ƒΘΦƒσ∩ Θƒáδ πẃΘá⌐ 002
تم تصدير هذا الكتاب آليا بواسطة المكتبة الشاملة
)اضغط هنا للنتقال إلى صفحة المكتبة الشاملة على النترنت(
الكافي في فقه أهل المدينة
أبو عمر يوسف بن عبد الله بن عبد البر القرطبي
سنة الولداة /0سنة الوفاة 463
تحقيق
الناشر داار الكتب العلمية
سنة النشر 1407
مكان النشر بيروت
عددا الجأزاء 1
ل يجوز بيع الرطب بالتمر على حال متماثل ول متفاضل ول بيع البر بالتمر ول
بالرطب على حال ول بيع الزرع بالحنطة على حال ول يجوز بيع الزبيب بالعنب
على حال ول يجوز بيع اليابس من التين بالرطب منه على حال ول بيع الفريك
بالبر على حال ول الحنطة المبلولة باليابسة ول المبلولة بعضها ببعض إل أن
يكون البلل واحدا في حنطة واحدة ول يجوز بيع الدقيق بالعجين بحال من
الحوال وكذلك كل ما كان مثل ذلك كله وأجأاز ابن القاسم فيما روى أبو زيد
عنه من هذا الباب التفاح الخأضر بالمقددا والقرظ الخأضر باليابس لن أصله
فيما يجوز التفاضل في بعضه ببعض وروى غيره عنه كراهية ذلك ومن اشترى
رطبا بتمر أو زرعا بحنطة فسخ ذلك البيع إن أدارك وإن فات بيد المشتري بعد
القبض رجأع صاحبه بمكيلة تمره على صاحب الرطب ورجأع صاحب الرطب
على صاحب التمر بقيمة رطبه وكذلك يرجأع صاحب الحنطة بمكيلة حبه على
صاحب الزرع ويرجأع صاحب الزرع بقيمته وكذلك حكم كل رطب بيابس فإذا
اخأتلفت الجأناس جأاز بيع الرطب باليابس يدا بيد وكل ما يجوز التفاضل فيه جأاز
رطبه بيابسه ومن الزابنة أيضا بيع السمن بالزبد واللبن الذي يخرج منه الزبد
بزبد والعصير الحلو بعنب والزيت بالزيتون والسمسم بالسيرج وما كان مثل
هذا كله ل يجوز بيع شيء من ذلك بشيء منه على حال ويجوز لبن البل بالزبد
يدا بيد لنأه ل زبد فيه ول يجوز بيع اللبن من غير البل بالسمن ول بالجبن وإذا
اخأتلفت الجأناس لم تكن مزابنة في شيء من ذلك فل باس ببيع زيت الجلجلن
بالزيتون كيف شاء المتبايعان يدا بيد وكذلك زيت الزيتون بالجلجلن والزيتون
بالسيرج وما كان مثل هذا كله فله حكمه ومن المزابنة بيع صبرة تمر بتمر في
رؤوس النخل وصبرة زبيب بعنب في كرمه أو صبرة طعام بزرع قد استحصد
وهو قائم والمكيل في هذا كله مثل الصبر وكذلك ما كان من اجأناس المأكولت
بشيء من جأنسه معلوما بمجهول أو مجهول بمعلوم أو مكيل بغير مكيل أو
موزونأا بغير موزون وما ل يجوز إل مثل بمثل فل يجوز منه جأزاف ول كيل
بجزاف ول مال يجهل مبلغه ومقداره بمجهول ومقداره بمجهول مثله أو معلوم
من جأنسه ول يجوز إل مثل بمثل كيل بكيل أو وزنأا بوزن يدا بيد إل ما خأرج
بالسنة في هذا الباب من العرايا ومن المزابنة عند مالك بيع المعلوم بالمجهول
إذا لم يعلم أن أحدهما أكثر من الخأر وإن لم
____________________
) (1/314
يدخأل في ذلك الربا داخألته المخاطرة والقمار وسيأتي هذا في بيع الجزاف إن
شاء الله باب العرايا والعرايا مستثناة من المزابنة بالسنة وهي جأائزة في جأميع
الثمار ومعنى العرية أن يهب الرجأل رجأل ثمرة نأخلة أو نأخلت أو ثمرة شجرة أو
شجرات من التين والزيتون أو حديقة من العنب فيقبضها المعطي ثم يريد
المعطي شراء تلك الثمرة منه لن له أصلها فجائز له شراؤها ذلك العام
بخرصها تمرا إلى الجذاذ إذا كان الخرص خأمسة أوسق فدون وأحب إلينا أن
يكون خأرص العرية داون خأمسة أوسق فإن وقع في خأمسة أوسق مضى ولم
يفسخ ومن أصحابنا من يفسخه في الخمسة أوسق ولم يفسخه في داون
خأمسة أوسق لنأه اليقين في ذلك لشك دااودا نأاقل الحديث في خأمسة أوسق أو
داون خأمسة أوسق واصل ذلك مزابنة منهي عنها فل يستباح منها إل ما
استوفيت الرخأصة فيه وجأائز أن يعري الرجأل ما شاء من ثمر النخل والشجر
ول يجوز بيع العرية حتى يبدو صلحها فإذا بدا صلحها جأاز بيعها بالدنأانأير
والدراهم والعروض كلها من كل أحد ويكون للمعري وحده شراؤها بعد بدو
صلحها بخرصها إلى الجذاذ إن كانأت رطبا أو بخرصها زبيبا إن كانأت عنبا وكره
مالك أن يعري الرجأل حائطه كله ثم يشتريه بخرصه كان خأمسة أوسق أو داون
خأمسة اوسق لنأه لم ينقطع عنه لذلك ضرر وأمر العرية عندنأا رخأصة
مخصوصة بوجأهين أحدهما أنأها موقوفة على المعري بما يدخأل من الضرر
بدخأول غيره عليه حائطه من أجألها والخأر انأها موقوفة على المقدار في خأمسة
أوسق أو فيما داون خأمسة أوسق فمتى تجاوزت هذين الوجأهين صارت مزابنة
وصار صاحب الصل وغيره في شرائها سواء ول يحل لغير المعري أن يبتاع
العرية بثمر معجل ول مؤجأل لنأه يدخأله المزابنة وبيع الرطب بالتمر ول يجوز
عند مالك للمعري أن يشتري العرية بتمر معجل ل من صنفها ول من غير
صنفها وإنأما يشتريها بخرصها تمرا إلى الجذاذ ول يتعدى بالرخأصة موضعها وإذا
كانأت العرية أكثر من خأمسة أوسق وأرادا المعري شراءها كلها لم يجز له أن
يشتريها إل بذهب أو ورق أو عرض كالجأنبي سواء وجأاز أن يبيع
____________________
) (1/315
عريته من غير صاحبه الذي أعراه إذا كان لمشتريها في أصلها ملك أو يكون
اشترى تمر الحائط من رب الصل فإذا كان ذلك فهو كالمعري سواء يجوز له
من شرائها ما كان يجوز للمعري ول يجوز بيع العرية بخلف صنفها ل معجل ول
إلى الجذاذ وسقي العرية وعلجأها على صاحب أصلها واخأتلف في زكاة العرية
وتحصيل مذهب مالك في ذلك إن ما وهب أو عري من الثمار كلها قبل بدو
صلحها فزكاته على المعري أو الموهوب له وما كان بعد بدو صلحها فزكاته
على المعري أو الواهب وبين أصحاب مالك اخأتلف كثير في ذلك باب المحاقلة
والمخابرة ل تجوز المحاقلة والمخابرة لنهي رسول الله صلى الله عليه وسلم
عن ذلك فأما المحاقلة فلها وجأهان أحدهما في معنى المزابنة وذلك شراء
الزرع الذي استحصد بمكيلة حب من جأنسه والوجأه الثانأي كراء الرض مما
يخرج منها مما يكون فيه للداميين صنع من المأكول والمشروب طعاما أو ادااما
هذا معنى المحاقلة في الشهور من مذهب مالك وهو قول ابن القاسم وقد
ذكرنأا اخأتلف أصحاب مالك وسائر العلماء في ذلك وفي كراء الرض مستوفي
في كتاب دااوودا من كتاب التمهيد وأما المخابرة فهي عند مالك وأصحابه كراء
الرض وقد أوضحنا ذلك في كتاب التمهيد باب بيع العروض مما ل يؤكل ول
يشرب بعضها ببعض ل بأس ببيع العروض غير المأكولة ول المشروبة كلها
بعضها ببعض كيف شاء المتبايعان إذا كان يدا بيد من الرقيق وسائر الحيوان
المنتفع به والثياب والكتان والصوف والحرير والنحاس والقطن والصفر
والجواهر والجلودا والرصاص والحديد والعقار كله وسائر الشياء كلها التي ل
تؤكل ول تشرب اخأتلفت أصنافها أو اتفقت وسواء كانأت مما يكال أو مما يوزن
أو مما يعد وأي
____________________
) (1/316
صنف كانأت ل بأس ببيع الجنس منه بجنسه متفاضل وكيف شئت إذا كان يدأ بيد
ول بأس بالعرض المعجل بالعرض إلى أجأل من جأنسه أو من غير جأنسه إذا
اخأتلفا وبان اخأتلفهما أثنين بواحد وكيف شئت وزنأا كان أو كيل أو عدداا إذا
اخأتلفت الغراض فيها واخأتلفت منافعها ول يضر افتراق أجأناسها والخأتلف في
الدواب الفراهة والسرعة والنجابة ل اتفاق الجأناس وفي العبيد الصناعة
والمنفعة والفصاحة ل الجنس فإن بيع عرض بمثله من جأنسه إلى أجأل وزياداة
شيء من الشياء فهو عند مالك وأصحابه ربا لنأه عندهم من جأهة الزياداة في
السلف على ما قدمنا في صدر هذا الكتاب ولما أجأمعوا على أن من أقرض
قرضا ثوبا أو غيره رجأل وشرط عليه أن يرداه إليه بعد مدة ثوبين من جأنسه أو
ثوبا مثله في صفته وزياداه شيء من الشياء كان ذلك ربا باجأماع وكان ذلك عند
مالك كمن أعطى ثوبا بثوبين من جأنسه وصفته إلى أجأل على جأهة ثوب لن
الزياداة ثمن الجأل ولم يلتفت إلى لفظ البيع ذكره ابن عبد الحكم وغيره عنه
ول خأير في ثوب نأقدا بثوب مثله إلى أجأل إذا كان على وجأه البيع ومثل هذا
الباب أنأه ل يجوز ثوب شطري بثوبين من الشطري إلى أجأل ول بأس بالثوب
الشطري نأقدا بثوبين من المروي إلى أجأل وجأملته أنأه يجوز تسليم غليط
الكتان في رقيقه ورقيقه في غليظه أثنين في واحد وواحد في أثنين وكذلك
ثياب القطن والصوف يسلم رقيقها في غليظها وغليطها في رقيقها ول ينظر
إلى اتفاق اسمائها إذا اخأتلفت المنافع وأغراض الناس فيها وكذلك العبد الكاتب
والصانأع الفصيح يسلم في العددا من العبيد العجم لن الغرض مختلف ول يجوز
عند مالك وأصحابه بيع شيء يخرج منه إلى أجأل إذا كان المعجل هو الصل
الذي يخرج منه ما سلم فيه مثال ذلك الصوف يسلم في ثوب الصوف والكتان
وكذلك الخز والحرير وكذلك القصيل والشعير ل يجوز شيء من ذلك كله إل أن
يكون أجأل قريبا ل يمكن أن يعمل في مثله ثوب الكتان من ذلك الكتان ول
يمكن أن يكون فيه ذلك الشعير قصيل لنأه حينئذ يد بيد وجأائز أن يسلم فيما قد
خأرج من الصل فعلى هذا ل بأس بالقصيل بالشعير نأقدا وإلى أجأل إذا كان
القصيل نأقدا والشعير مؤجأل وكذلك الثوب إذا كان نأقدا والكتان والصوف أو
الحرير إلى أجأل وإن اخأتلفت الجأناس لم يكن بذلك بأس مثال ذلك أنأه جأائز أن
يسلف صوف في ثوب كتان وكتان في ثوب صوف ول يبالي
____________________
) (1/317
أيهما كان المعجل أو المؤجأل وكذلك كل ما أشبه ذلك قف على هذه الجملة
فإنأه اصل مالك الذي بنى عليه مذهبه في موطئه وأتبعه أصحابه رحمهم الله
ومن جأعل الشاة اللبون باللبن من هذا الباب أجأاز تعجيل اللبن في الشاة
اللبون إلى أجأل وقد روي عن مالك أيضا ووري عنه أنأه من باب المزابنة فعلى
هذا ل تجوز الشاة اللبون باللبن ايهما عجل وآخأر صاحبه وهو الشهر في
المذهب والقياس عندي جأوازه والله أعلم ومن أهل المدينة جأماعة منهم سعيد
بن المسيب وابن شهاب كانأوا يذهبون إلى أنأه ل ربا في شيء من الحيوان ول
في غير المأكول والمشروب من العروض كلها على أي وجأه بيع ذلك نأسيئة أو
يدا بيد اخأتلف ذلك أو لم يختلف وكانأوا يجيزون ثوبا بثوبين إلى أجأل وإن كان
الثوب مثل الثوبين في صفته وجأنسه قال سعيد بن المسيب ل بأس بقبطية
بقبطيتين إلى أجأل وذكر مالك عن أبي الزنأادا عن سعيد بن المسيب أنأه قال ل
ربا إل في الورق أو الذهب أو ما يكال أو يوزن مما يؤكل أو يشرب وكانأوا
يجيزون جأمل بجملين إلى أجأل وما كان مثل هذا كله على حديث علي بن أبي
طالب رضي الله عنه أنأه باع جأمل له يدعى عصيفرا بعشرين بعيرا إلى أجأل
وباع ابن عمر راحلتين بأربعة أبعرة مضمونأة عليه يوفيها صاحبها بالزبدة
وحجتهم أيضا حديث عبد الله بن عمر ان النبي صلى الله عليه وسلم أمره أن
يجهز جأيشا فنفدت راحلته فأمره أن يأخأذ على قلئص الصدقة فكان يأخأذ
البعير بالبعيرين إلى إبل الصدقة ذكره أبو دااودا وغيره وحجة مالك رضي الله
عنه حديث سمرة بن جأندب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نأهى عن بيع
الحيوان بالحيوان نأسيئة ذكره أبو دااودا أيضا عنه وما ذكرنأا من اجأماعهم على
تحريم الزياداة في السلف وإذا حمل حديث عبد الله ابن عمر مع حديث سمرة
على ما قاله مالك من اخأتلف الغرض والمنفعة لم يتدافع الحديثان
واستعمالهما على وجأه ما أولى من ردا بعضهما على بعض وعلى هذا حمل
مالك رحمه الله فعل علي وابن عمر وقد ذكرهما في موطئه وقال أبو الزنأادا لم
أر أحدا من فقهائنا قال بقول سعيد في قبطية بقبطيتين وما ذكره مالك في
موطئه من مسألة بيع الجمل بالجمل مثله إلى أجأل وزياداة شيء من الشياء
كانأت الزياداة عاجألة أو مؤجألة ول بأس الجمل بالجمل مثله يدا بيد وزياداة ما
شئت كانأت الزياداة عاجألة أو آجأله إذا كانأت الجملن يدا بيد وكذلك سائر
____________________
) (1/318
العروض والحيوان كله يجري على ما وصفت لك من الجمل بالجمل وزياداة فل
يجوز السياج بالسياج مثله إلى أجأل وزياداة شيء ول الشطوي بالشطوي إلى
أجأل وزياداة شيء ول العبد بالعبد مثله إلى أجأل وزياداة شيء من الشياء عاجألة
كانأت الزياداة أو آجأله وما كان مثل هذا كله فله حكمه وبالله التوفيق باب بيع ما
اشترى قبل أن يقبض كل ما اشتريت من العروض كلها الحيوان والعقار
والثياب وغير ذلك ما خأل البيع من الطعام على الكيل فل بأس عند مالك أن يبيع
ذلك قبل أن يقبضه فإن بعته من بائعه منك بغير الذي له عليك من ثمنه جأاز
بجميع الشياء كلها إذا تعجلت ذلك ولم تؤخأره وإن بعته منه بشيء من الصنف
الذي له عليك عند محل أجأله لم يجز إل بمثل رأس المال ل بأكثر عدداا أو كيل
أو وزنأا ول أجأودا جأوداة ول أفضل عينا على حسب ما ذكرنأا في باب بيع ما سلف
فيه من العرض قبل القبض من البائع أو غيره وإن بعته من غيره جأاز بالثمن
وبأكثر وبأقل وبما شئت نأقدا من يغر تأخأير فإن تأخأر لم يجز وصار من الدين
بالدين وكذلك الطعام يباع مجازفة صبرا على وجأه الرض في المشهور من
مذهب مالك وأما ما ابتعت من الطعام على الكيل فل يجوز لك بيعه حتى تكتاله
وتستوفيه وكذلك ما ابتعت منه وزنأا أو عدداا لم يجز بيع شيء من ذلك حتى
يقبضه ويستوفيه بالوزن أو بالعدة أو بالكيل على حسب سنته في موضعه هذا
حكم جأميع المأكول والمشروب من القوت والداام مما يدخأر ومما ل يدخأر كان
أصل معاش أو لم يكن إذا كان مما يؤكل أو يشرب فاكهة أو قوتا أو ادااما ول
يجوز أن ينكح به امرأة ول يستأجأر به أجأيرا ول يكري به داابة ول داارا حتى
يستوفيه ومن تزوج امرأة بطعام مكيل لم يجز للمرأة بيعه قبل قبضه وكذلك
من استؤجأر بطعام مكيل أو صولح به من إرش جأناية على طعام مكيل لم يجز
له بيعه قبل قبضه لن كل ما أخأذ عليه عوض فهو بيع من البيوع وقد نأهى
رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيع الطعام قبل أن يستوفي وسواء كان
الطعام من سلم سلمت فيه على صفة مضمونأة أو من بيع عين غير مدينة إذا
كان على الكيل أو الوزن أو
____________________
) (1/319
العددا ل يجوز أن يبيع شيئا من ذلك كله حتى يستوفيه مما يستوفي به مثله كيل
أو وزنأا أو عدداا إذا كان مأكول أو مشروبا بائعا كان أو غير بائع إل الماء وحده
وكذلك التوابيل والشويز والكهرة وزريعة الفجل البيض التي تؤكل وزريعة
الكتان والجلجلن وما كن مثل هذا كله مما يؤكل أو يشرب عدا وأما الداوية
مثل الهليلج والمصطكا والقرفة والسنبل والفلفل والخردال والزنأجبيل والبذور
التي ل تؤكل بعينها مثل بزر الجزر والسلق والبصل والكراث والجرجأير والقثاء
وما أشبهه فل بأس ببيعه قبل أن يستوفي ويجوز فيه التفاضل لنأه ليس بطعام
وقد قيل في الخردال والقرفة والفلفل والزنأجبيل والسنبل أن ذلك كله من
التوابل وحكمه حكمها وهذا إنأما هو فيما اشترى من الطعام القوت والفاكهة
والداام وأما من استقرض طعاما فلم يقبضه من الذين اقرضه إياه حتى باعه
من غيره فجائز له ذلك وكذلك كل ما ملك بغير عوض مثل الهبة والميراث جأائز
بيع ذلك كله قبل قبضه واستيفائه لن رسول الله صلى الله عليه وسلم خأص
مبتاع الطعام بذلك داون غيره وقال من ابتاع طعاما فل يبعه حتى يستوفيه ولم
يقل من مالك طعاما فل يبعه حتى يستوفيه هذا كله تحصيل مذهب مالك عند
جأماعة أصحابه واخأتلفوا في المشتري للطعام على الكيل يموت قبل أن يقبض
ما اشتراه منه فقال أكثرهم ل يبيعه وارثه حتى يستوفيه ويقبضه لنأه قام مقام
الميت في ذلك وهذا هو الصحيح وقال بعضهم يبيعه قبل أن يستوفيه لنأه وارث
له ل مبتاع ومن ابتاع طعاما بكيل ثم اقرضه غيره أو هبه له أو قضاه رجأل من
قرض كان له عليه فل يبيعه أحد ممن صار إليه ذلك الطعام حتى يقبضه ومن
ابتاع طعاما مكيل فاستوفاه بالكيل ثم أرادا بيعه وأخأبر مشتريه بكيله وصدقه
المشتري على ذلك جأاز إذا كان الثمن نأقدا فإن كان نأسيئة لم يجز ولو وجأد فيه
المشتري بعد التصديق نأقصا أو زياداة قامت له على ذلك بينة نأظر فإن كانأت
الزياداة والنقصان يسيرا فهي للمشتري وعليه وإن كان كثيرا فهو للبائع وعليه
وأجأاز مالك وأصحابه القالة والشركة والتولية في الطعام قبل أن يستوفي
بمثل الثمن ل زياداة ول نأقصان إن كان اشتراه بنقد فبمثل النقد وإن كان إلى
أجأل فإلى أجأل مثل ذلك وجأعلوا ذلك من باب المعروف والحسان ل من باب
البيع والمكايسة
____________________
) (1/320
باب قبض الطعام من ثمن الطعام كل ما ل يجوز لك أن تعقد عليه بيعك فل
تعمل به عند قبض ثمنك ول تأخأذه على ذلك بدل مما لك ومن باع طعاما إلى
أجأل فل يجوز له أن يأخأذ من ثمن ما باع شيئا من الطعام المأكول والمشروب
كله مدخأرا كان أو غير مدخأر قل ذلك أو كثر وسواء كان ذلك قبل الجأل أو بعده
أو عند حلوله من جأنس ما باعه أو من غير جأنسه إل أن يأخأذ من النوع والصنف
الذي باعه بعينه مثل صنفه في لونأه وجأوداته وصفته وفي مكيلته أو وزنأه من
غير زياداة ول نأقصان ول يجوز أن يأخأذ بعض ثمن الطعام نأقدا وبعضه طعاما
وعلى قول مالك في ذلك أكثر أهل العلم ومن ابتاع طعاما بعينه على كيل
معلوم أو وزن معلوم أو عددا معلوم ونأقد ثمنه ثم عجز الطعام عما سيما فل
بأس أن يأخأذ فيما بقي من نأقده ما أحب من الطعام والداام كله والعروض كلها
إذا تعجل ذلك ولم يؤخأره ومن وجأد في طعام ابتاعه بعينه على الكيل عيبا في
اليسير منه فرداه بحصته واحتبس الكثر بحسابه جأاز له في ثمن ما رداه النظرة
وأخأذ ما شاء من الطعام والداام معجل ل يؤخأر شيئا من ذلك وإن أحال بائع
الطعام رجأل على مبتاع منه بالثمن الذي وجأب له فيه فل يجوز للمحتال أن
يقبض ممن احتال عليه شيئا من جأميع المأكول والمشروب وحكمه في ذلك
حكم بائع الطعام وسواء كانأت حوالة المحتال من داين أو هبة أو صدقة وقبض
الطعام من ثمن الطعام فعند مالك في معنى بيع الطعام نأسيئة وقطع الذرائع
عنده واجأب ومنها هذا الباب وغيره يخالفه فل يعمل ظنه في ظاهر صحيح جأائز
فيبطله بما يتوهمه لن الحكام في الشرع على الحقائق ل على الظنون والله
الموفق للصواب باب ما يدخأله الربا أيضا وما ل يدخأله من وجأوه القتضاء كل
ما ل يجوز ان تعلمه ابتداء فل تأخأذه قضاء وذلك ان تبيع عرضا بثمن إلى أجأل
فل يجوز أن تأخأذ عنه حلول الجأل من صفة ذلك العرض أجأودا منه جأوداة ول أن
نأأخأذ ان كان ثوبا بثوبين من صفته بدل منه عند حلول أجأله ول ثوبا مثله وزياداة
شيء من الشياء ول بأس أن تأخأذ مثل ثوبك أو عرضك ما كان سواء في صفته
أو جأوداته أو أدانأى منه عند حلول أجأله ول يجوز
____________________
) (1/321
لك أن تأخأذ بدل منه قبل حلول أجأله أدانأى منه وان كان من صفته لنأه من ضع
وتعجل وذلك ربا فقس على هذا جأميع ما كان من بابه ول يجوز لك أن تأخأذ من
العرض الذي لك قبل محل أجأله بعضه وتأخأذ في الباقي منه ثمنا ذلك مكروه
عند مالك ل يجوز فإن أخأذت البعض وبقي البعض إلى أجأل جأاز وكذلك ل بأس
أن تأخأذ ببعض مالك من العرض ما شئت من العرض كائنا ما كانأت السلعة قبل
محل الجأل إذا تأخأر الباقي إلى الجأل وسواء كان العرض من سلم أو قرض
وكان مالك من جأميع الشياء التي يجوز بيعها قبل استيفائها فجائز أن تأخأذ من
الذي لك عليه ذلك كلما أعطاك قضاء مما لك عليه إذا كان مخالفا لما لك عليه
وتعجلت ذلك لم تؤخأره فإن أخأرته كان داينا بدين ومن سلم عرضا في عرض
فاستقاله المبتاع بزياداة يزيدها جأاز لك إذا كان العرض لم يفت ورداه بعينه
وكانأت الزياداة معجلة كائنة ما كانأت حل أجأل السلم أو لم يحل فإن تأخأرت
الزياداة كان من الدين بالدين فلو فات العرض وأرادا أن يعطيه مثله وزياداة
شيء من الشياء لم يجز حل الجأل أو لم يحل ولو أعطاه قبل الجأل الزياداة
من العرض بعينه بعضه لم يجز فإذا حل الجأل كان له الزياداة من ذلك العرض
من غيره وهذا كله إذا كانأت الزياداة معجلة فإن تأخأرت لم يجز ومن سلف في
بر ولحم أو شيء مما يؤكل أو يشرب فأتاه المسلف إليه بأجأودا مما سلف فيه
أو أدانأى أو أسمن من اللحم أو أهزل قضى مثل كيل ذلك أو وزنأه جأاز له قبضه
ول يجوز له أن يشتري معه منه شيئا من الشياء ل من الطعام ول من غيره
وسواء كان ما زاداه من الصنف الذي قضاه أو من غيره مثل أن يأتيه بأكثر كيل
أو وزنأا ويبيع منه تلك الزياداة أو يأتيه مع ما نأقص بسلعة كائنة ما كانأت طعاما أو
غيره فل يجوز أن يشتري منه تلك الزياداة ول تلك السلعة وهو عند مالك حرام
يدخأله عنده بيع الطعام قبل استيفائه والتفاضل في الجنس الواحد المأكول
وإذا كان الذي يأتيه به ويقضيه اياه من صنف الذي عليه وصفته بعينها جأاز أن
يشتري معه ما شاء من جأميع الشياء طعاما كان أو غيره إذا كان الذي يقضيه
مثل صفته في جأوداته وكيله ووزنأه فقف على هذا الصل ومن سلف في شيء
مما يؤكل أو يشرب فله أن يأخأذ قبل محل الجأل مثل الصفة في الكيل والوزن
ول يجوز له أن يأخأذ غير صفته من صنفه بوجأه من الوجأوه فإذا حل الجأل جأاز
أن يأخأذ من الصنف الذي سلف
____________________
) (1/322
فيه أدانأى من صفته أو أجأودا من كيله ووزنأه ومن لحم الضأن ل من لحم ضأن
مثله في صفته ووزنأه وله أن يأخأذ عند محل الجأل من البر شعيرا ومن الشعير
برا أو سلتا ومن السلت شعيرا ومن لحم الضأن لحم بقر أو معز أو أبل هذا كله
وما كان مثله جأائز إذا حل الجأل فإن أخأذت من لحم ضأن سمين لحم بقر أو
لحم ضأن هزيل داخأله ضع وتعجل وان أخأذت ارفع من صنفك داخأله ابتياع
الضمان وطرحه على الذي وعليه وهذا الباب جأائز في كل ما ل يجوز ال مثل
بمثل يدا بيد فقف على ذلك وقس عليه
____________________
) (1/323
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنأا محمد وعلى آله وصحبه
وسلم تسليما باب بيوع الجأال وضع وتعجل وبيع العينة لما كان الربا المجتمع
عليه في قول الله عز وجأل اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا البقرة ما حكاه
عن زيد بن أسلم أن أهل الجاهلية كانأوا إذا كان لحدهم الدين إلى أجأل على
غيره وحل الجأل قال له اما أن تقضيني واما أن تربي يريد واما ان تزيد في
دايني لصبري عليك إلى أجأل اخأر فكانأت تلك الزياداة ثمنا للجأل الثانأي وسماه
الله ربا باجأماع من أهل العلم بتأويل القرآن كان في ضع وتعجل ذلك المعنى
لنأه نأقصه من الجأل بما حط عنه وهذه عكس تلك فتدبره تجده كذلك ولذلك
قال مالك رحمه الله ان ضع وتعجل من الربا مثال ذلك رجأل له على آخأر
عشرون داينارا الى سنة من بيع أو سلف فلما مر نأصف السنة احتاج رب الدين
فسأل غريمه ان يقضيه فأبى إل إلى حلول الجأل فقال له رب الدين أعطني
الن عشرة وأحط عنك العشرة الباقية فهذا ضع وتعجل وهو عند مالك وأكثر
أهل العلم ربا وكذلك ليس له أن يصارفه في ذلك قبل الجأل على ما قدمت لك
ول يجوز عند مالك ان يأخأذ منه قبل الجأل بعض داينه ويأخأذ منه الباقي عرضا
معجل ول مؤجأل ويدخأله عنده وجأوه من الربا منها ضع وتعجل كأنأه زاداه في
ثمن السلعة ويدخأله صرف وبيع ويدخأله ذهب معجلة وعرض معجل بذهب إلى
أجأل وكل ما ل يحل إل مثل يدا بيد فهو كالذهب والورق في ذلك وكذلك
العروض كلها تجري ههنا مجرى الذهب والورق ومجرى ما يؤكل ويشرب فل
يجوز أن تأخأذ بعض العرض الذي لك عليه وتأخأذ بقيمته ثمنا كائنا ما كان الثمن
عرضا كان أو عينا لنأه يدخأله عند مالك وأصحابه ضع وتعجل ويدخأله طرح
الضمان كأنأه نأقصه من ثمن السلعة التي باعها مع ما قضاه ليسقط الضمان
عنه ويجوز عند مالك أن يأخأذ منه قبل محل الجأل في الذهب أو
____________________
) (1/324
الورق التي له عليه إلى أجأل من بيع أو سلف عرضا معجل بجميع الدين ول
يراعي القيمة في ذلك وكذلك يجوز أن يأخأذ بعض داينه معجل ويؤخأر الباقي إلى
أجأله فان أخأره إلى أبعد من أجأله لم يجز ومن باع سلعته بثمن إلى أجأل فل
يجوز له عند مالك أن يشتري بها نأقدا ول إلى أجأل أدانأى من أجألها بأقل من
ثمنها الذي باعها به أو أدانأى من صفتها ويجوز أن يشتريها إلى أبعد من أجألها
بمثل ثمنها أو اقل منه أو أقبح عيونأا أو وزنأا ولهم في هذا الصل اضطراب
ويجوز أن تشتريها قبل أجألها بمثل الثمن الذي بعتها به أو بأكثر أو بأفضل عينا
أو أكثر وزنأا وجأملة هذا الباب أنأه كل ما ل يجوز لك أن تبتاعه به قبل الجأل فل
يجوز لك ان تبتاعه به إلى أبعد من الجأل وكل ما يجوز لك أن تبتاعه به قبل
الجأل فهو يجوز لك أن تبتاعه به إلى أبعد من الجأل فافهم هذا الصل فهو
معنى ما ذهب إليه مالك وأصحابه وقد تابعهم في هذا الباب على اعتبار قطع
الذرائع في بيوع الجأال أبو حنيفة وأصحابه وأبى من ذلك جأماعة من الفقهاء
بالمدينة وغيرها ولم يفسخوا صفقة ظاهرها حلل بظن يخطئ ويصيب وقالوا
الحكام موضوعة على الحقائق ل على الظنون وكره مالك لمن كان له على
غيره شيء من الشياء إلى أجأل أبعد منه إذا ظن به أن يقوى بثمن ما يبيع منه
على القضاء وجأعله أصحابه من باب الربا ومن باب الدين بالدين أيضا وأما بيع
العينة فمعناه انأه تحيل في بيع داراهم بدراهم أكثر منها إلى أجأل بينهما سلعة
محللة وهو أيضا من باب بيع ما ليس عندك وقد نأهى عنه رسول الله صلى الله
عليه وسلم فان كانأت السلعة المبيعة في ذلك طعاما داخأله أيضا مع ذلك بيع
الطعام قبل أن يستوفى مثال ذلك أن يطلب رجأل من آخأر سلعة ليبيعها منه
بنسيئة وهو يعلم أنأها ليست عنده ويقول له اشترها من مالكها هذا بعشرة وهي
علي باثني عشر أو بخمسة عشر إلى أجأل كذا فهذا ل يجوز لما ذكرنأا واخأتلف
أصحاب مالك في فسخ البيع المذكور بالعينة إذا وقع على ذلك فمنهم من رآى
فسخه قبل الفوت وبعده يصلحه بالقيمة على حكم البيوع الفاسدة وسنفردا لها
بابا إن شاء الله ومنهم من لم ير فسخ البيع في ذلك وهم أكثر أصحاب مالك
وتحصيل المذهب أنأه إذا قال اشتر سلعة كذا بعشرة وهي لي باثني عشر إلى
أجأل فسخ البيع ان لم تفت السلعة وان
____________________
) (1/325
فاتت كانأت السلعة بعشرة وهي لي باثني عشر إلى أجأل فاشتراها على ذلك
منه لزمته الثنا عشر إلى أجأل لن المأمور كان ضامنا للسلعة ويستحب له أن
يتورع من ذلك ول يأخأذ إل ما نأقد باب بيع الجزاف قد تقدم أن كل ما ل يجوز إل
مثل بمثل فل يجوز منه جأزاف بجزاف ول كيل بجزاف وما يجوز منه التفاضل
فل يجوز عند مالك بيع بعضه ببعض مجازفة جأزافا بجزاف ول كيل بجزاف ال أن
يتبين أن أحدهما أكثر من صاحبه وال كان عنده خأطارا وقمارا ل يجوز ول بأس
ببيع جأميع الطعام والداام جأزافا بالناض من الورق إذا جأهل المشتري والبائع
جأميعا كيله أو وزنأه فان علم البائع كيله وكتمه كان ذلك عيبا وكان المشتري
بالخيار بين استمساك والردا هذا قول مالك وأصحابه وطائفة من أهل المدينة
وكذلك ل يجوز عندهم ولو ذكر البائع فللمبتاع أنأه يعلم كيله ولم يخبره به
فرضي المشتري ول بأس عند مالك واصحابه ببيع ما اشترى من الطعام
والقوت والداام جأزافا قبل قبضه وأكثر أهل العلم ل يجيزون ذلك حتى ينقل عن
موضعه لحديث ابن عمر وقد قال بذلك بعض المتأخأرين المصريين من أحصابه
والخأتيار عند مالك رحمه الله في ذلك ال يبيعه حتى ينقله من مكانأه إلى مكان
غيره ول يجوز بيع الحيوان أو العروض جأزافا نأحو الرقيق والدواب والمواشي
والثياب وغير ذلك مما له بال وقدر لنأه يدخأله القمار عندهم والخطر وهذا
خألف ما يعد أو يوزن أو يكال من الطعام قوتا كان او أدااما لن ذلك تحيط به
العين ويتقارب الغرر والزياداة فيه والنقصان يسيران وإنأما يجوز الجزاف إذا
أحاط النظر به ظاهرا فإن وجأد باطنه وأسفله خألف أعله وأرادا رداه كان ذلك
له ويجوز بيع الحيتان الصغار جأزافا وكذلك الخشب ول يجوز بيع كبار ذلك جأزافا
وكرهوا ان يشتري شيئا يكال أو يوزن بظرف أو آنأية فإن وجأد ذلك الظرف أو
النأية عند البائع مملؤا جأاز ذلك ول يجوز عند ابن القاسم بيع كيل وجأزاف
صفقة واحدة ذلك مثل ان يبيع صبرة حنطة وعشرة أراداب شعيرا صفقة واحدة
وكذلك
____________________
) (1/326
كل ما يكال أو يوزن أو يعد جأزافا مع شيء من المكيل والموزون كيل أو وزنأا أو
عدا صفقة واحدة وكذلك لو بيع ذلك كيل أو وزنأا مع عرض صفقة واحدة باب ما
يجوز بيعه من الحيوان وما ل يجوز بيعه منه الحيوان صنفان صنف يؤكل لحمه
وصنف ل يؤكل لحمه وكل ما جأاز أكل لحمه جأاز شراؤه وبيعه وما ل يجوز أكل
لحمه ينقسم قسمين أحدهما مما ينتفع به وهو حي والخأر ل منفعة فيه فكل ما
فيه منفعة الركوب والزينة والصيد وغير ذلك مما ينتفع به الداميون جأاز بيعه
وشراؤه إل الكلب وحده لنهي رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ثمن
الكلب وقد قيل في كلب الصيد والماشية انأه جأائز بيعه وروي ذلك أيضا عن
مالك والول تحصيل مذهبه وهو الصحيح ان شاء الله ول بأس ببيع الهر لنأه مما
ينتفع به وما ل منفعة فيه من الحيوان لم يجز بيعه بحال من الحوال مثل القردا
والباز وما اشبه ذلك وبيع الخنزير حرام وثمنه حرام وكره مالك بيع الخصيان
وقال شراؤهم يحمل على المثلة بهم وكره مالك بيع الجارية المغنية وقال
الغناء عيب يجب أن يبين به ثم قال بعد ذلك أكره بيع المغنيات وقد ذكرنأا في
كتاب القضية حكم التفرقة بين الم وولدها في البيع ووجأه ذلك عند مالك
والحمد لله وحده باب بيع ما ل يحل أكله ول شربه وما يكره بيعه كل ما ل يحل
أكله ول شربه من الميتات والدماء والنجاسات أو ما خأالط الطعام منها فل يحل
بيعه وكل ميت يعيش في البر فل يجوز بيعه إل الجرادا وقد قيل في الجرادا أنأه ل
يجوز بيعه ول أكله إل أن يكون قد
____________________
) (1/327
عالج النأسان قتله أو موته وهو المشهور عن مالك وكل ذائب مائع تموت فيه
فأرة أو زغة أو شيء من الحيوان الذي له دام سائل فقد فسد وحرم أكله وبيعه
عند مالك وعند أكثر أهل المدينة وأجأازوا النأتفاع به في الستصباح ونأحو لمن
يحتفظ من نأجاسته ول يجوز أن يوقد به في المسجد اكراما له وأجأاز بعض
أصحاب مالك غسل البان والزيت إذا تنجس أحدهما بما سقط فيه من
النجاسات ول يجوز بيع جألودا الميتة مما يؤكل لحمه ومما ل يؤكل إل مدبوغا
وأما قبل الدبغ فل يجوز بوجأه من الوجأوه والرواية في جأواز ذلك غلط ومنكر
وقد روى ابن القاسم عن مالك كراهية بيع جألودا الميتة بعد الدباغ وخأالفه ابن
وهب واشهب وأكثر أهل العلم لقول النبي عليه السلم أيما إهاب دابغ فقد طهر
وشعر الخنزير جأائز النأتفاع به واخأتلف اصحاب مالك في بيعه فأجأازه ابن
القاسم قياسا على صوف الميتة وكرهه أكثرهم وهو قول اصبغ لنأه محرم عينه
ليس بطاهر قبل موته فيشبه الصوف لن الخنزير محرم حيا وميتا وجألد
الخنزير ل يطهر بالدباغ ول تعمل فيه الذكاة ول يحل بيعه بحال هذا قول مالك
وتحصيل مذهبه وقد أجأازه سحنون وابن عبد الحكم وسئل مالك عن بيع الشعر
الذي يحلق من رؤوس الناس فكرهه وهو بيع شعر وشعر الخنزير أشد كراهية
وكل شراب أسكر كثيره لم يجز بيعه ول شرابه ومن أراقه على مسلم فل
شيء عليه وهو في ذلك مأجأور ومن أراقه على ذمي ضمنه عند مالك وخأالفه
عبد الملك في ذلك فقال ل ضمان عليه فيه وإذا باع نأصرانأي خأمرا من مسلم
أدابا جأميعا ال أن يشربها المسلم فيبلغ بأدابه الحد وإذا تقدم إلى النصرانأي ان ل
يبيعها من مسلم فباعها منه عوقب فإن كان لم يقبض ثمنها أخأذ الثمن من
المسلم عند مالك وتصدق به عقوبة للنصرانأي لنقضه ما تقدم فيه إليه ول يباع
شيء من العنب والتين والتمر والزبيب ممن يتخذ شيئا من ذلك خأمرا مسلما
كان أو ذميا إذا كان البائع مسلما وعرف المبتاع ببعض ذلك أو يتنبذه واشتهر به
واخأتلف في فسخ بيع العنب ممن يعصره خأمرا مسلما أو ذميا فالمشهور عن
مالك وأكثر أصحابه انأهم يفسخون البيع فيه وغيرهم ل يفسخه وبيع السلح في
الفتنة من أهل داار الحرب من هذا الباب حكم ذلك كحكم بيع
____________________
) (1/328
العنب ممن يعصره خأمرا سواء وبيع ظروف الخمر ل يجوز أيضا إل أن يصلح لها
ولغيرها فل تباع حينئذ إل من مأمون ل متهم وخأالفه ابن القاسم فأجأازه ولم
يختلفوا في جأواز بيع بعر ما يؤكل لحمه ليكرم الرض به ومن أهل المدينة من
جأعل المائع كله النجس محرما بيعه قياسا على الخمر والدم وغير المائع من
النجاسات قياسا على الخنزير والميتة وما رمست لك وهذبته في الباب كله
قول مالك وأصحابه وبالله التوفيق باب بيع الغائب على الصفة وحكمه في
هلكه قبل القبض وبعده وهلك العين الحاضرة أيضا بعد العقد عليها وبيع
المغيب في الرض أو غيرها إذا نأظر إلى بعضه ل بأس ببيع الدار والدابة والعبد
وسائر العروض إذا تواصف ذلك البائع والمبتاع صفة يعرفها أهل العلم بها عند
التنازع فيها ول يجوز النقد في بيع الغائب من الحيوان ال أن تكون الغيبة يسيرة
نأحو اليوم واليومين فل بأس حينئذ بالنقد فيه وانأما وجأه العمل في ذلك ان
يتواضع الثمن فان وجأد المبيع سالما على تلك الصفة لزم المبتاع ول خأيار له
وقبض البائع ثمنه وان وجأد على غير تلك الصفة فالمشتري بالخيار في إجأازة
البيع ورداه ول يجب عند مالك خأيار الرؤية في بيع الغائب ال لمن اشترطه ول
بأس بتعجيل النقد في الربع والرضين لن ذلك مأمون وكذلك كل سلعة
مأمونأة فان هلك الغائب المبيع على الصفة قبل ان يقبضه المبتاع فالمصيبة
ابدا من البائع حتى يصل الى المبتاع ال ان يشترط البائع على المبتاع انأه ان
أداركته ا
)اضغط هنا للنتقال إلى صفحة المكتبة الشاملة على النترنت(
الكافي في فقه أهل المدينة
أبو عمر يوسف بن عبد الله بن عبد البر القرطبي
سنة الولداة /0سنة الوفاة 463
تحقيق
الناشر داار الكتب العلمية
سنة النشر 1407
مكان النشر بيروت
عددا الجأزاء 1
ل يجوز بيع الرطب بالتمر على حال متماثل ول متفاضل ول بيع البر بالتمر ول
بالرطب على حال ول بيع الزرع بالحنطة على حال ول يجوز بيع الزبيب بالعنب
على حال ول يجوز بيع اليابس من التين بالرطب منه على حال ول بيع الفريك
بالبر على حال ول الحنطة المبلولة باليابسة ول المبلولة بعضها ببعض إل أن
يكون البلل واحدا في حنطة واحدة ول يجوز بيع الدقيق بالعجين بحال من
الحوال وكذلك كل ما كان مثل ذلك كله وأجأاز ابن القاسم فيما روى أبو زيد
عنه من هذا الباب التفاح الخأضر بالمقددا والقرظ الخأضر باليابس لن أصله
فيما يجوز التفاضل في بعضه ببعض وروى غيره عنه كراهية ذلك ومن اشترى
رطبا بتمر أو زرعا بحنطة فسخ ذلك البيع إن أدارك وإن فات بيد المشتري بعد
القبض رجأع صاحبه بمكيلة تمره على صاحب الرطب ورجأع صاحب الرطب
على صاحب التمر بقيمة رطبه وكذلك يرجأع صاحب الحنطة بمكيلة حبه على
صاحب الزرع ويرجأع صاحب الزرع بقيمته وكذلك حكم كل رطب بيابس فإذا
اخأتلفت الجأناس جأاز بيع الرطب باليابس يدا بيد وكل ما يجوز التفاضل فيه جأاز
رطبه بيابسه ومن الزابنة أيضا بيع السمن بالزبد واللبن الذي يخرج منه الزبد
بزبد والعصير الحلو بعنب والزيت بالزيتون والسمسم بالسيرج وما كان مثل
هذا كله ل يجوز بيع شيء من ذلك بشيء منه على حال ويجوز لبن البل بالزبد
يدا بيد لنأه ل زبد فيه ول يجوز بيع اللبن من غير البل بالسمن ول بالجبن وإذا
اخأتلفت الجأناس لم تكن مزابنة في شيء من ذلك فل باس ببيع زيت الجلجلن
بالزيتون كيف شاء المتبايعان يدا بيد وكذلك زيت الزيتون بالجلجلن والزيتون
بالسيرج وما كان مثل هذا كله فله حكمه ومن المزابنة بيع صبرة تمر بتمر في
رؤوس النخل وصبرة زبيب بعنب في كرمه أو صبرة طعام بزرع قد استحصد
وهو قائم والمكيل في هذا كله مثل الصبر وكذلك ما كان من اجأناس المأكولت
بشيء من جأنسه معلوما بمجهول أو مجهول بمعلوم أو مكيل بغير مكيل أو
موزونأا بغير موزون وما ل يجوز إل مثل بمثل فل يجوز منه جأزاف ول كيل
بجزاف ول مال يجهل مبلغه ومقداره بمجهول ومقداره بمجهول مثله أو معلوم
من جأنسه ول يجوز إل مثل بمثل كيل بكيل أو وزنأا بوزن يدا بيد إل ما خأرج
بالسنة في هذا الباب من العرايا ومن المزابنة عند مالك بيع المعلوم بالمجهول
إذا لم يعلم أن أحدهما أكثر من الخأر وإن لم
____________________
) (1/314
يدخأل في ذلك الربا داخألته المخاطرة والقمار وسيأتي هذا في بيع الجزاف إن
شاء الله باب العرايا والعرايا مستثناة من المزابنة بالسنة وهي جأائزة في جأميع
الثمار ومعنى العرية أن يهب الرجأل رجأل ثمرة نأخلة أو نأخلت أو ثمرة شجرة أو
شجرات من التين والزيتون أو حديقة من العنب فيقبضها المعطي ثم يريد
المعطي شراء تلك الثمرة منه لن له أصلها فجائز له شراؤها ذلك العام
بخرصها تمرا إلى الجذاذ إذا كان الخرص خأمسة أوسق فدون وأحب إلينا أن
يكون خأرص العرية داون خأمسة أوسق فإن وقع في خأمسة أوسق مضى ولم
يفسخ ومن أصحابنا من يفسخه في الخمسة أوسق ولم يفسخه في داون
خأمسة أوسق لنأه اليقين في ذلك لشك دااودا نأاقل الحديث في خأمسة أوسق أو
داون خأمسة أوسق واصل ذلك مزابنة منهي عنها فل يستباح منها إل ما
استوفيت الرخأصة فيه وجأائز أن يعري الرجأل ما شاء من ثمر النخل والشجر
ول يجوز بيع العرية حتى يبدو صلحها فإذا بدا صلحها جأاز بيعها بالدنأانأير
والدراهم والعروض كلها من كل أحد ويكون للمعري وحده شراؤها بعد بدو
صلحها بخرصها إلى الجذاذ إن كانأت رطبا أو بخرصها زبيبا إن كانأت عنبا وكره
مالك أن يعري الرجأل حائطه كله ثم يشتريه بخرصه كان خأمسة أوسق أو داون
خأمسة اوسق لنأه لم ينقطع عنه لذلك ضرر وأمر العرية عندنأا رخأصة
مخصوصة بوجأهين أحدهما أنأها موقوفة على المعري بما يدخأل من الضرر
بدخأول غيره عليه حائطه من أجألها والخأر انأها موقوفة على المقدار في خأمسة
أوسق أو فيما داون خأمسة أوسق فمتى تجاوزت هذين الوجأهين صارت مزابنة
وصار صاحب الصل وغيره في شرائها سواء ول يحل لغير المعري أن يبتاع
العرية بثمر معجل ول مؤجأل لنأه يدخأله المزابنة وبيع الرطب بالتمر ول يجوز
عند مالك للمعري أن يشتري العرية بتمر معجل ل من صنفها ول من غير
صنفها وإنأما يشتريها بخرصها تمرا إلى الجذاذ ول يتعدى بالرخأصة موضعها وإذا
كانأت العرية أكثر من خأمسة أوسق وأرادا المعري شراءها كلها لم يجز له أن
يشتريها إل بذهب أو ورق أو عرض كالجأنبي سواء وجأاز أن يبيع
____________________
) (1/315
عريته من غير صاحبه الذي أعراه إذا كان لمشتريها في أصلها ملك أو يكون
اشترى تمر الحائط من رب الصل فإذا كان ذلك فهو كالمعري سواء يجوز له
من شرائها ما كان يجوز للمعري ول يجوز بيع العرية بخلف صنفها ل معجل ول
إلى الجذاذ وسقي العرية وعلجأها على صاحب أصلها واخأتلف في زكاة العرية
وتحصيل مذهب مالك في ذلك إن ما وهب أو عري من الثمار كلها قبل بدو
صلحها فزكاته على المعري أو الموهوب له وما كان بعد بدو صلحها فزكاته
على المعري أو الواهب وبين أصحاب مالك اخأتلف كثير في ذلك باب المحاقلة
والمخابرة ل تجوز المحاقلة والمخابرة لنهي رسول الله صلى الله عليه وسلم
عن ذلك فأما المحاقلة فلها وجأهان أحدهما في معنى المزابنة وذلك شراء
الزرع الذي استحصد بمكيلة حب من جأنسه والوجأه الثانأي كراء الرض مما
يخرج منها مما يكون فيه للداميين صنع من المأكول والمشروب طعاما أو ادااما
هذا معنى المحاقلة في الشهور من مذهب مالك وهو قول ابن القاسم وقد
ذكرنأا اخأتلف أصحاب مالك وسائر العلماء في ذلك وفي كراء الرض مستوفي
في كتاب دااوودا من كتاب التمهيد وأما المخابرة فهي عند مالك وأصحابه كراء
الرض وقد أوضحنا ذلك في كتاب التمهيد باب بيع العروض مما ل يؤكل ول
يشرب بعضها ببعض ل بأس ببيع العروض غير المأكولة ول المشروبة كلها
بعضها ببعض كيف شاء المتبايعان إذا كان يدا بيد من الرقيق وسائر الحيوان
المنتفع به والثياب والكتان والصوف والحرير والنحاس والقطن والصفر
والجواهر والجلودا والرصاص والحديد والعقار كله وسائر الشياء كلها التي ل
تؤكل ول تشرب اخأتلفت أصنافها أو اتفقت وسواء كانأت مما يكال أو مما يوزن
أو مما يعد وأي
____________________
) (1/316
صنف كانأت ل بأس ببيع الجنس منه بجنسه متفاضل وكيف شئت إذا كان يدأ بيد
ول بأس بالعرض المعجل بالعرض إلى أجأل من جأنسه أو من غير جأنسه إذا
اخأتلفا وبان اخأتلفهما أثنين بواحد وكيف شئت وزنأا كان أو كيل أو عدداا إذا
اخأتلفت الغراض فيها واخأتلفت منافعها ول يضر افتراق أجأناسها والخأتلف في
الدواب الفراهة والسرعة والنجابة ل اتفاق الجأناس وفي العبيد الصناعة
والمنفعة والفصاحة ل الجنس فإن بيع عرض بمثله من جأنسه إلى أجأل وزياداة
شيء من الشياء فهو عند مالك وأصحابه ربا لنأه عندهم من جأهة الزياداة في
السلف على ما قدمنا في صدر هذا الكتاب ولما أجأمعوا على أن من أقرض
قرضا ثوبا أو غيره رجأل وشرط عليه أن يرداه إليه بعد مدة ثوبين من جأنسه أو
ثوبا مثله في صفته وزياداه شيء من الشياء كان ذلك ربا باجأماع وكان ذلك عند
مالك كمن أعطى ثوبا بثوبين من جأنسه وصفته إلى أجأل على جأهة ثوب لن
الزياداة ثمن الجأل ولم يلتفت إلى لفظ البيع ذكره ابن عبد الحكم وغيره عنه
ول خأير في ثوب نأقدا بثوب مثله إلى أجأل إذا كان على وجأه البيع ومثل هذا
الباب أنأه ل يجوز ثوب شطري بثوبين من الشطري إلى أجأل ول بأس بالثوب
الشطري نأقدا بثوبين من المروي إلى أجأل وجأملته أنأه يجوز تسليم غليط
الكتان في رقيقه ورقيقه في غليظه أثنين في واحد وواحد في أثنين وكذلك
ثياب القطن والصوف يسلم رقيقها في غليظها وغليطها في رقيقها ول ينظر
إلى اتفاق اسمائها إذا اخأتلفت المنافع وأغراض الناس فيها وكذلك العبد الكاتب
والصانأع الفصيح يسلم في العددا من العبيد العجم لن الغرض مختلف ول يجوز
عند مالك وأصحابه بيع شيء يخرج منه إلى أجأل إذا كان المعجل هو الصل
الذي يخرج منه ما سلم فيه مثال ذلك الصوف يسلم في ثوب الصوف والكتان
وكذلك الخز والحرير وكذلك القصيل والشعير ل يجوز شيء من ذلك كله إل أن
يكون أجأل قريبا ل يمكن أن يعمل في مثله ثوب الكتان من ذلك الكتان ول
يمكن أن يكون فيه ذلك الشعير قصيل لنأه حينئذ يد بيد وجأائز أن يسلم فيما قد
خأرج من الصل فعلى هذا ل بأس بالقصيل بالشعير نأقدا وإلى أجأل إذا كان
القصيل نأقدا والشعير مؤجأل وكذلك الثوب إذا كان نأقدا والكتان والصوف أو
الحرير إلى أجأل وإن اخأتلفت الجأناس لم يكن بذلك بأس مثال ذلك أنأه جأائز أن
يسلف صوف في ثوب كتان وكتان في ثوب صوف ول يبالي
____________________
) (1/317
أيهما كان المعجل أو المؤجأل وكذلك كل ما أشبه ذلك قف على هذه الجملة
فإنأه اصل مالك الذي بنى عليه مذهبه في موطئه وأتبعه أصحابه رحمهم الله
ومن جأعل الشاة اللبون باللبن من هذا الباب أجأاز تعجيل اللبن في الشاة
اللبون إلى أجأل وقد روي عن مالك أيضا ووري عنه أنأه من باب المزابنة فعلى
هذا ل تجوز الشاة اللبون باللبن ايهما عجل وآخأر صاحبه وهو الشهر في
المذهب والقياس عندي جأوازه والله أعلم ومن أهل المدينة جأماعة منهم سعيد
بن المسيب وابن شهاب كانأوا يذهبون إلى أنأه ل ربا في شيء من الحيوان ول
في غير المأكول والمشروب من العروض كلها على أي وجأه بيع ذلك نأسيئة أو
يدا بيد اخأتلف ذلك أو لم يختلف وكانأوا يجيزون ثوبا بثوبين إلى أجأل وإن كان
الثوب مثل الثوبين في صفته وجأنسه قال سعيد بن المسيب ل بأس بقبطية
بقبطيتين إلى أجأل وذكر مالك عن أبي الزنأادا عن سعيد بن المسيب أنأه قال ل
ربا إل في الورق أو الذهب أو ما يكال أو يوزن مما يؤكل أو يشرب وكانأوا
يجيزون جأمل بجملين إلى أجأل وما كان مثل هذا كله على حديث علي بن أبي
طالب رضي الله عنه أنأه باع جأمل له يدعى عصيفرا بعشرين بعيرا إلى أجأل
وباع ابن عمر راحلتين بأربعة أبعرة مضمونأة عليه يوفيها صاحبها بالزبدة
وحجتهم أيضا حديث عبد الله بن عمر ان النبي صلى الله عليه وسلم أمره أن
يجهز جأيشا فنفدت راحلته فأمره أن يأخأذ على قلئص الصدقة فكان يأخأذ
البعير بالبعيرين إلى إبل الصدقة ذكره أبو دااودا وغيره وحجة مالك رضي الله
عنه حديث سمرة بن جأندب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نأهى عن بيع
الحيوان بالحيوان نأسيئة ذكره أبو دااودا أيضا عنه وما ذكرنأا من اجأماعهم على
تحريم الزياداة في السلف وإذا حمل حديث عبد الله ابن عمر مع حديث سمرة
على ما قاله مالك من اخأتلف الغرض والمنفعة لم يتدافع الحديثان
واستعمالهما على وجأه ما أولى من ردا بعضهما على بعض وعلى هذا حمل
مالك رحمه الله فعل علي وابن عمر وقد ذكرهما في موطئه وقال أبو الزنأادا لم
أر أحدا من فقهائنا قال بقول سعيد في قبطية بقبطيتين وما ذكره مالك في
موطئه من مسألة بيع الجمل بالجمل مثله إلى أجأل وزياداة شيء من الشياء
كانأت الزياداة عاجألة أو مؤجألة ول بأس الجمل بالجمل مثله يدا بيد وزياداة ما
شئت كانأت الزياداة عاجألة أو آجأله إذا كانأت الجملن يدا بيد وكذلك سائر
____________________
) (1/318
العروض والحيوان كله يجري على ما وصفت لك من الجمل بالجمل وزياداة فل
يجوز السياج بالسياج مثله إلى أجأل وزياداة شيء ول الشطوي بالشطوي إلى
أجأل وزياداة شيء ول العبد بالعبد مثله إلى أجأل وزياداة شيء من الشياء عاجألة
كانأت الزياداة أو آجأله وما كان مثل هذا كله فله حكمه وبالله التوفيق باب بيع ما
اشترى قبل أن يقبض كل ما اشتريت من العروض كلها الحيوان والعقار
والثياب وغير ذلك ما خأل البيع من الطعام على الكيل فل بأس عند مالك أن يبيع
ذلك قبل أن يقبضه فإن بعته من بائعه منك بغير الذي له عليك من ثمنه جأاز
بجميع الشياء كلها إذا تعجلت ذلك ولم تؤخأره وإن بعته منه بشيء من الصنف
الذي له عليك عند محل أجأله لم يجز إل بمثل رأس المال ل بأكثر عدداا أو كيل
أو وزنأا ول أجأودا جأوداة ول أفضل عينا على حسب ما ذكرنأا في باب بيع ما سلف
فيه من العرض قبل القبض من البائع أو غيره وإن بعته من غيره جأاز بالثمن
وبأكثر وبأقل وبما شئت نأقدا من يغر تأخأير فإن تأخأر لم يجز وصار من الدين
بالدين وكذلك الطعام يباع مجازفة صبرا على وجأه الرض في المشهور من
مذهب مالك وأما ما ابتعت من الطعام على الكيل فل يجوز لك بيعه حتى تكتاله
وتستوفيه وكذلك ما ابتعت منه وزنأا أو عدداا لم يجز بيع شيء من ذلك حتى
يقبضه ويستوفيه بالوزن أو بالعدة أو بالكيل على حسب سنته في موضعه هذا
حكم جأميع المأكول والمشروب من القوت والداام مما يدخأر ومما ل يدخأر كان
أصل معاش أو لم يكن إذا كان مما يؤكل أو يشرب فاكهة أو قوتا أو ادااما ول
يجوز أن ينكح به امرأة ول يستأجأر به أجأيرا ول يكري به داابة ول داارا حتى
يستوفيه ومن تزوج امرأة بطعام مكيل لم يجز للمرأة بيعه قبل قبضه وكذلك
من استؤجأر بطعام مكيل أو صولح به من إرش جأناية على طعام مكيل لم يجز
له بيعه قبل قبضه لن كل ما أخأذ عليه عوض فهو بيع من البيوع وقد نأهى
رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيع الطعام قبل أن يستوفي وسواء كان
الطعام من سلم سلمت فيه على صفة مضمونأة أو من بيع عين غير مدينة إذا
كان على الكيل أو الوزن أو
____________________
) (1/319
العددا ل يجوز أن يبيع شيئا من ذلك كله حتى يستوفيه مما يستوفي به مثله كيل
أو وزنأا أو عدداا إذا كان مأكول أو مشروبا بائعا كان أو غير بائع إل الماء وحده
وكذلك التوابيل والشويز والكهرة وزريعة الفجل البيض التي تؤكل وزريعة
الكتان والجلجلن وما كن مثل هذا كله مما يؤكل أو يشرب عدا وأما الداوية
مثل الهليلج والمصطكا والقرفة والسنبل والفلفل والخردال والزنأجبيل والبذور
التي ل تؤكل بعينها مثل بزر الجزر والسلق والبصل والكراث والجرجأير والقثاء
وما أشبهه فل بأس ببيعه قبل أن يستوفي ويجوز فيه التفاضل لنأه ليس بطعام
وقد قيل في الخردال والقرفة والفلفل والزنأجبيل والسنبل أن ذلك كله من
التوابل وحكمه حكمها وهذا إنأما هو فيما اشترى من الطعام القوت والفاكهة
والداام وأما من استقرض طعاما فلم يقبضه من الذين اقرضه إياه حتى باعه
من غيره فجائز له ذلك وكذلك كل ما ملك بغير عوض مثل الهبة والميراث جأائز
بيع ذلك كله قبل قبضه واستيفائه لن رسول الله صلى الله عليه وسلم خأص
مبتاع الطعام بذلك داون غيره وقال من ابتاع طعاما فل يبعه حتى يستوفيه ولم
يقل من مالك طعاما فل يبعه حتى يستوفيه هذا كله تحصيل مذهب مالك عند
جأماعة أصحابه واخأتلفوا في المشتري للطعام على الكيل يموت قبل أن يقبض
ما اشتراه منه فقال أكثرهم ل يبيعه وارثه حتى يستوفيه ويقبضه لنأه قام مقام
الميت في ذلك وهذا هو الصحيح وقال بعضهم يبيعه قبل أن يستوفيه لنأه وارث
له ل مبتاع ومن ابتاع طعاما بكيل ثم اقرضه غيره أو هبه له أو قضاه رجأل من
قرض كان له عليه فل يبيعه أحد ممن صار إليه ذلك الطعام حتى يقبضه ومن
ابتاع طعاما مكيل فاستوفاه بالكيل ثم أرادا بيعه وأخأبر مشتريه بكيله وصدقه
المشتري على ذلك جأاز إذا كان الثمن نأقدا فإن كان نأسيئة لم يجز ولو وجأد فيه
المشتري بعد التصديق نأقصا أو زياداة قامت له على ذلك بينة نأظر فإن كانأت
الزياداة والنقصان يسيرا فهي للمشتري وعليه وإن كان كثيرا فهو للبائع وعليه
وأجأاز مالك وأصحابه القالة والشركة والتولية في الطعام قبل أن يستوفي
بمثل الثمن ل زياداة ول نأقصان إن كان اشتراه بنقد فبمثل النقد وإن كان إلى
أجأل فإلى أجأل مثل ذلك وجأعلوا ذلك من باب المعروف والحسان ل من باب
البيع والمكايسة
____________________
) (1/320
باب قبض الطعام من ثمن الطعام كل ما ل يجوز لك أن تعقد عليه بيعك فل
تعمل به عند قبض ثمنك ول تأخأذه على ذلك بدل مما لك ومن باع طعاما إلى
أجأل فل يجوز له أن يأخأذ من ثمن ما باع شيئا من الطعام المأكول والمشروب
كله مدخأرا كان أو غير مدخأر قل ذلك أو كثر وسواء كان ذلك قبل الجأل أو بعده
أو عند حلوله من جأنس ما باعه أو من غير جأنسه إل أن يأخأذ من النوع والصنف
الذي باعه بعينه مثل صنفه في لونأه وجأوداته وصفته وفي مكيلته أو وزنأه من
غير زياداة ول نأقصان ول يجوز أن يأخأذ بعض ثمن الطعام نأقدا وبعضه طعاما
وعلى قول مالك في ذلك أكثر أهل العلم ومن ابتاع طعاما بعينه على كيل
معلوم أو وزن معلوم أو عددا معلوم ونأقد ثمنه ثم عجز الطعام عما سيما فل
بأس أن يأخأذ فيما بقي من نأقده ما أحب من الطعام والداام كله والعروض كلها
إذا تعجل ذلك ولم يؤخأره ومن وجأد في طعام ابتاعه بعينه على الكيل عيبا في
اليسير منه فرداه بحصته واحتبس الكثر بحسابه جأاز له في ثمن ما رداه النظرة
وأخأذ ما شاء من الطعام والداام معجل ل يؤخأر شيئا من ذلك وإن أحال بائع
الطعام رجأل على مبتاع منه بالثمن الذي وجأب له فيه فل يجوز للمحتال أن
يقبض ممن احتال عليه شيئا من جأميع المأكول والمشروب وحكمه في ذلك
حكم بائع الطعام وسواء كانأت حوالة المحتال من داين أو هبة أو صدقة وقبض
الطعام من ثمن الطعام فعند مالك في معنى بيع الطعام نأسيئة وقطع الذرائع
عنده واجأب ومنها هذا الباب وغيره يخالفه فل يعمل ظنه في ظاهر صحيح جأائز
فيبطله بما يتوهمه لن الحكام في الشرع على الحقائق ل على الظنون والله
الموفق للصواب باب ما يدخأله الربا أيضا وما ل يدخأله من وجأوه القتضاء كل
ما ل يجوز ان تعلمه ابتداء فل تأخأذه قضاء وذلك ان تبيع عرضا بثمن إلى أجأل
فل يجوز أن تأخأذ عنه حلول الجأل من صفة ذلك العرض أجأودا منه جأوداة ول أن
نأأخأذ ان كان ثوبا بثوبين من صفته بدل منه عند حلول أجأله ول ثوبا مثله وزياداة
شيء من الشياء ول بأس أن تأخأذ مثل ثوبك أو عرضك ما كان سواء في صفته
أو جأوداته أو أدانأى منه عند حلول أجأله ول يجوز
____________________
) (1/321
لك أن تأخأذ بدل منه قبل حلول أجأله أدانأى منه وان كان من صفته لنأه من ضع
وتعجل وذلك ربا فقس على هذا جأميع ما كان من بابه ول يجوز لك أن تأخأذ من
العرض الذي لك قبل محل أجأله بعضه وتأخأذ في الباقي منه ثمنا ذلك مكروه
عند مالك ل يجوز فإن أخأذت البعض وبقي البعض إلى أجأل جأاز وكذلك ل بأس
أن تأخأذ ببعض مالك من العرض ما شئت من العرض كائنا ما كانأت السلعة قبل
محل الجأل إذا تأخأر الباقي إلى الجأل وسواء كان العرض من سلم أو قرض
وكان مالك من جأميع الشياء التي يجوز بيعها قبل استيفائها فجائز أن تأخأذ من
الذي لك عليه ذلك كلما أعطاك قضاء مما لك عليه إذا كان مخالفا لما لك عليه
وتعجلت ذلك لم تؤخأره فإن أخأرته كان داينا بدين ومن سلم عرضا في عرض
فاستقاله المبتاع بزياداة يزيدها جأاز لك إذا كان العرض لم يفت ورداه بعينه
وكانأت الزياداة معجلة كائنة ما كانأت حل أجأل السلم أو لم يحل فإن تأخأرت
الزياداة كان من الدين بالدين فلو فات العرض وأرادا أن يعطيه مثله وزياداة
شيء من الشياء لم يجز حل الجأل أو لم يحل ولو أعطاه قبل الجأل الزياداة
من العرض بعينه بعضه لم يجز فإذا حل الجأل كان له الزياداة من ذلك العرض
من غيره وهذا كله إذا كانأت الزياداة معجلة فإن تأخأرت لم يجز ومن سلف في
بر ولحم أو شيء مما يؤكل أو يشرب فأتاه المسلف إليه بأجأودا مما سلف فيه
أو أدانأى أو أسمن من اللحم أو أهزل قضى مثل كيل ذلك أو وزنأه جأاز له قبضه
ول يجوز له أن يشتري معه منه شيئا من الشياء ل من الطعام ول من غيره
وسواء كان ما زاداه من الصنف الذي قضاه أو من غيره مثل أن يأتيه بأكثر كيل
أو وزنأا ويبيع منه تلك الزياداة أو يأتيه مع ما نأقص بسلعة كائنة ما كانأت طعاما أو
غيره فل يجوز أن يشتري منه تلك الزياداة ول تلك السلعة وهو عند مالك حرام
يدخأله عنده بيع الطعام قبل استيفائه والتفاضل في الجنس الواحد المأكول
وإذا كان الذي يأتيه به ويقضيه اياه من صنف الذي عليه وصفته بعينها جأاز أن
يشتري معه ما شاء من جأميع الشياء طعاما كان أو غيره إذا كان الذي يقضيه
مثل صفته في جأوداته وكيله ووزنأه فقف على هذا الصل ومن سلف في شيء
مما يؤكل أو يشرب فله أن يأخأذ قبل محل الجأل مثل الصفة في الكيل والوزن
ول يجوز له أن يأخأذ غير صفته من صنفه بوجأه من الوجأوه فإذا حل الجأل جأاز
أن يأخأذ من الصنف الذي سلف
____________________
) (1/322
فيه أدانأى من صفته أو أجأودا من كيله ووزنأه ومن لحم الضأن ل من لحم ضأن
مثله في صفته ووزنأه وله أن يأخأذ عند محل الجأل من البر شعيرا ومن الشعير
برا أو سلتا ومن السلت شعيرا ومن لحم الضأن لحم بقر أو معز أو أبل هذا كله
وما كان مثله جأائز إذا حل الجأل فإن أخأذت من لحم ضأن سمين لحم بقر أو
لحم ضأن هزيل داخأله ضع وتعجل وان أخأذت ارفع من صنفك داخأله ابتياع
الضمان وطرحه على الذي وعليه وهذا الباب جأائز في كل ما ل يجوز ال مثل
بمثل يدا بيد فقف على ذلك وقس عليه
____________________
) (1/323
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنأا محمد وعلى آله وصحبه
وسلم تسليما باب بيوع الجأال وضع وتعجل وبيع العينة لما كان الربا المجتمع
عليه في قول الله عز وجأل اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا البقرة ما حكاه
عن زيد بن أسلم أن أهل الجاهلية كانأوا إذا كان لحدهم الدين إلى أجأل على
غيره وحل الجأل قال له اما أن تقضيني واما أن تربي يريد واما ان تزيد في
دايني لصبري عليك إلى أجأل اخأر فكانأت تلك الزياداة ثمنا للجأل الثانأي وسماه
الله ربا باجأماع من أهل العلم بتأويل القرآن كان في ضع وتعجل ذلك المعنى
لنأه نأقصه من الجأل بما حط عنه وهذه عكس تلك فتدبره تجده كذلك ولذلك
قال مالك رحمه الله ان ضع وتعجل من الربا مثال ذلك رجأل له على آخأر
عشرون داينارا الى سنة من بيع أو سلف فلما مر نأصف السنة احتاج رب الدين
فسأل غريمه ان يقضيه فأبى إل إلى حلول الجأل فقال له رب الدين أعطني
الن عشرة وأحط عنك العشرة الباقية فهذا ضع وتعجل وهو عند مالك وأكثر
أهل العلم ربا وكذلك ليس له أن يصارفه في ذلك قبل الجأل على ما قدمت لك
ول يجوز عند مالك ان يأخأذ منه قبل الجأل بعض داينه ويأخأذ منه الباقي عرضا
معجل ول مؤجأل ويدخأله عنده وجأوه من الربا منها ضع وتعجل كأنأه زاداه في
ثمن السلعة ويدخأله صرف وبيع ويدخأله ذهب معجلة وعرض معجل بذهب إلى
أجأل وكل ما ل يحل إل مثل يدا بيد فهو كالذهب والورق في ذلك وكذلك
العروض كلها تجري ههنا مجرى الذهب والورق ومجرى ما يؤكل ويشرب فل
يجوز أن تأخأذ بعض العرض الذي لك عليه وتأخأذ بقيمته ثمنا كائنا ما كان الثمن
عرضا كان أو عينا لنأه يدخأله عند مالك وأصحابه ضع وتعجل ويدخأله طرح
الضمان كأنأه نأقصه من ثمن السلعة التي باعها مع ما قضاه ليسقط الضمان
عنه ويجوز عند مالك أن يأخأذ منه قبل محل الجأل في الذهب أو
____________________
) (1/324
الورق التي له عليه إلى أجأل من بيع أو سلف عرضا معجل بجميع الدين ول
يراعي القيمة في ذلك وكذلك يجوز أن يأخأذ بعض داينه معجل ويؤخأر الباقي إلى
أجأله فان أخأره إلى أبعد من أجأله لم يجز ومن باع سلعته بثمن إلى أجأل فل
يجوز له عند مالك أن يشتري بها نأقدا ول إلى أجأل أدانأى من أجألها بأقل من
ثمنها الذي باعها به أو أدانأى من صفتها ويجوز أن يشتريها إلى أبعد من أجألها
بمثل ثمنها أو اقل منه أو أقبح عيونأا أو وزنأا ولهم في هذا الصل اضطراب
ويجوز أن تشتريها قبل أجألها بمثل الثمن الذي بعتها به أو بأكثر أو بأفضل عينا
أو أكثر وزنأا وجأملة هذا الباب أنأه كل ما ل يجوز لك أن تبتاعه به قبل الجأل فل
يجوز لك ان تبتاعه به إلى أبعد من الجأل وكل ما يجوز لك أن تبتاعه به قبل
الجأل فهو يجوز لك أن تبتاعه به إلى أبعد من الجأل فافهم هذا الصل فهو
معنى ما ذهب إليه مالك وأصحابه وقد تابعهم في هذا الباب على اعتبار قطع
الذرائع في بيوع الجأال أبو حنيفة وأصحابه وأبى من ذلك جأماعة من الفقهاء
بالمدينة وغيرها ولم يفسخوا صفقة ظاهرها حلل بظن يخطئ ويصيب وقالوا
الحكام موضوعة على الحقائق ل على الظنون وكره مالك لمن كان له على
غيره شيء من الشياء إلى أجأل أبعد منه إذا ظن به أن يقوى بثمن ما يبيع منه
على القضاء وجأعله أصحابه من باب الربا ومن باب الدين بالدين أيضا وأما بيع
العينة فمعناه انأه تحيل في بيع داراهم بدراهم أكثر منها إلى أجأل بينهما سلعة
محللة وهو أيضا من باب بيع ما ليس عندك وقد نأهى عنه رسول الله صلى الله
عليه وسلم فان كانأت السلعة المبيعة في ذلك طعاما داخأله أيضا مع ذلك بيع
الطعام قبل أن يستوفى مثال ذلك أن يطلب رجأل من آخأر سلعة ليبيعها منه
بنسيئة وهو يعلم أنأها ليست عنده ويقول له اشترها من مالكها هذا بعشرة وهي
علي باثني عشر أو بخمسة عشر إلى أجأل كذا فهذا ل يجوز لما ذكرنأا واخأتلف
أصحاب مالك في فسخ البيع المذكور بالعينة إذا وقع على ذلك فمنهم من رآى
فسخه قبل الفوت وبعده يصلحه بالقيمة على حكم البيوع الفاسدة وسنفردا لها
بابا إن شاء الله ومنهم من لم ير فسخ البيع في ذلك وهم أكثر أصحاب مالك
وتحصيل المذهب أنأه إذا قال اشتر سلعة كذا بعشرة وهي لي باثني عشر إلى
أجأل فسخ البيع ان لم تفت السلعة وان
____________________
) (1/325
فاتت كانأت السلعة بعشرة وهي لي باثني عشر إلى أجأل فاشتراها على ذلك
منه لزمته الثنا عشر إلى أجأل لن المأمور كان ضامنا للسلعة ويستحب له أن
يتورع من ذلك ول يأخأذ إل ما نأقد باب بيع الجزاف قد تقدم أن كل ما ل يجوز إل
مثل بمثل فل يجوز منه جأزاف بجزاف ول كيل بجزاف وما يجوز منه التفاضل
فل يجوز عند مالك بيع بعضه ببعض مجازفة جأزافا بجزاف ول كيل بجزاف ال أن
يتبين أن أحدهما أكثر من صاحبه وال كان عنده خأطارا وقمارا ل يجوز ول بأس
ببيع جأميع الطعام والداام جأزافا بالناض من الورق إذا جأهل المشتري والبائع
جأميعا كيله أو وزنأه فان علم البائع كيله وكتمه كان ذلك عيبا وكان المشتري
بالخيار بين استمساك والردا هذا قول مالك وأصحابه وطائفة من أهل المدينة
وكذلك ل يجوز عندهم ولو ذكر البائع فللمبتاع أنأه يعلم كيله ولم يخبره به
فرضي المشتري ول بأس عند مالك واصحابه ببيع ما اشترى من الطعام
والقوت والداام جأزافا قبل قبضه وأكثر أهل العلم ل يجيزون ذلك حتى ينقل عن
موضعه لحديث ابن عمر وقد قال بذلك بعض المتأخأرين المصريين من أحصابه
والخأتيار عند مالك رحمه الله في ذلك ال يبيعه حتى ينقله من مكانأه إلى مكان
غيره ول يجوز بيع الحيوان أو العروض جأزافا نأحو الرقيق والدواب والمواشي
والثياب وغير ذلك مما له بال وقدر لنأه يدخأله القمار عندهم والخطر وهذا
خألف ما يعد أو يوزن أو يكال من الطعام قوتا كان او أدااما لن ذلك تحيط به
العين ويتقارب الغرر والزياداة فيه والنقصان يسيران وإنأما يجوز الجزاف إذا
أحاط النظر به ظاهرا فإن وجأد باطنه وأسفله خألف أعله وأرادا رداه كان ذلك
له ويجوز بيع الحيتان الصغار جأزافا وكذلك الخشب ول يجوز بيع كبار ذلك جأزافا
وكرهوا ان يشتري شيئا يكال أو يوزن بظرف أو آنأية فإن وجأد ذلك الظرف أو
النأية عند البائع مملؤا جأاز ذلك ول يجوز عند ابن القاسم بيع كيل وجأزاف
صفقة واحدة ذلك مثل ان يبيع صبرة حنطة وعشرة أراداب شعيرا صفقة واحدة
وكذلك
____________________
) (1/326
كل ما يكال أو يوزن أو يعد جأزافا مع شيء من المكيل والموزون كيل أو وزنأا أو
عدا صفقة واحدة وكذلك لو بيع ذلك كيل أو وزنأا مع عرض صفقة واحدة باب ما
يجوز بيعه من الحيوان وما ل يجوز بيعه منه الحيوان صنفان صنف يؤكل لحمه
وصنف ل يؤكل لحمه وكل ما جأاز أكل لحمه جأاز شراؤه وبيعه وما ل يجوز أكل
لحمه ينقسم قسمين أحدهما مما ينتفع به وهو حي والخأر ل منفعة فيه فكل ما
فيه منفعة الركوب والزينة والصيد وغير ذلك مما ينتفع به الداميون جأاز بيعه
وشراؤه إل الكلب وحده لنهي رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ثمن
الكلب وقد قيل في كلب الصيد والماشية انأه جأائز بيعه وروي ذلك أيضا عن
مالك والول تحصيل مذهبه وهو الصحيح ان شاء الله ول بأس ببيع الهر لنأه مما
ينتفع به وما ل منفعة فيه من الحيوان لم يجز بيعه بحال من الحوال مثل القردا
والباز وما اشبه ذلك وبيع الخنزير حرام وثمنه حرام وكره مالك بيع الخصيان
وقال شراؤهم يحمل على المثلة بهم وكره مالك بيع الجارية المغنية وقال
الغناء عيب يجب أن يبين به ثم قال بعد ذلك أكره بيع المغنيات وقد ذكرنأا في
كتاب القضية حكم التفرقة بين الم وولدها في البيع ووجأه ذلك عند مالك
والحمد لله وحده باب بيع ما ل يحل أكله ول شربه وما يكره بيعه كل ما ل يحل
أكله ول شربه من الميتات والدماء والنجاسات أو ما خأالط الطعام منها فل يحل
بيعه وكل ميت يعيش في البر فل يجوز بيعه إل الجرادا وقد قيل في الجرادا أنأه ل
يجوز بيعه ول أكله إل أن يكون قد
____________________
) (1/327
عالج النأسان قتله أو موته وهو المشهور عن مالك وكل ذائب مائع تموت فيه
فأرة أو زغة أو شيء من الحيوان الذي له دام سائل فقد فسد وحرم أكله وبيعه
عند مالك وعند أكثر أهل المدينة وأجأازوا النأتفاع به في الستصباح ونأحو لمن
يحتفظ من نأجاسته ول يجوز أن يوقد به في المسجد اكراما له وأجأاز بعض
أصحاب مالك غسل البان والزيت إذا تنجس أحدهما بما سقط فيه من
النجاسات ول يجوز بيع جألودا الميتة مما يؤكل لحمه ومما ل يؤكل إل مدبوغا
وأما قبل الدبغ فل يجوز بوجأه من الوجأوه والرواية في جأواز ذلك غلط ومنكر
وقد روى ابن القاسم عن مالك كراهية بيع جألودا الميتة بعد الدباغ وخأالفه ابن
وهب واشهب وأكثر أهل العلم لقول النبي عليه السلم أيما إهاب دابغ فقد طهر
وشعر الخنزير جأائز النأتفاع به واخأتلف اصحاب مالك في بيعه فأجأازه ابن
القاسم قياسا على صوف الميتة وكرهه أكثرهم وهو قول اصبغ لنأه محرم عينه
ليس بطاهر قبل موته فيشبه الصوف لن الخنزير محرم حيا وميتا وجألد
الخنزير ل يطهر بالدباغ ول تعمل فيه الذكاة ول يحل بيعه بحال هذا قول مالك
وتحصيل مذهبه وقد أجأازه سحنون وابن عبد الحكم وسئل مالك عن بيع الشعر
الذي يحلق من رؤوس الناس فكرهه وهو بيع شعر وشعر الخنزير أشد كراهية
وكل شراب أسكر كثيره لم يجز بيعه ول شرابه ومن أراقه على مسلم فل
شيء عليه وهو في ذلك مأجأور ومن أراقه على ذمي ضمنه عند مالك وخأالفه
عبد الملك في ذلك فقال ل ضمان عليه فيه وإذا باع نأصرانأي خأمرا من مسلم
أدابا جأميعا ال أن يشربها المسلم فيبلغ بأدابه الحد وإذا تقدم إلى النصرانأي ان ل
يبيعها من مسلم فباعها منه عوقب فإن كان لم يقبض ثمنها أخأذ الثمن من
المسلم عند مالك وتصدق به عقوبة للنصرانأي لنقضه ما تقدم فيه إليه ول يباع
شيء من العنب والتين والتمر والزبيب ممن يتخذ شيئا من ذلك خأمرا مسلما
كان أو ذميا إذا كان البائع مسلما وعرف المبتاع ببعض ذلك أو يتنبذه واشتهر به
واخأتلف في فسخ بيع العنب ممن يعصره خأمرا مسلما أو ذميا فالمشهور عن
مالك وأكثر أصحابه انأهم يفسخون البيع فيه وغيرهم ل يفسخه وبيع السلح في
الفتنة من أهل داار الحرب من هذا الباب حكم ذلك كحكم بيع
____________________
) (1/328
العنب ممن يعصره خأمرا سواء وبيع ظروف الخمر ل يجوز أيضا إل أن يصلح لها
ولغيرها فل تباع حينئذ إل من مأمون ل متهم وخأالفه ابن القاسم فأجأازه ولم
يختلفوا في جأواز بيع بعر ما يؤكل لحمه ليكرم الرض به ومن أهل المدينة من
جأعل المائع كله النجس محرما بيعه قياسا على الخمر والدم وغير المائع من
النجاسات قياسا على الخنزير والميتة وما رمست لك وهذبته في الباب كله
قول مالك وأصحابه وبالله التوفيق باب بيع الغائب على الصفة وحكمه في
هلكه قبل القبض وبعده وهلك العين الحاضرة أيضا بعد العقد عليها وبيع
المغيب في الرض أو غيرها إذا نأظر إلى بعضه ل بأس ببيع الدار والدابة والعبد
وسائر العروض إذا تواصف ذلك البائع والمبتاع صفة يعرفها أهل العلم بها عند
التنازع فيها ول يجوز النقد في بيع الغائب من الحيوان ال أن تكون الغيبة يسيرة
نأحو اليوم واليومين فل بأس حينئذ بالنقد فيه وانأما وجأه العمل في ذلك ان
يتواضع الثمن فان وجأد المبيع سالما على تلك الصفة لزم المبتاع ول خأيار له
وقبض البائع ثمنه وان وجأد على غير تلك الصفة فالمشتري بالخيار في إجأازة
البيع ورداه ول يجب عند مالك خأيار الرؤية في بيع الغائب ال لمن اشترطه ول
بأس بتعجيل النقد في الربع والرضين لن ذلك مأمون وكذلك كل سلعة
مأمونأة فان هلك الغائب المبيع على الصفة قبل ان يقبضه المبتاع فالمصيبة
ابدا من البائع حتى يصل الى المبتاع ال ان يشترط البائع على المبتاع انأه ان
أداركته ا