The main aspects of the Libyan Constitutional Process Arabic

‫المؤسسة الدولية للديمقراطية واانتخابات‬

‫المحاور الرئيسية في العملية الدستورية الليبية‬

‫يظهر هذا الدليل تحت عنوان المحاور الرئيسية في العملية الدستورية الليبية الصادر عن المؤسسة الدولية للديمقراطية‬
‫واانتخابات‪ .‬والدليل بالكامل متاح بنسق ‪ PDF‬وفي صورة كتاب إلكتروني على الرابط التالي ‪.http://www.idea.int/‬‬

‫مصادر امؤسسة الدولية للدمقراطية واانتخابات ي موضوع بناء الدساتر‬
‫امحاور الرئيسية ي العملية الدستورية الليبية‬
‫© جميع الحقوق محفوظة للمؤسسة الدولية للدمقراطية واانتخابات‪2014 ،‬‬
‫ا يرتبط هذا الدليل بأي مصالح وطنية أو سياسية خاصة‪ .‬واآراء الواردة فيه ا تعر بالرورة عن آراء امؤسسة‬
‫الدولية للدمقراطية واانتخابات أو مجلس إدارتها أو مجلس الدول اأعضاء التابع لها أو آراء الجهات امانحة لها‪.‬‬
‫تقدم طلبات الحصول عى تريح بإعادة إصدار هذا الدليل كلياً أو جزئياً إى‪:‬‬
‫‪International IDEA‬‬
‫‪Strömsborg‬‬
‫‪SE - 103 34 Stockholm‬‬
‫‪Sweden‬‬
‫‪Tel: +46-8-698 37 00‬‬
‫‪Fax: +46-8-20 24 22‬‬
‫‪Email: info@idea.int‬‬
‫‪Website: www.idea.int‬‬


‫التصميم‪ :‬ماريان موصي (‪)marianne.moussalli@gmail.com‬‬
‫تصميم الغاف‪ :‬ماريان موصي (‪)marianne.moussalli@gmail.com‬‬
‫رسومات الغاف‪ :‬مارين كازاليس (‪)marine.casalis@gmail.com‬‬
‫الطباعة‪ :‬برانت رايت للدعاية وااعان (‪)info@printright.biz‬‬
‫‪ISBN: 978-91-87729-54-6‬‬

‫المحاور الرئيسية في العملية الدستورية الليبية‬
‫فهرس المحتويات‬
‫‪8‬‬

‫تمهيد‬
‫الجزء اأول‪ :‬الحقوق اأساسية‬

‫‪11‬‬

‫‪ )1‬مقدمة‬

‫‪11‬‬


‫(أ) أحكام عامة‬

‫‪11‬‬

‫(ب) ضان أن تكون الحقوق اأساسية ملزمة للدولة (أحكام اأولوية)‬

‫‪12‬‬

‫‪ )2‬أحكام التقييد‬

‫‪13‬‬

‫(أ) حكام التقييد امحدد‬

‫‪14‬‬

‫(ب) أحكام التقييد العام‬

‫‪15‬‬


‫(ج) محتوى أحكام التقييد‬

‫‪18‬‬

‫أ) قانونيتها‬

‫‪18‬‬

‫ب) الغاية منها‬

‫‪19‬‬

‫ج) تناسبها‬

‫‪20‬‬

‫د) ااستثناءات‬

‫‪20‬‬


‫‪ )3‬حاات الطوارئ‬

‫‪21‬‬

‫(أ) عدم جواز تقييد الحقوق‬

‫‪21‬‬

‫(ب) الحدود الزمنية‬

‫‪23‬‬

‫‪ )4‬تطبيق الحقوق‬

‫‪25‬‬

‫(أ) امكانة‬

‫‪27‬‬


‫(ب) مؤسسات حقوق اإنسان‬

‫‪28‬‬

‫‪ )5‬القانون الدوي‬

‫‪30‬‬
‫‪3‬‬

‫‪ )6‬دراسة حالة‪ :‬عدم التعرض للتعذيب‬

‫‪31‬‬

‫(أ) إزالة العوامل امحفزة عى مارسة التعذيب‬

‫‪32‬‬

‫(ب) تعزيز العوامل التي تثني عن مارسة التعذيب‬

‫‪32‬‬


‫(ج) إزالة فرص مارسة التعذيب‬

‫‪35‬‬

‫الجزء الثاني‪ :‬الفصل بين السلطات‬

‫‪37‬‬

‫‪ )1‬مقدمة‬

‫‪37‬‬

‫(أ) أنظمة الحكم‬

‫‪37‬‬

‫(ب) الحاية من ااستبداد‬

‫‪39‬‬


‫‪ )2‬السلطة التنفيذية‬

‫‪41‬‬

‫(أ) حدود مدة الواية الرئاسية‬

‫‪41‬‬

‫(ب) اختيار رئيس الوزراء‬

‫‪42‬‬

‫(ج) تشكيل الحكومة‬

‫‪44‬‬

‫(د) سحب الثقة من الحكومة‬

‫‪44‬‬


‫(ه) عزل الرئيس‬

‫‪46‬‬

‫(و) حل الرمان‬

‫‪47‬‬

‫(ز) العزل مطالبة شعبية‬

‫‪47‬‬

‫(ح) الصاحيات الرئيسية للسلطة التنفيذية‬

‫‪48‬‬

‫‪ )3‬السلطة التريعية‬

‫‪51‬‬


‫(أ) هيكل السلطة التريعية‬

‫‪51‬‬

‫أ) هيكل امجالس التريعية‬

‫‪51‬‬

‫ب) النظام اانتخاي‬

‫‪52‬‬
‫‪4‬‬

‫(ب) صاحية سن القوانن‬

‫‪53‬‬

‫(ج) الدور الرقاي للسلطة التريعية‬


‫‪56‬‬

‫‪ )4‬السلطةالقضائية‬

‫‪57‬‬

‫(أ) استقالية القضاء وقابليته للمساءلة‬

‫‪57‬‬

‫أ) ااختيار‬

‫‪58‬‬

‫ب) مدة الواية‬

‫‪60‬‬

‫ج) اأتعاب‬


‫‪61‬‬

‫(ب) مجالس القضاء‬

‫‪61‬‬

‫أ) ااختصاص‬

‫‪61‬‬

‫ب) الركيبة‬

‫‪62‬‬

‫(ج) امحاكم الدستورية‬

‫‪62‬‬

‫أ) َمن يتوى إجراء امراجعة الدستورية؟‬

‫‪62‬‬

‫ب) توقيت مراجعة الدستور‬

‫‪63‬‬

‫ج) تعين قضاة امحكمة الدستورية‬

‫‪64‬‬

‫د) عدد قضاة امحاكم الدستورية‬

‫‪67‬‬

‫ه) عزل قضاة امحكمة الدستورية‬

‫‪68‬‬

‫(د) التحوات القضائية (عمليات التدقيق)‬

‫‪69‬‬

‫الجزء الثالث‪ :‬امركزية سلطة الحكومة في السياق الدستوري المعاصر‬

‫‪71‬‬

‫‪ )1‬املخص التنفيذي‬

‫‪71‬‬

‫‪ )2‬تعريف الامركزية‬

‫‪71‬‬

‫‪ )3‬اعتبارات هامة‬

‫‪73‬‬
‫‪5‬‬

‫(أ) روط استمرار الحكم امحي‬

‫‪73‬‬

‫(ب) امبادئ العامة لأحكام التفصيلية‬

‫‪74‬‬

‫‪ )4‬خيارات التصميم‬

‫‪79‬‬

‫(أ) الهيكلية امؤسسية الرسمية‬

‫‪79‬‬

‫أ) كم عدد مستويات الحكم التي يجب أن ينشئها الدستور؟‬

‫‪79‬‬

‫ب) كم عدد الوحدات الامركزية التي يجب أن ينشئها الدستور؟‬

‫‪79‬‬

‫ج) ما شكل الحكم ي الوحدات الامركزية؟‬

‫‪80‬‬

‫د) هل يتعن أن يضع الدستور آليات للحد من مخاطر الامركزية؟‬

‫‪84‬‬

‫(ب) عمق الامركزية‬

‫‪85‬‬

‫أ) الامركزية اإدارية‬

‫‪85‬‬

‫ب) الامركزية السياسية‬

‫‪86‬‬

‫ج) الامركزية امالية‬

‫‪87‬‬

‫(ج) الحكم امتوازن وامؤسسات امسؤولة‬

‫‪89‬‬

‫(د) حاية نظام الامركزية وتنفيذه‬

‫‪91‬‬

‫‪ )5‬خامة‬

‫‪93‬‬

‫الجزء الرابع‪ :‬أحكام النفط والغاز‬

‫‪95‬‬

‫‪ )1‬مقدمة‬

‫‪95‬‬

‫‪ )2‬املكية‬

‫‪96‬‬

‫‪ )3‬اإدارة‬

‫‪100‬‬

‫‪ )4‬البيئة‬

‫‪103‬‬

‫‪ )5‬العقود‬

‫‪105‬‬
‫‪6‬‬

‫‪ )6‬امؤسسة الوطنية للنفط‬

‫‪108‬‬

‫‪ )7‬اإيرادات‬

‫‪109‬‬

‫‪ )8‬صناديق اأجيال القادمة وصناديق الروة السيادية‬

‫‪114‬‬

‫الجزء الخامس‪ :‬اإصاح الدستوري ومكافحة الفساد‬

‫‪117‬‬

‫‪ )1‬مقدمة‬

‫‪117‬‬

‫‪ )2‬صياغة السياسات العامة وتنفيذها‬

‫‪119‬‬

‫(أ) إجراءات اموافقة عى اموازنة العامة للدولة‬

‫‪119‬‬

‫(ب) نظام امشريات العامة للدولة‬

‫‪120‬‬

‫(ج) الشؤون امالية‬

‫‪121‬‬

‫‪ )3‬الرقابة‬

‫‪121‬‬

‫(أ) زيادة رقابة السلطة التريعية‬

‫‪121‬‬

‫(ب) مؤسسات التدقيق العليا‬

‫‪123‬‬

‫(ج) زيادة استقال السلطة القضائية‬

‫‪124‬‬

‫(د) هيئة تحقيق مستقلة‬

‫‪125‬‬

‫(ه) النيابة اإدارية‬

‫‪126‬‬

‫(و) حقوق اإنسان والفساد‬

‫‪127‬‬

‫‪7‬‬

‫تمهيد‬

‫تـُعتر ليبيا دولة فريدة تشهد أوضاعاً فريدة‪ .‬فعى الرغم من أن مرحلة ما بعد الثورة تطرح العديد من التحديات‪ ،‬فإن ليبيا‬
‫تواصل ااستفادة من مجتمع مدي يعج بالحياة ومن الفرص التي خلقتها حقيقة أن ثورتها أزالت النظام السياي السابق‬
‫من الوجود‪ .‬وعى الرغم أيضا من الردي الذي فرضه نظامها السابق‪ ،‬فإن لدى ليبيا مزيّة القدرة عى ااستفادة من عدد من‬
‫التقاليد‪ ،‬ما ي ذلك دستور ‪.1951‬‬
‫لقد أ ِع ّد هذا الدليل خصيصا ي ضوء تلك الظروف‪ .‬وهو يتضمن خمسة فصول تغطي امجاات التقليدية امهمة (كالفصل‬
‫بن السلطات‪ ،‬والحقوق اأساسية‪ ،‬والامركزية)‪ ،‬باإضافة إى جوانب ذات صلة بليبيا تحديدا (كاموارد الطبيعية والفساد)‪.‬‬
‫وا يتب ّنى الدليل النهج الكاسيي‪ ،‬بل يركز بصورة رئيسية عى النواحي التي تم اعتبارها مامة بصفة خاصة لليبيا‪ .‬فمثا‪،‬‬
‫ا يناقش فصل الحقوق اأساسية ي الدليل جميع الحقوق السياسية وااقتصادية وااجتاعية التي تتضمنها الدساتر عادة‬
‫(أنه من امفرض بالتأكيد أن يوي واضعو الدستور وفقهاء القانون الليبيون ااهتام الازم مختلف هذه الحقوق ي الدستور‬
‫الجديد)‪ .‬وبداً من ذلك‪ ،‬يركز الدليل عى الطرق الرئيسية امستخدمة ي الدساتر الحديثة لحاية وتعزيز تطبيق الحقوق‬
‫عى اأرض‪.‬‬
‫ويستند الدليل إى تجارب مقارنة من امنطقة العربية (ا سيا الدساتر الجديدة التي وضعتها مر وتونس وامغرب‬
‫واأردن بعد عام ‪ ،)2011‬ومن أوروبا‪ ،‬أمركا الاتينية‪ ،‬أمركا الشالية‪ ،‬أفريقيا‪ ،‬وآسيا‪ .‬وهو يحرم داماً التزام امؤسسة الدولية‬
‫للدمقراطية واانتخابات بإعداد دراسات مستقلة وموضوعية وغنية‪ ،‬بعيدا عن الوصف اللفظي‪ .‬وليس لصياغة أي فصل من‬
‫فصول الدليل سوى هدف واحد‪ ،‬هو مساعدة واضعي الدستور وسائر الجهات امعنية اأخرى ي جهودهم الرامية إى إقامة‬
‫نظام دمقراطي ي امنطقة‪.‬‬
‫وتفخر امؤسسة الدولية للدمقراطية واانتخابات بنر هذا الدليل كجزء من سلسلة وثائق أعدت حول بناء دستور جديد‬
‫ي ليبيا‪ .‬ونحن عى ثقة بأنه سيسهم ي تحقيق فهم أفضل للتجارب اأخرى امتعلقة بالقضايا الدستورية الرئيسية‪ ،‬وسيغني‬
‫عملية النقاش امتواصل حول اإصاح الدستوري ي ليبيا وخارجها‪.‬‬

‫‪8‬‬

‫شكر وتقدير‬

‫رعت امؤسسة الدولية للدمقراطية واانتخابات ي إعداد هذا الدليل ي عام ‪ .2012‬وقد وضعت امسودة اأوى من ِقـبـَل‬
‫أندرو فريدمان مطلع عام ‪ .2013‬وجرى وضع مسودة ثانية من قبل مجموعة باحثن هم‪ :‬أمر بدات‪ ،‬أنيسة والجي‪ ،‬دوغاس‬
‫كيث‪ ،‬إريك آلستون‪ ،‬ووسام فيليبسيك‪ ،‬حيث أكملوا عملهم ي سبتمر‪/‬أيلول ‪ .2013‬وجرى إعداد مسودة ثالثة ونهائية‬
‫وإنجازها داخليا ي امؤسسة الدولية للدمقراطية واانتخابات ي أبريل‪/‬نيسان ‪ .2014‬وقد جرى إعداد جميع امسودات‬
‫امذكورة‪ ،‬ما فيها النسخة النهائية‪ ،‬تحت إراف زيد العي‪ ،‬خبر بناء الدساتر ي امؤسسة الدولية للدمقراطية واانتخابات‪،‬‬
‫وبتوجيه من دنيا بن رمضان‪ ،‬خبرة الدمقراطية والنوع ااجتاعي ي امؤسسة‪.‬‬
‫وتتقدم امؤسسة الدولية للدمقراطية واانتخابات بالشكر واامتنان لأشخاص التالية أساؤهم‪ ،‬عى مساهاتهم القيمة ي‬
‫هذا الدليل‪ :‬أمر بدات‪ ،‬من جامعة نيويورك؛ أندرو فريدمان‪ ،‬امحلل القانوي ي واشنطن بوست؛ أنيسة والجي‪ ،‬من جامعة‬
‫نيويورك وامؤسسة الدولية للدمقراطية واانتخابات؛ دنيا بن رمضان‪ ،‬من امؤسسة الدولية للدمقراطية واانتخابات؛ دوغاس‬
‫كيث‪ ،‬من جامعة نيويورك؛ إريك آلستون‪ ،‬من جامعة شيكاغو؛ يورغ فيدتكة‪ ،‬من جامعة تولن؛ كيت كونفورد‪ ،‬من جامعة‬
‫نيويورك؛ ماركوس بوكنفوردة‪ ،‬من مركز أبحاث التعاون الدوي؛ مايكل دافيل‪ ،‬من جامعة نيويورك؛ محمد الغنام‪ ،‬من بعثة‬
‫اأمم امتحدة للدعم ي ليبيا؛ ريتشارد ستايي‪ ،‬من جامعة نيويورك؛ وسام فيليبسيك‪ ،‬من جامعة نيويورك؛ سوجيت شودري‪،‬‬
‫من جامعة نيويورك؛ سوميت بيساريا من امؤسسة الدولية للدمقراطية واانتخابات؛ وتوم غينسرغ‪ ،‬من جامعة شيكاغو‪.‬‬
‫وتجدر اإشارة أيضا‪ ،‬إى أن إعداد وإخراج هذا الدليل ما كان لرى النور لوا الدعم السخي من صندوق السام واأمن العامي‬
‫ي كندا (‪ ،)GPSF‬ولوا الدعم امادي والفكري الكبر من جانب مركز التحوات الدستورية ي كلية الحقوق بجامعة نيويورك‬
‫للقانون (‪ .)www.constitutionaltransitions.org‬تم تدقيق وتحرير النسخة العربية من هذا الدليل من قبل عي برازي‬
‫من مركز التوثيق السوري اأوروي (‪.)sedcsyria@gmail.com‬‬

‫‪9‬‬

‫الجزء اأول‪ :‬الحقوق اأساسية‬
‫مقدمة‬
‫تحتوي جميع الدساتر الحديثة‪ ،‬كالدساتر الليبية والعربية السابقة‪ ،‬قوائم أحكام ترمي إى حاية الحقوق السياسية‬
‫وااقتصادية وااجتاعية‪ .‬وبعض اأنظمة الدستورية حقق نجاحاً كبرا ً ي حاية الحقوق اأساسية وتحسن الظروف امعيشية‪،‬‬
‫بينا كان بعضها اآخر أقل نجاحاً بكثر‪ .‬ورغم أن ااختافات بن اأنظمة الدستورية الناجحة وتلك اأقل نجاحاً مكن أن‬
‫تعزى إى عوامل سياسية واقتصادية واجتاعية معقدة‪ ،‬فإن الطريقة التي توضع بها اأطر الدستورية مكن أن يكون لها أثر‬
‫مهم أيضاً‪ .‬ومة‪ ،‬ي جميع اأحوال‪ ،‬اختافان مهان ي الطريقة التي تحمي بها الدساتر الحقوق اأساسية‪.‬‬
‫أواً‪ ،‬تحتوي بعض الدساتر حقوقاً أكر بكثر من دساتر أخرى‪:‬‬

‫ •جميع الدساتر تقريباً تحمي رسمياً حرية التعبر‪ ،‬والتجمع‪ ،‬وتشكيل امنظات (ويشار إليها عادة بحقوق ‘الجيل‬
‫اأول’)؛‬
‫ •كثر من الدساتر‪ ،‬ولكن ليس جميعها‪ ،‬منح حقوقاً للمواطنن ي قضايا اجتاعية واقتصادية مهمة‪ ،‬مثل الحق ي‬
‫التعليم امجاي‪ ،‬والرعاية الصحية امجانية‪ ،‬وفرص العمل‪ ،‬والضان ااجتاعي (حقوق ‘الجيل الثاي’)؛‬
‫ •ومنح دساتر أخرى حقوقاً أخرى مثل الحق ي بيئة نظيفة‪ ،‬والحقوق امجتمعية (حقوق ‘الجيل الثالث’)‪.‬‬

‫هناك عدد كبر من الدراسات واأمثلة التي تحدد اأماط امختلفة للحقوق التي مكن أن يتضمنها الدستور‪ ،‬ولذلك فإن هذا‬
‫يفصل كثرا ً ي تلك القضية‪ .‬وبداً من ذلك‪ ،‬سركّز عى آليات التطبيق التي تُص َمم لضان عدم بقاء الحقوق نظرية‪،‬‬
‫الجزء لن ّ‬
‫كا كان الحال لوقت طويل ي امنطقة العربية‪ ،‬وليبيا ضمنا‪ .‬تشكّل هذه القضية تح ّدياً خاصاً‪ ،‬ا سيا ي مجتمعات ما بعد‬
‫اأنظمة ااستبدادية‪ .‬وتعتمد آلية التطبيق الناجحة عى عدد من العوامل‪ ،‬مثل وجود نظام قضاي ف ّعال‪ ،‬وبرمان ف ّعال‪،‬‬
‫وحكومة ف ّعالة‪ .‬وعى الحكومة والرمان‪ ،‬بشكل خاص‪ ،‬أن يحرما جميع الحقوق التي ينص عليها الدستور‪ ،‬كا ينبغي أن‬
‫تعمل امحاكم عى ضان عدم تجاوز الحكومة والرمان لصاحياتها عر فرض قيود غر رورية أو غر مررة عى الحقوق‬
‫(انظر الجزء ‪.)2‬‬
‫إن اإطار الدستوري الناجح يقيس أيضا قوة تلك امؤسسات بامقارنة مع التقاليد الدستورية ي البلد امعني (مقارنة نجاحاته‬
‫وإخفاقاته)‪ ،‬وتحديد هل من الروري استحداث أحكام وآليات إضافية لحاية الحقوق اأساسية‪ .‬ويشمل ذلك آليات من‬
‫قبيل إدراج أحكام تقييد ي الدساتر أو تضمينها درجة كبرة من التفاصيل عن كيفية مارسة حقوق معيّنة عملياً‪ ،‬وماهية‬
‫القيود التي مكن أن ت ُف َرض عى تلك الحقوق‪.‬‬
‫(أ) أحكام عامة‬

‫تطرح اأحكام امتعلقة بالحقوق اأساسية أسئلة عامة تتعلق ما يي‪:‬‬
‫ ‬
‫ ‬
‫ ‬
‫ ‬

‫•مكانتها ي اإطار الدستوري العام لبلد من البلدان؛‬
‫•تطبيقها؛‬
‫•تفسرها؛‬
‫•القيود التي تحكمها‪.‬‬

‫‪11‬‬

‫وي حن يرك العديد من الدساتر هذه اأسئلة دون جواب ٍ‬
‫شاف (انظر عى سبيل امثال الدستور الفرني لعام ‪،)1958‬‬
‫وبالتاي ترك للجهاز القضاي مهمة وضع حلول لكل حالة عى حدة‪ ،‬فإن نصوصاً أخرى (كالقانون اأساي اأماي لعام ‪،1949‬‬
‫ودستور جنوب أفريقيا لعام ‪ ،1996‬وإى درجة أقل بكثر الدستور العراقي لعام ‪ )2005‬تحتوي أحكاماً تشغيلية مهمة تتصدى‬
‫لهذه القضايا راحة (رغم أنها تختلف ي درجة التفصيل)‪ .‬مكن لأنظمة ذات السجات امتباينة ي حايتها لحقوق اإنسان‪،‬‬
‫بشكل عام‪ ،‬أو ذات التجربة العملية امحدودة ي فصل محاكمها ي النزاعات امتعلقة بحقوق اإنسان‪ ،‬أن تجد قيمة كبرة‬
‫ي تنفيذ بعض القواعد العامة ي هذا امجال‪.‬‬
‫(ب) ضمان أن تكون الحقوق اأساسية ملزمة للدولة (أحكام اأولوية)‬

‫يحتوي العديد من الدساتر أحكاماً تنص بوضوح عى أن الحقوق اأساسية ملزمة للسلطات العامة ي سياق مارستها‬
‫للسلطة‪ .‬ينبغي أن تكون جميع فروع الحكم (التريعية والتنفيذية والقضائية) عى جميع مستويات الدولة (الوطنية‬
‫وامناطقية والبلدية) إضافة إى جميع أجهزة الدولة اأخرى‪ ،‬مشمولة ضمن نطاق حاية الحقوق اأساسية‪ .‬واأمثلة التالية‬
‫من أمانيا وجنوب أفريقيا وناميبيا والعراق‪ ،‬توضح هذه الفكرة‪:‬‬

‫القانون اأساي اأماي (‪ ،)1949‬امادة ‪)3( 1‬‬
‫تكون الحقوق اأساسية اآتية ملزمة للهيئات التريعية والتنفيذية والقضائية‪ ،‬بوصفها قانوناً يُطبَق بشكل مبار‪.‬‬

‫دستور جنوب أفريقيا (‪ ،)1996‬الفصل ‪)1( 8‬‬
‫تنطبق رعة الحقوق عى جميع القوانن‪ ،‬وتكون ملزمة للهيئات التريعية والتنفيذية والقضائية‪ ،‬وجميع أجهزة الدولة‪.‬‬

‫دستور ناميبيا (‪ ،)1990‬امادة ‪5‬‬
‫ينبغي احرام الحقوق والحريات اأساسية الواردة ي هذا الفصل والدفاع عنها من قبل الهيئات التنفيذية‪ ،‬والتريعية‬
‫والقضائية وجميع أجهزة الحكومة وهيئاتها وجميع اأشخاص الطبيعين وااعتبارين ي ناميبيا‪ ،‬عندما ينطبق اأمر عليهم‪،‬‬
‫وسيجري تطبيقها من قبل امحاكم بالشكل اموصوف أدناه‪.‬‬

‫دستور العراق (‪ ،)2005‬امادة ‪2‬‬
‫أواً‪ :‬اإسام دين الدولة الرسمي‪ ،‬وهـو مصدر أساس للتريع‪:‬‬
‫(أ) ا يجوز سن قانون يتعارض مع ثوابت أحكام اإسام‪.‬‬
‫(ب) ا يجوز سن قانون يتعارض مع مبادئ الدمقراطية‪.‬‬
‫(ج) ا يجوز سن قانون يتعارض مع الحقوق والحريات اأساسية الواردة ي هذا الدستور‪.‬‬
‫ثانيا‪ ،‬يضمن هذا الدستور الحفاظ عى الهوية ااسامية لغالبية الشعب العراقي‪ ،‬كا ويضمن كامل الحقوق الدينية لجميع‬
‫اافراد ي حرية العقيدة وامارسة الدينية كامسيحين واآيزدين والصابئة امندائين ‪.‬‬
‫‪12‬‬

‫امادة ‪13‬‬
‫اواً‪ :‬يُع ُد هذا الدستور القانون ااسمى وااعى ي العراق‪ ،‬ويكون ملزماً ي انحائه كافة وبدون استثناء ‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬ايجوز سن قانون يتعارض مع هذا الدستور‪ ،‬ويُعد باطاً كل نص يرد ي دساتر ااقاليم أو اي نص قــانوي آخــر يتعارض معه‪.‬‬
‫يا َحظ أن اأحكام الواردة ي الدستور اأماي‪ ،‬والجنوب أفريقي‪ ،‬والناميبي ملزمة لفروع الحكم الثاثة؛ بينا النص العراقي‬
‫يلزم الهيئة التريعية بالحقوق اأساسية ومسائل أخرى‪ ،‬امادة ‪( )1( 2‬ج) و ‪ ،)2( 13‬ي حن ا يذكر الفرعن التنفيذي‬
‫والقضاي راحة‪.‬‬

‫أحكام التقييد‬
‫معظم امجتمعات تُقيِد الحقوق اأساسية بشكل من اأشكال؛ وكل تريع ينظّم النشاط اإنساي يحمل معه عى اأقل‬
‫احتال تقييد بعض الحقوق‪ .‬عى سبيل امثال‪:‬‬

‫ •حرية التعبر مق َيدة منع القذف وتشويه السمعة‪ .‬بعبارة أخرى‪ ،‬ا يستطيع امرء استعال حرية التعبر لتدمر‬
‫سمعة شخص آخر‪ ،‬أو الدعوة إى مارسة العنف ضد شخص محدد أو مجموعات من اأشخاص‪.‬‬
‫ •حرية الحركة مقيَدة باأنظمة امرورية‪ ،‬والقواعد امتعلقة بااحتجاز والسجن‪ ،‬وأخرا ً بقواعد الهجرة‪ .‬وبعبارة أخرى‪،‬‬
‫فإن حرية الحركة تقيَد عادة لجعل النقل العام أكر كفاءة‪ ،‬وحاية القانون والنظام من خال احتجاز وسجن‬
‫امجرمن‪ ،‬وأسباب اقتصادية تشمل الرغبة ي حاية أسواق العمل امحلية منع الهجرة واسعة النطاق‪.‬‬

‫ونص بشكل محدد عى الطلب من الرمان تحديد الكيفية التي يتم من‬
‫ي اماي‪ ،‬أدرك العديد من الدساتر هذه امشكلة ّ‬
‫خالها تقييد كل حق‪ .‬عى سبيل امثال‪:‬‬

‫دستور ليبيا (‪ ،)1951‬امادة ‪25‬‬
‫حق ااجتاع السلمي مكفول ي حدود القانون‪.‬‬

‫دستور مر (‪ ،)1971‬امادة ‪47‬‬
‫حرية الرأي مكفولة‪ ،‬ولكل إنسان التعبر عن رأيه ونره بالقول أو الكتابة أو التصوير أو غر ذلك من وسائل التعبر ي حدود‬
‫القانون‪ ،‬والنقد الذاي والنقد البناء لضان سامة البناء الوطني‪.‬‬
‫رغم أن قصد واضع الدستور واضح هنا‪ ،‬فإن هذه اأحكام الدستورية‪ ،‬من الناحية العملية‪ ،‬ا منح حقاً أو تحميه‪ .‬إنها مجرد‬
‫إعان يفيد بأن هذا الحق موجود‪ ،‬وأنه خاضع للقيود‪ ،‬دون تقديم أي مؤر عى امدى الذي مكن أن تصل إليه هذه القيود‪.‬‬
‫نصت عى وجود حقوق محددة‪ ،‬فإن مئات إن م يكن‬
‫من الناحية العملية‪ ،‬وكا هو معروف‪ ،‬رغم أن جميع الدساتر العربية ّ‬
‫آاف القوانن التي صدرت قيّدت تلك الحقوق إى درجة جعلت الحقوق نفسها با معنى‪ .‬عى سبيل امثال‪ ،‬أصدرت مر‪ ،‬ي‬
‫‪13‬‬

‫ظل دستور عام ‪ ،1971‬قانونا يحظر أي نقاش عام حول صحة الرئيس عى أسس تتعلق باأمن العام‪ .‬وتم إصدار قواعد منع‬
‫توجيه النقد العلني للرطة والجيش وامحاكم‪ .‬وأصبح من امستحيل تقريباً انتقاد الدولة‪ ،‬وبشكل يعني أن حرية التعبر م‬
‫تعد موجودة فعليا‪ ،‬رغم الصياغة الواسعة والسخية جدا ً للادة ‪.47‬‬
‫اليوم‪ ،‬يُشار إى مثل هذه اأحكام عادة بـ «أحكام ااسرداد» أنها تبدو وكأنها تعلن عن حق أساي متلكه الناس‪ ،‬لكنها تنص‬
‫عى أن بوسع الحكومة سحب تلك الحرية من الناس عر التريعات‪ .‬وتُع ُد أحكام ااسرداد إشكالية جدا ً وتق ّوض أي حاية‬
‫يوفرها الدستور‪ ،‬أنها تسمح للتريعات بإلغاء كل امعاي الكامنة ي الحقوق اأساسية‪ .‬ففي غياب جهاز قضاي قوي (وهو‬
‫غائب معظم اأحيان ي امنطقة العربية)‪ ،‬ا تواجه الحكومة التي تسعى لتقييد الحقوق اأساسية عقبات تذكر عندما يكون‬
‫الحق محمياً فقط بأحكام من هذا النوع‪.‬‬
‫لقد تص ّدى العديد من بلدان العام لهذه القضايا منذ أكر من نصف قرن‪ ،‬واجرحت هذه البلدان معاً عددا ً من الحلول‪ ،‬بعضها أكر‬
‫فعالية من اآخر‪ .‬هذه البلدان (وتضم كندا‪ ،‬أمانيا‪ ،‬جنوب أفريقيا‪ ،‬كينيا‪ ،‬وغرها الكثر) تتعلم من تجارب بعضها بعضاً لتعزيز تجربتها‬
‫الوطنية الخاصة‪ .‬ومؤخرا‪ ،‬تقوم تونس بالبناء عى تلك التجربة امقا َرنة عر إدراج بعض اأحكام امبتكرة ي دستورها الجديد‪ .‬وامقاربتان‬
‫الرئيسيتان القامتان اليوم للحد من قدرة الدولة عى تقييد الحقوق اأساسية بشكل اعتباطي وغر عادل ها‪:‬‬
‫ •أحكام تقييد محددة؛‬
‫ •أحكام تقييد عامة‪.‬‬

‫حكم التقييد امحدد هو حكم يرتبط بحق محدد‪ ،‬ويرح الغايات أو الوسائل التي مكن من خالها تقييد ذلك الحق‪ .‬يتكون‬
‫حكم التقييد العام من مجموعة تعليات تنص عى كيف مكن تقييد جميع الحقوق ي دستور ما‪ ،‬أو ي فصل محدد منه‪.‬‬
‫لكل من هذه اأحكام محاسنه ومساوئه‪ ،‬ويعتمد أثرها إى درجة كبرة عى كيفية صياغتها‪ .‬ينبغي أن تفكر ليبيا بجدية ي‬
‫تضمن دستورها الوطني الجديد حكم تقييد خاص بها‪ ،‬إذا أرادت تعزيز فرص بناء دولة تحرم الحقوق اأساسية وا تنتهكها‬
‫باستمرار كا ي اماي‪.‬‬
‫(أ) أحكام التقييد المحدد‬

‫بنود التقييد امحدد هي بنود يحتويها نفس الحكم الذي يحتوي حرية معيّنة ويرح الحاات التي مكن تقييد تلك الحرية‬
‫فيها‪ .‬تتفاوت بنود التقييد امحدد بشكل كبر‪ ،‬لكنها جميعاً تهدف إى منع فرض قيود اعتباطية عى الحقوق‪ .‬ومكن للقيود‬
‫امحددة أن تتخذ شكل عبارة واحدة ي إحدى مواد الدستور‪.‬‬

‫دستور تشيي‪ ،‬امادة ‪19‬‬
‫يضمن هذا الدستور لجميع اأشخاص‪:‬‬
‫(‪ )6‬حرية الضمر‪ ،‬وإظهار تجليات جميع العقائد وامارسة الحرة لجميع العبادات التي ا تتعارض مع اأخاق‪ ،‬أو التقاليد‬
‫الحميدة‪ ،‬أو النظام العام‪.‬‬
‫وعبارة «‪ ...‬التي ا تتعارض مع اأخاق‪ ،‬أو العادات الحميدة أو النظام العام» هي القيود ي هذا الحكم‪ .‬فهي تعني أن حرية‬
‫‪14‬‬

‫أي من القيم الثاث امذكورة‪ .‬هذه الصياغة امحددة‬
‫مارسة جميع العبادات ا تقيَد إا إذا كانت امارسة تتعارض مع ٍ‬
‫الواردة ي امادة ‪ 19‬من الدستور التشيي إشكالية‪ ،‬أنها تدعو الحكومة والرمان وامحاكم إى الحد من حرية الضمر‪ ،‬استنادا ً‬
‫إى ثاث قيم تتسم بدرجة كبرة من الذاتية وغر مع َرفة ي أي مكان من الدستور‪ .‬لقد استُع ِملت أحكام مشابهة للادة ‪19‬‬
‫ي العديد من أنحاء العام ي تقييد الحقوق بشكل انتقاي‪ ،‬استنادا ً إى مصالح خاصة للمسؤولن‪ ،‬حتى لو تعارض ذلك مع‬
‫مصالح رائح واسعة من السكان‪.‬‬
‫ومكن أحكام التقييد امحدد أن تكون أكر تفصياً بكثر من امثال السابق‪.‬‬

‫دستور جنوب أفريقيا‪ ،‬امادة ‪16‬‬
‫(‪ )1‬لكل شخص الحق بالتمتع بحرية التعبر‪ ،‬التي تتضمن‪:‬‬
‫(آ) حرية الصحافة ووسائل اإعام اأخرى؛‬
‫(ب) حرية تلقي أو إرسال امعلومات أو اأفكار؛‬
‫(ج) حرية اإبداع الفني؛‬
‫(د) الحرية اأكادمية وحرية البحث العلمي‪.‬‬
‫(‪ )2‬الحق ي الفقرة (‪ )1‬ا يشمل‪:‬‬
‫(آ) الدعاية للحرب؛‬
‫(ب) التحريض عى العنف الوشيك؛‬
‫(ج) تشجيع الكراهية امبنية عى العنر‪ ،‬أو العرق‪ ،‬أو الجنس‪ ،‬أو الدين‪ ،‬وما يشكل تحريضاً عى إحداث الرر‪.‬‬
‫موسع مك ّونات الحق‪ ،‬ثم يناقش بشكل منفصل القيود امحتملة بالتفصيل‪ .‬وما أن هذه‬
‫هذا النموذج أوضح بكثر أنه يناقش بشكل َ‬
‫الصياغة تنص بوضوح عى أنه مكن تقييد الحرية‪ ،‬فإنه ينبغي أيضاً صياغتها بعناية ي ا تسمح بتقييد ذلك الحق بشكل كامل‪ .‬وتحقق‬
‫هذه امادة ذلك الهدف بجعل فئات القيود امسموح بها ضيقة جدا ً‪ .‬لقد تخلّص دستور جنوب أفريقيا‪ ،‬كا يرد أدناه‪ ،‬من العبارات‬
‫الغامضة والذاتية كالرفاه العام‪ ،‬والنظام واأخاق‪ ،‬واستبدلها بنص أكر دقة وتحديدا ً كالذي نراه هنا‪.‬‬
‫(ب) أحكام التقييد العام‬

‫‪1‬‬

‫تنص بنود التقييد العام عى الوسائل والغايات الرورية لتقييد جميع حقوق الدستور‪ .‬ويتم وضع هذه البنود لضان‬
‫سيادة الدستور عى جميع امحاوات التريعية الرامية إى تقييد الحقوق‪ .‬ومكن لهذه البنود أن تضمن عدم خضوع أي‬
‫حق دستوري للتقييد بشكل كامل‪ .‬وينبغي أن تكون اللغة عامة‪ ،‬أن هذه البنود تنطبق عى جميع الحقوق؛ وعى واضعي‬
‫الدستور تج ّنب استعال لغة غامضة تسمح بفرض قيود اعتباطية‪ .‬إن الصياغات امختلفة لبنود القيود العامة تضمن حاية‬
‫الحقوق بدرجات متفاوتة‪.‬‬
‫‪ 1‬يستند هذا الجزء بشكل كبر إى ورقة بعنوان «اإصاح الدستوري التوني والحقوق اأساسية‪ :‬ردود أفعال عى دستور الجمهورية التونسية»‪ ،‬يورغ‬
‫فيدتكة (‪ ،)Jörg Fedtke‬ورقة العمل رقم ‪ ،4‬تعزيز الربيع العري‪ :‬اانتقال الدستوري ي مر وتونس‪ ،‬العي وستايي (محرران) (يونيو‪/‬حزيران‬
‫‪ ،)2013‬نرت من قبل مركز التحوات الدستورية ي جامعة نيويورك وامؤسسة الدولية للدمقراطية واانتخابات (آيديا‪ ،)IDEA -‬وهي متاحة عى‬
‫اموقع‪.http://constitutionaltransitions.org/consolidating-arab-spring/ :‬‬
‫‪15‬‬

‫القانون اأساي اأماي (‪ ،)1949‬امادة ‪ - )2( )1( 19‬تقييد الحقوق اأساسية‬
‫‪.1‬‬

‫طاما أن هناك إمكانية ي هذا القانون اأساي لتقييد أحد الحقوق اأساسية موجب قانون أو سعياً لتطبيق قانون‪،‬‬
‫فإن مثل هذا القانون ينبغي أن يطبق بشكل عام وليس عى حالة منفردة وحسب‪ .‬إضافة إى ذلك‪ ،‬ينبغي أن يحدد‬
‫القانون الحق اأساي الذي يتأثر بذلك وامادة التي تنص عليه‪.‬‬

‫‪.2‬‬

‫ا يجوز‪ ،‬بأي حال من اأحوال‪ ،‬أن يؤثر ذلك بأي حق أساي‪.‬‬

‫اميثاق الكندي للحقوق والحريات (‪ ،)1982‬امادة ‪1‬‬
‫يضمن اميثاق الكندي للحقوق والحريات فقط الحريات الواردة فيه‪ ،‬والتي تخضع فقط للقيود امعقولة التي تنص عليها‬
‫القوانن‪ ،‬والتي مكن تريرها بشكل واضح ي مجتمع حر ودمقراطي‪.‬‬

‫دستور جنوب أفريقيا‪ ،‬امادة ‪36‬‬
‫(‪ )1‬ا مكن تقييد الحقوق الواردة ي رعة الحقوق هذه إا موجب قانون ذي تطبيق عام‪ ،‬وبالحد الذي يكون فيه القيد‬
‫معقواً ومررا ً ي مجتمع منفتح ودمقراطي‪ ،‬وبااستناد إى الكرامة وامساواة والحرية اإنسانية‪ ،‬مع أخذ جميع العوامل‬
‫ذات الصلة بعن ااعتبار‪ ،‬ما فيها‪:‬‬
‫(آ) طبيعة الحق؛‬
‫(ب) أهمية الغاية من القيد؛‬
‫(ج) طبيعة ونطاق القيد؛‬
‫(د) العاقة بن القيد وغايته؛‬
‫(هـ) استعال وسائل أقل تقييدا ً لتحقيق الغاية‪.‬‬
‫(‪ )2‬باستثناء ما تنص عليه الفقرة (‪ )1‬أو أي من أحكام الدستور اأخرى‪ ،‬ا مكن أي قانون أن يق ّيد أي حق تنص عليه‬
‫رعة الحقوق‪.‬‬

‫دستور العراق (‪ ،)2005‬امادة ‪46‬‬
‫مس‬
‫ا يكون تقييد مارسة أي من الحقوق والحريات الواردة ي هذا الدستور أو تحديدها إا بقانون أو بنا ًء عليه‪ ،‬عى أاّ ّ‬
‫ذلك التحديد والتقييد جوهر الحق أو الحرية‪.‬‬

‫دستور إندونيسيا‪ ،‬امادة ‪ 28‬ك (‪)2‬‬
‫من واجب كل شخص‪ ،‬ي سياق مارسته لحقوقه‪ ،‬أن يقبل القيود التي يفرضها القانون لتحقيق الغايات الوحيدة امتمثّلة‬
‫ي ضان واحرام حقوق وحريات اآخرين‪ ،‬وترير امطالب العادلة التي تستند إى اعتبارات اأخاق والقيم الدينية واأمن‬
‫والنظام العام ي مجتمع دمقراطي‪.‬‬
‫‪16‬‬

‫دستور تونس (‪ ،)2014‬امادة ‪49‬‬
‫يحدد القانون الضوابط امتعلقة بالحقوق والحريات امضمونة بهذا الدستور ومارستها ما ا ينال من جوهرها‪ .‬وا توضع‬
‫هذه الضوابط إا لرورة تقتضيها دولة مدنية دمقراطية وبهدف حاية حقوق الغر‪ ،‬أو مقتضيات اأمن العام‪ ،‬أو الدفاع‬
‫الوطني‪ ،‬أو الصحة العامة‪ ،‬أو اآداب العامة‪ ،‬وذلك مع احرام التناسب بن هذه الضوابط وموجباتها‪ .‬وتتكّفل الهيئات‬
‫القضائية بحاية الحقوق والحريات من أي انتهاك‪.‬‬
‫ا يجوز أي تعديل أن ينال من مكتسبات حقوق اإنسان وحرياته امضمونة ي هذا الدستور‪.‬‬
‫ستتم مناقشة محتويات هذه البنود بالتفصيل أدناه‪ ،‬إاّ أن أوجه ااختاف والشبه ي عملية الصياغة مهمة‪ ،‬ويجدر‬
‫تلخيصها فيا يي‪:‬‬
‫ ‬
‫ ‬
‫ ‬
‫ ‬
‫ ‬

‫•بند التقييد العام ي الدستور الكندي قصر‪ ،‬وقد تم تطوير معناه بدرجة كبرة من قبل امحكمة الدستورية‪.‬‬
‫•بند التقييد العام ي الدستور العراقي قصر أيضاً وغامض‪ ،‬وبذلك فهو يعتمد عى امحاكم ي تحديد ما يعنيه‪ .‬وقد‬
‫تبن أن ذلك كان خطأً رئيسياً ي ظل ضعف نظام امحاكم العراقي وافتقاره إى ااستقال‪.‬‬
‫ّ‬
‫ُعر كتابة عن مفاهيم شبيهة جدا ً بامفاهيم التي‬
‫•بند التقييد العام ي دستور جنوب أفريقيا أكر شمواً‪ ،‬وصياغته ت ّ‬
‫تبناها النظام القضاي الكندي‪.‬‬
‫•بند التقييد العام ي الدستور التوني يشر إى العديد من العنار ذاتها اموجودة ي دستور جنوب أفريقيا‪ ،‬لكنه‬
‫ينص أيضاً عى أن من مسؤولية امحاكم حاية الحقوق والحريات من جميع اانتهاكات‪ .‬امعنى الضمني الواضح‬
‫هنا‪ ،‬هو أن عى امحاكم أن تحمي الحقوق والحريات من انتهاكات الحكومة والرمان‪.‬‬
‫•يستعمل الدستور اإندونيي لغة مشابهة للغة الدساتر اأخرى‪ ،‬لكنه يضع العبء عى اأفراد لقبول القيود بداً‬
‫من وضعه عى الجهات التي تقيّد الحقوق إظهار صحة وماءمة تلك القيود‪.‬‬

‫من الشائع أن يوجد ي الدساتر التي تحتوي بنود تقييد عام عى بعض الحقوق التي تخضع لبنود تقييد محددة‪ .‬عى سبيل‬
‫امثال‪ ،‬تعلن امادة ‪ 25‬من دستور جنوب أفريقيا التحرر من الحرمان التعسفي من املكية الشخصية‪ ،‬لكنها ترح‪ ،‬من ثم‪،‬‬
‫الغايات التي مكن للدولة أجلها أن تستوي عى املكية الخاصة‪ .‬لقد عر بعض امعلّقن عن قلقه من أن وجود مستوين‬
‫من بنود التقييد يجعل الحقوق تبدو وكأنها عرضة للتقييد دوما‪ .‬وي دساتر أخرى‪ ،‬أدت بنود التقييد امحدد إى جعل بنود‬
‫التقييد العام أقل ماءمة‪.‬‬
‫إاّ أن مستويي القيود قد يعما معاً بشكل إيجاي‪ .‬إذ مكن لبند التقييد العام أن مثل حاية لجميع الحقوق‪ ،‬دون الحاجة‬
‫إى أشكال إضافية من الحاية‪ .‬وي الوقت ذاته‪ ،‬فإن للحقوق امختلفة خصائص مختلفة وقد تتمتع بأهمية مختلفة‪ .‬ومكن‬
‫لبنود التقييد امحدد أن تسمح بتفصيل حاات التقييد طبقاً لخصائص حق معن‪ .‬تُع ُد امادة ‪ 25‬من دستور جنوب أفريقيا‬
‫مثااً جيدا ً عى هذا‪ .‬لحقوق املكية طبيعة فريدة‪ ،‬ومكن ااستياء عى املكية امادية بوسائل ا مكن استعالها لتقييد‬
‫الحقوق غر املموسة اأخرى‪ .‬وقد سعى واضعو الدستور لتطبيق جملة محددة من القيود عليها‪ .‬كا مكن أن تؤدي بنود‬
‫التقييد العام إى تعزيز تحليل مو ّحد تستعمله امحاكم‪ ،‬ي حن أن تضمن بنود قيود محددة قد يوجِد تراتبية للحقوق مي‬
‫عى امحكمة كيفية استجابتها عند تنازع حقن أساسن‪.‬‬
‫‪17‬‬

‫(ج) محتوى أحكام التقييد‬

‫تتمتع بنود التقييد بدرجات متفاوتة من الفعالية ي حاية الحقوق اأساسية‪ ،‬ومحتوى هذه البنود يلعب دورا ً مهاً ي‬
‫تحديد فعاليتها‪ .‬ومكن تقسيم هذا امحتوى إى عدد صغر من الفئات‪.‬‬
‫أ قانونيتها‬
‫يتمثل أحد أهداف بنود التقييد ي ضان أاّ تكون هذه القيود اعتباطية‪ .‬ولتحقيق هذا الهدف‪ ،‬ينص العديد من بنود التقييد‬
‫عى أن يكون أي تقييد للحقوق موجب قانون وليس إجرا ًء فردياً‪ .‬ويُعتَقَد أن القوانن‪ ،‬خاصة تلك التي تصدرها الهيئات‬
‫التريعية‪ ،‬تتطلب قدرا ً أكر من التم ّعن مقارنة باإجراءات التنفيذية‪ ،‬وهي توفّر للمواطنن جهة واضحة تتحمل امسؤولية‬
‫السياسية عن القيود‪ .‬غر أن مجرد ااشراط بأن تكون القيود موجب قانون قد ا يوفّر حاية كبرة‪ ،‬أن اإجراءات التنفيذية‬
‫قد يكون لها أيضاً مكانة القانون‪.‬‬
‫ولحل هذه امشكلة‪ ،‬تشرط بعض اأحكام الدستورية أن يلبي القانون معاير معينة قبل أن يُسمح له بتقييد الحقوق‪ .‬عى‬
‫سبيل امثال‪ ،‬يقول الجزء اأول من امادة ‪ 36‬ي دستور جنوب أفريقيا‪« :‬ا مكن تقييد الحقوق الواردة ي رعة الحقوق إا‬
‫موجب قانون ذي تطبيق عام»‪ .‬ويعني «التطبيق العام»‪ ،‬أن أي قانون يقيّد الحقوق ينبغي أن يُطبَق عى جميع اأفراد وليس‬
‫فقط عى حالة خاصة‪ .‬ويأي هذا استجابة للمخاوف من إمكانية مرير قوانن أو إجراءات حكومية موجهة بشكل تعسفي‬
‫ضد مجموعات بعينها أو أفراد بعينهم‪ .‬ويحتوي الدستور الكيني رطا أكر قوة بخصوص القانونية‪.‬‬

‫دستور كينيا‪ ،‬امادة ‪)2( 24‬‬
‫‪ ...‬إن بندا ً ي التريع يق ّيد حقاً أساسياً أو حرية أساسية‪:‬‬
‫عر التريع عى نحو محدد عن النية بتقييد ذلك الحق اأساي أو الحرية اأساسية‪ ،‬وطبيعة‬
‫(أ) ليس مروعاً ما م يُ ِ‬
‫ونطاق ذلك التقييد؛‬
‫(ب) ا يُفهم منه أنه يق ّيد الحق اأساي والحرية اأساسية ما م يكن الحكم واضحاً ومحددا ً بشأن الحق أو الحرية‬
‫موضع التقييد وطبيعة ونطاق التقييد؛‬
‫يعزز هذا الرط ي الدستور الكيني ُمثُل التفكر امتم ّعن وامساءلة‪ .‬يتطلب الحكم أن يفكّر امرعون باأثر الذي سيكون‬
‫للتريع عى الحقوق‪ ،‬ومن ثم يحدد ي القانون نفسه ماهية اأثر امتوقع للتريع عند التطبيق العمي‪ .‬إن الطلب إى‬
‫امرعن باإقرار بانتهاكات الحقوق‪ ،‬سيس ّهل عى امواطنن إخضاع هؤاء امسؤولن للمساءلة‪.‬‬

‫‪18‬‬

‫ب الغاية منها‬
‫بنود التقييد تختلف عن بنود ااسرداد‪ ،‬أن بنود التقييد تضع قيودا ً عى قدرة الحكومة عى تقييد الحقوق‪ .‬وهي تفعل‬
‫ذلك‪ ،‬ي كثر من اأحيان‪ ،‬بالنص عى أنه مكن للرمانات والحكومات فقط أن تق ّيد الحقوق لتحقيق غايات معينة مثل‪،‬‬
‫اأمن الوطني والنظام العام وغرها‪.‬