Kitab Fiqih Kifyatul Akhyar- Imam Syafi'i
http://www.shamela.ws
تم إعداد هذا الملف آليا بواسطة المكتبة الشاملة
كفاية الخأيارفي حل غاية الخأتصار
تقي الدين أبي بكر بن محمد الحسيني الحصيني
الدمشقي الشافعي
سنة الولدة /سنة الوفاة
تحقيق علي عبد الحميد بلطجي و محمد وهبي
سليمان
الناشر دار الخير
سنة النشر 1994
مكان النشر دمشق
عدد الجأزاء 1
| ) من يرد الله به خأيرا يفقهه في الدين ( | ) حديث شريف
( | مقدمة | بسم الله الرحمن الرحيم | | الحمد لله الذي
خألق الموجأودات من ظلمة العدم بنور اليجاد دليل على
وحدانيته | لذوي البصائر إلى يوم المعاد ،وشرع شرعا
اخأتاره لنفسه ،وأنزل به كتاب وأرسل به سيد العباد | ،
فأوضح لنا محجته وقال هذه سبيل الرشاد .صلى الله عليه
وسلم وعلى آله وأتباعه وصلة زكية بل نفاد ) | | .وبعد ( :
فإن النفس الزكية ،الطالبة للمراتب العلية .لم تزل تدأب
في تحصيل العلوم | الشرعية ،ومن جأملتها معرفة الفروع
الفقهية .لن بها تندفع الوساوس الشيطانية ،وتصح
المعاملت | والعبادات المرضية ،وناهيك بالفقه شرفا قول
سيد السابقين واللحقين .صلى الله عليه وسلم ' :من يرد
الله به خأيرا | يفقهه في الدين ' وعن أبي هريرة رضي الله
تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ' :ما
عبد الله سبحانه | بشيء أفضل من فقه في الدين ' وعن
يحيى بن أبي كثير في قوله تعالى ) ^ :واصبر نفسك مع |
الذين يدعون ربهم بالغداوة والعشي يريدون وجأهه ( ^ قال
مجالس الذكر .قال عطاء في قوله | صلى الله عليه وسلم
' :إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا .قالوا يا رسول الله وما
رياض الجنة ؟ قال حلق الذكر ' .قال |
____________________
) (1/7
| عطاء الذكر هو مجالس الحلل والحرام .كيف تشتري
كيف تبيع وتصلي ،وتصوم وتحج ،وتنكح | وتطلق وأشباه
ذلك ،وقال سفيان بن عيينة .لم يعط أحد بعد النبوة أفضل
من العلم والفقه في الدين | وقال أبو هريرة وأبو ذر رضي
الله تعالى عنهما باب من العلم نتعلمه أحب إلينا من ألف
ركعة تطوعا | ،وقال عمر رضي الله تعالى عنه :لموت ألف
عابد قائم الليل صائم النهار أهون من موت العالم البصير |
بحلل الله تعالى وحرامه ،واليات والخأبار والثآار في ذلك
كثيرة | | .فإذا كان الفقه بهذه المرتبة الشريفة .والمزايا
المنيفه .كان الهتمام به في الدرجأة الولى | .وصرف
الوقات النفيسة بل كل العمر فيه أولى ،لن سبيله سبيل
الجنة .والعمل به حرز من المنار | وجأنة ،وهذا لمن طلبه
للتفقه في الدين على سبيل النجاة لقصد الترفع على
القران والمال والجاه | ،قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم ' :من تعلم علما مما يبتغى به وجأه الله تعالى ل
يتعلمه إل ليصيب به غرضا من | الدنيا لم يجد عرف الجنة
يوم القيامة ' ،وقال عليه أفضل الصلة والسلم ' :من
طلب العلم | ليماري به السفهاء أو يكاثآر به العلماء أو
يصرف وجأوه الناس إليه فليتبوأ مقعده من النار ' ورد من |
رواية كعب بن مالك وقال ' :أدخأله الله النار ' عافانا الله
الكريم من ذلك | | .اعلم أن طلب العلم مختلفون باخأتلف
مقاصدهم ،وهممهم مختلفة باخأتلف مراتبهم | فهذا
يطلب الغوص في البحر ونحوه لنيل الدرر الكبار ،وهذا يقنع
بما يجد في غاية الخأتصار ،ثآم | هذا القانع صنفان :أحدهما
ذو عيال قد غلبه الكد ،والخأر متوجأه إلى الله تعالى بصدق
وجأد .فل | الول يقدر على ملزمة الخلق ،والسالك
مشغول بما هو بصدده ليلة ونهاره مع نفسه في قلق ،
فأردت | راحة كل منهما ببقاء ما هو عليه وترك سعى كل
منهما فيما تدعو الحاجأة إليه وأرجأو من الله العزيز | القدير .
تسهيل ما يحصل بع اليضاح والتيسير .فإنه رجأاء الراجأين .
وجأابر الضعفاء والمنكسرين | ،ووسمت كتابي هذا ب
) كفاية الخأيار ،في حل غاية الخأتصار ( وأسأل الله
العظيم الغفار .العفو عني | وعن أحبابي من مكره وغضبه
وعذاب النار ،إن على ما يشاء قدير ،وباليجابة جأدير .قال
الشيخ | ^ ) بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب
العالمين ( ^ ] الحمد [ هو الثناء على الله تعالى بجميل |
صفاته الذاتية وغيرها ،والشر هو الثناء عليه بإنعامه ،ولهذا
يحسن أن تقول حمدت فلنا على علمه | وسخائه ول تقول
شكرته على علمه ،فكل شكر حمد وليس كل حمد شكرا ،
وقيل غير ذلك ) لله ( | اللم في السم الكريم للستحقاق
ما تقول الدار لزيد ،وأضيف الحمد إلى هذا السم الكريم
دون | بقية السماء لنه اسم ذات وليس بمشتق ،
والمحققون على أنه مشتق ] رب العالمين [ الرب يكون |
____________________
) (1/8
| بمعنى المالك ويكون بمعنى التربية والصلح ،لهذا يقال
ربى فلن الضيعة :أي أصلحها فالله | تعالى مالك العالمين
ومربيهم سبحانه وتعالى ،والعالمين جأمع عالم ل واحد له
من لفظ ،واخأتلف | العلماء فيهم فقيل هم النس والجن
قاله ابن عباس ،وقيل جأميع المخلوقين .قاله قتادة
والحسن | ومجاهد .قال ) | :وصلى الله على محمد خأاتم
النبيين وعلى آله وأصحابه أجأمعين ( | | الصلة من الله
الرحمة ،ومن الملئكة الستغفار ومن الدمي تضرع ودعاء ،
وسمي | رسول الله صلى الله عليه وسلم محمدا لكثرة
خأصاله المحمودة ،واخأتلف في الل فقيل هم بنو هاشم
وبنو المطلب | وهذا ما اخأتاره الشافعي وأصحابه ،وقيل
هم عترته وأهل بيته ،وقيل آله جأميع أمته واخأتاره جأمع من
| المحققين ومنهم الزهري ] والصحاب [ جأمع صاحب ،
وهو كل مسلم رأى النبي صلى الله عليه وسلم وصحبه ولو
| ساعة ،وقيل من طالت صحبته ومجالسته ،والول هو
الراجأح عند المحدثآين ،والثاني هو الراجأح | عند الصولين .
قال الشيخ ) :سألني بعض أصدقائي حفظهم الله تعالى أن
أعمل مختصرا في الفقه | على مذهب المام الشافعي في
غاية الخأتصار ونهاية اليجاز يخف على الطالب فهمه
ويسهل على | المبتدئ حفظه وأن أكثر فيه من التقسيمات
وحصر الخصال فأجأبته إلى ذلك طالبا للثواب .راغبا | إلى
الله سبحانه في التوفيق للصواب .إنه على ما يشاء قدير .
وبعبادة خأبير بصير ( ] المختصر [ ما قل | لفظه وكثرت
معانيه ،و ] مذهب الشافعي [ طريقته ،والشافعي منسوب
إلى جأده شافع ،وكنيته أبو | عبد الله ،واسمه محمد بن
إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد
بن يزيد بن | هاشم بن المطلب بن عبد مناف ،ويلتقي مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم في عبد مناف ،فإنه عليه
الصلة والسلم | محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن
هاشم بن عبد مناف ،والنسبة الصحيحة إليه شافعي | ،
وشفعوي لحن ،وغاية الشيء معناها ترتب الثآر على ذلك
الشيء كما تقول غاية البيع الصحيح | حل النتفاع بالمبيع ،
و ] غاية [ الصلة الصحيحة إجأزاؤها وعدم القضاء ،والمراد
هنا نهاية وجأازة | اللفظ ،و ] التوفيق [ هو خألق قدرة
الطاعة بخلف الخذلن فإنه خألق قدرة المعصية ،و
] الصواب [ | ضد الخطأ والله أعلم | .
____________________
) (1/9
كتاب كفاية الخأيار في حل غاية الخأتصار
____________________
) (1/1
= كتاب الطهارة = الكتاب مشتق من الكتب وهو الضم
والجمع يقال تكتب بنو فلن إذا اجأتمعوا ومنه كتيبة الرمل
والطهارة في اللغة النظافة تقول طهرت الثوب أي نظفته
وفي الشرع عبارة عن رفع الحدث أو إزالة النجس أو ما في
معناهما أو على صورتهما كالغسلة الثانية والثالثة
والغسال المسنونة وتجديد الوضوء والتيمم وغير ذلك مما
ل يرفع حدثآا ول يزيل نجسا ولكنه في معناه قال & أنواع
المياه &
) المياه التي يجوز بها التطهير سبع مياه ماء السماء وماء
البحر وماء النهر وماء البئر وماء العين وماء الثلج وماء البرد
( الصل في ماء السماء قوله تعالى } وينزل عليكم من
السماء ماء ليطهركم به { وغيرها وفي ماء البحر قوله
صلى الله عليه وسلم لما سئل عن ماء البحر فقال
) هو الطهور ماؤه الحل ميتته ( وفي ماء البئر حديث سهل
رضي الله عنه ) قالوا يا رسول الله إنك تتوضأ من بئر
بضاعة وفيها ما ينجي الناس والحائض والجنب فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم ) الماء طهور ل ينجسه شىء (
وماء
____________________
) (1/11
النهر وماء العين في معناه وأما ماء الثلج وماء البرد فالصل
فيه حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه واسمه عبد
الرحمن بن صخر على الصح قال
) كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كبر في الصلة
سكت هنية قبل أن يقرأ فقلت يا رسول الله ما تقول قال
أقول اللهم باعد بيني وبين خأطاياي كما باعدت بين
المشرق والمغرب اللهم نقني من خأطاياي كما ينقى الثوب
البيض من الدنس اللهم اغسلني من خأطاياي بماء الثلج
والبرد ( قال & باب أقسام المياه &
) ثآم المياه على أربعة أقسام طاهر مطهر غير مكروه وهو
الماء المطلق ( الماء الذي يرفع الحدث ويزيل النجس هو
الماء المطلق واخأتلف في حده فقيل هو العاري عن القيود
والضافة اللزمة وهذا هو الصحيح في الروضة والمحرر
ونص عليه الشافعي فقوله عن القيود خأرج به مثل قوله
تعالى } من ماء مهين { } من ماء دافق { وقوله الضافة
اللزمة خأرج به مثل ماء الورد ونحوه واحترز بالضافة
الضافة غير اللزمة كماء النهر ونحوه فإنه ل تخرجأه هذه
الضافة عن كونه يرفع الحدث ويزيل النجس لبقاء الطلق
عليه وقيل الماء المطلق هو الباقي على وصف خألقته
وقيل ما يسمى ماء وسمي مطلقا لن الماء إذا أطلق
انصرف إليه وهذا ما ذكره ابن الصلح وتبعه النووي عليه
في شرح المهذب قال
) وطاهر مطهر مكروه وهو الماء المشمس ( هذا هو القسم
الثاني من أقسام الماء وهو المشمس وهو طاهر في نفسه
لم يلق نجاسة ومطهر أي يرفع الحدث ويزيل النجس لبقاء
إطلق اسم الماء عليه وهل يكره فيه الخلف الصح عند
الرافعي أنه يكره وهو الذي جأزم به المصنف واحتج له
الرافعي بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم
) نهى عائشة رضي الله عنها عن المشمس وقال أنه يورث
البرص وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال
) من أغتسل بماء مشمس فأصابه وضح فل يلومن إل نفسه
( وكرهه عمر رضي الله تعالى عنه وقال إنه يورث البرص
فعلى هذا إنما يكره المشمس بشرطين
____________________
) (1/12
أحدهما أن يكون التشميس في الواني المنطبعة كالنحاس
والحديد والرصاص لن الشمس إذا أثآرت فيها خأرج منها
زهومة تعلو على وجأه الماء ومنها يتولد البرص ول يتأتى
ذلك في إناء الذهب والفضة لصفاء جأوهرهما لكنه يحرم
استعمالهما على ما يأتي ذكره فلو صب الماء المشمس من
إناء الذهب والفضة في أناء مباح ل يكره لفقد الزهومة وكذا
ل يكره في أواني الخزف وغيرها لفقد العلة الشرط الثاني
أن يقع التشميس في البلد الشديدة الحرارة دون الباردة
والمعتدلة فإن تأثآير الشمس فيهما ضعيف ول فرق بين أن
يقصد التشميس أم ل لوجأود المحذور ول يكره المشمس
في الحياض والبرك بل خألف وهل الكراهة شرعية أو
إرشادية فيها وجأهان أصحهما في شرح المهذب أنها شرعية
فعلى هذا يثاب على ترك استعماله وعلى الثاني وهي أنها
إرشادية ل يثاب فيها لنها من وجأهة الطب وقيل أن
المشمس ل يكره مطلقا وعزاه الرافعي إلى الئمة الثلثآة
قال النووي في زيادة الروضة وهو الراجأع من حيث الدليل
وهو مذهب أكثر العلماء وليس للكراهية دليل يعتمد وإذا قلنا
بالكراهة فهي كراهة تنزيه ل تمنع صحة الطهارة ويختص
استعماله بالبدن وتزول بالتبريد على الصح وفي الثالث
يراجأع الطباء والله أعلم انتهى وما صححه من زوال
الكراهية بالتبريد قد صحح الرافعي في الشرح الصغير
بقاءها وقال في شرح المهذب الصواب أنه ل يكره وحديث
عائشة هذا ضعيف باتفاق المحدثآين ومنهم من جأعله
موضوعا وكذا ما رواه الشافعي عن عمرو الخطاب أنه يورث
البرص ضعيف لتفاق المحدثآين على تضعيف إبراهيم بن
محمد وحديث ابن عباس غير معروف والله أعلم وما ذكره
من أثآر عمر رضي الله عنه فممنوع ودعواه التفاق على
تضعيف إبراهيم أحد الرواة غير مسلم فإن الشافعي وثآقه
وفي توثآيق الشافعي كفاية وقد وثآقه غير واحد من الحفاظ
ورواه الدارقطني بإسناد آخأر صحيح قال النووي في زيادة
الروضة ويكره شديد الحرارة والبرودة والله أعلم والعلة فيه
عدم السباغ وقال في آبار ثآمود أنه منهي عنها فأقل
المراتب أنه يكره استعمالها قال
) وطاهر غير مطهر وهو الماء المستعمل (
____________________
) (1/13
هذا هو القسم الثالث من أقسام الماء وهو الماء المستعمل
في رفع الحدث أو إزالة النجس إذا لم يتغير ول زاد وزنه
فهو طاهر لقوله عليه الصلة والسلم
) خألق الله الماء طهورا لينجسه شيء إل ما غير طعمه أو
ريحه ( وفي رواية
) أو لونه ( وهو ضعيف والثابت
) طعمه أو ريحه ( فقط وهل هو طهور يرفع الحدث ويزيل
النجس أيضا فيه خألف المذهب أنه غير طهور لن الصحابة
رضي الله تعالى عنهم مع شدة اعتنائهم بالدين ما كانوا
يجمعونه ليتوضؤوا به ثآانيا ولو كان ذلك سائغا لفعلوه
واخأتلف الصحاب في علة منع استعماله ثآانيا والصحيح أنه
تأدى به فرض وقيل أنه تأدى به عبادة وتظهر فائدة الخلف
في صورتين الولى فيما استعمل في نفل الطهارة كتجديد
الوضوء والغسال المسنونة والغسلة الثانية والثالثة فعلى
الصحيح يكون الماء طهورا لنه لم يتأد به فرض وعلى
الضعيف ل يكون طهورا لنه تأدى به عبادة ول خألف أن ماء
الرابعة طهور على العلتين لنه لم يتأد به فرض ول هي
مشروعة والغسلة الولى غير طهور على العلتين لتأدى
الفرض والعبادة بمائها الصورة الثانية الماء الذي اغتسلت
به الكتابية عن الحيض لتحل لزوجأها المسلم هل هو طهور
ينبني على أنها لو أسلمت هل يلزمها إعادة الغسل فيه
خألف إن قلنا ل يلزمها فهو غير طهور وإن قلنا يلزمها
إعادة الغسل وهو الصحيح ففي الماء الذي استعملته حال
الكفر وجأهان بينان على العلتين إن قلنا إن العلة تأدى
الفرض فالماء غير طهور وإن قلنا أن العلة تأدى العبادة
فهو طهور لن الكافرة ليست من أهل العبادة واعلم أن
الزوجأة المجنونة إذا حاضت وغسلها زوجأها حكمها حكم
الكافرة فيما ذكرناه وهي مسألة حسنة ذكرها الرافعي في
صفة الوضوء وأسقطها النووي من الروضة واعلم أن الماء
الذي توضأ به الصبي غير طهور وكذا الماء الذي يتوضأ به
المنتفل وكذا من ل يعتقد وجأوب النية على الصحيح في
الجميع ثآم ما دام الماء مترددا على العضو ل يثبت له حكم
الستعمال ولو جأرى الماء من عضو المتوضىء إلى عضو
آخأر صار مستعمل حتى لو انتقل من احدى اليدين إلى
الخأرى صار مستعمل ولو انتقل الماء الذي يغلب فيه
النتقال من عضو إلى موضع آخأر من ذلك العضو كالحاصل
عند نقله من الكف إلى الساعد ورده إلى الكف ونحوه ل
يضر انتقاله وإن خأرقه الهواء وهي مسأله حسنه ذكرها
الرافعي في آخأر الباب الثاني من أبواب التيمم وأهملها
النووي إل أنه ذكر هنا من زيادة الروضة أنه لو انفصل الماء
من بعض أعضاء الجنب إلى بعضها وجأهين الصح عند
____________________
) (1/14
الماوردي والروياني أنه ل يضر ول يصير مستعمل والراجأح
عند الخراسانيين أنه يصير مستعمل وقال المام أن نقله
قصدا صار مستعمل وإل فل وصحح النووي في التحقيق أنه
يصير مستعمل وصحح ابن الرفعة أنه ل يصير مستعمل ولو
انغمس جأنب في ماء دون قلتين وعم جأميع بجدنه ثآم نوى
ارتفعت جأنابته بل خألف وصار الماء مستعمل بالنسبة إلى
غيره ول يصير مستعمل بالنسبة إليه صرح به الخوارزمي
حتى إنه قال لو أحدث حدثآا ثآانيا حال انغماسه جأاز ارتفاعه
به وإن نوى الجنب قبل تمام النغماس ارتفعت جأنابته عن
الجزء الملقي للماء بل خألف ول يصير الماء مستعمل بل له
أن يتم النغماس وترتفع عنه الجنابة عن الباقي على
الصحيح المنصوص والله أعلم قال
) والمتغير بما خأالطه من الطاهرات ( هذا من تتمة القسم
الثالث وتقدير الكلم والماء المتغير بشيء من الطاهرات
طاهر في نفسه غير مطهر كالماء المستعمل وضابطه أن
كل تغير يمنع اسم الماء المطلق يسلب الطهورية وإل فل
فلو تغير تغيرا يسيرا فالصح أنه طهور لبقاء السم وقوله
بما خأالطه احترازا عما إذا تغير بما يجاوره ولو كان تغيرا
كثيرا فإنه باق على طهوريته كما إذا تغير بدهن أو شمع
وهذا هو الصحيح لبقاء اسم الماء ول بد أن يكون الواقع في
الماء مما يستغنى عنه كالزعفران والجص ونحوهما أما إذا
كان التغير بما ل يستغنى الماء عنه كالطين والطحلب
والنورة والزرنيخ وغيرهما في مقر الماء وممره والمتغير
بطول المكث فإنه طهور للعسر وبقاء اسم الماء ويكفي
في التغير أحد الوصاف الثلثآة الطعم أو اللون أو الرائحة
على الصحيح وفي وجأه ضعيف يشترط اجأتماعها ول فرق
بين التغير المشاهد أو التغير المعنوي كما إذا اخأتلط بالماء
ما يوافقه في صفاته ماء الورد المنقطع الرائحة وماء
الشجر والماء المستعمل فإنا نقدر أن لو كان الواقع يغيره
بما يدرك بالحواس ويسلبه الطهورية فإنا نحكم بسلب
طهورية هذا الماء الذي وقع فيه من المائع ما يوافقه في
صفاته وإل فل يسلبه الطهورية ولو تغير الماء بالتراب
المطروح فيه قصدا فهو طهور على الصحيح والمتغير
بالملح فيه أوجأه أصحها يسلب طهوريته الجبلي دون المائي
ولو تغير الماء بأوراق الشجار المتناثآرة بنفسها إن لم
تتفتت في الماء فهو طهور على الظهر وإن تفتتت
واخأتلطت فأوجأه الصح أنه باق على طهوريته لعسر
الحتراز عنها فلو طرحت الوراق في الماء قصدا وتغير بها
فالمذهب أنه غير طهور سواء طرحها في الماء صحيحة أو
مدقوقة والله أعلم قال
) وماء نجس وهو الذي حلت فيه نجاسة وهو دون القلتين أو
كان قلتين فتغير (
هذا هو القسم الرابع من المياه وهو كما ذكر ينقسم إلى
قليل وكثير فأما القليل فينجس بملقاة لنجاسة المؤثآرة
سواء تغير أم ل كما أطلقه الشيخ لمفهوم قوله عليه الصلة
والسلم
) إذا بلغ الماء
____________________
) (1/15
قلتين لم يجمل خأبثا ( وفي رواية
) نجسا ( فدل الحديث بمفهومه على أنه إذا كان دون قلتين
يتأثآر بالنجاسة واحترز بالنجاسة المؤثآرة عن غير المؤثآرة
قال النووي في الروضة كالميتة التي ل نفس لها سائلة
مثل الذباب والخنافس ونحوها وكالنجاسة التي ل يدركها
الطرف لعموم البلوى به وكما إذا وقع الذباب على نجاسة
ثآم سقط في الماء ورشاش البول الذي ل يدركه الطرف
فيعفى عنه وكما إذا ولغت الهرة التي تنجس فمها ثآم غابت
واحتمل طهارة فمها فإن الماء القليل ل ينجس في هذه
الصور ويستثنى أيضا اليسير من الشعر النجس فل ينجس
الماء القليل صرح به النووي في باب الواني من زيادته
ونقله عن الصحاب قال
) ول يختص بشعر الدمي في الصح ( أي تفريعا على
نجاسة شعر الدمي ثآم قال
) ويعرف اليسير بالعرف (
قال المام لعله الذي يغلب انتتافه لكنه قال في شرح
المهذب يعفى عن الشعرة والشعرتين والثلث ويستثنى
أيضا الحيوان إذا كان على منفذه نجاسة ثآم وقع في الماء
فإنه ل ينجسه على الصح لمشقة صونه ذكره الرافعي في
شروط الصلة بخلف لو كان مستجمرا بحجر فإنه ينجسه بل
خألف كما قال في شرح المهذب فإن المستجمر بالحجر
ونحوه يمكنه الحتراز ويستثنى أيضا ما إذا أكل الصبي شيئا
نجسا ثآم غاب واحتمل طهارة فمه كالهرة فإنه ل ينجس
الماء القليل ذكر ذلك ابن الصلح وهي مسألة حسنة
وقال مالك رحمه الله تعالى الماء القليل ل ينجس إل بالتغير
كالكثير وهو وجأه في مذهبنا واخأتاره الروياني وفي قول
قديم أن الماء الجاري ل ينجس إل بالتغير واخأتاره جأماعة
منهم الغزالي والبيضاوي في كتابة غاية القصوى وهو قوي
من حيث النظر لن دللة
) خألق الله الماء طهورا ( دللة نطق وهي أرجأح من دللة
المفهوم في قوله عليه الصلة والسلم
) إذا بلغ الماء قلتين ( الحديث وأما الكثير وهو قلتان
فصاعدا فل ينجس إل بالتغير بالنجاسة لقوله صلى الله عليه
وسلم
) خألق الله الماء طهورا ( الحديث والجأماع منعقد على
نجاسته بالتغير ثآم ل فرق بين التغير اليسير والكثير سواء
تغير الطعم أو اللون أو الرائحة وهذا ل اخأتلف فيه هنا
بخلف ما مر في التغير بالطاهر وسواء كانت
____________________
) (1/16
النجاسة الملقية للماء مخالطة أو مجاورة في وجأه شاذ أن
النجاسة المجاورة ل تنجسه وقوله حلت فيه نجاسة احترز به
عما لو تروح الماء بجيفة ملقاة على شط الماء فإنه ل
ينجس لعدم الملقاة وقوله فتغير احترز به عما إذا لم يتغير
الماء الكثير بالنجاسة وقد تكون قليلة وتستهلك في الماء
فإنه ل ينجس ويستعمل جأميع الماء على المذهب الصحيح
وفي وجأه يبقى قدر النجاسة ولو وقع في الماءالكثير
نجاسة توافقه في صفاته كبول منقطع الرائحة فإنا نقدره
على ما تقدم في الطهارات ولو وقع في الماء الكثير نجاسة
جأامدة فقولن الظهر أنه يجوز له أن يغترف من أي موضع
شاء ول يجب التباعد لنه طاهر كله والقول الخأر أنه يتباعد
عن النجاسة قدر قلتين ولو تغير بعض الماء الكثير فالصح
في الرافعي الكبير نجاسة جأميع الماء والصح في زيادة
الروضة إن كان الباقي دون قلتين فنجس وإل فطاهر
ورجأحه الرفاعي في الشرح الصغير والله أعلم
) فرع ( في زيادة الروضة إذا وقع في الماء نجاسة وشك
هل هو قلتان أم ل فالذي جأزم به الماوردي وغيره أنه نجس
لتحقق النجاسة وللمام فيه احتمال والمختار بل الصواب
الجزم بطهارته لن الصل طهارته ول يلزم من النجاية
التنجس والله أعلم قال
) والقلتان خأمسمائة رطل بالعراقي تقريبا في الصح ( لما
روى الماوردي عن عبدالله بن عمر رضي الله تعالى عنهما
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
) إذا بلغ الماء قلتين بقلل هجر ل ينجسه شيء ( قال
الشافعي رضي الله عنه قال ابن جأريج رأيت قلل هجر
والقلة تسع قربتين أو قربتين وشيئا فاحتاط الشافعي
رضي الله تعالى عنه وجأعل الشىء نصفا والقربة ل تزيد
في الغالب على مائة رطل وحينئذ فجملة ذلك خأمس قرب
وهي خأمسمائة رطل بالعراقي وهل ذلك على سبيل
التقريب أو التحديد الصح أنه على سبيل التقريب فعلى هذا
الصح أنه ل يضر نقصان قدر ل يظهر بنقصه تفاوت في
التغير بقدر من المغيرات مثاله لو وضعنا قدر رطل من
المغيرات في خأمسمائة رطل ما تأثآرت ولو نقصنا من ماء
آخأر قدر رطلين مثل أو ثآلثآة وهي خأمسمائة رطل ووضعنا
رطل ما تاثآرت فهذا النقصان ل يؤثآر فلو وضعنا قدر رطل
من المغيرات في خأمسمائة رطل إل خأمسة أرطال مثل فأثآر
قلنا هذا النقص يؤثآر وعلى قول التحديد يضر أي نقص كان
كنصب الزكاة وقيل يعفى عن نقص رطلين وقيل ثآلثآة
ونحوها وقدر القلتين بالمساحة ذراع وربع طول وعرضا
وعمقا وقدرهما بالدمشقي مائة رطل وثآمانية أرطال
وثآلثي رطل تقريبا على قول الرافعي إن رطل بغداد مائة
وثآلثآون درهما والله أعلم قال
____________________
) (1/17
& باب جألود الميتة وعظمها &
) فصل وجألود الميتة تطهر بالدباغ إل جألد الكلب والخنزير
وما تولد منهما أو من أحدهما ( الحيوان الذي ينجس بالموت
إذا دبغ جألده يطهر بالدباغ سواء في ذلك مأكول اللحم
وغيره والصل في ذلك حديث ميمونة رضي الله عنها حيث
قال النبي صلى الله عليه وسلم في شاتها
) لو أخأذتم إهابها فقالوا إنها ميتة فقال رسول الله صلى
الله عليه وسلم يطهره الماء والقرظ ( وعن ابن عباس
رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
) إذا دبغ اليهاب فقد طهر ( ثآم أذا دبغ الجلد طهر ظاهره
قطعا وكذا باطنه على المشهور الجديد فيصلى عليه وفيه
ويستعمل في الشياء اليابسة والرطبة ويجوز بيعه وهبته
والوصية به وهل يجوز أكله من مأكول اللحم رجأح الرافعي
بالجواز ورجأح النووي التحريم ويكون الدباغ بالشياء
الحريفة كالشب والشث والقرظ وقشور الرمان والعفص
ويحصل الدباغ بالشياء المتنجسة والنجسة كذرق الحمام
على الصح ول يكفي التجميد بالتراب والشمس على
الصحيح ويجب غسله بعد الدباغ إن دبغ بنجس قطعا وكذا إن
دبغ بطاهر على الصح قال الصحاب ويعتبر في كونه صار
مدبة غا ثآلثآة أمور أحدها نزع فضلته الثاني أن يطيب نفس
الجلد الثالث أن ينتهي في الدبغ إلى حالة بحيث لو نقع في
الماء لم يعد الفساد والنتن والله أعلم وأما جألد الكلب
والخنزير وفرع أحدهما فل يطهر بالدباغ عندنا بل خألف
لنهما نجسان في حال الحياة والدباغ إنما يطهر جألدا نجس
بالموت لن غاية الدباغ نزع الفضلت ودفع الستحالت
ومعلوم أن الحياة أبلغ في ذلك من الدباغ فإذا لم تفد الحياة
الطهارة فأولى أن ل يفيد الدباغ
) وعظم الميتة وشعرها نجس إل الدمي ( الصل في ذلك
قوله تعالى } حرمت عليكم الميتة { وتحريم ما ليس بحرام
ول ضرر في
____________________
) (1/18
أكله يدل على نجاسته ول شك أن العظم والشعر من أجأزاء
الحيوان نعم في الشعر خألف في أنه ينجس بالموت أم ل
وهو قولن أحدهما ل ينجس لنه ل تحله الحياة فل روح فيه
فل ينجس بالموت بدليل أنه إذا قطع ل يحس ول يألم
وأظهرهما أنه ينجس وهو الذي جأزم به الشيخ لنه إن حلته
الحياة فينجس إل فينجس تبعا للجملة لنه من جأملتها كما
يجب غسله في الطهارة والجنابة
وأما العظم ففيه خألف قيل أنه كالشعر والمذهب القطع
بنجاسته لنه يحس ويألم بالقطع والصوف والوبر والريش
كالشعر فإذا قلنا بنجاستة الشعر ففي شعر الدمي قولن
بناء على نجاسته بالموت أن قلنا ينجس بالموت فكذا ينجس
شعره وإن قلنا ل ينجس وهو الراجأح فل ينجس شعره
بالموت على الصح والله أعلم & باب النية &
) وليجوز استعمال أواني الذهب والفضة ويجوز استعمال
غيرهما من الواني (
لما في الحديث الصحيح من رواية حذيفة رضي الله تعالى
عنه قال سمعت رسول صلى الله عليه وسلم يقول
) لتلبسوا الحرير ول الديباج ول تشربوا في آنية الذهب
والفضة فإنها لهم في الدنيا ولكم في الخأرة وفي مسلم
) الذي يشرب في آنية الذهب والفضة إنما يجرجأر في بطنه
نار جأهنم ( وفي رواية
) من شرب في آناء من ذهب أو فضة فإنما يجرجأر في بطنه
نارا من جأهنم ( وفي رواية
) إن الذي يأكل ويشرب ( الحديث وجأيم يجرجأر الثانية
مكسورة بل خألف قاله النووي وفي القليد حكاية الخلف
وأما النار فيجوز فيها الرفع والنصب والنصب هو الصحيح
ومعناه أن الشارب يلقى النار في بطنه بتجرع متتابع يسمع
له جأرجأرة وهي الصوت لتردده في حلقه وعلى رواية الرفع
تكون النار فاعلة ومعناه أن النار تصوت في جأوفه عافانا
الله تعالى منها ومن فعل يقربنا إليها
قال النووي في شرح مسلم قال أصحابنا انعقد الجأماع
على تحريم الكل والشرب وسائر الستعمال في إناء ذهب
أو فضة إل ما حكي عن داود وقول الشافعي قديم للشافعي
إنه يكره والمحققون ل يعتدون بخلف داود وكلم الشافعي
مؤول كما قاله صاحب التقريب مع أن الشافعي رجأع عن
____________________
) (1/19
هذا القديم فحصل أن الجأماع منعقد على تحريم استعمال
إناء الذهب والفضة في الكل والشرب والطهارة والكل
بعلقة من أحدهما والتبخر بمبخرة منها وجأميع وجأوه
الستعمال ومنها المكحلة والميل وظرف الغالية وغير ذلك
سواء الناء الصغير والكبير ويستوي في التحريم الرجأل
والمرأة بل خألف وإنما فرق بين الرجأل والمرأة في التحلي
لقصد زينة النساء للزوج والسيد ويحرم استعمال ماء الورد
والدهان في قماقم الذهب والفضة هذا هو الصحيح وفي
القناني وكذا يحرم تزيين الحوانيت والبيوت والمجالس
بأواني الذهب والفضة هذا هو الصواب وجأوزه بعض
الصحاب وهو غلط لن كل شيء أصله حرام فالنظر اليه
حرام وقد نص الشافعي والصحاب أنه لو توضأ أو اغتسل
من إناء ذهب أو فضة عصى ويحرم اتخاذ هذه الواني من
غير استعمال على الصحيح لن ما حرم استعماله حرم
اتخاذه كآلت اللهو عافانا الله الكريم من تعاطي ما هو
سبب للنار ويحرم على الصائغ صنعته ول يستحق أجأرة لن
فعله معصية ولو كسر شخص هذه الواني فل أرش عليه ول
يحل لحد أن يطالبه بالرش ول رفعه إلى ظالم من حكام
زماننا لنعم جأهلة ويتعاطون هذه الواني حتى يشربون
المسكر مع آلت اللهو وفي حديث أبي هريرة رضي الله
تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
) يمسخ ناس من أمتي في آخأر الزمان قردة وخأنازير قالوا
يا رسول الله أليس يشهدون أن ل اله ال الله وأنك رسول
الله قالوا بلى ولكنهم اتخذوا المعازف والقينات فباتوا على
لهوهم ولعبهم فأصبحوا وقد مسخوا قردة وخأنازير ( وفي
حديث أنس رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال
) من جألس إلى قينة يستمع منها صب في أذنيه النك (
والنك بضم النون والمد هو الرصاص المذاب والله أعلم
وأما أواني غير الذهب والفضة فإن كانت من الجواهر
النفيسة كالياقوت والفيروزج ونحوهما فهل تحرم فيه
خألف قيل تحرم لما فيها من الخيلء والسرف وكسر قلوب
الفقراء والصحيح أنها ل تحرم ول خألف أنه ل يحرم الناء
الذي نفاسته في صنعته ول يكره كلبس الكتان والصوف
النفيسين
) فرع ( لو اتخذ إناء من نحاس ونحوه وموهه بالذهب أو
الفضة إن حصل بالعرض على النار منه شيء حرم على
الصحيح وإن لم يحصل بالعرض على النار منه شيء
فالمرجأح في هذا الباب انه ل يحرم والمرجأح في باب زكاة
النقدين أنه يحرم قال النووي في شرح المهذب ولو موه
____________________
) (1/20
السيف وغيره من آلت الحرب أو غيرها بذهب تمويها ل
يحصل منه بالعرض على النار شيء فطريقان أصحهما وبه
قطع العراقيون التحريم للحديث ويدخأل فيه الخاتم والدواة
والمرملة وغيرها فليجتنب ذلك والله أعلم قال في شرح
المهذب وتمويه سقف البيت وجأداره بالذهب أو الفضه
حرام قطعا ثآم إن حصل منه شيء بالعرض على النار حرمت
استدامته وإل فل وتبعه إبن الرفعه على الجزم بذلك والله
أعلم قال & :باب السواك &
) فصل السواك مستحب في كل حال إل بعد الزوال للصائم
وهو في ثآلثآة مواضع أشد استحبابا عند تغير الفم من أزم
وعند القيام من النوم وعند القيام إلى الصلة (
السواك سنة مطلقا لقوله صلى الله عليع وسلم
) السواك مطهرة للفم مرضاة للرب ( و
) مطهرة ( بفتح الميم وكسرها هي كل أناء يتطهر به فشبه
السواك بذلك لنه يطهر الفم وهل يكره للصائم بعد الزوال
فيه خألف الراجأح في الرافعي والروضة أنه يكره لقوله
عليه الصلة والسلم
) لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك ( وفي
رواية
) يوم القيامة ( والخلوف بضم الخاء واللم هو التغيير وخأص
بما بعد الزوال لن تغير الفم بسبب الصوم حينئذ يظهر فلو
تغير فمه بعد الزوال بسبب آخأر كنوم أو غيره فاستاك لجأل
ذلك ل يكره وقيل ل يكره الستياك مطلقا وبه قال الئمة
الثلثآة ورجأحه النووي في شرح المهذب وقال القاضي
حسين يكره في الفرض دون النفل خأوفا من الرياء وقول
المصنف للصائم يؤخأذ منه أن الكراهة تزول بغروب الشمس
وهذا هو الصحيح في شرح المهذب وقيل تبقى الكراهة إلى
الفطر والله أعلم
ثآم السواك يتأكد استحبابه في مواضع منها عند تغير الفم
من أزم وغيره والزم قيل السكوت الطويل وقيل هو ترك
الكل وقوله وغيره يدخأل فيه ما إذا تغير يأكل ماله رائحة
كريهة كالثوم والبصل ونحوهما ومنها عند القيام من النوم
) كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استيقظ من
النوم استاك ( وروى
) يشوص فاه بالسواك ( ومعنى يشوص ينظف ويغسل
ووجأه تأكيد الستحباب عند القيام منه أن النوم يستلزم ترك
الكل والسكوت وهما من أسباب التغير ومنها عند القيام
إلى
____________________
) (1/21
الصلة لقوله صلى الله عليه ويلم
) لول أن اشق على أمتي لمرتهم بالسواك عند كل صلة (
وعن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال
) ركعتان بالسواك أفضل من سبعين ركعة بل سواك (
والسواك متأكد عند القيام إلى الصلة وإن لم يكن الفم
متغيرا ول فرق بين صلة الفرض والنفل حتى لو صلى صلة
ذات تسليمات كالضحى والتراويح والتجهد استحب له أن
يستاك لكل ركعتين وكذا للجنازة والطواف ول فرق بين
الصلة بالوضوء أو التيمم أو عند فقد الطهورين ويتأكد
الستحباب أيضا عند الوضوء وإن لم يصل لما ورد
) لول أن أشق أمتي لمرتهم بالسواك عند كل وضوء (
ويستحب عند قراءة القرآن وعند اصفرار السنان وإن لم
يتغير الفم
واعلم أنه يحصل الستياك بخرقة وبكل خأشن مزيل والعود
أولى والراك أولى والفضل أن يكون بيابس ندى بالماء
ويستحب غسله ليستاك به ثآانيا ولو استاك بإصبع غيره وهي
خأشنة أجأزأ قطعا قاله في شرح المهذب وفي إصبعه خألف
الراجأح في الروضة ل يجزىء والراجأح في شرح المهذب
الجأزاء وبه قطع القاضي حسين والمحاملي والبغو�
تم إعداد هذا الملف آليا بواسطة المكتبة الشاملة
كفاية الخأيارفي حل غاية الخأتصار
تقي الدين أبي بكر بن محمد الحسيني الحصيني
الدمشقي الشافعي
سنة الولدة /سنة الوفاة
تحقيق علي عبد الحميد بلطجي و محمد وهبي
سليمان
الناشر دار الخير
سنة النشر 1994
مكان النشر دمشق
عدد الجأزاء 1
| ) من يرد الله به خأيرا يفقهه في الدين ( | ) حديث شريف
( | مقدمة | بسم الله الرحمن الرحيم | | الحمد لله الذي
خألق الموجأودات من ظلمة العدم بنور اليجاد دليل على
وحدانيته | لذوي البصائر إلى يوم المعاد ،وشرع شرعا
اخأتاره لنفسه ،وأنزل به كتاب وأرسل به سيد العباد | ،
فأوضح لنا محجته وقال هذه سبيل الرشاد .صلى الله عليه
وسلم وعلى آله وأتباعه وصلة زكية بل نفاد ) | | .وبعد ( :
فإن النفس الزكية ،الطالبة للمراتب العلية .لم تزل تدأب
في تحصيل العلوم | الشرعية ،ومن جأملتها معرفة الفروع
الفقهية .لن بها تندفع الوساوس الشيطانية ،وتصح
المعاملت | والعبادات المرضية ،وناهيك بالفقه شرفا قول
سيد السابقين واللحقين .صلى الله عليه وسلم ' :من يرد
الله به خأيرا | يفقهه في الدين ' وعن أبي هريرة رضي الله
تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ' :ما
عبد الله سبحانه | بشيء أفضل من فقه في الدين ' وعن
يحيى بن أبي كثير في قوله تعالى ) ^ :واصبر نفسك مع |
الذين يدعون ربهم بالغداوة والعشي يريدون وجأهه ( ^ قال
مجالس الذكر .قال عطاء في قوله | صلى الله عليه وسلم
' :إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا .قالوا يا رسول الله وما
رياض الجنة ؟ قال حلق الذكر ' .قال |
____________________
) (1/7
| عطاء الذكر هو مجالس الحلل والحرام .كيف تشتري
كيف تبيع وتصلي ،وتصوم وتحج ،وتنكح | وتطلق وأشباه
ذلك ،وقال سفيان بن عيينة .لم يعط أحد بعد النبوة أفضل
من العلم والفقه في الدين | وقال أبو هريرة وأبو ذر رضي
الله تعالى عنهما باب من العلم نتعلمه أحب إلينا من ألف
ركعة تطوعا | ،وقال عمر رضي الله تعالى عنه :لموت ألف
عابد قائم الليل صائم النهار أهون من موت العالم البصير |
بحلل الله تعالى وحرامه ،واليات والخأبار والثآار في ذلك
كثيرة | | .فإذا كان الفقه بهذه المرتبة الشريفة .والمزايا
المنيفه .كان الهتمام به في الدرجأة الولى | .وصرف
الوقات النفيسة بل كل العمر فيه أولى ،لن سبيله سبيل
الجنة .والعمل به حرز من المنار | وجأنة ،وهذا لمن طلبه
للتفقه في الدين على سبيل النجاة لقصد الترفع على
القران والمال والجاه | ،قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم ' :من تعلم علما مما يبتغى به وجأه الله تعالى ل
يتعلمه إل ليصيب به غرضا من | الدنيا لم يجد عرف الجنة
يوم القيامة ' ،وقال عليه أفضل الصلة والسلم ' :من
طلب العلم | ليماري به السفهاء أو يكاثآر به العلماء أو
يصرف وجأوه الناس إليه فليتبوأ مقعده من النار ' ورد من |
رواية كعب بن مالك وقال ' :أدخأله الله النار ' عافانا الله
الكريم من ذلك | | .اعلم أن طلب العلم مختلفون باخأتلف
مقاصدهم ،وهممهم مختلفة باخأتلف مراتبهم | فهذا
يطلب الغوص في البحر ونحوه لنيل الدرر الكبار ،وهذا يقنع
بما يجد في غاية الخأتصار ،ثآم | هذا القانع صنفان :أحدهما
ذو عيال قد غلبه الكد ،والخأر متوجأه إلى الله تعالى بصدق
وجأد .فل | الول يقدر على ملزمة الخلق ،والسالك
مشغول بما هو بصدده ليلة ونهاره مع نفسه في قلق ،
فأردت | راحة كل منهما ببقاء ما هو عليه وترك سعى كل
منهما فيما تدعو الحاجأة إليه وأرجأو من الله العزيز | القدير .
تسهيل ما يحصل بع اليضاح والتيسير .فإنه رجأاء الراجأين .
وجأابر الضعفاء والمنكسرين | ،ووسمت كتابي هذا ب
) كفاية الخأيار ،في حل غاية الخأتصار ( وأسأل الله
العظيم الغفار .العفو عني | وعن أحبابي من مكره وغضبه
وعذاب النار ،إن على ما يشاء قدير ،وباليجابة جأدير .قال
الشيخ | ^ ) بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب
العالمين ( ^ ] الحمد [ هو الثناء على الله تعالى بجميل |
صفاته الذاتية وغيرها ،والشر هو الثناء عليه بإنعامه ،ولهذا
يحسن أن تقول حمدت فلنا على علمه | وسخائه ول تقول
شكرته على علمه ،فكل شكر حمد وليس كل حمد شكرا ،
وقيل غير ذلك ) لله ( | اللم في السم الكريم للستحقاق
ما تقول الدار لزيد ،وأضيف الحمد إلى هذا السم الكريم
دون | بقية السماء لنه اسم ذات وليس بمشتق ،
والمحققون على أنه مشتق ] رب العالمين [ الرب يكون |
____________________
) (1/8
| بمعنى المالك ويكون بمعنى التربية والصلح ،لهذا يقال
ربى فلن الضيعة :أي أصلحها فالله | تعالى مالك العالمين
ومربيهم سبحانه وتعالى ،والعالمين جأمع عالم ل واحد له
من لفظ ،واخأتلف | العلماء فيهم فقيل هم النس والجن
قاله ابن عباس ،وقيل جأميع المخلوقين .قاله قتادة
والحسن | ومجاهد .قال ) | :وصلى الله على محمد خأاتم
النبيين وعلى آله وأصحابه أجأمعين ( | | الصلة من الله
الرحمة ،ومن الملئكة الستغفار ومن الدمي تضرع ودعاء ،
وسمي | رسول الله صلى الله عليه وسلم محمدا لكثرة
خأصاله المحمودة ،واخأتلف في الل فقيل هم بنو هاشم
وبنو المطلب | وهذا ما اخأتاره الشافعي وأصحابه ،وقيل
هم عترته وأهل بيته ،وقيل آله جأميع أمته واخأتاره جأمع من
| المحققين ومنهم الزهري ] والصحاب [ جأمع صاحب ،
وهو كل مسلم رأى النبي صلى الله عليه وسلم وصحبه ولو
| ساعة ،وقيل من طالت صحبته ومجالسته ،والول هو
الراجأح عند المحدثآين ،والثاني هو الراجأح | عند الصولين .
قال الشيخ ) :سألني بعض أصدقائي حفظهم الله تعالى أن
أعمل مختصرا في الفقه | على مذهب المام الشافعي في
غاية الخأتصار ونهاية اليجاز يخف على الطالب فهمه
ويسهل على | المبتدئ حفظه وأن أكثر فيه من التقسيمات
وحصر الخصال فأجأبته إلى ذلك طالبا للثواب .راغبا | إلى
الله سبحانه في التوفيق للصواب .إنه على ما يشاء قدير .
وبعبادة خأبير بصير ( ] المختصر [ ما قل | لفظه وكثرت
معانيه ،و ] مذهب الشافعي [ طريقته ،والشافعي منسوب
إلى جأده شافع ،وكنيته أبو | عبد الله ،واسمه محمد بن
إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد
بن يزيد بن | هاشم بن المطلب بن عبد مناف ،ويلتقي مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم في عبد مناف ،فإنه عليه
الصلة والسلم | محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن
هاشم بن عبد مناف ،والنسبة الصحيحة إليه شافعي | ،
وشفعوي لحن ،وغاية الشيء معناها ترتب الثآر على ذلك
الشيء كما تقول غاية البيع الصحيح | حل النتفاع بالمبيع ،
و ] غاية [ الصلة الصحيحة إجأزاؤها وعدم القضاء ،والمراد
هنا نهاية وجأازة | اللفظ ،و ] التوفيق [ هو خألق قدرة
الطاعة بخلف الخذلن فإنه خألق قدرة المعصية ،و
] الصواب [ | ضد الخطأ والله أعلم | .
____________________
) (1/9
كتاب كفاية الخأيار في حل غاية الخأتصار
____________________
) (1/1
= كتاب الطهارة = الكتاب مشتق من الكتب وهو الضم
والجمع يقال تكتب بنو فلن إذا اجأتمعوا ومنه كتيبة الرمل
والطهارة في اللغة النظافة تقول طهرت الثوب أي نظفته
وفي الشرع عبارة عن رفع الحدث أو إزالة النجس أو ما في
معناهما أو على صورتهما كالغسلة الثانية والثالثة
والغسال المسنونة وتجديد الوضوء والتيمم وغير ذلك مما
ل يرفع حدثآا ول يزيل نجسا ولكنه في معناه قال & أنواع
المياه &
) المياه التي يجوز بها التطهير سبع مياه ماء السماء وماء
البحر وماء النهر وماء البئر وماء العين وماء الثلج وماء البرد
( الصل في ماء السماء قوله تعالى } وينزل عليكم من
السماء ماء ليطهركم به { وغيرها وفي ماء البحر قوله
صلى الله عليه وسلم لما سئل عن ماء البحر فقال
) هو الطهور ماؤه الحل ميتته ( وفي ماء البئر حديث سهل
رضي الله عنه ) قالوا يا رسول الله إنك تتوضأ من بئر
بضاعة وفيها ما ينجي الناس والحائض والجنب فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم ) الماء طهور ل ينجسه شىء (
وماء
____________________
) (1/11
النهر وماء العين في معناه وأما ماء الثلج وماء البرد فالصل
فيه حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه واسمه عبد
الرحمن بن صخر على الصح قال
) كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كبر في الصلة
سكت هنية قبل أن يقرأ فقلت يا رسول الله ما تقول قال
أقول اللهم باعد بيني وبين خأطاياي كما باعدت بين
المشرق والمغرب اللهم نقني من خأطاياي كما ينقى الثوب
البيض من الدنس اللهم اغسلني من خأطاياي بماء الثلج
والبرد ( قال & باب أقسام المياه &
) ثآم المياه على أربعة أقسام طاهر مطهر غير مكروه وهو
الماء المطلق ( الماء الذي يرفع الحدث ويزيل النجس هو
الماء المطلق واخأتلف في حده فقيل هو العاري عن القيود
والضافة اللزمة وهذا هو الصحيح في الروضة والمحرر
ونص عليه الشافعي فقوله عن القيود خأرج به مثل قوله
تعالى } من ماء مهين { } من ماء دافق { وقوله الضافة
اللزمة خأرج به مثل ماء الورد ونحوه واحترز بالضافة
الضافة غير اللزمة كماء النهر ونحوه فإنه ل تخرجأه هذه
الضافة عن كونه يرفع الحدث ويزيل النجس لبقاء الطلق
عليه وقيل الماء المطلق هو الباقي على وصف خألقته
وقيل ما يسمى ماء وسمي مطلقا لن الماء إذا أطلق
انصرف إليه وهذا ما ذكره ابن الصلح وتبعه النووي عليه
في شرح المهذب قال
) وطاهر مطهر مكروه وهو الماء المشمس ( هذا هو القسم
الثاني من أقسام الماء وهو المشمس وهو طاهر في نفسه
لم يلق نجاسة ومطهر أي يرفع الحدث ويزيل النجس لبقاء
إطلق اسم الماء عليه وهل يكره فيه الخلف الصح عند
الرافعي أنه يكره وهو الذي جأزم به المصنف واحتج له
الرافعي بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم
) نهى عائشة رضي الله عنها عن المشمس وقال أنه يورث
البرص وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال
) من أغتسل بماء مشمس فأصابه وضح فل يلومن إل نفسه
( وكرهه عمر رضي الله تعالى عنه وقال إنه يورث البرص
فعلى هذا إنما يكره المشمس بشرطين
____________________
) (1/12
أحدهما أن يكون التشميس في الواني المنطبعة كالنحاس
والحديد والرصاص لن الشمس إذا أثآرت فيها خأرج منها
زهومة تعلو على وجأه الماء ومنها يتولد البرص ول يتأتى
ذلك في إناء الذهب والفضة لصفاء جأوهرهما لكنه يحرم
استعمالهما على ما يأتي ذكره فلو صب الماء المشمس من
إناء الذهب والفضة في أناء مباح ل يكره لفقد الزهومة وكذا
ل يكره في أواني الخزف وغيرها لفقد العلة الشرط الثاني
أن يقع التشميس في البلد الشديدة الحرارة دون الباردة
والمعتدلة فإن تأثآير الشمس فيهما ضعيف ول فرق بين أن
يقصد التشميس أم ل لوجأود المحذور ول يكره المشمس
في الحياض والبرك بل خألف وهل الكراهة شرعية أو
إرشادية فيها وجأهان أصحهما في شرح المهذب أنها شرعية
فعلى هذا يثاب على ترك استعماله وعلى الثاني وهي أنها
إرشادية ل يثاب فيها لنها من وجأهة الطب وقيل أن
المشمس ل يكره مطلقا وعزاه الرافعي إلى الئمة الثلثآة
قال النووي في زيادة الروضة وهو الراجأع من حيث الدليل
وهو مذهب أكثر العلماء وليس للكراهية دليل يعتمد وإذا قلنا
بالكراهة فهي كراهة تنزيه ل تمنع صحة الطهارة ويختص
استعماله بالبدن وتزول بالتبريد على الصح وفي الثالث
يراجأع الطباء والله أعلم انتهى وما صححه من زوال
الكراهية بالتبريد قد صحح الرافعي في الشرح الصغير
بقاءها وقال في شرح المهذب الصواب أنه ل يكره وحديث
عائشة هذا ضعيف باتفاق المحدثآين ومنهم من جأعله
موضوعا وكذا ما رواه الشافعي عن عمرو الخطاب أنه يورث
البرص ضعيف لتفاق المحدثآين على تضعيف إبراهيم بن
محمد وحديث ابن عباس غير معروف والله أعلم وما ذكره
من أثآر عمر رضي الله عنه فممنوع ودعواه التفاق على
تضعيف إبراهيم أحد الرواة غير مسلم فإن الشافعي وثآقه
وفي توثآيق الشافعي كفاية وقد وثآقه غير واحد من الحفاظ
ورواه الدارقطني بإسناد آخأر صحيح قال النووي في زيادة
الروضة ويكره شديد الحرارة والبرودة والله أعلم والعلة فيه
عدم السباغ وقال في آبار ثآمود أنه منهي عنها فأقل
المراتب أنه يكره استعمالها قال
) وطاهر غير مطهر وهو الماء المستعمل (
____________________
) (1/13
هذا هو القسم الثالث من أقسام الماء وهو الماء المستعمل
في رفع الحدث أو إزالة النجس إذا لم يتغير ول زاد وزنه
فهو طاهر لقوله عليه الصلة والسلم
) خألق الله الماء طهورا لينجسه شيء إل ما غير طعمه أو
ريحه ( وفي رواية
) أو لونه ( وهو ضعيف والثابت
) طعمه أو ريحه ( فقط وهل هو طهور يرفع الحدث ويزيل
النجس أيضا فيه خألف المذهب أنه غير طهور لن الصحابة
رضي الله تعالى عنهم مع شدة اعتنائهم بالدين ما كانوا
يجمعونه ليتوضؤوا به ثآانيا ولو كان ذلك سائغا لفعلوه
واخأتلف الصحاب في علة منع استعماله ثآانيا والصحيح أنه
تأدى به فرض وقيل أنه تأدى به عبادة وتظهر فائدة الخلف
في صورتين الولى فيما استعمل في نفل الطهارة كتجديد
الوضوء والغسال المسنونة والغسلة الثانية والثالثة فعلى
الصحيح يكون الماء طهورا لنه لم يتأد به فرض وعلى
الضعيف ل يكون طهورا لنه تأدى به عبادة ول خألف أن ماء
الرابعة طهور على العلتين لنه لم يتأد به فرض ول هي
مشروعة والغسلة الولى غير طهور على العلتين لتأدى
الفرض والعبادة بمائها الصورة الثانية الماء الذي اغتسلت
به الكتابية عن الحيض لتحل لزوجأها المسلم هل هو طهور
ينبني على أنها لو أسلمت هل يلزمها إعادة الغسل فيه
خألف إن قلنا ل يلزمها فهو غير طهور وإن قلنا يلزمها
إعادة الغسل وهو الصحيح ففي الماء الذي استعملته حال
الكفر وجأهان بينان على العلتين إن قلنا إن العلة تأدى
الفرض فالماء غير طهور وإن قلنا أن العلة تأدى العبادة
فهو طهور لن الكافرة ليست من أهل العبادة واعلم أن
الزوجأة المجنونة إذا حاضت وغسلها زوجأها حكمها حكم
الكافرة فيما ذكرناه وهي مسألة حسنة ذكرها الرافعي في
صفة الوضوء وأسقطها النووي من الروضة واعلم أن الماء
الذي توضأ به الصبي غير طهور وكذا الماء الذي يتوضأ به
المنتفل وكذا من ل يعتقد وجأوب النية على الصحيح في
الجميع ثآم ما دام الماء مترددا على العضو ل يثبت له حكم
الستعمال ولو جأرى الماء من عضو المتوضىء إلى عضو
آخأر صار مستعمل حتى لو انتقل من احدى اليدين إلى
الخأرى صار مستعمل ولو انتقل الماء الذي يغلب فيه
النتقال من عضو إلى موضع آخأر من ذلك العضو كالحاصل
عند نقله من الكف إلى الساعد ورده إلى الكف ونحوه ل
يضر انتقاله وإن خأرقه الهواء وهي مسأله حسنه ذكرها
الرافعي في آخأر الباب الثاني من أبواب التيمم وأهملها
النووي إل أنه ذكر هنا من زيادة الروضة أنه لو انفصل الماء
من بعض أعضاء الجنب إلى بعضها وجأهين الصح عند
____________________
) (1/14
الماوردي والروياني أنه ل يضر ول يصير مستعمل والراجأح
عند الخراسانيين أنه يصير مستعمل وقال المام أن نقله
قصدا صار مستعمل وإل فل وصحح النووي في التحقيق أنه
يصير مستعمل وصحح ابن الرفعة أنه ل يصير مستعمل ولو
انغمس جأنب في ماء دون قلتين وعم جأميع بجدنه ثآم نوى
ارتفعت جأنابته بل خألف وصار الماء مستعمل بالنسبة إلى
غيره ول يصير مستعمل بالنسبة إليه صرح به الخوارزمي
حتى إنه قال لو أحدث حدثآا ثآانيا حال انغماسه جأاز ارتفاعه
به وإن نوى الجنب قبل تمام النغماس ارتفعت جأنابته عن
الجزء الملقي للماء بل خألف ول يصير الماء مستعمل بل له
أن يتم النغماس وترتفع عنه الجنابة عن الباقي على
الصحيح المنصوص والله أعلم قال
) والمتغير بما خأالطه من الطاهرات ( هذا من تتمة القسم
الثالث وتقدير الكلم والماء المتغير بشيء من الطاهرات
طاهر في نفسه غير مطهر كالماء المستعمل وضابطه أن
كل تغير يمنع اسم الماء المطلق يسلب الطهورية وإل فل
فلو تغير تغيرا يسيرا فالصح أنه طهور لبقاء السم وقوله
بما خأالطه احترازا عما إذا تغير بما يجاوره ولو كان تغيرا
كثيرا فإنه باق على طهوريته كما إذا تغير بدهن أو شمع
وهذا هو الصحيح لبقاء اسم الماء ول بد أن يكون الواقع في
الماء مما يستغنى عنه كالزعفران والجص ونحوهما أما إذا
كان التغير بما ل يستغنى الماء عنه كالطين والطحلب
والنورة والزرنيخ وغيرهما في مقر الماء وممره والمتغير
بطول المكث فإنه طهور للعسر وبقاء اسم الماء ويكفي
في التغير أحد الوصاف الثلثآة الطعم أو اللون أو الرائحة
على الصحيح وفي وجأه ضعيف يشترط اجأتماعها ول فرق
بين التغير المشاهد أو التغير المعنوي كما إذا اخأتلط بالماء
ما يوافقه في صفاته ماء الورد المنقطع الرائحة وماء
الشجر والماء المستعمل فإنا نقدر أن لو كان الواقع يغيره
بما يدرك بالحواس ويسلبه الطهورية فإنا نحكم بسلب
طهورية هذا الماء الذي وقع فيه من المائع ما يوافقه في
صفاته وإل فل يسلبه الطهورية ولو تغير الماء بالتراب
المطروح فيه قصدا فهو طهور على الصحيح والمتغير
بالملح فيه أوجأه أصحها يسلب طهوريته الجبلي دون المائي
ولو تغير الماء بأوراق الشجار المتناثآرة بنفسها إن لم
تتفتت في الماء فهو طهور على الظهر وإن تفتتت
واخأتلطت فأوجأه الصح أنه باق على طهوريته لعسر
الحتراز عنها فلو طرحت الوراق في الماء قصدا وتغير بها
فالمذهب أنه غير طهور سواء طرحها في الماء صحيحة أو
مدقوقة والله أعلم قال
) وماء نجس وهو الذي حلت فيه نجاسة وهو دون القلتين أو
كان قلتين فتغير (
هذا هو القسم الرابع من المياه وهو كما ذكر ينقسم إلى
قليل وكثير فأما القليل فينجس بملقاة لنجاسة المؤثآرة
سواء تغير أم ل كما أطلقه الشيخ لمفهوم قوله عليه الصلة
والسلم
) إذا بلغ الماء
____________________
) (1/15
قلتين لم يجمل خأبثا ( وفي رواية
) نجسا ( فدل الحديث بمفهومه على أنه إذا كان دون قلتين
يتأثآر بالنجاسة واحترز بالنجاسة المؤثآرة عن غير المؤثآرة
قال النووي في الروضة كالميتة التي ل نفس لها سائلة
مثل الذباب والخنافس ونحوها وكالنجاسة التي ل يدركها
الطرف لعموم البلوى به وكما إذا وقع الذباب على نجاسة
ثآم سقط في الماء ورشاش البول الذي ل يدركه الطرف
فيعفى عنه وكما إذا ولغت الهرة التي تنجس فمها ثآم غابت
واحتمل طهارة فمها فإن الماء القليل ل ينجس في هذه
الصور ويستثنى أيضا اليسير من الشعر النجس فل ينجس
الماء القليل صرح به النووي في باب الواني من زيادته
ونقله عن الصحاب قال
) ول يختص بشعر الدمي في الصح ( أي تفريعا على
نجاسة شعر الدمي ثآم قال
) ويعرف اليسير بالعرف (
قال المام لعله الذي يغلب انتتافه لكنه قال في شرح
المهذب يعفى عن الشعرة والشعرتين والثلث ويستثنى
أيضا الحيوان إذا كان على منفذه نجاسة ثآم وقع في الماء
فإنه ل ينجسه على الصح لمشقة صونه ذكره الرافعي في
شروط الصلة بخلف لو كان مستجمرا بحجر فإنه ينجسه بل
خألف كما قال في شرح المهذب فإن المستجمر بالحجر
ونحوه يمكنه الحتراز ويستثنى أيضا ما إذا أكل الصبي شيئا
نجسا ثآم غاب واحتمل طهارة فمه كالهرة فإنه ل ينجس
الماء القليل ذكر ذلك ابن الصلح وهي مسألة حسنة
وقال مالك رحمه الله تعالى الماء القليل ل ينجس إل بالتغير
كالكثير وهو وجأه في مذهبنا واخأتاره الروياني وفي قول
قديم أن الماء الجاري ل ينجس إل بالتغير واخأتاره جأماعة
منهم الغزالي والبيضاوي في كتابة غاية القصوى وهو قوي
من حيث النظر لن دللة
) خألق الله الماء طهورا ( دللة نطق وهي أرجأح من دللة
المفهوم في قوله عليه الصلة والسلم
) إذا بلغ الماء قلتين ( الحديث وأما الكثير وهو قلتان
فصاعدا فل ينجس إل بالتغير بالنجاسة لقوله صلى الله عليه
وسلم
) خألق الله الماء طهورا ( الحديث والجأماع منعقد على
نجاسته بالتغير ثآم ل فرق بين التغير اليسير والكثير سواء
تغير الطعم أو اللون أو الرائحة وهذا ل اخأتلف فيه هنا
بخلف ما مر في التغير بالطاهر وسواء كانت
____________________
) (1/16
النجاسة الملقية للماء مخالطة أو مجاورة في وجأه شاذ أن
النجاسة المجاورة ل تنجسه وقوله حلت فيه نجاسة احترز به
عما لو تروح الماء بجيفة ملقاة على شط الماء فإنه ل
ينجس لعدم الملقاة وقوله فتغير احترز به عما إذا لم يتغير
الماء الكثير بالنجاسة وقد تكون قليلة وتستهلك في الماء
فإنه ل ينجس ويستعمل جأميع الماء على المذهب الصحيح
وفي وجأه يبقى قدر النجاسة ولو وقع في الماءالكثير
نجاسة توافقه في صفاته كبول منقطع الرائحة فإنا نقدره
على ما تقدم في الطهارات ولو وقع في الماء الكثير نجاسة
جأامدة فقولن الظهر أنه يجوز له أن يغترف من أي موضع
شاء ول يجب التباعد لنه طاهر كله والقول الخأر أنه يتباعد
عن النجاسة قدر قلتين ولو تغير بعض الماء الكثير فالصح
في الرافعي الكبير نجاسة جأميع الماء والصح في زيادة
الروضة إن كان الباقي دون قلتين فنجس وإل فطاهر
ورجأحه الرفاعي في الشرح الصغير والله أعلم
) فرع ( في زيادة الروضة إذا وقع في الماء نجاسة وشك
هل هو قلتان أم ل فالذي جأزم به الماوردي وغيره أنه نجس
لتحقق النجاسة وللمام فيه احتمال والمختار بل الصواب
الجزم بطهارته لن الصل طهارته ول يلزم من النجاية
التنجس والله أعلم قال
) والقلتان خأمسمائة رطل بالعراقي تقريبا في الصح ( لما
روى الماوردي عن عبدالله بن عمر رضي الله تعالى عنهما
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
) إذا بلغ الماء قلتين بقلل هجر ل ينجسه شيء ( قال
الشافعي رضي الله عنه قال ابن جأريج رأيت قلل هجر
والقلة تسع قربتين أو قربتين وشيئا فاحتاط الشافعي
رضي الله تعالى عنه وجأعل الشىء نصفا والقربة ل تزيد
في الغالب على مائة رطل وحينئذ فجملة ذلك خأمس قرب
وهي خأمسمائة رطل بالعراقي وهل ذلك على سبيل
التقريب أو التحديد الصح أنه على سبيل التقريب فعلى هذا
الصح أنه ل يضر نقصان قدر ل يظهر بنقصه تفاوت في
التغير بقدر من المغيرات مثاله لو وضعنا قدر رطل من
المغيرات في خأمسمائة رطل ما تأثآرت ولو نقصنا من ماء
آخأر قدر رطلين مثل أو ثآلثآة وهي خأمسمائة رطل ووضعنا
رطل ما تاثآرت فهذا النقصان ل يؤثآر فلو وضعنا قدر رطل
من المغيرات في خأمسمائة رطل إل خأمسة أرطال مثل فأثآر
قلنا هذا النقص يؤثآر وعلى قول التحديد يضر أي نقص كان
كنصب الزكاة وقيل يعفى عن نقص رطلين وقيل ثآلثآة
ونحوها وقدر القلتين بالمساحة ذراع وربع طول وعرضا
وعمقا وقدرهما بالدمشقي مائة رطل وثآمانية أرطال
وثآلثي رطل تقريبا على قول الرافعي إن رطل بغداد مائة
وثآلثآون درهما والله أعلم قال
____________________
) (1/17
& باب جألود الميتة وعظمها &
) فصل وجألود الميتة تطهر بالدباغ إل جألد الكلب والخنزير
وما تولد منهما أو من أحدهما ( الحيوان الذي ينجس بالموت
إذا دبغ جألده يطهر بالدباغ سواء في ذلك مأكول اللحم
وغيره والصل في ذلك حديث ميمونة رضي الله عنها حيث
قال النبي صلى الله عليه وسلم في شاتها
) لو أخأذتم إهابها فقالوا إنها ميتة فقال رسول الله صلى
الله عليه وسلم يطهره الماء والقرظ ( وعن ابن عباس
رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
) إذا دبغ اليهاب فقد طهر ( ثآم أذا دبغ الجلد طهر ظاهره
قطعا وكذا باطنه على المشهور الجديد فيصلى عليه وفيه
ويستعمل في الشياء اليابسة والرطبة ويجوز بيعه وهبته
والوصية به وهل يجوز أكله من مأكول اللحم رجأح الرافعي
بالجواز ورجأح النووي التحريم ويكون الدباغ بالشياء
الحريفة كالشب والشث والقرظ وقشور الرمان والعفص
ويحصل الدباغ بالشياء المتنجسة والنجسة كذرق الحمام
على الصح ول يكفي التجميد بالتراب والشمس على
الصحيح ويجب غسله بعد الدباغ إن دبغ بنجس قطعا وكذا إن
دبغ بطاهر على الصح قال الصحاب ويعتبر في كونه صار
مدبة غا ثآلثآة أمور أحدها نزع فضلته الثاني أن يطيب نفس
الجلد الثالث أن ينتهي في الدبغ إلى حالة بحيث لو نقع في
الماء لم يعد الفساد والنتن والله أعلم وأما جألد الكلب
والخنزير وفرع أحدهما فل يطهر بالدباغ عندنا بل خألف
لنهما نجسان في حال الحياة والدباغ إنما يطهر جألدا نجس
بالموت لن غاية الدباغ نزع الفضلت ودفع الستحالت
ومعلوم أن الحياة أبلغ في ذلك من الدباغ فإذا لم تفد الحياة
الطهارة فأولى أن ل يفيد الدباغ
) وعظم الميتة وشعرها نجس إل الدمي ( الصل في ذلك
قوله تعالى } حرمت عليكم الميتة { وتحريم ما ليس بحرام
ول ضرر في
____________________
) (1/18
أكله يدل على نجاسته ول شك أن العظم والشعر من أجأزاء
الحيوان نعم في الشعر خألف في أنه ينجس بالموت أم ل
وهو قولن أحدهما ل ينجس لنه ل تحله الحياة فل روح فيه
فل ينجس بالموت بدليل أنه إذا قطع ل يحس ول يألم
وأظهرهما أنه ينجس وهو الذي جأزم به الشيخ لنه إن حلته
الحياة فينجس إل فينجس تبعا للجملة لنه من جأملتها كما
يجب غسله في الطهارة والجنابة
وأما العظم ففيه خألف قيل أنه كالشعر والمذهب القطع
بنجاسته لنه يحس ويألم بالقطع والصوف والوبر والريش
كالشعر فإذا قلنا بنجاستة الشعر ففي شعر الدمي قولن
بناء على نجاسته بالموت أن قلنا ينجس بالموت فكذا ينجس
شعره وإن قلنا ل ينجس وهو الراجأح فل ينجس شعره
بالموت على الصح والله أعلم & باب النية &
) وليجوز استعمال أواني الذهب والفضة ويجوز استعمال
غيرهما من الواني (
لما في الحديث الصحيح من رواية حذيفة رضي الله تعالى
عنه قال سمعت رسول صلى الله عليه وسلم يقول
) لتلبسوا الحرير ول الديباج ول تشربوا في آنية الذهب
والفضة فإنها لهم في الدنيا ولكم في الخأرة وفي مسلم
) الذي يشرب في آنية الذهب والفضة إنما يجرجأر في بطنه
نار جأهنم ( وفي رواية
) من شرب في آناء من ذهب أو فضة فإنما يجرجأر في بطنه
نارا من جأهنم ( وفي رواية
) إن الذي يأكل ويشرب ( الحديث وجأيم يجرجأر الثانية
مكسورة بل خألف قاله النووي وفي القليد حكاية الخلف
وأما النار فيجوز فيها الرفع والنصب والنصب هو الصحيح
ومعناه أن الشارب يلقى النار في بطنه بتجرع متتابع يسمع
له جأرجأرة وهي الصوت لتردده في حلقه وعلى رواية الرفع
تكون النار فاعلة ومعناه أن النار تصوت في جأوفه عافانا
الله تعالى منها ومن فعل يقربنا إليها
قال النووي في شرح مسلم قال أصحابنا انعقد الجأماع
على تحريم الكل والشرب وسائر الستعمال في إناء ذهب
أو فضة إل ما حكي عن داود وقول الشافعي قديم للشافعي
إنه يكره والمحققون ل يعتدون بخلف داود وكلم الشافعي
مؤول كما قاله صاحب التقريب مع أن الشافعي رجأع عن
____________________
) (1/19
هذا القديم فحصل أن الجأماع منعقد على تحريم استعمال
إناء الذهب والفضة في الكل والشرب والطهارة والكل
بعلقة من أحدهما والتبخر بمبخرة منها وجأميع وجأوه
الستعمال ومنها المكحلة والميل وظرف الغالية وغير ذلك
سواء الناء الصغير والكبير ويستوي في التحريم الرجأل
والمرأة بل خألف وإنما فرق بين الرجأل والمرأة في التحلي
لقصد زينة النساء للزوج والسيد ويحرم استعمال ماء الورد
والدهان في قماقم الذهب والفضة هذا هو الصحيح وفي
القناني وكذا يحرم تزيين الحوانيت والبيوت والمجالس
بأواني الذهب والفضة هذا هو الصواب وجأوزه بعض
الصحاب وهو غلط لن كل شيء أصله حرام فالنظر اليه
حرام وقد نص الشافعي والصحاب أنه لو توضأ أو اغتسل
من إناء ذهب أو فضة عصى ويحرم اتخاذ هذه الواني من
غير استعمال على الصحيح لن ما حرم استعماله حرم
اتخاذه كآلت اللهو عافانا الله الكريم من تعاطي ما هو
سبب للنار ويحرم على الصائغ صنعته ول يستحق أجأرة لن
فعله معصية ولو كسر شخص هذه الواني فل أرش عليه ول
يحل لحد أن يطالبه بالرش ول رفعه إلى ظالم من حكام
زماننا لنعم جأهلة ويتعاطون هذه الواني حتى يشربون
المسكر مع آلت اللهو وفي حديث أبي هريرة رضي الله
تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
) يمسخ ناس من أمتي في آخأر الزمان قردة وخأنازير قالوا
يا رسول الله أليس يشهدون أن ل اله ال الله وأنك رسول
الله قالوا بلى ولكنهم اتخذوا المعازف والقينات فباتوا على
لهوهم ولعبهم فأصبحوا وقد مسخوا قردة وخأنازير ( وفي
حديث أنس رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال
) من جألس إلى قينة يستمع منها صب في أذنيه النك (
والنك بضم النون والمد هو الرصاص المذاب والله أعلم
وأما أواني غير الذهب والفضة فإن كانت من الجواهر
النفيسة كالياقوت والفيروزج ونحوهما فهل تحرم فيه
خألف قيل تحرم لما فيها من الخيلء والسرف وكسر قلوب
الفقراء والصحيح أنها ل تحرم ول خألف أنه ل يحرم الناء
الذي نفاسته في صنعته ول يكره كلبس الكتان والصوف
النفيسين
) فرع ( لو اتخذ إناء من نحاس ونحوه وموهه بالذهب أو
الفضة إن حصل بالعرض على النار منه شيء حرم على
الصحيح وإن لم يحصل بالعرض على النار منه شيء
فالمرجأح في هذا الباب انه ل يحرم والمرجأح في باب زكاة
النقدين أنه يحرم قال النووي في شرح المهذب ولو موه
____________________
) (1/20
السيف وغيره من آلت الحرب أو غيرها بذهب تمويها ل
يحصل منه بالعرض على النار شيء فطريقان أصحهما وبه
قطع العراقيون التحريم للحديث ويدخأل فيه الخاتم والدواة
والمرملة وغيرها فليجتنب ذلك والله أعلم قال في شرح
المهذب وتمويه سقف البيت وجأداره بالذهب أو الفضه
حرام قطعا ثآم إن حصل منه شيء بالعرض على النار حرمت
استدامته وإل فل وتبعه إبن الرفعه على الجزم بذلك والله
أعلم قال & :باب السواك &
) فصل السواك مستحب في كل حال إل بعد الزوال للصائم
وهو في ثآلثآة مواضع أشد استحبابا عند تغير الفم من أزم
وعند القيام من النوم وعند القيام إلى الصلة (
السواك سنة مطلقا لقوله صلى الله عليع وسلم
) السواك مطهرة للفم مرضاة للرب ( و
) مطهرة ( بفتح الميم وكسرها هي كل أناء يتطهر به فشبه
السواك بذلك لنه يطهر الفم وهل يكره للصائم بعد الزوال
فيه خألف الراجأح في الرافعي والروضة أنه يكره لقوله
عليه الصلة والسلم
) لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك ( وفي
رواية
) يوم القيامة ( والخلوف بضم الخاء واللم هو التغيير وخأص
بما بعد الزوال لن تغير الفم بسبب الصوم حينئذ يظهر فلو
تغير فمه بعد الزوال بسبب آخأر كنوم أو غيره فاستاك لجأل
ذلك ل يكره وقيل ل يكره الستياك مطلقا وبه قال الئمة
الثلثآة ورجأحه النووي في شرح المهذب وقال القاضي
حسين يكره في الفرض دون النفل خأوفا من الرياء وقول
المصنف للصائم يؤخأذ منه أن الكراهة تزول بغروب الشمس
وهذا هو الصحيح في شرح المهذب وقيل تبقى الكراهة إلى
الفطر والله أعلم
ثآم السواك يتأكد استحبابه في مواضع منها عند تغير الفم
من أزم وغيره والزم قيل السكوت الطويل وقيل هو ترك
الكل وقوله وغيره يدخأل فيه ما إذا تغير يأكل ماله رائحة
كريهة كالثوم والبصل ونحوهما ومنها عند القيام من النوم
) كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استيقظ من
النوم استاك ( وروى
) يشوص فاه بالسواك ( ومعنى يشوص ينظف ويغسل
ووجأه تأكيد الستحباب عند القيام منه أن النوم يستلزم ترك
الكل والسكوت وهما من أسباب التغير ومنها عند القيام
إلى
____________________
) (1/21
الصلة لقوله صلى الله عليه ويلم
) لول أن اشق على أمتي لمرتهم بالسواك عند كل صلة (
وعن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال
) ركعتان بالسواك أفضل من سبعين ركعة بل سواك (
والسواك متأكد عند القيام إلى الصلة وإن لم يكن الفم
متغيرا ول فرق بين صلة الفرض والنفل حتى لو صلى صلة
ذات تسليمات كالضحى والتراويح والتجهد استحب له أن
يستاك لكل ركعتين وكذا للجنازة والطواف ول فرق بين
الصلة بالوضوء أو التيمم أو عند فقد الطهورين ويتأكد
الستحباب أيضا عند الوضوء وإن لم يصل لما ورد
) لول أن أشق أمتي لمرتهم بالسواك عند كل وضوء (
ويستحب عند قراءة القرآن وعند اصفرار السنان وإن لم
يتغير الفم
واعلم أنه يحصل الستياك بخرقة وبكل خأشن مزيل والعود
أولى والراك أولى والفضل أن يكون بيابس ندى بالماء
ويستحب غسله ليستاك به ثآانيا ولو استاك بإصبع غيره وهي
خأشنة أجأزأ قطعا قاله في شرح المهذب وفي إصبعه خألف
الراجأح في الروضة ل يجزىء والراجأح في شرح المهذب
الجأزاء وبه قطع القاضي حسين والمحاملي والبغو�