regulating politica party financing.1Sep2017 0

‫أوغسطن ماغولووندو‪ ،‬إيلن فالﻐويرا‪ ،‬ﺯيفانياس ماتسيمﺒﻲ‬

‫تنظيم تمويل اأحزاب السياسية‬
‫رؤى من الممارسة العملية‬

‫المعهد الهولندي‬

‫لﻠدﻳمﻘراﻃية المتﻌددة اﻷحزاﺏ‬

‫المؤسسة الدولية للديمقراطية واانتخابات ‪ /‬المعهد الهولندي للديمقراطية المتعددة اأحزاب‬

‫تنظيم تمويل اأحزاب السياسية‬
‫رؤى من الممارسة العملية‬
‫أوغسطين ماغولووندو‪ ،‬إيلين فالغويرا‪ ،‬زيفانياس ماتسيمبي‬

‫‪2‬‬

‫امؤسسة الدولية للديمقراطية واانتخابات‬
‫(‪)International IDEA‬‬

‫–‬


‫إن امؤسسة الدولية للديمقراطية واانتخابات هي منظمة حكومية‬
‫دولية تدعم الديمقراطية امستدامة ي ميع أنحاء العام‪ .‬وتتمثل‬
‫مهمتها اأساسية ي دعم التغير الديمقراطي امستدام من خال‬
‫توفر امعرفة امقارنة‪ ،‬وامساعدة ي اإصاح الديمقراطي‪ ،‬والتأثر‬
‫عى السياسات والسياسة‪.‬‬
‫ولدى امؤسسة برنامج حدد لبناء الدساتر‪ ،‬يعمل عى رفع‬
‫مستويات الوعي حول الدور الذي تلعبه عمليات بناء الدساتر‬
‫ي إدارة الراعات وتعزيز الديمقراطية‪ .‬وينطوي هذا العمل‬
‫عى توفر امساعدة التقنية وامعرفة‪ ،‬وإمكانية الوصول إى دروس‬
‫تعليمية للجهات الفاعلة الوطنية والدولية امشاركة ي عمليات‬
‫بناء الدساتر‪ .‬وتقدم امؤسسة أيضا خدماها حشد واسع من‬
‫ماري وضع الدساتر حول العام‪ ،‬من خال منابر احوار الفعلية‬
‫واافراضية‪ .‬ويمكن ااطاع عى مزيد من امعلومات عى موقع‬
‫امؤسسة اإلكروي‪www.idea.int :‬‬

‫امعهد اهولندي للديمقراطية امتعددة اأحزاب‬
‫(‪)NIMD‬‬

‫–‬


‫إن امعهد اهولندي للديمقراطية امتعددة اأحزاب هو منظمة‬
‫مساعدة الديمقراطية‪ ،‬أنشأها اأحزاب السياسية ي هولندا لدعم‬
‫اأحزاب السياسية ي الديمقراطيات الناشئة‪ .‬ويوفر امعهد اهولندي‬
‫للديمقراطية امتعددة اأحزاب (‪ ،)NIMD‬حديد ًا‪ ،‬امساعدة ي‬
‫عمليات احوار بن اأحزاب السياسية ي البلدان امستفيدة من‬
‫الرنامج والتطوير امؤسي لأحزاب الرمانية وشبكات للتعاون‬
‫بن امجتمع السياي وامدي‪ .‬ويلتزم امركز التزام ًا صارم ًا بمبادئ‬
‫ا ُملكية واحيادية والشفافية‪ ،‬ويقر بأن الديمقراطيات نابعة حلي ًا من‬
‫اأوطان وا يمكن استرادها من اخارج‪.‬‬
‫كا قدم امعهد الدعم بطرق تراعي السياق‪ ،‬وبنا ًء عى طلب من‬
‫ركائه ي عمليات اإصاح الدستوري‪ ،‬ي بلدان مثل بوليفيا‪،‬‬
‫إكوادور‪ ،‬غانا‪ ،‬كينيا‪ ،‬ماوي‪ ،‬تنزانيا‪ ،‬زامبيا وزمبابوي‪.‬‬
‫ويدير امعهد مركز ًا صغر ًا للمعرفة وااتصال‪ ،‬ا يقتر عى تيسر‬
‫تبادل امعلومات بن بلدان اجنوب بشأن مواضيع حددة فحسب‪،‬‬
‫بل يصدر أيضا بانتظام منشورات وأرطة فيديو وغرها من‬
‫امواد‪ .‬ويمكن ااطاع عى مزيد من امعلومات عى موقع امعهد‬
‫اإلكروي‪www.nimd.org :‬‬

‫تنــويــه‬


‫ا تعكس اآراء الواردة ي هذا التقرير بالرورة آراء امؤسسة أو امعهد أو جلي إدارتيها‬
‫أو اأعضاء ي هيئتيها العامتن‪.‬‬
‫ميع السجات والنتائج ي تقرير امؤمر اماثل نابعة من امناقشات التي جرت أثناء مؤمر‬
‫حول "اإطار القانوي امن ِظم لأحزاب السياسية‪ :‬موضوع مويل اأحزاب"‪ ،‬والذي عقد‬
‫ي العاصمة التنزانية دار السام‪ ،‬ي موز‪/‬يوليو ‪.2٠١2‬‬

‫تنظيم تمويل اأحزاب السياسية‬

‫المؤسسة الدولية للديمقراطية واانتخابات ‪ /‬المعهد الهولندي للديمقراطية المتعددة اأحزاب‬

‫المحتويات‬

‫‪3‬‬

‫تقديم‬

‫د‪ .‬أوغسطن تيتاي ماغولووندو‬

‫‪4‬‬


‫مقدمة‬

‫‪6‬‬

‫‪ .1‬فهم مويل اأحزاب السياسية‬

‫‪7‬‬

‫‪ .2‬مويل اأحزاب السياسية ي امارسة العملية‪ :‬دراسات حالة‬

‫‪10‬‬

‫‪ .3‬التمويل السياي ي دول أفريقيا جنوب الصحراء الكرى‪ :‬التحديات والفرص امشركة‬

‫‪23‬‬

‫‪ .4‬امارسات اجيدة والدروس امستفادة والتوصيات‬

‫‪26‬‬


‫امراجع‬

‫‪30‬‬

‫قراءات إضافية‬

‫‪31‬‬

‫ملحق‬

‫‪32‬‬

‫‪ ١ .2‬دراسة حالة غانا‬
‫‪ 2 .2‬دراسة حالة موزمبيق‬
‫‪ 3 .2‬دراسة حالة تنزانيا‬
‫‪ 4 .2‬دراسة حالة بوروندي‬
‫‪ 5 .2‬دراسة حالة أوغندا‬
‫‪ 6 .2‬دراسة حالة ماوي‬


‫‪ ١ .4‬امارسات اجيدة‬
‫‪ 2 .4‬الدروس الرئيسية‬
‫‪ 3 .4‬التوصيات‬

‫‪١٠‬‬
‫‪١3‬‬
‫‪١5‬‬
‫‪١7‬‬
‫‪١9‬‬
‫‪2١‬‬

‫‪26‬‬
‫‪26‬‬
‫‪27‬‬

‫تنظيم تمويل اأحزاب السياسية‬

‫تقديم‬

‫‪4‬‬


‫عقد امعهد اهولندي للديمقراطية امتعددة اأحزاب‬
‫(‪ )NIMD‬بالراكة مع امؤسسة الدولية للديمقراطية‬
‫واانتخابات (‪ )International IDEA‬ومركز تنزانيا‬
‫للديمقراطية (‪ )TCD‬مؤمر ًا ي موضوع‪" :‬اإطار القانوي‬
‫امنظِم لأحزاب السياسية‪ :‬موضوع مويل اأحزاب" ي‬
‫الفرة من ‪ ١٠‬إى ‪ ١2‬موز‪/‬يوليو ‪ 2٠١2‬ي فندق ’وايت‬
‫ساندز‘ بالعاصمة التنزانية دار السام‪.‬‬
‫وقد مع امؤمر بن كبار مثي اأحزاب السياسية ي البلدان‬
‫التي ينشط ها امعهد اهولندي للديمقراطية امتعددة اأحزاب‬
‫ي أفريقيا‪ ،‬وانضم هم خراء ومارسون من داخل أفريقيا‬
‫وخارجها‪ .‬وهيأ امؤمر حف ً‬
‫ا فريد ًا للمعهد اهولندي‬
‫للديمقراطية امتعددة اأحزاب وامؤسسة الدولية للديمقراطية‬
‫واانتخابات وركائها من أجل إعادة النظر ي مسألة مويل‬
‫اأحزاب السياسية‪ ،‬كسؤال إصاحي هام تواجهه العديد‬
‫من النظم الديمقراطية‪ .‬وقد صمم امؤمر عى نحو يتيح أكر‬
‫فرصة مكنة لأحزاب السياسية لكي تعرض خراها من‬
‫امارسة العملية‪ ،‬وتستفيد ي الوقت ذاته من إسهامات عدد‬
‫حدود من اخراء امتخصصن‪.‬‬

‫وخال امؤمر‪ ،‬أعاد امشاركون تقييم مسألة دور امال ي احياة‬
‫السياسية‪ ،‬وتبادلوا اخرات وتناقشوا بشأن الناذج امتعددة‬
‫لتمويل اأحزاب‪ ،‬ووقفوا عى أفضل امارسات فيا يتعلق‬
‫بكيفية تنظيم مويل اأحزاب وتنفيذه‪ .‬وطرحت أربعة أسئلة‬
‫رئيسية للنقاش ي امؤمر‪ :‬ما هو مويل اأحزاب السياسية وما‬
‫هي أميته؟ وما هي الناذج امختلفة لتمويل اأحزاب وما‬
‫هي القواعد امن ِظمة له؟ وكيف تُطبق تلك الناذج امختلفة ي‬
‫امارسة الفعلية؟ وكيف يؤثر التمويل عى ترسيخ الديمقراطية‬
‫بوجه عام‪ ،‬وعى حياة اأحزاب السياسية وسر عملها؟ وما‬
‫هي ااعتبارات اأساسية التي يتعن مراعاها ي إصاح‬
‫اأطر القانونية احاكمة لتمويل اأحزاب استناد ًا إى اخرات‬

‫المؤسسة الدولية للديمقراطية واانتخابات ‪ /‬المعهد الهولندي للديمقراطية المتعددة اأحزاب‬

‫‪5‬‬

‫والدروس امستفادة من امارسة العملية عى الصعيدين‬
‫اإقليمي والعامي؟‬
‫ويقدم هذا التقرير ملخص ًا لوقائع امؤمر‪ ،‬ويعرض للقضايا‬
‫الرئيسية التي نوقشت واأسئلة التي طرحت والنتائج‬

‫والدروس امستفادة‪ .‬كا يعرض التقرير لدراسات حالة من‬
‫بوروندي‪ ،‬ماوي‪ ،‬أوغندا‪ ،‬غانا‪ ،‬موزمبيق وتنزانيا‪ ،‬كانت قد‬
‫أثرت امناقشات أثناء امؤمر‪.‬‬
‫ومن خال ردود أفعال امشاركن‪ ،‬تبن أن امؤمر م يتناول‬
‫موضوع ًا هام ًا وذا صلة فحسب‪ ،‬وإنا جاء أيضا ي الوقت‬
‫امناسب‪ ،‬فا زالت غالبية بلدان أفريقيا تعمل عى مبادرات‬
‫هدف إى تعزيز اأجندة الديمقراطية‪ ،‬واأُطر القانونية‬
‫امنظِمة لأحزاب السياسية تعد جزء ًا ا يتجزأ من مثل تلك‬
‫اإصاحات‪.‬‬
‫وفيا يتعلق بامعهد اهولندي للديمقراطية امتعددة اأحزاب‬
‫وامؤسسة الدولية للديمقراطية واانتخابات‪ ،‬فقد برهنت‬
‫امنظمتان مرة أخرى من خال راكتها ي هذا امؤمر مدى‬
‫تقارها‪ ،‬وأمية استفادة كل منها من اميزة النسبية التي تتمتع‬
‫ها امنظمة اأخرى ي دعم عملية التحول الديمقراطي ي‬
‫القارة اأفريقية‪.‬‬
‫ونود أن ننتهز هذه الفرصة لنقدم خالص الشكر لكل من جعل‬
‫هذا امروع امشرك مكن ًا‪ ،‬ونخص بالذكر مديري امنظمتن‬
‫هانز برونينغ وفيدار هيلجيسن‪ ،‬لقيادها عملية تعميق الراكة‬
‫اإسراتيجية بن امعهد اهولندي للديمقراطية امتعددة‬
‫اأحزاب وامؤسسة الدولية للديمقراطية واانتخابات‪.‬‬

‫ونود أيضا أن نشكر جلس إدارة مركز تنزانيا للديمقراطية‬
‫وإدارته وفريقه استضافتهم هذا امؤمر‪ .‬ففي سياق برنامج‬

‫امعهد اهولندي اإقليمي ي أفريقيا‪ ،‬أبقى التنزانيون باهم‬
‫مفتوح ًا استضافة الفعاليات اإقليمية‪ .‬وقد حظي هذا امؤمر‬
‫برف حضور نائب رئيس مهورية تنزانيا امتحدة‪ ،‬الدكتور‬
‫حمد غريب باي‪ ،‬وهذا نحن مدينون له بخالص اامتنان‪.‬‬
‫ونتقدم بالشكر جميع مقدمي العروض اإيضاحية وامناقشن‬
‫جهودهم من أجل إثراء هذا امؤمر‪ .‬وكذلك يستحق الفريق‬
‫اأساي الذي نظم هذا امؤمر العرفان والتقدير‪ .‬فمن امعهد‬
‫اهولندي للديمقراطية امتعددة اأحزاب‪ ،‬تكون الفريق من‬
‫كل من مونيك رونزا‪ ،‬وآن‪-‬ميكه فان بروكيلن‪ ،‬وأوغسطن‬
‫ماغولووندو‪ ،‬ومعهم إيلن فالغويرا وسام فان دير ستاك‬
‫من امؤسسة الدولية للديمقراطية واانتخابات‪ .‬ونوجه‬
‫الشكر أيضا للمشاركن الذين ساموا ي نجاح هذا امؤمر‬
‫بمشاركتهم وإسهاماهم‪ ،‬ونذكر أيض ًا زيفانياس ماتسيمبي‬
‫لراعته ي صياغة هذا التقرير الذي نأمل أن جدوه مفيد ًا‪ ،‬فيا‬
‫نواصل مناقشة مويل اأحزاب من أجل ترسيخ الديمقراطية‪.‬‬

‫د‪ .‬أوغسطن تيتاي ماغولووندو‬


‫امنسق اإقليمي لرنامج أفريقيا ي امعهد اهولندي‬
‫للديمقراطية امتعددة اأحزاب‬

‫تنظيم تمويل اأحزاب السياسية‬

‫مقدمة‬

‫‪6‬‬

‫ي يومنا هذا‪ ،‬يكاد يكون من غر اممكن خيل أن يكون هناك‬
‫نظام ديمقراطي فاعل دون أحزاب سياسية‪ .‬فاأحزاب‬
‫السياسية تستطيع أن تؤدي جموعة واسعة من امهام‪،‬‬
‫وتضطلع بذلك بالفعل‪ ،‬مثل‪ :‬جميع امصالح والتعبر عنها‪،‬‬
‫وضع مقرحات للسياسات العامة ي إطار تنافي با يعر‬
‫عن آراء الناس ويتيح هم اختيارات ختلفة‪ ،‬اختيار مرشحن‬
‫للمناصب امنتخبة‪ ،‬تنظيم السلطة التريعية‪ ،‬تنسيق تشكيل‬
‫احكومة ونشاطها‪ ،‬اجتذاب القادة وامؤيدين والربط بينها‪،‬‬
‫وإدارة احمات اانتخابية‪.‬‬
‫ونظر ًا لكوها منظات معقدة حتل موقع القلب من النظام‬
‫الديمقراطي‪ ،‬حتاج اأحزاب السياسية إى اموارد امالية حتى‬
‫تؤدي مهامها‪ ،‬فامال هو وقود ماكينة احزب الذي ا غنى‬
‫عنه استمرار دوراها‪ .‬وعاوة عى امال‪ ،‬تتوفر لأحزاب‬
‫السياسية ي كثر من اأحيان موارد غر نقدية مثل ااستفادة‬
‫من منشآت الدولة وإعامها أو وسائلها‪ ،‬ويمكن أن تكون‬
‫لتلك اموارد إسهامات ق ّيمة ي قدرة اأحزاب عى تنظيم‬
‫أنفسها‪ .‬وي بعض احاات‪ ،‬يمكن أن خر اأحزاب‬
‫اانتخابات أو تفوز ها قبل إجرائها بوقت طويل ا لسبب إا‬
‫ما تتمتع به أو تفتقر إليه من موارد‪ .‬وي حاات أخرى‪ ،‬تتأثر‬
‫كيفية مارسة اأحزاب للديمقراطية داخليا ‪ -‬أو عدم مارستها‬
‫ بأسلوب مويل تلك اأحزاب وكيفية توزيع اموارد داخلها‪.‬‬‫وعى الرغم من أن امال مورد هام ي عام السياسة‪ ،‬فمن‬
‫اممكن ي الوقت ذاته أن يشكل خطر ًا إذا م جر إدارته‬
‫أو تنظيمه بصورة جيدة‪ ،‬وقد تتهيأ فرص للحزب احاكم‬
‫إساءة استغال امال نظر ًا لكونه يتحكم بامال العام‪.‬‬
‫وتنتر حاات إساءة ااستغال انتشار ًا كبر ًا ي اأنظمة‬
‫الديمقراطية الناشئة ي أفريقيا‪ ،‬والتي تعمل ي سياقات‬
‫تعوزها اموارد‪ ،‬ويصعب فيها اقتفاء أثر امصادر امختلفة‬
‫التي يمكن أن تستخدمها اأحزاب السياسية للحصول‬

‫عى مويلها‪ .‬ونظر ًا أمية اأحزاب السياسية والدور الذي‬
‫يلعبه امال ي عام السياسة‪ ،‬فهناك إماع متزايد بشأن اعتبار‬
‫اأحزاب السياسية هيئات عامة ينبغي أن خضع لصورة من‬
‫صور القانون العام‪ .‬ومن ثم‪ ،‬فاأحزاب ي غالبية النظم‬
‫الديمقراطية تنظم وفق ًا إطار قانوي ما‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فالنقاش‬
‫يتمحور حول النطاق الذي ينبغي أن يمتد إليه مثل ذلك‬
‫التريع‪ ،‬وماهية جاات اأحزاب السياسية التي يتعن‬
‫التريع بشأها‪.‬‬
‫وفيا يتعلق بتنظيم مويل اأحزاب السياسية‪ ،‬يظهر عدد‬
‫من اأسئلة اهامة التي يتعن عى اإطار القانوي امعني‬
‫مواجهتها‪ :‬كيف حصل اأحزاب السياسية عى اأموال؟ وما‬
‫هو مقدار هذه اأموال؟ ومتى؟ وكيف تنفقها؟ وكم تنفق؟‬
‫وكانت هذه اأسئلة وغرها حور تركيز امؤمر‪.‬‬
‫وقد اتضح من امناقشات التي عقدت أنه‪ ،‬لدى تناول تلك‬
‫اأسئلة‪ ،‬ا يوجد حل واحد مناسب للجميع‪ ،‬أن النظام‬
‫الديمقراطي ا يعمل ي فراغ‪ ،‬فهناك سياقات اجتاعية‬
‫وتارخية وسياسية واقتصادية تؤثر ي كيفية عمل كل نظام‬
‫ديمقراطي‪ ،‬ومن ثم ختلف تناول تلك اأسئلة من بلد إى‬
‫آخر‪.‬‬
‫وأما فيا يتعلق هيكل هذا التقرير‪ ،‬فقد صمم عى النحو‬
‫اآي‪ :‬يؤسس القسم التاي لفهم مشرك معنى مويل اأحزاب‬
‫السياسية‪ ،‬وتتبعه نظرة أقرب عى الوضع القائم ي ستة‬
‫بلدان (غانا‪ ،‬موزمبيق‪ ،‬تنزانيا‪ ،‬بوروندي‪ ،‬أوغندا وماوي)‬
‫ي صورة دراسات حالة‪ .‬ويسلط القسم الرابع الضوء عى‬
‫أنظمة مويل اأحزاب السياسية ي أفريقيا جنوب الصحراء‬
‫الكرى‪ ،‬حيث يناقش التحديات والفرص بالتفصيل‪ .‬وختتم‬
‫التقرير بتسليط الضوء عى أفضل امارسات وأهم الدروس‬
‫وتوصيات تضع تصور ًا للمي قدم ًا‪.‬‬

‫المؤسسة الدولية للديمقراطية واانتخابات ‪ /‬المعهد الهولندي للديمقراطية المتعددة اأحزاب‬

‫‪ .1‬فهم تمويل اأحزاب السياسية‬

‫‪7‬‬

‫تناولت هذه اجلسة ثاثة أسئلة هامة‪ :‬ما هو مويل اأحزاب‬
‫السياسية وما هي أميته؟ وما هي الناذج امختلفة لتمويل‬
‫اأحزاب السياسية؟ وما هي القواعد امنظِمة لتمويل‬
‫اأحزاب السياسية؟ وجاءت إجابات هذه اأسئلة ي‬
‫العروض اإيضاحية التي قدمها اخراء وامناقشة اافتتاحية‬
‫العامة للمؤمر‪.‬‬
‫ويقصد بتمويل اأحزاب السياسية اموارد امالية أو اأموال‬
‫التي تقدم إى اأحزاب السياسية‪ ،‬فيا بن الفرات اانتخابية‬
‫أو أثناءها‪ ،‬لتغطي نشاطات سياسية ختلفة مثل تكاليف‬
‫احملة اانتخابية واأعال اليومية‪.‬‬
‫ويمكن لأحزاب السياسية أن تستعن بنوعن من مصادر‬
‫التمويل‪ :‬التمويل العام والتمويل اخاص‪ ،‬ويتكون التمويل‬
‫العام من أموال خصصة من ميزانية احكومة عى هيئة دعم‬
‫عام أو موارد غر مالية‪.‬‬
‫واأحزاب السياسية هي من بن اهيئات اخاصة القليلة التي‬
‫حق ها أن تستفيد من التمويل العام‪ ،‬اأمر الذي يفتح امجال‬
‫احتدام اجدل‪ .‬فإذا ما كانت هيئات خاصة‪ ،‬فلاذا إذن تتلقى‬
‫موي ً‬
‫ا عام ًا؟ ويقول من ينتقدون التمويل العام إن اأحزاب‪،‬‬
‫لكوها منظات تطوعية‪ ،‬ينبغي أا تعتمد عى مويل الدولة‬
‫نظر ًا أن ذلك قد يؤثر عى استقاليتها‪.‬‬
‫غر أن الدور احيوي الذي تلعبه اأحزاب السياسية ي‬
‫امجال العام هو اأساس امنطقي حصوها عى التمويل العام‪.‬‬
‫وتوفر التمويل العام لأحزاب السياسية يعد بمثابة آلية‬
‫لتوسيع مستويات التنوع وإدخال فاعلن وجموعات ختلفة‬
‫إى الساحة السياسية‪ ،‬بغرض تعزيز امنافسة الديمقراطية‬
‫وحاربة الفساد وأي نفوذ غر مقبول للمصالح اخاصة‪.‬‬
‫وعاوة عى ذلك‪ ،‬فعى الرغم من كون اأحزاب السياسية‬

‫كيانات خاصة إا أها تعمل ي سياق حدود اموارد‪ ،‬وا سيا‬
‫ي أفريقيا‪ ،‬حيث نجد أن اشراكات العضوية‪ ،‬التي مثل أحد‬
‫مصادر الدخل اهامة لأحزاب‪ ،‬حدودة للغاية‪.‬‬
‫ويمكن خصيص التمويل العام لأحزاب السياسية عى‬
‫نحو مبار أو غر مبار‪ .‬والتمويل امبار مويل نقدي‪ ،‬فيا‬
‫يمكن أن يتكون التمويل غر امبار من مزايا متعددة مثل‬
‫اإعفاءات الريبية‪ ،‬اانتفاع امجاي بوسائل اإعام العام‪،‬‬
‫استخدام امنشآت العامة دون مقابل لعقد أنشطة احمات‬
‫اانتخابية أو ااجتاعات‪ ،‬استخدام امساحات العامة دون‬
‫مقابل لنر امواد الدعائية للحمات اانتخابية‪ ،‬واستخدام‬
‫امواصات أو الريد دون مقابل أو بأسعار مدعومة‪ .‬وا‬
‫حتاج الدولة إا أن تضع أهداف ًا واضحة ومعاير عادلة‬
‫ومعقولة للتوزيع‪ .‬ويصلح التمويل العام غر امبار للدول‬
‫ذات اموارد امالية امحدودة‪ ،‬كا هو احال ي غالبية الدول‬
‫اأفريقية‪ .‬وي بعض احاات‪ ،‬خصص حصص من اأموال‬
‫العامة بموجب القانون لتمويل نفقات حددة لأحزاب‬
‫السياسية‪.‬‬
‫ويمكن اعتاد واحد من ثاثة ناذج أو معاير لتخصيص‬
‫اموارد العامة‪ :‬النموذج النسبي‪ ،‬أو النموذج امنصف‪ ،‬أو‬
‫مزيج من كليها‪ .‬ففي النموذج النسبي‪ ،‬يقسم إماي امبلغ‬
‫امتوفر عى اأحزاب السياسية بالتناسب مع عدد اأصوات‬
‫أو امقاعد التي فاز ها كل حزب ي اانتخابات الرمانية‬
‫(بالطريقة العادية فحسب)؛ وتنزانيا إحدى الدول التي تعتمد‬
‫هذا النموذج‪ .‬أما ي النموذج امنصف‪ ،‬فتقسم امساعدات‬
‫بالتساوي بن اأحزاب السياسية‪ ،‬بغض النظر عن نتائج‬
‫اانتخابات‪ ،‬وهو ما يطبق ي بوروندي‪ .‬وختار دول أخرى‬
‫استخدام النموذجن ي ذات الوقت‪ ،‬كا هو احال ي تونس‬
‫وموزمبيق‪ .‬وأظهر النقاش خال امؤمر أن الصيغة امختلطة‬
‫كانت امفضلة لدى غالبية امشاركن‪.‬‬

‫تنظيم تمويل اأحزاب السياسية‬

‫‪8‬‬

‫إا أن كيفية خصيص التمويل العام ختلف أيضا من‬
‫بلد آخر فيا يتعلق بالتوقيت والغرض‪ .‬فبعض البلدان‬
‫تقدم موي ً‬
‫ا عام ًا من أجل احمات اانتخابية فقط (مثل‬
‫بوروندي)‪ ،‬فيا تقدم دول أخرى امال العام لتمويل اأعال‬
‫اليومية لأحزاب السياسية ي الفرات بن اانتخابات (مثل‬
‫تنزانيا)‪ .‬أما بلدان مثل موزمبيق‪ ،‬فتقدم التمويل العام للعمل‬
‫اليومي لأحزاب‪ ،‬وكذلك للحمات اانتخابية‪.‬‬
‫وتعتمد بلدان مثل تنزانيا وماوي نظام احد اأدنى من‬
‫التمثيل السياي الذي يتعن عى اأحزاب السياسية‬
‫استيفاؤه حتى تستحق اأموال‪ ،‬بينا تقدم بلدان أخرى‬
‫هذه امنح جميع اأحزاب السياسية ذات الكيان القانوي‪.‬‬
‫ونظام احد اأدنى اأكثر شيوع ًا عامي ًا هو درجة القبول التي‬
‫حظى ها احزب بن صفوف الناخبن‪ ،‬والذي يقاس بعدد‬
‫اأصوات التي حصدها احزب ي اانتخابات الرمانية‬
‫السابقة‪ ،‬أو عدد امقاعد التي حصل عليها ي هيئة منتخبة‪.‬‬
‫ويوزع مويل احمات اانتخابية ي بلدان مثل موزمبيق قبل‬
‫اانتخابات‪ ،‬بناء عى عدد امرشحن عن احزب‪ ،‬بينا ا تقدم‬
‫بلدان أخرى اأموال إا بعد اانتخابات‪ ،‬بناء عى نتائجها‬
‫(وهو احال ي بوروندي)‪.‬‬
‫وحق لأحزاب السياسية كذلك احصول عى مويل‬
‫خاص‪ .‬ويمكن أن يكون ذلك التمويل نقدي ًا أو ي هيئة‬
‫مسامات عينية‪ .‬ويمكن أن تتنوع مصادر التمويل اخاص‬
‫بن الترعات اخاصة (حلية أو أجنبية)‪ ،‬أو استثارات‬
‫يمتلكها احزب ذاته‪ ،‬أو رسوم العضوية‪ ،‬من بن مصادر‬
‫أخرى‪.‬‬
‫ودائا ما يستكمل التمويل العام والتمويل اخاص بإطار‬
‫تنظيمي يعزز امساءلة والشفافية ويقيد الفساد‪ ،‬وصواً إى‬

‫إجاد جال منصف للتنافس السياي‪ ،‬وإقامة نظام ديمقراطي‬
‫سليم وتنافي‪.‬‬
‫وي بعض الدول التي تسمح بالتمويل اخاص‪ ،‬توضع‬
‫أحكام لتنظيم حصول اأحزاب السياسية عى هذا التمويل‬
‫واستخدامه‪ .‬وهدف حديد سقف للترع‪ ،‬إى منع اأحزاب‬
‫وامرشحن الذين يتوفر هم قدر كبر من اموارد من أن‬
‫يطغوا عى من ليس لدهم القدر الكاي‪ .‬إا أن غالبية‬
‫الدول اأفريقية ا تضع حدود ًا للمبالغ التي يمكن الترع‬
‫ها لأحزاب وامرشحن‪ .‬وي بعض البلدان‪ ،‬يوضع حد‬
‫أدنى للتمثيل السياي ا يفرض سقف الترعات إا عى‬
‫اأحزاب التي تتخطاه‪ .‬ويمكن كذلك وضع حدود للمبالغ‬
‫التي يمكن لكل حزب سياي أو مرشح إنفاقها ي احمات‬
‫اانتخابية‪ ،‬مع إلزامهم بأن يفصحوا عن الترعات التي‬
‫تصلهم وعن حجم إنفاقهم‪ ،‬وبيان أساء اأفراد أو امنظات‬
‫التي ترعت هم وحجم تلك الترعات‪ .‬وعى الرغم من‬
‫أمر قليل‬
‫ذلك‪ ،‬جدر اإشارة إى أن وضع حدود عى اإنفاق ٌ‬
‫الشيوع‪ ،‬وا سيا ي أفريقيا‪.‬‬
‫وقد حظر بعض مصادر التمويل حسب الواقع القائم ي‬
‫كل بلد‪ .‬وتعد أكثر أنواع الترعات امحظورة شيوع ًا هي‬
‫الترعات اأجنبية‪ ،‬وامجهولة امصدر‪ ،‬وترعات الركات‬
‫امملوكة جزئي ًا للحكومة أو امتعاقدة معها‪ .‬وعاوة عى‬
‫ذلك‪ ،‬يمكن منع اجاعات اإرهابية واهيئات الدينية‪ ،‬أو‬
‫اأطراف الفاعلة من امتورطن ي أنشطة إجرامية من تقديم‬
‫امسامات‪.‬‬
‫ومن أجل إقامة نظام حزي فعال‪ ،‬تشجع اأحزاب السياسية‬
‫عى مراعاة التوازن ي استعانتها بامصادر امختلفة‪ .‬فعى‬
‫الرغم من أمية التمويل‪ ،‬إا أن ااعتاد عليه أكثر من الازم‬
‫يمكن أن يتسبب ي فقدان اأحزاب السياسية اندماجها‬

‫المؤسسة الدولية للديمقراطية واانتخابات ‪ /‬المعهد الهولندي للديمقراطية المتعددة اأحزاب‬

‫‪9‬‬

‫مع مهور الناخبن‪ ،‬وأن تكفل للممولن اخاصن نفوذ ًا غر‬
‫مقبول فيها‪ ،‬وأن تبعد أنظارها عن امصالح العامة‪ .‬ويمكن‬
‫للتمويل العام كذلك أن يعرض استقالية اأحزاب السياسية‬
‫للخطر‪.‬‬
‫ويتم إنشاء هيئات مؤسسية مراقبة إنفاذ القواعد التنظيمية‬
‫اموضوعة‪ .‬وي العادة‪ ،‬تكلف بالرقابة هيئة حكومية ها سلطة‬
‫قانونية إنفاذ القانون وفرض عقوبات عى منتهكيه‪.‬‬
‫ويمكن أن تكون تلك اهيئة هي جنة مراقبة اانتخابات‪،‬‬
‫أو إحدى امؤسسات احكومية‪ ،‬أو اهيئة امسؤولة عن امراجعة‬
‫امحاسبية‪ ،‬أو إحدى امحاكم‪ ،‬أو إدارة تسجيل اأحزاب‪،‬‬
‫أو غرها‪ .‬واأكثر شيوعا ي أفريقيا هو ااستعانة بلجان‬
‫مراقبة اانتخابات‪ .‬وي حالة إخفاق هذه اهيئة ي مارسة‬
‫سلطاها‪ ،‬يمكن أن يتوى امجتمع امدي واإعام الدور‬
‫الرقاي‪.‬‬

‫تنظيم تمويل اأحزاب السياسية‬

‫‪ .2‬تمويل اأحزاب السياسية في الممارسة‬
‫العملية‪ :‬دراسات حالة‬
‫‪١٠‬‬

‫عرضت هذه اجلسة للخرات التي تم تبادها بن امشاركن‬
‫بشأن امارسات التي تصلح والتي ا تصلح وأسباب ذلك‪،‬‬
‫فيا يتعلق بناذج مويل اأحزاب والقواعد امنظمة له ي‬
‫بلداهم‪ ،‬عى هيئة دراسات حالة عن كل دولة‪ .‬وكان اهدف‬
‫من هذه الدراسات حقيق ثاثة أهداف‪:‬‬
‫أ‪ .‬زيادة التعمق ي توضيح آليات مويل اأحزاب‪ ،‬مع تركيز‬
‫خاص عى كيفية تأثر اأحزاب السياسية بتطبيق تلك‬
‫اآليات‪.‬‬
‫ب‪ .‬الوقوف عى بعض اجوانب اأشد إثارة للخاف ي‬
‫مويل اأحزاب السياسية‪.‬‬
‫ج‪ .‬النظر ي بعض مبادرات اإصاح التي جري تطبيقها‬
‫مؤخر ًا ي جال مويل اأحزاب‪ ،‬وكيف تتعامل تلك‬
‫امبادرات مع امسائل اخافية‪.‬‬
‫وبأخذ تلك اأهداف ي ااعتبار‪ ،‬وقع ااختيار عى البلدان‬
‫اآتية إعداد دراسات حالة‪ :‬غانا‪ ،‬موزمبيق‪ ،‬تنزانيا‪،‬‬
‫بوروندي‪ ،‬أوغندا وماوي‪ .‬وتكونت كل دراسة حالة من‬
‫جزأين‪ ،‬يقدم أوها محة عامة عن العنار الرئيسية ي اإطار‬
‫أو اأُ ُطر القانونية التي تنظم مويل اأحزاب السياسية ي كل‬
‫بلد‪ .‬أما اجزء الثاي فيقف عى خرات اأحزاب السياسية‬
‫ويبينها فيا خص العمل ي ظل اإطار القانوي امذكور الذي‬
‫ينظم مويل اأحزاب‪ .‬وطلب من كل بلد من البلدان امذكورة‬
‫أن يركز‪ ،‬فيا يتعلق باخرات امحددة‪ ،‬عى جال معن‪ ،‬هدف‬
‫ضان أن تعكس اخرات بعض اجوانب امميزة التي ينفرد أو‬
‫يمتاز ها كل بلد‪ .‬وقد أعدت دراسات احالة عى النحو الذي‬
‫يوي ااهتام امطلوب لكل من اأهداف الثاثة هذه اجلسة‪.‬‬
‫وأغراض العرض وامناقشة‪ ،‬عرضت دراسات احالة ي‬
‫أزواج لتعكس بعض التجارب امتباينة‪.‬‬

‫وقد أخذت كل دراسة حالة اجوانب الرئيسية التالية ي‬
‫ااعتبار‪ :‬موارد التمويل‪ ،‬طرائق التمويل ومعايره‪ ،‬وآليات‬
‫امراقبة واإراف اموضوعة ي كل بلد‪.‬‬
‫‪ 1 .2‬دراسة حالة غانا‬

‫نظام حزي تنافي وفعال دون مويل عام؟ كيف نجحت‬
‫اأحزاب السياسية ي غانا‪ ،‬واآفاق امستقبلية لتمويل‬
‫اأحزاب‬

‫الدروس المستفادة‬
‫ ‬

‫ ‬

‫ ‬

‫ ‬
‫ ‬

‫ ‬

‫استمرت اأحزاب السياسية ي غانا ي التطور وإثبات‬
‫ذاها كمؤسسات ديمقراطية قوية نسبي ًا دون إعانات من‬
‫الدولة‪.‬‬
‫تعد غانا إحدى أكثر اأنظمة الديمقراطية تنافسية‬
‫واستقرار ًا نسبي ًا‪ ،‬ولدها نظام حزي فعال وتقع ي أفريقيا‬
‫جنوب الصحراء الكرى‪.‬‬
‫يعطي اإطار القانوي لتمويل اأحزاب السياسية ي‬
‫غانا اأحزاب احرية ي مع اأموال أعاها وماها‬
‫اانتخابية من خال ترعات مؤيدها وأعضائها‪ ،‬وبيع‬
‫امواد الروجية‪ ،‬فض ً‬
‫ا عن حصيل اشراكات اأعضاء‬
‫والرسوم امفروضة عليهم‪ ،‬ومن امنشآت التجارية الوطنية‪.‬‬
‫ا يوجد حد أقى للترعات أو متطلبات لإفصاح عن‬
‫هوية امترعن‪.‬‬
‫ا يضع القانون أي حدود للمبالغ التي حق حزب أو‬
‫مرشح أن ينفقها‪ ،‬وا يوجد إلزام باإفصاح عن كيفية‬
‫إنفاق أمواله‪ ،‬لذا تنفق اأحزاب السياسية وامرشحون‬
‫مبالغ طائلة خال فرة اانتخابات‪ ،‬وا يفصح عن‬
‫اأرقام الفعلية مفوضية اانتخابات‪.‬‬
‫تلتزم اأحزاب السياسية بالكشف عن أصوها وإيراداها‬
‫ومصادر تلك اأصول واإيرادات عانية‪ ،‬وأن تنر‬
‫تقارير امراجعة السنوية مالياها‪.‬‬

‫المؤسسة الدولية للديمقراطية واانتخابات ‪ /‬المعهد الهولندي للديمقراطية المتعددة اأحزاب‬

‫‪١١‬‬
‫ ‬

‫ ‬

‫نا لدى الغانين ارتباط تارخي باأحزاب السياسية‬
‫وبتقديم امساعدة الازمة لبقائها‪ ،‬حيث ينتمي ‪ 63‬بامئة‬
‫من امواطنن الغانين إى أحزاب سياسية‪.‬‬
‫لدى غانا كذلك منظات جتمع مدي ومنظات دولية‬
‫نشطة تقدم العون لأحزاب السياسية‪ ،‬وا سيا أحزاب‬
‫امعارضة‪ ،‬لكي حافظ تلك اأحزاب عى وجود نشط ي‬
‫الساحة السياسية‪.‬‬

‫إن غانا هي أحد البلدان التي تتمتع بتقاليد متدة ي ميدان‬
‫التمويل اخاص لأحزاب السياسية‪ .‬فمنذ أن نالت استقاها‬
‫ي عام ‪ ،١957‬تعتمد اأحزاب السياسية عى التمويل‬
‫اخاص‪ ،‬والذي يراوح بن ترعات اأعضاء ومنح كبرة من‬
‫امنشآت التجارية‪.‬‬
‫وا يسمح القانون إا بالتمويل من مؤيدي احزب وامنشآت‬
‫التجارية الوطنية‪ ،‬أما غر امواطنن أو احكومات اأجنبية أو‬
‫امنظات غر احكومية‪ ،‬فا يسمح هم إا بتقديم امساعدة‬
‫مفوضية اانتخابات‪ ،‬إذا كانت تلك امساعدة ذات فائدة‬
‫ماعية لأحزاب السياسية ا ُمسجلة قانوني ًا‪ .‬وا توجد حدود‬
‫أو متطلبات لإفصاح عن هوية اممولن‪ ،‬وا يضع القانون‬
‫كذلك أي حدود ما يمكن أن ينفقه حزب أو مرشح ما‪ ،‬وا‬
‫يوجد إلزام باإفصاح عن كيفية إنفاقهم للتمويل‪ ،‬لذا‪ ،‬وعى‬
‫الرغم من إنفاق اأحزاب وامرشحن مبالغ كبرة خال‬
‫فرة اانتخابات‪ ،‬فا تعرف هيئة إدارة اانتخابات أو أي‬
‫جهة أخرى أي تفاصيل حول حجم اموارد التي ُأنفقت أو‬
‫مصادرها‪.‬‬
‫وبموجب القانون‪ ،‬يتعن عى اأحزاب السياسية أن تكشف‬
‫عن أصوها وإيراداها عانية‪ ،‬وعن مصادر تلك اأصول‬
‫واإيرادات‪ ،‬مفوضية اانتخابات‪ ،‬وأن تنر تقارير امراجعة‬
‫السنوية مالياها‪ .‬ويتعرض من خالف القانون إى عقوبات‬

‫مالية‪ .‬وفيا ينص القانون عى تلك العقوبات‪ ،‬إا أها ا تطبق‬
‫ي الواقع‪.‬‬
‫ويقر القانون نوعن من التمويل العام غر امبار لأحزاب‬
‫السياسية امتنافسة ومرشحي الرئاسة خال فرات‬
‫اانتخابات‪ :‬فرات بث ي وسائل إعام الدولة دون مقابل‬
‫لعرض براجهم ورسائل ماهم‪ ،‬وإمكانية استخدام‬
‫مركبات عامة وفق ًا لعدد امرشحن الذين يرشحهم كل حزب‬
‫ي اانتخابات‪ .‬وتتوى امحكمة العليا الغانية مسؤولية ضان‬
‫تطبيق هذه اأحكام القانونية‪.‬‬
‫وجمع اأحزاب السياسية امسجلة ي غانا التمويل أعاها‬
‫وماها اانتخابية باأساليب التقليدية‪ ،‬با يشمل ترعات‬
‫امتعاطفن مع احزب وأعضائه‪ ،‬وبيع امواد الروجية‪،‬‬
‫واشراكات اأعضاء والرسوم امفروضة عليهم‪.‬‬
‫وي امجمل‪ ،‬يرك اإطار القانوي لتمويل اأحزاب السياسية‬
‫ي غانا إى حد كبر احرية لأحزاب ي مع اأموال اخاصة‬
‫بأعاها وماها اانتخابية‪ .‬وعى الرغم من أن اأحزاب‬
‫احاكمة تتمكن من مع مبالغ أكر من أحزاب امعارضة‪،‬‬
‫إا أن ذلك ا يمكن أن يعزى لإطار القانوي أو تطبيقه‪.‬‬
‫والقانون احاي يسمح بتمويل الركات لأحزاب السياسية‬
‫دون أي حدود‪ ،‬إا أنه يشرط اإفصاح عن هوية اممولن‬
‫الكبار لأحزاب‪.‬ومع ذلك‪ ،‬فالنقاش احاي بشأن اإصاح‬
‫يدعو إى تشديد الرقابة العامة عى التمويل اخاص لأحزاب‬
‫السياسية ي غانا من خال اأخذ بتريع يلزم باإفصاح عن‬
‫هوية امسامن أو اممولن الكبار لأحزاب السياسية الذين‬
‫يتجاوزون حد ًا معين ًا للتمويل‪.‬‬
‫وا يعني اعتاد اأحزاب السياسية ي امقام اأول عى‬
‫مصادر خاصة أن مويل اأحزاب م يكن مثار ًا للنقاش ي‬

‫تنظيم تمويل اأحزاب السياسية‬

‫‪١2‬‬

‫الباد‪ ،‬أن النقاش حول هذه امسألة كان يدور حتى قبل أن‬
‫حصل الباد عى استقاها‪.‬‬
‫وهناك ثاثة عوامل حددة توضح كيفية استمرار اأحزاب‬
‫السياسية ي غانا ي التطور وإثبات ذاها كمؤسسات‬
‫ديمقراطية قوية نسبي ًا‪ ،‬دون احصول عى معونات من الدولة‪:‬‬
‫أواً‪ ،‬أظهر الغانيون ارتباط ًا باأحزاب السياسية عر السنن‬
‫عى خاف غالبية الديمقراطيات اأفريقية‪ ،‬حيث ينتمي ‪63‬‬
‫بامئة من مواطني غانا أحزاب‪ .‬وقد أسهمت هذه السمة التي‬
‫يمتاز ها امجتمع الغاي ي الطبيعة التنافسية واحيوية للنظام‬
‫احزي ي غانا بقدر كبر‪.‬‬
‫ثاني ًا‪ ،‬توجد منظات جتمع مدي ومنظات دولية نشطة تدعم‬
‫اأحزاب السياسية‪ ،‬وا سيا أحزاب امعارضة‪ ،‬لتتمكن من‬
‫احفاظ عى وجود نشط عى الساحة السياسية‪ .‬وبجانب الدعم‬
‫امادي‪ ،‬أتاحت هذه امنظات لبعض امرشحن ي سنوات‬
‫اانتخابات التفاعل مع الناخبن والدخول ي مناظرات حول‬
‫القضايا التي همهم‪ .‬وحظى مثل هذه اللقاءات بدعاية واسعة‪،‬‬
‫ومن امؤكد أها توفر عى اأحزاب السياسية بعض اأموال‬
‫التي يمكن توجيهها استخدامات أخرى‪.‬‬
‫ثالث ًا وأخر ًا‪ ،‬تلعب امفوضية الوطنية لإعام‪ ،‬جنب ًا إى جنب‬
‫مع رابطة الصحفين الغانين‪ ،‬دور ًا هام ًا برصدما للتغطية‬
‫اإعامية أنشطة ميع اأحزاب السياسية ومرشحي‬
‫اانتخابات الرئاسية‪ ،‬لضان حصول اجميع عى تغطية‬
‫متساوية ي إعام الدولة‪ ،‬ولضان أن اإعام اخاص حقق‬
‫توازن ًا عاداً وحيادية ي تغطياته السياسية‪.‬‬
‫وعى الرغم من امميزات الثاث امذكورة فيا سبق‪ ،‬ظهرت‬
‫مطالبات بإصاحات قانونية تضع رقابة عامة أكر عى‬

‫امعامات امالية لأحزاب السياسية‪ ،‬بغرض احد من الفساد‬
‫السياي وضان الشفافية بشأن مصادر التمويل‪ ،‬وضان‬
‫العدل وامساواة ي امنافسة اانتخابية‪ .‬فغياب قواعد صارمة‬
‫لتنظيم التمويل اخاص وعدم توفر التمويل العام لأحزاب‪،‬‬
‫هو ما يؤثر عى امشهد احزي ي غانا‪.‬‬
‫وي السنوات اأخرة‪ ،‬بدأ النقاش حول التمويل العام‬
‫لأحزاب السياسية ي غانا‪ .‬وقدمت مقرحات حددة‬
‫للحكومة‪ ،‬بقيادة مفوضية اانتخابات ومنظات امجتمع‬
‫امدي‪ .‬ومن امثر لاهتام أن هذا النقاش م يصل إى أي‬
‫نتائج إى اآن؛ حيث أن طبيعة النظام احزي ي غانا تعد أحد‬
‫أسباب "عدم" إحراز تقدم ي هذا الشأن‪ .‬فذلك البلد لديه‬
‫نظام يقوم واقعي ًا عى حزبن رئيسين يتبادان احكم‪ ،‬وعندما‬
‫يكون أحدما ي صفوف امعارضة تظهر لديه حوافز امناداة‬
‫بالتمويل العام‪ ،‬إا أن تلك احوافز ختفي مع وصول ذلك‬
‫احزب إى السلطة‪.‬‬
‫وتقوم امناداة بتقديم التمويل العام لأحزاب عى حجتن‪،‬‬
‫أوها ااعتقاد بأنه إذا م يستثمر اجمهور العام ي مويل‬
‫اأحزاب من خال التمويل العام‪ ،‬فلن يكون هناك أساس‬
‫لوضع قوانن صارمة للرقابة العامة عى مويل اأحزاب‬
‫السياسية‪ .‬وثاني ًا‪ ،‬من امفهوم أن التمويل العام يمكن‬
‫استخدامه كوسيلة محاربة الفساد ي مويل اأحزاب‬
‫السياسية‪.‬‬

‫المؤسسة الدولية للديمقراطية واانتخابات ‪ /‬المعهد الهولندي للديمقراطية المتعددة اأحزاب‬

‫‪١3‬‬

‫‪ 2 .2‬دراسة حالة موزمبيق‪:‬‬

‫التمويل احكومي ونظام احزب امهيمن‪ :‬معضات‬
‫وحديات‬

‫الدروس المستفادة‬
‫ ‬

‫ ‬
‫ ‬
‫ ‬
‫ ‬

‫ ‬
‫ ‬

‫ ‬
‫ ‬

‫حصل اأحزاب السياسية ي موزمبيق عى إعانات عامة‬
‫دورية ا لتغطية نفقات عملها كمنظات سياسية بصفة‬
‫عامة فحسب‪ ،‬وإنا أيض ًا لتغطية ماها اانتخابية‪.‬‬
‫خال عام اانتخابات‪ ،‬خصص مبلغ من اموازنة العامة‬
‫لتمويل اانتخابات‪.‬‬
‫ويوزع مويل احمات اانتخابية قبل اانتخابات‪.‬‬
‫وخصص التمويل العام عى أساس نظام ختلط (بن‬
‫التناسب وامساواة)‪.‬‬
‫وتستفيد اأحزاب السياسية كذلك من التمويل غر‬
‫امبار (اإعام امجاي‪ ،‬وامنشآت واإعفاءات‬
‫الريبية)‪.‬‬
‫وتلتزم اأحزاب السياسية باإفصاح عن إيراداها‬
‫(اممولن وامبالغ) ومروفاها سنوي ًا‪.‬‬
‫وتوضح حالة موزمبيق أن التمويل عندما ا يوزع‬
‫ي توقيت مناسب‪ ،‬يؤثر سلب ًا عى تنافسية اأحزاب‬
‫السياسية‪.‬‬
‫ويطبق اإطار القانوي لتمويل اأحزاب ي ظل نظام‬
‫حزب مهيمن راسخ اجذور‪.‬‬
‫وتوضح دراسة حالة موزمبيق أن مويل اأحزاب‬
‫واحمات اانتخابية أمر هام‪ ،‬إا أنه ا يسهم بالرورة‬
‫ي إقامة نظام حزي فعال وديمقراطية تنافسية‪.‬‬

‫بخاف الوضع ي غانا‪ ،‬حصل اأحزاب السياسية ي‬
‫موزمبيق عى إعانات عامة دورية‪ ،‬ا لتغطية نفقات عملها‬
‫كمنظات سياسية بصفة عامة فحسب‪ ،‬وإنا أيض ًا لتغطية‬
‫ماها اانتخابية‪ .‬وعى الرغم من ذلك‪ ،‬فا يتمتع النظام‬

‫احزي ي موزمبيق بحيوية نظره الغاي؛ فاأحزاب السياسية‬
‫تكاد ختفي ي الفرات بن اانتخابات‪ ،‬باستثناء تلك التي‬
‫ها مثيل برماي‪ ،‬مثل احزب التارخي امهيمن‪’ ،‬حزب جبهة‬
‫حرير موزمبيق ‪ -‬فريليمو(