ash shohbah wa ash shahabah

‫الصحبة الشرعية‬

‫حسن بن فرحان المالكي‬

‫الصحبة والصحابة‬
‫بين الطإلقا اللغوي و التخصيص الشرعي‬
‫طإبعة مزيدة ومنقحة ومضمنة عدة أبحاث جديدة‬

‫‪0‬‬



‫‪2‬‬

‫المحتويات‬
‫المقدمة‪ :‬وفيها البحاث التالية‬
‫ المؤلفات السابقة في الموضوع‬‫ المطبوع من المؤلفات في الصحابة‬‫ أهمية موضوع الصحابة‬‫ السياسة والصحابة‬‫ حاجة موضوع الصحابة للباحثين المنصفين‬‫ أهمية تجنب التقليد‬‫ التعريف الشائع للصحابي‬‫ الصحبة الشرعية الخاصة‬‫ أهمية التفريق بين صحبتين‬‫الفصل الول‪ :‬الصحبة‬
‫المبحث الول‪ :‬مفهوم الصحبة في اللغة والعرف والصطلحا‬
‫أو ل‬
‫ل‪ :‬مفهوم الصحبة في اللغة‬
‫ثانيلا‪ :‬مفهوم الصحبة في العرف‬

‫ثالثلا‪ :‬مفهوم الصحبة في الصطلحا )المذاهب الصطلحية(‪:‬‬

‫المذهب الول‪ ..‬في تعريف الصحبة‬
‫المذهب الثاني‪ ..‬في تعريف الصحبة‬
‫تفصيل القول في المذهب الول وأبرز علمائه ) تم نقله‬
‫للملحق(‬

‫‪3‬‬

‫للملحق(‬

‫تفصيل القول في المذهب الثاني وأبرز علمائه ) تم نقله‬

‫الخلصة في الصطلحا‬
‫المبحث الثاني‪ ..‬مفهوم الصحبة في النصوص الشرعية‬
‫تمهيد‬
‫أو ل‬
‫ل‪ :‬مفهوم الصحبة في القرآن الكريم‬
‫ثانيلا‪ :‬مفهوم الصحبة في النصوص الحديثية‬
‫ثالثلا‪ :‬مفهوم الصحبة في الثار الصحابية والتابعية‬

‫الخلصة ‪ :‬في مفهوم الصحبة عند الصحابة والتابعين‬
‫الخلصة العامة ‪:‬في مفهوم الصحبة في النصوص الشرعية‬
‫والثار الصحابية والتابعية‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬الصحبة و الصحابة في الواقع التاريخي‬
‫الفصل الرابع ‪:‬اعتراضات مشهورة‬
‫العتراض الول والجواب عليه‬
‫العتراض الثاني والجواب عليه‬
‫العتراض الثالث والجواب عليه‬
‫الفصل الخامس‪ :‬طإبقات الصحابة والتابعين‬
‫المبحث الول ‪ :‬طإبقات الصحابة‬
‫ لماذا الطبقات؟!‬‫ ضوابط التقسيم إلى طإبقات‬‫الطبقة الولى‪ :‬طإبقة أول من أسلم ) على المشهور(‪.‬‬
‫الطبقة الثانية‪ :‬طإبقة أوائل المسلمين ) مرحلة سسسرية سسس مسسا قبسسل دار‬
‫الرقم( ويمكن أن يدمجان ‪.‬‬
‫الطبقة الثالثة‪ :‬طإبقة مسلمي دار الرقم ) مرحلة سرية (‪.‬‬
‫الطبقة الرابعة‪ :‬طإبقة مسلمي دار الرقم ) مرحلة جهريسسة(‪ ،‬ويمكسسن‬
‫أن يدمجان‪.‬‬

‫‪4‬‬

‫الطبقة الخامسة‪ :‬طإبقة حمزة وعمر بن الخطاب ‪.‬‬

‫الطبقة السادسة‪ :‬طإبقة فترة المقاطإعة والحصار في الشعب‪.‬‬
‫الطبقة السابعة‪ :‬طإبقة فترة السراء‪ .‬وهذه الثلث يمكن دمجها‪..‬‬
‫الطبقة الثامنة‪ :‬طإبقة المهاجرين الولين إلى المدينة‪.‬‬
‫الطبقة التاسسسعة‪ :‬طإبقسسة أصسسحاب بسسدر ) السسسابقون مسسن المهسساجرين‬
‫والنصار(‪.‬‬
‫الطبقة العاشرة‪ :‬طإبقة أصحاب أحد ‪.‬‬
‫الطبقة الحادية عشرة‪ :‬طإبقة أصحاب الخندقا ‪.‬‬
‫الطبقة الثانية عشرة‪ :‬طإبقة أصحاب الحديبية‪.‬‬
‫صحابة لم يحسنوا الصحبة ) فيخرجون بردة أو سوء سيرة أو تبدل(‬
‫المبحث الثسساني‪ :‬طإبقسسات التسسابعين مسسن الصسسحابة! ) الطإلقا اللغسسوي‬
‫صحابة وحقيقتهم الشرعية تابعون(‬
‫أو ل‬
‫ل‪ :‬هؤلء التابعون من حيث حسن التباع ثلثة أصناف‪.‬‬
‫ تابعون بإحسان‬‫ متوقف في حسن اتباعهم‪.‬‬‫تابعون بغير إحسان‪.‬‬‫ثانبلا‪ :‬التابعون من حيث قدم السلم ‪ :‬طإبقات على النحو‬
‫التالي‪:‬‬
‫الطبقة الولى‪ :‬أبناء المهاجرين والنصار ‪.‬‬
‫الطبقة الثانية‪ :‬طإبقة الخيبريين ) وهم أوائل التابعين من‬
‫حيث الطإلقا الشرعي(‬
‫الطبقة الثالثة‪ :‬طإبقة مسلمي عمرة القضاء‪.‬‬
‫الطبقة الرابعة‪ :‬طإبقة خالد بن الوليد ) بين خيبر وفتح‬

‫مكة(‪.‬‬
‫الطبقة الخامسة‪ :‬الطلقاء وهم ثلث فئات‪:‬‬
‫الفئة الولى من الطلقاء ‪ ) :‬كانوا مسلمين قبل الفتح‬
‫ولم يهاجروا كالنحام(‬

‫‪5‬‬

‫الفئة الثانية من الطلقاء ‪ :‬لم يتم تألفهم بالمال‪..‬‬
‫الفئة الثالثة من الطلقاء ‪ :‬المؤلفة قلوبهم وهم شر‬
‫الطلقاء‪.‬‬
‫الطبقة السادسة‪ :‬طإبقة عتقاء ثقيف‪.‬‬
‫الطبقة السابعة‪ :‬طإبقة أهل حنين‪.‬‬
‫الطبقة الثامنة‪ :‬طإبقة التبوكيين ‪.‬‬
‫الطبقة التاسعة‪ :‬طإبقة الوفود ‪.‬‬
‫الطبقة العاشرة‪ :‬أصحاب حجة الوداع ‪.‬‬
‫الطبقة الحادية عشرة‪ :‬أطإفال طإبقات التابعين‪.‬‬
‫الطبقة الثانية عشرة‪ :‬المعاصرون من المسلمين‪.‬‬
‫استطراد ‪ :‬تحديد الطبقات وإدخال السابقين قسرلا‪..‬الخ‪.‬‬
‫هذه الطبقات لن يتم اللتزام الحرفي بها‪ ،‬فقسسد نسسذكر الصسسحابي مسسن‬
‫طإبقة متقدمة ونلحق به أقرباءه وذريته من باب التيسير على طإسسالب‬

‫العلم ليثبت هذا الشخص في الذاكرة‪ ،‬ثم هناك صسسعوبات فسسي تحديسسد‬
‫طإبقة كثير من الصحابة‪ ،‬فعندما يقول المترجمون عن أحد الصحابة )‬
‫أسلم قديملا( فإن هذه العبسسارة ضسسبابية ول نسسستطيع إل التخميسسن فسسي‬
‫تحديد طإبقتسه‪ ،‬ثسم عنسد التحقيسق سسنجد أن كسل صسحابي يحتساج إلسى‬
‫تحقيق خاص في زمن إسلمه وحسن إسلمه وفضائله ومثسسالبه وهسسل‬
‫تغير أم بقي على السسستقامة‪.. ،‬السسخ – وهسسذا مسسا سسسنفعله فسسي كتسساب‪:‬‬
‫معجم الصحابة إن شاء الله‪ -‬فلو بحثنا بتحقيق عن زمن إسسسلم هسسذا‬
‫الصحابي أو ذاك ‪ -‬فضل ل عن بقية المور الخرى‪ -‬لجررنا هذا البحسسث‬
‫إلى تراجم مطولة وإعادة قراءة وتحقيق للسسسيرة وأحسسداثها وأزمنتهسسا‬
‫وهذا متعذر‪ ،‬وإنما نريد الشارة فقط إلسسى هسسذه الطبقسسات معتمسسدين‬
‫على المشهور‪ ،‬وما كل مشهور صحيح‪ ،‬إل أننا قد نتوسسسع فسسي القليسسل‬
‫من تلسك السستراجم المظلومسسة لدخسساله قسسسرا ل فسسي السذاكرة السسلفية‬
‫الفارغة من أكثر السابقين والمتخمة بأكثر المتسسأخرين‪ ،‬فهسسذا الكتسساب‬
‫موجه إليهم بالدرجة الولى لعل الله يهديهم بهسسذا الكتسساب ويصسسرفهم‬
‫عن ذلسك الغلسو فسي الظسالمين ويعيسدهم لمعرفسة السسابقين وحسسن‬
‫اتباعهم‪ ،‬وهذا الهجر للسابقين والمنافحسة عسن المتسأخرين لسن يتعسب‬

‫‪6‬‬

‫الباحث في معرفة منشئه ومبتداه‪ ،‬فهو نتيجة للتأثر بهؤلء المتأخرين‬

‫الظالمين مسسن دولسسة الطلقسساء وأبنسسائهم السستي كسسانت علسسى عسسداوة مسسع‬
‫السابقين وعملت على إخمال ذكرهسسم وهجرهسسم وذمهسسم بسسل ولعنهسسم‬
‫وقتلهم وتشسسويه سسسيرهم‪ ،‬ثسسم السسستبدال بهسسم مجموعسسة ممسسن جسسرى‬
‫عليهسسم ) اسسسم الصسسحبة( وكسسانوا مسسن أبعسسد النسساس عسسن اتبسساع سسسيرة‬
‫السابقين والصالحين‪ ،‬فهذا التضسسليل المسوي تبعسه كسسثير مسسن مغفلسسي‬
‫الصالحين‪ ،‬نتيجة تأثرهم بالسلطة الطويلة والمبكرة والقاسسسية لبنسسي‬
‫أمية‪ ،‬والسلطة ذكية أيضا ل ومعها علمسساء السسسوء‪ ،‬وفسسي أغلسسب العامسسة‬
‫حمق وغفلة وحسن نية‪ ،‬فاسسستطاعت السسسلطة القويسسة والمسساكرة أن‬
‫تجرفهم عامة الناس إلى حيث تريد هي‪ ،‬وليس إلى حيسسث يريسسد اللسسه‬
‫ورسوله‪ ،‬فألقت بين المسلمين العداوة والبغضاء في التخاصم علسسى‬
‫الصسسغائر ونسسسيان السسسلطة لتبلسسع العظسسائم‪ ،‬ونصسسرت الحمقسسى علسسى‬
‫العقلء ) لن العقلء إرهاقا لها( ولن الحمقى ل برهان عنسسدهم إل مسسا‬
‫يسمعونه كثيرلا‪ ،‬بينما العقلء لهسم معسساييرهم السستي ل تحبهسسا السسلطة‪،‬‬
‫فضربت السلطة أكثر من ثور وحش بسوط واحد يميت الثسسور جاريسسا ل‬
‫وواقفسسلا! فحرضسست الكثريسسة الحمقسساء علسسى القليسسات العاقلسسة ) مسسن‬
‫أصسسحاب الفكسسار( أو القليسسات الروحيسسة ) مسسن أصسسحاب الضسسمائر( أو‬
‫القليات الجامعة بين هاتين الخصلتين ) من أصحاب الصلحا والمسسر‬
‫بالمعروف القرآني والنهسسي عسسن المنكسسر القرآنسسي( ففسسازت ببحبوحسسة‬
‫الدنيا في زمنها وتركتنا في ضنك العقل والروحا بعدها‪ ،‬وأبلسسغ الضسسنك‬
‫هو التعبد إلى الله بالثناء على الظالم وذم العادل‪ ،‬فهذا ضنك ما بعده‬

‫ضنك‪ ،‬لنه حرص يهدف إلى تأخير العدل فقط‪ ،‬ولتحقيق هذا الهدف‬
‫يقوم هؤلء بمقدمتين أساسيتين في تثبيت هذا التأخير‪ ،‬وهما‪ :‬تسسدمير‬
‫العقل وإماتة الضمير‪ ،‬فإذا تحطم العقل ومات الضمير فسسي النسسسان‬
‫تحول إلى فرد من هؤلء الغوغاء الذين إذا اجتمعوا ضروا وإذا تفرقوا‬
‫لسسم يعرفسسوا‪ ،‬وأنيطسست بهسسم مهمسسة تشسسييد السسسلطان وجمسسع العسسوان‬
‫ومزاحمة القرآن وزخرفة الزور والبهتان‪ ،‬وهذا أعلسسى مسسا يتمنسساه كسسل‬
‫ظالم‪ ) .‬والسلطة مفهوم عام يدخل فيه السياسي والمذهبي(‪.1‬‬
‫‪ 1‬وهؤلء الفضلء من مغفلي الصالحين هم مادة السلطان في تبسسديل الشسسريعة وتشسسريع‬
‫المظالم عبر التاريخ‪ ،‬لذلك كثرت عندهم طإاعة الظسسالمين وذم الصسسالحين‪ ،‬وهسسم الغطسساء‬
‫المذهبي ) المتشرعن( لكل هذه النتهاكات لحقوقا النسان‪ ،‬فهسسم يصسسغرون مسسا يعظمسسه‬
‫الله من الفرائض كالعدل والعقل والحرية‪ ،‬كما أنهم يضخون في الصغائر منعسسا ل للجمهسسور‬
‫من طإرقا المسائل ذات الصلة بيقظة العقل والضمير من هذا السبات التاريخي الطويل‪،‬‬

‫‪7‬‬

‫الخاتمة‪ ..‬تعريفات البحث‬
‫‪ -1‬الصحبة الشرعية‬
‫‪ -2‬الصحبة العامة‬
‫‪ -3‬الهجرة الشرعية‬
‫‪ -4‬الهجرة العامة‬

‫‪ -5‬النصرة الشرعية‬
‫‪ -6‬النصرة العامة‬
‫الفصل السادس ‪ :‬عدالة الصحابة‬
‫ تمهيد‪ ..‬تنبيه ل بد منه‬‫ مفهوم عدالة الصحابة‬‫ة‬
‫المبحث الول‪ :‬مفهوم العدالة لغ ل‬
‫تطبيق التعريف اللغوي‬
‫المبحث الثاني‪ :‬مفهوم العدالة في الصطلحا‬
‫سؤال مشروع‬
‫الصحيح في معنى العدالة‬
‫الخلصة‬
‫المبحث الثالث‪ :‬هل للصحابي خصوصية في مسألة العدالة ؟‬
‫المبحث الرابع‪ :‬الدلة النقلية والعقليسسة علسسى خطسسأ قاعسسدة )الصسسحابة‬
‫كلهم عدول( وأنها قاعدة بشرية مذهبية وليست شرعية‪ ،‬وأن الدلسسة‬
‫الشرعية والواقع على التفصيل ل التعميم‪.‬‬

‫فيستعملهم السلطان في محاربة العقل والمختلف ثم تعليم القراءة الممنهجة السسساذجة‬
‫للدين بما يعطله عن الفرد والمجتمع والحياة الثقافية‪ ،‬وبمسا يشسغل المسسسلمين بعسسداوات‬
‫بعضهم والتقرب من السلطان‪ ،‬وبالتالي أصبح الدين عند كثير من الناس مرادفا ل للظلسسم‬
‫والطغيان بسبب هؤلء الذين يدافعون عن الدين من الصالحين فتكون النتيجة أن يسسدفعوا‬
‫الناس للطعن في الدين الذي يظنونه مذهب أؤلئك‪ ،‬فكسسان ل بسسد مسسن تفكيسسك هسسذا الفكسسر‬

‫الشيطاني بإعادة الشباب والجيال إلى قراءة أخرى للقرآن والتاريسسخ والرجسسال والعقائسسد‬
‫والقيم والخلقا‪.‬‬

‫‪8‬‬

‫المبحث الخامس‪ :‬أدلة القسسائلين بعدالسسة كسسل أفسسراد الصسسحابة‪ ،‬والسسرد‬
‫عليها‪.‬‬

‫الجدوى من البحث؟‬
‫خاتمة الكتاب‬
‫الملحق‪...‬‬

‫‪9‬‬

‫المقدمة‬

‫‪‬‬

‫مبحث )الصحابة( مسسن المبسساحث والموضسسوعات ذات الهميسسة البالغسة‬
‫في التراث والفكسسر السسسلمي قسسديما ل وحسسديثلا؛ً لمسسا يسسترتب عليسسه مسسن‬

‫قضسسايا فقهيسسة وحديثيسسة وإيمانيسسة‪ ،‬وجسسوانب أخسسرى تتصسسل بسسالجوانب‬
‫الفقهية والسياسسسية والشسسوروية والقتصسسادية فسسي الفكسسر السسسلمي‪،‬‬
‫إضسسافة لقضسسايا أخسسرى ذات صسسلة وثيقسسة بهسسذا الموضسسوع )موضسسوع‬
‫الصحابة( كتدبر القرآن وفهم التاريخ وأثره على الدين السائد اليوم‪.‬‬
‫ومن خلل اهتمامي بالتاريخ السلمي والعلوم الشسسرعية مسسن حسسديث‬
‫وفقسسه وعقيسسدة ) أو مسسسائل اليمسسان(‪ ،‬رأيسست أن موضسسوع )الصسسحبة‬
‫والصحابة( من أكبر الموضوعات أهمية‪ ،‬وأشدها حرجلا‪ ،‬عند كثير مسسن‬
‫مفكري وعلماء المسلمين‪ ،‬بل عند سائر المهتمين بالسلم ودراسته‬
‫من غير المسلمين‪ ،‬بل هو مفترقا طإرقا بين أكسسثر المسسذاهب جمهسسورا ل‬
‫وهم السنة والشيعة‪ ،‬نتيجة تمسك كل طإرف بمفهوم غير علمي‪ ،‬بين‬
‫الغلو في الصحابة أو الغلو ضسسدهم‪ ،‬والمسسر يحتسساج إلسسى تفصسسيل‪ ،‬ولسسو‬
‫التزمت الطإراف المذهبية بالنصسساف والتفصسسيل لسسزال أكسسثر الخلف‬
‫المسسذموم‪ ،‬وبقسسي الختلف المحمسسود‪ ،‬لن بعسسض القضسسايا تحتسساج إلسسى‬
‫توقف واحتمال وترجيح وليس إلى قطع وجزم‪.‬‬
‫وقد اسسستعرض علمسساء المسسسلمين الوائسسل كسسثيرا ل مسسن سسسير الصسسحابة‬
‫وأخبارهم وفضائلهم‪ ،‬مع نقد من ارتد منهم أو نجم عنه نفاقا أو ظلسسم‬
‫أو ارتكب أحد المحظورات الشرعية الكبرى )كبائر الذنوب(‪.‬‬
‫ولعل أول من أفرد )الصحابة( بمؤلسسف هسسو المسسام البخسساري‪ ،‬صسساحب‬
‫الصحيح )‪256‬هس( في كتابه تاريسسخ الصسسحابة )لعلسسه التاريسسخ المطبسسوع‬
‫باسم التاريخ الوسط وقد طإبع باسم التاريخ الصغير أيضلا(‪ ،‬وإن كسسان‬

‫قد سبقه مصنفون تحدثوا عن الصحابة ضمن تواريخهم وكتبهم السستي‬
‫‪ ‬هذا هو )التعديل النهائي( لهذا المبحث وكل التعديلت السابقة غير معتمدة‪.‬‬

‫‪10‬‬

‫وضعوها في التراجم كابن سعد )ت ‪230‬هسسس( فسسي الطبقسسات الكسسبرى‬
‫والمام علي بن المديني )‪234‬هس( في كتابه )تسسسمية مسسن نسسسزل مسسن‬
‫الصحابة في سسسائر البلسسدان – مفقسسود(‪ ،‬وأبوخيثمسسة زهيسسر بسسن حسسرب)‬
‫‪234‬هس( في تاريخه‪ ،‬وخليفة بن خياط شسسيخ البخسساري )‪240‬هسسس( فسسي‬
‫تاريخه المسمى )تاريخ خليفة بن خياط(‪ ،‬وغيرهم ممن أدخل تراجسسم‬
‫الصحابة في تراجم غيرهم من التابعين فمسسن بعسسدهم‪ ،‬لكسسن أول مسسن‬
‫ألف فيهم خاصة كان البخاري‪.‬‬
‫ة مسسن علمسساء‬
‫م البخاريي في إفراد الصسسحابة بالتسسأليف جماعسس ة‬
‫وتبع الما م‬
‫الحديث والتراجم‪ ،‬فصنف فيهم الحافظ السسبرقي )‪270‬هسسس(‪ ،‬ثسسم ألسسف‬
‫المام الترمذي )‪279‬هس( كتاب )تسمية أصحاب الرسسسول صسلى اللسه‬
‫عليه وسلم( وهو مطبوع‪ ،‬ثم ألف أبو بكسسر بسسن أبسسي خيثمسسة )‪279‬هسسس(‬
‫كتابا ل بعنوان )تاريخ الصحابة(‪ ،‬ثم عبدان المروزي )‪293‬هس( في كتابه‬
‫)تاريخ الصحابة(‪ ،‬ثم محمد بن عبد الله الحضرمي المعسسروف بمطي يسسن‬
‫)ت ‪297‬هس( في كتابه )الصحابة وهو مفقود(‪ ،‬ثم المسسام أبسسو منصسسور‬
‫الباوردي )‪310‬هس( في كتابه )تاريخ الصحابة(‪ ،‬ثم أبو بكر بن أبي داود‬
‫)‪316‬هس(‪ ،‬ثم عبد الله بن محمد البغوي )‪317‬هس( فسسي كتسسابه )معجسسم‬
‫الصحابة(‪ ،‬ثم العقيلي )‪322‬هس( في كتابه )الصسسحابة(‪ ،‬ثسم خيثمسسة بسسن‬
‫سليمان )‪343‬هس( في كتابه )فضائل الصحابة(‪ ،‬ثم ابن قانع )‪351‬هس(‬
‫فسسي كتسسابه )معجسسم الصسسحابة ‪ -‬مطبسسوع‪ ،(-‬ثسسم المسسام ابسسن السسسكن )‬
‫‪353‬هس( في كتابه )أسماء الصحابة(‪ ،‬ثم المام ابسسن حبسسان – صسساحب‬
‫الصحيح‪354) -‬هس( في كتسسابه )أسسسماء الصسسحابة(‪ ،‬ثسسم ابسسن القطسسان )‬
‫‪360‬هس( فسسي كتسسابه )أسسسماء الصسسحابة( أيضسسلا‪ ،‬وللطسسبراني )‪360‬هسسس(‬
‫)المعجم الكبير في أحاديث الصحابة ‪ -‬مطبوع(‪ ،‬ولبن عدي )‪365‬هس(‬
‫كتساب )أسسماء الصسحابة( أيضسسلا‪ ،‬ثسم ابسسن منسدة )‪390‬هسسس( فسسي كتسسابه‬
‫)معرفة الصحابة(‪ ،‬ثم ألف السماعيلي )‪396‬هس( )معجسسم الصسسحابة(‪،‬‬
‫وكسسذلك فعسسل أحمسسد الهمسسداني )‪398‬هسسس(‪ ،‬ثسسم أبسسو نعيسسم الصسسبهاني )‬
‫‪430‬هس( في كتاب )معرفة الصحابة ‪-‬مطبوع‪ ،(-‬ولبن حزم الندلسسي‬
‫)‪456‬هس( كتاب مختصر في )أسماء الصحابة(‪ ،‬ثم جاء المام ابن عبد‬
‫البر )‪463‬هس( في كتابه )الستيعاب فسسي أسسسماء الصسسحاب ‪ -‬مطبسسوع‬
‫أكثر من طإبعة‪ (-‬فجمع ما تشتت عند غيره)‪ ،(2‬ثم جسساء بعسسد ابسسن عبسسد‬
‫‪ ()2‬وكتابه من أشهر وأفضل الكتب المؤلفة في تاريخ الصحابة وأخبارهم‪ ،‬وله ميزة أخسسرى‬
‫في صراحته والتزامه منهجا إسلميا رائعا في نقد بعض من وصسسف بالصسسحبة إذا صسسدرت‬

‫‪11‬‬

‫البر؛ً الحافظ ابن عساكر )‪571‬هس( فصنف )معجم الصحابة(‪ ،‬ثم جسساء‬
‫الحافظ عز الدين ابسسن الثيسسر )‪630‬هسسس( ليؤلسسف كتابسسا ل جامعسسا ل أسسسماه‬
‫)أسد الغابة في معرفة الصحابة(‪ ،‬استدرك فيسه بعسض الستراجم علسى‬
‫من سبقه وأدخل فيه استدراكات ابن فتحون )‪520‬هس( على ابن عبسسد‬
‫البر‪ ،‬واستدراكات أبي موسسسى المسسديني )‪581‬هسسس( علسسى ابسسن منسسدة‪،‬‬
‫والكتاب مطبوع مشهور‪.‬‬
‫ثم جاء الذهبي )‪748‬هس( في كتابه )تجريد أسماء الصحابة(‪ ،‬ثسسم كسسان‬
‫آخر المشهورين من المؤلفين في تراجم الصسسحابة هسسو الحسسافظ ابسسن‬
‫حجر العسقلني )‪852‬هس( فسسي كتسسابه المشسسهور )الصسسابة فسسي تمييسسز‬
‫الصحابة( الذي جمع فيسسه مسسا لسسم يجمعسسه غيسسره بفضسسل اطإلعسسه علسسى‬
‫مؤلفات مسسن سسسبقه وإفسسادته منهسسا‪ ،‬ودفعسسه حسسب السسستدراك لتوسسسيع‬
‫تعريف الصحبة فأصبح تعريفه للصسسحبة أشسسهر التعريفسسات عنسسد التيسسار‬
‫السسسلفي خاصسسة‪ ،‬وألزمسسوا بسسه السسسابق واللحسسق‪ ،‬المجتهسسد والمقلسسد‪،‬‬
‫ووقعوا في عنت شديد‪ ،‬في أبحاثهم ومع غيرهم‪.‬‬
‫هذه المؤلفات كانت في التراجم فقط‪:‬‬
‫كانت المؤلفات التي ذكرناها سابقا هي أبرز المؤلفات السستي أفسسردت‬
‫في تراجم الصحابة جملة‪ ،‬وعلى هذا فلم أذكر المؤلفات فسسي تراجسسم‬
‫أفراد من الصحابة ول المؤلفات في فضائل الصسسحابة‪ ،‬ول المؤلفسسات‬
‫في تراجم الخلفاء الربعة‪ ،‬أو تراجم العشرة‪ ،‬أو تراجم زوجات النبي‬
‫"صلى الله عليه وآله وسسسلم"‪ ،‬ول المؤلفسسات فسسي مجتهسسدي الصسسحابة‬
‫وفقهائهم‪ ،‬ونحو ذلك مما يطول بنا ذكره‪.‬‬
‫المطبوع من المؤلفات في الصحابة‪:‬‬
‫ولسسم يطبسسع مسسن الكتسسب المتقسسدم ذكرهسسا إل القليسسل‪ ،‬لعسسل أشسسهرها‬
‫)الستيعاب( لبن عبد البر‪ ،‬و)أسد الغابة( لبن الثير‪ ،‬و)الصابة( لبن‬
‫منه مخالفة شرعية من ظلم أو فسق وما إلى ذلك‪ ،‬فابن عبسسد السسبر يجعسسل الشسسرع فسسوقا‬
‫الصحابي‪ ،‬فلذلك نجد بعض المتحفظين من الناس ينتقد كتاب ابن عبد البر لوضوحه فسسي‬
‫هذا الجانب‪ ،‬ول ريب أن ابن عبد البر أقرب للمنهج السلمي من كل من نقده‪ ،‬لن هؤلء‬
‫الناقدين يجعلون تاريخ الصحابة سابقهم ولحقهم تاريخا ل مقدسلا‪ ،‬بينما ابن عبد البر يجعل‬
‫القداسة للسلم نفسه‪ ،‬وعلى هسسذا فل يجسسوز تحميسسل السسسلم أخطسساء بعسسض الصسسحابة أو‬
‫غيرهم‪.‬‬

‫‪12‬‬

‫حجر‪ ،‬ومعرفة الصحابة لبي نعيسم )‪430‬هسس(‪ ،‬ومعجسم الصسحابة لبسن‬
‫قانع )‪351‬هس( ول يكاد الباحثون يرجعون عند ترجمة الصحابي إل إلى‬
‫الكتب الثلثة الولى‪ ،‬وقد يقتصسسر بعضسسهم علسسى الصسسابة لبسسن حجسسر؛ً‬
‫لكتنازه بالمعلومات وإحاطإته واستدراكاته على من سبقه‪ ،‬والسستزامه‬
‫الصارم بالعقيدة المحدثة في الغلو في عدالة الصحابة)‪.(3‬‬
‫وقد طإبع حديثا ل بعسسض هسسذه المؤلفسسات ككتسساب ابسسن قسسانع وأبسسي نعيسسم‬
‫ولذلك قل مسسن يشسسير إلسسى هسسذين الكتسسابين مسسع أهميتهمسسا‪ ،‬ليسسس فسسي‬
‫ترجمة الصحابي فقسسط وإنمسسا فسسي الحسساديث السستي اشسستهر بهسسا وأبسسرز‬
‫الرواة عنه‪ ،‬وهذان الكتابان يشبهان المعجسسم الكسسبير للطسسبراني إل أن‬
‫الطبراني يستوعب أكثر أحاديث الصحابي بخلفهما‪.‬‬
‫أهمية موضوع الصحابة‪:‬‬
‫وموضوع الصحابة كما تقدم من الموضسوعات ذات الهميسة القصسوى‬
‫عند المسلمين في القديم والحديث؛ً لن الصسسحابة تسسم عسسن طإريقهسسم‬
‫نقل السدين السسلمي‪ ،‬وللختلف الكسبير فيهسم سسواء علسى مسستوى‬
‫العدالسسة أو التعريسسف أو الفضسسل‪ ،‬ومسسا يسسترتب علسسى ذلسسك مسسن رؤى‬
‫ونظريات وأحكام شرعية‪ ..‬الخ‪ ،‬وكان لهسسذا الختلف السسدور السسساس‬
‫فسسي نشسسوء التيسسارات الفكريسسة السسسلمية الولسسى‪ ،‬وظهسسور الفسسرقا‬
‫السلمية من القرن الول‪ ،‬ثم استمرار الختلف بينها إلى يومنا هذا‪،‬‬
‫فقضية )الصحابة( قضية كبرى علسسى المسسستوى الفكسسري والسياسسسي‬
‫والمذهبي والشرعي أيضا ل‪.‬‬
‫السياسة والصحابة‪:‬‬
‫وكانت السياسة تلعسسب أيضسسا ل السسدور الكسسبر فسسي توسسسيع الفجسسوة بيسسن‬
‫علماء المسلمين‪ ،‬وبين مذاهبهم وعوامهم‪ ،‬وكسسانت للسسسلطة مصسسالح‬
‫‪ ()3‬وقد سردت بعض الملحوظات على كتاب الصابة في مقدمة كتابي )معجم الصحابة –‬
‫لم يكتمل(‪ ،‬من حيث توسسعه فسي السستدراك‪ ،‬وتوسسيعه تعريسسف الصسسحبة أتسى مسن هسذا‬
‫الباب‪ ،‬إضافة إلى غلبة المذهبية على مؤلفه في دفاعه عن بعض من ساءت سيرته حتى‬
‫أن اللباني اضطر اضطرارا ل أن يرد عليه في دعواه اجتهاد أبي الغادية الجهنسسي فسسي قتلسسه‬
‫عمار بن ياسر‪ ،‬وأنه مغفور له! ) راجع حديث‪ :‬قاتل عمار وسالبه في النار( في صسسحيحة‬
‫اللباني ‪ ،‬الجزء الخامس رقم الحديث ‪ ،2008‬ورد عليسسه ابسسن السسوزير والميسسر الصسسنعاني‬
‫وغيرهم في موضوعات تتعلق بهذا الموضوع‪.‬‬

‫‪13‬‬

‫في تأييد هذه الجماعة أو تلك‪ ،‬وربما بعض ذلك عن قناعسسة وتمسسذهب‪،‬‬
‫ولكن يظهر أن أكثر هسسذا الهتمسسام كسسان لشسسد عصسسب التأييسسد للحسساكم‬
‫كإظهار هذا الحاكم في مظهر الحريص على سلمة العقيدة والحامي‬
‫لها ضد أهل البدعة والضللة!‬
‫فلذلك ش ي‬
‫كل مغفلو الصالحين والعسسوام السسساعد اليمسسن لكسسل سسسلطة‬
‫تستغل هذه القضية على مر التاريخ‪ ،‬سوالء كان هسسؤلء مسسن السسسنة أو‬
‫الشيعة أو المعتزلسة أو النواصسب أو الخسوارج ؛ً ولعسل الخسوارج أخسف‬
‫هؤلء استغلل ل للسلطة‪ ،‬كما أن جماعتنا ‪ -‬أهل السنة ‪ -‬أكسسثر الفسسرقا‬
‫استغلل ل لقضية الصحابة‪.‬‬
‫وقضية )الصسحابة( إلسى اليسوم مسن القضسايا المسستثمرة فسي تصسفية‬
‫الخصوم‪ ،‬أو كبتهسم‪ ،‬أو التضسييق عليهسم‪ ،‬أو التشسكيك فسي عقائسدهم‪،‬‬
‫وتنفير الناس عنهم‪ ،‬وعن علمهم‪ ،‬دون النظر إلى حججهم وأدلتهم‪.‬‬
‫ولذلك نجد أنها تكفي عبارة )فلن يطعن في الصحابة( للقضساء علسى‬
‫كل إبداع بحثي عند أهل السنة‪ ،‬مثلما تكفي عبارة )فلن يطعسسن فسسي‬
‫أهل السسبيت( للقضسساء علسسى البسسداع نفسسسه عنسسد الشسسيعة‪ ،‬مسسع أن دول‬
‫الشيعة أتت متأخرة وكانت أكثر تسامحا ل بكثير مسسن دول أهسسل السسسنة‬
‫المتقدمة كالموية والعباسية‪ ،‬وفرقا المعارضسسة كالشسسيعة والمعتزلسسة‬
‫والباضية والزيدية أقل فتكا ل بالفرقا المخالفة من أهسسل السسسنة‪ ،‬وهسسم‬
‫أقل أثرا ل على الفكر السلمي العام ولذلك بقي الرأي العام السسساذج‬
‫هسسو المسسسيطر علسسى العقائسسد السسسلمية‪ ،‬ولعسسل الجسسانب الحقسسوقي‬
‫المرتفع نسبيا ل عنسسد فسسرقا المعارضسسة لعسسل هسسذه الحقسسوقا أتسست نتيجسسة‬
‫كونهم في شق المعارضة من قسسديم وذاقسسوا مسسن المظسسالم مسسا ذاقسسوا‬
‫فتشبعوا بالكثير من حقوقا النسان بحكسسم التجربسسة الطويلسسة ‪ ،‬و فسسي‬
‫الغالب نجسد المعارضسة تستشسسعر بشساعة الظلسسم أكسسثر مسن السسلطة‬
‫وعلمائها‪ ،‬فلذلك تكون نفسياتهم أقدر على تجرع مسسا يسسستفزهم مسسن‬
‫الملتصقين بالسلطة ) وليس هنا موضع تفصيل في هذا الموضوع(‪.‬‬
‫والسنة والشيعة إلى اليسسوم خلفهسسم فسسي الصسسحابة مسسن أكسسبر أسسسباب‬
‫تفرقهم نتيجة تشنج الحوار بين الطائفتين‪ ،‬وتركيز كسسل مسسذهب علسسى‬
‫جانب مع التناقض داخسسل المسسذهب الواحسسد‪ ،‬إل أن كسسل مسسذهب يعسسض‬
‫بالنواجذ على أشد ما قاله سلفهم ولو كان غيسسر علمسسي‪ ،‬والبسسديل هسسو‬
‫الحوار العلمي الهسساديء والخضسسوع للدلسسة وتسسرك مسسساحات للختلف‬

‫‪14‬‬

‫والجتهاد‪ ،‬ثم هناك تيارات داخل كل مذهب قسسد تقسسترب مسسن معتسسدلي‬
‫المذهب الخر‪ ،‬فمعتدلو الشيعة قريبون من معتدلي السنة‪ ،‬ومعتسسدلو‬
‫السنة قريبون من معتدلي الشيعة‪ ،‬ومن قسسرأ تراجسسم القسسرون الثلثسسة‬
‫الولى عرف هذا تماملا‪ ،‬وإنمسسا كسسانت سياسسسة الخليفسسة المتوكسسل هسسي‬
‫القاصمة فسسي الفصسسل التسسام بيسسن المسسذهبين‪ ،‬بسسإعلئه مسسن شسسأن أهسسل‬
‫الحديث ) وحصر اسم السسسنة فيهسم( واضسطهاده للشسسيعة والمعتزلسة‬
‫) ووصمهم بالبدعسسة والزندقسسة(‪ ،‬فتباعسسدت المسسذاهب بتسسأثير سياسسسي‬
‫وظهسسرت وكأنهسسا أديسسان مختلفسسة ل مشسستركات بينهسسا‪ ،‬فضسسعف البحسسث‬
‫العلمي وقل الجتهاد وكثر التقليد والعصبية والسسستعداءات والتكفيسسر‬
‫والتبديع وأصبح الصطفاف المذهبي أكثر حدة وجهل ل وصلبة‪ ،‬ومازلنا‬
‫إلى اليوم ندفع أثمسسان تلسسك المرحلسسة‪ ،‬فل يسسرى المتخاصسسمون آيسسة ول‬
‫برهانا ل مادام هذه الية أو البرهان يخالف ما قرره المتخاصسسمون فسسي‬
‫تلك المرحلة‪ ،‬ووصل التعصب ذروتسه وضسساع العقسسل والتسسدبر والبحسسث‬
‫وسط غبار العداوات والفتاوى والعقائد والكراهية ول حول ول قوة إل‬
‫بالله‪.‬‬
‫وإنما نقول هذا لن السسسنة والشسسيعة اليسسوم يشسسكلن أهسسم فرقسستين‬
‫إسلميتين من حيث النتشار‪ ،‬وكثرة النتاج الفكري‪ ،‬مع تقدم زمانهما‬
‫وبداياتهما الهادئة من أيام الخلفة الراشدة‪ ،‬بل إن جسسذورهما الولسسى‬
‫تمتد منذ عهد النبوة‪ ،‬وما أحوج الفريقين إلى دراسات جادة وهادئة ل‬
‫تلقي بال ل لما كتبه متعصبة السلف‪ ،‬وإنما يهتمون بالبرهان والسسدليل‪،‬‬
‫ل سيما والقرآن الكريم بين أدينسسا‪ ،‬وكسسذلك جملسسة وافسسرة مسسن السسسنة‬
‫المتفق على الحتجاج بها وجملة أوفر من التاريخ المتفق عليسسه‪ ،‬ولسسو‬
‫تقدم كل مذهب خطوة نحو النصاف والعقل والبرهسسان فسسسيكون لسسه‬
‫أثره على المذهب الخر فيحسن التباع الظن عندما يحسن شيوخهم‬
‫ذلك الظن‪ ،‬ويعرفون أن الخلف ليس على أساس حب فريسسق للجنسسة‬
‫وحب آخر للسعير‪ ،‬وإنما هو اختلف طإبيعي نتيجسسة الفسستراقا القسسديم‪،‬‬
‫وهذا الفتراقا لم يكن برغبة من الناس الطيبين من علماء المسسذهبين‬
‫وعسسوامهم‪ ،‬وإنمسسا كسسان للسسسلطات الظالمسسة السسدور الكسسبر فسسي شسسق‬
‫صفوف المسلمين وإشغالهم بأنفسهم علسسى أسسساس مسسذهبي وقبلسسي‬
‫وبلداني وعائلي‪..‬الخ‪ ،‬وكان الساس المذهبي أسوأ تلك السس التي‬
‫استغلتها السلطات‪ ،‬لن البلدانيين والقبليين والمناطإقيين يصطلحون‬
‫إذا تعسسارفوا وتسسزاورا‪ ،‬أمسسا المتمسسذهبون فهسسم أطإسسول النسساس عسسداوة‬

‫‪15‬‬

‫وأبلغهم أثرا ل وأعمقهم حمقسسا ل وأطإسسوعهم لتحقيسسق أهسسداف السسسلطات‬
‫الظالمة‪ ،‬ويزيد في المأسسساة أنهسسم أكسسثر أتباعسا ل وأوسسسع جمهسورا ل مسن‬
‫غيرهم‪ ،‬إذ أن عامة أتباعهم مسن الغوغسساء السذين ل منطسسق عنسسدهم ول‬
‫عقل ول تفريق بين الفقهاء والنبياء‪ ،‬هؤلء الغوغاء الذين قسسال عنهسسم‬
‫المام علي‪ ):‬إذا اجتمعوا ضروا وإذا تفرقوا لسسم يعرفسسوا(! هسسؤلء هسسم‬
‫مادة السلطان ولسان المفتي وسسسوط الجلد وبهسسم تسسسجن الحقيقسسة‬
‫ويضسسعف البسسداع وتنشسسغل المسسة بتسسوافه المسسور وأضسسرها؛ً حسستى أن‬
‫المسلم الطيب العادي يسرى أن أخساه المسسلم ‪ -‬المختلسف معسه فسي‬
‫بعض التفاصيل ‪ -‬من أشد أعسسداء اللسسه ! وأنسسه يجسسب بغضسسه وكراهيتسسه‬
‫والعمل على إيسسذائه‪ ..‬السسخ‪ ،‬وأصسسبحت هسسذه الجرائسسم فسسي حسسق نفسسس‬
‫المسلم وعقله وضميره من أسس العقيدة التي نعلمهسسا الطلب فسسي‬
‫مدارسنا‪ ،‬ونجبرهم على تجرع بغض المسلم والشك فيه عسسبر حشسسد‬
‫أدلة من أمراض السلف العقليسسة والنفسسسية‪ ،‬فمسسن هنسسا تسسأتي أهميسسة‬
‫تنبيه هؤلء الطيبين على أن بعض ما يظنونه دينا ل إنما هو جريمسسة فسسي‬
‫حق أنفسهم وعقسسولهم وليسسس عليهسسا دليسسل مسسن كتسساب ول سسسنة‪ ،‬وأن‬
‫البحث والعلم وتدبر الكتاب وما صح من السنة والتاريخ بدون عصبية‬
‫كفيل بأن يوضح لهؤلء الطيبين بأن المر تم تهويله أكثر ممسسا ينبغسسي‪،‬‬
‫ول يجوز التمذهب على أمر مختلف فيه داخل كل مسسذهب‪ ،‬وتحسسوطإه‬
‫الحتمالت والمشتركات من كل الجوانب‪ ،‬فلماذا نخدع الناس بأفكار‬
‫وعقائد ما أنزل الله بها من سلطان‪ ،‬وندفعهم للتخاصم فسسي أمسسور ل‬
‫يدل عليها دليل صحيح‪ ،‬كمسألة عدالة الصسسحابة مث ل‬
‫ل‪ ،‬السستي ملنسسا بهسسا‬
‫كتب العقائد وليس لهسسا أصسسل ل فسسي كتسساب اللسسه ول سسسنة رسسسوله ول‬
‫الواقع التاريخي‪ ،‬بل الدلسسة علسسى خلف ذلسسك مسسن التفصسسيل فسسي كسسل‬
‫صحابي وليس هذا التعميم الذي يتضاد مع الدلة الصريحة من القرآن‬
‫والسنة والتاريخ‪.‬‬
‫حاجة موضوع الصحابة للباحثين المنصفين‪:‬‬
‫ولهذا كله رأيت أن موضوع )الصحابة( يحتاج مسسن وقسست لخسسر لجهسسود‬
‫الباحثين المنصفين سوالء من السنة بتياراتها أو من الشيعة بطوائفهسسا‬
‫أومن المعتزلة أو الباضية‪ ،‬أوحتى النواصب )ولهم وجود قسسوي داخسسل‬
‫أهل السنة للسف(‪ ،‬أو الباحثين غير المنتميسسن لمسسذهب مسسن مسسذاهب‬
‫المسلمين‪ ،‬وهذه الفرقا بطوائفها المختلفة هي تقريبسسا ل الفسسرقا السستي‬
‫تصنف على أنها ممثلة للسلم في هذا العصر‪ ،‬ولعل أهم ما في هسسذا‬

‫‪16‬‬

‫الموضسسوع أن يكتشسسف المسسسلمون أن بعسسض التشسسريعات البشسسرية‬
‫الصحابية قد دخلت في الشريعة والعقيدة والخلقا والسلوك‪ ،‬وبعض‬
‫تلك التشريعات تتنافى مسسع تشسسريعات السسسلم‪ ،‬وهسسذا موضسسوع كسسبير‬
‫يحتاج لبحث مفصل‪ ،‬إل أنه يكفي هنا أن نشير إلى أن كسسل صسسحابي ل‬
‫يجوز أن يكون فعله شرعا ل وإنما هو محكوم بالشسسرع‪ ،‬وأن الغلسسو فسسي‬
‫الصحابة قد أدى إلى خلل في التشريع بزيادة فيه أو نقصان أو تأويسسل‬
‫أو إهمال‪.‬‬
‫وعلى هذا فالجميع من باحثين أحرار أو متمذهبين بحاجة إلسسى حسسوار‪،‬‬
‫وبحث طإويل المدى‪ ،‬بعيد عن كل مصادرة للراء الخسسرى؛ً مسسا دام أن‬
‫تلك الراء تدعي النتماء للسلم واللتزام بالمنهج العلمي‪.‬‬
‫ل تقليد!!‬
‫وهذا البحث المنصف المطلوب من هؤلء ل بد فيه مسسن تسسرك التقليسسد‬
‫جانبسسلا‪ ،‬والتحلسسي بالجتهسساد؛ً لن التقليسسد مسسن أكسسبر أسسسباب تفسسرقا‬
‫المسلمين‪ ،‬ول أقصد بترك التقليد هنا النتقال من شيخ لشسسيخ داخسسل‬
‫المذهب‪ ،‬وإنما إن اكتشف الباحث أن مسسذهبه برمتسسه علسسى خطسسأ فسسي‬
‫مسألة فعليها أن يتركها ويتبع الدليل‪ ،‬أما النتقال من تقليد ابن تيميسسة‬
‫إلى تقليد ابن حجر‪ ،‬أو من تقليد أحمد إلى تقليسسد مالسسك‪ ..‬فهسسذا ليسسس‬
‫خروجا ل من التقليد وإنما انتقاء من تقليد إلى تقليد‪ ،‬أما الجتهاد فينبسسع‬
‫من دراسة الفكرة واتباع ما دل عليه الدليل والبرهان الذي تقتنسسع بسسه‬
‫النفس‪ ،‬وكل نفس مسسسئولة عمسسا تقتنسسع بسه وليسسست مسسسئولة عمسسا ل‬
‫تقتنع به‪ ،‬وليس صحيحا ل أن باب الجتهاد قسسد أقفسسل‪ ،‬فالجتهسساد يتجسسزأ‪،‬‬
‫فقد تجتهد فيما تقدر عليه بعد البحث‪ ،‬وتبقى مقلدا ل فيما ل تقدر على‬
‫بحثه‪ ،‬وهذا البحث وأمثاله ليس موجها ل للعامسسة‪ ،‬بسسل هسسو للخاصسسة مسسن‬
‫باحثي التاريخ والحديث والتفسير والعقائد‪ ..‬وفسسي هسسذه العلسسوم كلهسسا‬
‫الحسسق والباطإسسل‪ ،‬الغسسث والسسسمين‪ ،‬وموضسسوع الصسسحابة مسسن تلسسك‬
‫الموضوعات التي كثر فيها التقليسسد وقسس ر‬
‫ل الجتهسساد أو عسسدم‪ ،‬وهسسو مسسن‬
‫الموضوعات التي تحتاج لدراسات جادة لن آثار هذا الموضوع كسسبيرة‬
‫على العقائد والنظريات السياسية والتجاهات الفكريسسة السستي عسساقت‬
‫العقل المسلم وكبتت البحث في الدراسسسات السياسسسية والجتماعيسسة‬
‫والقتصادية عنسسد المسسسلمين وعنسسد أهسسل السسسنة منهسسم خاصسسة‪ ،‬وهسسذا‬

‫‪17‬‬

‫العصر يتطلب الخروج من هذا التخندقا المعرفي إلسسى النفتسساحا علسسى‬
‫دلئل الكتاب والسنة وإخراجها من تحت عباءات المتخاصمين‪.‬‬
‫وهذه الدعوة هسسي دعسوة للخسسوة الشسسيعة أيضسسلا‪ ،‬ول يظنسسون أنفسسسهم‬
‫بمفازة من تأثير التقوقع والمعارضة المستدامة‪ ،‬التي عزلت بعضسسهم‬
‫عن العقل والتدبر في القرآن والتاريخ ومسيرته‪ ،‬وتركيزي علسسى نقسسد‬
‫التقليد عند أهل السنة لني من أبنساء السدار وأعسرف الستراث السسني‬
‫والنفسيات السسسنية والرمسسوز السسسنية‪ ،‬وأرى مسسن واجسسبي قسسول كلمسسة‬
‫الحق والشهادة لله على النفسسس والقربيسسن ) والقربسسون أولسسى بكسسل‬
‫معروف ونصيحة وصرخة( وإل فسسإن اطإلعسسي علسسى بعسسض المسسدونات‬
‫الشيعية أجسسد فيهسسا فسسي الشسسق الخسسر عزلسسة عسسن كسسل تجديسسد وغبطسسة‬
‫بالخرافات وأهوال الخبار الضسسعيفة والموضسسوعة‪ ،‬ولكسسن ل يحسسق لسسي‬
‫التحدث بعموم عن الشيعة لني أجهل أكثر تراثه ومعالمه وتطسسوراته‪،‬‬
‫فهو قصة أخسسرى لهسسا أبناؤهسسا ومجسسددوها وناقسسدوها‪ ،‬وكسسذلك المسسذهب‬
‫الباضي والزيدي فإن اطإلعي على القليل من تراثهسسم يجعلنسسي فسسي‬
‫القلق نفسه‪ ،‬فالزيدية المتأخرة مثل ل كزيدية الشوكاني والميسسر وابسسن‬
‫الوزير – إن صح كونهم زيدية‪ -‬أضاعت كثيرا ل من المنطلقات الزيدية‬
‫السستي أجسسدها فسسي مؤلفسسات القسسدمين منهسسم كالمسسام زيسسد والهسسادي‬
‫والطإروش وغيرهم )والحركة الفكرية الحوثية في اليمن أقسسرب إلسسى‬
‫الزيديسسة المتقدمسسة وأقسسرب للقسسرآن الكريسسم مسسن الزيديسسة المختلطسسة‬
‫المتأثرة بأهل الحديث(‪ ،‬ولعسسل الباضسسية مسسن أكسسثر المسسذاهب انفتاحسسا ل‬
‫اليوم‪ ،‬وكذلك المعتزلة إل أنهم اليوم أفراد ل يتسمون باسم م