المنهج في فهم الآيات المختلف في ظاهرها | Rahman | YUDISIA : Jurnal Pemikiran Hukum dan Hukum Islam 1364 4683 1 SM
امهج ف فهم اآيت اختلف ف ظاهرها
1
إعداد :أندي رحان
القرآن الكرم بعتباره كتاب مقدسا مثل اجوهر الواحد الي ل يتجزأ ولن يتجزأ.
تعالمه وأحامه متابطة ومتامة .فبعض آيته يفس ويبن بعضا آخر ،ول مكن
وجود ّأي اختلف فيه وإن تعددت حتويته وموضوعاته ،لنه مزل من عند ه
تعال ،ولن يأي الباطل من بن يديه ول من خلفه.
وامفروض أن ميع ما ف القرآن واح دون ريب حت تطمن قلوب متـثلها ،فقد
قال تعال ف سورة النساء الية « 471يأيا الناس قد جاءك برهان من ربك
وأنزلنا إليك نورا مبينا» .ولكن هذا الوضوح قد ل يعرفه الناس ا القليلن وه
العلاء .والكثرون م يصلوا إل الفهم امراد به ف القرآن ،بل أخطؤا زموا أن فيه
اختلفات وتناقضات.
ومن هنا رع العلاء ف اختاع العلوم امساعدة ف فهم القرآن ،وقاموا بتفسر
آيته وبيان ما فيه .فظهر بعد ذل مناج ف فهم اآيت مهج امع ومهج النسخ.
ولكن يبدو أن مهج النسخ أشهر من مهج امع ،ها ان العلاء قالوا بوجوب
اسستخدام مهج امع قبل النسخ.
ومن الناس من بلغوا ف تطبيق مهج النسخ وتاوزوا فيه حت قالوا إن عدد
اآيت امنسوخة ف القرآن بلغ مائتا أية وثنتا عشة أية (اللي الندلي-01 :
.)11والنسخ ل يكون إل ف الوامر والنواي غر متعلق بإعتقادات أو
اآداب اخلقية أو أصول العبادات وامعاملت (مناع القطان .)332 :ونتيجة ذل
أن اآيت املغاة الي م يعمل ها كثرة ج ًدا ،وهو من حيث عدد آيت القرآن
1
Kandidat Doktor pada SPS UIN Syarif Hidayatullah Jakarta,
dosen pada Intitut PTIQ Jakarta.Email: andiwowo@yahoo.com
Andi Rahman
لها تقريبا ( % 3ثلثة ف امائة) .وهو بلنسسبة إل آيت الحام ( % 24اثنان
وأربعن ف امائة) تقريبا .فتكون آيت الحام الي قيل إها ل تتجاوز مسائة
نصفها ملغاة .وهذا سسيصل إل اإساءة ف القرآن!
فقام العلاء بتصفية هذا العدد الكبر وتنقيحه حت قال السسيوطى إن امنسوخات
من اآيت عشون أية فقط .فلزمنا اآن أن نفعل بمع فها مثل ما فعه
السسيوطي حت صارت اآيت امنسوخة صفرا ،ونعمل بل ما ف القرآن .قال
تعالىفي سورة البقرة الية « 2-1ام ذل الكتاب ل ريب فيه هدى للمتقن».
وف هذا البحث نقارن بن امهجن امع والنسخ ف فهم اآيت اختلف ف
ظاهرها ،ونفضل امع الي أمعت المة عل إقدامه قبل النسخ ولزوم
اسستخدامه قبل النسخ .قال صاحب الورقات (العمرطي:)33 :
فامع بن ما تعارض هنا * ف الولن واحب إن أمكنا
وحيث ل إمان فالتوقف * ما م يكن ارخ ل يعرف
فإن علمنا وقت ل مها * فالثاي اخ ما تقدما
وجمع بعض اآيت اختلف ف ظاهرها العشين الباي الي تركها السسيوطي لنا ف
منظومته،
وقد أكر الناس ف امنسوخ من عدد * وأدخلوا فيه آي ليس تنحر
وهاك تريرا آي ل مزيد لها * عشين حررها احذاق والكر
آي التوجه حيث امرء ان وإن * يوي لهليه عند اموت حتر
وحرمة الل بعد النوم مع رفث * وفدية مطيق الصوم مشسهر
وحق تقواه فا ح ف أثر * وف احرام قتال للول كفروا
واإعتداد حول مع وصيها * وان يدان حديث النفس والفكر
Jurnal Pemikiran Hukum dan Hukum Islam
280
Al-Minhaj i fahmi al-ayat al-mukhtalif i zhozhiraha
واحلف واحبس للزاي وترك أول * كفروا شهاده والصر والنفر
ومنع عقد لزان أو لزانية * وما عل امصطفى ف العقد حتظر
ودفع هر من جاءت وأية جـ* ـواه كذل قيام الليل مسستطر
وزيد أية اإستئذان من ملكت * وأية القسمة الفضل من حروا.
ففي هذه امقاة حاول مع اآيت اختلف ف ظاهرها الي قال بعض
العلاء أها منسوخة.
النسخ ف القرآن
اد علائنا القداى يتفقوا عل جواز النسخ ووقوعه ف القرآن ،إل ما شذ فيه
طائفة من امسلمن ويعزى إل أي مسل الصفهاي حيث منعوا وقوع النسخ
معا ،وإن أجازوها عقل .ولل فريق من جزي التناخ ومانعيه أدلهم.
فأما الين قالوا بوجود النسخ فاستناده عقل ل يقل من اثنن:
الول ،أن أحام ه إن انت ابعة مصلحة العبد—كا يقول امعتة—فل متنع
أن يعل ه اسستلزام المر بلفعل ف وقت معن للمصلحة ،واسستلزام اله�ي عنه
للمصلحة ف وقت آخر .لن امصاح ختلف بختلف الشخاص والزمان حت
إن مصلحة بعض الشخاص ف الغى والصحة ومصلحة اآخر ف نقيضه.وختلف
امصلحة بختلف الزمان ،حت إن مصلحة بعض أهل الزمان ف امدارة
وامسامة ختلف مصلحة أهل زمان آخر ف الشدة والغلظة .والوقائع التارخية
خر شاهد عل ذل.
وإذا عرف جواز اختلف امصلحة بختلف الزمان والحوال فل متنع أن يأمر
ه تعال املف بلفعل ف زمان لعلمه مصلحة فيه ،ويهاه عنه ف زمن آخر
مصلحة أخرى جديدة ،كا يفعل الطبيب بمريض حيث يأمره بسستعال ادواء
ف وقت ويهاه عنه ف وقت آخر ،وكا يفعل الواد بوده ف التأديب وامعل
281
YUDISIA, Vol. 6, No. 2, Desember 2015
Andi Rahman
بتلميذه للهذيب.
وإن انت الحام ل تتبع امصاح—كا يقول أهل السسنة—فأنه ل يب عل
ه تعال لعباده يء بل هو سسبحانه الفاعل اختار ،ول بناء عل اختياره
ومشسيئته أن يأمر عباده ما شاء ويهاه عا شاء ،وأن يبقى من أحامه عل ما
شاء ،وأن ينسخ مها ما شاء.
وأجيببأن ما قال امعتة ليس من ما اعتقده أهل السسنة ف يء ،فكيف أخذوه
مهم؟! وإذا ح أن أحام ه ابعة مصلحة العبد مع أن امصلحة ختلف
بختلف الزمان والشخاص ،فأحوالنا اليوم ان ف أشد احتياج ما ان ف
زمان الني صل ه عليه وسل—وقالوا ل يوز التناخ بعد عر النبوة لعدم
نزول الوي من ه تعال ،وهذا هو اإجاع—إل نسخ بعض الحام .إذ إن
متطلبات احياة اليوم أكر وأكر نوعاً .ول يقاس ه تعال بلطبيب أبدا ،كا ل
تقاس أحام ه تعال بدواء .لن عل ه تعال حيط بل يء من قبل ومن
بعد ،وعل الطبيب حدود مقصور .ولن أحام ه تعال م يكن مقصورة لقوم
معن ف زماهم ،بل ي عامة جامعة لإنسان منذ زمان الني صل ه عليه
وسل إل يوم القيامة ،وإن اختلفت الحوال والزمان ومتطلبات احياة .فالمة
اإسلمية قد أمعوا عل أن ريعة الشارع تعال وأحامه صاحة لل زمان
ومان.
وأما ما قالوا من أن ه تعال هو الفاعل اختار ،ول أن يأمر عباده ما شآء
ويهاه عا شاء ويبقى من أحامه عل ما شاء وأن ينسخ مها ما شاء ،فهذا القول
حيح ،إل أنه ل يليق أن يكون ف كتابه الكرم حكا أو أحاما م متثل به
ملف لكونه منسوخا .فقد قال تعال ف سورة هود الية « 1الر كتاب أحمت
ءايته ث فصلت من دن حكم خبر» ،وقال ف سورة الزمر الية « 82قرءاا
Jurnal Pemikiran Hukum dan Hukum Islam
282
Al-Minhaj i fahmi al-ayat al-mukhtalif i zhozhiraha
عربيا غر ذي عوج لعلهم يتقون».
والثاي ،أن ادلئل دلت عل نبوة مد صل ه عليه وسل ،ونبوته ل تصح إل
مع القول بنسخ رع من قبه ،فوجب القطع بلنسخ.
وأجيب بأننا ل نرد عل أن نبوة مد صل ه عليه وسل اخة لشع من قبه
من النبياء .فقد ثبت عنه صل ه عليه وسل حديث رواه
مسل...»:وإِهَ َا ل َ ْم
َ
تَ ُك ْن ن ُ ُب َو ٌة قَطُ إِل َ تَنَ َ َ
اخ ْت .»...وهذا رح يبن لنا نسخ نبوة مد بعض الحام
الي رعت قبه .ولكن من أين جد أن رعه اموجود ف القرآن ينسخ بعضه
بعضا؟!
ث يسستدلون بلدة السمعية الي ل تقل من مسة:
أول ،قول تعال ف سورة البقرة الية « 601ما ننسخ من ءاية أو ننسها نأت
خر مها أو مثلها أم تعل أن ه عل ل يء قدير» .قالوا :هذه الية رية
ف وقوع النسخ ف القرآن.
وأجيب بأن لفظ (الية) ف القرآن يأي عل معنن أولها الية امتلوة اموي ها
إل رسول ه أو غره من الرسل وي القرآن .قال تعال سورة العراف الية
« 302وإذا م تأتم بآية قالوا لول اجتبيها قل إما أتبع ما يوى إي من ري هذا
بصائر من ربك وهدى ورحة لقوم يؤمنون» ،وقال ف سورة الروم الية 85
«ولقد ربنا للناس ف هذا القرءان من ل مثل ولن جئهم بآية ليقولن الين
كفروا إن أنت إل مبطلون».
وانها ،الية الكونية غر متلوة ها غر القرآن .وذل إما أن تي لنا معجزات
الرسل كقول ه تعال ف سورة الرعد الية « 83ولقد أرسلنا رسل من قبك
وجعلنا هم أزواجا وذرية وما ان لرسول أن يأي بآية إل بإذن ه لل أجل
كتاب» .وإما أن تي لنا عن خلق العام وإياد اخلوقات ،كقول ه تعال ف
283
YUDISIA, Vol. 6, No. 2, Desember 2015
Andi Rahman
سورة البقرة الية « 461إن ف خلق السموات والرض واختلف الليل والهار
والفك الي تري ف البحر ما ينفع الناس وما أنزل ه من الساء من ماء فأحيا
به الرض بعد موتا وبث فها من ل دابة وتريف الريح والسحاب امسخر
بن الساء والرض آيت لقوم يعقلون» ،وقول تعال ف سورة آل مران الية
« 091إن ف خلق السموات والرض واختلف الليل والهار آيت لوي
اللباب» ،وقول تعال ف سورة الشورى الية « 92ومن آيته خلق السموات
والرض وما بث فها من دابة وهو عل معهم إذا يشاء قدير» ،وقول تعال
سورة يونس الية « 5هو الي جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدره منازل
لتعلموا عدد السسنن واحساب ما خلق ه ذل إل بحق يفصل اآيت لقوم
يعلمون».
فلفظ (الية) ف الية «ما ننسخ من ءاية أو ننسها نأت خر مها أو مثلها أم تعل
أن ه عل ل يء قدير» ،إما تأي معى الية الكونية وليست الية القرآنية
بدليل قافية الية« :أم تعل أن ه عل ل يء قدير» ،أي عنده قدرة عل ل
يء .فامعى امناسب بلقدرة هو معى الية الكونية .فالنسخ واقع وابت لكن
ليس نسخ القرآن بعض الية بعضا ،إما هو نسخ معجزات معجزات .معى الية
إ ًذا—وه أعل—ما ننسخ من حوادث العام أومعجزات النبياء ونزيلها أو ننسها
فنأي خر مها أو مثلها وه عل ذل بل عل ل يء قدير.
انيا قول ه تعال ف سورة الرعد الية « 93محوا ه ما يشاء ويثبت وعنده
أم الكتاب».فيقولون إن ه يغر ما شاء من رائعه وخلقه.
وأجيب بأن القرآن يتعلق بعض آيتا ببعض آخر ويتناسب.ول جوز فهم أية
وتفسرها جردة من سابقها ولحقها ،فقد قال ه تعال ف سورة الرعد الية 83
«ولقد أرسلنا رسل من قبك وجعلنا هم أزواجا وذرية وما ان لرسول أن يأي
Jurnal Pemikiran Hukum dan Hukum Islam
284
Al-Minhaj i fahmi al-ayat al-mukhtalif i zhozhiraha
بآية إل بإذن ه لل أجل كتاب» .ث قال بعده «محوا ه ما يشاء ويثبت
وعنده أم الكتاب .وإن ما نرينك بعض الي نعده أو نتوفينك فإما عليك البلغ
وعلينا احساب .أوم يروا أا نأي الرض ننقصها من أطرافها وه يك ل معقب
حمه وهو ريع احساب».
فظهر لنا أن الي حاه ه تعال أو أثبته هو معجزات النبياء الي ل يأتون ها إل
بإذن ه تعال.كا ظهر أن اموضوع م يكن قرآا وإن لفظ (الية) إما تقصد ها
الية الكونية ،فل تدل عل نسخ اآيت امتلوة.
الثا ،قول ه تعال ف سورة النساء الية « 061فبظل من الين هادوا حرمنا
علهم طيبات أحلت هم وبصده عن سبيل ه كثرا» .يقولون إن وجه ادلة
ف الية يفيد ما أحل ه من قبل ،وما ذل إل نسخ .ولمة «أحلت هم» يفهم
مها أن احك الول ان حكا رعيا ل برآءة أصلية.
أجيب بأن الية إما تذكر ما ف التوراة أن آدم ان مأمورا بتوج الخت لأخ
من بطنن ختلفن تزيل لن اختلف البطون مزة اختلف النساب .وقد
«...وإِهَ َا ل َ ْم تَ ُك ْن ن ُ ُب َو ٌة
حرم ه ذل بعد بإجاع .وقد تقدم ما رواه مسل بسسنده َ
قَطُ إِل َ تَنَ َ َ
اخ ْت ،»...فالحام الي جاء ها آدم عل نبينا وعليه الصلة والسلم
منسوخة مجيء نوح عل نبينا وعليه الصلة والسلم ،ث جاء بعده أنبياء ورسل
متوالين نسخ لحقهم سابقهم .حت تشيف نبينا مد صل ه عليه وسل
بإسلم اخا ما جاء به عيى عل نبينا وعليه الصلة والسلم.
وهذا هو ظاهر مفهوم الية ،أن النبوة تناخت حيث نسخ اللحق سابقه .والية
تلمت عن الين هادوا وه الهود ،ول تتلم عن امسلمن فضل عن وجود
التناخ ف القرآن.
رابعا ،قول ه تعال سورة النحل الية « 101وإذا بدلنا ءاية مان ءاية وه
285
YUDISIA, Vol. 6, No. 2, Desember 2015
Andi Rahman
أعل ما يزل قالوا إما أنت مفت بل أكره ل يعلمون» .والتبديل يتألف من رفع
لصل وإثبات لبدل ،وذل هو النسخ.
وأجيب بأن التبديل امقصود ف الية ليس نسخ احك.ففي (إذا) الشطية أرار
بلغية تسوغنا ف فهم التبديل أنه ليس معى إزاة احك.
خامسا ،موعة من اآيت القرآنية الي ساقوها وقالوا بتعارض ظاهرها بعضا من
بعض كأدة عل وجود النسخ.
وأجيب بأن العلاء جزوا النسخ م يتفقوا عل عدد اآيت امنسوخة أو الناخة
بلتأكيد .فبعضهم احتاطوا به وبعضهم بلغوا فيه ،وساقوا اآيت مثل قول ه
تعال «وما رزقناه ينفقون» وقول تعال «وأنفقوا ما رزقناك» أها منسوخة بآيت
الزاة .وهذا—طبعا—مردود ،لن الول خر ف معرض الثناء علهم بإنفاق
وذل يصلح أن يفس بلزاة وبإنفاق عل الهل وبإنفاق ف المور امندوبة
غره غر الزاة اإعانة واإضافة ،وليس ف الية ما يدل عل أها نفقة واجبة غر
الزاة مع أن الية الثانية يصلح حلها عل الزاة (السسيوطي :ج .)22/2
ونقل السسيوطي عن ابن العري أن ل ما ف القرآن من الصفح عن الكفار
والتوي واإعراض والكف عهم منسوخ بأية السسيف الي ف سورة التوبة اليو
« 5فإذا انسلخ الشهر احرم فاقتلوا امشكن ،»...وامنسوخات مائة وأربعا
وعشين أية ث نسخ آخرها أولها (السسيوطي .)42/2 :وقال مد اللي
الندلي أنه مائة وأربع عشة أية .فيا ليت شعرا هذا العدد! وي ترى هذا
اخلف ف العدد!
من العلاء اجزين وقوع النسخ ف القرآن من قال إن عدد امنسوخات من
اآيت تبلغ مائتا وثنتا عشة موضعا (اللي )11-01/1 :لنه عدوا التخصيص
والتقييد نسخا ،واإسستثناء نسخا مع أن بن هذه الشسياء وبن النسخ فروق
Jurnal Pemikiran Hukum dan Hukum Islam
286
Al-Minhaj i fahmi al-ayat al-mukhtalif i zhozhiraha
معروفة ،حت قاموا العلاء احققن بتصفية هذا العدد وتنقيته كا مر بيان ما فعه
السسيوطي .من هنا يبدو أن اآيت الي زموها ذات تعارض ف الول تبلغ عددا
كبرا حت يسستطيع علائنا معهاويقل العدد ويبقى عشين أية.فليس هناك أي
مانع ف مع هذا العشين إل أن صار صفرا حت ومعنا القرآن ذو توحد توحيد
من أول إل آخره دون أي تعارض.فقال تعال ف سورة النساء الية « 28أفل
يتدبرون القرآن ولو ان من عند غر ه لوجدوا فيه اختلفا كثرا».
ويقال إن امذهب الي قال بوجود النسخ هو امعظم وإليه ذهب ج ّل امسلمن،
والي منع وجوده يقال بأنه شاذ خالفته امهور .هذا القول حيح ل خفاء فيه من
يعرف الباب ،ولكن لو قرأا حوا عن النسخ ف الكتب لوجدا اختلفات دى
اجزين ،مثل اختلفهم ف عدد اآيت امنسوخة كا مر ،واختلف مال
وأحاب أي حنيفة من الفقهاء ومهور امتلمن من الشاعرة وامعتة الين قالوا
جواز وقوع نسخ القرآن بلسسنة مع الشافعي وأكر أحابه وأحد الين قالوا منعه،
واختلف جل العلاء مع امعتة والظاهرية ف جواز النسخ بغر بدل (خريبة،
.)321-221 :4891
فبامة أن القول بأن المة أمعوا عل جواز النسخ بتفصيه ففيه نظر،فضل أن
أب مسل الصفهاي منع عن وجود النسخ ف القرآن ،لا نقول بأن اجزين عل
وقوع النسخ ف القرآن من احية العدد ه القليلون ،وذل بسبب اختلفات
اموجودة بيهم ف تفاصيه.
أدة مانعي وجود النسخ ف القرآن
من رد وجود لنسخ ف القرآن فاسستدلوا بأدة مها:
الول قول تعال ف سورة فصلت الية « 24ل يأتيه الباطل من بن يديه ول
287
YUDISIA, Vol. 6, No. 2, Desember 2015
Andi Rahman
من خلفه تزيل من حكم حيد» .فكون القرآن حق من عند ه تبارك وتعال ل
شك فيه ،ول بد أن يكون خاليا من الباطل .وخلوه من الباطل منع وجود
النسخ.فاحق ابت والباطل زهوق ،كا قال جل شأنه ف سورة اإراء الية 18
«وقل جاء احق وزهق الباطل إن الباطل ان زهوقا».
والثاي قول تعال ف سورة النساء الية « 28أفل يتدبرون القرآن ولو ان من
عند غر ه لوجدوا فيه اختلفا كثرا» .فاآيت الي اختلف ظاهرها ففي
احقيقة أها ل ختلف ،وهذه من معجزات القرآن .فقالوا إنه ليس هناك حاجة إل
مهج النسخ ونكتفي بمع.
والثالث ،ما رواه البخاري عن ابن عباس قال قال مر ري ه عنه «أقرؤا أي
وأقضاا عي وإا لندع من قول أي وذاك أن أبيا يقول ل أدع شيئا معته من
رسول ه صل ه عليه» .فأي بن كعب ري ه تعال عنه منع من وجود
النسخ ف القرآن.
والرابع ،الجوبة عل جزي النسخ الي مرت ،ي أدة ابتة مانعيه ول جدل فيه
وما مر من الدة بيان لنا بأن القول بإجاع المة عل وقوع النسخ ف
القرآن زم يتاج إل بيان ميق.
مع اآيت امتعارضة ف الظاهر
ل يصح وجود التعارض احقيقي ف القرآن كا هو معلوم بلرورة .ولكن لو وجد
التعارض الظاهري بن آيت القرآن فيلزمنا اتباع امراحل الثلث :ي امع ث
النسخم التوقف وهو عدم إلزام احك وتركه حت ظهر القول الراح من مرجوحه.
وامع لغة الضم يقال مع امتفرق أي مه (لويس مألوف .)101 :ومع اآيت
اختلفة مها .وهو اصطلحا البحث عن حقيقة ل مها للوصول عل مفهوم واحد
Jurnal Pemikiran Hukum dan Hukum Islam
288
Al-Minhaj i fahmi al-ayat al-mukhtalif i zhozhiraha
وحت زالت اإختلفات الظاهرة مها.
والعلاء متفقون عل هذه امراحل الثلث وعل ترتيها .ول يصح أن خطو واحد
من اجهدين امرحة الثالثة قبل الثانية كا منع خطوه الثانية قبل الول.
فالعلاء القداى قد جحوا ف مع اآيت اختلف ف ظاهرها من امائات إل
عشين ،فيلزمنا اآن احاوة ف مع هذا العشين إل أن يبقى صفرا ،وحت
تكون آيت القرآن لها معمول ها .فإن م نك احن ف ملية امع هذا،
فنتوقف حت يفتح ه تعال بيننا وبن قومنا بحق وهو خر الفاتن ،أو سسيجمع
هذا الباي علاء امسلمن من بعدا ،فاه امسستعان وعليه التان.
فنحاول مع الثلثة من العشين الي تركها السسيوطي كا يي:
أول ،قول تعال ف سورة البقرة الية « 432والين يتوفون منك ويذرون أزواجا
يتبصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشا فإذا بلغن أجلهن فل جناح عليك فا فعلن
ف أنفسهن بمعروف وه ما تعملون خبر» ،قيل إها اخة لقول ه عز وجل
ف سورة البقرة الية « 042والين يتوفون منك ويذرون أزواجا وصية لزواجم
متاعا إل احول غر إخراج فإن خرجن فل جناح عليك ف ما فعلن ف أنفسهن
من معروف وه عزيز حكم» .ففي اآيتن تعارض ظاهر .إذ أن مدة العدة
للمتوى عها زوجا غر ذات امل ف الول أربعة أشهر وعش ليال ،وف الثانية
سسنة امة.
فقالواانت العدة حول امل ث نسخ ذل بأربعة أشهر وعش .فالية الول (أية
اإعتداد بأربعة أشهر وعش) وإن انت متقدمة ف ترتيب امصحف عل الثانية،
فإها متأخرة ف الزول .فإن ترتيب امصحف ليس عل ترتيب الزول بل هو
توقيفي ،فتكون الول اخة عل الثانية (الصابوي.)363 :
فأجيب بأن المة اإسلمية اعتقدوا عل أن ترتيب اآيت والسور ف امصحف
289
YUDISIA, Vol. 6, No. 2, Desember 2015
Andi Rahman
اموجود دينا اآن إما يأي توقيفيا من ه ،وساق اإجاع فيه المة مهم
الزركي ف الرهان وأي جعفر بن الزبر ف مناسسباته السسيوطي.)06/2 :
ولكن م توجد روايت تقول أن أية كذا مثل موقفها بعد أية ذاك إل ادرا اد
يعدم .ول يوجد حديث ذكر فيه ارخ نزول ل من اآيت القرآنية ،وإل فالقرآن
ف حاجة كبرة إل اللوف من الحاديث مرفوعا إل الني صل ه عليه وسل أو
موقوفا عل حابته رضوان ه علهم عن ترتيبه امصحفي.
وامصنفات امطولت ف العلوم القرآن الرهان للزركي أو اإتقان للسسيوطي م
تنقل إلينا إل قليل من الروايت أن أية كذا نزلت بعد أية ذاك ،كرواية التمذي
وأبو داود وأحد عن ابن عباس ما نصه...»:فيقول ضعوا هؤلء اآيت ف السورة
الي يذكر فها كذا وكذا »...بدون الترح بلية وام السورة .اللهم نعم هناك
روايت أخرى تذكر أن موقف الية امعينة ف السورة امعينة عن طريق اإجال،
يعي كأن تذكر أن الية تقع ف آخر السورة كذا ،وم تذكر أها تقع بعد هذه الية
وقبلها الية كذا راحة ومبينة ،كا رواه التمذي وغره عن أي ادرداء مرفوعا
أن الني صل ه عليه وسل قال« :من حفظ عش آيت من أول سورة
الكهف عصم من ادجال» .والكتب امؤلفة ف أسسباب الزول أيضا م تنقل هذه
الروايت لها ،فل غرابة لو يقال إن هناك يء فاقد من التارخ ف القرآن.
فيا ترى هل أية اعتداد بأربعة أشهر وعش نزلت بعد أية اعتداد حول
امل—كا قالوا—حت ح جعل الول اخة عل الثانية ،لعدم الثر الرح
من احديث الصحيح فيه .ولكن إن ح أن الول نزلت بعد الثانية ،فل بد من
معها أول قبل اللجوء إل النسخ.
فامع بن هاتن اآيتن ل يقل من نوعن:
أوها ،أن الية بعتداد أربعة أشهر وعش ليس اخة ،إما ي نقصان من احول
Jurnal Pemikiran Hukum dan Hukum Islam
290
Al-Minhaj i fahmi al-ayat al-mukhtalif i zhozhiraha
كصلة امسافر الربعية ما نقصت من أربع إل اثنن م تكن نسخا إما انت
خفيفا .فامعتدة ختار مدة العدة الي ترغب فها.
انها ،وهذا الي أفضه ما قبل ،وهو إعال لتا امدتن حسب احاجة،
فامتوى عها زوجا إن انت جوزا عقا والي م ترد أن تنكح مرة أخرى ،فلها
العدة حول امل ،وتنوي للعبادة لن العدة من أوامر ه ،من امتثل ما أمره ه
احتساب فه الجر ،والجر بقدر التعب .فعدة احول أكر زماا فهو إذاً —إن
شاء ه تعال—أكر أجرا من العدة بأربعة أشهر وعش .وأما امتوى عها زوجا
إذا انت ذات سن صغر أو الي تريد أن تنكح ف أرع وقت مكن ،فلها العدة
بأربعة أشهر وعش .ولها أيضا أجر إذا احتسبت ه تعال .فلتا اليتن
ريتان ف القرآن فنعمل ها وم نلغي أية واحدة مها .من اعتدت حول فلها
به ،ومن اعتدت بأربعة أشهر وعش فلها ها ،ولل دليه ابت ف القرآن.
انيا ،قال ف السسيوطي ف اإتقان أن قول تعال ف سورة البقرة الية « 081
كتب عليك إذا حر أحدك اموت إن ترك خرا الوصية للوادين والقربن
بمعروف حقا عل امتقن» ،منسوخة قيل بأية امواريث وقيل بحديث الي
رواه التمذي وابن ماجه وغرها «أل ل وصية لوارث» .وقيل إها منسوخة
بإجاع كا حاه ابن العري (السسيوطي.)22 :
وأحيب بأنه ل يصح نسخ الية القرآنية بحديث وإن تواتر ،فضل بإجاع ،هذا
ما قال الشافعي وأحابه وأحد ،عل خلف ما ذهب إليه مال وأحاب أي
حنيفة من الفقهاء ومهور امتلمن من الشاعرة وامعتة الين قالوا جواز وقوع
نسخ القرآن بلسسنة (خريبة.)321 :
قال الشافعي «وأبن ه هم أنه إما نسخ ما نسخ من الكتاب بلكتاب ،وأن
السسنة ل اخة للكتاب ،وإما ي تبع للكتاب مثل ما نزل نصا ،ومفسة معى ما
291
YUDISIA, Vol. 6, No. 2, Desember 2015
Andi Rahman
أنزل ه منه مل .قال ه ف سورة يونس الية « 51وإذا تتل علهم ءايتنا
بينات قال الين ل يرجون لقاءا ائت بقرآن غر هذا أو بدل قل ما يكون ي أن
أبدل من تلقاء نفي إن أتبع إل ما يوى إي إي أخاف إن عصيت ري عذاب
يوم عظم» .فأخر ه أنه فرض عل نبيه اتباع ما يوى إليه ،وم يعل ل
تبديه من تلقاء نفسه .وكذل قال سورة البقرة الية « 601ما ننسخ من آية أو
ننسها نأت خر مها أو مثلها أم تعل أن ه عل ل يء
قدير»(الشافعي .)801-601:فأخر ه أن نسخ القرآن وتأخر إنزال ل يكون
إل بقرآن مثه ،فرد كون اإجاع والسسنة اخن عل أية الوصية عل لسان
جزي وقوعه!
وامع بن أية الوصية وأية امواريث هو أن لل واحد منا الوصية مال سسنتكه
بعد موتنا ريطة أن ل تزيد هذه الوصية عل الثلث .فإن ثلثا مالنا حق لوارثينا،
فقد قال الرسول صل ه عليه وسل ف حديث متفق عليه»...أوص بلثلث
والثلث كثر .»...ما زاد عن الثلث فتوقف حت ري ل الورثة وإل فالزيدة
ترد إل الورثة ذوي الفريضة ونينفذ الثلث ،وهذا مذكور ف عل الفرآئض .فلتا
اليتن من أية الوصية والية اموارث معمول ها لثبوتا ف القرآن الكرم .فلنا
الوصية بلثلث أو أقل منه بأية الوصية كا علينا أن نتك الثلثان للورثة بأية
امواريث.
الثا،ونقل السسيوطي عن ابن العري أن ل ما ف القرآن من الصفح عن الكفار
والتوي واإعراض والكف عهم منسوخ بأية السسيف وي «فإذا انسلخ الشهر
احرم فاقتلوا امشكن.»...
فأجيب ما تقدم ،ومر جبنا بعدد امنسوخات الي وصلت مائة وأربعا وعشين
أية عند السسيوطي ،ومائة وأربع عشة أية عند مد اللي الندلي .فهل العقل
Jurnal Pemikiran Hukum dan Hukum Islam
292
Al-Minhaj i fahmi al-ayat al-mukhtalif i zhozhiraha
السلم يتفق مع هذا؟!
فامع يصح أن يكون الصفح عن الكفار والتوي واإعراض والكف عهم إذا انوا
ل ياربوننا وخرجنا من أرضنا ،فإن ه كذل فنقاته حت ل تكون فتنة ويكون
ادين ه ،وإن انهوا فل عدوان إل عل الظامن ،قال ه تعالىفي سورة البقرة
الية « 391وقاتلوه حت ل تكون فتنة ويكون ادين ه فإن انهوا فل عدوان
إل عل الظامن» ،وقال سورة اممتحنة الية « 8ل يهاك ه عن الين م يقاتلوك
ف ادين وم خرجوك من ديرك أن تروه وتقسطوا إلهم إن ه يب
امقسطن».
وه تعال أعل وأعل وهو امسستعان.
293
YUDISIA, Vol. 6, No. 2, Desember 2015
Andi Rahman
ثبت امصادر
مصحف القرآن الكرم
أحدي ،شعراي .ترمة تسهيل الطرقات لنظم الورقات .دت .دم.
ابن ماجه ،مد بن يزيد .سن ابن ماجه .دت .دم.
أبو داود ،سلان بن الشعث .سن أي داوود .دت .دم.
البخاري ،مد بن إساعيل بن إبرهم .حيح البخاري .دت .دم.
البنا ،جال .حو فقه جديد .القاهرة :دار الفكر اإسلي6991 .م.
التمذي ،مد بن عيى .سن التمذي .دت .دم.
احسيي ،أبو فرحه .مأدبة ه دراسات ف علوم القرآن .مر :الفاروق احديثة،
4891م.
حنبل ،أحد بن مد .مسسند أحد .دت .دم.
خريبة ،مد بن عبد امنعم .دراسات ف علوم القرآن .القاهر :مطبعة حسان.
4891م.
اداري ،عبد ه بن عبدالرحن .سن اداري .دت .دم.
الرمزي ،عبد العزيز .منظومة التفسر .سورابي :مكتبة الهداية 0691 ،م.
الزحيي ،وهبة .الوجز .بروت :دار الفكر امعار7991 .م.
السسيوطي ،جلل ادين.اإتقان ف علوم القران .بروت :دار الفكر1591 ،م.
الشافعي ،مد بن إدريس .الرساة .بروت :دار الفكر .دت.
الصابوي ،مد عي .روائع البيان تفسر آيت الحام من القرآن .دم .دط.
Jurnal Pemikiran Hukum dan Hukum Islam
294
Al-Minhaj i fahmi al-ayat al-mukhtalif i zhozhiraha
1931ه.ـ
العمريطي ،رف ادين يى .منظومة الورقات .دت .دم.
الفاداي ،مد يسن.حاشسية فيض اخبر .سورابي :مكتبة الهداية 0691 ،م.
القرضاوي ،يوسف .امرجعية الول ف اإسلم للقرآن والسسنة .مؤسسة الرساة.
دت.
قلعه ي ،مد رواس .طرق البحث ف ادراسات اإسلمية .بروت :دار
النفائس9991 .م.
اللي الندلي ،مد بن أحد بن جزي .كتاب التسهيل لعلوم التزيل .بروت:
دار الفكر .دت.
مال بن أنس .اموطأ ،دت .دم.
امساوي ،رح منظومة التفسر ،سورابي ،مكتبة الهداية 0691 ،م.
مسل بن احجاج .حيح مسل .دت .دم.
امعلوف ،لويس بن نقول .امنجد ف اللغة والعلم .بروت :امطبعة دار امشق.
دت.
امقدي ،فيض ه .فتح الرحن لطالب آيت القرآن .بروت :دار الفكر.
5991م.
مناع القطان.مباحث ف علوم القرآن .منشورات العر احديث 3791 .م.
النسائ ،أحد بن شعيب.سن النسائ .دت .دم.
يعقوب ،إميل.كيف تكتب حثا أو مهجية البحث .لبنان :جروس برس6891 .م.
295
YUDISIA, Vol. 6, No. 2, Desember 2015
1
إعداد :أندي رحان
القرآن الكرم بعتباره كتاب مقدسا مثل اجوهر الواحد الي ل يتجزأ ولن يتجزأ.
تعالمه وأحامه متابطة ومتامة .فبعض آيته يفس ويبن بعضا آخر ،ول مكن
وجود ّأي اختلف فيه وإن تعددت حتويته وموضوعاته ،لنه مزل من عند ه
تعال ،ولن يأي الباطل من بن يديه ول من خلفه.
وامفروض أن ميع ما ف القرآن واح دون ريب حت تطمن قلوب متـثلها ،فقد
قال تعال ف سورة النساء الية « 471يأيا الناس قد جاءك برهان من ربك
وأنزلنا إليك نورا مبينا» .ولكن هذا الوضوح قد ل يعرفه الناس ا القليلن وه
العلاء .والكثرون م يصلوا إل الفهم امراد به ف القرآن ،بل أخطؤا زموا أن فيه
اختلفات وتناقضات.
ومن هنا رع العلاء ف اختاع العلوم امساعدة ف فهم القرآن ،وقاموا بتفسر
آيته وبيان ما فيه .فظهر بعد ذل مناج ف فهم اآيت مهج امع ومهج النسخ.
ولكن يبدو أن مهج النسخ أشهر من مهج امع ،ها ان العلاء قالوا بوجوب
اسستخدام مهج امع قبل النسخ.
ومن الناس من بلغوا ف تطبيق مهج النسخ وتاوزوا فيه حت قالوا إن عدد
اآيت امنسوخة ف القرآن بلغ مائتا أية وثنتا عشة أية (اللي الندلي-01 :
.)11والنسخ ل يكون إل ف الوامر والنواي غر متعلق بإعتقادات أو
اآداب اخلقية أو أصول العبادات وامعاملت (مناع القطان .)332 :ونتيجة ذل
أن اآيت املغاة الي م يعمل ها كثرة ج ًدا ،وهو من حيث عدد آيت القرآن
1
Kandidat Doktor pada SPS UIN Syarif Hidayatullah Jakarta,
dosen pada Intitut PTIQ Jakarta.Email: andiwowo@yahoo.com
Andi Rahman
لها تقريبا ( % 3ثلثة ف امائة) .وهو بلنسسبة إل آيت الحام ( % 24اثنان
وأربعن ف امائة) تقريبا .فتكون آيت الحام الي قيل إها ل تتجاوز مسائة
نصفها ملغاة .وهذا سسيصل إل اإساءة ف القرآن!
فقام العلاء بتصفية هذا العدد الكبر وتنقيحه حت قال السسيوطى إن امنسوخات
من اآيت عشون أية فقط .فلزمنا اآن أن نفعل بمع فها مثل ما فعه
السسيوطي حت صارت اآيت امنسوخة صفرا ،ونعمل بل ما ف القرآن .قال
تعالىفي سورة البقرة الية « 2-1ام ذل الكتاب ل ريب فيه هدى للمتقن».
وف هذا البحث نقارن بن امهجن امع والنسخ ف فهم اآيت اختلف ف
ظاهرها ،ونفضل امع الي أمعت المة عل إقدامه قبل النسخ ولزوم
اسستخدامه قبل النسخ .قال صاحب الورقات (العمرطي:)33 :
فامع بن ما تعارض هنا * ف الولن واحب إن أمكنا
وحيث ل إمان فالتوقف * ما م يكن ارخ ل يعرف
فإن علمنا وقت ل مها * فالثاي اخ ما تقدما
وجمع بعض اآيت اختلف ف ظاهرها العشين الباي الي تركها السسيوطي لنا ف
منظومته،
وقد أكر الناس ف امنسوخ من عدد * وأدخلوا فيه آي ليس تنحر
وهاك تريرا آي ل مزيد لها * عشين حررها احذاق والكر
آي التوجه حيث امرء ان وإن * يوي لهليه عند اموت حتر
وحرمة الل بعد النوم مع رفث * وفدية مطيق الصوم مشسهر
وحق تقواه فا ح ف أثر * وف احرام قتال للول كفروا
واإعتداد حول مع وصيها * وان يدان حديث النفس والفكر
Jurnal Pemikiran Hukum dan Hukum Islam
280
Al-Minhaj i fahmi al-ayat al-mukhtalif i zhozhiraha
واحلف واحبس للزاي وترك أول * كفروا شهاده والصر والنفر
ومنع عقد لزان أو لزانية * وما عل امصطفى ف العقد حتظر
ودفع هر من جاءت وأية جـ* ـواه كذل قيام الليل مسستطر
وزيد أية اإستئذان من ملكت * وأية القسمة الفضل من حروا.
ففي هذه امقاة حاول مع اآيت اختلف ف ظاهرها الي قال بعض
العلاء أها منسوخة.
النسخ ف القرآن
اد علائنا القداى يتفقوا عل جواز النسخ ووقوعه ف القرآن ،إل ما شذ فيه
طائفة من امسلمن ويعزى إل أي مسل الصفهاي حيث منعوا وقوع النسخ
معا ،وإن أجازوها عقل .ولل فريق من جزي التناخ ومانعيه أدلهم.
فأما الين قالوا بوجود النسخ فاستناده عقل ل يقل من اثنن:
الول ،أن أحام ه إن انت ابعة مصلحة العبد—كا يقول امعتة—فل متنع
أن يعل ه اسستلزام المر بلفعل ف وقت معن للمصلحة ،واسستلزام اله�ي عنه
للمصلحة ف وقت آخر .لن امصاح ختلف بختلف الشخاص والزمان حت
إن مصلحة بعض الشخاص ف الغى والصحة ومصلحة اآخر ف نقيضه.وختلف
امصلحة بختلف الزمان ،حت إن مصلحة بعض أهل الزمان ف امدارة
وامسامة ختلف مصلحة أهل زمان آخر ف الشدة والغلظة .والوقائع التارخية
خر شاهد عل ذل.
وإذا عرف جواز اختلف امصلحة بختلف الزمان والحوال فل متنع أن يأمر
ه تعال املف بلفعل ف زمان لعلمه مصلحة فيه ،ويهاه عنه ف زمن آخر
مصلحة أخرى جديدة ،كا يفعل الطبيب بمريض حيث يأمره بسستعال ادواء
ف وقت ويهاه عنه ف وقت آخر ،وكا يفعل الواد بوده ف التأديب وامعل
281
YUDISIA, Vol. 6, No. 2, Desember 2015
Andi Rahman
بتلميذه للهذيب.
وإن انت الحام ل تتبع امصاح—كا يقول أهل السسنة—فأنه ل يب عل
ه تعال لعباده يء بل هو سسبحانه الفاعل اختار ،ول بناء عل اختياره
ومشسيئته أن يأمر عباده ما شاء ويهاه عا شاء ،وأن يبقى من أحامه عل ما
شاء ،وأن ينسخ مها ما شاء.
وأجيببأن ما قال امعتة ليس من ما اعتقده أهل السسنة ف يء ،فكيف أخذوه
مهم؟! وإذا ح أن أحام ه ابعة مصلحة العبد مع أن امصلحة ختلف
بختلف الزمان والشخاص ،فأحوالنا اليوم ان ف أشد احتياج ما ان ف
زمان الني صل ه عليه وسل—وقالوا ل يوز التناخ بعد عر النبوة لعدم
نزول الوي من ه تعال ،وهذا هو اإجاع—إل نسخ بعض الحام .إذ إن
متطلبات احياة اليوم أكر وأكر نوعاً .ول يقاس ه تعال بلطبيب أبدا ،كا ل
تقاس أحام ه تعال بدواء .لن عل ه تعال حيط بل يء من قبل ومن
بعد ،وعل الطبيب حدود مقصور .ولن أحام ه تعال م يكن مقصورة لقوم
معن ف زماهم ،بل ي عامة جامعة لإنسان منذ زمان الني صل ه عليه
وسل إل يوم القيامة ،وإن اختلفت الحوال والزمان ومتطلبات احياة .فالمة
اإسلمية قد أمعوا عل أن ريعة الشارع تعال وأحامه صاحة لل زمان
ومان.
وأما ما قالوا من أن ه تعال هو الفاعل اختار ،ول أن يأمر عباده ما شآء
ويهاه عا شاء ويبقى من أحامه عل ما شاء وأن ينسخ مها ما شاء ،فهذا القول
حيح ،إل أنه ل يليق أن يكون ف كتابه الكرم حكا أو أحاما م متثل به
ملف لكونه منسوخا .فقد قال تعال ف سورة هود الية « 1الر كتاب أحمت
ءايته ث فصلت من دن حكم خبر» ،وقال ف سورة الزمر الية « 82قرءاا
Jurnal Pemikiran Hukum dan Hukum Islam
282
Al-Minhaj i fahmi al-ayat al-mukhtalif i zhozhiraha
عربيا غر ذي عوج لعلهم يتقون».
والثاي ،أن ادلئل دلت عل نبوة مد صل ه عليه وسل ،ونبوته ل تصح إل
مع القول بنسخ رع من قبه ،فوجب القطع بلنسخ.
وأجيب بأننا ل نرد عل أن نبوة مد صل ه عليه وسل اخة لشع من قبه
من النبياء .فقد ثبت عنه صل ه عليه وسل حديث رواه
مسل...»:وإِهَ َا ل َ ْم
َ
تَ ُك ْن ن ُ ُب َو ٌة قَطُ إِل َ تَنَ َ َ
اخ ْت .»...وهذا رح يبن لنا نسخ نبوة مد بعض الحام
الي رعت قبه .ولكن من أين جد أن رعه اموجود ف القرآن ينسخ بعضه
بعضا؟!
ث يسستدلون بلدة السمعية الي ل تقل من مسة:
أول ،قول تعال ف سورة البقرة الية « 601ما ننسخ من ءاية أو ننسها نأت
خر مها أو مثلها أم تعل أن ه عل ل يء قدير» .قالوا :هذه الية رية
ف وقوع النسخ ف القرآن.
وأجيب بأن لفظ (الية) ف القرآن يأي عل معنن أولها الية امتلوة اموي ها
إل رسول ه أو غره من الرسل وي القرآن .قال تعال سورة العراف الية
« 302وإذا م تأتم بآية قالوا لول اجتبيها قل إما أتبع ما يوى إي من ري هذا
بصائر من ربك وهدى ورحة لقوم يؤمنون» ،وقال ف سورة الروم الية 85
«ولقد ربنا للناس ف هذا القرءان من ل مثل ولن جئهم بآية ليقولن الين
كفروا إن أنت إل مبطلون».
وانها ،الية الكونية غر متلوة ها غر القرآن .وذل إما أن تي لنا معجزات
الرسل كقول ه تعال ف سورة الرعد الية « 83ولقد أرسلنا رسل من قبك
وجعلنا هم أزواجا وذرية وما ان لرسول أن يأي بآية إل بإذن ه لل أجل
كتاب» .وإما أن تي لنا عن خلق العام وإياد اخلوقات ،كقول ه تعال ف
283
YUDISIA, Vol. 6, No. 2, Desember 2015
Andi Rahman
سورة البقرة الية « 461إن ف خلق السموات والرض واختلف الليل والهار
والفك الي تري ف البحر ما ينفع الناس وما أنزل ه من الساء من ماء فأحيا
به الرض بعد موتا وبث فها من ل دابة وتريف الريح والسحاب امسخر
بن الساء والرض آيت لقوم يعقلون» ،وقول تعال ف سورة آل مران الية
« 091إن ف خلق السموات والرض واختلف الليل والهار آيت لوي
اللباب» ،وقول تعال ف سورة الشورى الية « 92ومن آيته خلق السموات
والرض وما بث فها من دابة وهو عل معهم إذا يشاء قدير» ،وقول تعال
سورة يونس الية « 5هو الي جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدره منازل
لتعلموا عدد السسنن واحساب ما خلق ه ذل إل بحق يفصل اآيت لقوم
يعلمون».
فلفظ (الية) ف الية «ما ننسخ من ءاية أو ننسها نأت خر مها أو مثلها أم تعل
أن ه عل ل يء قدير» ،إما تأي معى الية الكونية وليست الية القرآنية
بدليل قافية الية« :أم تعل أن ه عل ل يء قدير» ،أي عنده قدرة عل ل
يء .فامعى امناسب بلقدرة هو معى الية الكونية .فالنسخ واقع وابت لكن
ليس نسخ القرآن بعض الية بعضا ،إما هو نسخ معجزات معجزات .معى الية
إ ًذا—وه أعل—ما ننسخ من حوادث العام أومعجزات النبياء ونزيلها أو ننسها
فنأي خر مها أو مثلها وه عل ذل بل عل ل يء قدير.
انيا قول ه تعال ف سورة الرعد الية « 93محوا ه ما يشاء ويثبت وعنده
أم الكتاب».فيقولون إن ه يغر ما شاء من رائعه وخلقه.
وأجيب بأن القرآن يتعلق بعض آيتا ببعض آخر ويتناسب.ول جوز فهم أية
وتفسرها جردة من سابقها ولحقها ،فقد قال ه تعال ف سورة الرعد الية 83
«ولقد أرسلنا رسل من قبك وجعلنا هم أزواجا وذرية وما ان لرسول أن يأي
Jurnal Pemikiran Hukum dan Hukum Islam
284
Al-Minhaj i fahmi al-ayat al-mukhtalif i zhozhiraha
بآية إل بإذن ه لل أجل كتاب» .ث قال بعده «محوا ه ما يشاء ويثبت
وعنده أم الكتاب .وإن ما نرينك بعض الي نعده أو نتوفينك فإما عليك البلغ
وعلينا احساب .أوم يروا أا نأي الرض ننقصها من أطرافها وه يك ل معقب
حمه وهو ريع احساب».
فظهر لنا أن الي حاه ه تعال أو أثبته هو معجزات النبياء الي ل يأتون ها إل
بإذن ه تعال.كا ظهر أن اموضوع م يكن قرآا وإن لفظ (الية) إما تقصد ها
الية الكونية ،فل تدل عل نسخ اآيت امتلوة.
الثا ،قول ه تعال ف سورة النساء الية « 061فبظل من الين هادوا حرمنا
علهم طيبات أحلت هم وبصده عن سبيل ه كثرا» .يقولون إن وجه ادلة
ف الية يفيد ما أحل ه من قبل ،وما ذل إل نسخ .ولمة «أحلت هم» يفهم
مها أن احك الول ان حكا رعيا ل برآءة أصلية.
أجيب بأن الية إما تذكر ما ف التوراة أن آدم ان مأمورا بتوج الخت لأخ
من بطنن ختلفن تزيل لن اختلف البطون مزة اختلف النساب .وقد
«...وإِهَ َا ل َ ْم تَ ُك ْن ن ُ ُب َو ٌة
حرم ه ذل بعد بإجاع .وقد تقدم ما رواه مسل بسسنده َ
قَطُ إِل َ تَنَ َ َ
اخ ْت ،»...فالحام الي جاء ها آدم عل نبينا وعليه الصلة والسلم
منسوخة مجيء نوح عل نبينا وعليه الصلة والسلم ،ث جاء بعده أنبياء ورسل
متوالين نسخ لحقهم سابقهم .حت تشيف نبينا مد صل ه عليه وسل
بإسلم اخا ما جاء به عيى عل نبينا وعليه الصلة والسلم.
وهذا هو ظاهر مفهوم الية ،أن النبوة تناخت حيث نسخ اللحق سابقه .والية
تلمت عن الين هادوا وه الهود ،ول تتلم عن امسلمن فضل عن وجود
التناخ ف القرآن.
رابعا ،قول ه تعال سورة النحل الية « 101وإذا بدلنا ءاية مان ءاية وه
285
YUDISIA, Vol. 6, No. 2, Desember 2015
Andi Rahman
أعل ما يزل قالوا إما أنت مفت بل أكره ل يعلمون» .والتبديل يتألف من رفع
لصل وإثبات لبدل ،وذل هو النسخ.
وأجيب بأن التبديل امقصود ف الية ليس نسخ احك.ففي (إذا) الشطية أرار
بلغية تسوغنا ف فهم التبديل أنه ليس معى إزاة احك.
خامسا ،موعة من اآيت القرآنية الي ساقوها وقالوا بتعارض ظاهرها بعضا من
بعض كأدة عل وجود النسخ.
وأجيب بأن العلاء جزوا النسخ م يتفقوا عل عدد اآيت امنسوخة أو الناخة
بلتأكيد .فبعضهم احتاطوا به وبعضهم بلغوا فيه ،وساقوا اآيت مثل قول ه
تعال «وما رزقناه ينفقون» وقول تعال «وأنفقوا ما رزقناك» أها منسوخة بآيت
الزاة .وهذا—طبعا—مردود ،لن الول خر ف معرض الثناء علهم بإنفاق
وذل يصلح أن يفس بلزاة وبإنفاق عل الهل وبإنفاق ف المور امندوبة
غره غر الزاة اإعانة واإضافة ،وليس ف الية ما يدل عل أها نفقة واجبة غر
الزاة مع أن الية الثانية يصلح حلها عل الزاة (السسيوطي :ج .)22/2
ونقل السسيوطي عن ابن العري أن ل ما ف القرآن من الصفح عن الكفار
والتوي واإعراض والكف عهم منسوخ بأية السسيف الي ف سورة التوبة اليو
« 5فإذا انسلخ الشهر احرم فاقتلوا امشكن ،»...وامنسوخات مائة وأربعا
وعشين أية ث نسخ آخرها أولها (السسيوطي .)42/2 :وقال مد اللي
الندلي أنه مائة وأربع عشة أية .فيا ليت شعرا هذا العدد! وي ترى هذا
اخلف ف العدد!
من العلاء اجزين وقوع النسخ ف القرآن من قال إن عدد امنسوخات من
اآيت تبلغ مائتا وثنتا عشة موضعا (اللي )11-01/1 :لنه عدوا التخصيص
والتقييد نسخا ،واإسستثناء نسخا مع أن بن هذه الشسياء وبن النسخ فروق
Jurnal Pemikiran Hukum dan Hukum Islam
286
Al-Minhaj i fahmi al-ayat al-mukhtalif i zhozhiraha
معروفة ،حت قاموا العلاء احققن بتصفية هذا العدد وتنقيته كا مر بيان ما فعه
السسيوطي .من هنا يبدو أن اآيت الي زموها ذات تعارض ف الول تبلغ عددا
كبرا حت يسستطيع علائنا معهاويقل العدد ويبقى عشين أية.فليس هناك أي
مانع ف مع هذا العشين إل أن صار صفرا حت ومعنا القرآن ذو توحد توحيد
من أول إل آخره دون أي تعارض.فقال تعال ف سورة النساء الية « 28أفل
يتدبرون القرآن ولو ان من عند غر ه لوجدوا فيه اختلفا كثرا».
ويقال إن امذهب الي قال بوجود النسخ هو امعظم وإليه ذهب ج ّل امسلمن،
والي منع وجوده يقال بأنه شاذ خالفته امهور .هذا القول حيح ل خفاء فيه من
يعرف الباب ،ولكن لو قرأا حوا عن النسخ ف الكتب لوجدا اختلفات دى
اجزين ،مثل اختلفهم ف عدد اآيت امنسوخة كا مر ،واختلف مال
وأحاب أي حنيفة من الفقهاء ومهور امتلمن من الشاعرة وامعتة الين قالوا
جواز وقوع نسخ القرآن بلسسنة مع الشافعي وأكر أحابه وأحد الين قالوا منعه،
واختلف جل العلاء مع امعتة والظاهرية ف جواز النسخ بغر بدل (خريبة،
.)321-221 :4891
فبامة أن القول بأن المة أمعوا عل جواز النسخ بتفصيه ففيه نظر،فضل أن
أب مسل الصفهاي منع عن وجود النسخ ف القرآن ،لا نقول بأن اجزين عل
وقوع النسخ ف القرآن من احية العدد ه القليلون ،وذل بسبب اختلفات
اموجودة بيهم ف تفاصيه.
أدة مانعي وجود النسخ ف القرآن
من رد وجود لنسخ ف القرآن فاسستدلوا بأدة مها:
الول قول تعال ف سورة فصلت الية « 24ل يأتيه الباطل من بن يديه ول
287
YUDISIA, Vol. 6, No. 2, Desember 2015
Andi Rahman
من خلفه تزيل من حكم حيد» .فكون القرآن حق من عند ه تبارك وتعال ل
شك فيه ،ول بد أن يكون خاليا من الباطل .وخلوه من الباطل منع وجود
النسخ.فاحق ابت والباطل زهوق ،كا قال جل شأنه ف سورة اإراء الية 18
«وقل جاء احق وزهق الباطل إن الباطل ان زهوقا».
والثاي قول تعال ف سورة النساء الية « 28أفل يتدبرون القرآن ولو ان من
عند غر ه لوجدوا فيه اختلفا كثرا» .فاآيت الي اختلف ظاهرها ففي
احقيقة أها ل ختلف ،وهذه من معجزات القرآن .فقالوا إنه ليس هناك حاجة إل
مهج النسخ ونكتفي بمع.
والثالث ،ما رواه البخاري عن ابن عباس قال قال مر ري ه عنه «أقرؤا أي
وأقضاا عي وإا لندع من قول أي وذاك أن أبيا يقول ل أدع شيئا معته من
رسول ه صل ه عليه» .فأي بن كعب ري ه تعال عنه منع من وجود
النسخ ف القرآن.
والرابع ،الجوبة عل جزي النسخ الي مرت ،ي أدة ابتة مانعيه ول جدل فيه
وما مر من الدة بيان لنا بأن القول بإجاع المة عل وقوع النسخ ف
القرآن زم يتاج إل بيان ميق.
مع اآيت امتعارضة ف الظاهر
ل يصح وجود التعارض احقيقي ف القرآن كا هو معلوم بلرورة .ولكن لو وجد
التعارض الظاهري بن آيت القرآن فيلزمنا اتباع امراحل الثلث :ي امع ث
النسخم التوقف وهو عدم إلزام احك وتركه حت ظهر القول الراح من مرجوحه.
وامع لغة الضم يقال مع امتفرق أي مه (لويس مألوف .)101 :ومع اآيت
اختلفة مها .وهو اصطلحا البحث عن حقيقة ل مها للوصول عل مفهوم واحد
Jurnal Pemikiran Hukum dan Hukum Islam
288
Al-Minhaj i fahmi al-ayat al-mukhtalif i zhozhiraha
وحت زالت اإختلفات الظاهرة مها.
والعلاء متفقون عل هذه امراحل الثلث وعل ترتيها .ول يصح أن خطو واحد
من اجهدين امرحة الثالثة قبل الثانية كا منع خطوه الثانية قبل الول.
فالعلاء القداى قد جحوا ف مع اآيت اختلف ف ظاهرها من امائات إل
عشين ،فيلزمنا اآن احاوة ف مع هذا العشين إل أن يبقى صفرا ،وحت
تكون آيت القرآن لها معمول ها .فإن م نك احن ف ملية امع هذا،
فنتوقف حت يفتح ه تعال بيننا وبن قومنا بحق وهو خر الفاتن ،أو سسيجمع
هذا الباي علاء امسلمن من بعدا ،فاه امسستعان وعليه التان.
فنحاول مع الثلثة من العشين الي تركها السسيوطي كا يي:
أول ،قول تعال ف سورة البقرة الية « 432والين يتوفون منك ويذرون أزواجا
يتبصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشا فإذا بلغن أجلهن فل جناح عليك فا فعلن
ف أنفسهن بمعروف وه ما تعملون خبر» ،قيل إها اخة لقول ه عز وجل
ف سورة البقرة الية « 042والين يتوفون منك ويذرون أزواجا وصية لزواجم
متاعا إل احول غر إخراج فإن خرجن فل جناح عليك ف ما فعلن ف أنفسهن
من معروف وه عزيز حكم» .ففي اآيتن تعارض ظاهر .إذ أن مدة العدة
للمتوى عها زوجا غر ذات امل ف الول أربعة أشهر وعش ليال ،وف الثانية
سسنة امة.
فقالواانت العدة حول امل ث نسخ ذل بأربعة أشهر وعش .فالية الول (أية
اإعتداد بأربعة أشهر وعش) وإن انت متقدمة ف ترتيب امصحف عل الثانية،
فإها متأخرة ف الزول .فإن ترتيب امصحف ليس عل ترتيب الزول بل هو
توقيفي ،فتكون الول اخة عل الثانية (الصابوي.)363 :
فأجيب بأن المة اإسلمية اعتقدوا عل أن ترتيب اآيت والسور ف امصحف
289
YUDISIA, Vol. 6, No. 2, Desember 2015
Andi Rahman
اموجود دينا اآن إما يأي توقيفيا من ه ،وساق اإجاع فيه المة مهم
الزركي ف الرهان وأي جعفر بن الزبر ف مناسسباته السسيوطي.)06/2 :
ولكن م توجد روايت تقول أن أية كذا مثل موقفها بعد أية ذاك إل ادرا اد
يعدم .ول يوجد حديث ذكر فيه ارخ نزول ل من اآيت القرآنية ،وإل فالقرآن
ف حاجة كبرة إل اللوف من الحاديث مرفوعا إل الني صل ه عليه وسل أو
موقوفا عل حابته رضوان ه علهم عن ترتيبه امصحفي.
وامصنفات امطولت ف العلوم القرآن الرهان للزركي أو اإتقان للسسيوطي م
تنقل إلينا إل قليل من الروايت أن أية كذا نزلت بعد أية ذاك ،كرواية التمذي
وأبو داود وأحد عن ابن عباس ما نصه...»:فيقول ضعوا هؤلء اآيت ف السورة
الي يذكر فها كذا وكذا »...بدون الترح بلية وام السورة .اللهم نعم هناك
روايت أخرى تذكر أن موقف الية امعينة ف السورة امعينة عن طريق اإجال،
يعي كأن تذكر أن الية تقع ف آخر السورة كذا ،وم تذكر أها تقع بعد هذه الية
وقبلها الية كذا راحة ومبينة ،كا رواه التمذي وغره عن أي ادرداء مرفوعا
أن الني صل ه عليه وسل قال« :من حفظ عش آيت من أول سورة
الكهف عصم من ادجال» .والكتب امؤلفة ف أسسباب الزول أيضا م تنقل هذه
الروايت لها ،فل غرابة لو يقال إن هناك يء فاقد من التارخ ف القرآن.
فيا ترى هل أية اعتداد بأربعة أشهر وعش نزلت بعد أية اعتداد حول
امل—كا قالوا—حت ح جعل الول اخة عل الثانية ،لعدم الثر الرح
من احديث الصحيح فيه .ولكن إن ح أن الول نزلت بعد الثانية ،فل بد من
معها أول قبل اللجوء إل النسخ.
فامع بن هاتن اآيتن ل يقل من نوعن:
أوها ،أن الية بعتداد أربعة أشهر وعش ليس اخة ،إما ي نقصان من احول
Jurnal Pemikiran Hukum dan Hukum Islam
290
Al-Minhaj i fahmi al-ayat al-mukhtalif i zhozhiraha
كصلة امسافر الربعية ما نقصت من أربع إل اثنن م تكن نسخا إما انت
خفيفا .فامعتدة ختار مدة العدة الي ترغب فها.
انها ،وهذا الي أفضه ما قبل ،وهو إعال لتا امدتن حسب احاجة،
فامتوى عها زوجا إن انت جوزا عقا والي م ترد أن تنكح مرة أخرى ،فلها
العدة حول امل ،وتنوي للعبادة لن العدة من أوامر ه ،من امتثل ما أمره ه
احتساب فه الجر ،والجر بقدر التعب .فعدة احول أكر زماا فهو إذاً —إن
شاء ه تعال—أكر أجرا من العدة بأربعة أشهر وعش .وأما امتوى عها زوجا
إذا انت ذات سن صغر أو الي تريد أن تنكح ف أرع وقت مكن ،فلها العدة
بأربعة أشهر وعش .ولها أيضا أجر إذا احتسبت ه تعال .فلتا اليتن
ريتان ف القرآن فنعمل ها وم نلغي أية واحدة مها .من اعتدت حول فلها
به ،ومن اعتدت بأربعة أشهر وعش فلها ها ،ولل دليه ابت ف القرآن.
انيا ،قال ف السسيوطي ف اإتقان أن قول تعال ف سورة البقرة الية « 081
كتب عليك إذا حر أحدك اموت إن ترك خرا الوصية للوادين والقربن
بمعروف حقا عل امتقن» ،منسوخة قيل بأية امواريث وقيل بحديث الي
رواه التمذي وابن ماجه وغرها «أل ل وصية لوارث» .وقيل إها منسوخة
بإجاع كا حاه ابن العري (السسيوطي.)22 :
وأحيب بأنه ل يصح نسخ الية القرآنية بحديث وإن تواتر ،فضل بإجاع ،هذا
ما قال الشافعي وأحابه وأحد ،عل خلف ما ذهب إليه مال وأحاب أي
حنيفة من الفقهاء ومهور امتلمن من الشاعرة وامعتة الين قالوا جواز وقوع
نسخ القرآن بلسسنة (خريبة.)321 :
قال الشافعي «وأبن ه هم أنه إما نسخ ما نسخ من الكتاب بلكتاب ،وأن
السسنة ل اخة للكتاب ،وإما ي تبع للكتاب مثل ما نزل نصا ،ومفسة معى ما
291
YUDISIA, Vol. 6, No. 2, Desember 2015
Andi Rahman
أنزل ه منه مل .قال ه ف سورة يونس الية « 51وإذا تتل علهم ءايتنا
بينات قال الين ل يرجون لقاءا ائت بقرآن غر هذا أو بدل قل ما يكون ي أن
أبدل من تلقاء نفي إن أتبع إل ما يوى إي إي أخاف إن عصيت ري عذاب
يوم عظم» .فأخر ه أنه فرض عل نبيه اتباع ما يوى إليه ،وم يعل ل
تبديه من تلقاء نفسه .وكذل قال سورة البقرة الية « 601ما ننسخ من آية أو
ننسها نأت خر مها أو مثلها أم تعل أن ه عل ل يء
قدير»(الشافعي .)801-601:فأخر ه أن نسخ القرآن وتأخر إنزال ل يكون
إل بقرآن مثه ،فرد كون اإجاع والسسنة اخن عل أية الوصية عل لسان
جزي وقوعه!
وامع بن أية الوصية وأية امواريث هو أن لل واحد منا الوصية مال سسنتكه
بعد موتنا ريطة أن ل تزيد هذه الوصية عل الثلث .فإن ثلثا مالنا حق لوارثينا،
فقد قال الرسول صل ه عليه وسل ف حديث متفق عليه»...أوص بلثلث
والثلث كثر .»...ما زاد عن الثلث فتوقف حت ري ل الورثة وإل فالزيدة
ترد إل الورثة ذوي الفريضة ونينفذ الثلث ،وهذا مذكور ف عل الفرآئض .فلتا
اليتن من أية الوصية والية اموارث معمول ها لثبوتا ف القرآن الكرم .فلنا
الوصية بلثلث أو أقل منه بأية الوصية كا علينا أن نتك الثلثان للورثة بأية
امواريث.
الثا،ونقل السسيوطي عن ابن العري أن ل ما ف القرآن من الصفح عن الكفار
والتوي واإعراض والكف عهم منسوخ بأية السسيف وي «فإذا انسلخ الشهر
احرم فاقتلوا امشكن.»...
فأجيب ما تقدم ،ومر جبنا بعدد امنسوخات الي وصلت مائة وأربعا وعشين
أية عند السسيوطي ،ومائة وأربع عشة أية عند مد اللي الندلي .فهل العقل
Jurnal Pemikiran Hukum dan Hukum Islam
292
Al-Minhaj i fahmi al-ayat al-mukhtalif i zhozhiraha
السلم يتفق مع هذا؟!
فامع يصح أن يكون الصفح عن الكفار والتوي واإعراض والكف عهم إذا انوا
ل ياربوننا وخرجنا من أرضنا ،فإن ه كذل فنقاته حت ل تكون فتنة ويكون
ادين ه ،وإن انهوا فل عدوان إل عل الظامن ،قال ه تعالىفي سورة البقرة
الية « 391وقاتلوه حت ل تكون فتنة ويكون ادين ه فإن انهوا فل عدوان
إل عل الظامن» ،وقال سورة اممتحنة الية « 8ل يهاك ه عن الين م يقاتلوك
ف ادين وم خرجوك من ديرك أن تروه وتقسطوا إلهم إن ه يب
امقسطن».
وه تعال أعل وأعل وهو امسستعان.
293
YUDISIA, Vol. 6, No. 2, Desember 2015
Andi Rahman
ثبت امصادر
مصحف القرآن الكرم
أحدي ،شعراي .ترمة تسهيل الطرقات لنظم الورقات .دت .دم.
ابن ماجه ،مد بن يزيد .سن ابن ماجه .دت .دم.
أبو داود ،سلان بن الشعث .سن أي داوود .دت .دم.
البخاري ،مد بن إساعيل بن إبرهم .حيح البخاري .دت .دم.
البنا ،جال .حو فقه جديد .القاهرة :دار الفكر اإسلي6991 .م.
التمذي ،مد بن عيى .سن التمذي .دت .دم.
احسيي ،أبو فرحه .مأدبة ه دراسات ف علوم القرآن .مر :الفاروق احديثة،
4891م.
حنبل ،أحد بن مد .مسسند أحد .دت .دم.
خريبة ،مد بن عبد امنعم .دراسات ف علوم القرآن .القاهر :مطبعة حسان.
4891م.
اداري ،عبد ه بن عبدالرحن .سن اداري .دت .دم.
الرمزي ،عبد العزيز .منظومة التفسر .سورابي :مكتبة الهداية 0691 ،م.
الزحيي ،وهبة .الوجز .بروت :دار الفكر امعار7991 .م.
السسيوطي ،جلل ادين.اإتقان ف علوم القران .بروت :دار الفكر1591 ،م.
الشافعي ،مد بن إدريس .الرساة .بروت :دار الفكر .دت.
الصابوي ،مد عي .روائع البيان تفسر آيت الحام من القرآن .دم .دط.
Jurnal Pemikiran Hukum dan Hukum Islam
294
Al-Minhaj i fahmi al-ayat al-mukhtalif i zhozhiraha
1931ه.ـ
العمريطي ،رف ادين يى .منظومة الورقات .دت .دم.
الفاداي ،مد يسن.حاشسية فيض اخبر .سورابي :مكتبة الهداية 0691 ،م.
القرضاوي ،يوسف .امرجعية الول ف اإسلم للقرآن والسسنة .مؤسسة الرساة.
دت.
قلعه ي ،مد رواس .طرق البحث ف ادراسات اإسلمية .بروت :دار
النفائس9991 .م.
اللي الندلي ،مد بن أحد بن جزي .كتاب التسهيل لعلوم التزيل .بروت:
دار الفكر .دت.
مال بن أنس .اموطأ ،دت .دم.
امساوي ،رح منظومة التفسر ،سورابي ،مكتبة الهداية 0691 ،م.
مسل بن احجاج .حيح مسل .دت .دم.
امعلوف ،لويس بن نقول .امنجد ف اللغة والعلم .بروت :امطبعة دار امشق.
دت.
امقدي ،فيض ه .فتح الرحن لطالب آيت القرآن .بروت :دار الفكر.
5991م.
مناع القطان.مباحث ف علوم القرآن .منشورات العر احديث 3791 .م.
النسائ ،أحد بن شعيب.سن النسائ .دت .دم.
يعقوب ،إميل.كيف تكتب حثا أو مهجية البحث .لبنان :جروس برس6891 .م.
295
YUDISIA, Vol. 6, No. 2, Desember 2015