ash shohbah wa ash shahabah
الصحبة الشرعية
حسن بن فرحان المالكي
الصحبة والصحابة
بين الطإلقا اللغوي و التخصيص الشرعي
طإبعة مزيدة ومنقحة ومضمنة عدة أبحاث جديدة
0
2
المحتويات
المقدمة :وفيها البحاث التالية
المؤلفات السابقة في الموضوع المطبوع من المؤلفات في الصحابة أهمية موضوع الصحابة السياسة والصحابة حاجة موضوع الصحابة للباحثين المنصفين أهمية تجنب التقليد التعريف الشائع للصحابي الصحبة الشرعية الخاصة أهمية التفريق بين صحبتينالفصل الول :الصحبة
المبحث الول :مفهوم الصحبة في اللغة والعرف والصطلحا
أو ل
ل :مفهوم الصحبة في اللغة
ثانيلا :مفهوم الصحبة في العرف
ثالثلا :مفهوم الصحبة في الصطلحا )المذاهب الصطلحية(:
المذهب الول ..في تعريف الصحبة
المذهب الثاني ..في تعريف الصحبة
تفصيل القول في المذهب الول وأبرز علمائه ) تم نقله
للملحق(
3
للملحق(
تفصيل القول في المذهب الثاني وأبرز علمائه ) تم نقله
الخلصة في الصطلحا
المبحث الثاني ..مفهوم الصحبة في النصوص الشرعية
تمهيد
أو ل
ل :مفهوم الصحبة في القرآن الكريم
ثانيلا :مفهوم الصحبة في النصوص الحديثية
ثالثلا :مفهوم الصحبة في الثار الصحابية والتابعية
الخلصة :في مفهوم الصحبة عند الصحابة والتابعين
الخلصة العامة :في مفهوم الصحبة في النصوص الشرعية
والثار الصحابية والتابعية
الفصل الثالث :الصحبة و الصحابة في الواقع التاريخي
الفصل الرابع :اعتراضات مشهورة
العتراض الول والجواب عليه
العتراض الثاني والجواب عليه
العتراض الثالث والجواب عليه
الفصل الخامس :طإبقات الصحابة والتابعين
المبحث الول :طإبقات الصحابة
لماذا الطبقات؟! ضوابط التقسيم إلى طإبقاتالطبقة الولى :طإبقة أول من أسلم ) على المشهور(.
الطبقة الثانية :طإبقة أوائل المسلمين ) مرحلة سسسرية سسس مسسا قبسسل دار
الرقم( ويمكن أن يدمجان .
الطبقة الثالثة :طإبقة مسلمي دار الرقم ) مرحلة سرية (.
الطبقة الرابعة :طإبقة مسلمي دار الرقم ) مرحلة جهريسسة( ،ويمكسسن
أن يدمجان.
4
الطبقة الخامسة :طإبقة حمزة وعمر بن الخطاب .
الطبقة السادسة :طإبقة فترة المقاطإعة والحصار في الشعب.
الطبقة السابعة :طإبقة فترة السراء .وهذه الثلث يمكن دمجها..
الطبقة الثامنة :طإبقة المهاجرين الولين إلى المدينة.
الطبقة التاسسسعة :طإبقسسة أصسسحاب بسسدر ) السسسابقون مسسن المهسساجرين
والنصار(.
الطبقة العاشرة :طإبقة أصحاب أحد .
الطبقة الحادية عشرة :طإبقة أصحاب الخندقا .
الطبقة الثانية عشرة :طإبقة أصحاب الحديبية.
صحابة لم يحسنوا الصحبة ) فيخرجون بردة أو سوء سيرة أو تبدل(
المبحث الثسساني :طإبقسسات التسسابعين مسسن الصسسحابة! ) الطإلقا اللغسسوي
صحابة وحقيقتهم الشرعية تابعون(
أو ل
ل :هؤلء التابعون من حيث حسن التباع ثلثة أصناف.
تابعون بإحسان متوقف في حسن اتباعهم.تابعون بغير إحسان.ثانبلا :التابعون من حيث قدم السلم :طإبقات على النحو
التالي:
الطبقة الولى :أبناء المهاجرين والنصار .
الطبقة الثانية :طإبقة الخيبريين ) وهم أوائل التابعين من
حيث الطإلقا الشرعي(
الطبقة الثالثة :طإبقة مسلمي عمرة القضاء.
الطبقة الرابعة :طإبقة خالد بن الوليد ) بين خيبر وفتح
مكة(.
الطبقة الخامسة :الطلقاء وهم ثلث فئات:
الفئة الولى من الطلقاء ) :كانوا مسلمين قبل الفتح
ولم يهاجروا كالنحام(
5
الفئة الثانية من الطلقاء :لم يتم تألفهم بالمال..
الفئة الثالثة من الطلقاء :المؤلفة قلوبهم وهم شر
الطلقاء.
الطبقة السادسة :طإبقة عتقاء ثقيف.
الطبقة السابعة :طإبقة أهل حنين.
الطبقة الثامنة :طإبقة التبوكيين .
الطبقة التاسعة :طإبقة الوفود .
الطبقة العاشرة :أصحاب حجة الوداع .
الطبقة الحادية عشرة :أطإفال طإبقات التابعين.
الطبقة الثانية عشرة :المعاصرون من المسلمين.
استطراد :تحديد الطبقات وإدخال السابقين قسرلا..الخ.
هذه الطبقات لن يتم اللتزام الحرفي بها ،فقسسد نسسذكر الصسسحابي مسسن
طإبقة متقدمة ونلحق به أقرباءه وذريته من باب التيسير على طإسسالب
العلم ليثبت هذا الشخص في الذاكرة ،ثم هناك صسسعوبات فسسي تحديسسد
طإبقة كثير من الصحابة ،فعندما يقول المترجمون عن أحد الصحابة )
أسلم قديملا( فإن هذه العبسسارة ضسسبابية ول نسسستطيع إل التخميسسن فسسي
تحديد طإبقتسه ،ثسم عنسد التحقيسق سسنجد أن كسل صسحابي يحتساج إلسى
تحقيق خاص في زمن إسلمه وحسن إسلمه وفضائله ومثسسالبه وهسسل
تغير أم بقي على السسستقامة.. ،السسخ – وهسسذا مسسا سسسنفعله فسسي كتسساب:
معجم الصحابة إن شاء الله -فلو بحثنا بتحقيق عن زمن إسسسلم هسسذا
الصحابي أو ذاك -فضل ل عن بقية المور الخرى -لجررنا هذا البحسسث
إلى تراجم مطولة وإعادة قراءة وتحقيق للسسسيرة وأحسسداثها وأزمنتهسسا
وهذا متعذر ،وإنما نريد الشارة فقط إلسسى هسسذه الطبقسسات معتمسسدين
على المشهور ،وما كل مشهور صحيح ،إل أننا قد نتوسسسع فسسي القليسسل
من تلسك السستراجم المظلومسسة لدخسساله قسسسرا ل فسسي السذاكرة السسلفية
الفارغة من أكثر السابقين والمتخمة بأكثر المتسسأخرين ،فهسسذا الكتسساب
موجه إليهم بالدرجة الولى لعل الله يهديهم بهسسذا الكتسساب ويصسسرفهم
عن ذلسك الغلسو فسي الظسالمين ويعيسدهم لمعرفسة السسابقين وحسسن
اتباعهم ،وهذا الهجر للسابقين والمنافحسة عسن المتسأخرين لسن يتعسب
6
الباحث في معرفة منشئه ومبتداه ،فهو نتيجة للتأثر بهؤلء المتأخرين
الظالمين مسسن دولسسة الطلقسساء وأبنسسائهم السستي كسسانت علسسى عسسداوة مسسع
السابقين وعملت على إخمال ذكرهسسم وهجرهسسم وذمهسسم بسسل ولعنهسسم
وقتلهم وتشسسويه سسسيرهم ،ثسسم السسستبدال بهسسم مجموعسسة ممسسن جسسرى
عليهسسم ) اسسسم الصسسحبة( وكسسانوا مسسن أبعسسد النسساس عسسن اتبسساع سسسيرة
السابقين والصالحين ،فهذا التضسسليل المسوي تبعسه كسسثير مسسن مغفلسسي
الصالحين ،نتيجة تأثرهم بالسلطة الطويلة والمبكرة والقاسسسية لبنسسي
أمية ،والسلطة ذكية أيضا ل ومعها علمسساء السسسوء ،وفسسي أغلسسب العامسسة
حمق وغفلة وحسن نية ،فاسسستطاعت السسسلطة القويسسة والمسساكرة أن
تجرفهم عامة الناس إلى حيث تريد هي ،وليس إلى حيسسث يريسسد اللسسه
ورسوله ،فألقت بين المسلمين العداوة والبغضاء في التخاصم علسسى
الصسسغائر ونسسسيان السسسلطة لتبلسسع العظسسائم ،ونصسسرت الحمقسسى علسسى
العقلء ) لن العقلء إرهاقا لها( ولن الحمقى ل برهان عنسسدهم إل مسسا
يسمعونه كثيرلا ،بينما العقلء لهسم معسساييرهم السستي ل تحبهسسا السسلطة،
فضربت السلطة أكثر من ثور وحش بسوط واحد يميت الثسسور جاريسسا ل
وواقفسسلا! فحرضسست الكثريسسة الحمقسساء علسسى القليسسات العاقلسسة ) مسسن
أصسسحاب الفكسسار( أو القليسسات الروحيسسة ) مسسن أصسسحاب الضسسمائر( أو
القليات الجامعة بين هاتين الخصلتين ) من أصحاب الصلحا والمسسر
بالمعروف القرآني والنهسسي عسسن المنكسسر القرآنسسي( ففسسازت ببحبوحسسة
الدنيا في زمنها وتركتنا في ضنك العقل والروحا بعدها ،وأبلسسغ الضسسنك
هو التعبد إلى الله بالثناء على الظالم وذم العادل ،فهذا ضنك ما بعده
ضنك ،لنه حرص يهدف إلى تأخير العدل فقط ،ولتحقيق هذا الهدف
يقوم هؤلء بمقدمتين أساسيتين في تثبيت هذا التأخير ،وهما :تسسدمير
العقل وإماتة الضمير ،فإذا تحطم العقل ومات الضمير فسسي النسسسان
تحول إلى فرد من هؤلء الغوغاء الذين إذا اجتمعوا ضروا وإذا تفرقوا
لسسم يعرفسسوا ،وأنيطسست بهسسم مهمسسة تشسسييد السسسلطان وجمسسع العسسوان
ومزاحمة القرآن وزخرفة الزور والبهتان ،وهذا أعلسسى مسسا يتمنسساه كسسل
ظالم ) .والسلطة مفهوم عام يدخل فيه السياسي والمذهبي(.1
1وهؤلء الفضلء من مغفلي الصالحين هم مادة السلطان في تبسسديل الشسسريعة وتشسسريع
المظالم عبر التاريخ ،لذلك كثرت عندهم طإاعة الظسسالمين وذم الصسسالحين ،وهسسم الغطسساء
المذهبي ) المتشرعن( لكل هذه النتهاكات لحقوقا النسان ،فهسسم يصسسغرون مسسا يعظمسسه
الله من الفرائض كالعدل والعقل والحرية ،كما أنهم يضخون في الصغائر منعسسا ل للجمهسسور
من طإرقا المسائل ذات الصلة بيقظة العقل والضمير من هذا السبات التاريخي الطويل،
7
الخاتمة ..تعريفات البحث
-1الصحبة الشرعية
-2الصحبة العامة
-3الهجرة الشرعية
-4الهجرة العامة
-5النصرة الشرعية
-6النصرة العامة
الفصل السادس :عدالة الصحابة
تمهيد ..تنبيه ل بد منه مفهوم عدالة الصحابةة
المبحث الول :مفهوم العدالة لغ ل
تطبيق التعريف اللغوي
المبحث الثاني :مفهوم العدالة في الصطلحا
سؤال مشروع
الصحيح في معنى العدالة
الخلصة
المبحث الثالث :هل للصحابي خصوصية في مسألة العدالة ؟
المبحث الرابع :الدلة النقلية والعقليسسة علسسى خطسسأ قاعسسدة )الصسسحابة
كلهم عدول( وأنها قاعدة بشرية مذهبية وليست شرعية ،وأن الدلسسة
الشرعية والواقع على التفصيل ل التعميم.
فيستعملهم السلطان في محاربة العقل والمختلف ثم تعليم القراءة الممنهجة السسساذجة
للدين بما يعطله عن الفرد والمجتمع والحياة الثقافية ،وبمسا يشسغل المسسسلمين بعسسداوات
بعضهم والتقرب من السلطان ،وبالتالي أصبح الدين عند كثير من الناس مرادفا ل للظلسسم
والطغيان بسبب هؤلء الذين يدافعون عن الدين من الصالحين فتكون النتيجة أن يسسدفعوا
الناس للطعن في الدين الذي يظنونه مذهب أؤلئك ،فكسسان ل بسسد مسسن تفكيسسك هسسذا الفكسسر
الشيطاني بإعادة الشباب والجيال إلى قراءة أخرى للقرآن والتاريسسخ والرجسسال والعقائسسد
والقيم والخلقا.
8
المبحث الخامس :أدلة القسسائلين بعدالسسة كسسل أفسسراد الصسسحابة ،والسسرد
عليها.
الجدوى من البحث؟
خاتمة الكتاب
الملحق...
9
المقدمة
مبحث )الصحابة( مسسن المبسساحث والموضسسوعات ذات الهميسسة البالغسة
في التراث والفكسسر السسسلمي قسسديما ل وحسسديثلا؛ً لمسسا يسسترتب عليسسه مسسن
قضسسايا فقهيسسة وحديثيسسة وإيمانيسسة ،وجسسوانب أخسسرى تتصسسل بسسالجوانب
الفقهية والسياسسسية والشسسوروية والقتصسسادية فسسي الفكسسر السسسلمي،
إضسسافة لقضسسايا أخسسرى ذات صسسلة وثيقسسة بهسسذا الموضسسوع )موضسسوع
الصحابة( كتدبر القرآن وفهم التاريخ وأثره على الدين السائد اليوم.
ومن خلل اهتمامي بالتاريخ السلمي والعلوم الشسسرعية مسسن حسسديث
وفقسسه وعقيسسدة ) أو مسسسائل اليمسسان( ،رأيسست أن موضسسوع )الصسسحبة
والصحابة( من أكبر الموضوعات أهمية ،وأشدها حرجلا ،عند كثير مسسن
مفكري وعلماء المسلمين ،بل عند سائر المهتمين بالسلم ودراسته
من غير المسلمين ،بل هو مفترقا طإرقا بين أكسسثر المسسذاهب جمهسسورا ل
وهم السنة والشيعة ،نتيجة تمسك كل طإرف بمفهوم غير علمي ،بين
الغلو في الصحابة أو الغلو ضسسدهم ،والمسسر يحتسساج إلسسى تفصسسيل ،ولسسو
التزمت الطإراف المذهبية بالنصسساف والتفصسسيل لسسزال أكسسثر الخلف
المسسذموم ،وبقسسي الختلف المحمسسود ،لن بعسسض القضسسايا تحتسساج إلسسى
توقف واحتمال وترجيح وليس إلى قطع وجزم.
وقد اسسستعرض علمسساء المسسسلمين الوائسسل كسسثيرا ل مسسن سسسير الصسسحابة
وأخبارهم وفضائلهم ،مع نقد من ارتد منهم أو نجم عنه نفاقا أو ظلسسم
أو ارتكب أحد المحظورات الشرعية الكبرى )كبائر الذنوب(.
ولعل أول من أفرد )الصحابة( بمؤلسسف هسسو المسسام البخسساري ،صسساحب
الصحيح )256هس( في كتابه تاريسسخ الصسسحابة )لعلسسه التاريسسخ المطبسسوع
باسم التاريخ الوسط وقد طإبع باسم التاريخ الصغير أيضلا( ،وإن كسسان
قد سبقه مصنفون تحدثوا عن الصحابة ضمن تواريخهم وكتبهم السستي
هذا هو )التعديل النهائي( لهذا المبحث وكل التعديلت السابقة غير معتمدة.
10
وضعوها في التراجم كابن سعد )ت 230هسسس( فسسي الطبقسسات الكسسبرى
والمام علي بن المديني )234هس( في كتابه )تسسسمية مسسن نسسسزل مسسن
الصحابة في سسسائر البلسسدان – مفقسسود( ،وأبوخيثمسسة زهيسسر بسسن حسسرب)
234هس( في تاريخه ،وخليفة بن خياط شسسيخ البخسساري )240هسسس( فسسي
تاريخه المسمى )تاريخ خليفة بن خياط( ،وغيرهم ممن أدخل تراجسسم
الصحابة في تراجم غيرهم من التابعين فمسسن بعسسدهم ،لكسسن أول مسسن
ألف فيهم خاصة كان البخاري.
ة مسسن علمسساء
م البخاريي في إفراد الصسسحابة بالتسسأليف جماعسس ة
وتبع الما م
الحديث والتراجم ،فصنف فيهم الحافظ السسبرقي )270هسسس( ،ثسسم ألسسف
المام الترمذي )279هس( كتاب )تسمية أصحاب الرسسسول صسلى اللسه
عليه وسلم( وهو مطبوع ،ثم ألف أبو بكسسر بسسن أبسسي خيثمسسة )279هسسس(
كتابا ل بعنوان )تاريخ الصحابة( ،ثم عبدان المروزي )293هس( في كتابه
)تاريخ الصحابة( ،ثم محمد بن عبد الله الحضرمي المعسسروف بمطي يسسن
)ت 297هس( في كتابه )الصحابة وهو مفقود( ،ثم المسسام أبسسو منصسسور
الباوردي )310هس( في كتابه )تاريخ الصحابة( ،ثم أبو بكر بن أبي داود
)316هس( ،ثم عبد الله بن محمد البغوي )317هس( فسسي كتسسابه )معجسسم
الصحابة( ،ثم العقيلي )322هس( في كتابه )الصسسحابة( ،ثسم خيثمسسة بسسن
سليمان )343هس( في كتابه )فضائل الصحابة( ،ثم ابن قانع )351هس(
فسسي كتسسابه )معجسسم الصسسحابة -مطبسسوع ،(-ثسسم المسسام ابسسن السسسكن )
353هس( في كتابه )أسماء الصحابة( ،ثم المام ابسسن حبسسان – صسساحب
الصحيح354) -هس( في كتسسابه )أسسسماء الصسسحابة( ،ثسسم ابسسن القطسسان )
360هس( فسسي كتسسابه )أسسسماء الصسسحابة( أيضسسلا ،وللطسسبراني )360هسسس(
)المعجم الكبير في أحاديث الصحابة -مطبوع( ،ولبن عدي )365هس(
كتساب )أسسماء الصسحابة( أيضسسلا ،ثسم ابسسن منسدة )390هسسس( فسسي كتسسابه
)معرفة الصحابة( ،ثم ألف السماعيلي )396هس( )معجسسم الصسسحابة(،
وكسسذلك فعسسل أحمسسد الهمسسداني )398هسسس( ،ثسسم أبسسو نعيسسم الصسسبهاني )
430هس( في كتاب )معرفة الصحابة -مطبوع ،(-ولبن حزم الندلسسي
)456هس( كتاب مختصر في )أسماء الصحابة( ،ثم جاء المام ابن عبد
البر )463هس( في كتابه )الستيعاب فسسي أسسسماء الصسسحاب -مطبسسوع
أكثر من طإبعة (-فجمع ما تشتت عند غيره) ،(2ثم جسساء بعسسد ابسسن عبسسد
()2وكتابه من أشهر وأفضل الكتب المؤلفة في تاريخ الصحابة وأخبارهم ،وله ميزة أخسسرى
في صراحته والتزامه منهجا إسلميا رائعا في نقد بعض من وصسسف بالصسسحبة إذا صسسدرت
11
البر؛ً الحافظ ابن عساكر )571هس( فصنف )معجم الصحابة( ،ثم جسساء
الحافظ عز الدين ابسسن الثيسسر )630هسسس( ليؤلسسف كتابسسا ل جامعسسا ل أسسسماه
)أسد الغابة في معرفة الصحابة( ،استدرك فيسه بعسض الستراجم علسى
من سبقه وأدخل فيه استدراكات ابن فتحون )520هس( على ابن عبسسد
البر ،واستدراكات أبي موسسسى المسسديني )581هسسس( علسسى ابسسن منسسدة،
والكتاب مطبوع مشهور.
ثم جاء الذهبي )748هس( في كتابه )تجريد أسماء الصحابة( ،ثسسم كسسان
آخر المشهورين من المؤلفين في تراجم الصسسحابة هسسو الحسسافظ ابسسن
حجر العسقلني )852هس( فسسي كتسسابه المشسسهور )الصسسابة فسسي تمييسسز
الصحابة( الذي جمع فيسسه مسسا لسسم يجمعسسه غيسسره بفضسسل اطإلعسسه علسسى
مؤلفات مسسن سسسبقه وإفسسادته منهسسا ،ودفعسسه حسسب السسستدراك لتوسسسيع
تعريف الصحبة فأصبح تعريفه للصسسحبة أشسسهر التعريفسسات عنسسد التيسسار
السسسلفي خاصسسة ،وألزمسسوا بسسه السسسابق واللحسسق ،المجتهسسد والمقلسسد،
ووقعوا في عنت شديد ،في أبحاثهم ومع غيرهم.
هذه المؤلفات كانت في التراجم فقط:
كانت المؤلفات التي ذكرناها سابقا هي أبرز المؤلفات السستي أفسسردت
في تراجم الصحابة جملة ،وعلى هذا فلم أذكر المؤلفات فسسي تراجسسم
أفراد من الصحابة ول المؤلفات في فضائل الصسسحابة ،ول المؤلفسسات
في تراجم الخلفاء الربعة ،أو تراجم العشرة ،أو تراجم زوجات النبي
"صلى الله عليه وآله وسسسلم" ،ول المؤلفسسات فسسي مجتهسسدي الصسسحابة
وفقهائهم ،ونحو ذلك مما يطول بنا ذكره.
المطبوع من المؤلفات في الصحابة:
ولسسم يطبسسع مسسن الكتسسب المتقسسدم ذكرهسسا إل القليسسل ،لعسسل أشسسهرها
)الستيعاب( لبن عبد البر ،و)أسد الغابة( لبن الثير ،و)الصابة( لبن
منه مخالفة شرعية من ظلم أو فسق وما إلى ذلك ،فابن عبسسد السسبر يجعسسل الشسسرع فسسوقا
الصحابي ،فلذلك نجد بعض المتحفظين من الناس ينتقد كتاب ابن عبد البر لوضوحه فسسي
هذا الجانب ،ول ريب أن ابن عبد البر أقرب للمنهج السلمي من كل من نقده ،لن هؤلء
الناقدين يجعلون تاريخ الصحابة سابقهم ولحقهم تاريخا ل مقدسلا ،بينما ابن عبد البر يجعل
القداسة للسلم نفسه ،وعلى هسسذا فل يجسسوز تحميسسل السسسلم أخطسساء بعسسض الصسسحابة أو
غيرهم.
12
حجر ،ومعرفة الصحابة لبي نعيسم )430هسس( ،ومعجسم الصسحابة لبسن
قانع )351هس( ول يكاد الباحثون يرجعون عند ترجمة الصحابي إل إلى
الكتب الثلثة الولى ،وقد يقتصسسر بعضسسهم علسسى الصسسابة لبسسن حجسسر؛ً
لكتنازه بالمعلومات وإحاطإته واستدراكاته على من سبقه ،والسستزامه
الصارم بالعقيدة المحدثة في الغلو في عدالة الصحابة).(3
وقد طإبع حديثا ل بعسسض هسسذه المؤلفسسات ككتسساب ابسسن قسسانع وأبسسي نعيسسم
ولذلك قل مسسن يشسسير إلسسى هسسذين الكتسسابين مسسع أهميتهمسسا ،ليسسس فسسي
ترجمة الصحابي فقسسط وإنمسسا فسسي الحسساديث السستي اشسستهر بهسسا وأبسسرز
الرواة عنه ،وهذان الكتابان يشبهان المعجسسم الكسسبير للطسسبراني إل أن
الطبراني يستوعب أكثر أحاديث الصحابي بخلفهما.
أهمية موضوع الصحابة:
وموضوع الصحابة كما تقدم من الموضسوعات ذات الهميسة القصسوى
عند المسلمين في القديم والحديث؛ً لن الصسسحابة تسسم عسسن طإريقهسسم
نقل السدين السسلمي ،وللختلف الكسبير فيهسم سسواء علسى مسستوى
العدالسسة أو التعريسسف أو الفضسسل ،ومسسا يسسترتب علسسى ذلسسك مسسن رؤى
ونظريات وأحكام شرعية ..الخ ،وكان لهسسذا الختلف السسدور السسساس
فسسي نشسسوء التيسسارات الفكريسسة السسسلمية الولسسى ،وظهسسور الفسسرقا
السلمية من القرن الول ،ثم استمرار الختلف بينها إلى يومنا هذا،
فقضية )الصحابة( قضية كبرى علسسى المسسستوى الفكسسري والسياسسسي
والمذهبي والشرعي أيضا ل.
السياسة والصحابة:
وكانت السياسة تلعسسب أيضسسا ل السسدور الكسسبر فسسي توسسسيع الفجسسوة بيسسن
علماء المسلمين ،وبين مذاهبهم وعوامهم ،وكسسانت للسسسلطة مصسسالح
()3وقد سردت بعض الملحوظات على كتاب الصابة في مقدمة كتابي )معجم الصحابة –
لم يكتمل( ،من حيث توسسعه فسي السستدراك ،وتوسسيعه تعريسسف الصسسحبة أتسى مسن هسذا
الباب ،إضافة إلى غلبة المذهبية على مؤلفه في دفاعه عن بعض من ساءت سيرته حتى
أن اللباني اضطر اضطرارا ل أن يرد عليه في دعواه اجتهاد أبي الغادية الجهنسسي فسسي قتلسسه
عمار بن ياسر ،وأنه مغفور له! ) راجع حديث :قاتل عمار وسالبه في النار( في صسسحيحة
اللباني ،الجزء الخامس رقم الحديث ،2008ورد عليسسه ابسسن السسوزير والميسسر الصسسنعاني
وغيرهم في موضوعات تتعلق بهذا الموضوع.
13
في تأييد هذه الجماعة أو تلك ،وربما بعض ذلك عن قناعسسة وتمسسذهب،
ولكن يظهر أن أكثر هسسذا الهتمسسام كسسان لشسسد عصسسب التأييسسد للحسساكم
كإظهار هذا الحاكم في مظهر الحريص على سلمة العقيدة والحامي
لها ضد أهل البدعة والضللة!
فلذلك ش ي
كل مغفلو الصالحين والعسسوام السسساعد اليمسسن لكسسل سسسلطة
تستغل هذه القضية على مر التاريخ ،سوالء كان هسسؤلء مسسن السسسنة أو
الشيعة أو المعتزلسة أو النواصسب أو الخسوارج ؛ً ولعسل الخسوارج أخسف
هؤلء استغلل ل للسلطة ،كما أن جماعتنا -أهل السنة -أكسسثر الفسسرقا
استغلل ل لقضية الصحابة.
وقضية )الصسحابة( إلسى اليسوم مسن القضسايا المسستثمرة فسي تصسفية
الخصوم ،أو كبتهسم ،أو التضسييق عليهسم ،أو التشسكيك فسي عقائسدهم،
وتنفير الناس عنهم ،وعن علمهم ،دون النظر إلى حججهم وأدلتهم.
ولذلك نجد أنها تكفي عبارة )فلن يطعن في الصحابة( للقضساء علسى
كل إبداع بحثي عند أهل السنة ،مثلما تكفي عبارة )فلن يطعسسن فسسي
أهل السسبيت( للقضسساء علسسى البسسداع نفسسسه عنسسد الشسسيعة ،مسسع أن دول
الشيعة أتت متأخرة وكانت أكثر تسامحا ل بكثير مسسن دول أهسسل السسسنة
المتقدمة كالموية والعباسية ،وفرقا المعارضسسة كالشسسيعة والمعتزلسسة
والباضية والزيدية أقل فتكا ل بالفرقا المخالفة من أهسسل السسسنة ،وهسسم
أقل أثرا ل على الفكر السلمي العام ولذلك بقي الرأي العام السسساذج
هسسو المسسسيطر علسسى العقائسسد السسسلمية ،ولعسسل الجسسانب الحقسسوقي
المرتفع نسبيا ل عنسسد فسسرقا المعارضسسة لعسسل هسسذه الحقسسوقا أتسست نتيجسسة
كونهم في شق المعارضة من قسسديم وذاقسسوا مسسن المظسسالم مسسا ذاقسسوا
فتشبعوا بالكثير من حقوقا النسان بحكسسم التجربسسة الطويلسسة ،و فسسي
الغالب نجسد المعارضسة تستشسسعر بشساعة الظلسسم أكسسثر مسن السسلطة
وعلمائها ،فلذلك تكون نفسياتهم أقدر على تجرع مسسا يسسستفزهم مسسن
الملتصقين بالسلطة ) وليس هنا موضع تفصيل في هذا الموضوع(.
والسنة والشيعة إلى اليسسوم خلفهسسم فسسي الصسسحابة مسسن أكسسبر أسسسباب
تفرقهم نتيجة تشنج الحوار بين الطائفتين ،وتركيز كسسل مسسذهب علسسى
جانب مع التناقض داخسسل المسسذهب الواحسسد ،إل أن كسسل مسسذهب يعسسض
بالنواجذ على أشد ما قاله سلفهم ولو كان غيسسر علمسسي ،والبسسديل هسسو
الحوار العلمي الهسساديء والخضسسوع للدلسسة وتسسرك مسسساحات للختلف
14
والجتهاد ،ثم هناك تيارات داخل كل مذهب قسسد تقسسترب مسسن معتسسدلي
المذهب الخر ،فمعتدلو الشيعة قريبون من معتدلي السنة ،ومعتسسدلو
السنة قريبون من معتدلي الشيعة ،ومن قسسرأ تراجسسم القسسرون الثلثسسة
الولى عرف هذا تماملا ،وإنمسسا كسسانت سياسسسة الخليفسسة المتوكسسل هسسي
القاصمة فسسي الفصسسل التسسام بيسسن المسسذهبين ،بسسإعلئه مسسن شسسأن أهسسل
الحديث ) وحصر اسم السسسنة فيهسم( واضسطهاده للشسسيعة والمعتزلسة
) ووصمهم بالبدعسسة والزندقسسة( ،فتباعسسدت المسسذاهب بتسسأثير سياسسسي
وظهسسرت وكأنهسسا أديسسان مختلفسسة ل مشسستركات بينهسسا ،فضسسعف البحسسث
العلمي وقل الجتهاد وكثر التقليد والعصبية والسسستعداءات والتكفيسسر
والتبديع وأصبح الصطفاف المذهبي أكثر حدة وجهل ل وصلبة ،ومازلنا
إلى اليوم ندفع أثمسسان تلسسك المرحلسسة ،فل يسسرى المتخاصسسمون آيسسة ول
برهانا ل مادام هذه الية أو البرهان يخالف ما قرره المتخاصسسمون فسسي
تلك المرحلة ،ووصل التعصب ذروتسه وضسساع العقسسل والتسسدبر والبحسسث
وسط غبار العداوات والفتاوى والعقائد والكراهية ول حول ول قوة إل
بالله.
وإنما نقول هذا لن السسسنة والشسسيعة اليسسوم يشسسكلن أهسسم فرقسستين
إسلميتين من حيث النتشار ،وكثرة النتاج الفكري ،مع تقدم زمانهما
وبداياتهما الهادئة من أيام الخلفة الراشدة ،بل إن جسسذورهما الولسسى
تمتد منذ عهد النبوة ،وما أحوج الفريقين إلى دراسات جادة وهادئة ل
تلقي بال ل لما كتبه متعصبة السلف ،وإنما يهتمون بالبرهان والسسدليل،
ل سيما والقرآن الكريم بين أدينسسا ،وكسسذلك جملسسة وافسسرة مسسن السسسنة
المتفق على الحتجاج بها وجملة أوفر من التاريخ المتفق عليسسه ،ولسسو
تقدم كل مذهب خطوة نحو النصاف والعقل والبرهسسان فسسسيكون لسسه
أثره على المذهب الخر فيحسن التباع الظن عندما يحسن شيوخهم
ذلك الظن ،ويعرفون أن الخلف ليس على أساس حب فريسسق للجنسسة
وحب آخر للسعير ،وإنما هو اختلف طإبيعي نتيجسسة الفسستراقا القسسديم،
وهذا الفتراقا لم يكن برغبة من الناس الطيبين من علماء المسسذهبين
وعسسوامهم ،وإنمسسا كسسان للسسسلطات الظالمسسة السسدور الكسسبر فسسي شسسق
صفوف المسلمين وإشغالهم بأنفسهم علسسى أسسساس مسسذهبي وقبلسسي
وبلداني وعائلي..الخ ،وكان الساس المذهبي أسوأ تلك السس التي
استغلتها السلطات ،لن البلدانيين والقبليين والمناطإقيين يصطلحون
إذا تعسسارفوا وتسسزاورا ،أمسسا المتمسسذهبون فهسسم أطإسسول النسساس عسسداوة
15
وأبلغهم أثرا ل وأعمقهم حمقسسا ل وأطإسسوعهم لتحقيسسق أهسسداف السسسلطات
الظالمة ،ويزيد في المأسسساة أنهسسم أكسسثر أتباعسا ل وأوسسسع جمهسورا ل مسن
غيرهم ،إذ أن عامة أتباعهم مسن الغوغسساء السذين ل منطسسق عنسسدهم ول
عقل ول تفريق بين الفقهاء والنبياء ،هؤلء الغوغاء الذين قسسال عنهسسم
المام علي ):إذا اجتمعوا ضروا وإذا تفرقوا لسسم يعرفسسوا(! هسسؤلء هسسم
مادة السلطان ولسان المفتي وسسسوط الجلد وبهسسم تسسسجن الحقيقسسة
ويضسسعف البسسداع وتنشسسغل المسسة بتسسوافه المسسور وأضسسرها؛ً حسستى أن
المسلم الطيب العادي يسرى أن أخساه المسسلم -المختلسف معسه فسي
بعض التفاصيل -من أشد أعسسداء اللسسه ! وأنسسه يجسسب بغضسسه وكراهيتسسه
والعمل على إيسسذائه ..السسخ ،وأصسسبحت هسسذه الجرائسسم فسسي حسسق نفسسس
المسلم وعقله وضميره من أسس العقيدة التي نعلمهسسا الطلب فسسي
مدارسنا ،ونجبرهم على تجرع بغض المسلم والشك فيه عسسبر حشسسد
أدلة من أمراض السلف العقليسسة والنفسسسية ،فمسسن هنسسا تسسأتي أهميسسة
تنبيه هؤلء الطيبين على أن بعض ما يظنونه دينا ل إنما هو جريمسسة فسسي
حق أنفسهم وعقسسولهم وليسسس عليهسسا دليسسل مسسن كتسساب ول سسسنة ،وأن
البحث والعلم وتدبر الكتاب وما صح من السنة والتاريخ بدون عصبية
كفيل بأن يوضح لهؤلء الطيبين بأن المر تم تهويله أكثر ممسسا ينبغسسي،
ول يجوز التمذهب على أمر مختلف فيه داخل كل مسسذهب ،وتحسسوطإه
الحتمالت والمشتركات من كل الجوانب ،فلماذا نخدع الناس بأفكار
وعقائد ما أنزل الله بها من سلطان ،وندفعهم للتخاصم فسسي أمسسور ل
يدل عليها دليل صحيح ،كمسألة عدالة الصسسحابة مث ل
ل ،السستي ملنسسا بهسسا
كتب العقائد وليس لهسسا أصسسل ل فسسي كتسساب اللسسه ول سسسنة رسسسوله ول
الواقع التاريخي ،بل الدلسسة علسسى خلف ذلسسك مسسن التفصسسيل فسسي كسسل
صحابي وليس هذا التعميم الذي يتضاد مع الدلة الصريحة من القرآن
والسنة والتاريخ.
حاجة موضوع الصحابة للباحثين المنصفين:
ولهذا كله رأيت أن موضوع )الصحابة( يحتاج مسسن وقسست لخسسر لجهسسود
الباحثين المنصفين سوالء من السنة بتياراتها أو من الشيعة بطوائفهسسا
أومن المعتزلة أو الباضية ،أوحتى النواصب )ولهم وجود قسسوي داخسسل
أهل السنة للسف( ،أو الباحثين غير المنتميسسن لمسسذهب مسسن مسسذاهب
المسلمين ،وهذه الفرقا بطوائفها المختلفة هي تقريبسسا ل الفسسرقا السستي
تصنف على أنها ممثلة للسلم في هذا العصر ،ولعل أهم ما في هسسذا
16
الموضسسوع أن يكتشسسف المسسسلمون أن بعسسض التشسسريعات البشسسرية
الصحابية قد دخلت في الشريعة والعقيدة والخلقا والسلوك ،وبعض
تلك التشريعات تتنافى مسسع تشسسريعات السسسلم ،وهسسذا موضسسوع كسسبير
يحتاج لبحث مفصل ،إل أنه يكفي هنا أن نشير إلى أن كسسل صسسحابي ل
يجوز أن يكون فعله شرعا ل وإنما هو محكوم بالشسسرع ،وأن الغلسسو فسسي
الصحابة قد أدى إلى خلل في التشريع بزيادة فيه أو نقصان أو تأويسسل
أو إهمال.
وعلى هذا فالجميع من باحثين أحرار أو متمذهبين بحاجة إلسسى حسسوار،
وبحث طإويل المدى ،بعيد عن كل مصادرة للراء الخسسرى؛ً مسسا دام أن
تلك الراء تدعي النتماء للسلم واللتزام بالمنهج العلمي.
ل تقليد!!
وهذا البحث المنصف المطلوب من هؤلء ل بد فيه مسسن تسسرك التقليسسد
جانبسسلا ،والتحلسسي بالجتهسساد؛ً لن التقليسسد مسسن أكسسبر أسسسباب تفسسرقا
المسلمين ،ول أقصد بترك التقليد هنا النتقال من شيخ لشسسيخ داخسسل
المذهب ،وإنما إن اكتشف الباحث أن مسسذهبه برمتسسه علسسى خطسسأ فسسي
مسألة فعليها أن يتركها ويتبع الدليل ،أما النتقال من تقليد ابن تيميسسة
إلى تقليد ابن حجر ،أو من تقليد أحمد إلى تقليسسد مالسسك ..فهسسذا ليسسس
خروجا ل من التقليد وإنما انتقاء من تقليد إلى تقليد ،أما الجتهاد فينبسسع
من دراسة الفكرة واتباع ما دل عليه الدليل والبرهان الذي تقتنسسع بسسه
النفس ،وكل نفس مسسسئولة عمسسا تقتنسسع بسه وليسسست مسسسئولة عمسسا ل
تقتنع به ،وليس صحيحا ل أن باب الجتهاد قسسد أقفسسل ،فالجتهسساد يتجسسزأ،
فقد تجتهد فيما تقدر عليه بعد البحث ،وتبقى مقلدا ل فيما ل تقدر على
بحثه ،وهذا البحث وأمثاله ليس موجها ل للعامسسة ،بسسل هسسو للخاصسسة مسسن
باحثي التاريخ والحديث والتفسير والعقائد ..وفسسي هسسذه العلسسوم كلهسسا
الحسسق والباطإسسل ،الغسسث والسسسمين ،وموضسسوع الصسسحابة مسسن تلسسك
الموضوعات التي كثر فيها التقليسسد وقسس ر
ل الجتهسساد أو عسسدم ،وهسسو مسسن
الموضوعات التي تحتاج لدراسات جادة لن آثار هذا الموضوع كسسبيرة
على العقائد والنظريات السياسية والتجاهات الفكريسسة السستي عسساقت
العقل المسلم وكبتت البحث في الدراسسسات السياسسسية والجتماعيسسة
والقتصادية عنسسد المسسسلمين وعنسسد أهسسل السسسنة منهسسم خاصسسة ،وهسسذا
17
العصر يتطلب الخروج من هذا التخندقا المعرفي إلسسى النفتسساحا علسسى
دلئل الكتاب والسنة وإخراجها من تحت عباءات المتخاصمين.
وهذه الدعوة هسسي دعسوة للخسسوة الشسسيعة أيضسسلا ،ول يظنسسون أنفسسسهم
بمفازة من تأثير التقوقع والمعارضة المستدامة ،التي عزلت بعضسسهم
عن العقل والتدبر في القرآن والتاريخ ومسيرته ،وتركيزي علسسى نقسسد
التقليد عند أهل السنة لني من أبنساء السدار وأعسرف الستراث السسني
والنفسيات السسسنية والرمسسوز السسسنية ،وأرى مسسن واجسسبي قسسول كلمسسة
الحق والشهادة لله على النفسسس والقربيسسن ) والقربسسون أولسسى بكسسل
معروف ونصيحة وصرخة( وإل فسسإن اطإلعسسي علسسى بعسسض المسسدونات
الشيعية أجسسد فيهسسا فسسي الشسسق الخسسر عزلسسة عسسن كسسل تجديسسد وغبطسسة
بالخرافات وأهوال الخبار الضسسعيفة والموضسسوعة ،ولكسسن ل يحسسق لسسي
التحدث بعموم عن الشيعة لني أجهل أكثر تراثه ومعالمه وتطسسوراته،
فهو قصة أخسسرى لهسسا أبناؤهسسا ومجسسددوها وناقسسدوها ،وكسسذلك المسسذهب
الباضي والزيدي فإن اطإلعي على القليل من تراثهسسم يجعلنسسي فسسي
القلق نفسه ،فالزيدية المتأخرة مثل ل كزيدية الشوكاني والميسسر وابسسن
الوزير – إن صح كونهم زيدية -أضاعت كثيرا ل من المنطلقات الزيدية
السستي أجسسدها فسسي مؤلفسسات القسسدمين منهسسم كالمسسام زيسسد والهسسادي
والطإروش وغيرهم )والحركة الفكرية الحوثية في اليمن أقسسرب إلسسى
الزيديسسة المتقدمسسة وأقسسرب للقسسرآن الكريسسم مسسن الزيديسسة المختلطسسة
المتأثرة بأهل الحديث( ،ولعسسل الباضسسية مسسن أكسسثر المسسذاهب انفتاحسسا ل
اليوم ،وكذلك المعتزلة إل أنهم اليوم أفراد ل يتسمون باسم م
حسن بن فرحان المالكي
الصحبة والصحابة
بين الطإلقا اللغوي و التخصيص الشرعي
طإبعة مزيدة ومنقحة ومضمنة عدة أبحاث جديدة
0
2
المحتويات
المقدمة :وفيها البحاث التالية
المؤلفات السابقة في الموضوع المطبوع من المؤلفات في الصحابة أهمية موضوع الصحابة السياسة والصحابة حاجة موضوع الصحابة للباحثين المنصفين أهمية تجنب التقليد التعريف الشائع للصحابي الصحبة الشرعية الخاصة أهمية التفريق بين صحبتينالفصل الول :الصحبة
المبحث الول :مفهوم الصحبة في اللغة والعرف والصطلحا
أو ل
ل :مفهوم الصحبة في اللغة
ثانيلا :مفهوم الصحبة في العرف
ثالثلا :مفهوم الصحبة في الصطلحا )المذاهب الصطلحية(:
المذهب الول ..في تعريف الصحبة
المذهب الثاني ..في تعريف الصحبة
تفصيل القول في المذهب الول وأبرز علمائه ) تم نقله
للملحق(
3
للملحق(
تفصيل القول في المذهب الثاني وأبرز علمائه ) تم نقله
الخلصة في الصطلحا
المبحث الثاني ..مفهوم الصحبة في النصوص الشرعية
تمهيد
أو ل
ل :مفهوم الصحبة في القرآن الكريم
ثانيلا :مفهوم الصحبة في النصوص الحديثية
ثالثلا :مفهوم الصحبة في الثار الصحابية والتابعية
الخلصة :في مفهوم الصحبة عند الصحابة والتابعين
الخلصة العامة :في مفهوم الصحبة في النصوص الشرعية
والثار الصحابية والتابعية
الفصل الثالث :الصحبة و الصحابة في الواقع التاريخي
الفصل الرابع :اعتراضات مشهورة
العتراض الول والجواب عليه
العتراض الثاني والجواب عليه
العتراض الثالث والجواب عليه
الفصل الخامس :طإبقات الصحابة والتابعين
المبحث الول :طإبقات الصحابة
لماذا الطبقات؟! ضوابط التقسيم إلى طإبقاتالطبقة الولى :طإبقة أول من أسلم ) على المشهور(.
الطبقة الثانية :طإبقة أوائل المسلمين ) مرحلة سسسرية سسس مسسا قبسسل دار
الرقم( ويمكن أن يدمجان .
الطبقة الثالثة :طإبقة مسلمي دار الرقم ) مرحلة سرية (.
الطبقة الرابعة :طإبقة مسلمي دار الرقم ) مرحلة جهريسسة( ،ويمكسسن
أن يدمجان.
4
الطبقة الخامسة :طإبقة حمزة وعمر بن الخطاب .
الطبقة السادسة :طإبقة فترة المقاطإعة والحصار في الشعب.
الطبقة السابعة :طإبقة فترة السراء .وهذه الثلث يمكن دمجها..
الطبقة الثامنة :طإبقة المهاجرين الولين إلى المدينة.
الطبقة التاسسسعة :طإبقسسة أصسسحاب بسسدر ) السسسابقون مسسن المهسساجرين
والنصار(.
الطبقة العاشرة :طإبقة أصحاب أحد .
الطبقة الحادية عشرة :طإبقة أصحاب الخندقا .
الطبقة الثانية عشرة :طإبقة أصحاب الحديبية.
صحابة لم يحسنوا الصحبة ) فيخرجون بردة أو سوء سيرة أو تبدل(
المبحث الثسساني :طإبقسسات التسسابعين مسسن الصسسحابة! ) الطإلقا اللغسسوي
صحابة وحقيقتهم الشرعية تابعون(
أو ل
ل :هؤلء التابعون من حيث حسن التباع ثلثة أصناف.
تابعون بإحسان متوقف في حسن اتباعهم.تابعون بغير إحسان.ثانبلا :التابعون من حيث قدم السلم :طإبقات على النحو
التالي:
الطبقة الولى :أبناء المهاجرين والنصار .
الطبقة الثانية :طإبقة الخيبريين ) وهم أوائل التابعين من
حيث الطإلقا الشرعي(
الطبقة الثالثة :طإبقة مسلمي عمرة القضاء.
الطبقة الرابعة :طإبقة خالد بن الوليد ) بين خيبر وفتح
مكة(.
الطبقة الخامسة :الطلقاء وهم ثلث فئات:
الفئة الولى من الطلقاء ) :كانوا مسلمين قبل الفتح
ولم يهاجروا كالنحام(
5
الفئة الثانية من الطلقاء :لم يتم تألفهم بالمال..
الفئة الثالثة من الطلقاء :المؤلفة قلوبهم وهم شر
الطلقاء.
الطبقة السادسة :طإبقة عتقاء ثقيف.
الطبقة السابعة :طإبقة أهل حنين.
الطبقة الثامنة :طإبقة التبوكيين .
الطبقة التاسعة :طإبقة الوفود .
الطبقة العاشرة :أصحاب حجة الوداع .
الطبقة الحادية عشرة :أطإفال طإبقات التابعين.
الطبقة الثانية عشرة :المعاصرون من المسلمين.
استطراد :تحديد الطبقات وإدخال السابقين قسرلا..الخ.
هذه الطبقات لن يتم اللتزام الحرفي بها ،فقسسد نسسذكر الصسسحابي مسسن
طإبقة متقدمة ونلحق به أقرباءه وذريته من باب التيسير على طإسسالب
العلم ليثبت هذا الشخص في الذاكرة ،ثم هناك صسسعوبات فسسي تحديسسد
طإبقة كثير من الصحابة ،فعندما يقول المترجمون عن أحد الصحابة )
أسلم قديملا( فإن هذه العبسسارة ضسسبابية ول نسسستطيع إل التخميسسن فسسي
تحديد طإبقتسه ،ثسم عنسد التحقيسق سسنجد أن كسل صسحابي يحتساج إلسى
تحقيق خاص في زمن إسلمه وحسن إسلمه وفضائله ومثسسالبه وهسسل
تغير أم بقي على السسستقامة.. ،السسخ – وهسسذا مسسا سسسنفعله فسسي كتسساب:
معجم الصحابة إن شاء الله -فلو بحثنا بتحقيق عن زمن إسسسلم هسسذا
الصحابي أو ذاك -فضل ل عن بقية المور الخرى -لجررنا هذا البحسسث
إلى تراجم مطولة وإعادة قراءة وتحقيق للسسسيرة وأحسسداثها وأزمنتهسسا
وهذا متعذر ،وإنما نريد الشارة فقط إلسسى هسسذه الطبقسسات معتمسسدين
على المشهور ،وما كل مشهور صحيح ،إل أننا قد نتوسسسع فسسي القليسسل
من تلسك السستراجم المظلومسسة لدخسساله قسسسرا ل فسسي السذاكرة السسلفية
الفارغة من أكثر السابقين والمتخمة بأكثر المتسسأخرين ،فهسسذا الكتسساب
موجه إليهم بالدرجة الولى لعل الله يهديهم بهسسذا الكتسساب ويصسسرفهم
عن ذلسك الغلسو فسي الظسالمين ويعيسدهم لمعرفسة السسابقين وحسسن
اتباعهم ،وهذا الهجر للسابقين والمنافحسة عسن المتسأخرين لسن يتعسب
6
الباحث في معرفة منشئه ومبتداه ،فهو نتيجة للتأثر بهؤلء المتأخرين
الظالمين مسسن دولسسة الطلقسساء وأبنسسائهم السستي كسسانت علسسى عسسداوة مسسع
السابقين وعملت على إخمال ذكرهسسم وهجرهسسم وذمهسسم بسسل ولعنهسسم
وقتلهم وتشسسويه سسسيرهم ،ثسسم السسستبدال بهسسم مجموعسسة ممسسن جسسرى
عليهسسم ) اسسسم الصسسحبة( وكسسانوا مسسن أبعسسد النسساس عسسن اتبسساع سسسيرة
السابقين والصالحين ،فهذا التضسسليل المسوي تبعسه كسسثير مسسن مغفلسسي
الصالحين ،نتيجة تأثرهم بالسلطة الطويلة والمبكرة والقاسسسية لبنسسي
أمية ،والسلطة ذكية أيضا ل ومعها علمسساء السسسوء ،وفسسي أغلسسب العامسسة
حمق وغفلة وحسن نية ،فاسسستطاعت السسسلطة القويسسة والمسساكرة أن
تجرفهم عامة الناس إلى حيث تريد هي ،وليس إلى حيسسث يريسسد اللسسه
ورسوله ،فألقت بين المسلمين العداوة والبغضاء في التخاصم علسسى
الصسسغائر ونسسسيان السسسلطة لتبلسسع العظسسائم ،ونصسسرت الحمقسسى علسسى
العقلء ) لن العقلء إرهاقا لها( ولن الحمقى ل برهان عنسسدهم إل مسسا
يسمعونه كثيرلا ،بينما العقلء لهسم معسساييرهم السستي ل تحبهسسا السسلطة،
فضربت السلطة أكثر من ثور وحش بسوط واحد يميت الثسسور جاريسسا ل
وواقفسسلا! فحرضسست الكثريسسة الحمقسساء علسسى القليسسات العاقلسسة ) مسسن
أصسسحاب الفكسسار( أو القليسسات الروحيسسة ) مسسن أصسسحاب الضسسمائر( أو
القليات الجامعة بين هاتين الخصلتين ) من أصحاب الصلحا والمسسر
بالمعروف القرآني والنهسسي عسسن المنكسسر القرآنسسي( ففسسازت ببحبوحسسة
الدنيا في زمنها وتركتنا في ضنك العقل والروحا بعدها ،وأبلسسغ الضسسنك
هو التعبد إلى الله بالثناء على الظالم وذم العادل ،فهذا ضنك ما بعده
ضنك ،لنه حرص يهدف إلى تأخير العدل فقط ،ولتحقيق هذا الهدف
يقوم هؤلء بمقدمتين أساسيتين في تثبيت هذا التأخير ،وهما :تسسدمير
العقل وإماتة الضمير ،فإذا تحطم العقل ومات الضمير فسسي النسسسان
تحول إلى فرد من هؤلء الغوغاء الذين إذا اجتمعوا ضروا وإذا تفرقوا
لسسم يعرفسسوا ،وأنيطسست بهسسم مهمسسة تشسسييد السسسلطان وجمسسع العسسوان
ومزاحمة القرآن وزخرفة الزور والبهتان ،وهذا أعلسسى مسسا يتمنسساه كسسل
ظالم ) .والسلطة مفهوم عام يدخل فيه السياسي والمذهبي(.1
1وهؤلء الفضلء من مغفلي الصالحين هم مادة السلطان في تبسسديل الشسسريعة وتشسسريع
المظالم عبر التاريخ ،لذلك كثرت عندهم طإاعة الظسسالمين وذم الصسسالحين ،وهسسم الغطسساء
المذهبي ) المتشرعن( لكل هذه النتهاكات لحقوقا النسان ،فهسسم يصسسغرون مسسا يعظمسسه
الله من الفرائض كالعدل والعقل والحرية ،كما أنهم يضخون في الصغائر منعسسا ل للجمهسسور
من طإرقا المسائل ذات الصلة بيقظة العقل والضمير من هذا السبات التاريخي الطويل،
7
الخاتمة ..تعريفات البحث
-1الصحبة الشرعية
-2الصحبة العامة
-3الهجرة الشرعية
-4الهجرة العامة
-5النصرة الشرعية
-6النصرة العامة
الفصل السادس :عدالة الصحابة
تمهيد ..تنبيه ل بد منه مفهوم عدالة الصحابةة
المبحث الول :مفهوم العدالة لغ ل
تطبيق التعريف اللغوي
المبحث الثاني :مفهوم العدالة في الصطلحا
سؤال مشروع
الصحيح في معنى العدالة
الخلصة
المبحث الثالث :هل للصحابي خصوصية في مسألة العدالة ؟
المبحث الرابع :الدلة النقلية والعقليسسة علسسى خطسسأ قاعسسدة )الصسسحابة
كلهم عدول( وأنها قاعدة بشرية مذهبية وليست شرعية ،وأن الدلسسة
الشرعية والواقع على التفصيل ل التعميم.
فيستعملهم السلطان في محاربة العقل والمختلف ثم تعليم القراءة الممنهجة السسساذجة
للدين بما يعطله عن الفرد والمجتمع والحياة الثقافية ،وبمسا يشسغل المسسسلمين بعسسداوات
بعضهم والتقرب من السلطان ،وبالتالي أصبح الدين عند كثير من الناس مرادفا ل للظلسسم
والطغيان بسبب هؤلء الذين يدافعون عن الدين من الصالحين فتكون النتيجة أن يسسدفعوا
الناس للطعن في الدين الذي يظنونه مذهب أؤلئك ،فكسسان ل بسسد مسسن تفكيسسك هسسذا الفكسسر
الشيطاني بإعادة الشباب والجيال إلى قراءة أخرى للقرآن والتاريسسخ والرجسسال والعقائسسد
والقيم والخلقا.
8
المبحث الخامس :أدلة القسسائلين بعدالسسة كسسل أفسسراد الصسسحابة ،والسسرد
عليها.
الجدوى من البحث؟
خاتمة الكتاب
الملحق...
9
المقدمة
مبحث )الصحابة( مسسن المبسساحث والموضسسوعات ذات الهميسسة البالغسة
في التراث والفكسسر السسسلمي قسسديما ل وحسسديثلا؛ً لمسسا يسسترتب عليسسه مسسن
قضسسايا فقهيسسة وحديثيسسة وإيمانيسسة ،وجسسوانب أخسسرى تتصسسل بسسالجوانب
الفقهية والسياسسسية والشسسوروية والقتصسسادية فسسي الفكسسر السسسلمي،
إضسسافة لقضسسايا أخسسرى ذات صسسلة وثيقسسة بهسسذا الموضسسوع )موضسسوع
الصحابة( كتدبر القرآن وفهم التاريخ وأثره على الدين السائد اليوم.
ومن خلل اهتمامي بالتاريخ السلمي والعلوم الشسسرعية مسسن حسسديث
وفقسسه وعقيسسدة ) أو مسسسائل اليمسسان( ،رأيسست أن موضسسوع )الصسسحبة
والصحابة( من أكبر الموضوعات أهمية ،وأشدها حرجلا ،عند كثير مسسن
مفكري وعلماء المسلمين ،بل عند سائر المهتمين بالسلم ودراسته
من غير المسلمين ،بل هو مفترقا طإرقا بين أكسسثر المسسذاهب جمهسسورا ل
وهم السنة والشيعة ،نتيجة تمسك كل طإرف بمفهوم غير علمي ،بين
الغلو في الصحابة أو الغلو ضسسدهم ،والمسسر يحتسساج إلسسى تفصسسيل ،ولسسو
التزمت الطإراف المذهبية بالنصسساف والتفصسسيل لسسزال أكسسثر الخلف
المسسذموم ،وبقسسي الختلف المحمسسود ،لن بعسسض القضسسايا تحتسساج إلسسى
توقف واحتمال وترجيح وليس إلى قطع وجزم.
وقد اسسستعرض علمسساء المسسسلمين الوائسسل كسسثيرا ل مسسن سسسير الصسسحابة
وأخبارهم وفضائلهم ،مع نقد من ارتد منهم أو نجم عنه نفاقا أو ظلسسم
أو ارتكب أحد المحظورات الشرعية الكبرى )كبائر الذنوب(.
ولعل أول من أفرد )الصحابة( بمؤلسسف هسسو المسسام البخسساري ،صسساحب
الصحيح )256هس( في كتابه تاريسسخ الصسسحابة )لعلسسه التاريسسخ المطبسسوع
باسم التاريخ الوسط وقد طإبع باسم التاريخ الصغير أيضلا( ،وإن كسسان
قد سبقه مصنفون تحدثوا عن الصحابة ضمن تواريخهم وكتبهم السستي
هذا هو )التعديل النهائي( لهذا المبحث وكل التعديلت السابقة غير معتمدة.
10
وضعوها في التراجم كابن سعد )ت 230هسسس( فسسي الطبقسسات الكسسبرى
والمام علي بن المديني )234هس( في كتابه )تسسسمية مسسن نسسسزل مسسن
الصحابة في سسسائر البلسسدان – مفقسسود( ،وأبوخيثمسسة زهيسسر بسسن حسسرب)
234هس( في تاريخه ،وخليفة بن خياط شسسيخ البخسساري )240هسسس( فسسي
تاريخه المسمى )تاريخ خليفة بن خياط( ،وغيرهم ممن أدخل تراجسسم
الصحابة في تراجم غيرهم من التابعين فمسسن بعسسدهم ،لكسسن أول مسسن
ألف فيهم خاصة كان البخاري.
ة مسسن علمسساء
م البخاريي في إفراد الصسسحابة بالتسسأليف جماعسس ة
وتبع الما م
الحديث والتراجم ،فصنف فيهم الحافظ السسبرقي )270هسسس( ،ثسسم ألسسف
المام الترمذي )279هس( كتاب )تسمية أصحاب الرسسسول صسلى اللسه
عليه وسلم( وهو مطبوع ،ثم ألف أبو بكسسر بسسن أبسسي خيثمسسة )279هسسس(
كتابا ل بعنوان )تاريخ الصحابة( ،ثم عبدان المروزي )293هس( في كتابه
)تاريخ الصحابة( ،ثم محمد بن عبد الله الحضرمي المعسسروف بمطي يسسن
)ت 297هس( في كتابه )الصحابة وهو مفقود( ،ثم المسسام أبسسو منصسسور
الباوردي )310هس( في كتابه )تاريخ الصحابة( ،ثم أبو بكر بن أبي داود
)316هس( ،ثم عبد الله بن محمد البغوي )317هس( فسسي كتسسابه )معجسسم
الصحابة( ،ثم العقيلي )322هس( في كتابه )الصسسحابة( ،ثسم خيثمسسة بسسن
سليمان )343هس( في كتابه )فضائل الصحابة( ،ثم ابن قانع )351هس(
فسسي كتسسابه )معجسسم الصسسحابة -مطبسسوع ،(-ثسسم المسسام ابسسن السسسكن )
353هس( في كتابه )أسماء الصحابة( ،ثم المام ابسسن حبسسان – صسساحب
الصحيح354) -هس( في كتسسابه )أسسسماء الصسسحابة( ،ثسسم ابسسن القطسسان )
360هس( فسسي كتسسابه )أسسسماء الصسسحابة( أيضسسلا ،وللطسسبراني )360هسسس(
)المعجم الكبير في أحاديث الصحابة -مطبوع( ،ولبن عدي )365هس(
كتساب )أسسماء الصسحابة( أيضسسلا ،ثسم ابسسن منسدة )390هسسس( فسسي كتسسابه
)معرفة الصحابة( ،ثم ألف السماعيلي )396هس( )معجسسم الصسسحابة(،
وكسسذلك فعسسل أحمسسد الهمسسداني )398هسسس( ،ثسسم أبسسو نعيسسم الصسسبهاني )
430هس( في كتاب )معرفة الصحابة -مطبوع ،(-ولبن حزم الندلسسي
)456هس( كتاب مختصر في )أسماء الصحابة( ،ثم جاء المام ابن عبد
البر )463هس( في كتابه )الستيعاب فسسي أسسسماء الصسسحاب -مطبسسوع
أكثر من طإبعة (-فجمع ما تشتت عند غيره) ،(2ثم جسساء بعسسد ابسسن عبسسد
()2وكتابه من أشهر وأفضل الكتب المؤلفة في تاريخ الصحابة وأخبارهم ،وله ميزة أخسسرى
في صراحته والتزامه منهجا إسلميا رائعا في نقد بعض من وصسسف بالصسسحبة إذا صسسدرت
11
البر؛ً الحافظ ابن عساكر )571هس( فصنف )معجم الصحابة( ،ثم جسساء
الحافظ عز الدين ابسسن الثيسسر )630هسسس( ليؤلسسف كتابسسا ل جامعسسا ل أسسسماه
)أسد الغابة في معرفة الصحابة( ،استدرك فيسه بعسض الستراجم علسى
من سبقه وأدخل فيه استدراكات ابن فتحون )520هس( على ابن عبسسد
البر ،واستدراكات أبي موسسسى المسسديني )581هسسس( علسسى ابسسن منسسدة،
والكتاب مطبوع مشهور.
ثم جاء الذهبي )748هس( في كتابه )تجريد أسماء الصحابة( ،ثسسم كسسان
آخر المشهورين من المؤلفين في تراجم الصسسحابة هسسو الحسسافظ ابسسن
حجر العسقلني )852هس( فسسي كتسسابه المشسسهور )الصسسابة فسسي تمييسسز
الصحابة( الذي جمع فيسسه مسسا لسسم يجمعسسه غيسسره بفضسسل اطإلعسسه علسسى
مؤلفات مسسن سسسبقه وإفسسادته منهسسا ،ودفعسسه حسسب السسستدراك لتوسسسيع
تعريف الصحبة فأصبح تعريفه للصسسحبة أشسسهر التعريفسسات عنسسد التيسسار
السسسلفي خاصسسة ،وألزمسسوا بسسه السسسابق واللحسسق ،المجتهسسد والمقلسسد،
ووقعوا في عنت شديد ،في أبحاثهم ومع غيرهم.
هذه المؤلفات كانت في التراجم فقط:
كانت المؤلفات التي ذكرناها سابقا هي أبرز المؤلفات السستي أفسسردت
في تراجم الصحابة جملة ،وعلى هذا فلم أذكر المؤلفات فسسي تراجسسم
أفراد من الصحابة ول المؤلفات في فضائل الصسسحابة ،ول المؤلفسسات
في تراجم الخلفاء الربعة ،أو تراجم العشرة ،أو تراجم زوجات النبي
"صلى الله عليه وآله وسسسلم" ،ول المؤلفسسات فسسي مجتهسسدي الصسسحابة
وفقهائهم ،ونحو ذلك مما يطول بنا ذكره.
المطبوع من المؤلفات في الصحابة:
ولسسم يطبسسع مسسن الكتسسب المتقسسدم ذكرهسسا إل القليسسل ،لعسسل أشسسهرها
)الستيعاب( لبن عبد البر ،و)أسد الغابة( لبن الثير ،و)الصابة( لبن
منه مخالفة شرعية من ظلم أو فسق وما إلى ذلك ،فابن عبسسد السسبر يجعسسل الشسسرع فسسوقا
الصحابي ،فلذلك نجد بعض المتحفظين من الناس ينتقد كتاب ابن عبد البر لوضوحه فسسي
هذا الجانب ،ول ريب أن ابن عبد البر أقرب للمنهج السلمي من كل من نقده ،لن هؤلء
الناقدين يجعلون تاريخ الصحابة سابقهم ولحقهم تاريخا ل مقدسلا ،بينما ابن عبد البر يجعل
القداسة للسلم نفسه ،وعلى هسسذا فل يجسسوز تحميسسل السسسلم أخطسساء بعسسض الصسسحابة أو
غيرهم.
12
حجر ،ومعرفة الصحابة لبي نعيسم )430هسس( ،ومعجسم الصسحابة لبسن
قانع )351هس( ول يكاد الباحثون يرجعون عند ترجمة الصحابي إل إلى
الكتب الثلثة الولى ،وقد يقتصسسر بعضسسهم علسسى الصسسابة لبسسن حجسسر؛ً
لكتنازه بالمعلومات وإحاطإته واستدراكاته على من سبقه ،والسستزامه
الصارم بالعقيدة المحدثة في الغلو في عدالة الصحابة).(3
وقد طإبع حديثا ل بعسسض هسسذه المؤلفسسات ككتسساب ابسسن قسسانع وأبسسي نعيسسم
ولذلك قل مسسن يشسسير إلسسى هسسذين الكتسسابين مسسع أهميتهمسسا ،ليسسس فسسي
ترجمة الصحابي فقسسط وإنمسسا فسسي الحسساديث السستي اشسستهر بهسسا وأبسسرز
الرواة عنه ،وهذان الكتابان يشبهان المعجسسم الكسسبير للطسسبراني إل أن
الطبراني يستوعب أكثر أحاديث الصحابي بخلفهما.
أهمية موضوع الصحابة:
وموضوع الصحابة كما تقدم من الموضسوعات ذات الهميسة القصسوى
عند المسلمين في القديم والحديث؛ً لن الصسسحابة تسسم عسسن طإريقهسسم
نقل السدين السسلمي ،وللختلف الكسبير فيهسم سسواء علسى مسستوى
العدالسسة أو التعريسسف أو الفضسسل ،ومسسا يسسترتب علسسى ذلسسك مسسن رؤى
ونظريات وأحكام شرعية ..الخ ،وكان لهسسذا الختلف السسدور السسساس
فسسي نشسسوء التيسسارات الفكريسسة السسسلمية الولسسى ،وظهسسور الفسسرقا
السلمية من القرن الول ،ثم استمرار الختلف بينها إلى يومنا هذا،
فقضية )الصحابة( قضية كبرى علسسى المسسستوى الفكسسري والسياسسسي
والمذهبي والشرعي أيضا ل.
السياسة والصحابة:
وكانت السياسة تلعسسب أيضسسا ل السسدور الكسسبر فسسي توسسسيع الفجسسوة بيسسن
علماء المسلمين ،وبين مذاهبهم وعوامهم ،وكسسانت للسسسلطة مصسسالح
()3وقد سردت بعض الملحوظات على كتاب الصابة في مقدمة كتابي )معجم الصحابة –
لم يكتمل( ،من حيث توسسعه فسي السستدراك ،وتوسسيعه تعريسسف الصسسحبة أتسى مسن هسذا
الباب ،إضافة إلى غلبة المذهبية على مؤلفه في دفاعه عن بعض من ساءت سيرته حتى
أن اللباني اضطر اضطرارا ل أن يرد عليه في دعواه اجتهاد أبي الغادية الجهنسسي فسسي قتلسسه
عمار بن ياسر ،وأنه مغفور له! ) راجع حديث :قاتل عمار وسالبه في النار( في صسسحيحة
اللباني ،الجزء الخامس رقم الحديث ،2008ورد عليسسه ابسسن السسوزير والميسسر الصسسنعاني
وغيرهم في موضوعات تتعلق بهذا الموضوع.
13
في تأييد هذه الجماعة أو تلك ،وربما بعض ذلك عن قناعسسة وتمسسذهب،
ولكن يظهر أن أكثر هسسذا الهتمسسام كسسان لشسسد عصسسب التأييسسد للحسساكم
كإظهار هذا الحاكم في مظهر الحريص على سلمة العقيدة والحامي
لها ضد أهل البدعة والضللة!
فلذلك ش ي
كل مغفلو الصالحين والعسسوام السسساعد اليمسسن لكسسل سسسلطة
تستغل هذه القضية على مر التاريخ ،سوالء كان هسسؤلء مسسن السسسنة أو
الشيعة أو المعتزلسة أو النواصسب أو الخسوارج ؛ً ولعسل الخسوارج أخسف
هؤلء استغلل ل للسلطة ،كما أن جماعتنا -أهل السنة -أكسسثر الفسسرقا
استغلل ل لقضية الصحابة.
وقضية )الصسحابة( إلسى اليسوم مسن القضسايا المسستثمرة فسي تصسفية
الخصوم ،أو كبتهسم ،أو التضسييق عليهسم ،أو التشسكيك فسي عقائسدهم،
وتنفير الناس عنهم ،وعن علمهم ،دون النظر إلى حججهم وأدلتهم.
ولذلك نجد أنها تكفي عبارة )فلن يطعن في الصحابة( للقضساء علسى
كل إبداع بحثي عند أهل السنة ،مثلما تكفي عبارة )فلن يطعسسن فسسي
أهل السسبيت( للقضسساء علسسى البسسداع نفسسسه عنسسد الشسسيعة ،مسسع أن دول
الشيعة أتت متأخرة وكانت أكثر تسامحا ل بكثير مسسن دول أهسسل السسسنة
المتقدمة كالموية والعباسية ،وفرقا المعارضسسة كالشسسيعة والمعتزلسسة
والباضية والزيدية أقل فتكا ل بالفرقا المخالفة من أهسسل السسسنة ،وهسسم
أقل أثرا ل على الفكر السلمي العام ولذلك بقي الرأي العام السسساذج
هسسو المسسسيطر علسسى العقائسسد السسسلمية ،ولعسسل الجسسانب الحقسسوقي
المرتفع نسبيا ل عنسسد فسسرقا المعارضسسة لعسسل هسسذه الحقسسوقا أتسست نتيجسسة
كونهم في شق المعارضة من قسسديم وذاقسسوا مسسن المظسسالم مسسا ذاقسسوا
فتشبعوا بالكثير من حقوقا النسان بحكسسم التجربسسة الطويلسسة ،و فسسي
الغالب نجسد المعارضسة تستشسسعر بشساعة الظلسسم أكسسثر مسن السسلطة
وعلمائها ،فلذلك تكون نفسياتهم أقدر على تجرع مسسا يسسستفزهم مسسن
الملتصقين بالسلطة ) وليس هنا موضع تفصيل في هذا الموضوع(.
والسنة والشيعة إلى اليسسوم خلفهسسم فسسي الصسسحابة مسسن أكسسبر أسسسباب
تفرقهم نتيجة تشنج الحوار بين الطائفتين ،وتركيز كسسل مسسذهب علسسى
جانب مع التناقض داخسسل المسسذهب الواحسسد ،إل أن كسسل مسسذهب يعسسض
بالنواجذ على أشد ما قاله سلفهم ولو كان غيسسر علمسسي ،والبسسديل هسسو
الحوار العلمي الهسساديء والخضسسوع للدلسسة وتسسرك مسسساحات للختلف
14
والجتهاد ،ثم هناك تيارات داخل كل مذهب قسسد تقسسترب مسسن معتسسدلي
المذهب الخر ،فمعتدلو الشيعة قريبون من معتدلي السنة ،ومعتسسدلو
السنة قريبون من معتدلي الشيعة ،ومن قسسرأ تراجسسم القسسرون الثلثسسة
الولى عرف هذا تماملا ،وإنمسسا كسسانت سياسسسة الخليفسسة المتوكسسل هسسي
القاصمة فسسي الفصسسل التسسام بيسسن المسسذهبين ،بسسإعلئه مسسن شسسأن أهسسل
الحديث ) وحصر اسم السسسنة فيهسم( واضسطهاده للشسسيعة والمعتزلسة
) ووصمهم بالبدعسسة والزندقسسة( ،فتباعسسدت المسسذاهب بتسسأثير سياسسسي
وظهسسرت وكأنهسسا أديسسان مختلفسسة ل مشسستركات بينهسسا ،فضسسعف البحسسث
العلمي وقل الجتهاد وكثر التقليد والعصبية والسسستعداءات والتكفيسسر
والتبديع وأصبح الصطفاف المذهبي أكثر حدة وجهل ل وصلبة ،ومازلنا
إلى اليوم ندفع أثمسسان تلسسك المرحلسسة ،فل يسسرى المتخاصسسمون آيسسة ول
برهانا ل مادام هذه الية أو البرهان يخالف ما قرره المتخاصسسمون فسسي
تلك المرحلة ،ووصل التعصب ذروتسه وضسساع العقسسل والتسسدبر والبحسسث
وسط غبار العداوات والفتاوى والعقائد والكراهية ول حول ول قوة إل
بالله.
وإنما نقول هذا لن السسسنة والشسسيعة اليسسوم يشسسكلن أهسسم فرقسستين
إسلميتين من حيث النتشار ،وكثرة النتاج الفكري ،مع تقدم زمانهما
وبداياتهما الهادئة من أيام الخلفة الراشدة ،بل إن جسسذورهما الولسسى
تمتد منذ عهد النبوة ،وما أحوج الفريقين إلى دراسات جادة وهادئة ل
تلقي بال ل لما كتبه متعصبة السلف ،وإنما يهتمون بالبرهان والسسدليل،
ل سيما والقرآن الكريم بين أدينسسا ،وكسسذلك جملسسة وافسسرة مسسن السسسنة
المتفق على الحتجاج بها وجملة أوفر من التاريخ المتفق عليسسه ،ولسسو
تقدم كل مذهب خطوة نحو النصاف والعقل والبرهسسان فسسسيكون لسسه
أثره على المذهب الخر فيحسن التباع الظن عندما يحسن شيوخهم
ذلك الظن ،ويعرفون أن الخلف ليس على أساس حب فريسسق للجنسسة
وحب آخر للسعير ،وإنما هو اختلف طإبيعي نتيجسسة الفسستراقا القسسديم،
وهذا الفتراقا لم يكن برغبة من الناس الطيبين من علماء المسسذهبين
وعسسوامهم ،وإنمسسا كسسان للسسسلطات الظالمسسة السسدور الكسسبر فسسي شسسق
صفوف المسلمين وإشغالهم بأنفسهم علسسى أسسساس مسسذهبي وقبلسسي
وبلداني وعائلي..الخ ،وكان الساس المذهبي أسوأ تلك السس التي
استغلتها السلطات ،لن البلدانيين والقبليين والمناطإقيين يصطلحون
إذا تعسسارفوا وتسسزاورا ،أمسسا المتمسسذهبون فهسسم أطإسسول النسساس عسسداوة
15
وأبلغهم أثرا ل وأعمقهم حمقسسا ل وأطإسسوعهم لتحقيسسق أهسسداف السسسلطات
الظالمة ،ويزيد في المأسسساة أنهسسم أكسسثر أتباعسا ل وأوسسسع جمهسورا ل مسن
غيرهم ،إذ أن عامة أتباعهم مسن الغوغسساء السذين ل منطسسق عنسسدهم ول
عقل ول تفريق بين الفقهاء والنبياء ،هؤلء الغوغاء الذين قسسال عنهسسم
المام علي ):إذا اجتمعوا ضروا وإذا تفرقوا لسسم يعرفسسوا(! هسسؤلء هسسم
مادة السلطان ولسان المفتي وسسسوط الجلد وبهسسم تسسسجن الحقيقسسة
ويضسسعف البسسداع وتنشسسغل المسسة بتسسوافه المسسور وأضسسرها؛ً حسستى أن
المسلم الطيب العادي يسرى أن أخساه المسسلم -المختلسف معسه فسي
بعض التفاصيل -من أشد أعسسداء اللسسه ! وأنسسه يجسسب بغضسسه وكراهيتسسه
والعمل على إيسسذائه ..السسخ ،وأصسسبحت هسسذه الجرائسسم فسسي حسسق نفسسس
المسلم وعقله وضميره من أسس العقيدة التي نعلمهسسا الطلب فسسي
مدارسنا ،ونجبرهم على تجرع بغض المسلم والشك فيه عسسبر حشسسد
أدلة من أمراض السلف العقليسسة والنفسسسية ،فمسسن هنسسا تسسأتي أهميسسة
تنبيه هؤلء الطيبين على أن بعض ما يظنونه دينا ل إنما هو جريمسسة فسسي
حق أنفسهم وعقسسولهم وليسسس عليهسسا دليسسل مسسن كتسساب ول سسسنة ،وأن
البحث والعلم وتدبر الكتاب وما صح من السنة والتاريخ بدون عصبية
كفيل بأن يوضح لهؤلء الطيبين بأن المر تم تهويله أكثر ممسسا ينبغسسي،
ول يجوز التمذهب على أمر مختلف فيه داخل كل مسسذهب ،وتحسسوطإه
الحتمالت والمشتركات من كل الجوانب ،فلماذا نخدع الناس بأفكار
وعقائد ما أنزل الله بها من سلطان ،وندفعهم للتخاصم فسسي أمسسور ل
يدل عليها دليل صحيح ،كمسألة عدالة الصسسحابة مث ل
ل ،السستي ملنسسا بهسسا
كتب العقائد وليس لهسسا أصسسل ل فسسي كتسساب اللسسه ول سسسنة رسسسوله ول
الواقع التاريخي ،بل الدلسسة علسسى خلف ذلسسك مسسن التفصسسيل فسسي كسسل
صحابي وليس هذا التعميم الذي يتضاد مع الدلة الصريحة من القرآن
والسنة والتاريخ.
حاجة موضوع الصحابة للباحثين المنصفين:
ولهذا كله رأيت أن موضوع )الصحابة( يحتاج مسسن وقسست لخسسر لجهسسود
الباحثين المنصفين سوالء من السنة بتياراتها أو من الشيعة بطوائفهسسا
أومن المعتزلة أو الباضية ،أوحتى النواصب )ولهم وجود قسسوي داخسسل
أهل السنة للسف( ،أو الباحثين غير المنتميسسن لمسسذهب مسسن مسسذاهب
المسلمين ،وهذه الفرقا بطوائفها المختلفة هي تقريبسسا ل الفسسرقا السستي
تصنف على أنها ممثلة للسلم في هذا العصر ،ولعل أهم ما في هسسذا
16
الموضسسوع أن يكتشسسف المسسسلمون أن بعسسض التشسسريعات البشسسرية
الصحابية قد دخلت في الشريعة والعقيدة والخلقا والسلوك ،وبعض
تلك التشريعات تتنافى مسسع تشسسريعات السسسلم ،وهسسذا موضسسوع كسسبير
يحتاج لبحث مفصل ،إل أنه يكفي هنا أن نشير إلى أن كسسل صسسحابي ل
يجوز أن يكون فعله شرعا ل وإنما هو محكوم بالشسسرع ،وأن الغلسسو فسسي
الصحابة قد أدى إلى خلل في التشريع بزيادة فيه أو نقصان أو تأويسسل
أو إهمال.
وعلى هذا فالجميع من باحثين أحرار أو متمذهبين بحاجة إلسسى حسسوار،
وبحث طإويل المدى ،بعيد عن كل مصادرة للراء الخسسرى؛ً مسسا دام أن
تلك الراء تدعي النتماء للسلم واللتزام بالمنهج العلمي.
ل تقليد!!
وهذا البحث المنصف المطلوب من هؤلء ل بد فيه مسسن تسسرك التقليسسد
جانبسسلا ،والتحلسسي بالجتهسساد؛ً لن التقليسسد مسسن أكسسبر أسسسباب تفسسرقا
المسلمين ،ول أقصد بترك التقليد هنا النتقال من شيخ لشسسيخ داخسسل
المذهب ،وإنما إن اكتشف الباحث أن مسسذهبه برمتسسه علسسى خطسسأ فسسي
مسألة فعليها أن يتركها ويتبع الدليل ،أما النتقال من تقليد ابن تيميسسة
إلى تقليد ابن حجر ،أو من تقليد أحمد إلى تقليسسد مالسسك ..فهسسذا ليسسس
خروجا ل من التقليد وإنما انتقاء من تقليد إلى تقليد ،أما الجتهاد فينبسسع
من دراسة الفكرة واتباع ما دل عليه الدليل والبرهان الذي تقتنسسع بسسه
النفس ،وكل نفس مسسسئولة عمسسا تقتنسسع بسه وليسسست مسسسئولة عمسسا ل
تقتنع به ،وليس صحيحا ل أن باب الجتهاد قسسد أقفسسل ،فالجتهسساد يتجسسزأ،
فقد تجتهد فيما تقدر عليه بعد البحث ،وتبقى مقلدا ل فيما ل تقدر على
بحثه ،وهذا البحث وأمثاله ليس موجها ل للعامسسة ،بسسل هسسو للخاصسسة مسسن
باحثي التاريخ والحديث والتفسير والعقائد ..وفسسي هسسذه العلسسوم كلهسسا
الحسسق والباطإسسل ،الغسسث والسسسمين ،وموضسسوع الصسسحابة مسسن تلسسك
الموضوعات التي كثر فيها التقليسسد وقسس ر
ل الجتهسساد أو عسسدم ،وهسسو مسسن
الموضوعات التي تحتاج لدراسات جادة لن آثار هذا الموضوع كسسبيرة
على العقائد والنظريات السياسية والتجاهات الفكريسسة السستي عسساقت
العقل المسلم وكبتت البحث في الدراسسسات السياسسسية والجتماعيسسة
والقتصادية عنسسد المسسسلمين وعنسسد أهسسل السسسنة منهسسم خاصسسة ،وهسسذا
17
العصر يتطلب الخروج من هذا التخندقا المعرفي إلسسى النفتسساحا علسسى
دلئل الكتاب والسنة وإخراجها من تحت عباءات المتخاصمين.
وهذه الدعوة هسسي دعسوة للخسسوة الشسسيعة أيضسسلا ،ول يظنسسون أنفسسسهم
بمفازة من تأثير التقوقع والمعارضة المستدامة ،التي عزلت بعضسسهم
عن العقل والتدبر في القرآن والتاريخ ومسيرته ،وتركيزي علسسى نقسسد
التقليد عند أهل السنة لني من أبنساء السدار وأعسرف الستراث السسني
والنفسيات السسسنية والرمسسوز السسسنية ،وأرى مسسن واجسسبي قسسول كلمسسة
الحق والشهادة لله على النفسسس والقربيسسن ) والقربسسون أولسسى بكسسل
معروف ونصيحة وصرخة( وإل فسسإن اطإلعسسي علسسى بعسسض المسسدونات
الشيعية أجسسد فيهسسا فسسي الشسسق الخسسر عزلسسة عسسن كسسل تجديسسد وغبطسسة
بالخرافات وأهوال الخبار الضسسعيفة والموضسسوعة ،ولكسسن ل يحسسق لسسي
التحدث بعموم عن الشيعة لني أجهل أكثر تراثه ومعالمه وتطسسوراته،
فهو قصة أخسسرى لهسسا أبناؤهسسا ومجسسددوها وناقسسدوها ،وكسسذلك المسسذهب
الباضي والزيدي فإن اطإلعي على القليل من تراثهسسم يجعلنسسي فسسي
القلق نفسه ،فالزيدية المتأخرة مثل ل كزيدية الشوكاني والميسسر وابسسن
الوزير – إن صح كونهم زيدية -أضاعت كثيرا ل من المنطلقات الزيدية
السستي أجسسدها فسسي مؤلفسسات القسسدمين منهسسم كالمسسام زيسسد والهسسادي
والطإروش وغيرهم )والحركة الفكرية الحوثية في اليمن أقسسرب إلسسى
الزيديسسة المتقدمسسة وأقسسرب للقسسرآن الكريسسم مسسن الزيديسسة المختلطسسة
المتأثرة بأهل الحديث( ،ولعسسل الباضسسية مسسن أكسسثر المسسذاهب انفتاحسسا ل
اليوم ،وكذلك المعتزلة إل أنهم اليوم أفراد ل يتسمون باسم م