Kitab Fiqih Kifyatul Akhyar- Imam Syafi'i
http://www.shamela.ws
تم إعداد هذا الملف آليا بواسطة المكتبة الشاملة
كفاية الخأيارفي حل غاية الخأتصار
تقي الدين أبي بكر بن محمد الحسيني الحصيني
الدمشقي الشافعي
سنة الولدة /سنة الوفاة
تحقيق علي عبد الحميد بلطجي و محمد وهبي
سليمان
الناشر دار الخير
سنة النشر 1994
مكان النشر دمشق
عدد الجأزاء 1
تسمى قسمة المتشابهات وإنما تجري في الحبوب
والدراهم والدهان وسائر المثليات وكذا تجري في الدار
المتفقة البنية والرض المتشابهة الجأزاء وما في معناها
فتعديل النصباء في المكيل بالكيل وفي الموزون بالوزن
والرض المتساوية تجزأ أجأزاء متساوية بعدد النصباء إن
تساوت بأن كانت لثلثاة أثالثاا فيجعل ثالثاة أجأزاء متساوية ثام
يؤخأذ ثالثا رقاع متساوية ويكتب على كل رقعة اسم شريك
أو جأزء من الجأزاء ويميز بعضها عن بعض بحد أو جأهة أو
غيرهما وتدرج في بنادق متساوية وزنا وشكل من طين أو
شمع ونحوهما وتجعل في حجر رجأل لم يحضر الكتابة
والدراج فإن كان صبيا أو أعجميا كان أولى ثام يؤمر بإخأراج
رقعة أخأرى على الجزء الول من كتب اسماء الشركاء فمن
خأرج اسمه أخأذه ثام يؤمر بإخأراخ رقعه أخأرى على الجزىء
الذي يلي الول فمن خأرج اسمه أخأذه وتعين الباقي للثالث
وكما تجوز القسمة بالرقاع المدرجأة تجوز بالعصى والحصا
ونحوهما وإذا طلب أحد الشركاء في هذه القسمة فامتنع
أجأبر الممتنع على الصحيح لنه ل ضرر ويتخلص من سوء
المشاركة وتسمى هذه قسمة إجأبار كما تسمى قسمة إفراز
النوع الثاني قسمة التعديل والمشترك الذي تعدل سهامه
تارة يكون شيئا واحدا وتارة يكون شيئين فصاعدا فإن كان
شيئا واحدا كالرض تختلف أجأزاؤها لخأتلفها في قوة
النبات والقرب من الماء ونحو ذلك فيكون ثالثها لجودته
كثلثيها بالقيمة مثل فيجعل هذا سهما وهذان سهما إن
كانت بينهما نصفين وإن كانت شيئين فصاعدا فإن كانت
عقارا كدارين أو حانوتين متساويي القيمة فطلب أحدهما
القسمة بأن يجعل لهذا دارا ولهذا دارا لم يجبر الممتنع
سواء تجاور الحانوتان أو الداران أم ل لخأتلفا الغراض
باخأتلفا المحال والبنية فلو كانت دكاكين صغارا متلصقة
ل يحتمل آحادها القسمة ويقال لها العضائد فطلب أحدهما
القسمة أعيانا فهل يجبر الممتنع وجأهان
أحدهما ل كالمتفرقة وكالدور وأصحهما نعم يجبر للحاجأة
وكذا حكم الخان المشتمل على بيوت ومساكن ولو كانت دار
بين اثانين لها علو وسفل فطلب أحدهما قسمتها علوا أو
سفل أجأبر الخأر عند المكان وإن طلب أحدهما أن يجعل
العلو لواحد والسفل لخأر ل يجبر كذا أطلقه الصحاب وإن
كان غير عقار كأن اشتركا في دواب أو أشجار أو ثاياب
ونحوها فإن كانت من نوع واحد وأمكن التسوية بين
الشريكين عددا فالمذهب أنه يجبر على قسمتها أعيانا لقلة
اخأتلفا الغراض فيها بخلفا الدور وإن لم تمكن التسوية
كثلثاة أعبد بين اثانين بالسوية إل أن أحدهم يساوي الخأرين
في القيمة فإن قلنا بالجأبار عند استواء القيمة وهو
المذهب فهنا قولن كالرض المختلفة الجأزاء وإن كانت
الشركة ل ترتفع إل عن بعض العيان كعبدين بين اثانين
قيمة أحدهما مائة وقيمة الخأر مائتان فطلب أحدهما
القسمة ليختص من خأرجأت له القسمة بالخسيس ويكون له
في النفيس ربعه ففيه خألفا والرجأح ل إجأبار هنا لن
الشركة ل ترتفع بالكلية وإن كانت
____________________
) (1/560
العيان أجأناسا كدواب وثاياب وحنطة وشعير ونحو ذلك أو
أنواعا كجمل بختي وعربي وضأن ومعز وثاوبين كتان وقطن
ونحو ذلك فطلب أحدهما أن يقسم أجأناسا أو أنواعا لم يجبر
الخأر وإنما يقسم بالتراضي وكذا لو اخأتلطت النواع وتعذر
التمييز كتمر جأيد ورديء فل قسمة إل بالتراضي على ما
قطع به الجمهور وهو المذهب
النوع الثالث قسمة الرد وصورتها أن يكون في أحد جأانبي
الرض بئر أو شجر أو في الدار بيت ل يمكن قسمته فتضبط
قيمة ما اخأتص ذلك الجانب به وتقسم الرض والدار على أن
يرد من يأخأذ ذلك الجانب تلك القيمة وهذه ل إجأبار عليها بل
خألفا لنه دخأل في ذلك ما ل شركة فيه وكذا لو كان بينهما
عبدان ونحوهما بالسوية وقيمة أحدهما ألف وقيمة الخأر
ستمائة واقتسما على أن يرد أحد النفيس مائتين ليستويا
هذا هو المذهب المشهور نعم لو تراضيا بقسمة الرد جأاز
وبالجملة فالراجأح أن قسمة الرد والتعديل بيع وقسمة
الجأزاء إفراز على الراجأح ويشترط الرد في الرضا بعد
خأروج القرعة وكذا لو تراضيا بقسمة ما ل إجأبار فيه اشترط
الرضا بعد القرعة على الراجأح كقولهما رضينا بهذه القسمة
أو بما أخأرجأته القرعة إذا عرفت هذا فإن لم يكن في
القسمة تقويم وقد أمر الحاكم بها جأبرا جأاز قاسم واحد لن
قسمته تلزم بنفس قوله فأشبه الحاكم وهذا هو المذهب
وبه قطع جأماعة وإن كان في القسمة تقويم لم يكف إل
قاسمان لن التقويم ل يثبت إل باثانين كذا حكاه الرافعي
والبندنيجي والماوردي والروياني والبغوي وصاحب الكافي
وتبعهم النووي قال ابن الرفعة وقضيته أن الحاكم لو فوض
لواحد سماع البينة بالتقويم وأن يحكم به ل يكفي وقد قال
المام أن ذلك سائغ وعبارة الروضة إن كان تقويم اشترط
اثانان وللمام أن ينصب قاسما يجعله حاكما في التقويم
ويعتمد في التقويم على عدلين وقال ابن الرفعة إن تعلقت
بصبي أو مجنون اشترط اثانان وإل فل وقضية كلم ابن
الرفعة أن ذلك يجري فيما ل تقويم فيه واعلم أنه لو فوض
الشركاء القسمة إلى واحد بالتراضي جأاز بل خألفا قاله
الرافعي وتبعه النووي والله أعلم قال
) وإذا دعي أحد الشريكين إلى قسمة مال ضرر فيه لزم
الخأر إجأابته (
العيان المشتركة إذا طلب أحد الشريكين أو الشركاء
قسمتها وامتنع الخأر ينظر إن كان ل ضرر في القسمة أجأبر
الممتنع وذلك كالثياب الغليظة التي ل تنقص بقطعها
والراضي والدور والحبوب ونحو ذلك لنه ل ضرر وإن كان
عليها ضرر كالجواهر والثياب النفيسة التي تنقص بقطعها
أو الرحى أو البئر أو الحمام الصغير لم يجبر الممتنع لقوله
صلى الله عليه وسلم ل ضرر ول ضرار
____________________
) (1/561
ولنهيه عليه الصلة والسلم عن إضاعه المال فلو طلبوها
من الحاكم وكانت المنفعة تبطل بالكلية لم يجبهم ويمنعهم
أن يقتسموا بأنفسهم لنه سفه وإن نقصت كيف يكسر لم
يجبهم على الصح لكن ل يمنعهم أن يقتسموا بأنفسهم وإن
كان على أحدهما ضرر دون الخأر مثل أن يكون لحدهما
عشر الرض والخأر تسعة أعشار وإذا قسمت أمكن صاحب
العشار النتفاع 2بها دون الخأر فإن طلب صاحب العشر
لم يجبر الخأر على الصح وإن طلبها الخأر أجأبر صاحب
العشر على الصح لن صاحب العشر متعنت في طلبه إذ ل
نفع له فيما يملك بعد القسمة بخلفا الخأر فإنه ينتفع
فيعذر قلت ينبغي أن يقال إن كان صاحب العشر له ملك
ملصق إلى ما يحصل له بالقسمة أو موات وبالضافة إلى
ذلك ينتفع به فينبغي الجأبار لدفع سوء المشاركة وحصول
النتفاع والله أعلم قال & باب الدعاوي والبينات & فصل
في البينة وإذا كان مع المدعي بينة سمعها الحاكم وحكم له
بها فإن لم تكن بينة فالقول قول المدعي عليه
الصل في الدعاوي قوله لو يعطي الناس بدعواهم لدعى
ناس دماء رجأال وأموالهم ولكن اليمين على المدعي عليه
وفي رواية البينة على المدعي واليمين على المدعي عليه
والمعنى في جأعل البينة في جأانب المدعي لنها حجة قوية
بانتفاء التهمة لنها ل تجلب لنفسها نفعا ول تدفع عنها
ضررا وجأانب المدعي ضعيف لن ما يقوله خألفا الظاهر
فكلف الحجة القوية ليقوي بها ضعفه واليمين حجة ضعيفة
لن الحالف متهم يجلب لنفسه النفع وجأانبه قوي إذ الصل
براءة ذمته فاكتفوا منه بالحجة الضعيفة والصحيح أن
المدعي من يخالف قوله الظاهر والمدعي عليه من يوافق
قوله الظاهر فإذا أقام المدعي البينة قضي له بها ولو كان
بعد حلف المدعي عليه لطلق الخبر وقدمت البينة على
اليمين لن اليمين من جأهة الخصم وهو قول واحد بخلفا
البينة فيها فإن لم تكن بينة فالقول قول المدعي عليه
للحديث وقد ورد قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم
باليمين على المدعي عليه والله أعلم قال
____________________
) (1/562
) وإن نكل عن اليمين ردت على المدعي فيحلف ويستحق (
إذا كان الحق المدعي به لشخص معين يمكن تحليفه ونكل
المدعي عليه ردت اليمين على المدعي لنه عليه الصلة
والسلم رد اليمين على طالب الحق وقد ردت اليمين على
زيد بن ثاابت فحلف وعلى عثمان رضي الله عنه فلم يحلف
وهو مستفيض عن الصحابة رضي الله عنهم ولم يظهر
منهم مخالف فإن لم يمكن تحليفه الن كالصبي والمجنون
فالمشهور انتظار البلوغ والفاقة وإن كان الحق لغير معين
كالمسلمين كمن مات ول وارثا له إذا وجأد في دفتره ما يدل
عليه أو ادعى الموصي إليه أنه أوصى للفقراء بكذا فإنه
والحالة هذه يحبس المدعي عليه حتى يحلف أو يدفع الحق
لنه ل يمكن القضاء بالنكول بل يمين لن الحق يثبت
بالقرار أو بالبينة وليس النكول واحدا منهما ول يمكن رد
اليمين لن المستحق غير معين ول يمكن تركه لما فيه من
ترك الحق فتعين الحبس لفصل الخصومة وقيل يقضي
بالنكول ويؤخأذ منه الحق للضرورة وفي وجأه يخلي ومتولي
المسجد والوقف هل يحلف إذا نكل المدعي عليه ففيه أوجأه
المرجأح ل وقيل نعم وقيل إن باشر السبب بنفسه حلف وإل
فل فعلى الصحيح هل يقضي بالنكول أو يقف حتى تقوم
بينة وجأهان والله أعلم قال
) وإذا تداعيا في يد أحدهما فالقول قول صاحب اليد وإن
كان في أيديهما تحالفا ويجعل بينهما (
إذا تداعيا اثانان عينا ول بينة فإن كانت في يد أحدهما
فالقول قوله مع يمينه لن الشعث بن قيس رضي الله عنه
قال كان بيني وبين رجأل من اليهود أرض فجحدني فقدمته
إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال صلى الله عليه وسلم
ألك بينة قلت ل فقال لليهودي احلف فقلت يا رسول الله
إذن يحلف ويذهب بمالي فأنزل الله تعالى } إن الذين
يشترون بعهد الله وأيمانهم ثامنا قليل { الية وإن كان
المدعي في أيديهما أو لم يكن في يد واحد منهما حلفا
وجأعل بينهما لنه عليه الصلة والسلم قضى بمثل ذلك
والله أعلم
) فرع ( تداعيا دابة ولحدهما عليها حمل فالقول قول
صاحب الحمل مع يمينه لنفراده في
____________________
) (1/563
النتفاع بالدابة فلو تداعيا عبدا لحدهما عليه ثاوب لم يحكم
له بالعبد والفرق أن كون الحمل على الدابة انتفاع به فيده
عليها والمنفعة في لبس الثوب للعبد ل لصاحب الثوب فل
يدله قاله البغوي ولو تداعيا دابة حامل واتفقا على أن
الحمل لحدهما فهي لصاحب الحمل ولو تداعيا دابة ثالثاة
واحد سائقها والخأر آخأذ بزمامها والخأر راكبها فالقول
قول الراكب لوجأود النتفاع في حقه هذا هو الصحيح بخلفا
ما إذا تنازع اثانان جأدارا وعليه جأذوع لحدهما فإنه بينهما
ينتفعان به وإن امتاز صاحب الجذوع بزيادة كما لو كان في
دار ولحدهما فيها متاع فإنها بينهما ولو تنازع اثانان دابة
في اصطبل أحدهما ويدهما عليها فهي لهما إن كان فيه
دواب لغير مالكه وإل فهي لصاحب الصطبل فلو تنازعا
عمامة في يد أحدهما عشرها وفي يد الخأر باقيها حلفا
وجأعلت بينهما كما لو كان أحدهما في صحن الدار والخأر
في دهليزها أو على سطحها ولو كان غير محوط فإنها لهما
قال الماوردي ولو تنازعا شيئا في ظرفا ويد أحدهما على
الشيء ويد الخأر على الظرفا اخأتص كل منهما بما في يده
لنفصال أحدهما عن الخأر بخلفا ما لو تنازعا عبدا ويد
أحدهما عليه ويد الخأر على ثاوبه فإنه لمن يده على العبد ل
لمن يده على ثاوبه بخلفا العكس والله أعلم قال
) ومن حلف على فعل نفسه حلف على قطع والبت ومن
حلف على فعل غيره فإن كان إثاباتا حلف على نفي العلم (
من حلف على فعل نفسه حلف على القطع نفيا كان
المحلوفا عليه أو إثاباتا لحاطته بعلم حاله وإن حلف على
فعل غيره فإن كان على نفي حلف على نفي العلم إذا لم
يكن عبده أو بهيمته فيقول والله ما علمت أنه فعل كذا لنه
ل طريق له إلى القطع بنفيه فلم يكلف به كما ل يكلف
الشاهد بالقطع فيما ل يمكن فيه القطع فلو حلف على
القطع اعتد به قاله القاضي أبو الطيب وغيره وإن كان
إثاباتا حلف على البت لمكان الحاطة قال الرافعي هنا وكل
ما يحلف فيه على البت ل يشترط فيه اليقين بل يكفي ظن
مؤكد ينشأ من خأطه أو خأط أبيه أو نكول خأصمه وقال ابن
الصباغ إذا وجأد بخط أبيه أو أخأبره به عدل جأاز أن يحلف عليه
إن غلب على ظنه صدق ذلك وإن وجأده بخط أبيه أو أخأبره به
عدل جأاز أن يحلف عليه إن غلب على ظنه صدق ذلك وإن
وجأده بخط نفسه لم يطالب به ولم يحلف عليه حتى يتيقنه
لنه في خأطه يمكنه التذكر بخلفا خأط أبيه واقتصر الرافعي
على حكايته عنه عن الصحاب في كتاب القضاء قلت وكلم
الماوردي يوافق المذكور هنا ولفظه إذا رآه في جأانب يغلب
على ظنه صحته أو أخأبره به عدل فيجوز أن يدعى به وهل له
أن يحلف إذا ردت اليمين عليه أو شهد له به شاهد فيه
وجأهان أصحهما نعم والله أعلم وقول الشيخ إن كان نفيا
حلف على نفي العلم كذا ذكره الرافعي والنووي وغيرهما
وينبغي أن يكون ذلك في النفي المطلق أما نفي الفعل
المقيد بزمن فيكون على البت
____________________
) (1/564
البت لمكان الحاطة ويشهد له قولهم أن الشهادة على
النفي ل تجوز إل أن يكون محصورا فتجوز والله أعلم
) فرع ( من له عند شخص حق وليس له بينة وهو منكر فله
أن يأخأذ جأنس حقه من ماله إن قدر ول يأخأذ غير الجنس مع
قدرته على الجنس وفيه وجأه فإن لم يجد إل غير الجنس جأاز
له الخأذ على المذهب الذي قطع به جأمهور الصحاب ولو
أمكن تحصيل الحق بالقاضي بأن كان من عليه الحق مقرا
مماطل أو منكرا وعليه البينة أو كان يرجأو إقرارهه لو حضر
عند القاضي وعرض عليه اليمين فهل يستقل بالخأذ أم
يجب الرفع إلى القاضي فيه خألفا الراجأح جأواز الخأذ
ويشهد له قضية هند ولن في المرافعة مشقة ومؤنة
وتضييع زمان ثام متى جأاز له الخأذ فلم يصل إلى حقه إل
بكسر الباب ونقب الجدار جأاز له ذلك ول يضمن ما أتلف
كمن لم يقدر على دفع الصائل إل بإتلفا ماله فأتلفه ل
يضمن هذا هو الصحيح وفي مقالة شاذة يضمن والله أعلم
قال & باب الشهادة & فصل في الشهادة ول تقبل
الشهادة إل ممن اجأتمعت فيه خأمسة أوصافا السلم
والبلوغ والعقل والحرية والعدالة
الشهادة الخأبار بما شوهد
والصل فيها الكتاب والسنة وإجأماع المة قال الله تعالى
} وأشهدوا إذا تبايعتم { وهو أمر إرشاد وسئل رسول الله
صلى الله عليه وسلم عن الشهادة قال ترى الشمس قال
نعم فقال على مثلها فاشهد أو دع واليات والخأبار فيها
كثيرة ثام للشاهد صفات معتبرة في قبول شهادته منها
السلم فل تقبل شهادة كافر ذميا كان أو حربيا سواد شهد
على مسلم أو كافر واحتج له الرافعي بقوله صلى الله عليه
وسلم ل تقبل شهادة أهل دين على غير دين أهلهم إل
المسلمون فإنهم عدول على أنفسهم وعلى غيرهم ويحتج
بذلك بأن الشهادة نفوذ قول على الغير وذلك ولية والكافر
ليس من أهل الوليات ومنها البلوغ فل تقبل شهادة الصبي
وإن كان مراهقا
ومنها العقل فل تقبل شهادة المجنون لن الصبي
والمجنون إذا لم ينفذ قولهما في حق
____________________
) (1/565
أنفسهما إذا أقرا ففي حق غيرهما أولى ويحتج أيضا بقوله
تعالى } واستشهدوا شهيدين من رجأالكم فإن لم يكونا
رجألين فرجأل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء { فالصبي
ليس من الرجأال وهو المجنون ممن ل يرضون للشهادة
ومنها الحرية فل تقبل شهادة الرقيق قنا كان أو مدبرا أو
مكاتبا أو أم ولد لقوله تعالى } وأشهدوا ذوي عدل منكم {
والخطاب للحرار لنهم المشهود في حقهم وأيضا فقوله
منكم ليس لخأراج الكافر لنه خأرج بقوله ذوي عدل منكم
فتعين أنه لخأراج العبد ولن الشهادة صفة كمال وتفضيل
بدليل نقص شهادة النساء فوجأب أن ل يدخأل فيه العبد
ولنها نفوذ قول على الغير فهي ولية والعبد ليس أهل
للوليات
ومنها العدالة لقوله تعالى } وأشهدوا ذوي عدل منكم {
ولقوله تعالى } إن جأاءكم فاسق بنبأ فتبينوا { وقال عليه
الصلة والسلم ل تقبل شهادة خأائن ول خأائنة ول زان ول
زانية ثام معرفة العدل تحتاج إلى معرفة أمور بها يتميز
العدل من غيره فلهذا ذكر الشيخ لها شروطا قال
) وللعدالة خأمس شرائط أن يكون مجتنبا للكبائر غير مصر
على الصغائر (
ل تقبل الشهادة من صاحب كبيرة ول من مدمن على صغيرة
لن المتصف بذلك فاسق وإنما قلنا إنه فاسق لن الفسق
لغة الخروج ولهذا يقال فسقت الرطبة إذا خأرجأت من
قشرها والفسق في الشرع الميل عن الطريق وهو كذلك
والمراد بإدمان الصغيرة أن تكون الغالب من أفعاله ل أن
يفعلها أحيانا ثام يقلع عنها ولهذا قال الشافعي رضي الله
عنه إذا كان الغلب الطاعة والمروءة قبلت الشهادة وإن
كان الغلب المعصية وخألفا المروءة ردت شهادته وهل
المراد بالدمان السالب للعدالة المداومة على نوع واحد من
الصغائر أم الكثار منها سواء كانت من نوع أو أنواع قال
الرافعي منهم من يفهم كلمه الول ومنهم من يفهم كلمه
الثاني ويوافقه قول الجمهور من غلبت معاصيه طاعته
ردت شهادته ولفظ المختصر قريب منه قلت ومقتضى
ترجأيحه الثاني أن المداومة على الصغيرة ل تسلب العدالة
وليس كذلك فقد صرح هو نفسه في غير موضع أن
المداومة على الصغيرة تصير كبيرة فاعرفه والله أعلم
____________________
) (1/566
وللصحاب اخأتلفا في حد الكبيرة وليس هذا الكتاب من
متعلقات البسط فلنذكر حدين مما ذكره الرافعي أحدهما
ذكره البغوي فقال الكبيرة ما توجأب الحد وقال غيره ما
يلحق صاحبها وعيد شديد بنص كتاب أو سنة قال الرافعي
وهم إلى ترجأيح الول أميل يعني إلى ما قاله البغوي لكن
الثاني أوفق لما ذكروه عند تفصيل الكبائر قلت وقال
الماوردي الكبيرة ما أوجأبت الحد أو توجأه إلى الفاعل الوعيد
والصغيرة ما قل فيها الثام والله أعلم قال
) وأن يكون سليم السريرة مأمونا عند الغضب محافظا على
مروءة مثله (
قوله سليم السريرة احترز به عن سيئها من أهل البدع
والهواء
وللناس خألفا منتشر في تكفيرهم وإن كانوا من أهل
القبلة ول شك أن منهم من هو كافر قطعا ومنهم من ليس
بكافر قطعا ومنهم من فيه خألفا وليس هذا موضع بسطه
والكلم فيمن تقبل شهادته منهم ومن ل تقبل قال النووي
في أصل الروضة من كفر من أهل البدع ل تقبل شهادته
وأما من لم يكفر من أهل البدع والهواء فقد نص الشافعي
في الم والمختصر على قبول شهادتهم إل الخطابية وهم
قوم يرون جأواز شهادة أحدهم لصاحبه إذا سمعه يقول لي
عند فلن كذا فيصدقه بيمين أو غيرها ثام يشهد له اعتمادا
على أنه ل يكذب هذا نصه
والصحاب فيه على ثالثا فرق فرقة جأرت على ظاهر نصه
وقبلت شهادة جأميعهم وهذه طريقة الجمهور واستدلوا
بأنهم مصيبون في زعمهم ولم يظهر منهم ما يسقط الثقة
بقوله حتى قبل هؤلء شهادة من سب الصحابة والسلف
رضي الله عنهم لنه يقدم عليه عن اعتقاد ل عن عداوة
وعناد قالوا لو شهد خأطابي وذكر في شهادته ما يقطع
احتمال العتماد على قول المدعي بأن قال سمعت فلنا
يقر بكذا لفلن أو رأيه أقربه قبلت شهادته وفرقة منهم
الشيخ أبو حامد ومن تبعه حملوا النص على المخالفين في
الفروع وردوا شهادة أهل الهواء كلهم وقالوا هم بالرد
أولى من الفسقة وفرقة ثاالثة توسطوا فردوا شهادة
بعضهم دون بعض فقال أبو إسحاق من أنكر إمامة أبي بكر
الصديق رضي الله عنه ردت شهادته لمخالفة الجأماع ورد
الشيخ أبو محمد شهادة الذين يسبون الصحابة ويقذفون أم
المؤمنين عائشة رضي الله عنها وعن الصحابة أجأمعين
فإنها محصنة كما نطق به القرآن العظيم وعلى هذا جأرى
المام والغزالي والبغوي واستحسنه الرافعي وفي الرقم
أن شهادة الخوارج مردودة لتكفيرهم أهل القبلة ثام قال
النووي قلت الصواب مقالة الفرقة الولى وهو قبول
شهادة الجميع فقد قال الشافعي رضي الله عنه في الم
ذهب الناس في تأويل القرآن والحاديث إلى أمور تباينوا
فيها تباينا شديدا واستحل بعضهم من بعض ما تطول حكايته
وكان ذلك متقادما منه ما كان في عهد السلف وإلى يومنا
هذا ولم نعلم أحدا من سلف الئمة يقتدي به ول من بعدهم
من التابعين رد شهادة أحد بتأول وإن خأطأه وضلله ورآه
استحل ما حرم الله تعالى
____________________
) (1/567
عليه فل ترد شهادة أحد بشيء من التأويل إذا كان له وجأه
يحتمله وإن بلغ فيه استحلل المال والدم هذا نصه بحروفه
وفيه التصريح بما ذكرناه من تأويل تكفير القائل بخلق
القرآن نعم قاذفا عائشة رضي الله عنها كافر فل تقبل
شهادته انتهى كلم النووي قلت كلم النووي صريح في
قبول شهادة من يستحل في تأويله الدم والمال وقد بالغ
في ذلك فقال الصواب كذا ول شك أن البغاة نوع من
المخالفين بتأويل وقد ذكر الرافعي هنا أن الباغي إن كان
يستحل دماء أهل العدل وأموالهم ل ينفذ حكم حاكمهم ول
تقبل شهادة شاهدهم ونقله عن المعتبرين وتبعه النووي
على ذلك وعلل بالفسق بل جأزما بذلك في المحرر ولمنهاج
ولفظه وتقبل شهادة البغاة وقضاء قاضيهم فيما يقبل
قضاء قاضينا إل أن يستحل دماءنا وقد ذكر النووي قبل هذا
ما يقتضي قبول شهادة المجسمة لكنه جأزم في شرح
المهذب بتكفيرهم ذكره في صفة الئمة فلينتبه له
والخطابية هم أصحاب ابن خأطاب الكوفي وهم يعتقدون أن
الكذب كفر وإن من كان على مذهبهم ل يكذب فيصدقونه
على ما يقوله ويشهدون له بمجرد إخأباره وهذه شهادة زور
لنها شهادة على غير مشهود عليه والله أعلم
وقول الشيخ مأمونا عند الغضب احترز به عمن ل يؤمن عند
غضب ككثير في زماننا هذا فل تقبل شهادته لنه غيره
مأمون فسقطت الثقة به وقول الشيخ محافظا على مروءة
مثله احترز به عمن ليس كذلك فل تقبل شهادة القمام وهو
الذي يجمع القمامة أي الكناسة ويحملها وكذا القيم في
الحمام ومن يلعب بالحمام يعني يطيرها لينظر تقلبها في
الجو وكذا المغني سواء أتى الناس أو أتوه وكذا الرقاص
كهذه الصوفية الذين يسعون إلى ولئم الظلمة والمكسة
ويظهرون التواجأد عند رقصهم وتحريك رؤوسهم وتلويح
لحاهم الخسيسة صنع المجانين وإذا قرئ القرآن ل
يستمعون له ول ينصتون وإذا نعق مزمار الشيطان صاح
بعضهم على بعض بالوسواس قاتلهم الله ما أفسقهم
وأزهدهم في كتاب الله وأرغبهم في مزمار الشيطان
وقرن الشيطان عافانا الله من ذلك
وكذا ل تقبل شهادة من يأكل في السواق ومثله ل يعتاد
بخلفا من يأكل قليل على باب دكانه لجوع كما قاله
البندنيجي أو كان ممن عادتهم الغذاء في السواق
كالصباغين والسماسرة وكذا ل تقبل شهادة من يمد رجأله
عند الناس بل مرض كما قاله البندنيجي وكذا ل تقبل شهادة
من يلعب بالشطرنج على الطريق وكذا ل تقبل شهادة من
يكشف عن بدنه مال يعتاد وإن لم يكن عورة وكذا ل تقبل
شهادة من يكثر من الحكايات المضحكة أو يذكر أهله أو
زوجأته بالسخف كما ذكره ابن الصباغ ونحو ذلك ومدار ذلك
كله على حفظ المروءة لن الصل في ذلك إن حفظ
المروءة من الحياء ووفور العقل وطرح ذلك إما لخبل
بالعقل أو قلة حياء أو قلة مبالته بنفسه وحينئذ فل يوثاق
بقوله في حق غيره وهو أولى لن من ل يحافظ على ما
يشينه في نفسه فغيره
____________________
) (1/568
أولى فإن من ل حياة فيه يصنع ما يشاء وقد اخأتلفت عبارات
الصحاب في حد المروءة مع تقاربها في المعنى فقيل أن
يصون نفسه عن الدناس وما يشينها بين الناس وقيل أن
يسير كسير أشكاله في زمانه ومكانه وقيل غير ذلك
والضابط العرفا وللماوردي وغيره من الصحاب في ذلك
أمور مهمة مستكثرة ل يحتملها هذا المختصر والله أعلم
قال & باب أقسام المشهود به & فصل والحقوق ضربان
حق الله وحق الدمي فأما حقوق الدميين فعلى ثالثاة
أضرب ضرب ل يقبل فيه إل شاهدان ذكران أو رجأل
وامرأتان أو شاهد ويمين المدعي وهو ما كان القصد منه
المال
المقصود من هذه الجملة بيان عدد الشهود وصفتهم من
الذكورة والنوثاة ول شك أن الحقوق على ضربين حق الله
سبحانه وتعالى وحق الدميين أما حق الله فسيأتي إن شاء
الله وأما حقوق الدميين فهي على ثالثاة أضرب كما ذكره
الشيخ الول ما هو مال أو كان المقصود منه المال أما المال
كالعيان والديون وأما ما كان المقصود من المال وذلك
كالبيع والجأارة والرهن والقرار والغصب وقتل الخطأ ونحو
ذلك فيقبل فيه رجألن أو رجأل وامرأتان لقوله تعالى
} واستشهدوا شهيدين من رجأالكم فإن لم يكونا رجألين
فرجأل وامرأتان { فكان على عموم إل ما خأصه دليل قال
القاضي أبو الطيب وهذا بالجأماع
ثام ل فرق بين أن تتقدم شهادة الرجأل على المرأتين أو
تتأخأر وسواء قدر على رجألين أو لم يقدر وكما يقبل في هذا
الضرب رجأل وامرأتان كذلك يقبل فيه شاهد ويمين المدعي
لنه صلى الله عليه وسلم قضى بشاهد ويمين ورد من رواية
ابن عباس وقال الماوردي ورواه من الصحابة عن النبي
صلى الله عليه وسلم ثامانية علي وابن عباس وأبو هريرة
وجأابر وعبد الله بن عمرو بن العاص وأبي بن كعب وزيد بن
ثاابت وسعد بن عبادة رضي الله عنهم
ول فرق في ذلك بين أن يتمكن من البينة الكاملة أم ل لنها
حجة تامة وفيه وجأه نعم يشترط أن يتعرض في يمينه لصدق
شاهده فيقول والله إن شاهدي لصادق فيما شهد به وإني
لمستحق لكذا هذا هو الصحيح وقيل ل يشترط ذلك ويكفي
القتصار على الستحقاق لن
____________________
) (1/569
اليمين بمنزلة الشاهد الخأر ووجأه مقابله أن اليمين مع
الشاهد حجتان مختلفتا الجنس فوجأب ربط إحداهما
بالخأرى ويجب تأخأير اليمين على الشاهد وتعديله على
الصحيح الذي قطع به الجمهور والله أعلم
) فرع ( هل يقبل في الوقف ما يقبل في المال من رجأل
وامرأتين أو رجأل ويمين فيه خألفا الصحيح أنه يقبل ونص
عليه الشافعي رضي الله عنه وإن قلنا ينتقل إلى الله تعالى
لن المقصود من الوقف تمليك غلة الموقوفا للموقوفا
عليه وهي منفعة مالية فأشبه الجأارة ولو شهد بالسرقة
رجأل وامرأتان ثابت المال دون القطع على الصحيح وكذا لو
شهد رجأل وامرأتان على صداق في نكاح فإنه يثبت الصداق
لنه المقصود والله أعلم قال
) وضرب يقبل فيه شاهدان ذكران وهو النسب (
هذا هو الضرب الثاني وهو ما ليس بمال ول يقصد منه المال
وهو مما يطلع عليه الرجأال كالنسب والنكاح والطلق
والعتاق والولء والوكالة والوصية وقتل العمد الذي يقصد به
القصاص وسائر الحدود غير حد الزنا وكذا السلم والردة
أعاذنا الله منها
والبلوغ وانقضاء العدة والعفو عن القصاص واليلء
والظهار والموت والخلع من جأانب المرأة والتدبير وكذا
الكتابة في الصح فل يقبل في ذلك إل رجألن
والاصل في بعض ذلك قوله تعالى } حين الوصية اثانان ذوا
عدل منكم { وقال تعالى } فأمسكوهن بمعروفا أو
فارقوهن بمعروفا وأشهدوا ذوي عدل منكم { قال صلى
الله عليه وسلم ل نكاح إل بولي مرشد وشاهدي عدل وقال
ابن شهاب مضت السنة من رسول الله صلى الله عليه
وسلم أنه ل تجوز شهادة النساء في الحدود ول في النكاح
ول في الطلق وفيه إرسال والله أعلم
) فرع ( ادعى شخص على آخأر أنغصبه مال فقال إن كنت
غصبته فامرأتي طالق فأقام المدعي على الغاصب شاهدا
وحلف معه أو رجأل وامرأتين ثابت الغصب وترتب عليه
الضمان ول يقع الطلق كما لو قال إن ولدت فأنت طالق
فأقامت أربع نسوة على الولدة ثابت النسب والولدة
____________________
) (1/570
ول تطلق والله أعلم قال
) وضرب ل يقبل فيه إل أربع نسوة وهو ما ل يطلع عليه
الرجأال (
هذا هو الضرب الثالث وهو ما ل يطلع عليه الرجأال وتختص
النساء بمعرفته غالبا فيقبل فيه شهادتهن منفردات وذلك
كالولدة والبكارة والثيوبة والرتق والقرن والحيض والرضاع
وكذا عيوب المرأة من برص وغيره تحت الزار حرة كانت أو
أمة وكذا استهلل الولد على المشهور فكل هذا الضرب ل
يقبل فيه إل أربع نسوة واحتج لشهادتين منفردات بقول
الزهري مضت السنة بأن تجوز شهادة النساء في كل شيء
ل يليه غيرهن رواه عبد الرزاق عنه بمعناه ول الرجأال ل
يرون ذلك غالبا فلو لم تقبل منهن لتعذر إثاباته واعتبار
الربع لن الله تعالى أقام كل امرأتين حيث قبلت شهادة
النساء مقام رجأل وقال عليه الصلة والسلم أما نقصان
عقلهن فإن شهادة المرأتين بشهادة رجأل واحد وإذا جأاز
شهادة النساء الخلص جأاز شهادة رجأل وامرأتين أو رجألين
وهو أولى بالقبول والله أعلم
) فرع ( ما يثبت بشهادة النساء الخلص الصح أنه ل يثبت
بشاهد ويمين ول بامرأتين ويمين وقيل يثبت في كل ذلك
بامرأتين ويمين وكل ما يثبت بشهادة النساء المنفردات
بالنسبة إلى الشهادة على الفعل ل تقبل فيه شهادتهن
على القرار صرح به المتولي وغيره في القرار بالرضاع
والله أعلم قال
) وأما حقوق الله تعالى فل تقبل فيها النساء وهي على
ثالثاة أضرب ضرب ل يقبل فيه أقل من أربعة وهو الزنا (
ل يقبل في حد الزنا واللواط وإتيان البهائم إل أربعة من
الرجأال وحجة ذلك في الزنا واللواط قوله تعالى } واللتي
يأتين الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا عليهن أربعة منكم
{ وقوله تعالى } لول جأاؤوا عليه بأربعة شهداء { وورد أن
سعد بن عبادة رضي الله عنه قال لرسول الله أو أن
السلطان يحلل أو شهداء قال نعم ولن الزنا واللواط من
أعظم الفواحش فغلظ في الشهادة عليهما ليكون أستر
للمحارم
____________________
) (1/571
وأما إتيان البهائم فإنه إتيان فرج في فرج يوجأب الغسل
فأشبه الدمي وقيل إن قلنا الواجأب في إتيان البهائم
التعزير وهو الراجأح قيل فيه شاهدان لخروجأه عن حكم الزنا
وهذا ضعيف جأدا لن نقصان العقوبة ل يدل على نقصان
الشهادة بدليل زنا المة فلو شهد ثالثاة بالزنا فهل يجب الحد
على الشهود فيه خألفا الراجأح أنهم يحدون لعدم تمام
الحجة ولنا لو لم نوجأب الحد لتخذ الناس الشهادة ذريعة
إلى القذفا فتستباح العراض بصورة الشهادة والله أعلم
قال
) وضرب يقبل فيه شاهدان وهو غير الزنا من الحدود (
وهذا هو الضرب الثاني من حقوق الله تعالى ول مدخأل
للنساء فيه ول يقبل فيه إل رجألن كحد الشرب وقطع
الطريق والقتل بالردة ونحو ذلك لقوله تعالى } وأشهدوا
ذوي عدل منكم { وقياسا على النكاح والوصية والله أعلم
قال
) وضرب يقبل فيه شاهد واحد وهو هلل رمضان (
ل يقبل الواحد إل في هلل رمضان على الراجأح واحتج له
بقول ابن عمر رضي الله عنهما تراءى الناس الهلل
فأخأبرت رسول الله صلى الله عليه وسلم أني رأيته فصام
وأمر الناس بصيامه ويستثنى مع مسألة الهلل مسألة أخأرى
ذكرها المتولي ونقلها عنه النووي في شرح المهذب فقال
فرع ذكر المتولي أنه لو مات كافر فشهد واحد أن أسلم فل
يحكم بأنه مسلم في الرثا فيرثاه الكافر ل المسلم وهل
يحكم به في جأواز الصلة عليه قولن كما في ثابوت هلل
رمضان واستثنى الشيخ تاج الدين بن الفركاح مسألة نقلها
عن الماوردي وهم فيها فليعلم ذلك والله أعلم قال
) ول تقبل شهادة العمى إل في خأمسة مواضع النسب
والموت والملك المطلق والترجأمة وعلى المضبوط وما
تحمله قبل العمى (
اعلم أن المشهود به قد يكون العلم به من جأهة حاسة البصر
وقد يكون من جأهة حاسة السمع فبأي الجهتين حصل العلم
جأاز العتماد فيه على قبول الشهادة فمما يستفاد العلم به
بحاسة السمع ما طريقه الستفاضة وذلك كالنسب والموت
والملك المطلق لن الشهادة والحالة هذه معتمدة على
السماء فالعمى والبصير في ذلك على السواء هذا هو
الصحيح الذي قاله الجمهور وقيل ل تقبل شهادة العمى
في ذلك لن المخبرين ل بد من العلم بعدالتهم
____________________
) (1/572
والعمى ل يشاهدهم فل يعرفا عدالتهم قال القاضي أبو
الطيب وهذا يعني القبول محمول على ما إذا سمع ذلك في
دفعات وتكرر من قوم مختلفين في أزمان حتى يتيقنه
ويصير كالتواتر عنده ول يجوز التحمل إل على هذا الوجأه
وكما تجوز الشهادة في هذه المواضع كذلك تجوز شهادته
في الترجأمة على الصح وكذا تجوز شهادة العمى على
المضبوط وصورة المسألة أن يقر شخص في أذنه بشيء
فيمسكه إما بأن يضع يده على رأسه أو بأن يمسك بيده
ويحمله إلى القاضي ويشهد عليه بما قاله في أذنه لحصول
العلم بذلك هذا هو الصح وفي وجأه ل يقبل لجواز أن يكون
المقر غيره وهو بعيد قال القاضي حسين ومحل الخلفا إذا
جأمعهما مكان خأال وألصق فاه بأذنه وضبطه فلو كان هناك
جأماعة وأقر في أذنه لم يقبل وكذلك تقبل شهادة العمى
فيما تحمله قبل العمي بشرط أن يعرفا اسم المشهود عليه
ونسبه لن العمى كالبصير في العلم بذلك والبصير له أن
يشهد والحالة هذه وإن لم ير المشهود عليه لغيبة أو موت
فكذلك العمى والله أعلم
قلت وأيد ابن الصلح احتمال في إلحاق موضع سادس وهو
أن يألف شخصا ويعرفا صورته ضرورة فينبغي أن يجوز أن
يشهد عليه لنه يقين ولهذا قال أصحابنا له أن يشهد
بالستفاضة وهذا �
تم إعداد هذا الملف آليا بواسطة المكتبة الشاملة
كفاية الخأيارفي حل غاية الخأتصار
تقي الدين أبي بكر بن محمد الحسيني الحصيني
الدمشقي الشافعي
سنة الولدة /سنة الوفاة
تحقيق علي عبد الحميد بلطجي و محمد وهبي
سليمان
الناشر دار الخير
سنة النشر 1994
مكان النشر دمشق
عدد الجأزاء 1
تسمى قسمة المتشابهات وإنما تجري في الحبوب
والدراهم والدهان وسائر المثليات وكذا تجري في الدار
المتفقة البنية والرض المتشابهة الجأزاء وما في معناها
فتعديل النصباء في المكيل بالكيل وفي الموزون بالوزن
والرض المتساوية تجزأ أجأزاء متساوية بعدد النصباء إن
تساوت بأن كانت لثلثاة أثالثاا فيجعل ثالثاة أجأزاء متساوية ثام
يؤخأذ ثالثا رقاع متساوية ويكتب على كل رقعة اسم شريك
أو جأزء من الجأزاء ويميز بعضها عن بعض بحد أو جأهة أو
غيرهما وتدرج في بنادق متساوية وزنا وشكل من طين أو
شمع ونحوهما وتجعل في حجر رجأل لم يحضر الكتابة
والدراج فإن كان صبيا أو أعجميا كان أولى ثام يؤمر بإخأراج
رقعة أخأرى على الجزء الول من كتب اسماء الشركاء فمن
خأرج اسمه أخأذه ثام يؤمر بإخأراخ رقعه أخأرى على الجزىء
الذي يلي الول فمن خأرج اسمه أخأذه وتعين الباقي للثالث
وكما تجوز القسمة بالرقاع المدرجأة تجوز بالعصى والحصا
ونحوهما وإذا طلب أحد الشركاء في هذه القسمة فامتنع
أجأبر الممتنع على الصحيح لنه ل ضرر ويتخلص من سوء
المشاركة وتسمى هذه قسمة إجأبار كما تسمى قسمة إفراز
النوع الثاني قسمة التعديل والمشترك الذي تعدل سهامه
تارة يكون شيئا واحدا وتارة يكون شيئين فصاعدا فإن كان
شيئا واحدا كالرض تختلف أجأزاؤها لخأتلفها في قوة
النبات والقرب من الماء ونحو ذلك فيكون ثالثها لجودته
كثلثيها بالقيمة مثل فيجعل هذا سهما وهذان سهما إن
كانت بينهما نصفين وإن كانت شيئين فصاعدا فإن كانت
عقارا كدارين أو حانوتين متساويي القيمة فطلب أحدهما
القسمة بأن يجعل لهذا دارا ولهذا دارا لم يجبر الممتنع
سواء تجاور الحانوتان أو الداران أم ل لخأتلفا الغراض
باخأتلفا المحال والبنية فلو كانت دكاكين صغارا متلصقة
ل يحتمل آحادها القسمة ويقال لها العضائد فطلب أحدهما
القسمة أعيانا فهل يجبر الممتنع وجأهان
أحدهما ل كالمتفرقة وكالدور وأصحهما نعم يجبر للحاجأة
وكذا حكم الخان المشتمل على بيوت ومساكن ولو كانت دار
بين اثانين لها علو وسفل فطلب أحدهما قسمتها علوا أو
سفل أجأبر الخأر عند المكان وإن طلب أحدهما أن يجعل
العلو لواحد والسفل لخأر ل يجبر كذا أطلقه الصحاب وإن
كان غير عقار كأن اشتركا في دواب أو أشجار أو ثاياب
ونحوها فإن كانت من نوع واحد وأمكن التسوية بين
الشريكين عددا فالمذهب أنه يجبر على قسمتها أعيانا لقلة
اخأتلفا الغراض فيها بخلفا الدور وإن لم تمكن التسوية
كثلثاة أعبد بين اثانين بالسوية إل أن أحدهم يساوي الخأرين
في القيمة فإن قلنا بالجأبار عند استواء القيمة وهو
المذهب فهنا قولن كالرض المختلفة الجأزاء وإن كانت
الشركة ل ترتفع إل عن بعض العيان كعبدين بين اثانين
قيمة أحدهما مائة وقيمة الخأر مائتان فطلب أحدهما
القسمة ليختص من خأرجأت له القسمة بالخسيس ويكون له
في النفيس ربعه ففيه خألفا والرجأح ل إجأبار هنا لن
الشركة ل ترتفع بالكلية وإن كانت
____________________
) (1/560
العيان أجأناسا كدواب وثاياب وحنطة وشعير ونحو ذلك أو
أنواعا كجمل بختي وعربي وضأن ومعز وثاوبين كتان وقطن
ونحو ذلك فطلب أحدهما أن يقسم أجأناسا أو أنواعا لم يجبر
الخأر وإنما يقسم بالتراضي وكذا لو اخأتلطت النواع وتعذر
التمييز كتمر جأيد ورديء فل قسمة إل بالتراضي على ما
قطع به الجمهور وهو المذهب
النوع الثالث قسمة الرد وصورتها أن يكون في أحد جأانبي
الرض بئر أو شجر أو في الدار بيت ل يمكن قسمته فتضبط
قيمة ما اخأتص ذلك الجانب به وتقسم الرض والدار على أن
يرد من يأخأذ ذلك الجانب تلك القيمة وهذه ل إجأبار عليها بل
خألفا لنه دخأل في ذلك ما ل شركة فيه وكذا لو كان بينهما
عبدان ونحوهما بالسوية وقيمة أحدهما ألف وقيمة الخأر
ستمائة واقتسما على أن يرد أحد النفيس مائتين ليستويا
هذا هو المذهب المشهور نعم لو تراضيا بقسمة الرد جأاز
وبالجملة فالراجأح أن قسمة الرد والتعديل بيع وقسمة
الجأزاء إفراز على الراجأح ويشترط الرد في الرضا بعد
خأروج القرعة وكذا لو تراضيا بقسمة ما ل إجأبار فيه اشترط
الرضا بعد القرعة على الراجأح كقولهما رضينا بهذه القسمة
أو بما أخأرجأته القرعة إذا عرفت هذا فإن لم يكن في
القسمة تقويم وقد أمر الحاكم بها جأبرا جأاز قاسم واحد لن
قسمته تلزم بنفس قوله فأشبه الحاكم وهذا هو المذهب
وبه قطع جأماعة وإن كان في القسمة تقويم لم يكف إل
قاسمان لن التقويم ل يثبت إل باثانين كذا حكاه الرافعي
والبندنيجي والماوردي والروياني والبغوي وصاحب الكافي
وتبعهم النووي قال ابن الرفعة وقضيته أن الحاكم لو فوض
لواحد سماع البينة بالتقويم وأن يحكم به ل يكفي وقد قال
المام أن ذلك سائغ وعبارة الروضة إن كان تقويم اشترط
اثانان وللمام أن ينصب قاسما يجعله حاكما في التقويم
ويعتمد في التقويم على عدلين وقال ابن الرفعة إن تعلقت
بصبي أو مجنون اشترط اثانان وإل فل وقضية كلم ابن
الرفعة أن ذلك يجري فيما ل تقويم فيه واعلم أنه لو فوض
الشركاء القسمة إلى واحد بالتراضي جأاز بل خألفا قاله
الرافعي وتبعه النووي والله أعلم قال
) وإذا دعي أحد الشريكين إلى قسمة مال ضرر فيه لزم
الخأر إجأابته (
العيان المشتركة إذا طلب أحد الشريكين أو الشركاء
قسمتها وامتنع الخأر ينظر إن كان ل ضرر في القسمة أجأبر
الممتنع وذلك كالثياب الغليظة التي ل تنقص بقطعها
والراضي والدور والحبوب ونحو ذلك لنه ل ضرر وإن كان
عليها ضرر كالجواهر والثياب النفيسة التي تنقص بقطعها
أو الرحى أو البئر أو الحمام الصغير لم يجبر الممتنع لقوله
صلى الله عليه وسلم ل ضرر ول ضرار
____________________
) (1/561
ولنهيه عليه الصلة والسلم عن إضاعه المال فلو طلبوها
من الحاكم وكانت المنفعة تبطل بالكلية لم يجبهم ويمنعهم
أن يقتسموا بأنفسهم لنه سفه وإن نقصت كيف يكسر لم
يجبهم على الصح لكن ل يمنعهم أن يقتسموا بأنفسهم وإن
كان على أحدهما ضرر دون الخأر مثل أن يكون لحدهما
عشر الرض والخأر تسعة أعشار وإذا قسمت أمكن صاحب
العشار النتفاع 2بها دون الخأر فإن طلب صاحب العشر
لم يجبر الخأر على الصح وإن طلبها الخأر أجأبر صاحب
العشر على الصح لن صاحب العشر متعنت في طلبه إذ ل
نفع له فيما يملك بعد القسمة بخلفا الخأر فإنه ينتفع
فيعذر قلت ينبغي أن يقال إن كان صاحب العشر له ملك
ملصق إلى ما يحصل له بالقسمة أو موات وبالضافة إلى
ذلك ينتفع به فينبغي الجأبار لدفع سوء المشاركة وحصول
النتفاع والله أعلم قال & باب الدعاوي والبينات & فصل
في البينة وإذا كان مع المدعي بينة سمعها الحاكم وحكم له
بها فإن لم تكن بينة فالقول قول المدعي عليه
الصل في الدعاوي قوله لو يعطي الناس بدعواهم لدعى
ناس دماء رجأال وأموالهم ولكن اليمين على المدعي عليه
وفي رواية البينة على المدعي واليمين على المدعي عليه
والمعنى في جأعل البينة في جأانب المدعي لنها حجة قوية
بانتفاء التهمة لنها ل تجلب لنفسها نفعا ول تدفع عنها
ضررا وجأانب المدعي ضعيف لن ما يقوله خألفا الظاهر
فكلف الحجة القوية ليقوي بها ضعفه واليمين حجة ضعيفة
لن الحالف متهم يجلب لنفسه النفع وجأانبه قوي إذ الصل
براءة ذمته فاكتفوا منه بالحجة الضعيفة والصحيح أن
المدعي من يخالف قوله الظاهر والمدعي عليه من يوافق
قوله الظاهر فإذا أقام المدعي البينة قضي له بها ولو كان
بعد حلف المدعي عليه لطلق الخبر وقدمت البينة على
اليمين لن اليمين من جأهة الخصم وهو قول واحد بخلفا
البينة فيها فإن لم تكن بينة فالقول قول المدعي عليه
للحديث وقد ورد قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم
باليمين على المدعي عليه والله أعلم قال
____________________
) (1/562
) وإن نكل عن اليمين ردت على المدعي فيحلف ويستحق (
إذا كان الحق المدعي به لشخص معين يمكن تحليفه ونكل
المدعي عليه ردت اليمين على المدعي لنه عليه الصلة
والسلم رد اليمين على طالب الحق وقد ردت اليمين على
زيد بن ثاابت فحلف وعلى عثمان رضي الله عنه فلم يحلف
وهو مستفيض عن الصحابة رضي الله عنهم ولم يظهر
منهم مخالف فإن لم يمكن تحليفه الن كالصبي والمجنون
فالمشهور انتظار البلوغ والفاقة وإن كان الحق لغير معين
كالمسلمين كمن مات ول وارثا له إذا وجأد في دفتره ما يدل
عليه أو ادعى الموصي إليه أنه أوصى للفقراء بكذا فإنه
والحالة هذه يحبس المدعي عليه حتى يحلف أو يدفع الحق
لنه ل يمكن القضاء بالنكول بل يمين لن الحق يثبت
بالقرار أو بالبينة وليس النكول واحدا منهما ول يمكن رد
اليمين لن المستحق غير معين ول يمكن تركه لما فيه من
ترك الحق فتعين الحبس لفصل الخصومة وقيل يقضي
بالنكول ويؤخأذ منه الحق للضرورة وفي وجأه يخلي ومتولي
المسجد والوقف هل يحلف إذا نكل المدعي عليه ففيه أوجأه
المرجأح ل وقيل نعم وقيل إن باشر السبب بنفسه حلف وإل
فل فعلى الصحيح هل يقضي بالنكول أو يقف حتى تقوم
بينة وجأهان والله أعلم قال
) وإذا تداعيا في يد أحدهما فالقول قول صاحب اليد وإن
كان في أيديهما تحالفا ويجعل بينهما (
إذا تداعيا اثانان عينا ول بينة فإن كانت في يد أحدهما
فالقول قوله مع يمينه لن الشعث بن قيس رضي الله عنه
قال كان بيني وبين رجأل من اليهود أرض فجحدني فقدمته
إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال صلى الله عليه وسلم
ألك بينة قلت ل فقال لليهودي احلف فقلت يا رسول الله
إذن يحلف ويذهب بمالي فأنزل الله تعالى } إن الذين
يشترون بعهد الله وأيمانهم ثامنا قليل { الية وإن كان
المدعي في أيديهما أو لم يكن في يد واحد منهما حلفا
وجأعل بينهما لنه عليه الصلة والسلم قضى بمثل ذلك
والله أعلم
) فرع ( تداعيا دابة ولحدهما عليها حمل فالقول قول
صاحب الحمل مع يمينه لنفراده في
____________________
) (1/563
النتفاع بالدابة فلو تداعيا عبدا لحدهما عليه ثاوب لم يحكم
له بالعبد والفرق أن كون الحمل على الدابة انتفاع به فيده
عليها والمنفعة في لبس الثوب للعبد ل لصاحب الثوب فل
يدله قاله البغوي ولو تداعيا دابة حامل واتفقا على أن
الحمل لحدهما فهي لصاحب الحمل ولو تداعيا دابة ثالثاة
واحد سائقها والخأر آخأذ بزمامها والخأر راكبها فالقول
قول الراكب لوجأود النتفاع في حقه هذا هو الصحيح بخلفا
ما إذا تنازع اثانان جأدارا وعليه جأذوع لحدهما فإنه بينهما
ينتفعان به وإن امتاز صاحب الجذوع بزيادة كما لو كان في
دار ولحدهما فيها متاع فإنها بينهما ولو تنازع اثانان دابة
في اصطبل أحدهما ويدهما عليها فهي لهما إن كان فيه
دواب لغير مالكه وإل فهي لصاحب الصطبل فلو تنازعا
عمامة في يد أحدهما عشرها وفي يد الخأر باقيها حلفا
وجأعلت بينهما كما لو كان أحدهما في صحن الدار والخأر
في دهليزها أو على سطحها ولو كان غير محوط فإنها لهما
قال الماوردي ولو تنازعا شيئا في ظرفا ويد أحدهما على
الشيء ويد الخأر على الظرفا اخأتص كل منهما بما في يده
لنفصال أحدهما عن الخأر بخلفا ما لو تنازعا عبدا ويد
أحدهما عليه ويد الخأر على ثاوبه فإنه لمن يده على العبد ل
لمن يده على ثاوبه بخلفا العكس والله أعلم قال
) ومن حلف على فعل نفسه حلف على قطع والبت ومن
حلف على فعل غيره فإن كان إثاباتا حلف على نفي العلم (
من حلف على فعل نفسه حلف على القطع نفيا كان
المحلوفا عليه أو إثاباتا لحاطته بعلم حاله وإن حلف على
فعل غيره فإن كان على نفي حلف على نفي العلم إذا لم
يكن عبده أو بهيمته فيقول والله ما علمت أنه فعل كذا لنه
ل طريق له إلى القطع بنفيه فلم يكلف به كما ل يكلف
الشاهد بالقطع فيما ل يمكن فيه القطع فلو حلف على
القطع اعتد به قاله القاضي أبو الطيب وغيره وإن كان
إثاباتا حلف على البت لمكان الحاطة قال الرافعي هنا وكل
ما يحلف فيه على البت ل يشترط فيه اليقين بل يكفي ظن
مؤكد ينشأ من خأطه أو خأط أبيه أو نكول خأصمه وقال ابن
الصباغ إذا وجأد بخط أبيه أو أخأبره به عدل جأاز أن يحلف عليه
إن غلب على ظنه صدق ذلك وإن وجأده بخط أبيه أو أخأبره به
عدل جأاز أن يحلف عليه إن غلب على ظنه صدق ذلك وإن
وجأده بخط نفسه لم يطالب به ولم يحلف عليه حتى يتيقنه
لنه في خأطه يمكنه التذكر بخلفا خأط أبيه واقتصر الرافعي
على حكايته عنه عن الصحاب في كتاب القضاء قلت وكلم
الماوردي يوافق المذكور هنا ولفظه إذا رآه في جأانب يغلب
على ظنه صحته أو أخأبره به عدل فيجوز أن يدعى به وهل له
أن يحلف إذا ردت اليمين عليه أو شهد له به شاهد فيه
وجأهان أصحهما نعم والله أعلم وقول الشيخ إن كان نفيا
حلف على نفي العلم كذا ذكره الرافعي والنووي وغيرهما
وينبغي أن يكون ذلك في النفي المطلق أما نفي الفعل
المقيد بزمن فيكون على البت
____________________
) (1/564
البت لمكان الحاطة ويشهد له قولهم أن الشهادة على
النفي ل تجوز إل أن يكون محصورا فتجوز والله أعلم
) فرع ( من له عند شخص حق وليس له بينة وهو منكر فله
أن يأخأذ جأنس حقه من ماله إن قدر ول يأخأذ غير الجنس مع
قدرته على الجنس وفيه وجأه فإن لم يجد إل غير الجنس جأاز
له الخأذ على المذهب الذي قطع به جأمهور الصحاب ولو
أمكن تحصيل الحق بالقاضي بأن كان من عليه الحق مقرا
مماطل أو منكرا وعليه البينة أو كان يرجأو إقرارهه لو حضر
عند القاضي وعرض عليه اليمين فهل يستقل بالخأذ أم
يجب الرفع إلى القاضي فيه خألفا الراجأح جأواز الخأذ
ويشهد له قضية هند ولن في المرافعة مشقة ومؤنة
وتضييع زمان ثام متى جأاز له الخأذ فلم يصل إلى حقه إل
بكسر الباب ونقب الجدار جأاز له ذلك ول يضمن ما أتلف
كمن لم يقدر على دفع الصائل إل بإتلفا ماله فأتلفه ل
يضمن هذا هو الصحيح وفي مقالة شاذة يضمن والله أعلم
قال & باب الشهادة & فصل في الشهادة ول تقبل
الشهادة إل ممن اجأتمعت فيه خأمسة أوصافا السلم
والبلوغ والعقل والحرية والعدالة
الشهادة الخأبار بما شوهد
والصل فيها الكتاب والسنة وإجأماع المة قال الله تعالى
} وأشهدوا إذا تبايعتم { وهو أمر إرشاد وسئل رسول الله
صلى الله عليه وسلم عن الشهادة قال ترى الشمس قال
نعم فقال على مثلها فاشهد أو دع واليات والخأبار فيها
كثيرة ثام للشاهد صفات معتبرة في قبول شهادته منها
السلم فل تقبل شهادة كافر ذميا كان أو حربيا سواد شهد
على مسلم أو كافر واحتج له الرافعي بقوله صلى الله عليه
وسلم ل تقبل شهادة أهل دين على غير دين أهلهم إل
المسلمون فإنهم عدول على أنفسهم وعلى غيرهم ويحتج
بذلك بأن الشهادة نفوذ قول على الغير وذلك ولية والكافر
ليس من أهل الوليات ومنها البلوغ فل تقبل شهادة الصبي
وإن كان مراهقا
ومنها العقل فل تقبل شهادة المجنون لن الصبي
والمجنون إذا لم ينفذ قولهما في حق
____________________
) (1/565
أنفسهما إذا أقرا ففي حق غيرهما أولى ويحتج أيضا بقوله
تعالى } واستشهدوا شهيدين من رجأالكم فإن لم يكونا
رجألين فرجأل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء { فالصبي
ليس من الرجأال وهو المجنون ممن ل يرضون للشهادة
ومنها الحرية فل تقبل شهادة الرقيق قنا كان أو مدبرا أو
مكاتبا أو أم ولد لقوله تعالى } وأشهدوا ذوي عدل منكم {
والخطاب للحرار لنهم المشهود في حقهم وأيضا فقوله
منكم ليس لخأراج الكافر لنه خأرج بقوله ذوي عدل منكم
فتعين أنه لخأراج العبد ولن الشهادة صفة كمال وتفضيل
بدليل نقص شهادة النساء فوجأب أن ل يدخأل فيه العبد
ولنها نفوذ قول على الغير فهي ولية والعبد ليس أهل
للوليات
ومنها العدالة لقوله تعالى } وأشهدوا ذوي عدل منكم {
ولقوله تعالى } إن جأاءكم فاسق بنبأ فتبينوا { وقال عليه
الصلة والسلم ل تقبل شهادة خأائن ول خأائنة ول زان ول
زانية ثام معرفة العدل تحتاج إلى معرفة أمور بها يتميز
العدل من غيره فلهذا ذكر الشيخ لها شروطا قال
) وللعدالة خأمس شرائط أن يكون مجتنبا للكبائر غير مصر
على الصغائر (
ل تقبل الشهادة من صاحب كبيرة ول من مدمن على صغيرة
لن المتصف بذلك فاسق وإنما قلنا إنه فاسق لن الفسق
لغة الخروج ولهذا يقال فسقت الرطبة إذا خأرجأت من
قشرها والفسق في الشرع الميل عن الطريق وهو كذلك
والمراد بإدمان الصغيرة أن تكون الغالب من أفعاله ل أن
يفعلها أحيانا ثام يقلع عنها ولهذا قال الشافعي رضي الله
عنه إذا كان الغلب الطاعة والمروءة قبلت الشهادة وإن
كان الغلب المعصية وخألفا المروءة ردت شهادته وهل
المراد بالدمان السالب للعدالة المداومة على نوع واحد من
الصغائر أم الكثار منها سواء كانت من نوع أو أنواع قال
الرافعي منهم من يفهم كلمه الول ومنهم من يفهم كلمه
الثاني ويوافقه قول الجمهور من غلبت معاصيه طاعته
ردت شهادته ولفظ المختصر قريب منه قلت ومقتضى
ترجأيحه الثاني أن المداومة على الصغيرة ل تسلب العدالة
وليس كذلك فقد صرح هو نفسه في غير موضع أن
المداومة على الصغيرة تصير كبيرة فاعرفه والله أعلم
____________________
) (1/566
وللصحاب اخأتلفا في حد الكبيرة وليس هذا الكتاب من
متعلقات البسط فلنذكر حدين مما ذكره الرافعي أحدهما
ذكره البغوي فقال الكبيرة ما توجأب الحد وقال غيره ما
يلحق صاحبها وعيد شديد بنص كتاب أو سنة قال الرافعي
وهم إلى ترجأيح الول أميل يعني إلى ما قاله البغوي لكن
الثاني أوفق لما ذكروه عند تفصيل الكبائر قلت وقال
الماوردي الكبيرة ما أوجأبت الحد أو توجأه إلى الفاعل الوعيد
والصغيرة ما قل فيها الثام والله أعلم قال
) وأن يكون سليم السريرة مأمونا عند الغضب محافظا على
مروءة مثله (
قوله سليم السريرة احترز به عن سيئها من أهل البدع
والهواء
وللناس خألفا منتشر في تكفيرهم وإن كانوا من أهل
القبلة ول شك أن منهم من هو كافر قطعا ومنهم من ليس
بكافر قطعا ومنهم من فيه خألفا وليس هذا موضع بسطه
والكلم فيمن تقبل شهادته منهم ومن ل تقبل قال النووي
في أصل الروضة من كفر من أهل البدع ل تقبل شهادته
وأما من لم يكفر من أهل البدع والهواء فقد نص الشافعي
في الم والمختصر على قبول شهادتهم إل الخطابية وهم
قوم يرون جأواز شهادة أحدهم لصاحبه إذا سمعه يقول لي
عند فلن كذا فيصدقه بيمين أو غيرها ثام يشهد له اعتمادا
على أنه ل يكذب هذا نصه
والصحاب فيه على ثالثا فرق فرقة جأرت على ظاهر نصه
وقبلت شهادة جأميعهم وهذه طريقة الجمهور واستدلوا
بأنهم مصيبون في زعمهم ولم يظهر منهم ما يسقط الثقة
بقوله حتى قبل هؤلء شهادة من سب الصحابة والسلف
رضي الله عنهم لنه يقدم عليه عن اعتقاد ل عن عداوة
وعناد قالوا لو شهد خأطابي وذكر في شهادته ما يقطع
احتمال العتماد على قول المدعي بأن قال سمعت فلنا
يقر بكذا لفلن أو رأيه أقربه قبلت شهادته وفرقة منهم
الشيخ أبو حامد ومن تبعه حملوا النص على المخالفين في
الفروع وردوا شهادة أهل الهواء كلهم وقالوا هم بالرد
أولى من الفسقة وفرقة ثاالثة توسطوا فردوا شهادة
بعضهم دون بعض فقال أبو إسحاق من أنكر إمامة أبي بكر
الصديق رضي الله عنه ردت شهادته لمخالفة الجأماع ورد
الشيخ أبو محمد شهادة الذين يسبون الصحابة ويقذفون أم
المؤمنين عائشة رضي الله عنها وعن الصحابة أجأمعين
فإنها محصنة كما نطق به القرآن العظيم وعلى هذا جأرى
المام والغزالي والبغوي واستحسنه الرافعي وفي الرقم
أن شهادة الخوارج مردودة لتكفيرهم أهل القبلة ثام قال
النووي قلت الصواب مقالة الفرقة الولى وهو قبول
شهادة الجميع فقد قال الشافعي رضي الله عنه في الم
ذهب الناس في تأويل القرآن والحاديث إلى أمور تباينوا
فيها تباينا شديدا واستحل بعضهم من بعض ما تطول حكايته
وكان ذلك متقادما منه ما كان في عهد السلف وإلى يومنا
هذا ولم نعلم أحدا من سلف الئمة يقتدي به ول من بعدهم
من التابعين رد شهادة أحد بتأول وإن خأطأه وضلله ورآه
استحل ما حرم الله تعالى
____________________
) (1/567
عليه فل ترد شهادة أحد بشيء من التأويل إذا كان له وجأه
يحتمله وإن بلغ فيه استحلل المال والدم هذا نصه بحروفه
وفيه التصريح بما ذكرناه من تأويل تكفير القائل بخلق
القرآن نعم قاذفا عائشة رضي الله عنها كافر فل تقبل
شهادته انتهى كلم النووي قلت كلم النووي صريح في
قبول شهادة من يستحل في تأويله الدم والمال وقد بالغ
في ذلك فقال الصواب كذا ول شك أن البغاة نوع من
المخالفين بتأويل وقد ذكر الرافعي هنا أن الباغي إن كان
يستحل دماء أهل العدل وأموالهم ل ينفذ حكم حاكمهم ول
تقبل شهادة شاهدهم ونقله عن المعتبرين وتبعه النووي
على ذلك وعلل بالفسق بل جأزما بذلك في المحرر ولمنهاج
ولفظه وتقبل شهادة البغاة وقضاء قاضيهم فيما يقبل
قضاء قاضينا إل أن يستحل دماءنا وقد ذكر النووي قبل هذا
ما يقتضي قبول شهادة المجسمة لكنه جأزم في شرح
المهذب بتكفيرهم ذكره في صفة الئمة فلينتبه له
والخطابية هم أصحاب ابن خأطاب الكوفي وهم يعتقدون أن
الكذب كفر وإن من كان على مذهبهم ل يكذب فيصدقونه
على ما يقوله ويشهدون له بمجرد إخأباره وهذه شهادة زور
لنها شهادة على غير مشهود عليه والله أعلم
وقول الشيخ مأمونا عند الغضب احترز به عمن ل يؤمن عند
غضب ككثير في زماننا هذا فل تقبل شهادته لنه غيره
مأمون فسقطت الثقة به وقول الشيخ محافظا على مروءة
مثله احترز به عمن ليس كذلك فل تقبل شهادة القمام وهو
الذي يجمع القمامة أي الكناسة ويحملها وكذا القيم في
الحمام ومن يلعب بالحمام يعني يطيرها لينظر تقلبها في
الجو وكذا المغني سواء أتى الناس أو أتوه وكذا الرقاص
كهذه الصوفية الذين يسعون إلى ولئم الظلمة والمكسة
ويظهرون التواجأد عند رقصهم وتحريك رؤوسهم وتلويح
لحاهم الخسيسة صنع المجانين وإذا قرئ القرآن ل
يستمعون له ول ينصتون وإذا نعق مزمار الشيطان صاح
بعضهم على بعض بالوسواس قاتلهم الله ما أفسقهم
وأزهدهم في كتاب الله وأرغبهم في مزمار الشيطان
وقرن الشيطان عافانا الله من ذلك
وكذا ل تقبل شهادة من يأكل في السواق ومثله ل يعتاد
بخلفا من يأكل قليل على باب دكانه لجوع كما قاله
البندنيجي أو كان ممن عادتهم الغذاء في السواق
كالصباغين والسماسرة وكذا ل تقبل شهادة من يمد رجأله
عند الناس بل مرض كما قاله البندنيجي وكذا ل تقبل شهادة
من يلعب بالشطرنج على الطريق وكذا ل تقبل شهادة من
يكشف عن بدنه مال يعتاد وإن لم يكن عورة وكذا ل تقبل
شهادة من يكثر من الحكايات المضحكة أو يذكر أهله أو
زوجأته بالسخف كما ذكره ابن الصباغ ونحو ذلك ومدار ذلك
كله على حفظ المروءة لن الصل في ذلك إن حفظ
المروءة من الحياء ووفور العقل وطرح ذلك إما لخبل
بالعقل أو قلة حياء أو قلة مبالته بنفسه وحينئذ فل يوثاق
بقوله في حق غيره وهو أولى لن من ل يحافظ على ما
يشينه في نفسه فغيره
____________________
) (1/568
أولى فإن من ل حياة فيه يصنع ما يشاء وقد اخأتلفت عبارات
الصحاب في حد المروءة مع تقاربها في المعنى فقيل أن
يصون نفسه عن الدناس وما يشينها بين الناس وقيل أن
يسير كسير أشكاله في زمانه ومكانه وقيل غير ذلك
والضابط العرفا وللماوردي وغيره من الصحاب في ذلك
أمور مهمة مستكثرة ل يحتملها هذا المختصر والله أعلم
قال & باب أقسام المشهود به & فصل والحقوق ضربان
حق الله وحق الدمي فأما حقوق الدميين فعلى ثالثاة
أضرب ضرب ل يقبل فيه إل شاهدان ذكران أو رجأل
وامرأتان أو شاهد ويمين المدعي وهو ما كان القصد منه
المال
المقصود من هذه الجملة بيان عدد الشهود وصفتهم من
الذكورة والنوثاة ول شك أن الحقوق على ضربين حق الله
سبحانه وتعالى وحق الدميين أما حق الله فسيأتي إن شاء
الله وأما حقوق الدميين فهي على ثالثاة أضرب كما ذكره
الشيخ الول ما هو مال أو كان المقصود منه المال أما المال
كالعيان والديون وأما ما كان المقصود من المال وذلك
كالبيع والجأارة والرهن والقرار والغصب وقتل الخطأ ونحو
ذلك فيقبل فيه رجألن أو رجأل وامرأتان لقوله تعالى
} واستشهدوا شهيدين من رجأالكم فإن لم يكونا رجألين
فرجأل وامرأتان { فكان على عموم إل ما خأصه دليل قال
القاضي أبو الطيب وهذا بالجأماع
ثام ل فرق بين أن تتقدم شهادة الرجأل على المرأتين أو
تتأخأر وسواء قدر على رجألين أو لم يقدر وكما يقبل في هذا
الضرب رجأل وامرأتان كذلك يقبل فيه شاهد ويمين المدعي
لنه صلى الله عليه وسلم قضى بشاهد ويمين ورد من رواية
ابن عباس وقال الماوردي ورواه من الصحابة عن النبي
صلى الله عليه وسلم ثامانية علي وابن عباس وأبو هريرة
وجأابر وعبد الله بن عمرو بن العاص وأبي بن كعب وزيد بن
ثاابت وسعد بن عبادة رضي الله عنهم
ول فرق في ذلك بين أن يتمكن من البينة الكاملة أم ل لنها
حجة تامة وفيه وجأه نعم يشترط أن يتعرض في يمينه لصدق
شاهده فيقول والله إن شاهدي لصادق فيما شهد به وإني
لمستحق لكذا هذا هو الصحيح وقيل ل يشترط ذلك ويكفي
القتصار على الستحقاق لن
____________________
) (1/569
اليمين بمنزلة الشاهد الخأر ووجأه مقابله أن اليمين مع
الشاهد حجتان مختلفتا الجنس فوجأب ربط إحداهما
بالخأرى ويجب تأخأير اليمين على الشاهد وتعديله على
الصحيح الذي قطع به الجمهور والله أعلم
) فرع ( هل يقبل في الوقف ما يقبل في المال من رجأل
وامرأتين أو رجأل ويمين فيه خألفا الصحيح أنه يقبل ونص
عليه الشافعي رضي الله عنه وإن قلنا ينتقل إلى الله تعالى
لن المقصود من الوقف تمليك غلة الموقوفا للموقوفا
عليه وهي منفعة مالية فأشبه الجأارة ولو شهد بالسرقة
رجأل وامرأتان ثابت المال دون القطع على الصحيح وكذا لو
شهد رجأل وامرأتان على صداق في نكاح فإنه يثبت الصداق
لنه المقصود والله أعلم قال
) وضرب يقبل فيه شاهدان ذكران وهو النسب (
هذا هو الضرب الثاني وهو ما ليس بمال ول يقصد منه المال
وهو مما يطلع عليه الرجأال كالنسب والنكاح والطلق
والعتاق والولء والوكالة والوصية وقتل العمد الذي يقصد به
القصاص وسائر الحدود غير حد الزنا وكذا السلم والردة
أعاذنا الله منها
والبلوغ وانقضاء العدة والعفو عن القصاص واليلء
والظهار والموت والخلع من جأانب المرأة والتدبير وكذا
الكتابة في الصح فل يقبل في ذلك إل رجألن
والاصل في بعض ذلك قوله تعالى } حين الوصية اثانان ذوا
عدل منكم { وقال تعالى } فأمسكوهن بمعروفا أو
فارقوهن بمعروفا وأشهدوا ذوي عدل منكم { قال صلى
الله عليه وسلم ل نكاح إل بولي مرشد وشاهدي عدل وقال
ابن شهاب مضت السنة من رسول الله صلى الله عليه
وسلم أنه ل تجوز شهادة النساء في الحدود ول في النكاح
ول في الطلق وفيه إرسال والله أعلم
) فرع ( ادعى شخص على آخأر أنغصبه مال فقال إن كنت
غصبته فامرأتي طالق فأقام المدعي على الغاصب شاهدا
وحلف معه أو رجأل وامرأتين ثابت الغصب وترتب عليه
الضمان ول يقع الطلق كما لو قال إن ولدت فأنت طالق
فأقامت أربع نسوة على الولدة ثابت النسب والولدة
____________________
) (1/570
ول تطلق والله أعلم قال
) وضرب ل يقبل فيه إل أربع نسوة وهو ما ل يطلع عليه
الرجأال (
هذا هو الضرب الثالث وهو ما ل يطلع عليه الرجأال وتختص
النساء بمعرفته غالبا فيقبل فيه شهادتهن منفردات وذلك
كالولدة والبكارة والثيوبة والرتق والقرن والحيض والرضاع
وكذا عيوب المرأة من برص وغيره تحت الزار حرة كانت أو
أمة وكذا استهلل الولد على المشهور فكل هذا الضرب ل
يقبل فيه إل أربع نسوة واحتج لشهادتين منفردات بقول
الزهري مضت السنة بأن تجوز شهادة النساء في كل شيء
ل يليه غيرهن رواه عبد الرزاق عنه بمعناه ول الرجأال ل
يرون ذلك غالبا فلو لم تقبل منهن لتعذر إثاباته واعتبار
الربع لن الله تعالى أقام كل امرأتين حيث قبلت شهادة
النساء مقام رجأل وقال عليه الصلة والسلم أما نقصان
عقلهن فإن شهادة المرأتين بشهادة رجأل واحد وإذا جأاز
شهادة النساء الخلص جأاز شهادة رجأل وامرأتين أو رجألين
وهو أولى بالقبول والله أعلم
) فرع ( ما يثبت بشهادة النساء الخلص الصح أنه ل يثبت
بشاهد ويمين ول بامرأتين ويمين وقيل يثبت في كل ذلك
بامرأتين ويمين وكل ما يثبت بشهادة النساء المنفردات
بالنسبة إلى الشهادة على الفعل ل تقبل فيه شهادتهن
على القرار صرح به المتولي وغيره في القرار بالرضاع
والله أعلم قال
) وأما حقوق الله تعالى فل تقبل فيها النساء وهي على
ثالثاة أضرب ضرب ل يقبل فيه أقل من أربعة وهو الزنا (
ل يقبل في حد الزنا واللواط وإتيان البهائم إل أربعة من
الرجأال وحجة ذلك في الزنا واللواط قوله تعالى } واللتي
يأتين الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا عليهن أربعة منكم
{ وقوله تعالى } لول جأاؤوا عليه بأربعة شهداء { وورد أن
سعد بن عبادة رضي الله عنه قال لرسول الله أو أن
السلطان يحلل أو شهداء قال نعم ولن الزنا واللواط من
أعظم الفواحش فغلظ في الشهادة عليهما ليكون أستر
للمحارم
____________________
) (1/571
وأما إتيان البهائم فإنه إتيان فرج في فرج يوجأب الغسل
فأشبه الدمي وقيل إن قلنا الواجأب في إتيان البهائم
التعزير وهو الراجأح قيل فيه شاهدان لخروجأه عن حكم الزنا
وهذا ضعيف جأدا لن نقصان العقوبة ل يدل على نقصان
الشهادة بدليل زنا المة فلو شهد ثالثاة بالزنا فهل يجب الحد
على الشهود فيه خألفا الراجأح أنهم يحدون لعدم تمام
الحجة ولنا لو لم نوجأب الحد لتخذ الناس الشهادة ذريعة
إلى القذفا فتستباح العراض بصورة الشهادة والله أعلم
قال
) وضرب يقبل فيه شاهدان وهو غير الزنا من الحدود (
وهذا هو الضرب الثاني من حقوق الله تعالى ول مدخأل
للنساء فيه ول يقبل فيه إل رجألن كحد الشرب وقطع
الطريق والقتل بالردة ونحو ذلك لقوله تعالى } وأشهدوا
ذوي عدل منكم { وقياسا على النكاح والوصية والله أعلم
قال
) وضرب يقبل فيه شاهد واحد وهو هلل رمضان (
ل يقبل الواحد إل في هلل رمضان على الراجأح واحتج له
بقول ابن عمر رضي الله عنهما تراءى الناس الهلل
فأخأبرت رسول الله صلى الله عليه وسلم أني رأيته فصام
وأمر الناس بصيامه ويستثنى مع مسألة الهلل مسألة أخأرى
ذكرها المتولي ونقلها عنه النووي في شرح المهذب فقال
فرع ذكر المتولي أنه لو مات كافر فشهد واحد أن أسلم فل
يحكم بأنه مسلم في الرثا فيرثاه الكافر ل المسلم وهل
يحكم به في جأواز الصلة عليه قولن كما في ثابوت هلل
رمضان واستثنى الشيخ تاج الدين بن الفركاح مسألة نقلها
عن الماوردي وهم فيها فليعلم ذلك والله أعلم قال
) ول تقبل شهادة العمى إل في خأمسة مواضع النسب
والموت والملك المطلق والترجأمة وعلى المضبوط وما
تحمله قبل العمى (
اعلم أن المشهود به قد يكون العلم به من جأهة حاسة البصر
وقد يكون من جأهة حاسة السمع فبأي الجهتين حصل العلم
جأاز العتماد فيه على قبول الشهادة فمما يستفاد العلم به
بحاسة السمع ما طريقه الستفاضة وذلك كالنسب والموت
والملك المطلق لن الشهادة والحالة هذه معتمدة على
السماء فالعمى والبصير في ذلك على السواء هذا هو
الصحيح الذي قاله الجمهور وقيل ل تقبل شهادة العمى
في ذلك لن المخبرين ل بد من العلم بعدالتهم
____________________
) (1/572
والعمى ل يشاهدهم فل يعرفا عدالتهم قال القاضي أبو
الطيب وهذا يعني القبول محمول على ما إذا سمع ذلك في
دفعات وتكرر من قوم مختلفين في أزمان حتى يتيقنه
ويصير كالتواتر عنده ول يجوز التحمل إل على هذا الوجأه
وكما تجوز الشهادة في هذه المواضع كذلك تجوز شهادته
في الترجأمة على الصح وكذا تجوز شهادة العمى على
المضبوط وصورة المسألة أن يقر شخص في أذنه بشيء
فيمسكه إما بأن يضع يده على رأسه أو بأن يمسك بيده
ويحمله إلى القاضي ويشهد عليه بما قاله في أذنه لحصول
العلم بذلك هذا هو الصح وفي وجأه ل يقبل لجواز أن يكون
المقر غيره وهو بعيد قال القاضي حسين ومحل الخلفا إذا
جأمعهما مكان خأال وألصق فاه بأذنه وضبطه فلو كان هناك
جأماعة وأقر في أذنه لم يقبل وكذلك تقبل شهادة العمى
فيما تحمله قبل العمي بشرط أن يعرفا اسم المشهود عليه
ونسبه لن العمى كالبصير في العلم بذلك والبصير له أن
يشهد والحالة هذه وإن لم ير المشهود عليه لغيبة أو موت
فكذلك العمى والله أعلم
قلت وأيد ابن الصلح احتمال في إلحاق موضع سادس وهو
أن يألف شخصا ويعرفا صورته ضرورة فينبغي أن يجوز أن
يشهد عليه لنه يقين ولهذا قال أصحابنا له أن يشهد
بالستفاضة وهذا �