ثحبلا ةمدقم الاستحسان عند الحنفية وتطبيقو في عقد البيع )دراسة تٖليلية مقارنة( قدمت ىذه الرسالة استكمالا ت١تطلبات نيل درجة ات١اجستتَ الشريعة الإسلبمية جامعة سوراكرتا المحمدية Al-Istihsan According To Madzhab Hanafiya And It’s Application In The Contract Of

‫مقدمة البحث‬
‫ا مد ه رب العا ن ‪ ,‬وصلى اه وسلم وبارك على سيدنا مد ا بعوث رمة للعا ن وعلى‬
‫آل وأصحاب الطيبن ‪ ,‬ومن تبعهم بإحسان إ يوم الدين ‪ ,‬وبعد ‪:‬‬
‫إن الشريعة ا سامية صا ة لكل مكان وزمان ‪ ,‬وقادرة على مواكبة تطورات العصر وتقدم ‪,‬‬
‫فحررت العقل وأنارت طريق ا ق وا دي ‪ ,‬وأخرجت ال اس من الظلمات إ ال ور‪ ,‬غرت تمع عهد‬
‫الدعوة ا ول ‪ ,‬وبقت في القيم ال بيلة‪ ,‬وعرفت ا كلفن با حكام ال ت ظم حياهم ي ا العبادات‬
‫وا عامات‪ ,‬وتضمن نصوص الوحي ا ي أحكاماً مفصلة وأخرى ملة‪ ,‬وكان م ها قطعي الدالة‬
‫وظ يها‪ ,‬وكان من ا حاديث ما يرتقي إ درجة قطعي الثبوت وما ا يصلها‪ ,‬كما تضم ت قواعد كلية‬
‫ومبادئ عامة ‪ ,‬وأرشدت إ ااجتهاد الشرعي وإ أصول تعتمد في ولقد اكتسبت الشريعة القدرة‬
‫علي مواكبة العصر من خال ذ ا صول والقواعد ال قام عليها الفق والتشريع‪.‬‬
‫رجت من مدرسة ال بوة طائفة من اجتهدين استفادت من الطة الرسول صلى اه علي‬
‫وسلم ومابسة الوحي وأسباب نزول ‪ ,‬وحسن فهم ال صوص وإدراك ا قاصد ‪ ,‬فاجتهد ي حياة الرسول‬
‫صلى اه علي وسلم وبعد ‪ ,‬وم هم طبقة توزعت ي ا مصار تفق ال اس ي الدين ‪ ,‬وع هم تلقي جيل‬
‫التابعن ‪ ,‬فأدى ا مانة وتواصلت حركة ااجتهاد بعد م‪ ,‬وظهر ا ئمة مؤسسو ا ذا ب التشريعية‪,‬‬
‫وأخذ ع هم تاميذ م‪ ,‬الذين كان م هم ا عروفون بااجتهاد ا قيد ا لتزمون بأصول أئمتهم‪ ,‬وعلي‬
‫أيديهم استبحر التفريع ‪ ,‬فكونت ثورة ائلة من ا حكام ورثتها ا جيال ا والية ال ظهرت فيها فئات‬
‫من الفقهاء ‪ ,‬قامت بالت قيح الفقهي وخدمت الفق خدمة جليلة‪ ,‬وألفت في ما ا صى من ا ؤلفات‬

‫‪2‬‬

‫م ا ج مت وعة‪ ,‬وواكبت عملها ذا حركة تقعيد القواعد الفقهية ومع ال ظائر ا تشاهة‪ ,‬وحركة إثراء علم‬

‫أصول الفق وت ظيم قواعد والتخريج عليها‪.‬‬
‫فااجتهاد متواصل عر العصور ا سامية ‪ ,‬و ا يأ لاجتهاد تواصل أصول الشرعية ‪ ,‬تلك‬
‫ا صول ال يعتمد ا كل تهد است باط ا حكام الشرعية‪ ,‬ي مصادر ا حكام ‪.‬‬
‫وإن من أبرز ا صول ال قام عليها الفق ا سامي ااستحسان ‪ ,‬ومع أن دار حول‬
‫ااستحسان معارك طاح ة ‪ ,‬فمن الفقهاء من يأخذ ب ‪ ,‬وم هم من يبطل ويرفض إا أن ي ال هاية‬
‫استغلظ واستوى على سوق ‪.‬‬
‫ومن الفقهاء الذين يأخذون ااستحسان و ا مام أبو ح يفة وعلماء مذ ب ‪ ,‬ع د م الراعة‬
‫ي توظيف ااستحسان ل كثر من ا سائل الفقهية ال أخفق القياس ي حلها ‪ ,‬ومن ذ ا سائل‬
‫عقود البيع ‪ ,‬فااستحسان يلعب دورا كبرا ي ذ ا سألة ويكون حص ا فظ أموال ال اس ليحقق‬
‫مقصدا شرعيا ‪ .‬م ابد أن نسلك م ا جهم ي تلك ا سائل ا يعطي دربة على فهم طريقة تفكر م ‪,‬‬
‫و ييز أساليبهم ‪ ,‬وبالتا التدرب على السر على خطا م ‪ ,‬وااقتداء هم ‪.‬‬

‫أوا ‪ :‬خلفية البحث ‪:‬‬
‫يبدو أن الفق ا مام ا في ل ا زية ي باب ا عاملة ال م توجد ع د بعض العلماء اآخرين‬
‫كأن يعرف حاجات ال اس ومعاماهم وا صاح م ي عصر ا اضر ‪ ,‬ففقه‬

‫يب ا سائل ا عاصرة‬

‫فأود أن أتعمق ي آراء وآراء أتباع من العلماء ي توظيف‬
‫مع أن عاش ي زمن بعيد عن زم ا اآن ‪ّ ,‬‬


‫‪3‬‬

‫ااستحسان ا بي على الدليل ي عقد البيع ‪ ,‬وأقارن بي وبن العلماء الذين م ياخذوا ب كالشافعي‬
‫وغر وبن العلماء اآخررين ي ا راد بااستحسان ح تظهر ال تيجة من ذ ا قارنة ‪.‬‬
‫فطريقة ع قد البيع ي زم ا ا اضر يعتر من ال وازل الفقهية حيث يتجدد حيث ا يوجد ي‬
‫الزمن السابق ‪ ,‬مثل العقد عر اان نيت والشراء للمعدوم ‪ ,‬فهذ ا سالة تسبب التساؤل ي فكري ‪,‬‬
‫وأخرا ‪ ,‬حاولت أن أكتب الرسالة حول ذا ا وضوع مستعي ا باه رجاء أن يكون شفاء ميع تساؤ‬
‫‪ ,‬واه ا وفق إ أحسن الطريق ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬مشكات البحث ‪:‬‬
‫اذا اختلف فقهاء ا فية ي تعريفهم لاستحسان ؟‪ ,‬و اذا رافض ا مام الشافعي ؟ علما أن‬
‫تلميذ ا مامن ا ليلن ‪ :‬مالك بن أنس و مد بن حسن ‪ ,‬وكاما يقول ب فما ي حقيقة موقف م ؟‬
‫‪ ,‬وما مدى قوة ااستدال بااستحسان إذا قوبل بأدلة أخرى ؟ و ل ا زال وسيلة من وسائل ااجتهاد‬
‫أم أن عفا علي الزمان ‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬أهداف البحث‬
‫وأ داف ذا البحث و عرفة مواقف ا فية الذين قال بااستحسان وا مام الشافعي الذي‬
‫م يقل بذلك ح وصل الباحث إ‬


‫ال تيجة ‪ ,‬وبيان حقيقة ااستحسان ع د الشافعية ‪ ,‬وا وازنة بن‬
‫‪4‬‬

‫ااستحسان والقياس من جهة ‪ ,‬وبن ااستحسان وغر من ا دلة من جهة أخرى ‪ ,‬وطريقة توظيف‬
‫ااستحسان ح يكون وسيلة لاجتهاد وخاصة ي ا سائل ا عاصرة ‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬أهمية البحث وفوائد‬
‫هدف ذ الدراسة إ حل إشكال تعدد معاي مصطلح ااستحسان ع د ا فية ‪ ,‬ومن م‬
‫ترز دور ااستحسان ي ا سائل الفقهية ‪ ,‬ا تقاة من كتاب البيوع ع د ا فية ‪ ,‬والذي يعد ا صن‬
‫ا يع الذي فظ أموال ال اس ‪ ,‬ليحقق مقصدا شرعيا مهما‪.‬‬
‫وفوائد ذا البحث ي ظر من ناحيتن ‪ ,‬فوائد علمية نظرية وفوائد علمية تطبيقية ‪ .‬أما فوائد‬
‫العلمية ال ظرية نستطيع أن نعرف وظيفة ااستحسان ل كثر من ا سائل ال أخفق القياس ي حلها‬
‫‪ ,‬ونعرف كيفية ا قارنة بي وبن غر من ا دلة ال اعتمد عليها الفقهاء ي ذات ا سائل ‪ ,‬فتبن ل ا‬
‫ا اجة لاستحسان وترز ح قيقة م ا ج الفقهاء ي تلك ا سائل ا يعطي دربة على فهم طريقة‬
‫تفكر م و ييز أساليبهم ‪.‬‬
‫وفوائد العلمية التطبيقية ف حن نستطيع تطبيق ما است بط العلماء بااستحسان ي الفق ا عاملة‬
‫ا عاصرة وخاصة ي باب البيع والشراء حيث أن معاملة البيع والشراء ي زمن ا اضر تلف اختافا‬
‫بعيدا مع ما حدث ي زمن العصور ا و فااستحسان يكون رجا ل ذ ا شكلة ‪.‬‬

‫خامسا ‪ :‬م هج البحث‬


‫‪5‬‬

‫‪ .1‬أستخدم ي ذا البحث ا هج ا كتبية وا قارنة بن اراء العلماء ‪ ،‬من خال أستطيع استعراض‬
‫و ليل وتأصيل كل ما يتعلق بأ داف البحث من خال الوثائق ا توفرة وا قارنة بن‬
‫‪ .2‬التزمت ااستدال بالقرآن الكرم‪ ،‬وا دلة الصحيحة من الس ة‪ ،‬وم أ أ إ ااستدال‬
‫با حاديث الضعيفة إا تبعا‪ ،‬وأما اآثار فالتزمت بذكر مصدر ا دون ا كم عليها‪.‬‬
‫‪ .3‬اعتمدت ي تفسر الشوا د من اآيات على أمهات كتب التفسر ا عتمدة‪ .‬وكذلك كتب‬
‫شروح ا ديث‪.‬‬
‫‪ .4‬ع يت بتحقيق وبيان مراد العلماء الصحيح من كثر من ا راء‪ ،‬والضوابط‪ ،‬وا فا يم ال جرى‬
‫ريف مدلواها ومعانيها ع د الكتاب ا عاصرين كقاعدة "تغر ا حكام بتغر ا زمان"‪ ،‬وقول‬
‫ابن القيم‪ :‬أي ما تكون ا صلحة‪ ،‬فثم شرع اه‪ ،‬ومفهوم فق ا قاصد والكليات‪.‬‬
‫‪ .5‬كما قمت بتحقيق بعض اآراء ال ت سب إ أئمة أثبات‪ ،‬خطأ أو فهما مغلوطاً‪ ،‬مثلما‬
‫نسب إ القراي من عدم احتجاج بالس ة الصادرة من الرسول بوصف إماما أو قائدا عسكريا‪.‬‬
‫ومثلما نسب إ أبن القيم والسرخسي وسفيان الثوري و إبرا يم ال خعي من إبطال د الردة‪.‬‬
‫‪ .6‬قمت بإعداد فهارس ليلية ي هاية البحث للشوا د من اآيات القرآنية‪ ،‬وا حاديث ال بوية‪،‬‬
‫وا صادر‪ ،‬وا راجع‪.‬‬
‫‪ .7‬ي توثيق ا وامش السفلية ك ت أذكر اسم صاحب ا صدر كاما ي أول مرة يرد فيها فقط م‬
‫أذكر اسم الكتاب كاما كذلك‪ ،‬فإذا ذكرت للمرة الثانية اقتصرت على ذكر اسم الكتاب‬
‫تصرا دون ذكر اسم مؤلف ‪ ،‬إا اذا خشي وقوع لبس ي معرفت اش اك مع غر من ا صادر‬

‫ي ااسم فك ت اذكر اسم صاحب أيضا كااحكام ل مدي وااحكام ابن حزم‪.‬‬

‫‪6‬‬

‫‪ .8‬أما ي فهرس ا راجع فك ت أذكر ا ؤلف باسم شهرت مثل ابن قدامة م اذكر ام الكامل م‬
‫اسم مؤلَف ‪.‬‬

‫سادسا ‪ :‬الدراسات السابقة في الموضوع‬
‫من خال ذا البحث وقفت على كثر من ا صادر ال ت اولت موضوع ااستحسان وعقود‬
‫البيع ‪ ،‬ومن أ م الكتب ال ا يستغي ع ها ي ال ااستحسان ‪ :‬مصادر التشريع ا سامي فيما ا‬
‫نص في ل ستاذ عبد الو اب خاف و ذا الكتاب ؤ أصل رسالة أ يبن أصول التسريع ا سامي‬
‫سوى القرآن والس ة ‪ ,‬وأصول الفق ل ستاذ مد أي ز رة ‪ ,‬وتعليل ا حكام للدكتور مد مصطفى‬
‫شلي ‪ .‬أما ي ال التطبيقات فمن كتب ال أفدت م ها ‪ :‬العقود ا سماة ي الفق ا سامي ؤ عقد‬
‫البيعأ ل ستاذ مصطفى الزرقا ‪ ,‬تطبيقات ااستحسان ي أحكام البيوع ع د ا فية لدكتور حسان‬
‫عوض إبرا يم أبو عرقوب ‪ ,‬وا دخل إ فق ا عامات ا الية ل ستاذ دكتور مد عثمان شبر ‪.‬‬

‫سابعا ‪ :‬الصعوبات التي واجهت الباحث‬
‫الصعوبات ال واجهتي ي إعداد البحث فيما يلي ‪:‬‬
‫‪ .1‬إن موضوع عقد البيوع مبي ي ا ساس على فهم العلل الشرعية ‪ ,‬ا مر الذي يتطلب فهم‬
‫العلل ‪ ,‬ومقاصد الشرع للوصول إ ا كم السديد‪.‬‬

‫‪ .2‬دراسات ترجيح ا ح اف من ا سائل ا عروضة ي ذا ا وضوع تاج إ فكر عميق وعمل‬
‫متواصل لفهم ا قصود ‪.‬‬
‫‪7‬‬

‫‪ .3‬قلة الوقت الذي يشغلي ل كيز ذا البحث مية كثر ي يئات التدريس والدعوة وخاصة ي‬
‫ا طقة ال أسكن فيها اآن كمركز الت صر ي كفولوان رياو باتام ‪.‬‬

‫خطة البحث‬
‫جاء البحث مقسما على ال حو التا ‪:‬‬

‫الفصل اأول‬
‫ي الفصل ا ول يتكلم الباحث عن حقيقة ااستحسان‪ ,‬وفي مبحثان حقيقة ااستحسان ال تشتمل‬
‫على تعريف ااستحسان لغة واصطاحا م بيان ضوابط ااستحسان وأنواع ااستحسان وموقف‬
‫ااصولين م ويشتمل حقيقة ااستحسان ع د ا صولين وحقيقة ا اف ي ااستحسان بن‬
‫ااصولين‬
‫الفصل الثاني‬
‫وي ذا الفصل يتكلم الباحث عن حة موجزة عن ا فية ‪ ,‬وتتكون من شخصية إي ح يفة‬
‫ونشأت و شيوح و رئاسة حلقة الفق وأصول مذ ب وتاميذ وشيوح ومؤلفات وتدوين ا ذ ب‬
‫وانتشار ا ذ ب ومظا ر القدوة ي شخصية أي ح يفة‪.‬‬
‫الفصل الثالث‬


‫‪8‬‬

‫ي ذ الفصل يتكلم الباحث عن تطبيق ااستحسان ي عقد البيع ع د ا ح اف ‪ ,‬وفي مبحثان‬
‫ا بحث ا ول يتكون من الشروط ا ق نة بعقد البيع وحقيقة الشرط ا ق ن بعقد البيع والشرط الذي ا‬
‫يقتضي عقد البيع لكن جرى ب العرف والشرط الذي ا يقتضي عقد البيع ‪ ,‬لك مائم للعقد‪.‬‬
‫وي ا بحث الثاي يتكلم الباحث عن تطبيق ااستحسان ي عقود البيع ا اصة ع د ا ح اف و و‬
‫عقد السلم وعقد ااستص اع وعقد بيع الوفاء ‪.‬‬
‫م أختتم با ا ة وال تائج والفهارس ‪.‬‬
‫وي ا تام ا أقول إي قد عصمت من الزلل‪ ،‬ولكي أجهدت نفسي على قدر طاق لعلي‬
‫أوفق للصواب‪ ،‬فما كان في من صواب فمن اه‪ ،‬وما كان في من خطأ فمي‪ ،‬واستغفر اه‪ .‬فهو خر‬
‫مسؤول وأكرم مأمول‪.‬‬

‫‪9‬‬