http://www.almeshkat.net/books/archive/books/ebhaaj14.zip

‫تم تصدير هذا الكتاب آليا بواسطة المكتبة الشاملة‬
‫)اضغط هنا للنتقال إلى صفحة المكتبة الشاملة على النترنت(‬
‫البإهاج في شرح المنهاج على منهاج الوصول إلى علم الصول‬
‫للبيضاوي‬
‫علي بإن عبد الكافي السبكي‬
‫سنة الولداة ‪ /‬سنة الوفاة ‪756‬‬
‫تحقيق جماعة من العلماء‬
‫الناشر داار الكتب العلمية‬
‫سنة النشر ‪1404‬‬
‫مكان النشر بإيروت‬
‫عددا الجزاء ‪3‬‬
‫وثياب البذلة لما لم يكن ذهبا لم يجب فيها الزكاة لم يكن القطع بإأن ما عدا‬
‫كونه ذهبا ليس علة لوجوب الزكاة لحاتمال أن يكون المجموع المركب من‬
‫كونه ذهبا وكونه غير معد للستعمال هو العلة هكذا قرروه ولك أن تقول ل‬
‫نسلم أن الدوران الحاصل في محل واحاد يقبل القطع بإعدم علية ما عد‬
‫الدوران كما تقرر في موضعه وإنما قصراه على الرأي المختار إفاداة الظن نعم‬
‫الظن الحاصل فيه أقوى من الحاصل في محلين وقوة الظن كافية في الترجيح‬
‫الخامس يرجح القياس الذي يثبت علية وصفه بإالسير على الثابإت بإالشبه وما‬
‫بإعده واستدلوا عليه بإأنه أقوى في إفاداة الظن ومنهم من قدمه على المناسبة‬
‫لعاداة ظن العلية ونفي المعارض بإخلفا المناسبة فإنها ل تدل على نفي‬
‫المعارض واختاره المدي وابإن الحاجب ويلزم منه تقديمه على الدوران أيضا‬

‫عند من يقدم الدوران على المناسبة ثم محل الخلفا في غير المقطوع بإه‬
‫متعين وليس من قبيل الترجيح لما علم أن تقديم المقطوع على المظنون ليس‬
‫من الترجيح في شيء وإنما النزاع في السير المظنون في كل مقدماته‬
‫وأما ما اشتملت مقدماته على القطعي والظني فذلك مختلف بإاختلفا القطع‬
‫والظن فإن كان الظن الحاصل من السير الذي بإعض مقدماته قطعي أكثر من‬
‫الظن الحاصل بإالمناسبة فهو أولى وإل فهما متساويان والمناسبة أولى ومن‬
‫أمثلة السبر مع الشبه قول الحنفي في الدليل على أنه إذا أفلس المحال عليه‬
‫فللمحتال الرجوع على المحيل عجز عن الرجوع مع بإقاء عينه فليرجع لمشابإهة‬
‫البائع من المفلس فنقول الحوالة وصف فإما أن ل تقتضي شيئا أو تقتضي شيئا‬
‫وبإطلن الول ظاهر فيثبت الثاني وحاينئذ فذلك الشيء إما أن يكون هو تحول‬
‫الحق عن المحيل أول والثاني بإاطل وإل لزم أن يدوم له المطالبة كما في‬
‫الضمان فثبت الول ووجب أن تبرأ ذمته ول يعودا إليه كما لو أبإرأه‬
‫الساداس يرجح القياس الثابإت علية وصفه بإاليماء والطردا كذا ذكره المصنف‬
‫فإما تقديمه على الطردا فظاهر أن ل يمتري الطارداون في ضعف الظن‬
‫الحاصل منه وأما على الثابإت بإاليماء فهو بإحث ذكره المام بإعد أن حاكى اتفاق‬
‫الجمهور على أن ما ظهرت عليته بإاليماء راجع على ما ظهرت عليته‬
‫____________________‬

‫) ‪(3/243‬‬


‫بإالوجوه العقلية من المناسبة والدوران والسبر ووجهه بإأن اليماء لما لم يوجد‬
‫فيه لفظ يدل على العقلية فل بإد وأن يكون الدال على عليته أمر آخر سوى‬
‫اللفظ ولما بإحثنا لم نجد شيئا يدل على عليته إل أحاد أمور ثلثة المناسبة‬
‫والدوران والسبر على ما تقدم في اليماء وإذا ثبت أن اليماءات ل تدل إل‬
‫بإواسطة أحاد هذه الطرق كانت هي الصل والصل أقوى من الفرع فكان كل‬
‫واحاد من هذه الثلثة أقوى من اليماءات‬
‫وهذه ل يقتضي ترجيح داللة الشبه على اليماء إل إذا ساوى الشبه المور الثلثة‬
‫أو كان أقوى منها وهو خلفا ما رتبه في الكتاب ثم أنه مدخول من وجهين‬
‫أحادهما أن ما ذكره هو من الدليل وهو استقباح أكرم الجاهل وأهن العالم على‬
‫أن ترتيب الحكم على الوصف مشعر بإالعلية داليل غير هذه الثلثة فلم يلزم‬
‫افتقار داللة اليماء إلى أحاد الطرق الثلثة فل يلزم كون الطرق العقلية أصل لها‬
‫فل يلزم رجحان الطرق العقلية عليها وثانيهما أنه اختار عدم اشتراط المناسبة‬
‫في الوصف المومى إليه ولم يشترط فيه الدوران والسير وفاقا فجاز وجدان‬
‫عليته بإدون هذه المور الثلثة ومما نذنبه على هذا الموضع أن القاضي أبإا بإكر‬
‫مع قوله بإبطلن قياس الشباه قال هنا الظهر أنه يجوز الترجيح بإه وإن لم يجز‬
‫التمسك بإه ابإتداء وقد حاكينا هذا في الكلم على قياس الشبه‬
‫السابإع يرجح القياس الثابإت علية وصفه بإاليماء على الثابإت بإالطردا لن الطردا‬
‫ل يناسب الحكم أصل واليماء قد يناسب ولقصور الطردا عند الطارداين عن‬
‫مراتب إخوانه من الدالة وأما نحن فل نقيم للطردا وزنا هذا شرح ما في الكتاب‬
‫وقد يؤخذ منه أن تنقيح المناط متأخر الرتبة عن الطردا لنه رتب الدالة ترتيبا‬

‫ختم بإه الطردا ومقتضاه تقديم الطردا على ما لم يذكره وهذا ل ينقسم بإل‬
‫الصواب تقديم تنقيح المناط ول احاتفال بإما اقتضاه سياق الكتاب فإنه على هذا‬
‫الترتيب يقتضي أيضا تأخر رتبة ما ثبت عليته بإالجماع حايث لم يذكره ولمريه‬
‫في أنه ليس كذلك‬
‫قال الثالث بإحسب داليل الحكم فيرجح النص ثم الجماع لنه فرع ش يرجح من‬
‫القياسيين المتعارضين ما يكون داليل حاكم أصله أقوى من داليل‬
‫____________________‬

‫) ‪(3/244‬‬

‫حاكم أصل الخر ومن فروع المسألة أنه يرجح القياس الثابإت حاكم أصله بإالنص‬
‫سواء كان كتابإا أم سنة على القياس الثابإت حاكم أصله بإالجماع وذلك لن‬
‫الجماع على النص لتوقف ثبوته على الدالة اللفظية والصل يقدم على الفرع‬
‫وهذا الذي ذكره اختاره صاحاب الحاصل فتبعه فيه والمام إنما ذكره بإحثا بإعد‬
‫أن نقل أنهم قالوا بإتقديم الجماع معتلين بإأن الذي ثبت الحكم في أصله‬
‫بإالدلئل اللفظية يقبل التخصيص والتأويل والجماع ل يقبلهما وهذا هو المختار‬
‫وما ذكره المام مدخول وقوله الصل يقدم على الفرع قلنا على فرعه أما على‬
‫فرع آخر فلم ل يقدم وكيف ل يقدم الجماع مع أنه إن كان صادارا عن نص‬

‫فالمتعارض إذ ذاك ليس النصافا يرجح جانب أحادهما بإالجماع وإن كان عن‬

‫قياس فدليلن عارضهما داليل واحاد وأيضا فالجماع متفق عليه والنص والحالة‬
‫هذه غير متفق عليه والمجمع عليه مقدم على المختلف فيه وإن فرضت أن‬
‫النص غير مختلف فيه فذلك حاينئذ إجماع عن نص عارض مثله وليس صورة‬
‫المسألة‬
‫قال الرابإع بإحسب كيفية الحكم وقد سبق لن الترجيح بإحسب كيفية الحكم قد‬
‫ذكرنا فيه قول بإليغا في بإاب ترجيح الخبار فاعتبر مثله هنا قال الخامس‬
‫موافقة الصول في العلة أو الحكم والطرادا في الفروع ش هذا الوجه في‬
‫الترجيح بإحسب المور الخارجية وهو على ثلثة أضرب‬
‫أولها أن يكون أحاد القياسين موافقا للصول في العلة بإأن يكون علة أصله على‬
‫وفق الصول الممهدة في الشريعة داون الخر فيرجح الول لشهاداة كل واحاد‬
‫من تلك الصول لعتبار تلك العلة وكلما كان العدول عن القياس فيه أكثر كان‬
‫أضعف‬
‫وثانيها ترجح الموفق للصول في الحكم بإأن يكون حاكم أصله على وفق‬
‫الصول المقررة على ما ليس كذلك للتفاق على الول‬
‫الثالث يرجح الذي يكون مطردا الفروع بإأن يلزم الحكم عليته في جميع الصور‬
‫على ما ل يكون كذلك وبإنجاز هذا تم كتاب التعادال والترجيح واعلم أن طرق‬
‫الترجيح ل تنحصر فإنها تلويحات تجول فيها الجتهاداات ويتوسع فيها‬
‫____________________‬

‫) ‪(3/245‬‬


‫من توسع في فن الفقه فلذلك اقتصرنا على شرح ما في الكتاب وأما المثلة‬
‫في بإابإي تراجيح الخبار والقيسة فإذا ضرب الضارب بإعضها في بإعض وأرادا‬
‫التيان لكل قسم بإمثال كان طالبا لتطويل عظيم فإن ذلك يحتمل مع‬
‫الستيعاب وقد يعبر فلذلك أضربإنا عن هذا الغرض وجئنا بإالنزر اليسير في‬
‫البابإين والله الموفق والمعين بإمنه وكرمه قال رحامه الله = الكتاب السابإع في‬
‫الجتهادا والفتاء وفيه بإابإان = & الباب الول في الجتهادا & وهو استفراغ‬
‫الوسع في دارك الحاكام الشرعية ش الجتهادا لغة هو استفراغ الوسع في‬
‫تحصيل الشيء وقد علمت من ضرورة كونه استفراغ الوسع أنه ل يكون إل‬
‫فيما فيه مشقة وكلفة وفي الصطلح ما ذكره في الكتاب بإقوله استفراغ‬
‫الوسع جنس وقوله في دارك الحاكام فصل خرج بإه استفراغ الوسع أنه ل يكون‬
‫إل فيما فيه مشقة وكلفة وفي الصطلح ما ذكره في الكتاب بإقوله استفراغ‬
‫الوسع جنس وقوله في دارك الحاكام فصل خرج بإه استفراغ الوسع في فعل‬
‫من الفعال العلجية مثل وقوله الشرعية فصل ثان تخرج اللغوية والعقلية‬
‫والحسية والحاكام الشرعية تتناول الصول والفروع وداركها أعم من كونه على‬
‫سبيل القطع أو الظن هذا مدلول لفظه ويجوز أن يريد بإالحاكام الشرعية‬
‫خطاب الله تعالى المتعلق فيخرج الجتهادا في الصولية وهذا التعريف الذي‬
‫ذكره المصنف سبقه إليه صاحاب الحاصل وهو من أجودا التعاريف فل نطول‬
‫بإذكر غيره إذ ليس في تعدادا التعاريف كبير فائدة‬
‫قال وفيه فصلن الفصل الول في المجتهد وفيه مسائل الولى يجوز له عليه‬

‫السلم أن يجتهد لعموم فاعتبروا ووجوب العمل بإالراجح ولنه أشق وأدال على‬

‫الفطانة فل يتركه ومنع أبإو علي وابإنه لقوله تعالى وما ينطق عن الهوى قلنا‬
‫مأمورية فليس بإهوى ولنه ينتظر الوحاي قلنا ليحصل اليأس عن النص أو لنه‬
‫لم يجد أصل يقيس عليه‬
‫ش اختلفوا في أن الرسول صلى الله عليه وسلم هل كان يجوز له الجتهادا‬
‫فيما ل نص فيه فذهب الشافعي وأكثر الصحاب وأحامد والقاضيان أبإو يوسف‬
‫وعبد الجبار وأبإو الحسين إلى جوازه ثم منهم من قال بإوقوعه وهو اختيار‬
‫المدي وابإن الحاجب ومنهم من أنكر وقوعه وتوقف فيه جمهور المحققين‬
‫وذهب أبإو علي وابإنه أبإو هاشم إلى أنه لم يكن متعبدا بإه وشذ قوم فقالوا‬
‫بإامتناعه عقل بإما‬
‫____________________‬

‫) ‪(3/246‬‬

‫حاكاه القاضي في التلخيص لمام الحرمين ومنهم من جوزه في أمور الحرب‬
‫داون الحاكام الشرعية وقد احاتج في الكتاب على الجواز بإأوجه أربإعة وهي داالة‬
‫على الوقوع أيضا‬
‫أحادها عموم قوله تعالى } فاعتبروا يا أولي البإصار { وكان عليه هو أفضل‬
‫الصلة والسلم أعلى الناس بإصيرة وأكثرهم إطلعا على شرائط القياس وذلك‬

‫إن لم يرجح داخوله في هذا المر فل أقل من المساواة فيكون مندرجا في المر‬
‫ومتى كان مأمورا بإه كان فاعل له ضرورة امتثاله أوامر ربإه ووقوفه عندها‬
‫صلى الله عليه وسلم‬
‫وثانيها إذا غلب على ظنه عليه السلم كون الحكم في الصل معلل بإوصف ثم‬
‫ظن أو ظن حاصول ذلك الوصف في صورة أخرى فل بإد وأن نظن أن الحكم‬
‫في الفرع مثله في الصل وترجيح الراجح على المرجوح من مقتضيات بإداية‬
‫العقول ولقائل أن يقول إذا وجب ترجيح الراجح فليمتنع عن العمل بإهذا الراجح‬
‫لقدرته على أرجح منه وهو النص‬
‫وثالثها أن العمل بإالجتهادا أشق من العمل بإالنص فيكون أكثر ثوابإا فل تختص‬
‫المة بإفضيلة ل توجد فيه‬
‫ورابإعها أن العمل بإالجتهادا أدال على الفطانة والزكاة من النص لتوقفه على‬
‫النظر الدقيق والقريحة المستجاداة فل يتركه صلى الله عليه وسلم لكونه نوعا‬
‫من الفضيلة واحاتج الجبائيان بإوجهين أحادهما قوله تعالى } وما ينطق عن‬
‫الهوى إن هو إل وحاي يوحاى { فإنه داليل على انحصار الحاكام الصادارة منه‬
‫صلى الله عليه وسلم عن الوحاي وأجاب عنه المام بإأنه متى قال له متى‬
‫ظننت كذا فاعلم أنه حاكمي فالعمل حاينئذ بإالظن عمل بإالوحاي ل بإالهوى وهذا‬
‫قد ذكره الغزالي ولقائل أن يقول ليس هذا أمر بإالجتهادا فإنه تعالى لو قال‬
‫كلما ملكت النصاب وحاال عليه الحول أوجبت عليك الزكاة ل يكون هذا أمر‬
‫بإملكية النصاب ثم إن ملكه‬
‫____________________‬


‫) ‪(3/247‬‬

‫كذلك وجبت عليه الزكاة بإالنص ل بإالجتهادا وإنما الكلم في الحكم الثابإت‬
‫بإالجتهادا وهو ل يوجد فيه مثل هذا القول فل يكون النطق بإذلك نطقا بإالوحاي‬
‫وأجاب عنه المصنف بإأن الجتهادا إذا كان مأمورا بإه لم يكن النطق بإه هوى وهو‬
‫مدخول لشعاره بإأن الخصم احاتج بإصدر الية وليس كذلك إذ هو ل يقول بإأن‬
‫القول بإالجتهادا قول بإالهوى والثاني لنه لو جاز له عليه السلم الجتهادا لمتنع‬
‫عليه انتظار الوحاي لفصل الحكومات وغيرها لن الفصل يجب على الفور وقد‬
‫تمكن منه الجتهادا ولكنه قد أخره وانتظر الوحاي كثيرا‬
‫وأجاب بإوجهين أحادهما أن العمل بإالقياس لما كان مشروطا بإعدم وجدان النص‬
‫فكان انتظاره للوحاي لكي يحصل اليأس عن النص فإن قلت إنما شرط فقدان‬
‫النص إذا احاتمل أن يكون ثم نص فأنه يؤمر المجتهد إذ ذاك بإالفحص الشديد أما‬
‫إذا تحقق عدمه فل يتجه انتظار تشريعه ولو كان كذلك ل يقدح للمعترض أن‬
‫يقول لينتظر المجتهد إجماع المة ولطوينا بإساط الجتهادا قلت كان احاتمال‬
‫نزول النص في حاقه صلى الله عليه وسلم بإمنزلة احاتمال كونه موجوداا في‬
‫حاق سائر المجتهدين لقرب وجدانه في الجهتين والثاني أنه يحتمل أن يكون‬
‫انتظاره الوحاي إنما كان فيما ل مساغ للجتهادا فيه ول أصل يقيس عليه‬
‫فائدتان أحادهما قال الغزالي يجوز القياس على الفرع الذي قاسه النبي صلى‬
‫الله عليه وسلم وعلى كل فرع اجتمعت المة على إلحاقه بإأصل قال لنه صار‬

‫أصل بإالجماع والنص فل ينظر إلى مأخذهم‬
‫الثانية النبي صلى الله عليه وسلم يتصرفا في الفتاوى وأن القضية يجوز فيها‬
‫من غير نزاع وستعرفا الفرق بإينهما بإسؤال نذكره من كلم القرافي ومما يدل‬
‫على جوازه في القضية مما روى أبإو دااودا من حاديث أبإي سلمة رضي الله عنه‬
‫قال أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلن يختصمان في مواريث وأشياء‬
‫قد دارست فقال إني إنما أقضي بإينكم بإرأي فيما لم ينزل علي فيه فإن قلت ما‬
‫الفرق بإين هذه المور وبإين الرسالة والنبوة قلت تصرفه صلى الله عليه وسلم‬
‫بإالفتيا هو إخباره عن الله تعالى بإما يجده في الدالة من حاكم الله تعالى كما‬
‫نقول في سائر المفتيين وتصرفه بإالتبليغ هو مقتضى الرسالة وهي أمر الله‬
‫تعالى في ذلك التبليغ فهو عليه السلم ينقل عن الحق‬
‫____________________‬

‫) ‪(3/248‬‬

‫للخلق في مقام الرسالة ما وصل إليه عن الله تعالى فهو في هذا المقام مبلغ‬
‫وناقل عن رب العالمين كما ينقل الرواة لنا أحاادايثه فالمحدثون ورثوا عنه هذا‬
‫المقام كما ورث عنه المفتي الفتيا وإذا اتضح بإهذا الفرق بإين الراوي والمفتي‬
‫لح الفرق بإين تبليغه عليه السلم عن ربإه وبإين فتياه في الدين بإهذا الفرق‬
‫بإعينه‬
‫وأما تصرفه صلى الله عليه وسلم بإالحكم فهو مغاير للرسالة والفتيا لن‬

‫الرسالة تبليغ محض واتباع صرفا وحاكم إنشاء وإلزام من قبله عليه السلم‬
‫بإحسب ما ينسخ من السباب والحاجة ولذلك قال عليه السلم إنكم تختصمون‬
‫ولعل بإعضكم أن يكون ألحن بإحجته من بإعض فمن قضيت له فشيء من حاق‬
‫أخيه فل يأخذه إنما اقتطع له من النار دال على أن القضاء يتبع الحاجة وقوة‬
‫اللحن بإه فهو عليه السلم في هذا المقام منشئ وفي الفتيا والرسالة مبلغ‬

‫متبع وهو في الحكم أيضا متبع لمر الله تعالى له بإأن ينشئ الحاكام على وفق‬
‫الحاجة والسباب لنه متبع في نقل ذلك الحكم عن الله تعالى لن ما فوض إليه‬
‫من أمر الله تعالى ل يكون منقول عن الله تعالى وقد يفرق بإين الحكم والفتيا‬
‫بإوجه آخر وهو أن الفتيا تقبل النسخ داون الحكم فإنه ل يقبل إل النقض عند‬
‫ظهور ما يترتب عليه الحكم وهذا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وأما‬
‫بإعده فالفتيا ل تقبل النسخ لتقرر الشريعة‬
‫وأما الرسالة من حايث هي فل تقبل النسخ ول النقض وأما النبوة فهي اليحاء‬
‫لبعض الخلق بإحكم الشيء له يختص بإه كما أوحاى الله لمحمد صلى الله عليه‬
‫وسلم } اقرأ بإاسم ربإك الذي خلق { } خلق النسان من علق { فهذا تكليف‬
‫يختص بإه قال العلماء فهذه نبوة وليست بإرسالة فلما نزل قوله تعالى } يا أيها‬
‫المدثر { } قم فأنذر { كان هذا رسالة لنه تكليف يتعلق بإغير الموحاى إليه‬
‫فوضح لك بإهذا أن كل رسول ونبي من غير عكس وأما تصرفه عليه السلمة‬
‫بإالمامة فهو‬
‫____________________‬


‫) ‪(3/249‬‬

‫وصف زائد على النبوة والرسالة والفتيا والقضاء معاقد المصالح ودارء مواقع‬
‫المفاسد إلى غير ذلك‬
‫وهذا ليس دااخل في مفهوم شيء مما تقدم لتحقيق الفتيا بإمجردا الخبار عن‬
‫الله تعالى والحكم بإالتصدي لفصل الخصومات داون السياسة العامة ل سيما‬
‫الحاكم الضعيف الذي ل قدرة له على التنفيذ إذا أنشأ الحكم على الملوك‬
‫الجبابإرة فهو إنما ينشئ اللزام على ذلك الملك ول يخطر بإباله السعي في‬
‫تنفيذه لتعذر ذلك عليه فظهر أن الحاكم من حايث هو حااكم ليس له إل النشاء‬
‫وأما قوة التنفيذ فأمر زائد على كونه حااكما فصارت السلطة العامة التي هي‬
‫حاقيقة المامة مباينة للحكم من حايث كونه حاكما وأما الرسالة فليس يدخل‬
‫فيها إل التبليغ عن الله تعالى ول يستلزم هذا تفويض السياسة العامة إليه فكم‬
‫بإعث الله من رسول لم يطلب منه غير التبليغ لقامة الحجة من غير أن يأمره‬
‫بإالنظر في المصالح العامة وبإوضوح الفرق بإين الرسالة والمامة يظهر بإينهما‬
‫وبإين النبوة إذ النبوة خاصة بإالموحاى إليه ل تعلق لها بإالغير‬
‫فإن قلت فهل لهذه الحقائق المفترقة آثار في الشريعة قلت نعم فإن كل ما‬
‫فعله عليه السلم بإطريق المامة من إقامة الحدودا وترتيب الجيوش وغير ذلك‬
‫لم يجز لحاد أن يفعله إل بإإذن إمام الوقت الحاضر لنه عليه السلم إنما فعله‬
‫بإطريق المامة ول استبيح إل بإإذنه وكلما فعله بإطريق الحكم كفسوخ النكحة‬
‫والعقودا وغير ذلك لم يقدم عليه أحاد إل بإالحكم الحاكم في الوقت الحاضر‬
‫إقتداء رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه لم يقرن تلك المور إل وأما‬
‫تصرفه عليه السلم بإالرسالة والتبليغ أو الفتيا فذلك شرع يتقرر على الخلئق‬
‫إلى يوم الدين من غير اعتبار حاكم ول إذن أمام وإنما هو عليه السلم بإلغ‬
‫الخليقة ارتباط ذلك الحكم بإذلك السبب وخلى بإينهم وبإين ربإهم كأنواع‬
‫العباداات وغيرها فإذا تصرفا صلى الله عليه وسلم تصرفا فقد يتضح كونه‬
‫تصرفا بإالمامة أو بإالقضاء أو بإالفتيا‬
‫وقد علمت حاكم كل قسم وقد يتردادا بإين هذه القسام ويتشاجر العلماء على‬

‫أيها نحمل وفي المسائل الداخلة في هذا كثرة ولكنا نوردا منها ما شهد بإه‬
‫____________________‬

‫) ‪(3/250‬‬

‫النظر فمنها قوله صلى الله عليه وسلم من أحايا أرضا ميتة فهي له قال أبإو‬
‫حانيفة هذا تصرفا منه عليه السلم بإالمامة فل يجوز لحاد أن يحي بإدون إذن‬
‫المام وقال الشافعي رضي الله عنه بإل بإالفتيا لنه الغالب من تصرفاته عليه‬
‫السلم فل يتوقف الحاياء على إذن المام ومنها قوله صلى الله عليه وسلم‬
‫لهند بإنت عتبة لما شكت إليه الشيخ أبإا سفيان خذي لك ولولدك ما يكفيك‬
‫بإالمعروفا فذهب الشافعي إلى أن هذا تصرفا بإالفتيا فعلى هذا من ظفر‬
‫بإجنس حاقه أو بإغير جنسه إذ لم يظفر بإالجنس مع تعذر أخذ الحق ممن هو عليه‬
‫جاز له أخذه حاتى يستوي حاقه وحاكى في التهذيب وجها أنه يجوز أخذ غير‬
‫الجنس مع الظفر بإالجنس وقد يوجه بإعدم التنفيذ في الحديث وذهب مالك‬
‫رحامه الله إلى خلفا ذلك وقال إنه عليه السلم تصرفا في قضية هند بإالقضاء‬
‫وجعل بإعضهم هذه القضية أصل في القضايا على الغائب وهو ضعيف لن أبإا‬
‫سفيان كان حااضرا في البلد ظاهرا ل يمتنع عن الحضور إذا طلبه النبي صلى‬
‫الله عليه وسلم والقضاء ل يتأتى على من هو بإهذه المثابإة على الصحيح من‬
‫المذهب واستنبط القاضي الحسين من كونه تصرفا بإالقضاء أنه يجوز أن يسمع‬
‫إلى أحاد الخصمين داون الخر واستنبط الرافعي من كونه تصرفا بإالفتيا أنه‬
‫يجوز للمرأة أن تخرج لتستفتي وفيه نظر فإن هند أخرجت عام الفتح متقدمة‬
‫على سائر النساء لما نزل قوله تعالى } يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات‬
‫يبايعنك { فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أبإايعنكن على أن ل تشركن‬
‫بإالله شيئا فقالت هند لو أشركنا بإالله شيئا ما داخلنا في داين السلم فقال‬
‫أبإايعكن على أن ل تقتلن أولداكن فقالت هند فهل تركتم لنا من ولد ربإيناهم‬
‫صغارا فقتلتموهم كبارا فقال أبإايعكن على أن ل تزنين فقالت هند أو تزني‬
‫الحرة فقال أبإايعكن على أن ل تسرقن فقالت هند إن أبإا سفيان‬
‫____________________‬

‫) ‪(3/251‬‬

‫رجل شيخ الحديث فهند لم تخرج لجل الستفتاء فل يحسن الستدلل بإها عليه‬
‫ومنها قوله صلى الله عليه وسلم من قتل قتيل فله سلبه قال بإعض العلماء هذا‬
‫تصرفا منه عليه السلم بإالمامة فل يجوز لحاد أن يختص بإسلب إل بإإذن المام‬
‫وقال الشافعي هو تصرفا بإالفتيا فل يتوقف على إذن المام‬
‫قال فرع ل يخطىء اجتهاداه وإل لما وجب اتباعه‬
‫ش عبر عن هذا بإالفرع بإكونه مبنيا على جواز الجتهادا للنبي صلى الله عليه‬
‫وسلم والذي جزم بإه من كونه ل يخطىء اجتهاداه هو الحق وأنا أظهر كتابإي أن‬
‫أحاكي فيه قول سوى هذا القول بإل نحفل ول نعبأ واستدل في الكتاب بإأنه لو‬
‫جاز الخطأ عليه لوجب علينا اتباعه في الخطأ وذلك ينافي كونه خطأ ونحن‬
‫نقول لمن زخرفا قوله وقال يجوز بإشرط أن ل يقر عليه أليس يصدق صدور‬

‫الخطأ المضادا لمنصب النبوة ولقد يلزمك على هذا محال من الهذيان وهو أن‬
‫يكون بإعض المجتهدين في حاالة إصابإته أكمل من المصطفى صلى الله عليه‬
‫وسلم في تلك الحالة معاذ الله أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫كذلك وأنا قد اقتصرت على ما ذكرت تطهيرا لكتابإي من البحث مع هذا القائل‬
‫ووفاء بإحق الشرح وإل يعجز علينا أن نفوه فيه أو نثني نحوه عطفا‬
‫قال الثانية يجوز للغائبين عن الرسول صلى الله عليه وسلم وفاقا وللحاضرين‬
‫أيضا إن ل يمتنع أمرهم بإه قيل عرضة للخطأ قلنا ل نسلم بإعد الذن‬
‫ش اتفقوا على جواز الجتهادا بإعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم فإما في‬
‫عصره صلى الله عليه وسلم فقد اختلفوا فيه فمنهم من جوزه مطلقا وهو‬
‫المختار عند الكثرين منهم المام وصاحاب الكتاب ومنهم من منع منه مطلقا‬
‫وقالت طائفة يجوز للغائبين عن الرسول صلى الله عليه وسلم من القضاة‬
‫والولة داون الحاضرين وجوزه آخرون للغائبين مطلقا داون الحاضرين ومنهم‬
‫من قال يجوز إن لم يوجد مع ذلك منع قال صفي الدين الهندي وهذا ليس‬
‫بإمرضى لن ما بإعده أيضا كذلك فلم يكن‬
‫____________________‬

‫) ‪(3/252‬‬

‫خصوصية بإزمانه صلى الله عليه وسلم ومنهم من قال إن وردا الذن بإذلك جاز‬
‫وإل فل ثم من هؤلء من نزل السكوت عن المنع منه مع العلم بإوقوعه منزلته‬
‫الذن ومنهم من اشترط صريح الذن هذه جملة المذاهب في المسألة وبإه يعلم‬
‫أن داعوى المصنف التفاق على جوازه للغائبين ليس يجيد واحاتج المصنف على‬
‫الجواز بإأنه ل يمتنع أن يقول الرسول صلى الله عليه وسلم لقد أوحاى إلي أنك‬
‫مأمور بإأن تجتهد أو بإأن تعمل على وفق ظنك واحاتج المانعون بإأن الجتهادا في‬
‫معرض الخطأ والنص آمن منه وسلوك السبيل المخوفا مع القدرة عل سلوك‬
‫السبيل المن قبيح عقل وأجاب عنه تبعا للمام بإأن الشرع لما قال له أنت‬
‫مأمور بإأن تجتهد وتعمل على وفق ظنك كان آمنا من الغلط لنه بإعد الجتهادا‬
‫يكون آتيا بإما أمر بإه وهو ضعيف فإن الذن في الجتهادا ول يمنع وقوع الخطأ‬
‫فيه وقد يقال في تقرير الجواب أنه بإالمر صار آمنا من الخطأ بإفعل الجتهادا أي‬
‫يكون مفعله الجتهادا صوابإا ل أنه يأمن من تأداية الجتهادا الخطأ وإذا كان القدام‬
‫على الجتهادا صوابإا فل عليه أن يخطئ بإعد إتيانه بإما أمر بإه وأجيب عنه أيضا‬
‫بإأنا ل نسلم أنه قادار على التوصل إلى النص وذلك لن ورودا النص ليس‬
‫بإاختياره ومسألته بإل جاز أن يسأل عن القضية ول يردا فيها نص بإل يؤمر‬
‫بإالعمل فيها بإالظن ول يمكنكم نفي هذا الحاتمال إل إذا أبإيتم نفي جواز الجتهادا‬
‫فبيان نفي جواز الجتهادا بإناء على نفي هذا الحاتمال داور واعلم أن المام قال‬
‫الخوض في هذه المسألة قليل الفائدة لنه ل ثمرة له في الفقه وهذا فيه نظر‬
‫إذ ينبني على الصل مسائل منها إذا شك في نجاسة أحاد الناءين ومعه ماء‬
‫طهر بإيقين أو ماء يغسل بإه أحادهما ففي جواز الجتهادا له بإين الناءين والثوبإين‬
‫وجهان أصحهما أنه يجتهد وكذلك إذا غاب عن القبلة فإنه ل يعتمد على خبر من‬
‫أخبره من علم ول على الجتهادا إل إذا لم يقدر على معرفة القبلة يقينا وكذلك‬
‫حاكى الصحاب وجهين في المصلي إذا استقبل حاجر الكعبة وحاده وقالوا الصح‬
‫المنع لن كونه من البيت غير مقطوع بإه وإنما هو مجتهد فيه فل يجوز العدول‬

‫عن اليقين إليه‬
‫قال ولم يثبت وقوعه ش هذا عائد إلى الجتهادا الحاضر الذي جعله‬
‫____________________‬

‫) ‪(3/253‬‬

‫المصنف محل الخلفا وقد ذهب الكثرون إلى ما قاله المصنف من التوقف‬
‫ومنهم من قال بإوقوعه ومنهم من نفاه وهذا في خف الحاضرين وأما الغائبون‬
‫فمنهم من ذهب إلى وقوع التعبد بإه في حاقهم ومنهم من منعه وتوقفت فرقة‬
‫ثالثة واحاتج من قال بإالوقوع في الحاضر والغائب بإقول الصديق رضي الله عنه‬
‫لبإي قتاداة حايث قتل رجل من المشركين فأخذ غير سلبه ل ما الله إذن ل تعمد‬
‫إلى أسد من أسودا الله يقاتل عن الله ورسوله فنعطيك سلبه فقال النبي صلى‬
‫الله عليه وسلم صدق فإن الصديق رضي الله عنه قال ذلك اجتهاداا وإل لسنده‬
‫إلى النص لكونه اداعى إلى النقيادا وأقره النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك‬
‫فإذا جاز في حاق الحاضر جاز بإطريق أولى في حاق الغائب ويخص الغائب‬
‫حاديث معاذ المذكور في كتاب القياس وأجيب عنهما بإأنهما أخبار أحاادا‬
‫والمسألة علمية وقول الغزالي هذا حاديث معاذ مشهور قبلته المة أخذه من‬
‫إمام الحرمين وإمام الحرمين تلقاه من القاضي فإنه القاضي فإنه قال في‬
‫التقرب إن المة تلقته بإالقبول وليس يجيد لما عرفت في كتاب القياس واحاتج‬
‫من أنكر الوقوع مطلقا بإأنهم لو اجتهدوا في عصره صلى الله عليه وسلم لنقل‬
‫واشتهر كاجتهداهم بإعده والمختار عندنا التوقف في حاق الحاضرين وأما‬
‫الغائبون فالظاهر وقوع يعبدهم بإه ول قطع‬
‫قال الثالثة ل بإد له أن يعرفا من الكتاب والسنة ما يتعلق بإالحاكام والجماع‬
‫وشرائط القياس وكيفية النظر وعلم العربإية والناسخ والمنسوخ وحاال الرواة‬
‫ول حااجة إلى الكلم والفقه ولنه نتيجته شرط المجتهد أن يكون محيطا‬
‫بإمدارك الحاكام ومتمكنا من استشارة الظن بإالنظر فيها وتقديم ما يجب‬
‫تقديمه وتأخير ما يتعين وإنما يكون كذلك بإأمور‬
‫أحادهما كتاب الله فإنه الصل ول بإد من معرفته ولكن ل يشترط معرفة جميع‬
‫الكتاب بإل ما يتعلق منه بإالحاكام قال الغزالي وهو مقدار خمسمائة آية ول‬
‫يشترط حافظهما عن ظهر قلب بإل أن يكون عالما بإمواقعها حاين تطلب الية‬
‫إذا احاتيج إليها‬
‫وثانيها سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ول يشترط فيها أيضا الحفظ ول‬
‫معرفة ما ل يتعلق بإالحاكام كما في معرفة الكتاب قال الغزالي ويكفيه أن‬
‫يكون عنده‬
‫____________________‬

‫) ‪(3/254‬‬

‫أصل مصحح لجميع أحاادايث الحاكام كسنن أبإي دااودا ومعرفة السنن لحامد‬
‫والبيهقي أو أصل وقعه العناية فيه لجميع أحاادايث الحاكام ويكفي منه معرفة‬
‫مواقع كل بإاب فيراجعه وقت الحاجة قال الشيخ محي الدين النووي قدس الله‬

‫روحاه والتمثيل بإسنن أبإي دااودا ل يصح فإنه لم يستوعب الصحيح من أحاادايث‬
‫الحاكام ول ما معظمه وكم في صحيحي البخاري ومسلم من حاديث حاكمي‬
‫ليس في سنن أبإي دااودا‬
‫وثالثهما الجماع فليعرفا مواقعه حاتى ل يفتى بإخلفه ولكنه ل يلزمه حافظ‬
‫جميع مواقعه بإل كل مسألة يفتى فيها فينبغي أن يعلم أن فتواه ليست مخالفة‬
‫للجماع إما بإموافقة مذهب عالم أو تكون الواقعة متولدة في العصر ليست‬
‫لهل الجماع فيها خوض‬
‫ورابإعها القياس فلتعرفه وتعرفا شرائطه فإنه مناط الجتهادا وأصل الرأي ومنه‬
‫يتشعب الفقه وأساليب الشريعة‬
‫وخامسها كيفية النظر فلتعرفا شرائط البراهين والحدودا وكيف تركب‬
‫المقدمات وتستنتج المطلوب لتكون على بإصيرة من نظرة‬
‫وساداسها علم العربإية لغة ونحوا وتصريفا فلتعرفا القدر الذي يفهم بإه خطاب‬
‫العرب وعادااتهم في الستعمال إلى حاد يميز بإه من صريح الكلم وظاهره‬
‫ومجمله ومبينه وحاقيقته ومجازه وعامه وخاصه إلى غير ذلك وليس عليه أن‬
‫يبلغ مبلغ الخليل بإن أحامد‬
‫وسابإعها معرفة الناسخ من المنسوخ مخافة أن يقع في الحكم بإالمنسوخ‬
‫المتروك ول يشترط حافظ ذلك جميعه كما تقدم ومنها حاال الرواة في القوة‬
‫والضعف وتمييز الصحيح عن الفاسد والمقبول عن المرداودا قال الغزالي‬
‫وليكتف بإتعديل المام العدل بإعد أن يعرفا صحة مذهبه في التعديل‬
‫وكذا قال الشيخ أبإو إسحاق الشيرازي يقول على قول أئمة المحدثين كأحامد‬
‫والبخاري ومسلم والدارقطني وأبإي دااودا لنهم أهل المعرفة بإذلك فجاز الخذ‬
‫بإقولهم كما يؤخذ بإقول المقومين في القيم قال الغزالي فهذه هي العلوم‬
‫الثمانية التي يستفادا بإها منصب الجتهادا وعظم ذلك يشتمل على ثلثة فنون‬
‫الحديث‬
‫____________________‬

‫) ‪(3/255‬‬

‫واللغة وأصول الفقه وقال المام أهم العلوم للمجتهد أصول الفقه وشرط‬
‫المام أن يكون عارفا بإالدليل العقلي وعارفا بإأننا مكلفون بإه وقد اتبع في ذلك‬
‫فإنه ذلك ولم يذكر القياس وكأنهما تركاه لكونه متفرعا عن الكتاب والسنة‬
‫ولكن لقائل أن يقول الجماع والعقل أيضا كذلك فلم ذكرا قوله ول حااجة أي ل‬
‫يحتاج المجتهد إلى علم الكلم لنا لو فرضنا إنسانا جازما بإالسلم تقليدا لمكنه‬
‫الستدلل بإالدلئل الشرعية على الحاكام ولكن الصحاب عدوا معرفة أصول‬
‫العتقادا من الشروط ول حااجة أيضا إلى تفاريع الفقه وكيف يحتاج إليها‬
‫والمجتهد هو الذي يولدها ويحكم فيها‬
‫فإذا كان الجتهادا نتيجته فلو شرط فيه لزم الدور ونقل اشتراط الفقه عن‬
‫الستاذ أبإي إسحاق‬
‫ولعله أرادا ممارسة الفقه وهذا قد ذكره الغزالي فقال إنما يحصل الجتهادا في‬
‫زماننا بإممارسة فهو طريق يحصل الدرية في هذا الزمان ولم يكن الطريق في‬
‫زمن الصحابإة رضي الله عنهم ذلك ويمكن الن سلوك طريق الصحابإة أيضا‬
‫قال ابإن الصلح واشتراط ذلك في صفة المفتي الذي يتأداى بإه فرض الكفاية‬

‫هو الصحيح وإن لم يكن كذلك في صفة المجتهد المستقل على تجرداه لن حاال‬
‫المفتي يقتضي اشتراط كونه على صفة يسهل عليه معها إداراك أحاكام الوقائع‬
‫على القرب من غير تعب كثير ول يحصل ذلك لحاد الخلق إل بإحفظ أبإواب‬
‫الفقه ومسائله ول يشترط حافظ الجميع بإل قدر يتمكن بإه من إداراك الباقي‬
‫على القرب واعلم أن ما ذكرناه من اشتراط هذه العلوم إنما هو في حاق‬
‫المجتهد المطلق أما المجتهد في بإعض الحاكام داون بإعض فمن عرفا طرق‬
‫النظر القياسي له أن يفتي في مسألة قياسية وإن لم يعرفا غيره وقس على‬
‫هذا وزعم بإعض الناس أن الجتهادا ل يتجزأ وهو ضعيف وأما المجتهد المقيد‬
‫الذي ل يعدو مذهب إمام خاص فليس عليه غير معرفة قواعد إمامه وليراع فيها‬
‫ما يراعيه المطلق في قوانين الشرع قال ابإن الصلح والذي رأيته من كلم‬
‫الئمة يشعر بإأنه ل يتأداى فرض الكفاية بإالمجتهد المقيد قال والذي يظهر أنه‬
‫يتأداى بإه فرض الكفاية في الفتوى وإن لم يتأدا بإه فرض الكفاية في إحاياء‬
‫العلوم التي منها الستمدادا في الفتوى‬
‫____________________‬

‫) ‪(3/256‬‬

‫خاتمة شرط الغزالي في المجتهد العدالة ثم قال وهذا يشترط لجواز العتمادا‬
‫على قوله إما هو في نفسه وإن كان عالما فله أن يجتهد لنفسه ويأخذ بإاجتهادا‬
‫نفسه فالعدالة شرط لقبول الفتوى ل لصحة الجتهادا هكذا ذكره واقتضى كلم‬
‫غيره أن العدالة ركن في الجتهادا ويتفرع على هذا أن الفاسق إذا أدااه اجتهاداه‬
‫في مسألة إلى حاكم هل يأخذ بإقوله من علم صدقه في فتواه بإقرائن بإل قد‬
‫يقال إن كانت العدالة ركنا في الجتهادا فل يجوز له أن يأخذ في حاق نفسه‬
‫بإاجتهاداه بإل يقلد لكونه والحالة هذه غير مجتهد وهذا بإعيد‬
‫قال الفصل الثاني في حاكم الجتهادا اختلف في تصويب المجتهدين في مسائل‬
‫الفروع بإناء على الخلفا في أن لكل صورة حاكما معينا وعليه قطعي أو ظني‬
‫والمختار ما صح عن الشافعي رضي الله عنه أن في الحاداثة حاكما معينا وعليه‬
‫أمارة من وجدها أصاب ومن فقدها أخطأ ولم يأثم‬
‫ش المسألة عظيمة الخطب قد اختصر المصنف القول فيها فلنتوسط فيما‬
‫نورداه ثم تلتفت إلى ما ذكره فنقول في المسألة أبإحاث أولها ذهب طوائف‬
‫المسلمين على طبقاتهم إلى أنه ليس كل مجتهد في الصول مصيبا وأن الثم‬
‫غير مخطوط عنه إذا لم يصادافا ما هو الواقع وإن بإالغ في الجتهادا والنظر‬
‫سواء كان مدركه عقليا كحدث العالم وخلق العمال أو شرعيا ل يعلم إل‬
‫بإالشرع كعذاب القبر والحشر ول يعلم خلفا بإين المسلمين في ذلك إل ما نقل‬
‫عن الجاحاظ وعبيد الله بإن الحسين العنبري أنهما قال ابإن السمعاني وكان‬
‫العنبري يقول في مثبتي القدر هؤلء عظموا الله وفي نافي القدر هؤلء نزهوا‬
‫الله ومنهم من لم ينقل عن الجاحاظ التصويب بإل نفي الثم والحرج فقط‬
‫والقاضي في مختصر التقريب اقتصر على النقل عن العنبري ثم قال واختلفت‬
‫الرواية عنه فقال في أشهر الروايتين إنما أصوب كل مجتهد في الدين لجمعهم‬
‫الملة فأما الكفرة فل يصوبإون وغل بإعض الولة عنه فصوب للكافة من‬
‫المجتهدين داون الراكنين إل الدعة ونحن نتكلم معهما على سبيل الختصار‬

‫فنقول أنتما محجوجان بإالجماع قبلكما وبإعدكما وثانيا إن أرداتما بإذلك مطابإقة‬
‫العتقادا للمعتقد فقد خرجتما عن حايز العقلء وانخرطتما في سلك النعام وإن‬
‫____________________‬

‫) ‪(3/257‬‬

‫أريد الخروج عن عهدة التكليف ونفي الخروج كما نقل عن الجاحاظ فالبراهين‬
‫النقلية من الكتاب والسنة والجماع خارجة عن حاد الحصر تردا هذه المقالة‬
‫وأما تخصيص التصويف بإالمجتمعين على الملة السلمية فنقول مما خاض فيه‬
‫المسلمون القول بإالتشبيه تعالى الله عنه علوا كبيرا والقول بإخلق القرآن وغير‬
‫ذلك مما يعظم خطره وأجمعوا