ƒΘΦƒσ∩ Θƒáδ πẃΘá⌐ 003
تم تصدير هذا الكتاب آليا بواسطة المكتبة الشاملة
)اضغط هنا للنتقال إلى صفحة المكتبة الشاملة على النترنت(
الكافي في فقه أهل المدينة
أبو عمر يوسف بن عبد الله بن عبد البر القرطبي
سنة الولداة /0سنة الوفاة 463
تحقيق
الناشر داار الكتب العلمية
سنة النشر 1407
مكان النشر بيروت
عددا الجأزاء 1
قيمة فهذه الربع جأراحات فيها من العبد في قيمته مثل ما فيها من الحر في
دايته وما عداها ففيه ما نقص العبد إل أن يقطع يده وهو ذو صنعة فيكون عليه
قيمته كاملة ويعتق عليه وقد روي عنه أنه ل يعتق عليه لنه لم تصبه المثلة في
ملكه فإن كان عبد خدمة ل صنعة له فليس في يده وغيرها منه إل ما نقص من
قيمته تلك إل في الجراح الربع واختلف قول مالك في العبد يصاب بجائفة فيها
شين فمرة قال يزادا فيها على ثلث قيمته لجأل الشين ومرة قال ل يزادا فيها
على ثلث قيمته شيئا وإذا جأرح العبد جأرحا عمدا أو خطأ فاندمل ذلك بغير شين
ول عيب فل شيء فيه وإذا قتل الحر عبدا غرم قيمته بالغة ما بلغت وإن زادات
على داية الحر في ماله في العمد والخطأ ول تحمل العاقلة خطأه ويضرب قاتله
في العمد مائة ويحبس سنة ويعتق في الخطأ رقبة إن كان واحدا وإل صام
شهرين متتابعين وقد روي عن مالك ان الكفارة في قتل العمد استحسان وهو
أشهر عنه والول هو الصحيح لنها نفس محظورة ومن أخصى عبد غيره ألزم
ما نقصه في ذهاب النسل وذهاب القوة والشدة وذهاب شعر اللحية وغيرها
من الزينة ولم يلتفت إلى ما زادا الخصاء في ثمنه ومن جأرح عبد رجأل فأعتقه
سيده ثم مات العبد من الجراحة فعليه عقل حر وللسيد من دايته بقدر الجناية
وما فضل فلورثة العبد المعتق وإن كانت الدية قدر ما نقص العبد أو أكثر فل
شيء لورثته وجأميعه للسيد وكذلك النصراني يضرب ثم يسلم ويموت دايته داية
مسلم باب جأنايات العبيد إذا جأرح العبد حرا أو استهلك مال فهو مرتهن في
جأنايته ول يترك سيده يبيعه إل أن يكون مليا ويضمن الجناية فسيده حينئذ مخير
بين أن يسلمه فيما جأنى وبين أن يفتديه بعقل الجناية تاما أو بالمال الذي
استهلكه وإن طلب الحر العفو في جأريمته فل قودا له إل أن يقتله عمدا فيقتل
العبد به ل يقتص له منه في غير النفس فإن باعه سيده بعد الجناية فالمجني
عليه مخير بين إجأازة البيع وأخذ الثمن أو فسخ البيع وأخذ العبد فإن قتل العبد
حرا أسلم إلى أوليائه وكان لهم القتل أو العفو فإن عفوا عن
____________________
) (1/608
العبد ضرب خمسين سوطا وكان لهم رقيقا فإن أحب سيده بعد العفو عنه
أخذه غرم داية الحر كاملة وأخذ عبده وكذلك لو قتل العبد عبدا فأسلمه سيده
الى سيد العبد المقتول فاستحياه كان لسيد العبد القاتل أخذه إن أحب على أن
يؤداي قيمة العبد المقتول وليس عليه قيمة العبد القاتل وإذا أداى ذلك رجأع إليه
عبده على حاله ولو أعتق عبده وقد جأنى جأناية وهو يعلمها حلف ما أرادا أن
يحمل الجناية وبطل عتق العبد وأسلم إلى ولي الجناية وإن كان بيده مال أداى
منه وعتق وإن فداه سيده عتق عليه وإنما يكون رقيقا لرب الجناية وحده فإن
أبى سيده من العتق أو قال أردات حمل الجناية نفذ عتقه وغرم أرشها وكذلك
لو كانت جأارية فاستولدها بعد الجناية ولو جأنت وهي حامل ثم وضعت بعد ذلك
أسلمت بولدها إل ان يكون المجني عليه ذميا فل تسلم إليه ولكن تباع ويعطى
الذمي الثمن إذا أسلمها السيد وإذا جأنت ام الولد فعلى مولها القل من قيمتها
أو أرش الجناية وقد مضى في باب أم الولد من هذا المعنى أكثر من هذا وجأناية
المدبر فيما بيده من المال وفي ذمته فإن لم يف ما بيده بالجناية استخدم فيها
حتى يموت سيده فيخرج حرا من ثلثه ويتبع بباقي الجناية في ذمته وجأناية
المكاتب تضاف الى نجمه وتقدم فإن قدر على أدااء ذلك كله وإل عجز وصار
رقيقا وكان الحكم فيه كالحكم في العبد سواء ولو جأنى عبد على امرأته الحرة
جأناية وجأب لها مثل ما يجب للجأنبي فإن أسلمه سيده إليها انفسخ نكاحها
والعبد المعتق نصفه إذا جأنى جأناية كان نصف قيمة الجناية عليه ونصفها على
سيده يسلمه فيها إن شاء وإن جأنى عليه فعن مالك في ذلك روايتان إحداهما
إن العقل لسيده داونه والخرى أنه بينهما نصفين
____________________
) (1/609
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله كتاب الجامع
جأماع الخير كله تقوى الله عزوجأل واعتزال شرور الناس ومن حسن إسلم
المرء تركه ما ل يعنيه ومن طلب العلم لله فالقليل يكفيه ومن طلبه للناس
فحوائج الناس كثيرة وأزين الحلي على العالم التقوى وحقيق على من جأالس
عالما أن ينظر إليه بعين الجألل وينصت له عند المقال وأن تكون مراجأعته له
تفهما ول تعنتا وبقدر إجألل الطالب للعالم ينتفع بما يفيد من علمه وقد اجأتلبنا
من فضائل العلم وآداابه وما يلزم العالم والمتعلم المتخلق به ولزومه وامتثاله
في كتاب بيان العلم ما يشفي العالم ويقر عينه ويكفي المسترشد ويبصره
والحمد لله كثيرا كما هو أهله ومن شيم العاقل والعالم أن يكون عارفا بزمانه
مقبل على شأنه حافظا لسانه تحرزا من إخوانه فلم يؤذ الناس قديما إل
معارفهم والمغرور من اغتر بمدحهم له والجاهل من صدقهم على خلف ما
يعرف من نفسه ومن جأامع آدااب العلم إفشاء السلم على من لقيت أو داخلت
إليه أو مررت به ول ينبغي لحد أن يدخل منزله حتى يسلم على أهله ومن فيه
فإن لم يكن فيه أحد قال السلم علينا وعلى عبادا الله الصالحين ويسلم
الراكب على الماشي والقائم على القاعد والقليل على الكثير وإن سلم رجأل
من القوم أجأزأهم ول يبدأ أحد من أهل الذمة بالسلم ول يقصدون بتهيئته ول
تعزية وإن سلموا ردا عليهم وعليك وينتهي في السلم الى البركة ول بأس أن
تسلم المرأة المتحالة على الرجأال ويسلموا عليها ول يسلم على الشابة ول
تسلم عليه ويستأذن الرجأل على أمه وذوات محارمه إذا أرادا الدخول عليهن
وينبغي للرجأل الستئذان على كل أحد إل على زوجأته وأمته وكل من ل يصلح
أن يراه عريانا فالستئذان عليه من امرأة ورجأل والستئذان ثلثة تقول في كل
مرة السلم عليكم أأداخل فإن أذن لك وإل فارجأع ول تزدا إل أن تعلم
____________________
) (1/610
أنك ل تسمع استئذانك فل بأس أن تزيد على الثلثا وقرع الباب اليوم يقوم
مقام الستئذان فيما مضى إذا خرج الذن وليس لمن قرع ثلثا أن يدخل ول أن
ينصرف حتى يعلم أنه قد سمع وعلم به ومن داخل حانوتا أو بيتا فيه متاع له
فليس عليه جأناح في ترك الستئذان وحسن أن يقول بسم الله السلم علينا
وعلى صالحي عبادا الله ول يحل لمسلم أن ينظر إلى عورة أحد إل من ضرورة
وكذلك ل يحل له أن يظهر على عورته أحدا إل زوجأته وأمته عند الحاجأة إلى
ذلك ول ينبغي أن يترك أحد لبس السراويل إل من ل يقدر عليها إل أن يكون
محرما فيكفيه مئزره ول يجتبي الرجأل في ثوب واحد ليس على فرجأه منه
شيء ول يخلو الرجأل بامرأة ليست منه بمحرم ول تسافر المراة ال مع زوج أو
مع ذي محرم منها إل سفرها إلى الحج خاصة فإنها إذا لم يكن لها ذو محرم من
الرجأال خرجأت مع جأماعة النساء ول ينتصب الرجأل عريانا ل ليل ول نهارا وإذا
اغتسل فلتضام ما استطاع فإن الله أحق ان يستحق منه ول يجوز لحد داخول
حمام بغير مئزر إل الطفال وكره مالك داخول الحمام للمرأة بمئزر وبغير مئزر
مريضة أو صحيحة ورخص فيه غيره للنساء إذا كن مرضى أو نفساء بعد أن
يسترن أنفسهن بالميازير السابغات ول يجوز لهن أن ينظرن بعضهن في عورة
بعض وإذا بلغ الصبيان سبع سينين أمروا بالصلة وإذا بلغوا عشرا ضربو اعليها
والخير كله بالعاداة ول ينام الخوان والختان في ثوب واحد متجرداين إذا بلغوا
عشر سنين والكراهية في مبيت ابن عشر سنين مع أخيه وأخته أشد منها في
مبيت النثى مع النثى ول يبيت الرجأل مع ابنه منذ يبلغ هذا السن ول الم مع
ابنتها إل وبينهما حائل من الثياب والكراهية في الجأنبيين أشد لنه منكر وإذا بلغ
الطفال منكم الحلم فليستأذنوا كما استأذن الذين من قبلهم وما لم يبلغوا فل
جأناح عليهم في الستئذان إل في العورات الثلثا بنين كانوا أو ملك يمين
والعورات الثلثا ثلثة أوقات قبل صلة الصبح وقبل صلة الظهر وبعد صلة
العتمة وكل وقت يخشى فيه على المرء التعدي فذلك حكمه ول بأس أن ينظر
الى وجأه أم أمرأته وشعرها وكفيها وكذلك زوجأة أبيه ول ينظر منهن إل معصم
ول ساق ول جأسد ول يجوز ترداادا النظر وإداامته لمرأة شابة من ذوي المحارم
أو
____________________
) (1/611
غيرهن إل عند الحاجأة إليه أو الضرورة في الشهاداة ونحوها وإنما يباح النظر
إلى النساء القواعد اللتي ل يرجأو نكاحا والسلمة من ذلك أفضل وعلى كل
مؤمن ومؤمنة أن يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجأهم ولتضرب المرأة
بخمارها وهو كل ما يغطي رأسها على جأيبها لتستر صدرها ول تبدي زينتها إل
لبعلها أو أبن بعلها أو ابنها أو أخيها أو ابن اخيها أو ابن اختها او ما ملكت يمينها
والتحفظ اليوم من ملك اليمين أولى لما حدثا في الناس والوغد من العبيد
وغير الوغد عندي في ذلك قريب من السواء وقد قيل في ملك اليمين هنا
النساء وقد ردات الرخصة في أكل المرأة مع عبدها الوغد ومع خادامها المأمون
وترك ذلك أقرب الى السلمة ويكره للرجأل أن ينام بين أمتيه أو بين زوجأته
وأمته وأن يطأ إحداهما بحيث تسمع الخرى وأن يطأ الرجأل حليلته بحيث يراه
أحد صغيرا أو كبيرا وأن يتحدثا بما يخلو به مع أهله ويكره للمرأة مثل ذلك من
حديثها بما تخلو به مع بعلها ومن فطرة السلم عشر خصال الختان وهو سنة
للرجأال ومكرمة للنساء وقد روي عن مالك أنه سنة للرجأال والنساء ول حد في
وقته إل أنه قبل الحتلم وإذا أثغر فحسن أن ينظر له في ذلك ول ينبغي أن
يتجازز عشر سنين إل وهو مختون وحلق العانة ول حد في ذلك عند مالك وحد
بعض العلماء أن ل يتجاوز بها أربعين يوما لثر رووه في ذلك ونتف البطين أو
حلقهما وقص الشارب حتى يبدو الطار وتقليم الظأفار ول حد في ذلك ويبنغي
تعاهدها فهذه خمس من الفطرة والخمس الخرى المضمضة والستنشاق
والستنجاء وإعفاء اللحية والسواك لنه مطهرة للفم مرضاة للرب ومن قدر
عليه مع كل ضوء فحسن جأميل وبر الوالدين فرض لزم وهو أمر يسير على
من يسره الله له وبرهما خفض الجناح ولين الكلم وأل ينظر إليهما إل بعين
المحبة والجألل ول يعلو عليهما في مقال إل أن يريد إسماعهما ويبسط أيديهما
في نعمته ول يستأثر علهيما في مطعمه ول مشربه ول يتقدم أحد أباه إذا مشى
معه ول يتقدمه في القول في مجلسه فيم يعلم أنه أولى به منه ويتوقى
سخطهما بجهده ويسعى في مسرتهما بمبلغ طاقته وإداخال الفرح عليهما من
أفضل أعمال البر وعليه أن يسرع أجأابتهما إذا داعواه أو أحدهما فإن كان
____________________
) (1/612
في الصلة النافلة خففها وتجاوز فيها ول يقل لهما أل قول كريما وحق عليهما
ان يعينهما على برهما بلين جأانبهما وارفاقه بذات ايديهما فما وصل العبادا الى
طاعة الله وادااء فرائضه ال بعونه لهم على ذلك وبر الجار واكرامه من اخلق
اهل الدين والمروءة وعمو الهمة والكذب والنميمة كلهما خلة ذميمة ول يحل
لمسلم ان يهجر اخاه فوق ثلثا ال ان يخاف من مداخلته وملبسته ما يفسد
عليه داينه أو مروءته فيصارمه لذلك ويصارمه جأميلة خير من صحبة على داخل
والسلم عليه يخرجأه من مصارمته ول بأس بهجر أهل البدع ومقاطعتهم وترك
السلم عليهم ومن داخل مجلسا فليجلس حيث تناهى به المجلس ول يفرق بين
متصافيين أو أب وابن أو أخوين إل أن يفسحا له والتوسع في المجلس حسن
والرضى بالدون من المجلس تواضع ومن سبق الى مجلس فهو أحق به حتى
يقوم منه لغير العوداة إليه ومن شرب فليناول من عن يمينه وأن كان أحدثا
القوم سنا وساقي القوم آخرهم شربا ومن أكل أو شرب فليأكل بيمينه
وليشرب بيمينه ول يأكل ول يشرب بشماله إل من عذر أو ضرورة ويأكل الرجأل
مما يليه إن كان الطعام جأنسا واحدا وإن كان مختلفا فل بأس أن تجول يده في
الصفحة فلذلك وضع بين يديه ليأكل ما أحب ول يجوز لمن أكل مع غيره أن
يقرن بين تمرتين ول تينتين ونحو ذلك ويكره الكل من أعلى الثريد وإنما يؤكل
من جأوانبه وأسفله ول بأس بطعام الفجاءة ما لم يرتصد وطعام النهبة إذا أذن
فيه صاحبه وذلك نحو ما ينثر على رؤوس الصبيان وفي العراس والختان
واختلف في كراهيته والتنزه عنه أولى وليس بحرام إذا طابت نفس صاحبه به
ومن رأى قذاة في إنائه فليهرقها ول ينفخها ول ينفخ أحد في طعامه ول شرابه
ول يتنفس في إناء يشرب منه فإن غلبه النفس نحى الناء عن فيه فتنفس ثم
عادا إليه ويكره أكل الطعام الحار جأدا ال لمن ل يجد لناره مسا وحق الطعام أن
يسمي الله تبارك وتعالى آكله عند ابتدائه ويحمده عند فراغه وإذا كثرت في
اليدي عظمت بركته ول يقام عن الطعام حتى يرفع وغسل اليد قبله وبعده
حسن وبركته فيه قال الفارسي سلمان قرأت في التوارة البركة في الطعام
الوضوء قبله فذكرت ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال البركة في الطعام
الوضوء قبله
____________________
) (1/613
وبعده ومن بات وفي يده غمر الطعام وسهكه وأصابه لمم فل يلومن إل نفسه
والضيافة من شرف الخطار ومحاسن الخلق وسنتها المؤكدة يوم وليلة
وغايتها ثلثة أيام ومن لم يكرم ضيفه ول جأاره فقد استحق الذم ومن يسر
عنده من الطعام ارفع مم يخرجأه الى ضيفه فليس بمكرم له وقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم من كان يؤمن بالله واليوم الخر فليكرم ضيفه جأائزته
يوما وليلة يريد بذلك بلوغ ما استطاع من إكرامه وفي اليومين بعده ل يتكلف
ال ما يسر عليه ول يحل له أن يقيم عنده حتى يحرجأه ويؤذيه وإنما يأكل الرجأل
من بيت أبيه وأمه وأخيه وعمه وعمته وخاله وخالته وصديقه بغير إذنهم ما يعلم
أنهم تطيب به أنفسهم مما ل بال له وخالته وصديقه بغير إذنهم ما يعلم أنهم
تطيب به أنفسهم مما ل بال له ويبدأ باليمنى في النتعال وفي لباس الخفين
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب التيامن في أمره كله وتكون
اليمنى من داخل اللبس والمنتعل أولهما تلبس وآخرهما تنزع ليكون الفضل لها
في بقاء زينتها عليها وله أن ينتعل قائما وذلك في الخفيف جأميعا أو لينعلهما
جأميعا ول بأس أن يأكل قائما ويشرب قائما وذلك في الخفيف من الكل وقال
مالك ل بأس بالشرب من في السقاء وكرهه غيره لصحة الثر فيه ولما يخاف
على الشارب منه ول بأس أن يبول قائما في الموضع الدمث مثل التراب
المهيل وشبهه مما يأمن فيه أن ينتضح من بوله عليه ول بأس أن يقرب من
البائل قائما ول يقرب منه إن بال جأالسا لن كل بائلة تفيح ومن أرادا حاجأة
النسان فليبعد من الناس ولستتر عنهم والله يمقت كل متحدثا على طوفه
والبول في المغسلة مكروه فإن كان ماء جأاريا فل بأس ول يحل لحد أن يبول
في الماء الراكد ومن تثاءب فليكظم ما استطاع ويضع يده على فيه ويغض
العاطس من صوته إن أمكنه ويعلن حمده لله ويسمع من يليه ويقول له من
سمعه يرحمك الله ويردا عليه يغفر الله لنا ولك أو لنا ولكم وإن ردا عليهم
يهديكم الله ويصلح بالكم فحسن أيضا وإنما يشمت العاطس في أول عطسة
وثانية وثالثة فإذا جأاوز ذلك سقط التشميت عمن سمعه وأما هو فيحمد الله
أبدا عند فراغه من كل عطسة إل أن تكون متصلة فيحمد الله أبدا عند فراغه
من كل عطسة إل ان تكون متصلة فيحمد في آخرها وحسن أن يعتذر إليه
جأليسه من التشميت بعد الثالثة فيقول له إنك مضنوك أو مزكوم ومن
____________________
) (1/614
حسن الداب أن يخفي المتجشي صوته ويكره ان يتناجأى رجألن داون ثالث
معهما وكذلك يكره أن يتناجأى جأماعة أكثر من ثلثة داون واحد وذلك في السفر
أو كدن ويكره للمسافرين اتخاذ الجأراس والوتار في اعناق الخيل ول بأس
بالتداوي من كل علة بما يرجأى به برؤها ما لم يكن حراما ول بأس بالكي وقطع
العرق والحجامة ول بأس بالرقية من العين وغيرها وإذا رقى الذمي المسلم
بكلمات الله وأسمائه جأاز ومن عان رجأل توضأ له على ما جأاء في غسل العائن
وقد أوضحناه في كتاب التمهيد والحمد لله وعياداة المريض سنة مؤكدة وأفضل
العياداة أخفها ول يطيل العائد الجلوس عند العليل إل أن يكون صديقا يأنس به
ويره ذلك منه ومن عادا مريضا أو زار صحيحا فليجلس حيث يأمره فالمرء أعلم
بعورة منزله ومن ملكه الله عبدا فل يكلفه من العمل فوق طاقته وعليه نفقته
وكسوته بالمعروف لمثله غير مضر به ول يضيق عليه وإن كانت له خاصة من
مطعمة فلينله منها بما يردا شهوته ول يستخدمه ليل إل عند الضرورة والحاجأة
إل من اليسير والمة كالعبد في كل ما ذكرنا ول يكلف العبد غير ذي الصنعة
الكسب فيسرق ول المة فتفجر والرفق بالدواب في ركوبها والحمل عليها
واجأب سنة فإنها عجم ل تشكو وهي من ملك اليمين وفي كل كبد رطبة آجأر
هذا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم وإذا كان في الحسان إليها أجأر
فكذلك في الساءة إليها وزر وقد شكا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم
جأمل أن صاحبه يجيعه فأمره بالحسان إليه أو يبيعه ول يحمل على الدواب
أكثر من طاقتها ول يضرب وجأوهها ول تتخذ ظأهورها كراسي ول تقلد الجأراس
إل ان تكون بدار الحرب تهيبا للعدون ول تستعمل ليل إل أن يروح عنها نهارا ول
يحل حبس بهيمة مربوطة عن السرج والتحريش بين البهائم مكروه والتحريش
بين الداميين حوب كبير وأبغض الخلق الى الله وأبعدهم من رسول الله صلى
الله عليه وسلم المشاؤون بالنميمة المفرقون بين الحبة الملتمسون لهل البر
العثرات وقل ما ينجو المؤمن من الحسد والطيرة والظن فمن حسد ولم يبغ
لم يضره حسده ومن تطير فليمض لوجأهه فإنه ل يضره طيرته إل أن يلتزمها
ويعتقد صحتها وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما الطيرة على من
تطير
____________________
) (1/615
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الطيرة إنما ذلك شيء يجده أحدكم
في نفسه فل يصدنكم ومن ظأن ولم يحقق لم يكن عليه بأس في ظأنه وقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا حسدتم فل تبغوا وإذا ظأننتم فل تحققوا
وإذا تطيرتم فامضوا وعلى الله فتوكلوا ومن وعظ فليخفف فإنه إذا أسرف
كان بالوعظ أولى من الموعوظ وستر المؤمن واجأب ما استتر بعيبه يوكل الى
ربه فإن أعلن وعظ وزجأر فإن لم يزجأر وأبدى صفحته أقيم عليه ما أمر الله به
على وجأهه وسنته وكفى المرء جأهل أن ينكر من غيره ما يعرف من نفسه ومن
فتح له باب من الخير فليبادار إليه وليثبت عليه فإنه ل يدري متى يغلق عليه
ولقاء الناس بوجأه حسن صدقة وكرم نفسه ما لم يكن ملقا فإن الملق نفاق
ولن يهلك من شاور نصيحا مسلما ول عال من اقتصد والقناعة مال ل ينفذ وكل
آت قريب والموت ل محالة آت فمن أكثر ذكره وجأعله نصب عينيه صرفه ذلك
عن الرغبة في الدنيا وحمله على التقوى وكان ما كان لم يكن إذا ذهب
والسعيد من وعظ بغيره والزهد في الدنيا قصر المل ول يصحب المرء إلى
قبره ول ينفعه فيه إل ما قدم من صالح عمله وصلى الله على محمد نبي
الرحمة وخاتم النبوة وهاداي المة وسلم تسلميا وبه كمل كتاب الكافي لبي
عمر بن عبد البر والحمدالله على ما منح من العافية ورزق من المعونة وكفى
من الموانع حمدا كثيرا
____________________
) (1/616
)اضغط هنا للنتقال إلى صفحة المكتبة الشاملة على النترنت(
الكافي في فقه أهل المدينة
أبو عمر يوسف بن عبد الله بن عبد البر القرطبي
سنة الولداة /0سنة الوفاة 463
تحقيق
الناشر داار الكتب العلمية
سنة النشر 1407
مكان النشر بيروت
عددا الجأزاء 1
قيمة فهذه الربع جأراحات فيها من العبد في قيمته مثل ما فيها من الحر في
دايته وما عداها ففيه ما نقص العبد إل أن يقطع يده وهو ذو صنعة فيكون عليه
قيمته كاملة ويعتق عليه وقد روي عنه أنه ل يعتق عليه لنه لم تصبه المثلة في
ملكه فإن كان عبد خدمة ل صنعة له فليس في يده وغيرها منه إل ما نقص من
قيمته تلك إل في الجراح الربع واختلف قول مالك في العبد يصاب بجائفة فيها
شين فمرة قال يزادا فيها على ثلث قيمته لجأل الشين ومرة قال ل يزادا فيها
على ثلث قيمته شيئا وإذا جأرح العبد جأرحا عمدا أو خطأ فاندمل ذلك بغير شين
ول عيب فل شيء فيه وإذا قتل الحر عبدا غرم قيمته بالغة ما بلغت وإن زادات
على داية الحر في ماله في العمد والخطأ ول تحمل العاقلة خطأه ويضرب قاتله
في العمد مائة ويحبس سنة ويعتق في الخطأ رقبة إن كان واحدا وإل صام
شهرين متتابعين وقد روي عن مالك ان الكفارة في قتل العمد استحسان وهو
أشهر عنه والول هو الصحيح لنها نفس محظورة ومن أخصى عبد غيره ألزم
ما نقصه في ذهاب النسل وذهاب القوة والشدة وذهاب شعر اللحية وغيرها
من الزينة ولم يلتفت إلى ما زادا الخصاء في ثمنه ومن جأرح عبد رجأل فأعتقه
سيده ثم مات العبد من الجراحة فعليه عقل حر وللسيد من دايته بقدر الجناية
وما فضل فلورثة العبد المعتق وإن كانت الدية قدر ما نقص العبد أو أكثر فل
شيء لورثته وجأميعه للسيد وكذلك النصراني يضرب ثم يسلم ويموت دايته داية
مسلم باب جأنايات العبيد إذا جأرح العبد حرا أو استهلك مال فهو مرتهن في
جأنايته ول يترك سيده يبيعه إل أن يكون مليا ويضمن الجناية فسيده حينئذ مخير
بين أن يسلمه فيما جأنى وبين أن يفتديه بعقل الجناية تاما أو بالمال الذي
استهلكه وإن طلب الحر العفو في جأريمته فل قودا له إل أن يقتله عمدا فيقتل
العبد به ل يقتص له منه في غير النفس فإن باعه سيده بعد الجناية فالمجني
عليه مخير بين إجأازة البيع وأخذ الثمن أو فسخ البيع وأخذ العبد فإن قتل العبد
حرا أسلم إلى أوليائه وكان لهم القتل أو العفو فإن عفوا عن
____________________
) (1/608
العبد ضرب خمسين سوطا وكان لهم رقيقا فإن أحب سيده بعد العفو عنه
أخذه غرم داية الحر كاملة وأخذ عبده وكذلك لو قتل العبد عبدا فأسلمه سيده
الى سيد العبد المقتول فاستحياه كان لسيد العبد القاتل أخذه إن أحب على أن
يؤداي قيمة العبد المقتول وليس عليه قيمة العبد القاتل وإذا أداى ذلك رجأع إليه
عبده على حاله ولو أعتق عبده وقد جأنى جأناية وهو يعلمها حلف ما أرادا أن
يحمل الجناية وبطل عتق العبد وأسلم إلى ولي الجناية وإن كان بيده مال أداى
منه وعتق وإن فداه سيده عتق عليه وإنما يكون رقيقا لرب الجناية وحده فإن
أبى سيده من العتق أو قال أردات حمل الجناية نفذ عتقه وغرم أرشها وكذلك
لو كانت جأارية فاستولدها بعد الجناية ولو جأنت وهي حامل ثم وضعت بعد ذلك
أسلمت بولدها إل ان يكون المجني عليه ذميا فل تسلم إليه ولكن تباع ويعطى
الذمي الثمن إذا أسلمها السيد وإذا جأنت ام الولد فعلى مولها القل من قيمتها
أو أرش الجناية وقد مضى في باب أم الولد من هذا المعنى أكثر من هذا وجأناية
المدبر فيما بيده من المال وفي ذمته فإن لم يف ما بيده بالجناية استخدم فيها
حتى يموت سيده فيخرج حرا من ثلثه ويتبع بباقي الجناية في ذمته وجأناية
المكاتب تضاف الى نجمه وتقدم فإن قدر على أدااء ذلك كله وإل عجز وصار
رقيقا وكان الحكم فيه كالحكم في العبد سواء ولو جأنى عبد على امرأته الحرة
جأناية وجأب لها مثل ما يجب للجأنبي فإن أسلمه سيده إليها انفسخ نكاحها
والعبد المعتق نصفه إذا جأنى جأناية كان نصف قيمة الجناية عليه ونصفها على
سيده يسلمه فيها إن شاء وإن جأنى عليه فعن مالك في ذلك روايتان إحداهما
إن العقل لسيده داونه والخرى أنه بينهما نصفين
____________________
) (1/609
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله كتاب الجامع
جأماع الخير كله تقوى الله عزوجأل واعتزال شرور الناس ومن حسن إسلم
المرء تركه ما ل يعنيه ومن طلب العلم لله فالقليل يكفيه ومن طلبه للناس
فحوائج الناس كثيرة وأزين الحلي على العالم التقوى وحقيق على من جأالس
عالما أن ينظر إليه بعين الجألل وينصت له عند المقال وأن تكون مراجأعته له
تفهما ول تعنتا وبقدر إجألل الطالب للعالم ينتفع بما يفيد من علمه وقد اجأتلبنا
من فضائل العلم وآداابه وما يلزم العالم والمتعلم المتخلق به ولزومه وامتثاله
في كتاب بيان العلم ما يشفي العالم ويقر عينه ويكفي المسترشد ويبصره
والحمد لله كثيرا كما هو أهله ومن شيم العاقل والعالم أن يكون عارفا بزمانه
مقبل على شأنه حافظا لسانه تحرزا من إخوانه فلم يؤذ الناس قديما إل
معارفهم والمغرور من اغتر بمدحهم له والجاهل من صدقهم على خلف ما
يعرف من نفسه ومن جأامع آدااب العلم إفشاء السلم على من لقيت أو داخلت
إليه أو مررت به ول ينبغي لحد أن يدخل منزله حتى يسلم على أهله ومن فيه
فإن لم يكن فيه أحد قال السلم علينا وعلى عبادا الله الصالحين ويسلم
الراكب على الماشي والقائم على القاعد والقليل على الكثير وإن سلم رجأل
من القوم أجأزأهم ول يبدأ أحد من أهل الذمة بالسلم ول يقصدون بتهيئته ول
تعزية وإن سلموا ردا عليهم وعليك وينتهي في السلم الى البركة ول بأس أن
تسلم المرأة المتحالة على الرجأال ويسلموا عليها ول يسلم على الشابة ول
تسلم عليه ويستأذن الرجأل على أمه وذوات محارمه إذا أرادا الدخول عليهن
وينبغي للرجأل الستئذان على كل أحد إل على زوجأته وأمته وكل من ل يصلح
أن يراه عريانا فالستئذان عليه من امرأة ورجأل والستئذان ثلثة تقول في كل
مرة السلم عليكم أأداخل فإن أذن لك وإل فارجأع ول تزدا إل أن تعلم
____________________
) (1/610
أنك ل تسمع استئذانك فل بأس أن تزيد على الثلثا وقرع الباب اليوم يقوم
مقام الستئذان فيما مضى إذا خرج الذن وليس لمن قرع ثلثا أن يدخل ول أن
ينصرف حتى يعلم أنه قد سمع وعلم به ومن داخل حانوتا أو بيتا فيه متاع له
فليس عليه جأناح في ترك الستئذان وحسن أن يقول بسم الله السلم علينا
وعلى صالحي عبادا الله ول يحل لمسلم أن ينظر إلى عورة أحد إل من ضرورة
وكذلك ل يحل له أن يظهر على عورته أحدا إل زوجأته وأمته عند الحاجأة إلى
ذلك ول ينبغي أن يترك أحد لبس السراويل إل من ل يقدر عليها إل أن يكون
محرما فيكفيه مئزره ول يجتبي الرجأل في ثوب واحد ليس على فرجأه منه
شيء ول يخلو الرجأل بامرأة ليست منه بمحرم ول تسافر المراة ال مع زوج أو
مع ذي محرم منها إل سفرها إلى الحج خاصة فإنها إذا لم يكن لها ذو محرم من
الرجأال خرجأت مع جأماعة النساء ول ينتصب الرجأل عريانا ل ليل ول نهارا وإذا
اغتسل فلتضام ما استطاع فإن الله أحق ان يستحق منه ول يجوز لحد داخول
حمام بغير مئزر إل الطفال وكره مالك داخول الحمام للمرأة بمئزر وبغير مئزر
مريضة أو صحيحة ورخص فيه غيره للنساء إذا كن مرضى أو نفساء بعد أن
يسترن أنفسهن بالميازير السابغات ول يجوز لهن أن ينظرن بعضهن في عورة
بعض وإذا بلغ الصبيان سبع سينين أمروا بالصلة وإذا بلغوا عشرا ضربو اعليها
والخير كله بالعاداة ول ينام الخوان والختان في ثوب واحد متجرداين إذا بلغوا
عشر سنين والكراهية في مبيت ابن عشر سنين مع أخيه وأخته أشد منها في
مبيت النثى مع النثى ول يبيت الرجأل مع ابنه منذ يبلغ هذا السن ول الم مع
ابنتها إل وبينهما حائل من الثياب والكراهية في الجأنبيين أشد لنه منكر وإذا بلغ
الطفال منكم الحلم فليستأذنوا كما استأذن الذين من قبلهم وما لم يبلغوا فل
جأناح عليهم في الستئذان إل في العورات الثلثا بنين كانوا أو ملك يمين
والعورات الثلثا ثلثة أوقات قبل صلة الصبح وقبل صلة الظهر وبعد صلة
العتمة وكل وقت يخشى فيه على المرء التعدي فذلك حكمه ول بأس أن ينظر
الى وجأه أم أمرأته وشعرها وكفيها وكذلك زوجأة أبيه ول ينظر منهن إل معصم
ول ساق ول جأسد ول يجوز ترداادا النظر وإداامته لمرأة شابة من ذوي المحارم
أو
____________________
) (1/611
غيرهن إل عند الحاجأة إليه أو الضرورة في الشهاداة ونحوها وإنما يباح النظر
إلى النساء القواعد اللتي ل يرجأو نكاحا والسلمة من ذلك أفضل وعلى كل
مؤمن ومؤمنة أن يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجأهم ولتضرب المرأة
بخمارها وهو كل ما يغطي رأسها على جأيبها لتستر صدرها ول تبدي زينتها إل
لبعلها أو أبن بعلها أو ابنها أو أخيها أو ابن اخيها أو ابن اختها او ما ملكت يمينها
والتحفظ اليوم من ملك اليمين أولى لما حدثا في الناس والوغد من العبيد
وغير الوغد عندي في ذلك قريب من السواء وقد قيل في ملك اليمين هنا
النساء وقد ردات الرخصة في أكل المرأة مع عبدها الوغد ومع خادامها المأمون
وترك ذلك أقرب الى السلمة ويكره للرجأل أن ينام بين أمتيه أو بين زوجأته
وأمته وأن يطأ إحداهما بحيث تسمع الخرى وأن يطأ الرجأل حليلته بحيث يراه
أحد صغيرا أو كبيرا وأن يتحدثا بما يخلو به مع أهله ويكره للمرأة مثل ذلك من
حديثها بما تخلو به مع بعلها ومن فطرة السلم عشر خصال الختان وهو سنة
للرجأال ومكرمة للنساء وقد روي عن مالك أنه سنة للرجأال والنساء ول حد في
وقته إل أنه قبل الحتلم وإذا أثغر فحسن أن ينظر له في ذلك ول ينبغي أن
يتجازز عشر سنين إل وهو مختون وحلق العانة ول حد في ذلك عند مالك وحد
بعض العلماء أن ل يتجاوز بها أربعين يوما لثر رووه في ذلك ونتف البطين أو
حلقهما وقص الشارب حتى يبدو الطار وتقليم الظأفار ول حد في ذلك ويبنغي
تعاهدها فهذه خمس من الفطرة والخمس الخرى المضمضة والستنشاق
والستنجاء وإعفاء اللحية والسواك لنه مطهرة للفم مرضاة للرب ومن قدر
عليه مع كل ضوء فحسن جأميل وبر الوالدين فرض لزم وهو أمر يسير على
من يسره الله له وبرهما خفض الجناح ولين الكلم وأل ينظر إليهما إل بعين
المحبة والجألل ول يعلو عليهما في مقال إل أن يريد إسماعهما ويبسط أيديهما
في نعمته ول يستأثر علهيما في مطعمه ول مشربه ول يتقدم أحد أباه إذا مشى
معه ول يتقدمه في القول في مجلسه فيم يعلم أنه أولى به منه ويتوقى
سخطهما بجهده ويسعى في مسرتهما بمبلغ طاقته وإداخال الفرح عليهما من
أفضل أعمال البر وعليه أن يسرع أجأابتهما إذا داعواه أو أحدهما فإن كان
____________________
) (1/612
في الصلة النافلة خففها وتجاوز فيها ول يقل لهما أل قول كريما وحق عليهما
ان يعينهما على برهما بلين جأانبهما وارفاقه بذات ايديهما فما وصل العبادا الى
طاعة الله وادااء فرائضه ال بعونه لهم على ذلك وبر الجار واكرامه من اخلق
اهل الدين والمروءة وعمو الهمة والكذب والنميمة كلهما خلة ذميمة ول يحل
لمسلم ان يهجر اخاه فوق ثلثا ال ان يخاف من مداخلته وملبسته ما يفسد
عليه داينه أو مروءته فيصارمه لذلك ويصارمه جأميلة خير من صحبة على داخل
والسلم عليه يخرجأه من مصارمته ول بأس بهجر أهل البدع ومقاطعتهم وترك
السلم عليهم ومن داخل مجلسا فليجلس حيث تناهى به المجلس ول يفرق بين
متصافيين أو أب وابن أو أخوين إل أن يفسحا له والتوسع في المجلس حسن
والرضى بالدون من المجلس تواضع ومن سبق الى مجلس فهو أحق به حتى
يقوم منه لغير العوداة إليه ومن شرب فليناول من عن يمينه وأن كان أحدثا
القوم سنا وساقي القوم آخرهم شربا ومن أكل أو شرب فليأكل بيمينه
وليشرب بيمينه ول يأكل ول يشرب بشماله إل من عذر أو ضرورة ويأكل الرجأل
مما يليه إن كان الطعام جأنسا واحدا وإن كان مختلفا فل بأس أن تجول يده في
الصفحة فلذلك وضع بين يديه ليأكل ما أحب ول يجوز لمن أكل مع غيره أن
يقرن بين تمرتين ول تينتين ونحو ذلك ويكره الكل من أعلى الثريد وإنما يؤكل
من جأوانبه وأسفله ول بأس بطعام الفجاءة ما لم يرتصد وطعام النهبة إذا أذن
فيه صاحبه وذلك نحو ما ينثر على رؤوس الصبيان وفي العراس والختان
واختلف في كراهيته والتنزه عنه أولى وليس بحرام إذا طابت نفس صاحبه به
ومن رأى قذاة في إنائه فليهرقها ول ينفخها ول ينفخ أحد في طعامه ول شرابه
ول يتنفس في إناء يشرب منه فإن غلبه النفس نحى الناء عن فيه فتنفس ثم
عادا إليه ويكره أكل الطعام الحار جأدا ال لمن ل يجد لناره مسا وحق الطعام أن
يسمي الله تبارك وتعالى آكله عند ابتدائه ويحمده عند فراغه وإذا كثرت في
اليدي عظمت بركته ول يقام عن الطعام حتى يرفع وغسل اليد قبله وبعده
حسن وبركته فيه قال الفارسي سلمان قرأت في التوارة البركة في الطعام
الوضوء قبله فذكرت ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال البركة في الطعام
الوضوء قبله
____________________
) (1/613
وبعده ومن بات وفي يده غمر الطعام وسهكه وأصابه لمم فل يلومن إل نفسه
والضيافة من شرف الخطار ومحاسن الخلق وسنتها المؤكدة يوم وليلة
وغايتها ثلثة أيام ومن لم يكرم ضيفه ول جأاره فقد استحق الذم ومن يسر
عنده من الطعام ارفع مم يخرجأه الى ضيفه فليس بمكرم له وقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم من كان يؤمن بالله واليوم الخر فليكرم ضيفه جأائزته
يوما وليلة يريد بذلك بلوغ ما استطاع من إكرامه وفي اليومين بعده ل يتكلف
ال ما يسر عليه ول يحل له أن يقيم عنده حتى يحرجأه ويؤذيه وإنما يأكل الرجأل
من بيت أبيه وأمه وأخيه وعمه وعمته وخاله وخالته وصديقه بغير إذنهم ما يعلم
أنهم تطيب به أنفسهم مما ل بال له وخالته وصديقه بغير إذنهم ما يعلم أنهم
تطيب به أنفسهم مما ل بال له ويبدأ باليمنى في النتعال وفي لباس الخفين
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب التيامن في أمره كله وتكون
اليمنى من داخل اللبس والمنتعل أولهما تلبس وآخرهما تنزع ليكون الفضل لها
في بقاء زينتها عليها وله أن ينتعل قائما وذلك في الخفيف جأميعا أو لينعلهما
جأميعا ول بأس أن يأكل قائما ويشرب قائما وذلك في الخفيف من الكل وقال
مالك ل بأس بالشرب من في السقاء وكرهه غيره لصحة الثر فيه ولما يخاف
على الشارب منه ول بأس أن يبول قائما في الموضع الدمث مثل التراب
المهيل وشبهه مما يأمن فيه أن ينتضح من بوله عليه ول بأس أن يقرب من
البائل قائما ول يقرب منه إن بال جأالسا لن كل بائلة تفيح ومن أرادا حاجأة
النسان فليبعد من الناس ولستتر عنهم والله يمقت كل متحدثا على طوفه
والبول في المغسلة مكروه فإن كان ماء جأاريا فل بأس ول يحل لحد أن يبول
في الماء الراكد ومن تثاءب فليكظم ما استطاع ويضع يده على فيه ويغض
العاطس من صوته إن أمكنه ويعلن حمده لله ويسمع من يليه ويقول له من
سمعه يرحمك الله ويردا عليه يغفر الله لنا ولك أو لنا ولكم وإن ردا عليهم
يهديكم الله ويصلح بالكم فحسن أيضا وإنما يشمت العاطس في أول عطسة
وثانية وثالثة فإذا جأاوز ذلك سقط التشميت عمن سمعه وأما هو فيحمد الله
أبدا عند فراغه من كل عطسة إل أن تكون متصلة فيحمد الله أبدا عند فراغه
من كل عطسة إل ان تكون متصلة فيحمد في آخرها وحسن أن يعتذر إليه
جأليسه من التشميت بعد الثالثة فيقول له إنك مضنوك أو مزكوم ومن
____________________
) (1/614
حسن الداب أن يخفي المتجشي صوته ويكره ان يتناجأى رجألن داون ثالث
معهما وكذلك يكره أن يتناجأى جأماعة أكثر من ثلثة داون واحد وذلك في السفر
أو كدن ويكره للمسافرين اتخاذ الجأراس والوتار في اعناق الخيل ول بأس
بالتداوي من كل علة بما يرجأى به برؤها ما لم يكن حراما ول بأس بالكي وقطع
العرق والحجامة ول بأس بالرقية من العين وغيرها وإذا رقى الذمي المسلم
بكلمات الله وأسمائه جأاز ومن عان رجأل توضأ له على ما جأاء في غسل العائن
وقد أوضحناه في كتاب التمهيد والحمد لله وعياداة المريض سنة مؤكدة وأفضل
العياداة أخفها ول يطيل العائد الجلوس عند العليل إل أن يكون صديقا يأنس به
ويره ذلك منه ومن عادا مريضا أو زار صحيحا فليجلس حيث يأمره فالمرء أعلم
بعورة منزله ومن ملكه الله عبدا فل يكلفه من العمل فوق طاقته وعليه نفقته
وكسوته بالمعروف لمثله غير مضر به ول يضيق عليه وإن كانت له خاصة من
مطعمة فلينله منها بما يردا شهوته ول يستخدمه ليل إل عند الضرورة والحاجأة
إل من اليسير والمة كالعبد في كل ما ذكرنا ول يكلف العبد غير ذي الصنعة
الكسب فيسرق ول المة فتفجر والرفق بالدواب في ركوبها والحمل عليها
واجأب سنة فإنها عجم ل تشكو وهي من ملك اليمين وفي كل كبد رطبة آجأر
هذا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم وإذا كان في الحسان إليها أجأر
فكذلك في الساءة إليها وزر وقد شكا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم
جأمل أن صاحبه يجيعه فأمره بالحسان إليه أو يبيعه ول يحمل على الدواب
أكثر من طاقتها ول يضرب وجأوهها ول تتخذ ظأهورها كراسي ول تقلد الجأراس
إل ان تكون بدار الحرب تهيبا للعدون ول تستعمل ليل إل أن يروح عنها نهارا ول
يحل حبس بهيمة مربوطة عن السرج والتحريش بين البهائم مكروه والتحريش
بين الداميين حوب كبير وأبغض الخلق الى الله وأبعدهم من رسول الله صلى
الله عليه وسلم المشاؤون بالنميمة المفرقون بين الحبة الملتمسون لهل البر
العثرات وقل ما ينجو المؤمن من الحسد والطيرة والظن فمن حسد ولم يبغ
لم يضره حسده ومن تطير فليمض لوجأهه فإنه ل يضره طيرته إل أن يلتزمها
ويعتقد صحتها وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما الطيرة على من
تطير
____________________
) (1/615
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الطيرة إنما ذلك شيء يجده أحدكم
في نفسه فل يصدنكم ومن ظأن ولم يحقق لم يكن عليه بأس في ظأنه وقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا حسدتم فل تبغوا وإذا ظأننتم فل تحققوا
وإذا تطيرتم فامضوا وعلى الله فتوكلوا ومن وعظ فليخفف فإنه إذا أسرف
كان بالوعظ أولى من الموعوظ وستر المؤمن واجأب ما استتر بعيبه يوكل الى
ربه فإن أعلن وعظ وزجأر فإن لم يزجأر وأبدى صفحته أقيم عليه ما أمر الله به
على وجأهه وسنته وكفى المرء جأهل أن ينكر من غيره ما يعرف من نفسه ومن
فتح له باب من الخير فليبادار إليه وليثبت عليه فإنه ل يدري متى يغلق عليه
ولقاء الناس بوجأه حسن صدقة وكرم نفسه ما لم يكن ملقا فإن الملق نفاق
ولن يهلك من شاور نصيحا مسلما ول عال من اقتصد والقناعة مال ل ينفذ وكل
آت قريب والموت ل محالة آت فمن أكثر ذكره وجأعله نصب عينيه صرفه ذلك
عن الرغبة في الدنيا وحمله على التقوى وكان ما كان لم يكن إذا ذهب
والسعيد من وعظ بغيره والزهد في الدنيا قصر المل ول يصحب المرء إلى
قبره ول ينفعه فيه إل ما قدم من صالح عمله وصلى الله على محمد نبي
الرحمة وخاتم النبوة وهاداي المة وسلم تسلميا وبه كمل كتاب الكافي لبي
عمر بن عبد البر والحمدالله على ما منح من العافية ورزق من المعونة وكفى
من الموانع حمدا كثيرا
____________________
) (1/616