"نظرية العقوبات في الفقه الإسلامي" | نور بيتي صفيان | Jurnal Dusturiah 2357 4631 1 SM

Jurnal Hukum Islam, Perundang-undangan dan Pranata Sosial

ISSN 2088-9712
E-ISSN 977-2580536

Vol VII. NO.1.Januari-Juni 2017
TIM PENGELOLA JURNAL

DUSTURIYAH
Redaktur
Rahmat Efendy Al Amin Siregar, S. Ag., MH
Arifin Abdullah, S. HI., MH
Bendahara
Safira Mustaqilla, S. Ag, M. Ag
Anggota/Editor
Edi Yuhermansyah
Israr Hirdayadi, Lc
Syuhada, S. Ag., M. A
Tata Letak/ Grafis
Muhadi Khalidi
Pembaca Ahli:

Prof. Dr. H. Muslim Ibrahim, M. A., Prof. Dr. H. Alyasa’ Abubakar, M. A., Prof. Dr. H. Iskandar
Usman, M. A., Prof. Drs. H. Yusni Saby., M. A., Ph. D., Prof. Dr. H. A. Hamid Sarong, S.H ., M. H.,
Dr. Nazaruddin A. Wahid, M. A., Dr. Ridwan Nurdin, MCL., Dr. Hj. Nurjannah Ismail, M. Ag., Dr.
A. Jalil Salam, M. Ag., Dr. Khairudin, M. Ag.
Mitra Bestari
Prof. Dr. Duskri Ibrahim, M. A., Prof. Dr. Abdullah Idi, M. Ed.,Prof. Dr. Husni Jalil, M. A.
Alamat Redaksi
Fakult as S yar iah dan Hukum UIN Ar-Ranir y Banda Aceh
Provinsi Aceh 23111
No. Telp: 0651- 7552966
Fax: 0651- 7552966
E mail: dust ur iyah@gma il. co m Jurnal Dusturiyah menerima naskah dalam Bahasa Indonesia, Bahasa Inggris dan Bahasa
Arab dengan ketentuan sebagai berikut: kajian tentang hukumdan perundang-undangan: hukum, fiqh, ekonomi Islam, politik dan
pranata sosial lainnya; Naskah yang dikirim diketik dengan tulisan times new roman ukuran 12 spasi 1,5 dengan jumlah 15-20
halaman; Naskah diserahkan dalam bentuk Hardcopy (Print Out) dan softcopy dalam CDatau flashdisk atau bisa juga dikirim melalui email; Naskan menggunakan footnote dengan referensi (min 15 buku/Jurnal/karya ilmiah lainnya); Abstrak dibuat dalam Bahasa
Inggris lebih kurang 150-200 kata dan disertai kata Kunci (key word) maksimal 5 kata dalam Bahasa Inggris; Naskah yang belum layak
untuk dimuat dapat diambil kembali oleh penulis pada tim redaksi; Naskah harus sudah diterima redaksi dua bulan sebelum
diterbitkan; Jurnal Dusturiyah diterbitkan dalam setahun dua edisi bulan Juni dan Desember.

2


DAFTAR ISI

HUKUM ADAT LAOT (LAUT) SEBAGAI KEARIFAN MASYARAKAT NELAYAN
ACEH DALAM UPAYA MELESTARIKAN POTENSI SUMBERDAYA
PERIKANAN TANGKAP

Yulindawati
HUBUNGAN HUKUM INTERNASIONAL DENGAN HUKUM NASIONAL

Risfalman
MAZHAB FIQH DALAM PANDANGAN SYARIAT ISLAM (Mengkritisi Pendapat
Mewajibkan Satu Mazhab)

Muhammad Yusran Hadi
PERAN DEWAN PERWAKILAN RAKYAT DAERAH (DPRD) DALAM
PENGAWASAN KEUANGAN DAERAH

Ayumiati


KEBIJAKAN KRIMINAL DALAM PENANGGULANGAN
PERKAWINAN DI BAWAH UMUR
Eli Dani Isma
PENGARUH ARUS KAS BEBAS, PROFITABILITAS, UKURAN
PERUSAHAAN DAN LEVERAGE TERHADAP MANAJEMEN LABA PADA
PERUSAHAAN NON KEUANGAN YANG TERDAFTAR DI BURSA EFEK
INDONESIA TAHUN 2011-2014

SERI MURNI
ANALISIS ASPEK RELIGIUSITAS TERHADAP ETIKA BISNIS PEDAGANG
PASAR MUSLIM PUSAT PASAR KOTA MEDAN

Akrim Ashal Lubis
STATUS ANAK NIKAH SIRI ( PERSPEKTIF HUKUM ISLAM DAN HUKUM POSITIP )

MUSFIRA

"‫"نظري العقوبا في الفقه اإسامي‬
Nurbaiti Sofyan


3

‫"نظرية العقوبات في الفقه اإسامي"‬
‫الباحثة‪ :‬نور بيتي صفيان‬

‫أن مقصود أمر الشارع من فرض العقوبة على عصيان و اصاح حال البشر ميعا و الوقت ذات العمل‬
‫على مايتهم من ا فاسد وارشاد م إ الطريق السليم وأن العقاب رمة بالعباد‪ .‬وأن اأسس العامة ال‬
‫تقوم عليها العقوبة ي أن تكون العقوبة يث ع ال اس من إرتكاب ا ر ة‪ ،‬و اجة ال اس و صلحتهم‪،‬‬
‫وإذا اقتضت ماية ا ماعة استئصال اجرم من ا ماعة أو حبس شر ع ها وجب أن يعاقب بالقتل أو‬
‫ا بس ح وت ما م يثبت أو ي صلح حال ‪ ،‬وتعتر العقوبة مشروعة إذا كانت تؤدي إ صاح اافراد‬
‫وماية ا ماعة‪ ،‬وا يقصد بالعقوبة اانتقام من اجرم بل يقصد ها استصاح ‪ .‬وقد اختلف الفقهاء‬
‫العقوبات ب زواجر أم جوابر‪ .‬فقال بعض أن العقوبات جوابر ويرى البعض أن العقوبات الشرعية زواجر‬
‫وجوابر معا‪ .‬ومن أ داف الشريعة من العقوبات ي عقوبات ماية الدين‪ ،‬واأنفس‪ ،‬والعقل‪،‬‬
‫وال سل‪،‬واأموال‪ .‬وأما شروط العقوبة ي أن تكون العقوبة شرعية‪ ،‬وشخصية‪ ،‬وعامة‪ .‬وقد قسمت‬
‫العقوبات الدنيوية م ها تقسيم العقوبة من حيث نوعها ‪ ،‬و سب الرابطة القائمة بي ها‪ ،‬ومن حيث سلطة‬
‫القاضي تقدير ا‪ ،‬ومن حيث وجوب ا كم ها‪ ،‬ومن حيث لهاوا رائم‪.‬‬
‫وأما ا هج الذي سلكت الباحثة ذا البحث و ا هج ااستقرائي وا هج التحليلي عرض ا علومات‬
‫عن تعريف العقوبة لغة واصطاحا‪ ،‬واأسس العامة ال تقوم عليها العقوبة‪ ،‬وعرض آراء العلماء العقوبات‬
‫زواجر أم جوابر‪ ،‬وبيان أ داف الشريعة من العقوبات‪ ،‬مع شرح شروط العقوبة وأقسامها الدنيوية‪.‬‬


‫أوا‪ :‬تعريف العقوبة لغة واصطاحا‬

‫‪4‬‬

‫العقوبة لغة‪ :‬اسم للفعل عاقب عقابا ومعاقبة‪ ،‬والعقاب وا عاقبة‪ :‬أن زي الرجل ما فعل سواءاً‪ ،‬وااسم‬

‫‪.1‬وعاقب فانا‬
‫العقوبة‪ .‬وعاقب بذنب معاقبة وعقابا‪ :‬أخذ ب ‪ ،‬وتعقبت الرجل‪ :‬إذا أخذت بذنب كان م‬
‫بذنب معاقبة وعقابا جزا سواءا ما فعل‪ ،‬والعقوبة العقاب وم قانون العقوبات ‪.2‬قال الدكتور حسن علي‬
‫الشاذ ‪ :‬العقوبة لغة ي ما وقع من جزاء على ذنب ارتكب اإنسان‪ .‬ولعل الوج تسميتها هذا ااسم‬
‫أها تعقب اق اف اام وتتلو ‪ .‬وقد يطلق على العقوبة أها ا زاء‪ ،‬فيقال‪ :‬جزى فان فانا ما ص ع‪ ،‬زي‬
‫جزاء‪ ،‬ويقال جازا أيضا‪ ،‬إا أن ا زاء قد يكون على ا وقد يكون على الشر‪ ،‬أما العقوبة فا تكون إا‬
‫على فعل ظور‪.3‬‬
‫العقوبة والعقاب‬
‫وقد فرق بعض الفقهاء ب العقوبة والعقاب فقالوا إن كلمة عقاب تص بالعذاب اأخروي وأها جاءت‬
‫القرآن الكر هذا ا ع فقال تعا ‪{ :‬ما أَفَاء الل َعلَى رسولِِ ِمن أَ ْ ِل الْ ُقرى فَلِل ِ ولِلرس ِ‬
‫ول َولِ ِذي الْ ُق ْرََ‬
‫ُ‬
‫َُ ْ‬
‫َ ُ‬

‫َ‬
‫ول فَ ُخ ُذوُ َوَما نَ َها ُك ْم‬
‫َوالْيَتَ َامى َوالْ َم َساكِ ِ َوابْ ِن السبِ ِيل َك ْي َا يَ ُكو َن ُدولَةً بَ ْ َ ْاأَ ْغِيَاء ِم ُك ْم َوَما آتَا ُك ُم الر ُس ُ‬
‫ِ‬
‫يد الْعِ َق ِ‬
‫اب ح[ا شر‪7 :‬ى‪.4‬‬
‫َعْ ُ فَانتَ ُهوا َوات ُقوا الل َ إِن الل َ َشد ُ‬
‫أي يقررون أن ما يوقع على اإنسان إن كان الدنيا يقال ل العقوبة‪ ،‬وأما ما يلحق اآخرة فهو‬
‫العقاب‪.5‬واتفقت مع الدكتور رمضان على الشرنباص على أن ا وج للتفرقة ب كلم العقوبة والعقاب‬
‫أهما مع واحد و و ا ؤاخذة بالذنب و ذا يستوي الدنيا واآخرة‪.6‬‬
‫والعقوبة في اصطاح الفقهاء‪:‬‬
‫تعددت تعاريف الفقهاء للعقوبة م ها‪:‬‬

‫‪ 1‬ابن م ظور‪ ،‬لسان العرب‪ُ ،‬ب وت‪ :‬دار إحياء ال اث العري‪ ،‬ط ‪ 1999 ،3‬مَ‪ ،‬ج ‪ ،9‬ص ‪.299‬‬
‫‪2‬‬

‫مع اللغة العربية مهورية مصر العربية‪ ،‬المعجم الوسيط‪ُ ،،‬است بول‪ :‬دار الدعوة‪ ،‬د‪ .‬ط‪1986 ،‬مَ‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص ‪.613‬‬

‫‪3‬حسن علي الشاذ ‪ ،‬الجنايات في الفقه اإسامي ‪ُ ،‬القا رة‪ :‬دار الكتب ا امعي‪ ،‬د‪ .‬ط‪ ،‬د‪ .‬تَ‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص ‪.29‬‬
‫‪4‬رمضان على الشرنباص‪ ،‬النظريات العامة في الفقه اإسامي ‪ُ ،‬القا رة‪ :‬دار ا امعة ا ديدة‪ ،‬د‪ .‬ط‪ 2003 ،‬مَ‪ ،‬ص ‪.245‬‬

‫‪ 5‬أمد فتحي ه سي‪ ،‬العقوبة في الفقه اإسامي ‪ُ ،‬القا رة‪ :‬دار الشروق‪ ،‬ط ‪ 1989 / 1409 ،6‬مَ‪ ،‬ص ‪.14‬‬
‫‪6‬رمضان على الشرنباص‪ ،‬النظريات العامة في الفقه اإسامي ‪ ،‬ص ‪.246‬‬
‫‪5‬‬

‫جاء كتاب العقوبة الفق اإسامي للدكتور أمد فتحي ه سي أن العقوبة ي جزاء وضع الشارع‬
‫للردع عن ارتكاب ما هى ع وترك ما أمر ب ‪ ،‬فهي جزاء مادي مفروض سلفا عل ا كلف جم عن‬
‫ارتكاب ا ر ة‪ ،‬فإذا ارتكبها زجر بالعقوبة ح ا يعاود ا ر ة مرة أخرى كما يكون عرة لغ ‪.7‬‬

‫قال الدكتور فكري أمد عكاز كتاب " فلسفة العقوبة في الشريعة اإسامية والقانون "‪ :‬أن العقوبة‬
‫الشريعة اإسامية ي ا زاء ا قرر او ما كن تقرير صلحة ا ماعة على عصيان امر الشارع‪.‬‬
‫ومن ذا التعريف يتب أن اك عقوبات مقررة سلف ا وا قِرُر إما و الشارع جل وعا وذلك مثل عقوبات‬
‫ا دود وعقوبات القصاص كما كن أن تكون اك عقوبات تقرر سلف ا كذلك والذي يقرر ا ا يئة‬
‫التشريعية أو الوا على جرائم ددة كذلك بتحديد ا شرع ا ختص‪ ،‬ا يئة التشريعية أو الوا ‪ ،‬كما كن أن‬
‫تكون اك عقوبات ي ك أمر تقدير ا إ الواة أو القضاة بعد وقوع ا ادثة ال تستحق العقاب وفقا‬
‫للمبادئ العامة الشريعة اإسامية و ذ تسمي بالعقوبة التفويضية فالعقوبة التفويضية كن أن دد‬
‫بواسطة السلطة التشريعية أو الوا قبل أن يرتكب الفعل الذي يستحقها كما كن أن يفوض اامر‬
‫تقدير ا للقاضي بعد أن يرتكب الفعل الذي يستحق العقاب"‪.8‬‬
‫قال البعض‪ :‬ي ا زاء ا قرر صلحة ا ماعة على عصيان أمر الشارع‪ .‬وا قصود من فرض عقوبة‬
‫على عصيان أمر الشارع و إصاح حال البشر‪ ،‬ومايتهم من ا فاسد‪ ،‬واست قاذ م من ا هالة‪ ،‬وإرشاد م‬
‫من الضالة‪ ،‬وكفهم عن ا عاصي‪ ،‬وبعثهم على الطاعة‪ ،‬وم يرسل اه رسول لل اس ليسيطر عليهم أو ليكون‬

‫ِ‬
‫عليهم جبارا‪ ،‬إما أرسل رمة للعا وذلك قول تعا ‪:‬‬
‫صْي ِط ٍر ح [الغاشية‪ 22 :‬ى‬
‫{ل ْس َ‬
‫ت َعلَْي ِهم مُ َ‬
‫اف و ِع ِ‬
‫ِ ِ‬
‫وقول ‪ََْ {:‬ن أ َْعلَم ِمَا يَ ُقولُو َن وَما أ َ ِ ِ ٍ‬
‫يد ح [ق‪45 :‬ى وقول ‪َ { :‬وَما‬
‫َنت َعلَْيهم َبار فَ َذ ِك ْر بالْ ُق ْرآن َمن ََ ُ َ‬
‫َ‬
‫ُ ُ‬
‫اك إِا َر ْمَةً لِْل َعالَ ِم َ ح [اأنبياء‪107 :‬ى فاه أنزل شريعت لل اس وبعث رسول فيهم لتعليم ال اس‬
‫أ َْر َسْلَ َ‬
‫وإرشاد م‪ ،‬وقد فرض العقاب على الفة أمر مل ال اس على ما يكر ون ما دام أن قق مصا هم‪،‬‬
‫ولصرفهم عما يشتهون ما دام أن يؤدي لفساد م‪ ،‬فالعقاب مقرر إصاح اأفراد و ماية ا ماعة وصيانة‬
‫نظامها‪.9‬‬

‫‪7‬أمد فتحي ه سي‪ ،‬العقوبة في الفقه اإسامي‪ ،‬ص‪.13‬‬
‫‪8‬فكري أمد عكاز‪ ،‬فلسفة العقوبة في الشريعة اإسامية والقانون ‪ُ ،‬ا ملكة العربية السعودية‪ :‬مكتبات عكاز‪ ،‬ط ‪19/ 1402 ،1‬‬

‫مَ‪ ،‬ص ‪.27‬‬

‫‪ 9‬عبد القادر عود ‪ ،‬التشريع الجنائى اإسامي‪ُ ،‬ب وت‪ :‬دار الكتب العز ‪ ،‬د‪ .‬ط‪ ،‬د‪ .‬تَ‪ ،‬ص ‪.609‬‬
‫‪6‬‬

‫وقال ا اوردي‪ :‬ا دود زواجر وضعها اه تعا للردع عن ارتكاب ما خطر وترك ما أمر ا الطبع‬
‫من مغالبة الشهوات ا لهية عن وعيد اآخرة بعاجل اللذة فجعل اه تعا من زواجر ا دود ما يردع ب ذا‬
‫ا هالة حذرا من أم العقوبة وخيفة من نكال الفضيحة ليكون ما خطر من ارم وعا وما أمر ب من‬
‫فروض متبوعا فتكون ا صلحة أعم والتكليف أم‪.10‬‬
‫وقال ابن تيمية فتوا ‪ :‬العقوبات الشرعية إما شرعت رمة من اه تعا لعباد فهي صادرة عن رمة ا لق‬
‫وإرادة اإحسان إليهم‪ .‬و ذا ي بغي ن يعاقب ال اس على ذنوهم أن يقصد بذلك اإحسان إليهم ولرمة هم‬
‫كما يقصد الولد تأديب ولد وكما يقصد الطبيب معا ة ا ريض‪.‬‬
‫وخاصة التعريف‪:11‬‬
‫أن تعريف العقوبة اللغة مطلق مع أن ا زاء يكون من الشارع ا كيم ومن غ يعكس ا زاء‬
‫الشرع فهو مقيد أي بالشرع فقط‪ .‬ويفهم أيضا أن ا قصود من فرض العقوبة على عصيان من أمر الشارع‬
‫الغاية م و اصاح حال البشر ميعا و الوقت ذات العمل على مايتهم من ا فاسد وارشاد م إ‬
‫الطريق السليم وأن العقاب رمة بالعباد وقبل توقيع العقاب أرسل اه سبحان وتعا رسل وأنبيائ أمع‬
‫ليوضحوا لل اس طريق ا طأ والصواب ويهدو م إ الطريق القو ومن ي حرف يتعرض لتوقيع أقصى‬
‫العقاب‪.‬‬


‫ثانيا‪ :‬اأسس العامة التي تقوم عليها العقوبة‬
‫أوا‪ :‬أن تكون العقوبة يث ع ال اس من إرتكاب ا ر ة فإذا إرتكبت تكون صا ة لتأديب ا ا على‬
‫‪12‬‬

‫ج ايت وتزجر غ عن التشب ب وسلوك طريق و مع ذا يقول بعض الفقهاء العقوبة‪" :‬إها موانع قبل‬
‫الفعل زواجر بعد أي العلم بشرعيتها ع اأقدام على الفعل وإيقاعها بعد ع العود إلي "‪.‬‬

‫‪10‬عزت حس ‪ ،‬النظرية العامة للعقوبة والتدابير ااحترازية ‪ُ ،‬القا رة‪ :‬ا يئة ا صرية‪ ،‬د‪ .‬ط‪ 1988 ،‬مَ‪ ،‬ص ‪.16‬‬
‫ا رجع السابق‪.17 :‬‬

‫‪11‬‬

‫‪ 12‬ا رجع السابق‪ :‬ص ‪.18‬‬
‫‪7‬‬

‫ثانيا‪ :‬أن تكون العقوبة اجة ال اس و صلحتهم فإذا كانت مصلحة ا ماعة حاجة إ تشديد شددت‬
‫العقوبة وإذا كانت ا صلحة التخفيف خففت فا وز أن تقل العقوبة أو تزيد عن حاجة ا ماعة‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬إذا اقتضت ماية ا ماعة استئصال اجرم من ا ماعة أو حبس شر ع ها وجب أن يعاقب بالقتل أو‬
‫ا بس ح وت ما م يثبت أو ي صلح حال ‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬تعتر العقوبة مشروعة إذا كانت تؤدي إ صاح اافراد وماية ا ماعة ما م ع م ها الشارع فا‬

‫ي بغي ااقتصار على عقوبات معي ة دون غ ا‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬ا يقصد بالعقوبة اانتقام من اجرم بل يقصد ها استصاح والعقوبات على اختاف انواعها تتفق‬
‫كما يقول بعض الفقهاء أها "تأديب واستصاح وزجر تلف سب اختاف الذنب بل أن العقوبات‬
‫إما شرعت رمة من اه تعا بعباد فهي صادرة لرمة ا لق وإرادة اإحسان إليهم والرمة م كما يقصد‬
‫الوالد تأديب ولد وكما يقصد الطبيب معا ة مريض ‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬هل العقوبات زواجر أم جوابر؟‬
‫قال بعض أن العقوبات جوابر واستدلوا على ذلك ما يلي‪:‬‬
‫ما روا عباد بن الصامت أن قال‪:‬‬
‫ُُك ا مع ال ي ‪ ‬لس فقال‪ :‬تبايعو على أا تشركوا باه شيئا وا تزنوا وا تسرقوا وا تقتلوا ال فس‬
‫ال حرم اه إا با ق‪ ،‬فمن و م كم فأجر على اه‪ ،‬ومن أصاب شيئا من ذلك فعوقب ب الدنيا فهو‬
‫كفارة ل ‪ ،‬ومن أصاب شيئا من ذلك فس اه علي فأمر إ اه أن شاء عفا ع وإن شاء عذب ََ‪.‬‬
‫وجاء كتاب " ا مع ب الصحيح البخاري ومسلم " حمد بن فتوح ا ميدي ‪":‬قال ك ا مع رسول اه‬
‫ٍ‬
‫لس فقال تبايعو على أا تشركوا باه شيئاً وا تزنوا وا تسرقوا وا تقتلوا‬
‫{صلى اه علي وسلمح‬
‫ال فس ال حرم اه إا با ق ‪ ،‬رواية وا تقتلوا أوادكم وا تأتوا ببهتان تف ون ب أيديكم وأرجلكم وا‬
‫تعصو معروف فمن و م كم فأجر على اه ومن أصاب شيئاً من ذلك فعوقب ب الدنيا فهو كفارة‬
‫وطهور‪ ،‬ومن أصاب شيئاً من ذلك فس اه علي فأمر إ اه إن شاء عفا ع وإن شاء عذب "‪.13‬وِ‬
‫ل‬
‫ٌ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫َجر َعلَى الل ‪َ ،‬وَم ْن أَتَى ِمْ ُك ْم َحدا فَأُقِيم‬
‫ض بَ ْعضَا بَ ْع ً‬
‫ُخَرى ‪َ ُ :‬وَا يَ ْع َ‬
‫الِرَوايَة ْاأ ْ‬
‫ضا ‪ ،‬فَ َم ْن َو َ مْ ُك ْم فَأ ْ‬
‫‪13‬‬

‫مد بن فتوح ا ميدي‪ ،‬الجمع بين الصحيحين البخاري ومسلم ‪ُ ،‬ب وت‪ :‬دار ابن حزم‪ ،‬ط‪1423 ،2‬ه‪2002/‬مَ‪ ،‬ج‪،1‬‬

‫ص‪.256‬‬
‫‪8‬‬

‫ِ‬
‫ِ‬
‫ُخَرى‬
‫فارت ‪َ ،‬وَم ْن َستَ َرُ الل َعلَْي فَأ َْمر إِ َ الل إِ ْن َشاءَ َعذبَ ُ ‪َ ،‬وإِ ْن َشاءَ َغ َفَر لَ ُ َ ‪َ ،‬وِ الِرَوايَة ْاأ ْ‬
‫َعلَْي فَ ُه َو َك َ‬
‫‪ ُ :‬بَايَ ْعَا ُ َعلَى أَا نُ ْش ِرك بِاَلل ِ َشْيئًا ‪َ ،‬وَا نَ ْزِ َوَا نَ ْس ِرق َوَا نَ ْقتُل ال ْفس ال ِ َحرَم الل َوَا نَْتَ ِهب َوَا‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫نَع ِ‬
‫ك الل تَ َعا َ َ‪.14‬‬
‫ضاء َذل َ‬
‫ك ‪ ،‬فَِإ ْن َغ ِشيَا ِم ْن َذل َ‬
‫صي ‪ ،‬فَا َْ ة إِ ْن فَ َعْلَا َذل َ‬
‫ك َشْيئًا َكا َن قَ َ‬
‫ْ‬
‫وما روا ال مذي عن علي بن أي طالب عن ال ي ‪ ‬قال‪ُُ:‬من أصاب حدا فعجل عقوبت الدنيا فاه‬
‫أعدل من أن يث ّ على عبد‬

‫اآخرة‪ .‬ومن أصاب حدا فس ه علي فاه أكرم من أن يعود‬

‫شيء قد‬

‫عفا ع ََ‪.15‬‬

‫كتاب "ال ظرية العامة للعقوبة"‪:‬‬
‫ويرى البعض أن العقوبات الشرعية زواجر وجوابر معا‪.‬قال عزت حس‬
‫"وَن نوافقهم على ذلك أن القصد من العقوبة و ردع ا ا الذي سولت ل نفس اإقدام على إق اف‬
‫جر ت ضد اج علي ومن أجل ذلك يعاقب مثل ما فعل ‪ ،‬فالعقاب يكون من ج س جرم و الوقت‬
‫نفس تكون العقوبة مطهرة لذنب الذي ارتكب وي فذ العقوبة الدنيا بطيب خاطر لكي يقابل رب العا‬
‫و و متطهر من ذنب ولذلك سي ال ال جا من أشد العذاب و و عذاب اآخرة وبذلك تستقر اأمور وي ال‬
‫كل رم جزاؤ الدنيا"‪.16‬‬
‫رابعا‪ :‬أهداف الشريعة من العقوبات‬

‫‪17‬‬

‫أن الشريعة اإسامية ع دما حددت وقررها كانت هدف من وراء ذلك أ داف معي ة و ي‪:‬‬
‫أوا‪ :‬ماية الدين ُحفظ الدينَ‪:‬‬

‫‪14‬أخرج اإمام مسلم‬

‫صحيحه‪ ،‬باب ا دود كفارات أ لها‪ ،‬رقم ا ديث‪:‬‬

‫‪3222‬؛ انظر‪ :‬مسلم بن ا جاج أبو ا س‬

‫القش يال يسابوري‪ ،‬صحيح مسلم ‪،‬قدم ل وصحح وشرح غريب وخرج حديث أمد مس الدين‪ُ ،‬ب وت‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬ط‬
‫‪ ،َ1998 / 1،1418‬ج‪ ،6‬ص‪.132‬‬
‫‪ 15‬أخرج اإمام ال مذي‬

‫سننه‪ ،‬باب ما جاء‬

‫نضح بول الغام‪ ،‬رقم ا ديث ‪2626‬؛ انظر‪ :‬أبو عيسى مد بن عيسى ال مذي‪،‬‬

‫الجامع الكبير‪ُ ،‬ب وت‪ :‬دار ا يل‪ ،‬ط‪1998 ،2‬مَ‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪.369‬‬
‫‪16‬عزت حس ‪ ،‬النظرية العامة للعقوبة ‪ ،‬ص ‪.19‬‬
‫‪ 17‬ا رجع السابق‪:‬ص ‪.23‬‬
‫‪9‬‬

‫ِ ِ‬
‫ِ ِ‬
‫ك‬
‫قال اه تعا ‪{:‬اَ إِ ْكَرا َ ِ الدِي ِن قَد ت بَ َ الر ْش ُد ِم َن الْغَ ِي فَ َم ْن يَك ُ‬
‫استَ ْم َس َ‬
‫ْف ْر بِالطا ُغوت َويُ ْؤمن بِاللّ فَ َقد ْ‬
‫انفصام َ ا واللّ ََِ ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫يم ح [البقرة‪256 :‬ى‪ ،‬فحماية الدين ميزة كرم اه اإنسان ها عن‬
‫بِالْ ُع ْرَوة الْ ُوثْ َق َى اَ َ َ َ َ ُ ٌ‬
‫يع َعل ٌ‬
‫سائر ا يوانات وا بد أن يسلم ل اعتقاد وا بد أن تتوافر ل حرية اإعتقاد‪.‬‬
‫قال ابن السعدي تفس ‪ " :‬ذا بيان لكمال ذا الدين اإسامي‪ ،‬وأن لكمال برا ي ‪ ،‬واتضاح آيات ‪،‬‬
‫وكون و دين العقل والعلم‪ ،‬ودين الفطرة وا كمة‪ ،‬ودين الصاح واإصاح‪ ،‬ودين ا ق والرشد‪ ،‬فلكمال‬
‫وقبول الفطرة ل ‪ ،‬ا تاج إ اإكرا علي ؛ أن اإكرا إما يقع على ما ت فر ع القلوب‪ ،‬ويت ا مع ا قيقة‬
‫وا ق‪ ،‬أو ا فى برا ي وآيات ‪ ،‬وإا فمن جاء ذا الدين‪ ،‬ورد وم يقبل ‪ ،‬فإن لع اد ‪.‬فإن قد تب الرشد‬
‫من الغي‪ ،‬فلم يبق أحد عذر وا حجة‪ ،‬إذا رد وم يقبل ‪ ،‬وا م افاة ب ذا ا ع ‪ ،‬وب اآيات الكث ة‬
‫ا وجبة للجهاد‪ ،‬فإن اه أمر بالقتال ليكون الدين كل ه‪ ،‬ولدفع اعتداء ا عتدين على الدين"‪.18‬‬
‫ثانيا‪ :‬احافظة على ال فس ُحفظ ال فسَ‪:‬‬
‫يدخل ت ذا احافظة على كل أجزاء ا سم واحافظة على كرامة اإنسان واإبتعاد عن مواطن اإ انة‬
‫وا رية وم ع اإعتقاد على أي أمر متعلق ها وحرية العمل والفكر واإقامة‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬احافظة على العقل ُحفظ العقلَ‪:‬‬
‫وذلك بالعمل على م ع كل ما يؤثر على عقل اإنسان ا عل بالتا ع صرا فاسدا ويكون صاحب عبئا‬
‫على اجتمع الذي يعيش في ومصدر شر وآذى في ولذلك عاقبت الشريعة شارب ا مر‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬احافظة على ال سل ُحفظ ال سلَ‪:‬‬
‫وذلك باحافظة على م ع اإعتداء على ا ياة الزوجية وم ع العاقات غ الشرعية أيا كان نوعها وعلى أي‬
‫صفة كانت وم ع قذف الريئات والرآء بالزا ومن أجل ذلك كانت عقوبة الز والقذف‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬احافظة على ا ال ُحفظ ا الَ‪:‬‬
‫م ها م ع اإعتداء علي بالسرقة أو الغصب أو َوما والعمل على ت ميت ووضع اأيدي ال تصون‬
‫و فظ وتقوم على رعايت والقيام ق وقد وضعت الشريعة اأحكام ال تكفل ذلك والعقوبات ال مي ‪.‬‬
‫وب اءا على ذا فإن العقوبات ملتها‪:‬‬
‫‪ .1‬عقوبات ماية الدين ُعقوبة الردةَ‬
‫‪18‬عبد الرمن بن ناصر بن السعدي‪ ،‬تيسير الكريم الرحمن في تفسير كام المنان ‪ ،‬قيق‪ :‬عبد الرمن بن معا اللو ق‪ُ ،‬ب وت‪:‬‬
‫مؤسسة الرسالة‪ ،‬ط‪1420 ،1‬ه‪2000/‬مَ‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.954‬‬
‫‪10‬‬

‫‪ .2‬عقوبات‬
‫‪ .3‬عقوبات‬
‫‪ .4‬عقوبات‬
‫‪ .5‬عقوبات‬

‫ماية اأنفس ُالقصاصَ‬
‫ماية العقل ُحد الشربَ‬
‫ماية ال سل ُحد الزناَ‬
‫ماية اأموال ُالسرقةَ‬

‫خامسا‪ :‬شروط العقوبة‬
‫يش ط كل عقوبة أن تتوفر فيها الشروط اآتية لتكون عقوبة مشروعة‪:‬‬
‫أوا‪ :‬أن تكون العقوبة شرعية‪ :‬وتعتر العقوبة شرعية إذا كانت تست د إ مصدر من مصادر الشريعة كأن‬
‫يكون مرد ا القرآن‪ ،‬أو الس ة‪ ،‬أو اإماع‪ ،‬أو صدر ها قانون من ا يئة ا ختصة‪ ،‬ويش ط العقوبات ال‬
‫يقرر ا أولو اأمر أن ا تكون م افية ل صوص الشريعة وإا كانت باطلة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬أن تكون العقوبة شخصية‪ :‬ويش ط العقوبة أن تكون شخصية تصيب ا ا وا تتعدا إ غ ‪،‬‬
‫و ذا الشرط و أحد اأصول ال تقوم عليها الشريعة اإسامية‪.‬‬
‫‪19‬‬

‫ثالثا‪ :‬أن تكون العقوبة عامة‪ :‬ويش ط العقوبة أن تكون عامة تقع على كل ال اس مهما اختلفت أقدار م‬
‫يث يتساوى أمامها ا اكم واحكوم والغ والفق وا تعلم وا ا ل‪.‬‬
‫وا ساواة التامة العقوبة ا توجد إا إذا كانت العقوبة حداً أو قصاصا؛ أن العقوبة معي ة ومقدرة‬
‫نوع العقوبة وقدر ا‪ .‬أما إذا كانت العقوبة التعزير‬
‫فكل شخص ارتكب ا ر ة عوقب ها وتساوى مع غ‬
‫فا ساواة نوع العقوبة وقدر ا غ مطلوبة‪ ،‬ولو اش طت ا ساواة على ذا الوج أصبحت عقوبة التعزير‬
‫حداً‪ ،‬وإما ا طلوب و ا ساواة أثر العقوبة على ا ا ‪ ،‬واأثر ا رجو للعقوبة و الزجر والتأديب‪ ،‬وبعض‬
‫اأشخاص يزجر م التوبيخ وبعضهم ا يزجر م إا الضرب أو ا بس‪ ،‬وعلى ذا تعتر ا ساواة ققة إذا‬
‫عوقب ا ش كون جر ة واحدة بعقوبات تلفة تكفي كل م ها لردع من وقعت علي سب حال وظروف ‪.‬‬
‫سادسا‪ :‬أقسام العقوبات الدنيوية‬
‫أوا‪ :‬تقسيم العقوبة من حيث نوعها‪:20‬‬
‫‪ 19‬عبد القادر عود ‪ ،‬التشريع الجنائى اإسامي‪ ،‬ص ‪.629‬‬
‫‪11‬‬

‫‪ .1‬عقوبات دودة‬
‫‪ .2‬عقوبات غ دودة‪.‬‬
‫و ذا التقسيم مب على إنتهاء العقوبة ويضرب العقوبات احدودة أمثلة مثل ُعقوبة ا مر والزنا والردة‬
‫عن اإسام والقصاص والديات بكل أنواعها والكفارات‪ .‬و ذ العقوبات حددت ب ص شرعي سواء كان‬
‫من الكتاب أم الس ة ال بوية الشريفة‪ .‬ومن أمثلة العقوبة غ احدودة التحريض على الفسق وكفتح ال لبيع‬
‫ا سكرات وغ ذلك من ا رائم ال م يرد نص من الشارع يوضع عقوبة دودة ا وتسمى بالعقوبات‬
‫التعزيرية‪.‬‬
‫وقال ا رحوم أبو ز رة‪" :‬العقوبات احدودة ت قسم إ قسم ‪ :‬حدود وقصاص"‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬تقسيم العقوبات سب الرابطة القائمة بي ها‪:21‬‬
‫‪ .1‬العقوبات اأصلية‪ :‬و ي العقوبات ا قررة أصا للجر ة كالقصاص للقتل والرجم للزنا والقطع للسرقة‪.‬‬
‫‪ .2‬العقوبات البدلية‪ :‬و ي العقوبات ال ل ل عقوبة أصلية إذا امت ع تطبيق العقوبة اأصلية لسبب‬
‫شرعي‪ ،‬ومثا ا الدية إذا دريء القصاص‪ ،‬والتعزير إذا دريء ا د أو القصاص‪ .‬والعقوبات البدلية ي‬
‫عقوبات أصلية قبل أن تكون بدلية‪ ،‬وإما تعتر بدا ا و أشد م ها إذا امت ع تطبيق العقوبة اأشد‪،‬‬
‫فالدية عقوبة أصلية القتل شب العمد ولك ها تعتر عقوبة بدلية بال سبة للقصاص‪ ،‬والتعزير عقوبة‬
‫أصلية جرائم التعازير ولكن كم ب بدا من القصاص أو ا د إذا امت ع ا د أو القصاص لسبب‬
‫شرعي‪.‬‬
‫‪ .3‬العقوبات التبعية‪ :‬ي العقوبات ال تصيب ا ا ب اء على ا كم بالعقوبة اأصلية ودون حاجة‬
‫للحكم بالعقوبة التبعية‪ ،‬ومثلها حرمان القاتل من ا اث‪ ،‬فا رمان ي تب على ا كم على القاتل‬
‫بعقوبة القتل وا يش ط في صدور حكم با رمان‪ .‬ومثلها أيضا عدم أ لية القاذف للشهادة‪ ،‬فعدم‬
‫اأ لية ا يش ط أن يصدر ب حكم وإما يكفي انعدام اأ لية صدور ا كم بعقوبة القذف‪.‬‬
‫‪ .4‬العقوبات التكميلية ي العقوبات ال تصيب ا ا ب اء على ا كم بالعقوبة اأصلية بشرط أن‬
‫كم بالعقوبة التكميلية‪.‬‬
‫عزت حس ‪ ،‬النظرية العامة للعقوبة والتدابير ااحترازية ‪ ،‬ص ‪.39‬‬

‫‪20‬‬

‫عبد القادر عود ‪ ،‬التشريع الجنائى اإسامي‪ ،‬ص ‪.632‬‬

‫‪21‬‬

‫‪12‬‬

‫ثالثا‪ :‬تقسيم العقوبات من حيث سلطة القاضي تقدير ا إ ‪:22‬‬
‫‪ .1‬عقوبات ذات حد واحد و ي ال ا يستطيع القاضي أن ي قص م ها أو يزيد فيها ولو كانت‬
‫تقبل بطبيعتها الزيادة وال قصان كالتوبيخ وال صح وكا لد ا قرر حداً‪.‬‬
‫‪ .2‬عقوبات ذات حدين و ي ال ا حد أد وحد أعلى وي ك للقاضي أن تار من بي هما القدر‬
‫الذي يرا مائما كا بس وا لد التعاذير‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬تقسيم العقوبات من حيث وجوب ا كم ها‪:23‬‬
‫‪ .1‬العقوبات ا قدرة‪ :‬و ي العقوبات ال عي ها الشارع نوعا ومقدارا وأوجب على القاضي أن يوقعها‬
‫على ا ا دون زيادة أو نقصان أو استبدال وتسمى أيضا بالعقوبات الازمة‪ .‬أها ملزمة لو اأمر‬
‫فا وز ل اسقاطها أو العفو ع ها‪.‬‬
‫‪ .2‬العقوبات غ ا قدرة‪ :‬و ي العقوبات ال ي ك أمر اختيار نوعها من ب موعة من العقوبات‬
‫وللحاكم أن تار ما يرا م اسبا بعد تقدير ظروف ا ر ة وشخصية اجرم وتسمى بالعقوبات ا خ ة‬
‫ومن أمثلتها العقوبات التعزيرية‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬تقسيم العقوبات من حيث لها‪:24‬‬
‫‪ .1‬عقوبات بدنية‪ :‬و ي ال تقع على جسم اإنسان ومثا ا الرجم والقتل والضرب وا لد والصلب‬
‫والقطع‪.‬‬
‫‪ .2‬عقوبات نفسية‪ :‬و ي ال يوقعها القاضي على نفس اإنسان دون جسم كال صح والتوبيخ‬
‫والتهديد وتسمى بالعقوبات ا ع وية‪.‬‬
‫‪ .3‬عقوبات سالبة للحرية أو مقيدة ا‪ :‬و ي العقوبات ال تتضمن سلب حرية اجرم مثل ا بس أو‬
‫تقييد ا مثل التغريب‪.‬‬
‫ا رجع السابق‪ :‬ص ‪.633‬‬

‫‪22‬‬

‫عزت حس ‪ ،‬النظرية العامة للعقوبة والتدابير ااحترازية ‪ ،‬ص ‪.44‬‬

‫‪23‬‬

‫أمد فتحي ه سي‪ ،‬العقوبة في الفقه اإسامي ‪ ،‬ص ‪.25‬‬

‫‪24‬‬

‫‪13‬‬

‫‪ .4‬عقوبات مالية‪ :‬و ي ال توقع على مال الشخص كالدية والغرامة وا صادرة وااتاف‪.‬‬
‫سادسا‪ :‬تقسيم العقوبات من حيث ا رائم‪:25‬‬
‫تقسم العقوبات سب ا رائم ال فرضت عليها إ ‪:‬‬
‫‪ .1‬عقوبات ا دود‪ :‬و ي العقوبات ا قررة على جرائم ا دود‪.‬‬
‫‪ .2‬عقوبات القصاص والدية‪ :‬و ي العقوبات ا قررة رائم القصاص والدية‪.‬‬
‫‪ .3‬عقوبات الكفارات‪ :‬و ي عقوبات مقررة لبعض جرائم القصاص والدية وبعض جرائم التعازير‪.‬‬
‫‪ .4‬عقوبات التعازير‪ :‬و ي العقوبات ا قررة رائم التعازير‪.‬‬
‫و ذا التقسيم و أ م تقسيم للعقوبات وسأركز ذا التقسيم‬

‫ذا البحث‪ ،‬إن شاء اه تعا ‪.‬‬

‫أمية ذا التقسيم‪:26‬‬
‫أوا‪ :‬من حيث العفو‪:‬‬
‫جرائم ا دود ‪ :‬و ي ا رائم ا تعلقة ابتداء قوق الكافة من ال اس و ي ما تسمى قوق اه‬
‫تعا –ا وز العفو مطلقا ا من و اأمر وا من اج علي ودليل ذلك ما روي عن عائشة رضي اه‬
‫ع ها قالت‪" :‬كانت امرأة زومية تستع ا تاع و حد فأمر ال ي ‪ ‬بقطع يد ا فأتى أ لها اسامة بن زيد‬
‫فكلمو فكلم ال ي ‪ ‬فيها فقال ل ال ي ‪ :‬يا اسامة ا اراك تشفع‬

‫حد من حدود اه ‪ ،‬م قام ال ي‬

‫‪ ‬خطيبا فقال‪ :‬اما لك من كان قبلكم إهم إذا سرق فيهم الشريف تركو وإذا سرق فيهم الضعيف قطعو‬
‫والذي نفسي بيد لو كانت فاطمة ب ت مد لقطعت يد ا فقطع يد ا خزومية" روا أمد ومسلم‬
‫وال سائي‪.‬‬
‫ذا ا ديث وغ دليل على ر الشفاعة ا دود ولك ي بغي أن يقيد ر الشفاعة إذا‬
‫وصل أمر ا اية إ و اأمر أما قبل أن يصل اأمر إ اأمر فأمر الشفاعة والعفو عن جرائم ا دود‬
‫تلف‪ .‬وعن ربيعة بن أي عبد الرمن "أن الزب بن العوام لقي رجا قد أخذ سارقا و و يريد أن يذ ب ب‬

‫عبد القادر عود ‪ ،‬التشريع الجنائى اإسامي‪ ،‬ص ‪.634‬‬

‫‪25‬‬

‫فكري أمد عكاز‪ ،‬فلسفة العقوبة في الشريعة اإسامية والقانون ‪ ،‬ص ‪.16‬‬
‫‪14‬‬

‫‪26‬‬

‫تب‬
‫إ السلطان فشفع ل الزب ل سل ُأي ليطلق َ‪ ،‬فقال ا ح أُبَلِ ُغ ب السلطان فقال الزب إذا بَل ْغ َ‬
‫ِ‬
‫فع" روا مالك ا وطأ‪.‬‬
‫السلطا َن فلعن الشاف َع وا ُ َش َ‬
‫ومن ذا وغ يتب أن العفو أو الشفاعة جرائم ا دود بعد أن يصل أمر ا إ الواية ا وز‬
‫ال أما قبل ذلك فيجوز العفو كما وز الشفاعة بل أن ااحاديث قد حببت العفو ورغبت في ‪ ،‬فقد‬
‫روى عن ابن عباس مرفوعا "من س عورة أخي ا سلم س اه عورت يوم القيامة ومن كشف عورة أخي‬
‫كشف اه عورت ح يفضح بيت "‪ .‬وغ ذا من اأحاديث وا شك أن العفو أو الشفاعة ن‬
‫جرائم‬
‫ارتكب جر ة حد في س ل وبَ ُع َد ب عن كشف أمر ب ال اس‪ ،‬ذا جرائم ا دود أما‬
‫القصاص فللمج علي أن يعفو عن القصاص مقابل الدية بل ل أن يعفو عن الدية كذلك وسواء ذلك‬
‫إذا وصل اأمر إ الوا أو م يصل أما و اأمر فليس ل أن يعفو عن عقوبة القصاص إا إذا كان اج‬
‫علي قاصرا وم يكن ل و فع دئذ السلطان و من ا و ل وي بغي أن يعلم أن و اأمر ذ الصورة‬
‫ل أن يعفو عن القصاص فقط وليس ل أن يعفو عن الدية ان عفو عن الدية ضرر ض فا يقبل م‬
‫شرعا‪.‬‬
‫أما جرائم التعازير فلو اأمر حق العفو عن ا ر ة وعن العقوبة ولكن ي بغي أن ا ي تب على‬
‫ذلك مساس قوق اج علي الشخصية وللمج علي أن يت ازل عن ذ ا قوق ولكن ليس ل أن يعفو‬
‫عن ا ر ة أو العقوبة‪ ،‬إا أن عفو اج علي جرائم التعزير ي بغي أن ي ظر إلي باعتبار ظرفا قضائيا ففا‬
‫للجا فإذا تصاح اج علي مع ا ا أو عفا ع كان للقاضي أن يعتر الصلح أو العفو ظرفا ففا‬
‫صاح ا ا ‪.‬‬
‫‪27‬‬
‫ثانيا‪ :‬من حيث سلطة القاضي‬
‫جرائم ا دود إذا ثبت ا ر ة وجب على القاضي أن كم بعقوبتهما ا قررة ا ي قص م ها شيئا وا يزيد‬
‫عليها شيئا‪ ،‬وليس ل أن يستبدل بالعقوبة ا قررة عقوبة أخرى‪ ،‬وا أن يوقف ت فيذ العقوبة فسلطة القاضي‬
‫جرائم ا دود قاصرة على ال طق بالعقوبة ا قررة للجر ة‪.‬‬
‫و جرائم القصاص سلطة القاضي قاصرة على توقيع العقوبة ا قررة إذا كانت ا ر ة ثابتة قبل ا ا ‪ ،‬فإذا‬
‫كانت العقوبة القصاص وعفا اج علي عن القصاص أو تعذر ا كم ب لسبب شرعي وجب على القاضي‬

‫عبد القادر عود ‪ ،‬التشريع الجنائى اإسامي‪ ،‬ص ‪.82‬‬

‫‪27‬‬

‫‪15‬‬

‫أن كم بالدية ما م يعف اج علي ع ها‪ ،‬فإذا عفا كان على القاضي أن كم بعقوبة تعزير‪ .‬ول‬
‫التعازير سلطة واسعة‪.‬‬
‫أما جرائم التعازير فللقاضي فيها سلطة واسعة اختيار نوع العقوبة ومقدار ا فل أن تار عقوبة شديدة‬
‫أو خفيفة سب ظروف ا ر ة واجرم ول أن ي زل بالعقوبة إ أد درجاها‪ ،‬ول أن يرتفع ها إ حد ا‬
‫اأقصى‪ ،‬ول أن يأمر بت فيذ العقوبة أو إيقاف ت فيذ ا‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬من حيث قبول الظروف ا خففة‪:28‬‬
‫ليس للظروف ا خففة أي أثر على جرائم ا دود والقصاص والدية‪ ،‬فالعقوبة ا قررة ازمة مهما كانت‬
‫ظروف ا ا ؛ أما جرائم التعازير فللظروف ا خففة أثر ا على نوع العقوبة ومقدار ا فللقاضي أن تار‬
‫عقوبة خفيفة‪ ،‬وأن ي زل ها إ أد حدود ا‪ ،‬ول أن يوقف ت فيذ ا‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬من حيث اإثبات‪:‬‬
‫يش ط الشريعة اإسامية أن تثبت جرائم ا دود بأدلة معي ة بي ما يكتفي جرائم التعزير بأدلة عادية‬
‫ففة فمثا جرائم ا دود عامة ا وز شهادة ال ساء بل ابد أن يكون الشهود من الرجال بل وا‬
‫يكتفي فيهم بظا ر العدالة كباقي ا قوق ويسأل عن عدالتهم‪ ،‬سراً وعل ا‪ ،‬بل أن الشهادة إثبات جر ة‬
‫الزنا ا بد أن تكون أربعة من الرجال فإن كانوا ثاثة حدوا حد القذف‪.‬‬

‫ا رجع السابق‪ :‬ص ‪.83‬‬

‫‪28‬‬

‫‪16‬‬

‫قائمة المراجع والمصادر‬

‫‪ .1‬ابن السعدي‪ ،‬عبد الرمن بن ناصر‪1420 ،‬ه‪2000/‬م‪ :‬تيسير الكريم الرحمن في تفسير كام‬
‫المنان‪ ،‬ب وت‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬ط‪.1‬‬
‫‪ .2‬ابن م ظور‪ 1999 ،‬م‪ :‬لسان العرب‪ ،‬ب وت‪ ،‬دار إحياء ال اث العري‪ ،‬ط ‪.3‬‬
‫‪ .3‬ه سي‪ ،‬أمد فتحي‪ 1989/ 1409 ،‬م‪ :‬العقوبة في الفقه اإسامي ‪ ،‬القا رة‪ ،‬دار الشروق‪،‬‬
‫ط ‪.6‬‬

‫‪ .4‬ال مذي‪ ،‬أبو عيسى مد بن عيسى‪1998 ،‬م‪ :‬الجامع الكبير‪ ،‬ب وت‪ ،‬دار ا يل‪ ،‬ط‪.2‬‬
‫‪ .5‬ا ميدي‪ ،‬مد بن فتوح‪،‬‬

‫‪1423‬ه‪2002/‬م‪ :‬الجمع بين الصحيحين البخاري ومسلم ‪،‬‬

‫ب وت‪ ،‬دار ابن حزم‪ ،‬ط‪.2‬‬

‫‪ .6‬الشاذ ‪ ،‬حسن علي‪ ،‬د‪.‬ت‪ :‬الجنايات في الفقه اإسامي‪ ،‬القا رة‪ ،‬دار الكتب ا امعي‪ ،‬د‪ .‬ط‪.‬‬

‫‪17‬‬

‫‪ .7‬الشرنباص‪ ،‬رمضان على‪ 2003 ،‬م‪ :‬النظريات العامة في الفقه اإسامي ‪ ،‬القا رة‪ ،‬دار ا امعة‬
‫ا ديدة‪ ،‬د‪ .‬ط‪.‬‬

‫‪ .8‬عزت حس ‪ 1988 ،‬م‪ :‬النظرية العامة للعقوبة والتدابير ااحترازية ‪ ،‬القا رة‪ ،‬ا يئة ا صرية‪ ،‬د‪.‬‬
‫ط‪.‬‬

‫‪ .9‬عود ‪ ،‬عبد القادر‪ ،‬د‪ .‬ت‪ :‬التشريع الجنائى اإسامي‪ ،‬ب وت‪ ،‬دار الكتب العز ‪ ،‬د‪ .‬ط‪.‬‬
‫‪ .10‬فكري أمد عكاز‪ 19/ 1402 ،‬م‪ :‬فلسفة العقوبة في الشريعة اإسامية والقانون ‪ ،‬ا ملكة‬
‫العربية السعودية‪ :‬مكتبات عكاز‪ ،‬ط ‪.1‬‬

‫‪ .11‬مع اللغة العربية مهورية مصر العربية‪1986 ،‬م‪ :‬المعجم الوسيط‪ ،‬است بول‪ ،‬دار الدعوة‪ ،‬د‪.‬‬
‫ط‪.‬‬

‫‪ .12‬ال يسابوري‪ ،‬مسلم بن ا جاج أبو ا س القش ي ‪ 1998 / 1418 ،‬م‪ :‬صحيح مسلم ‪،‬قدم‬
‫ل وصحح وشرح غريب وخرج حديث أمد مس الدين‪ ،‬ب وت‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬ط ‪.1‬‬

‫‪18‬‬