http://www.almeshkat.net/books/archive/books/ebhaaj14.zip ƒΘ¥á∞ƒñ 003
تم تصدير هذا الكتاب آليا بواسطة المكتبة الشاملة
)اضغط هنا للنتقال إلى صفحة المكتبة الشاملة على النترنت(
البإهاج في شرح المنهاج على منهاج الوصول إلى علم الصول
للبيضاوي
علي بإن عبد الكافي السبكي
سنة الولداة /سنة الوفاة 756
تحقيق جماعة من العلماء
الناشر داار الكتب العلمية
سنة النشر 1404
مكان النشر بإيروت
عددا الجزاء 3
واحد من الصغائر إذا غلبت الطاعات وعلى الول تضر قال ابإن الرفعة وقضية
كلمه أن مداومة النفوع تضر على الوجهين
أما على الول فظاهر
وأما على الثاني فلنه في ضمن حكايته قال إن الكثار من النوع الواحد كالكثار
من النواع وحينئذ ل يحسن معه التفصيل نعم يظهر أثرهما فيم إذا أتى بإأنواع
من الصغائر إن قلنا بإالول لم تضر وإن قلنا بإالثاني ضر
واعلم أن الصغائر كما تصير بإالصرار كبيرة كذلك بإعض المباحات تصير
بإالصرار صغيرة
قال الغزالي في أثناء كتاب التوبإة من إحياء علوم الدين وهو الكتاب الول من
ربإع المنجيات الصغيرة تكبر بإالمواظبة كما أن المباح يصير صغيرة بإالمواظبة
كاللعب بإالشطرنج والترنم بإالغناء على الدوام وغيره
فإن قلت هذا التعريف الذي قدمتموه في العدالة قضيته أن من لم يقدم على
كبيرة ول رذيلة ولم يكن في نفسه ملكة تمنعه عن اقتراف هذين وانما كف
عنهما كفا من غير أن يكون في نفسه ملكة تدعوه إلى ذلك ل يكون عدل فهل
في هذا مخالفه لكلم الفقهاء فانهم يقولون إن العدل من ل يقدم على كبيرة
ول يصر على صغيرة فل يقدم على ما يحرم المروءة وذلك اعم من أن يكون
بإداعية الملكة النفسية أول قلت ظاهره المخالفة ولكنا نقول متى حصلت تلك
الملكة لم يحصل القدام على ما يخل بإالعدالة ومتى أقدم علمنا أن الملكة
حاصلة فإن الملكة مستقلة بإالمنع فمتى حصلت ل بإد وأن يحصل المتناع
فإن قلت هل يحرم تعاطي المباحات التي تردا بإها الشهاداة لخاللها بإالمروءة
قلت قد حكى ابإن الرفعة أن سمع قاضي القضاة تقي الدين أبإي عبد الله
محمد بإن الحسن بإن رزين يقول بإعض من لقيه بإالشام من المشايخ كان يحكي
في ذلك ثلثة أوجه
____________________
) (2/317
ثالثها إن تعلقت بإه شهاداة حرمت وإل فل لكن في البسيط والنهاية الجزم
وبإعدم التحريم وهو الظاهر
قال ول تقبل رواية من أقدم على الفسق عالما وإن جهل قبل
قال القاضي ضم جهل إلى فسق
قلنا الفرق عدم الجراءة
لما كانت العدالة شرطا لم يجز قبول رواية من أقدم على الفسق عالما بإكونه
فسقا
وقد حكى الجماع على هذا وهذا واضح إن كان ما أقدم عليه مقطوعا بإكونه
فسقا واما إن كان مظنونا فيتجه تخريج خالف فيه ان حكى وجه فيمن شرب
النبيذ وهو يعتقد تحريمه أن شهاداته ل تردا
قال صاحب البحر وهو الذي مال إلى ترجيحه المتأخارون من الصحاب ول فرق
بإين الرواية والشهاداة فيما يتعلق بإالعدالة وان افترقا في أمور أخار وأما الجاهل
بإكونه فسقا فقد يجهل الحال بإالكلية ويكون ساذجا والمر من المظنونات كما
لو شرب النبيذ ساذج ل يعتقد الحل ول التحريم ففي فسقه وردا شهاداته بإعد
إقامة الحد عليه وجهان حكاهما الماورداي في الحاوي ل بإد من جريان مثلهما
في ردا روايته على أن الوجهين المذكورين ل بإد من فرضهما في رجل جاهل
بإالقاعدة المشهورة وهي أن المكلف ل يجوز له أن يقدم على فعل حتى يعرف
حكم الله فيه
وقد حكى الشافعي في الرسالة الجماع على هذه القاعدة وكذلك حكاه
الغزالي ثم أنهما أعني الوجهين ل يتجهان إل تخريجا على حكم الشياء قبل
ورودا الشرع والماروداي كثيرا ما يخرج على ذلك وقد يكون ظانا الحل فتقبل
روايته إما ان كان ما اقدم عليه من المظنونات فقد حكى المام فيه التفاق
قال الهندي وإل ظهر أن فيه خالفا كما في الشهاداة اذ نقل وجه في الشهاداة
أنها تردا بإه ولكن الصحيح أنها ل تردا
____________________
) (2/318
قال الشافعي رضي الله عنه اقبل شهاداة الحنفي وأحده إذا شرب النبيذ وإن
كان من القطعيات فكذلك على المختار خالفا للقاضي أبإي بإكر والجبائي وأبإي
هاشم وتبعهم المدي
قال الشافعي أقبل شهاداة أهل الهواء إل الخطابإية من الرافضة لنهم يرون
الشهاداة بإالزور لموافقيهم لنا إن ظن صدقه راجح والعمل بإالظن واجب واحتج
القاضي ومن نحا نحوه بإأن القدام على الفسق من العالم قبيح موجب للردا
والجاهل إذا قدم عليه كان أولى بإالردا إذ زادا قبيحا آخار على الفسق وهو الجهل
فإذا منع الفسق بإمجرداه من القبول فلن يمنع والجهل مضاف إليه أولى
وأجاب المصنف بإأن الفرق بإين من أقدم عالما ومن أقدم جاهل أن إقدام الول
يدل على الجراءة وقلة المبالة بإالمعصية فيغلب على الظن كذبإه بإخلف
الجاهل قلت ولعل القاضي رحمه الله يقول ترك استرشاداه في التشبهات
تهاون بإالدين فصار فاسقا وبإهذه الكلمة اعتل من ذهب إلى تفسيق الساذج
الذي ل يعتقد الحل ول التحريم كما تقدمت حكايته آنفا وهو هنا ابإلغ بإخلف
المر الظني المجتهد فيه
قال ومن ل تعرف عدالته ل تقبل روايته لن الفسق مانع ول بإد من تحقق عدمه
كالصبا والكفر والعدالة تعرف بإالتزكية وفيها مسائل
مجهول العدالة ل تقبل روايته عند الشافعي وأحمد وأكثر أهل العلم بإل لبإد من
البحث عن سيرته بإاطنا وعليه المام وأتباعه منهم المصنف
وقال أبإو حنيفة يكتفى في قبول الرواية بإظهور السلم والسلمة عن الفسق
ظاهر أمثاله ما روى المخالف عن أم سلمة أنها قالت كانت النفساء تقعد على
عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أربإعين يوما وهذا ما رواه أبإو سهل عن
مسة الذرية عن أم سلمة وأبإو سهل ومسة مجهولن ذكره القاضي أبإو الطيب
ومثل ذلك كثير فإن قيل قد قبلتم المجهول وذلك أن عبد الرحمن بإن وعلة
المصري رجل
____________________
) (2/319
مجهول وقد روى عن ابإن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال أيما أهاب
دابإغ فقد طهر
ونقل عن أحمد بإن حنبل أنه ذكر له حديثه هذا فقال ومن أبإن وعلة قلنا ليس
ابإن وعلة مجهول بإل هو ثقة روى عنه زيد بإن اسلم ويحيى بإن سعيد وغيرهما
ووثقه ابإن معين والعجلي والنسائي وروى له مسلم والربإعة
فإن قيل روى خاالد بإن أبإى الصلت عن عراك بإن مالك عن عائشة أنها قالت بإلغ
رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ناسخا يكرهون أن يستقبلوا القبلة
بإفروجهم فقال أو قد فعلوها تحولوا بإمقدتي إلى القبلة وخاالد مجهول
وحكى أبإو بإكر بإن المنذر في كتابإه هذا عن أبإي ثور قلنا خاالد معروف روى له
ابإن ماجة وروى عنه سفيان بإن حسين ومبارك بإن فضالة وغيرهما ذكره ابإن
حبان في الثقات
قال شيخنا الذهبي وما علمت أحدا تعرض إلى لينه
وقال القاضي أبإو الطيب ان أبإا بإكر بإن المنذر أجاب عن هذا بإأن أحمد بإن حنبل
قال مخرج هذا الحديث حسن قال
وقال غيره روى عنه خاالد الحذاء ومبارك بإن فضالة وواصل مولى بإن عيينة
وهؤلء ثقات فوجب أن يكون خاالد معروفا وقد استدل المصنف على المختار
بإأن الفسق مانع من القبول بإاتفاق فل بإد من تحقق ظن عدمه قياسا على
الصبي والكفر بإجامع رفع احتمال المفسدة وهذا الدليل فيه نظر لنا إذا شككنا
في المنافع فالصل عدمه فقد حصل ظن عدمه بإدليل الصل لن عدم المانع
ليس شرطا حتى يشترط تحقق عدمه وكثير من الفقهاء يتخيل انه شرط
وليس كذلك بإل عدم المانع ليس بإشرط وعدم الشرط ليس بإمانع وداليله أن
الشك في عدم الشرط يمنع ترتب الحكم لن القاعدة أن المشكوكات
كالمعدومات فكل شيء
____________________
) (2/320
شككنا في وجوداه أو عدمه جعلنا معدوما فلو كان عدم الشرط مانعا أو عدم
المانع شرطا لزم من الشك فيه أن ترتب الحكم لنه مانع وأن ل نرتبه لنه
شرط فنرتبه ول نرتبه وهذا يوضع بإين النقيضين واعلم ان أبإا حنيفة إنما يقبل
رواية المجهول إذا كان في صدر السلم حيث الغالب على الناس العدالة أما
في هذا الزمان فل صرح بإه بإعض المتأخارين من أصحابإه ثم ذكر صاحب الكتاب
من الطريق التي تعرف بإها العدالة التزكية واخال بإذكر الخاتبار وإن كان هو
الصل إذ ليس مستند التزكية إل هو إما بإمرتبة أو مراتب دافعا للتسلسل لن
مقصودا الفصل الكلم في أحكام التزكية وقد ذكر المصنف فيه أربإع مسائل
قال الولى في شرط العدالة في الرواية والشهاداة ومنع القاضي فيهما والحق
الفرق كالصل
في اشتراط العددا وفي الرواية والشهاداة مذاهب
أحدها يشترط فيهما وهو رأي بإعض المحدثين
والثاني ل يشترط بإل يكفي فيهما واحد وهو قول القاضي
والثالث وبإه قال الكثرون أن العددا يشترط في التزكية في الشهاداة داون
التزكية في الرواية وحجته أن الشهاداة نفسها ل بإد فيها من العددا فكذلك ما هو
شرط فيها والرواية ل يشترط فيها العددا فكذا شرطها واليه أشار بإقوله
كالصل ويؤخاذ منه قبول تزكية المرأة والعبد في الرواية وهو كذلك
قال الثانية قال الشافعي رضي الله عنه يذكر سبب الجرح وقيل سبب التعديل
وقيل سببهما قال القاضي ل فيهما
قال الشافعي رضي الله عنه يجب ذكر سبب الجرح داون التعديل إذ قد يجرح
بإما ل يكون جارحا ل اخاتلف المذاهب فيه بإخلف العدالة إذ ليس لها إل سبب
واحد ولن الجرح يحصل بإخصلة واحدة بإخلف التعديل وقيل عكسه لن مطلق
الجرح يبطل الثقة ومطلق التعديل ل يحصل الثقة لتسارع الناس إلى الثناء
اعتماداا على الظاهر فل بإد من سببه وقيل ل بإد من تبيين السبب فيهما جميعا
أخاذا بإمجامع كلم الفريقين وقال القاضي ل يجب ذكر السبب
____________________
) (2/321
فيهما لنه ان لم يكن بإصيرا بإهذا الشأن لم يصلح للتزكية وإن كان بإصيرا بإه فل
معنى للسؤال كذا نص عليه في مختصر التقريب ونقله عنه المدي والغزالي
والمام واتباعه منهم المصنف ونقل إمام الحرمين في البرهان عنه المذهب
الثاني وهو اشتراط بإيان السبب في التعديل داون الجرح وقال انه أوقع في
مأخاذ الصول وقال إمام الحرمين والمام وغيرهما أن كان المزكي عالما
بإأسباب الجرح والتعديل اكتفينا بإإطلقه فيهما وإن لم يعرف اطلعه على
شرائطهما إستخبرناه عن أسبابإهما ويشبه أن ل يكون هذا مذهبا خاامسا لنه إذا
لم يكن عارفا بإشروط العدالة لم يصلح للتزكية
قال الثالثة الجرح مقدم على التعديل لن فيه زياداة
الجرح يقدم عند التعارض على التعديل أن كان فيه اطلع على زياداة لم يطل
عليها المعدل اللهم إل إذا جرحه بإقتل إنسان وقت كذا فقال المزكي رأيته حيا
بإعد ذلك فهنا يتعارضان وهذا إذا كان المعدل والجارح في العددا سواء وقد حكى
ابإن الحاجب مذهبا أنهما يتعارضان ول يترجح أحدهما بإمرجح واعلم أن
الستدلل بإالجماع إذا كان قد قام كما حكاه القاضي أقوى الحجج على
المدعي لن الزياداة التي ذكرها الجارح قد ينفيها المعدل
فإن قلت لو نفاها كان شاهدا على النفي فل تقبل شهاداته قلت إنما كلمنا في
الرواية فهو مخبر عن النفي والخابار نفيا وإثباتا مقبول بإخلف الشهاداة فل
يقاس أحدهما بإالخار نعم قال القاضي الخابار عن النفي يضعف وأما إن كثر
عددا المعدلين وقل عددا الجارحين فقد صار بإعض العلماء إلى أن العدالة في
مثل هذه الصورة أولى والحق التسوية فإن كل واحد من الجرح والتعديل
يستقل بإنفسه لو قدر مفردا فالزياداة ل تقضي بإغير ذلك
قال القاضي ونوضحه أن عشرة من الشهودا لو شهدوا على ثبوت داين وشهد
علن على ابإراء مستحقه عنه فيقضي بإالبإراء فإنهما أخابرا عما أخابر الشهودا
عنه وانفرادا بإزياداة علم وهذا شأن الجارح مع المعدلين
قال الرابإعة التزكية أن يحكم بإشهاداته أو يثني عليه أن يروي عن غير العدل أو
يعمل بإخبره
____________________
) (2/322
للتزكية أربإع مراتب أعلها أن يحكم بإشهاداته وثانيها أن يثني عليه بإأن يقول هو
عدل وما أشبهه وقال بإعض الشافعية ل بإد وأن يقول هو عدل على ولي وثالثها
إذا روى عنه من ل يروي عن غير العدل فإنه يكون تعديل على المختار عند
المام والمدي كالبخاري ومسلم في صحيحهما وقيل الرواية تعديل مطلقا
وقيل عكسه كما أن تركها ليس بإجرح ورابإعها إذا عمل بإمدلول ما أخابر بإه ولم
يمكن حمله على العمل بإدليل آخار فهو تعديل وقد نقل المدي التفاق على
ذلك وليس بإجيد فإن الخلف محكي في مختصر التقريب للقاضي وأما ترك
العمل بإما رواه هل يكون جرحا
فقال القاضي في مختصر التقريب ان تحقق تركه للعمل بإالخبر مع ارتفاع
الروافع والموانع وتقرر عندنا تركه موجب الخبر مع أنه لو كان ثابإتا للزم العمل
بإه فيكون ذلك جرحا وإن كان مضمون الخبر مما يسوغ تركه ولم يتبين قصده
إلى مخالفة الخبر فل يكون جرحا
فائدة أطلق المام أن الحكم بإالشهاداة تزكية كما في الكتاب
وقيده المدي إذا لم يكن الحاكم ممن يرى قبول الفاسق الذي ل يكذب وهو
قيد صحيح إل أنه ل يختص بإهذا القسم
فإن القسم الرابإع كذلك
قال الرابإع الضبط وعدم المساهلة في الحديث وشرط أبإو على العددا وردا
بإقبول الصحابإة خابر الواحد قال طلبوا العددا قلنا عند التهمة
الشرط الرابإع من شروط الراوي أن يكون بإحيث يؤمن من الكذب والخطأ فيما
رواه وذلك يستدعي حصول أمرين
أحدهما الضبط فمن يكون مختل الطبع ل يقدر على الحفظ أصل ل يقبل خابره
البتة وكذا يعتريه السهو غالبا ورب من يضبط قصار الحادايث داون طوالها
لقدرته على ضبط تلك داون هذه فتقبل روايته فيما علم ضبطه إياه
الثاني ولعله يدخال في الول عدم التساهل فلو روى الحديث وهو غير
____________________
) (2/323
واثق بإه لم يقبله وإن كان التساهل في غير الحديث ويحتاط في الحديث قبلت
روايته على الظهر وإلى ذلك أشار المصنف بإقوله في الحديث
وشرط أبإو علي الجبائي في كل خابر
وقال كما حكى عنه القاضي عبد الجبار ل يقبل في الزنا إل خابر أربإعة كالشهاداة
عليه
ونقل القرافي عن كتاب المحصول في الصول لبإن العربإي أن الجبائي
اشترط في قبول الخبر اثنين وشرط على الثنين إثنين إلى أن ينتهي الخبر إلى
التاسع وهذا الذي قاله مرداودا بإقبول الصحابإة خابر العدل الواحد كعمل علي
بإخبر المقدادا وتعويلهم على خابر عائشة في التقاء الختانين وغير ذلك
واحتج بإانهم طلبوا العددا في أماكن فإن ابإا بإكر رضي الله عنه لم يقبل المغيرة
في الجدة حتى رواه معه محمد بإن مسلمة ولم يعمل عمر بإخبر أبإي موسى
في الستئذان حتى رواه أبإو سعيد الخدري وغير ذلك
والجواب أنهم لم يطلبوا العددا إل عند الريبة في صحة الرواية أما لحتمال
نسيان من رواه أو غير ذلك
وبإهذا يحصل الجمع بإين قبولهم تارة ورداهم أخارى وحكى ابإن الثير في جامع
الصول أن بإعضهم اشترط أربإعة عن أربإعة إلى أن ينتهي السنادا
قال الخامس شرط أبإو حنيفة فقه الراوي ان خاالف القياس وردا بإأن العدالة
تغلب ظن الصدق فيكفي
الراوي ل يشترط أن يكون فقيها عند الكثرين سواء كانت روايته مخالفة
للقياس أم لم تكن
____________________
) (2/324
وقال أبإو حنيفة رضي الله عنه يشترط فقهه ان خاالفه القياس لن الدليل نحو
قوله } إن الظن ل يغني من الحق شيئا { } ول تقف ما ليس لك بإه علم {
} إن يتبعون إل الظن { ينفي جواز العمل بإخبر الواحد خاالفناه فيما إذا كان
الراوي فقيها لن العتمادا على روايته أوثق فوجب بإقاء ما عداه على الصل ردا
بإأن عدالة الراوي تغلب ظن صدقه والعمل بإالظن واجب كما تقرر وبإقوله
صلى الله عليه وسلم نضر الله أمرءا سمع فقالت فوعاها فأدااها إلى قوله
فرب حامل فقه ليس بإفقيه فهذا صريح في الباب
واما الثاني فل يخالفه قاطع ول يقبل التأويل ول يضره مخالفة القياس ما لم
يكن قطعي المقدمات بإل يقدم لقلة مقدماته وعمل الكثر والراوي
انقضت شروط المخبر بإكسر الباء والكلم الن في شرط المخبر عنه وشرطه
أن ل يخالفه داليل قاطع لقيام الجماع على تقديم المقطوع على المظنون فإن
خاالفه داليل قاطع فذلك القاطع إما عقلي أو سمعي فإن كان عقليا نظر فإن
كان ذلك الخبر قابإل للتأويل القريب الذي طرق أذن من هو أهل اللسان سمعه
ولم ينب عنه طبعه وجب تأويله جمعا بإين الدليلين
وإل قطعنا بإأنه لم يصدر من الشارع لن الدليل القطعي ل يحتمل الصرف عما
دال عليه بإوجه من الوجوه ل بإالتخصيص ول بإالتأويل إل بإغيرهما فيجب القطع
بإأنه مكذوب على الشارع ضرورة أن الشارع ل يصدر عنه الكذب ولو صدر عنه
هذا للزم صدور الكذب وهو محال وإن كان سمعيا فإن لم يكن الجمع بإينهما
فالحكم كما سبق
هذا إذا علم تأخاير المظنون عن المقطوع أو جهل التاريخ إذ ل يجوز الحمل على
النسخ فان نسخ المقطوع بإالمظنون غير جائز شرعا فإن علم تأخاير المقطوع
عنه حمل على أنه منسوخ ول يقطع بإكذبإه وإن كان الجمع غير ممكن لتحقق
شرط النسخ
____________________
) (2/325
وبإهذا يفارق ما نحن فيه الصورة التي تجهل التاريخ فيها فإنه وإن أمكن في تلك
الصورة أن يحمل على أن المظنون منسوخ بإالمقطوع لكن لم يتحقق شرط
النسخ فل يقطع بإه بإمجردا الحتمال فإن الفات العارضة للراوي من كذب
ونسيان وغيرهما محتملة بإل ربإما يكون الحمل عليها أهون من الحمل على
النسخ مع عدم تحقيق شرطه هذا شرط خابر الواحد
وأما ما ظن أنه شرط له وليس كذلك فمنه إذا عارض خابر الواحد القياس فأما
أن يقتضي أحدهما تخصيص الخار لن فيخصيص العلة وخابر الواحد بإالقياس
جائز وأن تباينا من كل وجه وفيه كلم المصنف فينظر في مقدمات القياس
فان ثبت بإدليل قطعي قدمنا القياس على خابر الواحد وذلك واضح
وإن لم تكن مقدمات القياس قطعية فإن كانت كلها ظنية قدم الخبر لقلة
مقدماته ول يتجه أن يكون هذا محل خالف وإن كان كلم بإعضهم وهو طريقة
المدي يقتضي أنه من صور الخلف لكنه بإعيد وإن كان البعض قطعيا والبعض
ظنيا فمفهوم كلم المصنف أن خابر الواحد مقدم أيضا وهو قول الشافعي
رضي الله عنه واخاتيار المام وجماعة وقال مالك القياس راجح
وقال عيسى بإن ابإان إن كان الراوي ضابإطا عالما قدم خابره وإل كان في محل
الجتهادا وتوقف قوم المختار عندنا ما ذهب إليه أبإو الحسين وهو أنه يجتهد فإن
كانت إمارة القياس أقوى وجب المصير إليها وإل فبالعكس وإن استويا في
إفاداة الظن فالوجه ما ذهب إليه الشافعي ومنه عمل أكثر المة بإعض المة
بإخلف خابر الواحد أي ل يوجب رداه لن اكثر المة بإعض المة
وقول بإعض ليس بإحجة ومن يقول اتفاق الكثر إجماع ول عبرة بإالمخالف إذا
ندر فاللئق بإمذهبه أن يردا بإه الخبر واما عندنا فل لكن قول الكثر من
المرجحات فيقدم عند التعارض بإمعنى أنه إذا عارض خابر الواحد خابر آخار مثله
متعضد بإعمل الكثر قدم على الخار الذي ليس معه عمل الكثر ومنه عمل
راوي الخبر بإخلفه أي بإخلف ظاهر الخبر ل يوجب رداه
____________________
) (2/326
كما أشار إليه بإقوله والراوي عطفا على عمل الكثر أي ول يضره مخالفة
الراوي وهل المرادا بإالراوي الصحابإي أو أعم من ذلك فيه الكلم المتقدم في
أثناء الخصوص وذهب أكثر الحنفية إلى أن عمل الراوي بإخلف الخبر يقدح في
الخبر ول يجوز الخاذ إل بإعمل الراوي وقال عبد الجبار وأبإو الحسين إن لم يكن
لمذهبه وتأويله وجه إل أنه علم بإالضرورة أنه عليه السلم أرادا ذلك الذي ذهب
إليه من ذلك الخبر وجب المصير إليه إن لم يعلم ذلك بإل جوزنا أن يكون قد
صار إليه لنص أو قياس وجب النظر في ذلك
فإن اقتضى ما ذهب إليه وجب المصير إليه وان لم يقتض ذلك لم يطلع على
مأخاذه وجب المصير إلى ظاهر الخبر
وذلك لن الحجة إنما هي في كلم رسول الله صلى الله عليه وسلم ل مذهب
الراوي وظاهر كلمه صلى الله عليه وسلم يدل على معنى غير ما ذهب إليه
الراوي فوجب المصير إليه وعدم اللتفات إلى مذهب الراوي
قال وأما الثالث ففيه مسائل الولى للفاظ الصحابإي سبع دارجات
الولى حدثني ونحوه
الثانية قال الحتمال التوسط
الثالثة أمر لحتمال اعتقاداه ما ليس بإأمر أمرا والعموم والخصوص والدوام
واللداوام
الرابإعة أمرنا وهو حجة عند الشافعي لن من طاوع أمرا إذا قاله فهم منه أمره
ولن غرضه بإيان الشرع
الخامسة من السنة وعن النبي عليه السلم
الساداسة قيل للتوسط
السابإعة كنا نفعل في عهده
هذا هو الثالث من شرائط العمل بإخبر الواحد وهو الكلم في الخبر وفيه
مسائل
____________________
) (2/327
الولى في بإيان ألفاظ الصحابإي ومراتبها وقد أتى المصنف رحمه الله بإلفظ
جامع لها وهو قوله دارجات الدرجة الولى أن يقول حدثني رسول الله صلى
الله عليه وسلم ونحوه مثل سمعت وأخابرني أو شافهني فهذا خابر عن الرسول
صلى الله عليه وسلم واجب القبول انفاقا
الثانية أن يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا فهذا ظاهرة النقل فيكون
حجة لكنه ليس نصا صريحا لحتمال أن يكون قد وصل إليه بإواسطة فتكون
مرتبته داون الولى
الثالثة أن يقول أمر النبي صلى الله عليه وسلم بإكذا ونهى عن كذا فهذا يتطرق
إليه هذا الحتمال مع احتمال آخار وهو احتمال ظنه ما ليس بإأمر أمرا وأيضا
فليس فيه أنه أمر الكل أو البعض ولن المر بإه يدوم أول فربإما اعتقد شيئا ل
يوافق اجتهادانا وقول المصنف لحتمال تعليل لكونه داون الدرجة الثانية لكن
الظاهر من حال الصحابإي أنه إنما يطلق هذه اللفظة إذا تيقن المرادا لذلك
ذهب الكثرون إلى أنه حجة وخاالف دااودا الظاهري وبإعض المتكلمين والقاضي
في مختصر التقريب حكى عن دااودا أنه صار إلى التوقف في ذلك وإلى التوقف
مال المام
الرابإعة ان يبني الصيغة للمفعول فيقول أمرنا بإكذا أو نهينا عن كذا أو وجب
علينا كذا وما أشبه ذلك والذي عليه الشافعي رضوان الله عليه وأكثر الئمة
وهو اخاتيار المام والمدي أن ذلك يفيد أن المر والناهي هو الرسول صلى الله
عليه وسلم فيكون حجة وذهب الصيرفي والكرخاي وغيرهما إلى أن ذلك متردادا
بإين أمر الله الذي اشتمل عليه كتابإه المنزل وأمر الرسول صلى الله عليه
وسلم
وأمر كل المة أو بإعض الولة وبإين أن يكون قال ذلك استنباطا لقياس أو غيره
بإحسب تأداية اجتهاداه فل يكون حجة وأصبح الولون بإوجهين
أحدهما أن من لزم طاعة رئيس فإنه إذا قال أمرنا بإكذا فهم منه أمر ذلك
الرئيس ل يفهم ممن يقول في داار السلطان أمرنا بإكذا إل أن المر السلطان
____________________
) (2/328
والثاني أن غرض الصحابإي تعليمنا الشرع فيجب حمله على من صدر الشرع
عنه داون الئحة والولة وأما حمله على أمر الله فمنتف لن أمر الله تعالى
ظاهر للكل ل يستفادا من قول الصحابإي وحمله على الجماع متعذر لن ذلك
الصحابإي من المة وهو ل يأمر نفسه وانما قلنا إن هذه المرتبة داون الثالثة
لحتمالها ما تحتمل تلك مع زياداة ما ذكرناه
الخامس أن يقرر من السنة كذا وهو حجة عند جماعة يجب حمله على سنة
الرسول صلى الله عليه وسلم
وهذا ما عليه المام والمدي والمتأخارون وخاالف الكرخاي والصيرفي
والمحققون كما ذكر إمام الحرمين في البرهان
وقال المازري أحد قولي الشافعي أنه ليس بإحجة وحكى القاضي في مختصر
التقريب اخاتلف أصحابإنا في ذلك وقد قال الشافعي في القديم إن المرأة
تعاقل الرجل إلى ثلث الدية أي تساوي في العقل
فإن زادا الواجب على الثلث صارت على النصف وذكر أن هذا القول القديم
مرجوع عنه وأن الشافعي رضي الله عنه قال كان مالك يذكر أنه السنة وكنت
أتابإعه عليه وفي نفس منه شبهة حتى علمت انه يريد سنة أهل المدينة فرجعت
عنه وهذا من الشافعي يدل على أن قوله من السنة ظاهر في أن المرادا بإه
سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ما لم يقم داليل على أن المرادا سنة البلد أو
غير ذلك
ويدل أيضا على أن هذا ل يختص بإالصحابإي بإل يعم كل متكلم على لسان
الشرع كمالك وغيره وحجة الولين ما تقدم في أمرنا ونهينا وهذه الدرجة داون
الرابإعة لحتمالها ما نحتمل تلك مع زياداة احتمال سنة البلد أي طريقتها أو غير
ذلك
وإمام الحرمين قال إنها بإمثابإة تلك وكأنه رأى هذا الحتمال مرجوحا لبعده من
المتكلم على لسان الشريعة ومالك رضي الله عنه وإن كان قد وقع منه قوله
من السنة مع إراداته سنة البلد فما ذلك إل لن إجماع المدينة عنده حجة فكانت
____________________
) (2/329
طريقها عنده من السنة فلذلك أطلق قوله من السنة وأرادا سنة المدينة ول يقع
منه ذلك في بإلد غيرها
الساداسة أن يقول عن النبي صلى الله عليه وسلم واخاتلفوا فيه فقال قوم
بإظهوره في إنه سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم فيكون حجة وهو رأي
المصنف وصفي الدين الهندي وأما المام وغيرهما من اتباعه فلم يرجح أحد
منهم شيئا
السابإعة ان يقول كنا نفعل في عهده صلى الله عليه وسلم كذا وكانوا يفعلون
كذا ومنه قول عائشة رضي الله عنها كانوا ل يقطعون في الشيء التافه
والكثرون على أنه حجة وهو اخاتيار المدي
ومقتضى اخاتيار المام هنا إل أنه جعله مرتبة سابإعة كما فعل المصنف ولم
يصرح في الساداسة بإترجيح وقضية تقديمها ترجيحها وحجة الكثرين أن قوله
كنا نفعل وكانوا يفعلون ظاهر في فعل الجماعة وتقرير النبي صلى الله عليه
وسلم لن قصد الصحابإي بإيان الشريعة وهذه الدرجة داون التي قبلها
لخاتصاصها بإاحتمال أن يكون فعل بإعضهم ولم يطلع عليه النبي صلى الله عليه
وسلم لن قصد الصحابإي واعلم أن كلم المصنف ربإما يوهم توقف الحتجاج
بإقول الصحابإي كنا نفعل على تقييده بإعهد النبي صلى الله عليه وسلم وفيه
مخالفة لكلم غيره والذي عندي في ذلك ان لهذه الدرجة ألفاظا
أعلها أن يقول كنا معاشر الناس أو كانت الناس تفعل ذلك في عهده صلى
الله عليه وسلم
وهذا ما ل يتجه في القول بإكونه حجة خالفا لتصريحه بإنقل الجماع المتعضد
بإتقرير النبي
والثانية كنا نفعل في عهده صلى الله عليه وسلم ول يصرح بإجميع الناس فهذه
داون ذلك لن الضمير في قوله كنا يحتمل أن يعودا على طائفة مخصوصة
والثالثة أن يقول كان الناس يفعلون كذا ول يصرح بإعهد النبي صلى الله عليه
وسلم فهذه داون الثانية من جهة عدم التصريح بإعده صلى الله عليه وسلم
وفوقها من جهة تصريحه بإجميع الناس فيحتمل أن يقال لتساويها وإل ظهر
رجحان تلك لن التقييد بإعهد النبي صلى الله عليه وسلم ظاهر في أنه قرر
عليه وتقريره تشريع سواء كان لواحد أو لجماعة
____________________
) (2/330
وأما هذه فغايتها أنها ظاهرة في نقل الجماع بإخبر الواحد فيه من الخلف ما
هو معروف
والرابإعة أن يقول كنا نفعل كذا وكانوا يفعلون كذا وهي داون الكلم لعدم
التصريح بإالنبي صلى الله عليه وسلم ومما يعودا عليه ضمير قوله كنا وكانوا
فهذه طرق الصحابإي في نقل الحديث النبوي والصحابإي عند الكثرين هو من
رأي النبي صلى الله عليه وسلم وصحبه ولحظة سواء روي عنه أو لم يرو وقيل
من طالت صحبته وإن لم يرو وقيل من طالت صحبته وأخاذ عنه العلم وروي
وتثبت الصحة بإالنقل أو بإالتواتر أو الحادا وبإقول المعاصر العدل أنا صحابإي أو
رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وصحبته ومن الناس من توقف في ثبوتها
بإقوله لما في ذلك من داعواه رتبة لنفسه وهو توقف ظاهر فإن المرء لو قال أنا
عدل لم يلتفت إلى مقاله لدعواه لنفسه خاصلة شريفة فكيف إذا اداعى الصحبة
التي هي فوق منصب العدالة بإأضعاف مضاعفة فهذا ما يجب التوقف فيه
قال الثانية لغير الصحابإي أن يروي إذا سمع الشيخ أو قرأ عليه ويقول له هل
سمعت فيقول نعم أو أشار أو سكت وظن إجابإته عند المحدثين أو كتب الشيخ
أو قال سمعت ما في هذا الكتاب أو يجيز له
هذه المسألة في رواية غير الصحابإي وذلك أيضا على سبع مراتب
الولى أن يسمع من لفظ الشيخ فيلزمه العمل بإالخبر ثم هو ينقسم إلى أمل
وتحديث من غير أمل وسواء كان من حفظه أو من كتابإه وهذا القسم ارفع
القسام عند الجماهير
وللسامع في هذا القسم أن يقول أخابرني وحدثني او سمعت أو أخابرنا أو حدثنا
وهذا إن قصد الراوي إسماعه إما خااصة أو كان في جمع قصد الراوي
إسماعهم وإن لم يقصد الشيخ إسماعه ل في وحدة فليس له أن يقول أل
سمعته يحدث عن فلن سأل الخطيب أبإو بإكر الحافظ شيخه الحافظ أبإي بإكر
اليرقاني عن السر في كونه يقول فيما رواه لهم عن أبإي القاسم عبد الله بإن
إبإراهيم الجرجاني البإتذوبإي سمت سمعت ول يقول حدثنا ول أخابرنا فذكر له
أبإا
____________________
) (2/331
القاسم كان مع علو قدره عسرا في الرواية وكان البرقاني يجلس بإحيث ل
يراه أبإو القاسم ول يعلم بإحضوره فيسمع منه ما يحدث بإه الشخص الداخال
عليه وحده
الثانية أن يقرأ عليه وأكثر المحدثين يسمعون القراءة على الشيخ عرضا من
حيث أن القارئ يعرض على الشيخ ما يقرأه ويقول له بإعد الفراغ من القراءة
أو قبلها هل سمعت
فيقول الشيخ نعم أو يقول بإعد الفراغ المر كما قرىء علي ول خالف أنها رواية
صحيحة إل ما كحى عن بإعض من ل يعتد بإخلفه واخاتلفوا في أنها مثل السماع
من لفظ الشيخ في المرتبة أو داونه أو فوقه والصحيح ترجيح السماع من لفظ
الشيخ والحكم بإأن القراءة علته مرتبة ثانية
وهو مذهب جمهور أهل المشرق وللقارئ هنا أن يقول قرأت على فلن
وللسامع أن يقول قريء عليه وأنا أسمع فأقر بإه وله أن يقول حديثا قراءة عليه
أو أخابرنا قراءة عليه وأما إطلق حدثنا وأخابرنا ففيه مذاهب
أحدها المنع منهما جميعا وبإه قال ابإن المبارك ويحيى بإن يحيى وأحمد بإن حنبل
والنسائي
والثاني التجويز وأنه كالسماع من لفظ الشيخ في جواز إطلق حدثنا وأخابرنا
وبإه قال الزهري ومالك وسفيان بإن عيينة ويحيى بإن سعيد القطان والبخاري
ومن هؤلء من أجاز فيها أيضا أن يقول سمعت فلنا حكاه ابإن الصلح
والثالث المنع من إطلق حدثنا ويجوز أخابرنا وهو قول الشافعي وأصحابإه
ومسلم بإن الحجاج وجمهور أهل المشرق والحتجاج له ليس بإأمر لغوي وإنما
هو اصطلح منهم أراداوا بإه التمييز بإين النوعين وصار هو الشائع الغالب على
أهل الحديث وقد قرأ ابإو حاتم محمد بإن يعقوب الهروي صحيح البخاري على
بإعض الشيوخ عن الفريري وكان يقول له في كل حديث حدثكم الفريري فلما
فرغ
____________________
) (2/332
من الكتاب سمع الشيخ يذكر أنه سمع الكتاب من الفريري قراءة عليه فأعادا
أبإو حاتم قراءة جميع الكتاب عليه وقال له في جيعه أخابركم الفريري
الثالثة أن يقرأ على الشيخ ويقول له هل سمعته فيشير الشيخ بإإصبعه أو رأسه
فالشارة ههنا كالعبارة في وجوب العمل بإذلك الخبر وكذا في جواز الرواية عنه
على الصحيح
الرابإعة أن يقرأ على الشيخ ويقول بإقوله هل سمعته فيسكت الشيخ ويغلب
على ظن القارئ بإقرينة الحال إجابإته له فيجب العمل بإه بإل خالف وأما جواز
الرواية فالجمهور من المحدثين وغيرهم عليها لن سكوته نازل منزلة تصريحه
بإتصديق القارئ وشرط قوم إقرار الشيخ نطقا وبإه قطع الشيخ أبإو اسحاق
الشيرازي وسليم الرازي وأبإو نصر الصباغ
الخامسة يكتب الشيخ الى شخص سمعت كذا من فلن فللمكتوب إليه إذا علم
خاط الشيخ أو ظنه أنه يعمل بإه وله أن يروي عنه إذا اقترنت المكاتبة بإلفظ
الجازة بإأن يقول أجزت لك ما كتبته إليك أو نحو ذلك وأما إن تجردات المكاتبة
فقد أجاز الرواية بإها كثير من المتقدمين والمتأخارين منهم أيوب السختياني
ومنصور والليث بإن سعد وجماعة من أصحابإنا وغل أبإو المظفر السمعاني من
أصحابإنا فقال إنها أقوى من الجازة إليه مصير جمع من الصوليين وهو قضية
ترتيب المصنف حيث أخار ذكر الجازة في التعدادا ومنع قوم من الرواية بإها
منهم الماورداي في الحاوي وجوز الليث بإن سعد ومنصور واطلق حديثا وأخابرنا
في الرواية بإالمكاتبة والمختار خالفه وأنه إنما يقول كتب إلى فلن
الساداسة أن يشير الشيخ إلى كتاب فيقول سمعت ما في هذا الكتاب من فلن
وهو مسموعي من فلن فيعمل السامع بإه وإما أنه هل يرويه عنه فله أحوال
____________________
) (2/333
إحداها أن يقرن ذلك بإالمناولة والجازة وهذه الحالة أعلى من الحوال ومن
صورها أن يدفع الشيخ إلى الطالب أصل سماعه أو فرعا مقابإل له ويقول هذا
سماعي أو روايتي عن فلن فأروه عني أو أجزت لك روايته عني ثم يهبه إياه أو
يقول خاذه وانسخه وقابإل بإه ونحو هذا ومنها أن يجيء الطالب إلى الشيخ
بإكتاب أو جزء من حديثه فيعرضه عليه فيتأمله الشيخ العارف المتيقظ ثم يعيده
إليه ويقول وقفت على ما فيه وهو حدثني عن فلن فاروه عني وهذا يسمى
عرض المتأولة كما أن القراءة على الشيخ تسمى عرض القراءة وهذه المناولة
المقرونة بإالجازة حاله محل السماع عند الزهري وربإيعة الراوي ويحيى بإن
سعيد ومالك بإن أنس ومجاهد وابإن عيينة وقتاداة وأبإي العالية وابإن وهب
وآخارين والصحيح أن ذلك غير محال محل السماع وأنه منحط عن دارجة
التحديث لفظا والخابار قراءة
قال الحاكم أما فقهاء السلم الذين أفتوا في الحلل والحرام فإنهم لم يروه
سماعا ويه قال الشافعي والوزاعي والبوطي والمزني وأبإو حنيفة وسفيان
الثوري واحمد بإن حنبل وابإن المبارك يحيى واسحاق بإن راهويه قال عليه عهدنا
أئمتنا وإليه ذهبوا وإليه نذهب
وثانيها ان يناوله الكتاب مناولة مجرداة عن الجازة فيقتصر على قوله هذا من
حديثي أو من سماعي ول
)اضغط هنا للنتقال إلى صفحة المكتبة الشاملة على النترنت(
البإهاج في شرح المنهاج على منهاج الوصول إلى علم الصول
للبيضاوي
علي بإن عبد الكافي السبكي
سنة الولداة /سنة الوفاة 756
تحقيق جماعة من العلماء
الناشر داار الكتب العلمية
سنة النشر 1404
مكان النشر بإيروت
عددا الجزاء 3
واحد من الصغائر إذا غلبت الطاعات وعلى الول تضر قال ابإن الرفعة وقضية
كلمه أن مداومة النفوع تضر على الوجهين
أما على الول فظاهر
وأما على الثاني فلنه في ضمن حكايته قال إن الكثار من النوع الواحد كالكثار
من النواع وحينئذ ل يحسن معه التفصيل نعم يظهر أثرهما فيم إذا أتى بإأنواع
من الصغائر إن قلنا بإالول لم تضر وإن قلنا بإالثاني ضر
واعلم أن الصغائر كما تصير بإالصرار كبيرة كذلك بإعض المباحات تصير
بإالصرار صغيرة
قال الغزالي في أثناء كتاب التوبإة من إحياء علوم الدين وهو الكتاب الول من
ربإع المنجيات الصغيرة تكبر بإالمواظبة كما أن المباح يصير صغيرة بإالمواظبة
كاللعب بإالشطرنج والترنم بإالغناء على الدوام وغيره
فإن قلت هذا التعريف الذي قدمتموه في العدالة قضيته أن من لم يقدم على
كبيرة ول رذيلة ولم يكن في نفسه ملكة تمنعه عن اقتراف هذين وانما كف
عنهما كفا من غير أن يكون في نفسه ملكة تدعوه إلى ذلك ل يكون عدل فهل
في هذا مخالفه لكلم الفقهاء فانهم يقولون إن العدل من ل يقدم على كبيرة
ول يصر على صغيرة فل يقدم على ما يحرم المروءة وذلك اعم من أن يكون
بإداعية الملكة النفسية أول قلت ظاهره المخالفة ولكنا نقول متى حصلت تلك
الملكة لم يحصل القدام على ما يخل بإالعدالة ومتى أقدم علمنا أن الملكة
حاصلة فإن الملكة مستقلة بإالمنع فمتى حصلت ل بإد وأن يحصل المتناع
فإن قلت هل يحرم تعاطي المباحات التي تردا بإها الشهاداة لخاللها بإالمروءة
قلت قد حكى ابإن الرفعة أن سمع قاضي القضاة تقي الدين أبإي عبد الله
محمد بإن الحسن بإن رزين يقول بإعض من لقيه بإالشام من المشايخ كان يحكي
في ذلك ثلثة أوجه
____________________
) (2/317
ثالثها إن تعلقت بإه شهاداة حرمت وإل فل لكن في البسيط والنهاية الجزم
وبإعدم التحريم وهو الظاهر
قال ول تقبل رواية من أقدم على الفسق عالما وإن جهل قبل
قال القاضي ضم جهل إلى فسق
قلنا الفرق عدم الجراءة
لما كانت العدالة شرطا لم يجز قبول رواية من أقدم على الفسق عالما بإكونه
فسقا
وقد حكى الجماع على هذا وهذا واضح إن كان ما أقدم عليه مقطوعا بإكونه
فسقا واما إن كان مظنونا فيتجه تخريج خالف فيه ان حكى وجه فيمن شرب
النبيذ وهو يعتقد تحريمه أن شهاداته ل تردا
قال صاحب البحر وهو الذي مال إلى ترجيحه المتأخارون من الصحاب ول فرق
بإين الرواية والشهاداة فيما يتعلق بإالعدالة وان افترقا في أمور أخار وأما الجاهل
بإكونه فسقا فقد يجهل الحال بإالكلية ويكون ساذجا والمر من المظنونات كما
لو شرب النبيذ ساذج ل يعتقد الحل ول التحريم ففي فسقه وردا شهاداته بإعد
إقامة الحد عليه وجهان حكاهما الماورداي في الحاوي ل بإد من جريان مثلهما
في ردا روايته على أن الوجهين المذكورين ل بإد من فرضهما في رجل جاهل
بإالقاعدة المشهورة وهي أن المكلف ل يجوز له أن يقدم على فعل حتى يعرف
حكم الله فيه
وقد حكى الشافعي في الرسالة الجماع على هذه القاعدة وكذلك حكاه
الغزالي ثم أنهما أعني الوجهين ل يتجهان إل تخريجا على حكم الشياء قبل
ورودا الشرع والماروداي كثيرا ما يخرج على ذلك وقد يكون ظانا الحل فتقبل
روايته إما ان كان ما اقدم عليه من المظنونات فقد حكى المام فيه التفاق
قال الهندي وإل ظهر أن فيه خالفا كما في الشهاداة اذ نقل وجه في الشهاداة
أنها تردا بإه ولكن الصحيح أنها ل تردا
____________________
) (2/318
قال الشافعي رضي الله عنه اقبل شهاداة الحنفي وأحده إذا شرب النبيذ وإن
كان من القطعيات فكذلك على المختار خالفا للقاضي أبإي بإكر والجبائي وأبإي
هاشم وتبعهم المدي
قال الشافعي أقبل شهاداة أهل الهواء إل الخطابإية من الرافضة لنهم يرون
الشهاداة بإالزور لموافقيهم لنا إن ظن صدقه راجح والعمل بإالظن واجب واحتج
القاضي ومن نحا نحوه بإأن القدام على الفسق من العالم قبيح موجب للردا
والجاهل إذا قدم عليه كان أولى بإالردا إذ زادا قبيحا آخار على الفسق وهو الجهل
فإذا منع الفسق بإمجرداه من القبول فلن يمنع والجهل مضاف إليه أولى
وأجاب المصنف بإأن الفرق بإين من أقدم عالما ومن أقدم جاهل أن إقدام الول
يدل على الجراءة وقلة المبالة بإالمعصية فيغلب على الظن كذبإه بإخلف
الجاهل قلت ولعل القاضي رحمه الله يقول ترك استرشاداه في التشبهات
تهاون بإالدين فصار فاسقا وبإهذه الكلمة اعتل من ذهب إلى تفسيق الساذج
الذي ل يعتقد الحل ول التحريم كما تقدمت حكايته آنفا وهو هنا ابإلغ بإخلف
المر الظني المجتهد فيه
قال ومن ل تعرف عدالته ل تقبل روايته لن الفسق مانع ول بإد من تحقق عدمه
كالصبا والكفر والعدالة تعرف بإالتزكية وفيها مسائل
مجهول العدالة ل تقبل روايته عند الشافعي وأحمد وأكثر أهل العلم بإل لبإد من
البحث عن سيرته بإاطنا وعليه المام وأتباعه منهم المصنف
وقال أبإو حنيفة يكتفى في قبول الرواية بإظهور السلم والسلمة عن الفسق
ظاهر أمثاله ما روى المخالف عن أم سلمة أنها قالت كانت النفساء تقعد على
عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أربإعين يوما وهذا ما رواه أبإو سهل عن
مسة الذرية عن أم سلمة وأبإو سهل ومسة مجهولن ذكره القاضي أبإو الطيب
ومثل ذلك كثير فإن قيل قد قبلتم المجهول وذلك أن عبد الرحمن بإن وعلة
المصري رجل
____________________
) (2/319
مجهول وقد روى عن ابإن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال أيما أهاب
دابإغ فقد طهر
ونقل عن أحمد بإن حنبل أنه ذكر له حديثه هذا فقال ومن أبإن وعلة قلنا ليس
ابإن وعلة مجهول بإل هو ثقة روى عنه زيد بإن اسلم ويحيى بإن سعيد وغيرهما
ووثقه ابإن معين والعجلي والنسائي وروى له مسلم والربإعة
فإن قيل روى خاالد بإن أبإى الصلت عن عراك بإن مالك عن عائشة أنها قالت بإلغ
رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ناسخا يكرهون أن يستقبلوا القبلة
بإفروجهم فقال أو قد فعلوها تحولوا بإمقدتي إلى القبلة وخاالد مجهول
وحكى أبإو بإكر بإن المنذر في كتابإه هذا عن أبإي ثور قلنا خاالد معروف روى له
ابإن ماجة وروى عنه سفيان بإن حسين ومبارك بإن فضالة وغيرهما ذكره ابإن
حبان في الثقات
قال شيخنا الذهبي وما علمت أحدا تعرض إلى لينه
وقال القاضي أبإو الطيب ان أبإا بإكر بإن المنذر أجاب عن هذا بإأن أحمد بإن حنبل
قال مخرج هذا الحديث حسن قال
وقال غيره روى عنه خاالد الحذاء ومبارك بإن فضالة وواصل مولى بإن عيينة
وهؤلء ثقات فوجب أن يكون خاالد معروفا وقد استدل المصنف على المختار
بإأن الفسق مانع من القبول بإاتفاق فل بإد من تحقق ظن عدمه قياسا على
الصبي والكفر بإجامع رفع احتمال المفسدة وهذا الدليل فيه نظر لنا إذا شككنا
في المنافع فالصل عدمه فقد حصل ظن عدمه بإدليل الصل لن عدم المانع
ليس شرطا حتى يشترط تحقق عدمه وكثير من الفقهاء يتخيل انه شرط
وليس كذلك بإل عدم المانع ليس بإشرط وعدم الشرط ليس بإمانع وداليله أن
الشك في عدم الشرط يمنع ترتب الحكم لن القاعدة أن المشكوكات
كالمعدومات فكل شيء
____________________
) (2/320
شككنا في وجوداه أو عدمه جعلنا معدوما فلو كان عدم الشرط مانعا أو عدم
المانع شرطا لزم من الشك فيه أن ترتب الحكم لنه مانع وأن ل نرتبه لنه
شرط فنرتبه ول نرتبه وهذا يوضع بإين النقيضين واعلم ان أبإا حنيفة إنما يقبل
رواية المجهول إذا كان في صدر السلم حيث الغالب على الناس العدالة أما
في هذا الزمان فل صرح بإه بإعض المتأخارين من أصحابإه ثم ذكر صاحب الكتاب
من الطريق التي تعرف بإها العدالة التزكية واخال بإذكر الخاتبار وإن كان هو
الصل إذ ليس مستند التزكية إل هو إما بإمرتبة أو مراتب دافعا للتسلسل لن
مقصودا الفصل الكلم في أحكام التزكية وقد ذكر المصنف فيه أربإع مسائل
قال الولى في شرط العدالة في الرواية والشهاداة ومنع القاضي فيهما والحق
الفرق كالصل
في اشتراط العددا وفي الرواية والشهاداة مذاهب
أحدها يشترط فيهما وهو رأي بإعض المحدثين
والثاني ل يشترط بإل يكفي فيهما واحد وهو قول القاضي
والثالث وبإه قال الكثرون أن العددا يشترط في التزكية في الشهاداة داون
التزكية في الرواية وحجته أن الشهاداة نفسها ل بإد فيها من العددا فكذلك ما هو
شرط فيها والرواية ل يشترط فيها العددا فكذا شرطها واليه أشار بإقوله
كالصل ويؤخاذ منه قبول تزكية المرأة والعبد في الرواية وهو كذلك
قال الثانية قال الشافعي رضي الله عنه يذكر سبب الجرح وقيل سبب التعديل
وقيل سببهما قال القاضي ل فيهما
قال الشافعي رضي الله عنه يجب ذكر سبب الجرح داون التعديل إذ قد يجرح
بإما ل يكون جارحا ل اخاتلف المذاهب فيه بإخلف العدالة إذ ليس لها إل سبب
واحد ولن الجرح يحصل بإخصلة واحدة بإخلف التعديل وقيل عكسه لن مطلق
الجرح يبطل الثقة ومطلق التعديل ل يحصل الثقة لتسارع الناس إلى الثناء
اعتماداا على الظاهر فل بإد من سببه وقيل ل بإد من تبيين السبب فيهما جميعا
أخاذا بإمجامع كلم الفريقين وقال القاضي ل يجب ذكر السبب
____________________
) (2/321
فيهما لنه ان لم يكن بإصيرا بإهذا الشأن لم يصلح للتزكية وإن كان بإصيرا بإه فل
معنى للسؤال كذا نص عليه في مختصر التقريب ونقله عنه المدي والغزالي
والمام واتباعه منهم المصنف ونقل إمام الحرمين في البرهان عنه المذهب
الثاني وهو اشتراط بإيان السبب في التعديل داون الجرح وقال انه أوقع في
مأخاذ الصول وقال إمام الحرمين والمام وغيرهما أن كان المزكي عالما
بإأسباب الجرح والتعديل اكتفينا بإإطلقه فيهما وإن لم يعرف اطلعه على
شرائطهما إستخبرناه عن أسبابإهما ويشبه أن ل يكون هذا مذهبا خاامسا لنه إذا
لم يكن عارفا بإشروط العدالة لم يصلح للتزكية
قال الثالثة الجرح مقدم على التعديل لن فيه زياداة
الجرح يقدم عند التعارض على التعديل أن كان فيه اطلع على زياداة لم يطل
عليها المعدل اللهم إل إذا جرحه بإقتل إنسان وقت كذا فقال المزكي رأيته حيا
بإعد ذلك فهنا يتعارضان وهذا إذا كان المعدل والجارح في العددا سواء وقد حكى
ابإن الحاجب مذهبا أنهما يتعارضان ول يترجح أحدهما بإمرجح واعلم أن
الستدلل بإالجماع إذا كان قد قام كما حكاه القاضي أقوى الحجج على
المدعي لن الزياداة التي ذكرها الجارح قد ينفيها المعدل
فإن قلت لو نفاها كان شاهدا على النفي فل تقبل شهاداته قلت إنما كلمنا في
الرواية فهو مخبر عن النفي والخابار نفيا وإثباتا مقبول بإخلف الشهاداة فل
يقاس أحدهما بإالخار نعم قال القاضي الخابار عن النفي يضعف وأما إن كثر
عددا المعدلين وقل عددا الجارحين فقد صار بإعض العلماء إلى أن العدالة في
مثل هذه الصورة أولى والحق التسوية فإن كل واحد من الجرح والتعديل
يستقل بإنفسه لو قدر مفردا فالزياداة ل تقضي بإغير ذلك
قال القاضي ونوضحه أن عشرة من الشهودا لو شهدوا على ثبوت داين وشهد
علن على ابإراء مستحقه عنه فيقضي بإالبإراء فإنهما أخابرا عما أخابر الشهودا
عنه وانفرادا بإزياداة علم وهذا شأن الجارح مع المعدلين
قال الرابإعة التزكية أن يحكم بإشهاداته أو يثني عليه أن يروي عن غير العدل أو
يعمل بإخبره
____________________
) (2/322
للتزكية أربإع مراتب أعلها أن يحكم بإشهاداته وثانيها أن يثني عليه بإأن يقول هو
عدل وما أشبهه وقال بإعض الشافعية ل بإد وأن يقول هو عدل على ولي وثالثها
إذا روى عنه من ل يروي عن غير العدل فإنه يكون تعديل على المختار عند
المام والمدي كالبخاري ومسلم في صحيحهما وقيل الرواية تعديل مطلقا
وقيل عكسه كما أن تركها ليس بإجرح ورابإعها إذا عمل بإمدلول ما أخابر بإه ولم
يمكن حمله على العمل بإدليل آخار فهو تعديل وقد نقل المدي التفاق على
ذلك وليس بإجيد فإن الخلف محكي في مختصر التقريب للقاضي وأما ترك
العمل بإما رواه هل يكون جرحا
فقال القاضي في مختصر التقريب ان تحقق تركه للعمل بإالخبر مع ارتفاع
الروافع والموانع وتقرر عندنا تركه موجب الخبر مع أنه لو كان ثابإتا للزم العمل
بإه فيكون ذلك جرحا وإن كان مضمون الخبر مما يسوغ تركه ولم يتبين قصده
إلى مخالفة الخبر فل يكون جرحا
فائدة أطلق المام أن الحكم بإالشهاداة تزكية كما في الكتاب
وقيده المدي إذا لم يكن الحاكم ممن يرى قبول الفاسق الذي ل يكذب وهو
قيد صحيح إل أنه ل يختص بإهذا القسم
فإن القسم الرابإع كذلك
قال الرابإع الضبط وعدم المساهلة في الحديث وشرط أبإو على العددا وردا
بإقبول الصحابإة خابر الواحد قال طلبوا العددا قلنا عند التهمة
الشرط الرابإع من شروط الراوي أن يكون بإحيث يؤمن من الكذب والخطأ فيما
رواه وذلك يستدعي حصول أمرين
أحدهما الضبط فمن يكون مختل الطبع ل يقدر على الحفظ أصل ل يقبل خابره
البتة وكذا يعتريه السهو غالبا ورب من يضبط قصار الحادايث داون طوالها
لقدرته على ضبط تلك داون هذه فتقبل روايته فيما علم ضبطه إياه
الثاني ولعله يدخال في الول عدم التساهل فلو روى الحديث وهو غير
____________________
) (2/323
واثق بإه لم يقبله وإن كان التساهل في غير الحديث ويحتاط في الحديث قبلت
روايته على الظهر وإلى ذلك أشار المصنف بإقوله في الحديث
وشرط أبإو علي الجبائي في كل خابر
وقال كما حكى عنه القاضي عبد الجبار ل يقبل في الزنا إل خابر أربإعة كالشهاداة
عليه
ونقل القرافي عن كتاب المحصول في الصول لبإن العربإي أن الجبائي
اشترط في قبول الخبر اثنين وشرط على الثنين إثنين إلى أن ينتهي الخبر إلى
التاسع وهذا الذي قاله مرداودا بإقبول الصحابإة خابر العدل الواحد كعمل علي
بإخبر المقدادا وتعويلهم على خابر عائشة في التقاء الختانين وغير ذلك
واحتج بإانهم طلبوا العددا في أماكن فإن ابإا بإكر رضي الله عنه لم يقبل المغيرة
في الجدة حتى رواه معه محمد بإن مسلمة ولم يعمل عمر بإخبر أبإي موسى
في الستئذان حتى رواه أبإو سعيد الخدري وغير ذلك
والجواب أنهم لم يطلبوا العددا إل عند الريبة في صحة الرواية أما لحتمال
نسيان من رواه أو غير ذلك
وبإهذا يحصل الجمع بإين قبولهم تارة ورداهم أخارى وحكى ابإن الثير في جامع
الصول أن بإعضهم اشترط أربإعة عن أربإعة إلى أن ينتهي السنادا
قال الخامس شرط أبإو حنيفة فقه الراوي ان خاالف القياس وردا بإأن العدالة
تغلب ظن الصدق فيكفي
الراوي ل يشترط أن يكون فقيها عند الكثرين سواء كانت روايته مخالفة
للقياس أم لم تكن
____________________
) (2/324
وقال أبإو حنيفة رضي الله عنه يشترط فقهه ان خاالفه القياس لن الدليل نحو
قوله } إن الظن ل يغني من الحق شيئا { } ول تقف ما ليس لك بإه علم {
} إن يتبعون إل الظن { ينفي جواز العمل بإخبر الواحد خاالفناه فيما إذا كان
الراوي فقيها لن العتمادا على روايته أوثق فوجب بإقاء ما عداه على الصل ردا
بإأن عدالة الراوي تغلب ظن صدقه والعمل بإالظن واجب كما تقرر وبإقوله
صلى الله عليه وسلم نضر الله أمرءا سمع فقالت فوعاها فأدااها إلى قوله
فرب حامل فقه ليس بإفقيه فهذا صريح في الباب
واما الثاني فل يخالفه قاطع ول يقبل التأويل ول يضره مخالفة القياس ما لم
يكن قطعي المقدمات بإل يقدم لقلة مقدماته وعمل الكثر والراوي
انقضت شروط المخبر بإكسر الباء والكلم الن في شرط المخبر عنه وشرطه
أن ل يخالفه داليل قاطع لقيام الجماع على تقديم المقطوع على المظنون فإن
خاالفه داليل قاطع فذلك القاطع إما عقلي أو سمعي فإن كان عقليا نظر فإن
كان ذلك الخبر قابإل للتأويل القريب الذي طرق أذن من هو أهل اللسان سمعه
ولم ينب عنه طبعه وجب تأويله جمعا بإين الدليلين
وإل قطعنا بإأنه لم يصدر من الشارع لن الدليل القطعي ل يحتمل الصرف عما
دال عليه بإوجه من الوجوه ل بإالتخصيص ول بإالتأويل إل بإغيرهما فيجب القطع
بإأنه مكذوب على الشارع ضرورة أن الشارع ل يصدر عنه الكذب ولو صدر عنه
هذا للزم صدور الكذب وهو محال وإن كان سمعيا فإن لم يكن الجمع بإينهما
فالحكم كما سبق
هذا إذا علم تأخاير المظنون عن المقطوع أو جهل التاريخ إذ ل يجوز الحمل على
النسخ فان نسخ المقطوع بإالمظنون غير جائز شرعا فإن علم تأخاير المقطوع
عنه حمل على أنه منسوخ ول يقطع بإكذبإه وإن كان الجمع غير ممكن لتحقق
شرط النسخ
____________________
) (2/325
وبإهذا يفارق ما نحن فيه الصورة التي تجهل التاريخ فيها فإنه وإن أمكن في تلك
الصورة أن يحمل على أن المظنون منسوخ بإالمقطوع لكن لم يتحقق شرط
النسخ فل يقطع بإه بإمجردا الحتمال فإن الفات العارضة للراوي من كذب
ونسيان وغيرهما محتملة بإل ربإما يكون الحمل عليها أهون من الحمل على
النسخ مع عدم تحقيق شرطه هذا شرط خابر الواحد
وأما ما ظن أنه شرط له وليس كذلك فمنه إذا عارض خابر الواحد القياس فأما
أن يقتضي أحدهما تخصيص الخار لن فيخصيص العلة وخابر الواحد بإالقياس
جائز وأن تباينا من كل وجه وفيه كلم المصنف فينظر في مقدمات القياس
فان ثبت بإدليل قطعي قدمنا القياس على خابر الواحد وذلك واضح
وإن لم تكن مقدمات القياس قطعية فإن كانت كلها ظنية قدم الخبر لقلة
مقدماته ول يتجه أن يكون هذا محل خالف وإن كان كلم بإعضهم وهو طريقة
المدي يقتضي أنه من صور الخلف لكنه بإعيد وإن كان البعض قطعيا والبعض
ظنيا فمفهوم كلم المصنف أن خابر الواحد مقدم أيضا وهو قول الشافعي
رضي الله عنه واخاتيار المام وجماعة وقال مالك القياس راجح
وقال عيسى بإن ابإان إن كان الراوي ضابإطا عالما قدم خابره وإل كان في محل
الجتهادا وتوقف قوم المختار عندنا ما ذهب إليه أبإو الحسين وهو أنه يجتهد فإن
كانت إمارة القياس أقوى وجب المصير إليها وإل فبالعكس وإن استويا في
إفاداة الظن فالوجه ما ذهب إليه الشافعي ومنه عمل أكثر المة بإعض المة
بإخلف خابر الواحد أي ل يوجب رداه لن اكثر المة بإعض المة
وقول بإعض ليس بإحجة ومن يقول اتفاق الكثر إجماع ول عبرة بإالمخالف إذا
ندر فاللئق بإمذهبه أن يردا بإه الخبر واما عندنا فل لكن قول الكثر من
المرجحات فيقدم عند التعارض بإمعنى أنه إذا عارض خابر الواحد خابر آخار مثله
متعضد بإعمل الكثر قدم على الخار الذي ليس معه عمل الكثر ومنه عمل
راوي الخبر بإخلفه أي بإخلف ظاهر الخبر ل يوجب رداه
____________________
) (2/326
كما أشار إليه بإقوله والراوي عطفا على عمل الكثر أي ول يضره مخالفة
الراوي وهل المرادا بإالراوي الصحابإي أو أعم من ذلك فيه الكلم المتقدم في
أثناء الخصوص وذهب أكثر الحنفية إلى أن عمل الراوي بإخلف الخبر يقدح في
الخبر ول يجوز الخاذ إل بإعمل الراوي وقال عبد الجبار وأبإو الحسين إن لم يكن
لمذهبه وتأويله وجه إل أنه علم بإالضرورة أنه عليه السلم أرادا ذلك الذي ذهب
إليه من ذلك الخبر وجب المصير إليه إن لم يعلم ذلك بإل جوزنا أن يكون قد
صار إليه لنص أو قياس وجب النظر في ذلك
فإن اقتضى ما ذهب إليه وجب المصير إليه وان لم يقتض ذلك لم يطلع على
مأخاذه وجب المصير إلى ظاهر الخبر
وذلك لن الحجة إنما هي في كلم رسول الله صلى الله عليه وسلم ل مذهب
الراوي وظاهر كلمه صلى الله عليه وسلم يدل على معنى غير ما ذهب إليه
الراوي فوجب المصير إليه وعدم اللتفات إلى مذهب الراوي
قال وأما الثالث ففيه مسائل الولى للفاظ الصحابإي سبع دارجات
الولى حدثني ونحوه
الثانية قال الحتمال التوسط
الثالثة أمر لحتمال اعتقاداه ما ليس بإأمر أمرا والعموم والخصوص والدوام
واللداوام
الرابإعة أمرنا وهو حجة عند الشافعي لن من طاوع أمرا إذا قاله فهم منه أمره
ولن غرضه بإيان الشرع
الخامسة من السنة وعن النبي عليه السلم
الساداسة قيل للتوسط
السابإعة كنا نفعل في عهده
هذا هو الثالث من شرائط العمل بإخبر الواحد وهو الكلم في الخبر وفيه
مسائل
____________________
) (2/327
الولى في بإيان ألفاظ الصحابإي ومراتبها وقد أتى المصنف رحمه الله بإلفظ
جامع لها وهو قوله دارجات الدرجة الولى أن يقول حدثني رسول الله صلى
الله عليه وسلم ونحوه مثل سمعت وأخابرني أو شافهني فهذا خابر عن الرسول
صلى الله عليه وسلم واجب القبول انفاقا
الثانية أن يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا فهذا ظاهرة النقل فيكون
حجة لكنه ليس نصا صريحا لحتمال أن يكون قد وصل إليه بإواسطة فتكون
مرتبته داون الولى
الثالثة أن يقول أمر النبي صلى الله عليه وسلم بإكذا ونهى عن كذا فهذا يتطرق
إليه هذا الحتمال مع احتمال آخار وهو احتمال ظنه ما ليس بإأمر أمرا وأيضا
فليس فيه أنه أمر الكل أو البعض ولن المر بإه يدوم أول فربإما اعتقد شيئا ل
يوافق اجتهادانا وقول المصنف لحتمال تعليل لكونه داون الدرجة الثانية لكن
الظاهر من حال الصحابإي أنه إنما يطلق هذه اللفظة إذا تيقن المرادا لذلك
ذهب الكثرون إلى أنه حجة وخاالف دااودا الظاهري وبإعض المتكلمين والقاضي
في مختصر التقريب حكى عن دااودا أنه صار إلى التوقف في ذلك وإلى التوقف
مال المام
الرابإعة ان يبني الصيغة للمفعول فيقول أمرنا بإكذا أو نهينا عن كذا أو وجب
علينا كذا وما أشبه ذلك والذي عليه الشافعي رضوان الله عليه وأكثر الئمة
وهو اخاتيار المام والمدي أن ذلك يفيد أن المر والناهي هو الرسول صلى الله
عليه وسلم فيكون حجة وذهب الصيرفي والكرخاي وغيرهما إلى أن ذلك متردادا
بإين أمر الله الذي اشتمل عليه كتابإه المنزل وأمر الرسول صلى الله عليه
وسلم
وأمر كل المة أو بإعض الولة وبإين أن يكون قال ذلك استنباطا لقياس أو غيره
بإحسب تأداية اجتهاداه فل يكون حجة وأصبح الولون بإوجهين
أحدهما أن من لزم طاعة رئيس فإنه إذا قال أمرنا بإكذا فهم منه أمر ذلك
الرئيس ل يفهم ممن يقول في داار السلطان أمرنا بإكذا إل أن المر السلطان
____________________
) (2/328
والثاني أن غرض الصحابإي تعليمنا الشرع فيجب حمله على من صدر الشرع
عنه داون الئحة والولة وأما حمله على أمر الله فمنتف لن أمر الله تعالى
ظاهر للكل ل يستفادا من قول الصحابإي وحمله على الجماع متعذر لن ذلك
الصحابإي من المة وهو ل يأمر نفسه وانما قلنا إن هذه المرتبة داون الثالثة
لحتمالها ما تحتمل تلك مع زياداة ما ذكرناه
الخامس أن يقرر من السنة كذا وهو حجة عند جماعة يجب حمله على سنة
الرسول صلى الله عليه وسلم
وهذا ما عليه المام والمدي والمتأخارون وخاالف الكرخاي والصيرفي
والمحققون كما ذكر إمام الحرمين في البرهان
وقال المازري أحد قولي الشافعي أنه ليس بإحجة وحكى القاضي في مختصر
التقريب اخاتلف أصحابإنا في ذلك وقد قال الشافعي في القديم إن المرأة
تعاقل الرجل إلى ثلث الدية أي تساوي في العقل
فإن زادا الواجب على الثلث صارت على النصف وذكر أن هذا القول القديم
مرجوع عنه وأن الشافعي رضي الله عنه قال كان مالك يذكر أنه السنة وكنت
أتابإعه عليه وفي نفس منه شبهة حتى علمت انه يريد سنة أهل المدينة فرجعت
عنه وهذا من الشافعي يدل على أن قوله من السنة ظاهر في أن المرادا بإه
سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ما لم يقم داليل على أن المرادا سنة البلد أو
غير ذلك
ويدل أيضا على أن هذا ل يختص بإالصحابإي بإل يعم كل متكلم على لسان
الشرع كمالك وغيره وحجة الولين ما تقدم في أمرنا ونهينا وهذه الدرجة داون
الرابإعة لحتمالها ما نحتمل تلك مع زياداة احتمال سنة البلد أي طريقتها أو غير
ذلك
وإمام الحرمين قال إنها بإمثابإة تلك وكأنه رأى هذا الحتمال مرجوحا لبعده من
المتكلم على لسان الشريعة ومالك رضي الله عنه وإن كان قد وقع منه قوله
من السنة مع إراداته سنة البلد فما ذلك إل لن إجماع المدينة عنده حجة فكانت
____________________
) (2/329
طريقها عنده من السنة فلذلك أطلق قوله من السنة وأرادا سنة المدينة ول يقع
منه ذلك في بإلد غيرها
الساداسة أن يقول عن النبي صلى الله عليه وسلم واخاتلفوا فيه فقال قوم
بإظهوره في إنه سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم فيكون حجة وهو رأي
المصنف وصفي الدين الهندي وأما المام وغيرهما من اتباعه فلم يرجح أحد
منهم شيئا
السابإعة ان يقول كنا نفعل في عهده صلى الله عليه وسلم كذا وكانوا يفعلون
كذا ومنه قول عائشة رضي الله عنها كانوا ل يقطعون في الشيء التافه
والكثرون على أنه حجة وهو اخاتيار المدي
ومقتضى اخاتيار المام هنا إل أنه جعله مرتبة سابإعة كما فعل المصنف ولم
يصرح في الساداسة بإترجيح وقضية تقديمها ترجيحها وحجة الكثرين أن قوله
كنا نفعل وكانوا يفعلون ظاهر في فعل الجماعة وتقرير النبي صلى الله عليه
وسلم لن قصد الصحابإي بإيان الشريعة وهذه الدرجة داون التي قبلها
لخاتصاصها بإاحتمال أن يكون فعل بإعضهم ولم يطلع عليه النبي صلى الله عليه
وسلم لن قصد الصحابإي واعلم أن كلم المصنف ربإما يوهم توقف الحتجاج
بإقول الصحابإي كنا نفعل على تقييده بإعهد النبي صلى الله عليه وسلم وفيه
مخالفة لكلم غيره والذي عندي في ذلك ان لهذه الدرجة ألفاظا
أعلها أن يقول كنا معاشر الناس أو كانت الناس تفعل ذلك في عهده صلى
الله عليه وسلم
وهذا ما ل يتجه في القول بإكونه حجة خالفا لتصريحه بإنقل الجماع المتعضد
بإتقرير النبي
والثانية كنا نفعل في عهده صلى الله عليه وسلم ول يصرح بإجميع الناس فهذه
داون ذلك لن الضمير في قوله كنا يحتمل أن يعودا على طائفة مخصوصة
والثالثة أن يقول كان الناس يفعلون كذا ول يصرح بإعهد النبي صلى الله عليه
وسلم فهذه داون الثانية من جهة عدم التصريح بإعده صلى الله عليه وسلم
وفوقها من جهة تصريحه بإجميع الناس فيحتمل أن يقال لتساويها وإل ظهر
رجحان تلك لن التقييد بإعهد النبي صلى الله عليه وسلم ظاهر في أنه قرر
عليه وتقريره تشريع سواء كان لواحد أو لجماعة
____________________
) (2/330
وأما هذه فغايتها أنها ظاهرة في نقل الجماع بإخبر الواحد فيه من الخلف ما
هو معروف
والرابإعة أن يقول كنا نفعل كذا وكانوا يفعلون كذا وهي داون الكلم لعدم
التصريح بإالنبي صلى الله عليه وسلم ومما يعودا عليه ضمير قوله كنا وكانوا
فهذه طرق الصحابإي في نقل الحديث النبوي والصحابإي عند الكثرين هو من
رأي النبي صلى الله عليه وسلم وصحبه ولحظة سواء روي عنه أو لم يرو وقيل
من طالت صحبته وإن لم يرو وقيل من طالت صحبته وأخاذ عنه العلم وروي
وتثبت الصحة بإالنقل أو بإالتواتر أو الحادا وبإقول المعاصر العدل أنا صحابإي أو
رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وصحبته ومن الناس من توقف في ثبوتها
بإقوله لما في ذلك من داعواه رتبة لنفسه وهو توقف ظاهر فإن المرء لو قال أنا
عدل لم يلتفت إلى مقاله لدعواه لنفسه خاصلة شريفة فكيف إذا اداعى الصحبة
التي هي فوق منصب العدالة بإأضعاف مضاعفة فهذا ما يجب التوقف فيه
قال الثانية لغير الصحابإي أن يروي إذا سمع الشيخ أو قرأ عليه ويقول له هل
سمعت فيقول نعم أو أشار أو سكت وظن إجابإته عند المحدثين أو كتب الشيخ
أو قال سمعت ما في هذا الكتاب أو يجيز له
هذه المسألة في رواية غير الصحابإي وذلك أيضا على سبع مراتب
الولى أن يسمع من لفظ الشيخ فيلزمه العمل بإالخبر ثم هو ينقسم إلى أمل
وتحديث من غير أمل وسواء كان من حفظه أو من كتابإه وهذا القسم ارفع
القسام عند الجماهير
وللسامع في هذا القسم أن يقول أخابرني وحدثني او سمعت أو أخابرنا أو حدثنا
وهذا إن قصد الراوي إسماعه إما خااصة أو كان في جمع قصد الراوي
إسماعهم وإن لم يقصد الشيخ إسماعه ل في وحدة فليس له أن يقول أل
سمعته يحدث عن فلن سأل الخطيب أبإو بإكر الحافظ شيخه الحافظ أبإي بإكر
اليرقاني عن السر في كونه يقول فيما رواه لهم عن أبإي القاسم عبد الله بإن
إبإراهيم الجرجاني البإتذوبإي سمت سمعت ول يقول حدثنا ول أخابرنا فذكر له
أبإا
____________________
) (2/331
القاسم كان مع علو قدره عسرا في الرواية وكان البرقاني يجلس بإحيث ل
يراه أبإو القاسم ول يعلم بإحضوره فيسمع منه ما يحدث بإه الشخص الداخال
عليه وحده
الثانية أن يقرأ عليه وأكثر المحدثين يسمعون القراءة على الشيخ عرضا من
حيث أن القارئ يعرض على الشيخ ما يقرأه ويقول له بإعد الفراغ من القراءة
أو قبلها هل سمعت
فيقول الشيخ نعم أو يقول بإعد الفراغ المر كما قرىء علي ول خالف أنها رواية
صحيحة إل ما كحى عن بإعض من ل يعتد بإخلفه واخاتلفوا في أنها مثل السماع
من لفظ الشيخ في المرتبة أو داونه أو فوقه والصحيح ترجيح السماع من لفظ
الشيخ والحكم بإأن القراءة علته مرتبة ثانية
وهو مذهب جمهور أهل المشرق وللقارئ هنا أن يقول قرأت على فلن
وللسامع أن يقول قريء عليه وأنا أسمع فأقر بإه وله أن يقول حديثا قراءة عليه
أو أخابرنا قراءة عليه وأما إطلق حدثنا وأخابرنا ففيه مذاهب
أحدها المنع منهما جميعا وبإه قال ابإن المبارك ويحيى بإن يحيى وأحمد بإن حنبل
والنسائي
والثاني التجويز وأنه كالسماع من لفظ الشيخ في جواز إطلق حدثنا وأخابرنا
وبإه قال الزهري ومالك وسفيان بإن عيينة ويحيى بإن سعيد القطان والبخاري
ومن هؤلء من أجاز فيها أيضا أن يقول سمعت فلنا حكاه ابإن الصلح
والثالث المنع من إطلق حدثنا ويجوز أخابرنا وهو قول الشافعي وأصحابإه
ومسلم بإن الحجاج وجمهور أهل المشرق والحتجاج له ليس بإأمر لغوي وإنما
هو اصطلح منهم أراداوا بإه التمييز بإين النوعين وصار هو الشائع الغالب على
أهل الحديث وقد قرأ ابإو حاتم محمد بإن يعقوب الهروي صحيح البخاري على
بإعض الشيوخ عن الفريري وكان يقول له في كل حديث حدثكم الفريري فلما
فرغ
____________________
) (2/332
من الكتاب سمع الشيخ يذكر أنه سمع الكتاب من الفريري قراءة عليه فأعادا
أبإو حاتم قراءة جميع الكتاب عليه وقال له في جيعه أخابركم الفريري
الثالثة أن يقرأ على الشيخ ويقول له هل سمعته فيشير الشيخ بإإصبعه أو رأسه
فالشارة ههنا كالعبارة في وجوب العمل بإذلك الخبر وكذا في جواز الرواية عنه
على الصحيح
الرابإعة أن يقرأ على الشيخ ويقول بإقوله هل سمعته فيسكت الشيخ ويغلب
على ظن القارئ بإقرينة الحال إجابإته له فيجب العمل بإه بإل خالف وأما جواز
الرواية فالجمهور من المحدثين وغيرهم عليها لن سكوته نازل منزلة تصريحه
بإتصديق القارئ وشرط قوم إقرار الشيخ نطقا وبإه قطع الشيخ أبإو اسحاق
الشيرازي وسليم الرازي وأبإو نصر الصباغ
الخامسة يكتب الشيخ الى شخص سمعت كذا من فلن فللمكتوب إليه إذا علم
خاط الشيخ أو ظنه أنه يعمل بإه وله أن يروي عنه إذا اقترنت المكاتبة بإلفظ
الجازة بإأن يقول أجزت لك ما كتبته إليك أو نحو ذلك وأما إن تجردات المكاتبة
فقد أجاز الرواية بإها كثير من المتقدمين والمتأخارين منهم أيوب السختياني
ومنصور والليث بإن سعد وجماعة من أصحابإنا وغل أبإو المظفر السمعاني من
أصحابإنا فقال إنها أقوى من الجازة إليه مصير جمع من الصوليين وهو قضية
ترتيب المصنف حيث أخار ذكر الجازة في التعدادا ومنع قوم من الرواية بإها
منهم الماورداي في الحاوي وجوز الليث بإن سعد ومنصور واطلق حديثا وأخابرنا
في الرواية بإالمكاتبة والمختار خالفه وأنه إنما يقول كتب إلى فلن
الساداسة أن يشير الشيخ إلى كتاب فيقول سمعت ما في هذا الكتاب من فلن
وهو مسموعي من فلن فيعمل السامع بإه وإما أنه هل يرويه عنه فله أحوال
____________________
) (2/333
إحداها أن يقرن ذلك بإالمناولة والجازة وهذه الحالة أعلى من الحوال ومن
صورها أن يدفع الشيخ إلى الطالب أصل سماعه أو فرعا مقابإل له ويقول هذا
سماعي أو روايتي عن فلن فأروه عني أو أجزت لك روايته عني ثم يهبه إياه أو
يقول خاذه وانسخه وقابإل بإه ونحو هذا ومنها أن يجيء الطالب إلى الشيخ
بإكتاب أو جزء من حديثه فيعرضه عليه فيتأمله الشيخ العارف المتيقظ ثم يعيده
إليه ويقول وقفت على ما فيه وهو حدثني عن فلن فاروه عني وهذا يسمى
عرض المتأولة كما أن القراءة على الشيخ تسمى عرض القراءة وهذه المناولة
المقرونة بإالجازة حاله محل السماع عند الزهري وربإيعة الراوي ويحيى بإن
سعيد ومالك بإن أنس ومجاهد وابإن عيينة وقتاداة وأبإي العالية وابإن وهب
وآخارين والصحيح أن ذلك غير محال محل السماع وأنه منحط عن دارجة
التحديث لفظا والخابار قراءة
قال الحاكم أما فقهاء السلم الذين أفتوا في الحلل والحرام فإنهم لم يروه
سماعا ويه قال الشافعي والوزاعي والبوطي والمزني وأبإو حنيفة وسفيان
الثوري واحمد بإن حنبل وابإن المبارك يحيى واسحاق بإن راهويه قال عليه عهدنا
أئمتنا وإليه ذهبوا وإليه نذهب
وثانيها ان يناوله الكتاب مناولة مجرداة عن الجازة فيقتصر على قوله هذا من
حديثي أو من سماعي ول