Kitab Fiqih Kifyatul Akhyar- Imam Syafi'i

‫‪http://www.shamela.ws‬‬
‫تم إعداد هذا الملف آليا بواسطة المكتبة الشاملة‬
‫كفاية الخأيارفي حل غاية الخأتصار‬
‫تقي الدين أبي بكر بن محمد الحسيني الحصيني‬
‫الدمشقي الشافعي‬
‫سنة الولدة ‪ /‬سنة الوفاة‬
‫تحقيق علي عبد الحميد بلطجي و محمد وهبي‬
‫سليمان‬
‫الناشر دار الخير‬
‫سنة النشر ‪1994‬‬
‫مكان النشر دمشق‬
‫عدد الجأزاء ‪1‬‬
‫| ) من يرد الله به خأيرا يفقهه في الدين ( | ) حديث شريف‬
‫( | مقدمة | بسم الله الرحمن الرحيم | | الحمد لله الذي‬
‫خألق الموجأودات من ظلمة العدم بنور اليجاد دليل على‬
‫وحدانيته | لذوي البصائر إلى يوم المعاد ‪ ،‬وشرع شرعا‬
‫اخأتاره لنفسه ‪ ،‬وأنزل به كتاب وأرسل به سيد العباد ‪| ،‬‬
‫فأوضح لنا محجته وقال هذه سبيل الرشاد ‪ .‬صلى الله عليه‬
‫وسلم وعلى آله وأتباعه وصلة زكية بل نفاد ‪ ) | | .‬وبعد ( ‪:‬‬
‫فإن النفس الزكية ‪ ،‬الطالبة للمراتب العلية ‪ .‬لم تزل تدأب‬
‫في تحصيل العلوم | الشرعية ‪ ،‬ومن جأملتها معرفة الفروع‬

‫الفقهية ‪ .‬لن بها تندفع الوساوس الشيطانية ‪ ،‬وتصح‬
‫المعاملت | والعبادات المرضية ‪ ،‬وناهيك بالفقه شرفا قول‬
‫سيد السابقين واللحقين ‪ .‬صلى الله عليه وسلم ‪ ' :‬من يرد‬
‫الله به خأيرا | يفقهه في الدين ' وعن أبي هريرة رضي الله‬
‫تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ‪ ' :‬ما‬
‫عبد الله سبحانه | بشيء أفضل من فقه في الدين ' وعن‬
‫يحيى بن أبي كثير في قوله تعالى ‪ ) ^ :‬واصبر نفسك مع |‬
‫الذين يدعون ربهم بالغداوة والعشي يريدون وجأهه ( ^ قال‬
‫مجالس الذكر ‪ .‬قال عطاء في قوله | صلى الله عليه وسلم‬
‫‪ ' :‬إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا ‪ .‬قالوا يا رسول الله وما‬
‫رياض الجنة ؟ قال حلق الذكر ' ‪ .‬قال |‬
‫____________________‬

‫) ‪(1/7‬‬

‫| عطاء الذكر هو مجالس الحلل والحرام ‪ .‬كيف تشتري‬
‫كيف تبيع وتصلي ‪ ،‬وتصوم وتحج ‪ ،‬وتنكح | وتطلق وأشباه‬
‫ذلك ‪ ،‬وقال سفيان بن عيينة ‪ .‬لم يعط أحد بعد النبوة أفضل‬
‫من العلم والفقه في الدين | وقال أبو هريرة وأبو ذر رضي‬
‫الله تعالى عنهما باب من العلم نتعلمه أحب إلينا من ألف‬

‫ركعة تطوعا ‪ | ،‬وقال عمر رضي الله تعالى عنه ‪ :‬لموت ألف‬
‫عابد قائم الليل صائم النهار أهون من موت العالم البصير |‬
‫بحلل الله تعالى وحرامه ‪ ،‬واليات والخأبار والثآار في ذلك‬
‫كثيرة ‪ | | .‬فإذا كان الفقه بهذه المرتبة الشريفة ‪ .‬والمزايا‬
‫المنيفه ‪ .‬كان الهتمام به في الدرجأة الولى ‪ | .‬وصرف‬
‫الوقات النفيسة بل كل العمر فيه أولى ‪ ،‬لن سبيله سبيل‬
‫الجنة ‪ .‬والعمل به حرز من المنار | وجأنة ‪ ،‬وهذا لمن طلبه‬
‫للتفقه في الدين على سبيل النجاة لقصد الترفع على‬
‫القران والمال والجاه ‪ | ،‬قال رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ ' :‬من تعلم علما مما يبتغى به وجأه الله تعالى ل‬
‫يتعلمه إل ليصيب به غرضا من | الدنيا لم يجد عرف الجنة‬
‫يوم القيامة ' ‪ ،‬وقال عليه أفضل الصلة والسلم ‪ ' :‬من‬
‫طلب العلم | ليماري به السفهاء أو يكاثآر به العلماء أو‬
‫يصرف وجأوه الناس إليه فليتبوأ مقعده من النار ' ورد من |‬
‫رواية كعب بن مالك وقال ‪ ' :‬أدخأله الله النار ' عافانا الله‬
‫الكريم من ذلك ‪ | | .‬اعلم أن طلب العلم مختلفون باخأتلف‬
‫مقاصدهم ‪ ،‬وهممهم مختلفة باخأتلف مراتبهم | فهذا‬
‫يطلب الغوص في البحر ونحوه لنيل الدرر الكبار ‪ ،‬وهذا يقنع‬
‫بما يجد في غاية الخأتصار ‪ ،‬ثآم | هذا القانع صنفان ‪ :‬أحدهما‬
‫ذو عيال قد غلبه الكد ‪ ،‬والخأر متوجأه إلى الله تعالى بصدق‬

‫وجأد ‪ .‬فل | الول يقدر على ملزمة الخلق ‪ ،‬والسالك‬
‫مشغول بما هو بصدده ليلة ونهاره مع نفسه في قلق ‪،‬‬
‫فأردت | راحة كل منهما ببقاء ما هو عليه وترك سعى كل‬
‫منهما فيما تدعو الحاجأة إليه وأرجأو من الله العزيز | القدير ‪.‬‬
‫تسهيل ما يحصل بع اليضاح والتيسير ‪ .‬فإنه رجأاء الراجأين ‪.‬‬
‫وجأابر الضعفاء والمنكسرين ‪ | ،‬ووسمت كتابي هذا ب‬
‫) كفاية الخأيار ‪ ،‬في حل غاية الخأتصار ( وأسأل الله‬
‫العظيم الغفار ‪ .‬العفو عني | وعن أحبابي من مكره وغضبه‬
‫وعذاب النار ‪ ،‬إن على ما يشاء قدير ‪ ،‬وباليجابة جأدير ‪ .‬قال‬
‫الشيخ | ^ ) بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب‬
‫العالمين ( ^ ] الحمد [ هو الثناء على الله تعالى بجميل |‬
‫صفاته الذاتية وغيرها ‪ ،‬والشر هو الثناء عليه بإنعامه ‪ ،‬ولهذا‬
‫يحسن أن تقول حمدت فلنا على علمه | وسخائه ول تقول‬

‫شكرته على علمه ‪ ،‬فكل شكر حمد وليس كل حمد شكرا ‪،‬‬
‫وقيل غير ذلك ) لله ( | اللم في السم الكريم للستحقاق‬
‫ما تقول الدار لزيد ‪ ،‬وأضيف الحمد إلى هذا السم الكريم‬
‫دون | بقية السماء لنه اسم ذات وليس بمشتق ‪،‬‬
‫والمحققون على أنه مشتق ] رب العالمين [ الرب يكون |‬
‫____________________‬


‫) ‪(1/8‬‬

‫| بمعنى المالك ويكون بمعنى التربية والصلح ‪ ،‬لهذا يقال‬
‫ربى فلن الضيعة ‪ :‬أي أصلحها فالله | تعالى مالك العالمين‬
‫ومربيهم سبحانه وتعالى ‪ ،‬والعالمين جأمع عالم ل واحد له‬
‫من لفظ ‪ ،‬واخأتلف | العلماء فيهم فقيل هم النس والجن‬
‫قاله ابن عباس ‪ ،‬وقيل جأميع المخلوقين ‪ .‬قاله قتادة‬
‫والحسن | ومجاهد ‪ .‬قال ‪ ) | :‬وصلى الله على محمد خأاتم‬
‫النبيين وعلى آله وأصحابه أجأمعين ( | | الصلة من الله‬
‫الرحمة ‪ ،‬ومن الملئكة الستغفار ومن الدمي تضرع ودعاء ‪،‬‬
‫وسمي | رسول الله صلى الله عليه وسلم محمدا لكثرة‬
‫خأصاله المحمودة ‪ ،‬واخأتلف في الل فقيل هم بنو هاشم‬
‫وبنو المطلب | وهذا ما اخأتاره الشافعي وأصحابه ‪ ،‬وقيل‬
‫هم عترته وأهل بيته ‪ ،‬وقيل آله جأميع أمته واخأتاره جأمع من‬
‫| المحققين ومنهم الزهري ] والصحاب [ جأمع صاحب ‪،‬‬
‫وهو كل مسلم رأى النبي صلى الله عليه وسلم وصحبه ولو‬
‫| ساعة ‪ ،‬وقيل من طالت صحبته ومجالسته ‪ ،‬والول هو‬
‫الراجأح عند المحدثآين ‪ ،‬والثاني هو الراجأح | عند الصولين ‪.‬‬
‫قال الشيخ ‪ ) :‬سألني بعض أصدقائي حفظهم الله تعالى أن‬

‫أعمل مختصرا في الفقه | على مذهب المام الشافعي في‬
‫غاية الخأتصار ونهاية اليجاز يخف على الطالب فهمه‬
‫ويسهل على | المبتدئ حفظه وأن أكثر فيه من التقسيمات‬
‫وحصر الخصال فأجأبته إلى ذلك طالبا للثواب ‪ .‬راغبا | إلى‬
‫الله سبحانه في التوفيق للصواب ‪ .‬إنه على ما يشاء قدير ‪.‬‬
‫وبعبادة خأبير بصير ( ] المختصر [ ما قل | لفظه وكثرت‬
‫معانيه ‪ ،‬و ] مذهب الشافعي [ طريقته ‪ ،‬والشافعي منسوب‬
‫إلى جأده شافع ‪ ،‬وكنيته أبو | عبد الله ‪ ،‬واسمه محمد بن‬
‫إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد‬
‫بن يزيد بن | هاشم بن المطلب بن عبد مناف ‪ ،‬ويلتقي مع‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم في عبد مناف ‪ ،‬فإنه عليه‬
‫الصلة والسلم | محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن‬

‫هاشم بن عبد مناف ‪ ،‬والنسبة الصحيحة إليه شافعي ‪| ،‬‬
‫وشفعوي لحن ‪ ،‬وغاية الشيء معناها ترتب الثآر على ذلك‬
‫الشيء كما تقول غاية البيع الصحيح | حل النتفاع بالمبيع ‪،‬‬
‫و ] غاية [ الصلة الصحيحة إجأزاؤها وعدم القضاء ‪ ،‬والمراد‬
‫هنا نهاية وجأازة | اللفظ ‪ ،‬و ] التوفيق [ هو خألق قدرة‬
‫الطاعة بخلف الخذلن فإنه خألق قدرة المعصية ‪ ،‬و‬
‫] الصواب [ | ضد الخطأ والله أعلم ‪| .‬‬

‫____________________‬

‫) ‪(1/9‬‬

‫كتاب كفاية الخأيار في حل غاية الخأتصار‬
‫____________________‬

‫) ‪(1/1‬‬

‫= كتاب الطهارة = الكتاب مشتق من الكتب وهو الضم‬
‫والجمع يقال تكتب بنو فلن إذا اجأتمعوا ومنه كتيبة الرمل‬
‫والطهارة في اللغة النظافة تقول طهرت الثوب أي نظفته‬
‫وفي الشرع عبارة عن رفع الحدث أو إزالة النجس أو ما في‬
‫معناهما أو على صورتهما كالغسلة الثانية والثالثة‬
‫والغسال المسنونة وتجديد الوضوء والتيمم وغير ذلك مما‬
‫ل يرفع حدثآا ول يزيل نجسا ولكنه في معناه قال & أنواع‬
‫المياه &‬
‫) المياه التي يجوز بها التطهير سبع مياه ماء السماء وماء‬
‫البحر وماء النهر وماء البئر وماء العين وماء الثلج وماء البرد‬
‫( الصل في ماء السماء قوله تعالى } وينزل عليكم من‬

‫السماء ماء ليطهركم به { وغيرها وفي ماء البحر قوله‬
‫صلى الله عليه وسلم لما سئل عن ماء البحر فقال‬
‫) هو الطهور ماؤه الحل ميتته ( وفي ماء البئر حديث سهل‬
‫رضي الله عنه ) قالوا يا رسول الله إنك تتوضأ من بئر‬
‫بضاعة وفيها ما ينجي الناس والحائض والجنب فقال رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم ) الماء طهور ل ينجسه شىء (‬
‫وماء‬
‫____________________‬

‫) ‪(1/11‬‬

‫النهر وماء العين في معناه وأما ماء الثلج وماء البرد فالصل‬
‫فيه حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه واسمه عبد‬
‫الرحمن بن صخر على الصح قال‬
‫) كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كبر في الصلة‬
‫سكت هنية قبل أن يقرأ فقلت يا رسول الله ما تقول قال‬
‫أقول اللهم باعد بيني وبين خأطاياي كما باعدت بين‬
‫المشرق والمغرب اللهم نقني من خأطاياي كما ينقى الثوب‬
‫البيض من الدنس اللهم اغسلني من خأطاياي بماء الثلج‬
‫والبرد ( قال & باب أقسام المياه &‬

‫) ثآم المياه على أربعة أقسام طاهر مطهر غير مكروه وهو‬
‫الماء المطلق ( الماء الذي يرفع الحدث ويزيل النجس هو‬
‫الماء المطلق واخأتلف في حده فقيل هو العاري عن القيود‬
‫والضافة اللزمة وهذا هو الصحيح في الروضة والمحرر‬
‫ونص عليه الشافعي فقوله عن القيود خأرج به مثل قوله‬
‫تعالى } من ماء مهين { } من ماء دافق { وقوله الضافة‬
‫اللزمة خأرج به مثل ماء الورد ونحوه واحترز بالضافة‬
‫الضافة غير اللزمة كماء النهر ونحوه فإنه ل تخرجأه هذه‬
‫الضافة عن كونه يرفع الحدث ويزيل النجس لبقاء الطلق‬
‫عليه وقيل الماء المطلق هو الباقي على وصف خألقته‬
‫وقيل ما يسمى ماء وسمي مطلقا لن الماء إذا أطلق‬
‫انصرف إليه وهذا ما ذكره ابن الصلح وتبعه النووي عليه‬
‫في شرح المهذب قال‬
‫) وطاهر مطهر مكروه وهو الماء المشمس ( هذا هو القسم‬
‫الثاني من أقسام الماء وهو المشمس وهو طاهر في نفسه‬
‫لم يلق نجاسة ومطهر أي يرفع الحدث ويزيل النجس لبقاء‬
‫إطلق اسم الماء عليه وهل يكره فيه الخلف الصح عند‬
‫الرافعي أنه يكره وهو الذي جأزم به المصنف واحتج له‬
‫الرافعي بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫) نهى عائشة رضي الله عنها عن المشمس وقال أنه يورث‬

‫البرص وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أن رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم قال‬
‫) من أغتسل بماء مشمس فأصابه وضح فل يلومن إل نفسه‬
‫( وكرهه عمر رضي الله تعالى عنه وقال إنه يورث البرص‬
‫فعلى هذا إنما يكره المشمس بشرطين‬
‫____________________‬

‫) ‪(1/12‬‬

‫أحدهما أن يكون التشميس في الواني المنطبعة كالنحاس‬
‫والحديد والرصاص لن الشمس إذا أثآرت فيها خأرج منها‬
‫زهومة تعلو على وجأه الماء ومنها يتولد البرص ول يتأتى‬
‫ذلك في إناء الذهب والفضة لصفاء جأوهرهما لكنه يحرم‬
‫استعمالهما على ما يأتي ذكره فلو صب الماء المشمس من‬
‫إناء الذهب والفضة في أناء مباح ل يكره لفقد الزهومة وكذا‬
‫ل يكره في أواني الخزف وغيرها لفقد العلة الشرط الثاني‬
‫أن يقع التشميس في البلد الشديدة الحرارة دون الباردة‬
‫والمعتدلة فإن تأثآير الشمس فيهما ضعيف ول فرق بين أن‬
‫يقصد التشميس أم ل لوجأود المحذور ول يكره المشمس‬
‫في الحياض والبرك بل خألف وهل الكراهة شرعية أو‬

‫إرشادية فيها وجأهان أصحهما في شرح المهذب أنها شرعية‬
‫فعلى هذا يثاب على ترك استعماله وعلى الثاني وهي أنها‬
‫إرشادية ل يثاب فيها لنها من وجأهة الطب وقيل أن‬
‫المشمس ل يكره مطلقا وعزاه الرافعي إلى الئمة الثلثآة‬
‫قال النووي في زيادة الروضة وهو الراجأع من حيث الدليل‬
‫وهو مذهب أكثر العلماء وليس للكراهية دليل يعتمد وإذا قلنا‬
‫بالكراهة فهي كراهة تنزيه ل تمنع صحة الطهارة ويختص‬
‫استعماله بالبدن وتزول بالتبريد على الصح وفي الثالث‬
‫يراجأع الطباء والله أعلم انتهى وما صححه من زوال‬
‫الكراهية بالتبريد قد صحح الرافعي في الشرح الصغير‬
‫بقاءها وقال في شرح المهذب الصواب أنه ل يكره وحديث‬
‫عائشة هذا ضعيف باتفاق المحدثآين ومنهم من جأعله‬
‫موضوعا وكذا ما رواه الشافعي عن عمرو الخطاب أنه يورث‬
‫البرص ضعيف لتفاق المحدثآين على تضعيف إبراهيم بن‬
‫محمد وحديث ابن عباس غير معروف والله أعلم وما ذكره‬
‫من أثآر عمر رضي الله عنه فممنوع ودعواه التفاق على‬
‫تضعيف إبراهيم أحد الرواة غير مسلم فإن الشافعي وثآقه‬
‫وفي توثآيق الشافعي كفاية وقد وثآقه غير واحد من الحفاظ‬
‫ورواه الدارقطني بإسناد آخأر صحيح قال النووي في زيادة‬
‫الروضة ويكره شديد الحرارة والبرودة والله أعلم والعلة فيه‬

‫عدم السباغ وقال في آبار ثآمود أنه منهي عنها فأقل‬
‫المراتب أنه يكره استعمالها قال‬
‫) وطاهر غير مطهر وهو الماء المستعمل (‬
‫____________________‬

‫) ‪(1/13‬‬

‫هذا هو القسم الثالث من أقسام الماء وهو الماء المستعمل‬
‫في رفع الحدث أو إزالة النجس إذا لم يتغير ول زاد وزنه‬
‫فهو طاهر لقوله عليه الصلة والسلم‬
‫) خألق الله الماء طهورا لينجسه شيء إل ما غير طعمه أو‬
‫ريحه ( وفي رواية‬
‫) أو لونه ( وهو ضعيف والثابت‬
‫) طعمه أو ريحه ( فقط وهل هو طهور يرفع الحدث ويزيل‬
‫النجس أيضا فيه خألف المذهب أنه غير طهور لن الصحابة‬
‫رضي الله تعالى عنهم مع شدة اعتنائهم بالدين ما كانوا‬
‫يجمعونه ليتوضؤوا به ثآانيا ولو كان ذلك سائغا لفعلوه‬
‫واخأتلف الصحاب في علة منع استعماله ثآانيا والصحيح أنه‬
‫تأدى به فرض وقيل أنه تأدى به عبادة وتظهر فائدة الخلف‬
‫في صورتين الولى فيما استعمل في نفل الطهارة كتجديد‬
‫الوضوء والغسال المسنونة والغسلة الثانية والثالثة فعلى‬
‫الصحيح يكون الماء طهورا لنه لم يتأد به فرض وعلى‬
‫الضعيف ل يكون طهورا لنه تأدى به عبادة ول خألف أن ماء‬
‫الرابعة طهور على العلتين لنه لم يتأد به فرض ول هي‬
‫مشروعة والغسلة الولى غير طهور على العلتين لتأدى‬
‫الفرض والعبادة بمائها الصورة الثانية الماء الذي اغتسلت‬
‫به الكتابية عن الحيض لتحل لزوجأها المسلم هل هو طهور‬
‫ينبني على أنها لو أسلمت هل يلزمها إعادة الغسل فيه‬
‫خألف إن قلنا ل يلزمها فهو غير طهور وإن قلنا يلزمها‬
‫إعادة الغسل وهو الصحيح ففي الماء الذي استعملته حال‬
‫الكفر وجأهان بينان على العلتين إن قلنا إن العلة تأدى‬
‫الفرض فالماء غير طهور وإن قلنا أن العلة تأدى العبادة‬
‫فهو طهور لن الكافرة ليست من أهل العبادة واعلم أن‬
‫الزوجأة المجنونة إذا حاضت وغسلها زوجأها حكمها حكم‬
‫الكافرة فيما ذكرناه وهي مسألة حسنة ذكرها الرافعي في‬
‫صفة الوضوء وأسقطها النووي من الروضة واعلم أن الماء‬
‫الذي توضأ به الصبي غير طهور وكذا الماء الذي يتوضأ به‬
‫المنتفل وكذا من ل يعتقد وجأوب النية على الصحيح في‬
‫الجميع ثآم ما دام الماء مترددا على العضو ل يثبت له حكم‬
‫الستعمال ولو جأرى الماء من عضو المتوضىء إلى عضو‬
‫آخأر صار مستعمل حتى لو انتقل من احدى اليدين إلى‬
‫الخأرى صار مستعمل ولو انتقل الماء الذي يغلب فيه‬
‫النتقال من عضو إلى موضع آخأر من ذلك العضو كالحاصل‬
‫عند نقله من الكف إلى الساعد ورده إلى الكف ونحوه ل‬
‫يضر انتقاله وإن خأرقه الهواء وهي مسأله حسنه ذكرها‬
‫الرافعي في آخأر الباب الثاني من أبواب التيمم وأهملها‬

‫النووي إل أنه ذكر هنا من زيادة الروضة أنه لو انفصل الماء‬
‫من بعض أعضاء الجنب إلى بعضها وجأهين الصح عند‬
‫____________________‬

‫) ‪(1/14‬‬

‫الماوردي والروياني أنه ل يضر ول يصير مستعمل والراجأح‬
‫عند الخراسانيين أنه يصير مستعمل وقال المام أن نقله‬
‫قصدا صار مستعمل وإل فل وصحح النووي في التحقيق أنه‬
‫يصير مستعمل وصحح ابن الرفعة أنه ل يصير مستعمل ولو‬
‫انغمس جأنب في ماء دون قلتين وعم جأميع بجدنه ثآم نوى‬
‫ارتفعت جأنابته بل خألف وصار الماء مستعمل بالنسبة إلى‬
‫غيره ول يصير مستعمل بالنسبة إليه صرح به الخوارزمي‬
‫حتى إنه قال لو أحدث حدثآا ثآانيا حال انغماسه جأاز ارتفاعه‬
‫به وإن نوى الجنب قبل تمام النغماس ارتفعت جأنابته عن‬
‫الجزء الملقي للماء بل خألف ول يصير الماء مستعمل بل له‬
‫أن يتم النغماس وترتفع عنه الجنابة عن الباقي على‬
‫الصحيح المنصوص والله أعلم قال‬
‫) والمتغير بما خأالطه من الطاهرات ( هذا من تتمة القسم‬
‫الثالث وتقدير الكلم والماء المتغير بشيء من الطاهرات‬
‫طاهر في نفسه غير مطهر كالماء المستعمل وضابطه أن‬
‫كل تغير يمنع اسم الماء المطلق يسلب الطهورية وإل فل‬
‫فلو تغير تغيرا يسيرا فالصح أنه طهور لبقاء السم وقوله‬
‫بما خأالطه احترازا عما إذا تغير بما يجاوره ولو كان تغيرا‬
‫كثيرا فإنه باق على طهوريته كما إذا تغير بدهن أو شمع‬
‫وهذا هو الصحيح لبقاء اسم الماء ول بد أن يكون الواقع في‬
‫الماء مما يستغنى عنه كالزعفران والجص ونحوهما أما إذا‬
‫كان التغير بما ل يستغنى الماء عنه كالطين والطحلب‬
‫والنورة والزرنيخ وغيرهما في مقر الماء وممره والمتغير‬
‫بطول المكث فإنه طهور للعسر وبقاء اسم الماء ويكفي‬
‫في التغير أحد الوصاف الثلثآة الطعم أو اللون أو الرائحة‬
‫على الصحيح وفي وجأه ضعيف يشترط اجأتماعها ول فرق‬
‫بين التغير المشاهد أو التغير المعنوي كما إذا اخأتلط بالماء‬
‫ما يوافقه في صفاته ماء الورد المنقطع الرائحة وماء‬
‫الشجر والماء المستعمل فإنا نقدر أن لو كان الواقع يغيره‬
‫بما يدرك بالحواس ويسلبه الطهورية فإنا نحكم بسلب‬
‫طهورية هذا الماء الذي وقع فيه من المائع ما يوافقه في‬
‫صفاته وإل فل يسلبه الطهورية ولو تغير الماء بالتراب‬

‫المطروح فيه قصدا فهو طهور على الصحيح والمتغير‬
‫بالملح فيه أوجأه أصحها يسلب طهوريته الجبلي دون المائي‬
‫ولو تغير الماء بأوراق الشجار المتناثآرة بنفسها إن لم‬
‫تتفتت في الماء فهو طهور على الظهر وإن تفتتت‬
‫واخأتلطت فأوجأه الصح أنه باق على طهوريته لعسر‬
‫الحتراز عنها فلو طرحت الوراق في الماء قصدا وتغير بها‬
‫فالمذهب أنه غير طهور سواء طرحها في الماء صحيحة أو‬
‫مدقوقة والله أعلم قال‬
‫) وماء نجس وهو الذي حلت فيه نجاسة وهو دون القلتين أو‬
‫كان قلتين فتغير (‬
‫هذا هو القسم الرابع من المياه وهو كما ذكر ينقسم إلى‬
‫قليل وكثير فأما القليل فينجس بملقاة لنجاسة المؤثآرة‬
‫سواء تغير أم ل كما أطلقه الشيخ لمفهوم قوله عليه الصلة‬
‫والسلم‬
‫) إذا بلغ الماء‬
‫____________________‬

‫) ‪(1/15‬‬

‫قلتين لم يجمل خأبثا ( وفي رواية‬
‫) نجسا ( فدل الحديث بمفهومه على أنه إذا كان دون قلتين‬
‫يتأثآر بالنجاسة واحترز بالنجاسة المؤثآرة عن غير المؤثآرة‬
‫قال النووي في الروضة كالميتة التي ل نفس لها سائلة‬
‫مثل الذباب والخنافس ونحوها وكالنجاسة التي ل يدركها‬
‫الطرف لعموم البلوى به وكما إذا وقع الذباب على نجاسة‬
‫ثآم سقط في الماء ورشاش البول الذي ل يدركه الطرف‬
‫فيعفى عنه وكما إذا ولغت الهرة التي تنجس فمها ثآم غابت‬
‫واحتمل طهارة فمها فإن الماء القليل ل ينجس في هذه‬
‫الصور ويستثنى أيضا اليسير من الشعر النجس فل ينجس‬
‫الماء القليل صرح به النووي في باب الواني من زيادته‬
‫ونقله عن الصحاب قال‬
‫) ول يختص بشعر الدمي في الصح ( أي تفريعا على‬
‫نجاسة شعر الدمي ثآم قال‬
‫) ويعرف اليسير بالعرف (‬
‫قال المام لعله الذي يغلب انتتافه لكنه قال في شرح‬
‫المهذب يعفى عن الشعرة والشعرتين والثلث ويستثنى‬
‫أيضا الحيوان إذا كان على منفذه نجاسة ثآم وقع في الماء‬
‫فإنه ل ينجسه على الصح لمشقة صونه ذكره الرافعي في‬

‫شروط الصلة بخلف لو كان مستجمرا بحجر فإنه ينجسه بل‬
‫خألف كما قال في شرح المهذب فإن المستجمر بالحجر‬
‫ونحوه يمكنه الحتراز ويستثنى أيضا ما إذا أكل الصبي شيئا‬
‫نجسا ثآم غاب واحتمل طهارة فمه كالهرة فإنه ل ينجس‬
‫الماء القليل ذكر ذلك ابن الصلح وهي مسألة حسنة‬
‫وقال مالك رحمه الله تعالى الماء القليل ل ينجس إل بالتغير‬
‫كالكثير وهو وجأه في مذهبنا واخأتاره الروياني وفي قول‬
‫قديم أن الماء الجاري ل ينجس إل بالتغير واخأتاره جأماعة‬
‫منهم الغزالي والبيضاوي في كتابة غاية القصوى وهو قوي‬
‫من حيث النظر لن دللة‬
‫) خألق الله الماء طهورا ( دللة نطق وهي أرجأح من دللة‬
‫المفهوم في قوله عليه الصلة والسلم‬
‫) إذا بلغ الماء قلتين ( الحديث وأما الكثير وهو قلتان‬
‫فصاعدا فل ينجس إل بالتغير بالنجاسة لقوله صلى الله عليه‬
‫وسلم‬
‫) خألق الله الماء طهورا ( الحديث والجأماع منعقد على‬
‫نجاسته بالتغير ثآم ل فرق بين التغير اليسير والكثير سواء‬
‫تغير الطعم أو اللون أو الرائحة وهذا ل اخأتلف فيه هنا‬
‫بخلف ما مر في التغير بالطاهر وسواء كانت‬
‫____________________‬

‫) ‪(1/16‬‬

‫النجاسة الملقية للماء مخالطة أو مجاورة في وجأه شاذ أن‬
‫النجاسة المجاورة ل تنجسه وقوله حلت فيه نجاسة احترز به‬
‫عما لو تروح الماء بجيفة ملقاة على شط الماء فإنه ل‬
‫ينجس لعدم الملقاة وقوله فتغير احترز به عما إذا لم يتغير‬
‫الماء الكثير بالنجاسة وقد تكون قليلة وتستهلك في الماء‬
‫فإنه ل ينجس ويستعمل جأميع الماء على المذهب الصحيح‬
‫وفي وجأه يبقى قدر النجاسة ولو وقع في الماءالكثير‬
‫نجاسة توافقه في صفاته كبول منقطع الرائحة فإنا نقدره‬
‫على ما تقدم في الطهارات ولو وقع في الماء الكثير نجاسة‬
‫جأامدة فقولن الظهر أنه يجوز له أن يغترف من أي موضع‬
‫شاء ول يجب التباعد لنه طاهر كله والقول الخأر أنه يتباعد‬
‫عن النجاسة قدر قلتين ولو تغير بعض الماء الكثير فالصح‬
‫في الرافعي الكبير نجاسة جأميع الماء والصح في زيادة‬
‫الروضة إن كان الباقي دون قلتين فنجس وإل فطاهر‬
‫ورجأحه الرفاعي في الشرح الصغير والله أعلم‬

‫) فرع ( في زيادة الروضة إذا وقع في الماء نجاسة وشك‬
‫هل هو قلتان أم ل فالذي جأزم به الماوردي وغيره أنه نجس‬
‫لتحقق النجاسة وللمام فيه احتمال والمختار بل الصواب‬
‫الجزم بطهارته لن الصل طهارته ول يلزم من النجاية‬
‫التنجس والله أعلم قال‬
‫) والقلتان خأمسمائة رطل بالعراقي تقريبا في الصح ( لما‬
‫روى الماوردي عن عبدالله بن عمر رضي الله تعالى عنهما‬
‫قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫) إذا بلغ الماء قلتين بقلل هجر ل ينجسه شيء ( قال‬
‫الشافعي رضي الله عنه قال ابن جأريج رأيت قلل هجر‬
‫والقلة تسع قربتين أو قربتين وشيئا فاحتاط الشافعي‬
‫رضي الله تعالى عنه وجأعل الشىء نصفا والقربة ل تزيد‬
‫في الغالب على مائة رطل وحينئذ فجملة ذلك خأمس قرب‬
‫وهي خأمسمائة رطل بالعراقي وهل ذلك على سبيل‬
‫التقريب أو التحديد الصح أنه على سبيل التقريب فعلى هذا‬
‫الصح أنه ل يضر نقصان قدر ل يظهر بنقصه تفاوت في‬
‫التغير بقدر من المغيرات مثاله لو وضعنا قدر رطل من‬
‫المغيرات في خأمسمائة رطل ما تأثآرت ولو نقصنا من ماء‬
‫آخأر قدر رطلين مثل أو ثآلثآة وهي خأمسمائة رطل ووضعنا‬
‫رطل ما تاثآرت فهذا النقصان ل يؤثآر فلو وضعنا قدر رطل‬
‫من المغيرات في خأمسمائة رطل إل خأمسة أرطال مثل فأثآر‬
‫قلنا هذا النقص يؤثآر وعلى قول التحديد يضر أي نقص كان‬
‫كنصب الزكاة وقيل يعفى عن نقص رطلين وقيل ثآلثآة‬
‫ونحوها وقدر القلتين بالمساحة ذراع وربع طول وعرضا‬
‫وعمقا وقدرهما بالدمشقي مائة رطل وثآمانية أرطال‬
‫وثآلثي رطل تقريبا على قول الرافعي إن رطل بغداد مائة‬
‫وثآلثآون درهما والله أعلم قال‬
‫____________________‬

‫) ‪(1/17‬‬

‫& باب جألود الميتة وعظمها &‬
‫) فصل وجألود الميتة تطهر بالدباغ إل جألد الكلب والخنزير‬
‫وما تولد منهما أو من أحدهما ( الحيوان الذي ينجس بالموت‬
‫إذا دبغ جألده يطهر بالدباغ سواء في ذلك مأكول اللحم‬
‫وغيره والصل في ذلك حديث ميمونة رضي الله عنها حيث‬
‫قال النبي صلى الله عليه وسلم في شاتها‬
‫) لو أخأذتم إهابها فقالوا إنها ميتة فقال رسول الله صلى‬

‫الله عليه وسلم يطهره الماء والقرظ ( وعن ابن عباس‬
‫رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‬
‫) إذا دبغ اليهاب فقد طهر ( ثآم أذا دبغ الجلد طهر ظاهره‬
‫قطعا وكذا باطنه على المشهور الجديد فيصلى عليه وفيه‬
‫ويستعمل في الشياء اليابسة والرطبة ويجوز بيعه وهبته‬
‫والوصية به وهل يجوز أكله من مأكول اللحم رجأح الرافعي‬
‫بالجواز ورجأح النووي التحريم ويكون الدباغ بالشياء‬
‫الحريفة كالشب والشث والقرظ وقشور الرمان والعفص‬
‫ويحصل الدباغ بالشياء المتنجسة والنجسة كذرق الحمام‬
‫على الصح ول يكفي التجميد بالتراب والشمس على‬
‫الصحيح ويجب غسله بعد الدباغ إن دبغ بنجس قطعا وكذا إن‬
‫دبغ بطاهر على الصح قال الصحاب ويعتبر في كونه صار‬
‫مدبة غا ثآلثآة أمور أحدها نزع فضلته الثاني أن يطيب نفس‬
‫الجلد الثالث أن ينتهي في الدبغ إلى حالة بحيث لو نقع في‬
‫الماء لم يعد الفساد والنتن والله أعلم وأما جألد الكلب‬
‫والخنزير وفرع أحدهما فل يطهر بالدباغ عندنا بل خألف‬
‫لنهما نجسان في حال الحياة والدباغ إنما يطهر جألدا نجس‬
‫بالموت لن غاية الدباغ نزع الفضلت ودفع الستحالت‬
‫ومعلوم أن الحياة أبلغ في ذلك من الدباغ فإذا لم تفد الحياة‬
‫الطهارة فأولى أن ل يفيد الدباغ‬
‫) وعظم الميتة وشعرها نجس إل الدمي ( الصل في ذلك‬
‫قوله تعالى } حرمت عليكم الميتة { وتحريم ما ليس بحرام‬
‫ول ضرر في‬
‫____________________‬

‫) ‪(1/18‬‬

‫أكله يدل على نجاسته ول شك أن العظم والشعر من أجأزاء‬
‫الحيوان نعم في الشعر خألف في أنه ينجس بالموت أم ل‬
‫وهو قولن أحدهما ل ينجس لنه ل تحله الحياة فل روح فيه‬
‫فل ينجس بالموت بدليل أنه إذا قطع ل يحس ول يألم‬
‫وأظهرهما أنه ينجس وهو الذي جأزم به الشيخ لنه إن حلته‬
‫الحياة فينجس إل فينجس تبعا للجملة لنه من جأملتها كما‬
‫يجب غسله في الطهارة والجنابة‬
‫وأما العظم ففيه خألف قيل أنه كالشعر والمذهب القطع‬
‫بنجاسته لنه يحس ويألم بالقطع والصوف والوبر والريش‬
‫كالشعر فإذا قلنا بنجاستة الشعر ففي شعر الدمي قولن‬
‫بناء على نجاسته بالموت أن قلنا ينجس بالموت فكذا ينجس‬

‫شعره وإن قلنا ل ينجس وهو الراجأح فل ينجس شعره‬
‫بالموت على الصح والله أعلم & باب النية &‬
‫) وليجوز استعمال أواني الذهب والفضة ويجوز استعمال‬
‫غيرهما من الواني (‬
‫لما في الحديث الصحيح من رواية حذيفة رضي الله تعالى‬
‫عنه قال سمعت رسول صلى الله عليه وسلم يقول‬
‫) لتلبسوا الحرير ول الديباج ول تشربوا في آنية الذهب‬
‫والفضة فإنها لهم في الدنيا ولكم في الخأرة وفي مسلم‬
‫) الذي يشرب في آنية الذهب والفضة إنما يجرجأر في بطنه‬
‫نار جأهنم ( وفي رواية‬
‫) من شرب في آناء من ذهب أو فضة فإنما يجرجأر في بطنه‬
‫نارا من جأهنم ( وفي رواية‬
‫) إن الذي يأكل ويشرب ( الحديث وجأيم يجرجأر الثانية‬
‫مكسورة بل خألف قاله النووي وفي القليد حكاية الخلف‬
‫وأما النار فيجوز فيها الرفع والنصب والنصب هو الصحيح‬
‫ومعناه أن الشارب يلقى النار في بطنه بتجرع متتابع يسمع‬
‫له جأرجأرة وهي الصوت لتردده في حلقه وعلى رواية الرفع‬
‫تكون النار فاعلة ومعناه أن النار تصوت في جأوفه عافانا‬
‫الله تعالى منها ومن فعل يقربنا إليها‬
‫قال النووي في شرح مسلم قال أصحابنا انعقد الجأماع‬
‫على تحريم الكل والشرب وسائر الستعمال في إناء ذهب‬
‫أو فضة إل ما حكي عن داود وقول الشافعي قديم للشافعي‬
‫إنه يكره والمحققون ل يعتدون بخلف داود وكلم الشافعي‬
‫مؤول كما قاله صاحب التقريب مع أن الشافعي رجأع عن‬
‫____________________‬

‫) ‪(1/19‬‬

‫هذا القديم فحصل أن الجأماع منعقد على تحريم استعمال‬
‫إناء الذهب والفضة في الكل والشرب والطهارة والكل‬
‫بعلقة من أحدهما والتبخر بمبخرة منها وجأميع وجأوه‬
‫الستعمال ومنها المكحلة والميل وظرف الغالية وغير ذلك‬
‫سواء الناء الصغير والكبير ويستوي في التحريم الرجأل‬
‫والمرأة بل خألف وإنما فرق بين الرجأل والمرأة في التحلي‬
‫لقصد زينة النساء للزوج والسيد ويحرم استعمال ماء الورد‬
‫والدهان في قماقم الذهب والفضة هذا هو الصحيح وفي‬
‫القناني وكذا يحرم تزيين الحوانيت والبيوت والمجالس‬
‫بأواني الذهب والفضة هذا هو الصواب وجأوزه بعض‬

‫الصحاب وهو غلط لن كل شيء أصله حرام فالنظر اليه‬
‫حرام وقد نص الشافعي والصحاب أنه لو توضأ أو اغتسل‬
‫من إناء ذهب أو فضة عصى ويحرم اتخاذ هذه الواني من‬
‫غير استعمال على الصحيح لن ما حرم استعماله حرم‬
‫اتخاذه كآلت اللهو عافانا الله الكريم من تعاطي ما هو‬
‫سبب للنار ويحرم على الصائغ صنعته ول يستحق أجأرة لن‬
‫فعله معصية ولو كسر شخص هذه الواني فل أرش عليه ول‬
‫يحل لحد أن يطالبه بالرش ول رفعه إلى ظالم من حكام‬
‫زماننا لنعم جأهلة ويتعاطون هذه الواني حتى يشربون‬
‫المسكر مع آلت اللهو وفي حديث أبي هريرة رضي الله‬
‫تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‬
‫) يمسخ ناس من أمتي في آخأر الزمان قردة وخأنازير قالوا‬
‫يا رسول الله أليس يشهدون أن ل اله ال الله وأنك رسول‬
‫الله قالوا بلى ولكنهم اتخذوا المعازف والقينات فباتوا على‬
‫لهوهم ولعبهم فأصبحوا وقد مسخوا قردة وخأنازير ( وفي‬
‫حديث أنس رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم قال‬
‫) من جألس إلى قينة يستمع منها صب في أذنيه النك (‬
‫والنك بضم النون والمد هو الرصاص المذاب والله أعلم‬
‫وأما أواني غير الذهب والفضة فإن كانت من الجواهر‬
‫النفيسة كالياقوت والفيروزج ونحوهما فهل تحرم فيه‬
‫خألف قيل تحرم لما فيها من الخيلء والسرف وكسر قلوب‬
‫الفقراء والصحيح أنها ل تحرم ول خألف أنه ل يحرم الناء‬
‫الذي نفاسته في صنعته ول يكره كلبس الكتان والصوف‬
‫النفيسين‬
‫) فرع ( لو اتخذ إناء من نحاس ونحوه وموهه بالذهب أو‬
‫الفضة إن حصل بالعرض على النار منه شيء حرم على‬
‫الصحيح وإن لم يحصل بالعرض على النار منه شيء‬
‫فالمرجأح في هذا الباب انه ل يحرم والمرجأح في باب زكاة‬
‫النقدين أنه يحرم قال النووي في شرح المهذب ولو موه‬
‫____________________‬

‫) ‪(1/20‬‬

‫السيف وغيره من آلت الحرب أو غيرها بذهب تمويها ل‬
‫يحصل منه بالعرض على النار شيء فطريقان أصحهما وبه‬
‫قطع العراقيون التحريم للحديث ويدخأل فيه الخاتم والدواة‬
‫والمرملة وغيرها فليجتنب ذلك والله أعلم قال في شرح‬

‫المهذب وتمويه سقف البيت وجأداره بالذهب أو الفضه‬
‫حرام قطعا ثآم إن حصل منه شيء بالعرض على النار حرمت‬
‫استدامته وإل فل وتبعه إبن الرفعه على الجزم بذلك والله‬
‫أعلم قال ‪ & :‬باب السواك &‬
‫) فصل السواك مستحب في كل حال إل بعد الزوال للصائم‬
‫وهو في ثآلثآة مواضع أشد استحبابا عند تغير الفم من أزم‬
‫وعند القيام من النوم وعند القيام إلى الصلة (‬
‫السواك سنة مطلقا لقوله صلى الله عليع وسلم‬
‫) السواك مطهرة للفم مرضاة للرب ( و‬
‫) مطهرة ( بفتح الميم وكسرها هي كل أناء يتطهر به فشبه‬
‫السواك بذلك لنه يطهر الفم وهل يكره للصائم بعد الزوال‬
‫فيه خألف الراجأح في الرافعي والروضة أنه يكره لقوله‬
‫عليه الصلة والسلم‬
‫) لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك ( وفي‬
‫رواية‬
‫) يوم القيامة ( والخلوف بضم الخاء واللم هو التغيير وخأص‬
‫بما بعد الزوال لن تغير الفم بسبب الصوم حينئذ يظهر فلو‬
‫تغير فمه بعد الزوال بسبب آخأر كنوم أو غيره فاستاك لجأل‬
‫ذلك ل يكره وقيل ل يكره الستياك مطلقا وبه قال الئمة‬
‫الثلثآة ورجأحه النووي في شرح المهذب وقال القاضي‬
‫حسين يكره في الفرض دون النفل خأوفا من الرياء وقول‬
‫المصنف للصائم يؤخأذ منه أن الكراهة تزول بغروب الشمس‬
‫وهذا هو الصحيح في شرح المهذب وقيل تبقى الكراهة إلى‬
‫الفطر والله أعلم‬
‫ثآم السواك يتأكد استحبابه في مواضع منها عند تغير الفم‬
‫من أزم وغيره والزم قيل السكوت الطويل وقيل هو ترك‬
‫الكل وقوله وغيره يدخأل فيه ما إذا تغير يأكل ماله رائحة‬
‫كريهة كالثوم والبصل ونحوهما ومنها عند القيام من النوم‬
‫) كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استيقظ من‬
‫النوم استاك ( وروى‬
‫) يشوص فاه بالسواك ( ومعنى يشوص ينظف ويغسل‬
‫ووجأه تأكيد الستحباب عند القيام منه أن النوم يستلزم ترك‬
‫الكل والسكوت وهما من أسباب التغير ومنها عند القيام‬
‫إلى‬
‫____________________‬

‫) ‪(1/21‬‬

‫الصلة لقوله صلى الله عليه ويلم‬
‫) لول أن اشق على أمتي لمرتهم بالسواك عند كل صلة (‬
‫وعن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫قال‬
‫) ركعتان بالسواك أفضل من سبعين ركعة بل سواك (‬
‫والسواك متأكد عند القيام إلى الصلة وإن لم يكن الفم‬
‫متغيرا ول فرق بين صلة الفرض والنفل حتى لو صلى صلة‬
‫ذات تسليمات كالضحى والتراويح والتجهد استحب له أن‬
‫يستاك لكل ركعتين وكذا للجنازة والطواف ول فرق بين‬
‫الصلة بالوضوء أو التيمم أو عند فقد الطهورين ويتأكد‬
‫الستحباب أيضا عند الوضوء وإن لم يصل لما ورد‬
‫) لول أن أشق أمتي لمرتهم بالسواك عند كل وضوء (‬
‫ويستحب عند قراءة القرآن وعند اصفرار السنان وإن لم‬
‫يتغير الفم‬
‫واعلم أنه يحصل الستياك بخرقة وبكل خأشن مزيل والعود‬
‫أولى والراك أولى والفضل أن يكون بيابس ندى بالماء‬
‫ويستحب غسله ليستاك به ثآانيا ولو استاك بإصبع غيره وهي‬
‫خأشنة أجأزأ قطعا قاله في شرح المهذب وفي إصبعه خألف‬
‫الراجأح في الروضة ل يجزىء والراجأح في شرح المهذب‬
‫الجأزاء وبه قطع القاضي حسين والمحاملي والبغو�