Kitab Fiqih Kifyatul Akhyar- Imam Syafi'i
http://www.shamela.ws
تم إعداد هذا الملف آليا بواسطة المكتبة الشاملة
كفاية الخأيارفي حل غاية الخأتصار
تقي الدين أبي بكر بن محمد الحسيني الحصيني
الدمشقي الشافعي
سنة الولدة /سنة الوفاة
تحقيق علي عبد الحميد بلطجي و محمد وهبي
سليمان
الناشر دار الخير
سنة النشر 1994
مكان النشر دمشق
عدد الجأزاء 1
أخأرى ردها ورد أرش السمنتين جأميعا ويقاس بهذا ما في
معناه وأما نقص العين بأن غصب زوجأي خأف قيمتهما
عشرة دراهم فضاع أحدهما وصار قيمة الباقي درهمين
لزمه قيمة التالف وهو خأمسة وأرش النقص وهو ثالثاة
فيلزمه ثامانية لن الرش حصل بالتفريق الحاصل عنده
وهذا هو المذهب وقول الشيخ لزمه أرش نقصه يؤخأذ منه
أن نقص قيمة السعار ل يضمنها وهو الصحيح لنه ل نقص
في ذات المغصوب ول في صفاته والذي فات إنما هو رغبات
الناس وفي وجأه يلزمه ذلك وبه قال الكثرون قال المام
أبو ثاور وهو منقاس
قلت وهو قوي لن الغاصب مطالب بالرد في كل لحظة
والسعر المرتفع بمنزلة المال العتيد ال ترى أنه لو باع
الولي والوكيل أو عامل القراض ونحو ذلك بثمن المثل
وهناك راغب بالزيادة ل يصح لنه تفويت مال والله أعلم
فكما يلزم الرد وأرش النقص يلزم الغاصب أجأرة المثل
لخأتلفا السبب لن سبب الرش النقص والجأرة بسبب
تفويت المنافع الله أعلم
) فرع ( فتح باب قفص فيه طير ونفره ضمن بالجأماع قاله
الماوردي لنه نفر بفعله وإذا اقتصر على الفتح فالراجأح أنه
إن طار في الحال ضمن لن الطائر ينفر ممن يقرب منه
فطيرانه في الحال منسوب إليه كتهييجه وإن وقف الطائر
ثام طار فل ضمان لن للحيوان اخأتيارا فينسب الطيران إليه
ال ترى أن الحيوان يقصد ما ينفعه ويتوقى المهالك فالفاتح
متسبب والطائر مباشر والمباشر مقدم على المتسبب
والله أعلم قال
وإن تلف ضمنه بمثله إن كان له مثل أو بقيمته إن لم يكن له
مثل أكثر ما كانت من يوم الغصب إلى يوم التلف (
اذا تلف المغصوب سواء كان بفعله أو بآفة سماوية بأن وقع
عليه شيء أو احترق أو غرق أو أخأذه أحد وتحقق تلفه فإن
كان مثليا ضمنه بمثله لقوله تعالى } فمن اعتدى عليكم
فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم { ولنه أقرب إلى حقه
لن المثلي كالنص لنه محسوس والقيمة كالجأتهاد ول
يصار الى الجأتهاد إل عند فقد النص ولو غضب مثليا في
وقت الرخأص فله طلبه في وقت الغلء
ثام ضابط المثلي ما حصره كيل أو وزن وجأاز السلم فيه
ويستثنى من هذا ما إذا أتلف عليه ماء في مفازة ثام لقيه
على شط نهر أو أتلف عليه الثلج في الصيف ثام لقيه في
الشتاء فالواجأب قيمة المثل في تلك المفازة وقيمة الثلج
في وقت الغضب والله أعلم
____________________
) (1/283
ولو كان المغصوب من ذوات القيم كالحيوان وغيره من غير
المثلي لزمه أقصى قيم المغصوب من وقت الغصب إلى
وقت التلف لنه في حال زيادة القيمة غاصب مطالب بالرد
فلما لم يرد في تلك الحالة ضمن الزيادة لتعديه وتجب قيمته
من نقد البلد الذي حصل فيه التلف قاله الرافعي وكلم
الرافعي محمول على ما إذا لم ينقل المغصوب فإن نقله
قال ابن الرفعة فيتجه أن يعتبر نقد البلد الذي تعتبر القيمة
فيه وهو أكثر البلدين قيمة قال ابن الرفعة في البحر عن
والده ما يقاربه والعبرة بالنقد الغالب فإن غلب نقدان
وتساويا عين القاضي واحدا ما قاله الرافعي في كتاب البيع
والله أعلم
) فرع ( لو ظفر بالغاصب في بلد التلف والمغصب مثلي
وهو موجأود فالصحيح أنه إن كان ل مؤنة لنقله كالنقد فله
مطالبته بالمثل وإل فل يطالبه ويغرمه قيمة بلد التلف لنه
تعذر على المالك الرجأوع إلى المثل والله أعلم قال & باب
الشفعة & فصل والشفعة واجأبة بالخلطة دون الجوار فيما
ينقسم دون مال ينقسم وفي كل ما ل ينقل من الرض
كالعقار ونحوه
الشفعة من شفعت الشيء وثانيته وقيل من التسوية
والعانة لنه يتقوى بما يأخأذه
وهي في الشرع حق تملك قهري يثبت للشريك القديم على
الحادث بسبب الشركة بما يملك به لدفع الضرر واخأتلف في
المعنى الذي شرعت لجأله فالذي اخأتاره الشافعي أنه ضرر
مؤنة القسمة واستحداث المرافق وغيرها والقول الثاني
ضرر سوء المشاركة
والصل في ثابوتها ورد
) قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالشفعة في كل
ما ل يقسم فإذا وقعت الحدود وصرفت الطرق فل شفعة (
وفي رواية في
) أرض أو ربع أو حائط ( والربع المنزل والحائط البستان
ونقل ابن المنذر الجأماع على إثابات الشفعة وهو ممنوع
فقد خأالف في ذلك جأابر بن زيد من كبار التابعين وغيره إذا
عرفت هذا فقول الشيخ واجأبة أي ثاابتة يعني
____________________
) (1/284
تثبت للشريك المخالط خألطة الشيوع دون الشريك الجار
للحديث السابق وقوله فيما ينقسم دون ما ل ينقسم فيه
إشارة إلى أن العلة في ثابوت الشفعة ضرر مؤنة القسمة
فلهذا تثبت فيما يقبل القسمة ويجبر الشريك فيه على
القسمة بشرط أن ينتفع بالمقسوم على الوجأه الذي كان
ينتفع به قبل القسمة وهذا هو الصحيح ولهذا ل تثبت
الشفعة في الشيء الذي لو قسم لبطلت منفعته المقصودة
منه قبل القسمة كالحمام الصغير فإنه ل يمكن جأعله
حمامين وإن أمكن كحمام كبير ثابتت الشفعة لن الشريك
يجبر على قسمته وكذا ل شفعة في الطريق الضيق ونحو
ذلك وقوله وفي كل ما ل ينقل احترز به عن المنقولت أي
ل تثبت الشفعة في المنقول لقوله صلى الله عليه وسلم
) ل شفعة إل في ربع أو حائط ( وتثبت في كل مال ينقل
كالرض والربوع وإذا ثابتت في الرض تبعت الشجار والبنية
فيها لن الحديث فيه لفظ الربع وهو يتناول البنية ولفظ
الحائط يتناول الشجار
واعلم أنه كما تتبع الشجار الرض كذلك تتبع البواب
والرفوفا المسمرة للبناء وكل ما يتبع في البيع عند الطلق
كذلك هنا
واعلم أن البنية والشجار إذا بيعت وحدها فل شفعة فيها
على الصحيح لنها منقولة وإن أريدت للدوام فإذا عرفت
هذا فل شفعة في البنية وفي الرض الموقوفة كالشجار
لن الرض ل تستتبع والحالة هذه وكذلك الراضي المحتكرة
فاعرفه والله أعلم قال
) بالثمن الذي وقع عليه البيع وهي على الفور فإن أخأرها
مع القدرة عليها بطلت (
قوله بالثمن متعلق بمحذوفا تقدير الكلم أخأذ الشفيع
المبيع بالثمن والمعنى أخأذ بمثل الثمن إن كان الثمن مثليا
أو بقيمته إن كان متقوما ويمكن حمل اللفظ على ظاهره
حيث صار الثمن إلى الشفيع والعتبار بوقت البيع لنه وقت
استحقاق الشفعة كذا علله الرافعي ونقله البندنيجي عن
نص الشافعي ولو كان الثمن مؤجأل فالظهر أن الشفيع
مخير بين أن يعجل ويأخأذ في الحال أو يصبر إلى محل الثمن
ويأخأذ لنا إذا جأوزنا الخأذ بالمؤجأل أضررنا بالمشتري لن
الذمم تختلف وإن ألزمناه الخأذ بالحال أضررنا بالشفيع
لجأل يقابله قسط من الثمن فكان ما قلنا دفعا للضررين ثام
الشفعة على الفور على الظهر لقوله صلى الله عليه
وسلم
) الشفعة كحل العقال ( معناه أنها تفوت عند عدم المبادرة
كما يفوت البعير الشرود إذا حل عقاله ولم يبتدر إليه وروى
) الشفعة
____________________
) (1/285
لمن واثابها ( ولنه حق ثابت لدفع الضرر فكان على الفور
كالرد بالعيب والله أعلم
واعلم أن المراد بكونها على الفور طلبها ل تملكها نبه عليه
ابن الرفعة في المطلب فاعرفه وقيل تمتد ثالثاة أيام وقيل
غير ذلك فإذا علم الشفيع بالمبيع فليبادر على العادة وقد
مر ذلك في رد المبيع بالعيب فلو كان مريضا أو غائبا عن بلد
المشتري أو خأائفا من عدو فليوكل إن قدر وإل فليشهد
على الطلب فإن ترك المقدور عليه بطل حقه على الراجأح
لنه مشعر بالترك وهذا في المرض الثقيل فإن كان مرضا
خأفيفا ل يمنعه من المطالبة كالصداع اليسير كان كالصحيح
قاله ابن الرفعة ولو كان محبوسا ظلما فهو كالمرض الثقيل
ولو خأرج للطلب حاضرا كان أو غائبا فهل يجب الشهاد أنه
على الطلب الصحيح في الرافعي والروضة أنه إذا لم يشهد
ل يبطل حقه وصحح النووي في تصحيح التنبيه أنه في
الغالب يبطل إذا لم يشهد والمعتمد الول كما لو بعث وكيل
فإنه يكفي ولو قال الشفيع لم أعلم أن الشفعة على الفور
وهو ممن يخفى عليه صدق ولو اخأتلفنا في السفر لجأل
الشفعة صدق الشفيع قاله الماوردي ولو رفع الشفيع المر
إلى القاضي وترك مطالبة المشتري مع حضوره جأاز ولو
أشهد على الطلب ولم يراجأع المشتري ول القاضي لم يكف
وإن كان المشتري غائبا رفع المر إلى القاضي وأخأذ ولو
أخأر الطلب وقال لم أصدق المخبر لم يعذر إن أخأبره ثاقة
سواء كان عدل أو عبدا أو إمراة لن خأبر الثقة مقبول ومن ل
يوثاق به كالكافر والفاسق والصبي والمغفل ونحوهم قال
ابن الرفعة في المطلب وهذا في الظاهر أما في الباطن
فالعتبار بما يقع في نفسه من صدق المخبر كافرا كان أو
فاسقا أو غيرهما وقد صرح به الماوردي وعلله بأن ما يتعلق
بالمعاملت يستوي فيها خأبر المسلم وغيره إذا وقع في
النفس صدقه والله أعلم قال
) وإذا تزوج امرأة على شقص أخأذه الشفيع بمهر المثل (
مكان بين اثانين نكح واحد منهما امرأة وأصدقها نصيبه من
ذلك المكان وهو مما يثبت فيه الشفعة فلشريكه أن يأخأذ
ذلك المهمور بالشفعة وكذا لو كان ذلك المكان ملك امرأة
وملك شخص آخأر فقالت للزوج خأالعني على نصيبي من ذلك
المكان أو طلقني عليه ففعل بانت منه واستحق الزوج ذلك
الشقص وللشفيع اخأذه من الزوج كما أن له أخأذه من المرا
في صورة الصداق ويأخأذه بمهر المثل ل بقيمة الشقص
على الراجأح ووجأهه أن البضع متقوم وقيمته بمهر المثل
لنه بدل الشقص فالبضع هو ثامن الشقص والله أعلم قال
____________________
) (1/286
) وإن كان الشفعاء جأماعة استحقوها على قدر الملك (
إذا كان ما يجب فيه الشفعة ملكا لجماعة وهم متفاوتون
في قدر الملك وباع أحدهم حصته فهل يأخأذون على عدد
رؤوسهم أم على قدر أملكهم فيه خألفا الصح أخأذ كل
واحد منهم على قدر حصته ووجأهه أن الخأذ حق يستحق
بالملك فقسط على قدره كالجأرة والثمرة فإن كان واحد
من الملك يأخأذ على قدر ملكه من الجأرة والثمرة وقيل
يأخأذون على عدد ؤوسهم نظرا إلى اصل الملك أل ترى أن
الواحد إذا انفرد أخأذ الكل والله أعلم
) فرع ( ثابت لشخص الشفعة في شيء فقال أسقطت
حقي من الصفة وأخأذت الباقي سقط حقه كله من الشفعة
لن الشفعة خأصلة واحدة ل يمكن تبعضها فأشبه ما إذا
اسقط بعض القصاص فإنه يسقط كله والله أعلم
) فرع ( إذا تصرفا المشتري في الشقص بالبيع والجأارة
والوقف فهو صحيح لنه تصرفا صادفا ملكه كتصرفا الولد
فيما وهبه له أبوه وقال ابن شريح هو باطل فعلى الصحيح
للشفيع نقص الوقف والجأارة لن حقه باق وهو في المبيع
وهو مخير بين أن يأخأذ بالبيع الثاني أو ينقضه ويأخأذ بالول
لن كل منهما صحيح وقد يكون الثمن في أحدهما أقل أو من
جأنس هو عليه أيسر
واعلم أنه ليس المراد بالنقض احتياله إلى إنشاء نقض قبل
الخأذ بل المراد أن له نقضه بالخأذ نبه على ذلك ابن الرفعة
في المطلب والله أعلم قال & باب القراض & فصل
وللقراض أربعة شرائط أن يكون على ناض من الدراهم
والدنانير وأن ياذن رب المال للعامل في التصرفا مطلقا
فيما ل ينقطع غالبا
القراض والمضاربة بمعنى واحد والقراض مشتق من
القرض وهو القطع لن المال قطع قطعة من ماله ليتجر
فيها وقطعة من ربحه
وحده في الشرع عقد على نقد ليتصرفا فيه العامل
بالتجارة فيكون الربح بينهما على حسب الشرط من مساواة
أو مفاضلة
والصل فيه أنه عليه الصلة والسلم ضارب لخديجة بمالها
إلى الشام وغير ذلك وأجأمعت
____________________
) (1/287
الصحابة عليه ومنهم من قاسه على المساقاة بجامع الحاجأة
إذ قد يكون للشخص نخل ومال ول يحسن العمل وآخأر
عكسه ما روي أنه عليه الصلة والسلم قال
) ثالثاة فيهن البركة البيع إلى أجأل والمقارضة واخأتلط البر
بالشعير ل للبيع ( إذا عرفت هذا فلعقد القراض شروط
أحدها اشترطوا لصحته كون المال دراهم أو دنانير فل يجوز
على حلي ول على تبر ول على عروض وهل يجوز على
الدراهم والدنانير المغشوشة فيه خألفا الصحيح أن ل يصح
لن عقد القراض مشتمل على غرر لن العمل غير مضبوط
والربح غير موثاوق به وهو عقد يعقد لينفسخ ومبني
القراض على رد رأس المال وهو مع الجهل متعذر بخلفا
رأس السلم فإنه عقد وضع للزوم وقيل يجوز إذا راج رواج
الخالص قال المام محله إذا كانت قيمته قريبة من المال
الخالص
قلت العمل على هذا إذ المعنى المقصود من القراض يحصل
به ل سيما وقد تعذر الخالص في أغلب البلد فلو اشترطنا
ذلك لدى إلى إبطال هذا الباب في غالب النواحي وهو حرج
فالمتجه الصحة لعمل الناس عليه بل نكير ويؤيده أن الشركة
تجوز على المغشوش على ما صححه النووي في زيادته مع
أنه عقد فيه غرر من الوجأوه المذكورة في القراض من جأهة
أن عمل كل من الشريكين غير مضبوط والربح غير موثاوق
به وهو عقد عقد لينفسخ وعلة الحاجأة موجأودة والله أعلم
الشرط الثاني أن ل يكون العامل مضيقا عليه ثام التضييق
تارة يكون بمنع التصرفا مطلقا بأن يقول ل تشتر شيئا حتى
تشاورني وكذلك ل تبع إل بمشورتي لن ذلك يؤدي إلى
فوات مقصود العقد فقد يجد شيئا يربح ولو راجأعه لفات
وكذا البيع فيؤدي إلى فوات مقصود القراض وهو الربح
وتارة يكون التضييق بأن يشترط عليه شراء متاع معين كهذه
الحنطة أو هذه الثياب أو يشترط عليه شراء نوع يندر وجأوده
كالخيل العتاق أو البلق ونحو ذلك أو فيما ل يوجأد صيفا
وشتاء كالفواكه الرطبة ونحو ذلك أو يشترط عليه معاملة
شخص معين أن ل تشتر إل من فلن أو ل تبع إل منه فهذه
الشروط كلها مفسدة لعقد القراض لن المتاع المعين قد ل
يبيعه مالكه وعلى تقدير بيعه قد ل يربح وأما الشخص
المعين فقد ل يعاملة وقد ل يجد عنده ما يظن فيه ربحا وقد
____________________
) (1/288
ل يبيع إل بثمن غال وكل هذه المور تفوت مقصود عقد
القراض فل بد من عدم اشتراطها حتى لو شرط رب المال
أن يكون رأس المال معه ويوفي الثمن إذا اشترى العامل
فسد القراض لوجأود التضييق المنافي لعقد القراض نعم لو
شرط عليه أن ل يبيع ول يشتري إل في سوق صح بخلفا
الدكان المعين لن السوق المعين كالنوع العام الموجأود
بخلفا الحانوت فإنه كالشخص المعين كذا قاله الماوردي
ول يشترط بيان مدة القراض بخلفا المساقاة لن الربح
ليس له وقت معلوم بخلفا الثمرة وايضا فهما قادران على
فسخ القراض متى شاء لنه عقد جأائز فلو ذكر مدة ومنعه
التصرفا بعدها فسد العقد لنه يخل بالمقصود وإن منعه
الشراء بعدها فل يضر على الصح لن المالك متمكن من
منعه من الشراء في كل وقت فجاز أن يتعرض له في العقد
والله أعلم
) فرع ( قارض شخصا على أن يشتري حنطة فيطحن ويخبز
أو يغزل غزل فينسجه ويبيعه فسد القراض لن القراض
رخأصة شرع للحاجأة وهذه العمال مضبوطة يمكن الستئجار
عليها فلم تكن الرخأصة شاملة لها فلو فعل العامل ذلك بل
شرط لم يفسد القراض على الراجأح ويقاس باقي المور
بما ذكرنا والله أعلم قال
) وأن يشترط له جأزءا معلوما من الربح وأن ل يقدره بمدة (
من شروط عقد القراض اشتراك رب المال والعامل في
الربح ليأخأذ هذا بماله وذاك بعمله فلو قال قارضتك على أن
الربح كله لي أو كله لك فسد العقد لنه على خألفا مقتضى
العقد وكما يشترط أن يكون الربح بينهما يشترط أن يكون
معلوما بالجزئية ككون الربح بيننا نصفين أو أثالثاا ونحو ذلك
فلو قال على أن لك نصيبا أو جأزءا فهو فاسد للجهل
بالعوض فلو قال على أن الربح بيننا صح ويكون نصفين ولو
اشترط للعامل قدرا معلوما كمائة مثل أو ربح نوع كربح هذه
البضاعة فسد لن الربح قد ينحصر في المائة أو في ذلك
النوع فيؤدي إلى اخأتصاص العامل بالربح وقد ل يربح ذلك
النوع ويربح غيره فيؤدي إلى أن عمله يضيع وهو خألفا
مقصود العقد ولو شرط أن يلبس الثوب الذي يشتريه فسد
لنه داخأل في العوض ما ليس من الربح وقياسه أنه لو
اشترط عليه أن ينفق من رأس المال أنه ل يصح وهذا النوع
كثير الوقوع والله أعلم وقوله وأن ل يقدرة بمدة يجوز أن
يراد به العقد وقد تقدم حكمه ويجوز أن يريد أن يقدر الربح
بمدة بأن يقول كما يفعله كثير من الناس اتجر وربح هذه
السنة بيننا وربح السنة التية اخأتص بها دونك أو عكسه
والول اقرب والله أعلم
) فرع ( ليس للعامل أن ينفق على نفسه من رأس المال
حضرا للعرفا ول سفرا على الراجأح لن النفقة قد تكون
قدر الربح فيفوز بالربح دون رب المال ولن له جأعل معلوما
فل يستحق معه
____________________
) (1/289
شيئا آخأر وليس له أن يسافر بغير إذن رب المال فإن أذن له
فسافر ومعه مال لنفسه وقلنا له أن ينفق في السفر كما
رواه المزني لنه بالسفر قد سلم نفسه فأشبه الزوجأة
فتتوزع النفقة على قدر المالين والله أعلم قال
) ول ضمان على العامل إل بالعدوان (
العامل أمين لنه قبض المال بإذن مالكه فأشبه سائر المناء
فل ضمان عليه إل بالتعدي لتقصيره كالمناء فلو ادعى عليه
رب المال الخيانة فالقول قول العامل لن الصل عدمها
وكذا يصدق في قدر رأس المال لن الصل عدم الزيادة
وكذا يصدق في قوله لم أربح أو لم أربح إل كذا أو اشتريت
للقراض أو اشتريت لي لنه أعرفا بنيته وكذا لو ادعى عليه
أنه نهاه عن كذا فالقول قول العامل لن الصل عدم النهي
ويقبل قوله في دعوى التلف كالوكيل والمودع إل أن يذكر
شيئا ظاهرا فل يقبل إل ببينة لن إقامة البينة على السبب
الظاهر غير متعذرة ولو ادعى رد رأس المال فهل يقبل
وجأهان الصح نعم لنه أمين فأشبه المودع ولو اخأتلفا في
جأنس رأس المال صدق العامل والله أعلم
) فرع ( اخأتلف رب المال والعامل في القدر المشروط
تحالفا وللعامل أجأرة المثل ويفوز المالك بالربح كله
وبمجرد التحالف ينفسخ العقد صرح به النووي في زيادة
الروضة عن البيان بل مخالفة وكلم المنهاج يقتضيه وصرح
به الروياني أيضا والله أعلم قال
) وإن حصل خأسران وربح جأبر الخسران بالربح (
القاعدة المقررة في القراض أن الربح وقاية لرأس المال
ثام الخسران تارة يكون برخأص السعر في البضاعة وتارة
يكون بنقص جأزء من مال التجارة بأن يتلف بعضه وقد يكون
بتلف بعض رأس المال فإذا دفع إليه مائتين مثل وقال اتجر
بهما فتلفت إحداهما فتارة تتلف قبل التصرفا وتارة بعدها
فإذا تلفت قبل التصرفا فوجأهان
أحدهما أنها خأسران ورأس المال مائتان لن المائتين بقبض
العامل صارتا مال قراض فتجبر المائة التالفة بالربح
وأصحهما تتلف من رأس المال ويكون رأس المال مائة لن
العقد لم يتأكد بالعمل فلو اشترى بالمائتين شيئين فتلف
أحدهما فقيل يتلف من رأس المال لنه لم يتصرفا بالبيع
لن به يظهر الربح فهو المقصود العظم والمذهب أنه يجبر
من الربح لنه تصرفا في مال القراض بالشراء فل يأخأذ
شيئا حتى يرد ما تصرفا فيه إلى مالكه فلو أتلف أجأنبي
جأميعه أو بعضه اخأذ منه بدله واستمر القراض والله أعلم
____________________
) (1/290
) فرع ( عقد القراض جأائز من الطرفين لن أوله وكالة وبعد
ظهور الرح شركة وكلهما عقد جأائز فلكل من المالك
والعامل الفسخ فإذا فسخ أحدهما ارتفع القراض وإن لم
يحضر صاحبه ولو مات أحدهما أو جأن أو أغمي عليه انفسخ
أيضا فإذا انفسخ لم يكن للعامل أن يشتري ثام ينظر إن كان
المال دينا لزم العامل استيفاؤه سواء ظهر الربح أم ل لن
الدين ملك ناقص وقد أخأذ من رب المال ملكا تاما فليرد مثل
ما أخأذ وإن لم يكن دينا نظر أن كان نقدا من جأنس رأس
المال ول ربح أخأذه رب المال وإن كان هناك ربح اقتسماه
بحسب الشرط فإن كان نقدا من غير جأنس رأس المال أو
عرضا نظر إن كان هناك ربح لزم العامل بيعه إن طلبه
المالك وللعامل بيعه وإن أبى المالك لجأل الربح وليس
للعامل تأخأير البيع إلى موسم رواج المتاع لن حق المالك
معجل فلو قال العامل تركت حقي لك فل تكلفني البيع لم
تلزمه الجأابة على الصح لن التنضيض كلفة فل تسقط عن
العامل ولو قال رب المال ل تبع ونقتسم العروض أو قال
أعطيك قدر نصيبك ناضا ففي تمكن العامل من البيع وجأهان
والذي قطع به الشيخ أبو حامد والقاضي أبو الطيب أنه ل
يمكن لنه إذا جأاز للمعير أن يتملك غراس المستعير بقيمته
لدفع الضرر فالمالك هناك أولى لنه شريك هذا إذا كان في
المال ربح فإن لم يكن ربح فهل للمالك تكليف العامل البيع
وجأهان الراجأح نعم ليرد كما أخأذ ولنه ل يلزم المالك مشقة
البيع هل للعامل البيع إن رضي المالك بإمساكها وجأهان
الصحيح أن له ذلك إذا توقع ربحا بأن ظفر براغب أو بسوق
يتوقع فيه الربح واعلم أنه حيث لزم البيع للعامل قال المام
فالذي قطع به المحققون أن الذي يلزمه بيعه وتنضيضه قدر
راس المال وأما الزائد فحكمه حكم عرض مشترك بين اثانين
فل يكلف واحد منهما بيعه وما ذكره المام سكت عليه
الرافعي في الشرح والنووي في الروضة وجأزما بذلك في
المحرر والمنهاج نعم كلم التنبيه يقتضي بيع الجميع والله
أعلم قال & باب المساقاة & فصل والمساقاة جأائزة على
النخل والكرم ولها شرائط أن يقدرها بمدة معلومة وأن
ينفرد العامل بعمله وأل يشترط مشاركة المالك في العمل
ويشترط للعامل جأزء معلوم من الثمرة
المساقاة هي أن يعامل إنسان على شجر ليتعهدها بالسقي
والتربية على أن ما رزق الله تعالى من ثامر يكون بينهما
ولما كان السقي أنفع العمال اشتق منه اسم العقد
واتفق على جأوازها الصحابة والتابعون وقبل التفاق حجة
الجواز ما ورد عن ابن عمر
____________________
) (1/291
رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
) أعطى خأيبر بشطر ما يخرج منها من ثامر أو زرع ( وفي
رواية
) دفع إلى يهود خأيبر نخل خأيبر وأرضها على أن يعملوها من
أموالهم وأن لرسول الله صلى الله عليه وسلم شطرها (
وغير ذلك من الخأبار ول شك في جأوازها على النخل لنه
مورد النص وهل العنب منصوص عليه أم مقاس قيل إن
الشافعي قاسه على النخل بجامع وجأوب الزكاة وإمكان
الخرص وقيل إن الشافعي أخأذه من النص وهو أن النبي
صلى الله عليه وسلم عامل أهل خأيبر على الشطر مما
يخرج من النخل والكرم وهل يجوز على غير النخل والعنب
من الشجار المثمرة كالتين والمشمش وغيرهما من
الشجار قولن حكاهما الرافعي بل ترجأيح والجديد المنع
لنها أشجار ل زكاة فيها فلم تجز المساقاة عليها كالموز
والصوبر وهذا ما صححه النووي في الروضة والقديم أنه
يجوز لنه عليه الصلة والسلم عامل أهل خأيبر بالشطر مما
يخرج من النخل والشجر وبهذا قال المامان مالك وأحمد
رضي الله عنهما واخأتاره النووي في تصحيح التنبيه وأجأاب
القائلون بالجديد بأن الشجر المراد بها النخل لنها
الموجأودة في خأيبر وفرقوا بين النخل والعنب وغيرهما من
الشجار بأن النخل والكرم ل ينمو إل بالعمل فيها لن النخل
يحتاج إلى اللقاح والكرم إلى الكساح وبقية الشجار تنمو
من غير تعهد نعم التعهد يزيدها في كبر الثمر وطيبه
واعلم أن محل الخلفا فيما إذا أفردت بالمساقاة أما إذا
ساقاه عليها تبعا لنخل أو عنب ففيه وجأهان حكاهما
الرافعي في آخأر المزارعة بل ترجأيح قال النووي أصحهما
أنه يجوز قياسا على المزارعة
إذا عرفت هذه فللمساقاة شروط
أحدهما التوقيت لنها عقد لزم فأشبه الجأارة ونحوها
بخلفا القراض والفرق أن لخروج الثمار غاية معلومة سهل
ضبطها بخلفا القراض فإن الربح ليس له وقت مضبوط
فقد ل يحصل الربح في المدة المقدرة ولو وقت بالدراك لم
يصح على الراجأح لجهل المدة
الشرط الثاني أن ينفرد العامل بالعمل لنه وضع الباب فلو
شرط أن يعمل معه مالك الشجار فسخ العقد لنه مخالف
لوضع المساقاة والقاعدة أن كل ما يجب على العامل إذا
شرط على المالك يفسد العقد على الصح وقيل يفسد
الشرط فقط نعم يستثني مسألة ذكرها ابن الرفعة عن نص
الشافعي في البويطي وهو أنه إذا شرط على المالك
السقي جأاز حكاه
____________________
) (1/292
البندنيجي عن النص والنص مفروض فيما إذا كان يشرب
بعروقه لكن حكي الماوردي فيما يشرب بعروقه فيما
يشرب بعروقه كنخل البصرة أوجأها
أحدها أن سقيها على العامل
والثاني على المالك حتى لو شرطها على العامل بطل
العقد
والثالث يجوز اشتراطها على المالك وعلى العامل فإن
أطلق لم تلزم واحدا منهما
الشرط الثالث أن يكون للعامل جأزء معلوم من الثمرة
ويكون الجزء معلوما بالجزئية كالنصف والثلث للنص فلو
شرط له ثامر نخلت معينة لم تصح لنه خأالف النص ولنه قد
ل تثمر هذه النخلت فيضيع عمله أو ل يثمر غيرها فيضيع
المالك وهذا غرر وعقد المساقاة غرر لنه عقد على معدوم
جأوز للحاجأة وغرران على شيء يمنعان صحته ولو قال على
أن ما فتح الله بيننا صح وحمل على النصف ولو قال أنا
أرضيك ونحو ذلك لم يصح العقد ولو ساقاه ثالث سنين مثل
جأاز أن يجعل له في الولى النصف وفي الثانية الثلث وفي
الثالثة السدس وبالعكس لنتفاء الغرر وهذا هو الصحيح
والله أعلم
) فرع ( لو شرط في العقد أن يكون سواقط النخل من
السعف والليف ونحوهما للعامل بطل العقد لنها لرب
النخل وهي غير مقصودة فلو شرط لهما فوجأهان ويشترط
رؤية الشجار لصحة المساقاة على المذهب والله أعلم قال
) ثام العمل فيها على ضربين عمل يعود نفعه على الثمرة
فهو على العامل وعمل يعود نفعه على الصل فهو على رب
المال (
على العامل كل ما تحتاج إليه الثمار لزيادة أو إصلح من
عمل بشرط أن يتكرر كل سنة وإنما اعتبرنا التكرر لن ما ل
يتكرر كل سنة يبقى اثاره بعد الفراغ من المساقاة وتكليف
العامل مثل ذلك إجأحافا به فيجب على العامل السقي
وتوابعه من إصلح طرق الماء والمواضع التي يقف فيها
الماء وسمل البار والنهار وإدارة الدواليب وفتح رأس
الساقية وسدها بحسب قدر الحاجأة وكل ما اطردت به العادة
قال المتولي عليه وضع حشيش فوق العناقيد إن احتاجأت
إليه صونا لها وهل يجب عليه حفظ الثمار وجأهان أصحهما
على العامل كحفظ مال القراض وقيل على المالك قال
الرافعي وهو أقيس بعد تصحيح الول ويلزم العامل قطف
الثمرة على الصحيح لنه من الصلح وكذا يلزمه تحفيف
الثمرة على الصحيح إن اضطردت به عادة أو شرط وإذا
وجأب التجفيف عليه وجأب توابعه وهي تهيئة موضع الجفافا
ونقلها إليه وتقليب الثمرة في الشمس والله أعلم وأما ما
ل يتكرر كل سنة ويقصد به حفظ الصول فمن وظيفة
المالك كحفر النهار والبار الجديدة وبناء الحيطان ونصب
البواب والدولب ونحو ذلك وفي سد
____________________
) (1/293
ثالم يسيرة تقع في الجدران ووضع شوك على الحيطان
وجأهان الصح اتباع العرفا وكما تجب هذه المور على
المالك كذلك تجب عليه اللت التي يتوفر بها العمل
كالفأس والمعول والمنجل والمسحاة وكذا الثور الذي يدير
الدولب والصحيح أنه على المالك وخأراج الرض على المالك
بل خألفا وكذا يجب على المالك كل عين تلفت في العمل
قال في الروضة قطعا والدولب يجوز فتح داله وضمها
والله أعلم قال & باب الجأارة & فصل في الجأارة وكل ما
أمكن النتفاع به مع بقاء عينه صحت إجأارته إذا قدرت
منفعته بأحد أمرين مدة أو عمل
القياس عدم صحة الجأارة لن الجأارة موضوعة للمنافع
وهي معدومة والعقد على المعدوم غرر لكن الحاجأة الماسة
داعية إلى ذلك بل الضرورة المحققة داعية إلى الجأارة فإنه
ليس لكل أحد مسكن ول مركوب ول خأادم ول آلة يحتاج إليها
فجوزت لذلك كما جأوز السلم وغيره من عقود الغرر وقد
أجأمعت الصحابة والتابعون على جأوازها وقبل الجأماع جأاء
بها القرآن والسنة المطهرة قال الله تعالى } فإن أرضعن
لكم فآتوهن أجأورهن { ورد أنه عليه الصلة والسلم قال
) ثالثاة أنا خأصمهم يوم القيامة رجأل أعطى بي ثام غدر
ورجأل باع حرا فأكل ثامنه ورجأل استأجأر أجأيرا فاستوفى
منه ولم يعطه أجأره ( وروي أنه عليه الصلة والسلم قال
) أعطوا الجأير أجأره قبل أن يجف عرقه (
وحد عقد الجأارة عقد على منفعة مقصودة معلومة قابلة
للبدل والباحة بعوض معلوم وفيه قيود فاحترزنا بالمنفعة
عن الجأارة المعقودة على ما يتضمن إتلفا عين فمن ذلك
استئجار البستان للثمار والشاة للبنها وما في معناهما وكذا
لصوفها ولولدها فهذه الجأارة باطلة نعم قد تقع العين تبعا
كما إذا استأجأر إمرأة للرضاع فإنه جأائز والقياس فيه
البطلن إل أن النص ورد فيه فل معدل عنه ثام هل للمعقود
عليه القيام بأمره من وضع الصبي في حجرها وتلقيمه
الثدي وعصره بقدر الحاجأة أم تناول هذه الشياء مع اللبن
وجأهان أصحهما أن المعقود عليه الفعل واللبن
____________________
) (1/294
يستحق تبعا قال الله تعالى } فإن أرضعن لكم فآتوهن
أجأورهن { علق الجأرة بفعل الرضاع ل باللبن وهذا كما إذا
استأجأر دارا وفيها بئر ماء يجوز الشرب منها تبعا لو استأجأر
للرضاع ونفي الحضانة فهل يجوز وجأهان أحدهما ل كما إذا
استأجأر شاة لرضاع سخلة لنه عقد على استيفاء عين
وأصحهما الصحة كما يجوز الستجئار لمجرد الحضانة وكذا ل
يجوز استئجار الفحل للنزوان على الناث للنهي عن ذلك
وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عسب الفحل
وفي مسلم عن بيع ضراب الفحل وروي عن الشافعي عن
ثامن عسب الفحل والله أعلم وقولنا مقصودة احتراز عن
منفعة تافهة كاستئجار تفاحة ونحوها للشم نعم إذا كثر
التفاح قال الرافعي فالوجأه الصحة كاستئجار الرياحين
للشم ومن المنافع التافهة استئجار الدراهم والدنانير فإن
أطلق العقد فباطل وإن صرح باستئجارها للتزيين فالصح
البطلن أيضا وكذا ل يجوز استئجار الطعام لتزيين الحوانيت
على المذهب والله أعلم وقولنا معلومة احتراز عن المنفعة
المجهولة فإنها ل تصح للغرر فل بد من العلم بالمنفعة قدرا
ووصفا وقولنا قابلة للبذل والباحة فيه احتراز عن استئجار
الت اللهو كالطنبور والمزمار والرباب ونحوها فإن
استئجارها حرام ويحرم بذل الجأرة في مقابلتها ويحرم اخأذ
الجأرة لنه من قبيل أكل أموال الناس بالباطل وكذا ل يجوز
استئجار المغاني ول استئجار شخص لحمل خأمر ونحوه ول
لجبي المكوس والرشا وجأميع المحرمات عافانا الله تعالى
منها
وقولنا بعوض معلوم احترزنا به عن الجأرة المجهولة فإنه ل
يصح جأعلها أجأرة فإنها ثامن المنفعة وشرط الثمن أن يكون
معلوما ولن الجهل به غرر إذا عرفت هذا فكل عين وجأد في
منفعتها شروط الصحة صح استئجارها كاستئجار الدار
للسكنى والدواب للركوب والرحل للحج وللبيع والشراء
والرض للزرع وشبهه ويشترط في العين المستأجأرة
القدرة على تسليمها فل يجوز إيجار عبد آبق ول دابة شاردة
ومغصوب ل يقدر على انتزاعه وكذا ل يجوز استئجار أعمى
للحفظ لنه يعجز عن تسليم منفعته كما ل يجوز استئجار
دابة زمنة للركوب والحمل وأرض ل ماء لها ول يكفيها
المطر ونداوة الرض وما أشبه ذلك لن الجأرة في مقابلة
المنفعة وهي معدومة فل يصح إيجارها كما ل يصح بيع العين
المعدومة أو التي ل منفعة فيها وقول الشيخ إذا قدرت
منفعته أي المستأجأرة بفتح الجيم بمدة أو عمل إشارة إلى
قاعدة وهي أن المنفعة المقعود عليها إن كانت ل تنقدر إل
بالزمان فالشرط في صحة الجأارة فيها أن تقدر بمدة وذلك
كالجأارة للسكنى والرضاع ونحو ذلك لتعينه طريقا لن
تعيين ذلك قد يعسر كالرضاع وقد يتعذر وإن كانت ل تتقدر
إل بالعمل قدرت به وإن ورد العقد فيه على الذمة كالركوب
والحج ونحو ذلك وإن كان يتقدر بالمدة والعمل كالخياطة
والبناء قدر
____________________
) (1/295
بأحدهما قوله استأجأرتك لتخيط هذا الثوب أو قال
استأجأرتك لتخيط لي يوما ونحوه من العمال فإن قدر بهما
لم تصح على الراجأح بأن قال لتخيط هذا الثوب في هذا
اليوم لنه إن فرغ في بعض اليوم فإن طالبه بالعمل في
بقية اليوم فقد أخأل بشرط العمل وإل أخأل بشرط المدة
والله أعلم قال
) وإطلقها يقتضي تعجيل الجأرة إل أن يشترط التأجأيل (
تجب الجأرة بنفس العقد كما يملك المستأجأر بالعقد
المنفعة ولن الجأارة عقد لو شرط في عوضه التعجيل أو
التأجأيل اتبع فكان مطلقه حال كالثمن في البيع نعم إن
شرط فيه التأجأيل اتبع لن المؤمنين عند شروطهم فإذا حل
الجأل وجأبت الجأرة كالثمن في البيع وهذا في إجأارة العين
كقوله استأجأرت منك هذه الدابة ونحو ذلك أما في إجأارة
الذمة فإن عقد بلفظ السلم فيشترط قبض رأس المال في
المجلس وكذا إن عقد بلفظ الجأارة على الصح نظرا إلى
المعنى فيشترط أن تكون الجأرة حالة في إجأارة الذمة ول
يجوز تأجأيلها لئل يلزم بيع الكالئ بالكالئ وهو بيع الدين
بالدين وقد نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم والله
أعلم قال
) ول تبطل الجأارة بموت أحد المتعاقدين وتبطل بتلف
العين المستأجأرة (
إذا مات أحد المستأجأرين والعين المستأجأرة باقية لم يبطل
العقد لن الجأارة عقد معاوضة على شيء يقبل النقل
وليس لحد ال
تم إعداد هذا الملف آليا بواسطة المكتبة الشاملة
كفاية الخأيارفي حل غاية الخأتصار
تقي الدين أبي بكر بن محمد الحسيني الحصيني
الدمشقي الشافعي
سنة الولدة /سنة الوفاة
تحقيق علي عبد الحميد بلطجي و محمد وهبي
سليمان
الناشر دار الخير
سنة النشر 1994
مكان النشر دمشق
عدد الجأزاء 1
أخأرى ردها ورد أرش السمنتين جأميعا ويقاس بهذا ما في
معناه وأما نقص العين بأن غصب زوجأي خأف قيمتهما
عشرة دراهم فضاع أحدهما وصار قيمة الباقي درهمين
لزمه قيمة التالف وهو خأمسة وأرش النقص وهو ثالثاة
فيلزمه ثامانية لن الرش حصل بالتفريق الحاصل عنده
وهذا هو المذهب وقول الشيخ لزمه أرش نقصه يؤخأذ منه
أن نقص قيمة السعار ل يضمنها وهو الصحيح لنه ل نقص
في ذات المغصوب ول في صفاته والذي فات إنما هو رغبات
الناس وفي وجأه يلزمه ذلك وبه قال الكثرون قال المام
أبو ثاور وهو منقاس
قلت وهو قوي لن الغاصب مطالب بالرد في كل لحظة
والسعر المرتفع بمنزلة المال العتيد ال ترى أنه لو باع
الولي والوكيل أو عامل القراض ونحو ذلك بثمن المثل
وهناك راغب بالزيادة ل يصح لنه تفويت مال والله أعلم
فكما يلزم الرد وأرش النقص يلزم الغاصب أجأرة المثل
لخأتلفا السبب لن سبب الرش النقص والجأرة بسبب
تفويت المنافع الله أعلم
) فرع ( فتح باب قفص فيه طير ونفره ضمن بالجأماع قاله
الماوردي لنه نفر بفعله وإذا اقتصر على الفتح فالراجأح أنه
إن طار في الحال ضمن لن الطائر ينفر ممن يقرب منه
فطيرانه في الحال منسوب إليه كتهييجه وإن وقف الطائر
ثام طار فل ضمان لن للحيوان اخأتيارا فينسب الطيران إليه
ال ترى أن الحيوان يقصد ما ينفعه ويتوقى المهالك فالفاتح
متسبب والطائر مباشر والمباشر مقدم على المتسبب
والله أعلم قال
وإن تلف ضمنه بمثله إن كان له مثل أو بقيمته إن لم يكن له
مثل أكثر ما كانت من يوم الغصب إلى يوم التلف (
اذا تلف المغصوب سواء كان بفعله أو بآفة سماوية بأن وقع
عليه شيء أو احترق أو غرق أو أخأذه أحد وتحقق تلفه فإن
كان مثليا ضمنه بمثله لقوله تعالى } فمن اعتدى عليكم
فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم { ولنه أقرب إلى حقه
لن المثلي كالنص لنه محسوس والقيمة كالجأتهاد ول
يصار الى الجأتهاد إل عند فقد النص ولو غضب مثليا في
وقت الرخأص فله طلبه في وقت الغلء
ثام ضابط المثلي ما حصره كيل أو وزن وجأاز السلم فيه
ويستثنى من هذا ما إذا أتلف عليه ماء في مفازة ثام لقيه
على شط نهر أو أتلف عليه الثلج في الصيف ثام لقيه في
الشتاء فالواجأب قيمة المثل في تلك المفازة وقيمة الثلج
في وقت الغضب والله أعلم
____________________
) (1/283
ولو كان المغصوب من ذوات القيم كالحيوان وغيره من غير
المثلي لزمه أقصى قيم المغصوب من وقت الغصب إلى
وقت التلف لنه في حال زيادة القيمة غاصب مطالب بالرد
فلما لم يرد في تلك الحالة ضمن الزيادة لتعديه وتجب قيمته
من نقد البلد الذي حصل فيه التلف قاله الرافعي وكلم
الرافعي محمول على ما إذا لم ينقل المغصوب فإن نقله
قال ابن الرفعة فيتجه أن يعتبر نقد البلد الذي تعتبر القيمة
فيه وهو أكثر البلدين قيمة قال ابن الرفعة في البحر عن
والده ما يقاربه والعبرة بالنقد الغالب فإن غلب نقدان
وتساويا عين القاضي واحدا ما قاله الرافعي في كتاب البيع
والله أعلم
) فرع ( لو ظفر بالغاصب في بلد التلف والمغصب مثلي
وهو موجأود فالصحيح أنه إن كان ل مؤنة لنقله كالنقد فله
مطالبته بالمثل وإل فل يطالبه ويغرمه قيمة بلد التلف لنه
تعذر على المالك الرجأوع إلى المثل والله أعلم قال & باب
الشفعة & فصل والشفعة واجأبة بالخلطة دون الجوار فيما
ينقسم دون مال ينقسم وفي كل ما ل ينقل من الرض
كالعقار ونحوه
الشفعة من شفعت الشيء وثانيته وقيل من التسوية
والعانة لنه يتقوى بما يأخأذه
وهي في الشرع حق تملك قهري يثبت للشريك القديم على
الحادث بسبب الشركة بما يملك به لدفع الضرر واخأتلف في
المعنى الذي شرعت لجأله فالذي اخأتاره الشافعي أنه ضرر
مؤنة القسمة واستحداث المرافق وغيرها والقول الثاني
ضرر سوء المشاركة
والصل في ثابوتها ورد
) قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالشفعة في كل
ما ل يقسم فإذا وقعت الحدود وصرفت الطرق فل شفعة (
وفي رواية في
) أرض أو ربع أو حائط ( والربع المنزل والحائط البستان
ونقل ابن المنذر الجأماع على إثابات الشفعة وهو ممنوع
فقد خأالف في ذلك جأابر بن زيد من كبار التابعين وغيره إذا
عرفت هذا فقول الشيخ واجأبة أي ثاابتة يعني
____________________
) (1/284
تثبت للشريك المخالط خألطة الشيوع دون الشريك الجار
للحديث السابق وقوله فيما ينقسم دون ما ل ينقسم فيه
إشارة إلى أن العلة في ثابوت الشفعة ضرر مؤنة القسمة
فلهذا تثبت فيما يقبل القسمة ويجبر الشريك فيه على
القسمة بشرط أن ينتفع بالمقسوم على الوجأه الذي كان
ينتفع به قبل القسمة وهذا هو الصحيح ولهذا ل تثبت
الشفعة في الشيء الذي لو قسم لبطلت منفعته المقصودة
منه قبل القسمة كالحمام الصغير فإنه ل يمكن جأعله
حمامين وإن أمكن كحمام كبير ثابتت الشفعة لن الشريك
يجبر على قسمته وكذا ل شفعة في الطريق الضيق ونحو
ذلك وقوله وفي كل ما ل ينقل احترز به عن المنقولت أي
ل تثبت الشفعة في المنقول لقوله صلى الله عليه وسلم
) ل شفعة إل في ربع أو حائط ( وتثبت في كل مال ينقل
كالرض والربوع وإذا ثابتت في الرض تبعت الشجار والبنية
فيها لن الحديث فيه لفظ الربع وهو يتناول البنية ولفظ
الحائط يتناول الشجار
واعلم أنه كما تتبع الشجار الرض كذلك تتبع البواب
والرفوفا المسمرة للبناء وكل ما يتبع في البيع عند الطلق
كذلك هنا
واعلم أن البنية والشجار إذا بيعت وحدها فل شفعة فيها
على الصحيح لنها منقولة وإن أريدت للدوام فإذا عرفت
هذا فل شفعة في البنية وفي الرض الموقوفة كالشجار
لن الرض ل تستتبع والحالة هذه وكذلك الراضي المحتكرة
فاعرفه والله أعلم قال
) بالثمن الذي وقع عليه البيع وهي على الفور فإن أخأرها
مع القدرة عليها بطلت (
قوله بالثمن متعلق بمحذوفا تقدير الكلم أخأذ الشفيع
المبيع بالثمن والمعنى أخأذ بمثل الثمن إن كان الثمن مثليا
أو بقيمته إن كان متقوما ويمكن حمل اللفظ على ظاهره
حيث صار الثمن إلى الشفيع والعتبار بوقت البيع لنه وقت
استحقاق الشفعة كذا علله الرافعي ونقله البندنيجي عن
نص الشافعي ولو كان الثمن مؤجأل فالظهر أن الشفيع
مخير بين أن يعجل ويأخأذ في الحال أو يصبر إلى محل الثمن
ويأخأذ لنا إذا جأوزنا الخأذ بالمؤجأل أضررنا بالمشتري لن
الذمم تختلف وإن ألزمناه الخأذ بالحال أضررنا بالشفيع
لجأل يقابله قسط من الثمن فكان ما قلنا دفعا للضررين ثام
الشفعة على الفور على الظهر لقوله صلى الله عليه
وسلم
) الشفعة كحل العقال ( معناه أنها تفوت عند عدم المبادرة
كما يفوت البعير الشرود إذا حل عقاله ولم يبتدر إليه وروى
) الشفعة
____________________
) (1/285
لمن واثابها ( ولنه حق ثابت لدفع الضرر فكان على الفور
كالرد بالعيب والله أعلم
واعلم أن المراد بكونها على الفور طلبها ل تملكها نبه عليه
ابن الرفعة في المطلب فاعرفه وقيل تمتد ثالثاة أيام وقيل
غير ذلك فإذا علم الشفيع بالمبيع فليبادر على العادة وقد
مر ذلك في رد المبيع بالعيب فلو كان مريضا أو غائبا عن بلد
المشتري أو خأائفا من عدو فليوكل إن قدر وإل فليشهد
على الطلب فإن ترك المقدور عليه بطل حقه على الراجأح
لنه مشعر بالترك وهذا في المرض الثقيل فإن كان مرضا
خأفيفا ل يمنعه من المطالبة كالصداع اليسير كان كالصحيح
قاله ابن الرفعة ولو كان محبوسا ظلما فهو كالمرض الثقيل
ولو خأرج للطلب حاضرا كان أو غائبا فهل يجب الشهاد أنه
على الطلب الصحيح في الرافعي والروضة أنه إذا لم يشهد
ل يبطل حقه وصحح النووي في تصحيح التنبيه أنه في
الغالب يبطل إذا لم يشهد والمعتمد الول كما لو بعث وكيل
فإنه يكفي ولو قال الشفيع لم أعلم أن الشفعة على الفور
وهو ممن يخفى عليه صدق ولو اخأتلفنا في السفر لجأل
الشفعة صدق الشفيع قاله الماوردي ولو رفع الشفيع المر
إلى القاضي وترك مطالبة المشتري مع حضوره جأاز ولو
أشهد على الطلب ولم يراجأع المشتري ول القاضي لم يكف
وإن كان المشتري غائبا رفع المر إلى القاضي وأخأذ ولو
أخأر الطلب وقال لم أصدق المخبر لم يعذر إن أخأبره ثاقة
سواء كان عدل أو عبدا أو إمراة لن خأبر الثقة مقبول ومن ل
يوثاق به كالكافر والفاسق والصبي والمغفل ونحوهم قال
ابن الرفعة في المطلب وهذا في الظاهر أما في الباطن
فالعتبار بما يقع في نفسه من صدق المخبر كافرا كان أو
فاسقا أو غيرهما وقد صرح به الماوردي وعلله بأن ما يتعلق
بالمعاملت يستوي فيها خأبر المسلم وغيره إذا وقع في
النفس صدقه والله أعلم قال
) وإذا تزوج امرأة على شقص أخأذه الشفيع بمهر المثل (
مكان بين اثانين نكح واحد منهما امرأة وأصدقها نصيبه من
ذلك المكان وهو مما يثبت فيه الشفعة فلشريكه أن يأخأذ
ذلك المهمور بالشفعة وكذا لو كان ذلك المكان ملك امرأة
وملك شخص آخأر فقالت للزوج خأالعني على نصيبي من ذلك
المكان أو طلقني عليه ففعل بانت منه واستحق الزوج ذلك
الشقص وللشفيع اخأذه من الزوج كما أن له أخأذه من المرا
في صورة الصداق ويأخأذه بمهر المثل ل بقيمة الشقص
على الراجأح ووجأهه أن البضع متقوم وقيمته بمهر المثل
لنه بدل الشقص فالبضع هو ثامن الشقص والله أعلم قال
____________________
) (1/286
) وإن كان الشفعاء جأماعة استحقوها على قدر الملك (
إذا كان ما يجب فيه الشفعة ملكا لجماعة وهم متفاوتون
في قدر الملك وباع أحدهم حصته فهل يأخأذون على عدد
رؤوسهم أم على قدر أملكهم فيه خألفا الصح أخأذ كل
واحد منهم على قدر حصته ووجأهه أن الخأذ حق يستحق
بالملك فقسط على قدره كالجأرة والثمرة فإن كان واحد
من الملك يأخأذ على قدر ملكه من الجأرة والثمرة وقيل
يأخأذون على عدد ؤوسهم نظرا إلى اصل الملك أل ترى أن
الواحد إذا انفرد أخأذ الكل والله أعلم
) فرع ( ثابت لشخص الشفعة في شيء فقال أسقطت
حقي من الصفة وأخأذت الباقي سقط حقه كله من الشفعة
لن الشفعة خأصلة واحدة ل يمكن تبعضها فأشبه ما إذا
اسقط بعض القصاص فإنه يسقط كله والله أعلم
) فرع ( إذا تصرفا المشتري في الشقص بالبيع والجأارة
والوقف فهو صحيح لنه تصرفا صادفا ملكه كتصرفا الولد
فيما وهبه له أبوه وقال ابن شريح هو باطل فعلى الصحيح
للشفيع نقص الوقف والجأارة لن حقه باق وهو في المبيع
وهو مخير بين أن يأخأذ بالبيع الثاني أو ينقضه ويأخأذ بالول
لن كل منهما صحيح وقد يكون الثمن في أحدهما أقل أو من
جأنس هو عليه أيسر
واعلم أنه ليس المراد بالنقض احتياله إلى إنشاء نقض قبل
الخأذ بل المراد أن له نقضه بالخأذ نبه على ذلك ابن الرفعة
في المطلب والله أعلم قال & باب القراض & فصل
وللقراض أربعة شرائط أن يكون على ناض من الدراهم
والدنانير وأن ياذن رب المال للعامل في التصرفا مطلقا
فيما ل ينقطع غالبا
القراض والمضاربة بمعنى واحد والقراض مشتق من
القرض وهو القطع لن المال قطع قطعة من ماله ليتجر
فيها وقطعة من ربحه
وحده في الشرع عقد على نقد ليتصرفا فيه العامل
بالتجارة فيكون الربح بينهما على حسب الشرط من مساواة
أو مفاضلة
والصل فيه أنه عليه الصلة والسلم ضارب لخديجة بمالها
إلى الشام وغير ذلك وأجأمعت
____________________
) (1/287
الصحابة عليه ومنهم من قاسه على المساقاة بجامع الحاجأة
إذ قد يكون للشخص نخل ومال ول يحسن العمل وآخأر
عكسه ما روي أنه عليه الصلة والسلم قال
) ثالثاة فيهن البركة البيع إلى أجأل والمقارضة واخأتلط البر
بالشعير ل للبيع ( إذا عرفت هذا فلعقد القراض شروط
أحدها اشترطوا لصحته كون المال دراهم أو دنانير فل يجوز
على حلي ول على تبر ول على عروض وهل يجوز على
الدراهم والدنانير المغشوشة فيه خألفا الصحيح أن ل يصح
لن عقد القراض مشتمل على غرر لن العمل غير مضبوط
والربح غير موثاوق به وهو عقد يعقد لينفسخ ومبني
القراض على رد رأس المال وهو مع الجهل متعذر بخلفا
رأس السلم فإنه عقد وضع للزوم وقيل يجوز إذا راج رواج
الخالص قال المام محله إذا كانت قيمته قريبة من المال
الخالص
قلت العمل على هذا إذ المعنى المقصود من القراض يحصل
به ل سيما وقد تعذر الخالص في أغلب البلد فلو اشترطنا
ذلك لدى إلى إبطال هذا الباب في غالب النواحي وهو حرج
فالمتجه الصحة لعمل الناس عليه بل نكير ويؤيده أن الشركة
تجوز على المغشوش على ما صححه النووي في زيادته مع
أنه عقد فيه غرر من الوجأوه المذكورة في القراض من جأهة
أن عمل كل من الشريكين غير مضبوط والربح غير موثاوق
به وهو عقد عقد لينفسخ وعلة الحاجأة موجأودة والله أعلم
الشرط الثاني أن ل يكون العامل مضيقا عليه ثام التضييق
تارة يكون بمنع التصرفا مطلقا بأن يقول ل تشتر شيئا حتى
تشاورني وكذلك ل تبع إل بمشورتي لن ذلك يؤدي إلى
فوات مقصود العقد فقد يجد شيئا يربح ولو راجأعه لفات
وكذا البيع فيؤدي إلى فوات مقصود القراض وهو الربح
وتارة يكون التضييق بأن يشترط عليه شراء متاع معين كهذه
الحنطة أو هذه الثياب أو يشترط عليه شراء نوع يندر وجأوده
كالخيل العتاق أو البلق ونحو ذلك أو فيما ل يوجأد صيفا
وشتاء كالفواكه الرطبة ونحو ذلك أو يشترط عليه معاملة
شخص معين أن ل تشتر إل من فلن أو ل تبع إل منه فهذه
الشروط كلها مفسدة لعقد القراض لن المتاع المعين قد ل
يبيعه مالكه وعلى تقدير بيعه قد ل يربح وأما الشخص
المعين فقد ل يعاملة وقد ل يجد عنده ما يظن فيه ربحا وقد
____________________
) (1/288
ل يبيع إل بثمن غال وكل هذه المور تفوت مقصود عقد
القراض فل بد من عدم اشتراطها حتى لو شرط رب المال
أن يكون رأس المال معه ويوفي الثمن إذا اشترى العامل
فسد القراض لوجأود التضييق المنافي لعقد القراض نعم لو
شرط عليه أن ل يبيع ول يشتري إل في سوق صح بخلفا
الدكان المعين لن السوق المعين كالنوع العام الموجأود
بخلفا الحانوت فإنه كالشخص المعين كذا قاله الماوردي
ول يشترط بيان مدة القراض بخلفا المساقاة لن الربح
ليس له وقت معلوم بخلفا الثمرة وايضا فهما قادران على
فسخ القراض متى شاء لنه عقد جأائز فلو ذكر مدة ومنعه
التصرفا بعدها فسد العقد لنه يخل بالمقصود وإن منعه
الشراء بعدها فل يضر على الصح لن المالك متمكن من
منعه من الشراء في كل وقت فجاز أن يتعرض له في العقد
والله أعلم
) فرع ( قارض شخصا على أن يشتري حنطة فيطحن ويخبز
أو يغزل غزل فينسجه ويبيعه فسد القراض لن القراض
رخأصة شرع للحاجأة وهذه العمال مضبوطة يمكن الستئجار
عليها فلم تكن الرخأصة شاملة لها فلو فعل العامل ذلك بل
شرط لم يفسد القراض على الراجأح ويقاس باقي المور
بما ذكرنا والله أعلم قال
) وأن يشترط له جأزءا معلوما من الربح وأن ل يقدره بمدة (
من شروط عقد القراض اشتراك رب المال والعامل في
الربح ليأخأذ هذا بماله وذاك بعمله فلو قال قارضتك على أن
الربح كله لي أو كله لك فسد العقد لنه على خألفا مقتضى
العقد وكما يشترط أن يكون الربح بينهما يشترط أن يكون
معلوما بالجزئية ككون الربح بيننا نصفين أو أثالثاا ونحو ذلك
فلو قال على أن لك نصيبا أو جأزءا فهو فاسد للجهل
بالعوض فلو قال على أن الربح بيننا صح ويكون نصفين ولو
اشترط للعامل قدرا معلوما كمائة مثل أو ربح نوع كربح هذه
البضاعة فسد لن الربح قد ينحصر في المائة أو في ذلك
النوع فيؤدي إلى اخأتصاص العامل بالربح وقد ل يربح ذلك
النوع ويربح غيره فيؤدي إلى أن عمله يضيع وهو خألفا
مقصود العقد ولو شرط أن يلبس الثوب الذي يشتريه فسد
لنه داخأل في العوض ما ليس من الربح وقياسه أنه لو
اشترط عليه أن ينفق من رأس المال أنه ل يصح وهذا النوع
كثير الوقوع والله أعلم وقوله وأن ل يقدرة بمدة يجوز أن
يراد به العقد وقد تقدم حكمه ويجوز أن يريد أن يقدر الربح
بمدة بأن يقول كما يفعله كثير من الناس اتجر وربح هذه
السنة بيننا وربح السنة التية اخأتص بها دونك أو عكسه
والول اقرب والله أعلم
) فرع ( ليس للعامل أن ينفق على نفسه من رأس المال
حضرا للعرفا ول سفرا على الراجأح لن النفقة قد تكون
قدر الربح فيفوز بالربح دون رب المال ولن له جأعل معلوما
فل يستحق معه
____________________
) (1/289
شيئا آخأر وليس له أن يسافر بغير إذن رب المال فإن أذن له
فسافر ومعه مال لنفسه وقلنا له أن ينفق في السفر كما
رواه المزني لنه بالسفر قد سلم نفسه فأشبه الزوجأة
فتتوزع النفقة على قدر المالين والله أعلم قال
) ول ضمان على العامل إل بالعدوان (
العامل أمين لنه قبض المال بإذن مالكه فأشبه سائر المناء
فل ضمان عليه إل بالتعدي لتقصيره كالمناء فلو ادعى عليه
رب المال الخيانة فالقول قول العامل لن الصل عدمها
وكذا يصدق في قدر رأس المال لن الصل عدم الزيادة
وكذا يصدق في قوله لم أربح أو لم أربح إل كذا أو اشتريت
للقراض أو اشتريت لي لنه أعرفا بنيته وكذا لو ادعى عليه
أنه نهاه عن كذا فالقول قول العامل لن الصل عدم النهي
ويقبل قوله في دعوى التلف كالوكيل والمودع إل أن يذكر
شيئا ظاهرا فل يقبل إل ببينة لن إقامة البينة على السبب
الظاهر غير متعذرة ولو ادعى رد رأس المال فهل يقبل
وجأهان الصح نعم لنه أمين فأشبه المودع ولو اخأتلفا في
جأنس رأس المال صدق العامل والله أعلم
) فرع ( اخأتلف رب المال والعامل في القدر المشروط
تحالفا وللعامل أجأرة المثل ويفوز المالك بالربح كله
وبمجرد التحالف ينفسخ العقد صرح به النووي في زيادة
الروضة عن البيان بل مخالفة وكلم المنهاج يقتضيه وصرح
به الروياني أيضا والله أعلم قال
) وإن حصل خأسران وربح جأبر الخسران بالربح (
القاعدة المقررة في القراض أن الربح وقاية لرأس المال
ثام الخسران تارة يكون برخأص السعر في البضاعة وتارة
يكون بنقص جأزء من مال التجارة بأن يتلف بعضه وقد يكون
بتلف بعض رأس المال فإذا دفع إليه مائتين مثل وقال اتجر
بهما فتلفت إحداهما فتارة تتلف قبل التصرفا وتارة بعدها
فإذا تلفت قبل التصرفا فوجأهان
أحدهما أنها خأسران ورأس المال مائتان لن المائتين بقبض
العامل صارتا مال قراض فتجبر المائة التالفة بالربح
وأصحهما تتلف من رأس المال ويكون رأس المال مائة لن
العقد لم يتأكد بالعمل فلو اشترى بالمائتين شيئين فتلف
أحدهما فقيل يتلف من رأس المال لنه لم يتصرفا بالبيع
لن به يظهر الربح فهو المقصود العظم والمذهب أنه يجبر
من الربح لنه تصرفا في مال القراض بالشراء فل يأخأذ
شيئا حتى يرد ما تصرفا فيه إلى مالكه فلو أتلف أجأنبي
جأميعه أو بعضه اخأذ منه بدله واستمر القراض والله أعلم
____________________
) (1/290
) فرع ( عقد القراض جأائز من الطرفين لن أوله وكالة وبعد
ظهور الرح شركة وكلهما عقد جأائز فلكل من المالك
والعامل الفسخ فإذا فسخ أحدهما ارتفع القراض وإن لم
يحضر صاحبه ولو مات أحدهما أو جأن أو أغمي عليه انفسخ
أيضا فإذا انفسخ لم يكن للعامل أن يشتري ثام ينظر إن كان
المال دينا لزم العامل استيفاؤه سواء ظهر الربح أم ل لن
الدين ملك ناقص وقد أخأذ من رب المال ملكا تاما فليرد مثل
ما أخأذ وإن لم يكن دينا نظر أن كان نقدا من جأنس رأس
المال ول ربح أخأذه رب المال وإن كان هناك ربح اقتسماه
بحسب الشرط فإن كان نقدا من غير جأنس رأس المال أو
عرضا نظر إن كان هناك ربح لزم العامل بيعه إن طلبه
المالك وللعامل بيعه وإن أبى المالك لجأل الربح وليس
للعامل تأخأير البيع إلى موسم رواج المتاع لن حق المالك
معجل فلو قال العامل تركت حقي لك فل تكلفني البيع لم
تلزمه الجأابة على الصح لن التنضيض كلفة فل تسقط عن
العامل ولو قال رب المال ل تبع ونقتسم العروض أو قال
أعطيك قدر نصيبك ناضا ففي تمكن العامل من البيع وجأهان
والذي قطع به الشيخ أبو حامد والقاضي أبو الطيب أنه ل
يمكن لنه إذا جأاز للمعير أن يتملك غراس المستعير بقيمته
لدفع الضرر فالمالك هناك أولى لنه شريك هذا إذا كان في
المال ربح فإن لم يكن ربح فهل للمالك تكليف العامل البيع
وجأهان الراجأح نعم ليرد كما أخأذ ولنه ل يلزم المالك مشقة
البيع هل للعامل البيع إن رضي المالك بإمساكها وجأهان
الصحيح أن له ذلك إذا توقع ربحا بأن ظفر براغب أو بسوق
يتوقع فيه الربح واعلم أنه حيث لزم البيع للعامل قال المام
فالذي قطع به المحققون أن الذي يلزمه بيعه وتنضيضه قدر
راس المال وأما الزائد فحكمه حكم عرض مشترك بين اثانين
فل يكلف واحد منهما بيعه وما ذكره المام سكت عليه
الرافعي في الشرح والنووي في الروضة وجأزما بذلك في
المحرر والمنهاج نعم كلم التنبيه يقتضي بيع الجميع والله
أعلم قال & باب المساقاة & فصل والمساقاة جأائزة على
النخل والكرم ولها شرائط أن يقدرها بمدة معلومة وأن
ينفرد العامل بعمله وأل يشترط مشاركة المالك في العمل
ويشترط للعامل جأزء معلوم من الثمرة
المساقاة هي أن يعامل إنسان على شجر ليتعهدها بالسقي
والتربية على أن ما رزق الله تعالى من ثامر يكون بينهما
ولما كان السقي أنفع العمال اشتق منه اسم العقد
واتفق على جأوازها الصحابة والتابعون وقبل التفاق حجة
الجواز ما ورد عن ابن عمر
____________________
) (1/291
رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
) أعطى خأيبر بشطر ما يخرج منها من ثامر أو زرع ( وفي
رواية
) دفع إلى يهود خأيبر نخل خأيبر وأرضها على أن يعملوها من
أموالهم وأن لرسول الله صلى الله عليه وسلم شطرها (
وغير ذلك من الخأبار ول شك في جأوازها على النخل لنه
مورد النص وهل العنب منصوص عليه أم مقاس قيل إن
الشافعي قاسه على النخل بجامع وجأوب الزكاة وإمكان
الخرص وقيل إن الشافعي أخأذه من النص وهو أن النبي
صلى الله عليه وسلم عامل أهل خأيبر على الشطر مما
يخرج من النخل والكرم وهل يجوز على غير النخل والعنب
من الشجار المثمرة كالتين والمشمش وغيرهما من
الشجار قولن حكاهما الرافعي بل ترجأيح والجديد المنع
لنها أشجار ل زكاة فيها فلم تجز المساقاة عليها كالموز
والصوبر وهذا ما صححه النووي في الروضة والقديم أنه
يجوز لنه عليه الصلة والسلم عامل أهل خأيبر بالشطر مما
يخرج من النخل والشجر وبهذا قال المامان مالك وأحمد
رضي الله عنهما واخأتاره النووي في تصحيح التنبيه وأجأاب
القائلون بالجديد بأن الشجر المراد بها النخل لنها
الموجأودة في خأيبر وفرقوا بين النخل والعنب وغيرهما من
الشجار بأن النخل والكرم ل ينمو إل بالعمل فيها لن النخل
يحتاج إلى اللقاح والكرم إلى الكساح وبقية الشجار تنمو
من غير تعهد نعم التعهد يزيدها في كبر الثمر وطيبه
واعلم أن محل الخلفا فيما إذا أفردت بالمساقاة أما إذا
ساقاه عليها تبعا لنخل أو عنب ففيه وجأهان حكاهما
الرافعي في آخأر المزارعة بل ترجأيح قال النووي أصحهما
أنه يجوز قياسا على المزارعة
إذا عرفت هذه فللمساقاة شروط
أحدهما التوقيت لنها عقد لزم فأشبه الجأارة ونحوها
بخلفا القراض والفرق أن لخروج الثمار غاية معلومة سهل
ضبطها بخلفا القراض فإن الربح ليس له وقت مضبوط
فقد ل يحصل الربح في المدة المقدرة ولو وقت بالدراك لم
يصح على الراجأح لجهل المدة
الشرط الثاني أن ينفرد العامل بالعمل لنه وضع الباب فلو
شرط أن يعمل معه مالك الشجار فسخ العقد لنه مخالف
لوضع المساقاة والقاعدة أن كل ما يجب على العامل إذا
شرط على المالك يفسد العقد على الصح وقيل يفسد
الشرط فقط نعم يستثني مسألة ذكرها ابن الرفعة عن نص
الشافعي في البويطي وهو أنه إذا شرط على المالك
السقي جأاز حكاه
____________________
) (1/292
البندنيجي عن النص والنص مفروض فيما إذا كان يشرب
بعروقه لكن حكي الماوردي فيما يشرب بعروقه فيما
يشرب بعروقه كنخل البصرة أوجأها
أحدها أن سقيها على العامل
والثاني على المالك حتى لو شرطها على العامل بطل
العقد
والثالث يجوز اشتراطها على المالك وعلى العامل فإن
أطلق لم تلزم واحدا منهما
الشرط الثالث أن يكون للعامل جأزء معلوم من الثمرة
ويكون الجزء معلوما بالجزئية كالنصف والثلث للنص فلو
شرط له ثامر نخلت معينة لم تصح لنه خأالف النص ولنه قد
ل تثمر هذه النخلت فيضيع عمله أو ل يثمر غيرها فيضيع
المالك وهذا غرر وعقد المساقاة غرر لنه عقد على معدوم
جأوز للحاجأة وغرران على شيء يمنعان صحته ولو قال على
أن ما فتح الله بيننا صح وحمل على النصف ولو قال أنا
أرضيك ونحو ذلك لم يصح العقد ولو ساقاه ثالث سنين مثل
جأاز أن يجعل له في الولى النصف وفي الثانية الثلث وفي
الثالثة السدس وبالعكس لنتفاء الغرر وهذا هو الصحيح
والله أعلم
) فرع ( لو شرط في العقد أن يكون سواقط النخل من
السعف والليف ونحوهما للعامل بطل العقد لنها لرب
النخل وهي غير مقصودة فلو شرط لهما فوجأهان ويشترط
رؤية الشجار لصحة المساقاة على المذهب والله أعلم قال
) ثام العمل فيها على ضربين عمل يعود نفعه على الثمرة
فهو على العامل وعمل يعود نفعه على الصل فهو على رب
المال (
على العامل كل ما تحتاج إليه الثمار لزيادة أو إصلح من
عمل بشرط أن يتكرر كل سنة وإنما اعتبرنا التكرر لن ما ل
يتكرر كل سنة يبقى اثاره بعد الفراغ من المساقاة وتكليف
العامل مثل ذلك إجأحافا به فيجب على العامل السقي
وتوابعه من إصلح طرق الماء والمواضع التي يقف فيها
الماء وسمل البار والنهار وإدارة الدواليب وفتح رأس
الساقية وسدها بحسب قدر الحاجأة وكل ما اطردت به العادة
قال المتولي عليه وضع حشيش فوق العناقيد إن احتاجأت
إليه صونا لها وهل يجب عليه حفظ الثمار وجأهان أصحهما
على العامل كحفظ مال القراض وقيل على المالك قال
الرافعي وهو أقيس بعد تصحيح الول ويلزم العامل قطف
الثمرة على الصحيح لنه من الصلح وكذا يلزمه تحفيف
الثمرة على الصحيح إن اضطردت به عادة أو شرط وإذا
وجأب التجفيف عليه وجأب توابعه وهي تهيئة موضع الجفافا
ونقلها إليه وتقليب الثمرة في الشمس والله أعلم وأما ما
ل يتكرر كل سنة ويقصد به حفظ الصول فمن وظيفة
المالك كحفر النهار والبار الجديدة وبناء الحيطان ونصب
البواب والدولب ونحو ذلك وفي سد
____________________
) (1/293
ثالم يسيرة تقع في الجدران ووضع شوك على الحيطان
وجأهان الصح اتباع العرفا وكما تجب هذه المور على
المالك كذلك تجب عليه اللت التي يتوفر بها العمل
كالفأس والمعول والمنجل والمسحاة وكذا الثور الذي يدير
الدولب والصحيح أنه على المالك وخأراج الرض على المالك
بل خألفا وكذا يجب على المالك كل عين تلفت في العمل
قال في الروضة قطعا والدولب يجوز فتح داله وضمها
والله أعلم قال & باب الجأارة & فصل في الجأارة وكل ما
أمكن النتفاع به مع بقاء عينه صحت إجأارته إذا قدرت
منفعته بأحد أمرين مدة أو عمل
القياس عدم صحة الجأارة لن الجأارة موضوعة للمنافع
وهي معدومة والعقد على المعدوم غرر لكن الحاجأة الماسة
داعية إلى ذلك بل الضرورة المحققة داعية إلى الجأارة فإنه
ليس لكل أحد مسكن ول مركوب ول خأادم ول آلة يحتاج إليها
فجوزت لذلك كما جأوز السلم وغيره من عقود الغرر وقد
أجأمعت الصحابة والتابعون على جأوازها وقبل الجأماع جأاء
بها القرآن والسنة المطهرة قال الله تعالى } فإن أرضعن
لكم فآتوهن أجأورهن { ورد أنه عليه الصلة والسلم قال
) ثالثاة أنا خأصمهم يوم القيامة رجأل أعطى بي ثام غدر
ورجأل باع حرا فأكل ثامنه ورجأل استأجأر أجأيرا فاستوفى
منه ولم يعطه أجأره ( وروي أنه عليه الصلة والسلم قال
) أعطوا الجأير أجأره قبل أن يجف عرقه (
وحد عقد الجأارة عقد على منفعة مقصودة معلومة قابلة
للبدل والباحة بعوض معلوم وفيه قيود فاحترزنا بالمنفعة
عن الجأارة المعقودة على ما يتضمن إتلفا عين فمن ذلك
استئجار البستان للثمار والشاة للبنها وما في معناهما وكذا
لصوفها ولولدها فهذه الجأارة باطلة نعم قد تقع العين تبعا
كما إذا استأجأر إمرأة للرضاع فإنه جأائز والقياس فيه
البطلن إل أن النص ورد فيه فل معدل عنه ثام هل للمعقود
عليه القيام بأمره من وضع الصبي في حجرها وتلقيمه
الثدي وعصره بقدر الحاجأة أم تناول هذه الشياء مع اللبن
وجأهان أصحهما أن المعقود عليه الفعل واللبن
____________________
) (1/294
يستحق تبعا قال الله تعالى } فإن أرضعن لكم فآتوهن
أجأورهن { علق الجأرة بفعل الرضاع ل باللبن وهذا كما إذا
استأجأر دارا وفيها بئر ماء يجوز الشرب منها تبعا لو استأجأر
للرضاع ونفي الحضانة فهل يجوز وجأهان أحدهما ل كما إذا
استأجأر شاة لرضاع سخلة لنه عقد على استيفاء عين
وأصحهما الصحة كما يجوز الستجئار لمجرد الحضانة وكذا ل
يجوز استئجار الفحل للنزوان على الناث للنهي عن ذلك
وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عسب الفحل
وفي مسلم عن بيع ضراب الفحل وروي عن الشافعي عن
ثامن عسب الفحل والله أعلم وقولنا مقصودة احتراز عن
منفعة تافهة كاستئجار تفاحة ونحوها للشم نعم إذا كثر
التفاح قال الرافعي فالوجأه الصحة كاستئجار الرياحين
للشم ومن المنافع التافهة استئجار الدراهم والدنانير فإن
أطلق العقد فباطل وإن صرح باستئجارها للتزيين فالصح
البطلن أيضا وكذا ل يجوز استئجار الطعام لتزيين الحوانيت
على المذهب والله أعلم وقولنا معلومة احتراز عن المنفعة
المجهولة فإنها ل تصح للغرر فل بد من العلم بالمنفعة قدرا
ووصفا وقولنا قابلة للبذل والباحة فيه احتراز عن استئجار
الت اللهو كالطنبور والمزمار والرباب ونحوها فإن
استئجارها حرام ويحرم بذل الجأرة في مقابلتها ويحرم اخأذ
الجأرة لنه من قبيل أكل أموال الناس بالباطل وكذا ل يجوز
استئجار المغاني ول استئجار شخص لحمل خأمر ونحوه ول
لجبي المكوس والرشا وجأميع المحرمات عافانا الله تعالى
منها
وقولنا بعوض معلوم احترزنا به عن الجأرة المجهولة فإنه ل
يصح جأعلها أجأرة فإنها ثامن المنفعة وشرط الثمن أن يكون
معلوما ولن الجهل به غرر إذا عرفت هذا فكل عين وجأد في
منفعتها شروط الصحة صح استئجارها كاستئجار الدار
للسكنى والدواب للركوب والرحل للحج وللبيع والشراء
والرض للزرع وشبهه ويشترط في العين المستأجأرة
القدرة على تسليمها فل يجوز إيجار عبد آبق ول دابة شاردة
ومغصوب ل يقدر على انتزاعه وكذا ل يجوز استئجار أعمى
للحفظ لنه يعجز عن تسليم منفعته كما ل يجوز استئجار
دابة زمنة للركوب والحمل وأرض ل ماء لها ول يكفيها
المطر ونداوة الرض وما أشبه ذلك لن الجأرة في مقابلة
المنفعة وهي معدومة فل يصح إيجارها كما ل يصح بيع العين
المعدومة أو التي ل منفعة فيها وقول الشيخ إذا قدرت
منفعته أي المستأجأرة بفتح الجيم بمدة أو عمل إشارة إلى
قاعدة وهي أن المنفعة المقعود عليها إن كانت ل تنقدر إل
بالزمان فالشرط في صحة الجأارة فيها أن تقدر بمدة وذلك
كالجأارة للسكنى والرضاع ونحو ذلك لتعينه طريقا لن
تعيين ذلك قد يعسر كالرضاع وقد يتعذر وإن كانت ل تتقدر
إل بالعمل قدرت به وإن ورد العقد فيه على الذمة كالركوب
والحج ونحو ذلك وإن كان يتقدر بالمدة والعمل كالخياطة
والبناء قدر
____________________
) (1/295
بأحدهما قوله استأجأرتك لتخيط هذا الثوب أو قال
استأجأرتك لتخيط لي يوما ونحوه من العمال فإن قدر بهما
لم تصح على الراجأح بأن قال لتخيط هذا الثوب في هذا
اليوم لنه إن فرغ في بعض اليوم فإن طالبه بالعمل في
بقية اليوم فقد أخأل بشرط العمل وإل أخأل بشرط المدة
والله أعلم قال
) وإطلقها يقتضي تعجيل الجأرة إل أن يشترط التأجأيل (
تجب الجأرة بنفس العقد كما يملك المستأجأر بالعقد
المنفعة ولن الجأارة عقد لو شرط في عوضه التعجيل أو
التأجأيل اتبع فكان مطلقه حال كالثمن في البيع نعم إن
شرط فيه التأجأيل اتبع لن المؤمنين عند شروطهم فإذا حل
الجأل وجأبت الجأرة كالثمن في البيع وهذا في إجأارة العين
كقوله استأجأرت منك هذه الدابة ونحو ذلك أما في إجأارة
الذمة فإن عقد بلفظ السلم فيشترط قبض رأس المال في
المجلس وكذا إن عقد بلفظ الجأارة على الصح نظرا إلى
المعنى فيشترط أن تكون الجأرة حالة في إجأارة الذمة ول
يجوز تأجأيلها لئل يلزم بيع الكالئ بالكالئ وهو بيع الدين
بالدين وقد نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم والله
أعلم قال
) ول تبطل الجأارة بموت أحد المتعاقدين وتبطل بتلف
العين المستأجأرة (
إذا مات أحد المستأجأرين والعين المستأجأرة باقية لم يبطل
العقد لن الجأارة عقد معاوضة على شيء يقبل النقل
وليس لحد ال