tafsir ibnu katsir juz30

www.muchlisin.co.cc

30 ‫تفسي ابن كثي – جز‬

‫تفسي سورة النبأ‬
‫وهي مكية‪.‬‬
‫بسم ال الرحن الرحيم‬
‫} ع‪%‬م( ي‪%%‬تس‪%‬ا "ءل!ون )‪ (1‬ع‪%‬ن‪ ,‬الن(ب‪%‬إ‪ ,‬ال‪/‬ع‪%‬ظ‪,‬يم‪ (2) ,‬ال;ذ‪,‬ي ه‪6‬م‪ 4‬ف‪,‬يه‪ ,‬م‪6‬خ‪%4‬تل‪,‬ف!ون )‪ (3‬كل س‪%‬ي‪%‬ع‪4‬لم‪6‬ون )‪(4‬‬
‫ث!م( كل س‪%‬ي‪%‬ع‪4‬لم‪6‬ون )‪ (5‬ألم‪ 4‬ن‪%‬ج‪4‬ع‪%‬ل‪ ,‬الر‪4‬ض‪ %‬م‪,‬ه‪%‬اد‪E‬ا )‪ (6‬و‪%‬ال‪/‬ج‪,‬ب‪%‬ال أو‪4‬ت‪%‬اد‪E‬ا )‪ (7‬و‪%‬خ‪%‬لق‪/‬ن‪%‬اك!م‪ 4‬أز‪4‬و‪%‬اج‪E‬ا‬
‫)‪ (8‬و‪%‬ج‪%‬ع‪%‬ل‪/‬ن‪%‬ا ن‪%‬و‪4‬م‪%‬ك!م‪ 4‬س‪6‬ب‪%‬ات‪E‬ا )‪ (9‬و‪%‬ج‪%‬ع‪%‬ل‪/‬ن‪%‬ا الل;ي‪4‬ل ل‪,‬ب‪%‬اس‪E‬ا )‪ (10‬و‪%‬ج‪%‬ع‪%‬ل‪/‬ن‪%‬ا الن(ه‪%‬ار‪ %‬م‪%‬ع‪%‬اش‪E‬ا )‪ (11‬و‪%‬ب‪%‬ن‪%‬ي‪4‬ن‪%‬ا‬
‫فو‪4‬قك!م‪ 4‬س‪%‬ب‪4‬ع‪E‬ا ش‪,‬د‪%‬اد‪E‬ا )‪ (12‬و‪%‬ج‪%‬ع‪%‬ل‪/‬ن‪%‬ا س‪,‬ر‪%‬اج‪E‬ا و‪%‬ه(اج‪E‬ا )‪ (13‬و‪%‬أنزل‪/‬ن‪%‬ا م‪,‬ن‪ %‬ال‪/‬م‪6‬ع‪4‬ص‪,‬ر‪%‬ات‪ ,‬م‪%‬اء\ ثج(اج‪E‬ا‬
‫ج ب‪,‬ه‪ ,‬ح‪̀%‬با و‪%‬ن‪%‬ب‪%‬ات‪E‬ا )‪ (15‬و‪%‬ج‪%‬ن(ات‪ c‬أل‪/‬فاف‪b‬ا )‪{ (16‬‬
‫)‪ (14‬ل‪,‬ن‪6‬خ‪4‬ر‪% ,‬‬
‫يقول تعال منكر‪E‬ا على الشركي ف تساؤلم عن يوم القيامة إنكار‪E‬ا لوقوعها‪ } :‬ع‪ %‬م( ‪%‬يت‪ %‬س‪%‬اء"ل!ون ع‪%‬ن‪ ,‬الن(ب‪%‬إ‬
‫ال‪/‬ع‪%‬ظ‪,‬ي م‪ { ,‬أي‪ :‬عن أي ش يء يت ساءلون؟ من أ مر القيا مة‪ ،‬و هو الن بأ العظ يم‪ ،‬يع ن‪ :‬ا لب الائل الف ظع‬
‫الباهر‪.‬‬
‫قال قتادة‪ ،‬وابن زيد‪ :‬النبأ العظيم‪ :‬البعث بعد الوت‪ .‬وقال ماهد‪ :‬هو القرآن‪ .‬والظهر الول لقوله‪:‬‬
‫} ال;ذ‪,‬ي ه‪4 6‬م ف‪,‬ي ‪,‬ه م‪6‬خ‪%4‬تل‪,‬ف!ون { يعن‪ :‬الناس فيه على قولي‪ :‬مؤمن به وكافر‪.‬‬
‫ث قال تعال متوعد‪E‬ا لنكري القيامة‪ } :‬كل س‪%‬ي‪%‬ع‪4‬لم‪6‬ون ث! (م كل ‪%‬سي‪%‬ع‪4‬لم‪6‬ون { وهذا تدي ~د شديد ووعيد‬
‫أكيد‪.‬‬
‫ث شرع وتعال ‪6‬يب‪%‬ي‪ƒ‬ن قدرته العظيمة على خلق الشياء الغريبة والمور العجيبة‪ ،‬الدالة على قدرته على‬

‫ما يشاء من أمر العاد وغيه‪ ،‬فقال‪ } :‬أل ‪4‬م ‪%‬نج‪4‬ع‪, %‬ل الر‪4‬ض‪ %‬م‪,‬ه‪%‬اد‪E‬ا { ؟ أي‪ :‬مهدة للخلئق ذل!ول لم‪ ،‬قار‪ƒ‬ة‬
‫ساكنة ثابتة ‪ } ،‬و‪%‬ا‪/‬لج‪,‬ب‪%‬ال أو‪4‬ت‪%‬اد‪E‬ا { أي‪ :‬جعلها لا أوتاد‪E‬ا أرساها با وثبتها وقر‪ƒ‬رها حت سكنت ول‬
‫تضطرب بن عليها‪.‬‬
‫ث قال‪ } :‬و‪%‬خ‪%‬لق‪/‬ن‪%‬اك! ‪4‬م أ ‪4‬زو‪%‬اج‪E‬ا { يعن‪ :‬ذكر‪E‬ا وأنثى‪ ،‬يستمتع كل منهما بالخر‪ ،‬ويصل التناسل بذلك‪،‬‬
‫كقوله‪ } :‬و‪%‬م‪4 ,‬ن آي‪%‬ات‪,‬ه‪ ,‬أ ‪/‬ن خ‪%‬ل ‪%‬ق لك! ‪4‬م م‪,‬ن‪ 4‬أن‪4‬ف!س‪,‬ك! ‪4‬م أ ‪4‬زو‪%‬اج‪E‬ا ل‪%,‬تس‪4‬ك!ن‪6‬وا إ‪,‬لي‪4‬ه‪%‬ا و‪%‬ج‪%‬ع‪%‬ل ‪%‬بي‪4‬ن‪%‬ك! ‪4‬م م‪%‬و‪%‬د( ‪b‬ة و‪%‬ر‪%‬ح‪4‬م‪b %‬ة {‬
‫]الروم ‪. [21 :‬‬

‫وقوله‪ } :‬وجعل‪#‬نا نو‪#‬مك!م‪ #‬س!باتا { أي‪ :‬قطعا للحركة لتحصل الراحة من كثرة الترداد والسعي‬

‫ف العايش ف عرض النهار‪ .‬وقد تقدم مثل هذه الية ف سورة "الفرقان"‪.‬‬

‫} و‪%‬ج‪% %‬عل‪/‬ن‪%‬ا الل;ي‪4‬ل ل‪,‬ب‪%‬اس‪E‬ا { أي‪ :‬يغشى الناس ظلمه وسواده‪ ،‬كما قال‪ } :‬و‪%‬الل; ‪4‬ي ‪,‬ل إ‪,‬ذا ي‪%‬غ‪4‬ش‪%‬اه‪%‬ا { ]الشمس ‪:‬‬
‫‪ [4‬وقال الشاعر ‪:‬‬
‫تفسي ابن كثي – جز ‪30‬‬

‫‪www.muchlisin.co.cc‬‬

‫ح ‪...‬‬
‫ي ن‪%‬ص(بت‪ ... 4‬له م‪,‬ن خ‪%‬ذا آذان‪,‬ها ‪%‬و ‪4‬ه ‪%‬و ج‪%‬ان‪6 ,‬‬
‫فلم(ا ل‪,‬بس‪4‬ن‪ %‬الل;ي‪4‬ل ‪ ،‬أو ح‪% ,‬‬

‫وقال قتادة ف قوله‪ } :‬و‪%‬ج‪% %‬عل‪/‬ن‪%‬ا الل;ي‪4‬ل ل‪,‬ب‪%‬اس‪E‬ا { أي‪ :‬سكن‪E‬ا‪.‬‬
‫وقوله‪ } :‬و‪%‬ج‪% %‬عل‪/‬ن‪%‬ا ال(نه‪%‬ا ‪%‬ر م‪%‬ع‪%‬اش‪E‬ا { أي‪ :‬جعلناه مشرقا م‪6‬ني‪E‬ا مضيئ‪b‬ا‪ ،‬ليتمكن الناس من التصرف فيه‬
‫والذهاب واليء للمعاش والتكسب والتجارات‪ ،‬وغي ذلك‪.‬‬
‫وقوله‪ } :‬و‪%‬ب‪%%‬ني‪4‬ن‪%‬ا فو‪4‬قك! ‪4‬م س‪%‬ب‪4‬ع‪E‬ا ش‪,‬د‪%‬اد‪E‬ا { يعن‪ :‬السموات السبع‪ ،‬ف اتساعها وارتفاعها وإحكامها وإتقانا‪،‬‬
‫وتزيينها بالكواكب الثوابت والسيارات؛ ولذا قال‪ } :‬و‪%‬ج‪% %‬عل‪/‬ن‪%‬ا س‪,‬ر‪%‬اج‪E‬ا ‪%‬وه(اج‪E‬ا { يعن‪ :‬الشمس النية‬
‫على جيع العال الت يتوهج ضوؤها لهل الرض كلهم‪.‬‬
‫ت { الريح‪.‬‬
‫وقوله‪ } :‬و‪%‬أنزل‪/‬ن‪%‬ا م‪,‬ن‪ %‬ال‪/‬م‪6‬ع‪4‬ص‪,‬ر‪%‬ات‪ ,‬م‪%‬اء\ ثج(اج‪E‬ا { قال العوف‪ ،‬عن ابن عباس‪ } :‬ا‪/‬لم‪6‬ع‪4‬ص‪,‬ر‪%‬ا ‪,‬‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا أبو سعيد‪ ،‬حدثنا أبو داود الفري عن سفيان‪ ،‬عن العمش‪ ،‬عن ال‪,‬ن‪4‬ه‪%‬ال‪،‬‬
‫عن سعيد بن جبي‪ ،‬عن ابن عباس‪ } :‬و‪%‬أنزل‪/‬ن‪%‬ا م‪,‬ن‪ %‬ال‪/‬م‪6‬ع‪4‬ص‪,‬ر‪%‬ات‪ { ,‬قال‪ :‬الرياح‪ .‬وكذا قال عكرمة‪،‬‬
‫وماهد‪ ،‬وقتادة‪ ،‬ومقاتل‪ ،‬والكلب‪ ،‬وزيد بن أسلم‪ :‬وابنه عبد الرحن‪ :‬إنا الرياح‪ .‬ومعن هذا القول أنا‬
‫تستدر الطر من السحاب‪.‬‬
‫وقال علي بن أب طلحة‪ ،‬عن ابن عباس‪ } :‬م‪% ,‬ن ا‪/‬لم‪6‬ع‪4‬ص‪,‬ر‪%‬ات‪ { ,‬أي‪ :‬من السحاب‪ .‬وكذا قال عكرمة‬
‫أيضا‪ ،‬وأبو العالية‪ ،‬والضحاك‪ ،‬والسن‪ ،‬والربيع بن أنس‪ ،‬والثوري‪ .‬واختاره ابن جرير‪.‬‬
‫حل;ب بالطر ول ت‪6‬مطر بعد‪ ،6‬كما يقال امرأة معصر‪ ،‬إذا دنا حيضها ول‬
‫وقال الفراء‪ :‬هي السحاب الت ت‪%%‬ت ‪%‬‬
‫تض‪.‬‬
‫وعن السن‪ ،‬وقتادة‪ } :‬م‪% ,‬ن ا‪/‬لم‪6‬ع‪4‬ص‪,‬ر‪%‬ات‪ { ,‬يعن‪ :‬السموات‪ .‬وهذا قول غريب‪.‬‬
‫ي س‪%‬ح‪%‬اب‪E‬ا‬
‫ح فت‪6‬ث‪6 ,‬‬

‫والظهر أن الراد بالعصرات‪ :‬السحاب‪ ،‬كما قال ]ال[ تعال‪ } :‬الل; ‪6‬ه ال;ذ‪,‬ي ي‪6‬ر‪4‬س‪! ,‬ل ال́ري‪%‬ا ‪%‬‬
‫ج م‪4 ,‬ن خ‪,‬لل‪, ,‬ه { ]الروم ‪ [48 :‬أي‪ :‬من‬
‫ق ي‪%‬خ‪4‬ر‪6 6‬‬
‫ف ي‪%‬ش‪%‬ا ·ء و‪%‬ي‪%‬ج‪% 4‬عل!ه‪ 6‬ك‪,‬س‪%‬ف‪b‬ا فت‪%‬ر‪%‬ى ا‪/‬لو‪%‬د‪% 4‬‬
‫سم‪%‬اء‪ ,‬ك ‪4‬ي ‪%‬‬
‫في‪4 %‬بس‪6‬ط! ‪6‬ه ف‪,‬ي ال (‬
‫بينه‪.‬‬
‫وقوله‪ } :‬م‪%‬اء\ ثج(اج‪E‬ا { قال ماهد‪ ،‬وقتادة‪ ،‬والربيع بن أنس‪ } :‬ثج(اج‪E‬ا { منصبا‪ .‬وقال الثوري‪ :‬متتابع‪E‬ا‪.‬‬
‫وقال ابن زيد‪ :‬كثيا‪.‬‬
‫قال ابن جرير‪ :‬ول يعرف ف كلم العرب ف صفة الكثرة الثج‪ ،‬وإنا الثج‪ :‬الصب التتابع‪ .‬ومنه قول‬
‫ب دماء الب‪6‬د‪4‬ن ‪ .‬هكذا قال ‪ .‬قلت‪:‬‬
‫ج والثج‪ ."ƒ‬يعن‪ :‬ص‪ƒ %‬‬
‫ج الع ‪ƒ‬‬
‫النب صلى ال عليه وسلم‪" :‬أفض !ل ال ‪ƒ‬‬
‫وف حديث الستحاضة حي قال لا رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬أنعت لك الك!ر ‪6‬سف‪- "%‬يعن‪ :‬أن‬
‫تتشي بالقطن‪ :-‬قالت ‪ :‬يا رسول ال‪ ،‬هو أكثر من ذلك‪ ،‬إنا أثج ثج‪E‬ا ‪ .‬وهذا فيه د‪%‬للة على‬
‫ب التتابع الكثي‪ ،‬وال أعلم‪.‬‬
‫استعمال الث;ج ف الص ‪ƒ‬‬
‫ج بذا الاء الكثي الطيب النافع ال!ب‪%‬ار‪%‬ك } ح‪̀%‬با‬
‫ت أل‪/‬فاف‪b‬ا { أي‪ :‬لنخر ‪%‬‬

‫ج ب‪, ,‬ه ح‪̀%‬با و‪%‬ن‪%‬ب‪%‬ات‪E‬ا و‪%‬ج‪%‬ن(ا ‪c‬‬
‫وقوله‪, } :‬لن‪6‬خ‪4‬ر‪% ,‬‬
‫تفسي ابن كثي – جز ‪30‬‬

‫‪www.muchlisin.co.cc‬‬

‫{ يدخر للناسي والنعام‪ } ،‬و‪%‬ن‪%‬ب‪%‬ات‪E‬ا{ أي‪ :‬خضر‪E‬ا يؤكل رطبا‪ } ،‬و‪%‬ج‪%‬ن(ات‪ { c‬أي‪ :‬بساتي وحدائ ‪%‬ق من‬
‫ثرات متنوعة‪ ،‬وألوان متلفة‪ ،‬وطعوم وروائح متفاوتة‪ ،‬وإن كان ذهلك ف بقعة واحدة من الرض‬
‫ت أل‪/‬فاف‪b‬ا { قال ابن عباس‪ ،‬وغيه‪ } :‬أل‪/‬فاف‪b‬ا { متمعة‪ .‬وهذه كقوله تعال‪:‬‬
‫متمع‪E‬ا؛ ولذا قال‪ } :‬و‪%‬ج‪%‬ن(ا ‪c‬‬
‫ص ‪4‬نو‪%‬ا ‪c‬ن ‪6‬يس‪4‬قى ‪,‬بم‪%‬اء‬
‫ص ‪4‬نو‪%‬ا ¿ن و‪%‬غي‪6 4‬ر ‪,‬‬
‫ع ‪%‬ون‪%‬خ‪,‬ي ¿ل ‪,‬‬
‫ب و‪%‬ز‪%‬ر‪~ 4‬‬
‫ت و‪%‬ج‪%‬ن(ات~ م‪4 ,‬ن أع‪4‬ن‪%‬ا ‪c‬‬
‫ض ق‪,‬طع~ م‪6‬ت‪%‬ج‪%‬او‪,‬ر‪%‬ا ~‬
‫} و‪%‬ف‪,‬ي الر‪, 4‬‬
‫ض ف‪,‬ي الك! ‪,‬ل { الية ]الرعد ‪. [4:‬‬
‫و‪%‬اح‪c ,‬د و‪%‬ن‪6‬فض´ !ل ب‪%‬ع‪4‬ض‪%‬ه‪%‬ا ع‪%‬لى ب‪%‬ع‪c 4‬‬


‫} إ‪,‬ن; ي‪%‬و‪4‬م‪ %‬ال‪/‬فص‪4‬ل‪ ,‬كان م‪,‬يقات‪E‬ا )‪ (17‬ي‪%‬و‪4‬م‪ %‬ي‪6‬ن‪4‬فخ‪ 6‬ف‪,‬ي الص‪À‬ور‪ ,‬فت‪%‬أ‪/‬ت‪6‬ون أف‪/‬و‪%‬اج‪E‬ا )‪ (18‬و‪%‬ف!ت‪,‬ح‪%‬ت‬
‫ت س‪%‬ر‪%‬اب‪E‬ا )‪ (20‬إ‪,‬ن; ج‪%‬ه‪%‬ن(م‪ %‬كان‪%‬ت‪ 4‬م‪,‬ر‪4‬ص‪%‬اد‪E‬ا )‬
‫جب‪%‬ال! فكان‪4 %‬‬
‫الس(م‪%‬اء· فكان‪%‬ت‪ 4‬أب‪4‬و‪%‬اب‪E‬ا )‪ (19‬و‪%‬س‪́6‬ير‪%‬ت‪ ,‬ال‪, /‬‬
‫ي م‪%‬آب‪E‬ا )‪ (22‬لب‪,‬ث‪,‬ي‪ %‬ف‪,‬يه‪%‬ا أح‪4‬قاب‪E‬ا )‪ (23‬ل ي‪%‬ذ!وق!ون ف‪,‬يه‪%‬ا ب‪%‬ر‪4‬د‪E‬ا و‪%‬ل ش‪%‬ر‪%‬اب‪E‬ا )‪ (24‬إ‪,‬ل‬
‫‪ (21‬ل‪,‬لط;اغ‪% ,‬‬
‫ح‪%‬م‪,‬يم‪E‬ا و‪%‬غس(اق‪b‬ا )‪ (25‬ج‪%‬ز‪%‬اء\ و‪,‬فاق‪b‬ا )‪ (26‬إ‪,‬ن(ه‪6‬م‪ 4‬كان‪6‬وا ل ي‪%‬ر‪4‬ج‪6‬ون ‪,‬حس‪%‬اب‪E‬ا )‪ (27‬و‪%‬كذ;ب‪6‬وا ب‪,‬آي‪%‬ات‪,‬ن‪%‬ا‬
‫‪,‬كذ;اب‪E‬ا )‪ (28‬و‪%‬ك!ل; ش‪%‬ي‪4‬ء‪ c‬أح‪4‬ص‪%‬ي‪4‬ن‪%‬اه‪ 6‬ك‪,‬ت‪%‬اب‪E‬ا )‪ (29‬فذ!وق!وا فلن‪ 4‬نزيد‪! %‬كم‪ 4‬إ‪,‬ل ع‪%‬ذاب‪E‬ا )‪{ (30‬‬
‫يقول تعال مب‪E‬ا عن يوم الفصل‪ ،‬وهو يوم القيامة‪ ،‬أنه مؤقت بأجل معدود‪ ،‬ل يزاد عليه ول ينقص‬
‫منه‪ ،‬ول يعلم وقته على التعيي إل ال عز وجل‪ ،‬كما قال‪ } :‬و‪%‬م‪%‬ا ‪6‬نؤ‪́%‬خر‪6 6‬ه إ‪,‬ل ل ‪%‬ج ‪c‬ل م‪%‬ع‪4‬د‪6‬ود‪] { c‬هود ‪:‬‬
‫‪. [104‬‬
‫} ‪%‬يو‪4‬م‪6 %‬ين‪4‬فخ‪ 6‬ف‪,‬ي الص‪À‬و ‪,‬ر فت‪%‬أ‪/‬ت‪6‬ون أ ‪/‬فو‪%‬اج‪E‬ا { قال ماهد‪ :‬ز‪6‬م‪%‬ر‪E‬ا ‪ .‬قال ابن جرير‪ :‬يعن تأت كل أمة مع‬
‫س ب‪,‬إ‪,‬م‪%‬ام‪,‬ه‪4 ,‬م { ]السراء ‪. [31:‬‬
‫رسولا‪ ،‬كقوله‪% } :‬يو‪4‬م‪ %‬ن‪%‬د‪4‬ع‪6‬وا ك! ;ل !أن‪%‬ا ‪c‬‬
‫وقال البخاري‪% } :‬يو‪4‬م‪6 %‬ين‪4‬فخ‪ 6‬ف‪,‬ي الص‪À‬و ‪,‬ر فت‪%‬أ‪/‬ت‪6‬ون أ ‪/‬فو‪%‬اج‪E‬ا { حدثنا ممد‪ ،‬حدثنا أبو معاوية‪ ،‬عن العمش‪،‬‬
‫عن أب صال‪ ،‬عن أب هريرة قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬ما بي النفختي أربعون"‪.‬‬
‫قالوا‪ :‬أربعون يوم‪E‬ا؟ قال‪" :‬أبيت‪ ."6‬قالوا‪ :‬أربعون شهر‪E‬ا؟ قال‪" :‬أبيت"‪ .‬قالوا‪ :‬أربعون سنة؟ قال‪:‬‬
‫ت البقل! ‪ ،‬ليس من النسان شي ‪È‬ء إل ي‪%‬بلى‪،‬‬
‫"أبيت"‪ .‬قال‪" :‬ث ي‪6‬ن !ل ال من السماء ماء فينبت‪6‬ون كما ينب ‪6‬‬
‫ب الل‪6 /‬ق يو ‪%‬م القيامة" ‪.‬‬

‫ب الذن‪%‬ب‪ ،‬ومنه ي‪6‬ر‪%‬ك; ‪6‬‬
‫إل عظم‪E‬ا واحدا‪ ،‬وهو ع‪%‬ج‪6 4‬‬
‫سم‪%‬اء· فكان‪%‬ت‪ 4‬أ‪4‬بو‪%‬اب‪E‬ا { أي‪ :‬طرقا ومسالك لنول اللئكة ‪ } ،‬و‪%‬س‪́6‬ير‪%‬ت‪ ,‬ال‪/‬ج‪,‬ب‪%‬ا !ل فكان‪%‬ت‬
‫ت ال (‬
‫} و‪%‬ف!ت‪,‬ح‪, %‬‬
‫سح‪%‬اب‪] { ,‬النمل ‪ [88:‬وكقوله‪:‬‬
‫س‪%‬ر‪%‬اب‪E‬ا { كقوله‪ } :‬و‪%%‬تر‪%‬ى ا‪/‬لج‪,‬ب‪%‬ال ت‪%‬ح‪4‬س‪%‬ب‪6‬ه‪%‬ا ج‪%‬ام‪,‬د‪b %‬ة و‪%‬ه‪% ,‬ي ‪%‬تم‪À 6‬ر م‪( %‬ر ال (‬
‫} و‪%%‬تك!و !ن ا‪/‬لج‪,‬ب‪%‬ا !ل كال‪/‬ع‪,‬ه‪4‬ن‪ ,‬ال‪/‬م‪%‬ن‪4‬ف!وش‪] { ,‬القارعة ‪. [5:‬‬
‫ت س‪%‬ر‪%‬اب‪E‬ا { أي‪ :‬ييل إل الناظر أنا شيء‪ ،‬وليست بشيء‪ ،‬بعد هذا ت‪%‬ذهب بالكلية‪،‬‬
‫وقال هاهنا‪ } :‬فكان‪4 %‬‬
‫فل عي ول أثر‪ ،‬كما قال‪ } :‬و‪%‬ي‪%‬س‪4‬أل!ون‪%‬ك‪ %‬ع‪, %‬ن ال‪/‬ج‪,‬ب‪%‬ا ‪,‬ل فق! ‪/‬ل ي‪%‬ن‪4‬س‪,‬ف!ه‪%‬ا ر‪́%‬بي ن‪%‬س‪4‬ف‪b‬ا في‪%‬ذ ‪6‬ره‪%‬ا قاع‪E‬ا ص‪%‬ف‪/‬ص‪%‬ف‪b‬ا ل‬
‫ض ب‪%‬ار‪,‬ز‪b %‬ة {‬
‫ت‪%‬ر‪%‬ى ف‪,‬يه‪%‬ا ‪,‬عو‪%‬ج‪E‬ا و‪%‬ل أم‪4‬ت‪E‬ا { ]طه ‪ [107- 105:‬وقال‪ } :‬و‪%%‬يو‪% 4‬م ن‪6‬س‪́%‬ي ‪6‬ر ال‪/‬ج‪,‬ب‪%‬ال و‪%‬ت‪%‬ر‪%‬ى الر‪% 4‬‬
‫تفسي ابن كثي – جز ‪30‬‬

‫‪www.muchlisin.co.cc‬‬

‫]الكهف ‪.[47:‬‬
‫ي { وهم‪ :‬الر‪%‬دة العصاة الخالفون‬
‫ت م‪,‬ر‪4‬ص‪%‬اد‪E‬ا { أي‪ :‬مرصدة م‪6‬ع‪%‬د‪ƒ‬ة‪ } ،‬ل ‪,‬لط;اغ‪% ,‬‬

‫وقوله‪ } :‬إ‪; ,‬ن ج‪%‬ه‪%‬ن( ‪%‬م كان‪4 %‬‬
‫للرسل‪ } ،‬م‪%‬آب‪E‬ا { أي‪ :‬مرجعا ومنقلبا ومصيا ونزل‪ .‬وقال السن‪ ،‬وقتادة ف قوله‪ } :‬إ‪; ,‬ن ‪%‬جه‪%‬ن( ‪%‬م كان‪%‬ت‬
‫م‪,‬ر‪4‬ص‪%‬اد‪E‬ا { يعن‪ :‬أنه ل يدخل أحد النة حت يتاز بالنار‪ ،‬فإن كان معه جواز نا‪ ،‬وإل احتبس‪ .‬وقال‬
‫سفيان الثوري‪ :‬عليها ثلث قناطر‪.‬‬
‫ي ف‪,‬يه‪%‬ا أح‪4‬قاب‪E‬ا { أي‪ :‬ماكثي فيها أحقابا‪ ،‬وهي جع "حق!ب"‪ ،‬وهو‪ :‬الدة من الزمان‪ .‬وقد‬
‫وقوله‪ } :‬ل‪,‬بث‪% ,‬‬
‫اختلفوا ف مقداره‪ .‬فقال ابن جرير‪ ،‬عن ابن حيد‪ ،‬عن م‪,‬ه‪4‬ران‪ ،‬عن سفيان الثوري‪ ،‬عن ع‪%‬م(ار الد‪ƒ‬هن‪,‬ي‪،‬‬
‫ب ف كتاب ال‬
‫لق‪% /‬‬
‫عن سال بن أب العد قال‪ :‬قال علي بن أب طالب للل الج‪%‬ري‪ :‬ما تدون ا !‬
‫النل؟ قال‪ :‬نده ثاني سنة‪ ،‬كل سنة اثنا عشر شهرا‪ ،‬كل شهر ثلثون يوما كل يوم ألف سنة ‪.‬‬
‫ي عن أب ه‪6‬ر‪%‬يرة‪ ،‬وعبد ال بن ع‪%‬مرو‪ ،‬وابن عباس‪ ،‬وسعيد بن ‪6‬جب‪%‬ي‪ ،‬وع‪%‬مرو بن ميمون‪،‬‬
‫وهكذا ر‪6‬و ‪%‬‬
‫والسن‪ ،‬وقتادة‪ ،‬والربيع بن أنس‪ ،‬والضحاك‪ .‬وعن السن والس‪ƒ‬دي أيضا‪ :‬سبعون سنة كذلك‪ .‬وعن‬
‫عبد ال بن عمرو‪ :‬ال!قب‪ 6‬أربعون سنة‪ ،‬كل يوم منها كألف سنة ما تعدون‪ .‬رواها ابن أب حات‪.‬‬
‫وقال ب‪6‬ش‪%‬ي بن كعب‪! :‬ذك‪,‬ر ل أن ال!قب الواحد ثلثائة سنة‪ ،‬كل سنة ثلثائة وستون يوم‪E‬ا ‪ ،‬كل يوم‬
‫منها كألف سنة‪ .‬رواه ابن جرير ‪ ،‬وابن أب حات‪.‬‬
‫ن ‪ :‬حدثنا مروان بن معاوية الفز‪%‬اري‪،‬‬
‫ث قال ابن أب حات‪ :‬ذكر عن ع‪6‬م‪%‬ر بن علي بن أب بكر الس‪4‬فذ‪Ó /‬‬
‫ي ف‪,‬يه‪%‬ا‬

‫عن جعفر بن الزبي‪ ،‬عن القاسم‪ ،‬عن أب أمامة‪ ،‬عن النب صلى ال عليه وسلم ف قوله‪ } :‬لب‪,‬ث‪% ,‬‬
‫أح‪4‬قاب‪E‬ا {‬
‫قال‪ :‬فالقب ]ألف[ شهر‪ ،‬الشهر ثلثون يوما‪ ،‬والسنة اثنا عشر شهرا‪ ،‬والسنة ثلثائة وستون يوما‪،‬‬
‫ث منكر جد‪E‬ا‪ ،‬والقاسم‬
‫كل يوم منها ألف سنة ما تعدون‪ ،‬فالقب ثلثون ألف ألف سنة ‪ .‬وهذا حدي ¿‬
‫هو والراوي عنه وهو جعفر بن الزبي كلها متروك‪.‬‬
‫وقال البزار‪ :‬حدثنا ممد بن م‪,‬ر‪4‬د‪%‬اس‪ ،‬حدثنا سليمان بن مسلم أبو ال! ‪%‬عل;ى قال‪ :‬سألت سليمان التيمي‪:‬‬
‫هل يرج من النار أحد؟ فقال حدثن نافع‪ ،‬عن ابن عمر‪ ،‬عن النب صلى ال عليه وسلم أنه قال‪" :‬وال‬
‫ل يرج من النار أحد حت يكث فيها أحقابا"‪ .‬قال‪ :‬وال!ق‪/‬ب‪ :‬بضع وثانون سنة‪ ،‬والسنة ثلثائة‬
‫وستون يوما ما تعدون ‪.‬‬
‫ث قال‪ :‬سليمان بن مسلم بصري مشهور‪.‬‬
‫ي ف‪,‬يه‪%‬ا أح‪4‬قاب‪E‬ا { سبعمائة ح‪6‬قب‪ ،‬كل حقب سبعون سنة‪ ،‬كل سنة ثلثائة وستون‬
‫وقال الس‪ƒ‬دي‪ } :‬لب‪,,‬ث ‪%‬‬
‫يوم‪E‬ا‪ ،‬كل يوم كألف سنة ما تعدون‪.‬‬
‫وقد قال مقاتل بن ح‪%‬ي‪ƒ‬ان‪ :‬إن هذه الية منسوخة بقوله‪ } :‬فذ!وق!وا فل ‪4‬ن نزيد‪%‬ك! ‪4‬م إ‪,‬ل ع‪%‬ذاب‪E‬ا {‬
‫تفسي ابن كثي – جز ‪30‬‬

‫‪www.muchlisin.co.cc‬‬

‫وقال خالد بن م‪%‬ع‪4‬دان‪ :‬هذه الية وقوله‪ } :‬إ‪,‬ل م‪%‬ا ش‪%‬ا "ء ر‪%‬ب‪À‬ك‪] { %‬هود ‪ [107:‬ف أهل التوحيد‪ .‬رواها‬

‫ابن جرير‪.‬‬
‫ي ف‪,‬يه‪%‬ا أح‪4‬قاب‪E‬ا { متعلق‪b‬ا بقوله‪ } :‬ل ي‪%‬ذ!وق!ون ف‪,‬يه‪%‬ا ب‪%‬ر‪4‬د‪E‬ا و‪%‬ل‬
‫ث قال‪ :‬ويتمل أن يكون قوله‪ } :‬لب‪,‬ث‪% ,‬‬
‫ش‪%‬ر‪%‬اب‪E‬ا { ث يدث ال لم بعد ذلك عذابا من شكل آخر ونوع آخر‪ .‬ث قال‪ :‬والصحيح أنا ل انقضاء‬
‫لا‪ ،‬كما قال قتادة والربيع بن أنس‪ .‬وقد قال قبل ذلك‪.‬‬
‫حدثن ممد بن عبد الرحيم الب‪%‬ر‪4‬ق‪,‬ي‪ ،‬حدثنا عمرو بن أب سلمة‪ ،‬عن زهي‪ ،‬عن سال‪ :‬سعت السن‬
‫ي ف‪,‬يه‪%‬ا أح‪4‬قاب‪E‬ا { قال‪ :‬أما الحقاب فليس لا ع‪,‬د‪ƒ‬ة إل اللود ف النار‪ ،‬ولكن‬
‫يسأل عن قوله‪ } :‬لب‪,‬ث‪% ,‬‬
‫ب سبعون سنة‪ ،‬كل يوم منها كألف سنة ما تعدون‪.‬‬
‫ذكروا أن ال!ق ‪%‬‬
‫ي ف‪,‬يه‪%‬ا أح‪4‬قاب‪E‬ا { وهو‪ :‬ما ل انقطاع له‪ ،‬كلما مضى ح‪6‬قب‬
‫وقال سعيد‪ ،‬عن قتادة‪ :‬قال ال تعال‪ } :‬ل‪,‬بث‪% ,‬‬
‫لق‪/‬ب ثانون سنة‪.‬‬
‫جاء حقب بعده‪ ،‬وذكر لنا أن ا !‬
‫ي ف‪,‬يه‪%‬ا أح‪4‬قاب‪E‬ا { ل يعلم عدة هذه الحقاب إل ال‪ ،‬ولكن ال!ق‪/‬ب الواحد‬
‫وقال الربيع بن أنس‪ } :‬لب‪,‬ث‪% ,‬‬
‫ثانون سنة‪ ،‬والسنة ثلثائة وستون يوما‪ ،‬كل يوم كألف سنة ما تعدون‪ .‬رواها أيضا ابن جرير ‪.‬‬
‫وقوله‪ } :‬ل ي‪%‬ذ!وق!ون ف‪,‬يه‪%‬ا ب‪%‬ر‪4‬د‪E‬ا و‪%‬ل ش‪%‬ر‪%‬اب‪E‬ا { أي‪ :‬ل يدون ف ج‪%‬هن(م برد‪E‬ا لقلوبم‪ ،‬ول شرابا طيبا‬
‫يتغذون به‪ .‬ولذا قال‪ } :‬إ‪,‬ل ح‪%‬م‪,‬يم‪E‬ا و‪%‬غس(اق‪b‬ا { قال أبو العالية‪ :‬استثن من البد الميم ومن الشراب‬
‫الغساق‪ .‬وكذا قال الربيع بن أنس‪ .‬فأما الميم‪ :‬فهو الار الذي قد انتهى حره وح‪6‬موه‪ .‬والغ‪%‬س(اق‪ :‬هو‬

‫ما اجتمع من صديد أهل النار وعرقهم ودموعهم وجروحهم‪ ،‬فهو بارد ل يستطاع من برده‪ ،‬ول‬
‫يواجه من نتنه‪ .‬وقد قدمنا الكلم على الغساق ف سورة "ص" با أغن عن إعادته‪ ،‬أجارنا ال من‬
‫ذلك‪ ،‬بنه وكرمه‪.‬‬
‫قال ابن جرير‪ :‬وقيل‪ :‬الراد بقوله‪ } :‬ل ‪%‬يذ!وق!ون ف‪,‬يه‪%‬ا ‪%‬بر‪4‬د‪E‬ا { يعن‪ :‬النوم‪ ،‬كما قال الكندي‪:‬‬
‫ب‪%‬ر‪%‬دت م‪%‬ر‪%‬اشفها ع‪%‬ل ‪ƒ‬ي فصد‪ƒ‬ن ‪ ...‬عنها و‪%‬ع‪4 %‬ن ق!ب‪6‬لتا‪ ،‬ال‪%‬بر‪4‬د‪... 6‬‬
‫يعن بالبد‪ :‬النعاس والنوم هكذا ذكره ول ي‪%‬عز‪6‬ه إل أحد‪ .‬وقد رواه ابن أب حات‪ ،‬من طريق السدي‪،‬‬
‫عن مرة الطيب‪ .‬ونقله عن ماهد أيضا‪ .‬وحكاه البغوي عن أب ع‪6‬ب‪%‬يدة‪ ،‬والكسائي أيضا‪.‬‬
‫وقوله‪ } :‬ج‪%‬ز‪%‬ا \ء و‪,‬فاق‪b‬ا { أي‪ :‬هذا الذي صاروا إليه من هذه العقوبة و‪%‬فق أعمالم الفاسدة الت كانوا‬
‫يعملونا ف الدنيا‪ .‬قاله ماهد‪ ،‬وقتادة‪ ،‬وغي واحد‪.‬‬
‫ث قال‪, } :‬إن(ه‪4 6‬م كان‪6‬وا ل ‪%‬ير‪4‬ج‪6‬ون ح‪,‬س‪%‬اب‪E‬ا { أي‪ :‬ل يكونوا يعتقدون أن ث دار‪E‬ا يازون فيها وياسبون‪،‬‬
‫} و‪%‬كذ;ب‪6‬وا ب‪,‬آي‪%‬ات‪,‬ن‪%‬ا ‪,‬كذ;اب‪E‬ا { أي‪ :‬وكانوا يكذبون بجج ال ودلئله على خلقه الت أنزلا على رسله‪،‬‬
‫فيقابلونا بالتكذيب والعاندة‪.‬‬
‫وقوله‪ } :‬ك‪,‬ذ;اب‪E‬ا { أي‪ :‬تكذيبا‪ ،‬وهو مصدر من غي الفعل‪ .‬قالوا‪ :‬وقد س‪6‬مع أعراب يستفت الفر‪ƒ‬اء" على‬
‫تفسي ابن كثي – جز ‪30‬‬

‫‪www.muchlisin.co.cc‬‬

‫ب إليك أو الق‪,‬صار؟ وأنشد بعضهم ‪:‬‬
‫الروة‪ :‬الل ‪6‬ق أح ‪ƒ‬‬
‫لقد طال ما ثب(طتن‪,‬ي ع‪%‬ن ص‪%‬ح‪%‬اب‪%‬ت‪,‬ي ‪ ...‬وعن حوج قضاؤها م‪,‬ن شفائيا ‪...‬‬

‫وقوله‪ } :‬و‪%‬ك! ;ل ش‪%‬ي‪c 4‬ء أ ‪4‬حص‪%‬ي‪4‬ن‪%‬ا ‪6‬ه ك‪,‬ت‪%‬اب‪E‬ا { أي‪ :‬وقد ‪%‬عل‪,‬منا أعمال العباد كلهم‪ ،‬وكتبناهم عليهم‪،‬‬
‫وسنجزيهم على ذلك‪ ،‬إن خي‪E‬ا فخي‪ ،‬وإن شر‪E‬ا فشر‪.‬‬
‫وقوله‪ } :‬فذ!وق!وا فل ‪4‬ن نزيد‪%‬ك! ‪4‬م إ‪,‬ل ع‪%‬ذاب‪E‬ا { أي‪ :‬يقال لهل النار‪ :‬ذوقوا ما أنتم فيه‪ ،‬فلن نزيدكم إل‬
‫ج { ]ص ‪. [58:‬‬
‫عذاب‪E‬ا من جنسه‪ } ،,‬و‪%‬آخ‪6 %‬ر م‪,‬ن‪ 4‬ش‪/ %‬كل‪, ,‬ه أ ‪4‬زو‪%‬ا ~‬
‫قال قتادة‪ :‬عن أب أيوب الزدي‪ ،‬عن عبد ال بن عمرو قال‪ :‬ل ينل على أهل النار آية أشد من هذه‪:‬‬
‫} فذ!وق!وا فل ‪4‬ن نزيد‪%‬ك! ‪4‬م إ‪,‬ل ع‪%‬ذاب‪E‬ا { قال‪ :‬فهم ف مزيد من العذاب أبدا‪.‬‬
‫وقال ابن أب حات‪ :‬حدثنا ممد بن ممد بن مصعب الصوري‪ ،‬حدثنا خالد بن عبد الرحن‪ ،‬حدثنا ج‪%‬سر‬
‫بن فرقد‪ ،‬عن السن قال‪ :‬سألت أبا برزة السلمي عن أشد آية ف كتاب ال على أهل النار‪ .‬قال‪:‬‬
‫ت رسول ال صلى ال عليه وسلم قرأ‪ } :‬فذ!وق!وا فل ‪4‬ن نزيد‪%‬ك! ‪4‬م إ‪,‬ل ع‪%‬ذاب‪E‬ا { فقال‪" :‬هلك القوم‬
‫سع ‪6‬‬
‫بعاصيهم ال ع‪%‬ز‪ ƒ‬وجل" ‪.‬‬
‫جسر‪ 6‬بن فرقد‪ :‬ضعيف الديث بالكلية‪.‬‬

‫} إ‪,‬ن; ل‪,‬ل‪6 /‬مت(ق‪,‬ي‪ %‬م‪%‬فاز‪E‬ا )‪ (31‬ح‪%‬د‪%‬ائ‪,‬ق‪ %‬و‪%‬أع‪4‬ن‪%‬اب‪E‬ا )‪ (32‬و‪%‬كو‪%‬اع‪,‬ب‪ %‬أت‪4‬ر‪%‬اب‪E‬ا )‪ (33‬و‪%‬كأ‪/‬س‪E‬ا د‪,‬ه‪%‬اق‪b‬ا )‪(34‬‬
‫ل ‪%‬يس‪4‬م‪%‬ع‪6‬ون ف‪,‬يه‪%‬ا لغ‪4‬و‪E‬ا و‪%‬ل ‪,‬كذ;اب‪E‬ا )‪ (35‬ج‪%‬ز‪%‬اء\ م‪,‬ن‪% 4‬ر́بك‪ %‬ع‪%‬طاء\ ‪,‬حس‪%‬اب‪E‬ا )‪{ (36‬‬
‫ي م‪%‬فاز‪E‬ا {‬
‫يقول تعال مب‪E‬ا عن السعداء وما أعد لم تعال من الكرامة والنعيم القيم‪ ،‬فقال‪, } :‬إ ;ن ‪,‬لل‪/‬م‪6‬ت(ق‪% ,‬‬
‫قال ابن عباس والضحاك‪ :‬متنها‪ .‬وقال ماهد‪ ،‬وقتادة‪ :‬فازوا‪ ،‬فنجوا من النار‪ .‬الظهر هاهنا قو !ل بن‬
‫عباس؛ لنه قال بعده‪ } :‬ح‪%‬د‪%‬ائ‪% ,‬ق { وهي البساتي من النخيل وغيها } و‪%‬أع‪4‬ن‪%‬اب‪E‬ا و‪%‬كو‪%‬اع‪,‬ب‪ %‬أت‪4‬ر‪%‬اب‪E‬ا { أي‪:‬‬
‫وحور‪E‬ا كواعب‪ .‬قال ابن عباس وماهد‪ ،‬وغي واحد‪ } :‬كواعب { أي‪ :‬نواهد‪ ،‬يعنون أن ث!د‪6‬ي(هن نواهد‬
‫ل يتدلي لنن أبكار ع‪6‬ر‪6‬ب أتراب‪ ،‬أي‪ :‬ف سن واحدة‪ ،‬كما تقدم بيانه ف سورة "الواقعة"‪.‬‬
‫قال ابن أب حات‪ :‬حدثنا عبد ال بن أحد بن عبد الرحن الد‪ƒ‬شتكي‪ ،ƒ‬حدثن أب‪ ،‬عن أب سفيان عبد‬
‫الرحن بن عبد رب بن تيم اليشكرى‪ ،‬حدثنا عطية بن سليمان أبو الغيث‪ ،‬عن أب عبد الرحن القاسم‬
‫بن أب القاسم الدمشقي‪ ،‬عن أب أمامة‪ :‬أنه سعه يدث عن النب صلى ال عليه وسلم أنه قال‪" :‬إن‬
‫ق!م‪6‬ص أهل النة لتبدو من رضوان ال‪ ،‬وإن السحابة لتمر بم فتناديهم‪ :‬يا أهل النة‪ ،‬ماذا تريدون أن‬
‫أمطركم؟ حت إنا لتمطرهم الكواعب التراب"‬
‫وقوله‪ } :‬و‪%‬كأ‪/‬س‪E‬ا ‪,‬ده‪%‬اق‪b‬ا { قال ابن عباس‪ :‬ملوءة متتابعة‪ .‬وقال عكرمة‪ :‬صافية‪ .‬وقال ماهد‪ ،‬والسن‬
‫تفسي ابن كثي – جز ‪30‬‬

‫‪www.muchlisin.co.cc‬‬

‫وقتادة‪ ،‬وابن زيد‪ } :‬دهاقا { اللى الترعة‪ .‬وقال ماهد وسعيد بن جبي‪ :‬هي التتابعة‪.‬‬
‫وقوله‪ } :‬ل ‪%‬يس‪4‬م‪%‬ع‪6‬ون ف‪,‬يه‪%‬ا لغ‪4‬و‪E‬ا و‪%‬ل ك‪,‬ذ;اب‪E‬ا { كقوله‪ } :‬ل ل ‪4‬غ ~و ف‪,‬يه‪%‬ا و‪%‬ل ت‪/ %‬أث‪,‬ي ~م { ]الطور ‪ [23 :‬أي‪ :‬ليس‬
‫غ ع‪%‬ار‪ c‬عن الفائدة‪ ،‬ول إث كذب‪ ،‬بل هي دار السلم‪ ،‬وكل ما فيها سال من النقص‪.‬‬
‫فيها كلم ل ‪c‬‬
‫وقوله‪ } :‬ج‪%‬ز‪%‬ا \ء م‪,‬ن‪ 4‬ر‪́%‬بك‪ %‬ع‪%‬طا \ء ح‪,‬س‪%‬اب‪E‬ا { أي‪ :‬هذا الذي ذكرناه جازاهم ال به وأعطاهوه‪ ،‬بفضله وم‪́%‬نه‬
‫وإحسانه ورحته؛ } ع‪%‬طا \ء ح‪,‬س‪%‬اب‪E‬ا { أي‪ :‬كافي‪E‬ا وافر‪E‬ا شامل كثي‪E‬ا؛ تقول العرب‪" :‬أعطان فأحسبن"‬
‫أي‪ :‬كفان‪ .‬ومنه "حسب ال" ‪ ،‬أي‪ :‬ال كاف‪.Ó‬‬

‫} ر‪%‬ب´ الس(م‪%‬او‪%‬ات‪ ,‬و‪%‬الر‪4‬ض‪ ,‬و‪%‬م‪%‬ا ب‪%‬ي‪%4‬نه‪6‬م‪%‬ا الر(ح‪4‬م‪%‬ن‪ ,‬ل ي‪%‬م‪4‬ل‪,‬ك!ون م‪,‬ن‪4‬ه‪ 6‬خ‪,‬طاب‪E‬ا )‪ (37‬ي‪%‬و‪4‬م‪ %‬ي‪%‬ق!وم‬
‫صو‪%‬اب‪E‬ا )‪ (38‬ذل‪,‬ك‪ %‬ال‪/‬ي‪%‬و‪4‬م‬
‫الر‪À‬وح‪ 6‬و‪%‬ال‪/‬م‪%‬لئ‪,‬كة! ص‪%‬ف‪Ú‬ا ل ي‪%‬ت‪%‬كل;م‪6‬ون إ‪,‬ل م‪%‬ن‪ 4‬أذ‪,‬ن له‪ 6‬الر(ح‪4‬م‪%‬ن‪ 6‬و‪%‬قال ‪%‬‬
‫ال‪/‬ح‪%‬ق‪ À‬فم‪%‬ن‪ 4‬ش‪%‬ا "ء ات(خ‪%‬ذ إ‪,‬لى ر‪́%‬به‪ ,‬م‪%‬آب‪E‬ا )‪ (39‬إ‪,‬ن(ا أن‪4‬ذر‪4‬ن‪%‬اك!م‪ 4‬ع‪%‬ذاب‪E‬ا قر‪,‬يب‪E‬ا ي‪%‬و‪4‬م‪ %‬ي‪%‬ن‪4‬ظ!ر‪ 6‬ال‪/‬م‪%‬ر‪· 4‬ء م‪%‬ا قد(م‪%‬ت‬
‫ي‪%‬د‪%‬اه‪ 6‬و‪%‬ي‪%‬ق!ول! ال‪/‬كاف‪,‬ر‪ 6‬ي‪%‬ا لي‪4‬ت‪%‬ن‪,‬ي ك!ن‪4‬ت‪ 6‬ت‪6‬ر‪%‬اب‪E‬ا )‪{ (40‬‬
‫يب تعال عن عظمته وجلله‪ ،‬وأنه رب السموات والرض وما فيهما وما بينهما‪ ،‬وأنه الرحن الذي‬
‫شلت رحته كل شيء‪.‬‬
‫وقوله‪ } :‬ل ‪%‬ي ‪4‬مل‪,‬ك!ون م‪,‬ن‪6 4‬ه خ‪,‬طاب‪E‬ا { أي‪ :‬ل يقدر أحد على ابتداء ماطبته إل بإذنه‪ ،‬كقوله‪ } :‬م‪4 %‬ن ذا‬
‫ت ل ت‪%‬كل; ‪6‬م ن‪%‬ف‪/‬س~ إ‪,‬ل ب‪,‬إ‪,‬ذ‪/‬ن‪, ,‬ه { ]هود ‪:‬‬
‫ال;ذ‪,‬ي ي‪%‬ش‪4‬فع‪ 6‬ع‪4 ,‬ند‪6 %‬ه إ‪,‬ل ‪,‬بإ‪,‬ذ‪/‬ن‪,‬ه‪] { ,‬البقرة ‪ ، [255 :‬وكقوله‪% } :‬يو‪4‬م‪ %‬ي‪%‬أ‪, /‬‬
‫‪[105‬‬
‫ح و‪%‬ال‪/‬م‪%‬لئ‪,‬كة! ص‪%‬ف‪Ú‬ا ل ي‪%‬ت‪%‬كل;م‪6‬ون { اختلف الفسرون ف الراد بالروح هاهنا‪ ،‬ما‬
‫وقوله‪% } :‬يو‪4‬م‪ %‬ي‪%‬ق!و ‪6‬م الر‪À‬و ‪6‬‬
‫هو؟ على أقوال‪:‬‬
‫أحدها‪ :‬رواه العوف‪ ،‬عن ابن عباس‪ :‬أنم أرواح بن آدم‪.‬‬
‫الثان‪ :‬هم بنو آدم‪ .‬قاله السن‪ ،‬وقتادة‪ ،‬وقال قتادة‪ :‬هذا ما كان ابن عباس يكتمه‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬أنم خ‪%‬لق من خلق ال‪ ،‬على ص‪6‬ور بن آدم‪ ،‬وليسوا بلئكة ول ببشر‪ ،‬وهم يأكلون ويشربون‪.‬‬
‫قاله ابن عباس‪ ،‬وماهد‪ ،‬وأبو صال والعمش‪.‬‬
‫الرابع‪ :‬هو جبيل‪ .‬قاله الشعب‪ ،‬وسعيد بن جبي‪ ،‬والضحاك‪ .‬ويستشهد لذا القول بقوله‪ } :‬نزل ب‪,‬ه‬
‫ك ل‪,‬ت‪%‬ك!ون م‪% ,‬ن ا‪/‬لم‪6‬ن‪4‬ذ‪,‬ر‪,‬ي ‪%‬ن { ]الشعراء ‪ [194 ، 193 :‬وقال مقاتل بن حيان‪:‬‬
‫ي ع‪%‬لى قل‪/‬ب‪% ,‬‬
‫ح الم‪6 ,‬‬
‫الر‪À‬و ‪6‬‬
‫الروح‪ :‬أشرف اللئكة‪ ،‬وأقرب إل الرب عز وجل‪ ،‬وصاحب الوحي‪.‬‬
‫ك ر‪6‬وح‪E‬ا م‪4 ,‬ن أم‪4‬ر‪,‬ن‪%‬ا { الية‬
‫ك أو‪4‬ح‪%‬ي‪4‬ن‪%‬ا إ‪,‬لي‪% 4‬‬
‫والامس‪ :‬أنه القرآن‪ .‬قاله ابن زيد‪ ،‬كقوله‪ } :‬و‪%‬كذل‪% ,‬‬
‫]الشورى ‪.[52 :‬‬
‫تفسي ابن كثي – جز ‪30‬‬

‫‪www.muchlisin.co.cc‬‬

‫والسادس‪ :‬أنه ملك من اللئكة بقدر جيع الخلوقات؛ قال علي بن أب طلحة‪ ،‬عن ابن عباس‪ :‬قوله‪} :‬‬
‫ح { قال‪ :‬هو ملك عظيم من أعظم اللئكة خلق‪b‬ا‪.‬‬
‫‪%‬يو‪% 4‬م ي‪%‬ق!وم‪ 6‬الر‪À‬و ‪6‬‬
‫وقال ابن جرير‪ :‬حدثن ممد بن خلف العسقلن‪ ،‬حدثنا ر‪%‬واد بن الراح‪ ،‬عن أب حزة‪ ،‬عن الشعب‪،‬‬
‫عن علقمة‪ ،‬عن ابن مسعود قال‪ :‬الروح‪ :‬ف السماء الرابعة هو أعظم من السموات ومن البال ومن‬
‫اللئكة‪ ،‬يسبح كل يوم اثن عشر ألف تسبيحة‪ ،‬يلق ال من كل تسبيحة م‪%‬لك‪b‬ا من اللئكة ييء يوم‬
‫القيامة صف‪b‬ا وحده ‪ ،‬وهذا قول غريب جد‪E‬ا‪.‬‬
‫وقد قال الطبان‪ :‬حدثنا ممد بن عبد ال بن عر‪4‬س الصري‪ ،‬حدثنا وهب ]ال بن رزق أبو هريرة‪،‬‬
‫حدثنا بشر بن بكر[ ‪ ،‬حدثنا الوزاعي‪ ،‬حدثن عطاء‪ ،‬عن عبد ال بن عباس‪ :‬سعت رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم يقول‪" :‬إن ل ملكا لو قيل له‪ :‬التقم السماوات السبع والرضي بلقمة واحدة‪ ،‬لفعل‪،‬‬
‫تسبيحه‪ :‬سبحانك حيث كنت" ‪.‬‬
‫وهذا حديث غريب جد‪E‬ا‪ ،‬وف رفعه نظر‪ ،‬وقد يكون موقوف‪b‬ا على ابن عباس‪ ،‬ويكون ما تلقاه من‬
‫السرائيليات‪ ،‬وال أعلم‪.‬‬
‫و‪%‬تو‪;%‬قف‪ %‬اب ‪6‬ن جرير فلم يقطع بواحد من هذه القوال كلها‪ ،‬والشبه ‪-‬وال أعلم‪-‬أنم بنو آدم‪.‬‬
‫س إ‪,‬ل ب‪,‬إ‪,‬ذ‪/‬ن‪, ,‬ه { ]هود ‪ .[105 :‬وكما ثبت ف‬
‫وقوله‪ } :‬إ‪,‬ل م‪%‬ن‪ 4‬أذ‪,‬ن له‪ 6‬الر(ح‪4‬م‪6 %‬ن { كقوله‪ } :‬ل ت‪%‬كل; ‪6‬م ن‪%‬ف‪~ /‬‬
‫الصحيح‪" :‬ول يتكلم يومئذ إل الرسل"‪.‬‬
‫صو‪%‬اب‪E‬ا { أي‪ :‬حقا‪ ،‬ومن الق‪" :‬ل إله إل ال" ‪ ،‬كما قاله أبو صال‪ ،‬وعكرمة‪.‬‬
‫وقوله } و‪%‬قال ‪%‬‬
‫ك ا‪/‬ل‪%‬يو‪4‬م‪ 6‬ال‪/‬ح‪À %‬ق { أي‪ :‬الكائن ل مالة‪ } ،‬فم‪%‬ن‪ 4‬ش‪%‬اء" ا(تخ‪%‬ذ إ‪,‬لى ر‪́%‬به‪ ,‬م‪%‬آب‪E‬ا { أي‪ :‬مرجعا‬
‫وقوله‪ } :‬ذل‪% ,‬‬
‫وطريقا يهتدي إليه ومنهجا ير به عليه‪.‬‬
‫وقوله‪, } :‬إن(ا أن‪4‬ذر‪4‬ن‪%‬اك! ‪4‬م ع‪%‬ذاب‪E‬ا قر‪,‬يب‪E‬ا { يعن‪ :‬يوم القيامة لتأكد وقوعه صار قريبا‪ ،‬لن كل ما هو آت‬
‫آت‪.‬‬
‫ت ي‪%‬د‪%‬ا ‪6‬ه { أي‪ :‬يعرض عليه جيع أعماله‪ ،‬خيها وشرها‪ ،‬قديها وحديثها‪،‬‬
‫} ‪%‬يو‪4‬م‪% %‬ين‪4‬ظ! ‪6‬ر ال‪/‬م‪%‬ر‪· 4‬ء م‪%‬ا قد( ‪%‬م ‪4‬‬
‫كقوله‪% } :‬وو‪%‬ج‪%‬د‪6‬وا م‪%‬ا ع‪, %‬مل!وا ح‪%‬اض‪,‬ر‪E‬ا { ]الكهف ‪ ، [49 :‬وكقوله‪ } :‬ي‪6‬ن‪%‬ب(!أ الن‪4‬س‪%‬ا !ن ‪%‬يو‪4‬م‪%‬ئ‪c ,‬ذ ب‪,‬م‪%‬ا قد( ‪%‬م و‪%‬أخ(ر‬
‫{ ]القيامة ‪. [13 :‬‬
‫ت ت‪6‬ر‪%‬اب‪E‬ا { أي‪ :‬يود الكافر يومئذ أنه كان ف الدار الدنيا ترابا‪ ،‬ول يكن‬
‫} و‪%‬ي‪%‬ق!و !ل ال‪/‬كاف‪,‬ر‪ 6‬ي‪%‬ا لي‪4‬ت‪%‬ن‪,‬ي ك!ن‪6 4‬‬
‫‪6‬خل‪,‬ق‪ ،%‬ول خرج إل الوجود‪ .‬وذلك حي عاين عذاب ال‪ ،‬ونظر إل أعماله الفاسدة قد س‪6‬ط;رت عليه‬
‫بأيدي اللئكة الس(فرة الكرام ال‪%‬بر‪%‬رة‪ ،‬وقيل‪ :‬إنا يود ذلك حي يكم ال بي اليوانات الت كانت ف‬
‫الدنيا‪ ،‬فيفصل بينها بكمه العدل الذي ل يور‪ ،‬حت إنه ليقتص للشاة الم(اء من القرناء‪ .‬فإذا فرغ من‬
‫الكم بينها قال لا‪ :‬كون ترابا‪ ،‬فتصي ترابا‪ .‬فعند ذلك يقول الكافر‪ } :‬ي‪%‬ا لي‪4‬ت‪%‬ن‪,‬ي ك!ن‪4‬ت‪6 6‬تر‪%‬اب‪E‬ا { أي‪:‬‬
‫تفسي ابن كثي – جز ‪30‬‬

‫‪www.muchlisin.co.cc‬‬

‫كنت حيوانا فأرجع إل التراب‪ .‬وقد ورد معن هذا ف حديث الص‪ƒ‬ور الشهور وورد فيه آثار عن أب‬
‫ه‪6‬ر‪%‬يرة‪ ،‬وعبد ال بن عمرو‪ ،‬وغيها‪.‬‬
‫]آخر تفسي سورة "عم" [‬

‫تفسي سورة النازعات‬
‫وهي مكية‪.‬‬
‫بسم ال الرحن الرحيم‬
‫} و‪%‬الن(ا ‪,‬زع‪%‬ات‪ ,‬غر‪4‬ق‪b‬ا )‪ (1‬و‪%‬الن(اش‪,‬طات‪% ,‬نش‪4‬ط‪b‬ا )‪ (2‬و‪%‬الس(اب‪,‬ح‪%‬ات‪ ,‬س‪%‬ب‪4‬ح‪E‬ا )‪ (3‬فالس(اب‪,‬قات‪ ,‬س‪%‬ب‪4‬ق‪b‬ا‬
‫)‪ (4‬فال‪/‬م‪6‬د‪́%‬بر‪%‬ات‪ ,‬أم‪4‬ر‪E‬ا )‪ (5‬ي‪%‬و‪% 4‬م ت‪%‬ر‪4‬ج‪6‬ف‪ 6‬الر(اج‪,‬فة! )‪ (6‬ت‪%‬ت‪4‬ب‪%‬ع‪6‬ه‪%‬ا الر(اد‪,‬فة! )‪ (7‬ق!ل!وب~ ي‪%‬و‪4‬م‪%‬ئ‪,‬ذ‪ c‬و‪%‬اج‪,‬فة‬
‫)‪ (8‬أب‪4‬ص‪%‬ار‪6‬ه‪%‬ا خ‪%‬اش‪,‬ع‪%‬ة¿ )‪ (9‬ي‪%‬ق!ول!ون أئ‪,‬ن(ا لم‪%‬ر‪4‬د‪6‬ود‪6‬ون ف‪,‬ي ال‪/‬ح‪%‬اف‪% ,‬رة‪ (10) ,‬أئ‪,‬ذا ك!ن(ا ع‪,‬ظام‪E‬ا ن‪%‬خ‪,‬ر‪%‬ة‬
‫)‪ (11‬قال!وا ت‪,‬ل‪/‬ك‪ %‬إ‪,‬ذ‪b‬ا ك (رة¿ خ‪%‬اس‪% ,‬رة¿ )‪ (12‬فإ‪,‬ن(م‪%‬ا ه‪,‬ي‪% %‬زج‪% 4‬رة¿ و‪%‬اح‪% ,‬دة¿ )‪(13‬‬
‫فإ‪,‬ذا ه‪6‬م‪ 4‬ب‪,‬الس(اه‪% ,‬رة‪{ (14) ,‬‬

‫قال ابن مسعود وابن عباس‪ ،‬ومسروق‪ ،‬وسعيد بن جبي‪ ،‬وأبو صال‪ ،‬وأبو الضحى‪ ،‬والس‪À‬دي‪:‬‬
‫} و‪%‬الن(از‪,‬ع‪%‬ات‪ ,‬غر‪4‬ق‪b‬ا { اللئكة‪ ،‬يعنون حي تنع أرواح بن آدم‪ ،‬فمنهم من تأخذ روحه بع‪6‬نف فت‪6‬غرق ف‬
‫نزعها‪ ،‬و]منهم[ من تأخذ روحه بسهولة وكأنا ‪%‬حل;ته من نشاط‪ ،‬وهو قوله‪ } :‬و‪%‬الن(اش‪,‬طات‪ ,‬ن‪%‬ش‪4‬ط‪b‬ا { قاله‬
‫ابن عباس‪.‬‬
‫وعن ابن عباس‪ } :‬والنازعات { هي أنفس الكفار‪ ،‬ت‪6‬نع ث ت‪6‬نش‪%‬ط‪ ،‬ث تغرق ف النار‪ .‬رواه ابن أب‬
‫حات‪.‬‬
‫ت غر‪4‬ق‪b‬ا { الوت ‪.‬وقال السن‪ ،‬وقتادة‪ } :‬و‪%‬الن(از‪,‬ع‪%‬ات‪ ,‬غر‪4‬ق‪b‬ا و‪%‬الن(اش‪,‬طات‬
‫وقال ماهد‪ } :‬و‪%‬الن(از‪,‬ع‪%‬ا ‪,‬‬
‫ن‪%‬ش‪4‬ط‪b‬ا { هي النجوم‪.‬‬
‫وقال ع‪%‬طا ·ء ب ‪6‬ن أب ر‪%‬باح ف قوله‪ } :‬والنازعات { و } الناشطات { هي القس ‪ƒ‬ي ف القتال‪ .‬والصحيح‬
‫الول‪ ،‬وعليه الكثرون‪.‬‬
‫وأما قوله‪ } :‬و‪%‬الس(اب‪,‬ح‪%‬ات‪ ,‬س‪4 %‬بح‪E‬ا { فقال ابن مسعود‪ :‬هي اللئكة‪ .‬ور‪6‬وي عن علي‪ ،‬وماهد‪ ،‬وسعيد بن‬
‫ج‪6‬ب‪%‬ي‪ ،‬وأب صال مث !ل ذلك‪.‬‬
‫ت س‪%‬ب‪4‬ح‪E‬ا { الوت ‪.‬وقال قتادة‪ :‬هي النجوم‪ .‬وقال عطاء بن أب رباح‪ :‬هي‬
‫وعن ماهد‪ } :‬و‪%‬الس(اب‪,‬ح‪%‬ا ‪,‬‬
‫السفن‪.‬‬
‫وقوله‪ } :‬فالس(اب‪,‬قات‪ ,‬س‪%‬ب‪4‬ق‪b‬ا { ر‪6‬وي عن علي‪ ،‬ومسروق‪ ،‬وماهد‪ ،‬وأب صال‪ ،‬والسن البصري‪ :‬يعن‬
‫تفسي ابن كثي – جز ‪30‬‬

‫‪www.muchlisin.co.cc‬‬

‫اللئكة؛ قال السن‪ :‬سبقت إل اليان والتصديق به‪ .‬وعن ماهد‪ :‬الوت‪ .‬وقال قتادة‪ :‬هي النجوم‬
‫وقال عطاء‪ :‬هي اليل ف سبيل ال ‪.‬‬
‫ت أم‪4‬ر‪E‬ا { قال علي‪ ،‬وماهد‪ ،‬وعطاء‪ ،‬وأبو صال‪ ،‬والسن‪ ،‬وقتادة‪ ،‬والربيع بن‬
‫وقوله‪ } :‬فال‪/‬م‪6‬د‪́%‬بر‪%‬ا ‪,‬‬
‫أنس‪ ،‬والسدي‪ :‬هي اللئكة‪-‬زاد السن‪ :‬تدبر المر من السماء إل الرض‪ .‬يعن‪ :‬بأمر ربا عز وجل‪.‬‬
‫ت أم‪4‬ر‪E‬ا {‬
‫ول يتلفوا ف هذا‪ ،‬ول يقطع ابن جرير بالراد ف شيء من ذلك‪ ،‬إل أنه حكى ف } فال‪/‬م‪6‬د‪́%‬بر‪%‬ا ‪,‬‬
‫أنا اللئكة‪ ،‬ول أثبت ول نفى ‪.‬‬
‫ف الر(اج‪,‬فة! ‪%‬تت‪4‬ب‪%‬ع‪6‬ه‪%‬ا الر(اد‪,‬ف !ة { قال ابن عباس ها النفختان الول والثانية‪ .‬وهكذا قال‬
‫وقوله‪% } :‬يو‪4‬م‪ %‬ت‪%‬ر‪6 4‬ج ‪6‬‬
‫ماهد‪ ،‬والسن‪ ،‬وقتادة‪ ،‬والضحاك‪ ،‬وغي واحد‪.‬‬
‫ف الر(اج‪,‬فة! { ‪-‬فكقوله جلت عظمته‪% } :‬ي ‪4‬وم‪% %‬تر‪4‬ج‪6‬ف‬
‫وعن ماهد‪ :‬أما الول‪-‬وهي قوله‪% } :‬يو‪4‬م‪ %‬ت‪%‬ر‪6 4‬ج ‪6‬‬
‫ض و‪%‬ا‪/‬لج‪,‬ب‪%‬ال‬
‫ت الر‪6 4‬‬
‫ض و‪%‬ا‪/‬لج‪,‬ب‪%‬ا !ل { ]الزمل ‪ ، [14 :‬والثانية‪-‬وهي الرادفة‪-‬فهي كقوله‪ } :‬و‪%‬ح‪6‬م‪,‬ل ‪,‬‬
‫الر‪6 4‬‬
‫فد‪6‬ك;ت‪%‬ا د‪%‬ك;ة‪ b‬و‪%‬اح‪,‬د‪b %‬ة { ]الاقة ‪. [14 :‬‬
‫وقد قال المام أحد حدثنا و‪%‬ك‪,‬يع‪ ،‬حدثنا سفيان عن عبد ال بن ممد بن عقيل‪ ،‬عن الطفيل بن أب بن‬
‫كعب‪ ،‬عن أبيه قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬جاءت الراجفة‪ ،‬تتبعها الرادفة‪ ،‬جاء الوت‬
‫با فيه"‪ .‬فقال رجل‪ :‬يا رسول ال‪ ،‬أرأيت إن جعلت صلت كله