لو بﺎﺒﻟا Al-Gharar Wa Tathbiiqaatuhu Fil Mu'aamalaat Al-Maaliyyah Al-Mu'aashirah.
اﻟﺒﺎب ول
ﻧﻈﺮ ﺎت اﻟﺒﺤﺚ اﻟﻐﺮر
واﳌﻌﺎﻣﻼت اﳌﺎﻟﻴﺔ اﳌﻌﺎﺻﺮة
اﻟﻔﺼﻞ ول
ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻟﻐﺮر
وأﺣ ﺎﻣﮫ
اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎ ﻲ
ﺣﻘﻴﻘﺔ اﳌﻌﺎﻣﻼت
اﳌﺎﻟﻴﺔ اﳌﻌﺎﺻﺮة
وﺧﺼﺎﺋﺼﮫ
• اﳌﺒﺤﺚ ول :ﻣﻔ ﻮم اﻟﻐﺮر
واﻟﻔﺮق ﺑ ﻨﮫ و ن اﳌﺼﻄ ﺎت
اﳌﺸﺘ ﺔ ﺑﮫ
• اﳌﺒﺤﺚ اﻟﺜﺎ ﻲ :أﺣ ﺎم اﻟﻐﺮر
• اﳌﺒﺤﺚ ول :ﻣﻔ ﻮم اﳌﻌﺎﻣﻼت
اﳌﺎﻟﻴﺔ اﳌﻌﺎﺻﺮة
• اﳌﺒﺤﺚ اﻟﺜﺎ ﻲ :ﺧﺼﺎﺋﺺ
اﳌﻌﺎﻣﻼت اﳌﺎﻟﻴﺔ اﳌﻌﺎﺻﺮة
اﻟﻔﺼﻞ ا ٔول
ﺣﻘ ﻘﺔ اﻟﻐﺮر و ٔﺣﲀﻣﻪ
اﳌﺒﺤﺚ ا ٔول :ﻣﻔﻬﻮم اﻟﻐﺮر واﻟﻔﺮق ﺑ ﻪ وﺑﲔ اﳌﺼﻄﻠ ﺎت اﳌﺸ ﳢﺔ ﺑﻪ
اﳌﻄﻠﺐ ا ٔول :ﺗﻌﺮﯾﻒ اﻟﻐﺮر ﰲ اﻠﻐﺔ
اﳌﻄﻠﺐ اﻟﺜﺎﱐ :ﺗﻌﺮﯾﻒ اﻟﻐﺮر ﰲ اﺻﻄﻼح اﻟﻔﻘﻬﺎء
اﳌﻄﻠﺐ اﻟﺜﺎﻟﺚ :اﻟﻔﺮق ﺑﲔ اﻟﻐﺮر واﳌﺼﻄﻠ ﺎت اﳌﺸ ﳢﺔ ﺑﻪ
اﳌﺒﺤﺚ اﻟﺜﺎﱐ ٔ :ﺣﲀم اﻟﻐﺮر
اﳌﻄﻠﺐ ا ٔول :اﻟﻨﺼﻮص اﻟﻮاردة ﰲ ﻣ ﻊ اﻟﻐﺮر
اﳌﻄﻠﺐ اﻟﺜﺎﱐ :ا ٔﺣﲀم اﳌﺴﺘﻔﺎدة ﻣﻦ اﻟﻨﺼﻮص اﻟﻮاردة ﰲ اﻟﻐﺮر
اﳌﻄﻠﺐ اﻟﺜﺎﻟﺚ :اﳊِﲂ اﳌﺴﺘﻔﺎدة ﻣﻦ ﲢﺮﱘ ﺑﯿﻊ اﻟﻐﺮر
ا ﺊ ب اﻓول :ﻇﺰ ﻏ ت ا ﺊﺗ ﺸﻎ ا ﺶ ر وا ﺳ ﻄﻘت ا
ﻐﺋ ا ﺳ ﺦ ة
ﻭﻳﺮﺍﺩ ﺬﺍ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺑﻴﺎﻥ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﻐﺮﺭ ،ﺣﻴﺚ ﻳﺘﺤﺪﺙ ﻋﻦ ﻣﻔﻬﻮﻣﻪ ﰲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻭﰲ
ﺍﺻﻄﻼﺡ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﺍﳌﺘﻘﺪﻣﲔ ﻣﻦ ﺍﳌﺬﺍﻫﺐ ﺍﻷﺭﺑﻌﺔ ،ﰒ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺍﳉﺎﻣﻊ ﺍﳌﺎﻧﻊ ﳉﻤﻴﻊ
ﻓﺮﻭﻉ ﺍﻟﻐﺮﺭ ،ﰒ ﻳﻌﻘﺒﻪ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺑﲔ ﺍﻟﻐﺮﺭ ﻭﺑﲔ ﺍﳌﺼﻄﻠﺤﺎﺕ ﺍﳌﺸﺘﺒﻬﺔ ﺑﻪ،
ﻟﻴﻜﻮﻥ ﺍﻟﻐﺮﺭ ﻭﺍﺿﺤﺎ ﻻ ﻳﻠﺒﺴﻪ ﺃﻱ ﻏﻤﻮﺽ ،ﰒ ﻳﺄﰐ ﺑﻌﺪﻩ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﰲ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﻐﺮﺭ ﰲ
ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﻭﻳﻀﺎﻑ ﺇﱃ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺑﻴﺎﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﳊﻜﻢ ﰲ ﲢﺮﱘ ﺍﻟﻐﺮﺭ ،ﻭﻟﺬﻟﻚ
ﻳﻘﺴﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺇﱃ ﻣﺒﺤﺜﲔ :ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻷﻭﻝ ﲢﺪﺙ ﻋﻦ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﻐﺮﺭ ﻭﺍﻟﻔﺮﻕ ﺑﻴﻨﻪ
ﻭﺑﲔ ﺍﳌﺼﻄﻠﺤﺎﺕ ﺍﳌﺸﺘﺒﻬﺔ ﺑﻪ ،ﻭﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﲢﺪﺙ ﻋﻦ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﻐﺮﺭ.
ﻭﺗﻔﺼﻴﻞ ﺫﻟﻚ ﻓﻜﻤﺎ ﻳﻠﻲ:
ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻷﻭﻝ :ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﻐﺮﺭ ﻭﺍﻟﻔﺮﻕ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﲔ ﺍﳌﺼﻄﻠﺤﺎﺕ ﺍﳌﺸﺘﺒﻬﺔ ﺑﻪ
ﺍﳌﻄﻠﺐ ﺍﻷﻭﻝ :ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﻐﺮﺭ ﰲ ﺍﻟﻠﻐﺔ
ﺍﳌﻄﻠﺐ ﺍﻟﺜﺎﱐ :ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﻐﺮﺭ ﰲ ﺍﺻﻄﻼﺡ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ
ﺍﳌﻄﻠﺐ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ :ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺑﲔ ﺍﻟﻐﺮﺭ ﻭﺍﳌﺼﻄﻠﺤﺎﺕ ﺍﳌﺸﺘﺒﻬﺔ ﺑﻪ
ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻟﺜﺎﱐ :ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﻐﺮﺭ
ﺍﳌﻄﻠﺐ ﺍﻷﻭﻝ :ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩﺓ ﰲ ﻣﻨﻊ ﺍﻟﻐﺮﺭ
ﺍﳌﻄﻠﺐ ﺍﻟﺜﺎﱐ :ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﺍﳌﺴﺘﻔﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩﺓ ﰲ ﺍﻟﻐﺮﺭ
ﺍﳌﻄﻠﺐ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ :ﺍﳊﻜﻢ ﺍﳌﺴﺘﻔﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﲢﺮﱘ ﺑﻴﻊ ﺍﻟﻐﺮﺭ
١٨
ا ﺊ ب اﻓول :ﻇﺰ ﻏ ت ا ﺊﺗ ﺸﻎ ا ﺶ ر وا ﺳ ﻄﻘت ا
ﻐﺋ ا ﺳ ﺦ ة
اﳌﺒﺤﺚ ول
ﻣﻔ ﻮم اﻟﻐﺮر واﻟﻔﺮق ﺑ ﻨﮫ و ن اﳌﺼﻄ ﺎت اﳌﺸﺘ ﺔ ﺑﮫ
ﻭﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺛﻼﺛﺔ ﻣﻄﺎﻟﺐ :ﺍﳌﻄﻠﺐ ﺍﻷﻭﻝ ﲢﺪﺙ ﻋﻦ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﻐﺮﺭ ﰲ
ﺍﻟﻠﻐﺔ ،ﻭﺍﳌﻄﻠﺐ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﲢﺪﺙ ﻋﻦ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﻐﺮﺭ ﰲ ﺍﺻﻄﻼﺡ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﻣﻨﺤﺼﺮﺍ ﰲ
ﺍﳌﺬﺍﻫﺐ ﺍﻷﺭﺑﻌﺔ ،ﻭﻳﻌﻘﺒﻪ ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺍﳌﺨﺘﺎﺭ ﻟﻠﻐﺮﺭ ﻟﺪﻱ ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ،ﻭﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﲢﺪﺙ
ﻋﻦ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺑﲔ ﺍﻟﻐﺮﺭ ﻭﺑﲔ ﺍﳌﺼﻄﻠﺤﺎﺕ ﺍﳌﺸﺘﺒﻬﺔ ﺑﻪ .ﻭﺑﻴﺎﻥ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ:
اﳌﻄﻠﺐ ول :ﻌﺮ ﻒ اﻟﻐﺮر اﻟﻠﻐﺔ
ﺍﻟﻐﺮﺭ ﰲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﺳﻢ ﻣﺼﺪﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻐﺮﻳﺮ ﺃﻱ ﺍﳋﻄﺮ) ،(١ﻭﺍﳋﺪﻋﺔ .ﻳﻘﺎﻝ :ﻏﺮﻩ ﻏﺮﺍ
ﻭﻏﺮﻭﺭﺍ ﻭﻏﺮﺓ ﻓﻬﻮ ﻣﻐﺮﻭﺭ ،ﻭﻏﺮﻳﺮ :ﺧﺪﻋﻪ ﻭﺃﻃﻤﻌﻪ ﺑﺎﻟﺒﺎﻃﻞ ،ﻭﻏﺮﺗﻪ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻏﺮﻭﺭﺍ:
ﺧﺪﻋﺘﻪ ﺑﺰﻳﻨﺘﻬﺎ (٢).ﻭﺍﻟﺘﻐﺮﻳﺮ ﲪﻞ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻐﺮﺭ ،ﻳﻘﺎﻝ ﻏﺮﺭ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻭﻣﺎﻟﻪ ﺗﻐﺮﻳﺮﺍ
)(٣
ﻭﺗﻐﺮﺓ :ﻋﺮﺿﻬﻤﺎ ﻟﻠﻬﻠﻜﺔ ﻣﻦ ﻏﲑ ﺃﻥ ﻳﻌﺮﻑ ،ﻭﺍﻟﻐﺮﻭﺭ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ.
ﻭﺃﺻﻞ ﺍﻟﻐﺮﺭ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺪﺭﻯ ﻫﻞ ﳛﺼﻞ ﺃﻡ ﻻ ،ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻋﻴﺎﺽ) (٤ﺭﲪﻪ
ﺍﷲ :ﺃﺻﻞ ﺍﻟﻐﺮﺭ ﻟﻐﺔ :ﻫﻮ ﻣﺎ ﻟﻪ ﻇﺎﻫﺮ ﳏﺒﻮﺏ ﻭﺑﺎﻃﻦ ﻣﻜﺮﻭﻩ ،ﻭﻟﺬﻟﻚ ﲰﻴﺖ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻣﺘﺎﻉ
) (١ﺍﳋﻄﺮ :ﺑﻔﺘﺤﺘﲔ ﺍﻻﺷﺮﺍﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﳍﻼﻙ ،ﺍﻧﻈﺮ :ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﺍﻟﺮﺍﺯﻱ ،ﻣﺼﺒﺎﺡ ﺍﳌﻨﲑ،
)ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ،ﻣﺼﺮ ،ﻣﻜﺘﺒﺔ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻌﻠﻢ١٤٣٥ ،ﻫـ( ،ﺝ ،١ﺹ.٧٦
) (٢ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻷﻭﻗﺎﻑ ﻭﺍﻟﺸﺆﻭﻥ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﺍﳌﻮﺳﻮﻋﺔ ﺍﻟﻔﻘﻬﻴﺔ ﺍﻟﻜﻮﻳﺘﻴﺔ ﻷﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﻓﻖ ﺍﳌﺬﺍﻫﺐ
ﺍﻟﺜﻤﺎﻧﻴﺔ) ،ﺍﻟﻜﻮﻳﺖ ،ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻷﻭﻗﺎﻑ ﻭﺍﻟﺸﺆﻭﻥ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ١٤٠٤ ،ﻫـ١٩٨٣/ﻡ( ،ﺝ ،٣١ﺹ ١٤٩ﺑﺎﺏ
ﻏﺮﺭ.
) (٣ﺍﺑﻦ ﺍﳌﻨﻈﻮﺭ ،ﻟﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺮﺏ) ،ﺑﲑﻭﺕ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺼﻴﺎﺩ١٩٩٥ ،ﻡ( ،ﺝ ٥ﺹ.١٤
) (٤ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻋﻴﺎﺽ ) ٤٧٦ﻭﻋﻨﺪ ﺍﻟﺒﻌﺾ ٥٤٤ - ٤٩٦ﻫـ ( ،ﻫﻮ ﻋﻴﺎﺽ ﺑﻦ ﻣﻮﺳﻰ ﺑﻦ ﻋﻴﺎﺽ ﺍﻟﻴﺤﺼﱯ
ﺍﻟﺴﺒﱵ ،ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻔﻀﻞ .ﺃﺻﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻷﻧﺪﻟﺲ ﰒ ﺍﻧﺘﻘﻞ ﺁﺧﺮ ﺃﺟﺪﺍﺩﻩ ﺇﱃ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻓﺎﺱ ،ﰒ ﻣﻦ ﻓﺎﺱ ﺇﱃ ﺳﺒﺘﺔ .ﺃﺣﺪ
ﻋﻈﻤﺎﺀ ﺍﳌﺎﻟﻜﻴﺔ .ﻛﺎﻥ ﺇﻣﺎﻣﺎ ﺣﺎﻓﻈﺎ ﳏﺪﺛﺎ ﻓﻘﻴﻬﺎ ﻣﺘﺒﺤﺮﺍ .ﻣﻦ ﺗﺼﺎﻧﻴﻔﻪ" :ﺍﻟﺘﻨﺒﻴﻬﺎﺕ ﺍﳌﺴﺘﻨﺒﻄﺔ ﰲ ﺷﺮﺡ
١٩
ا ﺊ ب اﻓول :ﻇﺰ ﻏ ت ا ﺊﺗ ﺸﻎ ا ﺶ ر وا ﺳ ﻄﻘت ا
ﻐﺋ ا ﺳ ﺦ ة
ﺍﻟﻐﺮﻭﺭ ،ﻗﺎﻝ :ﻭﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﺮﺍﺭﺓ ﻭﻫﻲ ﺍﳋﺪﻳﻌﺔ ،ﻭﻣﻨﻪ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﻐﺮ ﺑﻜﺴﺮ ﺍﻟﻐﲔ
ﻟﻠﺨﺪﺍﻉ ،ﻭﻳﻘﺎﻝ ﻟﻠﻤﺨﺪﻭﻉ ﺃﻳﻀﺎ.
)(١
)(٣
ﻭﻋﺮﻓﻪ ﺍﳉﺮﺟﺎﱐ) :(٢ﺍﻟﻐﺮﺭ ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﳎﻬﻮﻝ ﺍﻟﻌﺎﻗﺒﺔ ﻻ ﻳﺪﺭﻯ ﺃﻳﻜﻮﻥ ﺃﻡ ﻻ.
ﻭﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻧﻠﺨﺺ ﺃﻥ ﺍﻟﻐﺮﺭ ﰲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺫﻭ ﻣﻌﺎﻥ ﻋﺪﺓ ،ﻭﻫﻲ :ﺍﳋﻄﺮ ،ﻭﺍﳋﺪﻋﺔ،
ﻭﺍﻟﺒﺎﻃﻞ ،ﻭﺍﻟﺘﻌﺮﻳﺾ ﻟﻠﻬﻠﻜﺔ ،ﻭﳎﻬﻮﻝ ﺍﻟﻌﺎﻗﺒﺔ .ﻓﺎﻟﻐﺮﺭ ﺍﺳﻢ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﺸﻲﺀ ﺃﻭ ﻓﻌﻞ ﻳﻌﺮﺽ
ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺃﻭ ﻣﺎﻟﻪ ﻟﻠﻬﻠﻜﺔ ﻭﺍﳋﻄﺮ ،ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ ﳛﺘﻮﻱ ﺍﳋﺪﻋﺔ ﻭﳎﻬﻮﻝ ﺍﻟﻌﺎﻗﺒﺔ.
اﳌﻄﻠﺐ اﻟﺜﺎ ﻲ :ﻌﺮ ﻒ اﻟﻐﺮر اﺻﻄﻼح اﻟﻔﻘ ﺎء
ﲢﺪﺙ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻄﻠﺐ ﻋﻦ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﻐﺮﺭ ﳐﺘﺼﺮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺬﺍﻫﺐ ﺍﻷﺭﺑﻌﺔ ،ﰒ ﻳﻌﻘﺒﻬﺎ
ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺍﳌﺨﺘﺎﺭ ﻟﺪﻱ ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ،ﻓﻴﻜﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﰲ ﲬﺴﺔ ﻓﺮﻭﻉ.
ﻣﺸﻜﻼﺕ ﺍﳌﺪﻭﻧﺔ" ﰲ ﻓﺮﻭﻉ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﺍﳌﺎﻟﻜﻲ ،ﻭ "ﺍﻟﺸﻔﺎ ﰲ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﳌﺼﻄﻔﻰ" ،ﻭ "ﺇﻛﻤﺎﻝ ﺍﳌﻌﻠﻢ ﰲ ﺷﺮﺡ
ﺻﺤﻴﺢ ﻣﺴﻠﻢ" ،ﻭ "ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﲝﺪﻭﺩ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻹﺳﻼﻡ" .ﻭﻫﻮ ﻏﲑ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻋﻴﺎﺽ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ
ﺍﻟﻔﻀﻞ ،ﺃﰊ ﺍﻟﻔﻀﻞ ) ؟ ٦٣٠ -ﻫـ ( ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﺍﻟﻔﻀﻼﺀ ﺍﻷﻋﻼﻡ ﻛﻤﺎ ﰲ ﺷﺠﺮﺓ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﺹ .١٧٩
]ﺷﺠﺮﺓ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﺍﻟﺰﻛﻴﺔ ﺹ ،١٤٠ﻭﺍﻟﻨﺠﻮﻡ ﺍﻟﺰﺍﻫﺮﺓ ﺝ ٥ﺹ ،٢٨٥ﻭﻣﻌﺠﻢ ﺍﳌﺆﻟﻔﲔ ﺝ ٨ﺹ.[١٦
) (١ﺍﻧﻈﺮ :ﺍﻟﻘﺮﺍﰲ ،ﺍﻟﻔﺮﻭﻕ) ،ﺍﻟﻜﻮﻳﺖ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻨﻮﺍﺩﺭ١٤٣١ ،ﻫـ٢٠١٠/ﻡ( ،ﺝ ٣ﺹ.٤٣٢
) (٢ﺍﳉﺮﺟﺎﱐ ) ٨١٦ – ٧٤٠ﻫـ( ،ﻫﻮ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﳌﻌﺮﻭﻑ ﺑﺎﻟﺴﻴﺪ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ،ﺃﺑﻮ ﺍﳊﺴﻦ،
ﺍﳉﺮﺟﺎﱐ ،ﺍﳊﺴﻴﲏ ﺍﳊﻨﻔﻲ .ﻋﺎﱂ ،ﺣﻜﻴﻢ ،ﻣﺸﺎﺭﻙ ﰲ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ .ﻓﺮﻳﺪ ﻋﺼﺮﻩ .ﺳﻠﻄﺎﻥ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ
ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﲔ .ﺍﻓﺘﺨﺎﺭ ﺃﻋﺎﻇﻢ ﺍﳌﻔﺴﺮﻳﻦ .ﺫﻱ ﺍﳋﻠﻖ ﻭﺍﳋﻠﻖ ﻭﺍﻟﺘﻮﺍﺿﻊ ﻣﻊ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ .ﻭﻟﺪ ﰲ ﺗﺎﻛﻮ ) ﻗﺮﺏ ﺇﺳﺘﺮﺍﺑﺎﺩ (
ﻭﺩﺭﺱ ﰲ ﺷﲑﺍﺯ ﻭﺗﻮﰲ ﺎ .ﻣﻦ ﺗﺼﺎﻧﻴﻔﻪ" :ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻔﺎﺕ" ،ﻭ "ﺷﺮﺡ ﻣﻮﺍﻗﻒ ﺍﻹﳚﻲ" ،ﻭ "ﺷﺮﺡ ﺍﻟﺴﺮﺍﺟﻴﺔ"،
ﻭ"ﺭﺳﺎﻟﺔ ﰲ ﻓﻦ ﺃﺻﻮﻝ ﺍﳊﺪﻳﺚ"] .ﺍﻟﻀﻮﺀ ﺍﻟﻼﻣﻊ ﺝ ٥ﺹ ،٣٢٨ﻭﺍﻟﻔﻮﺍﺋﺪ ﺍﻟﺒﻬﻴﺔ ،١٢٥ﻭﻣﻌﺠﻢ ﺍﳌﺆﻟﻔﲔ
ﺝ ٧ﺹ ،٢١٦ﻭﺍﻷﻋﻼﻡ ﺝ ٥ﺹ.[١٥٩
) (٣ﺍﻧﻈﺮ :ﺍﳉﺮﺟﺎﱐ ،ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻔﺎﺕ) ،ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ،ﻣﺼﺮ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻨﺪﻭﺓ١٩٩٠ ،ﻡ( ،ﺝ ١ﺹ.٢٠٨
٢٠
ا ﺊ ب اﻓول :ﻇﺰ ﻏ ت ا ﺊﺗ ﺸﻎ ا ﺶ ر وا ﺳ ﻄﻘت ا
ﻐﺋ ا ﺳ ﺦ ة
اﻟﻔﺮع ول :ﻌﺮ ﻒ اﻟﻐﺮر ﻋﻨﺪ ا ﻨﻔﻴﺔ
ﻭﻗﺪ ﻋﺮﻑ ﻓﻘﻬﺎﺀ ﺍﳊﻨﻔﻴﺔ ﺍﻟﻐﺮﺭ ﺑﻌﺪﺓ ﺗﻌﺮﻳﻔﺎﺕ ،ﻭﻗﺎﻝ) :(١ﺍﻟﻐﺮﺭ ﻫﻮ ﺍﳋﻄﺮ ﺍﻟﺬﻱ
)(٢
ﺍﺳﺘﻮﻯ ﻓﻴﻪ ﻃﺮﻑ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﻭﺍﻟﻌﺪﻡ ﲟﻨـﺰﻟﺔ ﺍﻟﺸﻚ.
ﻭﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻋﺎﺑﺪﻳﻦ) :(٣ﺍﻟﻐﺮﺭ ﻫﻮ ﺍﻟﺸﻚ ﰲ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﳌﺒﻴﻊ.
)(٤
)(٦
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺴﺮﺧﺴﻲ) :(٥ﻭﺍﻟﻐﺮﺭ ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺴﺘﻮﺭ ﺍﻟﻌﺎﻗﺒﺔ.
) (١ﺍﻟﻜﺎﺳﺎﱐ ) ٥٨٧ -ﻫـ( ،ﻫﻮ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ،ﻋﻼﺀ ﺍﻟﺪﻳﻦ .ﻣﻨﺴﻮﺏ ﺇﱃ ﻛﺎﺳﺎﻥ )ﺃﻭ ﻗﺎﺷﺎﻥ،
ﺃﻭ ﻛﺎﺷﺎﻥ( ﺑﻠﺪﺓ ﺑﺎﻟﺘﺮﻛﺴﺘﺎﻥ ،ﺧﻠﻒ ﺮ ﺳﻴﺤﻮﻥ .ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺣﻠﺐ .ﻣﻦ ﺃﺋﻤﺔ ﺍﳊﻨﻔﻴﺔ .ﻛﺎﻥ ﻳﺴﻤﻰ "ﻣﻠﻚ
ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ" ﺃﺧﺬ ﻋﻦ ﻋﻼﺀ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﺴﻤﺮﻗﻨﺪﻱ ﻭﺷﺮﺡ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺍﳌﺸﻬﻮﺭ "ﲢﻔﺔ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ" ﺗﻮﱃ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﻟﻨﻮﺭ
ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﺸﻬﻴﺪ .ﻭﺗﻮﰲ ﲝﻠﺐ .ﻣﻦ ﺗﺼﺎﻧﻴﻔﻪ" :ﺍﻟﺒﺪﺍﺋﻊ" ﻭﻫﻮ ﺷﺮﺡ ﲢﻔﺔ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ،ﻭ "ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﺍﳌﺒﲔ ﰲ ﺃﺻﻮﻝ
ﺍﻟﺪﻳﻦ"] .ﺍﻟﺒﻬﻴﺔ ﺹ ،٥٣ﻭﺍﳉﻮﺍﻫﺮ ﺍﳌﻀﻴﺔ ﺝ ٢ﺹ ،٢٤٤ﻭﺍﻷﻋﻼﻡ ﻟﻠﺰﺭﻛﻠﻲ ﺝ ٢ﺹ.[٤٦
) (٢ﺍﻟﻜﺎﺳﺎﱐ ،ﺑﺪﺍﺋﻊ ﺍﻟﺼﻨﺎﺋﻊ) ،ﺑﲑﻭﺕ :ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ١٤١٣ ،ﻫـ( ،ﺝ ٥ﺹ.١٦٣
) (٣ﺍﺑﻦ ﻋﺎﺑﺪﻳﻦ ) ١٢٥٢-١١٩٨ﻫـ( ،ﻫﻮ ﳏﻤﺪ ﺃﻣﲔ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﻋﺎﺑﺪﻳﻦ .ﺩﻣﺸﻘﻲ .ﻛﺎﻥ ﻓﻘﻴﻪ
ﺍﻟﺪﻳﺎﺭ ﺍﻟﺸﺎﻣﻴﺔ ،ﻭﺇﻣﺎﻡ ﺍﳊﻨﻔﻴﺔ ﰲ ﻋﺼﺮﻩ .ﺻﺎﺣﺐ "ﺭﺩ ﺍﶈﺘﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﺭ ﺍﳌﺨﺘﺎﺭ" ﺍﳌﺸﻬﻮﺭ ﲝﺎﺷﻴﺔ ﺍﺑﻦ
ﻋﺎﺑﺪﻳﻦ .ﲬﺲ ﳎﻠﺪﺍﺕ .ﻭﺍﺑﻨﻪ ﳏﻤﺪ ﻋﻼﺀ ﺍﻟﺪﻳﻦ ) ١٣٠٦-١٢٤٤ﻫـ( ﺍﳌﺸﻬﻮﺭ ﺃﻳﻀﺎ ﺑﺎﺑﻦ ﻋﺎﺑﺪﻳﻦ
ﺻﺎﺣﺐ "ﻗﺮﺓ ﻋﻴﻮﻥ ﺍﻷﺧﻴﺎﺭ" ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﺗﻜﻤﻠﺔ ﳊﺎﺷﻴﺔ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﺍﻟﺬﻛﺮ .ﻣﻦ ﺗﺼﺎﻧﻴﻒ ﺍﺑﻦ ﻋﺎﺑﺪﻳﻦ
ﺍﻷﺏ" :ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﺍﻟﺪﺭﻳﺔ ﰲ ﺗﻨﻘﻴﺢ ﺍﻟﻔﺘﺎﻭﻯ ﺍﳊﺎﻣﺪﻳﺔ" ،ﻭ "ﻧﺴﻤﺎﺕ ﺍﻷﺳﺤﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺷﺮﺡ ﺍﳌﻨﺎﺭ" ﰲ ﺍﻷﺻﻮﻝ ،ﻭ
"ﺣﻮﺍﺵ ﻋﻠﻰ ﺗﻔﺴﲑ ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﻭﻱ" ،ﻭ "ﳎﻤﻮﻋﺔ ﺭﺳﺎﺋﻞ"] .ﺍﻷﻋﻼﻡ ﻟﻠﺰﺭﻛﻠﻲ ﺝ ٦ﺹ ،٢٦٧ﻭﻣﻘﺪﻣﺔ "ﺗﻜﻤﻠﺔ
ﺣﺎﺷﻴﺔ ﺍﺑﻦ ﻋﺎﺑﺪﻳﻦ ﺍﳌﺴﻤﺎﺓ ﻗﺮﺓ ﻋﻴﻮﻥ ﺍﻷﺧﻴﺎﺭ ﻁ ﻋﻴﺴﻰ ﺍﳊﻠﱯ ﺹ .[١١ - ٦
) (٤ﺍﺑﻦ ﻋﺎﺑﺪﻳﻦ ،ﺣﺎﺷﻴﺔ ﺍﺑﻦ ﻋﺎﺑﺪﻳﻦ ﺃﻭ ﺭﺩ ﺍﳌﺨﺘﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﺭ ﺍﳌﺨﺘﺎﺭ ﺷﺮﺡ ﺗﻨﻮﻳﺮ ﺍﻷﺑﺼﺎﺭ) ،ﺑﲑﻭﺕ :ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻜﺘﺐ
ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ١٤٢٣ ،ﻫـ٢٠٠٣/ﻡ( ،ﺝ ٥ﺹ.٦٢
) (٥ﺍﻟﺴﺮﺧﺴﻲ ) ٤٨٣ -ﻫـ( ،ﻫﻮ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺳﻬﻞ ،ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ،ﺍﻟﺴﺮﺧﺴﻲ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ )ﺳﺮﺧﺲ (
ﺑﻠﺪﺓ ﰲ ﺧﺮﺍﺳﺎﻥ .ﻭﻳﻠﻘﺐ ﺑﺸﻤﺲ ﺍﻷﺋﻤﺔ .ﻛﺎﻥ ﺇﻣﺎﻣﺎ ﰲ ﻓﻘﻪ ﺍﳊﻨﻔﻴﺔ ،ﻋﻼﻣﺔ ﺣﺠﺔ ﻣﺘﻜﻠﻤﺎ ﻧﺎﻇﺮﺍ ﺃﺻﻮﻟﻴﺎ
ﳎﺘﻬﺪﺍ ﰲ ﺍﳌﺴﺎﺋﻞ .ﺃﺧﺬ ﻋﻦ ﺍﳊﻠﻮﺍﱐ ﻭﻏﲑﻩ .ﺳﺠﻦ ﰲ ﺟﺐ ﺑﺴﺒﺐ ﻧﺼﺤﻪ ﻟﺒﻌﺾ ﺍﻷﻣﺮﺍﺀ ،ﻭﺃﻣﻠﻰ ﻛﺜﲑﺍ ﻣﻦ
ﻛﺘﺒﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻭﻫﻮ ﰲ ﺍﻟﺴﺠﻦ ،ﺃﻣﻼﻫﺎ ﻣﻦ ﺣﻔﻈﻪ .ﻣﻦ ﺗﺼﺎﻧﻴﻔﻪ" :ﺍﳌﺒﺴﻮﻁ" ﰲ ﺷﺮﺡ ﻛﺘﺐ ﻇﺎﻫﺮ
ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ،ﰲ ﺍﻟﻔﻘﻪ ،ﻭ "ﺍﻷﺻﻮﻝ" ﰲ ﺃﺻﻮﻝ ﺍﻟﻔﻘﻪ" ،ﺷﺮﺡ ﺍﻟﺴﲑ ﺍﻟﻜﺒﲑ" ﻟﻺﻣﺎﻡ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﻦ] .ﺍﻟﻔﻮﺍﺋﺪ
ﺍﻟﺒﻬﻴﺔ ﺹ ،١٥٨ﻭﺍﳉﻮﺍﻫﺮ ﺍﳌﻀﻴﺔ ﺝ ٢ﺹ ،٢٨ﻭﺍﻟﺰﺭﻛﻠﻲ ﺝ ٦ﺹ.[٢٠٨
) (٦ﺍﻟﺴﺮﺧﺴﻲ ،ﺍﳌﺒﺴﻮﻁ) ،ﺑﲑﻭﺕ :ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ١٤١٨ ،ﻫـ( ،ﺝ ١٢ﺹ.١٩٤
٢١
ا ﺊ ب اﻓول :ﻇﺰ ﻏ ت ا ﺊﺗ ﺸﻎ ا ﺶ ر وا ﺳ ﻄﻘت ا
ﻐﺋ ا ﺳ ﺦ ة
ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺴﻴﻮﺍﺳﻲ :ﻭﺍﻟﻐﺮﺭ ﻣﺎ ﻃﻮﻯ ﻋﻨﻚ ﻋﻠﻤﻪ.
)(١
)(٣
ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺰﻳﻠﻌﻲ) :(٢ﻭﺍﻟﻐﺮﺭ ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﳎﻬﻮﻝ ﺍﻟﻌﺎﻗﺒﺔ ﻻ ﻳﺪﺭﻱ ﺃﻳﻜﻮﻥ ﺃﻡ ﻻ.
ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻔﺎﺕ ﺇﺫﺍ ﺩﻗﻘﻨﺎ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻓﻮﺟﺪﻧﺎﻫﺎ ﺗﺆﻭﻝ ﺇﱃ ﺍﺛﻨﲔ:
أوﻻ :ﺇﻥ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺍﺑﻦ ﻋﺎﺑﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﻜﺎﺳﺎﱐ ﻣﻌﻨىﻬﻤﺎ ﻭﺍﺣﺪ ،ﺣﻴﺚ ﺟﻌﻼ ﺍﻟﻐﺮﺭ
ﺧﺎﺻﺎ ﲝﺎﻟﺔ ﺍﻟﺸﻚ ﰲ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﳌﺒﻴﻊ.
ﺛﺎﻧﻴﺎ :ﻭﺇﻥ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﺴﺮﺧﺴﻲ ﻭﺍﻟﺴﻴﻮﺍﺳﻲ ﻭﺍﻟﺰﻳﻠﻌﻲ ﻛﺬﻟﻚ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ ﻭﺍﺣﺪ ،ﻭﻫﺬﺍ
ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺃﻋﻢ ﻣﻦ ﺍﻷﻭﻟﲔ ،ﺣﻴﺚ ﻳﺸﻤﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﺎﻟﺔ )ﺍﻟﺸﻚ ﰲ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﳌﺒﻴﻊ( ﻭﺍﳊﺎﻻﺕ
ﺍﻷﺧﺮﻯ ﺍﻟﱵ ﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﻓﻴﻬﺎ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﶈﻞ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﻘﺪ .ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻨﺪﺭﺝ ﲢﺘﻪ ﲨﻴﻊ
ﺍﻟﻔﺮﻭﻉ ﺍﻟﱵ ﻭﺭﺩﺕ ﰲ ﻛﺘﺐ ﺍﳊﻨﻔﻴﺔ ،ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ :ﺇﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﻏﺮﺭﺍ .ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺍﳉﺎﻣﻊ.
اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎ ﻲ :ﻌﺮ ﻒ اﻟﻐﺮر ﻋﻨﺪ اﳌﺎﻟﻜﻴﺔ
)(١
ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺎﺯﺭﻱ) :(٤ﺍﻟﻐﺮﺭ ﻫﻮ ﻣﺎ ﺗﺮﺩﺩ ﺑﲔ ﺍﻟﺴﻼﻣﺔ ﻭﺍﻟﻌﻄﺐ.
) (١ﺍﺑﻦ ﺍﳍﻤﺎﻡ ،ﺷﺮﺡ ﻓﺘﺢ ﺍﻟﻘﺪﻳﺮ) ،ﺑﲑﻭﺕ :ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ١٤٢٤ ،ﻫـ٢٠٠٣/ﻡ( ﺝ ٦ﺹ.٥١٢
) (٢ﺍﻟﺰﻳﻠﻌﻲ )ﺷﺎﺭﺡ ﺍﻟﻜﱰ( ) ـ ٧٤٣ﻫـ( ﻫﻮ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﳏﺠﻦ ،ﻓﺨﺮ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﺰﻳﻠﻌﻲ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺯﻳﻠﻊ
ﺑﺎﻟﺼﻮﻣﺎﻝ .ﻓﻘﻴﻪ ﺣﻨﻔﻲ .ﻗﺪﻡ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ﺳﻨﺔ ٧٠٥ﻫـ ﻭﺩﺭﺱ ﻭﺃﻓﱴ ﻭﻗﺮﺭ ﻭﻧﺸﺮ ﺍﻟﻔﻘﻪ .ﻛﺎﻥ ﻣﺸﻬﻮﺭﺍ ﲟﻌﺮﻓﺔ
ﺍﻟﻨﺤﻮ ﻭﺍﻟﻔﻘﻪ ﻭﺍﻟﻔﺮﺍﺋﺾ .ﻭﻫﻮ ﻏﲑ ﺍﻟﺰﻳﻠﻌﻲ ﺻﺎﺣﺐ "ﻧﺼﺐ ﺍﻟﺮﺍﻳﺔ" .ﻣﻦ ﺗﺼﺎﻧﻴﻔﻪ "ﺗﺒﻴﲔ ﺍﳊﻘﺎﺋﻖ ﺷﺮﺡ ﻛﱰ
ﺍﻟﺪﻗﺎﺋﻖ" ﰲ ﺍﻟﻔﻘﻪ ،ﻭ "ﺍﻟﺸﺮﺡ ﻋﻠﻰ ﺍﳉﺎﻣﻊ ﺍﻟﻜﺒﲑ" ]ﺍﻟﻔﻮﺍﺋﺪ ﺍﻟﺒﻬﻴﺔ ﰲ ﺗﺮﺍﺟﻢ ﺍﳊﻨﻔﻴﺔ ﺹ ،١١٥ﻭﺍﻷﻋﻼﻡ
ﻟﻠﺰﺭﻛﻠﻲ ﺝ ٤ﺹ ،٣٧٣ﻭﺍﻟﺪﺭﺭ ﺍﻟﻜﺎﻣﻨﺔ ﺝ ٢ﺹ.٤٤٦
) (٣ﺍﻟﺰﻳﻠﻌﻲ ،ﺗﺒﻴﲔ ﺍﳊﻘﺎﺋﻖ ﺷﺮﺡ ﻛﱰ ﺍﻟﺪﻗﺎﺋﻖ) ،ﺑﲑﻭﺕ :ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ١٤١١ ،ﻫـ( ،ﺝ ٤ﺹ.٤٦
) (٤ﺍﳌﺎ ﺯﺭﹺﻱ ) ٤٥٣ﻭﻗﻴﻞ ٥٣٦ - ٤٤٣ﻫـ( ،ﻫﻮ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺍﻟﺘﻤﻴﻤﻲ ﺍﳌﺎﺯﺭﻱ .ﻧﺴﺒﺘﻪ ﺇﱃ "ﻣﺎﺯﺭ"
ﺑﻠﻴﺪﺓ ﰲ ﺻﻘﻠﻴﺔ .ﻟﻘﺐ ﺑﺎﻹﻣﺎﻡ ،ﻓﻘﻴﻪ ﺃﺻﻮﱄ .ﻗﺎﻝ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺪﻳﺒﺎﺝ " :ﻛﺎﻥ ﺁﺧﺮ ﺍﳌﺸﺘﻐﻠﲔ ﻣﻦ ﺷﻴﻮﺥ ﺇﻓﺮﻳﻘﻴﺔ
ﺑﺘﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻭﺭﺗﺒﺔ ﺍﻻﺟﺘﻬﺎﺩ ،ﻭﱂ ﻳﻜﻦ ﰲ ﻋﺼﺮﻩ ﻟﻠﻤﺎﻟﻜﻴﺔ ﺃﻓﻘﻪ ﻣﻨﻪ ﻭﻻ ﺃﻗﻮﻡ ﳌﺬﻫﺒﻬﻢ ﻣﻨﻪ .ﻟﻪ "ﺇﻳﻀﺎﺡ
ﺍﶈﺼﻮﻝ ﰲ ﺑﺮﻫﺎﻥ ﺍﻷﺻﻮﻝ ﻟﻠﺠﻮﻳﲏ" ،ﻭ "ﺗﻌﻠﻴﻖ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺪﻭﻧﺔ" ،ﻭ "ﻧﻈﻢ ﺍﻟﻔﻮﺍﺋﺪ ﰲ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪ" ،ﻭ "ﺷﺮﺡ
ﺍﻟﺘﻠﻘﲔ" ﻟﻌﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﰲ ﻋﺸﺮ ﳎﻠﺪﺍﺕ ،ﻭ "ﺍﻟﻜﺸﻒ ﻭﺍﻹﻧﺒﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺘﺮﺟﻢ ﺑﺎﻹﺣﻴﺎﺀ"] .ﺍﻟﺪﻳﺒﺎﺝ ﺍﳌﺬﻫﺐ
ﺹ ،٢٧٩ﻭﻭﻓﻴﺎﺕ ﺍﻷﻋﻴﺎﻥ ﺝ ٤ﺹ ٢٨٥ﺩﺍﺭ ﺻﺎﺩﺭ ،ﻭﻣﻌﺠﻢ ﺍﳌﺆﻟﻔﲔ ﺝ ١١ﺹ ،٣٢ﻭﺍﻷﻋﻼﻡ ﺝ٧
ﺹ.[ ١٦٤
٢٢
ا ﺊ ب اﻓول :ﻇﺰ ﻏ ت ا ﺊﺗ ﺸﻎ ا ﺶ ر وا ﺳ ﻄﻘت ا
ﻐﺋ ا ﺳ ﺦ ة
ﻭﻗﻴﻞ :ﺍﻟﻐﺮﺭ ﻣﺎ ﻳﺘﻴﻘﻦ ﻭﺟﻮﺩﻩ ﻭﺷﻚ ﰲ ﺳﻼﻣﺘﻪ.
)(٢
ﻭﻫﺬﺍﻥ ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻔﺎﻥ ﻳﺸﻤﻞ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﳌﺒﻴﻊ ،ﻭﻟﻜﻦ ﺑﻌﺪﻡ ﺍﻹﺣﺎﻃﺔ ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺘﻪ.
ﻗﺎﻝ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻣﺎﻟﻚ) (٣ﰲ ﺍﳌﻮﻃﺄ :ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻐﺮﺭ ﻭﺍﳌﺨﺎﻃﺮﺓ ﺃﻥ ﻳﻌﻤﺪ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻗﺪ ﺿﻠﺖ
ﺩﺍﺑﺘﻪ ﺃﻭ ﺃﺑﻖ ﻏﻼﻣﻪ ﻭﲦﻦ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﲬﺴﻮﻥ ﺩﻳﻨﺎﺭﺍ ،ﻓﻴﻘﻮﻝ ﺭﺟﻞ :ﺃﻧﺎ ﺁﺧﺬﻩ ﻣﻨﻚ
ﺑﻌﺸﺮﻳﻦ ﺩﻳﻨﺎﺭﺍ ،ﻓﺈﻥ ﻭﺟﺪﻩ ﺍﳌﺒﺘﺎﻉ ﺫﻫﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺎﺋﻊ ﺛﻼﺛﻮﻥ ﺩﻳﻨﺎﺭﺍ ،ﻭﺇﻥ ﱂ ﳚﺪﻩ ﺫﻫﺐ
ﺍﻟﺒﺎﺋﻊ ﻣﻦ ﺍﳌﺒﺘﺎﻉ ﺑﻌﺸﺮﻳﻦ ﺩﻳﻨﺎﺭﺍ؛ ﻗﺎﻝ ﻣﺎﻟﻚ :ﻭﰲ ﺫﻟﻚ ﻋﻴﺐ ﺁﺧﺮ ،ﺇﻥ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻀﺎﻟﺔ ﺇﻥ
ﻭﺟﺪﺕ ﱂ ﻳﺪﺭ ﺃﺯﺍﺩﺕ ﺃﻡ ﻧﻘﺼﺖ ،ﺃﻡ ﻣﺎ ﺣﺪﺙ ﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻴﻮﺏ ،ﻓﻬﺬﺍ ﺃﻋﻈﻢ
)(٤
ﺍﳌﺨﺎﻃﺮﺓ.
ﻭﻗﺎﻝ ﻣﺎﻟﻚ :ﻭﺍﻷﻣﺮ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﺃﻥ ﻣﻦ ﺍﳌﺨﺎﻃﺮﺓ ﻭﺍﻟﻐﺮﺭ ﺍﺷﺘﺮﺍﺀ ﻣﺎ ﰲ ﺑﻄﻮﻥ ﺍﻹﻧﺎﺙ
ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﺍﻟﺪﻭﺍﺏ ﻷﻧﻪ ﻻ ﻳﺪﺭﻯ ﺃﳜﺮﺝ ﺃﻡ ﻻ ﳜﺮﺝ ،ﻓﺈﻥ ﺧﺮﺝ ﱂ ﻳﺪﺭ ﺃﻳﻜﻮﻥ ﺣﺴﻨﺎ
ﺃﻡ ﻗﺒﻴﺤﺎ ،ﺃﻡ ﺗﺎﻣﺎ ﺃﻡ ﻧﺎﻗﺼﺎ ،ﺃﻡ ﺫﻛﺮﺍ ﺃﻡ ﺃﻧﺜﻰ ،ﻭﺫﻟﻚ ﻛﻠﻪ ﻳﺘﻔﺎﺿﻞ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻛﺬﺍ
)(٥
ﻓﻘﻴﻤﺘﻪ ﻛﺬﺍ ،ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻛﺬﺍ ﻓﻘﻴﻤﺘﻪ ﻛﺬﺍ.
) (١ﺍﳌﻮﺍﻕ ،ﺍﻟﺘﺎﺝ ﻭﺍﻹﻛﻠﻴﻞ) ،ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ،ﻣﺼﺮ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻨﺪﻭﺓ١٤١٣ ،ﻫـ( ،ﺝ ٤ﺹ.٣٦٢
) (٢ﺍﻷﺯﻫﺮﻱ ،ﺍﻟﺜﻤﺮ ﺍﻟﺪﺍﱐ ﺷﺮﺡ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﻘﲑﻭﺍﱐ) ،ﺑﲑﻭﺕ ،ﺩﺍﺭ ﺍﺑﻦ ﺣﺰﻡ٢٠٠٩ ،ﻡ( ﺝ ١ﺹ.٥٠١
) (٣ﻣﺎﻟﻚ ) ١٧٩-٩٣ﻫـ( ،ﻫﻮ ﻣﺎﻟﻚ ﺑﻦ ﺃﻧﺲ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﺍﻷﺻﺒﺤﻲ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭﻱ ﺇﻣﺎﻡ ﺩﺍﺭ ﺍﳍﺠﺮﺓ ،ﻭﺃﺣﺪ ﺍﻷﺋﻤﺔ
ﺍﻷﺭﺑﻌﺔ ﻋﻨﺪ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ .ﺃﺧﺬ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻋﻦ ﻧﺎﻓﻊ ﻣﻮﱃ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﺮ ،ﻭﺍﻟﺰﻫﺮﻱ ،ﻭﺭﺑﻴﻌﺔ ﺍﻟﺮﺃﻱ ،ﻭﻧﻈﺮﺍﺋﻬﻢ .ﻭﻛﺎﻥ
ﻣﺸﻬﻮﺭﺍ ﺑﺎﻟﺘﺜﺒﺖ ﻭﺍﻟﺘﺤﺮﻱ :ﻳﺘﺤﺮﻯ ﻓﻴﻤﻦ ﻳﺄﺧﺬ ﻋﻨﻪ ،ﻭﻳﺘﺤﺮﻯ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺮﻭﻳﻪ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ،ﻭﻳﺘﺤﺮﻯ ﰲ
ﺍﻟﻔﺘﻴﺎ :ﻻ ﻳﺒﺎﱄ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻝ" :ﻻ ﺃﺩﺭﻱ" .ﻭﺭﻭﻱ ﻋﻨﻪ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ" :ﻣﺎ ﺃﻓﺘﻴﺖ ﺣﱴ ﺷﻬﺪ ﺳﺒﻌﻮﻥ ﺷﻴﺨﺎ ﺃﱐ ﻣﻮﺿﻊ
ﻟﺬﻟﻚ" .ﺍﺷﺘﻬﺮ ﰲ ﻓﻘﻬﻪ ﺑﺎﺗﺒﺎﻉ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﻋﻤﻞ ﺃﻫﻞ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ .ﻣﻴﻼﺩﻩ ﻭﻭﻓﺎﺗﻪ ﺑﺎﳌﺪﻳﻨﺔ .ﻣﻦ ﺗﺼﺎﻧﻴﻔﻪ:
"ﺍﳌﻮﻃﺄ" ،ﻭ"ﺗﻔﺴﲑ ﻏﺮﻳﺐ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ" ،ﻭﲨﻊ ﻓﻘﻬﻪ ﰲ "ﺍﳌﺪﻭﻧﺔ" .ﻭﻟﻪ "ﺍﻟﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺪﺭﻳﺔ" ،ﻭ "ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ" ﺇﱃ
ﺍﻟﻠﻴﺚ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ] .ﺍﻟﺪﻳﺒﺎﺝ ﺍﳌﺬﻫﺐ ﺹ ،٢٨-١١ﻭﺬﻳﺐ ﺍﻟﺘﻬﺬﻳﺐ ﺝ ١٠ﺹ ،٥ﻭﻭﻓﻴﺎﺕ ﺍﻷﻋﻴﺎﻥ ﺝ١
ﺹ.[٤٣٩
) (٤ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻣﺎﻟﻚ ،ﺍﳌﻮﻃﺄ) ،ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ،ﻣﺼﺮ ،ﻣﻜﺘﺒﺔ ﺍﻟﻔﺮﻗﺎﻥ١٤١٣ ،ﻫـ( ،ﺝ ٢ﺹ ،٦٦٥ﺍﻟﺘﻨﻮﺧﻲ ،ﺍﳌﺪﻭﻧﺔ
ﺍﻟﻜﱪﻯ ،ﺑﲑﻭﺕ :ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ١٤١٥ ،ﻫـ١٩٩٤/ﻡ( ،ﺝ ١٠ﺹ.٢٠٦
) (٥ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻣﺎﻟﻚ ،ﺍﳌﻮﻃﺄ) ،ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ،ﻣﺼﺮ ،ﻣﻜﺘﺒﺔ ﺍﻟﻔﺮﻗﺎﻥ١٤١٣ ،ﻫـ( ،ﺝ ٢ﺹ.٦٦٥
٢٣
ا ﺊ ب اﻓول :ﻇﺰ ﻏ ت ا ﺊﺗ ﺸﻎ ا ﺶ ر وا ﺳ ﻄﻘت ا
ﻐﺋ ا ﺳ ﺦ ة
ﻓﻤﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﻳﺘﻠﺨﺺ ﺃﻥ ﺍﻟﻐﺮﺭ ﻋﻨﺪ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻣﺎﻟﻚ ﻫﻮ ﻣﺎ ﺟﻬﻞ ﻭﺟﻮﺩﻩ
ﻭﺟﻬﻠﺖ ﺻﻔﺘﻪ .ﻓﻬﺬﺍ ﺃﻋﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻔﲔ ﺍﻷﻭﻟﲔ ﻻﺷﺘﻤﺎﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻬﻮﻝ ﺃﻳﻀﺎ.
ﻭﺫﻛﺮ ﰲ ﺍﻟﻜﺎﰲ :ﻭﲨﻠﺔ ﻣﻌﲎ ﺍﻟﻐﺮﺭ ﺃﻧﻪ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺘﺒﺎﻳﻊ ﺑﻪ ﺍﳌﺘﺒﺎﻳﻌﺎﻥ ﳑﺎ ﻳﺪﺧﻠﻪ
)(١
ﺍﳋﻄﺮ ﻭﺍﻟﻘﻤﺎﺭ ﻭﺟﻬﻞ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﳌﺒﻴﻊ ﻭﺍﻹﺣﺎﻃﺔ ﺑﺄﻛﺜﺮ ﺻﻔﺎﺗﻪ.
ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻔﺎﺕ ﻛﻠﻬﺎ ﻣﺘﻘﺎﺭﺑﺔ ﺍﳌﻌﲎ ﺃﻭ ﺑﻌﺒﺎﺭﺓ ﳐﺘﺼﺮﺓ ﻓﺎﻟﻐﺮﺭ ﻋﻨﺪ ﺍﳌﺎﻟﻜﻴﺔ ﻫﻮ
ﻣﺎ ﺟﻬﻞ ﻭﺟﻮﺩﻩ ﻭﺟﻬﻞ ﺻﻔﺘﻪ.
اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎﻟﺚ :ﻌﺮ ﻒ اﻟﻐﺮر ﻋﻨﺪ اﻟﺸﺎﻓﻌﻴﺔ
ﻭﻗﺪ ﺗﻌﺮﺽ ﻓﻘﻬﺎﺀ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻴﺔ ﰲ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﻐﺮﺭ ﺑﺄﻟﻔﺎﻅ ﻣﺘﻘﺎﺭﺑﺔ ،ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﲑﺍﺯﻱ):(٢
)(٣
ﻭﺍﻟﻐﺮﺭ ﻣﺎ ﺍﻧﻄﻮﻯ ﻋﻨﻪ ﺃﻣﺮﻩ ﻭﺧﻔﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﺎﻗﺒﺘﻪ.
)(١
ﻭﻗﺎﻝ ﺍﳊﺴﻴﲏ) :(٤ﻭﺍﻟﻐﺮﺭ ﻣﺎ ﺍﻧﻄﻮﻯ ﻋﻨﺎ ﻋﺎﻗﺒﺘﻪ.
) (١ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﱪ ،ﺍﻟﻜﺎﰲ ﰲ ﻓﻘﻪ ﺃﻫﻞ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ﺍﳌﺎﻟﻜﻲ) ،ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ،ﻣﺼﺮ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻨﺪﻭﺓ١٤١٣ ،ﻫـ( ،ﺝ ١ﺹ.٣٦٣
) (٢ﺍﻟﺸﲑﺍﺯﻱ ) ٤٦٧ - ٣٩٣ﻫـ ( ،ﻫﻮ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﻳﻮﺳﻒ ،ﺃﺑﻮ ﺇﺳﺤﺎﻕ ،ﲨﺎﻝ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﺸﲑﺍﺯﻱ.
ﻭﻟﺪ ﺑﻔﲑﻭﺯ ﺁﺑﺎﺩ ) ﺑﻠﻴﺪﺓ ﺑﻔﺎﺭﺱ ( ﻧﺸﺄ ﺑﺒﻐﺪﺍﺩ ﻭﺗﻮﰲ ﺎ .ﺃﺣﺪ ﺍﻷﻋﻼﻡ ،ﻓﻘﻴﻪ ﺷﺎﻓﻌﻲ .ﻛﺎﻥ ﻣﻨﺎﻇﺮﺍ ﻓﺼﻴﺤﺎ
ﻭﺭﻋﺎ ﻣﺘﻮﺍﺿﻌﺎ .ﻗﺮﺃ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﰊ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﻭﻱ ﻭﻏﲑﻩ ،ﻭﻟﺰﻡ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺃﺑﺎ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﺇﱃ ﺃﻥ ﺻﺎﺭ ﻣﻌﻴﺪﻩ ﰲ
ﺣﻠﻘﺘﻪ .ﺍﻧﺘﻬﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﺭﺋﺎﺳﺔ ﺍﳌﺬﻫﺐ ،ﺑﻨﻴﺖ ﻟﻪ ﺍﻟﻨﻈﺎﻣﻴﺔ ﻭﺩﺭﺱ ﺎ ﺇﱃ ﺣﲔ ﻭﻓﺎﺗﻪ .ﻣﻦ ﺗﺼﺎﻧﻴﻔﻪ" :ﺍﳌﻬﺬﺏ" ﰲ
ﺍﻟﻔﻘﻪ ،ﻭ "ﺍﻟﻨﻜﺖ" ﰲ ﺍﳋﻼﻑ ،ﻭ "ﺍﻟﺘﺒﺼﺮﺓ" ﰲ ﺃﺻﻮﻝ ﺍﻟﻔﻘﻪ] .ﻃﺒﻘﺎﺕ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻴﺔ ﺍﻟﻜﱪﻯ ﺝ ٣ﺹ،٨٨
ﻭﺷﺬﺭﺍﺕ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﺝ ٣ﺹ ،٣٤٩ﻭﺍﻟﻠﺒﺎﺏ ﺝ ٢ﺹ ،٤٥١ﻭﻣﻌﺠﻢ ﺍﳌﺆﻟﻔﲔ ﺝ ١ﺹ.[٦٨
) (٣ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﻨﻮﻭﻱ ،ﺍﻤﻮﻉ ﺷﺮﺡ ﺍﳌﻬﺬﺏ) ،ﺟﺪﺓ ،ﻣﻜﺘﺒﺔ ﺍﻹﺭﺷﺎﺩ ،ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺴﻨﺔ( ،ﺝ ١ﺹ ،٢٦٢ﻭﳍﺬﺍ ﻗﺎﻟﺖ
ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﺎ ﰲ ﻭﺻﻒ ﺃﰊ ﺑﻜﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻓﺮﺩ ﻧﺸﺮ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﻏﺮﻩ ﺃﻱ ﻋﻠﻰ ﻃﻴﻪ ﻭﺍﳌﻌﺪﻭﻡ
ﻗﺪ ﺍﻧﻄﻮﻯ ﻋﻨﻪ ﺃﻣﺮﻩ ﻭﺧﻔﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﺎﻗﺒﺘﻪ ﻓﻠﻢ ﳚﺰ ﺑﻴﻌﻪ.
) (٤ﺍﳊﺴﻴﲏ ) ٨٧٤ - ٨١٨ﻫـ ( ،ﻫﻮ ﲪﺰﺓ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ،ﺍﳊﺴﻴﲏ ،ﺍﻟﺪﻣﺸﻘﻲ،
ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﻓﻘﻴﻪ ،ﻣﺆﺭﺥ ،ﺣﺎﻓﻆ ،ﺣﻔﻆ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺍﻟﺘﻨﺒﻴﻪ ﻭﺗﺼﺤﻴﺤﺔ ﻟﻸﺳﻨﻮﻱ ﻭﻏﲑﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺘﺐ ،ﻭﺃﺧﺬ ﺍﻟﻔﻘﻪ
ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻗﺎﺿﻲ ﺷﻬﺒﺔ ﻭﻛﺎﻥ ﻓﺎﺿﻼ ﻣﻔﻨﻨﺎ ﻣﺘﻮﺍﺿﻌﺎ ﻟﻄﻴﻒ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﺓ ﻛﺜﲑ ﺍﻟﺘﻮﺩﺩ ﻭﺍﻟﻔﻀﻞ .ﻣﻦ
ﺗﺼﺎﻧﻴﻔﻪ" :ﺍﻹﻳﻀﺎﺡ ﻋﻠﻰ ﲢﺮﻳﺮ ﺍﻟﺘﻨﺒﻴﻪ ﻟﻠﻨﻮﻭﻱ" ﻭ "ﺑﻘﺎﻳﺎ ﺍﳋﺒﺎﻳﺎ" ﺍﺳﺘﺪﺭﻙ ﻓﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﺧﺒﺎﻳﺎ ﺍﻟﺰﻭﺍﻳﺎ ﻟﻠﺰﺭﻛﺸﻲ
٢٤
ا ﺊ ب اﻓول :ﻇﺰ ﻏ ت ا ﺊﺗ ﺸﻎ ا ﺶ ر وا ﺳ ﻄﻘت ا
ﻐﺋ ا ﺳ ﺦ ة
ﻭﻗﺎﻝ ﺍﳌﺎﻭﺭﺩﻱ) :(٢ﻭﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﻐﺮﺭ ﻣﺎ ﺗﺮﺩﺩ ﺑﲔ ﺟﺎﺋﺰﻳﻦ ﺃﺧﻮﻓﻬﻤﺎ ﺃﻏﻠﺒﻬﻤﺎ ،ﻭﻗﻴﻞ:
ﻣﺎ ﺍﻧﻄﻮﺕ ﻋﻨﺎ ﻋﺎﻗﺒﺘﻪ.
)(٣
ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﻘﻠﻴﻮﰊ) :(٤ﺍﻟﻐﺮﺭ ﻫﻮ ﻣﺎ ﺍﻧﻄﻮﺕ ﻋﻨﺎ ﻋﺎﻗﺒﺘﻪ ،ﺃﻭ ﻣﺎ ﺗﺮﺩﺩ ﺑﲔ ﺃﻣﺮﻳﻦ
)(٥
ﺃﻏﻠﺒﻬﻤﺎ ﺃﺧﻮﻓﻬﻤﺎ.
ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺮﻣﻠﻲ) :(٦ﺍﻟﻐﺮﺭ ﻫﻮ ﻣﺎ ﺍﺣﺘﻤﻞ ﺃﻣﺮﻳﻦ ﺃﻏﻠﺒﻬﻤﺎ ﺃﺧﻮﻓﻬﻤﺎ.
)(٧
ﰲ ﻓﺮﻭﻉ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ" ،ﻭﻓﻀﺎﺋﻞ ﺑﻴﺖ ﺍﳌﻘﺪﺱ"] .ﺍﻟﻀﻮﺀ ﺍﻟﻼﻣﻊ ﺝ ٣ﺹ ،١٦٣ﻭﺇﻳﻀﺎﺡ ﺍﳌﻜﻨﻮﻥ ﺝ٢
ﺹ ،٤٨٦ﻭﻣﻌﺠﻢ ﺍﳌﺆﻟﻔﲔ ﺝ ٤ﺹ.[٧٧
) (١ﺗﻘﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﳊﺼﲏ ،ﻛﻔﺎﻳﺔ ﺍﻷﺧﻴﺎﺭ) ،ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ،ﻣﺼﺮ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻨﺪﻭﺓ١٤١٣ ،ﻡ( ،ﺝ ١ﺹ.٢٤٢
) (٢ﺍﳌﺎﻭﺭﺩﻱ ) ٤٥٠-٣٦٤ﻫـ ( ،ﻫﻮ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺣﺒﻴﺐ ﺍﳌﺎﻭﺭﺩﻱ ،ﻧﺴﺒﺘﻪ ﺇﱃ ﺑﻴﻊ ﻣﺎﺀ ﺍﻟﻮﺭﺩ .ﻭﻟﺪ
ﺑﺎﻟﺒﺼﺮﺓ ﻭﺍﻧﺘﻘﻞ ﺇﱃ ﺑﻐﺪﺍﺩ .ﺇﻣﺎﻡ ﰲ ﻣﺬﻫﺐ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ،ﻛﺎﻥ ﺣﺎﻓﻈﺎ ﻟﻪ .ﻭﻫﻮ ﺃﻭﻝ ﻣﻦ ﻟﻘﺐ ﺑـ "ﺃﻗﻀﻰ
ﺍﻟﻘﻀﺎﺓ" ﰲ ﻋﻬﺪ ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ ﺑﺄﻣﺮ ﺍﷲ ﺍﻟﻌﺒﺎﺳﻲ .ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻟﻪ ﺍﳌﻜﺎﻧﺔ ﺍﻟﺮﻓﻴﻌﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﳋﻠﻔﺎﺀ ﻭﻣﻠﻮﻙ ﺑﻐﺪﺍﺩ .ﺗﻮﰲ ﰲ
ﺑﻐﺪﺍﺩ .ﻣﻦ ﺗﺼﺎﻧﻴﻔﻪ" :ﺍﳊﺎﻭﻱ" ﰲ ﺍﻟﻔﻘﻪ ٢٠ﳎﻠﺪﺍ ﻭ "ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻧﻴﺔ" ﻭ"ﺃﺩﺏ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺍﻟﺪﻳﻦ" ،ﻭ
"ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻮﺯﺍﺭﺓ"] ،ﻃﺒﻘﺎﺕ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻴﺔ ﺝ ٣ﺹ ،٣١٤-٣٠٣ﻭﺍﻟﺸﺬﺭﺍﺕ ﺝ ٣ﺹ ،٢٨٥ﻭﺍﻷﻋﻼﻡ ﻟﻠﺰﺭﻛﻠﻲ
ﺝ ٥ﺹ.[١٤٦
) (٣ﺍﳌﺎﻭﺭﺩﻱ ،ﺍﳊﺎﻭﻱ ﺍﻟﻜﺒﲑ) ،ﺑﲑﻭﺕ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ١٤٢٠ ،ﻫـ( ،ﺝ ٥ﺹ ،١٥ﺍﻟﺸﺮﺑﻴﲏ ،ﻣﻐﲏ ﺍﶈﺘﺎﺝ،
)ﺑﲑﻭﺕ ،ﺩﺍﺭ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ١٤١٨ ،ﻫـ١٩٩٧/ﻡ( ،ﺝ ٢ﺹ.١٢
) (٤ﺍﻟﻘﻠﻴﻮﰊ ) ١٠٦٩ -ﻫـ( ،ﻫﻮ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺳﻼﻣﺔ ،ﺷﻬﺎﺏ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﻘﻠﻴﻮﰊ .ﻓﻘﻴﻪ ﺷﺎﻓﻌﻲ .ﻣﻦ ﺃﻫﻞ
ﻗﻠﻴﻮﺏ ﰲ ﻣﺼﺮ .ﻟﻪ ﺣﻮﺍﺵ ﻭﺷﺮﻭﺡ ﻭﺭﺳﺎﺋﻞ .ﻣﻦ ﻣﺼﻨﻔﺎﺗﻪ :ﺭﺳﺎﻟﺔ ﰲ ﻓﻀﺎﺋﻞ ﻣﻜﺔ ﻭﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ﻭﺑﻴﺖ ﺍﳌﻘﺪﺱ،
ﻭ "ﺍﳍﺪﺍﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﻼﻟﺔ" ﰲ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻭﺍﻟﻘﺒﻠﺔ ،ﻭﺣﺎﺷﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺷﺮﺡ ﺍﳌﻨﻬﺎﺝ] ،ﺍﻷﻋﻼﻡ ﻟﻠﺰﺭﻛﻠﻲ ،ﻭﺍﶈﱯ
ﺝ ١ﺹ.[١٧٥
) (٥ﺍﻟﻘﻠﻴﻮﰊ ،ﺣﺎﺷﻴﺔ ﻗﻠﻴﻮﰊ) ،ﺑﲑﻭﺕ ،ﺩﺍﺭ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ١٤١٢ ،ﻫـ( ،ﺝ ٢ﺹ.٢٠٢
) (٦ﺍﻟﺮﻣﻠﻲ ) ١٠٠٤ - ٩١٩ﻫـ ( ،ﻫﻮ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﲪﺰﺓ ،ﴰﺲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ،ﻓﻘﻴﻪ ﺍﻟﺪﻳﺎﺭ ﺍﳌﺼﺮﻳﺔ ﻭﻣﺮﺟﻌﻬﺎ
ﰲ ﺍﻟﻔﺘﻮﻯ .ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻪ :ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﺍﻟﺼﻐﲑ .ﻭﻗﻴﻞ :ﻫﻮ ﳎﺪﺩ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻌﺎﺷﺮ .ﲨﻊ ﻓﺘﺎﻭﻯ ﺃﺑﻴﻪ ،ﻭﺻﻨﻒ ﺷﺮﻭﺣﺎ،
ﻭﺣﻮﺍﺷﻲ ﻛﺜﲑﺓ .ﻣﻦ ﻣﺼﻨﻔﺎﺗﻪ" :ﺎﻳﺔ ﺍﶈﺘﺎﺝ ﺇﱃ ﺷﺮﺡ ﺍﳌﻨﻬﺎﺝ" ،ﻭ "ﻏﺎﻳﺔ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﺷﺮﺡ ﺯﺑﺪ ﺑﻦ ﺭﺳﻼﻥ" ،ﻭ
"ﺷﺮﺡ ﺍﻟﺒﻬﺠﺔ ﺍﻟﻮﺭﺩﻳﺔ"]،ﺧﻼﺻﺔ ﺍﻷﺛﺮ ﺝ ٣ﺹ ،٣٤٣ﻭﺍﻷﻋﻼﻡ ﺝ ٦ﺹ ،٢٣٥ﻭﻓﻬﺮﺱ ﺍﻟﺘﻴﻤﻮﺭﻳﺔ ﺝ ٨
ﺹ.[٢٥٥
) (٧ﺍﻟﺮﻣﻠﻲ ،ﺎﻳﺔ ﺍﶈﺘﺎﺝ) ،ﺑﲑﻭﺕ،
ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ١٤٢٤ ،ﻫـ٢٠٠٣/ﻡ( ،ﺝ ٣ﺹ.٤٠٥
٢٥
ا ﺊ ب اﻓول :ﻇﺰ ﻏ ت ا ﺊﺗ ﺸﻎ ا ﺶ ر وا ﺳ ﻄﻘت ا
ﻐﺋ ا ﺳ ﺦ ة
ﻭﺗﻌﺮﻳﻔﺎﺕ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻴﺔ ﻛﻠﻬﺎ ﺗﺆﺩﻱ ﺇﱃ ﻣﻌﲎ ﻭﺍﺣﺪ .ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﺗﺮﺩﺩ ﺑﲔ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ
ﻭﺍﻟﻌﺪﻡ ﺣﻴﺚ ﻻ ﺗﻌﺮﻑ ﻋﺎﻗﺒﺘﻪ ،ﻭﺇﻥ ﺗﻌﺮﻑ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻌﺪﻡ ﺃﻏﻠﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ.
اﻟﻔﺮع اﻟﺮا ﻊ :ﻌﺮ ﻒ اﻟﻐﺮر ﻋﻨﺪ ا ﻨﺎﺑﻠﺔ
ﺫﻛﺮ ﰲ ﺑﻌﺾ ﻛﺘﺐ ﺍﳊﻨﺎﺑﻠﺔ :ﻭﻓﺴﺮ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ
)(٢
)(١
ﻭﲨﺎﻋﺔ :ﺍﻟﻐﺮﺭ ﻣﺎ ﺗﺮﺩﺩ ﺑﲔ
ﺃﻣﺮﻳﻦ ﻟﻴﺲ ﺃﺣﺪﳘﺎ ﺃﻇﻬﺮ.
ﻭﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻣﻔﻠﺢ ) :(٣ﺍﻟﻐﺮﺭ ﻣﺎ ﺗﺮﺩﺩ ﺑﲔ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﻭﺍﻟﻌﺪﻡ.
)(٤
) (١ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺃﺑﻮ ﻳﻌﻠﻰ ٤٥٨ - ٣٨٠ ) ،ﻫـ ( ،ﻫﻮ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺧﻠﻒ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ
ﺍﻟﻔﺮﺍﺀ ،ﺷﻴﺦ ﺍﳊﻨﺎﺑﻠﺔ ﰲ ﻭﻗﺘﻪ .ﻭﻋﺎﱂ ﻋﺼﺮﻩ ﰲ ﺍﻷﺻﻮﻝ ﻭﺍﻟﻔﺮﻭﻉ ﻭﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﻔﻨﻮﻥ .ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺑﻐﺪﺍﺩ .ﻭﻻﻩ
ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ ﺍﻟﻌﺒﺎﺳﻲ ﻗﻀﺎﺀ ﺩﺍﺭ ﺍﳋﻼﻓﺔ ﻭﺍﳊﺮﱘ ﻭﺣﺮﺍﻥ ﻭﺣﻠﻮﺍﻥ .ﻣﻦ ﺗﺼﺎﻧﻴﻔﻪ" :ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ" ،ﻭ"ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ
ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻧﻴﺔ" ،ﻭ"ﺍﺮﺩ" ،ﻭ"ﺍﳉﺎﻣﻊ ﺍﻟﺼﻐﲑ" ﰲ ﺍﻟﻔﻘﻪ ،ﻭ"ﺍﻟﻌﺪﺓ" ،ﻭ"ﺍﻟﻜﻔﺎﻳﺔ" ﰲ ﺍﻷﺻﻮﻝ ] .ﻃﺒﻘﺎﺕ ﺍﳊﻨﺎﺑﻠﺔ
ﻻﺑﻦ ﺃﰊ ﻳﻌﻠﻰ ﺝ ٢ﺹ ،٢٣٠-١٩٣ﻭﺍﻷﻋﻼﻡ ﻟﻠﺰﺭﻛﻠﻲ ﺝ ٦ﺹ ،٢٣١ﻭﺷﺬﺭﺍﺕ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﺝ ٣ﺹ[ ٣٠٦
) (٢ﺍﺑﻦ ﻣﻔﻠﺢ ،ﺍﳌﺒﺪﻉ ﺷﺮﺡ ﺍﳌﻘﻨﻊ) ،ﺑﲑﻭﺕ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ١٤١٨ ،ﻫـ١٩٩٧/ﻡ( ،ﺝ ٤ﺹ،٢٣
ﺍﻟﺒﻬﻮﰐ ،ﺷﺮﺡ ﻣﻨﺘﻬﻰ ﺍﻹﺭﺍﺩﺍﺕ) ،ﺑﲑﻭﺕ ،ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ١٤٢٠ ،ﻫـ( ،ﺝ ٢ﺹ ،١١ﺍﻟﺮﺣﻴﺒﺎﱐ ،ﻣﻄﺎﻟﺐ
ﺃﻭﱄ ﺍﻟﻨﻬﻰ) ،ﺑﲑﻭﺕ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ١٩٩٢ ،ﻡ( ،ﺝ ٣ﺹ ،٢٥ﺍﻟﺰﺭﻛﺸﻲ ،ﺷﺮﺡ ﺍﻟﺰﺭﻛﺸﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﱳ
ﺍﳋﺮﻗﻲ) ،ﻣﻜﺔ ،ﻣﻜﺘﱮ ﺍﻷﺳﺪﻱ١٤٣٠ ،ﻫـ٢٠٠٩/ﻡ( ،ﺝ ٢ﺹ.٨٢
) (٣ﺍﺑﻦ ﻣﻔﻠﺢ ) ٧١٠ﻭﻗﻴﻞ ٧٦٣-٧١٢ﻫـ ( ،ﻫﻮ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﻔﻠﺢ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﻔﺮﺡ ،ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ،ﴰﺲ
ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﳌﻘﺪﺳﻲ ﺍﻟﺮﺍﻣﻴﲏ ﰒ ﺍﻟﺼﺎﳊﻲ .ﻓﻘﻴﻪ ،ﺃﺻﻮﱄ ،ﳏﺪﺙ ،ﺃﻋﻠﻢ ﺃﻫﻞ ﻋﺼﺮﻩ ﲟﺬﻫﺐ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ.
ﺃﺧﺬ ﻋﻦ ﺍﳌﺰﻱ ﻭﺍﻟﺬﻫﱯ ﻭﺗﻘﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﺴﺒﻜﻲ ﻭﻏﲑﻫﻢ .ﻭﻟﺪ ﻭﻧﺸﺄ ﰲ ﺑﻴﺖ ﺍﳌﻘﺪﺱ ﻭﺗﻮﰲ ﺑﺼﺎﳊﻴﺔ ﺩﻣﺸﻖ .
ﻣﻦ ﺗﺼﺎﻧﻴﻔﻪ" :ﺍﻵﺩﺍﺏ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻭﺍﳌﻨﺢ ﺍﳌﺮﻋﻴﺔ" ﻭ"ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻔﺮﻭﻉ" ﻭ "ﺍﻟﻨﻜﺖ ﻭﺍﻟﻔﻮﺍﺋﺪ ﺍﻟﺴﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺸﻜﻞ
ﺍﶈﺮﺭ ﻻﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ" ﻭ "ﺷﺮﺡ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﳌﻘﻨﻊ"] .ﺍﻟﺪﺭﺭ ﺍﻟﻜﺎﻣﻨﺔ ﺝ ٤ﺹ ،٢٦١ﻭﺍﻟﻨﺠﻮﻡ ﺍﻟﺰﺍﻫﺮﺓ ﺝ ١١ﺹ، ١٦
ﻭﻣﻌﺠﻢ ﺍﳌﺆﻟﻔﲔ ﺝ ١٢ﺹ ،٤٤ﻭﺍﻷﻋﻼﻡ ﺝ ٧ﺹ.[٣٢٧
) (٤ﺍﺑﻦ ﻣﻔﻠﺢ ﺍﳌﻘﺪﺳﻲ ،ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻔﺮﻭﻉ) ،ﺑﲑﻭﺕ ،ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ١٩٩٠ ،ﻡ( ،ﺝ ٤ﺹ.٣٢٢
٢٦
ا ﺊ ب اﻓول :ﻇﺰ ﻏ ت ا ﺊﺗ ﺸﻎ ا ﺶ ر وا ﺳ ﻄﻘت ا
ﻐﺋ ا ﺳ ﺦ ة
ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ) :(١ﺍﻟﻐﺮﺭ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻘﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﺗﺴﻠﻴﻤﻪ ﺳﻮﺍﺀ ﻛﺎﻥ ﻣﻮﺟﻮﺩﺍ ﺃﻭ
)(٣
ﻣﻌﺪﻭﻣﺎ ،ﻛﺎﻟﻌﺒﺪ ﺍﻵﺑﻖ ﻭﺍﻟﺒﻌﲑ ﺍﻟﺸﺎﺭﺩ (٢).ﻭﻗﺎﻝ ﺃﻳﻀﺎ :ﺍﻟﻐﺮﺭ ﻫﻮ ﺍﻬﻮﻝ ﺍﻟﻌﺎﻗﺒﺔ.
ﻭﻗﺎﻝ ﰲ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﻌﻘﺪ :ﻭﺍﻟﻐﺮﺭ ﻗﺪ ﻗﻴﻞ ﰲ ﻣﻌﻨﺎﻩ :ﻫﻮ ﻣﺎ ﺧﻔﻴﺖ ﻋﺎﻗﺒﺘﻪ ،ﻭﻃﻮﻳﺖ
)(٤
ﻣﻐﺒﺘﻪ ،ﺃﻭ ﺍﻧﻄﻮﻯ ﺃﻣﺮﻩ .ﻭﻗﻴﻞ :ﻣﺎ ﺗﺮﺩﺩ ﺑﲔ ﺍﻟﺴﻼﻣﺔ ﻭﺍﻟﻌﻄﺐ.
ﻭﻳﺮﻯ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻔﺴﲑ ﺍﻷﺧﲑ ﺃﺑﲔ ﻭﺃﻭﺿﺢ ،ﻷﻥ ﺍﻟﻐﺮﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻐﺮﻳﺮ ،ﻭﺍﳌﻐﺮﺭ
)(٥
ﺑﺎﻟﺸﻲﺀ :ﺍﳌﺨﺎﻃﺮ ،ﻭﺍﳌﺨﺎﻃﺮ :ﺍﳌﺘﺮﺩﺩ ﺑﲔ ﺍﻟﺴﻼﻣﺔ ﻭﺍﻟﻌﻄﺐ.
ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺍﳉﻮﺯﻳﺔ) :(٦ﺍﻟﻐﺮﺭ ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻘﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﺗﺴﻠﻴﻤﻪ ﺳﻮﺍﺀ ﻛﺎﻥ
ﻣﻮﺟﻮﺩﺍ ﺃﻭ ﻣﻌﺪﻭﻣﺎ ﻛﺒﻴﻊ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺍﻵﺑﻖ ﻭﺍﻟﺒﻌﲑ ﺍﻟﺸﺎﺭﺩ (٧).ﻭﻗﺎﻝ ﰲ ﺯﺍﺩ ﺍﳌﻌﺎﺩ :ﻭﺍﻟﻐﺮﺭ ﳑﺎ
) (١ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ) ٧٢٨ - ٦٦١ﻫـ ( ،ﻫﻮ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﳊﻠﻴﻢ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﺍﳊﺮﺍﱐ ﺍﻟﺪﻣﺸﻘﻲ،
ﺗﻘﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ .ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺷﻴﺦ ﺍﻹﺳﻼﻡ .ﺣﻨﺒﻠﻲ .ﻭﻟﺪ ﰲ ﺣﺮﺍﻥ ﻭﺍﻧﺘﻘﻞ ﺑﻪ ﺃﺑﻮﻩ ﺇﱃ ﺩﻣﺸﻖ ﻓﻨﺒﻎ ﻭﺍﺷﺘﻬﺮ .ﺳﺠﻦ
ﲟﺼﺮ ﻣﺮﺗﲔ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﻓﺘﺎﻭﺍﻩ .ﻭﺗﻮﰲ ﺑﻘﻠﻌﺔ ﺩﻣﺸﻖ ﻣﻌﺘﻘﻼ .ﻛﺎﻥ ﺩﺍﻋﻴﺔ ﺇﺻﻼﺡ ﰲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ،ﺁﻳﺔ ﰲ ﺍﻟﺘﻔﺴﲑ
ﻭﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪ ﻭﺍﻷﺻﻮﻝ ،ﻓﺼﻴﺢ ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ .ﻣﻜﺜﺮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺼﻨﻴﻒ .ﻣﻦ ﺗﺼﺎﻧﻴﻔﻪ "ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ "" ،ﻭﻣﻨﻬﺎﺝ
ﺍﻟﺴﻨﺔ" ،ﻭﻃﺒﻌﺖ " ﻓﺘﺎﻭﺍﻩ " ﰲ ﺍﻟﺮﻳﺎﺽ ﻣﺆﺧﺮﺍ ﰲ ٣٥ﳎﻠﺪﺍ ] .ﺍﻷﻋﻼﻡ ﻟﻠﺰﺭﻛﻠﻲ ﺝ ١ﺹ ،١٤٠ﻭﺍﻟﺪﺭﺭ
ﺍﻟﻜﺎﻣﻨﺔ ﺝ ١ﺹ ،١٤٤ﻭﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﻭﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﺝ ١٤ﺹ[ ١٣٥
) (٢ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ،ﳎﻤﻮﻉ ﺍﻟﻔﺘﺎﻭﻯ) ،ﺍﻟﺮﻳﺎﺽ ،ﳎﻤﻊ ﺍﳌﻠﻚ ﻓﻬﺪ ﻟﻄﺒﺎﻋﺔ ﺍﳌﺼﺤﻒ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ١٤٢٤ ،ﻫـ٢٠٠٣/ﻡ(،
ﺝ ٢٠ﺹ.٥٤٣
) (٣ﺍﳌﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ،ﺝ ٢٩ﺹ ،٢٢ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ،ﺍﻟﻔﺘﺎﻭﻯ ﺍﻟﻜﱪﻯ) ،ﺑﲑﻭﺕ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ١٩٩٨ ،ﻡ( ،ﺝ٣
ﺹ.٤١٥
) (٤ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ،ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﻌﻘﺪ) ،ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ،ﻣﺼﺮ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﶈﻤﺪﻳﺔ ﻟﻠﻄﺒﺎﻋﺔ١٩٩٩ ،ﻡ( ،ﺹ.٢٢٤
) (٥ﺍﳌﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ.
) (٦ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ ) ٧٥١-٦٩١ﻫـ( ،ﻫﻮ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﺃﻳﻮﺏ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ ﺍﻟﺰﺭﻋﻲ .ﴰﺲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ
ﺩﻣﺸﻖ .ﻣﻦ ﺃﺭﻛﺎﻥ ﺍﻹﺻﻼﺡ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ،ﻭﺃﺣﺪ ﻛﺒﺎﺭ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ .ﺗﺘﻠﻤﺬ ﻋﻠﻰ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﻭﺍﻧﺘﺼﺮ ﻟﻪ ﻭﱂ ﳜﺮﺝ
ﻋﻦ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﺃﻗﻮﺍﻟﻪ ،ﻭﻗﺪ ﺳﺠﻦ ﻣﻌﻪ ﺑﺪﻣﺸﻖ .ﻛﺘﺐ ﲞﻄﻪ ﻛﺜﲑﺍ ،ﻭﺃﻟﻒ ﻛﺜﲑﺍ .ﻣﻦ ﺗﺼﺎﻧﻴﻔﻪ" :ﺍﻟﻄﺮﻕ
ﺍﳊﻜﻤﻴﺔ" ،ﻭ "ﻣﻔﺘﺎﺡ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ" ،ﻭ"ﺍﻟﻔﺮﻭﺳﻴﺔ" ،ﻭ"ﻣﺪﺍﺭﺝ ﺍﻟﺴﺎﻟﻜﲔ"] .ﺍﻷﻋﻼﻡ ﺝ ٦ﺹ ،٢٨١ﻭﺍﻟﺪﺭﺭ
ﺍﻟﻜﺎﻣﻨﺔ ﺝ ٣ﺹ ،٤٠٠ﻭﺟﻼﺀ ﺍﻟﻌﻴﻨﲔ ﺹ.[٢٠
) (٧ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺍﳉﻮﺯﻳﺔ ،ﺇﻋﻼﻡ ﺍﳌﻮﻗﻌﲔ ﻋﻦ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﳌﲔ) ،ﺍﻟﺮﻳﺎﺽ ،ﺩﺍﺭ ﺍﺑﻦ ﺍﳉﻮﺯﻱ١٤٢٣ ،ﻡ( ،ﺝ ٢ﺹ.٢٨
٢٧
ا ﺊ ب اﻓول :ﻇﺰ ﻏ ت ا ﺊﺗ ﺸﻎ ا ﺶ ر وا ﺳ ﻄﻘت ا
ﻐﺋ ا ﺳ ﺦ ة
ﻻ ﻳﻌﻠﻢ ﺣﺼﻮﻟﻪ ،ﺃﻭ ﻻ ﻳﻘﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﺗﺴﻠﻴﻤﻪ ،ﺃﻭ ﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﺣﻘﻴﻘﺘﻪ ﻭﻣﻘﺪﺍﺭﻩ (١).ﻭﻗﺎﻝ :ﻓﺈﻥ
ﺍﻟﻐﺮﺭ ﻫﻮ ﻣﺎ ﺗﺮﺩﺩ ﺑﲔ ﺍﳊﺼﻮﻝ ﻭﺍﻟﻔﻮﺍﺕ ،ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﺍﻷﺧﺮﻯ :ﻫﻮ ﻣﺎ ﻃﻮﻳﺖ
)(٣
ﻣﻌﺮﻓﺘﻪ ﻭﺟﻬﻠﺖ ﻋﻴﻨﻪ (٢).ﻭﻗﺎﻝ ﺃﻳﻀﺎ :ﺍﻟﻐﺮﺭ ﺗﺮﺩﺩ ﺑﲔ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﻭﺍﻟﻌﺪﻡ.
ﻭﻗﺪ ﺍﺿﻄﺮﺑﺖ ﺗﻌﺮﻳﻔﺎﺕ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ ،ﻓﺎﻟﻐﺮﺭ ﻋﻨﺪﻩ ﺗﺎﺭﺓ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻘﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﺗﺴﻠﻴﻤﻪ
ﻓﻘﻂ ،ﻭﺗﺎﺭﺓ ﻫﻮ ﻣﺎ ﺗﺮﺩﺩ ﺑﲔ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﻭﺍﻟﻌ
ﻧﻈﺮ ﺎت اﻟﺒﺤﺚ اﻟﻐﺮر
واﳌﻌﺎﻣﻼت اﳌﺎﻟﻴﺔ اﳌﻌﺎﺻﺮة
اﻟﻔﺼﻞ ول
ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻟﻐﺮر
وأﺣ ﺎﻣﮫ
اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎ ﻲ
ﺣﻘﻴﻘﺔ اﳌﻌﺎﻣﻼت
اﳌﺎﻟﻴﺔ اﳌﻌﺎﺻﺮة
وﺧﺼﺎﺋﺼﮫ
• اﳌﺒﺤﺚ ول :ﻣﻔ ﻮم اﻟﻐﺮر
واﻟﻔﺮق ﺑ ﻨﮫ و ن اﳌﺼﻄ ﺎت
اﳌﺸﺘ ﺔ ﺑﮫ
• اﳌﺒﺤﺚ اﻟﺜﺎ ﻲ :أﺣ ﺎم اﻟﻐﺮر
• اﳌﺒﺤﺚ ول :ﻣﻔ ﻮم اﳌﻌﺎﻣﻼت
اﳌﺎﻟﻴﺔ اﳌﻌﺎﺻﺮة
• اﳌﺒﺤﺚ اﻟﺜﺎ ﻲ :ﺧﺼﺎﺋﺺ
اﳌﻌﺎﻣﻼت اﳌﺎﻟﻴﺔ اﳌﻌﺎﺻﺮة
اﻟﻔﺼﻞ ا ٔول
ﺣﻘ ﻘﺔ اﻟﻐﺮر و ٔﺣﲀﻣﻪ
اﳌﺒﺤﺚ ا ٔول :ﻣﻔﻬﻮم اﻟﻐﺮر واﻟﻔﺮق ﺑ ﻪ وﺑﲔ اﳌﺼﻄﻠ ﺎت اﳌﺸ ﳢﺔ ﺑﻪ
اﳌﻄﻠﺐ ا ٔول :ﺗﻌﺮﯾﻒ اﻟﻐﺮر ﰲ اﻠﻐﺔ
اﳌﻄﻠﺐ اﻟﺜﺎﱐ :ﺗﻌﺮﯾﻒ اﻟﻐﺮر ﰲ اﺻﻄﻼح اﻟﻔﻘﻬﺎء
اﳌﻄﻠﺐ اﻟﺜﺎﻟﺚ :اﻟﻔﺮق ﺑﲔ اﻟﻐﺮر واﳌﺼﻄﻠ ﺎت اﳌﺸ ﳢﺔ ﺑﻪ
اﳌﺒﺤﺚ اﻟﺜﺎﱐ ٔ :ﺣﲀم اﻟﻐﺮر
اﳌﻄﻠﺐ ا ٔول :اﻟﻨﺼﻮص اﻟﻮاردة ﰲ ﻣ ﻊ اﻟﻐﺮر
اﳌﻄﻠﺐ اﻟﺜﺎﱐ :ا ٔﺣﲀم اﳌﺴﺘﻔﺎدة ﻣﻦ اﻟﻨﺼﻮص اﻟﻮاردة ﰲ اﻟﻐﺮر
اﳌﻄﻠﺐ اﻟﺜﺎﻟﺚ :اﳊِﲂ اﳌﺴﺘﻔﺎدة ﻣﻦ ﲢﺮﱘ ﺑﯿﻊ اﻟﻐﺮر
ا ﺊ ب اﻓول :ﻇﺰ ﻏ ت ا ﺊﺗ ﺸﻎ ا ﺶ ر وا ﺳ ﻄﻘت ا
ﻐﺋ ا ﺳ ﺦ ة
ﻭﻳﺮﺍﺩ ﺬﺍ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺑﻴﺎﻥ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﻐﺮﺭ ،ﺣﻴﺚ ﻳﺘﺤﺪﺙ ﻋﻦ ﻣﻔﻬﻮﻣﻪ ﰲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻭﰲ
ﺍﺻﻄﻼﺡ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﺍﳌﺘﻘﺪﻣﲔ ﻣﻦ ﺍﳌﺬﺍﻫﺐ ﺍﻷﺭﺑﻌﺔ ،ﰒ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺍﳉﺎﻣﻊ ﺍﳌﺎﻧﻊ ﳉﻤﻴﻊ
ﻓﺮﻭﻉ ﺍﻟﻐﺮﺭ ،ﰒ ﻳﻌﻘﺒﻪ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺑﲔ ﺍﻟﻐﺮﺭ ﻭﺑﲔ ﺍﳌﺼﻄﻠﺤﺎﺕ ﺍﳌﺸﺘﺒﻬﺔ ﺑﻪ،
ﻟﻴﻜﻮﻥ ﺍﻟﻐﺮﺭ ﻭﺍﺿﺤﺎ ﻻ ﻳﻠﺒﺴﻪ ﺃﻱ ﻏﻤﻮﺽ ،ﰒ ﻳﺄﰐ ﺑﻌﺪﻩ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﰲ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﻐﺮﺭ ﰲ
ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﻭﻳﻀﺎﻑ ﺇﱃ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺑﻴﺎﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﳊﻜﻢ ﰲ ﲢﺮﱘ ﺍﻟﻐﺮﺭ ،ﻭﻟﺬﻟﻚ
ﻳﻘﺴﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺇﱃ ﻣﺒﺤﺜﲔ :ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻷﻭﻝ ﲢﺪﺙ ﻋﻦ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﻐﺮﺭ ﻭﺍﻟﻔﺮﻕ ﺑﻴﻨﻪ
ﻭﺑﲔ ﺍﳌﺼﻄﻠﺤﺎﺕ ﺍﳌﺸﺘﺒﻬﺔ ﺑﻪ ،ﻭﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﲢﺪﺙ ﻋﻦ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﻐﺮﺭ.
ﻭﺗﻔﺼﻴﻞ ﺫﻟﻚ ﻓﻜﻤﺎ ﻳﻠﻲ:
ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻷﻭﻝ :ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﻐﺮﺭ ﻭﺍﻟﻔﺮﻕ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﲔ ﺍﳌﺼﻄﻠﺤﺎﺕ ﺍﳌﺸﺘﺒﻬﺔ ﺑﻪ
ﺍﳌﻄﻠﺐ ﺍﻷﻭﻝ :ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﻐﺮﺭ ﰲ ﺍﻟﻠﻐﺔ
ﺍﳌﻄﻠﺐ ﺍﻟﺜﺎﱐ :ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﻐﺮﺭ ﰲ ﺍﺻﻄﻼﺡ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ
ﺍﳌﻄﻠﺐ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ :ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺑﲔ ﺍﻟﻐﺮﺭ ﻭﺍﳌﺼﻄﻠﺤﺎﺕ ﺍﳌﺸﺘﺒﻬﺔ ﺑﻪ
ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻟﺜﺎﱐ :ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﻐﺮﺭ
ﺍﳌﻄﻠﺐ ﺍﻷﻭﻝ :ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩﺓ ﰲ ﻣﻨﻊ ﺍﻟﻐﺮﺭ
ﺍﳌﻄﻠﺐ ﺍﻟﺜﺎﱐ :ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﺍﳌﺴﺘﻔﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩﺓ ﰲ ﺍﻟﻐﺮﺭ
ﺍﳌﻄﻠﺐ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ :ﺍﳊﻜﻢ ﺍﳌﺴﺘﻔﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﲢﺮﱘ ﺑﻴﻊ ﺍﻟﻐﺮﺭ
١٨
ا ﺊ ب اﻓول :ﻇﺰ ﻏ ت ا ﺊﺗ ﺸﻎ ا ﺶ ر وا ﺳ ﻄﻘت ا
ﻐﺋ ا ﺳ ﺦ ة
اﳌﺒﺤﺚ ول
ﻣﻔ ﻮم اﻟﻐﺮر واﻟﻔﺮق ﺑ ﻨﮫ و ن اﳌﺼﻄ ﺎت اﳌﺸﺘ ﺔ ﺑﮫ
ﻭﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺛﻼﺛﺔ ﻣﻄﺎﻟﺐ :ﺍﳌﻄﻠﺐ ﺍﻷﻭﻝ ﲢﺪﺙ ﻋﻦ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﻐﺮﺭ ﰲ
ﺍﻟﻠﻐﺔ ،ﻭﺍﳌﻄﻠﺐ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﲢﺪﺙ ﻋﻦ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﻐﺮﺭ ﰲ ﺍﺻﻄﻼﺡ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﻣﻨﺤﺼﺮﺍ ﰲ
ﺍﳌﺬﺍﻫﺐ ﺍﻷﺭﺑﻌﺔ ،ﻭﻳﻌﻘﺒﻪ ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺍﳌﺨﺘﺎﺭ ﻟﻠﻐﺮﺭ ﻟﺪﻱ ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ،ﻭﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﲢﺪﺙ
ﻋﻦ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺑﲔ ﺍﻟﻐﺮﺭ ﻭﺑﲔ ﺍﳌﺼﻄﻠﺤﺎﺕ ﺍﳌﺸﺘﺒﻬﺔ ﺑﻪ .ﻭﺑﻴﺎﻥ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ:
اﳌﻄﻠﺐ ول :ﻌﺮ ﻒ اﻟﻐﺮر اﻟﻠﻐﺔ
ﺍﻟﻐﺮﺭ ﰲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﺳﻢ ﻣﺼﺪﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻐﺮﻳﺮ ﺃﻱ ﺍﳋﻄﺮ) ،(١ﻭﺍﳋﺪﻋﺔ .ﻳﻘﺎﻝ :ﻏﺮﻩ ﻏﺮﺍ
ﻭﻏﺮﻭﺭﺍ ﻭﻏﺮﺓ ﻓﻬﻮ ﻣﻐﺮﻭﺭ ،ﻭﻏﺮﻳﺮ :ﺧﺪﻋﻪ ﻭﺃﻃﻤﻌﻪ ﺑﺎﻟﺒﺎﻃﻞ ،ﻭﻏﺮﺗﻪ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻏﺮﻭﺭﺍ:
ﺧﺪﻋﺘﻪ ﺑﺰﻳﻨﺘﻬﺎ (٢).ﻭﺍﻟﺘﻐﺮﻳﺮ ﲪﻞ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻐﺮﺭ ،ﻳﻘﺎﻝ ﻏﺮﺭ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻭﻣﺎﻟﻪ ﺗﻐﺮﻳﺮﺍ
)(٣
ﻭﺗﻐﺮﺓ :ﻋﺮﺿﻬﻤﺎ ﻟﻠﻬﻠﻜﺔ ﻣﻦ ﻏﲑ ﺃﻥ ﻳﻌﺮﻑ ،ﻭﺍﻟﻐﺮﻭﺭ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ.
ﻭﺃﺻﻞ ﺍﻟﻐﺮﺭ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺪﺭﻯ ﻫﻞ ﳛﺼﻞ ﺃﻡ ﻻ ،ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻋﻴﺎﺽ) (٤ﺭﲪﻪ
ﺍﷲ :ﺃﺻﻞ ﺍﻟﻐﺮﺭ ﻟﻐﺔ :ﻫﻮ ﻣﺎ ﻟﻪ ﻇﺎﻫﺮ ﳏﺒﻮﺏ ﻭﺑﺎﻃﻦ ﻣﻜﺮﻭﻩ ،ﻭﻟﺬﻟﻚ ﲰﻴﺖ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻣﺘﺎﻉ
) (١ﺍﳋﻄﺮ :ﺑﻔﺘﺤﺘﲔ ﺍﻻﺷﺮﺍﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﳍﻼﻙ ،ﺍﻧﻈﺮ :ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﺍﻟﺮﺍﺯﻱ ،ﻣﺼﺒﺎﺡ ﺍﳌﻨﲑ،
)ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ،ﻣﺼﺮ ،ﻣﻜﺘﺒﺔ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻌﻠﻢ١٤٣٥ ،ﻫـ( ،ﺝ ،١ﺹ.٧٦
) (٢ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻷﻭﻗﺎﻑ ﻭﺍﻟﺸﺆﻭﻥ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﺍﳌﻮﺳﻮﻋﺔ ﺍﻟﻔﻘﻬﻴﺔ ﺍﻟﻜﻮﻳﺘﻴﺔ ﻷﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﻓﻖ ﺍﳌﺬﺍﻫﺐ
ﺍﻟﺜﻤﺎﻧﻴﺔ) ،ﺍﻟﻜﻮﻳﺖ ،ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻷﻭﻗﺎﻑ ﻭﺍﻟﺸﺆﻭﻥ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ١٤٠٤ ،ﻫـ١٩٨٣/ﻡ( ،ﺝ ،٣١ﺹ ١٤٩ﺑﺎﺏ
ﻏﺮﺭ.
) (٣ﺍﺑﻦ ﺍﳌﻨﻈﻮﺭ ،ﻟﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺮﺏ) ،ﺑﲑﻭﺕ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺼﻴﺎﺩ١٩٩٥ ،ﻡ( ،ﺝ ٥ﺹ.١٤
) (٤ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻋﻴﺎﺽ ) ٤٧٦ﻭﻋﻨﺪ ﺍﻟﺒﻌﺾ ٥٤٤ - ٤٩٦ﻫـ ( ،ﻫﻮ ﻋﻴﺎﺽ ﺑﻦ ﻣﻮﺳﻰ ﺑﻦ ﻋﻴﺎﺽ ﺍﻟﻴﺤﺼﱯ
ﺍﻟﺴﺒﱵ ،ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻔﻀﻞ .ﺃﺻﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻷﻧﺪﻟﺲ ﰒ ﺍﻧﺘﻘﻞ ﺁﺧﺮ ﺃﺟﺪﺍﺩﻩ ﺇﱃ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻓﺎﺱ ،ﰒ ﻣﻦ ﻓﺎﺱ ﺇﱃ ﺳﺒﺘﺔ .ﺃﺣﺪ
ﻋﻈﻤﺎﺀ ﺍﳌﺎﻟﻜﻴﺔ .ﻛﺎﻥ ﺇﻣﺎﻣﺎ ﺣﺎﻓﻈﺎ ﳏﺪﺛﺎ ﻓﻘﻴﻬﺎ ﻣﺘﺒﺤﺮﺍ .ﻣﻦ ﺗﺼﺎﻧﻴﻔﻪ" :ﺍﻟﺘﻨﺒﻴﻬﺎﺕ ﺍﳌﺴﺘﻨﺒﻄﺔ ﰲ ﺷﺮﺡ
١٩
ا ﺊ ب اﻓول :ﻇﺰ ﻏ ت ا ﺊﺗ ﺸﻎ ا ﺶ ر وا ﺳ ﻄﻘت ا
ﻐﺋ ا ﺳ ﺦ ة
ﺍﻟﻐﺮﻭﺭ ،ﻗﺎﻝ :ﻭﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﺮﺍﺭﺓ ﻭﻫﻲ ﺍﳋﺪﻳﻌﺔ ،ﻭﻣﻨﻪ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﻐﺮ ﺑﻜﺴﺮ ﺍﻟﻐﲔ
ﻟﻠﺨﺪﺍﻉ ،ﻭﻳﻘﺎﻝ ﻟﻠﻤﺨﺪﻭﻉ ﺃﻳﻀﺎ.
)(١
)(٣
ﻭﻋﺮﻓﻪ ﺍﳉﺮﺟﺎﱐ) :(٢ﺍﻟﻐﺮﺭ ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﳎﻬﻮﻝ ﺍﻟﻌﺎﻗﺒﺔ ﻻ ﻳﺪﺭﻯ ﺃﻳﻜﻮﻥ ﺃﻡ ﻻ.
ﻭﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻧﻠﺨﺺ ﺃﻥ ﺍﻟﻐﺮﺭ ﰲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺫﻭ ﻣﻌﺎﻥ ﻋﺪﺓ ،ﻭﻫﻲ :ﺍﳋﻄﺮ ،ﻭﺍﳋﺪﻋﺔ،
ﻭﺍﻟﺒﺎﻃﻞ ،ﻭﺍﻟﺘﻌﺮﻳﺾ ﻟﻠﻬﻠﻜﺔ ،ﻭﳎﻬﻮﻝ ﺍﻟﻌﺎﻗﺒﺔ .ﻓﺎﻟﻐﺮﺭ ﺍﺳﻢ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﺸﻲﺀ ﺃﻭ ﻓﻌﻞ ﻳﻌﺮﺽ
ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺃﻭ ﻣﺎﻟﻪ ﻟﻠﻬﻠﻜﺔ ﻭﺍﳋﻄﺮ ،ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ ﳛﺘﻮﻱ ﺍﳋﺪﻋﺔ ﻭﳎﻬﻮﻝ ﺍﻟﻌﺎﻗﺒﺔ.
اﳌﻄﻠﺐ اﻟﺜﺎ ﻲ :ﻌﺮ ﻒ اﻟﻐﺮر اﺻﻄﻼح اﻟﻔﻘ ﺎء
ﲢﺪﺙ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻄﻠﺐ ﻋﻦ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﻐﺮﺭ ﳐﺘﺼﺮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺬﺍﻫﺐ ﺍﻷﺭﺑﻌﺔ ،ﰒ ﻳﻌﻘﺒﻬﺎ
ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺍﳌﺨﺘﺎﺭ ﻟﺪﻱ ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ،ﻓﻴﻜﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﰲ ﲬﺴﺔ ﻓﺮﻭﻉ.
ﻣﺸﻜﻼﺕ ﺍﳌﺪﻭﻧﺔ" ﰲ ﻓﺮﻭﻉ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﺍﳌﺎﻟﻜﻲ ،ﻭ "ﺍﻟﺸﻔﺎ ﰲ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﳌﺼﻄﻔﻰ" ،ﻭ "ﺇﻛﻤﺎﻝ ﺍﳌﻌﻠﻢ ﰲ ﺷﺮﺡ
ﺻﺤﻴﺢ ﻣﺴﻠﻢ" ،ﻭ "ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﲝﺪﻭﺩ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻹﺳﻼﻡ" .ﻭﻫﻮ ﻏﲑ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻋﻴﺎﺽ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ
ﺍﻟﻔﻀﻞ ،ﺃﰊ ﺍﻟﻔﻀﻞ ) ؟ ٦٣٠ -ﻫـ ( ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﺍﻟﻔﻀﻼﺀ ﺍﻷﻋﻼﻡ ﻛﻤﺎ ﰲ ﺷﺠﺮﺓ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﺹ .١٧٩
]ﺷﺠﺮﺓ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﺍﻟﺰﻛﻴﺔ ﺹ ،١٤٠ﻭﺍﻟﻨﺠﻮﻡ ﺍﻟﺰﺍﻫﺮﺓ ﺝ ٥ﺹ ،٢٨٥ﻭﻣﻌﺠﻢ ﺍﳌﺆﻟﻔﲔ ﺝ ٨ﺹ.[١٦
) (١ﺍﻧﻈﺮ :ﺍﻟﻘﺮﺍﰲ ،ﺍﻟﻔﺮﻭﻕ) ،ﺍﻟﻜﻮﻳﺖ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻨﻮﺍﺩﺭ١٤٣١ ،ﻫـ٢٠١٠/ﻡ( ،ﺝ ٣ﺹ.٤٣٢
) (٢ﺍﳉﺮﺟﺎﱐ ) ٨١٦ – ٧٤٠ﻫـ( ،ﻫﻮ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﳌﻌﺮﻭﻑ ﺑﺎﻟﺴﻴﺪ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ،ﺃﺑﻮ ﺍﳊﺴﻦ،
ﺍﳉﺮﺟﺎﱐ ،ﺍﳊﺴﻴﲏ ﺍﳊﻨﻔﻲ .ﻋﺎﱂ ،ﺣﻜﻴﻢ ،ﻣﺸﺎﺭﻙ ﰲ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ .ﻓﺮﻳﺪ ﻋﺼﺮﻩ .ﺳﻠﻄﺎﻥ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ
ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﲔ .ﺍﻓﺘﺨﺎﺭ ﺃﻋﺎﻇﻢ ﺍﳌﻔﺴﺮﻳﻦ .ﺫﻱ ﺍﳋﻠﻖ ﻭﺍﳋﻠﻖ ﻭﺍﻟﺘﻮﺍﺿﻊ ﻣﻊ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ .ﻭﻟﺪ ﰲ ﺗﺎﻛﻮ ) ﻗﺮﺏ ﺇﺳﺘﺮﺍﺑﺎﺩ (
ﻭﺩﺭﺱ ﰲ ﺷﲑﺍﺯ ﻭﺗﻮﰲ ﺎ .ﻣﻦ ﺗﺼﺎﻧﻴﻔﻪ" :ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻔﺎﺕ" ،ﻭ "ﺷﺮﺡ ﻣﻮﺍﻗﻒ ﺍﻹﳚﻲ" ،ﻭ "ﺷﺮﺡ ﺍﻟﺴﺮﺍﺟﻴﺔ"،
ﻭ"ﺭﺳﺎﻟﺔ ﰲ ﻓﻦ ﺃﺻﻮﻝ ﺍﳊﺪﻳﺚ"] .ﺍﻟﻀﻮﺀ ﺍﻟﻼﻣﻊ ﺝ ٥ﺹ ،٣٢٨ﻭﺍﻟﻔﻮﺍﺋﺪ ﺍﻟﺒﻬﻴﺔ ،١٢٥ﻭﻣﻌﺠﻢ ﺍﳌﺆﻟﻔﲔ
ﺝ ٧ﺹ ،٢١٦ﻭﺍﻷﻋﻼﻡ ﺝ ٥ﺹ.[١٥٩
) (٣ﺍﻧﻈﺮ :ﺍﳉﺮﺟﺎﱐ ،ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻔﺎﺕ) ،ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ،ﻣﺼﺮ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻨﺪﻭﺓ١٩٩٠ ،ﻡ( ،ﺝ ١ﺹ.٢٠٨
٢٠
ا ﺊ ب اﻓول :ﻇﺰ ﻏ ت ا ﺊﺗ ﺸﻎ ا ﺶ ر وا ﺳ ﻄﻘت ا
ﻐﺋ ا ﺳ ﺦ ة
اﻟﻔﺮع ول :ﻌﺮ ﻒ اﻟﻐﺮر ﻋﻨﺪ ا ﻨﻔﻴﺔ
ﻭﻗﺪ ﻋﺮﻑ ﻓﻘﻬﺎﺀ ﺍﳊﻨﻔﻴﺔ ﺍﻟﻐﺮﺭ ﺑﻌﺪﺓ ﺗﻌﺮﻳﻔﺎﺕ ،ﻭﻗﺎﻝ) :(١ﺍﻟﻐﺮﺭ ﻫﻮ ﺍﳋﻄﺮ ﺍﻟﺬﻱ
)(٢
ﺍﺳﺘﻮﻯ ﻓﻴﻪ ﻃﺮﻑ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﻭﺍﻟﻌﺪﻡ ﲟﻨـﺰﻟﺔ ﺍﻟﺸﻚ.
ﻭﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻋﺎﺑﺪﻳﻦ) :(٣ﺍﻟﻐﺮﺭ ﻫﻮ ﺍﻟﺸﻚ ﰲ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﳌﺒﻴﻊ.
)(٤
)(٦
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺴﺮﺧﺴﻲ) :(٥ﻭﺍﻟﻐﺮﺭ ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺴﺘﻮﺭ ﺍﻟﻌﺎﻗﺒﺔ.
) (١ﺍﻟﻜﺎﺳﺎﱐ ) ٥٨٧ -ﻫـ( ،ﻫﻮ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ،ﻋﻼﺀ ﺍﻟﺪﻳﻦ .ﻣﻨﺴﻮﺏ ﺇﱃ ﻛﺎﺳﺎﻥ )ﺃﻭ ﻗﺎﺷﺎﻥ،
ﺃﻭ ﻛﺎﺷﺎﻥ( ﺑﻠﺪﺓ ﺑﺎﻟﺘﺮﻛﺴﺘﺎﻥ ،ﺧﻠﻒ ﺮ ﺳﻴﺤﻮﻥ .ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺣﻠﺐ .ﻣﻦ ﺃﺋﻤﺔ ﺍﳊﻨﻔﻴﺔ .ﻛﺎﻥ ﻳﺴﻤﻰ "ﻣﻠﻚ
ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ" ﺃﺧﺬ ﻋﻦ ﻋﻼﺀ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﺴﻤﺮﻗﻨﺪﻱ ﻭﺷﺮﺡ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺍﳌﺸﻬﻮﺭ "ﲢﻔﺔ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ" ﺗﻮﱃ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﻟﻨﻮﺭ
ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﺸﻬﻴﺪ .ﻭﺗﻮﰲ ﲝﻠﺐ .ﻣﻦ ﺗﺼﺎﻧﻴﻔﻪ" :ﺍﻟﺒﺪﺍﺋﻊ" ﻭﻫﻮ ﺷﺮﺡ ﲢﻔﺔ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ،ﻭ "ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﺍﳌﺒﲔ ﰲ ﺃﺻﻮﻝ
ﺍﻟﺪﻳﻦ"] .ﺍﻟﺒﻬﻴﺔ ﺹ ،٥٣ﻭﺍﳉﻮﺍﻫﺮ ﺍﳌﻀﻴﺔ ﺝ ٢ﺹ ،٢٤٤ﻭﺍﻷﻋﻼﻡ ﻟﻠﺰﺭﻛﻠﻲ ﺝ ٢ﺹ.[٤٦
) (٢ﺍﻟﻜﺎﺳﺎﱐ ،ﺑﺪﺍﺋﻊ ﺍﻟﺼﻨﺎﺋﻊ) ،ﺑﲑﻭﺕ :ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ١٤١٣ ،ﻫـ( ،ﺝ ٥ﺹ.١٦٣
) (٣ﺍﺑﻦ ﻋﺎﺑﺪﻳﻦ ) ١٢٥٢-١١٩٨ﻫـ( ،ﻫﻮ ﳏﻤﺪ ﺃﻣﲔ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﻋﺎﺑﺪﻳﻦ .ﺩﻣﺸﻘﻲ .ﻛﺎﻥ ﻓﻘﻴﻪ
ﺍﻟﺪﻳﺎﺭ ﺍﻟﺸﺎﻣﻴﺔ ،ﻭﺇﻣﺎﻡ ﺍﳊﻨﻔﻴﺔ ﰲ ﻋﺼﺮﻩ .ﺻﺎﺣﺐ "ﺭﺩ ﺍﶈﺘﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﺭ ﺍﳌﺨﺘﺎﺭ" ﺍﳌﺸﻬﻮﺭ ﲝﺎﺷﻴﺔ ﺍﺑﻦ
ﻋﺎﺑﺪﻳﻦ .ﲬﺲ ﳎﻠﺪﺍﺕ .ﻭﺍﺑﻨﻪ ﳏﻤﺪ ﻋﻼﺀ ﺍﻟﺪﻳﻦ ) ١٣٠٦-١٢٤٤ﻫـ( ﺍﳌﺸﻬﻮﺭ ﺃﻳﻀﺎ ﺑﺎﺑﻦ ﻋﺎﺑﺪﻳﻦ
ﺻﺎﺣﺐ "ﻗﺮﺓ ﻋﻴﻮﻥ ﺍﻷﺧﻴﺎﺭ" ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﺗﻜﻤﻠﺔ ﳊﺎﺷﻴﺔ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﺍﻟﺬﻛﺮ .ﻣﻦ ﺗﺼﺎﻧﻴﻒ ﺍﺑﻦ ﻋﺎﺑﺪﻳﻦ
ﺍﻷﺏ" :ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﺍﻟﺪﺭﻳﺔ ﰲ ﺗﻨﻘﻴﺢ ﺍﻟﻔﺘﺎﻭﻯ ﺍﳊﺎﻣﺪﻳﺔ" ،ﻭ "ﻧﺴﻤﺎﺕ ﺍﻷﺳﺤﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺷﺮﺡ ﺍﳌﻨﺎﺭ" ﰲ ﺍﻷﺻﻮﻝ ،ﻭ
"ﺣﻮﺍﺵ ﻋﻠﻰ ﺗﻔﺴﲑ ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﻭﻱ" ،ﻭ "ﳎﻤﻮﻋﺔ ﺭﺳﺎﺋﻞ"] .ﺍﻷﻋﻼﻡ ﻟﻠﺰﺭﻛﻠﻲ ﺝ ٦ﺹ ،٢٦٧ﻭﻣﻘﺪﻣﺔ "ﺗﻜﻤﻠﺔ
ﺣﺎﺷﻴﺔ ﺍﺑﻦ ﻋﺎﺑﺪﻳﻦ ﺍﳌﺴﻤﺎﺓ ﻗﺮﺓ ﻋﻴﻮﻥ ﺍﻷﺧﻴﺎﺭ ﻁ ﻋﻴﺴﻰ ﺍﳊﻠﱯ ﺹ .[١١ - ٦
) (٤ﺍﺑﻦ ﻋﺎﺑﺪﻳﻦ ،ﺣﺎﺷﻴﺔ ﺍﺑﻦ ﻋﺎﺑﺪﻳﻦ ﺃﻭ ﺭﺩ ﺍﳌﺨﺘﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﺭ ﺍﳌﺨﺘﺎﺭ ﺷﺮﺡ ﺗﻨﻮﻳﺮ ﺍﻷﺑﺼﺎﺭ) ،ﺑﲑﻭﺕ :ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻜﺘﺐ
ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ١٤٢٣ ،ﻫـ٢٠٠٣/ﻡ( ،ﺝ ٥ﺹ.٦٢
) (٥ﺍﻟﺴﺮﺧﺴﻲ ) ٤٨٣ -ﻫـ( ،ﻫﻮ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺳﻬﻞ ،ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ،ﺍﻟﺴﺮﺧﺴﻲ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ )ﺳﺮﺧﺲ (
ﺑﻠﺪﺓ ﰲ ﺧﺮﺍﺳﺎﻥ .ﻭﻳﻠﻘﺐ ﺑﺸﻤﺲ ﺍﻷﺋﻤﺔ .ﻛﺎﻥ ﺇﻣﺎﻣﺎ ﰲ ﻓﻘﻪ ﺍﳊﻨﻔﻴﺔ ،ﻋﻼﻣﺔ ﺣﺠﺔ ﻣﺘﻜﻠﻤﺎ ﻧﺎﻇﺮﺍ ﺃﺻﻮﻟﻴﺎ
ﳎﺘﻬﺪﺍ ﰲ ﺍﳌﺴﺎﺋﻞ .ﺃﺧﺬ ﻋﻦ ﺍﳊﻠﻮﺍﱐ ﻭﻏﲑﻩ .ﺳﺠﻦ ﰲ ﺟﺐ ﺑﺴﺒﺐ ﻧﺼﺤﻪ ﻟﺒﻌﺾ ﺍﻷﻣﺮﺍﺀ ،ﻭﺃﻣﻠﻰ ﻛﺜﲑﺍ ﻣﻦ
ﻛﺘﺒﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻭﻫﻮ ﰲ ﺍﻟﺴﺠﻦ ،ﺃﻣﻼﻫﺎ ﻣﻦ ﺣﻔﻈﻪ .ﻣﻦ ﺗﺼﺎﻧﻴﻔﻪ" :ﺍﳌﺒﺴﻮﻁ" ﰲ ﺷﺮﺡ ﻛﺘﺐ ﻇﺎﻫﺮ
ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ،ﰲ ﺍﻟﻔﻘﻪ ،ﻭ "ﺍﻷﺻﻮﻝ" ﰲ ﺃﺻﻮﻝ ﺍﻟﻔﻘﻪ" ،ﺷﺮﺡ ﺍﻟﺴﲑ ﺍﻟﻜﺒﲑ" ﻟﻺﻣﺎﻡ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﻦ] .ﺍﻟﻔﻮﺍﺋﺪ
ﺍﻟﺒﻬﻴﺔ ﺹ ،١٥٨ﻭﺍﳉﻮﺍﻫﺮ ﺍﳌﻀﻴﺔ ﺝ ٢ﺹ ،٢٨ﻭﺍﻟﺰﺭﻛﻠﻲ ﺝ ٦ﺹ.[٢٠٨
) (٦ﺍﻟﺴﺮﺧﺴﻲ ،ﺍﳌﺒﺴﻮﻁ) ،ﺑﲑﻭﺕ :ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ١٤١٨ ،ﻫـ( ،ﺝ ١٢ﺹ.١٩٤
٢١
ا ﺊ ب اﻓول :ﻇﺰ ﻏ ت ا ﺊﺗ ﺸﻎ ا ﺶ ر وا ﺳ ﻄﻘت ا
ﻐﺋ ا ﺳ ﺦ ة
ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺴﻴﻮﺍﺳﻲ :ﻭﺍﻟﻐﺮﺭ ﻣﺎ ﻃﻮﻯ ﻋﻨﻚ ﻋﻠﻤﻪ.
)(١
)(٣
ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺰﻳﻠﻌﻲ) :(٢ﻭﺍﻟﻐﺮﺭ ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﳎﻬﻮﻝ ﺍﻟﻌﺎﻗﺒﺔ ﻻ ﻳﺪﺭﻱ ﺃﻳﻜﻮﻥ ﺃﻡ ﻻ.
ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻔﺎﺕ ﺇﺫﺍ ﺩﻗﻘﻨﺎ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻓﻮﺟﺪﻧﺎﻫﺎ ﺗﺆﻭﻝ ﺇﱃ ﺍﺛﻨﲔ:
أوﻻ :ﺇﻥ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺍﺑﻦ ﻋﺎﺑﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﻜﺎﺳﺎﱐ ﻣﻌﻨىﻬﻤﺎ ﻭﺍﺣﺪ ،ﺣﻴﺚ ﺟﻌﻼ ﺍﻟﻐﺮﺭ
ﺧﺎﺻﺎ ﲝﺎﻟﺔ ﺍﻟﺸﻚ ﰲ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﳌﺒﻴﻊ.
ﺛﺎﻧﻴﺎ :ﻭﺇﻥ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﺴﺮﺧﺴﻲ ﻭﺍﻟﺴﻴﻮﺍﺳﻲ ﻭﺍﻟﺰﻳﻠﻌﻲ ﻛﺬﻟﻚ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ ﻭﺍﺣﺪ ،ﻭﻫﺬﺍ
ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺃﻋﻢ ﻣﻦ ﺍﻷﻭﻟﲔ ،ﺣﻴﺚ ﻳﺸﻤﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﺎﻟﺔ )ﺍﻟﺸﻚ ﰲ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﳌﺒﻴﻊ( ﻭﺍﳊﺎﻻﺕ
ﺍﻷﺧﺮﻯ ﺍﻟﱵ ﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﻓﻴﻬﺎ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﶈﻞ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﻘﺪ .ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻨﺪﺭﺝ ﲢﺘﻪ ﲨﻴﻊ
ﺍﻟﻔﺮﻭﻉ ﺍﻟﱵ ﻭﺭﺩﺕ ﰲ ﻛﺘﺐ ﺍﳊﻨﻔﻴﺔ ،ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ :ﺇﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﻏﺮﺭﺍ .ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺍﳉﺎﻣﻊ.
اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎ ﻲ :ﻌﺮ ﻒ اﻟﻐﺮر ﻋﻨﺪ اﳌﺎﻟﻜﻴﺔ
)(١
ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺎﺯﺭﻱ) :(٤ﺍﻟﻐﺮﺭ ﻫﻮ ﻣﺎ ﺗﺮﺩﺩ ﺑﲔ ﺍﻟﺴﻼﻣﺔ ﻭﺍﻟﻌﻄﺐ.
) (١ﺍﺑﻦ ﺍﳍﻤﺎﻡ ،ﺷﺮﺡ ﻓﺘﺢ ﺍﻟﻘﺪﻳﺮ) ،ﺑﲑﻭﺕ :ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ١٤٢٤ ،ﻫـ٢٠٠٣/ﻡ( ﺝ ٦ﺹ.٥١٢
) (٢ﺍﻟﺰﻳﻠﻌﻲ )ﺷﺎﺭﺡ ﺍﻟﻜﱰ( ) ـ ٧٤٣ﻫـ( ﻫﻮ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﳏﺠﻦ ،ﻓﺨﺮ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﺰﻳﻠﻌﻲ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺯﻳﻠﻊ
ﺑﺎﻟﺼﻮﻣﺎﻝ .ﻓﻘﻴﻪ ﺣﻨﻔﻲ .ﻗﺪﻡ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ﺳﻨﺔ ٧٠٥ﻫـ ﻭﺩﺭﺱ ﻭﺃﻓﱴ ﻭﻗﺮﺭ ﻭﻧﺸﺮ ﺍﻟﻔﻘﻪ .ﻛﺎﻥ ﻣﺸﻬﻮﺭﺍ ﲟﻌﺮﻓﺔ
ﺍﻟﻨﺤﻮ ﻭﺍﻟﻔﻘﻪ ﻭﺍﻟﻔﺮﺍﺋﺾ .ﻭﻫﻮ ﻏﲑ ﺍﻟﺰﻳﻠﻌﻲ ﺻﺎﺣﺐ "ﻧﺼﺐ ﺍﻟﺮﺍﻳﺔ" .ﻣﻦ ﺗﺼﺎﻧﻴﻔﻪ "ﺗﺒﻴﲔ ﺍﳊﻘﺎﺋﻖ ﺷﺮﺡ ﻛﱰ
ﺍﻟﺪﻗﺎﺋﻖ" ﰲ ﺍﻟﻔﻘﻪ ،ﻭ "ﺍﻟﺸﺮﺡ ﻋﻠﻰ ﺍﳉﺎﻣﻊ ﺍﻟﻜﺒﲑ" ]ﺍﻟﻔﻮﺍﺋﺪ ﺍﻟﺒﻬﻴﺔ ﰲ ﺗﺮﺍﺟﻢ ﺍﳊﻨﻔﻴﺔ ﺹ ،١١٥ﻭﺍﻷﻋﻼﻡ
ﻟﻠﺰﺭﻛﻠﻲ ﺝ ٤ﺹ ،٣٧٣ﻭﺍﻟﺪﺭﺭ ﺍﻟﻜﺎﻣﻨﺔ ﺝ ٢ﺹ.٤٤٦
) (٣ﺍﻟﺰﻳﻠﻌﻲ ،ﺗﺒﻴﲔ ﺍﳊﻘﺎﺋﻖ ﺷﺮﺡ ﻛﱰ ﺍﻟﺪﻗﺎﺋﻖ) ،ﺑﲑﻭﺕ :ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ١٤١١ ،ﻫـ( ،ﺝ ٤ﺹ.٤٦
) (٤ﺍﳌﺎ ﺯﺭﹺﻱ ) ٤٥٣ﻭﻗﻴﻞ ٥٣٦ - ٤٤٣ﻫـ( ،ﻫﻮ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺍﻟﺘﻤﻴﻤﻲ ﺍﳌﺎﺯﺭﻱ .ﻧﺴﺒﺘﻪ ﺇﱃ "ﻣﺎﺯﺭ"
ﺑﻠﻴﺪﺓ ﰲ ﺻﻘﻠﻴﺔ .ﻟﻘﺐ ﺑﺎﻹﻣﺎﻡ ،ﻓﻘﻴﻪ ﺃﺻﻮﱄ .ﻗﺎﻝ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺪﻳﺒﺎﺝ " :ﻛﺎﻥ ﺁﺧﺮ ﺍﳌﺸﺘﻐﻠﲔ ﻣﻦ ﺷﻴﻮﺥ ﺇﻓﺮﻳﻘﻴﺔ
ﺑﺘﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻭﺭﺗﺒﺔ ﺍﻻﺟﺘﻬﺎﺩ ،ﻭﱂ ﻳﻜﻦ ﰲ ﻋﺼﺮﻩ ﻟﻠﻤﺎﻟﻜﻴﺔ ﺃﻓﻘﻪ ﻣﻨﻪ ﻭﻻ ﺃﻗﻮﻡ ﳌﺬﻫﺒﻬﻢ ﻣﻨﻪ .ﻟﻪ "ﺇﻳﻀﺎﺡ
ﺍﶈﺼﻮﻝ ﰲ ﺑﺮﻫﺎﻥ ﺍﻷﺻﻮﻝ ﻟﻠﺠﻮﻳﲏ" ،ﻭ "ﺗﻌﻠﻴﻖ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺪﻭﻧﺔ" ،ﻭ "ﻧﻈﻢ ﺍﻟﻔﻮﺍﺋﺪ ﰲ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪ" ،ﻭ "ﺷﺮﺡ
ﺍﻟﺘﻠﻘﲔ" ﻟﻌﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﰲ ﻋﺸﺮ ﳎﻠﺪﺍﺕ ،ﻭ "ﺍﻟﻜﺸﻒ ﻭﺍﻹﻧﺒﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺘﺮﺟﻢ ﺑﺎﻹﺣﻴﺎﺀ"] .ﺍﻟﺪﻳﺒﺎﺝ ﺍﳌﺬﻫﺐ
ﺹ ،٢٧٩ﻭﻭﻓﻴﺎﺕ ﺍﻷﻋﻴﺎﻥ ﺝ ٤ﺹ ٢٨٥ﺩﺍﺭ ﺻﺎﺩﺭ ،ﻭﻣﻌﺠﻢ ﺍﳌﺆﻟﻔﲔ ﺝ ١١ﺹ ،٣٢ﻭﺍﻷﻋﻼﻡ ﺝ٧
ﺹ.[ ١٦٤
٢٢
ا ﺊ ب اﻓول :ﻇﺰ ﻏ ت ا ﺊﺗ ﺸﻎ ا ﺶ ر وا ﺳ ﻄﻘت ا
ﻐﺋ ا ﺳ ﺦ ة
ﻭﻗﻴﻞ :ﺍﻟﻐﺮﺭ ﻣﺎ ﻳﺘﻴﻘﻦ ﻭﺟﻮﺩﻩ ﻭﺷﻚ ﰲ ﺳﻼﻣﺘﻪ.
)(٢
ﻭﻫﺬﺍﻥ ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻔﺎﻥ ﻳﺸﻤﻞ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﳌﺒﻴﻊ ،ﻭﻟﻜﻦ ﺑﻌﺪﻡ ﺍﻹﺣﺎﻃﺔ ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺘﻪ.
ﻗﺎﻝ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻣﺎﻟﻚ) (٣ﰲ ﺍﳌﻮﻃﺄ :ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻐﺮﺭ ﻭﺍﳌﺨﺎﻃﺮﺓ ﺃﻥ ﻳﻌﻤﺪ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻗﺪ ﺿﻠﺖ
ﺩﺍﺑﺘﻪ ﺃﻭ ﺃﺑﻖ ﻏﻼﻣﻪ ﻭﲦﻦ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﲬﺴﻮﻥ ﺩﻳﻨﺎﺭﺍ ،ﻓﻴﻘﻮﻝ ﺭﺟﻞ :ﺃﻧﺎ ﺁﺧﺬﻩ ﻣﻨﻚ
ﺑﻌﺸﺮﻳﻦ ﺩﻳﻨﺎﺭﺍ ،ﻓﺈﻥ ﻭﺟﺪﻩ ﺍﳌﺒﺘﺎﻉ ﺫﻫﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺎﺋﻊ ﺛﻼﺛﻮﻥ ﺩﻳﻨﺎﺭﺍ ،ﻭﺇﻥ ﱂ ﳚﺪﻩ ﺫﻫﺐ
ﺍﻟﺒﺎﺋﻊ ﻣﻦ ﺍﳌﺒﺘﺎﻉ ﺑﻌﺸﺮﻳﻦ ﺩﻳﻨﺎﺭﺍ؛ ﻗﺎﻝ ﻣﺎﻟﻚ :ﻭﰲ ﺫﻟﻚ ﻋﻴﺐ ﺁﺧﺮ ،ﺇﻥ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻀﺎﻟﺔ ﺇﻥ
ﻭﺟﺪﺕ ﱂ ﻳﺪﺭ ﺃﺯﺍﺩﺕ ﺃﻡ ﻧﻘﺼﺖ ،ﺃﻡ ﻣﺎ ﺣﺪﺙ ﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻴﻮﺏ ،ﻓﻬﺬﺍ ﺃﻋﻈﻢ
)(٤
ﺍﳌﺨﺎﻃﺮﺓ.
ﻭﻗﺎﻝ ﻣﺎﻟﻚ :ﻭﺍﻷﻣﺮ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﺃﻥ ﻣﻦ ﺍﳌﺨﺎﻃﺮﺓ ﻭﺍﻟﻐﺮﺭ ﺍﺷﺘﺮﺍﺀ ﻣﺎ ﰲ ﺑﻄﻮﻥ ﺍﻹﻧﺎﺙ
ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﺍﻟﺪﻭﺍﺏ ﻷﻧﻪ ﻻ ﻳﺪﺭﻯ ﺃﳜﺮﺝ ﺃﻡ ﻻ ﳜﺮﺝ ،ﻓﺈﻥ ﺧﺮﺝ ﱂ ﻳﺪﺭ ﺃﻳﻜﻮﻥ ﺣﺴﻨﺎ
ﺃﻡ ﻗﺒﻴﺤﺎ ،ﺃﻡ ﺗﺎﻣﺎ ﺃﻡ ﻧﺎﻗﺼﺎ ،ﺃﻡ ﺫﻛﺮﺍ ﺃﻡ ﺃﻧﺜﻰ ،ﻭﺫﻟﻚ ﻛﻠﻪ ﻳﺘﻔﺎﺿﻞ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻛﺬﺍ
)(٥
ﻓﻘﻴﻤﺘﻪ ﻛﺬﺍ ،ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻛﺬﺍ ﻓﻘﻴﻤﺘﻪ ﻛﺬﺍ.
) (١ﺍﳌﻮﺍﻕ ،ﺍﻟﺘﺎﺝ ﻭﺍﻹﻛﻠﻴﻞ) ،ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ،ﻣﺼﺮ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻨﺪﻭﺓ١٤١٣ ،ﻫـ( ،ﺝ ٤ﺹ.٣٦٢
) (٢ﺍﻷﺯﻫﺮﻱ ،ﺍﻟﺜﻤﺮ ﺍﻟﺪﺍﱐ ﺷﺮﺡ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﻘﲑﻭﺍﱐ) ،ﺑﲑﻭﺕ ،ﺩﺍﺭ ﺍﺑﻦ ﺣﺰﻡ٢٠٠٩ ،ﻡ( ﺝ ١ﺹ.٥٠١
) (٣ﻣﺎﻟﻚ ) ١٧٩-٩٣ﻫـ( ،ﻫﻮ ﻣﺎﻟﻚ ﺑﻦ ﺃﻧﺲ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﺍﻷﺻﺒﺤﻲ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭﻱ ﺇﻣﺎﻡ ﺩﺍﺭ ﺍﳍﺠﺮﺓ ،ﻭﺃﺣﺪ ﺍﻷﺋﻤﺔ
ﺍﻷﺭﺑﻌﺔ ﻋﻨﺪ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ .ﺃﺧﺬ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻋﻦ ﻧﺎﻓﻊ ﻣﻮﱃ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﺮ ،ﻭﺍﻟﺰﻫﺮﻱ ،ﻭﺭﺑﻴﻌﺔ ﺍﻟﺮﺃﻱ ،ﻭﻧﻈﺮﺍﺋﻬﻢ .ﻭﻛﺎﻥ
ﻣﺸﻬﻮﺭﺍ ﺑﺎﻟﺘﺜﺒﺖ ﻭﺍﻟﺘﺤﺮﻱ :ﻳﺘﺤﺮﻯ ﻓﻴﻤﻦ ﻳﺄﺧﺬ ﻋﻨﻪ ،ﻭﻳﺘﺤﺮﻯ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺮﻭﻳﻪ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ،ﻭﻳﺘﺤﺮﻯ ﰲ
ﺍﻟﻔﺘﻴﺎ :ﻻ ﻳﺒﺎﱄ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻝ" :ﻻ ﺃﺩﺭﻱ" .ﻭﺭﻭﻱ ﻋﻨﻪ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ" :ﻣﺎ ﺃﻓﺘﻴﺖ ﺣﱴ ﺷﻬﺪ ﺳﺒﻌﻮﻥ ﺷﻴﺨﺎ ﺃﱐ ﻣﻮﺿﻊ
ﻟﺬﻟﻚ" .ﺍﺷﺘﻬﺮ ﰲ ﻓﻘﻬﻪ ﺑﺎﺗﺒﺎﻉ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﻋﻤﻞ ﺃﻫﻞ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ .ﻣﻴﻼﺩﻩ ﻭﻭﻓﺎﺗﻪ ﺑﺎﳌﺪﻳﻨﺔ .ﻣﻦ ﺗﺼﺎﻧﻴﻔﻪ:
"ﺍﳌﻮﻃﺄ" ،ﻭ"ﺗﻔﺴﲑ ﻏﺮﻳﺐ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ" ،ﻭﲨﻊ ﻓﻘﻬﻪ ﰲ "ﺍﳌﺪﻭﻧﺔ" .ﻭﻟﻪ "ﺍﻟﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺪﺭﻳﺔ" ،ﻭ "ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ" ﺇﱃ
ﺍﻟﻠﻴﺚ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ] .ﺍﻟﺪﻳﺒﺎﺝ ﺍﳌﺬﻫﺐ ﺹ ،٢٨-١١ﻭﺬﻳﺐ ﺍﻟﺘﻬﺬﻳﺐ ﺝ ١٠ﺹ ،٥ﻭﻭﻓﻴﺎﺕ ﺍﻷﻋﻴﺎﻥ ﺝ١
ﺹ.[٤٣٩
) (٤ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻣﺎﻟﻚ ،ﺍﳌﻮﻃﺄ) ،ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ،ﻣﺼﺮ ،ﻣﻜﺘﺒﺔ ﺍﻟﻔﺮﻗﺎﻥ١٤١٣ ،ﻫـ( ،ﺝ ٢ﺹ ،٦٦٥ﺍﻟﺘﻨﻮﺧﻲ ،ﺍﳌﺪﻭﻧﺔ
ﺍﻟﻜﱪﻯ ،ﺑﲑﻭﺕ :ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ١٤١٥ ،ﻫـ١٩٩٤/ﻡ( ،ﺝ ١٠ﺹ.٢٠٦
) (٥ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻣﺎﻟﻚ ،ﺍﳌﻮﻃﺄ) ،ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ،ﻣﺼﺮ ،ﻣﻜﺘﺒﺔ ﺍﻟﻔﺮﻗﺎﻥ١٤١٣ ،ﻫـ( ،ﺝ ٢ﺹ.٦٦٥
٢٣
ا ﺊ ب اﻓول :ﻇﺰ ﻏ ت ا ﺊﺗ ﺸﻎ ا ﺶ ر وا ﺳ ﻄﻘت ا
ﻐﺋ ا ﺳ ﺦ ة
ﻓﻤﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﻳﺘﻠﺨﺺ ﺃﻥ ﺍﻟﻐﺮﺭ ﻋﻨﺪ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻣﺎﻟﻚ ﻫﻮ ﻣﺎ ﺟﻬﻞ ﻭﺟﻮﺩﻩ
ﻭﺟﻬﻠﺖ ﺻﻔﺘﻪ .ﻓﻬﺬﺍ ﺃﻋﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻔﲔ ﺍﻷﻭﻟﲔ ﻻﺷﺘﻤﺎﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻬﻮﻝ ﺃﻳﻀﺎ.
ﻭﺫﻛﺮ ﰲ ﺍﻟﻜﺎﰲ :ﻭﲨﻠﺔ ﻣﻌﲎ ﺍﻟﻐﺮﺭ ﺃﻧﻪ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺘﺒﺎﻳﻊ ﺑﻪ ﺍﳌﺘﺒﺎﻳﻌﺎﻥ ﳑﺎ ﻳﺪﺧﻠﻪ
)(١
ﺍﳋﻄﺮ ﻭﺍﻟﻘﻤﺎﺭ ﻭﺟﻬﻞ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﳌﺒﻴﻊ ﻭﺍﻹﺣﺎﻃﺔ ﺑﺄﻛﺜﺮ ﺻﻔﺎﺗﻪ.
ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻔﺎﺕ ﻛﻠﻬﺎ ﻣﺘﻘﺎﺭﺑﺔ ﺍﳌﻌﲎ ﺃﻭ ﺑﻌﺒﺎﺭﺓ ﳐﺘﺼﺮﺓ ﻓﺎﻟﻐﺮﺭ ﻋﻨﺪ ﺍﳌﺎﻟﻜﻴﺔ ﻫﻮ
ﻣﺎ ﺟﻬﻞ ﻭﺟﻮﺩﻩ ﻭﺟﻬﻞ ﺻﻔﺘﻪ.
اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎﻟﺚ :ﻌﺮ ﻒ اﻟﻐﺮر ﻋﻨﺪ اﻟﺸﺎﻓﻌﻴﺔ
ﻭﻗﺪ ﺗﻌﺮﺽ ﻓﻘﻬﺎﺀ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻴﺔ ﰲ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﻐﺮﺭ ﺑﺄﻟﻔﺎﻅ ﻣﺘﻘﺎﺭﺑﺔ ،ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﲑﺍﺯﻱ):(٢
)(٣
ﻭﺍﻟﻐﺮﺭ ﻣﺎ ﺍﻧﻄﻮﻯ ﻋﻨﻪ ﺃﻣﺮﻩ ﻭﺧﻔﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﺎﻗﺒﺘﻪ.
)(١
ﻭﻗﺎﻝ ﺍﳊﺴﻴﲏ) :(٤ﻭﺍﻟﻐﺮﺭ ﻣﺎ ﺍﻧﻄﻮﻯ ﻋﻨﺎ ﻋﺎﻗﺒﺘﻪ.
) (١ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﱪ ،ﺍﻟﻜﺎﰲ ﰲ ﻓﻘﻪ ﺃﻫﻞ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ﺍﳌﺎﻟﻜﻲ) ،ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ،ﻣﺼﺮ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻨﺪﻭﺓ١٤١٣ ،ﻫـ( ،ﺝ ١ﺹ.٣٦٣
) (٢ﺍﻟﺸﲑﺍﺯﻱ ) ٤٦٧ - ٣٩٣ﻫـ ( ،ﻫﻮ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﻳﻮﺳﻒ ،ﺃﺑﻮ ﺇﺳﺤﺎﻕ ،ﲨﺎﻝ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﺸﲑﺍﺯﻱ.
ﻭﻟﺪ ﺑﻔﲑﻭﺯ ﺁﺑﺎﺩ ) ﺑﻠﻴﺪﺓ ﺑﻔﺎﺭﺱ ( ﻧﺸﺄ ﺑﺒﻐﺪﺍﺩ ﻭﺗﻮﰲ ﺎ .ﺃﺣﺪ ﺍﻷﻋﻼﻡ ،ﻓﻘﻴﻪ ﺷﺎﻓﻌﻲ .ﻛﺎﻥ ﻣﻨﺎﻇﺮﺍ ﻓﺼﻴﺤﺎ
ﻭﺭﻋﺎ ﻣﺘﻮﺍﺿﻌﺎ .ﻗﺮﺃ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﰊ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﻭﻱ ﻭﻏﲑﻩ ،ﻭﻟﺰﻡ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺃﺑﺎ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﺇﱃ ﺃﻥ ﺻﺎﺭ ﻣﻌﻴﺪﻩ ﰲ
ﺣﻠﻘﺘﻪ .ﺍﻧﺘﻬﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﺭﺋﺎﺳﺔ ﺍﳌﺬﻫﺐ ،ﺑﻨﻴﺖ ﻟﻪ ﺍﻟﻨﻈﺎﻣﻴﺔ ﻭﺩﺭﺱ ﺎ ﺇﱃ ﺣﲔ ﻭﻓﺎﺗﻪ .ﻣﻦ ﺗﺼﺎﻧﻴﻔﻪ" :ﺍﳌﻬﺬﺏ" ﰲ
ﺍﻟﻔﻘﻪ ،ﻭ "ﺍﻟﻨﻜﺖ" ﰲ ﺍﳋﻼﻑ ،ﻭ "ﺍﻟﺘﺒﺼﺮﺓ" ﰲ ﺃﺻﻮﻝ ﺍﻟﻔﻘﻪ] .ﻃﺒﻘﺎﺕ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻴﺔ ﺍﻟﻜﱪﻯ ﺝ ٣ﺹ،٨٨
ﻭﺷﺬﺭﺍﺕ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﺝ ٣ﺹ ،٣٤٩ﻭﺍﻟﻠﺒﺎﺏ ﺝ ٢ﺹ ،٤٥١ﻭﻣﻌﺠﻢ ﺍﳌﺆﻟﻔﲔ ﺝ ١ﺹ.[٦٨
) (٣ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﻨﻮﻭﻱ ،ﺍﻤﻮﻉ ﺷﺮﺡ ﺍﳌﻬﺬﺏ) ،ﺟﺪﺓ ،ﻣﻜﺘﺒﺔ ﺍﻹﺭﺷﺎﺩ ،ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺴﻨﺔ( ،ﺝ ١ﺹ ،٢٦٢ﻭﳍﺬﺍ ﻗﺎﻟﺖ
ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﺎ ﰲ ﻭﺻﻒ ﺃﰊ ﺑﻜﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻓﺮﺩ ﻧﺸﺮ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﻏﺮﻩ ﺃﻱ ﻋﻠﻰ ﻃﻴﻪ ﻭﺍﳌﻌﺪﻭﻡ
ﻗﺪ ﺍﻧﻄﻮﻯ ﻋﻨﻪ ﺃﻣﺮﻩ ﻭﺧﻔﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﺎﻗﺒﺘﻪ ﻓﻠﻢ ﳚﺰ ﺑﻴﻌﻪ.
) (٤ﺍﳊﺴﻴﲏ ) ٨٧٤ - ٨١٨ﻫـ ( ،ﻫﻮ ﲪﺰﺓ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ،ﺍﳊﺴﻴﲏ ،ﺍﻟﺪﻣﺸﻘﻲ،
ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﻓﻘﻴﻪ ،ﻣﺆﺭﺥ ،ﺣﺎﻓﻆ ،ﺣﻔﻆ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺍﻟﺘﻨﺒﻴﻪ ﻭﺗﺼﺤﻴﺤﺔ ﻟﻸﺳﻨﻮﻱ ﻭﻏﲑﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺘﺐ ،ﻭﺃﺧﺬ ﺍﻟﻔﻘﻪ
ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻗﺎﺿﻲ ﺷﻬﺒﺔ ﻭﻛﺎﻥ ﻓﺎﺿﻼ ﻣﻔﻨﻨﺎ ﻣﺘﻮﺍﺿﻌﺎ ﻟﻄﻴﻒ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﺓ ﻛﺜﲑ ﺍﻟﺘﻮﺩﺩ ﻭﺍﻟﻔﻀﻞ .ﻣﻦ
ﺗﺼﺎﻧﻴﻔﻪ" :ﺍﻹﻳﻀﺎﺡ ﻋﻠﻰ ﲢﺮﻳﺮ ﺍﻟﺘﻨﺒﻴﻪ ﻟﻠﻨﻮﻭﻱ" ﻭ "ﺑﻘﺎﻳﺎ ﺍﳋﺒﺎﻳﺎ" ﺍﺳﺘﺪﺭﻙ ﻓﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﺧﺒﺎﻳﺎ ﺍﻟﺰﻭﺍﻳﺎ ﻟﻠﺰﺭﻛﺸﻲ
٢٤
ا ﺊ ب اﻓول :ﻇﺰ ﻏ ت ا ﺊﺗ ﺸﻎ ا ﺶ ر وا ﺳ ﻄﻘت ا
ﻐﺋ ا ﺳ ﺦ ة
ﻭﻗﺎﻝ ﺍﳌﺎﻭﺭﺩﻱ) :(٢ﻭﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﻐﺮﺭ ﻣﺎ ﺗﺮﺩﺩ ﺑﲔ ﺟﺎﺋﺰﻳﻦ ﺃﺧﻮﻓﻬﻤﺎ ﺃﻏﻠﺒﻬﻤﺎ ،ﻭﻗﻴﻞ:
ﻣﺎ ﺍﻧﻄﻮﺕ ﻋﻨﺎ ﻋﺎﻗﺒﺘﻪ.
)(٣
ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﻘﻠﻴﻮﰊ) :(٤ﺍﻟﻐﺮﺭ ﻫﻮ ﻣﺎ ﺍﻧﻄﻮﺕ ﻋﻨﺎ ﻋﺎﻗﺒﺘﻪ ،ﺃﻭ ﻣﺎ ﺗﺮﺩﺩ ﺑﲔ ﺃﻣﺮﻳﻦ
)(٥
ﺃﻏﻠﺒﻬﻤﺎ ﺃﺧﻮﻓﻬﻤﺎ.
ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺮﻣﻠﻲ) :(٦ﺍﻟﻐﺮﺭ ﻫﻮ ﻣﺎ ﺍﺣﺘﻤﻞ ﺃﻣﺮﻳﻦ ﺃﻏﻠﺒﻬﻤﺎ ﺃﺧﻮﻓﻬﻤﺎ.
)(٧
ﰲ ﻓﺮﻭﻉ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ" ،ﻭﻓﻀﺎﺋﻞ ﺑﻴﺖ ﺍﳌﻘﺪﺱ"] .ﺍﻟﻀﻮﺀ ﺍﻟﻼﻣﻊ ﺝ ٣ﺹ ،١٦٣ﻭﺇﻳﻀﺎﺡ ﺍﳌﻜﻨﻮﻥ ﺝ٢
ﺹ ،٤٨٦ﻭﻣﻌﺠﻢ ﺍﳌﺆﻟﻔﲔ ﺝ ٤ﺹ.[٧٧
) (١ﺗﻘﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﳊﺼﲏ ،ﻛﻔﺎﻳﺔ ﺍﻷﺧﻴﺎﺭ) ،ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ،ﻣﺼﺮ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻨﺪﻭﺓ١٤١٣ ،ﻡ( ،ﺝ ١ﺹ.٢٤٢
) (٢ﺍﳌﺎﻭﺭﺩﻱ ) ٤٥٠-٣٦٤ﻫـ ( ،ﻫﻮ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺣﺒﻴﺐ ﺍﳌﺎﻭﺭﺩﻱ ،ﻧﺴﺒﺘﻪ ﺇﱃ ﺑﻴﻊ ﻣﺎﺀ ﺍﻟﻮﺭﺩ .ﻭﻟﺪ
ﺑﺎﻟﺒﺼﺮﺓ ﻭﺍﻧﺘﻘﻞ ﺇﱃ ﺑﻐﺪﺍﺩ .ﺇﻣﺎﻡ ﰲ ﻣﺬﻫﺐ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ،ﻛﺎﻥ ﺣﺎﻓﻈﺎ ﻟﻪ .ﻭﻫﻮ ﺃﻭﻝ ﻣﻦ ﻟﻘﺐ ﺑـ "ﺃﻗﻀﻰ
ﺍﻟﻘﻀﺎﺓ" ﰲ ﻋﻬﺪ ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ ﺑﺄﻣﺮ ﺍﷲ ﺍﻟﻌﺒﺎﺳﻲ .ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻟﻪ ﺍﳌﻜﺎﻧﺔ ﺍﻟﺮﻓﻴﻌﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﳋﻠﻔﺎﺀ ﻭﻣﻠﻮﻙ ﺑﻐﺪﺍﺩ .ﺗﻮﰲ ﰲ
ﺑﻐﺪﺍﺩ .ﻣﻦ ﺗﺼﺎﻧﻴﻔﻪ" :ﺍﳊﺎﻭﻱ" ﰲ ﺍﻟﻔﻘﻪ ٢٠ﳎﻠﺪﺍ ﻭ "ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻧﻴﺔ" ﻭ"ﺃﺩﺏ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺍﻟﺪﻳﻦ" ،ﻭ
"ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻮﺯﺍﺭﺓ"] ،ﻃﺒﻘﺎﺕ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻴﺔ ﺝ ٣ﺹ ،٣١٤-٣٠٣ﻭﺍﻟﺸﺬﺭﺍﺕ ﺝ ٣ﺹ ،٢٨٥ﻭﺍﻷﻋﻼﻡ ﻟﻠﺰﺭﻛﻠﻲ
ﺝ ٥ﺹ.[١٤٦
) (٣ﺍﳌﺎﻭﺭﺩﻱ ،ﺍﳊﺎﻭﻱ ﺍﻟﻜﺒﲑ) ،ﺑﲑﻭﺕ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ١٤٢٠ ،ﻫـ( ،ﺝ ٥ﺹ ،١٥ﺍﻟﺸﺮﺑﻴﲏ ،ﻣﻐﲏ ﺍﶈﺘﺎﺝ،
)ﺑﲑﻭﺕ ،ﺩﺍﺭ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ١٤١٨ ،ﻫـ١٩٩٧/ﻡ( ،ﺝ ٢ﺹ.١٢
) (٤ﺍﻟﻘﻠﻴﻮﰊ ) ١٠٦٩ -ﻫـ( ،ﻫﻮ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺳﻼﻣﺔ ،ﺷﻬﺎﺏ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﻘﻠﻴﻮﰊ .ﻓﻘﻴﻪ ﺷﺎﻓﻌﻲ .ﻣﻦ ﺃﻫﻞ
ﻗﻠﻴﻮﺏ ﰲ ﻣﺼﺮ .ﻟﻪ ﺣﻮﺍﺵ ﻭﺷﺮﻭﺡ ﻭﺭﺳﺎﺋﻞ .ﻣﻦ ﻣﺼﻨﻔﺎﺗﻪ :ﺭﺳﺎﻟﺔ ﰲ ﻓﻀﺎﺋﻞ ﻣﻜﺔ ﻭﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ﻭﺑﻴﺖ ﺍﳌﻘﺪﺱ،
ﻭ "ﺍﳍﺪﺍﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﻼﻟﺔ" ﰲ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻭﺍﻟﻘﺒﻠﺔ ،ﻭﺣﺎﺷﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺷﺮﺡ ﺍﳌﻨﻬﺎﺝ] ،ﺍﻷﻋﻼﻡ ﻟﻠﺰﺭﻛﻠﻲ ،ﻭﺍﶈﱯ
ﺝ ١ﺹ.[١٧٥
) (٥ﺍﻟﻘﻠﻴﻮﰊ ،ﺣﺎﺷﻴﺔ ﻗﻠﻴﻮﰊ) ،ﺑﲑﻭﺕ ،ﺩﺍﺭ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ١٤١٢ ،ﻫـ( ،ﺝ ٢ﺹ.٢٠٢
) (٦ﺍﻟﺮﻣﻠﻲ ) ١٠٠٤ - ٩١٩ﻫـ ( ،ﻫﻮ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﲪﺰﺓ ،ﴰﺲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ،ﻓﻘﻴﻪ ﺍﻟﺪﻳﺎﺭ ﺍﳌﺼﺮﻳﺔ ﻭﻣﺮﺟﻌﻬﺎ
ﰲ ﺍﻟﻔﺘﻮﻯ .ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻪ :ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﺍﻟﺼﻐﲑ .ﻭﻗﻴﻞ :ﻫﻮ ﳎﺪﺩ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻌﺎﺷﺮ .ﲨﻊ ﻓﺘﺎﻭﻯ ﺃﺑﻴﻪ ،ﻭﺻﻨﻒ ﺷﺮﻭﺣﺎ،
ﻭﺣﻮﺍﺷﻲ ﻛﺜﲑﺓ .ﻣﻦ ﻣﺼﻨﻔﺎﺗﻪ" :ﺎﻳﺔ ﺍﶈﺘﺎﺝ ﺇﱃ ﺷﺮﺡ ﺍﳌﻨﻬﺎﺝ" ،ﻭ "ﻏﺎﻳﺔ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﺷﺮﺡ ﺯﺑﺪ ﺑﻦ ﺭﺳﻼﻥ" ،ﻭ
"ﺷﺮﺡ ﺍﻟﺒﻬﺠﺔ ﺍﻟﻮﺭﺩﻳﺔ"]،ﺧﻼﺻﺔ ﺍﻷﺛﺮ ﺝ ٣ﺹ ،٣٤٣ﻭﺍﻷﻋﻼﻡ ﺝ ٦ﺹ ،٢٣٥ﻭﻓﻬﺮﺱ ﺍﻟﺘﻴﻤﻮﺭﻳﺔ ﺝ ٨
ﺹ.[٢٥٥
) (٧ﺍﻟﺮﻣﻠﻲ ،ﺎﻳﺔ ﺍﶈﺘﺎﺝ) ،ﺑﲑﻭﺕ،
ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ١٤٢٤ ،ﻫـ٢٠٠٣/ﻡ( ،ﺝ ٣ﺹ.٤٠٥
٢٥
ا ﺊ ب اﻓول :ﻇﺰ ﻏ ت ا ﺊﺗ ﺸﻎ ا ﺶ ر وا ﺳ ﻄﻘت ا
ﻐﺋ ا ﺳ ﺦ ة
ﻭﺗﻌﺮﻳﻔﺎﺕ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻴﺔ ﻛﻠﻬﺎ ﺗﺆﺩﻱ ﺇﱃ ﻣﻌﲎ ﻭﺍﺣﺪ .ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﺗﺮﺩﺩ ﺑﲔ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ
ﻭﺍﻟﻌﺪﻡ ﺣﻴﺚ ﻻ ﺗﻌﺮﻑ ﻋﺎﻗﺒﺘﻪ ،ﻭﺇﻥ ﺗﻌﺮﻑ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻌﺪﻡ ﺃﻏﻠﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ.
اﻟﻔﺮع اﻟﺮا ﻊ :ﻌﺮ ﻒ اﻟﻐﺮر ﻋﻨﺪ ا ﻨﺎﺑﻠﺔ
ﺫﻛﺮ ﰲ ﺑﻌﺾ ﻛﺘﺐ ﺍﳊﻨﺎﺑﻠﺔ :ﻭﻓﺴﺮ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ
)(٢
)(١
ﻭﲨﺎﻋﺔ :ﺍﻟﻐﺮﺭ ﻣﺎ ﺗﺮﺩﺩ ﺑﲔ
ﺃﻣﺮﻳﻦ ﻟﻴﺲ ﺃﺣﺪﳘﺎ ﺃﻇﻬﺮ.
ﻭﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻣﻔﻠﺢ ) :(٣ﺍﻟﻐﺮﺭ ﻣﺎ ﺗﺮﺩﺩ ﺑﲔ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﻭﺍﻟﻌﺪﻡ.
)(٤
) (١ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺃﺑﻮ ﻳﻌﻠﻰ ٤٥٨ - ٣٨٠ ) ،ﻫـ ( ،ﻫﻮ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺧﻠﻒ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ
ﺍﻟﻔﺮﺍﺀ ،ﺷﻴﺦ ﺍﳊﻨﺎﺑﻠﺔ ﰲ ﻭﻗﺘﻪ .ﻭﻋﺎﱂ ﻋﺼﺮﻩ ﰲ ﺍﻷﺻﻮﻝ ﻭﺍﻟﻔﺮﻭﻉ ﻭﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﻔﻨﻮﻥ .ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺑﻐﺪﺍﺩ .ﻭﻻﻩ
ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ ﺍﻟﻌﺒﺎﺳﻲ ﻗﻀﺎﺀ ﺩﺍﺭ ﺍﳋﻼﻓﺔ ﻭﺍﳊﺮﱘ ﻭﺣﺮﺍﻥ ﻭﺣﻠﻮﺍﻥ .ﻣﻦ ﺗﺼﺎﻧﻴﻔﻪ" :ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ" ،ﻭ"ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ
ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻧﻴﺔ" ،ﻭ"ﺍﺮﺩ" ،ﻭ"ﺍﳉﺎﻣﻊ ﺍﻟﺼﻐﲑ" ﰲ ﺍﻟﻔﻘﻪ ،ﻭ"ﺍﻟﻌﺪﺓ" ،ﻭ"ﺍﻟﻜﻔﺎﻳﺔ" ﰲ ﺍﻷﺻﻮﻝ ] .ﻃﺒﻘﺎﺕ ﺍﳊﻨﺎﺑﻠﺔ
ﻻﺑﻦ ﺃﰊ ﻳﻌﻠﻰ ﺝ ٢ﺹ ،٢٣٠-١٩٣ﻭﺍﻷﻋﻼﻡ ﻟﻠﺰﺭﻛﻠﻲ ﺝ ٦ﺹ ،٢٣١ﻭﺷﺬﺭﺍﺕ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﺝ ٣ﺹ[ ٣٠٦
) (٢ﺍﺑﻦ ﻣﻔﻠﺢ ،ﺍﳌﺒﺪﻉ ﺷﺮﺡ ﺍﳌﻘﻨﻊ) ،ﺑﲑﻭﺕ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ١٤١٨ ،ﻫـ١٩٩٧/ﻡ( ،ﺝ ٤ﺹ،٢٣
ﺍﻟﺒﻬﻮﰐ ،ﺷﺮﺡ ﻣﻨﺘﻬﻰ ﺍﻹﺭﺍﺩﺍﺕ) ،ﺑﲑﻭﺕ ،ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ١٤٢٠ ،ﻫـ( ،ﺝ ٢ﺹ ،١١ﺍﻟﺮﺣﻴﺒﺎﱐ ،ﻣﻄﺎﻟﺐ
ﺃﻭﱄ ﺍﻟﻨﻬﻰ) ،ﺑﲑﻭﺕ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ١٩٩٢ ،ﻡ( ،ﺝ ٣ﺹ ،٢٥ﺍﻟﺰﺭﻛﺸﻲ ،ﺷﺮﺡ ﺍﻟﺰﺭﻛﺸﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﱳ
ﺍﳋﺮﻗﻲ) ،ﻣﻜﺔ ،ﻣﻜﺘﱮ ﺍﻷﺳﺪﻱ١٤٣٠ ،ﻫـ٢٠٠٩/ﻡ( ،ﺝ ٢ﺹ.٨٢
) (٣ﺍﺑﻦ ﻣﻔﻠﺢ ) ٧١٠ﻭﻗﻴﻞ ٧٦٣-٧١٢ﻫـ ( ،ﻫﻮ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﻔﻠﺢ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﻔﺮﺡ ،ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ،ﴰﺲ
ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﳌﻘﺪﺳﻲ ﺍﻟﺮﺍﻣﻴﲏ ﰒ ﺍﻟﺼﺎﳊﻲ .ﻓﻘﻴﻪ ،ﺃﺻﻮﱄ ،ﳏﺪﺙ ،ﺃﻋﻠﻢ ﺃﻫﻞ ﻋﺼﺮﻩ ﲟﺬﻫﺐ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ.
ﺃﺧﺬ ﻋﻦ ﺍﳌﺰﻱ ﻭﺍﻟﺬﻫﱯ ﻭﺗﻘﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﺴﺒﻜﻲ ﻭﻏﲑﻫﻢ .ﻭﻟﺪ ﻭﻧﺸﺄ ﰲ ﺑﻴﺖ ﺍﳌﻘﺪﺱ ﻭﺗﻮﰲ ﺑﺼﺎﳊﻴﺔ ﺩﻣﺸﻖ .
ﻣﻦ ﺗﺼﺎﻧﻴﻔﻪ" :ﺍﻵﺩﺍﺏ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻭﺍﳌﻨﺢ ﺍﳌﺮﻋﻴﺔ" ﻭ"ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻔﺮﻭﻉ" ﻭ "ﺍﻟﻨﻜﺖ ﻭﺍﻟﻔﻮﺍﺋﺪ ﺍﻟﺴﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺸﻜﻞ
ﺍﶈﺮﺭ ﻻﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ" ﻭ "ﺷﺮﺡ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﳌﻘﻨﻊ"] .ﺍﻟﺪﺭﺭ ﺍﻟﻜﺎﻣﻨﺔ ﺝ ٤ﺹ ،٢٦١ﻭﺍﻟﻨﺠﻮﻡ ﺍﻟﺰﺍﻫﺮﺓ ﺝ ١١ﺹ، ١٦
ﻭﻣﻌﺠﻢ ﺍﳌﺆﻟﻔﲔ ﺝ ١٢ﺹ ،٤٤ﻭﺍﻷﻋﻼﻡ ﺝ ٧ﺹ.[٣٢٧
) (٤ﺍﺑﻦ ﻣﻔﻠﺢ ﺍﳌﻘﺪﺳﻲ ،ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻔﺮﻭﻉ) ،ﺑﲑﻭﺕ ،ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ١٩٩٠ ،ﻡ( ،ﺝ ٤ﺹ.٣٢٢
٢٦
ا ﺊ ب اﻓول :ﻇﺰ ﻏ ت ا ﺊﺗ ﺸﻎ ا ﺶ ر وا ﺳ ﻄﻘت ا
ﻐﺋ ا ﺳ ﺦ ة
ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ) :(١ﺍﻟﻐﺮﺭ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻘﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﺗﺴﻠﻴﻤﻪ ﺳﻮﺍﺀ ﻛﺎﻥ ﻣﻮﺟﻮﺩﺍ ﺃﻭ
)(٣
ﻣﻌﺪﻭﻣﺎ ،ﻛﺎﻟﻌﺒﺪ ﺍﻵﺑﻖ ﻭﺍﻟﺒﻌﲑ ﺍﻟﺸﺎﺭﺩ (٢).ﻭﻗﺎﻝ ﺃﻳﻀﺎ :ﺍﻟﻐﺮﺭ ﻫﻮ ﺍﻬﻮﻝ ﺍﻟﻌﺎﻗﺒﺔ.
ﻭﻗﺎﻝ ﰲ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﻌﻘﺪ :ﻭﺍﻟﻐﺮﺭ ﻗﺪ ﻗﻴﻞ ﰲ ﻣﻌﻨﺎﻩ :ﻫﻮ ﻣﺎ ﺧﻔﻴﺖ ﻋﺎﻗﺒﺘﻪ ،ﻭﻃﻮﻳﺖ
)(٤
ﻣﻐﺒﺘﻪ ،ﺃﻭ ﺍﻧﻄﻮﻯ ﺃﻣﺮﻩ .ﻭﻗﻴﻞ :ﻣﺎ ﺗﺮﺩﺩ ﺑﲔ ﺍﻟﺴﻼﻣﺔ ﻭﺍﻟﻌﻄﺐ.
ﻭﻳﺮﻯ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻔﺴﲑ ﺍﻷﺧﲑ ﺃﺑﲔ ﻭﺃﻭﺿﺢ ،ﻷﻥ ﺍﻟﻐﺮﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻐﺮﻳﺮ ،ﻭﺍﳌﻐﺮﺭ
)(٥
ﺑﺎﻟﺸﻲﺀ :ﺍﳌﺨﺎﻃﺮ ،ﻭﺍﳌﺨﺎﻃﺮ :ﺍﳌﺘﺮﺩﺩ ﺑﲔ ﺍﻟﺴﻼﻣﺔ ﻭﺍﻟﻌﻄﺐ.
ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺍﳉﻮﺯﻳﺔ) :(٦ﺍﻟﻐﺮﺭ ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻘﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﺗﺴﻠﻴﻤﻪ ﺳﻮﺍﺀ ﻛﺎﻥ
ﻣﻮﺟﻮﺩﺍ ﺃﻭ ﻣﻌﺪﻭﻣﺎ ﻛﺒﻴﻊ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺍﻵﺑﻖ ﻭﺍﻟﺒﻌﲑ ﺍﻟﺸﺎﺭﺩ (٧).ﻭﻗﺎﻝ ﰲ ﺯﺍﺩ ﺍﳌﻌﺎﺩ :ﻭﺍﻟﻐﺮﺭ ﳑﺎ
) (١ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ) ٧٢٨ - ٦٦١ﻫـ ( ،ﻫﻮ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﳊﻠﻴﻢ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﺍﳊﺮﺍﱐ ﺍﻟﺪﻣﺸﻘﻲ،
ﺗﻘﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ .ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺷﻴﺦ ﺍﻹﺳﻼﻡ .ﺣﻨﺒﻠﻲ .ﻭﻟﺪ ﰲ ﺣﺮﺍﻥ ﻭﺍﻧﺘﻘﻞ ﺑﻪ ﺃﺑﻮﻩ ﺇﱃ ﺩﻣﺸﻖ ﻓﻨﺒﻎ ﻭﺍﺷﺘﻬﺮ .ﺳﺠﻦ
ﲟﺼﺮ ﻣﺮﺗﲔ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﻓﺘﺎﻭﺍﻩ .ﻭﺗﻮﰲ ﺑﻘﻠﻌﺔ ﺩﻣﺸﻖ ﻣﻌﺘﻘﻼ .ﻛﺎﻥ ﺩﺍﻋﻴﺔ ﺇﺻﻼﺡ ﰲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ،ﺁﻳﺔ ﰲ ﺍﻟﺘﻔﺴﲑ
ﻭﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪ ﻭﺍﻷﺻﻮﻝ ،ﻓﺼﻴﺢ ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ .ﻣﻜﺜﺮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺼﻨﻴﻒ .ﻣﻦ ﺗﺼﺎﻧﻴﻔﻪ "ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ "" ،ﻭﻣﻨﻬﺎﺝ
ﺍﻟﺴﻨﺔ" ،ﻭﻃﺒﻌﺖ " ﻓﺘﺎﻭﺍﻩ " ﰲ ﺍﻟﺮﻳﺎﺽ ﻣﺆﺧﺮﺍ ﰲ ٣٥ﳎﻠﺪﺍ ] .ﺍﻷﻋﻼﻡ ﻟﻠﺰﺭﻛﻠﻲ ﺝ ١ﺹ ،١٤٠ﻭﺍﻟﺪﺭﺭ
ﺍﻟﻜﺎﻣﻨﺔ ﺝ ١ﺹ ،١٤٤ﻭﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﻭﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﺝ ١٤ﺹ[ ١٣٥
) (٢ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ،ﳎﻤﻮﻉ ﺍﻟﻔﺘﺎﻭﻯ) ،ﺍﻟﺮﻳﺎﺽ ،ﳎﻤﻊ ﺍﳌﻠﻚ ﻓﻬﺪ ﻟﻄﺒﺎﻋﺔ ﺍﳌﺼﺤﻒ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ١٤٢٤ ،ﻫـ٢٠٠٣/ﻡ(،
ﺝ ٢٠ﺹ.٥٤٣
) (٣ﺍﳌﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ،ﺝ ٢٩ﺹ ،٢٢ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ،ﺍﻟﻔﺘﺎﻭﻯ ﺍﻟﻜﱪﻯ) ،ﺑﲑﻭﺕ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ١٩٩٨ ،ﻡ( ،ﺝ٣
ﺹ.٤١٥
) (٤ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ،ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﻌﻘﺪ) ،ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ،ﻣﺼﺮ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﶈﻤﺪﻳﺔ ﻟﻠﻄﺒﺎﻋﺔ١٩٩٩ ،ﻡ( ،ﺹ.٢٢٤
) (٥ﺍﳌﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ.
) (٦ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ ) ٧٥١-٦٩١ﻫـ( ،ﻫﻮ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﺃﻳﻮﺏ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ ﺍﻟﺰﺭﻋﻲ .ﴰﺲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ
ﺩﻣﺸﻖ .ﻣﻦ ﺃﺭﻛﺎﻥ ﺍﻹﺻﻼﺡ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ،ﻭﺃﺣﺪ ﻛﺒﺎﺭ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ .ﺗﺘﻠﻤﺬ ﻋﻠﻰ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﻭﺍﻧﺘﺼﺮ ﻟﻪ ﻭﱂ ﳜﺮﺝ
ﻋﻦ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﺃﻗﻮﺍﻟﻪ ،ﻭﻗﺪ ﺳﺠﻦ ﻣﻌﻪ ﺑﺪﻣﺸﻖ .ﻛﺘﺐ ﲞﻄﻪ ﻛﺜﲑﺍ ،ﻭﺃﻟﻒ ﻛﺜﲑﺍ .ﻣﻦ ﺗﺼﺎﻧﻴﻔﻪ" :ﺍﻟﻄﺮﻕ
ﺍﳊﻜﻤﻴﺔ" ،ﻭ "ﻣﻔﺘﺎﺡ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ" ،ﻭ"ﺍﻟﻔﺮﻭﺳﻴﺔ" ،ﻭ"ﻣﺪﺍﺭﺝ ﺍﻟﺴﺎﻟﻜﲔ"] .ﺍﻷﻋﻼﻡ ﺝ ٦ﺹ ،٢٨١ﻭﺍﻟﺪﺭﺭ
ﺍﻟﻜﺎﻣﻨﺔ ﺝ ٣ﺹ ،٤٠٠ﻭﺟﻼﺀ ﺍﻟﻌﻴﻨﲔ ﺹ.[٢٠
) (٧ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺍﳉﻮﺯﻳﺔ ،ﺇﻋﻼﻡ ﺍﳌﻮﻗﻌﲔ ﻋﻦ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﳌﲔ) ،ﺍﻟﺮﻳﺎﺽ ،ﺩﺍﺭ ﺍﺑﻦ ﺍﳉﻮﺯﻱ١٤٢٣ ،ﻡ( ،ﺝ ٢ﺹ.٢٨
٢٧
ا ﺊ ب اﻓول :ﻇﺰ ﻏ ت ا ﺊﺗ ﺸﻎ ا ﺶ ر وا ﺳ ﻄﻘت ا
ﻐﺋ ا ﺳ ﺦ ة
ﻻ ﻳﻌﻠﻢ ﺣﺼﻮﻟﻪ ،ﺃﻭ ﻻ ﻳﻘﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﺗﺴﻠﻴﻤﻪ ،ﺃﻭ ﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﺣﻘﻴﻘﺘﻪ ﻭﻣﻘﺪﺍﺭﻩ (١).ﻭﻗﺎﻝ :ﻓﺈﻥ
ﺍﻟﻐﺮﺭ ﻫﻮ ﻣﺎ ﺗﺮﺩﺩ ﺑﲔ ﺍﳊﺼﻮﻝ ﻭﺍﻟﻔﻮﺍﺕ ،ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﺍﻷﺧﺮﻯ :ﻫﻮ ﻣﺎ ﻃﻮﻳﺖ
)(٣
ﻣﻌﺮﻓﺘﻪ ﻭﺟﻬﻠﺖ ﻋﻴﻨﻪ (٢).ﻭﻗﺎﻝ ﺃﻳﻀﺎ :ﺍﻟﻐﺮﺭ ﺗﺮﺩﺩ ﺑﲔ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﻭﺍﻟﻌﺪﻡ.
ﻭﻗﺪ ﺍﺿﻄﺮﺑﺖ ﺗﻌﺮﻳﻔﺎﺕ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ ،ﻓﺎﻟﻐﺮﺭ ﻋﻨﺪﻩ ﺗﺎﺭﺓ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻘﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﺗﺴﻠﻴﻤﻪ
ﻓﻘﻂ ،ﻭﺗﺎﺭﺓ ﻫﻮ ﻣﺎ ﺗﺮﺩﺩ ﺑﲔ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﻭﺍﻟﻌ