Kitab Fiqih Kifyatul Akhyar- Imam Syafi'i

‫‪http://www.shamela.ws‬‬
‫تم إعداد هذا الملف آليا بواسطة المكتبة الشاملة‬
‫كفاية الخأيارفي حل غاية الخأتصار‬
‫تقي الدين أبي بكر بن محمد الحسيني الحصيني‬
‫الدمشقي الشافعي‬
‫سنة الولدة ‪ /‬سنة الوفاة‬
‫تحقيق علي عبد الحميد بلطجي و محمد وهبي‬
‫سليمان‬
‫الناشر دار الخير‬
‫سنة النشر ‪1994‬‬
‫مكان النشر دمشق‬
‫عدد الجأزاء ‪1‬‬
‫أخأرى ردها ورد أرش السمنتين جأميعا ويقاس بهذا ما في‬
‫معناه وأما نقص العين بأن غصب زوجأي خأف قيمتهما‬
‫عشرة دراهم فضاع أحدهما وصار قيمة الباقي درهمين‬
‫لزمه قيمة التالف وهو خأمسة وأرش النقص وهو ثالثاة‬
‫فيلزمه ثامانية لن الرش حصل بالتفريق الحاصل عنده‬
‫وهذا هو المذهب وقول الشيخ لزمه أرش نقصه يؤخأذ منه‬
‫أن نقص قيمة السعار ل يضمنها وهو الصحيح لنه ل نقص‬
‫في ذات المغصوب ول في صفاته والذي فات إنما هو رغبات‬
‫الناس وفي وجأه يلزمه ذلك وبه قال الكثرون قال المام‬

‫أبو ثاور وهو منقاس‬
‫قلت وهو قوي لن الغاصب مطالب بالرد في كل لحظة‬
‫والسعر المرتفع بمنزلة المال العتيد ال ترى أنه لو باع‬
‫الولي والوكيل أو عامل القراض ونحو ذلك بثمن المثل‬
‫وهناك راغب بالزيادة ل يصح لنه تفويت مال والله أعلم‬
‫فكما يلزم الرد وأرش النقص يلزم الغاصب أجأرة المثل‬
‫لخأتلفا السبب لن سبب الرش النقص والجأرة بسبب‬
‫تفويت المنافع الله أعلم‬
‫) فرع ( فتح باب قفص فيه طير ونفره ضمن بالجأماع قاله‬
‫الماوردي لنه نفر بفعله وإذا اقتصر على الفتح فالراجأح أنه‬
‫إن طار في الحال ضمن لن الطائر ينفر ممن يقرب منه‬
‫فطيرانه في الحال منسوب إليه كتهييجه وإن وقف الطائر‬
‫ثام طار فل ضمان لن للحيوان اخأتيارا فينسب الطيران إليه‬
‫ال ترى أن الحيوان يقصد ما ينفعه ويتوقى المهالك فالفاتح‬

‫متسبب والطائر مباشر والمباشر مقدم على المتسبب‬
‫والله أعلم قال‬
‫وإن تلف ضمنه بمثله إن كان له مثل أو بقيمته إن لم يكن له‬
‫مثل أكثر ما كانت من يوم الغصب إلى يوم التلف (‬
‫اذا تلف المغصوب سواء كان بفعله أو بآفة سماوية بأن وقع‬

‫عليه شيء أو احترق أو غرق أو أخأذه أحد وتحقق تلفه فإن‬
‫كان مثليا ضمنه بمثله لقوله تعالى } فمن اعتدى عليكم‬
‫فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم { ولنه أقرب إلى حقه‬
‫لن المثلي كالنص لنه محسوس والقيمة كالجأتهاد ول‬
‫يصار الى الجأتهاد إل عند فقد النص ولو غضب مثليا في‬
‫وقت الرخأص فله طلبه في وقت الغلء‬
‫ثام ضابط المثلي ما حصره كيل أو وزن وجأاز السلم فيه‬
‫ويستثنى من هذا ما إذا أتلف عليه ماء في مفازة ثام لقيه‬
‫على شط نهر أو أتلف عليه الثلج في الصيف ثام لقيه في‬
‫الشتاء فالواجأب قيمة المثل في تلك المفازة وقيمة الثلج‬
‫في وقت الغضب والله أعلم‬
‫____________________‬

‫) ‪(1/283‬‬

‫ولو كان المغصوب من ذوات القيم كالحيوان وغيره من غير‬
‫المثلي لزمه أقصى قيم المغصوب من وقت الغصب إلى‬
‫وقت التلف لنه في حال زيادة القيمة غاصب مطالب بالرد‬
‫فلما لم يرد في تلك الحالة ضمن الزيادة لتعديه وتجب قيمته‬
‫من نقد البلد الذي حصل فيه التلف قاله الرافعي وكلم‬

‫الرافعي محمول على ما إذا لم ينقل المغصوب فإن نقله‬
‫قال ابن الرفعة فيتجه أن يعتبر نقد البلد الذي تعتبر القيمة‬
‫فيه وهو أكثر البلدين قيمة قال ابن الرفعة في البحر عن‬
‫والده ما يقاربه والعبرة بالنقد الغالب فإن غلب نقدان‬
‫وتساويا عين القاضي واحدا ما قاله الرافعي في كتاب البيع‬
‫والله أعلم‬
‫) فرع ( لو ظفر بالغاصب في بلد التلف والمغصب مثلي‬
‫وهو موجأود فالصحيح أنه إن كان ل مؤنة لنقله كالنقد فله‬
‫مطالبته بالمثل وإل فل يطالبه ويغرمه قيمة بلد التلف لنه‬
‫تعذر على المالك الرجأوع إلى المثل والله أعلم قال & باب‬
‫الشفعة & فصل والشفعة واجأبة بالخلطة دون الجوار فيما‬
‫ينقسم دون مال ينقسم وفي كل ما ل ينقل من الرض‬

‫كالعقار ونحوه‬
‫الشفعة من شفعت الشيء وثانيته وقيل من التسوية‬
‫والعانة لنه يتقوى بما يأخأذه‬
‫وهي في الشرع حق تملك قهري يثبت للشريك القديم على‬
‫الحادث بسبب الشركة بما يملك به لدفع الضرر واخأتلف في‬
‫المعنى الذي شرعت لجأله فالذي اخأتاره الشافعي أنه ضرر‬
‫مؤنة القسمة واستحداث المرافق وغيرها والقول الثاني‬

‫ضرر سوء المشاركة‬
‫والصل في ثابوتها ورد‬
‫) قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالشفعة في كل‬
‫ما ل يقسم فإذا وقعت الحدود وصرفت الطرق فل شفعة (‬
‫وفي رواية في‬
‫) أرض أو ربع أو حائط ( والربع المنزل والحائط البستان‬
‫ونقل ابن المنذر الجأماع على إثابات الشفعة وهو ممنوع‬
‫فقد خأالف في ذلك جأابر بن زيد من كبار التابعين وغيره إذا‬
‫عرفت هذا فقول الشيخ واجأبة أي ثاابتة يعني‬
‫____________________‬

‫) ‪(1/284‬‬

‫تثبت للشريك المخالط خألطة الشيوع دون الشريك الجار‬
‫للحديث السابق وقوله فيما ينقسم دون ما ل ينقسم فيه‬
‫إشارة إلى أن العلة في ثابوت الشفعة ضرر مؤنة القسمة‬
‫فلهذا تثبت فيما يقبل القسمة ويجبر الشريك فيه على‬
‫القسمة بشرط أن ينتفع بالمقسوم على الوجأه الذي كان‬
‫ينتفع به قبل القسمة وهذا هو الصحيح ولهذا ل تثبت‬
‫الشفعة في الشيء الذي لو قسم لبطلت منفعته المقصودة‬

‫منه قبل القسمة كالحمام الصغير فإنه ل يمكن جأعله‬
‫حمامين وإن أمكن كحمام كبير ثابتت الشفعة لن الشريك‬
‫يجبر على قسمته وكذا ل شفعة في الطريق الضيق ونحو‬
‫ذلك وقوله وفي كل ما ل ينقل احترز به عن المنقولت أي‬
‫ل تثبت الشفعة في المنقول لقوله صلى الله عليه وسلم‬
‫) ل شفعة إل في ربع أو حائط ( وتثبت في كل مال ينقل‬
‫كالرض والربوع وإذا ثابتت في الرض تبعت الشجار والبنية‬
‫فيها لن الحديث فيه لفظ الربع وهو يتناول البنية ولفظ‬
‫الحائط يتناول الشجار‬
‫واعلم أنه كما تتبع الشجار الرض كذلك تتبع البواب‬
‫والرفوفا المسمرة للبناء وكل ما يتبع في البيع عند الطلق‬

‫كذلك هنا‬
‫واعلم أن البنية والشجار إذا بيعت وحدها فل شفعة فيها‬
‫على الصحيح لنها منقولة وإن أريدت للدوام فإذا عرفت‬
‫هذا فل شفعة في البنية وفي الرض الموقوفة كالشجار‬
‫لن الرض ل تستتبع والحالة هذه وكذلك الراضي المحتكرة‬
‫فاعرفه والله أعلم قال‬
‫) بالثمن الذي وقع عليه البيع وهي على الفور فإن أخأرها‬
‫مع القدرة عليها بطلت (‬

‫قوله بالثمن متعلق بمحذوفا تقدير الكلم أخأذ الشفيع‬
‫المبيع بالثمن والمعنى أخأذ بمثل الثمن إن كان الثمن مثليا‬
‫أو بقيمته إن كان متقوما ويمكن حمل اللفظ على ظاهره‬
‫حيث صار الثمن إلى الشفيع والعتبار بوقت البيع لنه وقت‬
‫استحقاق الشفعة كذا علله الرافعي ونقله البندنيجي عن‬
‫نص الشافعي ولو كان الثمن مؤجأل فالظهر أن الشفيع‬
‫مخير بين أن يعجل ويأخأذ في الحال أو يصبر إلى محل الثمن‬
‫ويأخأذ لنا إذا جأوزنا الخأذ بالمؤجأل أضررنا بالمشتري لن‬
‫الذمم تختلف وإن ألزمناه الخأذ بالحال أضررنا بالشفيع‬
‫لجأل يقابله قسط من الثمن فكان ما قلنا دفعا للضررين ثام‬
‫الشفعة على الفور على الظهر لقوله صلى الله عليه‬
‫وسلم‬
‫) الشفعة كحل العقال ( معناه أنها تفوت عند عدم المبادرة‬
‫كما يفوت البعير الشرود إذا حل عقاله ولم يبتدر إليه وروى‬
‫) الشفعة‬
‫____________________‬

‫) ‪(1/285‬‬

‫لمن واثابها ( ولنه حق ثابت لدفع الضرر فكان على الفور‬

‫كالرد بالعيب والله أعلم‬
‫واعلم أن المراد بكونها على الفور طلبها ل تملكها نبه عليه‬
‫ابن الرفعة في المطلب فاعرفه وقيل تمتد ثالثاة أيام وقيل‬
‫غير ذلك فإذا علم الشفيع بالمبيع فليبادر على العادة وقد‬
‫مر ذلك في رد المبيع بالعيب فلو كان مريضا أو غائبا عن بلد‬
‫المشتري أو خأائفا من عدو فليوكل إن قدر وإل فليشهد‬
‫على الطلب فإن ترك المقدور عليه بطل حقه على الراجأح‬
‫لنه مشعر بالترك وهذا في المرض الثقيل فإن كان مرضا‬
‫خأفيفا ل يمنعه من المطالبة كالصداع اليسير كان كالصحيح‬
‫قاله ابن الرفعة ولو كان محبوسا ظلما فهو كالمرض الثقيل‬

‫ولو خأرج للطلب حاضرا كان أو غائبا فهل يجب الشهاد أنه‬
‫على الطلب الصحيح في الرافعي والروضة أنه إذا لم يشهد‬
‫ل يبطل حقه وصحح النووي في تصحيح التنبيه أنه في‬
‫الغالب يبطل إذا لم يشهد والمعتمد الول كما لو بعث وكيل‬
‫فإنه يكفي ولو قال الشفيع لم أعلم أن الشفعة على الفور‬
‫وهو ممن يخفى عليه صدق ولو اخأتلفنا في السفر لجأل‬
‫الشفعة صدق الشفيع قاله الماوردي ولو رفع الشفيع المر‬
‫إلى القاضي وترك مطالبة المشتري مع حضوره جأاز ولو‬
‫أشهد على الطلب ولم يراجأع المشتري ول القاضي لم يكف‬

‫وإن كان المشتري غائبا رفع المر إلى القاضي وأخأذ ولو‬
‫أخأر الطلب وقال لم أصدق المخبر لم يعذر إن أخأبره ثاقة‬
‫سواء كان عدل أو عبدا أو إمراة لن خأبر الثقة مقبول ومن ل‬
‫يوثاق به كالكافر والفاسق والصبي والمغفل ونحوهم قال‬
‫ابن الرفعة في المطلب وهذا في الظاهر أما في الباطن‬
‫فالعتبار بما يقع في نفسه من صدق المخبر كافرا كان أو‬
‫فاسقا أو غيرهما وقد صرح به الماوردي وعلله بأن ما يتعلق‬
‫بالمعاملت يستوي فيها خأبر المسلم وغيره إذا وقع في‬
‫النفس صدقه والله أعلم قال‬
‫) وإذا تزوج امرأة على شقص أخأذه الشفيع بمهر المثل (‬
‫مكان بين اثانين نكح واحد منهما امرأة وأصدقها نصيبه من‬
‫ذلك المكان وهو مما يثبت فيه الشفعة فلشريكه أن يأخأذ‬
‫ذلك المهمور بالشفعة وكذا لو كان ذلك المكان ملك امرأة‬
‫وملك شخص آخأر فقالت للزوج خأالعني على نصيبي من ذلك‬
‫المكان أو طلقني عليه ففعل بانت منه واستحق الزوج ذلك‬
‫الشقص وللشفيع اخأذه من الزوج كما أن له أخأذه من المرا‬
‫في صورة الصداق ويأخأذه بمهر المثل ل بقيمة الشقص‬
‫على الراجأح ووجأهه أن البضع متقوم وقيمته بمهر المثل‬
‫لنه بدل الشقص فالبضع هو ثامن الشقص والله أعلم قال‬
‫____________________‬


‫) ‪(1/286‬‬

‫) وإن كان الشفعاء جأماعة استحقوها على قدر الملك (‬
‫إذا كان ما يجب فيه الشفعة ملكا لجماعة وهم متفاوتون‬
‫في قدر الملك وباع أحدهم حصته فهل يأخأذون على عدد‬
‫رؤوسهم أم على قدر أملكهم فيه خألفا الصح أخأذ كل‬
‫واحد منهم على قدر حصته ووجأهه أن الخأذ حق يستحق‬

‫بالملك فقسط على قدره كالجأرة والثمرة فإن كان واحد‬
‫من الملك يأخأذ على قدر ملكه من الجأرة والثمرة وقيل‬
‫يأخأذون على عدد ؤوسهم نظرا إلى اصل الملك أل ترى أن‬
‫الواحد إذا انفرد أخأذ الكل والله أعلم‬
‫) فرع ( ثابت لشخص الشفعة في شيء فقال أسقطت‬
‫حقي من الصفة وأخأذت الباقي سقط حقه كله من الشفعة‬
‫لن الشفعة خأصلة واحدة ل يمكن تبعضها فأشبه ما إذا‬
‫اسقط بعض القصاص فإنه يسقط كله والله أعلم‬
‫) فرع ( إذا تصرفا المشتري في الشقص بالبيع والجأارة‬
‫والوقف فهو صحيح لنه تصرفا صادفا ملكه كتصرفا الولد‬
‫فيما وهبه له أبوه وقال ابن شريح هو باطل فعلى الصحيح‬

‫للشفيع نقص الوقف والجأارة لن حقه باق وهو في المبيع‬
‫وهو مخير بين أن يأخأذ بالبيع الثاني أو ينقضه ويأخأذ بالول‬
‫لن كل منهما صحيح وقد يكون الثمن في أحدهما أقل أو من‬
‫جأنس هو عليه أيسر‬
‫واعلم أنه ليس المراد بالنقض احتياله إلى إنشاء نقض قبل‬
‫الخأذ بل المراد أن له نقضه بالخأذ نبه على ذلك ابن الرفعة‬
‫في المطلب والله أعلم قال & باب القراض & فصل‬
‫وللقراض أربعة شرائط أن يكون على ناض من الدراهم‬
‫والدنانير وأن ياذن رب المال للعامل في التصرفا مطلقا‬
‫فيما ل ينقطع غالبا‬
‫القراض والمضاربة بمعنى واحد والقراض مشتق من‬
‫القرض وهو القطع لن المال قطع قطعة من ماله ليتجر‬
‫فيها وقطعة من ربحه‬
‫وحده في الشرع عقد على نقد ليتصرفا فيه العامل‬
‫بالتجارة فيكون الربح بينهما على حسب الشرط من مساواة‬
‫أو مفاضلة‬
‫والصل فيه أنه عليه الصلة والسلم ضارب لخديجة بمالها‬
‫إلى الشام وغير ذلك وأجأمعت‬
‫____________________‬


‫) ‪(1/287‬‬

‫الصحابة عليه ومنهم من قاسه على المساقاة بجامع الحاجأة‬
‫إذ قد يكون للشخص نخل ومال ول يحسن العمل وآخأر‬
‫عكسه ما روي أنه عليه الصلة والسلم قال‬
‫) ثالثاة فيهن البركة البيع إلى أجأل والمقارضة واخأتلط البر‬
‫بالشعير ل للبيع ( إذا عرفت هذا فلعقد القراض شروط‬

‫أحدها اشترطوا لصحته كون المال دراهم أو دنانير فل يجوز‬
‫على حلي ول على تبر ول على عروض وهل يجوز على‬
‫الدراهم والدنانير المغشوشة فيه خألفا الصحيح أن ل يصح‬
‫لن عقد القراض مشتمل على غرر لن العمل غير مضبوط‬
‫والربح غير موثاوق به وهو عقد يعقد لينفسخ ومبني‬
‫القراض على رد رأس المال وهو مع الجهل متعذر بخلفا‬
‫رأس السلم فإنه عقد وضع للزوم وقيل يجوز إذا راج رواج‬
‫الخالص قال المام محله إذا كانت قيمته قريبة من المال‬
‫الخالص‬
‫قلت العمل على هذا إذ المعنى المقصود من القراض يحصل‬
‫به ل سيما وقد تعذر الخالص في أغلب البلد فلو اشترطنا‬
‫ذلك لدى إلى إبطال هذا الباب في غالب النواحي وهو حرج‬
‫فالمتجه الصحة لعمل الناس عليه بل نكير ويؤيده أن الشركة‬
‫تجوز على المغشوش على ما صححه النووي في زيادته مع‬
‫أنه عقد فيه غرر من الوجأوه المذكورة في القراض من جأهة‬
‫أن عمل كل من الشريكين غير مضبوط والربح غير موثاوق‬
‫به وهو عقد عقد لينفسخ وعلة الحاجأة موجأودة والله أعلم‬
‫الشرط الثاني أن ل يكون العامل مضيقا عليه ثام التضييق‬
‫تارة يكون بمنع التصرفا مطلقا بأن يقول ل تشتر شيئا حتى‬
‫تشاورني وكذلك ل تبع إل بمشورتي لن ذلك يؤدي إلى‬
‫فوات مقصود العقد فقد يجد شيئا يربح ولو راجأعه لفات‬
‫وكذا البيع فيؤدي إلى فوات مقصود القراض وهو الربح‬
‫وتارة يكون التضييق بأن يشترط عليه شراء متاع معين كهذه‬
‫الحنطة أو هذه الثياب أو يشترط عليه شراء نوع يندر وجأوده‬
‫كالخيل العتاق أو البلق ونحو ذلك أو فيما ل يوجأد صيفا‬
‫وشتاء كالفواكه الرطبة ونحو ذلك أو يشترط عليه معاملة‬
‫شخص معين أن ل تشتر إل من فلن أو ل تبع إل منه فهذه‬
‫الشروط كلها مفسدة لعقد القراض لن المتاع المعين قد ل‬
‫يبيعه مالكه وعلى تقدير بيعه قد ل يربح وأما الشخص‬
‫المعين فقد ل يعاملة وقد ل يجد عنده ما يظن فيه ربحا وقد‬
‫____________________‬

‫) ‪(1/288‬‬

‫ل يبيع إل بثمن غال وكل هذه المور تفوت مقصود عقد‬
‫القراض فل بد من عدم اشتراطها حتى لو شرط رب المال‬
‫أن يكون رأس المال معه ويوفي الثمن إذا اشترى العامل‬
‫فسد القراض لوجأود التضييق المنافي لعقد القراض نعم لو‬

‫شرط عليه أن ل يبيع ول يشتري إل في سوق صح بخلفا‬
‫الدكان المعين لن السوق المعين كالنوع العام الموجأود‬
‫بخلفا الحانوت فإنه كالشخص المعين كذا قاله الماوردي‬
‫ول يشترط بيان مدة القراض بخلفا المساقاة لن الربح‬
‫ليس له وقت معلوم بخلفا الثمرة وايضا فهما قادران على‬
‫فسخ القراض متى شاء لنه عقد جأائز فلو ذكر مدة ومنعه‬
‫التصرفا بعدها فسد العقد لنه يخل بالمقصود وإن منعه‬
‫الشراء بعدها فل يضر على الصح لن المالك متمكن من‬
‫منعه من الشراء في كل وقت فجاز أن يتعرض له في العقد‬
‫والله أعلم‬
‫) فرع ( قارض شخصا على أن يشتري حنطة فيطحن ويخبز‬
‫أو يغزل غزل فينسجه ويبيعه فسد القراض لن القراض‬
‫رخأصة شرع للحاجأة وهذه العمال مضبوطة يمكن الستئجار‬
‫عليها فلم تكن الرخأصة شاملة لها فلو فعل العامل ذلك بل‬
‫شرط لم يفسد القراض على الراجأح ويقاس باقي المور‬
‫بما ذكرنا والله أعلم قال‬
‫) وأن يشترط له جأزءا معلوما من الربح وأن ل يقدره بمدة (‬
‫من شروط عقد القراض اشتراك رب المال والعامل في‬
‫الربح ليأخأذ هذا بماله وذاك بعمله فلو قال قارضتك على أن‬
‫الربح كله لي أو كله لك فسد العقد لنه على خألفا مقتضى‬
‫العقد وكما يشترط أن يكون الربح بينهما يشترط أن يكون‬
‫معلوما بالجزئية ككون الربح بيننا نصفين أو أثالثاا ونحو ذلك‬
‫فلو قال على أن لك نصيبا أو جأزءا فهو فاسد للجهل‬
‫بالعوض فلو قال على أن الربح بيننا صح ويكون نصفين ولو‬
‫اشترط للعامل قدرا معلوما كمائة مثل أو ربح نوع كربح هذه‬
‫البضاعة فسد لن الربح قد ينحصر في المائة أو في ذلك‬
‫النوع فيؤدي إلى اخأتصاص العامل بالربح وقد ل يربح ذلك‬
‫النوع ويربح غيره فيؤدي إلى أن عمله يضيع وهو خألفا‬
‫مقصود العقد ولو شرط أن يلبس الثوب الذي يشتريه فسد‬
‫لنه داخأل في العوض ما ليس من الربح وقياسه أنه لو‬
‫اشترط عليه أن ينفق من رأس المال أنه ل يصح وهذا النوع‬
‫كثير الوقوع والله أعلم وقوله وأن ل يقدرة بمدة يجوز أن‬
‫يراد به العقد وقد تقدم حكمه ويجوز أن يريد أن يقدر الربح‬
‫بمدة بأن يقول كما يفعله كثير من الناس اتجر وربح هذه‬
‫السنة بيننا وربح السنة التية اخأتص بها دونك أو عكسه‬
‫والول اقرب والله أعلم‬
‫) فرع ( ليس للعامل أن ينفق على نفسه من رأس المال‬
‫حضرا للعرفا ول سفرا على الراجأح لن النفقة قد تكون‬
‫قدر الربح فيفوز بالربح دون رب المال ولن له جأعل معلوما‬

‫فل يستحق معه‬
‫____________________‬

‫) ‪(1/289‬‬

‫شيئا آخأر وليس له أن يسافر بغير إذن رب المال فإن أذن له‬
‫فسافر ومعه مال لنفسه وقلنا له أن ينفق في السفر كما‬
‫رواه المزني لنه بالسفر قد سلم نفسه فأشبه الزوجأة‬
‫فتتوزع النفقة على قدر المالين والله أعلم قال‬
‫) ول ضمان على العامل إل بالعدوان (‬
‫العامل أمين لنه قبض المال بإذن مالكه فأشبه سائر المناء‬
‫فل ضمان عليه إل بالتعدي لتقصيره كالمناء فلو ادعى عليه‬
‫رب المال الخيانة فالقول قول العامل لن الصل عدمها‬
‫وكذا يصدق في قدر رأس المال لن الصل عدم الزيادة‬
‫وكذا يصدق في قوله لم أربح أو لم أربح إل كذا أو اشتريت‬
‫للقراض أو اشتريت لي لنه أعرفا بنيته وكذا لو ادعى عليه‬
‫أنه نهاه عن كذا فالقول قول العامل لن الصل عدم النهي‬
‫ويقبل قوله في دعوى التلف كالوكيل والمودع إل أن يذكر‬
‫شيئا ظاهرا فل يقبل إل ببينة لن إقامة البينة على السبب‬
‫الظاهر غير متعذرة ولو ادعى رد رأس المال فهل يقبل‬
‫وجأهان الصح نعم لنه أمين فأشبه المودع ولو اخأتلفا في‬
‫جأنس رأس المال صدق العامل والله أعلم‬
‫) فرع ( اخأتلف رب المال والعامل في القدر المشروط‬
‫تحالفا وللعامل أجأرة المثل ويفوز المالك بالربح كله‬
‫وبمجرد التحالف ينفسخ العقد صرح به النووي في زيادة‬
‫الروضة عن البيان بل مخالفة وكلم المنهاج يقتضيه وصرح‬
‫به الروياني أيضا والله أعلم قال‬
‫) وإن حصل خأسران وربح جأبر الخسران بالربح (‬
‫القاعدة المقررة في القراض أن الربح وقاية لرأس المال‬
‫ثام الخسران تارة يكون برخأص السعر في البضاعة وتارة‬
‫يكون بنقص جأزء من مال التجارة بأن يتلف بعضه وقد يكون‬
‫بتلف بعض رأس المال فإذا دفع إليه مائتين مثل وقال اتجر‬
‫بهما فتلفت إحداهما فتارة تتلف قبل التصرفا وتارة بعدها‬
‫فإذا تلفت قبل التصرفا فوجأهان‬
‫أحدهما أنها خأسران ورأس المال مائتان لن المائتين بقبض‬
‫العامل صارتا مال قراض فتجبر المائة التالفة بالربح‬
‫وأصحهما تتلف من رأس المال ويكون رأس المال مائة لن‬
‫العقد لم يتأكد بالعمل فلو اشترى بالمائتين شيئين فتلف‬

‫أحدهما فقيل يتلف من رأس المال لنه لم يتصرفا بالبيع‬
‫لن به يظهر الربح فهو المقصود العظم والمذهب أنه يجبر‬
‫من الربح لنه تصرفا في مال القراض بالشراء فل يأخأذ‬
‫شيئا حتى يرد ما تصرفا فيه إلى مالكه فلو أتلف أجأنبي‬
‫جأميعه أو بعضه اخأذ منه بدله واستمر القراض والله أعلم‬
‫____________________‬

‫) ‪(1/290‬‬

‫) فرع ( عقد القراض جأائز من الطرفين لن أوله وكالة وبعد‬
‫ظهور الرح شركة وكلهما عقد جأائز فلكل من المالك‬
‫والعامل الفسخ فإذا فسخ أحدهما ارتفع القراض وإن لم‬
‫يحضر صاحبه ولو مات أحدهما أو جأن أو أغمي عليه انفسخ‬
‫أيضا فإذا انفسخ لم يكن للعامل أن يشتري ثام ينظر إن كان‬
‫المال دينا لزم العامل استيفاؤه سواء ظهر الربح أم ل لن‬
‫الدين ملك ناقص وقد أخأذ من رب المال ملكا تاما فليرد مثل‬
‫ما أخأذ وإن لم يكن دينا نظر أن كان نقدا من جأنس رأس‬
‫المال ول ربح أخأذه رب المال وإن كان هناك ربح اقتسماه‬
‫بحسب الشرط فإن كان نقدا من غير جأنس رأس المال أو‬
‫عرضا نظر إن كان هناك ربح لزم العامل بيعه إن طلبه‬
‫المالك وللعامل بيعه وإن أبى المالك لجأل الربح وليس‬
‫للعامل تأخأير البيع إلى موسم رواج المتاع لن حق المالك‬
‫معجل فلو قال العامل تركت حقي لك فل تكلفني البيع لم‬
‫تلزمه الجأابة على الصح لن التنضيض كلفة فل تسقط عن‬
‫العامل ولو قال رب المال ل تبع ونقتسم العروض أو قال‬
‫أعطيك قدر نصيبك ناضا ففي تمكن العامل من البيع وجأهان‬
‫والذي قطع به الشيخ أبو حامد والقاضي أبو الطيب أنه ل‬
‫يمكن لنه إذا جأاز للمعير أن يتملك غراس المستعير بقيمته‬
‫لدفع الضرر فالمالك هناك أولى لنه شريك هذا إذا كان في‬
‫المال ربح فإن لم يكن ربح فهل للمالك تكليف العامل البيع‬
‫وجأهان الراجأح نعم ليرد كما أخأذ ولنه ل يلزم المالك مشقة‬
‫البيع هل للعامل البيع إن رضي المالك بإمساكها وجأهان‬
‫الصحيح أن له ذلك إذا توقع ربحا بأن ظفر براغب أو بسوق‬
‫يتوقع فيه الربح واعلم أنه حيث لزم البيع للعامل قال المام‬
‫فالذي قطع به المحققون أن الذي يلزمه بيعه وتنضيضه قدر‬
‫راس المال وأما الزائد فحكمه حكم عرض مشترك بين اثانين‬
‫فل يكلف واحد منهما بيعه وما ذكره المام سكت عليه‬

‫الرافعي في الشرح والنووي في الروضة وجأزما بذلك في‬
‫المحرر والمنهاج نعم كلم التنبيه يقتضي بيع الجميع والله‬
‫أعلم قال & باب المساقاة & فصل والمساقاة جأائزة على‬
‫النخل والكرم ولها شرائط أن يقدرها بمدة معلومة وأن‬
‫ينفرد العامل بعمله وأل يشترط مشاركة المالك في العمل‬
‫ويشترط للعامل جأزء معلوم من الثمرة‬
‫المساقاة هي أن يعامل إنسان على شجر ليتعهدها بالسقي‬
‫والتربية على أن ما رزق الله تعالى من ثامر يكون بينهما‬
‫ولما كان السقي أنفع العمال اشتق منه اسم العقد‬
‫واتفق على جأوازها الصحابة والتابعون وقبل التفاق حجة‬
‫الجواز ما ورد عن ابن عمر‬
‫____________________‬

‫) ‪(1/291‬‬

‫رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫) أعطى خأيبر بشطر ما يخرج منها من ثامر أو زرع ( وفي‬
‫رواية‬
‫) دفع إلى يهود خأيبر نخل خأيبر وأرضها على أن يعملوها من‬
‫أموالهم وأن لرسول الله صلى الله عليه وسلم شطرها (‬
‫وغير ذلك من الخأبار ول شك في جأوازها على النخل لنه‬
‫مورد النص وهل العنب منصوص عليه أم مقاس قيل إن‬
‫الشافعي قاسه على النخل بجامع وجأوب الزكاة وإمكان‬
‫الخرص وقيل إن الشافعي أخأذه من النص وهو أن النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم عامل أهل خأيبر على الشطر مما‬
‫يخرج من النخل والكرم وهل يجوز على غير النخل والعنب‬
‫من الشجار المثمرة كالتين والمشمش وغيرهما من‬
‫الشجار قولن حكاهما الرافعي بل ترجأيح والجديد المنع‬
‫لنها أشجار ل زكاة فيها فلم تجز المساقاة عليها كالموز‬
‫والصوبر وهذا ما صححه النووي في الروضة والقديم أنه‬
‫يجوز لنه عليه الصلة والسلم عامل أهل خأيبر بالشطر مما‬
‫يخرج من النخل والشجر وبهذا قال المامان مالك وأحمد‬
‫رضي الله عنهما واخأتاره النووي في تصحيح التنبيه وأجأاب‬
‫القائلون بالجديد بأن الشجر المراد بها النخل لنها‬
‫الموجأودة في خأيبر وفرقوا بين النخل والعنب وغيرهما من‬
‫الشجار بأن النخل والكرم ل ينمو إل بالعمل فيها لن النخل‬
‫يحتاج إلى اللقاح والكرم إلى الكساح وبقية الشجار تنمو‬
‫من غير تعهد نعم التعهد يزيدها في كبر الثمر وطيبه‬

‫واعلم أن محل الخلفا فيما إذا أفردت بالمساقاة أما إذا‬
‫ساقاه عليها تبعا لنخل أو عنب ففيه وجأهان حكاهما‬
‫الرافعي في آخأر المزارعة بل ترجأيح قال النووي أصحهما‬
‫أنه يجوز قياسا على المزارعة‬
‫إذا عرفت هذه فللمساقاة شروط‬
‫أحدهما التوقيت لنها عقد لزم فأشبه الجأارة ونحوها‬
‫بخلفا القراض والفرق أن لخروج الثمار غاية معلومة سهل‬
‫ضبطها بخلفا القراض فإن الربح ليس له وقت مضبوط‬
‫فقد ل يحصل الربح في المدة المقدرة ولو وقت بالدراك لم‬
‫يصح على الراجأح لجهل المدة‬
‫الشرط الثاني أن ينفرد العامل بالعمل لنه وضع الباب فلو‬
‫شرط أن يعمل معه مالك الشجار فسخ العقد لنه مخالف‬
‫لوضع المساقاة والقاعدة أن كل ما يجب على العامل إذا‬
‫شرط على المالك يفسد العقد على الصح وقيل يفسد‬
‫الشرط فقط نعم يستثني مسألة ذكرها ابن الرفعة عن نص‬
‫الشافعي في البويطي وهو أنه إذا شرط على المالك‬
‫السقي جأاز حكاه‬
‫____________________‬

‫) ‪(1/292‬‬

‫البندنيجي عن النص والنص مفروض فيما إذا كان يشرب‬
‫بعروقه لكن حكي الماوردي فيما يشرب بعروقه فيما‬
‫يشرب بعروقه كنخل البصرة أوجأها‬
‫أحدها أن سقيها على العامل‬
‫والثاني على المالك حتى لو شرطها على العامل بطل‬
‫العقد‬
‫والثالث يجوز اشتراطها على المالك وعلى العامل فإن‬
‫أطلق لم تلزم واحدا منهما‬
‫الشرط الثالث أن يكون للعامل جأزء معلوم من الثمرة‬
‫ويكون الجزء معلوما بالجزئية كالنصف والثلث للنص فلو‬
‫شرط له ثامر نخلت معينة لم تصح لنه خأالف النص ولنه قد‬
‫ل تثمر هذه النخلت فيضيع عمله أو ل يثمر غيرها فيضيع‬
‫المالك وهذا غرر وعقد المساقاة غرر لنه عقد على معدوم‬
‫جأوز للحاجأة وغرران على شيء يمنعان صحته ولو قال على‬
‫أن ما فتح الله بيننا صح وحمل على النصف ولو قال أنا‬
‫أرضيك ونحو ذلك لم يصح العقد ولو ساقاه ثالث سنين مثل‬
‫جأاز أن يجعل له في الولى النصف وفي الثانية الثلث وفي‬

‫الثالثة السدس وبالعكس لنتفاء الغرر وهذا هو الصحيح‬
‫والله أعلم‬
‫) فرع ( لو شرط في العقد أن يكون سواقط النخل من‬
‫السعف والليف ونحوهما للعامل بطل العقد لنها لرب‬
‫النخل وهي غير مقصودة فلو شرط لهما فوجأهان ويشترط‬
‫رؤية الشجار لصحة المساقاة على المذهب والله أعلم قال‬
‫) ثام العمل فيها على ضربين عمل يعود نفعه على الثمرة‬
‫فهو على العامل وعمل يعود نفعه على الصل فهو على رب‬
‫المال (‬
‫على العامل كل ما تحتاج إليه الثمار لزيادة أو إصلح من‬
‫عمل بشرط أن يتكرر كل سنة وإنما اعتبرنا التكرر لن ما ل‬
‫يتكرر كل سنة يبقى اثاره بعد الفراغ من المساقاة وتكليف‬
‫العامل مثل ذلك إجأحافا به فيجب على العامل السقي‬
‫وتوابعه من إصلح طرق الماء والمواضع التي يقف فيها‬
‫الماء وسمل البار والنهار وإدارة الدواليب وفتح رأس‬
‫الساقية وسدها بحسب قدر الحاجأة وكل ما اطردت به العادة‬
‫قال المتولي عليه وضع حشيش فوق العناقيد إن احتاجأت‬
‫إليه صونا لها وهل يجب عليه حفظ الثمار وجأهان أصحهما‬
‫على العامل كحفظ مال القراض وقيل على المالك قال‬
‫الرافعي وهو أقيس بعد تصحيح الول ويلزم العامل قطف‬
‫الثمرة على الصحيح لنه من الصلح وكذا يلزمه تحفيف‬
‫الثمرة على الصحيح إن اضطردت به عادة أو شرط وإذا‬
‫وجأب التجفيف عليه وجأب توابعه وهي تهيئة موضع الجفافا‬
‫ونقلها إليه وتقليب الثمرة في الشمس والله أعلم وأما ما‬
‫ل يتكرر كل سنة ويقصد به حفظ الصول فمن وظيفة‬
‫المالك كحفر النهار والبار الجديدة وبناء الحيطان ونصب‬
‫البواب والدولب ونحو ذلك وفي سد‬
‫____________________‬

‫) ‪(1/293‬‬

‫ثالم يسيرة تقع في الجدران ووضع شوك على الحيطان‬
‫وجأهان الصح اتباع العرفا وكما تجب هذه المور على‬
‫المالك كذلك تجب عليه اللت التي يتوفر بها العمل‬
‫كالفأس والمعول والمنجل والمسحاة وكذا الثور الذي يدير‬
‫الدولب والصحيح أنه على المالك وخأراج الرض على المالك‬
‫بل خألفا وكذا يجب على المالك كل عين تلفت في العمل‬
‫قال في الروضة قطعا والدولب يجوز فتح داله وضمها‬

‫والله أعلم قال & باب الجأارة & فصل في الجأارة وكل ما‬
‫أمكن النتفاع به مع بقاء عينه صحت إجأارته إذا قدرت‬
‫منفعته بأحد أمرين مدة أو عمل‬
‫القياس عدم صحة الجأارة لن الجأارة موضوعة للمنافع‬
‫وهي معدومة والعقد على المعدوم غرر لكن الحاجأة الماسة‬
‫داعية إلى ذلك بل الضرورة المحققة داعية إلى الجأارة فإنه‬
‫ليس لكل أحد مسكن ول مركوب ول خأادم ول آلة يحتاج إليها‬
‫فجوزت لذلك كما جأوز السلم وغيره من عقود الغرر وقد‬
‫أجأمعت الصحابة والتابعون على جأوازها وقبل الجأماع جأاء‬
‫بها القرآن والسنة المطهرة قال الله تعالى } فإن أرضعن‬
‫لكم فآتوهن أجأورهن { ورد أنه عليه الصلة والسلم قال‬
‫) ثالثاة أنا خأصمهم يوم القيامة رجأل أعطى بي ثام غدر‬
‫ورجأل باع حرا فأكل ثامنه ورجأل استأجأر أجأيرا فاستوفى‬
‫منه ولم يعطه أجأره ( وروي أنه عليه الصلة والسلم قال‬
‫) أعطوا الجأير أجأره قبل أن يجف عرقه (‬
‫وحد عقد الجأارة عقد على منفعة مقصودة معلومة قابلة‬
‫للبدل والباحة بعوض معلوم وفيه قيود فاحترزنا بالمنفعة‬
‫عن الجأارة المعقودة على ما يتضمن إتلفا عين فمن ذلك‬
‫استئجار البستان للثمار والشاة للبنها وما في معناهما وكذا‬
‫لصوفها ولولدها فهذه الجأارة باطلة نعم قد تقع العين تبعا‬
‫كما إذا استأجأر إمرأة للرضاع فإنه جأائز والقياس فيه‬
‫البطلن إل أن النص ورد فيه فل معدل عنه ثام هل للمعقود‬
‫عليه القيام بأمره من وضع الصبي في حجرها وتلقيمه‬
‫الثدي وعصره بقدر الحاجأة أم تناول هذه الشياء مع اللبن‬
‫وجأهان أصحهما أن المعقود عليه الفعل واللبن‬
‫____________________‬

‫) ‪(1/294‬‬

‫يستحق تبعا قال الله تعالى } فإن أرضعن لكم فآتوهن‬
‫أجأورهن { علق الجأرة بفعل الرضاع ل باللبن وهذا كما إذا‬
‫استأجأر دارا وفيها بئر ماء يجوز الشرب منها تبعا لو استأجأر‬
‫للرضاع ونفي الحضانة فهل يجوز وجأهان أحدهما ل كما إذا‬
‫استأجأر شاة لرضاع سخلة لنه عقد على استيفاء عين‬
‫وأصحهما الصحة كما يجوز الستجئار لمجرد الحضانة وكذا ل‬
‫يجوز استئجار الفحل للنزوان على الناث للنهي عن ذلك‬
‫وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عسب الفحل‬
‫وفي مسلم عن بيع ضراب الفحل وروي عن الشافعي عن‬

‫ثامن عسب الفحل والله أعلم وقولنا مقصودة احتراز عن‬
‫منفعة تافهة كاستئجار تفاحة ونحوها للشم نعم إذا كثر‬
‫التفاح قال الرافعي فالوجأه الصحة كاستئجار الرياحين‬
‫للشم ومن المنافع التافهة استئجار الدراهم والدنانير فإن‬
‫أطلق العقد فباطل وإن صرح باستئجارها للتزيين فالصح‬
‫البطلن أيضا وكذا ل يجوز استئجار الطعام لتزيين الحوانيت‬
‫على المذهب والله أعلم وقولنا معلومة احتراز عن المنفعة‬
‫المجهولة فإنها ل تصح للغرر فل بد من العلم بالمنفعة قدرا‬
‫ووصفا وقولنا قابلة للبذل والباحة فيه احتراز عن استئجار‬
‫الت اللهو كالطنبور والمزمار والرباب ونحوها فإن‬
‫استئجارها حرام ويحرم بذل الجأرة في مقابلتها ويحرم اخأذ‬
‫الجأرة لنه من قبيل أكل أموال الناس بالباطل وكذا ل يجوز‬
‫استئجار المغاني ول استئجار شخص لحمل خأمر ونحوه ول‬
‫لجبي المكوس والرشا وجأميع المحرمات عافانا الله تعالى‬
‫منها‬
‫وقولنا بعوض معلوم احترزنا به عن الجأرة المجهولة فإنه ل‬
‫يصح جأعلها أجأرة فإنها ثامن المنفعة وشرط الثمن أن يكون‬
‫معلوما ولن الجهل به غرر إذا عرفت هذا فكل عين وجأد في‬
‫منفعتها شروط الصحة صح استئجارها كاستئجار الدار‬
‫للسكنى والدواب للركوب والرحل للحج وللبيع والشراء‬
‫والرض للزرع وشبهه ويشترط في العين المستأجأرة‬
‫القدرة على تسليمها فل يجوز إيجار عبد آبق ول دابة شاردة‬
‫ومغصوب ل يقدر على انتزاعه وكذا ل يجوز استئجار أعمى‬
‫للحفظ لنه يعجز عن تسليم منفعته كما ل يجوز استئجار‬
‫دابة زمنة للركوب والحمل وأرض ل ماء لها ول يكفيها‬
‫المطر ونداوة الرض وما أشبه ذلك لن الجأرة في مقابلة‬
‫المنفعة وهي معدومة فل يصح إيجارها كما ل يصح بيع العين‬
‫المعدومة أو التي ل منفعة فيها وقول الشيخ إذا قدرت‬
‫منفعته أي المستأجأرة بفتح الجيم بمدة أو عمل إشارة إلى‬
‫قاعدة وهي أن المنفعة المقعود عليها إن كانت ل تنقدر إل‬
‫بالزمان فالشرط في صحة الجأارة فيها أن تقدر بمدة وذلك‬
‫كالجأارة للسكنى والرضاع ونحو ذلك لتعينه طريقا لن‬
‫تعيين ذلك قد يعسر كالرضاع وقد يتعذر وإن كانت ل تتقدر‬
‫إل بالعمل قدرت به وإن ورد العقد فيه على الذمة كالركوب‬
‫والحج ونحو ذلك وإن كان يتقدر بالمدة والعمل كالخياطة‬
‫والبناء قدر‬
‫____________________‬

‫) ‪(1/295‬‬

‫بأحدهما قوله استأجأرتك لتخيط هذا الثوب أو قال‬
‫استأجأرتك لتخيط لي يوما ونحوه من العمال فإن قدر بهما‬
‫لم تصح على الراجأح بأن قال لتخيط هذا الثوب في هذا‬
‫اليوم لنه إن فرغ في بعض اليوم فإن طالبه بالعمل في‬
‫بقية اليوم فقد أخأل بشرط العمل وإل أخأل بشرط المدة‬
‫والله أعلم قال‬
‫) وإطلقها يقتضي تعجيل الجأرة إل أن يشترط التأجأيل (‬
‫تجب الجأرة بنفس العقد كما يملك المستأجأر بالعقد‬
‫المنفعة ولن الجأارة عقد لو شرط في عوضه التعجيل أو‬
‫التأجأيل اتبع فكان مطلقه حال كالثمن في البيع نعم إن‬
‫شرط فيه التأجأيل اتبع لن المؤمنين عند شروطهم فإذا حل‬
‫الجأل وجأبت الجأرة كالثمن في البيع وهذا في إجأارة العين‬
‫كقوله استأجأرت منك هذه الدابة ونحو ذلك أما في إجأارة‬
‫الذمة فإن عقد بلفظ السلم فيشترط قبض رأس المال في‬
‫المجلس وكذا إن عقد بلفظ الجأارة على الصح نظرا إلى‬
‫المعنى فيشترط أن تكون الجأرة حالة في إجأارة الذمة ول‬
‫يجوز تأجأيلها لئل يلزم بيع الكالئ بالكالئ وهو بيع الدين‬
‫بالدين وقد نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم والله‬
‫أعلم قال‬
‫) ول تبطل الجأارة بموت أحد المتعاقدين وتبطل بتلف‬
‫العين المستأجأرة (‬
‫إذا مات أحد المستأجأرين والعين المستأجأرة باقية لم يبطل‬
‫العقد لن الجأارة عقد معاوضة على شيء يقبل النقل‬
‫وليس لحد ال