Kitab Fiqih Kifyatul Akhyar- Imam Syafi'i

‫‪http://www.shamela.ws‬‬
‫تم إعداد هذا الملف آليا بواسطة المكتبة الشاملة‬
‫كفاية الخأيارفي حل غاية الخأتصار‬
‫تقي الدين أبي بكر بن محمد الحسيني الحصيني‬
‫الدمشقي الشافعي‬
‫سنة الولدة ‪ /‬سنة الوفاة‬
‫تحقيق علي عبد الحميد بلطجي و محمد وهبي‬
‫سليمان‬
‫الناشر دار الخير‬
‫سنة النشر ‪1994‬‬
‫مكان النشر دمشق‬
‫عدد الجأزاء ‪1‬‬
‫تسمى قسمة المتشابهات وإنما تجري في الحبوب‬
‫والدراهم والدهان وسائر المثليات وكذا تجري في الدار‬
‫المتفقة البنية والرض المتشابهة الجأزاء وما في معناها‬
‫فتعديل النصباء في المكيل بالكيل وفي الموزون بالوزن‬
‫والرض المتساوية تجزأ أجأزاء متساوية بعدد النصباء إن‬
‫تساوت بأن كانت لثلثاة أثالثاا فيجعل ثالثاة أجأزاء متساوية ثام‬
‫يؤخأذ ثالثا رقاع متساوية ويكتب على كل رقعة اسم شريك‬
‫أو جأزء من الجأزاء ويميز بعضها عن بعض بحد أو جأهة أو‬
‫غيرهما وتدرج في بنادق متساوية وزنا وشكل من طين أو‬

‫شمع ونحوهما وتجعل في حجر رجأل لم يحضر الكتابة‬
‫والدراج فإن كان صبيا أو أعجميا كان أولى ثام يؤمر بإخأراج‬
‫رقعة أخأرى على الجزء الول من كتب اسماء الشركاء فمن‬
‫خأرج اسمه أخأذه ثام يؤمر بإخأراخ رقعه أخأرى على الجزىء‬
‫الذي يلي الول فمن خأرج اسمه أخأذه وتعين الباقي للثالث‬
‫وكما تجوز القسمة بالرقاع المدرجأة تجوز بالعصى والحصا‬
‫ونحوهما وإذا طلب أحد الشركاء في هذه القسمة فامتنع‬
‫أجأبر الممتنع على الصحيح لنه ل ضرر ويتخلص من سوء‬
‫المشاركة وتسمى هذه قسمة إجأبار كما تسمى قسمة إفراز‬
‫النوع الثاني قسمة التعديل والمشترك الذي تعدل سهامه‬
‫تارة يكون شيئا واحدا وتارة يكون شيئين فصاعدا فإن كان‬
‫شيئا واحدا كالرض تختلف أجأزاؤها لخأتلفها في قوة‬
‫النبات والقرب من الماء ونحو ذلك فيكون ثالثها لجودته‬

‫كثلثيها بالقيمة مثل فيجعل هذا سهما وهذان سهما إن‬
‫كانت بينهما نصفين وإن كانت شيئين فصاعدا فإن كانت‬
‫عقارا كدارين أو حانوتين متساويي القيمة فطلب أحدهما‬
‫القسمة بأن يجعل لهذا دارا ولهذا دارا لم يجبر الممتنع‬
‫سواء تجاور الحانوتان أو الداران أم ل لخأتلفا الغراض‬
‫باخأتلفا المحال والبنية فلو كانت دكاكين صغارا متلصقة‬

‫ل يحتمل آحادها القسمة ويقال لها العضائد فطلب أحدهما‬
‫القسمة أعيانا فهل يجبر الممتنع وجأهان‬
‫أحدهما ل كالمتفرقة وكالدور وأصحهما نعم يجبر للحاجأة‬
‫وكذا حكم الخان المشتمل على بيوت ومساكن ولو كانت دار‬
‫بين اثانين لها علو وسفل فطلب أحدهما قسمتها علوا أو‬
‫سفل أجأبر الخأر عند المكان وإن طلب أحدهما أن يجعل‬
‫العلو لواحد والسفل لخأر ل يجبر كذا أطلقه الصحاب وإن‬
‫كان غير عقار كأن اشتركا في دواب أو أشجار أو ثاياب‬
‫ونحوها فإن كانت من نوع واحد وأمكن التسوية بين‬
‫الشريكين عددا فالمذهب أنه يجبر على قسمتها أعيانا لقلة‬
‫اخأتلفا الغراض فيها بخلفا الدور وإن لم تمكن التسوية‬
‫كثلثاة أعبد بين اثانين بالسوية إل أن أحدهم يساوي الخأرين‬
‫في القيمة فإن قلنا بالجأبار عند استواء القيمة وهو‬
‫المذهب فهنا قولن كالرض المختلفة الجأزاء وإن كانت‬
‫الشركة ل ترتفع إل عن بعض العيان كعبدين بين اثانين‬
‫قيمة أحدهما مائة وقيمة الخأر مائتان فطلب أحدهما‬
‫القسمة ليختص من خأرجأت له القسمة بالخسيس ويكون له‬
‫في النفيس ربعه ففيه خألفا والرجأح ل إجأبار هنا لن‬
‫الشركة ل ترتفع بالكلية وإن كانت‬
‫____________________‬


‫) ‪(1/560‬‬

‫العيان أجأناسا كدواب وثاياب وحنطة وشعير ونحو ذلك أو‬
‫أنواعا كجمل بختي وعربي وضأن ومعز وثاوبين كتان وقطن‬
‫ونحو ذلك فطلب أحدهما أن يقسم أجأناسا أو أنواعا لم يجبر‬
‫الخأر وإنما يقسم بالتراضي وكذا لو اخأتلطت النواع وتعذر‬
‫التمييز كتمر جأيد ورديء فل قسمة إل بالتراضي على ما‬
‫قطع به الجمهور وهو المذهب‬
‫النوع الثالث قسمة الرد وصورتها أن يكون في أحد جأانبي‬
‫الرض بئر أو شجر أو في الدار بيت ل يمكن قسمته فتضبط‬
‫قيمة ما اخأتص ذلك الجانب به وتقسم الرض والدار على أن‬

‫يرد من يأخأذ ذلك الجانب تلك القيمة وهذه ل إجأبار عليها بل‬
‫خألفا لنه دخأل في ذلك ما ل شركة فيه وكذا لو كان بينهما‬
‫عبدان ونحوهما بالسوية وقيمة أحدهما ألف وقيمة الخأر‬
‫ستمائة واقتسما على أن يرد أحد النفيس مائتين ليستويا‬
‫هذا هو المذهب المشهور نعم لو تراضيا بقسمة الرد جأاز‬
‫وبالجملة فالراجأح أن قسمة الرد والتعديل بيع وقسمة‬
‫الجأزاء إفراز على الراجأح ويشترط الرد في الرضا بعد‬

‫خأروج القرعة وكذا لو تراضيا بقسمة ما ل إجأبار فيه اشترط‬
‫الرضا بعد القرعة على الراجأح كقولهما رضينا بهذه القسمة‬
‫أو بما أخأرجأته القرعة إذا عرفت هذا فإن لم يكن في‬
‫القسمة تقويم وقد أمر الحاكم بها جأبرا جأاز قاسم واحد لن‬
‫قسمته تلزم بنفس قوله فأشبه الحاكم وهذا هو المذهب‬
‫وبه قطع جأماعة وإن كان في القسمة تقويم لم يكف إل‬
‫قاسمان لن التقويم ل يثبت إل باثانين كذا حكاه الرافعي‬
‫والبندنيجي والماوردي والروياني والبغوي وصاحب الكافي‬
‫وتبعهم النووي قال ابن الرفعة وقضيته أن الحاكم لو فوض‬
‫لواحد سماع البينة بالتقويم وأن يحكم به ل يكفي وقد قال‬
‫المام أن ذلك سائغ وعبارة الروضة إن كان تقويم اشترط‬
‫اثانان وللمام أن ينصب قاسما يجعله حاكما في التقويم‬
‫ويعتمد في التقويم على عدلين وقال ابن الرفعة إن تعلقت‬
‫بصبي أو مجنون اشترط اثانان وإل فل وقضية كلم ابن‬
‫الرفعة أن ذلك يجري فيما ل تقويم فيه واعلم أنه لو فوض‬
‫الشركاء القسمة إلى واحد بالتراضي جأاز بل خألفا قاله‬
‫الرافعي وتبعه النووي والله أعلم قال‬
‫) وإذا دعي أحد الشريكين إلى قسمة مال ضرر فيه لزم‬
‫الخأر إجأابته (‬
‫العيان المشتركة إذا طلب أحد الشريكين أو الشركاء‬

‫قسمتها وامتنع الخأر ينظر إن كان ل ضرر في القسمة أجأبر‬
‫الممتنع وذلك كالثياب الغليظة التي ل تنقص بقطعها‬
‫والراضي والدور والحبوب ونحو ذلك لنه ل ضرر وإن كان‬
‫عليها ضرر كالجواهر والثياب النفيسة التي تنقص بقطعها‬
‫أو الرحى أو البئر أو الحمام الصغير لم يجبر الممتنع لقوله‬
‫صلى الله عليه وسلم ل ضرر ول ضرار‬
‫____________________‬

‫) ‪(1/561‬‬

‫ولنهيه عليه الصلة والسلم عن إضاعه المال فلو طلبوها‬
‫من الحاكم وكانت المنفعة تبطل بالكلية لم يجبهم ويمنعهم‬
‫أن يقتسموا بأنفسهم لنه سفه وإن نقصت كيف يكسر لم‬
‫يجبهم على الصح لكن ل يمنعهم أن يقتسموا بأنفسهم وإن‬
‫كان على أحدهما ضرر دون الخأر مثل أن يكون لحدهما‬
‫عشر الرض والخأر تسعة أعشار وإذا قسمت أمكن صاحب‬
‫العشار النتفاع ‪ 2‬بها دون الخأر فإن طلب صاحب العشر‬
‫لم يجبر الخأر على الصح وإن طلبها الخأر أجأبر صاحب‬
‫العشر على الصح لن صاحب العشر متعنت في طلبه إذ ل‬
‫نفع له فيما يملك بعد القسمة بخلفا الخأر فإنه ينتفع‬

‫فيعذر قلت ينبغي أن يقال إن كان صاحب العشر له ملك‬
‫ملصق إلى ما يحصل له بالقسمة أو موات وبالضافة إلى‬
‫ذلك ينتفع به فينبغي الجأبار لدفع سوء المشاركة وحصول‬
‫النتفاع والله أعلم قال & باب الدعاوي والبينات & فصل‬
‫في البينة وإذا كان مع المدعي بينة سمعها الحاكم وحكم له‬
‫بها فإن لم تكن بينة فالقول قول المدعي عليه‬
‫الصل في الدعاوي قوله لو يعطي الناس بدعواهم لدعى‬
‫ناس دماء رجأال وأموالهم ولكن اليمين على المدعي عليه‬
‫وفي رواية البينة على المدعي واليمين على المدعي عليه‬
‫والمعنى في جأعل البينة في جأانب المدعي لنها حجة قوية‬
‫بانتفاء التهمة لنها ل تجلب لنفسها نفعا ول تدفع عنها‬
‫ضررا وجأانب المدعي ضعيف لن ما يقوله خألفا الظاهر‬
‫فكلف الحجة القوية ليقوي بها ضعفه واليمين حجة ضعيفة‬
‫لن الحالف متهم يجلب لنفسه النفع وجأانبه قوي إذ الصل‬
‫براءة ذمته فاكتفوا منه بالحجة الضعيفة والصحيح أن‬
‫المدعي من يخالف قوله الظاهر والمدعي عليه من يوافق‬
‫قوله الظاهر فإذا أقام المدعي البينة قضي له بها ولو كان‬
‫بعد حلف المدعي عليه لطلق الخبر وقدمت البينة على‬
‫اليمين لن اليمين من جأهة الخصم وهو قول واحد بخلفا‬
‫البينة فيها فإن لم تكن بينة فالقول قول المدعي عليه‬

‫للحديث وقد ورد قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫باليمين على المدعي عليه والله أعلم قال‬
‫____________________‬

‫) ‪(1/562‬‬

‫) وإن نكل عن اليمين ردت على المدعي فيحلف ويستحق (‬

‫إذا كان الحق المدعي به لشخص معين يمكن تحليفه ونكل‬
‫المدعي عليه ردت اليمين على المدعي لنه عليه الصلة‬
‫والسلم رد اليمين على طالب الحق وقد ردت اليمين على‬
‫زيد بن ثاابت فحلف وعلى عثمان رضي الله عنه فلم يحلف‬
‫وهو مستفيض عن الصحابة رضي الله عنهم ولم يظهر‬
‫منهم مخالف فإن لم يمكن تحليفه الن كالصبي والمجنون‬
‫فالمشهور انتظار البلوغ والفاقة وإن كان الحق لغير معين‬
‫كالمسلمين كمن مات ول وارثا له إذا وجأد في دفتره ما يدل‬
‫عليه أو ادعى الموصي إليه أنه أوصى للفقراء بكذا فإنه‬
‫والحالة هذه يحبس المدعي عليه حتى يحلف أو يدفع الحق‬
‫لنه ل يمكن القضاء بالنكول بل يمين لن الحق يثبت‬
‫بالقرار أو بالبينة وليس النكول واحدا منهما ول يمكن رد‬

‫اليمين لن المستحق غير معين ول يمكن تركه لما فيه من‬
‫ترك الحق فتعين الحبس لفصل الخصومة وقيل يقضي‬
‫بالنكول ويؤخأذ منه الحق للضرورة وفي وجأه يخلي ومتولي‬
‫المسجد والوقف هل يحلف إذا نكل المدعي عليه ففيه أوجأه‬
‫المرجأح ل وقيل نعم وقيل إن باشر السبب بنفسه حلف وإل‬
‫فل فعلى الصحيح هل يقضي بالنكول أو يقف حتى تقوم‬
‫بينة وجأهان والله أعلم قال‬
‫) وإذا تداعيا في يد أحدهما فالقول قول صاحب اليد وإن‬
‫كان في أيديهما تحالفا ويجعل بينهما (‬
‫إذا تداعيا اثانان عينا ول بينة فإن كانت في يد أحدهما‬
‫فالقول قوله مع يمينه لن الشعث بن قيس رضي الله عنه‬
‫قال كان بيني وبين رجأل من اليهود أرض فجحدني فقدمته‬
‫إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال صلى الله عليه وسلم‬
‫ألك بينة قلت ل فقال لليهودي احلف فقلت يا رسول الله‬
‫إذن يحلف ويذهب بمالي فأنزل الله تعالى } إن الذين‬
‫يشترون بعهد الله وأيمانهم ثامنا قليل { الية وإن كان‬
‫المدعي في أيديهما أو لم يكن في يد واحد منهما حلفا‬
‫وجأعل بينهما لنه عليه الصلة والسلم قضى بمثل ذلك‬
‫والله أعلم‬
‫) فرع ( تداعيا دابة ولحدهما عليها حمل فالقول قول‬

‫صاحب الحمل مع يمينه لنفراده في‬
‫____________________‬

‫) ‪(1/563‬‬

‫النتفاع بالدابة فلو تداعيا عبدا لحدهما عليه ثاوب لم يحكم‬
‫له بالعبد والفرق أن كون الحمل على الدابة انتفاع به فيده‬
‫عليها والمنفعة في لبس الثوب للعبد ل لصاحب الثوب فل‬
‫يدله قاله البغوي ولو تداعيا دابة حامل واتفقا على أن‬
‫الحمل لحدهما فهي لصاحب الحمل ولو تداعيا دابة ثالثاة‬
‫واحد سائقها والخأر آخأذ بزمامها والخأر راكبها فالقول‬
‫قول الراكب لوجأود النتفاع في حقه هذا هو الصحيح بخلفا‬
‫ما إذا تنازع اثانان جأدارا وعليه جأذوع لحدهما فإنه بينهما‬
‫ينتفعان به وإن امتاز صاحب الجذوع بزيادة كما لو كان في‬
‫دار ولحدهما فيها متاع فإنها بينهما ولو تنازع اثانان دابة‬
‫في اصطبل أحدهما ويدهما عليها فهي لهما إن كان فيه‬
‫دواب لغير مالكه وإل فهي لصاحب الصطبل فلو تنازعا‬
‫عمامة في يد أحدهما عشرها وفي يد الخأر باقيها حلفا‬
‫وجأعلت بينهما كما لو كان أحدهما في صحن الدار والخأر‬
‫في دهليزها أو على سطحها ولو كان غير محوط فإنها لهما‬

‫قال الماوردي ولو تنازعا شيئا في ظرفا ويد أحدهما على‬
‫الشيء ويد الخأر على الظرفا اخأتص كل منهما بما في يده‬
‫لنفصال أحدهما عن الخأر بخلفا ما لو تنازعا عبدا ويد‬
‫أحدهما عليه ويد الخأر على ثاوبه فإنه لمن يده على العبد ل‬
‫لمن يده على ثاوبه بخلفا العكس والله أعلم قال‬
‫) ومن حلف على فعل نفسه حلف على قطع والبت ومن‬
‫حلف على فعل غيره فإن كان إثاباتا حلف على نفي العلم (‬
‫من حلف على فعل نفسه حلف على القطع نفيا كان‬
‫المحلوفا عليه أو إثاباتا لحاطته بعلم حاله وإن حلف على‬
‫فعل غيره فإن كان على نفي حلف على نفي العلم إذا لم‬
‫يكن عبده أو بهيمته فيقول والله ما علمت أنه فعل كذا لنه‬
‫ل طريق له إلى القطع بنفيه فلم يكلف به كما ل يكلف‬
‫الشاهد بالقطع فيما ل يمكن فيه القطع فلو حلف على‬
‫القطع اعتد به قاله القاضي أبو الطيب وغيره وإن كان‬
‫إثاباتا حلف على البت لمكان الحاطة قال الرافعي هنا وكل‬
‫ما يحلف فيه على البت ل يشترط فيه اليقين بل يكفي ظن‬
‫مؤكد ينشأ من خأطه أو خأط أبيه أو نكول خأصمه وقال ابن‬
‫الصباغ إذا وجأد بخط أبيه أو أخأبره به عدل جأاز أن يحلف عليه‬
‫إن غلب على ظنه صدق ذلك وإن وجأده بخط أبيه أو أخأبره به‬
‫عدل جأاز أن يحلف عليه إن غلب على ظنه صدق ذلك وإن‬

‫وجأده بخط نفسه لم يطالب به ولم يحلف عليه حتى يتيقنه‬
‫لنه في خأطه يمكنه التذكر بخلفا خأط أبيه واقتصر الرافعي‬
‫على حكايته عنه عن الصحاب في كتاب القضاء قلت وكلم‬
‫الماوردي يوافق المذكور هنا ولفظه إذا رآه في جأانب يغلب‬

‫على ظنه صحته أو أخأبره به عدل فيجوز أن يدعى به وهل له‬
‫أن يحلف إذا ردت اليمين عليه أو شهد له به شاهد فيه‬
‫وجأهان أصحهما نعم والله أعلم وقول الشيخ إن كان نفيا‬
‫حلف على نفي العلم كذا ذكره الرافعي والنووي وغيرهما‬
‫وينبغي أن يكون ذلك في النفي المطلق أما نفي الفعل‬
‫المقيد بزمن فيكون على البت‬
‫____________________‬

‫) ‪(1/564‬‬

‫البت لمكان الحاطة ويشهد له قولهم أن الشهادة على‬
‫النفي ل تجوز إل أن يكون محصورا فتجوز والله أعلم‬
‫) فرع ( من له عند شخص حق وليس له بينة وهو منكر فله‬
‫أن يأخأذ جأنس حقه من ماله إن قدر ول يأخأذ غير الجنس مع‬
‫قدرته على الجنس وفيه وجأه فإن لم يجد إل غير الجنس جأاز‬
‫له الخأذ على المذهب الذي قطع به جأمهور الصحاب ولو‬
‫أمكن تحصيل الحق بالقاضي بأن كان من عليه الحق مقرا‬
‫مماطل أو منكرا وعليه البينة أو كان يرجأو إقرارهه لو حضر‬
‫عند القاضي وعرض عليه اليمين فهل يستقل بالخأذ أم‬
‫يجب الرفع إلى القاضي فيه خألفا الراجأح جأواز الخأذ‬
‫ويشهد له قضية هند ولن في المرافعة مشقة ومؤنة‬
‫وتضييع زمان ثام متى جأاز له الخأذ فلم يصل إلى حقه إل‬
‫بكسر الباب ونقب الجدار جأاز له ذلك ول يضمن ما أتلف‬
‫كمن لم يقدر على دفع الصائل إل بإتلفا ماله فأتلفه ل‬
‫يضمن هذا هو الصحيح وفي مقالة شاذة يضمن والله أعلم‬
‫قال & باب الشهادة & فصل في الشهادة ول تقبل‬
‫الشهادة إل ممن اجأتمعت فيه خأمسة أوصافا السلم‬
‫والبلوغ والعقل والحرية والعدالة‬
‫الشهادة الخأبار بما شوهد‬
‫والصل فيها الكتاب والسنة وإجأماع المة قال الله تعالى‬
‫} وأشهدوا إذا تبايعتم { وهو أمر إرشاد وسئل رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم عن الشهادة قال ترى الشمس قال‬
‫نعم فقال على مثلها فاشهد أو دع واليات والخأبار فيها‬
‫كثيرة ثام للشاهد صفات معتبرة في قبول شهادته منها‬
‫السلم فل تقبل شهادة كافر ذميا كان أو حربيا سواد شهد‬
‫على مسلم أو كافر واحتج له الرافعي بقوله صلى الله عليه‬
‫وسلم ل تقبل شهادة أهل دين على غير دين أهلهم إل‬
‫المسلمون فإنهم عدول على أنفسهم وعلى غيرهم ويحتج‬

‫بذلك بأن الشهادة نفوذ قول على الغير وذلك ولية والكافر‬
‫ليس من أهل الوليات ومنها البلوغ فل تقبل شهادة الصبي‬
‫وإن كان مراهقا‬
‫ومنها العقل فل تقبل شهادة المجنون لن الصبي‬
‫والمجنون إذا لم ينفذ قولهما في حق‬
‫____________________‬

‫) ‪(1/565‬‬

‫أنفسهما إذا أقرا ففي حق غيرهما أولى ويحتج أيضا بقوله‬
‫تعالى } واستشهدوا شهيدين من رجأالكم فإن لم يكونا‬
‫رجألين فرجأل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء { فالصبي‬
‫ليس من الرجأال وهو المجنون ممن ل يرضون للشهادة‬
‫ومنها الحرية فل تقبل شهادة الرقيق قنا كان أو مدبرا أو‬
‫مكاتبا أو أم ولد لقوله تعالى } وأشهدوا ذوي عدل منكم {‬
‫والخطاب للحرار لنهم المشهود في حقهم وأيضا فقوله‬
‫منكم ليس لخأراج الكافر لنه خأرج بقوله ذوي عدل منكم‬
‫فتعين أنه لخأراج العبد ولن الشهادة صفة كمال وتفضيل‬
‫بدليل نقص شهادة النساء فوجأب أن ل يدخأل فيه العبد‬
‫ولنها نفوذ قول على الغير فهي ولية والعبد ليس أهل‬
‫للوليات‬
‫ومنها العدالة لقوله تعالى } وأشهدوا ذوي عدل منكم {‬
‫ولقوله تعالى } إن جأاءكم فاسق بنبأ فتبينوا { وقال عليه‬
‫الصلة والسلم ل تقبل شهادة خأائن ول خأائنة ول زان ول‬
‫زانية ثام معرفة العدل تحتاج إلى معرفة أمور بها يتميز‬
‫العدل من غيره فلهذا ذكر الشيخ لها شروطا قال‬
‫) وللعدالة خأمس شرائط أن يكون مجتنبا للكبائر غير مصر‬
‫على الصغائر (‬
‫ل تقبل الشهادة من صاحب كبيرة ول من مدمن على صغيرة‬
‫لن المتصف بذلك فاسق وإنما قلنا إنه فاسق لن الفسق‬
‫لغة الخروج ولهذا يقال فسقت الرطبة إذا خأرجأت من‬
‫قشرها والفسق في الشرع الميل عن الطريق وهو كذلك‬
‫والمراد بإدمان الصغيرة أن تكون الغالب من أفعاله ل أن‬
‫يفعلها أحيانا ثام يقلع عنها ولهذا قال الشافعي رضي الله‬
‫عنه إذا كان الغلب الطاعة والمروءة قبلت الشهادة وإن‬
‫كان الغلب المعصية وخألفا المروءة ردت شهادته وهل‬
‫المراد بالدمان السالب للعدالة المداومة على نوع واحد من‬
‫الصغائر أم الكثار منها سواء كانت من نوع أو أنواع قال‬

‫الرافعي منهم من يفهم كلمه الول ومنهم من يفهم كلمه‬
‫الثاني ويوافقه قول الجمهور من غلبت معاصيه طاعته‬
‫ردت شهادته ولفظ المختصر قريب منه قلت ومقتضى‬
‫ترجأيحه الثاني أن المداومة على الصغيرة ل تسلب العدالة‬
‫وليس كذلك فقد صرح هو نفسه في غير موضع أن‬
‫المداومة على الصغيرة تصير كبيرة فاعرفه والله أعلم‬
‫____________________‬

‫) ‪(1/566‬‬

‫وللصحاب اخأتلفا في حد الكبيرة وليس هذا الكتاب من‬
‫متعلقات البسط فلنذكر حدين مما ذكره الرافعي أحدهما‬
‫ذكره البغوي فقال الكبيرة ما توجأب الحد وقال غيره ما‬
‫يلحق صاحبها وعيد شديد بنص كتاب أو سنة قال الرافعي‬
‫وهم إلى ترجأيح الول أميل يعني إلى ما قاله البغوي لكن‬
‫الثاني أوفق لما ذكروه عند تفصيل الكبائر قلت وقال‬
‫الماوردي الكبيرة ما أوجأبت الحد أو توجأه إلى الفاعل الوعيد‬
‫والصغيرة ما قل فيها الثام والله أعلم قال‬
‫) وأن يكون سليم السريرة مأمونا عند الغضب محافظا على‬
‫مروءة مثله (‬
‫قوله سليم السريرة احترز به عن سيئها من أهل البدع‬
‫والهواء‬
‫وللناس خألفا منتشر في تكفيرهم وإن كانوا من أهل‬
‫القبلة ول شك أن منهم من هو كافر قطعا ومنهم من ليس‬
‫بكافر قطعا ومنهم من فيه خألفا وليس هذا موضع بسطه‬
‫والكلم فيمن تقبل شهادته منهم ومن ل تقبل قال النووي‬
‫في أصل الروضة من كفر من أهل البدع ل تقبل شهادته‬
‫وأما من لم يكفر من أهل البدع والهواء فقد نص الشافعي‬
‫في الم والمختصر على قبول شهادتهم إل الخطابية وهم‬
‫قوم يرون جأواز شهادة أحدهم لصاحبه إذا سمعه يقول لي‬
‫عند فلن كذا فيصدقه بيمين أو غيرها ثام يشهد له اعتمادا‬
‫على أنه ل يكذب هذا نصه‬
‫والصحاب فيه على ثالثا فرق فرقة جأرت على ظاهر نصه‬
‫وقبلت شهادة جأميعهم وهذه طريقة الجمهور واستدلوا‬
‫بأنهم مصيبون في زعمهم ولم يظهر منهم ما يسقط الثقة‬
‫بقوله حتى قبل هؤلء شهادة من سب الصحابة والسلف‬
‫رضي الله عنهم لنه يقدم عليه عن اعتقاد ل عن عداوة‬

‫وعناد قالوا لو شهد خأطابي وذكر في شهادته ما يقطع‬
‫احتمال العتماد على قول المدعي بأن قال سمعت فلنا‬
‫يقر بكذا لفلن أو رأيه أقربه قبلت شهادته وفرقة منهم‬
‫الشيخ أبو حامد ومن تبعه حملوا النص على المخالفين في‬
‫الفروع وردوا شهادة أهل الهواء كلهم وقالوا هم بالرد‬
‫أولى من الفسقة وفرقة ثاالثة توسطوا فردوا شهادة‬
‫بعضهم دون بعض فقال أبو إسحاق من أنكر إمامة أبي بكر‬
‫الصديق رضي الله عنه ردت شهادته لمخالفة الجأماع ورد‬
‫الشيخ أبو محمد شهادة الذين يسبون الصحابة ويقذفون أم‬
‫المؤمنين عائشة رضي الله عنها وعن الصحابة أجأمعين‬
‫فإنها محصنة كما نطق به القرآن العظيم وعلى هذا جأرى‬
‫المام والغزالي والبغوي واستحسنه الرافعي وفي الرقم‬
‫أن شهادة الخوارج مردودة لتكفيرهم أهل القبلة ثام قال‬
‫النووي قلت الصواب مقالة الفرقة الولى وهو قبول‬
‫شهادة الجميع فقد قال الشافعي رضي الله عنه في الم‬
‫ذهب الناس في تأويل القرآن والحاديث إلى أمور تباينوا‬
‫فيها تباينا شديدا واستحل بعضهم من بعض ما تطول حكايته‬
‫وكان ذلك متقادما منه ما كان في عهد السلف وإلى يومنا‬
‫هذا ولم نعلم أحدا من سلف الئمة يقتدي به ول من بعدهم‬
‫من التابعين رد شهادة أحد بتأول وإن خأطأه وضلله ورآه‬
‫استحل ما حرم الله تعالى‬
‫____________________‬

‫) ‪(1/567‬‬

‫عليه فل ترد شهادة أحد بشيء من التأويل إذا كان له وجأه‬
‫يحتمله وإن بلغ فيه استحلل المال والدم هذا نصه بحروفه‬
‫وفيه التصريح بما ذكرناه من تأويل تكفير القائل بخلق‬
‫القرآن نعم قاذفا عائشة رضي الله عنها كافر فل تقبل‬
‫شهادته انتهى كلم النووي قلت كلم النووي صريح في‬
‫قبول شهادة من يستحل في تأويله الدم والمال وقد بالغ‬
‫في ذلك فقال الصواب كذا ول شك أن البغاة نوع من‬
‫المخالفين بتأويل وقد ذكر الرافعي هنا أن الباغي إن كان‬
‫يستحل دماء أهل العدل وأموالهم ل ينفذ حكم حاكمهم ول‬
‫تقبل شهادة شاهدهم ونقله عن المعتبرين وتبعه النووي‬
‫على ذلك وعلل بالفسق بل جأزما بذلك في المحرر ولمنهاج‬
‫ولفظه وتقبل شهادة البغاة وقضاء قاضيهم فيما يقبل‬
‫قضاء قاضينا إل أن يستحل دماءنا وقد ذكر النووي قبل هذا‬

‫ما يقتضي قبول شهادة المجسمة لكنه جأزم في شرح‬
‫المهذب بتكفيرهم ذكره في صفة الئمة فلينتبه له‬
‫والخطابية هم أصحاب ابن خأطاب الكوفي وهم يعتقدون أن‬
‫الكذب كفر وإن من كان على مذهبهم ل يكذب فيصدقونه‬
‫على ما يقوله ويشهدون له بمجرد إخأباره وهذه شهادة زور‬
‫لنها شهادة على غير مشهود عليه والله أعلم‬
‫وقول الشيخ مأمونا عند الغضب احترز به عمن ل يؤمن عند‬
‫غضب ككثير في زماننا هذا فل تقبل شهادته لنه غيره‬
‫مأمون فسقطت الثقة به وقول الشيخ محافظا على مروءة‬
‫مثله احترز به عمن ليس كذلك فل تقبل شهادة القمام وهو‬
‫الذي يجمع القمامة أي الكناسة ويحملها وكذا القيم في‬
‫الحمام ومن يلعب بالحمام يعني يطيرها لينظر تقلبها في‬
‫الجو وكذا المغني سواء أتى الناس أو أتوه وكذا الرقاص‬
‫كهذه الصوفية الذين يسعون إلى ولئم الظلمة والمكسة‬
‫ويظهرون التواجأد عند رقصهم وتحريك رؤوسهم وتلويح‬
‫لحاهم الخسيسة صنع المجانين وإذا قرئ القرآن ل‬
‫يستمعون له ول ينصتون وإذا نعق مزمار الشيطان صاح‬
‫بعضهم على بعض بالوسواس قاتلهم الله ما أفسقهم‬
‫وأزهدهم في كتاب الله وأرغبهم في مزمار الشيطان‬
‫وقرن الشيطان عافانا الله من ذلك‬
‫وكذا ل تقبل شهادة من يأكل في السواق ومثله ل يعتاد‬
‫بخلفا من يأكل قليل على باب دكانه لجوع كما قاله‬
‫البندنيجي أو كان ممن عادتهم الغذاء في السواق‬
‫كالصباغين والسماسرة وكذا ل تقبل شهادة من يمد رجأله‬
‫عند الناس بل مرض كما قاله البندنيجي وكذا ل تقبل شهادة‬
‫من يلعب بالشطرنج على الطريق وكذا ل تقبل شهادة من‬
‫يكشف عن بدنه مال يعتاد وإن لم يكن عورة وكذا ل تقبل‬
‫شهادة من يكثر من الحكايات المضحكة أو يذكر أهله أو‬
‫زوجأته بالسخف كما ذكره ابن الصباغ ونحو ذلك ومدار ذلك‬
‫كله على حفظ المروءة لن الصل في ذلك إن حفظ‬
‫المروءة من الحياء ووفور العقل وطرح ذلك إما لخبل‬
‫بالعقل أو قلة حياء أو قلة مبالته بنفسه وحينئذ فل يوثاق‬
‫بقوله في حق غيره وهو أولى لن من ل يحافظ على ما‬
‫يشينه في نفسه فغيره‬
‫____________________‬

‫) ‪(1/568‬‬

‫أولى فإن من ل حياة فيه يصنع ما يشاء وقد اخأتلفت عبارات‬
‫الصحاب في حد المروءة مع تقاربها في المعنى فقيل أن‬
‫يصون نفسه عن الدناس وما يشينها بين الناس وقيل أن‬
‫يسير كسير أشكاله في زمانه ومكانه وقيل غير ذلك‬
‫والضابط العرفا وللماوردي وغيره من الصحاب في ذلك‬
‫أمور مهمة مستكثرة ل يحتملها هذا المختصر والله أعلم‬
‫قال & باب أقسام المشهود به & فصل والحقوق ضربان‬
‫حق الله وحق الدمي فأما حقوق الدميين فعلى ثالثاة‬
‫أضرب ضرب ل يقبل فيه إل شاهدان ذكران أو رجأل‬
‫وامرأتان أو شاهد ويمين المدعي وهو ما كان القصد منه‬
‫المال‬
‫المقصود من هذه الجملة بيان عدد الشهود وصفتهم من‬
‫الذكورة والنوثاة ول شك أن الحقوق على ضربين حق الله‬
‫سبحانه وتعالى وحق الدميين أما حق الله فسيأتي إن شاء‬
‫الله وأما حقوق الدميين فهي على ثالثاة أضرب كما ذكره‬
‫الشيخ الول ما هو مال أو كان المقصود منه المال أما المال‬
‫كالعيان والديون وأما ما كان المقصود من المال وذلك‬
‫كالبيع والجأارة والرهن والقرار والغصب وقتل الخطأ ونحو‬
‫ذلك فيقبل فيه رجألن أو رجأل وامرأتان لقوله تعالى‬
‫} واستشهدوا شهيدين من رجأالكم فإن لم يكونا رجألين‬
‫فرجأل وامرأتان { فكان على عموم إل ما خأصه دليل قال‬
‫القاضي أبو الطيب وهذا بالجأماع‬
‫ثام ل فرق بين أن تتقدم شهادة الرجأل على المرأتين أو‬
‫تتأخأر وسواء قدر على رجألين أو لم يقدر وكما يقبل في هذا‬
‫الضرب رجأل وامرأتان كذلك يقبل فيه شاهد ويمين المدعي‬
‫لنه صلى الله عليه وسلم قضى بشاهد ويمين ورد من رواية‬
‫ابن عباس وقال الماوردي ورواه من الصحابة عن النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم ثامانية علي وابن عباس وأبو هريرة‬
‫وجأابر وعبد الله بن عمرو بن العاص وأبي بن كعب وزيد بن‬
‫ثاابت وسعد بن عبادة رضي الله عنهم‬
‫ول فرق في ذلك بين أن يتمكن من البينة الكاملة أم ل لنها‬
‫حجة تامة وفيه وجأه نعم يشترط أن يتعرض في يمينه لصدق‬
‫شاهده فيقول والله إن شاهدي لصادق فيما شهد به وإني‬
‫لمستحق لكذا هذا هو الصحيح وقيل ل يشترط ذلك ويكفي‬
‫القتصار على الستحقاق لن‬
‫____________________‬

‫) ‪(1/569‬‬

‫اليمين بمنزلة الشاهد الخأر ووجأه مقابله أن اليمين مع‬
‫الشاهد حجتان مختلفتا الجنس فوجأب ربط إحداهما‬
‫بالخأرى ويجب تأخأير اليمين على الشاهد وتعديله على‬
‫الصحيح الذي قطع به الجمهور والله أعلم‬
‫) فرع ( هل يقبل في الوقف ما يقبل في المال من رجأل‬
‫وامرأتين أو رجأل ويمين فيه خألفا الصحيح أنه يقبل ونص‬
‫عليه الشافعي رضي الله عنه وإن قلنا ينتقل إلى الله تعالى‬
‫لن المقصود من الوقف تمليك غلة الموقوفا للموقوفا‬
‫عليه وهي منفعة مالية فأشبه الجأارة ولو شهد بالسرقة‬
‫رجأل وامرأتان ثابت المال دون القطع على الصحيح وكذا لو‬
‫شهد رجأل وامرأتان على صداق في نكاح فإنه يثبت الصداق‬
‫لنه المقصود والله أعلم قال‬
‫) وضرب يقبل فيه شاهدان ذكران وهو النسب (‬
‫هذا هو الضرب الثاني وهو ما ليس بمال ول يقصد منه المال‬
‫وهو مما يطلع عليه الرجأال كالنسب والنكاح والطلق‬
‫والعتاق والولء والوكالة والوصية وقتل العمد الذي يقصد به‬
‫القصاص وسائر الحدود غير حد الزنا وكذا السلم والردة‬
‫أعاذنا الله منها‬
‫والبلوغ وانقضاء العدة والعفو عن القصاص واليلء‬
‫والظهار والموت والخلع من جأانب المرأة والتدبير وكذا‬
‫الكتابة في الصح فل يقبل في ذلك إل رجألن‬
‫والاصل في بعض ذلك قوله تعالى } حين الوصية اثانان ذوا‬
‫عدل منكم { وقال تعالى } فأمسكوهن بمعروفا أو‬
‫فارقوهن بمعروفا وأشهدوا ذوي عدل منكم { قال صلى‬
‫الله عليه وسلم ل نكاح إل بولي مرشد وشاهدي عدل وقال‬
‫ابن شهاب مضت السنة من رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم أنه ل تجوز شهادة النساء في الحدود ول في النكاح‬
‫ول في الطلق وفيه إرسال والله أعلم‬
‫) فرع ( ادعى شخص على آخأر أنغصبه مال فقال إن كنت‬
‫غصبته فامرأتي طالق فأقام المدعي على الغاصب شاهدا‬
‫وحلف معه أو رجأل وامرأتين ثابت الغصب وترتب عليه‬
‫الضمان ول يقع الطلق كما لو قال إن ولدت فأنت طالق‬
‫فأقامت أربع نسوة على الولدة ثابت النسب والولدة‬
‫____________________‬

‫) ‪(1/570‬‬

‫ول تطلق والله أعلم قال‬
‫) وضرب ل يقبل فيه إل أربع نسوة وهو ما ل يطلع عليه‬
‫الرجأال (‬
‫هذا هو الضرب الثالث وهو ما ل يطلع عليه الرجأال وتختص‬
‫النساء بمعرفته غالبا فيقبل فيه شهادتهن منفردات وذلك‬
‫كالولدة والبكارة والثيوبة والرتق والقرن والحيض والرضاع‬
‫وكذا عيوب المرأة من برص وغيره تحت الزار حرة كانت أو‬
‫أمة وكذا استهلل الولد على المشهور فكل هذا الضرب ل‬
‫يقبل فيه إل أربع نسوة واحتج لشهادتين منفردات بقول‬
‫الزهري مضت السنة بأن تجوز شهادة النساء في كل شيء‬
‫ل يليه غيرهن رواه عبد الرزاق عنه بمعناه ول الرجأال ل‬
‫يرون ذلك غالبا فلو لم تقبل منهن لتعذر إثاباته واعتبار‬
‫الربع لن الله تعالى أقام كل امرأتين حيث قبلت شهادة‬
‫النساء مقام رجأل وقال عليه الصلة والسلم أما نقصان‬
‫عقلهن فإن شهادة المرأتين بشهادة رجأل واحد وإذا جأاز‬
‫شهادة النساء الخلص جأاز شهادة رجأل وامرأتين أو رجألين‬
‫وهو أولى بالقبول والله أعلم‬
‫) فرع ( ما يثبت بشهادة النساء الخلص الصح أنه ل يثبت‬
‫بشاهد ويمين ول بامرأتين ويمين وقيل يثبت في كل ذلك‬
‫بامرأتين ويمين وكل ما يثبت بشهادة النساء المنفردات‬
‫بالنسبة إلى الشهادة على الفعل ل تقبل فيه شهادتهن‬
‫على القرار صرح به المتولي وغيره في القرار بالرضاع‬
‫والله أعلم قال‬
‫) وأما حقوق الله تعالى فل تقبل فيها النساء وهي على‬
‫ثالثاة أضرب ضرب ل يقبل فيه أقل من أربعة وهو الزنا (‬
‫ل يقبل في حد الزنا واللواط وإتيان البهائم إل أربعة من‬
‫الرجأال وحجة ذلك في الزنا واللواط قوله تعالى } واللتي‬
‫يأتين الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا عليهن أربعة منكم‬
‫{ وقوله تعالى } لول جأاؤوا عليه بأربعة شهداء { وورد أن‬
‫سعد بن عبادة رضي الله عنه قال لرسول الله أو أن‬
‫السلطان يحلل أو شهداء قال نعم ولن الزنا واللواط من‬
‫أعظم الفواحش فغلظ في الشهادة عليهما ليكون أستر‬
‫للمحارم‬
‫____________________‬

‫) ‪(1/571‬‬

‫وأما إتيان البهائم فإنه إتيان فرج في فرج يوجأب الغسل‬
‫فأشبه الدمي وقيل إن قلنا الواجأب في إتيان البهائم‬
‫التعزير وهو الراجأح قيل فيه شاهدان لخروجأه عن حكم الزنا‬
‫وهذا ضعيف جأدا لن نقصان العقوبة ل يدل على نقصان‬
‫الشهادة بدليل زنا المة فلو شهد ثالثاة بالزنا فهل يجب الحد‬
‫على الشهود فيه خألفا الراجأح أنهم يحدون لعدم تمام‬
‫الحجة ولنا لو لم نوجأب الحد لتخذ الناس الشهادة ذريعة‬
‫إلى القذفا فتستباح العراض بصورة الشهادة والله أعلم‬
‫قال‬
‫) وضرب يقبل فيه شاهدان وهو غير الزنا من الحدود (‬
‫وهذا هو الضرب الثاني من حقوق الله تعالى ول مدخأل‬
‫للنساء فيه ول يقبل فيه إل رجألن كحد الشرب وقطع‬
‫الطريق والقتل بالردة ونحو ذلك لقوله تعالى } وأشهدوا‬
‫ذوي عدل منكم { وقياسا على النكاح والوصية والله أعلم‬
‫قال‬
‫) وضرب يقبل فيه شاهد واحد وهو هلل رمضان (‬
‫ل يقبل الواحد إل في هلل رمضان على الراجأح واحتج له‬
‫بقول ابن عمر رضي الله عنهما تراءى الناس الهلل‬
‫فأخأبرت رسول الله صلى الله عليه وسلم أني رأيته فصام‬
‫وأمر الناس بصيامه ويستثنى مع مسألة الهلل مسألة أخأرى‬
‫ذكرها المتولي ونقلها عنه النووي في شرح المهذب فقال‬
‫فرع ذكر المتولي أنه لو مات كافر فشهد واحد أن أسلم فل‬
‫يحكم بأنه مسلم في الرثا فيرثاه الكافر ل المسلم وهل‬
‫يحكم به في جأواز الصلة عليه قولن كما في ثابوت هلل‬
‫رمضان واستثنى الشيخ تاج الدين بن الفركاح مسألة نقلها‬
‫عن الماوردي وهم فيها فليعلم ذلك والله أعلم قال‬
‫) ول تقبل شهادة العمى إل في خأمسة مواضع النسب‬
‫والموت والملك المطلق والترجأمة وعلى المضبوط وما‬
‫تحمله قبل العمى (‬
‫اعلم أن المشهود به قد يكون العلم به من جأهة حاسة البصر‬
‫وقد يكون من جأهة حاسة السمع فبأي الجهتين حصل العلم‬
‫جأاز العتماد فيه على قبول الشهادة فمما يستفاد العلم به‬
‫بحاسة السمع ما طريقه الستفاضة وذلك كالنسب والموت‬
‫والملك المطلق لن الشهادة والحالة هذه معتمدة على‬
‫السماء فالعمى والبصير في ذلك على السواء هذا هو‬
‫الصحيح الذي قاله الجمهور وقيل ل تقبل شهادة العمى‬
‫في ذلك لن المخبرين ل بد من العلم بعدالتهم‬
‫____________________‬

‫) ‪(1/572‬‬

‫والعمى ل يشاهدهم فل يعرفا عدالتهم قال القاضي أبو‬
‫الطيب وهذا يعني القبول محمول على ما إذا سمع ذلك في‬
‫دفعات وتكرر من قوم مختلفين في أزمان حتى يتيقنه‬
‫ويصير كالتواتر عنده ول يجوز التحمل إل على هذا الوجأه‬
‫وكما تجوز الشهادة في هذه المواضع كذلك تجوز شهادته‬
‫في الترجأمة على الصح وكذا تجوز شهادة العمى على‬
‫المضبوط وصورة المسألة أن يقر شخص في أذنه بشيء‬
‫فيمسكه إما بأن يضع يده على رأسه أو بأن يمسك بيده‬
‫ويحمله إلى القاضي ويشهد عليه بما قاله في أذنه لحصول‬
‫العلم بذلك هذا هو الصح وفي وجأه ل يقبل لجواز أن يكون‬
‫المقر غيره وهو بعيد قال القاضي حسين ومحل الخلفا إذا‬
‫جأمعهما مكان خأال وألصق فاه بأذنه وضبطه فلو كان هناك‬
‫جأماعة وأقر في أذنه لم يقبل وكذلك تقبل شهادة العمى‬
‫فيما تحمله قبل العمي بشرط أن يعرفا اسم المشهود عليه‬
‫ونسبه لن العمى كالبصير في العلم بذلك والبصير له أن‬
‫يشهد والحالة هذه وإن لم ير المشهود عليه لغيبة أو موت‬
‫فكذلك العمى والله أعلم‬
‫قلت وأيد ابن الصلح احتمال في إلحاق موضع سادس وهو‬
‫أن يألف شخصا ويعرفا صورته ضرورة فينبغي أن يجوز أن‬
‫يشهد عليه لنه يقين ولهذا قال أصحابنا له أن يشهد‬
‫بالستفاضة وهذا �