http://www.almeshkat.net/books/archive/books/ebhaaj14.zip ƒΘ¥á∞ƒñ 003

‫تم تصدير هذا الكتاب آليا بواسطة المكتبة الشاملة‬
‫)اضغط هنا للنتقال إلى صفحة المكتبة الشاملة على النترنت(‬
‫البإهاج في شرح المنهاج على منهاج الوصول إلى علم الصول‬
‫للبيضاوي‬
‫علي بإن عبد الكافي السبكي‬
‫سنة الولداة ‪ /‬سنة الوفاة ‪756‬‬
‫تحقيق جماعة من العلماء‬
‫الناشر داار الكتب العلمية‬
‫سنة النشر ‪1404‬‬
‫مكان النشر بإيروت‬
‫عددا الجزاء ‪3‬‬
‫واحد من الصغائر إذا غلبت الطاعات وعلى الول تضر قال ابإن الرفعة وقضية‬
‫كلمه أن مداومة النفوع تضر على الوجهين‬
‫أما على الول فظاهر‬
‫وأما على الثاني فلنه في ضمن حكايته قال إن الكثار من النوع الواحد كالكثار‬
‫من النواع وحينئذ ل يحسن معه التفصيل نعم يظهر أثرهما فيم إذا أتى بإأنواع‬
‫من الصغائر إن قلنا بإالول لم تضر وإن قلنا بإالثاني ضر‬
‫واعلم أن الصغائر كما تصير بإالصرار كبيرة كذلك بإعض المباحات تصير‬
‫بإالصرار صغيرة‬
‫قال الغزالي في أثناء كتاب التوبإة من إحياء علوم الدين وهو الكتاب الول من‬
‫ربإع المنجيات الصغيرة تكبر بإالمواظبة كما أن المباح يصير صغيرة بإالمواظبة‬

‫كاللعب بإالشطرنج والترنم بإالغناء على الدوام وغيره‬
‫فإن قلت هذا التعريف الذي قدمتموه في العدالة قضيته أن من لم يقدم على‬
‫كبيرة ول رذيلة ولم يكن في نفسه ملكة تمنعه عن اقتراف هذين وانما كف‬
‫عنهما كفا من غير أن يكون في نفسه ملكة تدعوه إلى ذلك ل يكون عدل فهل‬
‫في هذا مخالفه لكلم الفقهاء فانهم يقولون إن العدل من ل يقدم على كبيرة‬
‫ول يصر على صغيرة فل يقدم على ما يحرم المروءة وذلك اعم من أن يكون‬
‫بإداعية الملكة النفسية أول قلت ظاهره المخالفة ولكنا نقول متى حصلت تلك‬
‫الملكة لم يحصل القدام على ما يخل بإالعدالة ومتى أقدم علمنا أن الملكة‬
‫حاصلة فإن الملكة مستقلة بإالمنع فمتى حصلت ل بإد وأن يحصل المتناع‬
‫فإن قلت هل يحرم تعاطي المباحات التي تردا بإها الشهاداة لخاللها بإالمروءة‬
‫قلت قد حكى ابإن الرفعة أن سمع قاضي القضاة تقي الدين أبإي عبد الله‬
‫محمد بإن الحسن بإن رزين يقول بإعض من لقيه بإالشام من المشايخ كان يحكي‬
‫في ذلك ثلثة أوجه‬
‫____________________‬

‫) ‪(2/317‬‬

‫ثالثها إن تعلقت بإه شهاداة حرمت وإل فل لكن في البسيط والنهاية الجزم‬
‫وبإعدم التحريم وهو الظاهر‬
‫قال ول تقبل رواية من أقدم على الفسق عالما وإن جهل قبل‬

‫قال القاضي ضم جهل إلى فسق‬
‫قلنا الفرق عدم الجراءة‬
‫لما كانت العدالة شرطا لم يجز قبول رواية من أقدم على الفسق عالما بإكونه‬
‫فسقا‬
‫وقد حكى الجماع على هذا وهذا واضح إن كان ما أقدم عليه مقطوعا بإكونه‬
‫فسقا واما إن كان مظنونا فيتجه تخريج خالف فيه ان حكى وجه فيمن شرب‬
‫النبيذ وهو يعتقد تحريمه أن شهاداته ل تردا‬
‫قال صاحب البحر وهو الذي مال إلى ترجيحه المتأخارون من الصحاب ول فرق‬
‫بإين الرواية والشهاداة فيما يتعلق بإالعدالة وان افترقا في أمور أخار وأما الجاهل‬
‫بإكونه فسقا فقد يجهل الحال بإالكلية ويكون ساذجا والمر من المظنونات كما‬
‫لو شرب النبيذ ساذج ل يعتقد الحل ول التحريم ففي فسقه وردا شهاداته بإعد‬
‫إقامة الحد عليه وجهان حكاهما الماورداي في الحاوي ل بإد من جريان مثلهما‬
‫في ردا روايته على أن الوجهين المذكورين ل بإد من فرضهما في رجل جاهل‬
‫بإالقاعدة المشهورة وهي أن المكلف ل يجوز له أن يقدم على فعل حتى يعرف‬
‫حكم الله فيه‬
‫وقد حكى الشافعي في الرسالة الجماع على هذه القاعدة وكذلك حكاه‬
‫الغزالي ثم أنهما أعني الوجهين ل يتجهان إل تخريجا على حكم الشياء قبل‬
‫ورودا الشرع والماروداي كثيرا ما يخرج على ذلك وقد يكون ظانا الحل فتقبل‬
‫روايته إما ان كان ما اقدم عليه من المظنونات فقد حكى المام فيه التفاق‬
‫قال الهندي وإل ظهر أن فيه خالفا كما في الشهاداة اذ نقل وجه في الشهاداة‬

‫أنها تردا بإه ولكن الصحيح أنها ل تردا‬
‫____________________‬

‫) ‪(2/318‬‬

‫قال الشافعي رضي الله عنه اقبل شهاداة الحنفي وأحده إذا شرب النبيذ وإن‬
‫كان من القطعيات فكذلك على المختار خالفا للقاضي أبإي بإكر والجبائي وأبإي‬
‫هاشم وتبعهم المدي‬
‫قال الشافعي أقبل شهاداة أهل الهواء إل الخطابإية من الرافضة لنهم يرون‬
‫الشهاداة بإالزور لموافقيهم لنا إن ظن صدقه راجح والعمل بإالظن واجب واحتج‬
‫القاضي ومن نحا نحوه بإأن القدام على الفسق من العالم قبيح موجب للردا‬
‫والجاهل إذا قدم عليه كان أولى بإالردا إذ زادا قبيحا آخار على الفسق وهو الجهل‬
‫فإذا منع الفسق بإمجرداه من القبول فلن يمنع والجهل مضاف إليه أولى‬
‫وأجاب المصنف بإأن الفرق بإين من أقدم عالما ومن أقدم جاهل أن إقدام الول‬
‫يدل على الجراءة وقلة المبالة بإالمعصية فيغلب على الظن كذبإه بإخلف‬
‫الجاهل قلت ولعل القاضي رحمه الله يقول ترك استرشاداه في التشبهات‬
‫تهاون بإالدين فصار فاسقا وبإهذه الكلمة اعتل من ذهب إلى تفسيق الساذج‬

‫الذي ل يعتقد الحل ول التحريم كما تقدمت حكايته آنفا وهو هنا ابإلغ بإخلف‬
‫المر الظني المجتهد فيه‬

‫قال ومن ل تعرف عدالته ل تقبل روايته لن الفسق مانع ول بإد من تحقق عدمه‬
‫كالصبا والكفر والعدالة تعرف بإالتزكية وفيها مسائل‬
‫مجهول العدالة ل تقبل روايته عند الشافعي وأحمد وأكثر أهل العلم بإل لبإد من‬
‫البحث عن سيرته بإاطنا وعليه المام وأتباعه منهم المصنف‬
‫وقال أبإو حنيفة يكتفى في قبول الرواية بإظهور السلم والسلمة عن الفسق‬
‫ظاهر أمثاله ما روى المخالف عن أم سلمة أنها قالت كانت النفساء تقعد على‬
‫عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أربإعين يوما وهذا ما رواه أبإو سهل عن‬
‫مسة الذرية عن أم سلمة وأبإو سهل ومسة مجهولن ذكره القاضي أبإو الطيب‬
‫ومثل ذلك كثير فإن قيل قد قبلتم المجهول وذلك أن عبد الرحمن بإن وعلة‬
‫المصري رجل‬
‫____________________‬

‫) ‪(2/319‬‬

‫مجهول وقد روى عن ابإن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال أيما أهاب‬
‫دابإغ فقد طهر‬
‫ونقل عن أحمد بإن حنبل أنه ذكر له حديثه هذا فقال ومن أبإن وعلة قلنا ليس‬
‫ابإن وعلة مجهول بإل هو ثقة روى عنه زيد بإن اسلم ويحيى بإن سعيد وغيرهما‬
‫ووثقه ابإن معين والعجلي والنسائي وروى له مسلم والربإعة‬
‫فإن قيل روى خاالد بإن أبإى الصلت عن عراك بإن مالك عن عائشة أنها قالت بإلغ‬

‫رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ناسخا يكرهون أن يستقبلوا القبلة‬
‫بإفروجهم فقال أو قد فعلوها تحولوا بإمقدتي إلى القبلة وخاالد مجهول‬
‫وحكى أبإو بإكر بإن المنذر في كتابإه هذا عن أبإي ثور قلنا خاالد معروف روى له‬
‫ابإن ماجة وروى عنه سفيان بإن حسين ومبارك بإن فضالة وغيرهما ذكره ابإن‬
‫حبان في الثقات‬
‫قال شيخنا الذهبي وما علمت أحدا تعرض إلى لينه‬
‫وقال القاضي أبإو الطيب ان أبإا بإكر بإن المنذر أجاب عن هذا بإأن أحمد بإن حنبل‬
‫قال مخرج هذا الحديث حسن قال‬
‫وقال غيره روى عنه خاالد الحذاء ومبارك بإن فضالة وواصل مولى بإن عيينة‬
‫وهؤلء ثقات فوجب أن يكون خاالد معروفا وقد استدل المصنف على المختار‬
‫بإأن الفسق مانع من القبول بإاتفاق فل بإد من تحقق ظن عدمه قياسا على‬
‫الصبي والكفر بإجامع رفع احتمال المفسدة وهذا الدليل فيه نظر لنا إذا شككنا‬
‫في المنافع فالصل عدمه فقد حصل ظن عدمه بإدليل الصل لن عدم المانع‬
‫ليس شرطا حتى يشترط تحقق عدمه وكثير من الفقهاء يتخيل انه شرط‬
‫وليس كذلك بإل عدم المانع ليس بإشرط وعدم الشرط ليس بإمانع وداليله أن‬
‫الشك في عدم الشرط يمنع ترتب الحكم لن القاعدة أن المشكوكات‬
‫كالمعدومات فكل شيء‬
‫____________________‬

‫) ‪(2/320‬‬


‫شككنا في وجوداه أو عدمه جعلنا معدوما فلو كان عدم الشرط مانعا أو عدم‬
‫المانع شرطا لزم من الشك فيه أن ترتب الحكم لنه مانع وأن ل نرتبه لنه‬
‫شرط فنرتبه ول نرتبه وهذا يوضع بإين النقيضين واعلم ان أبإا حنيفة إنما يقبل‬
‫رواية المجهول إذا كان في صدر السلم حيث الغالب على الناس العدالة أما‬
‫في هذا الزمان فل صرح بإه بإعض المتأخارين من أصحابإه ثم ذكر صاحب الكتاب‬
‫من الطريق التي تعرف بإها العدالة التزكية واخال بإذكر الخاتبار وإن كان هو‬
‫الصل إذ ليس مستند التزكية إل هو إما بإمرتبة أو مراتب دافعا للتسلسل لن‬
‫مقصودا الفصل الكلم في أحكام التزكية وقد ذكر المصنف فيه أربإع مسائل‬
‫قال الولى في شرط العدالة في الرواية والشهاداة ومنع القاضي فيهما والحق‬
‫الفرق كالصل‬
‫في اشتراط العددا وفي الرواية والشهاداة مذاهب‬
‫أحدها يشترط فيهما وهو رأي بإعض المحدثين‬
‫والثاني ل يشترط بإل يكفي فيهما واحد وهو قول القاضي‬
‫والثالث وبإه قال الكثرون أن العددا يشترط في التزكية في الشهاداة داون‬
‫التزكية في الرواية وحجته أن الشهاداة نفسها ل بإد فيها من العددا فكذلك ما هو‬
‫شرط فيها والرواية ل يشترط فيها العددا فكذا شرطها واليه أشار بإقوله‬
‫كالصل ويؤخاذ منه قبول تزكية المرأة والعبد في الرواية وهو كذلك‬
‫قال الثانية قال الشافعي رضي الله عنه يذكر سبب الجرح وقيل سبب التعديل‬
‫وقيل سببهما قال القاضي ل فيهما‬

‫قال الشافعي رضي الله عنه يجب ذكر سبب الجرح داون التعديل إذ قد يجرح‬
‫بإما ل يكون جارحا ل اخاتلف المذاهب فيه بإخلف العدالة إذ ليس لها إل سبب‬
‫واحد ولن الجرح يحصل بإخصلة واحدة بإخلف التعديل وقيل عكسه لن مطلق‬
‫الجرح يبطل الثقة ومطلق التعديل ل يحصل الثقة لتسارع الناس إلى الثناء‬
‫اعتماداا على الظاهر فل بإد من سببه وقيل ل بإد من تبيين السبب فيهما جميعا‬
‫أخاذا بإمجامع كلم الفريقين وقال القاضي ل يجب ذكر السبب‬
‫____________________‬

‫) ‪(2/321‬‬

‫فيهما لنه ان لم يكن بإصيرا بإهذا الشأن لم يصلح للتزكية وإن كان بإصيرا بإه فل‬
‫معنى للسؤال كذا نص عليه في مختصر التقريب ونقله عنه المدي والغزالي‬
‫والمام واتباعه منهم المصنف ونقل إمام الحرمين في البرهان عنه المذهب‬
‫الثاني وهو اشتراط بإيان السبب في التعديل داون الجرح وقال انه أوقع في‬
‫مأخاذ الصول وقال إمام الحرمين والمام وغيرهما أن كان المزكي عالما‬
‫بإأسباب الجرح والتعديل اكتفينا بإإطلقه فيهما وإن لم يعرف اطلعه على‬
‫شرائطهما إستخبرناه عن أسبابإهما ويشبه أن ل يكون هذا مذهبا خاامسا لنه إذا‬
‫لم يكن عارفا بإشروط العدالة لم يصلح للتزكية‬
‫قال الثالثة الجرح مقدم على التعديل لن فيه زياداة‬
‫الجرح يقدم عند التعارض على التعديل أن كان فيه اطلع على زياداة لم يطل‬

‫عليها المعدل اللهم إل إذا جرحه بإقتل إنسان وقت كذا فقال المزكي رأيته حيا‬

‫بإعد ذلك فهنا يتعارضان وهذا إذا كان المعدل والجارح في العددا سواء وقد حكى‬
‫ابإن الحاجب مذهبا أنهما يتعارضان ول يترجح أحدهما بإمرجح واعلم أن‬
‫الستدلل بإالجماع إذا كان قد قام كما حكاه القاضي أقوى الحجج على‬
‫المدعي لن الزياداة التي ذكرها الجارح قد ينفيها المعدل‬
‫فإن قلت لو نفاها كان شاهدا على النفي فل تقبل شهاداته قلت إنما كلمنا في‬
‫الرواية فهو مخبر عن النفي والخابار نفيا وإثباتا مقبول بإخلف الشهاداة فل‬
‫يقاس أحدهما بإالخار نعم قال القاضي الخابار عن النفي يضعف وأما إن كثر‬
‫عددا المعدلين وقل عددا الجارحين فقد صار بإعض العلماء إلى أن العدالة في‬
‫مثل هذه الصورة أولى والحق التسوية فإن كل واحد من الجرح والتعديل‬
‫يستقل بإنفسه لو قدر مفردا فالزياداة ل تقضي بإغير ذلك‬
‫قال القاضي ونوضحه أن عشرة من الشهودا لو شهدوا على ثبوت داين وشهد‬
‫علن على ابإراء مستحقه عنه فيقضي بإالبإراء فإنهما أخابرا عما أخابر الشهودا‬
‫عنه وانفرادا بإزياداة علم وهذا شأن الجارح مع المعدلين‬
‫قال الرابإعة التزكية أن يحكم بإشهاداته أو يثني عليه أن يروي عن غير العدل أو‬
‫يعمل بإخبره‬
‫____________________‬

‫) ‪(2/322‬‬


‫للتزكية أربإع مراتب أعلها أن يحكم بإشهاداته وثانيها أن يثني عليه بإأن يقول هو‬
‫عدل وما أشبهه وقال بإعض الشافعية ل بإد وأن يقول هو عدل على ولي وثالثها‬
‫إذا روى عنه من ل يروي عن غير العدل فإنه يكون تعديل على المختار عند‬
‫المام والمدي كالبخاري ومسلم في صحيحهما وقيل الرواية تعديل مطلقا‬
‫وقيل عكسه كما أن تركها ليس بإجرح ورابإعها إذا عمل بإمدلول ما أخابر بإه ولم‬
‫يمكن حمله على العمل بإدليل آخار فهو تعديل وقد نقل المدي التفاق على‬
‫ذلك وليس بإجيد فإن الخلف محكي في مختصر التقريب للقاضي وأما ترك‬
‫العمل بإما رواه هل يكون جرحا‬
‫فقال القاضي في مختصر التقريب ان تحقق تركه للعمل بإالخبر مع ارتفاع‬
‫الروافع والموانع وتقرر عندنا تركه موجب الخبر مع أنه لو كان ثابإتا للزم العمل‬
‫بإه فيكون ذلك جرحا وإن كان مضمون الخبر مما يسوغ تركه ولم يتبين قصده‬
‫إلى مخالفة الخبر فل يكون جرحا‬
‫فائدة أطلق المام أن الحكم بإالشهاداة تزكية كما في الكتاب‬
‫وقيده المدي إذا لم يكن الحاكم ممن يرى قبول الفاسق الذي ل يكذب وهو‬
‫قيد صحيح إل أنه ل يختص بإهذا القسم‬
‫فإن القسم الرابإع كذلك‬
‫قال الرابإع الضبط وعدم المساهلة في الحديث وشرط أبإو على العددا وردا‬
‫بإقبول الصحابإة خابر الواحد قال طلبوا العددا قلنا عند التهمة‬
‫الشرط الرابإع من شروط الراوي أن يكون بإحيث يؤمن من الكذب والخطأ فيما‬

‫رواه وذلك يستدعي حصول أمرين‬
‫أحدهما الضبط فمن يكون مختل الطبع ل يقدر على الحفظ أصل ل يقبل خابره‬
‫البتة وكذا يعتريه السهو غالبا ورب من يضبط قصار الحادايث داون طوالها‬

‫لقدرته على ضبط تلك داون هذه فتقبل روايته فيما علم ضبطه إياه‬
‫الثاني ولعله يدخال في الول عدم التساهل فلو روى الحديث وهو غير‬
‫____________________‬

‫) ‪(2/323‬‬

‫واثق بإه لم يقبله وإن كان التساهل في غير الحديث ويحتاط في الحديث قبلت‬
‫روايته على الظهر وإلى ذلك أشار المصنف بإقوله في الحديث‬
‫وشرط أبإو علي الجبائي في كل خابر‬
‫وقال كما حكى عنه القاضي عبد الجبار ل يقبل في الزنا إل خابر أربإعة كالشهاداة‬
‫عليه‬
‫ونقل القرافي عن كتاب المحصول في الصول لبإن العربإي أن الجبائي‬
‫اشترط في قبول الخبر اثنين وشرط على الثنين إثنين إلى أن ينتهي الخبر إلى‬
‫التاسع وهذا الذي قاله مرداودا بإقبول الصحابإة خابر العدل الواحد كعمل علي‬
‫بإخبر المقدادا وتعويلهم على خابر عائشة في التقاء الختانين وغير ذلك‬
‫واحتج بإانهم طلبوا العددا في أماكن فإن ابإا بإكر رضي الله عنه لم يقبل المغيرة‬

‫في الجدة حتى رواه معه محمد بإن مسلمة ولم يعمل عمر بإخبر أبإي موسى‬
‫في الستئذان حتى رواه أبإو سعيد الخدري وغير ذلك‬
‫والجواب أنهم لم يطلبوا العددا إل عند الريبة في صحة الرواية أما لحتمال‬
‫نسيان من رواه أو غير ذلك‬
‫وبإهذا يحصل الجمع بإين قبولهم تارة ورداهم أخارى وحكى ابإن الثير في جامع‬
‫الصول أن بإعضهم اشترط أربإعة عن أربإعة إلى أن ينتهي السنادا‬
‫قال الخامس شرط أبإو حنيفة فقه الراوي ان خاالف القياس وردا بإأن العدالة‬
‫تغلب ظن الصدق فيكفي‬
‫الراوي ل يشترط أن يكون فقيها عند الكثرين سواء كانت روايته مخالفة‬
‫للقياس أم لم تكن‬
‫____________________‬

‫) ‪(2/324‬‬

‫وقال أبإو حنيفة رضي الله عنه يشترط فقهه ان خاالفه القياس لن الدليل نحو‬
‫قوله } إن الظن ل يغني من الحق شيئا { } ول تقف ما ليس لك بإه علم {‬
‫} إن يتبعون إل الظن { ينفي جواز العمل بإخبر الواحد خاالفناه فيما إذا كان‬
‫الراوي فقيها لن العتمادا على روايته أوثق فوجب بإقاء ما عداه على الصل ردا‬
‫بإأن عدالة الراوي تغلب ظن صدقه والعمل بإالظن واجب كما تقرر وبإقوله‬
‫صلى الله عليه وسلم نضر الله أمرءا سمع فقالت فوعاها فأدااها إلى قوله‬
‫فرب حامل فقه ليس بإفقيه فهذا صريح في الباب‬
‫واما الثاني فل يخالفه قاطع ول يقبل التأويل ول يضره مخالفة القياس ما لم‬
‫يكن قطعي المقدمات بإل يقدم لقلة مقدماته وعمل الكثر والراوي‬
‫انقضت شروط المخبر بإكسر الباء والكلم الن في شرط المخبر عنه وشرطه‬

‫أن ل يخالفه داليل قاطع لقيام الجماع على تقديم المقطوع على المظنون فإن‬
‫خاالفه داليل قاطع فذلك القاطع إما عقلي أو سمعي فإن كان عقليا نظر فإن‬
‫كان ذلك الخبر قابإل للتأويل القريب الذي طرق أذن من هو أهل اللسان سمعه‬
‫ولم ينب عنه طبعه وجب تأويله جمعا بإين الدليلين‬
‫وإل قطعنا بإأنه لم يصدر من الشارع لن الدليل القطعي ل يحتمل الصرف عما‬
‫دال عليه بإوجه من الوجوه ل بإالتخصيص ول بإالتأويل إل بإغيرهما فيجب القطع‬
‫بإأنه مكذوب على الشارع ضرورة أن الشارع ل يصدر عنه الكذب ولو صدر عنه‬
‫هذا للزم صدور الكذب وهو محال وإن كان سمعيا فإن لم يكن الجمع بإينهما‬
‫فالحكم كما سبق‬
‫هذا إذا علم تأخاير المظنون عن المقطوع أو جهل التاريخ إذ ل يجوز الحمل على‬
‫النسخ فان نسخ المقطوع بإالمظنون غير جائز شرعا فإن علم تأخاير المقطوع‬
‫عنه حمل على أنه منسوخ ول يقطع بإكذبإه وإن كان الجمع غير ممكن لتحقق‬
‫شرط النسخ‬
‫____________________‬

‫) ‪(2/325‬‬

‫وبإهذا يفارق ما نحن فيه الصورة التي تجهل التاريخ فيها فإنه وإن أمكن في تلك‬
‫الصورة أن يحمل على أن المظنون منسوخ بإالمقطوع لكن لم يتحقق شرط‬
‫النسخ فل يقطع بإه بإمجردا الحتمال فإن الفات العارضة للراوي من كذب‬
‫ونسيان وغيرهما محتملة بإل ربإما يكون الحمل عليها أهون من الحمل على‬
‫النسخ مع عدم تحقيق شرطه هذا شرط خابر الواحد‬
‫وأما ما ظن أنه شرط له وليس كذلك فمنه إذا عارض خابر الواحد القياس فأما‬
‫أن يقتضي أحدهما تخصيص الخار لن فيخصيص العلة وخابر الواحد بإالقياس‬
‫جائز وأن تباينا من كل وجه وفيه كلم المصنف فينظر في مقدمات القياس‬
‫فان ثبت بإدليل قطعي قدمنا القياس على خابر الواحد وذلك واضح‬
‫وإن لم تكن مقدمات القياس قطعية فإن كانت كلها ظنية قدم الخبر لقلة‬
‫مقدماته ول يتجه أن يكون هذا محل خالف وإن كان كلم بإعضهم وهو طريقة‬
‫المدي يقتضي أنه من صور الخلف لكنه بإعيد وإن كان البعض قطعيا والبعض‬
‫ظنيا فمفهوم كلم المصنف أن خابر الواحد مقدم أيضا وهو قول الشافعي‬
‫رضي الله عنه واخاتيار المام وجماعة وقال مالك القياس راجح‬
‫وقال عيسى بإن ابإان إن كان الراوي ضابإطا عالما قدم خابره وإل كان في محل‬
‫الجتهادا وتوقف قوم المختار عندنا ما ذهب إليه أبإو الحسين وهو أنه يجتهد فإن‬
‫كانت إمارة القياس أقوى وجب المصير إليها وإل فبالعكس وإن استويا في‬
‫إفاداة الظن فالوجه ما ذهب إليه الشافعي ومنه عمل أكثر المة بإعض المة‬
‫بإخلف خابر الواحد أي ل يوجب رداه لن اكثر المة بإعض المة‬
‫وقول بإعض ليس بإحجة ومن يقول اتفاق الكثر إجماع ول عبرة بإالمخالف إذا‬
‫ندر فاللئق بإمذهبه أن يردا بإه الخبر واما عندنا فل لكن قول الكثر من‬
‫المرجحات فيقدم عند التعارض بإمعنى أنه إذا عارض خابر الواحد خابر آخار مثله‬
‫متعضد بإعمل الكثر قدم على الخار الذي ليس معه عمل الكثر ومنه عمل‬

‫راوي الخبر بإخلفه أي بإخلف ظاهر الخبر ل يوجب رداه‬
‫____________________‬

‫) ‪(2/326‬‬

‫كما أشار إليه بإقوله والراوي عطفا على عمل الكثر أي ول يضره مخالفة‬
‫الراوي وهل المرادا بإالراوي الصحابإي أو أعم من ذلك فيه الكلم المتقدم في‬
‫أثناء الخصوص وذهب أكثر الحنفية إلى أن عمل الراوي بإخلف الخبر يقدح في‬
‫الخبر ول يجوز الخاذ إل بإعمل الراوي وقال عبد الجبار وأبإو الحسين إن لم يكن‬
‫لمذهبه وتأويله وجه إل أنه علم بإالضرورة أنه عليه السلم أرادا ذلك الذي ذهب‬
‫إليه من ذلك الخبر وجب المصير إليه إن لم يعلم ذلك بإل جوزنا أن يكون قد‬
‫صار إليه لنص أو قياس وجب النظر في ذلك‬
‫فإن اقتضى ما ذهب إليه وجب المصير إليه وان لم يقتض ذلك لم يطلع على‬
‫مأخاذه وجب المصير إلى ظاهر الخبر‬
‫وذلك لن الحجة إنما هي في كلم رسول الله صلى الله عليه وسلم ل مذهب‬
‫الراوي وظاهر كلمه صلى الله عليه وسلم يدل على معنى غير ما ذهب إليه‬
‫الراوي فوجب المصير إليه وعدم اللتفات إلى مذهب الراوي‬
‫قال وأما الثالث ففيه مسائل الولى للفاظ الصحابإي سبع دارجات‬
‫الولى حدثني ونحوه‬
‫الثانية قال الحتمال التوسط‬
‫الثالثة أمر لحتمال اعتقاداه ما ليس بإأمر أمرا والعموم والخصوص والدوام‬
‫واللداوام‬
‫الرابإعة أمرنا وهو حجة عند الشافعي لن من طاوع أمرا إذا قاله فهم منه أمره‬
‫ولن غرضه بإيان الشرع‬
‫الخامسة من السنة وعن النبي عليه السلم‬
‫الساداسة قيل للتوسط‬
‫السابإعة كنا نفعل في عهده‬
‫هذا هو الثالث من شرائط العمل بإخبر الواحد وهو الكلم في الخبر وفيه‬
‫مسائل‬
‫____________________‬

‫) ‪(2/327‬‬

‫الولى في بإيان ألفاظ الصحابإي ومراتبها وقد أتى المصنف رحمه الله بإلفظ‬
‫جامع لها وهو قوله دارجات الدرجة الولى أن يقول حدثني رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم ونحوه مثل سمعت وأخابرني أو شافهني فهذا خابر عن الرسول‬
‫صلى الله عليه وسلم واجب القبول انفاقا‬
‫الثانية أن يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا فهذا ظاهرة النقل فيكون‬
‫حجة لكنه ليس نصا صريحا لحتمال أن يكون قد وصل إليه بإواسطة فتكون‬

‫مرتبته داون الولى‬
‫الثالثة أن يقول أمر النبي صلى الله عليه وسلم بإكذا ونهى عن كذا فهذا يتطرق‬
‫إليه هذا الحتمال مع احتمال آخار وهو احتمال ظنه ما ليس بإأمر أمرا وأيضا‬
‫فليس فيه أنه أمر الكل أو البعض ولن المر بإه يدوم أول فربإما اعتقد شيئا ل‬
‫يوافق اجتهادانا وقول المصنف لحتمال تعليل لكونه داون الدرجة الثانية لكن‬
‫الظاهر من حال الصحابإي أنه إنما يطلق هذه اللفظة إذا تيقن المرادا لذلك‬
‫ذهب الكثرون إلى أنه حجة وخاالف دااودا الظاهري وبإعض المتكلمين والقاضي‬
‫في مختصر التقريب حكى عن دااودا أنه صار إلى التوقف في ذلك وإلى التوقف‬
‫مال المام‬
‫الرابإعة ان يبني الصيغة للمفعول فيقول أمرنا بإكذا أو نهينا عن كذا أو وجب‬
‫علينا كذا وما أشبه ذلك والذي عليه الشافعي رضوان الله عليه وأكثر الئمة‬
‫وهو اخاتيار المام والمدي أن ذلك يفيد أن المر والناهي هو الرسول صلى الله‬
‫عليه وسلم فيكون حجة وذهب الصيرفي والكرخاي وغيرهما إلى أن ذلك متردادا‬
‫بإين أمر الله الذي اشتمل عليه كتابإه المنزل وأمر الرسول صلى الله عليه‬
‫وسلم‬
‫وأمر كل المة أو بإعض الولة وبإين أن يكون قال ذلك استنباطا لقياس أو غيره‬
‫بإحسب تأداية اجتهاداه فل يكون حجة وأصبح الولون بإوجهين‬
‫أحدهما أن من لزم طاعة رئيس فإنه إذا قال أمرنا بإكذا فهم منه أمر ذلك‬
‫الرئيس ل يفهم ممن يقول في داار السلطان أمرنا بإكذا إل أن المر السلطان‬
‫____________________‬

‫) ‪(2/328‬‬

‫والثاني أن غرض الصحابإي تعليمنا الشرع فيجب حمله على من صدر الشرع‬
‫عنه داون الئحة والولة وأما حمله على أمر الله فمنتف لن أمر الله تعالى‬
‫ظاهر للكل ل يستفادا من قول الصحابإي وحمله على الجماع متعذر لن ذلك‬
‫الصحابإي من المة وهو ل يأمر نفسه وانما قلنا إن هذه المرتبة داون الثالثة‬
‫لحتمالها ما تحتمل تلك مع زياداة ما ذكرناه‬
‫الخامس أن يقرر من السنة كذا وهو حجة عند جماعة يجب حمله على سنة‬
‫الرسول صلى الله عليه وسلم‬
‫وهذا ما عليه المام والمدي والمتأخارون وخاالف الكرخاي والصيرفي‬
‫والمحققون كما ذكر إمام الحرمين في البرهان‬
‫وقال المازري أحد قولي الشافعي أنه ليس بإحجة وحكى القاضي في مختصر‬
‫التقريب اخاتلف أصحابإنا في ذلك وقد قال الشافعي في القديم إن المرأة‬
‫تعاقل الرجل إلى ثلث الدية أي تساوي في العقل‬
‫فإن زادا الواجب على الثلث صارت على النصف وذكر أن هذا القول القديم‬
‫مرجوع عنه وأن الشافعي رضي الله عنه قال كان مالك يذكر أنه السنة وكنت‬
‫أتابإعه عليه وفي نفس منه شبهة حتى علمت انه يريد سنة أهل المدينة فرجعت‬
‫عنه وهذا من الشافعي يدل على أن قوله من السنة ظاهر في أن المرادا بإه‬
‫سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ما لم يقم داليل على أن المرادا سنة البلد أو‬
‫غير ذلك‬

‫ويدل أيضا على أن هذا ل يختص بإالصحابإي بإل يعم كل متكلم على لسان‬
‫الشرع كمالك وغيره وحجة الولين ما تقدم في أمرنا ونهينا وهذه الدرجة داون‬
‫الرابإعة لحتمالها ما نحتمل تلك مع زياداة احتمال سنة البلد أي طريقتها أو غير‬
‫ذلك‬
‫وإمام الحرمين قال إنها بإمثابإة تلك وكأنه رأى هذا الحتمال مرجوحا لبعده من‬
‫المتكلم على لسان الشريعة ومالك رضي الله عنه وإن كان قد وقع منه قوله‬
‫من السنة مع إراداته سنة البلد فما ذلك إل لن إجماع المدينة عنده حجة فكانت‬
‫____________________‬

‫) ‪(2/329‬‬

‫طريقها عنده من السنة فلذلك أطلق قوله من السنة وأرادا سنة المدينة ول يقع‬
‫منه ذلك في بإلد غيرها‬
‫الساداسة أن يقول عن النبي صلى الله عليه وسلم واخاتلفوا فيه فقال قوم‬
‫بإظهوره في إنه سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم فيكون حجة وهو رأي‬
‫المصنف وصفي الدين الهندي وأما المام وغيرهما من اتباعه فلم يرجح أحد‬
‫منهم شيئا‬
‫السابإعة ان يقول كنا نفعل في عهده صلى الله عليه وسلم كذا وكانوا يفعلون‬
‫كذا ومنه قول عائشة رضي الله عنها كانوا ل يقطعون في الشيء التافه‬
‫والكثرون على أنه حجة وهو اخاتيار المدي‬
‫ومقتضى اخاتيار المام هنا إل أنه جعله مرتبة سابإعة كما فعل المصنف ولم‬
‫يصرح في الساداسة بإترجيح وقضية تقديمها ترجيحها وحجة الكثرين أن قوله‬
‫كنا نفعل وكانوا يفعلون ظاهر في فعل الجماعة وتقرير النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم لن قصد الصحابإي بإيان الشريعة وهذه الدرجة داون التي قبلها‬
‫لخاتصاصها بإاحتمال أن يكون فعل بإعضهم ولم يطلع عليه النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم لن قصد الصحابإي واعلم أن كلم المصنف ربإما يوهم توقف الحتجاج‬
‫بإقول الصحابإي كنا نفعل على تقييده بإعهد النبي صلى الله عليه وسلم وفيه‬
‫مخالفة لكلم غيره والذي عندي في ذلك ان لهذه الدرجة ألفاظا‬
‫أعلها أن يقول كنا معاشر الناس أو كانت الناس تفعل ذلك في عهده صلى‬
‫الله عليه وسلم‬
‫وهذا ما ل يتجه في القول بإكونه حجة خالفا لتصريحه بإنقل الجماع المتعضد‬
‫بإتقرير النبي‬
‫والثانية كنا نفعل في عهده صلى الله عليه وسلم ول يصرح بإجميع الناس فهذه‬
‫داون ذلك لن الضمير في قوله كنا يحتمل أن يعودا على طائفة مخصوصة‬
‫والثالثة أن يقول كان الناس يفعلون كذا ول يصرح بإعهد النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم فهذه داون الثانية من جهة عدم التصريح بإعده صلى الله عليه وسلم‬
‫وفوقها من جهة تصريحه بإجميع الناس فيحتمل أن يقال لتساويها وإل ظهر‬
‫رجحان تلك لن التقييد بإعهد النبي صلى الله عليه وسلم ظاهر في أنه قرر‬
‫عليه وتقريره تشريع سواء كان لواحد أو لجماعة‬
‫____________________‬

‫) ‪(2/330‬‬

‫وأما هذه فغايتها أنها ظاهرة في نقل الجماع بإخبر الواحد فيه من الخلف ما‬
‫هو معروف‬
‫والرابإعة أن يقول كنا نفعل كذا وكانوا يفعلون كذا وهي داون الكلم لعدم‬
‫التصريح بإالنبي صلى الله عليه وسلم ومما يعودا عليه ضمير قوله كنا وكانوا‬
‫فهذه طرق الصحابإي في نقل الحديث النبوي والصحابإي عند الكثرين هو من‬
‫رأي النبي صلى الله عليه وسلم وصحبه ولحظة سواء روي عنه أو لم يرو وقيل‬
‫من طالت صحبته وإن لم يرو وقيل من طالت صحبته وأخاذ عنه العلم وروي‬
‫وتثبت الصحة بإالنقل أو بإالتواتر أو الحادا وبإقول المعاصر العدل أنا صحابإي أو‬
‫رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وصحبته ومن الناس من توقف في ثبوتها‬
‫بإقوله لما في ذلك من داعواه رتبة لنفسه وهو توقف ظاهر فإن المرء لو قال أنا‬
‫عدل لم يلتفت إلى مقاله لدعواه لنفسه خاصلة شريفة فكيف إذا اداعى الصحبة‬
‫التي هي فوق منصب العدالة بإأضعاف مضاعفة فهذا ما يجب التوقف فيه‬
‫قال الثانية لغير الصحابإي أن يروي إذا سمع الشيخ أو قرأ عليه ويقول له هل‬
‫سمعت فيقول نعم أو أشار أو سكت وظن إجابإته عند المحدثين أو كتب الشيخ‬
‫أو قال سمعت ما في هذا الكتاب أو يجيز له‬
‫هذه المسألة في رواية غير الصحابإي وذلك أيضا على سبع مراتب‬
‫الولى أن يسمع من لفظ الشيخ فيلزمه العمل بإالخبر ثم هو ينقسم إلى أمل‬
‫وتحديث من غير أمل وسواء كان من حفظه أو من كتابإه وهذا القسم ارفع‬
‫القسام عند الجماهير‬
‫وللسامع في هذا القسم أن يقول أخابرني وحدثني او سمعت أو أخابرنا أو حدثنا‬
‫وهذا إن قصد الراوي إسماعه إما خااصة أو كان في جمع قصد الراوي‬
‫إسماعهم وإن لم يقصد الشيخ إسماعه ل في وحدة فليس له أن يقول أل‬
‫سمعته يحدث عن فلن سأل الخطيب أبإو بإكر الحافظ شيخه الحافظ أبإي بإكر‬
‫اليرقاني عن السر في كونه يقول فيما رواه لهم عن أبإي القاسم عبد الله بإن‬
‫إبإراهيم الجرجاني البإتذوبإي سمت سمعت ول يقول حدثنا ول أخابرنا فذكر له‬
‫أبإا‬
‫____________________‬

‫) ‪(2/331‬‬

‫القاسم كان مع علو قدره عسرا في الرواية وكان البرقاني يجلس بإحيث ل‬
‫يراه أبإو القاسم ول يعلم بإحضوره فيسمع منه ما يحدث بإه الشخص الداخال‬
‫عليه وحده‬
‫الثانية أن يقرأ عليه وأكثر المحدثين يسمعون القراءة على الشيخ عرضا من‬
‫حيث أن القارئ يعرض على الشيخ ما يقرأه ويقول له بإعد الفراغ من القراءة‬
‫أو قبلها هل سمعت‬
‫فيقول الشيخ نعم أو يقول بإعد الفراغ المر كما قرىء علي ول خالف أنها رواية‬
‫صحيحة إل ما كحى عن بإعض من ل يعتد بإخلفه واخاتلفوا في أنها مثل السماع‬
‫من لفظ الشيخ في المرتبة أو داونه أو فوقه والصحيح ترجيح السماع من لفظ‬

‫الشيخ والحكم بإأن القراءة علته مرتبة ثانية‬
‫وهو مذهب جمهور أهل المشرق وللقارئ هنا أن يقول قرأت على فلن‬
‫وللسامع أن يقول قريء عليه وأنا أسمع فأقر بإه وله أن يقول حديثا قراءة عليه‬
‫أو أخابرنا قراءة عليه وأما إطلق حدثنا وأخابرنا ففيه مذاهب‬
‫أحدها المنع منهما جميعا وبإه قال ابإن المبارك ويحيى بإن يحيى وأحمد بإن حنبل‬
‫والنسائي‬
‫والثاني التجويز وأنه كالسماع من لفظ الشيخ في جواز إطلق حدثنا وأخابرنا‬
‫وبإه قال الزهري ومالك وسفيان بإن عيينة ويحيى بإن سعيد القطان والبخاري‬
‫ومن هؤلء من أجاز فيها أيضا أن يقول سمعت فلنا حكاه ابإن الصلح‬
‫والثالث المنع من إطلق حدثنا ويجوز أخابرنا وهو قول الشافعي وأصحابإه‬
‫ومسلم بإن الحجاج وجمهور أهل المشرق والحتجاج له ليس بإأمر لغوي وإنما‬
‫هو اصطلح منهم أراداوا بإه التمييز بإين النوعين وصار هو الشائع الغالب على‬
‫أهل الحديث وقد قرأ ابإو حاتم محمد بإن يعقوب الهروي صحيح البخاري على‬
‫بإعض الشيوخ عن الفريري وكان يقول له في كل حديث حدثكم الفريري فلما‬
‫فرغ‬
‫____________________‬

‫) ‪(2/332‬‬

‫من الكتاب سمع الشيخ يذكر أنه سمع الكتاب من الفريري قراءة عليه فأعادا‬
‫أبإو حاتم قراءة جميع الكتاب عليه وقال له في جيعه أخابركم الفريري‬
‫الثالثة أن يقرأ على الشيخ ويقول له هل سمعته فيشير الشيخ بإإصبعه أو رأسه‬
‫فالشارة ههنا كالعبارة في وجوب العمل بإذلك الخبر وكذا في جواز الرواية عنه‬
‫على الصحيح‬
‫الرابإعة أن يقرأ على الشيخ ويقول بإقوله هل سمعته فيسكت الشيخ ويغلب‬
‫على ظن القارئ بإقرينة الحال إجابإته له فيجب العمل بإه بإل خالف وأما جواز‬
‫الرواية فالجمهور من المحدثين وغيرهم عليها لن سكوته نازل منزلة تصريحه‬
‫بإتصديق القارئ وشرط قوم إقرار الشيخ نطقا وبإه قطع الشيخ أبإو اسحاق‬
‫الشيرازي وسليم الرازي وأبإو نصر الصباغ‬
‫الخامسة يكتب الشيخ الى شخص سمعت كذا من فلن فللمكتوب إليه إذا علم‬
‫خاط الشيخ أو ظنه أنه يعمل بإه وله أن يروي عنه إذا اقترنت المكاتبة بإلفظ‬
‫الجازة بإأن يقول أجزت لك ما كتبته إليك أو نحو ذلك وأما إن تجردات المكاتبة‬
‫فقد أجاز الرواية بإها كثير من المتقدمين والمتأخارين منهم أيوب السختياني‬
‫ومنصور والليث بإن سعد وجماعة من أصحابإنا وغل أبإو المظفر السمعاني من‬
‫أصحابإنا فقال إنها أقوى من الجازة إليه مصير جمع من الصوليين وهو قضية‬
‫ترتيب المصنف حيث أخار ذكر الجازة في التعدادا ومنع قوم من الرواية بإها‬
‫منهم الماورداي في الحاوي وجوز الليث بإن سعد ومنصور واطلق حديثا وأخابرنا‬
‫في الرواية بإالمكاتبة والمختار خالفه وأنه إنما يقول كتب إلى فلن‬
‫الساداسة أن يشير الشيخ إلى كتاب فيقول سمعت ما في هذا الكتاب من فلن‬
‫وهو مسموعي من فلن فيعمل السامع بإه وإما أنه هل يرويه عنه فله أحوال‬
‫____________________‬

‫) ‪(2/333‬‬

‫إحداها أن يقرن ذلك بإالمناولة والجازة وهذه الحالة أعلى من الحوال ومن‬
‫صورها أن يدفع الشيخ إلى الطالب أصل سماعه أو فرعا مقابإل له ويقول هذا‬
‫سماعي أو روايتي عن فلن فأروه عني أو أجزت لك روايته عني ثم يهبه إياه أو‬
‫يقول خاذه وانسخه وقابإل بإه ونحو هذا ومنها أن يجيء الطالب إلى الشيخ‬
‫بإكتاب أو جزء من حديثه فيعرضه عليه فيتأمله الشيخ العارف المتيقظ ثم يعيده‬
‫إليه ويقول وقفت على ما فيه وهو حدثني عن فلن فاروه عني وهذا يسمى‬
‫عرض المتأولة كما أن القراءة على الشيخ تسمى عرض القراءة وهذه المناولة‬
‫المقرونة بإالجازة حاله محل السماع عند الزهري وربإيعة الراوي ويحيى بإن‬
‫سعيد ومالك بإن أنس ومجاهد وابإن عيينة وقتاداة وأبإي العالية وابإن وهب‬
‫وآخارين والصحيح أن ذلك غير محال محل السماع وأنه منحط عن دارجة‬
‫التحديث لفظا والخابار قراءة‬
‫قال الحاكم أما فقهاء السلم الذين أفتوا في الحلل والحرام فإنهم لم يروه‬
‫سماعا ويه قال الشافعي والوزاعي والبوطي والمزني وأبإو حنيفة وسفيان‬
‫الثوري واحمد بإن حنبل وابإن المبارك يحيى واسحاق بإن راهويه قال عليه عهدنا‬
‫أئمتنا وإليه ذهبوا وإليه نذهب‬
‫وثانيها ان يناوله الكتاب مناولة مجرداة عن الجازة فيقتصر على قوله هذا من‬
‫حديثي أو من سماعي ول