regulating politica party financing.1Sep2017 0
أوغسطن ماغولووندو ،إيلن فالﻐويرا ،ﺯيفانياس ماتسيمﺒﻲ
تنظيم تمويل اأحزاب السياسية
رؤى من الممارسة العملية
المعهد الهولندي
لﻠدﻳمﻘراﻃية المتﻌددة اﻷحزاﺏ
المؤسسة الدولية للديمقراطية واانتخابات /المعهد الهولندي للديمقراطية المتعددة اأحزاب
تنظيم تمويل اأحزاب السياسية
رؤى من الممارسة العملية
أوغسطين ماغولووندو ،إيلين فالغويرا ،زيفانياس ماتسيمبي
2
امؤسسة الدولية للديمقراطية واانتخابات
()International IDEA
–
إن امؤسسة الدولية للديمقراطية واانتخابات هي منظمة حكومية
دولية تدعم الديمقراطية امستدامة ي ميع أنحاء العام .وتتمثل
مهمتها اأساسية ي دعم التغير الديمقراطي امستدام من خال
توفر امعرفة امقارنة ،وامساعدة ي اإصاح الديمقراطي ،والتأثر
عى السياسات والسياسة.
ولدى امؤسسة برنامج حدد لبناء الدساتر ،يعمل عى رفع
مستويات الوعي حول الدور الذي تلعبه عمليات بناء الدساتر
ي إدارة الراعات وتعزيز الديمقراطية .وينطوي هذا العمل
عى توفر امساعدة التقنية وامعرفة ،وإمكانية الوصول إى دروس
تعليمية للجهات الفاعلة الوطنية والدولية امشاركة ي عمليات
بناء الدساتر .وتقدم امؤسسة أيضا خدماها حشد واسع من
ماري وضع الدساتر حول العام ،من خال منابر احوار الفعلية
واافراضية .ويمكن ااطاع عى مزيد من امعلومات عى موقع
امؤسسة اإلكرويwww.idea.int :
امعهد اهولندي للديمقراطية امتعددة اأحزاب
()NIMD
–
إن امعهد اهولندي للديمقراطية امتعددة اأحزاب هو منظمة
مساعدة الديمقراطية ،أنشأها اأحزاب السياسية ي هولندا لدعم
اأحزاب السياسية ي الديمقراطيات الناشئة .ويوفر امعهد اهولندي
للديمقراطية امتعددة اأحزاب ( ،)NIMDحديد ًا ،امساعدة ي
عمليات احوار بن اأحزاب السياسية ي البلدان امستفيدة من
الرنامج والتطوير امؤسي لأحزاب الرمانية وشبكات للتعاون
بن امجتمع السياي وامدي .ويلتزم امركز التزام ًا صارم ًا بمبادئ
ا ُملكية واحيادية والشفافية ،ويقر بأن الديمقراطيات نابعة حلي ًا من
اأوطان وا يمكن استرادها من اخارج.
كا قدم امعهد الدعم بطرق تراعي السياق ،وبنا ًء عى طلب من
ركائه ي عمليات اإصاح الدستوري ،ي بلدان مثل بوليفيا،
إكوادور ،غانا ،كينيا ،ماوي ،تنزانيا ،زامبيا وزمبابوي.
ويدير امعهد مركز ًا صغر ًا للمعرفة وااتصال ،ا يقتر عى تيسر
تبادل امعلومات بن بلدان اجنوب بشأن مواضيع حددة فحسب،
بل يصدر أيضا بانتظام منشورات وأرطة فيديو وغرها من
امواد .ويمكن ااطاع عى مزيد من امعلومات عى موقع امعهد
اإلكرويwww.nimd.org :
تنــويــه
ا تعكس اآراء الواردة ي هذا التقرير بالرورة آراء امؤسسة أو امعهد أو جلي إدارتيها
أو اأعضاء ي هيئتيها العامتن.
ميع السجات والنتائج ي تقرير امؤمر اماثل نابعة من امناقشات التي جرت أثناء مؤمر
حول "اإطار القانوي امن ِظم لأحزاب السياسية :موضوع مويل اأحزاب" ،والذي عقد
ي العاصمة التنزانية دار السام ،ي موز/يوليو .2٠١2
تنظيم تمويل اأحزاب السياسية
المؤسسة الدولية للديمقراطية واانتخابات /المعهد الهولندي للديمقراطية المتعددة اأحزاب
المحتويات
3
تقديم
د .أوغسطن تيتاي ماغولووندو
4
مقدمة
6
.1فهم مويل اأحزاب السياسية
7
.2مويل اأحزاب السياسية ي امارسة العملية :دراسات حالة
10
.3التمويل السياي ي دول أفريقيا جنوب الصحراء الكرى :التحديات والفرص امشركة
23
.4امارسات اجيدة والدروس امستفادة والتوصيات
26
امراجع
30
قراءات إضافية
31
ملحق
32
١ .2دراسة حالة غانا
2 .2دراسة حالة موزمبيق
3 .2دراسة حالة تنزانيا
4 .2دراسة حالة بوروندي
5 .2دراسة حالة أوغندا
6 .2دراسة حالة ماوي
١ .4امارسات اجيدة
2 .4الدروس الرئيسية
3 .4التوصيات
١٠
١3
١5
١7
١9
2١
26
26
27
تنظيم تمويل اأحزاب السياسية
تقديم
4
عقد امعهد اهولندي للديمقراطية امتعددة اأحزاب
( )NIMDبالراكة مع امؤسسة الدولية للديمقراطية
واانتخابات ( )International IDEAومركز تنزانيا
للديمقراطية ( )TCDمؤمر ًا ي موضوع" :اإطار القانوي
امنظِم لأحزاب السياسية :موضوع مويل اأحزاب" ي
الفرة من ١٠إى ١2موز/يوليو 2٠١2ي فندق ’وايت
ساندز‘ بالعاصمة التنزانية دار السام.
وقد مع امؤمر بن كبار مثي اأحزاب السياسية ي البلدان
التي ينشط ها امعهد اهولندي للديمقراطية امتعددة اأحزاب
ي أفريقيا ،وانضم هم خراء ومارسون من داخل أفريقيا
وخارجها .وهيأ امؤمر حف ً
ا فريد ًا للمعهد اهولندي
للديمقراطية امتعددة اأحزاب وامؤسسة الدولية للديمقراطية
واانتخابات وركائها من أجل إعادة النظر ي مسألة مويل
اأحزاب السياسية ،كسؤال إصاحي هام تواجهه العديد
من النظم الديمقراطية .وقد صمم امؤمر عى نحو يتيح أكر
فرصة مكنة لأحزاب السياسية لكي تعرض خراها من
امارسة العملية ،وتستفيد ي الوقت ذاته من إسهامات عدد
حدود من اخراء امتخصصن.
وخال امؤمر ،أعاد امشاركون تقييم مسألة دور امال ي احياة
السياسية ،وتبادلوا اخرات وتناقشوا بشأن الناذج امتعددة
لتمويل اأحزاب ،ووقفوا عى أفضل امارسات فيا يتعلق
بكيفية تنظيم مويل اأحزاب وتنفيذه .وطرحت أربعة أسئلة
رئيسية للنقاش ي امؤمر :ما هو مويل اأحزاب السياسية وما
هي أميته؟ وما هي الناذج امختلفة لتمويل اأحزاب وما
هي القواعد امن ِظمة له؟ وكيف تُطبق تلك الناذج امختلفة ي
امارسة الفعلية؟ وكيف يؤثر التمويل عى ترسيخ الديمقراطية
بوجه عام ،وعى حياة اأحزاب السياسية وسر عملها؟ وما
هي ااعتبارات اأساسية التي يتعن مراعاها ي إصاح
اأطر القانونية احاكمة لتمويل اأحزاب استناد ًا إى اخرات
المؤسسة الدولية للديمقراطية واانتخابات /المعهد الهولندي للديمقراطية المتعددة اأحزاب
5
والدروس امستفادة من امارسة العملية عى الصعيدين
اإقليمي والعامي؟
ويقدم هذا التقرير ملخص ًا لوقائع امؤمر ،ويعرض للقضايا
الرئيسية التي نوقشت واأسئلة التي طرحت والنتائج
والدروس امستفادة .كا يعرض التقرير لدراسات حالة من
بوروندي ،ماوي ،أوغندا ،غانا ،موزمبيق وتنزانيا ،كانت قد
أثرت امناقشات أثناء امؤمر.
ومن خال ردود أفعال امشاركن ،تبن أن امؤمر م يتناول
موضوع ًا هام ًا وذا صلة فحسب ،وإنا جاء أيضا ي الوقت
امناسب ،فا زالت غالبية بلدان أفريقيا تعمل عى مبادرات
هدف إى تعزيز اأجندة الديمقراطية ،واأُطر القانونية
امنظِمة لأحزاب السياسية تعد جزء ًا ا يتجزأ من مثل تلك
اإصاحات.
وفيا يتعلق بامعهد اهولندي للديمقراطية امتعددة اأحزاب
وامؤسسة الدولية للديمقراطية واانتخابات ،فقد برهنت
امنظمتان مرة أخرى من خال راكتها ي هذا امؤمر مدى
تقارها ،وأمية استفادة كل منها من اميزة النسبية التي تتمتع
ها امنظمة اأخرى ي دعم عملية التحول الديمقراطي ي
القارة اأفريقية.
ونود أن ننتهز هذه الفرصة لنقدم خالص الشكر لكل من جعل
هذا امروع امشرك مكن ًا ،ونخص بالذكر مديري امنظمتن
هانز برونينغ وفيدار هيلجيسن ،لقيادها عملية تعميق الراكة
اإسراتيجية بن امعهد اهولندي للديمقراطية امتعددة
اأحزاب وامؤسسة الدولية للديمقراطية واانتخابات.
ونود أيضا أن نشكر جلس إدارة مركز تنزانيا للديمقراطية
وإدارته وفريقه استضافتهم هذا امؤمر .ففي سياق برنامج
امعهد اهولندي اإقليمي ي أفريقيا ،أبقى التنزانيون باهم
مفتوح ًا استضافة الفعاليات اإقليمية .وقد حظي هذا امؤمر
برف حضور نائب رئيس مهورية تنزانيا امتحدة ،الدكتور
حمد غريب باي ،وهذا نحن مدينون له بخالص اامتنان.
ونتقدم بالشكر جميع مقدمي العروض اإيضاحية وامناقشن
جهودهم من أجل إثراء هذا امؤمر .وكذلك يستحق الفريق
اأساي الذي نظم هذا امؤمر العرفان والتقدير .فمن امعهد
اهولندي للديمقراطية امتعددة اأحزاب ،تكون الفريق من
كل من مونيك رونزا ،وآن-ميكه فان بروكيلن ،وأوغسطن
ماغولووندو ،ومعهم إيلن فالغويرا وسام فان دير ستاك
من امؤسسة الدولية للديمقراطية واانتخابات .ونوجه
الشكر أيضا للمشاركن الذين ساموا ي نجاح هذا امؤمر
بمشاركتهم وإسهاماهم ،ونذكر أيض ًا زيفانياس ماتسيمبي
لراعته ي صياغة هذا التقرير الذي نأمل أن جدوه مفيد ًا ،فيا
نواصل مناقشة مويل اأحزاب من أجل ترسيخ الديمقراطية.
د .أوغسطن تيتاي ماغولووندو
امنسق اإقليمي لرنامج أفريقيا ي امعهد اهولندي
للديمقراطية امتعددة اأحزاب
تنظيم تمويل اأحزاب السياسية
مقدمة
6
ي يومنا هذا ،يكاد يكون من غر اممكن خيل أن يكون هناك
نظام ديمقراطي فاعل دون أحزاب سياسية .فاأحزاب
السياسية تستطيع أن تؤدي جموعة واسعة من امهام،
وتضطلع بذلك بالفعل ،مثل :جميع امصالح والتعبر عنها،
وضع مقرحات للسياسات العامة ي إطار تنافي با يعر
عن آراء الناس ويتيح هم اختيارات ختلفة ،اختيار مرشحن
للمناصب امنتخبة ،تنظيم السلطة التريعية ،تنسيق تشكيل
احكومة ونشاطها ،اجتذاب القادة وامؤيدين والربط بينها،
وإدارة احمات اانتخابية.
ونظر ًا لكوها منظات معقدة حتل موقع القلب من النظام
الديمقراطي ،حتاج اأحزاب السياسية إى اموارد امالية حتى
تؤدي مهامها ،فامال هو وقود ماكينة احزب الذي ا غنى
عنه استمرار دوراها .وعاوة عى امال ،تتوفر لأحزاب
السياسية ي كثر من اأحيان موارد غر نقدية مثل ااستفادة
من منشآت الدولة وإعامها أو وسائلها ،ويمكن أن تكون
لتلك اموارد إسهامات ق ّيمة ي قدرة اأحزاب عى تنظيم
أنفسها .وي بعض احاات ،يمكن أن خر اأحزاب
اانتخابات أو تفوز ها قبل إجرائها بوقت طويل ا لسبب إا
ما تتمتع به أو تفتقر إليه من موارد .وي حاات أخرى ،تتأثر
كيفية مارسة اأحزاب للديمقراطية داخليا -أو عدم مارستها
بأسلوب مويل تلك اأحزاب وكيفية توزيع اموارد داخلها.وعى الرغم من أن امال مورد هام ي عام السياسة ،فمن
اممكن ي الوقت ذاته أن يشكل خطر ًا إذا م جر إدارته
أو تنظيمه بصورة جيدة ،وقد تتهيأ فرص للحزب احاكم
إساءة استغال امال نظر ًا لكونه يتحكم بامال العام.
وتنتر حاات إساءة ااستغال انتشار ًا كبر ًا ي اأنظمة
الديمقراطية الناشئة ي أفريقيا ،والتي تعمل ي سياقات
تعوزها اموارد ،ويصعب فيها اقتفاء أثر امصادر امختلفة
التي يمكن أن تستخدمها اأحزاب السياسية للحصول
عى مويلها .ونظر ًا أمية اأحزاب السياسية والدور الذي
يلعبه امال ي عام السياسة ،فهناك إماع متزايد بشأن اعتبار
اأحزاب السياسية هيئات عامة ينبغي أن خضع لصورة من
صور القانون العام .ومن ثم ،فاأحزاب ي غالبية النظم
الديمقراطية تنظم وفق ًا إطار قانوي ما .ومع ذلك ،فالنقاش
يتمحور حول النطاق الذي ينبغي أن يمتد إليه مثل ذلك
التريع ،وماهية جاات اأحزاب السياسية التي يتعن
التريع بشأها.
وفيا يتعلق بتنظيم مويل اأحزاب السياسية ،يظهر عدد
من اأسئلة اهامة التي يتعن عى اإطار القانوي امعني
مواجهتها :كيف حصل اأحزاب السياسية عى اأموال؟ وما
هو مقدار هذه اأموال؟ ومتى؟ وكيف تنفقها؟ وكم تنفق؟
وكانت هذه اأسئلة وغرها حور تركيز امؤمر.
وقد اتضح من امناقشات التي عقدت أنه ،لدى تناول تلك
اأسئلة ،ا يوجد حل واحد مناسب للجميع ،أن النظام
الديمقراطي ا يعمل ي فراغ ،فهناك سياقات اجتاعية
وتارخية وسياسية واقتصادية تؤثر ي كيفية عمل كل نظام
ديمقراطي ،ومن ثم ختلف تناول تلك اأسئلة من بلد إى
آخر.
وأما فيا يتعلق هيكل هذا التقرير ،فقد صمم عى النحو
اآي :يؤسس القسم التاي لفهم مشرك معنى مويل اأحزاب
السياسية ،وتتبعه نظرة أقرب عى الوضع القائم ي ستة
بلدان (غانا ،موزمبيق ،تنزانيا ،بوروندي ،أوغندا وماوي)
ي صورة دراسات حالة .ويسلط القسم الرابع الضوء عى
أنظمة مويل اأحزاب السياسية ي أفريقيا جنوب الصحراء
الكرى ،حيث يناقش التحديات والفرص بالتفصيل .وختتم
التقرير بتسليط الضوء عى أفضل امارسات وأهم الدروس
وتوصيات تضع تصور ًا للمي قدم ًا.
المؤسسة الدولية للديمقراطية واانتخابات /المعهد الهولندي للديمقراطية المتعددة اأحزاب
.1فهم تمويل اأحزاب السياسية
7
تناولت هذه اجلسة ثاثة أسئلة هامة :ما هو مويل اأحزاب
السياسية وما هي أميته؟ وما هي الناذج امختلفة لتمويل
اأحزاب السياسية؟ وما هي القواعد امنظِمة لتمويل
اأحزاب السياسية؟ وجاءت إجابات هذه اأسئلة ي
العروض اإيضاحية التي قدمها اخراء وامناقشة اافتتاحية
العامة للمؤمر.
ويقصد بتمويل اأحزاب السياسية اموارد امالية أو اأموال
التي تقدم إى اأحزاب السياسية ،فيا بن الفرات اانتخابية
أو أثناءها ،لتغطي نشاطات سياسية ختلفة مثل تكاليف
احملة اانتخابية واأعال اليومية.
ويمكن لأحزاب السياسية أن تستعن بنوعن من مصادر
التمويل :التمويل العام والتمويل اخاص ،ويتكون التمويل
العام من أموال خصصة من ميزانية احكومة عى هيئة دعم
عام أو موارد غر مالية.
واأحزاب السياسية هي من بن اهيئات اخاصة القليلة التي
حق ها أن تستفيد من التمويل العام ،اأمر الذي يفتح امجال
احتدام اجدل .فإذا ما كانت هيئات خاصة ،فلاذا إذن تتلقى
موي ً
ا عام ًا؟ ويقول من ينتقدون التمويل العام إن اأحزاب،
لكوها منظات تطوعية ،ينبغي أا تعتمد عى مويل الدولة
نظر ًا أن ذلك قد يؤثر عى استقاليتها.
غر أن الدور احيوي الذي تلعبه اأحزاب السياسية ي
امجال العام هو اأساس امنطقي حصوها عى التمويل العام.
وتوفر التمويل العام لأحزاب السياسية يعد بمثابة آلية
لتوسيع مستويات التنوع وإدخال فاعلن وجموعات ختلفة
إى الساحة السياسية ،بغرض تعزيز امنافسة الديمقراطية
وحاربة الفساد وأي نفوذ غر مقبول للمصالح اخاصة.
وعاوة عى ذلك ،فعى الرغم من كون اأحزاب السياسية
كيانات خاصة إا أها تعمل ي سياق حدود اموارد ،وا سيا
ي أفريقيا ،حيث نجد أن اشراكات العضوية ،التي مثل أحد
مصادر الدخل اهامة لأحزاب ،حدودة للغاية.
ويمكن خصيص التمويل العام لأحزاب السياسية عى
نحو مبار أو غر مبار .والتمويل امبار مويل نقدي ،فيا
يمكن أن يتكون التمويل غر امبار من مزايا متعددة مثل
اإعفاءات الريبية ،اانتفاع امجاي بوسائل اإعام العام،
استخدام امنشآت العامة دون مقابل لعقد أنشطة احمات
اانتخابية أو ااجتاعات ،استخدام امساحات العامة دون
مقابل لنر امواد الدعائية للحمات اانتخابية ،واستخدام
امواصات أو الريد دون مقابل أو بأسعار مدعومة .وا
حتاج الدولة إا أن تضع أهداف ًا واضحة ومعاير عادلة
ومعقولة للتوزيع .ويصلح التمويل العام غر امبار للدول
ذات اموارد امالية امحدودة ،كا هو احال ي غالبية الدول
اأفريقية .وي بعض احاات ،خصص حصص من اأموال
العامة بموجب القانون لتمويل نفقات حددة لأحزاب
السياسية.
ويمكن اعتاد واحد من ثاثة ناذج أو معاير لتخصيص
اموارد العامة :النموذج النسبي ،أو النموذج امنصف ،أو
مزيج من كليها .ففي النموذج النسبي ،يقسم إماي امبلغ
امتوفر عى اأحزاب السياسية بالتناسب مع عدد اأصوات
أو امقاعد التي فاز ها كل حزب ي اانتخابات الرمانية
(بالطريقة العادية فحسب)؛ وتنزانيا إحدى الدول التي تعتمد
هذا النموذج .أما ي النموذج امنصف ،فتقسم امساعدات
بالتساوي بن اأحزاب السياسية ،بغض النظر عن نتائج
اانتخابات ،وهو ما يطبق ي بوروندي .وختار دول أخرى
استخدام النموذجن ي ذات الوقت ،كا هو احال ي تونس
وموزمبيق .وأظهر النقاش خال امؤمر أن الصيغة امختلطة
كانت امفضلة لدى غالبية امشاركن.
تنظيم تمويل اأحزاب السياسية
8
إا أن كيفية خصيص التمويل العام ختلف أيضا من
بلد آخر فيا يتعلق بالتوقيت والغرض .فبعض البلدان
تقدم موي ً
ا عام ًا من أجل احمات اانتخابية فقط (مثل
بوروندي) ،فيا تقدم دول أخرى امال العام لتمويل اأعال
اليومية لأحزاب السياسية ي الفرات بن اانتخابات (مثل
تنزانيا) .أما بلدان مثل موزمبيق ،فتقدم التمويل العام للعمل
اليومي لأحزاب ،وكذلك للحمات اانتخابية.
وتعتمد بلدان مثل تنزانيا وماوي نظام احد اأدنى من
التمثيل السياي الذي يتعن عى اأحزاب السياسية
استيفاؤه حتى تستحق اأموال ،بينا تقدم بلدان أخرى
هذه امنح جميع اأحزاب السياسية ذات الكيان القانوي.
ونظام احد اأدنى اأكثر شيوع ًا عامي ًا هو درجة القبول التي
حظى ها احزب بن صفوف الناخبن ،والذي يقاس بعدد
اأصوات التي حصدها احزب ي اانتخابات الرمانية
السابقة ،أو عدد امقاعد التي حصل عليها ي هيئة منتخبة.
ويوزع مويل احمات اانتخابية ي بلدان مثل موزمبيق قبل
اانتخابات ،بناء عى عدد امرشحن عن احزب ،بينا ا تقدم
بلدان أخرى اأموال إا بعد اانتخابات ،بناء عى نتائجها
(وهو احال ي بوروندي).
وحق لأحزاب السياسية كذلك احصول عى مويل
خاص .ويمكن أن يكون ذلك التمويل نقدي ًا أو ي هيئة
مسامات عينية .ويمكن أن تتنوع مصادر التمويل اخاص
بن الترعات اخاصة (حلية أو أجنبية) ،أو استثارات
يمتلكها احزب ذاته ،أو رسوم العضوية ،من بن مصادر
أخرى.
ودائا ما يستكمل التمويل العام والتمويل اخاص بإطار
تنظيمي يعزز امساءلة والشفافية ويقيد الفساد ،وصواً إى
إجاد جال منصف للتنافس السياي ،وإقامة نظام ديمقراطي
سليم وتنافي.
وي بعض الدول التي تسمح بالتمويل اخاص ،توضع
أحكام لتنظيم حصول اأحزاب السياسية عى هذا التمويل
واستخدامه .وهدف حديد سقف للترع ،إى منع اأحزاب
وامرشحن الذين يتوفر هم قدر كبر من اموارد من أن
يطغوا عى من ليس لدهم القدر الكاي .إا أن غالبية
الدول اأفريقية ا تضع حدود ًا للمبالغ التي يمكن الترع
ها لأحزاب وامرشحن .وي بعض البلدان ،يوضع حد
أدنى للتمثيل السياي ا يفرض سقف الترعات إا عى
اأحزاب التي تتخطاه .ويمكن كذلك وضع حدود للمبالغ
التي يمكن لكل حزب سياي أو مرشح إنفاقها ي احمات
اانتخابية ،مع إلزامهم بأن يفصحوا عن الترعات التي
تصلهم وعن حجم إنفاقهم ،وبيان أساء اأفراد أو امنظات
التي ترعت هم وحجم تلك الترعات .وعى الرغم من
أمر قليل
ذلك ،جدر اإشارة إى أن وضع حدود عى اإنفاق ٌ
الشيوع ،وا سيا ي أفريقيا.
وقد حظر بعض مصادر التمويل حسب الواقع القائم ي
كل بلد .وتعد أكثر أنواع الترعات امحظورة شيوع ًا هي
الترعات اأجنبية ،وامجهولة امصدر ،وترعات الركات
امملوكة جزئي ًا للحكومة أو امتعاقدة معها .وعاوة عى
ذلك ،يمكن منع اجاعات اإرهابية واهيئات الدينية ،أو
اأطراف الفاعلة من امتورطن ي أنشطة إجرامية من تقديم
امسامات.
ومن أجل إقامة نظام حزي فعال ،تشجع اأحزاب السياسية
عى مراعاة التوازن ي استعانتها بامصادر امختلفة .فعى
الرغم من أمية التمويل ،إا أن ااعتاد عليه أكثر من الازم
يمكن أن يتسبب ي فقدان اأحزاب السياسية اندماجها
المؤسسة الدولية للديمقراطية واانتخابات /المعهد الهولندي للديمقراطية المتعددة اأحزاب
9
مع مهور الناخبن ،وأن تكفل للممولن اخاصن نفوذ ًا غر
مقبول فيها ،وأن تبعد أنظارها عن امصالح العامة .ويمكن
للتمويل العام كذلك أن يعرض استقالية اأحزاب السياسية
للخطر.
ويتم إنشاء هيئات مؤسسية مراقبة إنفاذ القواعد التنظيمية
اموضوعة .وي العادة ،تكلف بالرقابة هيئة حكومية ها سلطة
قانونية إنفاذ القانون وفرض عقوبات عى منتهكيه.
ويمكن أن تكون تلك اهيئة هي جنة مراقبة اانتخابات،
أو إحدى امؤسسات احكومية ،أو اهيئة امسؤولة عن امراجعة
امحاسبية ،أو إحدى امحاكم ،أو إدارة تسجيل اأحزاب،
أو غرها .واأكثر شيوعا ي أفريقيا هو ااستعانة بلجان
مراقبة اانتخابات .وي حالة إخفاق هذه اهيئة ي مارسة
سلطاها ،يمكن أن يتوى امجتمع امدي واإعام الدور
الرقاي.
تنظيم تمويل اأحزاب السياسية
.2تمويل اأحزاب السياسية في الممارسة
العملية :دراسات حالة
١٠
عرضت هذه اجلسة للخرات التي تم تبادها بن امشاركن
بشأن امارسات التي تصلح والتي ا تصلح وأسباب ذلك،
فيا يتعلق بناذج مويل اأحزاب والقواعد امنظمة له ي
بلداهم ،عى هيئة دراسات حالة عن كل دولة .وكان اهدف
من هذه الدراسات حقيق ثاثة أهداف:
أ .زيادة التعمق ي توضيح آليات مويل اأحزاب ،مع تركيز
خاص عى كيفية تأثر اأحزاب السياسية بتطبيق تلك
اآليات.
ب .الوقوف عى بعض اجوانب اأشد إثارة للخاف ي
مويل اأحزاب السياسية.
ج .النظر ي بعض مبادرات اإصاح التي جري تطبيقها
مؤخر ًا ي جال مويل اأحزاب ،وكيف تتعامل تلك
امبادرات مع امسائل اخافية.
وبأخذ تلك اأهداف ي ااعتبار ،وقع ااختيار عى البلدان
اآتية إعداد دراسات حالة :غانا ،موزمبيق ،تنزانيا،
بوروندي ،أوغندا وماوي .وتكونت كل دراسة حالة من
جزأين ،يقدم أوها محة عامة عن العنار الرئيسية ي اإطار
أو اأُ ُطر القانونية التي تنظم مويل اأحزاب السياسية ي كل
بلد .أما اجزء الثاي فيقف عى خرات اأحزاب السياسية
ويبينها فيا خص العمل ي ظل اإطار القانوي امذكور الذي
ينظم مويل اأحزاب .وطلب من كل بلد من البلدان امذكورة
أن يركز ،فيا يتعلق باخرات امحددة ،عى جال معن ،هدف
ضان أن تعكس اخرات بعض اجوانب امميزة التي ينفرد أو
يمتاز ها كل بلد .وقد أعدت دراسات احالة عى النحو الذي
يوي ااهتام امطلوب لكل من اأهداف الثاثة هذه اجلسة.
وأغراض العرض وامناقشة ،عرضت دراسات احالة ي
أزواج لتعكس بعض التجارب امتباينة.
وقد أخذت كل دراسة حالة اجوانب الرئيسية التالية ي
ااعتبار :موارد التمويل ،طرائق التمويل ومعايره ،وآليات
امراقبة واإراف اموضوعة ي كل بلد.
1 .2دراسة حالة غانا
نظام حزي تنافي وفعال دون مويل عام؟ كيف نجحت
اأحزاب السياسية ي غانا ،واآفاق امستقبلية لتمويل
اأحزاب
الدروس المستفادة
استمرت اأحزاب السياسية ي غانا ي التطور وإثبات
ذاها كمؤسسات ديمقراطية قوية نسبي ًا دون إعانات من
الدولة.
تعد غانا إحدى أكثر اأنظمة الديمقراطية تنافسية
واستقرار ًا نسبي ًا ،ولدها نظام حزي فعال وتقع ي أفريقيا
جنوب الصحراء الكرى.
يعطي اإطار القانوي لتمويل اأحزاب السياسية ي
غانا اأحزاب احرية ي مع اأموال أعاها وماها
اانتخابية من خال ترعات مؤيدها وأعضائها ،وبيع
امواد الروجية ،فض ً
ا عن حصيل اشراكات اأعضاء
والرسوم امفروضة عليهم ،ومن امنشآت التجارية الوطنية.
ا يوجد حد أقى للترعات أو متطلبات لإفصاح عن
هوية امترعن.
ا يضع القانون أي حدود للمبالغ التي حق حزب أو
مرشح أن ينفقها ،وا يوجد إلزام باإفصاح عن كيفية
إنفاق أمواله ،لذا تنفق اأحزاب السياسية وامرشحون
مبالغ طائلة خال فرة اانتخابات ،وا يفصح عن
اأرقام الفعلية مفوضية اانتخابات.
تلتزم اأحزاب السياسية بالكشف عن أصوها وإيراداها
ومصادر تلك اأصول واإيرادات عانية ،وأن تنر
تقارير امراجعة السنوية مالياها.
المؤسسة الدولية للديمقراطية واانتخابات /المعهد الهولندي للديمقراطية المتعددة اأحزاب
١١
نا لدى الغانين ارتباط تارخي باأحزاب السياسية
وبتقديم امساعدة الازمة لبقائها ،حيث ينتمي 63بامئة
من امواطنن الغانين إى أحزاب سياسية.
لدى غانا كذلك منظات جتمع مدي ومنظات دولية
نشطة تقدم العون لأحزاب السياسية ،وا سيا أحزاب
امعارضة ،لكي حافظ تلك اأحزاب عى وجود نشط ي
الساحة السياسية.
إن غانا هي أحد البلدان التي تتمتع بتقاليد متدة ي ميدان
التمويل اخاص لأحزاب السياسية .فمنذ أن نالت استقاها
ي عام ،١957تعتمد اأحزاب السياسية عى التمويل
اخاص ،والذي يراوح بن ترعات اأعضاء ومنح كبرة من
امنشآت التجارية.
وا يسمح القانون إا بالتمويل من مؤيدي احزب وامنشآت
التجارية الوطنية ،أما غر امواطنن أو احكومات اأجنبية أو
امنظات غر احكومية ،فا يسمح هم إا بتقديم امساعدة
مفوضية اانتخابات ،إذا كانت تلك امساعدة ذات فائدة
ماعية لأحزاب السياسية ا ُمسجلة قانوني ًا .وا توجد حدود
أو متطلبات لإفصاح عن هوية اممولن ،وا يضع القانون
كذلك أي حدود ما يمكن أن ينفقه حزب أو مرشح ما ،وا
يوجد إلزام باإفصاح عن كيفية إنفاقهم للتمويل ،لذا ،وعى
الرغم من إنفاق اأحزاب وامرشحن مبالغ كبرة خال
فرة اانتخابات ،فا تعرف هيئة إدارة اانتخابات أو أي
جهة أخرى أي تفاصيل حول حجم اموارد التي ُأنفقت أو
مصادرها.
وبموجب القانون ،يتعن عى اأحزاب السياسية أن تكشف
عن أصوها وإيراداها عانية ،وعن مصادر تلك اأصول
واإيرادات ،مفوضية اانتخابات ،وأن تنر تقارير امراجعة
السنوية مالياها .ويتعرض من خالف القانون إى عقوبات
مالية .وفيا ينص القانون عى تلك العقوبات ،إا أها ا تطبق
ي الواقع.
ويقر القانون نوعن من التمويل العام غر امبار لأحزاب
السياسية امتنافسة ومرشحي الرئاسة خال فرات
اانتخابات :فرات بث ي وسائل إعام الدولة دون مقابل
لعرض براجهم ورسائل ماهم ،وإمكانية استخدام
مركبات عامة وفق ًا لعدد امرشحن الذين يرشحهم كل حزب
ي اانتخابات .وتتوى امحكمة العليا الغانية مسؤولية ضان
تطبيق هذه اأحكام القانونية.
وجمع اأحزاب السياسية امسجلة ي غانا التمويل أعاها
وماها اانتخابية باأساليب التقليدية ،با يشمل ترعات
امتعاطفن مع احزب وأعضائه ،وبيع امواد الروجية،
واشراكات اأعضاء والرسوم امفروضة عليهم.
وي امجمل ،يرك اإطار القانوي لتمويل اأحزاب السياسية
ي غانا إى حد كبر احرية لأحزاب ي مع اأموال اخاصة
بأعاها وماها اانتخابية .وعى الرغم من أن اأحزاب
احاكمة تتمكن من مع مبالغ أكر من أحزاب امعارضة،
إا أن ذلك ا يمكن أن يعزى لإطار القانوي أو تطبيقه.
والقانون احاي يسمح بتمويل الركات لأحزاب السياسية
دون أي حدود ،إا أنه يشرط اإفصاح عن هوية اممولن
الكبار لأحزاب.ومع ذلك ،فالنقاش احاي بشأن اإصاح
يدعو إى تشديد الرقابة العامة عى التمويل اخاص لأحزاب
السياسية ي غانا من خال اأخذ بتريع يلزم باإفصاح عن
هوية امسامن أو اممولن الكبار لأحزاب السياسية الذين
يتجاوزون حد ًا معين ًا للتمويل.
وا يعني اعتاد اأحزاب السياسية ي امقام اأول عى
مصادر خاصة أن مويل اأحزاب م يكن مثار ًا للنقاش ي
تنظيم تمويل اأحزاب السياسية
١2
الباد ،أن النقاش حول هذه امسألة كان يدور حتى قبل أن
حصل الباد عى استقاها.
وهناك ثاثة عوامل حددة توضح كيفية استمرار اأحزاب
السياسية ي غانا ي التطور وإثبات ذاها كمؤسسات
ديمقراطية قوية نسبي ًا ،دون احصول عى معونات من الدولة:
أواً ،أظهر الغانيون ارتباط ًا باأحزاب السياسية عر السنن
عى خاف غالبية الديمقراطيات اأفريقية ،حيث ينتمي 63
بامئة من مواطني غانا أحزاب .وقد أسهمت هذه السمة التي
يمتاز ها امجتمع الغاي ي الطبيعة التنافسية واحيوية للنظام
احزي ي غانا بقدر كبر.
ثاني ًا ،توجد منظات جتمع مدي ومنظات دولية نشطة تدعم
اأحزاب السياسية ،وا سيا أحزاب امعارضة ،لتتمكن من
احفاظ عى وجود نشط عى الساحة السياسية .وبجانب الدعم
امادي ،أتاحت هذه امنظات لبعض امرشحن ي سنوات
اانتخابات التفاعل مع الناخبن والدخول ي مناظرات حول
القضايا التي همهم .وحظى مثل هذه اللقاءات بدعاية واسعة،
ومن امؤكد أها توفر عى اأحزاب السياسية بعض اأموال
التي يمكن توجيهها استخدامات أخرى.
ثالث ًا وأخر ًا ،تلعب امفوضية الوطنية لإعام ،جنب ًا إى جنب
مع رابطة الصحفين الغانين ،دور ًا هام ًا برصدما للتغطية
اإعامية أنشطة ميع اأحزاب السياسية ومرشحي
اانتخابات الرئاسية ،لضان حصول اجميع عى تغطية
متساوية ي إعام الدولة ،ولضان أن اإعام اخاص حقق
توازن ًا عاداً وحيادية ي تغطياته السياسية.
وعى الرغم من امميزات الثاث امذكورة فيا سبق ،ظهرت
مطالبات بإصاحات قانونية تضع رقابة عامة أكر عى
امعامات امالية لأحزاب السياسية ،بغرض احد من الفساد
السياي وضان الشفافية بشأن مصادر التمويل ،وضان
العدل وامساواة ي امنافسة اانتخابية .فغياب قواعد صارمة
لتنظيم التمويل اخاص وعدم توفر التمويل العام لأحزاب،
هو ما يؤثر عى امشهد احزي ي غانا.
وي السنوات اأخرة ،بدأ النقاش حول التمويل العام
لأحزاب السياسية ي غانا .وقدمت مقرحات حددة
للحكومة ،بقيادة مفوضية اانتخابات ومنظات امجتمع
امدي .ومن امثر لاهتام أن هذا النقاش م يصل إى أي
نتائج إى اآن؛ حيث أن طبيعة النظام احزي ي غانا تعد أحد
أسباب "عدم" إحراز تقدم ي هذا الشأن .فذلك البلد لديه
نظام يقوم واقعي ًا عى حزبن رئيسين يتبادان احكم ،وعندما
يكون أحدما ي صفوف امعارضة تظهر لديه حوافز امناداة
بالتمويل العام ،إا أن تلك احوافز ختفي مع وصول ذلك
احزب إى السلطة.
وتقوم امناداة بتقديم التمويل العام لأحزاب عى حجتن،
أوها ااعتقاد بأنه إذا م يستثمر اجمهور العام ي مويل
اأحزاب من خال التمويل العام ،فلن يكون هناك أساس
لوضع قوانن صارمة للرقابة العامة عى مويل اأحزاب
السياسية .وثاني ًا ،من امفهوم أن التمويل العام يمكن
استخدامه كوسيلة محاربة الفساد ي مويل اأحزاب
السياسية.
المؤسسة الدولية للديمقراطية واانتخابات /المعهد الهولندي للديمقراطية المتعددة اأحزاب
١3
2 .2دراسة حالة موزمبيق:
التمويل احكومي ونظام احزب امهيمن :معضات
وحديات
الدروس المستفادة
حصل اأحزاب السياسية ي موزمبيق عى إعانات عامة
دورية ا لتغطية نفقات عملها كمنظات سياسية بصفة
عامة فحسب ،وإنا أيض ًا لتغطية ماها اانتخابية.
خال عام اانتخابات ،خصص مبلغ من اموازنة العامة
لتمويل اانتخابات.
ويوزع مويل احمات اانتخابية قبل اانتخابات.
وخصص التمويل العام عى أساس نظام ختلط (بن
التناسب وامساواة).
وتستفيد اأحزاب السياسية كذلك من التمويل غر
امبار (اإعام امجاي ،وامنشآت واإعفاءات
الريبية).
وتلتزم اأحزاب السياسية باإفصاح عن إيراداها
(اممولن وامبالغ) ومروفاها سنوي ًا.
وتوضح حالة موزمبيق أن التمويل عندما ا يوزع
ي توقيت مناسب ،يؤثر سلب ًا عى تنافسية اأحزاب
السياسية.
ويطبق اإطار القانوي لتمويل اأحزاب ي ظل نظام
حزب مهيمن راسخ اجذور.
وتوضح دراسة حالة موزمبيق أن مويل اأحزاب
واحمات اانتخابية أمر هام ،إا أنه ا يسهم بالرورة
ي إقامة نظام حزي فعال وديمقراطية تنافسية.
بخاف الوضع ي غانا ،حصل اأحزاب السياسية ي
موزمبيق عى إعانات عامة دورية ،ا لتغطية نفقات عملها
كمنظات سياسية بصفة عامة فحسب ،وإنا أيض ًا لتغطية
ماها اانتخابية .وعى الرغم من ذلك ،فا يتمتع النظام
احزي ي موزمبيق بحيوية نظره الغاي؛ فاأحزاب السياسية
تكاد ختفي ي الفرات بن اانتخابات ،باستثناء تلك التي
ها مثيل برماي ،مثل احزب التارخي امهيمن’ ،حزب جبهة
حرير موزمبيق -فريليمو(
تنظيم تمويل اأحزاب السياسية
رؤى من الممارسة العملية
المعهد الهولندي
لﻠدﻳمﻘراﻃية المتﻌددة اﻷحزاﺏ
المؤسسة الدولية للديمقراطية واانتخابات /المعهد الهولندي للديمقراطية المتعددة اأحزاب
تنظيم تمويل اأحزاب السياسية
رؤى من الممارسة العملية
أوغسطين ماغولووندو ،إيلين فالغويرا ،زيفانياس ماتسيمبي
2
امؤسسة الدولية للديمقراطية واانتخابات
()International IDEA
–
إن امؤسسة الدولية للديمقراطية واانتخابات هي منظمة حكومية
دولية تدعم الديمقراطية امستدامة ي ميع أنحاء العام .وتتمثل
مهمتها اأساسية ي دعم التغير الديمقراطي امستدام من خال
توفر امعرفة امقارنة ،وامساعدة ي اإصاح الديمقراطي ،والتأثر
عى السياسات والسياسة.
ولدى امؤسسة برنامج حدد لبناء الدساتر ،يعمل عى رفع
مستويات الوعي حول الدور الذي تلعبه عمليات بناء الدساتر
ي إدارة الراعات وتعزيز الديمقراطية .وينطوي هذا العمل
عى توفر امساعدة التقنية وامعرفة ،وإمكانية الوصول إى دروس
تعليمية للجهات الفاعلة الوطنية والدولية امشاركة ي عمليات
بناء الدساتر .وتقدم امؤسسة أيضا خدماها حشد واسع من
ماري وضع الدساتر حول العام ،من خال منابر احوار الفعلية
واافراضية .ويمكن ااطاع عى مزيد من امعلومات عى موقع
امؤسسة اإلكرويwww.idea.int :
امعهد اهولندي للديمقراطية امتعددة اأحزاب
()NIMD
–
إن امعهد اهولندي للديمقراطية امتعددة اأحزاب هو منظمة
مساعدة الديمقراطية ،أنشأها اأحزاب السياسية ي هولندا لدعم
اأحزاب السياسية ي الديمقراطيات الناشئة .ويوفر امعهد اهولندي
للديمقراطية امتعددة اأحزاب ( ،)NIMDحديد ًا ،امساعدة ي
عمليات احوار بن اأحزاب السياسية ي البلدان امستفيدة من
الرنامج والتطوير امؤسي لأحزاب الرمانية وشبكات للتعاون
بن امجتمع السياي وامدي .ويلتزم امركز التزام ًا صارم ًا بمبادئ
ا ُملكية واحيادية والشفافية ،ويقر بأن الديمقراطيات نابعة حلي ًا من
اأوطان وا يمكن استرادها من اخارج.
كا قدم امعهد الدعم بطرق تراعي السياق ،وبنا ًء عى طلب من
ركائه ي عمليات اإصاح الدستوري ،ي بلدان مثل بوليفيا،
إكوادور ،غانا ،كينيا ،ماوي ،تنزانيا ،زامبيا وزمبابوي.
ويدير امعهد مركز ًا صغر ًا للمعرفة وااتصال ،ا يقتر عى تيسر
تبادل امعلومات بن بلدان اجنوب بشأن مواضيع حددة فحسب،
بل يصدر أيضا بانتظام منشورات وأرطة فيديو وغرها من
امواد .ويمكن ااطاع عى مزيد من امعلومات عى موقع امعهد
اإلكرويwww.nimd.org :
تنــويــه
ا تعكس اآراء الواردة ي هذا التقرير بالرورة آراء امؤسسة أو امعهد أو جلي إدارتيها
أو اأعضاء ي هيئتيها العامتن.
ميع السجات والنتائج ي تقرير امؤمر اماثل نابعة من امناقشات التي جرت أثناء مؤمر
حول "اإطار القانوي امن ِظم لأحزاب السياسية :موضوع مويل اأحزاب" ،والذي عقد
ي العاصمة التنزانية دار السام ،ي موز/يوليو .2٠١2
تنظيم تمويل اأحزاب السياسية
المؤسسة الدولية للديمقراطية واانتخابات /المعهد الهولندي للديمقراطية المتعددة اأحزاب
المحتويات
3
تقديم
د .أوغسطن تيتاي ماغولووندو
4
مقدمة
6
.1فهم مويل اأحزاب السياسية
7
.2مويل اأحزاب السياسية ي امارسة العملية :دراسات حالة
10
.3التمويل السياي ي دول أفريقيا جنوب الصحراء الكرى :التحديات والفرص امشركة
23
.4امارسات اجيدة والدروس امستفادة والتوصيات
26
امراجع
30
قراءات إضافية
31
ملحق
32
١ .2دراسة حالة غانا
2 .2دراسة حالة موزمبيق
3 .2دراسة حالة تنزانيا
4 .2دراسة حالة بوروندي
5 .2دراسة حالة أوغندا
6 .2دراسة حالة ماوي
١ .4امارسات اجيدة
2 .4الدروس الرئيسية
3 .4التوصيات
١٠
١3
١5
١7
١9
2١
26
26
27
تنظيم تمويل اأحزاب السياسية
تقديم
4
عقد امعهد اهولندي للديمقراطية امتعددة اأحزاب
( )NIMDبالراكة مع امؤسسة الدولية للديمقراطية
واانتخابات ( )International IDEAومركز تنزانيا
للديمقراطية ( )TCDمؤمر ًا ي موضوع" :اإطار القانوي
امنظِم لأحزاب السياسية :موضوع مويل اأحزاب" ي
الفرة من ١٠إى ١2موز/يوليو 2٠١2ي فندق ’وايت
ساندز‘ بالعاصمة التنزانية دار السام.
وقد مع امؤمر بن كبار مثي اأحزاب السياسية ي البلدان
التي ينشط ها امعهد اهولندي للديمقراطية امتعددة اأحزاب
ي أفريقيا ،وانضم هم خراء ومارسون من داخل أفريقيا
وخارجها .وهيأ امؤمر حف ً
ا فريد ًا للمعهد اهولندي
للديمقراطية امتعددة اأحزاب وامؤسسة الدولية للديمقراطية
واانتخابات وركائها من أجل إعادة النظر ي مسألة مويل
اأحزاب السياسية ،كسؤال إصاحي هام تواجهه العديد
من النظم الديمقراطية .وقد صمم امؤمر عى نحو يتيح أكر
فرصة مكنة لأحزاب السياسية لكي تعرض خراها من
امارسة العملية ،وتستفيد ي الوقت ذاته من إسهامات عدد
حدود من اخراء امتخصصن.
وخال امؤمر ،أعاد امشاركون تقييم مسألة دور امال ي احياة
السياسية ،وتبادلوا اخرات وتناقشوا بشأن الناذج امتعددة
لتمويل اأحزاب ،ووقفوا عى أفضل امارسات فيا يتعلق
بكيفية تنظيم مويل اأحزاب وتنفيذه .وطرحت أربعة أسئلة
رئيسية للنقاش ي امؤمر :ما هو مويل اأحزاب السياسية وما
هي أميته؟ وما هي الناذج امختلفة لتمويل اأحزاب وما
هي القواعد امن ِظمة له؟ وكيف تُطبق تلك الناذج امختلفة ي
امارسة الفعلية؟ وكيف يؤثر التمويل عى ترسيخ الديمقراطية
بوجه عام ،وعى حياة اأحزاب السياسية وسر عملها؟ وما
هي ااعتبارات اأساسية التي يتعن مراعاها ي إصاح
اأطر القانونية احاكمة لتمويل اأحزاب استناد ًا إى اخرات
المؤسسة الدولية للديمقراطية واانتخابات /المعهد الهولندي للديمقراطية المتعددة اأحزاب
5
والدروس امستفادة من امارسة العملية عى الصعيدين
اإقليمي والعامي؟
ويقدم هذا التقرير ملخص ًا لوقائع امؤمر ،ويعرض للقضايا
الرئيسية التي نوقشت واأسئلة التي طرحت والنتائج
والدروس امستفادة .كا يعرض التقرير لدراسات حالة من
بوروندي ،ماوي ،أوغندا ،غانا ،موزمبيق وتنزانيا ،كانت قد
أثرت امناقشات أثناء امؤمر.
ومن خال ردود أفعال امشاركن ،تبن أن امؤمر م يتناول
موضوع ًا هام ًا وذا صلة فحسب ،وإنا جاء أيضا ي الوقت
امناسب ،فا زالت غالبية بلدان أفريقيا تعمل عى مبادرات
هدف إى تعزيز اأجندة الديمقراطية ،واأُطر القانونية
امنظِمة لأحزاب السياسية تعد جزء ًا ا يتجزأ من مثل تلك
اإصاحات.
وفيا يتعلق بامعهد اهولندي للديمقراطية امتعددة اأحزاب
وامؤسسة الدولية للديمقراطية واانتخابات ،فقد برهنت
امنظمتان مرة أخرى من خال راكتها ي هذا امؤمر مدى
تقارها ،وأمية استفادة كل منها من اميزة النسبية التي تتمتع
ها امنظمة اأخرى ي دعم عملية التحول الديمقراطي ي
القارة اأفريقية.
ونود أن ننتهز هذه الفرصة لنقدم خالص الشكر لكل من جعل
هذا امروع امشرك مكن ًا ،ونخص بالذكر مديري امنظمتن
هانز برونينغ وفيدار هيلجيسن ،لقيادها عملية تعميق الراكة
اإسراتيجية بن امعهد اهولندي للديمقراطية امتعددة
اأحزاب وامؤسسة الدولية للديمقراطية واانتخابات.
ونود أيضا أن نشكر جلس إدارة مركز تنزانيا للديمقراطية
وإدارته وفريقه استضافتهم هذا امؤمر .ففي سياق برنامج
امعهد اهولندي اإقليمي ي أفريقيا ،أبقى التنزانيون باهم
مفتوح ًا استضافة الفعاليات اإقليمية .وقد حظي هذا امؤمر
برف حضور نائب رئيس مهورية تنزانيا امتحدة ،الدكتور
حمد غريب باي ،وهذا نحن مدينون له بخالص اامتنان.
ونتقدم بالشكر جميع مقدمي العروض اإيضاحية وامناقشن
جهودهم من أجل إثراء هذا امؤمر .وكذلك يستحق الفريق
اأساي الذي نظم هذا امؤمر العرفان والتقدير .فمن امعهد
اهولندي للديمقراطية امتعددة اأحزاب ،تكون الفريق من
كل من مونيك رونزا ،وآن-ميكه فان بروكيلن ،وأوغسطن
ماغولووندو ،ومعهم إيلن فالغويرا وسام فان دير ستاك
من امؤسسة الدولية للديمقراطية واانتخابات .ونوجه
الشكر أيضا للمشاركن الذين ساموا ي نجاح هذا امؤمر
بمشاركتهم وإسهاماهم ،ونذكر أيض ًا زيفانياس ماتسيمبي
لراعته ي صياغة هذا التقرير الذي نأمل أن جدوه مفيد ًا ،فيا
نواصل مناقشة مويل اأحزاب من أجل ترسيخ الديمقراطية.
د .أوغسطن تيتاي ماغولووندو
امنسق اإقليمي لرنامج أفريقيا ي امعهد اهولندي
للديمقراطية امتعددة اأحزاب
تنظيم تمويل اأحزاب السياسية
مقدمة
6
ي يومنا هذا ،يكاد يكون من غر اممكن خيل أن يكون هناك
نظام ديمقراطي فاعل دون أحزاب سياسية .فاأحزاب
السياسية تستطيع أن تؤدي جموعة واسعة من امهام،
وتضطلع بذلك بالفعل ،مثل :جميع امصالح والتعبر عنها،
وضع مقرحات للسياسات العامة ي إطار تنافي با يعر
عن آراء الناس ويتيح هم اختيارات ختلفة ،اختيار مرشحن
للمناصب امنتخبة ،تنظيم السلطة التريعية ،تنسيق تشكيل
احكومة ونشاطها ،اجتذاب القادة وامؤيدين والربط بينها،
وإدارة احمات اانتخابية.
ونظر ًا لكوها منظات معقدة حتل موقع القلب من النظام
الديمقراطي ،حتاج اأحزاب السياسية إى اموارد امالية حتى
تؤدي مهامها ،فامال هو وقود ماكينة احزب الذي ا غنى
عنه استمرار دوراها .وعاوة عى امال ،تتوفر لأحزاب
السياسية ي كثر من اأحيان موارد غر نقدية مثل ااستفادة
من منشآت الدولة وإعامها أو وسائلها ،ويمكن أن تكون
لتلك اموارد إسهامات ق ّيمة ي قدرة اأحزاب عى تنظيم
أنفسها .وي بعض احاات ،يمكن أن خر اأحزاب
اانتخابات أو تفوز ها قبل إجرائها بوقت طويل ا لسبب إا
ما تتمتع به أو تفتقر إليه من موارد .وي حاات أخرى ،تتأثر
كيفية مارسة اأحزاب للديمقراطية داخليا -أو عدم مارستها
بأسلوب مويل تلك اأحزاب وكيفية توزيع اموارد داخلها.وعى الرغم من أن امال مورد هام ي عام السياسة ،فمن
اممكن ي الوقت ذاته أن يشكل خطر ًا إذا م جر إدارته
أو تنظيمه بصورة جيدة ،وقد تتهيأ فرص للحزب احاكم
إساءة استغال امال نظر ًا لكونه يتحكم بامال العام.
وتنتر حاات إساءة ااستغال انتشار ًا كبر ًا ي اأنظمة
الديمقراطية الناشئة ي أفريقيا ،والتي تعمل ي سياقات
تعوزها اموارد ،ويصعب فيها اقتفاء أثر امصادر امختلفة
التي يمكن أن تستخدمها اأحزاب السياسية للحصول
عى مويلها .ونظر ًا أمية اأحزاب السياسية والدور الذي
يلعبه امال ي عام السياسة ،فهناك إماع متزايد بشأن اعتبار
اأحزاب السياسية هيئات عامة ينبغي أن خضع لصورة من
صور القانون العام .ومن ثم ،فاأحزاب ي غالبية النظم
الديمقراطية تنظم وفق ًا إطار قانوي ما .ومع ذلك ،فالنقاش
يتمحور حول النطاق الذي ينبغي أن يمتد إليه مثل ذلك
التريع ،وماهية جاات اأحزاب السياسية التي يتعن
التريع بشأها.
وفيا يتعلق بتنظيم مويل اأحزاب السياسية ،يظهر عدد
من اأسئلة اهامة التي يتعن عى اإطار القانوي امعني
مواجهتها :كيف حصل اأحزاب السياسية عى اأموال؟ وما
هو مقدار هذه اأموال؟ ومتى؟ وكيف تنفقها؟ وكم تنفق؟
وكانت هذه اأسئلة وغرها حور تركيز امؤمر.
وقد اتضح من امناقشات التي عقدت أنه ،لدى تناول تلك
اأسئلة ،ا يوجد حل واحد مناسب للجميع ،أن النظام
الديمقراطي ا يعمل ي فراغ ،فهناك سياقات اجتاعية
وتارخية وسياسية واقتصادية تؤثر ي كيفية عمل كل نظام
ديمقراطي ،ومن ثم ختلف تناول تلك اأسئلة من بلد إى
آخر.
وأما فيا يتعلق هيكل هذا التقرير ،فقد صمم عى النحو
اآي :يؤسس القسم التاي لفهم مشرك معنى مويل اأحزاب
السياسية ،وتتبعه نظرة أقرب عى الوضع القائم ي ستة
بلدان (غانا ،موزمبيق ،تنزانيا ،بوروندي ،أوغندا وماوي)
ي صورة دراسات حالة .ويسلط القسم الرابع الضوء عى
أنظمة مويل اأحزاب السياسية ي أفريقيا جنوب الصحراء
الكرى ،حيث يناقش التحديات والفرص بالتفصيل .وختتم
التقرير بتسليط الضوء عى أفضل امارسات وأهم الدروس
وتوصيات تضع تصور ًا للمي قدم ًا.
المؤسسة الدولية للديمقراطية واانتخابات /المعهد الهولندي للديمقراطية المتعددة اأحزاب
.1فهم تمويل اأحزاب السياسية
7
تناولت هذه اجلسة ثاثة أسئلة هامة :ما هو مويل اأحزاب
السياسية وما هي أميته؟ وما هي الناذج امختلفة لتمويل
اأحزاب السياسية؟ وما هي القواعد امنظِمة لتمويل
اأحزاب السياسية؟ وجاءت إجابات هذه اأسئلة ي
العروض اإيضاحية التي قدمها اخراء وامناقشة اافتتاحية
العامة للمؤمر.
ويقصد بتمويل اأحزاب السياسية اموارد امالية أو اأموال
التي تقدم إى اأحزاب السياسية ،فيا بن الفرات اانتخابية
أو أثناءها ،لتغطي نشاطات سياسية ختلفة مثل تكاليف
احملة اانتخابية واأعال اليومية.
ويمكن لأحزاب السياسية أن تستعن بنوعن من مصادر
التمويل :التمويل العام والتمويل اخاص ،ويتكون التمويل
العام من أموال خصصة من ميزانية احكومة عى هيئة دعم
عام أو موارد غر مالية.
واأحزاب السياسية هي من بن اهيئات اخاصة القليلة التي
حق ها أن تستفيد من التمويل العام ،اأمر الذي يفتح امجال
احتدام اجدل .فإذا ما كانت هيئات خاصة ،فلاذا إذن تتلقى
موي ً
ا عام ًا؟ ويقول من ينتقدون التمويل العام إن اأحزاب،
لكوها منظات تطوعية ،ينبغي أا تعتمد عى مويل الدولة
نظر ًا أن ذلك قد يؤثر عى استقاليتها.
غر أن الدور احيوي الذي تلعبه اأحزاب السياسية ي
امجال العام هو اأساس امنطقي حصوها عى التمويل العام.
وتوفر التمويل العام لأحزاب السياسية يعد بمثابة آلية
لتوسيع مستويات التنوع وإدخال فاعلن وجموعات ختلفة
إى الساحة السياسية ،بغرض تعزيز امنافسة الديمقراطية
وحاربة الفساد وأي نفوذ غر مقبول للمصالح اخاصة.
وعاوة عى ذلك ،فعى الرغم من كون اأحزاب السياسية
كيانات خاصة إا أها تعمل ي سياق حدود اموارد ،وا سيا
ي أفريقيا ،حيث نجد أن اشراكات العضوية ،التي مثل أحد
مصادر الدخل اهامة لأحزاب ،حدودة للغاية.
ويمكن خصيص التمويل العام لأحزاب السياسية عى
نحو مبار أو غر مبار .والتمويل امبار مويل نقدي ،فيا
يمكن أن يتكون التمويل غر امبار من مزايا متعددة مثل
اإعفاءات الريبية ،اانتفاع امجاي بوسائل اإعام العام،
استخدام امنشآت العامة دون مقابل لعقد أنشطة احمات
اانتخابية أو ااجتاعات ،استخدام امساحات العامة دون
مقابل لنر امواد الدعائية للحمات اانتخابية ،واستخدام
امواصات أو الريد دون مقابل أو بأسعار مدعومة .وا
حتاج الدولة إا أن تضع أهداف ًا واضحة ومعاير عادلة
ومعقولة للتوزيع .ويصلح التمويل العام غر امبار للدول
ذات اموارد امالية امحدودة ،كا هو احال ي غالبية الدول
اأفريقية .وي بعض احاات ،خصص حصص من اأموال
العامة بموجب القانون لتمويل نفقات حددة لأحزاب
السياسية.
ويمكن اعتاد واحد من ثاثة ناذج أو معاير لتخصيص
اموارد العامة :النموذج النسبي ،أو النموذج امنصف ،أو
مزيج من كليها .ففي النموذج النسبي ،يقسم إماي امبلغ
امتوفر عى اأحزاب السياسية بالتناسب مع عدد اأصوات
أو امقاعد التي فاز ها كل حزب ي اانتخابات الرمانية
(بالطريقة العادية فحسب)؛ وتنزانيا إحدى الدول التي تعتمد
هذا النموذج .أما ي النموذج امنصف ،فتقسم امساعدات
بالتساوي بن اأحزاب السياسية ،بغض النظر عن نتائج
اانتخابات ،وهو ما يطبق ي بوروندي .وختار دول أخرى
استخدام النموذجن ي ذات الوقت ،كا هو احال ي تونس
وموزمبيق .وأظهر النقاش خال امؤمر أن الصيغة امختلطة
كانت امفضلة لدى غالبية امشاركن.
تنظيم تمويل اأحزاب السياسية
8
إا أن كيفية خصيص التمويل العام ختلف أيضا من
بلد آخر فيا يتعلق بالتوقيت والغرض .فبعض البلدان
تقدم موي ً
ا عام ًا من أجل احمات اانتخابية فقط (مثل
بوروندي) ،فيا تقدم دول أخرى امال العام لتمويل اأعال
اليومية لأحزاب السياسية ي الفرات بن اانتخابات (مثل
تنزانيا) .أما بلدان مثل موزمبيق ،فتقدم التمويل العام للعمل
اليومي لأحزاب ،وكذلك للحمات اانتخابية.
وتعتمد بلدان مثل تنزانيا وماوي نظام احد اأدنى من
التمثيل السياي الذي يتعن عى اأحزاب السياسية
استيفاؤه حتى تستحق اأموال ،بينا تقدم بلدان أخرى
هذه امنح جميع اأحزاب السياسية ذات الكيان القانوي.
ونظام احد اأدنى اأكثر شيوع ًا عامي ًا هو درجة القبول التي
حظى ها احزب بن صفوف الناخبن ،والذي يقاس بعدد
اأصوات التي حصدها احزب ي اانتخابات الرمانية
السابقة ،أو عدد امقاعد التي حصل عليها ي هيئة منتخبة.
ويوزع مويل احمات اانتخابية ي بلدان مثل موزمبيق قبل
اانتخابات ،بناء عى عدد امرشحن عن احزب ،بينا ا تقدم
بلدان أخرى اأموال إا بعد اانتخابات ،بناء عى نتائجها
(وهو احال ي بوروندي).
وحق لأحزاب السياسية كذلك احصول عى مويل
خاص .ويمكن أن يكون ذلك التمويل نقدي ًا أو ي هيئة
مسامات عينية .ويمكن أن تتنوع مصادر التمويل اخاص
بن الترعات اخاصة (حلية أو أجنبية) ،أو استثارات
يمتلكها احزب ذاته ،أو رسوم العضوية ،من بن مصادر
أخرى.
ودائا ما يستكمل التمويل العام والتمويل اخاص بإطار
تنظيمي يعزز امساءلة والشفافية ويقيد الفساد ،وصواً إى
إجاد جال منصف للتنافس السياي ،وإقامة نظام ديمقراطي
سليم وتنافي.
وي بعض الدول التي تسمح بالتمويل اخاص ،توضع
أحكام لتنظيم حصول اأحزاب السياسية عى هذا التمويل
واستخدامه .وهدف حديد سقف للترع ،إى منع اأحزاب
وامرشحن الذين يتوفر هم قدر كبر من اموارد من أن
يطغوا عى من ليس لدهم القدر الكاي .إا أن غالبية
الدول اأفريقية ا تضع حدود ًا للمبالغ التي يمكن الترع
ها لأحزاب وامرشحن .وي بعض البلدان ،يوضع حد
أدنى للتمثيل السياي ا يفرض سقف الترعات إا عى
اأحزاب التي تتخطاه .ويمكن كذلك وضع حدود للمبالغ
التي يمكن لكل حزب سياي أو مرشح إنفاقها ي احمات
اانتخابية ،مع إلزامهم بأن يفصحوا عن الترعات التي
تصلهم وعن حجم إنفاقهم ،وبيان أساء اأفراد أو امنظات
التي ترعت هم وحجم تلك الترعات .وعى الرغم من
أمر قليل
ذلك ،جدر اإشارة إى أن وضع حدود عى اإنفاق ٌ
الشيوع ،وا سيا ي أفريقيا.
وقد حظر بعض مصادر التمويل حسب الواقع القائم ي
كل بلد .وتعد أكثر أنواع الترعات امحظورة شيوع ًا هي
الترعات اأجنبية ،وامجهولة امصدر ،وترعات الركات
امملوكة جزئي ًا للحكومة أو امتعاقدة معها .وعاوة عى
ذلك ،يمكن منع اجاعات اإرهابية واهيئات الدينية ،أو
اأطراف الفاعلة من امتورطن ي أنشطة إجرامية من تقديم
امسامات.
ومن أجل إقامة نظام حزي فعال ،تشجع اأحزاب السياسية
عى مراعاة التوازن ي استعانتها بامصادر امختلفة .فعى
الرغم من أمية التمويل ،إا أن ااعتاد عليه أكثر من الازم
يمكن أن يتسبب ي فقدان اأحزاب السياسية اندماجها
المؤسسة الدولية للديمقراطية واانتخابات /المعهد الهولندي للديمقراطية المتعددة اأحزاب
9
مع مهور الناخبن ،وأن تكفل للممولن اخاصن نفوذ ًا غر
مقبول فيها ،وأن تبعد أنظارها عن امصالح العامة .ويمكن
للتمويل العام كذلك أن يعرض استقالية اأحزاب السياسية
للخطر.
ويتم إنشاء هيئات مؤسسية مراقبة إنفاذ القواعد التنظيمية
اموضوعة .وي العادة ،تكلف بالرقابة هيئة حكومية ها سلطة
قانونية إنفاذ القانون وفرض عقوبات عى منتهكيه.
ويمكن أن تكون تلك اهيئة هي جنة مراقبة اانتخابات،
أو إحدى امؤسسات احكومية ،أو اهيئة امسؤولة عن امراجعة
امحاسبية ،أو إحدى امحاكم ،أو إدارة تسجيل اأحزاب،
أو غرها .واأكثر شيوعا ي أفريقيا هو ااستعانة بلجان
مراقبة اانتخابات .وي حالة إخفاق هذه اهيئة ي مارسة
سلطاها ،يمكن أن يتوى امجتمع امدي واإعام الدور
الرقاي.
تنظيم تمويل اأحزاب السياسية
.2تمويل اأحزاب السياسية في الممارسة
العملية :دراسات حالة
١٠
عرضت هذه اجلسة للخرات التي تم تبادها بن امشاركن
بشأن امارسات التي تصلح والتي ا تصلح وأسباب ذلك،
فيا يتعلق بناذج مويل اأحزاب والقواعد امنظمة له ي
بلداهم ،عى هيئة دراسات حالة عن كل دولة .وكان اهدف
من هذه الدراسات حقيق ثاثة أهداف:
أ .زيادة التعمق ي توضيح آليات مويل اأحزاب ،مع تركيز
خاص عى كيفية تأثر اأحزاب السياسية بتطبيق تلك
اآليات.
ب .الوقوف عى بعض اجوانب اأشد إثارة للخاف ي
مويل اأحزاب السياسية.
ج .النظر ي بعض مبادرات اإصاح التي جري تطبيقها
مؤخر ًا ي جال مويل اأحزاب ،وكيف تتعامل تلك
امبادرات مع امسائل اخافية.
وبأخذ تلك اأهداف ي ااعتبار ،وقع ااختيار عى البلدان
اآتية إعداد دراسات حالة :غانا ،موزمبيق ،تنزانيا،
بوروندي ،أوغندا وماوي .وتكونت كل دراسة حالة من
جزأين ،يقدم أوها محة عامة عن العنار الرئيسية ي اإطار
أو اأُ ُطر القانونية التي تنظم مويل اأحزاب السياسية ي كل
بلد .أما اجزء الثاي فيقف عى خرات اأحزاب السياسية
ويبينها فيا خص العمل ي ظل اإطار القانوي امذكور الذي
ينظم مويل اأحزاب .وطلب من كل بلد من البلدان امذكورة
أن يركز ،فيا يتعلق باخرات امحددة ،عى جال معن ،هدف
ضان أن تعكس اخرات بعض اجوانب امميزة التي ينفرد أو
يمتاز ها كل بلد .وقد أعدت دراسات احالة عى النحو الذي
يوي ااهتام امطلوب لكل من اأهداف الثاثة هذه اجلسة.
وأغراض العرض وامناقشة ،عرضت دراسات احالة ي
أزواج لتعكس بعض التجارب امتباينة.
وقد أخذت كل دراسة حالة اجوانب الرئيسية التالية ي
ااعتبار :موارد التمويل ،طرائق التمويل ومعايره ،وآليات
امراقبة واإراف اموضوعة ي كل بلد.
1 .2دراسة حالة غانا
نظام حزي تنافي وفعال دون مويل عام؟ كيف نجحت
اأحزاب السياسية ي غانا ،واآفاق امستقبلية لتمويل
اأحزاب
الدروس المستفادة
استمرت اأحزاب السياسية ي غانا ي التطور وإثبات
ذاها كمؤسسات ديمقراطية قوية نسبي ًا دون إعانات من
الدولة.
تعد غانا إحدى أكثر اأنظمة الديمقراطية تنافسية
واستقرار ًا نسبي ًا ،ولدها نظام حزي فعال وتقع ي أفريقيا
جنوب الصحراء الكرى.
يعطي اإطار القانوي لتمويل اأحزاب السياسية ي
غانا اأحزاب احرية ي مع اأموال أعاها وماها
اانتخابية من خال ترعات مؤيدها وأعضائها ،وبيع
امواد الروجية ،فض ً
ا عن حصيل اشراكات اأعضاء
والرسوم امفروضة عليهم ،ومن امنشآت التجارية الوطنية.
ا يوجد حد أقى للترعات أو متطلبات لإفصاح عن
هوية امترعن.
ا يضع القانون أي حدود للمبالغ التي حق حزب أو
مرشح أن ينفقها ،وا يوجد إلزام باإفصاح عن كيفية
إنفاق أمواله ،لذا تنفق اأحزاب السياسية وامرشحون
مبالغ طائلة خال فرة اانتخابات ،وا يفصح عن
اأرقام الفعلية مفوضية اانتخابات.
تلتزم اأحزاب السياسية بالكشف عن أصوها وإيراداها
ومصادر تلك اأصول واإيرادات عانية ،وأن تنر
تقارير امراجعة السنوية مالياها.
المؤسسة الدولية للديمقراطية واانتخابات /المعهد الهولندي للديمقراطية المتعددة اأحزاب
١١
نا لدى الغانين ارتباط تارخي باأحزاب السياسية
وبتقديم امساعدة الازمة لبقائها ،حيث ينتمي 63بامئة
من امواطنن الغانين إى أحزاب سياسية.
لدى غانا كذلك منظات جتمع مدي ومنظات دولية
نشطة تقدم العون لأحزاب السياسية ،وا سيا أحزاب
امعارضة ،لكي حافظ تلك اأحزاب عى وجود نشط ي
الساحة السياسية.
إن غانا هي أحد البلدان التي تتمتع بتقاليد متدة ي ميدان
التمويل اخاص لأحزاب السياسية .فمنذ أن نالت استقاها
ي عام ،١957تعتمد اأحزاب السياسية عى التمويل
اخاص ،والذي يراوح بن ترعات اأعضاء ومنح كبرة من
امنشآت التجارية.
وا يسمح القانون إا بالتمويل من مؤيدي احزب وامنشآت
التجارية الوطنية ،أما غر امواطنن أو احكومات اأجنبية أو
امنظات غر احكومية ،فا يسمح هم إا بتقديم امساعدة
مفوضية اانتخابات ،إذا كانت تلك امساعدة ذات فائدة
ماعية لأحزاب السياسية ا ُمسجلة قانوني ًا .وا توجد حدود
أو متطلبات لإفصاح عن هوية اممولن ،وا يضع القانون
كذلك أي حدود ما يمكن أن ينفقه حزب أو مرشح ما ،وا
يوجد إلزام باإفصاح عن كيفية إنفاقهم للتمويل ،لذا ،وعى
الرغم من إنفاق اأحزاب وامرشحن مبالغ كبرة خال
فرة اانتخابات ،فا تعرف هيئة إدارة اانتخابات أو أي
جهة أخرى أي تفاصيل حول حجم اموارد التي ُأنفقت أو
مصادرها.
وبموجب القانون ،يتعن عى اأحزاب السياسية أن تكشف
عن أصوها وإيراداها عانية ،وعن مصادر تلك اأصول
واإيرادات ،مفوضية اانتخابات ،وأن تنر تقارير امراجعة
السنوية مالياها .ويتعرض من خالف القانون إى عقوبات
مالية .وفيا ينص القانون عى تلك العقوبات ،إا أها ا تطبق
ي الواقع.
ويقر القانون نوعن من التمويل العام غر امبار لأحزاب
السياسية امتنافسة ومرشحي الرئاسة خال فرات
اانتخابات :فرات بث ي وسائل إعام الدولة دون مقابل
لعرض براجهم ورسائل ماهم ،وإمكانية استخدام
مركبات عامة وفق ًا لعدد امرشحن الذين يرشحهم كل حزب
ي اانتخابات .وتتوى امحكمة العليا الغانية مسؤولية ضان
تطبيق هذه اأحكام القانونية.
وجمع اأحزاب السياسية امسجلة ي غانا التمويل أعاها
وماها اانتخابية باأساليب التقليدية ،با يشمل ترعات
امتعاطفن مع احزب وأعضائه ،وبيع امواد الروجية،
واشراكات اأعضاء والرسوم امفروضة عليهم.
وي امجمل ،يرك اإطار القانوي لتمويل اأحزاب السياسية
ي غانا إى حد كبر احرية لأحزاب ي مع اأموال اخاصة
بأعاها وماها اانتخابية .وعى الرغم من أن اأحزاب
احاكمة تتمكن من مع مبالغ أكر من أحزاب امعارضة،
إا أن ذلك ا يمكن أن يعزى لإطار القانوي أو تطبيقه.
والقانون احاي يسمح بتمويل الركات لأحزاب السياسية
دون أي حدود ،إا أنه يشرط اإفصاح عن هوية اممولن
الكبار لأحزاب.ومع ذلك ،فالنقاش احاي بشأن اإصاح
يدعو إى تشديد الرقابة العامة عى التمويل اخاص لأحزاب
السياسية ي غانا من خال اأخذ بتريع يلزم باإفصاح عن
هوية امسامن أو اممولن الكبار لأحزاب السياسية الذين
يتجاوزون حد ًا معين ًا للتمويل.
وا يعني اعتاد اأحزاب السياسية ي امقام اأول عى
مصادر خاصة أن مويل اأحزاب م يكن مثار ًا للنقاش ي
تنظيم تمويل اأحزاب السياسية
١2
الباد ،أن النقاش حول هذه امسألة كان يدور حتى قبل أن
حصل الباد عى استقاها.
وهناك ثاثة عوامل حددة توضح كيفية استمرار اأحزاب
السياسية ي غانا ي التطور وإثبات ذاها كمؤسسات
ديمقراطية قوية نسبي ًا ،دون احصول عى معونات من الدولة:
أواً ،أظهر الغانيون ارتباط ًا باأحزاب السياسية عر السنن
عى خاف غالبية الديمقراطيات اأفريقية ،حيث ينتمي 63
بامئة من مواطني غانا أحزاب .وقد أسهمت هذه السمة التي
يمتاز ها امجتمع الغاي ي الطبيعة التنافسية واحيوية للنظام
احزي ي غانا بقدر كبر.
ثاني ًا ،توجد منظات جتمع مدي ومنظات دولية نشطة تدعم
اأحزاب السياسية ،وا سيا أحزاب امعارضة ،لتتمكن من
احفاظ عى وجود نشط عى الساحة السياسية .وبجانب الدعم
امادي ،أتاحت هذه امنظات لبعض امرشحن ي سنوات
اانتخابات التفاعل مع الناخبن والدخول ي مناظرات حول
القضايا التي همهم .وحظى مثل هذه اللقاءات بدعاية واسعة،
ومن امؤكد أها توفر عى اأحزاب السياسية بعض اأموال
التي يمكن توجيهها استخدامات أخرى.
ثالث ًا وأخر ًا ،تلعب امفوضية الوطنية لإعام ،جنب ًا إى جنب
مع رابطة الصحفين الغانين ،دور ًا هام ًا برصدما للتغطية
اإعامية أنشطة ميع اأحزاب السياسية ومرشحي
اانتخابات الرئاسية ،لضان حصول اجميع عى تغطية
متساوية ي إعام الدولة ،ولضان أن اإعام اخاص حقق
توازن ًا عاداً وحيادية ي تغطياته السياسية.
وعى الرغم من امميزات الثاث امذكورة فيا سبق ،ظهرت
مطالبات بإصاحات قانونية تضع رقابة عامة أكر عى
امعامات امالية لأحزاب السياسية ،بغرض احد من الفساد
السياي وضان الشفافية بشأن مصادر التمويل ،وضان
العدل وامساواة ي امنافسة اانتخابية .فغياب قواعد صارمة
لتنظيم التمويل اخاص وعدم توفر التمويل العام لأحزاب،
هو ما يؤثر عى امشهد احزي ي غانا.
وي السنوات اأخرة ،بدأ النقاش حول التمويل العام
لأحزاب السياسية ي غانا .وقدمت مقرحات حددة
للحكومة ،بقيادة مفوضية اانتخابات ومنظات امجتمع
امدي .ومن امثر لاهتام أن هذا النقاش م يصل إى أي
نتائج إى اآن؛ حيث أن طبيعة النظام احزي ي غانا تعد أحد
أسباب "عدم" إحراز تقدم ي هذا الشأن .فذلك البلد لديه
نظام يقوم واقعي ًا عى حزبن رئيسين يتبادان احكم ،وعندما
يكون أحدما ي صفوف امعارضة تظهر لديه حوافز امناداة
بالتمويل العام ،إا أن تلك احوافز ختفي مع وصول ذلك
احزب إى السلطة.
وتقوم امناداة بتقديم التمويل العام لأحزاب عى حجتن،
أوها ااعتقاد بأنه إذا م يستثمر اجمهور العام ي مويل
اأحزاب من خال التمويل العام ،فلن يكون هناك أساس
لوضع قوانن صارمة للرقابة العامة عى مويل اأحزاب
السياسية .وثاني ًا ،من امفهوم أن التمويل العام يمكن
استخدامه كوسيلة محاربة الفساد ي مويل اأحزاب
السياسية.
المؤسسة الدولية للديمقراطية واانتخابات /المعهد الهولندي للديمقراطية المتعددة اأحزاب
١3
2 .2دراسة حالة موزمبيق:
التمويل احكومي ونظام احزب امهيمن :معضات
وحديات
الدروس المستفادة
حصل اأحزاب السياسية ي موزمبيق عى إعانات عامة
دورية ا لتغطية نفقات عملها كمنظات سياسية بصفة
عامة فحسب ،وإنا أيض ًا لتغطية ماها اانتخابية.
خال عام اانتخابات ،خصص مبلغ من اموازنة العامة
لتمويل اانتخابات.
ويوزع مويل احمات اانتخابية قبل اانتخابات.
وخصص التمويل العام عى أساس نظام ختلط (بن
التناسب وامساواة).
وتستفيد اأحزاب السياسية كذلك من التمويل غر
امبار (اإعام امجاي ،وامنشآت واإعفاءات
الريبية).
وتلتزم اأحزاب السياسية باإفصاح عن إيراداها
(اممولن وامبالغ) ومروفاها سنوي ًا.
وتوضح حالة موزمبيق أن التمويل عندما ا يوزع
ي توقيت مناسب ،يؤثر سلب ًا عى تنافسية اأحزاب
السياسية.
ويطبق اإطار القانوي لتمويل اأحزاب ي ظل نظام
حزب مهيمن راسخ اجذور.
وتوضح دراسة حالة موزمبيق أن مويل اأحزاب
واحمات اانتخابية أمر هام ،إا أنه ا يسهم بالرورة
ي إقامة نظام حزي فعال وديمقراطية تنافسية.
بخاف الوضع ي غانا ،حصل اأحزاب السياسية ي
موزمبيق عى إعانات عامة دورية ،ا لتغطية نفقات عملها
كمنظات سياسية بصفة عامة فحسب ،وإنا أيض ًا لتغطية
ماها اانتخابية .وعى الرغم من ذلك ،فا يتمتع النظام
احزي ي موزمبيق بحيوية نظره الغاي؛ فاأحزاب السياسية
تكاد ختفي ي الفرات بن اانتخابات ،باستثناء تلك التي
ها مثيل برماي ،مثل احزب التارخي امهيمن’ ،حزب جبهة
حرير موزمبيق -فريليمو(