﱯ
ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺳﻨﺘﲔ ﻭﺃﺷﻬﺮﺍ ﻭﺗﻮﰲ ﰲ ﲨﺎﺩﻯ ﺍﻷﻭﱃ ﺳﻨﺔ ﺛﻼﺙ ﻋﺸﺮﺓ ﻭﻫﻮ ﺑﻦ ﺛﻼﺙ ﻭﺳﺘﲔ ﺳﻨﺔ ) ﻭﰲ
ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺩﻣﺸﻖ :ﲦﺎﻥ ﻟﻴﺎﻝ ﺃﻭ ﺳﺒﻊ ﺃﻭ ﺛﻨﱵ ﻣﻦ ﲨﺎﺩﻯ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﺳﻨﺔ ﺛﻼﺙ ﻋﺸﺮﺓ ( ﻭﺩﻓﻦ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ ﰲ ﺣﺠﺮﺓ ﻋﺎﺋﺸﺔ .ﺃﻣﻪ ﺃﻡ ﺍﳋﲑ ﻟﻔﻈﺎ ﻭﻣﻌﲎ ﺳﻠﻤﻰ ﺑﻨﺖ ﺻﺨﺮ ﺑﻦ ﻋﺎﻣﺮ ﺑﻦ ﻛﻌﺐ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﺗﻴﻢ ﺑﻨﺖ
ﻋﻢ ﺃﺑﻴﻪ ،ﻭﻛﺎﻥ ﻷﰊ ﺑﻜﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻟﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﻭﺃﲰﺎﺀ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻨﻄﺎﻗﲔ ﻭﺃﻣﻬﺎ ﻗﺘﻴﻠﺔ ﺑﻨﺖ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻯ ﻭﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ
٨
ﺍﻷﺳﻒ ﻭﺟﺪﻧﺎ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻻ ﺘﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﺎﻝ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﺎ ﺟﻴﺪﺍ ،ﻭﺍﳊﻤﺪ ﷲ
ﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﺗﻨﺸﺄ ﺍﳉﻤﻌﻴﺎﺕ ﻭﺍﳌﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﳋﲑﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻘﻮﻡ ﲜﻤﻊ ﺍﻟﺰﻛﻮﺍﺕ ﻭﺗﻮﺯﻳﻌﻬﺎ
ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺴﺘﺤﻘﲔ ،ﻭﻟﻸﺳﻒ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻷﻏﻨﻴﺎﺀ ﲞﻠﻮﺍ ﻋﻦ ﺃﺩﺍﺀ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﺑﺴﺒﺐ
ﺟﻬﺎﻟﺘﻬﻢ ﺑﺎﻟﺪﻳﻦ ﻭﻋﺪﻡ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﲔ ﺗﻘﺮﺭ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ﻋﻠﻴﻬﻢ ،ﻭﻫﺬﺍ ﺃﺩﻯ ﺇﱃ ﻣﻀﺎﺭﺓ
ﺍﺘﻤﻊ ﻭﺑﺎﳋﺼﻮﺹ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﻭﺍﻟﻀﻌﻔﺎﺀ ﺣﻴﺚ ﺳﻠﺒﻮﺍ ﺣﻘﻮﻗﻬﻢ ،ﻭﰲ ﺃﻣﻮﺍﳍﻢ ﺣﻖ
ﻟﻠﻤﺴﺎﻛﲔ ﻭﺍﶈﺘﺎﺟﲔ.
٢٥
ﻭﺃﺩﺕ ﺍﻟﺰﻛـﺎﺓ ﻭﻇﻴﻔﺘﻬـﺎ ﰲ ﺍﺘﻤﻊ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ،ﻭﺣﻘﻘـﺖ ﺍﻷﻫﺪﺍﻑ
ﺍﻟﺴﺎﻣﻴﺔ ﳍﺎ ﰲ ﺍﳉﻮﺍﻧﺐ ﺍﻹﳝﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ .ﻭﻻ
ﺗﺰﺍﻝ ﻛﺬﻟﻚ ﺇﱃ ﺣﺪ ﻛﺒﲑ ﰲ ﻋﺼﺮﻧﺎ ،ﻣﻊ ﺿﻌﻒ ﺗﻄﺒﻴﻘﻬﺎ ﰲ ﺍﻟﻌﺼﻮﺭ ﺍﳌﺘﺄﺧﺮﺓ،
ﻭﻛﺎﺩﺕ ﺃﻥ ﺗﺼﺒﺢ ﰲ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ ،ﻭﺑﻌﺾ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ،ﺍﻟﻔﺮﻳﻀﺔ ﺍﳌﻨﺴﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻐﺎﺋﺒﺔ،
ﰒ ﻋﺎﺩﺕ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺇﱃ ﺑﻌﺾ ﺟﻮﺍﻧﺒﻬﺎ ،ﻭﺍﺭﺗﻔﻌﺖ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﳍﺎ ،ﻭﺍﻟﺘﺬﻛﲑ ﺎ ،ﻭﺍﻟﺘﻮﻋﻴﺔ
ﺇﱃ ﺃﳘﻴﺘﻬﺎ ﻭﺩﻭﺭﻫﺎ ،ﺣﱴ ﻓﺮﺿﺖ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﺎﺣﺔ ،ﻭﺻﺪﺭﺕ ﻓﻴﻬﺎ
ﻭﻋﺎﺋﺸﺔ ﻭﺃﻣﻬﻤﺎ ﺃﻡ ﺭﻭﻣﺎﻥ ﺑﻨﺖ ﻋﺎﻣﺮ ﻭﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺑﻜﺮ ﻭﺃﻣﻪ ﺃﲰﺎﺀ ﺑﻨﺖ ﻋﻤﻴﺲ ﻭﺃﻡ ﻛﻠﺜﻮﻡ ﺑﻨﺖ ﺃﰊ ﺑﻜﺮ ﻭﺃﻣﻬﺎ
ﺣﺒﻴﺒﺔ ﺑﻨﺖ ﺧﺎﺭﺟﺔ .ﻳﻨﻈﺮ :ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﳋﻠﻔﺎﺀ ،٢٧/ ١ :ﻭﻃﺒﻘﺎﺕ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ،١٨/ ١:ﻭﻃﺒﻘﺎﺕ ﺍﺑﻦ ﺳﻌﺪ،١٦٩/ ٣ :
ﻭﺍﺳﻌﺎﻑ ﺍﳌﺒﻄﺄ ،١٦/ ١:ﻭﺗﺎﺭﻳﺦ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺩﻣﺸﻖ ،١٢/ ٣٠ :ﻭﲰﻂ ﺍﻟﻨﺠﻮﻡ ﺍﻟﻌﻮﺍﱄ .٤١٠/ ٢ :
٢٤ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ :ﻷﻗﺎﺗﻠﻦ ﻣﻦ ﻓﺮﻕ ﺑﲔ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺰﻛﺎﺓ .ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ،١٤٠٠ :
ﻭﻣﺴﻠﻢ.١٣٣ :
ﺤﺮﻭ ﹺﻡ{ .ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﺬﺍﺭﻳﺎﺕ .١٩ :
٢٥ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﱃ } :ﻭﻓﻲ ﹶﺃ ﻣﻮﺍﻟ ﹺﻬ ﻢ ﺣﻖ ﻟﱢﻠﺴﺎﺋ ﹺﻞ ﻭﺍﹾﻟ ﻤ
٩
ﺍﻷﻧﻈﻤﺔ ﻭﺍﻟﻠﻮﺍﺋﺢ ﻭﺍﻟﻘﻮﺍﻧﲔ ﰲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﻭﺃﻗﻴﻤﺖ ﳍﺎ ﺍﳌﺆﺳﺴﺎﺕ
ﻭﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ،ﻣﻊ ﺗﻨﺎﻣﻲ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻭﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻟﻌﺎﻡ.
٢٦
ﻣﻈﺎﻫﺮ ﻛﺜﺮﺓ ﺍﻷﻏﻨﻴﺎﺀ ﻻ ﻳﺆﺗﻮﻥ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﺳﺒﺐ ﺭﺋﻴﺴﻲ ﻟﻘﻠﺔ ﺃﻣﻮﺍﻝ ﺍﻟﺰﻛﻮﺍﺕ
ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻜﺜﺮﺓ ﺍﳌﺴﺎﻛﲔ ﻭﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﻓﻼ ﻳﺘﻢ ﺗﻮﺯﻳﻌﻬﺎ ﺑﺎﻟﻜﻔﺎﻳﺔ ﻟﻠﻤﺴﺘﺤﻘﲔ .ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ
ﺃﺧﺬ ﺑﻌﺾ ﺍﳉﻤﻌﻴﺎﺕ ﻭﺍﳌﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﳋﲑﻳﺔ ﻟﻠﺰﻛﻮﺍﺕ ﺭﺃﻱ ﺍﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﺃﻣﻮﺍﻝ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﰲ
ﳐﺘﻠﻒ ﺍﺎﻻﺕ ،ﻭﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﰲ ﳎﺎﻝ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﻣﻊ ﺍﳍﺪﻑ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﺃﻣﻮﺍﻝ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ
ﳊﻞ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺍﺘﻤﻊ ﻣﻦ ﺳﺪ ﺣﺎﺟﺎﺕ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﻭﺍﶈﺘﺎﺟﲔ ﺑﺎﻟﻜﻔﺎﻳﺔ.
ﻓﻄﺮﺣﺖ ﺑﻌﺾ ﺍﳉﻤﻌﻴﺎﺕ ﺍﳋﲑﻳﺔ ﻭﺑﻌﺾ ﺍﳌﺆﺳﺴﺎﺕ ﻭﺍﳌﺮﺍﻛﺰ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﻔﻜﺮﺓ ،ﻭﺃﺎ ﱂ ﺗﻜﻦ ﻣﻌﺮﻭﻓﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﺪﺍﺭ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﻋﺸﺮ ﻗﺮﻧﺎ ﱂ ﻳﻜﻦ ﺍﺳﺘﺜﻤﺎﺭ
ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎ ،ﻭﳍﺬﺍ ﻻ ﻧﻜﺎﺩ ﳒﺪ ﻟﺬﻟﻚ ﺫﻛﺮﺍ ﰲ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﺍﳌﺘﻘﺪﻣﲔ ،ﻟﻜﻨﻬﺎ
ﺍﻵﻥ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺗﻄﺮﺡ ،ﺑﻞ ﻭﺗﻄﺮﺡ ﺑﻘﻮﺓ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ ﺍﳌﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﳋﲑﻳﺔ.
٢٧
ﻭﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﰲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﻻ ﲡﻤﻊ ﺃﻣﻮﺍﻝ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﺇﻻ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺇﱃ ﻋﺪﺩ
ﻛﺒﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﻭﺍﳌﺴﺎﻛﲔ ،ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺴﺒﺒﲔ ﺭﺋﻴﺴﲔ ،ﳘﺎ:
.١ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﻷﻏﻨﻴﺎﺀ ﻻ ﻳﺆﺩﻭﻥ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﺑﺴﺒﺐ ﺟﻬﺎﳍﻢ ﺑﺎﻟﺪﻳﻦ ﻭﻋﺪﻡ ﻋﻘﺎﺏ ﻋﻠﻴﻬﻢ.
.٢ﻗﻠﻴﻞ ﻋﺪﺩ ﺍﻷﻏﻨﻴﺎﺀ ﰲ ﻣﻨﻄﻘﺔ.
٢٦ﻳﻨﻈﺮ :ﺗﻘﻮﱘ ﺍﻟﺘﻄﺒﻴﻘﺎﺕ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮﺓ ﶈﻤﺪ ﺍﻟﺰﺣﻴﻠﻲ .٧ :
٢٧ﻳﻨﻈﺮ :ﺷﺮﺡ ﻓﻘﻪ ﺍﻟﻨﻮﺍﺯﻝ ﻟﺴﻌﺪ ﺑﻦ ﺗﺮﻛﻲ ﺍﳋﺜﻼﻥ.٧٩ / ١ :
١٠
ﻭﻫﺬﺍﻥ ﺍﻟﺴﺒﺒﺎﻥ ﺟﻌﻼ ﺃﻣﻮﺍﻝ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﻏﲑ ﺍﻟﻜﺎﻓﻴﺔ ﰲ ﺗﻮﺯﻳﻊ ﻣﺴﺘﺤﻘﻴﻬﺎ .ﻭﳍﺬﺍ ﻇﻬﺮﺕ
ﺍﻟﻔﻜﺮﺓ ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ ﺃﻋﲏ ﺍﻻﺳﺘﺜﻤﺎﺭﻳﺔ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﰲ ﳎﺎﻝ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﻟﺘﻜﻮﻥ ﻗﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﻓﲑ
ﻣﺎ ﻳﻜﻔﻲ ﻣﻨﻬﺎ ﻟﻠﻔﻘﺮﺍﺀ ﻭﺍﶈﺘﺎﺟﲔ.
ﻭﺍﻟﺘﻘﻴﻴﺪ ﲟﺠﺎﻝ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﻫﻨﺎ ﻷﻧﻪ ﺃﻫﻢ ﻣﺸﺎﺭﻳﻊ ﺍﺳﺘﺜﻤﺎﺭﻳﺔ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ،ﻭﻟﻴﺲ
ﺍﳌﻘﺼﻮﺩ ﻧﻔﻲ ﻣﺸﺎﺭﻳﻊ ﺍﻷﺧﺮﻯ ،ﻭﻣﻦ ﺍﻣﺘﻴﺎﺯ ﳎﺎﻝ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﻫﻮ:
.١ﻣﻌﻈﻢ ﻣﺸﺎﺭﻳﻊ ﺍﻻﺳﺘﺜﻤﺎﺭﻳﺔ ﺗﺮﺟﻊ ﺇﱃ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ،ﻣﺜﻼ :ﺍﻻﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﰲ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ
ﻓﻨﺘﻴﺠﺔ ﺍﻷﺧﲑ ﻫﻲ ﺑﻴﻊ ﺍﳌﺼﻨﻮﻋﺎﺕ.
.٢ﺍﻟﺴﻬﻞ ﰲ ﺟﻠﺐ ﺃﻣﻮﺍﻝ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﻋﻨﺪ ﺍﳊﺎﺟﺔ ﺑﺒﻴﻊ ﺍﻟﺴﻠﻊ ﻓﻮﺭﺍ.
.٣ﻻ ﳓﺘﺎﺝ ﺃﻣﻮﺍﻻ ﻛﺜﲑﺓ ﰲ ﺇﳚﺎﺩ ﻣﺸﺎﺭﻳﻊ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻳﺔ ﲞﻼﻑ ﻣﺸﺎﺭﻳﻊ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻣﺜﻼ:
ﺑﻨﺎﺀ ﺍﳌﺴﺘﺸﻔﻰ ﻭﺍﳌﺪﺭﺳﺔ ،ﻭﺬﺍ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﻧﻜﺜﺮ ﺍﳌﺸﺎﺭﻳﻊ ﻭﻧﺮﺟﻮ ﺃﺭﺑﺎﺣﺎ ﻛﺜﲑﺓ
ﺑﺈﺫﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ،ﻭﺃﻳﻀﺎ ﻓﻴﻪ ﲣﻔﻴﻒ ﺗﻀﻤﲔ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ﻟﻠﻤﺘﻤﻮﻝ.
ﻭﺬﺍ ﻓﻤﻌﺮﻓﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﺔ ﺃﻣﺮ ﻣﻬﻢ ﻭﻻﺳﻴﻤﺎ ﻗﺪ ﺍﻧﺘﺸﺮﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﰲ
ﳎﺘﻤﻌﻨﺎ ﻓﻴﻨﺒﻐﻲ ﺇﺫﻥ ﻣﻌﺮﻓﺘﻬﺎ ﻭﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺎ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﲔ ﻭﺑﺎﳋﺼﻮﺹ ﻟﻌﺎﻣﻠﻲ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ.
ﻧﻈﺮﺍ ﻷﳘﻴﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﻳﻮﺩ ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﺃﻥ ﻳﻌﺮﺽ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺑﻌﻨﻮﺍﻥ
"ﺍﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﺃﻣﻮﺍﻝ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﰲ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﺣﻜﻤﻪ ﻭﺿﻮﺍﺑﻄﻪ ﰲ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ" ،ﻭﻫﺬﺍ
ﺍﻟﺒﺤﺚ ﳏﺎﻭﻝ ﻻﺳﺘﻌﺮﺍﺽ ﺁﺭﺍﺀ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﰲ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ،ﻭﺍﻟﺘﺮﺟﻴﺢ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﰲ ﺿﻮﺀ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ
١١
ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﻣﺮﺍﻋﺎﺓ ﻣﻘﺎﺻﺪ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻊ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ،ﻭﻣﻊ ﺃﻥ ﻛﺜﲑﺍ ﻣﻦ ﺍﻵﺭﺍﺀ ﺍﻟﻔﻘﻬﻴﺔ
ﺍﳌﻌﺎﺻﺮﺓ ﺃﺟﺎﺯﺕ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻻﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﻣﺎ ﲢﻘﻘﻪ ﻣﻦ ﻣﺼﺎﱀ ﻧﺎﲡﺔ ﻋﻦ
ﻣﺎ ﺗﻮﻓﺮﻩ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﻣﻦ ﻣﺪﺍﺧﻴﻞ ﻛﺒﲑﺓ ﻣﻌﺘﱪﺓ ،ﻓﺈﻥ ﻓﺮﻳﻘﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﻳﺮﻯ ﻋﺪﻡ
ﺟﻮﺍﺯﻩ ،ﻷﻧﻪ ﳐﺎﻟﻔﺔ ﳌﻘﺘﻀﻰ ﻣﺎ ﺗﻨﻄﻖ ﺑﻪ ﺍﻷﺩﻟﺔ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﲞﺼﻮﺹ
ﻓﺮﻳﻀﺔ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﻭﻛﻴﻔﻴﺔ ﲨﻌﻬﺎ ﻭﺻﺮﻓﻬﺎ .ﻭ ﻳﺮﺟﻰ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻣﻔﻴﺪﺍ ﻋﻠﻰ
ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﻋﻤﻮﻣﺎ ﻭﻣﺴﺆﻭﱄ ﺍﳌﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺰﻛﻮﻳﺔ ﻭﻋﻤﺎﳍﺎ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﳋﺼﻮﺹ .ﰒ
ﺃﺳﺄﻝ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺍﻟﻌﻮﻥ ﻭﺍﻟﺸﺪﺍﺩ ﻹﺟﺮﺍﺀ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻭﻛﺘﺎﺑﺘﻪ ﻭﻣﺎ ﺗﻮﻓﻴﻘﻲ ﺇﻻ ﺑﺎﷲ
ﺗﻌﺎﱃ ﻋﻠﻴﻪ ﺗﻮﻛﻠﺖ ﻭﻋﻠﻴﻪ ﺃﻧﻴﺐ.
ﻭﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﱵ ﺗﺸﺠﻊ ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﻋﻠﻰ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻫﻲ :
.١ﺍﻧﺘﺸﺎﺭ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺍﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﳉﻤﻌﻴﺎﺕ ﻭﺍﳌﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﳋﲑﻳﺔ ،ﻣﺜﻞ:
ﺍﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﳌﻀﺎﺭﺑﺔ ﺃﻭ ﺍﳌﺸﺎﺭﻛﺔ.
.٢ﻋﺪﻡ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﻋﻨﺪ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ– ﺣﺴﺐ ﻋﻠﻤﻲ – ﻣﻊ ﺃﳘﻴﺘﻬﺎ.
.٣ﻇﻬﺮﺕ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺍﺘﻤﻊ ﻣﻨﻬﺎ ﻛﺜﺮﺓ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﻭﺍﳌﺴﺎﻛﲔ ﻭﺍﻟﻀﻌﻔﺎﺀ ﻭﺍﻟﺒﻄﺎﻟﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ
ﺍﺣﺘﺎﺟﻮﺍ ﻣﺴﺎﻋﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﳌﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺰﻛﻮﻳﺔ.
.٤ﺩﺍﻓﻊ ﺍﻟﺮﻏﺒﺔ ﺑﺒﺤﺚ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻮﺿﻮﻉ ،ﻭﺫﻟﻚ ﳌﺎ ﻏﻠﺐ ﻋﻠﻰ ﻇﲏ ﻣﻦ ﻋﻈﻢ ﺍﻟﻔﺎﺋﺪﺓ
ﻭﲢﻘﻴﻖ ﺍﳌﺼﻠﺤﺔ ﰲ ﲝﺜﻪ.
١٢
ﻭﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻭﺍﻓﻊ ﻭﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﻛﺎﻧﺖ ﻛﻔﻴﻠﺔ ﺑﺎﻧﺸﺮﺍﺡ ﺻﺪﺭﻱ ﻭﺍﻃﻤﺌﻨﺎﻥ ﻧﻔﺴﻲ
ﻟﻼﺷﺘﻐﺎﻝ ﺑﺬﻟﻚ .
ﺕ.ﻣﺸﻜﻼﺕ ﺍﻟﺒﺤﺚ
ﺍﺳﺘﻨﺎﺩﺍ ﺇﱃ ﺍﳋﻠﻔﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﰎ ﻭﺻﻔﻬﺎ ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ،ﺗﺒﻴﻨﺖ ﺍﳌﺸﻜﻠﺘﺎﻥ ﳍﺬﺍ ﺍﻟﺒﺤﺚ،
ﻭﳘﺎ:
.١ﻣﺎ ﺣﻜﻢ ﺍﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﺃﻣﻮﺍﻝ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﰲ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﰲ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ؟
.٢ﻣﺎ ﺿﻮﺍﺑﻂ ﺍﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﺃﻣﻮﺍﻝ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﰲ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ؟
ﺙ.ﺃﻫﺪﺍﻑ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻭﻓﻮﺍﺋﺪﻩ
ﺃﻫﻢ ﺍﻻﻫﺪﺍﻑ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﺤﺚ ،ﻫﻲ :
.١ﻟﻠﺘﻌﺮﻑ ﻋﻦ ﺣﻜﻢ ﺍﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﺃﻣﻮﺍﻝ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﰲ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﰲ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ.
.٢ﻟﻠﺘﻌﺮﻑ ﻋﻦ ﺿﻮﺍﺑﻂ ﺍﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﺃﻣﻮﺍﻝ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﰲ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ.
ﻓﻮﺍﺋﺪ ﻟﻠﺒﺤﺚ ﺃﻛﺎﺩﻣﻴﺔ:
.١ﺍﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﱃ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻋﻦ ﻗﻀﻴﺔ ﺍﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﰲ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﻭﻣﺎﻳﺘﻌﻠﻖ ﺎ.
.٢ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻘﻀﻴﺔ ﺍﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﰲ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﻟﻠﻤﻜﺘﺒﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ.
١٣
ﻓﻮﺍﺋﺪ ﻟﻠﺒﺤﺚ ﺗﻄﺒﻴﻘﻴﺔ:
ﺗﻘﺪﱘ ﺍﳌﺴﺎﳘﺔ ﻋﻦ ﻗﻀﻴﺔ ﺍﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﰲ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﳋﲑﻳﺔ ﻭﻓﻘﺎ
ﻟﻠﻘﻮﺍﻧﲔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ.
ﺝ .ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ
.١ﻓﻘﻪ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ :ﻟﻠﺪﻛﺘﻮﺭ ﻳﻮﺳﻒ ﺍﻟﻘﺮﺿﺎﻭﻱ ،ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﺃﻫﻢ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﰲ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﺣﻴﺚ
ﺗﻌﺮﺽ ﻟﻜﻞ ﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺰﻛﺎﺓ ﻣﻦ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺫﺍﻛﺮﺍ ﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﻋﻦ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﺍﻟﻘﺪﻣﺎﺀ،
ﻣﺮﺟﺤﺎ ﺑﲔ ﺍﻵﺭﺍﺀ ﺍﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ﺑﺬﻛﺮ ﺍﻷﺩﻟﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﺍﻟﻮﺍﺿﺢ،
ﻭﻳﻌﺘﱪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻣﺮﺍﺟﻌﺎ ﰲ ﻣﻮﺿﻴﻌﻪ ﻭﻗﺪ ﺃﻓﺎﺩ ﻣﻨﻪ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﲔ ﻭﺧﺎﺻﺔ
ﰲ ﺑﺎﺏ ﺍﳌﺴﺎﺋﻞ ﺍﳊﺪﻳﺜﻴﺔ.
.٢ﺍﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﺃﻣﻮﺍﻝ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ :ﻟﻠﺪﻛﺘﻮﺭ ﳏﻤﺪ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺷﺒﲑ ،ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻣﻔﻴﺪﺓ ﺟﺪﺍ
ﲢﺪﺙ ﻓﻴﻪ ﺍﳌﺆﻟﻒ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﻣﻊ ﺫﻛﺮ ﺁﺭﺍﺀ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﻭﺃﺩﻟﺘﻬﻢ ﻣﻊ ﻭﺟﻮﻩ
ﺍﻟﺪﻻﻟﺔ ﻭﻣﺮﺟﺤﺎ