Muslimedia News - Media Islam | Voice of Muslim: s ƒΘΩ∞¿á 002

‫‪http://www.shamela.ws‬‬
‫تم إعداد هذا الملف آليا بواسطة المكتبة الشاملة‬
‫المهذب في فقه المام الشافعي‬
‫إبراهيم بن علي بن يوسف الشيرازي أبو إسحاق‬
‫سنة الولدة ‪ /‬سنة الوفاة‬
‫تحقيق‬
‫الناشر دار الفكر‬
‫سنة النشر‬
‫مكان النشر بيروت‬
‫عدد الجأزاء ‪2‬‬
‫فإن صدقه غريمه فعلى الوجأهين كما ذكرنا في المكاتب إذا‬
‫ادعى الكتابة وصدقه المولى‬
‫فصل سهم سبيل الله وسهم في سبيل الله وهم الغزاة‬
‫الذين إذا نشطوا غزوا فأما من كان مرتبا في ديوان‬
‫السلطان من جأيوش المسلمين فإنهم ل يعطون من‬
‫الصدقة بسهم الغزاة لنهم يأخذون أرزاقهم وكفايتهم من‬
‫الفيء ويعطى الغازي مع الفقر والغنى للخبر الذي ذكرناه‬
‫في الغارم ويعطى ما يستعين به على الغزو من نفقة‬
‫الطريق وما يشتري به السلحا والفرس إن كان فارسا وما‬
‫يعطي السائس وحمولة تحمله إن كان راجأل والمسافة مما‬
‫يقصر فيها الصلة فإن أخذ ولم يغز سترجأع منه‬

‫فصل في سهم ابن السبيل وسهم لبن السبيل وهو‬
‫المسافر أو من ينشىء السفر وهو محتاج في سفره فإن‬
‫كان سفره في طاعة اعطي ما يبلغ به مقصده وإن كان في‬
‫معصية لم يعط لن ذلك إعانة على معصية وإن كان سفره‬
‫في مباحا ففيه وجأهان أحدهما ل يعطى لنه غير محتاج إلى‬
‫هذا السفر‬
‫والثانى يعطى لن ما جأعل رفقا بالمسافر في طاعة الله‬
‫جأعل رفقا بالمسافر في مباحا كالفطر والقصر‬
‫فصل التسوية بين الصناف ويجب أن يسوى بين الصناف‬
‫في السهام ول يفضل صنفا على صنف لن الله تعالى‬
‫سوى بينهم والمستحب أن يعم كل صنف إن أمكن وأقل ما‬
‫يجزىء أن يدفع إلى ثالثاة من كل صنف لن الله تعالى أضاف‬
‫إليهم بلفظ الجمع وأقل الجمع ثالثاة فإن دفع لثانين ضمن‬
‫نصيب الثالث وفي قدر الضمان قولن أحدهما القدر‬

‫المستحب وهو الثلث والثاني أقل جأزء من السهم لن هذا‬
‫القدر هو الواجأب فل يلزمه ضمان ما زاد وإن جأتمع في‬
‫شخص واحد سببان ففيه ثالثا طرق‬
‫من أصحابنا من قال ل يعطى بالسببين بل يقال له ختر‬
‫أيهما شئت فنعطيك به‬

‫ومنهم من قال إن كانا سببين متجانسين مثل أن يستحق‬
‫بكل واحد منهما لحاجأته إلينا كالفقير الغارم لمصلحة نفسه‬
‫أو يستحق بكل واحد منهما لحاجأتنا إليه كالغازى الغارم‬
‫لصلحا ذات البين لم يعط إل بسبب واحد‬
‫وإن كانا سببين مختلفين مثل أن يكون بأحدهما يستحق‬
‫لحاجأتنا إليه وبالخر يستحق لحاجأته إلينا أعطي بالسببين‬
‫كما قلنا في الميراثا إذا جأتمع في شخص واحد جأهتا فرض‬
‫لم يعط بهما وإن جأتمع فيه جأهة فرض وجأهة تعصيب أعطي‬
‫بهما‬
‫ومنهم من قال فيه قولن أحدهما يعطى بالسببين لن الله‬
‫تعالى جأعل للفقير سهما وللغارم سهما وهذا فقير غارم‬
‫والثاني يعطى بسبب واحد لنه شخص واحد فل يأخذ‬
‫سهمين كما لو نفرد بمعنى واحد‬
‫فصل في سهم العامل وإن كان الذي يفرق الزكاة رب‬
‫المال سقط سهم العامل لنه ل عمل له فيقسم الصدقة‬
‫على سبعة أصناف لكل صنف سهم على ما بيناه وإن كان‬
‫في الصناف أقارب له ل تلزمه نفقتهم فالمستحب أن‬
‫يخص القارب لما روت أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط‬
‫قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‬
‫الصدقة على المسلم صدقة وهي على ذي القرابة صدقة‬

‫وصلة‬
‫فصل في نقل الزكاة ويجب صرف الزكاة إلى الصناف في‬
‫البلد الذي فيه المال لما روي أن النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫بعث معاذا إلى اليمن فقال أعلمهم أن عليهم صدقة تؤخذ‬
‫من أغنيائهم وترد في فقرائهم فإن نقل إلى الصناف في‬
‫بلد آخر ففيه قولن أحدهما يجزئه لنهم من أهل الصدقة‬
‫فأشبه أصناف البلد الذي فيه المال‬
‫والثانى ل يجزئه لنه حق واجأب لصناف بلد فإذا نقل عنهم‬
‫إلى غيرهم لم يجزه كالوصية بالمال لصناف بلد‬
‫ومن أصحابنا من قال القولن في جأواز النقل ففي أحدهما‬
‫يجوز وفي الثاني ل يجوز فأما إذا نقل فإنه يجزئه قول‬
‫واحدا والول هو الصحيح‬
‫فإن كان له أربعون شاة عشرون في بلد وعشرون في بلد‬
‫آخر قال الشافعي إذا أخرج الشاة في أحد البلدين كرهت‬

‫وأجأزأه فمن أصحابنا من قال إنما أجأاز ذلك على القول‬
‫الذي يقول يجوز نقل الصدقة فأما على القول الخر فل‬
‫يجوز حتى يخرج في كل بلد نصف شاة‬
‫ومنهم من قال يجزئه ذلك قول واحدا لن في إخراج نصف‬
‫شاة في كل بلد ضررا في التشريك بينه وبين الفقراء‬

‫والصحيح هو الول لنه قال كرهت وأجأزأه فدل على أنه‬
‫على أحد القولين ولو كان قول واحدا لم يقل كرهت وفي‬
‫الموضع الذي تنقل إليه طريقان‬
‫من أصحابنا من قال القولن فيه إذا نقل إلى مسافة تقصر‬
‫فيها الصلة فأما إذا نقل إلى مسافة ل تقصر فيها الصلة‬
‫فإنه يجوز قول واحدا لن ذلك في حكم البلد بدليل أنه ل‬
‫يجوز فيه‬
‫____________________‬

‫) ‪(1/173‬‬

‫القصر والفطر والمسح على الخفين‬
‫ومنهم من قال القولن في الجميع وهو الظأهر‬
‫وإن وجأبت عليه الزكاة وهو من أهل الخيم الذين ينتجعون‬
‫لطلب الماء والكل فإنه ينظر فيه فإن كانوا متفرقين كان‬
‫موضع الصدقة من عند المال إلى حيث تقصر فيه الصلة‬
‫فإذا بلغ حدا تقصر فيه الصلة لم يكن ذلك موضع الصدقة‬
‫وإن كان في حلل مجتمعة ففيه وجأهان أحدهما أنه كالقسم‬
‫قبله‬
‫والثاني أن كل حلة كالبلد‬

‫وإن وجأبت الزكاة وليس في البلد الذي فيه المال أحد من‬
‫الصناف نقلها إلى أقرب البلد إليه لنهم أقرب إلى المال‬
‫وإن وجأد فيه بعض الصناف ففيه ) طريقان ( أحدهما يغلب‬
‫حكم المكان فيدفع إلى من في بلد المال من الصناف‬
‫والثاني يغلب حكم الصناف فيدفع إلى من في بلد المال‬
‫من الصناف سهمهم وينقل الباقي إلى بقية الصناف في‬
‫غير بلد المال وهو الصحيح لن ستحقاق الصناف أقوى لنه‬
‫ثابت بنص الكتاب وعتبار البلد ثابت بخبر الواحد فقدم من‬
‫ثابت حقه بنص الكتاب‬
‫فصل هل يرد من صنف لخر فإن قسم الصدقة على‬
‫الصناف فنقص نصيب بعضهم عن كفايتهم ونصيب الباقين‬
‫على قدر كفايتهم دفع إلى كل واحد منهم ما قسم له ول‬
‫يدفع إلى من نقص سهمه عن كفايته من نصيب الباقين‬

‫شيء لن كل صنف منهم ملك سهمه فل ينقص حقه لحاجأة‬
‫غيره‬
‫وإن كان نصيب بعضهم ينقص عن كفايته ونصيب البعض‬
‫يفضل عن كفايته فإن قلنا إن المغلب عتبار البلد الذي فيه‬
‫المال صرف ما فضل إلى بقية الصناف في البلد‬
‫وإن قلنا إن المغلب عتبار الصناف صرف الفاضل إلى ذلك‬

‫الصنف الذي فضل عنهم بأقرب البلد‬
‫فصل في صرف زكاة الفطر وإن وجأبت عليه الفطرة وهو‬
‫في بلد وماله فيه وجأب إخراجأها إلى الصناف في البلد لن‬
‫مصرفها مصرف سائر الزكوات وإن كان ماله في بلد وهو‬
‫في بلد آخر ففيه وجأهان أحدهما أن العتبار بالبلد الذى فيه‬
‫المال‬
‫والثاني أن العتبار بالبلد الذي هو فيه لن الزكاة تتعلق‬
‫بعينه فاعتبر الموضع الذي هو فيه كالمال فى سائر‬
‫الزكوات‬
‫فصل توريث حق الزكاة وإذا وجأبت الزكاة لقوم معينين في‬
‫بلد فلم يدفع إليهم حتى مات بعضهم نتقل حقه إلى ورثاته‬
‫لنه تعين حقه في حال الحياة فنتقل بالموت إلى ورثاته‬
‫فصل ل زكاة لهاشمي أو لمطلبي ول يجوز دفع الزكاة إلى‬
‫هاشمي لقوله صلى الله عليه وسلم نحن أهل بيت ل تحل‬
‫لنا الصدقة ول يجوز دفعها إلى مطلبي لقوله صلى الله‬
‫عليه وسلم إن بني هاشم وبني المطلب شىء واحد وشبك‬
‫بين أصابعه ولنه حكم متعلق بذوي القربى فاستوى فيه‬
‫الهاشمي والمطلبي كاستحقاق الخمس‬
‫وقال أبو سعيد الصطخري إن منعوا حقهم من الخمس جأاز‬
‫الدفع إليهم لنهم إنما حرموا الزكاة لحقهم في خمس‬

‫الخمس فإذا منعوا من الخمس وجأب أن يدفع إليهم‬
‫والمذهب الول لن الزكاة حرمت عليهم لشرفهم برسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم وهذا المعنى ل يزول بمنع‬
‫الخمس‬
‫وفي مواليهم وجأهان أحدهما يدفع إليهم‬
‫والثاني ل يدفع وقد بينا وجأه المذهبين في سهم العامل‬
‫____________________‬

‫) ‪(1/174‬‬

‫فصل ل زكاة لكافر ول يجوز دفعها إلى كافر لقوله عليه‬
‫السلم أمرت أن آخذ الصدقة من أغنيائكم وأردها في‬
‫فقرائكم‬
‫فصل في الغني ول يجوز دفعها إلى غني من سهم الفقراء‬
‫لقوله صلى الله عليه وسلم ل حظ فيها لغني ول لقوي‬
‫مكتسب‬
‫فصل في المكتسب ول يجوز دفعها إلى من يقدر على‬
‫كفايته بالكسب للخبر ولن غناه بالكسب كغناه بالمال‬
‫فصل فيمن تلزمه نفقته ول يجوز دفعها إلى من تلزمه‬
‫نفقته من القارب والزوجأات من سهم الفقراء لن ذلك‬

‫إنما جأعل للحاجأة ول حاجأة بهم مع وجأوب النفقة‬
‫فصل من أخذ الزكاة فبان أنه غني فإن دفع المام الزكاة‬
‫إلى من ظأاهره الفقر ثام بان أنه غني لم يجزه ذلك عن‬
‫الفرض فإن كان باقيا سترجأع منه ودفع إلى فقير وإن كان‬
‫فائتا أخذ البدل وصرف إلى فقير فإن لم يكن للمدفوع إليه‬
‫مال لم يجب على رب المال ضمانه لنه قد سقط الفرض‬
‫عنه بالدفع إلى المام ول يجب على المام لنه أمين غير‬
‫مفرط ) فل يضمنه ( فهو كالمال الذي يتلف في يد الوكيل‬
‫وإن كان الذي دفع إليه رب المال فإن لم يبين عند الدفع أنه‬
‫زكاة واجأبة لم يكن له أن يرجأع لنه قد يدفع عن زكاة واجأبة‬
‫وعن تطوع فإذا ادعى الزكاة كان متهما فلم يقبل قوله‬
‫ويخالف المام فإن الظاهر من حاله أنه ل يدفع إل الزكاة‬
‫فثبت له الرجأوع‬
‫) فصل ( وإن كان قد بين أنها زكاة رجأع فيها إن كانت باقية‬
‫وفي بدلها إن كانت فائتة فإن لم يكن للمدفوع إليه مال‬
‫فهل يضمن رب المال الزكاة فيه قولن أحدهما ل يضمن‬
‫لنه دفع إليه بالجأتهاد ) فهو ( كالمام‬
‫والثاني يضمن لنه كان يمكنه أن يسقط الفرض بيقين بأن‬
‫يدفعها إلى المام فإذا فرق بنفسه فقد فرط فلزمه‬
‫الضمان بخلف المام‬

‫وإن دفع الزكاة إلى رجأل ظأنه مسلما وكان كافرا أو إلى‬
‫رجأل ظأنه حرا فكان عبدا فالمذهب أن حكمه حكم ما لو دفع‬
‫إلى رجأل ظأنه فقيرا فكان غنيا‬
‫ومن أصحابنا من قال يجب الضمان ههنا قول واحدا لن‬
‫حال الكافر والعبد ل يخفى فكان مفرطا في الدفع إليهما‬
‫وحال الغني قد يخفى فلم يكن مفرطا‬
‫فصل في قضاء الزكاة عن الميت ومن وجأبت عليه الزكاة‬
‫وتمكن من أدائها فلم يفعل حتى مات وجأب قضاء ذلك من‬
‫تركته لنه حق مال لزمه في حال الحياة فلم يسقط بالموت‬

‫كدين الدمي‬
‫فإن جأتمع مع الزكاة دين آدمي ولم يتسع المال للجميع‬
‫ففيه ثالثاة أقوال أحدها يقدم دين الدمي لن مبناه على‬
‫التشديد والتأكيد وحق الله تعالى مبني على التخفيف ولهذا‬
‫لو وجأب عليه قتل قصاص وقتل ردة قدم قتل القصاص‬
‫والثاني تقدم الزكاة لقوله صلى الله عليه وسلم في الحج‬
‫فدين الله عز وجأل أحق أن يقضى‬
‫والثالث أنه يقسم بينهما لنهما تساويا في الوجأوب‬
‫فتساويا في القضاء‬
‫وبالله التوفيق‬

‫باب صدقة التطوع ل يجوز أن يتصدق بصدقة تطوع وهو‬
‫محتاج إلى ما يتصدق به لنفقته أو نفقة عياله لما روى أبو‬
‫هريرة رضي الله عنه أن رجأل أتى النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم فقال عندي دينار قال أنفقه على نفسك‬
‫قال عندي آخر‬
‫قال أنفقه على ولدك قال عندي آخر‬
‫قال أنفقه على أهلك قال عندي آخر‬
‫قال أنفقه على خادمك‬
‫قال عندي آخر‬
‫قال أنت أعلم به وقال صلى الله عليه وسلم كفى بالمرء‬
‫إثاما أن يضيع من يقوت ول يجوز لمن عليه دين وهو محتاج‬
‫إلى ما يتصدق به لقضاء دينه لنه حق واجأب فلم يجز تركه‬
‫لصدقة التطوع كنفقة عياله فإن فضل عما يلزمه استحب له‬
‫أن يتصدق لقوله صلى الله عليه وسلم وليتصدق الرجأل من‬
‫ديناره وليتصدق من درهمه وليتصدق من صاع بره وليتصدق‬
‫من صاع تمره وروى أبو سعيد الخدري قال قال رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم من أطعم مؤمنا جأائعا أطعمه الله من‬
‫ثامار الجنة وإن سقى مؤمنا على ظأمإ سقاه الله تعالى من‬
‫الرحيق المختوم يوم القيامة ومن كسى مؤمنا عاريا كساه‬
‫الله تعالى من خضر الجنة‬

‫____________________‬

‫) ‪(1/175‬‬

‫ويستحب الكثار منه في شهر رمضان لما روى ابن عباس‬
‫رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫أجأود الناس بالخير وكان أجأود ما يكون في شهر رمضان‬

‫فإن كان ممن يصبر على الضاقة استحب له التصدق بجميع‬
‫ماله لما روى عمر رضي الله عنه قال أمرنا رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم أن نتصدق فوافق ذلك مال عندي فقلت‬
‫اليوم أسبق أبا بكر إن سبقته يوما فجئت بنصف مالي فقال‬
‫لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أبقيت لهلك فقلت‬
‫أبقيت لهم مثله‬
‫وأتى أبو بكر رضي الله عنه بجميع ماله فقال رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم ما أبقيت لهلك فقال أبقيت لهم الله‬
‫ورسوله فقلت ل أسابقك إلى شىء أبدا وإن كان ممن ل‬
‫يصبر على الضاقة كره له ذلك لما روى جأابر قال بينا نحن‬
‫عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جأاء رجأل بمثل‬
‫البيضة من الذهب أصابها من بعض المغازي فأتاه من ركنه‬
‫اليسر فقال يا رسول الله خذها صدقة فوالله ما أصبحت‬
‫أملك مال غيرها فأعرض عنه ثام جأاءه من ركنه اليمن فقال‬
‫له مثل ذلك فأعرض عنه ثام ) جأاءه ( من بين يديه فقال له‬
‫مثل ذلك فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم هاتها‬
‫مغضبا فحذفه بها حذفة لو أصابه لوجأعه أو عقره ثام قال‬
‫يأتي أحدكم بماله كله فيتصدق به ثام يجلس بعد ذلك يتكفف‬
‫الناس إنما الصدقة عن ظأهر غنى‬
‫فصل في تخصيص القارب بالزكاة والفضل أن يخص‬
‫بالصدقة القارب لقوله صلى الله عليه وسلم لزينب امرأة‬
‫عبد الله بن مسعود زوجأك وولدك أحق من تصدقت عليهما‬
‫وفعلها في السر أفضل لقوله عز وجأل } إن تبدوا الصدقات‬
‫فنعما هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم {‬
‫ولما روى عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم قال صلة الرحم تزيد في العمر‬
‫وصدقه السر تطفيء غضب الرب وصنائع المعروف تقي‬
‫مصارع السوء‬
‫) فصل ( وتحل صدقة التطوع للغنياء ولبني هاشم وبني‬
‫المطلب لما روي عن جأعفر بن محمد عن أبيه رضي الله‬
‫عنهما أنه كان يشرب من سقايات بين مكة والمدينة فقيل‬
‫له أتشرب من الصدقة فقال إنما حرمت علينا الصدقة‬
‫المفروضة‬
‫كتاب الصيام صوم شهر رمضان ركن من أركان السلم‬
‫وفرض من فروضه والدليل عليه ما روى ابن عمر رضي الله‬
‫عنه أن النبي صلى الله عليه رسول الله وإقام الصلة وإيتاء‬
‫الزكاة والحج وصوم رمضان‬
‫فصل شروط وجأوب الصوم ويتحتم وجأوب ذلك على كل‬
‫مسلم بالغ عاقل طاهر قادر مقيم فأما الكافر فإنه إن كان‬

‫أصليا لم يخاطب به في حال كفره لنه ل يصح منه وإن‬
‫أسلم لم يجب عليه القضاء لقوله تعالى ? > قل للذين‬
‫وسلم قال بني السلم على خمس شهادة أن ل إله إل الله‬
‫وأن محمدا كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف < ?‬
‫____________________‬

‫) ‪(1/176‬‬

‫ولن في إيجاب قضاء ما فات في حال الكفر تنفيرا عن‬
‫السلم وإن كان مرتدا لم يخاطب به في حال الردة لنه ل‬
‫يصح منه وإن أسلم وجأب عليه قضاء ما تركه في حال الكفر‬
‫لنه التزم ذلك بالسلم فلم يسقط ذلك بالردة كحقوق‬
‫الدميين‬
‫فصل ل يجب صوم على صبي وأما الصبي فل تجب عليه‬
‫لقوله صلى الله عليه وسلم رفع القلم عن ثالثاة عن الصبى‬
‫حتى يبلغ وعن النائم حتى يستيقظ وعن المجنون حتى‬
‫يفيق ويؤمر بفعله لسبع سنين إذا أطاق الصوم ويضرب‬
‫على تركه لعشر قياسا على الصلة فإن بلغ لم يجب عليه‬
‫قضاء ما تركه في حال الصغر لنه لو وجأب عليه ذلك لوجأب‬
‫عليه أداؤه في الصغر لنه يقدر على فعله ولن أيام الصغر‬
‫تطول فلو أوجأبنا عليه قضاء ما يفوت لشق‬
‫فصل فيمن زال عقله بجنون ومن زال عقله بجنون لم يجب‬
‫عليه الصوم لقوله صلى الله عليه وسلم وعن المجنون حتى‬
‫يفيق فإن أفاق لم يجب عليه قضاء ما فاته في حال الجنون‬
‫لنه صوم فات في حال يسقط فيه التكليف لنقص فلم يجب‬
‫قضاؤه كما لو فات في حال الصغر‬
‫وإن زال عقله بالغماء لم يجب عليه في الحال لنه ل يصح‬
‫منه فإن أفاق وجأب عليه القضاء لقوله تعالى } فمن كان‬
‫منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر { والغماء‬
‫مرض‬
‫ويخالف الجنون فإنه نقص ولهذا ل يجوز الجنون على‬
‫النبياء ويجوز عليهم الغماء فإن أسلم الكافر أو أفاق‬
‫المجنون في أثاناء يوم من رمضان استحب لهما إمساك بقية‬
‫النهار لحرمة الوقت ول يلزمهم ذلك لن المجنون أفطر‬
‫لعذر والكافر وإن أفطر بغير عذر إل أنه لما أسلم جأعل‬
‫كالمعذور فيما فعل في حال الكفر ولهذا ل يؤاخذ بقضاء ما‬
‫تركه ول بضمان ما أتلفه ولهذا قال الله عز وجأل } قل‬

‫للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف { ول يأكل عند‬
‫من ل يعرف عذره لنه إذا تظاهر بالكل عرض نفسه للتهمة‬
‫وعقوبة السلطان‬
‫وهل يجب عليه قضاء ذلك اليوم أم ل فيه وجأهان أحدهما‬
‫يجب لنه أدرك جأزءا من وقت الفرض ول يمكن فعل ذلك‬
‫الجزء من الصوم إل بيوم فوجأب أن يقضيه بيوم كما نقول‬
‫في المحرم إذا وجأب عليه في كفارة نصف مد فإنه يجب‬
‫بقسطه صوم نصف يوم ولكن لما لم يمكن فعل ذلك إل‬
‫بيوم وجأب عليه صوم يوم‬
‫والثاني ل يجب وهو المنصوص في البويطي لنه لم يدرك‬
‫من الوقت ما يمكن الصوم فيه لن الليل يدركه قبل التمام‬
‫فلم يلزمه كمن أدرك من أول وقت الصلة قدر ركعة ثام جأن‬
‫فإن بلغ الصبي في أثاناء يوم من رمضان نظرت فإن كان‬
‫مفطرا فهو كالكافر إذا أسلم والمجنون إذا أفاق في جأميع‬
‫ما ذكرناه‬
‫وإن كان صائما ففيه وجأهان أحدهما يستحب له إتمامه لنه‬
‫صوم نفل فاستحب إتمامه ويجب قضاؤه لنه لم ينو به‬
‫الفرض من أوله فوجأب قضاؤه‬
‫والثانى أنه يلزمه ويستحب قضاؤه لنه صار من أهل‬
‫الوجأوب في أثاناء العبادة فلزمه إتمامها كما لو دخل في‬
‫صوم التطوع ثام نذر إتمامه‬
‫فصل في صوم الحائض والنفساء وأما الحائض والنفساء‬
‫فل يجب عليهما الصوم لنه ل يصح منهما فإذا طهرتا وجأب‬
‫عليهما القضاء لما روت عائشة رضي الله عنها أنها قالت‬
‫في الحيض كنا نؤمر بقضاء الصوم ول نؤمر بقضاء الصلة‬
‫فوجأب القضاء على الحائض بالخبر وقسنا النفساء عليها‬
‫لنها في معناها‬
‫فإن طهرت في أثاناء النهار ستحب لها أن تمسك بقية النهار‬
‫ول يجب‬
‫فصل من عجز عن الصوم ومن ل يقدر على الصوم بحال‬
‫وهو الشيخ الكبير الذي يجهده الصوم والمريض الذي ل‬
‫يرجأى برؤه فإنه ل يجب عليهما الصوم لقوله عز وجأل } وما‬
‫جأعل عليكم في الدين من حرج { لما‬
‫____________________‬

‫) ‪(1/177‬‬

‫ذكرناه في الصبي إذا بلغ والمجنون إذا أفاق‬
‫وفي الفدية قولن أحدهما ل تجب لنه اسقط عنهما فرض‬
‫الصوم فلم تجب عليهما الفدية كالصبي والمجنون‬
‫والثاني يجب عن كل يوم مد من طعام وهو الصحيح لما روي‬
‫عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال الشيخ الكبير يطعم‬
‫عن كل يوم مسكينا وعن أبي هريرة أنه قال من أدركه الكبر‬
‫فلم يستطع صوم رمضان فعليه لكل يوم مد من قمح‬
‫وقال ابن عمر رضي الله عنهما إذا ضعفت عن الصوم أطعم‬
‫عن كل يوم مدا‬
‫وروي أن أنسا ضعف عن الصوم عاما قبل وفاته فأفطر‬
‫وأطعم‬
‫وإن لم يقدر على الصوم لمرض يخاف زيادته ويرجأو البرء‬
‫لم يجب عليه الصوم للية فإذا برىء وجأب عليه القضاء‬
‫لقوله عز وجأل } فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة‬
‫من أيام أخر {‬
‫وإن أصبح صائما وهو صحيح ثام مرض أفطر لنه أبيح له‬
‫الفطر للضرورة والضرورة موجأودة فجاز له الفطر‬
‫فصل في صيام المسافر فأما المسافر فإنه إن كان سفره‬
‫دون أربعة برد لم يجز له أن يفطر لنه إسقاط فرض للسفر‬
‫فل يجوز فيما دون أربعة برد كالقصر وإن كان سفره في‬
‫معصية لم يجز له أن يفطر لن ذلك إعانة على المعصية وإن‬
‫كان سفره أربعة برد في غير معصية فله أن يصوم وله أن‬
‫يفطر لما روت عائشة رضي الله عنها أن حمزة بن عمرو‬
‫السلمي قال يا رسول الله أصوم في السفر فقال رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم إن شئت فصم وإن شئت فأفطر‬
‫فإن كان ممن ل يجهده الصوم في السفر فالفضل أن‬
‫يصوم لما روي عن أنس رضي الله عنه أنه قال للصائم في‬
‫السفر إن أفطرت فرخصة وإن صمت فهو أفضل‬
‫وعن عثمان بن أبي العاص أنه قال الصوم أحب إلي‬
‫ولنه إذا أفطر عرض الصوم للنسيان وحوادثا الزمان فكان‬
‫الصوم أفضل‬
‫وإن كان يجهده الصوم فالفضل أن يفطر لما روى جأابر‬
‫رضي الله عنه قال مر رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫برجأل تحت شجرة يرش عليه الماء فقال ما بال هذا قالوا‬
‫صائم يا رسول الله فقال ليس من البر الصيام في السفر‬
‫فإن صام المسافر ثام أراد أن يفطر فله أن يفطر لن العذر‬
‫قائم فجاز له أن يفطر كما لو صام المريض ثام أراد أن يفطر‬
‫ويحتمل عندي أنه ل يجوز له أن يفطر في ذلك اليوم لنه‬

‫دخل في فرض المقيم فل يجوز له أن يترخص برخصة‬
‫المسافر كما لو دخل في الصلة بنية التمام ثام أراد أن‬
‫يقصر‬
‫ومن أصبح في الحضر صائما ثام سافر لم يجز له أن يفطر‬
‫في ذلك اليوم وقال المزني له أن يفطر كما لو أصبح الصبح‬
‫صائما ثام مرض فله أن يفطر‬
‫والمذهب الول والدليل عليه أنه عبادة تختلف بالسفر‬
‫والحضر فإذا بدأ بها في الحضر ثام سافر لم يثبت له رخصة‬
‫السفر كما لو دخل في الصلة في الحضر ثام سافر في‬
‫أثانائها‬
‫ويخالف المريض فإن ذلك مضطر إلى الفطار والمسافر‬
‫مختار‬
‫وإن قدم المسافر وهو مفطر أو برىء المريض وهو مفطر‬
‫ستحب لهما إمساك بقية النهار لحرمة الوقت ول يجب ذلك‬
‫لنهما أفطرا لعذر ول يأكلن عند من ل يعرف عذرهما‬
‫لخوف التهمة والعقوبة‬
‫وإن قدم المسافر وهو صائم أو برىء المريض وهو صائم‬
‫فهل لهما أن يفطرا فيه وجأهان قال أبو علي بن أبي هريرة‬
‫يجوز لهما الفطار لنه أبيح لهما الفطر من أول النهار‬
‫ظأاهرا وباطنا فجاز لهما الفطار في بقية النهار كما لو دام‬
‫السفر والمرض وقال أبو إسحاق ل يجوز لهما الفطار لنه‬
‫زال سبب الرخصة قبل الترخص فلم يجز الترخص كما لو‬
‫قدم المسافر وهو في الصلة فإنه ل يجوز له القصر‬
‫فصل في صوم الحامل والمرضع وإن خافت الحامل أو‬
‫المرضع على أنفسهما من الصوم أفطرتا وعليهما القضاء‬
‫دون الكفارة لنهما أفطرتا للخوف على أنفسهما فوجأب‬
‫عليهما القضاء دون الكفارة كالمريض‬
‫وإن خافتا على ولديهما أفطرتا وعليهما القضاء بدل عن‬
‫الصوم‬
‫وفي الكفارة ثالثاة أقوال قال في الم يجب عن كل يوم مد‬
‫من طعام وهو الصحيح لقوله عز وجأل } وعلى الذين‬
‫يطيقونه فدية { قال ابن عباس‬
‫____________________‬

‫) ‪(1/178‬‬

‫رضي الله عنه نسخت هذه الية وبقيت الرخصة للشيخ‬
‫الكبير والعجوز والحامل والمرضع إذا خافتا على ولديهما‬

‫أفطرتا وأطعمتا مكان كل يوم مسكينا‬
‫الثانى أن الكفارة مستحبة غير واجأبة وهو قول المزني لنه‬
‫إفطار لعذر فلم تجب به الكفارة كإفطار المريض‬
‫والثالث أنه يجب على المرضع دون الحامل لن الحامل‬
‫أفطرت لمعنى فيها كالمريض والمرضع أفطرت لمنفصل‬
‫عنها فوجأبت عليها الكفارة‬
‫فصل في اشتراط الرؤية للصوم ول يجب صوم رمضان إل‬
‫برؤية الهلل فإن غم عليهم وجأب عليهم ستكمال شعبان‬
‫ثالثاين يوما ثام يصومون لما روى ابن عباس رضي الله عنه‬
‫أن النبي صلى الله عليه وسلم قال صوموا لرؤيته وأفطروا‬
‫لرؤيته فإن غم عليكم فأكملوا العدة ول تستقبلوا الشهر‬
‫ستقبال فإن أصبحوا في يوم الثلثاين وهم يظنون أنه من‬
‫شعبان فقامت البينة أنه من رمضان لزمهم قضاؤه لنه بان‬
‫أنه من رمضان‬
‫وهل يلزمهم إمساك بقية النهار فيه قولن أحدهما ل‬
‫يلزمهم لنهم أفطروا لعذر فلم يلزمهم إمساك بقية النهار‬
‫كالحائض إذا طهرت والمسافر إذا قدم‬
‫والثانى يلزمهم لنه أبيح لهم الفطر بشرط أنه من شعبان‬
‫وقد بان أنه من رمضان فلزمهم المساك‬
‫فإن رأوا الهلل بالنهار فهو لليلة المستقبلة لما روى‬
‫سفيان بن سلمة قال أتانا كتاب عمر بن الخطاب رضي الله‬
‫عنه ونحن بخانقين إن الهلة بعضها أكبر من بعض فإذا‬
‫رأيتم الهلل نهارا فل تفطروا حتى يشهد رجألن مسلمان‬
‫أنهما رأياه بالمس وإن رأوا الهلل في بلد ولم يروه في‬
‫بلد آخر فإن كانا بلدين متقاربين وجأب على أهل البلدين‬
‫الصوم وإن كانا بلدين متباعدين وجأب على من رأى ول يجب‬
‫على من ير لما روى كريب قال قدمت الشام فرأيت الهلل‬
‫ليلة الجمعة ثام قدمت المدينة فقال عبد الله بن عباس متى‬
‫رأيتم الهلل فقلت ليلة الجمعة‬
‫فقال أنت رأيت فقلت نعم ورآه الناس وصاموا وصام‬
‫معاوية فقال لكنا رأيناه ليلة السبت فل نزال نصوم حتى‬
‫تكمل العدة أو نراه قلت أول تكتفي برؤية معاوية قال هكذا‬
‫أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫فصل في الشهادة على الرؤية وفي الشهادة التي يثبت بها‬
‫رؤية هلل شهر رمضان قولن قال في البويطي ل تقبل إل‬
‫من عدلين لما روى الحسين بن حريث الجدلي جأديلة قيس‬
‫قال خطبنا أمير مكة الحارثا بن حاطب فقال أمرنا رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم أن ننسك لرؤيته فإن لم نره فهذا‬
‫شاهدا عدل نسكنا بشهادتهما‬

‫وقال في القديم و الجديد يقبل من عدل واحد وهو الصحيح‬
‫لما روى عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال تراءى الناس‬
‫الهلل فأخبرت النبي صلى الله عليه وسلم أني رأيته فصام‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر الناس بالصيام‬
‫ولنه إيجاب عبادة فقبل من واحد حتياطا للفرض فإن قلنا‬
‫يقبل من واحد فهل يقبل من العبد والمرأة فيه وجأهان‬
‫أحدهما يقبل لن ما قبل فيه قول الواحد قبل من العبد‬
‫والمرأة كأخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫والثانى ل يقبل وهو الصحيح لن طريقها طريق الشهادة‬
‫بدليل أنه ل تقبل من شاهد الفرع مع حضور شاهد الصل‬
‫فلم يقبل من العبد والمرأة كسائر الشهادات‬
‫ول يقبل في هلل الفطر إل شاهدان لنه إسقاط فرض‬
‫فاعتبر فيه العدد احتياطا للفرض‬
‫فإن شهد واحد على رؤية هلل رمضان فقبل قوله وصاموا‬
‫ثالثاين يوما وتغيمت السماء ففيه وجأهان أحدهما أنهم ل‬
‫يفطرون لنه إفطار بشاهد واحد‬
‫والثاني أنهم‬
‫____________________‬

‫) ‪(1/179‬‬

‫يفطرون وهو المنصوص في الم لنه بينه ثابت بها الصوم‬
‫فجاز الفطار باستكمال العدد منها كالشاهدين وقوله إن‬
‫هذا إفطار بشاهد ل يصح لن الذي ثابت بالشاهد هو الصوم‬
‫والفطر ثابت على سبيل التبع وذلك يجوز كما نقول إن‬
‫النسب ل يثبت بقول أربع نسوة ثام لو شهد أربع نسوة‬
‫بالولدة ثابتت الولدة وثابت النسب على سبيل التبع للولدة‬
‫وإن شهد ثانان على رؤية هلل رمضان فصاموا ثالثاين يوما‬
‫والسماء مصحية فلم يروا الهلل ففيه وجأهان قال أبو بكر‬
‫بن الحداد ل يفطرون لن عدم الهلل مع الصحو يقين‬
‫والحكم بالشاهدين ظأن واليقين يقدم على الظن‬
‫وقال أكثر أصحابنا يفطرون لن شهادة ثانين يثبت بها‬
‫الصوم والفطر فوجأب أن يثبت بها الفطر وإن غم عليهم‬
‫الهلل وعرف رجأل الحساب ومنازل القمر وعرف بالحساب‬
‫أنه من شهر رمضان ففيه وجأهان قال أبو العباس يلزمه‬
‫الصوم لنه عرف الشهر بدليل فأشبه إذا عرف بالبينة‬
‫والثانى أنه ل يصوم لنا لم نتعبد إل بالرؤية ومن رأى هلل‬
‫رمضان وحده صام وإن رأى هلل شوال وحده أفطر وحده‬

‫لقوله صلى الله عليه وسلم صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته‬
‫ويفطر لرؤية هلل شوال سرا لنه إذا أظأهر الفطر عرض‬
‫نفسه للتهمة وعقوبة السلطان‬
‫فصل في صوم السير وإن اشتبهت الشهور على أسير‬
‫لزمه أن يتحرى ويصوم كما يلزمه أن يتحرى في وقت‬
‫الصلة وفي القبلة فإن تحرى وصام فوافق الشهر أو ما‬
‫بعده أجأزأه فإن وافق شهرا بالهلل ناقصا وشهر رمضان‬
‫الذي صامه الناس كان تاما ففيه وجأهان أحدهما يجزئه وهو‬
‫ختيار الشيخ أبي حامد السفراييني رحمه الله لن الشهر‬
‫يقع على ما بين الهللين ولها لو نذر صوم شهر فصام شهرا‬
‫ناقصا بالهلة أجأزأه‬
‫والثاني أنه يجب عليه صوم يوم وهو ختيار شيخنا القاضي‬
‫أبي الطيب الطبري رحمه الله وهو الصحيح عندي لنه فاته‬
‫صوم ثالثاين يوما وقد صام تسعة وعشرين يوما فلزمه صوم‬
‫يوم‬
‫وإن وافق صومه شهرا قبل رمضان قال الشافعي رحمه‬
‫الله ل يجزئه ولو قال قائل يجزئه كان مذهبا‬
‫قال أبو إسحاق المروزي ل يجزئه قول واحدا‬
‫وقال سائر أصحابنا فيه قولن أحدهما يجزئه لنه عبادة‬
‫تفعل في السنة مرة فجاز أن يسقط فرضها بالفعل قبل‬
‫الوقت عند الخطإ كالوقوف بعرفة إذا أخطأ الناس ووقفوا‬
‫قبل يوم عرفة‬
‫الثاني ل يجزئه وهو الصحيح لنه تعين له تيقن الخطإ فيما‬
‫يؤمن مثله في القضاء فلم يعتد بما فعله كما لو تحرى في‬
‫وقت الصلة فصلى قبل الوقت‬
‫فصل وجأوب النية للصوم ول يصح صوم رمضان ول غيره من‬
‫الصيام إل بالنية لقوله صلى الله عليه وسلم إنما العمال‬
‫بالنيات ولكل مرىء ما نوى ولنه عبادة محضة فلم يصح من‬
‫غير نية كالصلة وتجب النية لكل يوم لن صوم كل يوم‬
‫عبادة منفردة يدخل وقتها بطلوع الفجر ويخرج وقتها‬
‫بغروب الشمس ول يفسد بفساد ما قبله ول بفساد ما بعده‬
‫فلم تكفه نية واحدة كالصلة‬
‫ول يصح صوم رمضان ول غيره من الصوم الواجأب إل بنية‬
‫من الليل لما روت حفصة رضي الله عنها أن النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم قال من لم يبيت الصيام من الليل فل صيام له‬
‫وهل تجوز نيته مع طلوع الفجر فيه وجأهان من أصحابنا من‬
‫قال يجوز لنه عبادة فجاز بنية تقارن بتداءها كسائر‬
‫العبادات‬
‫وقال أكثر أصحابنا ل يجوز إل بنية من الليل لحديث حفصة‬

‫رضي الله عنها ولن أول وقت الصوم يخفى فوجأب تقديم‬
‫النية عليه بخلف سائر العبادات فإذا قلنا بهذا فهل تجوز‬
‫النية في جأميع الليل فيه وجأهان من أصحابنا من قال ل‬
‫يجوز إل في النصف الثاني قياسا على أذان الصبح والدفع‬
‫من المزدلفة‬
‫قال أكثر أصحابنا تجوز في جأميع الليل لحديث حفصة‬
‫____________________‬

‫) ‪(1/180‬‬

‫ولنا لو أوجأبنا النية في النصف الثاني ضاق ذلك على الناس‬
‫وشق‬
‫فإن نوى بالليل ثام أكل أو جأامع لم تبطل نيته وحكي عن‬
‫أبي إسحاق أنه قال تبطل لن الكل ينافي الصوم فأبطل‬
‫النية‬
‫والمذهب الول‬
‫وقيل إن أبا إسحاق رجأع عن ذلك والدليل عليه أن الله تعالى‬
‫أحل الكل إلى طلوع الفجر فلو كان الكل يبطل النية لما‬
‫جأاز أن يأكل إلى الفجر لنه يبطل النية‬
‫فصل النية في صيام التطوع وأما صوم التطوع فإنه يجوز‬
‫بنية قبل الزوال وقال المزني ل يجوز إل بنية من الليل‬
‫كالفرض والدليل على جأوازه ما روت عائشة رضي الله عنها‬
‫أن النبي صلى الله عليه وسلم قال أصبح عندكم اليوم شيء‬
‫تطعموناه يا عائشة فقالت ل فقال إنى إذا صائم‬
‫ويخالف الفرض لن النفل أخف من الفرض والدليل عليه‬
‫أنه يجوز ترك القيام وستبال القبلة في النفل مع القدرة‬
‫ول يجوز في الفرض‬
‫وهل تجوز نيته بعد الزوال فيه قولن روى حرملة أنه يجوز‬
‫لنه جأزء من النهار فجازت نية النفل فيه كالنصف الول‬
‫وقال في القديم و الجديد ل تجوز لن النية لم تصحب‬
‫معظم العبادة فأشبه إذا نوى مع غروب الشمس ويخالف‬
‫النصف الول لن النية هناك صحبت معظم العبادة ومعظم‬
‫الشيء يجوز أن يقوم مقام الجميع ولهذا لو أدرك معظم‬
‫الركعة مع المام جأعل مدركا للركعة ولو أدرك دون المعظم‬
‫لم يجعل مدركا لها‬
‫فإن صام التطوع بنية من النهار فهل يكون صائما من أول‬
‫النهار أو من وقت النية فيه وجأهان قال أبو إسحاق يكون‬
‫صائما من وقت النية لن ما قبل النية لم توجأد فيه قصد‬

‫القربة فلم يجعل صائما فيه‬
‫وقال أكثر أصحابنا إنه صائم من أول النهار لنه لو كان‬
‫صائما من وقت النية لم يضره الكل قبله‬
‫فصل في تعيين النية ول يصح صوم رمضان إل بتعيين النية‬
‫وهو أن ينوي أنه صائم من رمضان لنه فريضة وهو قربة‬
‫مضافة إلى وقتها فوجأب تعيين الوقت في نيتها كصلة‬
‫الظهر والعصر‬
‫وهل يفتقر إلى نية الفرض فيه وجأهان قال أبو إسحاق‬
‫يلزمه أن ينوي صوم فرض رمضان لن صوم رمضان قد‬
‫يكون نفل في حق الصبي فيفتقر إلى نية الفرض لتميزه‬
‫من صوم الصبي‬
‫وقال أبو علي بن أبي هريرة ل يفتقر إلى ذلك لن رمضان‬
‫في حق البالغ ل يكون إل فرضا فل يفتقر إلى تعيين الفرض‬
‫فإن نوى في ليلة الثلثاين من شعبان‬
‫فقال إن كان غد من رمضان فأنا صائم عن رمضان أو عن‬
‫تطوع وكان من رمضان لم يصح لعلتين إحداهما أنه لم‬
‫يخلص النية لرمضان‬
‫والثاني أن الصل أنه من شعبان فلم تصح نية رمضان ولنه‬
‫شاك في دخول وقت العبادة فلم تصح نيته كما لو شك في‬
‫دخول وقت الصلة وإن قال إن كان غد من رمضان فأنا‬
‫صائم عن رمضان وإن لم يكن من رمضان فأنا صائم عن‬
‫تطوع لم يصح لعلة واحدة وهو أن الصل أنه من شعبان فل‬
‫يصح بنية الفرض‬
‫فإن قال ليلة الثلثاين من رمضان إن كان غد من رمضان‬
‫فأنا صائم عن رمضان أو مفطر وكان من رمضان لم يصح‬
‫صومه لنه لم يخلص النية للصوم‬
‫فإن قال إن كان غد من رمضان فأنا صائم عن رمضان وإن‬
‫لم يكن فأنا مفطر وكان من رمضان صح صومه لنه أخلص‬
‫النية للفرض وبنى على الصل لن الصل أنه من رمضان‬
‫ومن دخل في الصوم ونوى الخروج منه بطل صومه لن‬
‫النية شرط في جأميعه فإذا قطعها في أثانائه بقي الباقي‬
‫بغير نية فبطل وإذا بطل البعض بطل الجميع لنه ل ينفرد‬
‫بعضه عن بعض‬
‫ومن أصحابنا من قال ل تبطل لنه عبادة تتعلق الكفارة‬
‫بجنسها فلم تبطل بنية الخروج كالحج‬
‫والول أظأهر لن الحج ل يخرج منه بما يفسده والصوم يخرج‬
‫منه بما يفسده فكان كالصلة‬
‫فصل في الدخول في الصوم والخروج منه ويدخل في‬
‫الصوم بطلوع الفجر ويخرج منه بغروب الشمس لما روى‬

‫عمر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا‬
‫أقبل الليل من ههنا وأدبر النهار من ههنا وغابت الشمس‬
‫من ههنا فقد أفطر الصائم ويجوز أن يأكل ويشرب ويباشر‬
‫إلى طلوع الفجر لقوله تعالى } فالن باشروهن وابتغوا ما‬
‫كتب الله لكم وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط البيض‬
‫من الخيط السود من الفجر ثام أتموا الصيام إلى الليل {‬
‫فإن جأامع قبل طلوع الفجر وأص