½δδ ƒΘ佃₧∩ ƒΘΦá⌐ε 011
تم تصدير هذا الكتاب آليا بواسطة المكتبة الشاملة
)اضغط هنا للنتقال إلى صفحة المكتبة الشاملة على النترنت(
] السنن الكبرى -النسائي [
الكتاب :سنن النسائي الكبرى
المؤلف :أحمد بن شعيب أبو عبد الرحمن النسائي
الناشر :دار الكتب العلمية -بيروت
الطبعة الولى 1991 - 1411 ،
تحقيق :د.عبد الغفار سليمان البنداري ,سيد كسروي حسن
عدد الجأزاء 6 :
) 223قوله تعالى أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت وما أنسانيه
إل الشيطان أن أذكره واتخذ سبيله في البحر عجبا (
) (6/389
- 11308أنا قتيبة بن سعيد في حديثه عن سفيان عن عمرو عن سعيد بن
جأبير قال Yقلت لبن عباس إن نوفا البكالي يزعم أن موسى بني إسرائيل
ليس بموسى الخضر قال كذب عدو الله حدثنا أبي بن كعب عن رسول الله
صلى الله عليه و سلم قال قام موسى عليه السلم خطيبا في بني إسرائيل
فقيل له أي الناس أعلم قال أنا قال فعتب الله عليه إذ لم يرد العلم إليه
فأوحى الله إليه بل عبد من عبادي بمجمع البحرين هو أعلم منك قال أي رب
فكيف السبيل إليه قال تأخذ حوتا في مكتل فحيث ما فقدت الحوت فاتبعه
فخرج موسى ومعه فتاه يوشع بن نون ومعهما الحوت حتى انتهيا إلى صخرة
فنزل عندها فوضع موسى عليه السلم رأسه فنام قال سفيان في غير حديث
عمرو وفي أصل الصخرة عين يقال لها الحياة ل يصيب شيء من مائها شيئا إل
حيي فأصاب الحوت من ماء تلك العين فتحرك وانسل من المكتل فدخل البحر
فلما استيقظ موسى قال لفتاه آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا قال
فلم يجد النصب حتى جأاوز ما أمر به فقال له فتاه يوشع بن نون أرأيت إذ أوينا
إلى الصخرة فإني نسيت الحوت وما أنسانيه ] ص [ 390إل الشيطان أن
أذكره واتخذ سبيله في البحر قال له موسى ذلك ما كنا نبغ فارتدا على آثارهما
قصصا فرجأعا يقصان آثارهما وجأدا سربا في البحر كالطاق ممر الحوت فكان
لهما عجبا وللحوت سربا فلما انتهيا إلى الصخرة إذا هما برجأل مسجى بثوب
فسلم عليه موسى عليه السلم قال وأنى بأرضك السلم قال أنا موسى قال
موسى بني إسرائيل قال نعم قال هل اتبعك على أن تعلمني مما علمت رشدا
قال له الخضر يا موسى أنك على علم من علم الله علمكه الله وأنا على علم
من علم الله علمنيه الله ل تعلمه قال بل أتبعك قال فإن اتبعتني فل تسألني
عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرا فانطلقا يمشيان على الساحل فمرت بهم
سفينة فعرف الخضر فحملوهم في السفينة فركبا فوقع عصفور على حرف
السفينة فغمس منقاره في البحر فقال الخضر يا موسى ما علمي وعلمك
وعلم الخلئق في علم الله إل مقدار ما غمس هذا العصفور منقاره قال فلم
يفجأ موسى إذ عمد الخضر إلى قدام السفينة فخرق السفينة فقال موسى
قوم حملونا بغير نول عمدت إلى سفينتهم فخرقتها لتغرق أهلها لقد جأئت شيئا
إمرا قال ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا قال ل تؤاخذني بما نسيت ول
ترهقني من أمري عسرا فانطلقا فإذا هما بغلم يلعب مع الغلمان فأخذ الخصر
رأسه فقطعه قال له موسى } أقتلت نفسا زكية بغير نفس لقد جأئت شيئا نكرا
{ قال } ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا قال إن سألتك عن شيء
بعدها فل تصاحبني قد بلغت من لدني عذرا فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية
استطعما أهلها فأبوا أن يضيفوهما { فمر الخضر بجدار يريد أن ينقض فأقامه
قال له موسى إنا دخلنا هذه القرية فلم يطعمونا ولم يضيفونا لو شئت لتخذت
عليه أجأرا قال هذا فراق بيني وبينك سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عيه صبرا قال
وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم وددنا أن موسى صبر حتى يقص علينا
من أمرهما وكان بن العباس يقرؤها وكان أمامهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا
وأما الغلم فكان كافرا
) (6/389
) 224قوله تعالى فارتدا على آثرهما قصصا (
) (6/391
- 11309أخبرني عمران بن يزيد نا إسماعيل بن عبد الله بن سماعه عن
الوزاعي قال أخبرني بن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن بن
عباس Yأنه تمارى هو والحر بن قيس بن حصن الفزاري في صاحب موسى
قال بن عباس هو خضر فمر بهما أبي بن كعب النصاري فدعاه بن عباس فقال
أني تماريت وصاحبي هذا في صاحب موسى الذي سأل السبيل إلى لقائه هل
سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يذكر شيئا قال أي نعم سمعت
رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول بينا موسى في مل من بني إسرائيل إذ
جأاءه رجأل فقال هل تعلم أحدا أعلم منك فقال موسى عليه السلم ل فأوحى
الله إلى موسى بلى عبدنا خضر فسأل موسى عليه السلم السبيل إلى لقيه
فجعل الله له الحوت آية وقيل إذا فقدت الحوت فارجأع فأنك ستلقاه فكان
موسى عليه السلم يتبع أثر الحوت في البحر قال فتى موسى لموسى أرأيت
إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت وما أنسانيه إل الشيطان أن أذكره قال
موسى عليه السلم ذلك ما كنا نبع فارتدا على آثارهم قصصا فوجأدا خضرا
فكان من شأنهما ما قص الله في كتابه
) (6/391
) 225قوله تعالى فأبوا أن يضيفوهما (
) (6/391
- 11310أنا محمد بن علي بن ميمون نا الفريابي نا إسرائيل عن أبي إسحاق
عن سعيد بن جأبير عن بن عباس عن أبي بن كعب قال Yكان رسول الله صلى
الله عليه و سلم إذا ذكر أحدا فدعا له بدأ بنفسه فقال ذات يوم رحمة الله علينا
وعلى موسى لو لبث مع صاحبه لبصر العجب العاجأب ولكنه قال إن سألتك
عن شيء بعدها فل تصاحبني قد بلغت من لدني عذرا
) (6/391
) 226قوله تعالى فأعينوني بقوة أجأعل بينكم وبينهم ردما (
) (6/391
- 11311أنا عبيد الله بن سعيد نا سفيان عن الزهري سمعته يقول عن عروة
عن زينب عن حبيبة عن أمها أم حبيبة عن زينب بنت جأحش قالت Yانتبه
رسول الله صلى الله عليه و سلم من نوم محمرا وجأهه وهو يقول ل إله إل الله
ثلث مرات ويل للعرب من شر قد أقترب فتح اليوم من ردم يأجأوج ومأجأوج
مثل هذا وعقد سبعين وعشرة سواء قلت يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون
قال نعم إذا كثر الخبث
) (6/391
) 227قوله تعالى ونفخ في الصور (
) (6/392
- 11312أنا عمرو بن زرارة قال نا إسماعيل عن سليمان التيمي عن أسلم
العجلي عن بشر بن شغاف عن عبد الله بن عمرو قال قال أعرابي Yيا رسول
الله ما الصور قال قرن ينفخ فيه
) (6/392
) 228قوله تعالى هل ننبئكم بالخسرين أعمال (
) (6/392
- 11313أنا محمد بن إسماعيل بن إبراهيم نا يزيد نا شعبة عن عمرو بن مرة
عن مصعب بن سعد قال Yسأل رجأل أبي عن هذه الية } قل هل ننبئكم
بالخسرين أعمال { أهم الحرورية قال ل هم أهل الكتاب أما اليهود فكفروا
بمحمد صلى الله عليه و سلم وأما النصارى فكفروا بالجنة قالوا ليس فيها
طعام ول شراب ولكن الحرورية الذين قال الله عز و جأل ويقطعون ما أمر الله
به أن يوصل ويفسدون في الرض إلى الفاسقين قال يزيد هكذا حفظت وكان
سعد يسميهم الفاسقين
) (6/392
) 229قوله تعالى ولو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفذ } البحر قبل أن تنفد
كلمات ربي { (
) (6/392
- 11314أنا قتيبة بن سعيد نا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن داود عن
عكرمة عن بن عباس قال Yقالت قريش لليهود أعطونا شيئا نسأل به هذا
الرجأل فقالوا سلوه عن الروح فسألوه فنزلت يسألونك عن الروح قل الروح
من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إل قليل قالوا أوتينا علما كثيرا أوتينا التوراة
ومن أوتي التوراة فقد أوتي خيرا كثيرا فأنزل الله قل لو كان البحر مدادا
لكلمات ربي لنفذ البحر
) (6/392
) سورة مريم (
) (6/393
) 230قوله تعالى يا أخت هارون (
) (6/393
- 11315أنا محمد بن يحيى بن أيوب نا بن إدريس قال حدثني أبي عن سماك
قال حدثني أبي عن سماك عن علقمة بن وائل عن المغيرة بن شعبة قال Y
كنت بأرض نجران فسألوني فقالوا أرأيتم شيئا تقرؤونه يا أخت هارون وبين
موسى وعيسى ما قد علمتم من السنين قال فلم أدر ما أجأيبهم به فلما قدمت
على رسول الله صلى الله عليه و سلم ذكرت ذلك له فقال أل أخبرتهم أنهم
كانوا يسمون بأنبيائهم والصالحين
) (6/393
) 231قوله تعالى وأنذرهم يوم الحسرة (
) (6/393
- 11316أنا هناد بن السري عن محمد عن العمش عن أبي صالح عن أبي
سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم Yإذا دخل أهل النار النار
وأدخل أهل الجنة الجنة يجاء بالموت كأنه كبش أملح فينادي منادي يا أهل
الجنة تعرفون هذا قال فيشرئبون وينظرون وكل قد رأوه فيقولون نعم هذا
الموت ثم ينادي يا أهل النار تعرفون هذا فيشرئبون وينظرون وكلهم قد رأوه
فيقولون نعم هذا الموت فيؤخذ فيذبح ثم ينادي يا أهل الجنة خلود ول موت ويا
أهل النار خلود ول موت فذلك قوله } وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضي المر
وهم في غفلة { قال أهل الدنيا في غفلة
) (6/393
- 11317أنا محمد بن عبيد بن محمد نا أسباط عن العمش عن أبي صالح
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم Yفي هذه الية وأنذرهم يوم
الحسرة قال ينادي يا أهل الجنة فيشرئبون فينظرون وينادي يا أهل النار
فيشرئبون فينظرون فيقال هل تعرفون الموت فيقولون نعم فيجاء بالموت في
صورة كبش أملح فيقال هذا الموت فيقدم فيذبح قال يا أهل الجنة خلود ل
موت ويقال يا أهل النار خلود ل موت قال ثم قرأ } وأنذرهم يوم الحسرة إذ
قضي المر {
) (6/393
) 232قوله تعالى وقربناه نجيا (
) (6/394
- 11318أنا عبيد الله بن فضالة بن إبراهيم أنا موسى بن إسماعيل نا حماد
بن سلمة عن حميد عن الحسن عن جأندب عن النبي صلى الله عليه و سلم
قال Yلقي آدم موسى فقال موسى يا آدم أنت الذي خلقك الله بيده وأسجد
لك ملئكته وأسكنك جأنته ونفخ فيك من روحه قال آدم يا موسى أنت الذي
اصطفاك الله برسالته وآتاك التوراة وكلمك وقربك نجيا فأنا أقدم أم الذكر
قال النبي صلى الله عليه و سلم فحج آدم موسى فحج آدم موسى
) (6/394
) 233قوله تعالى وما نتنزل إل بأمر ربك (
) (6/394
- 11319أنا محمد بن إسماعيل بن إبراهيم عن أبي عامر قال حدثنا عمر قال
نا أبي وأنا إبراهيم بن الحسن عن حجاج بن محمد عن عمر بن ذر عن أبيه عن
سعيد بن جأبير عن بن عباس قال محمد إن النبي صلى الله عليه و سلم وقال
إبراهيم Yإن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لجبريل ما يمنعك أن
تزورنا أكثر مما تزورنا فنزلت } وما نتنزل إل بأمر ربك { قال محمد الية
) (6/394
) 234قوله تعالى وإن منكم إل واردها (
) (6/394
- 11320أخبرنا محمد بن عبد الله بن يزيد عن سفيان عن الزهري عن سعيد
عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه و سلم قال Yما أحد يموت له ثلثة من
الولد فيلج النار إل تحلة القسم
) (6/394
) 235قوله تعالى ونذر الظالمين فيها جأثيا (
) (6/395
- 11321أنا الحسن بن محمد عن حجاج عن بن جأريج وأخبرني هارون بن عبد
الله نا حجاج قال بن جأريج أخبرني أبو الزبير أنه سمع جأابرا يقول أخبرتني أم
مبشر أنها سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول عند حفصة رضي الله
عنها Yل يدخل النار إن شاء الله من أصحاب الشجرة أحد الذين بايعوا تحتها
قالت بلى يا رسول الله فانتهرها قالت حفصة وإن منكم إل واردها قال النبي
صلى الله عليه و سلم فقد قال الله } ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها
جأثيا {
) (6/395
) 236قوله تعالى أفرأيت الذي كفر بآياتنا (
) (6/395
- 11322أنا محمد بن العلء نا أبو معاوية عن العمش عن مسلم عن
مسروق عن خباب قال Yكنت رجأل قينا وكان لي على العاصي بن وائل دين
فأتيته أتقاضاه فقال والله ل أقضيك حتى تكفر بمحمد صلى الله عليه و سلم
فقلت ل والله ل أكفر بمحمد حتى تموت ثم تبعث قال فإني إذا مت ثم بعثت
جأئتني ولي ثم مال وولد فأعطيك فأنزل الله عز و جأل } أفرأيت الذي كفر
بآياتنا { إلى قوله } ويأتينا فردا {
) (6/395
- 11323انا هناد بن السري عن أبي معاوية عن العمش عن سعيد بن جأبير
عن أبي عبد الرحمن عن أبي موسى قال قال رسول الله صلى الله عليه و
سلم Yل أحد أصبر على أذى يسمعه من الله إنه يشرك به ويجعل له ند وهو
يعافيهم ويرزقهم ويدفع عنهم
) (6/395
) سورة طه (
) (6/396
- 11324أنا إسماعيل بن مسعود عن خالد عن شعبة عن أبي إسحاق عن بن
حزن قال افتخر أهل البل والشاة فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم Y
بعث موسى عليه السلم وهو راعي غنم وبعث داود عليه السلم وهو راعي
غنم وبعثت أنا أرعى غنما لهلي بأهلي بأجأياد
) (6/396
- 11325أنا محمد بن بشار قال يعني بن عدي قال شعبة قال Yقلت لبي
إسحاق نصر بن حزن أدرك النبي صلى الله عليه و سلم قال نعم
) (6/396
) 237قوله عز و جأل وفتناك فتونا (
) (6/396
) 4حديث الفتون (
) (6/396
- 11326أنا عبد الله بن محمد نا يزيد بن هارون أنا أصبغ بن زيد نا القاسم بن
أبي أيوب أني سعيد بن جأبير قال Yسألت عبد الله بن عباس عن قول الله عز
و جأل لموسى عليه السلم وفتناك فتونا فسألته عن الفتون ما هو قال استأنف
النهار يا بن جأبير فأن لها حديثا طويل فلما أصبحت غدوت على بن عباس لنتجز
منه ما وعدني من حديث الفتون فقال تذاكر فرعون وجألساؤه ما كان الله عز
و جأل وعد إبراهيم صلى الله عليه و سلم أن يجعل في ذريته أنبياء وملوكا قال
بعضهم إن بني إسرائيل ينتظرون ذلك ما يشكون فيه وكانوا يظنون أنه يوسف
بن يعقوب عليهما السلم فلما هلك قالوا ليس هكذا كان وعد إبراهيم عليه
السلم فقال فرعون فكيف ترون فائتمروا وأجأمعوا أمرهم على أن يبعث رجأال
معهم الشفار يطوفون في بني إسرائيل فل يجدون مولودا ذكرا إل ذبحوه
ففعلوا ذلك فلما رأوا أن الكبار من بني إسرائيل يموتون بآجأالهم والصغار
يذبحون قالوا توشكون أن تفنوا بني إسرائيل فتصيروا أن تباشروا من العمال
والخدمة الذي كانوا يكفونكم فاقتلوا عاما كل مولود ذكر فيقل نباتهم ودعوا
عاما فل تقتلوا منهم أحدا فينشأ الصغار مكان من ] ص [ 397يموت من
الكبار فإنهم لن يكثروا بمن تستحيون منهم فتخافوا مكاثرتهم إياكم ولن يفنوا
بمن تقتلون وتحتاجأون إليهم فأجأمعوا أمرهم على ذلك فحملت أم موسى
بهارون في العام الذي ل يذبح فيه الغلمان فولدته علنية آمنة فلما كان من
قابل حملت بموسى فوقع في قلبها الهم والحزن وذلك من الفتون يا بن جأبير
ما دخل عليه في بطن أمه مما يراد به فأوحى الله جأل ذكره إليها أن ل تخافي
ول تحزني إنا رادوه إليك وجأاعلوه من المرسلين فأمرها إذا ولدت أن تجعله
في تابوت وتلقيه في اليم فلما ولدت فعلت ذلك فلما توارى عنها ابنها أتاها
الشيطان فقالت في نفسها ما فعلت بابني لو ذبح عندي فواريته وكفنته كان
أحب إلي أن ألقيه إلى دواب البحر وحيتانه فانتهى الماء به حتى أوفي به عند
فرضه مستقى جأواري امرأة فرعون فلما رأينه أخذنه فهممن أن يفتحن
التابوت فقال بعضهن إن في هذا مال وإنا إن فتحناه لم تصدقنا امرأة الملك بما
وجأدنا فيه فحملنه كهيئته لم يخرجأن منه شيئا حتى دفعنه إليها فلما فتحته رأت
فيه غلما فألقي عليها منه محبة لم يلق منها على أحد قط وأصبح فؤاد أم
موسى فارغا من ذكر كل شيء إل من ذكر موسى فلما سمع الذباحون بأمره
أقبلوا بشفارهم إلى امرأة فرعون ليذبحوه وذلك من الفتون يا بن جأبير فقالت
لهم أقروه فإن هذا الواحد ل يزيد في بني إسرائيل حتى آتي فرعون فأستوهبه
منه فإن وهبه لي كنتم قد أحسنتم وأجأملتم وإن أمر بذبحه لم ألمكم فأتت
فرعون فقالت قرة عين لي ولك فقال فرعون يكون لك فأما لي فل حاجأة لي
فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم والذي يحلف به لو أقر فرعون أن
يكون له قرة عين كما أقرت امرأته لهداه الله كما هداها ولكن الله حرمه ذلك
فأرسلت إلى من حولها إلى كل امرأة لها لبن تختار له ظئرا فجعل كلما أخذته
امرأة منهن لترضعه لم يقبل على ثديها حتى أشفقت امرأة فرعون أن يمتنع
من اللبن فيموت فأحزنها ذلك فأمرت به فأخرج إلى السوق ومجمع الناس
ترجأو أن تجد له ظئرا تأخذه منها فلم يقبل فأصبحت أم موسى والها فقالت
لخته قصي أثره واطلبيه هل تسمعين له ذكرا أحي ابني أم أكلته الدواب
ونسيت ما كان الله وعدها فيه فبصرت به أخته عن جأنب والجنب أن يسو بصر
النسان إلى الشيء البعيد وهو إلى ناحية ل يشعر به فقالت من الفرح حين
أعياهم الظؤورات أنا أدلكم على أهل بيت يكفلونه ] ص [ 398لكم وهم له
ناصحون فأخذوها فقالوا ما يدريك ما نصحهم هل تعرفونه حتى شكوا في ذلك
وذلك من الفتون يا بن جأبير فقالت نصيحتهم له وشفقتهم عليه رغبتهم في
صهر الملك ورجأاء منفعة الملك فأرسلوها فانطلقت إلى أمها فأخبرتها الخبر
فجاءت أمه فلما وضعته في حجرها ثوى إلى ثديها فمصه حتى امتل جأنباه ريا
وانطلق البشراء إلى امرأة فرعون يبشرونها أن قد وجأدنا لبنك ظئرا فأرسلت
إليها فأتت بها وبه فلما رأت ما يصنع قالت امكثي ترضعي ابني هذا فإني لم
أحب شيئا حبه قط قالت أم موسى ل أستطيع أن أدع بيتي وولدي فيضيع فإن
طابت نفسك أن تعطينيه فأذهب به إلى بيتي فيكون معي ل آلوه خيرا فعلت
فإني غير تاركة بيتي وولدي وذكرت أم موسى ما كان الله وعده فتعاسرت
على امرأة فرعون وأيقنت أن الله منجز موعوده فرجأعت إلى بيتها من يومها
فأنبته الله نباتا حسنا وحفظ لما قد قضى فيه فلم يزل بنو إسرائيل وهم في
ناحية القرية ممتنعين من السخرة والظلم ما كان فيهم فلما ترعرع قالت
امرأة فرعون لم موسى أزيريني ابني فوعدتها يوما تزيرها إياه فيه وقالت
امرأة فرعون لخازنها وظؤورها وقهارمتها ل يبقين أحد منكم إل استقبل ابني
اليوم بهدية وكرامة لرى ذلك فيه وأنا باعثه أمينا يحصي كل ما يصنع كل إنسان
منكم فلم تزل الهدايا والكرامة والنحل تستقبله من حين خرج من بيت أمه إلى
أن دخل على امرأة فرعون فلما دخل عليها نحلته وأكرمته وفرحت به ونحلت
أمه بحسن أثرها عليه ثم قالت لتين فرعون فلينحلنه وليكرمنه فلما دخلت به
عليه جأعله في حجره فتناول موسى لحية فرعون فمدها إلى الرض قال الغواة
من أعداء الله لفرعون أل ترى ما وعد الله إبراهيم نبيه إنه زعم أن يربك
ويعلوك ويصرعك فأرسل إلى الذباحين ليذبحوه وذلك من الفتون يا بن جأبير
بعد كل بلء ابتلى به وأريد به فتونا فجاءت امرأة فرعون تسعى إلى فرعون
فقالت ما بدا لك في هذا الغلم الذي وهبته لي فقال أل ترينه إنه يزعم
سيصرعني ويعلوني قالت اجأعل بيني وبينك أمرا يعرف فيه الحق ائت بجمرتين
ولؤلؤتين فقربهن إليه فإن بطش باللؤلؤ واجأتنب الجمرتين عرفت أنه يعقل
وإن تناول الجمرتين ولم يرد اللؤلؤتين علمت أن أحدا ل يؤثر الجمرتين على
اللؤلؤتين وهو يعقل فقرب ذلك ] ص [ 399إليه فتناول الجمرتين فنزعوهما
منه مخافة أن يحرقا يديه فقالت المرأة أل ترى فصرفه الله عنه بعد ما كان قد
هم به وكان الله بالغا فيه أمره فلما بلغ أشده وكان من الرجأال لم يكن أحد من
آل فرعون يخلص إلى أحد من بني إسرائيل معه بظلم ول سخرة امتنعوا كل
المتناع فبينما موسى عليه السلم يمشي في ناحية المدينة إذا هو برجألين
يقتتلن أحدهما فرعوني والخر إسرائيلي فاستغاثه السرائيلي على الفرعوني
فغضب موسى عليه السلم غضبا شديدا لنه تناوله وهو يعلم منزله من بني
إسرائيل وحفظه لهم ل يعلم الناس إل أنما ذلك من الرضاع إل أم موسى إل أن
يكون الله سبحانه أطلع موسى عليه السلم من ذلك على ما لم يطلع عليه
غيره ووكز موسى الفرعوني فقتله وليس يراهما أحد إل الله عز و جأل
والسرائيلي فقال موسى حين قتل الرجأل هذا من عمل الشيطان إنه عدو
مضل مبين ثم قال رب إني ظلمت نفس فاغفر لي فغفر له إنه هو الغفور
الرحيم فأصبح في المدينة خائفا يترقب الخبار فأتي فرعون فقيل له إن بني
إسرائيل قتلوا رجأل من آل فرعون فخذ لنا بحقك ول ترخص لهم فقال ابغوني
قاتله من شهد عليه فإن الملك وإن كان صفوه مع قومه ل يستقيم له أن يقيد
بغير بينة ول ثبت فاطلبوا لي علم ذلك آخذ لكم بحقكم فبينما هم يطوفون ل
يجدون ثبتا إذا موسى من الغد قد رأى ذلك السرائيلي يقاتل رجأل من آل
فرعون آخر فاستغاثه السرائيلي على الفرعوني فصادف موسى قد ندم على
ما كان منه وكره الذي رأى فغضب السرائيلي وهو يريد أن يبطش بالفرعوني
فقال للسرائيلي لما فعل أمس واليوم إنك لغوي مبين فنظر السرائيلي إلى
موسى عليه السلم بعدما قال له ما قال فإذ هو غضبان كغضبه بالمس الذي
قتل فيه الفرعوني فخاف أن يكون بعدما قال له إنك لغوي مبين أن يكون إياه
أراد ولم يكن أراده وإنما أراد الفرعوني فخاف السرائيلي وقال يا موسى
أتريد أن تقتلني كما قتلت نفسا بالمس وإنما قال له مخافة أن يكون إياه أراد
موسى ليقتله فتتاركا وانطلق الفرعوني فأخبرهم بما سمع من السرائيلي من
الخبر حين يقول أتريد أن تقتلني كما قتلت نفسا بالمس فأرسل فرعون
الذباحين ليقتلوا موسى فأخذ رسل فرعون الطريق العظم يمشون على
هيئتهم يطلبون ] ص [ 400موسى وهم ل يخافون أن يفوتهم فجاء رجأل من
شيعة موسى من أقصى المدينة فاختصر طريقا حتى سبقهم إلى موسى
فأخبره الخبر وذلك من الفتون يا بن جأبير فخرج موسى متوجأها نحو مدين لم
يلق بلء قبل ذلك وليس له علم إل حسن ظنه بربه تعالى فإنه قال عسى ربي
أن يهديني سواء السبيل ولما ورد ماء مدين وجأد عليه أمة من الناس يسقون
ووجأد من دونهم امرأتين تذودان يعني بذلك حابستين عنهما فقال لهما ما
خطبكما معتزلتين ل تسقيان مع الناس فقالتا ليس لنا قوة نزاحم القوم وإنما
ننتظر فضول حياضهم فسقى لهما فجعل يغترف في الدلو ماء كثيرا حتى كان
أول الرعاء وانصرفتا بغنمها إلى أبيهما وانصرف موسى عليه السلم فاستظل
بشجرة وقال رب إني لما أنزلت إلى من خير فقير واستنكر أبوهما سرعة
صدورهما بغنهما حفل بطانا فقال إن لكما اليوم لشأنا فأخبرناه بما صنع موسى
فأمر إحداهما أن تدعوه فأتت موسى فدعته فما كلمه قال ل تخف نجوت من
القوم الظالمين ليس لفرعون ول لقومه علينا سلطان ولسنا في مملكته
فقالت إحداهما يا أبت استأجأره إن خير من استأجأرت القوي المين فاحتملته
الغيرة على أن قال لها ما يدريك ما قوته وما أمانته قالت أما قوته فما رأيت
منه في الدلو حين سقى لنا لم أر رجأل قط أقوى في ذلك السقي منه وأما
المانة فإنه نظر إلى حين أقبلت إليه وشخصت له فلما علم أني امرأة صوب
رأسه فلم يرفعه حتى بلغته رسالتك ثم قال لي امشي خلفي وانعتي لي
الطريق فلم يفعل هذا المر إل وهو أمين فسري عن أبيها وصدقها وظن به
الذي قالت فقال له هل لك أن أنكحك إحدى ابنتي هاتين على أن تأجأرني ثماني
حجج فإن أتممت عشرا فمن عندك وما أريد أن أشق عليك ستجدني إن شاء
الله من الصالحين ففعل فكانت على نبي الله موسى ثماني سنين واجأبة
وكانت سنتان عدة منه فقضى الله عنه عدته فأتمها عشرا قال سعيد فلقيني
رجأل من أهل النصرانية من علمائهم قال هل تدري أي الجألين قضى موسى
قلت ل وأنا يومئذ ل أدري فلقيت بن عباس فذكرت ذلك له فقال أما علمت أن
ثمانيا كانت على نبي الله واجأبة لم يكن نبي الله صلى الله عليه و سلم لينقص
منها شيئا ويعلم أن الله كان قاضيا عن موسى عدته التي وعده فإنه قضى
] ص [ 401عشر سنين فلقيت النصراني فأخبرته ذلك فقال الذي سألته
فأخبرك أعلم منك بذلك قلت أجأل وأولى فلما سار موسى بأهله كان من أمر
الناس والعصا ويده ما قص الله عليك في القرآن فشكا إلى الله سبحانه ما
يتخوف من آل فرعون في القتيل وعقده لسانه فإنه كان في لسانه عقدة
تمنعه من كثير الكلم وسأل ربه أن يعينه بأخيه هارون يكون له رداء ويتكلم
عنه بكثير مما ل يفصح به لسانه فآتاه الله سؤله وحل عقدة من لسانه وأوحى
الله إلى هارون وأمره أن يلقاه فاندفع موسى بعصاه حتى لقي هارون عليه
السلم فانطلقا جأميعا إلى فرعون فأقاما على بابه حينا ل يؤذن لهما ثم أذن
لهما بعد حجاب شديد فقال إنا رسول ربك قال فمن ربكما فأخبراه بالذي قص
الله عليك في القرآن قال فما تريدان وذكره القتيل فاعتذر بما قد سمعت قال
أريد أن تؤمن بالله وترسل معي بني إسرائيل فأبى عليه وقال ائت بآية إن
كنت من الصادقين فألقى عصاه فإذا هي حية عظيمة فاغرة فاها مسرعة إلى
فرعون فلما رآها فرعون قاصدة إليه خافها فاقتحم عن سريره واستغاث
بموسى أن يكفها عنه ففعل ثم أخرج يده من جأيبه فرآها بيضاء من غير سوء
يعني من غير برص ثم ردها فعادت إلى لونها الول فاستشار المل حوله فيما
رأى فقالوا له هذان ساحران يريدان أن يخرجأاكم من أرضكم بسحرهما ويذهبا
بطريقتكم المثلى يعني ملكهم الذي هم فيه والعيش فأبوا على موسى ان
يعطوه شيئا مما طلب وقالوا له اجأمع لهما السحرة فإنهم بأرضك كثير حتى
يغلب سحرك سحرهما فأرسل في المدائن فحشر له كل ساحر متعالم فلما
أتوا فرعون قالوا بم يعمل هذا الساحر قالوا يعمل بالحيات قالوا فل والله ما
أحد في الرض يعمل بالسحر بالحيات والحبال والعصي الذي نعمل وما أجأرنا
إن نحن غلبنا قال لهم أنتم أقاربي وخاصتي وأنا صانع إليكم كل شيء أحببتم
فتواعدوا يوم الزينة وأن يحشر الناس ضحى قال سعيد فحدثني بن عباس أن
يوم الزينة اليوم الذي أظهر الله فيه موسى على فرعون والسحرة هو يوم
عاشوراء فلما أجأتمعوا في صعيد قال الناس بعضهم لبعض انطلقوا فلنحضر
هذا المر لعلنا نتبع السحرة إن كانوا هم الغالبين يعنون موسى وهارون
استهزاء بهما ] ص [ 402فقالوا يا موسى لقدرتهم بسحرهم إما أن تلقي وإما
أن نكون نحن الملقين قال بل ألقوا فألقوا حبالهم وعصيهم وقالوا بعزة
فرعون إنا لنحن الغالبون فرأى موسى من سحرهم ما أوجأس في نفسه خيفة
فأوحى الله إليه أن ألق عصاك فلما ألقاها صارت ثعبانا عظيما فاغرة فاها
فجعلت العصا تلبس بالحبال حتى صارت جأرزا على الثعبان تدخل فيه حتى ما
أبقت عصا ول حبل إل ابتلعته فلما عرف السحرة ذلك قالوا لو كان هذا سحرا
لم يبلغ من سحرنا كل هذا ولكنه أمر من الله آمنا بالله وبما جأاء به موسى
ونتوب إلى الله مما كنا عليه فكسر الله ظهر فرعون في ذلك الموطن وأتباعه
وظهر الحق وبطل ما كانوا يعملون فغلبوا هنالك وانقلبوا صاغرين وأمرأة
فرعون بارزة تدعو الله بالنصر لموسى على فرعون وأشياعه فمن رآها من آل
فرعون ظن أنها إنما ابتذلت للشفقة على فرعون وأشياعه وأنما كان حزنها
وهمها لموسى فلما طال مكث موسى بمواعد فرعون الكاذبة كلما جأاءه بآية
وعده عندها أن يرسل معه بني إسرائيل فإذا مضت أخلف موعده وقال هل
يستطيع ربك أن يصنع غير هذا فأرسل الله عز و جأل على قومه الطوفان
والجراد والقمل والضفادع والدم آيات مفصلت كل ذلك يشكو إلى موسى
ويطلب إليه أن يكفها عنه ويوافقه على أن يرسل معه بني إسرائيل فإذا كف
ذلك عنه أخلف موعده ونكث عهده حتى أمر موسى بالخروج بقومه فخرج بهم
ليل فلما أصبح فرعون فرأى أنهم قد مضوا أرسل في المدائن حاشرين فتبعه
بجنود عظيمة كثيرة وأوحى الله تعالى إلى البحر إذا ضربك عبدي موسى
بعصاه فانفرق اثنتي عشرة فرقة حتى يجاوز موسى ومن معه ثم التق على
من بقي بعد من فرعون وأشياعه فنسي موسى أن يضرب البحر بالعصا
فانتهى إلى البحر وله قصيف مخافة أن يضربه موسى بعصاه وهو غافل فيصير
عاصيا لله فلما تراءى الجمعان تقاربا قال قوم موسى إنا لمدركون افعل ما
أمرك به ربك فإنه لم يكذب ولم تكذب قال وعدني ربي إذا أتيت البحر انفرق
اثنتي عشرة فرقة حتى أجأاوزه ثم ذكر بعد ذلك العصا فضرب البحر بعصاه
حين دنا أوائل جأند فرعون من أواخر جأند موسى فانفرق البحر كما أمره ربه
وكما وعد موسى فلما أن جأاز موسى وأصحابه كلهم البحر ودخل فرعون
وأصحابه التقى ] ص [ 403عليهم البحر كما أمر فلما جأاوز موسى البحر قال
أصحابه إنا نخاف أل يكون فرعون غرق ول نؤمن بهلكه فدعا ربه فأخرجأه له
ببدنه حتى استيقنوا هلكه ثم مروا بعد ذلك على قوم يعكفون على أصنام لهم
قالوا يا موسى اجأعل لنا إلها كما لهم آلهة قال إنكم قوم تجهلون إن هؤلء متبر
ما هم فيه وباطل ما كانوا يعملون قد رأيتم من العبر وسمعتم ما يكفيكم
ومضى فأنزلهم موسى منزل وقال لهم أطيعوا هارون فإني قد استخلفته
عليكم فإني ذاهب إلى ربي وأجألهم ثلثين يوما أن يرجأع إليهم فيها فلما أتى ربه
أراد أن يكلمه في ثلثين يوما وقد صامهن ليلهن ونهارهن وكره أن يكلم ربه
وريح فيه ريح فم الصائم فتناول موسى من نبات الرض شيئا فمضغه فقال له
ربه حين أتاه لم أفطرت وهو أعلم بالذي كان قال يا رب إني كرهت أن أكلمك
إل وفمي طيب الريح قال أو ما علمت يا موسى أن ريح فم الصائم أطيب من
ريح المسك ارجأع فصم عشرا ثم ائتني ففعل موسى عليه السلم ما أمره به
فلما رأى قوم موسى أنه لم يرجأع إليهم في الجأل ساءهم ذلك وكان هارون قد
خطبهم وقال إنكم خرجأتم من مصر ولقوم فرعون عندكم عواري وودائع ولكم
فيهم مثل ذلك وأنا أرى أن تحتسبوا مالكم عندهم ول أحل لكم وديعة
استودعتموها ول عارية ولسنا برادين إليهم شيئا من ذلك ول ممسكيه لنفسنا
فحفر حفيرا وأمر كل قوم عندهم من ذلك من متاع أو حلية أن يقذفوه في ذلك
الحفير ثم أوقد عليه النار فأخرجأه فقال ل يكون لنا ول لهم وكان السامري من
قوم يعبدون البقر جأيران لبني إسرائيل ولم يكن من بني إسرائيل فاحتمل مع
موسى وبني إسرائيل حين احتملوا فقضي له أن رأى أثرا فأخذ منه قبضة فمر
بهارون فقال له هارون عليه السلم يا سامري أل تلقي ما في يدك وهو قابض
عليه ل يراه أحد طوال ذلك فقال هذه قبضة من أثر الرسول الذي جأاوز بكم
البحر فل ألقيها بشيء إل أن تدعو الله إذا ألقيت أن يكون ما أريد فألقاها ودعا
له هارون فقال أريد أن تكون عجل فاجأتمع ما كان في الحفرة من متاع أو حلية
أو نحاس أو حديد فصار عجل أجأوف ليس فيه روح له خوار قال بن عباس ل
والله ما كان له صوت قط إنما كانت الريح تدخل من دبره وتخرج من فيه فكان
ذلك الصوت من ذلك ] ص [ 404فتفرق بنو إسرائيل فرقا فقالت فرقة يا
سامري ما هذا وأنت أعلم به قال هذا ربكم ولكن موسى أضل الطريق فقالت
فرقة ل نكذب بهذا حتى يرجأع إلينا موسى فإن كان ربنا لم نكن ضيعناه وعجزنا
فيه حين رأينا وإن لم يكن ربنا فأنا نتبع قول موسى وقالت فرقة هذا عمل
الشيطان وليس بربنا ولن نؤمن به ول نصدق وأشرب فرقة في قلوبهم الصدق
بما قال السامري في العجل وأعلنوا التكذيب به فقال لهم هارون يا قوم إنما
فتنتم به وإن ربكم الرحمن هكذا قالوا فما بال موسى وعدنا ثلثين يوما ثم
أخلفنا هذه أربعون قد مضت فقال سفهاؤهم أخطأ ربه فهو يطلبه ويتبعه فلما
كلم الله موسى عليه السلم وقال له ما قال أخبره بما لقي قومه من بعده
فرجأع موسى إلى قومه غضبان أسفا قال لهم ما سمعتم في القرآن وأخذ
برأس أخيه يجره إليه وألقى اللواح من الغضب ثم إنه عذر أخاه بعذره
واستعفر له فانصرف إلى السامري فقال له ما حملك على ما صنعت قال
قبضت قبضة من أثر الرسول وفطنت إليها وعميت عليكم فقذفتها وكذلك
سولت لي نفسي قال فاذهب فإن لك في الحياة أن تقول ل مساس وإن لك
موعدا لن تخلفه وانظر إلى إلهك الذي ظلت عليه عاكفا لنحرقنه ثم لننسفنه
في اليم نسفا ولو كان إلها لم نخلص إلى ذلك منه فاستيقن بنو إسرائيل
بالفتنة واغتبط الذين كان رأيهم فيه مثل رأي هارون فقالوا لجماعتهم يا
موسى سل لنا ربك أن يفتح لنا باب توبة نصنعها فيكفر عنا ما عملنا فاختار
موسى قومه سبعين رجأل لذلك ل يألوا الخير خيار بني إسرائيل ومن لم يشرك
في العجل فانطلق بهم يسأل لهم التوبة فرجأفت بهم الرض واستحيا نبي الله
صلى الله عليه و سلم من قومه ومن وفده حين فعل بهم ما فعل فقال لو
شئت أهلكتهم من قبل وإياي أتهلكنا بما فعل السفهاء منا وفيهم من كان الله
اطلع منه على ما أشرب قلبه من حب العجل وإيمان به فلذلك رجأفت بهم
الرض فقال رحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة
والذين هم بآياتنا يؤمنون الذين يتبعون الرسول النبي المي الذي يجدونه
مكتوبا عندهم في التوراة والنجيل فقال يا رب سألتك التوبة لقومي فقلت إن
رحمتي كتبتها لقوم غير قومي فليتك أخرتني حتى تخرجأني في أمة ذلك الرجأل
المرحومة فقال له إن توبتهم أن ] ص [ 405يقتل كل رجأل منهم كل من لقي
من والد وولد فيقتله بالسيف ل يبالي من قتل في ذلك الموطن ويأتي أولئك
الذين كان خفي على موسى وهارون واطلع الله من ذنوبهم فاعترفوا بها
وفعلوا ما أمروا وغفر الله للقاتل والمقتول ثم سار بهم موسى صلى الله عليه
و سلم متوجأها نحو الرض المقدسة وأخذ اللواح بعدما سكت عنه الغضب
فأمرهم بالذي أمر به أن يبلغهم من الوظائف فثقل ذلك عليهم وأبوا أن يقروا
بها فنتق الله عليهم الجبل كأنه ظلة ودنا منهم حتى خافوا أن يقع عليهم فأخذوا
الكتاب بأيمانهم وهم مصطفون ينظرون إلى الجبل والكتاب بأيديهم وهو من
وراء الجبل مخافة أن يقع عليهم ثم مضوا حتى أتوا الرض المقدسة فوجأدوا
مدينة فيها قوم جأبارون خلقهم خلق منكر وذكر من ثمارهم أمرا عجيبا من
عظمها فقالوا يا موسى إن فيها قوما جأبارين ل طاقة لنا بهم ول ندخلها ما
داموا فيها فإن يخرجأوا منها فإنا داخلون قال رجألن من الذين يخافون قيل
ليزيد هكذا قرأ
)اضغط هنا للنتقال إلى صفحة المكتبة الشاملة على النترنت(
] السنن الكبرى -النسائي [
الكتاب :سنن النسائي الكبرى
المؤلف :أحمد بن شعيب أبو عبد الرحمن النسائي
الناشر :دار الكتب العلمية -بيروت
الطبعة الولى 1991 - 1411 ،
تحقيق :د.عبد الغفار سليمان البنداري ,سيد كسروي حسن
عدد الجأزاء 6 :
) 223قوله تعالى أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت وما أنسانيه
إل الشيطان أن أذكره واتخذ سبيله في البحر عجبا (
) (6/389
- 11308أنا قتيبة بن سعيد في حديثه عن سفيان عن عمرو عن سعيد بن
جأبير قال Yقلت لبن عباس إن نوفا البكالي يزعم أن موسى بني إسرائيل
ليس بموسى الخضر قال كذب عدو الله حدثنا أبي بن كعب عن رسول الله
صلى الله عليه و سلم قال قام موسى عليه السلم خطيبا في بني إسرائيل
فقيل له أي الناس أعلم قال أنا قال فعتب الله عليه إذ لم يرد العلم إليه
فأوحى الله إليه بل عبد من عبادي بمجمع البحرين هو أعلم منك قال أي رب
فكيف السبيل إليه قال تأخذ حوتا في مكتل فحيث ما فقدت الحوت فاتبعه
فخرج موسى ومعه فتاه يوشع بن نون ومعهما الحوت حتى انتهيا إلى صخرة
فنزل عندها فوضع موسى عليه السلم رأسه فنام قال سفيان في غير حديث
عمرو وفي أصل الصخرة عين يقال لها الحياة ل يصيب شيء من مائها شيئا إل
حيي فأصاب الحوت من ماء تلك العين فتحرك وانسل من المكتل فدخل البحر
فلما استيقظ موسى قال لفتاه آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا قال
فلم يجد النصب حتى جأاوز ما أمر به فقال له فتاه يوشع بن نون أرأيت إذ أوينا
إلى الصخرة فإني نسيت الحوت وما أنسانيه ] ص [ 390إل الشيطان أن
أذكره واتخذ سبيله في البحر قال له موسى ذلك ما كنا نبغ فارتدا على آثارهما
قصصا فرجأعا يقصان آثارهما وجأدا سربا في البحر كالطاق ممر الحوت فكان
لهما عجبا وللحوت سربا فلما انتهيا إلى الصخرة إذا هما برجأل مسجى بثوب
فسلم عليه موسى عليه السلم قال وأنى بأرضك السلم قال أنا موسى قال
موسى بني إسرائيل قال نعم قال هل اتبعك على أن تعلمني مما علمت رشدا
قال له الخضر يا موسى أنك على علم من علم الله علمكه الله وأنا على علم
من علم الله علمنيه الله ل تعلمه قال بل أتبعك قال فإن اتبعتني فل تسألني
عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرا فانطلقا يمشيان على الساحل فمرت بهم
سفينة فعرف الخضر فحملوهم في السفينة فركبا فوقع عصفور على حرف
السفينة فغمس منقاره في البحر فقال الخضر يا موسى ما علمي وعلمك
وعلم الخلئق في علم الله إل مقدار ما غمس هذا العصفور منقاره قال فلم
يفجأ موسى إذ عمد الخضر إلى قدام السفينة فخرق السفينة فقال موسى
قوم حملونا بغير نول عمدت إلى سفينتهم فخرقتها لتغرق أهلها لقد جأئت شيئا
إمرا قال ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا قال ل تؤاخذني بما نسيت ول
ترهقني من أمري عسرا فانطلقا فإذا هما بغلم يلعب مع الغلمان فأخذ الخصر
رأسه فقطعه قال له موسى } أقتلت نفسا زكية بغير نفس لقد جأئت شيئا نكرا
{ قال } ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا قال إن سألتك عن شيء
بعدها فل تصاحبني قد بلغت من لدني عذرا فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية
استطعما أهلها فأبوا أن يضيفوهما { فمر الخضر بجدار يريد أن ينقض فأقامه
قال له موسى إنا دخلنا هذه القرية فلم يطعمونا ولم يضيفونا لو شئت لتخذت
عليه أجأرا قال هذا فراق بيني وبينك سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عيه صبرا قال
وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم وددنا أن موسى صبر حتى يقص علينا
من أمرهما وكان بن العباس يقرؤها وكان أمامهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا
وأما الغلم فكان كافرا
) (6/389
) 224قوله تعالى فارتدا على آثرهما قصصا (
) (6/391
- 11309أخبرني عمران بن يزيد نا إسماعيل بن عبد الله بن سماعه عن
الوزاعي قال أخبرني بن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن بن
عباس Yأنه تمارى هو والحر بن قيس بن حصن الفزاري في صاحب موسى
قال بن عباس هو خضر فمر بهما أبي بن كعب النصاري فدعاه بن عباس فقال
أني تماريت وصاحبي هذا في صاحب موسى الذي سأل السبيل إلى لقائه هل
سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يذكر شيئا قال أي نعم سمعت
رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول بينا موسى في مل من بني إسرائيل إذ
جأاءه رجأل فقال هل تعلم أحدا أعلم منك فقال موسى عليه السلم ل فأوحى
الله إلى موسى بلى عبدنا خضر فسأل موسى عليه السلم السبيل إلى لقيه
فجعل الله له الحوت آية وقيل إذا فقدت الحوت فارجأع فأنك ستلقاه فكان
موسى عليه السلم يتبع أثر الحوت في البحر قال فتى موسى لموسى أرأيت
إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت وما أنسانيه إل الشيطان أن أذكره قال
موسى عليه السلم ذلك ما كنا نبع فارتدا على آثارهم قصصا فوجأدا خضرا
فكان من شأنهما ما قص الله في كتابه
) (6/391
) 225قوله تعالى فأبوا أن يضيفوهما (
) (6/391
- 11310أنا محمد بن علي بن ميمون نا الفريابي نا إسرائيل عن أبي إسحاق
عن سعيد بن جأبير عن بن عباس عن أبي بن كعب قال Yكان رسول الله صلى
الله عليه و سلم إذا ذكر أحدا فدعا له بدأ بنفسه فقال ذات يوم رحمة الله علينا
وعلى موسى لو لبث مع صاحبه لبصر العجب العاجأب ولكنه قال إن سألتك
عن شيء بعدها فل تصاحبني قد بلغت من لدني عذرا
) (6/391
) 226قوله تعالى فأعينوني بقوة أجأعل بينكم وبينهم ردما (
) (6/391
- 11311أنا عبيد الله بن سعيد نا سفيان عن الزهري سمعته يقول عن عروة
عن زينب عن حبيبة عن أمها أم حبيبة عن زينب بنت جأحش قالت Yانتبه
رسول الله صلى الله عليه و سلم من نوم محمرا وجأهه وهو يقول ل إله إل الله
ثلث مرات ويل للعرب من شر قد أقترب فتح اليوم من ردم يأجأوج ومأجأوج
مثل هذا وعقد سبعين وعشرة سواء قلت يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون
قال نعم إذا كثر الخبث
) (6/391
) 227قوله تعالى ونفخ في الصور (
) (6/392
- 11312أنا عمرو بن زرارة قال نا إسماعيل عن سليمان التيمي عن أسلم
العجلي عن بشر بن شغاف عن عبد الله بن عمرو قال قال أعرابي Yيا رسول
الله ما الصور قال قرن ينفخ فيه
) (6/392
) 228قوله تعالى هل ننبئكم بالخسرين أعمال (
) (6/392
- 11313أنا محمد بن إسماعيل بن إبراهيم نا يزيد نا شعبة عن عمرو بن مرة
عن مصعب بن سعد قال Yسأل رجأل أبي عن هذه الية } قل هل ننبئكم
بالخسرين أعمال { أهم الحرورية قال ل هم أهل الكتاب أما اليهود فكفروا
بمحمد صلى الله عليه و سلم وأما النصارى فكفروا بالجنة قالوا ليس فيها
طعام ول شراب ولكن الحرورية الذين قال الله عز و جأل ويقطعون ما أمر الله
به أن يوصل ويفسدون في الرض إلى الفاسقين قال يزيد هكذا حفظت وكان
سعد يسميهم الفاسقين
) (6/392
) 229قوله تعالى ولو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفذ } البحر قبل أن تنفد
كلمات ربي { (
) (6/392
- 11314أنا قتيبة بن سعيد نا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن داود عن
عكرمة عن بن عباس قال Yقالت قريش لليهود أعطونا شيئا نسأل به هذا
الرجأل فقالوا سلوه عن الروح فسألوه فنزلت يسألونك عن الروح قل الروح
من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إل قليل قالوا أوتينا علما كثيرا أوتينا التوراة
ومن أوتي التوراة فقد أوتي خيرا كثيرا فأنزل الله قل لو كان البحر مدادا
لكلمات ربي لنفذ البحر
) (6/392
) سورة مريم (
) (6/393
) 230قوله تعالى يا أخت هارون (
) (6/393
- 11315أنا محمد بن يحيى بن أيوب نا بن إدريس قال حدثني أبي عن سماك
قال حدثني أبي عن سماك عن علقمة بن وائل عن المغيرة بن شعبة قال Y
كنت بأرض نجران فسألوني فقالوا أرأيتم شيئا تقرؤونه يا أخت هارون وبين
موسى وعيسى ما قد علمتم من السنين قال فلم أدر ما أجأيبهم به فلما قدمت
على رسول الله صلى الله عليه و سلم ذكرت ذلك له فقال أل أخبرتهم أنهم
كانوا يسمون بأنبيائهم والصالحين
) (6/393
) 231قوله تعالى وأنذرهم يوم الحسرة (
) (6/393
- 11316أنا هناد بن السري عن محمد عن العمش عن أبي صالح عن أبي
سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم Yإذا دخل أهل النار النار
وأدخل أهل الجنة الجنة يجاء بالموت كأنه كبش أملح فينادي منادي يا أهل
الجنة تعرفون هذا قال فيشرئبون وينظرون وكل قد رأوه فيقولون نعم هذا
الموت ثم ينادي يا أهل النار تعرفون هذا فيشرئبون وينظرون وكلهم قد رأوه
فيقولون نعم هذا الموت فيؤخذ فيذبح ثم ينادي يا أهل الجنة خلود ول موت ويا
أهل النار خلود ول موت فذلك قوله } وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضي المر
وهم في غفلة { قال أهل الدنيا في غفلة
) (6/393
- 11317أنا محمد بن عبيد بن محمد نا أسباط عن العمش عن أبي صالح
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم Yفي هذه الية وأنذرهم يوم
الحسرة قال ينادي يا أهل الجنة فيشرئبون فينظرون وينادي يا أهل النار
فيشرئبون فينظرون فيقال هل تعرفون الموت فيقولون نعم فيجاء بالموت في
صورة كبش أملح فيقال هذا الموت فيقدم فيذبح قال يا أهل الجنة خلود ل
موت ويقال يا أهل النار خلود ل موت قال ثم قرأ } وأنذرهم يوم الحسرة إذ
قضي المر {
) (6/393
) 232قوله تعالى وقربناه نجيا (
) (6/394
- 11318أنا عبيد الله بن فضالة بن إبراهيم أنا موسى بن إسماعيل نا حماد
بن سلمة عن حميد عن الحسن عن جأندب عن النبي صلى الله عليه و سلم
قال Yلقي آدم موسى فقال موسى يا آدم أنت الذي خلقك الله بيده وأسجد
لك ملئكته وأسكنك جأنته ونفخ فيك من روحه قال آدم يا موسى أنت الذي
اصطفاك الله برسالته وآتاك التوراة وكلمك وقربك نجيا فأنا أقدم أم الذكر
قال النبي صلى الله عليه و سلم فحج آدم موسى فحج آدم موسى
) (6/394
) 233قوله تعالى وما نتنزل إل بأمر ربك (
) (6/394
- 11319أنا محمد بن إسماعيل بن إبراهيم عن أبي عامر قال حدثنا عمر قال
نا أبي وأنا إبراهيم بن الحسن عن حجاج بن محمد عن عمر بن ذر عن أبيه عن
سعيد بن جأبير عن بن عباس قال محمد إن النبي صلى الله عليه و سلم وقال
إبراهيم Yإن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لجبريل ما يمنعك أن
تزورنا أكثر مما تزورنا فنزلت } وما نتنزل إل بأمر ربك { قال محمد الية
) (6/394
) 234قوله تعالى وإن منكم إل واردها (
) (6/394
- 11320أخبرنا محمد بن عبد الله بن يزيد عن سفيان عن الزهري عن سعيد
عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه و سلم قال Yما أحد يموت له ثلثة من
الولد فيلج النار إل تحلة القسم
) (6/394
) 235قوله تعالى ونذر الظالمين فيها جأثيا (
) (6/395
- 11321أنا الحسن بن محمد عن حجاج عن بن جأريج وأخبرني هارون بن عبد
الله نا حجاج قال بن جأريج أخبرني أبو الزبير أنه سمع جأابرا يقول أخبرتني أم
مبشر أنها سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول عند حفصة رضي الله
عنها Yل يدخل النار إن شاء الله من أصحاب الشجرة أحد الذين بايعوا تحتها
قالت بلى يا رسول الله فانتهرها قالت حفصة وإن منكم إل واردها قال النبي
صلى الله عليه و سلم فقد قال الله } ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها
جأثيا {
) (6/395
) 236قوله تعالى أفرأيت الذي كفر بآياتنا (
) (6/395
- 11322أنا محمد بن العلء نا أبو معاوية عن العمش عن مسلم عن
مسروق عن خباب قال Yكنت رجأل قينا وكان لي على العاصي بن وائل دين
فأتيته أتقاضاه فقال والله ل أقضيك حتى تكفر بمحمد صلى الله عليه و سلم
فقلت ل والله ل أكفر بمحمد حتى تموت ثم تبعث قال فإني إذا مت ثم بعثت
جأئتني ولي ثم مال وولد فأعطيك فأنزل الله عز و جأل } أفرأيت الذي كفر
بآياتنا { إلى قوله } ويأتينا فردا {
) (6/395
- 11323انا هناد بن السري عن أبي معاوية عن العمش عن سعيد بن جأبير
عن أبي عبد الرحمن عن أبي موسى قال قال رسول الله صلى الله عليه و
سلم Yل أحد أصبر على أذى يسمعه من الله إنه يشرك به ويجعل له ند وهو
يعافيهم ويرزقهم ويدفع عنهم
) (6/395
) سورة طه (
) (6/396
- 11324أنا إسماعيل بن مسعود عن خالد عن شعبة عن أبي إسحاق عن بن
حزن قال افتخر أهل البل والشاة فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم Y
بعث موسى عليه السلم وهو راعي غنم وبعث داود عليه السلم وهو راعي
غنم وبعثت أنا أرعى غنما لهلي بأهلي بأجأياد
) (6/396
- 11325أنا محمد بن بشار قال يعني بن عدي قال شعبة قال Yقلت لبي
إسحاق نصر بن حزن أدرك النبي صلى الله عليه و سلم قال نعم
) (6/396
) 237قوله عز و جأل وفتناك فتونا (
) (6/396
) 4حديث الفتون (
) (6/396
- 11326أنا عبد الله بن محمد نا يزيد بن هارون أنا أصبغ بن زيد نا القاسم بن
أبي أيوب أني سعيد بن جأبير قال Yسألت عبد الله بن عباس عن قول الله عز
و جأل لموسى عليه السلم وفتناك فتونا فسألته عن الفتون ما هو قال استأنف
النهار يا بن جأبير فأن لها حديثا طويل فلما أصبحت غدوت على بن عباس لنتجز
منه ما وعدني من حديث الفتون فقال تذاكر فرعون وجألساؤه ما كان الله عز
و جأل وعد إبراهيم صلى الله عليه و سلم أن يجعل في ذريته أنبياء وملوكا قال
بعضهم إن بني إسرائيل ينتظرون ذلك ما يشكون فيه وكانوا يظنون أنه يوسف
بن يعقوب عليهما السلم فلما هلك قالوا ليس هكذا كان وعد إبراهيم عليه
السلم فقال فرعون فكيف ترون فائتمروا وأجأمعوا أمرهم على أن يبعث رجأال
معهم الشفار يطوفون في بني إسرائيل فل يجدون مولودا ذكرا إل ذبحوه
ففعلوا ذلك فلما رأوا أن الكبار من بني إسرائيل يموتون بآجأالهم والصغار
يذبحون قالوا توشكون أن تفنوا بني إسرائيل فتصيروا أن تباشروا من العمال
والخدمة الذي كانوا يكفونكم فاقتلوا عاما كل مولود ذكر فيقل نباتهم ودعوا
عاما فل تقتلوا منهم أحدا فينشأ الصغار مكان من ] ص [ 397يموت من
الكبار فإنهم لن يكثروا بمن تستحيون منهم فتخافوا مكاثرتهم إياكم ولن يفنوا
بمن تقتلون وتحتاجأون إليهم فأجأمعوا أمرهم على ذلك فحملت أم موسى
بهارون في العام الذي ل يذبح فيه الغلمان فولدته علنية آمنة فلما كان من
قابل حملت بموسى فوقع في قلبها الهم والحزن وذلك من الفتون يا بن جأبير
ما دخل عليه في بطن أمه مما يراد به فأوحى الله جأل ذكره إليها أن ل تخافي
ول تحزني إنا رادوه إليك وجأاعلوه من المرسلين فأمرها إذا ولدت أن تجعله
في تابوت وتلقيه في اليم فلما ولدت فعلت ذلك فلما توارى عنها ابنها أتاها
الشيطان فقالت في نفسها ما فعلت بابني لو ذبح عندي فواريته وكفنته كان
أحب إلي أن ألقيه إلى دواب البحر وحيتانه فانتهى الماء به حتى أوفي به عند
فرضه مستقى جأواري امرأة فرعون فلما رأينه أخذنه فهممن أن يفتحن
التابوت فقال بعضهن إن في هذا مال وإنا إن فتحناه لم تصدقنا امرأة الملك بما
وجأدنا فيه فحملنه كهيئته لم يخرجأن منه شيئا حتى دفعنه إليها فلما فتحته رأت
فيه غلما فألقي عليها منه محبة لم يلق منها على أحد قط وأصبح فؤاد أم
موسى فارغا من ذكر كل شيء إل من ذكر موسى فلما سمع الذباحون بأمره
أقبلوا بشفارهم إلى امرأة فرعون ليذبحوه وذلك من الفتون يا بن جأبير فقالت
لهم أقروه فإن هذا الواحد ل يزيد في بني إسرائيل حتى آتي فرعون فأستوهبه
منه فإن وهبه لي كنتم قد أحسنتم وأجأملتم وإن أمر بذبحه لم ألمكم فأتت
فرعون فقالت قرة عين لي ولك فقال فرعون يكون لك فأما لي فل حاجأة لي
فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم والذي يحلف به لو أقر فرعون أن
يكون له قرة عين كما أقرت امرأته لهداه الله كما هداها ولكن الله حرمه ذلك
فأرسلت إلى من حولها إلى كل امرأة لها لبن تختار له ظئرا فجعل كلما أخذته
امرأة منهن لترضعه لم يقبل على ثديها حتى أشفقت امرأة فرعون أن يمتنع
من اللبن فيموت فأحزنها ذلك فأمرت به فأخرج إلى السوق ومجمع الناس
ترجأو أن تجد له ظئرا تأخذه منها فلم يقبل فأصبحت أم موسى والها فقالت
لخته قصي أثره واطلبيه هل تسمعين له ذكرا أحي ابني أم أكلته الدواب
ونسيت ما كان الله وعدها فيه فبصرت به أخته عن جأنب والجنب أن يسو بصر
النسان إلى الشيء البعيد وهو إلى ناحية ل يشعر به فقالت من الفرح حين
أعياهم الظؤورات أنا أدلكم على أهل بيت يكفلونه ] ص [ 398لكم وهم له
ناصحون فأخذوها فقالوا ما يدريك ما نصحهم هل تعرفونه حتى شكوا في ذلك
وذلك من الفتون يا بن جأبير فقالت نصيحتهم له وشفقتهم عليه رغبتهم في
صهر الملك ورجأاء منفعة الملك فأرسلوها فانطلقت إلى أمها فأخبرتها الخبر
فجاءت أمه فلما وضعته في حجرها ثوى إلى ثديها فمصه حتى امتل جأنباه ريا
وانطلق البشراء إلى امرأة فرعون يبشرونها أن قد وجأدنا لبنك ظئرا فأرسلت
إليها فأتت بها وبه فلما رأت ما يصنع قالت امكثي ترضعي ابني هذا فإني لم
أحب شيئا حبه قط قالت أم موسى ل أستطيع أن أدع بيتي وولدي فيضيع فإن
طابت نفسك أن تعطينيه فأذهب به إلى بيتي فيكون معي ل آلوه خيرا فعلت
فإني غير تاركة بيتي وولدي وذكرت أم موسى ما كان الله وعده فتعاسرت
على امرأة فرعون وأيقنت أن الله منجز موعوده فرجأعت إلى بيتها من يومها
فأنبته الله نباتا حسنا وحفظ لما قد قضى فيه فلم يزل بنو إسرائيل وهم في
ناحية القرية ممتنعين من السخرة والظلم ما كان فيهم فلما ترعرع قالت
امرأة فرعون لم موسى أزيريني ابني فوعدتها يوما تزيرها إياه فيه وقالت
امرأة فرعون لخازنها وظؤورها وقهارمتها ل يبقين أحد منكم إل استقبل ابني
اليوم بهدية وكرامة لرى ذلك فيه وأنا باعثه أمينا يحصي كل ما يصنع كل إنسان
منكم فلم تزل الهدايا والكرامة والنحل تستقبله من حين خرج من بيت أمه إلى
أن دخل على امرأة فرعون فلما دخل عليها نحلته وأكرمته وفرحت به ونحلت
أمه بحسن أثرها عليه ثم قالت لتين فرعون فلينحلنه وليكرمنه فلما دخلت به
عليه جأعله في حجره فتناول موسى لحية فرعون فمدها إلى الرض قال الغواة
من أعداء الله لفرعون أل ترى ما وعد الله إبراهيم نبيه إنه زعم أن يربك
ويعلوك ويصرعك فأرسل إلى الذباحين ليذبحوه وذلك من الفتون يا بن جأبير
بعد كل بلء ابتلى به وأريد به فتونا فجاءت امرأة فرعون تسعى إلى فرعون
فقالت ما بدا لك في هذا الغلم الذي وهبته لي فقال أل ترينه إنه يزعم
سيصرعني ويعلوني قالت اجأعل بيني وبينك أمرا يعرف فيه الحق ائت بجمرتين
ولؤلؤتين فقربهن إليه فإن بطش باللؤلؤ واجأتنب الجمرتين عرفت أنه يعقل
وإن تناول الجمرتين ولم يرد اللؤلؤتين علمت أن أحدا ل يؤثر الجمرتين على
اللؤلؤتين وهو يعقل فقرب ذلك ] ص [ 399إليه فتناول الجمرتين فنزعوهما
منه مخافة أن يحرقا يديه فقالت المرأة أل ترى فصرفه الله عنه بعد ما كان قد
هم به وكان الله بالغا فيه أمره فلما بلغ أشده وكان من الرجأال لم يكن أحد من
آل فرعون يخلص إلى أحد من بني إسرائيل معه بظلم ول سخرة امتنعوا كل
المتناع فبينما موسى عليه السلم يمشي في ناحية المدينة إذا هو برجألين
يقتتلن أحدهما فرعوني والخر إسرائيلي فاستغاثه السرائيلي على الفرعوني
فغضب موسى عليه السلم غضبا شديدا لنه تناوله وهو يعلم منزله من بني
إسرائيل وحفظه لهم ل يعلم الناس إل أنما ذلك من الرضاع إل أم موسى إل أن
يكون الله سبحانه أطلع موسى عليه السلم من ذلك على ما لم يطلع عليه
غيره ووكز موسى الفرعوني فقتله وليس يراهما أحد إل الله عز و جأل
والسرائيلي فقال موسى حين قتل الرجأل هذا من عمل الشيطان إنه عدو
مضل مبين ثم قال رب إني ظلمت نفس فاغفر لي فغفر له إنه هو الغفور
الرحيم فأصبح في المدينة خائفا يترقب الخبار فأتي فرعون فقيل له إن بني
إسرائيل قتلوا رجأل من آل فرعون فخذ لنا بحقك ول ترخص لهم فقال ابغوني
قاتله من شهد عليه فإن الملك وإن كان صفوه مع قومه ل يستقيم له أن يقيد
بغير بينة ول ثبت فاطلبوا لي علم ذلك آخذ لكم بحقكم فبينما هم يطوفون ل
يجدون ثبتا إذا موسى من الغد قد رأى ذلك السرائيلي يقاتل رجأل من آل
فرعون آخر فاستغاثه السرائيلي على الفرعوني فصادف موسى قد ندم على
ما كان منه وكره الذي رأى فغضب السرائيلي وهو يريد أن يبطش بالفرعوني
فقال للسرائيلي لما فعل أمس واليوم إنك لغوي مبين فنظر السرائيلي إلى
موسى عليه السلم بعدما قال له ما قال فإذ هو غضبان كغضبه بالمس الذي
قتل فيه الفرعوني فخاف أن يكون بعدما قال له إنك لغوي مبين أن يكون إياه
أراد ولم يكن أراده وإنما أراد الفرعوني فخاف السرائيلي وقال يا موسى
أتريد أن تقتلني كما قتلت نفسا بالمس وإنما قال له مخافة أن يكون إياه أراد
موسى ليقتله فتتاركا وانطلق الفرعوني فأخبرهم بما سمع من السرائيلي من
الخبر حين يقول أتريد أن تقتلني كما قتلت نفسا بالمس فأرسل فرعون
الذباحين ليقتلوا موسى فأخذ رسل فرعون الطريق العظم يمشون على
هيئتهم يطلبون ] ص [ 400موسى وهم ل يخافون أن يفوتهم فجاء رجأل من
شيعة موسى من أقصى المدينة فاختصر طريقا حتى سبقهم إلى موسى
فأخبره الخبر وذلك من الفتون يا بن جأبير فخرج موسى متوجأها نحو مدين لم
يلق بلء قبل ذلك وليس له علم إل حسن ظنه بربه تعالى فإنه قال عسى ربي
أن يهديني سواء السبيل ولما ورد ماء مدين وجأد عليه أمة من الناس يسقون
ووجأد من دونهم امرأتين تذودان يعني بذلك حابستين عنهما فقال لهما ما
خطبكما معتزلتين ل تسقيان مع الناس فقالتا ليس لنا قوة نزاحم القوم وإنما
ننتظر فضول حياضهم فسقى لهما فجعل يغترف في الدلو ماء كثيرا حتى كان
أول الرعاء وانصرفتا بغنمها إلى أبيهما وانصرف موسى عليه السلم فاستظل
بشجرة وقال رب إني لما أنزلت إلى من خير فقير واستنكر أبوهما سرعة
صدورهما بغنهما حفل بطانا فقال إن لكما اليوم لشأنا فأخبرناه بما صنع موسى
فأمر إحداهما أن تدعوه فأتت موسى فدعته فما كلمه قال ل تخف نجوت من
القوم الظالمين ليس لفرعون ول لقومه علينا سلطان ولسنا في مملكته
فقالت إحداهما يا أبت استأجأره إن خير من استأجأرت القوي المين فاحتملته
الغيرة على أن قال لها ما يدريك ما قوته وما أمانته قالت أما قوته فما رأيت
منه في الدلو حين سقى لنا لم أر رجأل قط أقوى في ذلك السقي منه وأما
المانة فإنه نظر إلى حين أقبلت إليه وشخصت له فلما علم أني امرأة صوب
رأسه فلم يرفعه حتى بلغته رسالتك ثم قال لي امشي خلفي وانعتي لي
الطريق فلم يفعل هذا المر إل وهو أمين فسري عن أبيها وصدقها وظن به
الذي قالت فقال له هل لك أن أنكحك إحدى ابنتي هاتين على أن تأجأرني ثماني
حجج فإن أتممت عشرا فمن عندك وما أريد أن أشق عليك ستجدني إن شاء
الله من الصالحين ففعل فكانت على نبي الله موسى ثماني سنين واجأبة
وكانت سنتان عدة منه فقضى الله عنه عدته فأتمها عشرا قال سعيد فلقيني
رجأل من أهل النصرانية من علمائهم قال هل تدري أي الجألين قضى موسى
قلت ل وأنا يومئذ ل أدري فلقيت بن عباس فذكرت ذلك له فقال أما علمت أن
ثمانيا كانت على نبي الله واجأبة لم يكن نبي الله صلى الله عليه و سلم لينقص
منها شيئا ويعلم أن الله كان قاضيا عن موسى عدته التي وعده فإنه قضى
] ص [ 401عشر سنين فلقيت النصراني فأخبرته ذلك فقال الذي سألته
فأخبرك أعلم منك بذلك قلت أجأل وأولى فلما سار موسى بأهله كان من أمر
الناس والعصا ويده ما قص الله عليك في القرآن فشكا إلى الله سبحانه ما
يتخوف من آل فرعون في القتيل وعقده لسانه فإنه كان في لسانه عقدة
تمنعه من كثير الكلم وسأل ربه أن يعينه بأخيه هارون يكون له رداء ويتكلم
عنه بكثير مما ل يفصح به لسانه فآتاه الله سؤله وحل عقدة من لسانه وأوحى
الله إلى هارون وأمره أن يلقاه فاندفع موسى بعصاه حتى لقي هارون عليه
السلم فانطلقا جأميعا إلى فرعون فأقاما على بابه حينا ل يؤذن لهما ثم أذن
لهما بعد حجاب شديد فقال إنا رسول ربك قال فمن ربكما فأخبراه بالذي قص
الله عليك في القرآن قال فما تريدان وذكره القتيل فاعتذر بما قد سمعت قال
أريد أن تؤمن بالله وترسل معي بني إسرائيل فأبى عليه وقال ائت بآية إن
كنت من الصادقين فألقى عصاه فإذا هي حية عظيمة فاغرة فاها مسرعة إلى
فرعون فلما رآها فرعون قاصدة إليه خافها فاقتحم عن سريره واستغاث
بموسى أن يكفها عنه ففعل ثم أخرج يده من جأيبه فرآها بيضاء من غير سوء
يعني من غير برص ثم ردها فعادت إلى لونها الول فاستشار المل حوله فيما
رأى فقالوا له هذان ساحران يريدان أن يخرجأاكم من أرضكم بسحرهما ويذهبا
بطريقتكم المثلى يعني ملكهم الذي هم فيه والعيش فأبوا على موسى ان
يعطوه شيئا مما طلب وقالوا له اجأمع لهما السحرة فإنهم بأرضك كثير حتى
يغلب سحرك سحرهما فأرسل في المدائن فحشر له كل ساحر متعالم فلما
أتوا فرعون قالوا بم يعمل هذا الساحر قالوا يعمل بالحيات قالوا فل والله ما
أحد في الرض يعمل بالسحر بالحيات والحبال والعصي الذي نعمل وما أجأرنا
إن نحن غلبنا قال لهم أنتم أقاربي وخاصتي وأنا صانع إليكم كل شيء أحببتم
فتواعدوا يوم الزينة وأن يحشر الناس ضحى قال سعيد فحدثني بن عباس أن
يوم الزينة اليوم الذي أظهر الله فيه موسى على فرعون والسحرة هو يوم
عاشوراء فلما أجأتمعوا في صعيد قال الناس بعضهم لبعض انطلقوا فلنحضر
هذا المر لعلنا نتبع السحرة إن كانوا هم الغالبين يعنون موسى وهارون
استهزاء بهما ] ص [ 402فقالوا يا موسى لقدرتهم بسحرهم إما أن تلقي وإما
أن نكون نحن الملقين قال بل ألقوا فألقوا حبالهم وعصيهم وقالوا بعزة
فرعون إنا لنحن الغالبون فرأى موسى من سحرهم ما أوجأس في نفسه خيفة
فأوحى الله إليه أن ألق عصاك فلما ألقاها صارت ثعبانا عظيما فاغرة فاها
فجعلت العصا تلبس بالحبال حتى صارت جأرزا على الثعبان تدخل فيه حتى ما
أبقت عصا ول حبل إل ابتلعته فلما عرف السحرة ذلك قالوا لو كان هذا سحرا
لم يبلغ من سحرنا كل هذا ولكنه أمر من الله آمنا بالله وبما جأاء به موسى
ونتوب إلى الله مما كنا عليه فكسر الله ظهر فرعون في ذلك الموطن وأتباعه
وظهر الحق وبطل ما كانوا يعملون فغلبوا هنالك وانقلبوا صاغرين وأمرأة
فرعون بارزة تدعو الله بالنصر لموسى على فرعون وأشياعه فمن رآها من آل
فرعون ظن أنها إنما ابتذلت للشفقة على فرعون وأشياعه وأنما كان حزنها
وهمها لموسى فلما طال مكث موسى بمواعد فرعون الكاذبة كلما جأاءه بآية
وعده عندها أن يرسل معه بني إسرائيل فإذا مضت أخلف موعده وقال هل
يستطيع ربك أن يصنع غير هذا فأرسل الله عز و جأل على قومه الطوفان
والجراد والقمل والضفادع والدم آيات مفصلت كل ذلك يشكو إلى موسى
ويطلب إليه أن يكفها عنه ويوافقه على أن يرسل معه بني إسرائيل فإذا كف
ذلك عنه أخلف موعده ونكث عهده حتى أمر موسى بالخروج بقومه فخرج بهم
ليل فلما أصبح فرعون فرأى أنهم قد مضوا أرسل في المدائن حاشرين فتبعه
بجنود عظيمة كثيرة وأوحى الله تعالى إلى البحر إذا ضربك عبدي موسى
بعصاه فانفرق اثنتي عشرة فرقة حتى يجاوز موسى ومن معه ثم التق على
من بقي بعد من فرعون وأشياعه فنسي موسى أن يضرب البحر بالعصا
فانتهى إلى البحر وله قصيف مخافة أن يضربه موسى بعصاه وهو غافل فيصير
عاصيا لله فلما تراءى الجمعان تقاربا قال قوم موسى إنا لمدركون افعل ما
أمرك به ربك فإنه لم يكذب ولم تكذب قال وعدني ربي إذا أتيت البحر انفرق
اثنتي عشرة فرقة حتى أجأاوزه ثم ذكر بعد ذلك العصا فضرب البحر بعصاه
حين دنا أوائل جأند فرعون من أواخر جأند موسى فانفرق البحر كما أمره ربه
وكما وعد موسى فلما أن جأاز موسى وأصحابه كلهم البحر ودخل فرعون
وأصحابه التقى ] ص [ 403عليهم البحر كما أمر فلما جأاوز موسى البحر قال
أصحابه إنا نخاف أل يكون فرعون غرق ول نؤمن بهلكه فدعا ربه فأخرجأه له
ببدنه حتى استيقنوا هلكه ثم مروا بعد ذلك على قوم يعكفون على أصنام لهم
قالوا يا موسى اجأعل لنا إلها كما لهم آلهة قال إنكم قوم تجهلون إن هؤلء متبر
ما هم فيه وباطل ما كانوا يعملون قد رأيتم من العبر وسمعتم ما يكفيكم
ومضى فأنزلهم موسى منزل وقال لهم أطيعوا هارون فإني قد استخلفته
عليكم فإني ذاهب إلى ربي وأجألهم ثلثين يوما أن يرجأع إليهم فيها فلما أتى ربه
أراد أن يكلمه في ثلثين يوما وقد صامهن ليلهن ونهارهن وكره أن يكلم ربه
وريح فيه ريح فم الصائم فتناول موسى من نبات الرض شيئا فمضغه فقال له
ربه حين أتاه لم أفطرت وهو أعلم بالذي كان قال يا رب إني كرهت أن أكلمك
إل وفمي طيب الريح قال أو ما علمت يا موسى أن ريح فم الصائم أطيب من
ريح المسك ارجأع فصم عشرا ثم ائتني ففعل موسى عليه السلم ما أمره به
فلما رأى قوم موسى أنه لم يرجأع إليهم في الجأل ساءهم ذلك وكان هارون قد
خطبهم وقال إنكم خرجأتم من مصر ولقوم فرعون عندكم عواري وودائع ولكم
فيهم مثل ذلك وأنا أرى أن تحتسبوا مالكم عندهم ول أحل لكم وديعة
استودعتموها ول عارية ولسنا برادين إليهم شيئا من ذلك ول ممسكيه لنفسنا
فحفر حفيرا وأمر كل قوم عندهم من ذلك من متاع أو حلية أن يقذفوه في ذلك
الحفير ثم أوقد عليه النار فأخرجأه فقال ل يكون لنا ول لهم وكان السامري من
قوم يعبدون البقر جأيران لبني إسرائيل ولم يكن من بني إسرائيل فاحتمل مع
موسى وبني إسرائيل حين احتملوا فقضي له أن رأى أثرا فأخذ منه قبضة فمر
بهارون فقال له هارون عليه السلم يا سامري أل تلقي ما في يدك وهو قابض
عليه ل يراه أحد طوال ذلك فقال هذه قبضة من أثر الرسول الذي جأاوز بكم
البحر فل ألقيها بشيء إل أن تدعو الله إذا ألقيت أن يكون ما أريد فألقاها ودعا
له هارون فقال أريد أن تكون عجل فاجأتمع ما كان في الحفرة من متاع أو حلية
أو نحاس أو حديد فصار عجل أجأوف ليس فيه روح له خوار قال بن عباس ل
والله ما كان له صوت قط إنما كانت الريح تدخل من دبره وتخرج من فيه فكان
ذلك الصوت من ذلك ] ص [ 404فتفرق بنو إسرائيل فرقا فقالت فرقة يا
سامري ما هذا وأنت أعلم به قال هذا ربكم ولكن موسى أضل الطريق فقالت
فرقة ل نكذب بهذا حتى يرجأع إلينا موسى فإن كان ربنا لم نكن ضيعناه وعجزنا
فيه حين رأينا وإن لم يكن ربنا فأنا نتبع قول موسى وقالت فرقة هذا عمل
الشيطان وليس بربنا ولن نؤمن به ول نصدق وأشرب فرقة في قلوبهم الصدق
بما قال السامري في العجل وأعلنوا التكذيب به فقال لهم هارون يا قوم إنما
فتنتم به وإن ربكم الرحمن هكذا قالوا فما بال موسى وعدنا ثلثين يوما ثم
أخلفنا هذه أربعون قد مضت فقال سفهاؤهم أخطأ ربه فهو يطلبه ويتبعه فلما
كلم الله موسى عليه السلم وقال له ما قال أخبره بما لقي قومه من بعده
فرجأع موسى إلى قومه غضبان أسفا قال لهم ما سمعتم في القرآن وأخذ
برأس أخيه يجره إليه وألقى اللواح من الغضب ثم إنه عذر أخاه بعذره
واستعفر له فانصرف إلى السامري فقال له ما حملك على ما صنعت قال
قبضت قبضة من أثر الرسول وفطنت إليها وعميت عليكم فقذفتها وكذلك
سولت لي نفسي قال فاذهب فإن لك في الحياة أن تقول ل مساس وإن لك
موعدا لن تخلفه وانظر إلى إلهك الذي ظلت عليه عاكفا لنحرقنه ثم لننسفنه
في اليم نسفا ولو كان إلها لم نخلص إلى ذلك منه فاستيقن بنو إسرائيل
بالفتنة واغتبط الذين كان رأيهم فيه مثل رأي هارون فقالوا لجماعتهم يا
موسى سل لنا ربك أن يفتح لنا باب توبة نصنعها فيكفر عنا ما عملنا فاختار
موسى قومه سبعين رجأل لذلك ل يألوا الخير خيار بني إسرائيل ومن لم يشرك
في العجل فانطلق بهم يسأل لهم التوبة فرجأفت بهم الرض واستحيا نبي الله
صلى الله عليه و سلم من قومه ومن وفده حين فعل بهم ما فعل فقال لو
شئت أهلكتهم من قبل وإياي أتهلكنا بما فعل السفهاء منا وفيهم من كان الله
اطلع منه على ما أشرب قلبه من حب العجل وإيمان به فلذلك رجأفت بهم
الرض فقال رحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة
والذين هم بآياتنا يؤمنون الذين يتبعون الرسول النبي المي الذي يجدونه
مكتوبا عندهم في التوراة والنجيل فقال يا رب سألتك التوبة لقومي فقلت إن
رحمتي كتبتها لقوم غير قومي فليتك أخرتني حتى تخرجأني في أمة ذلك الرجأل
المرحومة فقال له إن توبتهم أن ] ص [ 405يقتل كل رجأل منهم كل من لقي
من والد وولد فيقتله بالسيف ل يبالي من قتل في ذلك الموطن ويأتي أولئك
الذين كان خفي على موسى وهارون واطلع الله من ذنوبهم فاعترفوا بها
وفعلوا ما أمروا وغفر الله للقاتل والمقتول ثم سار بهم موسى صلى الله عليه
و سلم متوجأها نحو الرض المقدسة وأخذ اللواح بعدما سكت عنه الغضب
فأمرهم بالذي أمر به أن يبلغهم من الوظائف فثقل ذلك عليهم وأبوا أن يقروا
بها فنتق الله عليهم الجبل كأنه ظلة ودنا منهم حتى خافوا أن يقع عليهم فأخذوا
الكتاب بأيمانهم وهم مصطفون ينظرون إلى الجبل والكتاب بأيديهم وهو من
وراء الجبل مخافة أن يقع عليهم ثم مضوا حتى أتوا الرض المقدسة فوجأدوا
مدينة فيها قوم جأبارون خلقهم خلق منكر وذكر من ثمارهم أمرا عجيبا من
عظمها فقالوا يا موسى إن فيها قوما جأبارين ل طاقة لنا بهم ول ندخلها ما
داموا فيها فإن يخرجأوا منها فإنا داخلون قال رجألن من الذين يخافون قيل
ليزيد هكذا قرأ