http://www.almeshkat.net/books/archive/books/ebhaaj14.zip
تم تصدير هذا الكتاب آليا بواسطة المكتبة الشاملة
)اضغط هنا للنتقال إلى صفحة المكتبة الشاملة على النترنت(
البإهاج في شرح المنهاج على منهاج الوصول إلى علم الصول
للبيضاوي
علي بإن عبد الكافي السبكي
سنة الولداة /سنة الوفاة 756
تحقيق جماعة من العلماء
الناشر داار الكتب العلمية
سنة النشر 1404
مكان النشر بإيروت
عددا الجزاء 3
وثياب البذلة لما لم يكن ذهبا لم يجب فيها الزكاة لم يكن القطع بإأن ما عدا
كونه ذهبا ليس علة لوجوب الزكاة لحاتمال أن يكون المجموع المركب من
كونه ذهبا وكونه غير معد للستعمال هو العلة هكذا قرروه ولك أن تقول ل
نسلم أن الدوران الحاصل في محل واحاد يقبل القطع بإعدم علية ما عد
الدوران كما تقرر في موضعه وإنما قصراه على الرأي المختار إفاداة الظن نعم
الظن الحاصل فيه أقوى من الحاصل في محلين وقوة الظن كافية في الترجيح
الخامس يرجح القياس الذي يثبت علية وصفه بإالسير على الثابإت بإالشبه وما
بإعده واستدلوا عليه بإأنه أقوى في إفاداة الظن ومنهم من قدمه على المناسبة
لعاداة ظن العلية ونفي المعارض بإخلفا المناسبة فإنها ل تدل على نفي
المعارض واختاره المدي وابإن الحاجب ويلزم منه تقديمه على الدوران أيضا
عند من يقدم الدوران على المناسبة ثم محل الخلفا في غير المقطوع بإه
متعين وليس من قبيل الترجيح لما علم أن تقديم المقطوع على المظنون ليس
من الترجيح في شيء وإنما النزاع في السير المظنون في كل مقدماته
وأما ما اشتملت مقدماته على القطعي والظني فذلك مختلف بإاختلفا القطع
والظن فإن كان الظن الحاصل من السير الذي بإعض مقدماته قطعي أكثر من
الظن الحاصل بإالمناسبة فهو أولى وإل فهما متساويان والمناسبة أولى ومن
أمثلة السبر مع الشبه قول الحنفي في الدليل على أنه إذا أفلس المحال عليه
فللمحتال الرجوع على المحيل عجز عن الرجوع مع بإقاء عينه فليرجع لمشابإهة
البائع من المفلس فنقول الحوالة وصف فإما أن ل تقتضي شيئا أو تقتضي شيئا
وبإطلن الول ظاهر فيثبت الثاني وحاينئذ فذلك الشيء إما أن يكون هو تحول
الحق عن المحيل أول والثاني بإاطل وإل لزم أن يدوم له المطالبة كما في
الضمان فثبت الول ووجب أن تبرأ ذمته ول يعودا إليه كما لو أبإرأه
الساداس يرجح القياس الثابإت علية وصفه بإاليماء والطردا كذا ذكره المصنف
فإما تقديمه على الطردا فظاهر أن ل يمتري الطارداون في ضعف الظن
الحاصل منه وأما على الثابإت بإاليماء فهو بإحث ذكره المام بإعد أن حاكى اتفاق
الجمهور على أن ما ظهرت عليته بإاليماء راجع على ما ظهرت عليته
____________________
) (3/243
بإالوجوه العقلية من المناسبة والدوران والسبر ووجهه بإأن اليماء لما لم يوجد
فيه لفظ يدل على العقلية فل بإد وأن يكون الدال على عليته أمر آخر سوى
اللفظ ولما بإحثنا لم نجد شيئا يدل على عليته إل أحاد أمور ثلثة المناسبة
والدوران والسبر على ما تقدم في اليماء وإذا ثبت أن اليماءات ل تدل إل
بإواسطة أحاد هذه الطرق كانت هي الصل والصل أقوى من الفرع فكان كل
واحاد من هذه الثلثة أقوى من اليماءات
وهذه ل يقتضي ترجيح داللة الشبه على اليماء إل إذا ساوى الشبه المور الثلثة
أو كان أقوى منها وهو خلفا ما رتبه في الكتاب ثم أنه مدخول من وجهين
أحادهما أن ما ذكره هو من الدليل وهو استقباح أكرم الجاهل وأهن العالم على
أن ترتيب الحكم على الوصف مشعر بإالعلية داليل غير هذه الثلثة فلم يلزم
افتقار داللة اليماء إلى أحاد الطرق الثلثة فل يلزم كون الطرق العقلية أصل لها
فل يلزم رجحان الطرق العقلية عليها وثانيهما أنه اختار عدم اشتراط المناسبة
في الوصف المومى إليه ولم يشترط فيه الدوران والسير وفاقا فجاز وجدان
عليته بإدون هذه المور الثلثة ومما نذنبه على هذا الموضع أن القاضي أبإا بإكر
مع قوله بإبطلن قياس الشباه قال هنا الظهر أنه يجوز الترجيح بإه وإن لم يجز
التمسك بإه ابإتداء وقد حاكينا هذا في الكلم على قياس الشبه
السابإع يرجح القياس الثابإت علية وصفه بإاليماء على الثابإت بإالطردا لن الطردا
ل يناسب الحكم أصل واليماء قد يناسب ولقصور الطردا عند الطارداين عن
مراتب إخوانه من الدالة وأما نحن فل نقيم للطردا وزنا هذا شرح ما في الكتاب
وقد يؤخذ منه أن تنقيح المناط متأخر الرتبة عن الطردا لنه رتب الدالة ترتيبا
ختم بإه الطردا ومقتضاه تقديم الطردا على ما لم يذكره وهذا ل ينقسم بإل
الصواب تقديم تنقيح المناط ول احاتفال بإما اقتضاه سياق الكتاب فإنه على هذا
الترتيب يقتضي أيضا تأخر رتبة ما ثبت عليته بإالجماع حايث لم يذكره ولمريه
في أنه ليس كذلك
قال الثالث بإحسب داليل الحكم فيرجح النص ثم الجماع لنه فرع ش يرجح من
القياسيين المتعارضين ما يكون داليل حاكم أصله أقوى من داليل
____________________
) (3/244
حاكم أصل الخر ومن فروع المسألة أنه يرجح القياس الثابإت حاكم أصله بإالنص
سواء كان كتابإا أم سنة على القياس الثابإت حاكم أصله بإالجماع وذلك لن
الجماع على النص لتوقف ثبوته على الدالة اللفظية والصل يقدم على الفرع
وهذا الذي ذكره اختاره صاحاب الحاصل فتبعه فيه والمام إنما ذكره بإحثا بإعد
أن نقل أنهم قالوا بإتقديم الجماع معتلين بإأن الذي ثبت الحكم في أصله
بإالدلئل اللفظية يقبل التخصيص والتأويل والجماع ل يقبلهما وهذا هو المختار
وما ذكره المام مدخول وقوله الصل يقدم على الفرع قلنا على فرعه أما على
فرع آخر فلم ل يقدم وكيف ل يقدم الجماع مع أنه إن كان صادارا عن نص
فالمتعارض إذ ذاك ليس النصافا يرجح جانب أحادهما بإالجماع وإن كان عن
قياس فدليلن عارضهما داليل واحاد وأيضا فالجماع متفق عليه والنص والحالة
هذه غير متفق عليه والمجمع عليه مقدم على المختلف فيه وإن فرضت أن
النص غير مختلف فيه فذلك حاينئذ إجماع عن نص عارض مثله وليس صورة
المسألة
قال الرابإع بإحسب كيفية الحكم وقد سبق لن الترجيح بإحسب كيفية الحكم قد
ذكرنا فيه قول بإليغا في بإاب ترجيح الخبار فاعتبر مثله هنا قال الخامس
موافقة الصول في العلة أو الحكم والطرادا في الفروع ش هذا الوجه في
الترجيح بإحسب المور الخارجية وهو على ثلثة أضرب
أولها أن يكون أحاد القياسين موافقا للصول في العلة بإأن يكون علة أصله على
وفق الصول الممهدة في الشريعة داون الخر فيرجح الول لشهاداة كل واحاد
من تلك الصول لعتبار تلك العلة وكلما كان العدول عن القياس فيه أكثر كان
أضعف
وثانيها ترجح الموفق للصول في الحكم بإأن يكون حاكم أصله على وفق
الصول المقررة على ما ليس كذلك للتفاق على الول
الثالث يرجح الذي يكون مطردا الفروع بإأن يلزم الحكم عليته في جميع الصور
على ما ل يكون كذلك وبإنجاز هذا تم كتاب التعادال والترجيح واعلم أن طرق
الترجيح ل تنحصر فإنها تلويحات تجول فيها الجتهاداات ويتوسع فيها
____________________
) (3/245
من توسع في فن الفقه فلذلك اقتصرنا على شرح ما في الكتاب وأما المثلة
في بإابإي تراجيح الخبار والقيسة فإذا ضرب الضارب بإعضها في بإعض وأرادا
التيان لكل قسم بإمثال كان طالبا لتطويل عظيم فإن ذلك يحتمل مع
الستيعاب وقد يعبر فلذلك أضربإنا عن هذا الغرض وجئنا بإالنزر اليسير في
البابإين والله الموفق والمعين بإمنه وكرمه قال رحامه الله = الكتاب السابإع في
الجتهادا والفتاء وفيه بإابإان = & الباب الول في الجتهادا & وهو استفراغ
الوسع في دارك الحاكام الشرعية ش الجتهادا لغة هو استفراغ الوسع في
تحصيل الشيء وقد علمت من ضرورة كونه استفراغ الوسع أنه ل يكون إل
فيما فيه مشقة وكلفة وفي الصطلح ما ذكره في الكتاب بإقوله استفراغ
الوسع جنس وقوله في دارك الحاكام فصل خرج بإه استفراغ الوسع أنه ل يكون
إل فيما فيه مشقة وكلفة وفي الصطلح ما ذكره في الكتاب بإقوله استفراغ
الوسع جنس وقوله في دارك الحاكام فصل خرج بإه استفراغ الوسع في فعل
من الفعال العلجية مثل وقوله الشرعية فصل ثان تخرج اللغوية والعقلية
والحسية والحاكام الشرعية تتناول الصول والفروع وداركها أعم من كونه على
سبيل القطع أو الظن هذا مدلول لفظه ويجوز أن يريد بإالحاكام الشرعية
خطاب الله تعالى المتعلق فيخرج الجتهادا في الصولية وهذا التعريف الذي
ذكره المصنف سبقه إليه صاحاب الحاصل وهو من أجودا التعاريف فل نطول
بإذكر غيره إذ ليس في تعدادا التعاريف كبير فائدة
قال وفيه فصلن الفصل الول في المجتهد وفيه مسائل الولى يجوز له عليه
السلم أن يجتهد لعموم فاعتبروا ووجوب العمل بإالراجح ولنه أشق وأدال على
الفطانة فل يتركه ومنع أبإو علي وابإنه لقوله تعالى وما ينطق عن الهوى قلنا
مأمورية فليس بإهوى ولنه ينتظر الوحاي قلنا ليحصل اليأس عن النص أو لنه
لم يجد أصل يقيس عليه
ش اختلفوا في أن الرسول صلى الله عليه وسلم هل كان يجوز له الجتهادا
فيما ل نص فيه فذهب الشافعي وأكثر الصحاب وأحامد والقاضيان أبإو يوسف
وعبد الجبار وأبإو الحسين إلى جوازه ثم منهم من قال بإوقوعه وهو اختيار
المدي وابإن الحاجب ومنهم من أنكر وقوعه وتوقف فيه جمهور المحققين
وذهب أبإو علي وابإنه أبإو هاشم إلى أنه لم يكن متعبدا بإه وشذ قوم فقالوا
بإامتناعه عقل بإما
____________________
) (3/246
حاكاه القاضي في التلخيص لمام الحرمين ومنهم من جوزه في أمور الحرب
داون الحاكام الشرعية وقد احاتج في الكتاب على الجواز بإأوجه أربإعة وهي داالة
على الوقوع أيضا
أحادها عموم قوله تعالى } فاعتبروا يا أولي البإصار { وكان عليه هو أفضل
الصلة والسلم أعلى الناس بإصيرة وأكثرهم إطلعا على شرائط القياس وذلك
إن لم يرجح داخوله في هذا المر فل أقل من المساواة فيكون مندرجا في المر
ومتى كان مأمورا بإه كان فاعل له ضرورة امتثاله أوامر ربإه ووقوفه عندها
صلى الله عليه وسلم
وثانيها إذا غلب على ظنه عليه السلم كون الحكم في الصل معلل بإوصف ثم
ظن أو ظن حاصول ذلك الوصف في صورة أخرى فل بإد وأن نظن أن الحكم
في الفرع مثله في الصل وترجيح الراجح على المرجوح من مقتضيات بإداية
العقول ولقائل أن يقول إذا وجب ترجيح الراجح فليمتنع عن العمل بإهذا الراجح
لقدرته على أرجح منه وهو النص
وثالثها أن العمل بإالجتهادا أشق من العمل بإالنص فيكون أكثر ثوابإا فل تختص
المة بإفضيلة ل توجد فيه
ورابإعها أن العمل بإالجتهادا أدال على الفطانة والزكاة من النص لتوقفه على
النظر الدقيق والقريحة المستجاداة فل يتركه صلى الله عليه وسلم لكونه نوعا
من الفضيلة واحاتج الجبائيان بإوجهين أحادهما قوله تعالى } وما ينطق عن
الهوى إن هو إل وحاي يوحاى { فإنه داليل على انحصار الحاكام الصادارة منه
صلى الله عليه وسلم عن الوحاي وأجاب عنه المام بإأنه متى قال له متى
ظننت كذا فاعلم أنه حاكمي فالعمل حاينئذ بإالظن عمل بإالوحاي ل بإالهوى وهذا
قد ذكره الغزالي ولقائل أن يقول ليس هذا أمر بإالجتهادا فإنه تعالى لو قال
كلما ملكت النصاب وحاال عليه الحول أوجبت عليك الزكاة ل يكون هذا أمر
بإملكية النصاب ثم إن ملكه
____________________
) (3/247
كذلك وجبت عليه الزكاة بإالنص ل بإالجتهادا وإنما الكلم في الحكم الثابإت
بإالجتهادا وهو ل يوجد فيه مثل هذا القول فل يكون النطق بإذلك نطقا بإالوحاي
وأجاب عنه المصنف بإأن الجتهادا إذا كان مأمورا بإه لم يكن النطق بإه هوى وهو
مدخول لشعاره بإأن الخصم احاتج بإصدر الية وليس كذلك إذ هو ل يقول بإأن
القول بإالجتهادا قول بإالهوى والثاني لنه لو جاز له عليه السلم الجتهادا لمتنع
عليه انتظار الوحاي لفصل الحكومات وغيرها لن الفصل يجب على الفور وقد
تمكن منه الجتهادا ولكنه قد أخره وانتظر الوحاي كثيرا
وأجاب بإوجهين أحادهما أن العمل بإالقياس لما كان مشروطا بإعدم وجدان النص
فكان انتظاره للوحاي لكي يحصل اليأس عن النص فإن قلت إنما شرط فقدان
النص إذا احاتمل أن يكون ثم نص فأنه يؤمر المجتهد إذ ذاك بإالفحص الشديد أما
إذا تحقق عدمه فل يتجه انتظار تشريعه ولو كان كذلك ل يقدح للمعترض أن
يقول لينتظر المجتهد إجماع المة ولطوينا بإساط الجتهادا قلت كان احاتمال
نزول النص في حاقه صلى الله عليه وسلم بإمنزلة احاتمال كونه موجوداا في
حاق سائر المجتهدين لقرب وجدانه في الجهتين والثاني أنه يحتمل أن يكون
انتظاره الوحاي إنما كان فيما ل مساغ للجتهادا فيه ول أصل يقيس عليه
فائدتان أحادهما قال الغزالي يجوز القياس على الفرع الذي قاسه النبي صلى
الله عليه وسلم وعلى كل فرع اجتمعت المة على إلحاقه بإأصل قال لنه صار
أصل بإالجماع والنص فل ينظر إلى مأخذهم
الثانية النبي صلى الله عليه وسلم يتصرفا في الفتاوى وأن القضية يجوز فيها
من غير نزاع وستعرفا الفرق بإينهما بإسؤال نذكره من كلم القرافي ومما يدل
على جوازه في القضية مما روى أبإو دااودا من حاديث أبإي سلمة رضي الله عنه
قال أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلن يختصمان في مواريث وأشياء
قد دارست فقال إني إنما أقضي بإينكم بإرأي فيما لم ينزل علي فيه فإن قلت ما
الفرق بإين هذه المور وبإين الرسالة والنبوة قلت تصرفه صلى الله عليه وسلم
بإالفتيا هو إخباره عن الله تعالى بإما يجده في الدالة من حاكم الله تعالى كما
نقول في سائر المفتيين وتصرفه بإالتبليغ هو مقتضى الرسالة وهي أمر الله
تعالى في ذلك التبليغ فهو عليه السلم ينقل عن الحق
____________________
) (3/248
للخلق في مقام الرسالة ما وصل إليه عن الله تعالى فهو في هذا المقام مبلغ
وناقل عن رب العالمين كما ينقل الرواة لنا أحاادايثه فالمحدثون ورثوا عنه هذا
المقام كما ورث عنه المفتي الفتيا وإذا اتضح بإهذا الفرق بإين الراوي والمفتي
لح الفرق بإين تبليغه عليه السلم عن ربإه وبإين فتياه في الدين بإهذا الفرق
بإعينه
وأما تصرفه صلى الله عليه وسلم بإالحكم فهو مغاير للرسالة والفتيا لن
الرسالة تبليغ محض واتباع صرفا وحاكم إنشاء وإلزام من قبله عليه السلم
بإحسب ما ينسخ من السباب والحاجة ولذلك قال عليه السلم إنكم تختصمون
ولعل بإعضكم أن يكون ألحن بإحجته من بإعض فمن قضيت له فشيء من حاق
أخيه فل يأخذه إنما اقتطع له من النار دال على أن القضاء يتبع الحاجة وقوة
اللحن بإه فهو عليه السلم في هذا المقام منشئ وفي الفتيا والرسالة مبلغ
متبع وهو في الحكم أيضا متبع لمر الله تعالى له بإأن ينشئ الحاكام على وفق
الحاجة والسباب لنه متبع في نقل ذلك الحكم عن الله تعالى لن ما فوض إليه
من أمر الله تعالى ل يكون منقول عن الله تعالى وقد يفرق بإين الحكم والفتيا
بإوجه آخر وهو أن الفتيا تقبل النسخ داون الحكم فإنه ل يقبل إل النقض عند
ظهور ما يترتب عليه الحكم وهذا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وأما
بإعده فالفتيا ل تقبل النسخ لتقرر الشريعة
وأما الرسالة من حايث هي فل تقبل النسخ ول النقض وأما النبوة فهي اليحاء
لبعض الخلق بإحكم الشيء له يختص بإه كما أوحاى الله لمحمد صلى الله عليه
وسلم } اقرأ بإاسم ربإك الذي خلق { } خلق النسان من علق { فهذا تكليف
يختص بإه قال العلماء فهذه نبوة وليست بإرسالة فلما نزل قوله تعالى } يا أيها
المدثر { } قم فأنذر { كان هذا رسالة لنه تكليف يتعلق بإغير الموحاى إليه
فوضح لك بإهذا أن كل رسول ونبي من غير عكس وأما تصرفه عليه السلمة
بإالمامة فهو
____________________
) (3/249
وصف زائد على النبوة والرسالة والفتيا والقضاء معاقد المصالح ودارء مواقع
المفاسد إلى غير ذلك
وهذا ليس دااخل في مفهوم شيء مما تقدم لتحقيق الفتيا بإمجردا الخبار عن
الله تعالى والحكم بإالتصدي لفصل الخصومات داون السياسة العامة ل سيما
الحاكم الضعيف الذي ل قدرة له على التنفيذ إذا أنشأ الحكم على الملوك
الجبابإرة فهو إنما ينشئ اللزام على ذلك الملك ول يخطر بإباله السعي في
تنفيذه لتعذر ذلك عليه فظهر أن الحاكم من حايث هو حااكم ليس له إل النشاء
وأما قوة التنفيذ فأمر زائد على كونه حااكما فصارت السلطة العامة التي هي
حاقيقة المامة مباينة للحكم من حايث كونه حاكما وأما الرسالة فليس يدخل
فيها إل التبليغ عن الله تعالى ول يستلزم هذا تفويض السياسة العامة إليه فكم
بإعث الله من رسول لم يطلب منه غير التبليغ لقامة الحجة من غير أن يأمره
بإالنظر في المصالح العامة وبإوضوح الفرق بإين الرسالة والمامة يظهر بإينهما
وبإين النبوة إذ النبوة خاصة بإالموحاى إليه ل تعلق لها بإالغير
فإن قلت فهل لهذه الحقائق المفترقة آثار في الشريعة قلت نعم فإن كل ما
فعله عليه السلم بإطريق المامة من إقامة الحدودا وترتيب الجيوش وغير ذلك
لم يجز لحاد أن يفعله إل بإإذن إمام الوقت الحاضر لنه عليه السلم إنما فعله
بإطريق المامة ول استبيح إل بإإذنه وكلما فعله بإطريق الحكم كفسوخ النكحة
والعقودا وغير ذلك لم يقدم عليه أحاد إل بإالحكم الحاكم في الوقت الحاضر
إقتداء رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه لم يقرن تلك المور إل وأما
تصرفه عليه السلم بإالرسالة والتبليغ أو الفتيا فذلك شرع يتقرر على الخلئق
إلى يوم الدين من غير اعتبار حاكم ول إذن أمام وإنما هو عليه السلم بإلغ
الخليقة ارتباط ذلك الحكم بإذلك السبب وخلى بإينهم وبإين ربإهم كأنواع
العباداات وغيرها فإذا تصرفا صلى الله عليه وسلم تصرفا فقد يتضح كونه
تصرفا بإالمامة أو بإالقضاء أو بإالفتيا
وقد علمت حاكم كل قسم وقد يتردادا بإين هذه القسام ويتشاجر العلماء على
أيها نحمل وفي المسائل الداخلة في هذا كثرة ولكنا نوردا منها ما شهد بإه
____________________
) (3/250
النظر فمنها قوله صلى الله عليه وسلم من أحايا أرضا ميتة فهي له قال أبإو
حانيفة هذا تصرفا منه عليه السلم بإالمامة فل يجوز لحاد أن يحي بإدون إذن
المام وقال الشافعي رضي الله عنه بإل بإالفتيا لنه الغالب من تصرفاته عليه
السلم فل يتوقف الحاياء على إذن المام ومنها قوله صلى الله عليه وسلم
لهند بإنت عتبة لما شكت إليه الشيخ أبإا سفيان خذي لك ولولدك ما يكفيك
بإالمعروفا فذهب الشافعي إلى أن هذا تصرفا بإالفتيا فعلى هذا من ظفر
بإجنس حاقه أو بإغير جنسه إذ لم يظفر بإالجنس مع تعذر أخذ الحق ممن هو عليه
جاز له أخذه حاتى يستوي حاقه وحاكى في التهذيب وجها أنه يجوز أخذ غير
الجنس مع الظفر بإالجنس وقد يوجه بإعدم التنفيذ في الحديث وذهب مالك
رحامه الله إلى خلفا ذلك وقال إنه عليه السلم تصرفا في قضية هند بإالقضاء
وجعل بإعضهم هذه القضية أصل في القضايا على الغائب وهو ضعيف لن أبإا
سفيان كان حااضرا في البلد ظاهرا ل يمتنع عن الحضور إذا طلبه النبي صلى
الله عليه وسلم والقضاء ل يتأتى على من هو بإهذه المثابإة على الصحيح من
المذهب واستنبط القاضي الحسين من كونه تصرفا بإالقضاء أنه يجوز أن يسمع
إلى أحاد الخصمين داون الخر واستنبط الرافعي من كونه تصرفا بإالفتيا أنه
يجوز للمرأة أن تخرج لتستفتي وفيه نظر فإن هند أخرجت عام الفتح متقدمة
على سائر النساء لما نزل قوله تعالى } يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات
يبايعنك { فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أبإايعنكن على أن ل تشركن
بإالله شيئا فقالت هند لو أشركنا بإالله شيئا ما داخلنا في داين السلم فقال
أبإايعكن على أن ل تقتلن أولداكن فقالت هند فهل تركتم لنا من ولد ربإيناهم
صغارا فقتلتموهم كبارا فقال أبإايعكن على أن ل تزنين فقالت هند أو تزني
الحرة فقال أبإايعكن على أن ل تسرقن فقالت هند إن أبإا سفيان
____________________
) (3/251
رجل شيخ الحديث فهند لم تخرج لجل الستفتاء فل يحسن الستدلل بإها عليه
ومنها قوله صلى الله عليه وسلم من قتل قتيل فله سلبه قال بإعض العلماء هذا
تصرفا منه عليه السلم بإالمامة فل يجوز لحاد أن يختص بإسلب إل بإإذن المام
وقال الشافعي هو تصرفا بإالفتيا فل يتوقف على إذن المام
قال فرع ل يخطىء اجتهاداه وإل لما وجب اتباعه
ش عبر عن هذا بإالفرع بإكونه مبنيا على جواز الجتهادا للنبي صلى الله عليه
وسلم والذي جزم بإه من كونه ل يخطىء اجتهاداه هو الحق وأنا أظهر كتابإي أن
أحاكي فيه قول سوى هذا القول بإل نحفل ول نعبأ واستدل في الكتاب بإأنه لو
جاز الخطأ عليه لوجب علينا اتباعه في الخطأ وذلك ينافي كونه خطأ ونحن
نقول لمن زخرفا قوله وقال يجوز بإشرط أن ل يقر عليه أليس يصدق صدور
الخطأ المضادا لمنصب النبوة ولقد يلزمك على هذا محال من الهذيان وهو أن
يكون بإعض المجتهدين في حاالة إصابإته أكمل من المصطفى صلى الله عليه
وسلم في تلك الحالة معاذ الله أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم
كذلك وأنا قد اقتصرت على ما ذكرت تطهيرا لكتابإي من البحث مع هذا القائل
ووفاء بإحق الشرح وإل يعجز علينا أن نفوه فيه أو نثني نحوه عطفا
قال الثانية يجوز للغائبين عن الرسول صلى الله عليه وسلم وفاقا وللحاضرين
أيضا إن ل يمتنع أمرهم بإه قيل عرضة للخطأ قلنا ل نسلم بإعد الذن
ش اتفقوا على جواز الجتهادا بإعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم فإما في
عصره صلى الله عليه وسلم فقد اختلفوا فيه فمنهم من جوزه مطلقا وهو
المختار عند الكثرين منهم المام وصاحاب الكتاب ومنهم من منع منه مطلقا
وقالت طائفة يجوز للغائبين عن الرسول صلى الله عليه وسلم من القضاة
والولة داون الحاضرين وجوزه آخرون للغائبين مطلقا داون الحاضرين ومنهم
من قال يجوز إن لم يوجد مع ذلك منع قال صفي الدين الهندي وهذا ليس
بإمرضى لن ما بإعده أيضا كذلك فلم يكن
____________________
) (3/252
خصوصية بإزمانه صلى الله عليه وسلم ومنهم من قال إن وردا الذن بإذلك جاز
وإل فل ثم من هؤلء من نزل السكوت عن المنع منه مع العلم بإوقوعه منزلته
الذن ومنهم من اشترط صريح الذن هذه جملة المذاهب في المسألة وبإه يعلم
أن داعوى المصنف التفاق على جوازه للغائبين ليس يجيد واحاتج المصنف على
الجواز بإأنه ل يمتنع أن يقول الرسول صلى الله عليه وسلم لقد أوحاى إلي أنك
مأمور بإأن تجتهد أو بإأن تعمل على وفق ظنك واحاتج المانعون بإأن الجتهادا في
معرض الخطأ والنص آمن منه وسلوك السبيل المخوفا مع القدرة عل سلوك
السبيل المن قبيح عقل وأجاب عنه تبعا للمام بإأن الشرع لما قال له أنت
مأمور بإأن تجتهد وتعمل على وفق ظنك كان آمنا من الغلط لنه بإعد الجتهادا
يكون آتيا بإما أمر بإه وهو ضعيف فإن الذن في الجتهادا ول يمنع وقوع الخطأ
فيه وقد يقال في تقرير الجواب أنه بإالمر صار آمنا من الخطأ بإفعل الجتهادا أي
يكون مفعله الجتهادا صوابإا ل أنه يأمن من تأداية الجتهادا الخطأ وإذا كان القدام
على الجتهادا صوابإا فل عليه أن يخطئ بإعد إتيانه بإما أمر بإه وأجيب عنه أيضا
بإأنا ل نسلم أنه قادار على التوصل إلى النص وذلك لن ورودا النص ليس
بإاختياره ومسألته بإل جاز أن يسأل عن القضية ول يردا فيها نص بإل يؤمر
بإالعمل فيها بإالظن ول يمكنكم نفي هذا الحاتمال إل إذا أبإيتم نفي جواز الجتهادا
فبيان نفي جواز الجتهادا بإناء على نفي هذا الحاتمال داور واعلم أن المام قال
الخوض في هذه المسألة قليل الفائدة لنه ل ثمرة له في الفقه وهذا فيه نظر
إذ ينبني على الصل مسائل منها إذا شك في نجاسة أحاد الناءين ومعه ماء
طهر بإيقين أو ماء يغسل بإه أحادهما ففي جواز الجتهادا له بإين الناءين والثوبإين
وجهان أصحهما أنه يجتهد وكذلك إذا غاب عن القبلة فإنه ل يعتمد على خبر من
أخبره من علم ول على الجتهادا إل إذا لم يقدر على معرفة القبلة يقينا وكذلك
حاكى الصحاب وجهين في المصلي إذا استقبل حاجر الكعبة وحاده وقالوا الصح
المنع لن كونه من البيت غير مقطوع بإه وإنما هو مجتهد فيه فل يجوز العدول
عن اليقين إليه
قال ولم يثبت وقوعه ش هذا عائد إلى الجتهادا الحاضر الذي جعله
____________________
) (3/253
المصنف محل الخلفا وقد ذهب الكثرون إلى ما قاله المصنف من التوقف
ومنهم من قال بإوقوعه ومنهم من نفاه وهذا في خف الحاضرين وأما الغائبون
فمنهم من ذهب إلى وقوع التعبد بإه في حاقهم ومنهم من منعه وتوقفت فرقة
ثالثة واحاتج من قال بإالوقوع في الحاضر والغائب بإقول الصديق رضي الله عنه
لبإي قتاداة حايث قتل رجل من المشركين فأخذ غير سلبه ل ما الله إذن ل تعمد
إلى أسد من أسودا الله يقاتل عن الله ورسوله فنعطيك سلبه فقال النبي صلى
الله عليه وسلم صدق فإن الصديق رضي الله عنه قال ذلك اجتهاداا وإل لسنده
إلى النص لكونه اداعى إلى النقيادا وأقره النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك
فإذا جاز في حاق الحاضر جاز بإطريق أولى في حاق الغائب ويخص الغائب
حاديث معاذ المذكور في كتاب القياس وأجيب عنهما بإأنهما أخبار أحاادا
والمسألة علمية وقول الغزالي هذا حاديث معاذ مشهور قبلته المة أخذه من
إمام الحرمين وإمام الحرمين تلقاه من القاضي فإنه القاضي فإنه قال في
التقرب إن المة تلقته بإالقبول وليس يجيد لما عرفت في كتاب القياس واحاتج
من أنكر الوقوع مطلقا بإأنهم لو اجتهدوا في عصره صلى الله عليه وسلم لنقل
واشتهر كاجتهداهم بإعده والمختار عندنا التوقف في حاق الحاضرين وأما
الغائبون فالظاهر وقوع يعبدهم بإه ول قطع
قال الثالثة ل بإد له أن يعرفا من الكتاب والسنة ما يتعلق بإالحاكام والجماع
وشرائط القياس وكيفية النظر وعلم العربإية والناسخ والمنسوخ وحاال الرواة
ول حااجة إلى الكلم والفقه ولنه نتيجته شرط المجتهد أن يكون محيطا
بإمدارك الحاكام ومتمكنا من استشارة الظن بإالنظر فيها وتقديم ما يجب
تقديمه وتأخير ما يتعين وإنما يكون كذلك بإأمور
أحادهما كتاب الله فإنه الصل ول بإد من معرفته ولكن ل يشترط معرفة جميع
الكتاب بإل ما يتعلق منه بإالحاكام قال الغزالي وهو مقدار خمسمائة آية ول
يشترط حافظهما عن ظهر قلب بإل أن يكون عالما بإمواقعها حاين تطلب الية
إذا احاتيج إليها
وثانيها سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ول يشترط فيها أيضا الحفظ ول
معرفة ما ل يتعلق بإالحاكام كما في معرفة الكتاب قال الغزالي ويكفيه أن
يكون عنده
____________________
) (3/254
أصل مصحح لجميع أحاادايث الحاكام كسنن أبإي دااودا ومعرفة السنن لحامد
والبيهقي أو أصل وقعه العناية فيه لجميع أحاادايث الحاكام ويكفي منه معرفة
مواقع كل بإاب فيراجعه وقت الحاجة قال الشيخ محي الدين النووي قدس الله
روحاه والتمثيل بإسنن أبإي دااودا ل يصح فإنه لم يستوعب الصحيح من أحاادايث
الحاكام ول ما معظمه وكم في صحيحي البخاري ومسلم من حاديث حاكمي
ليس في سنن أبإي دااودا
وثالثهما الجماع فليعرفا مواقعه حاتى ل يفتى بإخلفه ولكنه ل يلزمه حافظ
جميع مواقعه بإل كل مسألة يفتى فيها فينبغي أن يعلم أن فتواه ليست مخالفة
للجماع إما بإموافقة مذهب عالم أو تكون الواقعة متولدة في العصر ليست
لهل الجماع فيها خوض
ورابإعها القياس فلتعرفه وتعرفا شرائطه فإنه مناط الجتهادا وأصل الرأي ومنه
يتشعب الفقه وأساليب الشريعة
وخامسها كيفية النظر فلتعرفا شرائط البراهين والحدودا وكيف تركب
المقدمات وتستنتج المطلوب لتكون على بإصيرة من نظرة
وساداسها علم العربإية لغة ونحوا وتصريفا فلتعرفا القدر الذي يفهم بإه خطاب
العرب وعادااتهم في الستعمال إلى حاد يميز بإه من صريح الكلم وظاهره
ومجمله ومبينه وحاقيقته ومجازه وعامه وخاصه إلى غير ذلك وليس عليه أن
يبلغ مبلغ الخليل بإن أحامد
وسابإعها معرفة الناسخ من المنسوخ مخافة أن يقع في الحكم بإالمنسوخ
المتروك ول يشترط حافظ ذلك جميعه كما تقدم ومنها حاال الرواة في القوة
والضعف وتمييز الصحيح عن الفاسد والمقبول عن المرداودا قال الغزالي
وليكتف بإتعديل المام العدل بإعد أن يعرفا صحة مذهبه في التعديل
وكذا قال الشيخ أبإو إسحاق الشيرازي يقول على قول أئمة المحدثين كأحامد
والبخاري ومسلم والدارقطني وأبإي دااودا لنهم أهل المعرفة بإذلك فجاز الخذ
بإقولهم كما يؤخذ بإقول المقومين في القيم قال الغزالي فهذه هي العلوم
الثمانية التي يستفادا بإها منصب الجتهادا وعظم ذلك يشتمل على ثلثة فنون
الحديث
____________________
) (3/255
واللغة وأصول الفقه وقال المام أهم العلوم للمجتهد أصول الفقه وشرط
المام أن يكون عارفا بإالدليل العقلي وعارفا بإأننا مكلفون بإه وقد اتبع في ذلك
فإنه ذلك ولم يذكر القياس وكأنهما تركاه لكونه متفرعا عن الكتاب والسنة
ولكن لقائل أن يقول الجماع والعقل أيضا كذلك فلم ذكرا قوله ول حااجة أي ل
يحتاج المجتهد إلى علم الكلم لنا لو فرضنا إنسانا جازما بإالسلم تقليدا لمكنه
الستدلل بإالدلئل الشرعية على الحاكام ولكن الصحاب عدوا معرفة أصول
العتقادا من الشروط ول حااجة أيضا إلى تفاريع الفقه وكيف يحتاج إليها
والمجتهد هو الذي يولدها ويحكم فيها
فإذا كان الجتهادا نتيجته فلو شرط فيه لزم الدور ونقل اشتراط الفقه عن
الستاذ أبإي إسحاق
ولعله أرادا ممارسة الفقه وهذا قد ذكره الغزالي فقال إنما يحصل الجتهادا في
زماننا بإممارسة فهو طريق يحصل الدرية في هذا الزمان ولم يكن الطريق في
زمن الصحابإة رضي الله عنهم ذلك ويمكن الن سلوك طريق الصحابإة أيضا
قال ابإن الصلح واشتراط ذلك في صفة المفتي الذي يتأداى بإه فرض الكفاية
هو الصحيح وإن لم يكن كذلك في صفة المجتهد المستقل على تجرداه لن حاال
المفتي يقتضي اشتراط كونه على صفة يسهل عليه معها إداراك أحاكام الوقائع
على القرب من غير تعب كثير ول يحصل ذلك لحاد الخلق إل بإحفظ أبإواب
الفقه ومسائله ول يشترط حافظ الجميع بإل قدر يتمكن بإه من إداراك الباقي
على القرب واعلم أن ما ذكرناه من اشتراط هذه العلوم إنما هو في حاق
المجتهد المطلق أما المجتهد في بإعض الحاكام داون بإعض فمن عرفا طرق
النظر القياسي له أن يفتي في مسألة قياسية وإن لم يعرفا غيره وقس على
هذا وزعم بإعض الناس أن الجتهادا ل يتجزأ وهو ضعيف وأما المجتهد المقيد
الذي ل يعدو مذهب إمام خاص فليس عليه غير معرفة قواعد إمامه وليراع فيها
ما يراعيه المطلق في قوانين الشرع قال ابإن الصلح والذي رأيته من كلم
الئمة يشعر بإأنه ل يتأداى فرض الكفاية بإالمجتهد المقيد قال والذي يظهر أنه
يتأداى بإه فرض الكفاية في الفتوى وإن لم يتأدا بإه فرض الكفاية في إحاياء
العلوم التي منها الستمدادا في الفتوى
____________________
) (3/256
خاتمة شرط الغزالي في المجتهد العدالة ثم قال وهذا يشترط لجواز العتمادا
على قوله إما هو في نفسه وإن كان عالما فله أن يجتهد لنفسه ويأخذ بإاجتهادا
نفسه فالعدالة شرط لقبول الفتوى ل لصحة الجتهادا هكذا ذكره واقتضى كلم
غيره أن العدالة ركن في الجتهادا ويتفرع على هذا أن الفاسق إذا أدااه اجتهاداه
في مسألة إلى حاكم هل يأخذ بإقوله من علم صدقه في فتواه بإقرائن بإل قد
يقال إن كانت العدالة ركنا في الجتهادا فل يجوز له أن يأخذ في حاق نفسه
بإاجتهاداه بإل يقلد لكونه والحالة هذه غير مجتهد وهذا بإعيد
قال الفصل الثاني في حاكم الجتهادا اختلف في تصويب المجتهدين في مسائل
الفروع بإناء على الخلفا في أن لكل صورة حاكما معينا وعليه قطعي أو ظني
والمختار ما صح عن الشافعي رضي الله عنه أن في الحاداثة حاكما معينا وعليه
أمارة من وجدها أصاب ومن فقدها أخطأ ولم يأثم
ش المسألة عظيمة الخطب قد اختصر المصنف القول فيها فلنتوسط فيما
نورداه ثم تلتفت إلى ما ذكره فنقول في المسألة أبإحاث أولها ذهب طوائف
المسلمين على طبقاتهم إلى أنه ليس كل مجتهد في الصول مصيبا وأن الثم
غير مخطوط عنه إذا لم يصادافا ما هو الواقع وإن بإالغ في الجتهادا والنظر
سواء كان مدركه عقليا كحدث العالم وخلق العمال أو شرعيا ل يعلم إل
بإالشرع كعذاب القبر والحشر ول يعلم خلفا بإين المسلمين في ذلك إل ما نقل
عن الجاحاظ وعبيد الله بإن الحسين العنبري أنهما قال ابإن السمعاني وكان
العنبري يقول في مثبتي القدر هؤلء عظموا الله وفي نافي القدر هؤلء نزهوا
الله ومنهم من لم ينقل عن الجاحاظ التصويب بإل نفي الثم والحرج فقط
والقاضي في مختصر التقريب اقتصر على النقل عن العنبري ثم قال واختلفت
الرواية عنه فقال في أشهر الروايتين إنما أصوب كل مجتهد في الدين لجمعهم
الملة فأما الكفرة فل يصوبإون وغل بإعض الولة عنه فصوب للكافة من
المجتهدين داون الراكنين إل الدعة ونحن نتكلم معهما على سبيل الختصار
فنقول أنتما محجوجان بإالجماع قبلكما وبإعدكما وثانيا إن أرداتما بإذلك مطابإقة
العتقادا للمعتقد فقد خرجتما عن حايز العقلء وانخرطتما في سلك النعام وإن
____________________
) (3/257
أريد الخروج عن عهدة التكليف ونفي الخروج كما نقل عن الجاحاظ فالبراهين
النقلية من الكتاب والسنة والجماع خارجة عن حاد الحصر تردا هذه المقالة
وأما تخصيص التصويف بإالمجتمعين على الملة السلمية فنقول مما خاض فيه
المسلمون القول بإالتشبيه تعالى الله عنه علوا كبيرا والقول بإخلق القرآن وغير
ذلك مما يعظم خطره وأجمعوا
)اضغط هنا للنتقال إلى صفحة المكتبة الشاملة على النترنت(
البإهاج في شرح المنهاج على منهاج الوصول إلى علم الصول
للبيضاوي
علي بإن عبد الكافي السبكي
سنة الولداة /سنة الوفاة 756
تحقيق جماعة من العلماء
الناشر داار الكتب العلمية
سنة النشر 1404
مكان النشر بإيروت
عددا الجزاء 3
وثياب البذلة لما لم يكن ذهبا لم يجب فيها الزكاة لم يكن القطع بإأن ما عدا
كونه ذهبا ليس علة لوجوب الزكاة لحاتمال أن يكون المجموع المركب من
كونه ذهبا وكونه غير معد للستعمال هو العلة هكذا قرروه ولك أن تقول ل
نسلم أن الدوران الحاصل في محل واحاد يقبل القطع بإعدم علية ما عد
الدوران كما تقرر في موضعه وإنما قصراه على الرأي المختار إفاداة الظن نعم
الظن الحاصل فيه أقوى من الحاصل في محلين وقوة الظن كافية في الترجيح
الخامس يرجح القياس الذي يثبت علية وصفه بإالسير على الثابإت بإالشبه وما
بإعده واستدلوا عليه بإأنه أقوى في إفاداة الظن ومنهم من قدمه على المناسبة
لعاداة ظن العلية ونفي المعارض بإخلفا المناسبة فإنها ل تدل على نفي
المعارض واختاره المدي وابإن الحاجب ويلزم منه تقديمه على الدوران أيضا
عند من يقدم الدوران على المناسبة ثم محل الخلفا في غير المقطوع بإه
متعين وليس من قبيل الترجيح لما علم أن تقديم المقطوع على المظنون ليس
من الترجيح في شيء وإنما النزاع في السير المظنون في كل مقدماته
وأما ما اشتملت مقدماته على القطعي والظني فذلك مختلف بإاختلفا القطع
والظن فإن كان الظن الحاصل من السير الذي بإعض مقدماته قطعي أكثر من
الظن الحاصل بإالمناسبة فهو أولى وإل فهما متساويان والمناسبة أولى ومن
أمثلة السبر مع الشبه قول الحنفي في الدليل على أنه إذا أفلس المحال عليه
فللمحتال الرجوع على المحيل عجز عن الرجوع مع بإقاء عينه فليرجع لمشابإهة
البائع من المفلس فنقول الحوالة وصف فإما أن ل تقتضي شيئا أو تقتضي شيئا
وبإطلن الول ظاهر فيثبت الثاني وحاينئذ فذلك الشيء إما أن يكون هو تحول
الحق عن المحيل أول والثاني بإاطل وإل لزم أن يدوم له المطالبة كما في
الضمان فثبت الول ووجب أن تبرأ ذمته ول يعودا إليه كما لو أبإرأه
الساداس يرجح القياس الثابإت علية وصفه بإاليماء والطردا كذا ذكره المصنف
فإما تقديمه على الطردا فظاهر أن ل يمتري الطارداون في ضعف الظن
الحاصل منه وأما على الثابإت بإاليماء فهو بإحث ذكره المام بإعد أن حاكى اتفاق
الجمهور على أن ما ظهرت عليته بإاليماء راجع على ما ظهرت عليته
____________________
) (3/243
بإالوجوه العقلية من المناسبة والدوران والسبر ووجهه بإأن اليماء لما لم يوجد
فيه لفظ يدل على العقلية فل بإد وأن يكون الدال على عليته أمر آخر سوى
اللفظ ولما بإحثنا لم نجد شيئا يدل على عليته إل أحاد أمور ثلثة المناسبة
والدوران والسبر على ما تقدم في اليماء وإذا ثبت أن اليماءات ل تدل إل
بإواسطة أحاد هذه الطرق كانت هي الصل والصل أقوى من الفرع فكان كل
واحاد من هذه الثلثة أقوى من اليماءات
وهذه ل يقتضي ترجيح داللة الشبه على اليماء إل إذا ساوى الشبه المور الثلثة
أو كان أقوى منها وهو خلفا ما رتبه في الكتاب ثم أنه مدخول من وجهين
أحادهما أن ما ذكره هو من الدليل وهو استقباح أكرم الجاهل وأهن العالم على
أن ترتيب الحكم على الوصف مشعر بإالعلية داليل غير هذه الثلثة فلم يلزم
افتقار داللة اليماء إلى أحاد الطرق الثلثة فل يلزم كون الطرق العقلية أصل لها
فل يلزم رجحان الطرق العقلية عليها وثانيهما أنه اختار عدم اشتراط المناسبة
في الوصف المومى إليه ولم يشترط فيه الدوران والسير وفاقا فجاز وجدان
عليته بإدون هذه المور الثلثة ومما نذنبه على هذا الموضع أن القاضي أبإا بإكر
مع قوله بإبطلن قياس الشباه قال هنا الظهر أنه يجوز الترجيح بإه وإن لم يجز
التمسك بإه ابإتداء وقد حاكينا هذا في الكلم على قياس الشبه
السابإع يرجح القياس الثابإت علية وصفه بإاليماء على الثابإت بإالطردا لن الطردا
ل يناسب الحكم أصل واليماء قد يناسب ولقصور الطردا عند الطارداين عن
مراتب إخوانه من الدالة وأما نحن فل نقيم للطردا وزنا هذا شرح ما في الكتاب
وقد يؤخذ منه أن تنقيح المناط متأخر الرتبة عن الطردا لنه رتب الدالة ترتيبا
ختم بإه الطردا ومقتضاه تقديم الطردا على ما لم يذكره وهذا ل ينقسم بإل
الصواب تقديم تنقيح المناط ول احاتفال بإما اقتضاه سياق الكتاب فإنه على هذا
الترتيب يقتضي أيضا تأخر رتبة ما ثبت عليته بإالجماع حايث لم يذكره ولمريه
في أنه ليس كذلك
قال الثالث بإحسب داليل الحكم فيرجح النص ثم الجماع لنه فرع ش يرجح من
القياسيين المتعارضين ما يكون داليل حاكم أصله أقوى من داليل
____________________
) (3/244
حاكم أصل الخر ومن فروع المسألة أنه يرجح القياس الثابإت حاكم أصله بإالنص
سواء كان كتابإا أم سنة على القياس الثابإت حاكم أصله بإالجماع وذلك لن
الجماع على النص لتوقف ثبوته على الدالة اللفظية والصل يقدم على الفرع
وهذا الذي ذكره اختاره صاحاب الحاصل فتبعه فيه والمام إنما ذكره بإحثا بإعد
أن نقل أنهم قالوا بإتقديم الجماع معتلين بإأن الذي ثبت الحكم في أصله
بإالدلئل اللفظية يقبل التخصيص والتأويل والجماع ل يقبلهما وهذا هو المختار
وما ذكره المام مدخول وقوله الصل يقدم على الفرع قلنا على فرعه أما على
فرع آخر فلم ل يقدم وكيف ل يقدم الجماع مع أنه إن كان صادارا عن نص
فالمتعارض إذ ذاك ليس النصافا يرجح جانب أحادهما بإالجماع وإن كان عن
قياس فدليلن عارضهما داليل واحاد وأيضا فالجماع متفق عليه والنص والحالة
هذه غير متفق عليه والمجمع عليه مقدم على المختلف فيه وإن فرضت أن
النص غير مختلف فيه فذلك حاينئذ إجماع عن نص عارض مثله وليس صورة
المسألة
قال الرابإع بإحسب كيفية الحكم وقد سبق لن الترجيح بإحسب كيفية الحكم قد
ذكرنا فيه قول بإليغا في بإاب ترجيح الخبار فاعتبر مثله هنا قال الخامس
موافقة الصول في العلة أو الحكم والطرادا في الفروع ش هذا الوجه في
الترجيح بإحسب المور الخارجية وهو على ثلثة أضرب
أولها أن يكون أحاد القياسين موافقا للصول في العلة بإأن يكون علة أصله على
وفق الصول الممهدة في الشريعة داون الخر فيرجح الول لشهاداة كل واحاد
من تلك الصول لعتبار تلك العلة وكلما كان العدول عن القياس فيه أكثر كان
أضعف
وثانيها ترجح الموفق للصول في الحكم بإأن يكون حاكم أصله على وفق
الصول المقررة على ما ليس كذلك للتفاق على الول
الثالث يرجح الذي يكون مطردا الفروع بإأن يلزم الحكم عليته في جميع الصور
على ما ل يكون كذلك وبإنجاز هذا تم كتاب التعادال والترجيح واعلم أن طرق
الترجيح ل تنحصر فإنها تلويحات تجول فيها الجتهاداات ويتوسع فيها
____________________
) (3/245
من توسع في فن الفقه فلذلك اقتصرنا على شرح ما في الكتاب وأما المثلة
في بإابإي تراجيح الخبار والقيسة فإذا ضرب الضارب بإعضها في بإعض وأرادا
التيان لكل قسم بإمثال كان طالبا لتطويل عظيم فإن ذلك يحتمل مع
الستيعاب وقد يعبر فلذلك أضربإنا عن هذا الغرض وجئنا بإالنزر اليسير في
البابإين والله الموفق والمعين بإمنه وكرمه قال رحامه الله = الكتاب السابإع في
الجتهادا والفتاء وفيه بإابإان = & الباب الول في الجتهادا & وهو استفراغ
الوسع في دارك الحاكام الشرعية ش الجتهادا لغة هو استفراغ الوسع في
تحصيل الشيء وقد علمت من ضرورة كونه استفراغ الوسع أنه ل يكون إل
فيما فيه مشقة وكلفة وفي الصطلح ما ذكره في الكتاب بإقوله استفراغ
الوسع جنس وقوله في دارك الحاكام فصل خرج بإه استفراغ الوسع أنه ل يكون
إل فيما فيه مشقة وكلفة وفي الصطلح ما ذكره في الكتاب بإقوله استفراغ
الوسع جنس وقوله في دارك الحاكام فصل خرج بإه استفراغ الوسع في فعل
من الفعال العلجية مثل وقوله الشرعية فصل ثان تخرج اللغوية والعقلية
والحسية والحاكام الشرعية تتناول الصول والفروع وداركها أعم من كونه على
سبيل القطع أو الظن هذا مدلول لفظه ويجوز أن يريد بإالحاكام الشرعية
خطاب الله تعالى المتعلق فيخرج الجتهادا في الصولية وهذا التعريف الذي
ذكره المصنف سبقه إليه صاحاب الحاصل وهو من أجودا التعاريف فل نطول
بإذكر غيره إذ ليس في تعدادا التعاريف كبير فائدة
قال وفيه فصلن الفصل الول في المجتهد وفيه مسائل الولى يجوز له عليه
السلم أن يجتهد لعموم فاعتبروا ووجوب العمل بإالراجح ولنه أشق وأدال على
الفطانة فل يتركه ومنع أبإو علي وابإنه لقوله تعالى وما ينطق عن الهوى قلنا
مأمورية فليس بإهوى ولنه ينتظر الوحاي قلنا ليحصل اليأس عن النص أو لنه
لم يجد أصل يقيس عليه
ش اختلفوا في أن الرسول صلى الله عليه وسلم هل كان يجوز له الجتهادا
فيما ل نص فيه فذهب الشافعي وأكثر الصحاب وأحامد والقاضيان أبإو يوسف
وعبد الجبار وأبإو الحسين إلى جوازه ثم منهم من قال بإوقوعه وهو اختيار
المدي وابإن الحاجب ومنهم من أنكر وقوعه وتوقف فيه جمهور المحققين
وذهب أبإو علي وابإنه أبإو هاشم إلى أنه لم يكن متعبدا بإه وشذ قوم فقالوا
بإامتناعه عقل بإما
____________________
) (3/246
حاكاه القاضي في التلخيص لمام الحرمين ومنهم من جوزه في أمور الحرب
داون الحاكام الشرعية وقد احاتج في الكتاب على الجواز بإأوجه أربإعة وهي داالة
على الوقوع أيضا
أحادها عموم قوله تعالى } فاعتبروا يا أولي البإصار { وكان عليه هو أفضل
الصلة والسلم أعلى الناس بإصيرة وأكثرهم إطلعا على شرائط القياس وذلك
إن لم يرجح داخوله في هذا المر فل أقل من المساواة فيكون مندرجا في المر
ومتى كان مأمورا بإه كان فاعل له ضرورة امتثاله أوامر ربإه ووقوفه عندها
صلى الله عليه وسلم
وثانيها إذا غلب على ظنه عليه السلم كون الحكم في الصل معلل بإوصف ثم
ظن أو ظن حاصول ذلك الوصف في صورة أخرى فل بإد وأن نظن أن الحكم
في الفرع مثله في الصل وترجيح الراجح على المرجوح من مقتضيات بإداية
العقول ولقائل أن يقول إذا وجب ترجيح الراجح فليمتنع عن العمل بإهذا الراجح
لقدرته على أرجح منه وهو النص
وثالثها أن العمل بإالجتهادا أشق من العمل بإالنص فيكون أكثر ثوابإا فل تختص
المة بإفضيلة ل توجد فيه
ورابإعها أن العمل بإالجتهادا أدال على الفطانة والزكاة من النص لتوقفه على
النظر الدقيق والقريحة المستجاداة فل يتركه صلى الله عليه وسلم لكونه نوعا
من الفضيلة واحاتج الجبائيان بإوجهين أحادهما قوله تعالى } وما ينطق عن
الهوى إن هو إل وحاي يوحاى { فإنه داليل على انحصار الحاكام الصادارة منه
صلى الله عليه وسلم عن الوحاي وأجاب عنه المام بإأنه متى قال له متى
ظننت كذا فاعلم أنه حاكمي فالعمل حاينئذ بإالظن عمل بإالوحاي ل بإالهوى وهذا
قد ذكره الغزالي ولقائل أن يقول ليس هذا أمر بإالجتهادا فإنه تعالى لو قال
كلما ملكت النصاب وحاال عليه الحول أوجبت عليك الزكاة ل يكون هذا أمر
بإملكية النصاب ثم إن ملكه
____________________
) (3/247
كذلك وجبت عليه الزكاة بإالنص ل بإالجتهادا وإنما الكلم في الحكم الثابإت
بإالجتهادا وهو ل يوجد فيه مثل هذا القول فل يكون النطق بإذلك نطقا بإالوحاي
وأجاب عنه المصنف بإأن الجتهادا إذا كان مأمورا بإه لم يكن النطق بإه هوى وهو
مدخول لشعاره بإأن الخصم احاتج بإصدر الية وليس كذلك إذ هو ل يقول بإأن
القول بإالجتهادا قول بإالهوى والثاني لنه لو جاز له عليه السلم الجتهادا لمتنع
عليه انتظار الوحاي لفصل الحكومات وغيرها لن الفصل يجب على الفور وقد
تمكن منه الجتهادا ولكنه قد أخره وانتظر الوحاي كثيرا
وأجاب بإوجهين أحادهما أن العمل بإالقياس لما كان مشروطا بإعدم وجدان النص
فكان انتظاره للوحاي لكي يحصل اليأس عن النص فإن قلت إنما شرط فقدان
النص إذا احاتمل أن يكون ثم نص فأنه يؤمر المجتهد إذ ذاك بإالفحص الشديد أما
إذا تحقق عدمه فل يتجه انتظار تشريعه ولو كان كذلك ل يقدح للمعترض أن
يقول لينتظر المجتهد إجماع المة ولطوينا بإساط الجتهادا قلت كان احاتمال
نزول النص في حاقه صلى الله عليه وسلم بإمنزلة احاتمال كونه موجوداا في
حاق سائر المجتهدين لقرب وجدانه في الجهتين والثاني أنه يحتمل أن يكون
انتظاره الوحاي إنما كان فيما ل مساغ للجتهادا فيه ول أصل يقيس عليه
فائدتان أحادهما قال الغزالي يجوز القياس على الفرع الذي قاسه النبي صلى
الله عليه وسلم وعلى كل فرع اجتمعت المة على إلحاقه بإأصل قال لنه صار
أصل بإالجماع والنص فل ينظر إلى مأخذهم
الثانية النبي صلى الله عليه وسلم يتصرفا في الفتاوى وأن القضية يجوز فيها
من غير نزاع وستعرفا الفرق بإينهما بإسؤال نذكره من كلم القرافي ومما يدل
على جوازه في القضية مما روى أبإو دااودا من حاديث أبإي سلمة رضي الله عنه
قال أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلن يختصمان في مواريث وأشياء
قد دارست فقال إني إنما أقضي بإينكم بإرأي فيما لم ينزل علي فيه فإن قلت ما
الفرق بإين هذه المور وبإين الرسالة والنبوة قلت تصرفه صلى الله عليه وسلم
بإالفتيا هو إخباره عن الله تعالى بإما يجده في الدالة من حاكم الله تعالى كما
نقول في سائر المفتيين وتصرفه بإالتبليغ هو مقتضى الرسالة وهي أمر الله
تعالى في ذلك التبليغ فهو عليه السلم ينقل عن الحق
____________________
) (3/248
للخلق في مقام الرسالة ما وصل إليه عن الله تعالى فهو في هذا المقام مبلغ
وناقل عن رب العالمين كما ينقل الرواة لنا أحاادايثه فالمحدثون ورثوا عنه هذا
المقام كما ورث عنه المفتي الفتيا وإذا اتضح بإهذا الفرق بإين الراوي والمفتي
لح الفرق بإين تبليغه عليه السلم عن ربإه وبإين فتياه في الدين بإهذا الفرق
بإعينه
وأما تصرفه صلى الله عليه وسلم بإالحكم فهو مغاير للرسالة والفتيا لن
الرسالة تبليغ محض واتباع صرفا وحاكم إنشاء وإلزام من قبله عليه السلم
بإحسب ما ينسخ من السباب والحاجة ولذلك قال عليه السلم إنكم تختصمون
ولعل بإعضكم أن يكون ألحن بإحجته من بإعض فمن قضيت له فشيء من حاق
أخيه فل يأخذه إنما اقتطع له من النار دال على أن القضاء يتبع الحاجة وقوة
اللحن بإه فهو عليه السلم في هذا المقام منشئ وفي الفتيا والرسالة مبلغ
متبع وهو في الحكم أيضا متبع لمر الله تعالى له بإأن ينشئ الحاكام على وفق
الحاجة والسباب لنه متبع في نقل ذلك الحكم عن الله تعالى لن ما فوض إليه
من أمر الله تعالى ل يكون منقول عن الله تعالى وقد يفرق بإين الحكم والفتيا
بإوجه آخر وهو أن الفتيا تقبل النسخ داون الحكم فإنه ل يقبل إل النقض عند
ظهور ما يترتب عليه الحكم وهذا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وأما
بإعده فالفتيا ل تقبل النسخ لتقرر الشريعة
وأما الرسالة من حايث هي فل تقبل النسخ ول النقض وأما النبوة فهي اليحاء
لبعض الخلق بإحكم الشيء له يختص بإه كما أوحاى الله لمحمد صلى الله عليه
وسلم } اقرأ بإاسم ربإك الذي خلق { } خلق النسان من علق { فهذا تكليف
يختص بإه قال العلماء فهذه نبوة وليست بإرسالة فلما نزل قوله تعالى } يا أيها
المدثر { } قم فأنذر { كان هذا رسالة لنه تكليف يتعلق بإغير الموحاى إليه
فوضح لك بإهذا أن كل رسول ونبي من غير عكس وأما تصرفه عليه السلمة
بإالمامة فهو
____________________
) (3/249
وصف زائد على النبوة والرسالة والفتيا والقضاء معاقد المصالح ودارء مواقع
المفاسد إلى غير ذلك
وهذا ليس دااخل في مفهوم شيء مما تقدم لتحقيق الفتيا بإمجردا الخبار عن
الله تعالى والحكم بإالتصدي لفصل الخصومات داون السياسة العامة ل سيما
الحاكم الضعيف الذي ل قدرة له على التنفيذ إذا أنشأ الحكم على الملوك
الجبابإرة فهو إنما ينشئ اللزام على ذلك الملك ول يخطر بإباله السعي في
تنفيذه لتعذر ذلك عليه فظهر أن الحاكم من حايث هو حااكم ليس له إل النشاء
وأما قوة التنفيذ فأمر زائد على كونه حااكما فصارت السلطة العامة التي هي
حاقيقة المامة مباينة للحكم من حايث كونه حاكما وأما الرسالة فليس يدخل
فيها إل التبليغ عن الله تعالى ول يستلزم هذا تفويض السياسة العامة إليه فكم
بإعث الله من رسول لم يطلب منه غير التبليغ لقامة الحجة من غير أن يأمره
بإالنظر في المصالح العامة وبإوضوح الفرق بإين الرسالة والمامة يظهر بإينهما
وبإين النبوة إذ النبوة خاصة بإالموحاى إليه ل تعلق لها بإالغير
فإن قلت فهل لهذه الحقائق المفترقة آثار في الشريعة قلت نعم فإن كل ما
فعله عليه السلم بإطريق المامة من إقامة الحدودا وترتيب الجيوش وغير ذلك
لم يجز لحاد أن يفعله إل بإإذن إمام الوقت الحاضر لنه عليه السلم إنما فعله
بإطريق المامة ول استبيح إل بإإذنه وكلما فعله بإطريق الحكم كفسوخ النكحة
والعقودا وغير ذلك لم يقدم عليه أحاد إل بإالحكم الحاكم في الوقت الحاضر
إقتداء رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه لم يقرن تلك المور إل وأما
تصرفه عليه السلم بإالرسالة والتبليغ أو الفتيا فذلك شرع يتقرر على الخلئق
إلى يوم الدين من غير اعتبار حاكم ول إذن أمام وإنما هو عليه السلم بإلغ
الخليقة ارتباط ذلك الحكم بإذلك السبب وخلى بإينهم وبإين ربإهم كأنواع
العباداات وغيرها فإذا تصرفا صلى الله عليه وسلم تصرفا فقد يتضح كونه
تصرفا بإالمامة أو بإالقضاء أو بإالفتيا
وقد علمت حاكم كل قسم وقد يتردادا بإين هذه القسام ويتشاجر العلماء على
أيها نحمل وفي المسائل الداخلة في هذا كثرة ولكنا نوردا منها ما شهد بإه
____________________
) (3/250
النظر فمنها قوله صلى الله عليه وسلم من أحايا أرضا ميتة فهي له قال أبإو
حانيفة هذا تصرفا منه عليه السلم بإالمامة فل يجوز لحاد أن يحي بإدون إذن
المام وقال الشافعي رضي الله عنه بإل بإالفتيا لنه الغالب من تصرفاته عليه
السلم فل يتوقف الحاياء على إذن المام ومنها قوله صلى الله عليه وسلم
لهند بإنت عتبة لما شكت إليه الشيخ أبإا سفيان خذي لك ولولدك ما يكفيك
بإالمعروفا فذهب الشافعي إلى أن هذا تصرفا بإالفتيا فعلى هذا من ظفر
بإجنس حاقه أو بإغير جنسه إذ لم يظفر بإالجنس مع تعذر أخذ الحق ممن هو عليه
جاز له أخذه حاتى يستوي حاقه وحاكى في التهذيب وجها أنه يجوز أخذ غير
الجنس مع الظفر بإالجنس وقد يوجه بإعدم التنفيذ في الحديث وذهب مالك
رحامه الله إلى خلفا ذلك وقال إنه عليه السلم تصرفا في قضية هند بإالقضاء
وجعل بإعضهم هذه القضية أصل في القضايا على الغائب وهو ضعيف لن أبإا
سفيان كان حااضرا في البلد ظاهرا ل يمتنع عن الحضور إذا طلبه النبي صلى
الله عليه وسلم والقضاء ل يتأتى على من هو بإهذه المثابإة على الصحيح من
المذهب واستنبط القاضي الحسين من كونه تصرفا بإالقضاء أنه يجوز أن يسمع
إلى أحاد الخصمين داون الخر واستنبط الرافعي من كونه تصرفا بإالفتيا أنه
يجوز للمرأة أن تخرج لتستفتي وفيه نظر فإن هند أخرجت عام الفتح متقدمة
على سائر النساء لما نزل قوله تعالى } يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات
يبايعنك { فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أبإايعنكن على أن ل تشركن
بإالله شيئا فقالت هند لو أشركنا بإالله شيئا ما داخلنا في داين السلم فقال
أبإايعكن على أن ل تقتلن أولداكن فقالت هند فهل تركتم لنا من ولد ربإيناهم
صغارا فقتلتموهم كبارا فقال أبإايعكن على أن ل تزنين فقالت هند أو تزني
الحرة فقال أبإايعكن على أن ل تسرقن فقالت هند إن أبإا سفيان
____________________
) (3/251
رجل شيخ الحديث فهند لم تخرج لجل الستفتاء فل يحسن الستدلل بإها عليه
ومنها قوله صلى الله عليه وسلم من قتل قتيل فله سلبه قال بإعض العلماء هذا
تصرفا منه عليه السلم بإالمامة فل يجوز لحاد أن يختص بإسلب إل بإإذن المام
وقال الشافعي هو تصرفا بإالفتيا فل يتوقف على إذن المام
قال فرع ل يخطىء اجتهاداه وإل لما وجب اتباعه
ش عبر عن هذا بإالفرع بإكونه مبنيا على جواز الجتهادا للنبي صلى الله عليه
وسلم والذي جزم بإه من كونه ل يخطىء اجتهاداه هو الحق وأنا أظهر كتابإي أن
أحاكي فيه قول سوى هذا القول بإل نحفل ول نعبأ واستدل في الكتاب بإأنه لو
جاز الخطأ عليه لوجب علينا اتباعه في الخطأ وذلك ينافي كونه خطأ ونحن
نقول لمن زخرفا قوله وقال يجوز بإشرط أن ل يقر عليه أليس يصدق صدور
الخطأ المضادا لمنصب النبوة ولقد يلزمك على هذا محال من الهذيان وهو أن
يكون بإعض المجتهدين في حاالة إصابإته أكمل من المصطفى صلى الله عليه
وسلم في تلك الحالة معاذ الله أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم
كذلك وأنا قد اقتصرت على ما ذكرت تطهيرا لكتابإي من البحث مع هذا القائل
ووفاء بإحق الشرح وإل يعجز علينا أن نفوه فيه أو نثني نحوه عطفا
قال الثانية يجوز للغائبين عن الرسول صلى الله عليه وسلم وفاقا وللحاضرين
أيضا إن ل يمتنع أمرهم بإه قيل عرضة للخطأ قلنا ل نسلم بإعد الذن
ش اتفقوا على جواز الجتهادا بإعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم فإما في
عصره صلى الله عليه وسلم فقد اختلفوا فيه فمنهم من جوزه مطلقا وهو
المختار عند الكثرين منهم المام وصاحاب الكتاب ومنهم من منع منه مطلقا
وقالت طائفة يجوز للغائبين عن الرسول صلى الله عليه وسلم من القضاة
والولة داون الحاضرين وجوزه آخرون للغائبين مطلقا داون الحاضرين ومنهم
من قال يجوز إن لم يوجد مع ذلك منع قال صفي الدين الهندي وهذا ليس
بإمرضى لن ما بإعده أيضا كذلك فلم يكن
____________________
) (3/252
خصوصية بإزمانه صلى الله عليه وسلم ومنهم من قال إن وردا الذن بإذلك جاز
وإل فل ثم من هؤلء من نزل السكوت عن المنع منه مع العلم بإوقوعه منزلته
الذن ومنهم من اشترط صريح الذن هذه جملة المذاهب في المسألة وبإه يعلم
أن داعوى المصنف التفاق على جوازه للغائبين ليس يجيد واحاتج المصنف على
الجواز بإأنه ل يمتنع أن يقول الرسول صلى الله عليه وسلم لقد أوحاى إلي أنك
مأمور بإأن تجتهد أو بإأن تعمل على وفق ظنك واحاتج المانعون بإأن الجتهادا في
معرض الخطأ والنص آمن منه وسلوك السبيل المخوفا مع القدرة عل سلوك
السبيل المن قبيح عقل وأجاب عنه تبعا للمام بإأن الشرع لما قال له أنت
مأمور بإأن تجتهد وتعمل على وفق ظنك كان آمنا من الغلط لنه بإعد الجتهادا
يكون آتيا بإما أمر بإه وهو ضعيف فإن الذن في الجتهادا ول يمنع وقوع الخطأ
فيه وقد يقال في تقرير الجواب أنه بإالمر صار آمنا من الخطأ بإفعل الجتهادا أي
يكون مفعله الجتهادا صوابإا ل أنه يأمن من تأداية الجتهادا الخطأ وإذا كان القدام
على الجتهادا صوابإا فل عليه أن يخطئ بإعد إتيانه بإما أمر بإه وأجيب عنه أيضا
بإأنا ل نسلم أنه قادار على التوصل إلى النص وذلك لن ورودا النص ليس
بإاختياره ومسألته بإل جاز أن يسأل عن القضية ول يردا فيها نص بإل يؤمر
بإالعمل فيها بإالظن ول يمكنكم نفي هذا الحاتمال إل إذا أبإيتم نفي جواز الجتهادا
فبيان نفي جواز الجتهادا بإناء على نفي هذا الحاتمال داور واعلم أن المام قال
الخوض في هذه المسألة قليل الفائدة لنه ل ثمرة له في الفقه وهذا فيه نظر
إذ ينبني على الصل مسائل منها إذا شك في نجاسة أحاد الناءين ومعه ماء
طهر بإيقين أو ماء يغسل بإه أحادهما ففي جواز الجتهادا له بإين الناءين والثوبإين
وجهان أصحهما أنه يجتهد وكذلك إذا غاب عن القبلة فإنه ل يعتمد على خبر من
أخبره من علم ول على الجتهادا إل إذا لم يقدر على معرفة القبلة يقينا وكذلك
حاكى الصحاب وجهين في المصلي إذا استقبل حاجر الكعبة وحاده وقالوا الصح
المنع لن كونه من البيت غير مقطوع بإه وإنما هو مجتهد فيه فل يجوز العدول
عن اليقين إليه
قال ولم يثبت وقوعه ش هذا عائد إلى الجتهادا الحاضر الذي جعله
____________________
) (3/253
المصنف محل الخلفا وقد ذهب الكثرون إلى ما قاله المصنف من التوقف
ومنهم من قال بإوقوعه ومنهم من نفاه وهذا في خف الحاضرين وأما الغائبون
فمنهم من ذهب إلى وقوع التعبد بإه في حاقهم ومنهم من منعه وتوقفت فرقة
ثالثة واحاتج من قال بإالوقوع في الحاضر والغائب بإقول الصديق رضي الله عنه
لبإي قتاداة حايث قتل رجل من المشركين فأخذ غير سلبه ل ما الله إذن ل تعمد
إلى أسد من أسودا الله يقاتل عن الله ورسوله فنعطيك سلبه فقال النبي صلى
الله عليه وسلم صدق فإن الصديق رضي الله عنه قال ذلك اجتهاداا وإل لسنده
إلى النص لكونه اداعى إلى النقيادا وأقره النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك
فإذا جاز في حاق الحاضر جاز بإطريق أولى في حاق الغائب ويخص الغائب
حاديث معاذ المذكور في كتاب القياس وأجيب عنهما بإأنهما أخبار أحاادا
والمسألة علمية وقول الغزالي هذا حاديث معاذ مشهور قبلته المة أخذه من
إمام الحرمين وإمام الحرمين تلقاه من القاضي فإنه القاضي فإنه قال في
التقرب إن المة تلقته بإالقبول وليس يجيد لما عرفت في كتاب القياس واحاتج
من أنكر الوقوع مطلقا بإأنهم لو اجتهدوا في عصره صلى الله عليه وسلم لنقل
واشتهر كاجتهداهم بإعده والمختار عندنا التوقف في حاق الحاضرين وأما
الغائبون فالظاهر وقوع يعبدهم بإه ول قطع
قال الثالثة ل بإد له أن يعرفا من الكتاب والسنة ما يتعلق بإالحاكام والجماع
وشرائط القياس وكيفية النظر وعلم العربإية والناسخ والمنسوخ وحاال الرواة
ول حااجة إلى الكلم والفقه ولنه نتيجته شرط المجتهد أن يكون محيطا
بإمدارك الحاكام ومتمكنا من استشارة الظن بإالنظر فيها وتقديم ما يجب
تقديمه وتأخير ما يتعين وإنما يكون كذلك بإأمور
أحادهما كتاب الله فإنه الصل ول بإد من معرفته ولكن ل يشترط معرفة جميع
الكتاب بإل ما يتعلق منه بإالحاكام قال الغزالي وهو مقدار خمسمائة آية ول
يشترط حافظهما عن ظهر قلب بإل أن يكون عالما بإمواقعها حاين تطلب الية
إذا احاتيج إليها
وثانيها سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ول يشترط فيها أيضا الحفظ ول
معرفة ما ل يتعلق بإالحاكام كما في معرفة الكتاب قال الغزالي ويكفيه أن
يكون عنده
____________________
) (3/254
أصل مصحح لجميع أحاادايث الحاكام كسنن أبإي دااودا ومعرفة السنن لحامد
والبيهقي أو أصل وقعه العناية فيه لجميع أحاادايث الحاكام ويكفي منه معرفة
مواقع كل بإاب فيراجعه وقت الحاجة قال الشيخ محي الدين النووي قدس الله
روحاه والتمثيل بإسنن أبإي دااودا ل يصح فإنه لم يستوعب الصحيح من أحاادايث
الحاكام ول ما معظمه وكم في صحيحي البخاري ومسلم من حاديث حاكمي
ليس في سنن أبإي دااودا
وثالثهما الجماع فليعرفا مواقعه حاتى ل يفتى بإخلفه ولكنه ل يلزمه حافظ
جميع مواقعه بإل كل مسألة يفتى فيها فينبغي أن يعلم أن فتواه ليست مخالفة
للجماع إما بإموافقة مذهب عالم أو تكون الواقعة متولدة في العصر ليست
لهل الجماع فيها خوض
ورابإعها القياس فلتعرفه وتعرفا شرائطه فإنه مناط الجتهادا وأصل الرأي ومنه
يتشعب الفقه وأساليب الشريعة
وخامسها كيفية النظر فلتعرفا شرائط البراهين والحدودا وكيف تركب
المقدمات وتستنتج المطلوب لتكون على بإصيرة من نظرة
وساداسها علم العربإية لغة ونحوا وتصريفا فلتعرفا القدر الذي يفهم بإه خطاب
العرب وعادااتهم في الستعمال إلى حاد يميز بإه من صريح الكلم وظاهره
ومجمله ومبينه وحاقيقته ومجازه وعامه وخاصه إلى غير ذلك وليس عليه أن
يبلغ مبلغ الخليل بإن أحامد
وسابإعها معرفة الناسخ من المنسوخ مخافة أن يقع في الحكم بإالمنسوخ
المتروك ول يشترط حافظ ذلك جميعه كما تقدم ومنها حاال الرواة في القوة
والضعف وتمييز الصحيح عن الفاسد والمقبول عن المرداودا قال الغزالي
وليكتف بإتعديل المام العدل بإعد أن يعرفا صحة مذهبه في التعديل
وكذا قال الشيخ أبإو إسحاق الشيرازي يقول على قول أئمة المحدثين كأحامد
والبخاري ومسلم والدارقطني وأبإي دااودا لنهم أهل المعرفة بإذلك فجاز الخذ
بإقولهم كما يؤخذ بإقول المقومين في القيم قال الغزالي فهذه هي العلوم
الثمانية التي يستفادا بإها منصب الجتهادا وعظم ذلك يشتمل على ثلثة فنون
الحديث
____________________
) (3/255
واللغة وأصول الفقه وقال المام أهم العلوم للمجتهد أصول الفقه وشرط
المام أن يكون عارفا بإالدليل العقلي وعارفا بإأننا مكلفون بإه وقد اتبع في ذلك
فإنه ذلك ولم يذكر القياس وكأنهما تركاه لكونه متفرعا عن الكتاب والسنة
ولكن لقائل أن يقول الجماع والعقل أيضا كذلك فلم ذكرا قوله ول حااجة أي ل
يحتاج المجتهد إلى علم الكلم لنا لو فرضنا إنسانا جازما بإالسلم تقليدا لمكنه
الستدلل بإالدلئل الشرعية على الحاكام ولكن الصحاب عدوا معرفة أصول
العتقادا من الشروط ول حااجة أيضا إلى تفاريع الفقه وكيف يحتاج إليها
والمجتهد هو الذي يولدها ويحكم فيها
فإذا كان الجتهادا نتيجته فلو شرط فيه لزم الدور ونقل اشتراط الفقه عن
الستاذ أبإي إسحاق
ولعله أرادا ممارسة الفقه وهذا قد ذكره الغزالي فقال إنما يحصل الجتهادا في
زماننا بإممارسة فهو طريق يحصل الدرية في هذا الزمان ولم يكن الطريق في
زمن الصحابإة رضي الله عنهم ذلك ويمكن الن سلوك طريق الصحابإة أيضا
قال ابإن الصلح واشتراط ذلك في صفة المفتي الذي يتأداى بإه فرض الكفاية
هو الصحيح وإن لم يكن كذلك في صفة المجتهد المستقل على تجرداه لن حاال
المفتي يقتضي اشتراط كونه على صفة يسهل عليه معها إداراك أحاكام الوقائع
على القرب من غير تعب كثير ول يحصل ذلك لحاد الخلق إل بإحفظ أبإواب
الفقه ومسائله ول يشترط حافظ الجميع بإل قدر يتمكن بإه من إداراك الباقي
على القرب واعلم أن ما ذكرناه من اشتراط هذه العلوم إنما هو في حاق
المجتهد المطلق أما المجتهد في بإعض الحاكام داون بإعض فمن عرفا طرق
النظر القياسي له أن يفتي في مسألة قياسية وإن لم يعرفا غيره وقس على
هذا وزعم بإعض الناس أن الجتهادا ل يتجزأ وهو ضعيف وأما المجتهد المقيد
الذي ل يعدو مذهب إمام خاص فليس عليه غير معرفة قواعد إمامه وليراع فيها
ما يراعيه المطلق في قوانين الشرع قال ابإن الصلح والذي رأيته من كلم
الئمة يشعر بإأنه ل يتأداى فرض الكفاية بإالمجتهد المقيد قال والذي يظهر أنه
يتأداى بإه فرض الكفاية في الفتوى وإن لم يتأدا بإه فرض الكفاية في إحاياء
العلوم التي منها الستمدادا في الفتوى
____________________
) (3/256
خاتمة شرط الغزالي في المجتهد العدالة ثم قال وهذا يشترط لجواز العتمادا
على قوله إما هو في نفسه وإن كان عالما فله أن يجتهد لنفسه ويأخذ بإاجتهادا
نفسه فالعدالة شرط لقبول الفتوى ل لصحة الجتهادا هكذا ذكره واقتضى كلم
غيره أن العدالة ركن في الجتهادا ويتفرع على هذا أن الفاسق إذا أدااه اجتهاداه
في مسألة إلى حاكم هل يأخذ بإقوله من علم صدقه في فتواه بإقرائن بإل قد
يقال إن كانت العدالة ركنا في الجتهادا فل يجوز له أن يأخذ في حاق نفسه
بإاجتهاداه بإل يقلد لكونه والحالة هذه غير مجتهد وهذا بإعيد
قال الفصل الثاني في حاكم الجتهادا اختلف في تصويب المجتهدين في مسائل
الفروع بإناء على الخلفا في أن لكل صورة حاكما معينا وعليه قطعي أو ظني
والمختار ما صح عن الشافعي رضي الله عنه أن في الحاداثة حاكما معينا وعليه
أمارة من وجدها أصاب ومن فقدها أخطأ ولم يأثم
ش المسألة عظيمة الخطب قد اختصر المصنف القول فيها فلنتوسط فيما
نورداه ثم تلتفت إلى ما ذكره فنقول في المسألة أبإحاث أولها ذهب طوائف
المسلمين على طبقاتهم إلى أنه ليس كل مجتهد في الصول مصيبا وأن الثم
غير مخطوط عنه إذا لم يصادافا ما هو الواقع وإن بإالغ في الجتهادا والنظر
سواء كان مدركه عقليا كحدث العالم وخلق العمال أو شرعيا ل يعلم إل
بإالشرع كعذاب القبر والحشر ول يعلم خلفا بإين المسلمين في ذلك إل ما نقل
عن الجاحاظ وعبيد الله بإن الحسين العنبري أنهما قال ابإن السمعاني وكان
العنبري يقول في مثبتي القدر هؤلء عظموا الله وفي نافي القدر هؤلء نزهوا
الله ومنهم من لم ينقل عن الجاحاظ التصويب بإل نفي الثم والحرج فقط
والقاضي في مختصر التقريب اقتصر على النقل عن العنبري ثم قال واختلفت
الرواية عنه فقال في أشهر الروايتين إنما أصوب كل مجتهد في الدين لجمعهم
الملة فأما الكفرة فل يصوبإون وغل بإعض الولة عنه فصوب للكافة من
المجتهدين داون الراكنين إل الدعة ونحن نتكلم معهما على سبيل الختصار
فنقول أنتما محجوجان بإالجماع قبلكما وبإعدكما وثانيا إن أرداتما بإذلك مطابإقة
العتقادا للمعتقد فقد خرجتما عن حايز العقلء وانخرطتما في سلك النعام وإن
____________________
) (3/257
أريد الخروج عن عهدة التكليف ونفي الخروج كما نقل عن الجاحاظ فالبراهين
النقلية من الكتاب والسنة والجماع خارجة عن حاد الحصر تردا هذه المقالة
وأما تخصيص التصويف بإالمجتمعين على الملة السلمية فنقول مما خاض فيه
المسلمون القول بإالتشبيه تعالى الله عنه علوا كبيرا والقول بإخلق القرآن وغير
ذلك مما يعظم خطره وأجمعوا