Muslimedia News - Media Islam | Voice of Muslim: s ƒΘΩ∞¿á 002
http://www.shamela.ws
تم إعداد هذا الملف آليا بواسطة المكتبة الشاملة
المهذب في فقه المام الشافعي
إبراهيم بن علي بن يوسف الشيرازي أبو إسحاق
سنة الولدة /سنة الوفاة
تحقيق
الناشر دار الفكر
سنة النشر
مكان النشر بيروت
عدد الجأزاء 2
فإن صدقه غريمه فعلى الوجأهين كما ذكرنا في المكاتب إذا
ادعى الكتابة وصدقه المولى
فصل سهم سبيل الله وسهم في سبيل الله وهم الغزاة
الذين إذا نشطوا غزوا فأما من كان مرتبا في ديوان
السلطان من جأيوش المسلمين فإنهم ل يعطون من
الصدقة بسهم الغزاة لنهم يأخذون أرزاقهم وكفايتهم من
الفيء ويعطى الغازي مع الفقر والغنى للخبر الذي ذكرناه
في الغارم ويعطى ما يستعين به على الغزو من نفقة
الطريق وما يشتري به السلحا والفرس إن كان فارسا وما
يعطي السائس وحمولة تحمله إن كان راجأل والمسافة مما
يقصر فيها الصلة فإن أخذ ولم يغز سترجأع منه
فصل في سهم ابن السبيل وسهم لبن السبيل وهو
المسافر أو من ينشىء السفر وهو محتاج في سفره فإن
كان سفره في طاعة اعطي ما يبلغ به مقصده وإن كان في
معصية لم يعط لن ذلك إعانة على معصية وإن كان سفره
في مباحا ففيه وجأهان أحدهما ل يعطى لنه غير محتاج إلى
هذا السفر
والثانى يعطى لن ما جأعل رفقا بالمسافر في طاعة الله
جأعل رفقا بالمسافر في مباحا كالفطر والقصر
فصل التسوية بين الصناف ويجب أن يسوى بين الصناف
في السهام ول يفضل صنفا على صنف لن الله تعالى
سوى بينهم والمستحب أن يعم كل صنف إن أمكن وأقل ما
يجزىء أن يدفع إلى ثالثاة من كل صنف لن الله تعالى أضاف
إليهم بلفظ الجمع وأقل الجمع ثالثاة فإن دفع لثانين ضمن
نصيب الثالث وفي قدر الضمان قولن أحدهما القدر
المستحب وهو الثلث والثاني أقل جأزء من السهم لن هذا
القدر هو الواجأب فل يلزمه ضمان ما زاد وإن جأتمع في
شخص واحد سببان ففيه ثالثا طرق
من أصحابنا من قال ل يعطى بالسببين بل يقال له ختر
أيهما شئت فنعطيك به
ومنهم من قال إن كانا سببين متجانسين مثل أن يستحق
بكل واحد منهما لحاجأته إلينا كالفقير الغارم لمصلحة نفسه
أو يستحق بكل واحد منهما لحاجأتنا إليه كالغازى الغارم
لصلحا ذات البين لم يعط إل بسبب واحد
وإن كانا سببين مختلفين مثل أن يكون بأحدهما يستحق
لحاجأتنا إليه وبالخر يستحق لحاجأته إلينا أعطي بالسببين
كما قلنا في الميراثا إذا جأتمع في شخص واحد جأهتا فرض
لم يعط بهما وإن جأتمع فيه جأهة فرض وجأهة تعصيب أعطي
بهما
ومنهم من قال فيه قولن أحدهما يعطى بالسببين لن الله
تعالى جأعل للفقير سهما وللغارم سهما وهذا فقير غارم
والثاني يعطى بسبب واحد لنه شخص واحد فل يأخذ
سهمين كما لو نفرد بمعنى واحد
فصل في سهم العامل وإن كان الذي يفرق الزكاة رب
المال سقط سهم العامل لنه ل عمل له فيقسم الصدقة
على سبعة أصناف لكل صنف سهم على ما بيناه وإن كان
في الصناف أقارب له ل تلزمه نفقتهم فالمستحب أن
يخص القارب لما روت أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط
قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
الصدقة على المسلم صدقة وهي على ذي القرابة صدقة
وصلة
فصل في نقل الزكاة ويجب صرف الزكاة إلى الصناف في
البلد الذي فيه المال لما روي أن النبي صلى الله عليه وسلم
بعث معاذا إلى اليمن فقال أعلمهم أن عليهم صدقة تؤخذ
من أغنيائهم وترد في فقرائهم فإن نقل إلى الصناف في
بلد آخر ففيه قولن أحدهما يجزئه لنهم من أهل الصدقة
فأشبه أصناف البلد الذي فيه المال
والثانى ل يجزئه لنه حق واجأب لصناف بلد فإذا نقل عنهم
إلى غيرهم لم يجزه كالوصية بالمال لصناف بلد
ومن أصحابنا من قال القولن في جأواز النقل ففي أحدهما
يجوز وفي الثاني ل يجوز فأما إذا نقل فإنه يجزئه قول
واحدا والول هو الصحيح
فإن كان له أربعون شاة عشرون في بلد وعشرون في بلد
آخر قال الشافعي إذا أخرج الشاة في أحد البلدين كرهت
وأجأزأه فمن أصحابنا من قال إنما أجأاز ذلك على القول
الذي يقول يجوز نقل الصدقة فأما على القول الخر فل
يجوز حتى يخرج في كل بلد نصف شاة
ومنهم من قال يجزئه ذلك قول واحدا لن في إخراج نصف
شاة في كل بلد ضررا في التشريك بينه وبين الفقراء
والصحيح هو الول لنه قال كرهت وأجأزأه فدل على أنه
على أحد القولين ولو كان قول واحدا لم يقل كرهت وفي
الموضع الذي تنقل إليه طريقان
من أصحابنا من قال القولن فيه إذا نقل إلى مسافة تقصر
فيها الصلة فأما إذا نقل إلى مسافة ل تقصر فيها الصلة
فإنه يجوز قول واحدا لن ذلك في حكم البلد بدليل أنه ل
يجوز فيه
____________________
) (1/173
القصر والفطر والمسح على الخفين
ومنهم من قال القولن في الجميع وهو الظأهر
وإن وجأبت عليه الزكاة وهو من أهل الخيم الذين ينتجعون
لطلب الماء والكل فإنه ينظر فيه فإن كانوا متفرقين كان
موضع الصدقة من عند المال إلى حيث تقصر فيه الصلة
فإذا بلغ حدا تقصر فيه الصلة لم يكن ذلك موضع الصدقة
وإن كان في حلل مجتمعة ففيه وجأهان أحدهما أنه كالقسم
قبله
والثاني أن كل حلة كالبلد
وإن وجأبت الزكاة وليس في البلد الذي فيه المال أحد من
الصناف نقلها إلى أقرب البلد إليه لنهم أقرب إلى المال
وإن وجأد فيه بعض الصناف ففيه ) طريقان ( أحدهما يغلب
حكم المكان فيدفع إلى من في بلد المال من الصناف
والثاني يغلب حكم الصناف فيدفع إلى من في بلد المال
من الصناف سهمهم وينقل الباقي إلى بقية الصناف في
غير بلد المال وهو الصحيح لن ستحقاق الصناف أقوى لنه
ثابت بنص الكتاب وعتبار البلد ثابت بخبر الواحد فقدم من
ثابت حقه بنص الكتاب
فصل هل يرد من صنف لخر فإن قسم الصدقة على
الصناف فنقص نصيب بعضهم عن كفايتهم ونصيب الباقين
على قدر كفايتهم دفع إلى كل واحد منهم ما قسم له ول
يدفع إلى من نقص سهمه عن كفايته من نصيب الباقين
شيء لن كل صنف منهم ملك سهمه فل ينقص حقه لحاجأة
غيره
وإن كان نصيب بعضهم ينقص عن كفايته ونصيب البعض
يفضل عن كفايته فإن قلنا إن المغلب عتبار البلد الذي فيه
المال صرف ما فضل إلى بقية الصناف في البلد
وإن قلنا إن المغلب عتبار الصناف صرف الفاضل إلى ذلك
الصنف الذي فضل عنهم بأقرب البلد
فصل في صرف زكاة الفطر وإن وجأبت عليه الفطرة وهو
في بلد وماله فيه وجأب إخراجأها إلى الصناف في البلد لن
مصرفها مصرف سائر الزكوات وإن كان ماله في بلد وهو
في بلد آخر ففيه وجأهان أحدهما أن العتبار بالبلد الذى فيه
المال
والثاني أن العتبار بالبلد الذي هو فيه لن الزكاة تتعلق
بعينه فاعتبر الموضع الذي هو فيه كالمال فى سائر
الزكوات
فصل توريث حق الزكاة وإذا وجأبت الزكاة لقوم معينين في
بلد فلم يدفع إليهم حتى مات بعضهم نتقل حقه إلى ورثاته
لنه تعين حقه في حال الحياة فنتقل بالموت إلى ورثاته
فصل ل زكاة لهاشمي أو لمطلبي ول يجوز دفع الزكاة إلى
هاشمي لقوله صلى الله عليه وسلم نحن أهل بيت ل تحل
لنا الصدقة ول يجوز دفعها إلى مطلبي لقوله صلى الله
عليه وسلم إن بني هاشم وبني المطلب شىء واحد وشبك
بين أصابعه ولنه حكم متعلق بذوي القربى فاستوى فيه
الهاشمي والمطلبي كاستحقاق الخمس
وقال أبو سعيد الصطخري إن منعوا حقهم من الخمس جأاز
الدفع إليهم لنهم إنما حرموا الزكاة لحقهم في خمس
الخمس فإذا منعوا من الخمس وجأب أن يدفع إليهم
والمذهب الول لن الزكاة حرمت عليهم لشرفهم برسول
الله صلى الله عليه وسلم وهذا المعنى ل يزول بمنع
الخمس
وفي مواليهم وجأهان أحدهما يدفع إليهم
والثاني ل يدفع وقد بينا وجأه المذهبين في سهم العامل
____________________
) (1/174
فصل ل زكاة لكافر ول يجوز دفعها إلى كافر لقوله عليه
السلم أمرت أن آخذ الصدقة من أغنيائكم وأردها في
فقرائكم
فصل في الغني ول يجوز دفعها إلى غني من سهم الفقراء
لقوله صلى الله عليه وسلم ل حظ فيها لغني ول لقوي
مكتسب
فصل في المكتسب ول يجوز دفعها إلى من يقدر على
كفايته بالكسب للخبر ولن غناه بالكسب كغناه بالمال
فصل فيمن تلزمه نفقته ول يجوز دفعها إلى من تلزمه
نفقته من القارب والزوجأات من سهم الفقراء لن ذلك
إنما جأعل للحاجأة ول حاجأة بهم مع وجأوب النفقة
فصل من أخذ الزكاة فبان أنه غني فإن دفع المام الزكاة
إلى من ظأاهره الفقر ثام بان أنه غني لم يجزه ذلك عن
الفرض فإن كان باقيا سترجأع منه ودفع إلى فقير وإن كان
فائتا أخذ البدل وصرف إلى فقير فإن لم يكن للمدفوع إليه
مال لم يجب على رب المال ضمانه لنه قد سقط الفرض
عنه بالدفع إلى المام ول يجب على المام لنه أمين غير
مفرط ) فل يضمنه ( فهو كالمال الذي يتلف في يد الوكيل
وإن كان الذي دفع إليه رب المال فإن لم يبين عند الدفع أنه
زكاة واجأبة لم يكن له أن يرجأع لنه قد يدفع عن زكاة واجأبة
وعن تطوع فإذا ادعى الزكاة كان متهما فلم يقبل قوله
ويخالف المام فإن الظاهر من حاله أنه ل يدفع إل الزكاة
فثبت له الرجأوع
) فصل ( وإن كان قد بين أنها زكاة رجأع فيها إن كانت باقية
وفي بدلها إن كانت فائتة فإن لم يكن للمدفوع إليه مال
فهل يضمن رب المال الزكاة فيه قولن أحدهما ل يضمن
لنه دفع إليه بالجأتهاد ) فهو ( كالمام
والثاني يضمن لنه كان يمكنه أن يسقط الفرض بيقين بأن
يدفعها إلى المام فإذا فرق بنفسه فقد فرط فلزمه
الضمان بخلف المام
وإن دفع الزكاة إلى رجأل ظأنه مسلما وكان كافرا أو إلى
رجأل ظأنه حرا فكان عبدا فالمذهب أن حكمه حكم ما لو دفع
إلى رجأل ظأنه فقيرا فكان غنيا
ومن أصحابنا من قال يجب الضمان ههنا قول واحدا لن
حال الكافر والعبد ل يخفى فكان مفرطا في الدفع إليهما
وحال الغني قد يخفى فلم يكن مفرطا
فصل في قضاء الزكاة عن الميت ومن وجأبت عليه الزكاة
وتمكن من أدائها فلم يفعل حتى مات وجأب قضاء ذلك من
تركته لنه حق مال لزمه في حال الحياة فلم يسقط بالموت
كدين الدمي
فإن جأتمع مع الزكاة دين آدمي ولم يتسع المال للجميع
ففيه ثالثاة أقوال أحدها يقدم دين الدمي لن مبناه على
التشديد والتأكيد وحق الله تعالى مبني على التخفيف ولهذا
لو وجأب عليه قتل قصاص وقتل ردة قدم قتل القصاص
والثاني تقدم الزكاة لقوله صلى الله عليه وسلم في الحج
فدين الله عز وجأل أحق أن يقضى
والثالث أنه يقسم بينهما لنهما تساويا في الوجأوب
فتساويا في القضاء
وبالله التوفيق
باب صدقة التطوع ل يجوز أن يتصدق بصدقة تطوع وهو
محتاج إلى ما يتصدق به لنفقته أو نفقة عياله لما روى أبو
هريرة رضي الله عنه أن رجأل أتى النبي صلى الله عليه
وسلم فقال عندي دينار قال أنفقه على نفسك
قال عندي آخر
قال أنفقه على ولدك قال عندي آخر
قال أنفقه على أهلك قال عندي آخر
قال أنفقه على خادمك
قال عندي آخر
قال أنت أعلم به وقال صلى الله عليه وسلم كفى بالمرء
إثاما أن يضيع من يقوت ول يجوز لمن عليه دين وهو محتاج
إلى ما يتصدق به لقضاء دينه لنه حق واجأب فلم يجز تركه
لصدقة التطوع كنفقة عياله فإن فضل عما يلزمه استحب له
أن يتصدق لقوله صلى الله عليه وسلم وليتصدق الرجأل من
ديناره وليتصدق من درهمه وليتصدق من صاع بره وليتصدق
من صاع تمره وروى أبو سعيد الخدري قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم من أطعم مؤمنا جأائعا أطعمه الله من
ثامار الجنة وإن سقى مؤمنا على ظأمإ سقاه الله تعالى من
الرحيق المختوم يوم القيامة ومن كسى مؤمنا عاريا كساه
الله تعالى من خضر الجنة
____________________
) (1/175
ويستحب الكثار منه في شهر رمضان لما روى ابن عباس
رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
أجأود الناس بالخير وكان أجأود ما يكون في شهر رمضان
فإن كان ممن يصبر على الضاقة استحب له التصدق بجميع
ماله لما روى عمر رضي الله عنه قال أمرنا رسول الله صلى
الله عليه وسلم أن نتصدق فوافق ذلك مال عندي فقلت
اليوم أسبق أبا بكر إن سبقته يوما فجئت بنصف مالي فقال
لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أبقيت لهلك فقلت
أبقيت لهم مثله
وأتى أبو بكر رضي الله عنه بجميع ماله فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم ما أبقيت لهلك فقال أبقيت لهم الله
ورسوله فقلت ل أسابقك إلى شىء أبدا وإن كان ممن ل
يصبر على الضاقة كره له ذلك لما روى جأابر قال بينا نحن
عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جأاء رجأل بمثل
البيضة من الذهب أصابها من بعض المغازي فأتاه من ركنه
اليسر فقال يا رسول الله خذها صدقة فوالله ما أصبحت
أملك مال غيرها فأعرض عنه ثام جأاءه من ركنه اليمن فقال
له مثل ذلك فأعرض عنه ثام ) جأاءه ( من بين يديه فقال له
مثل ذلك فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم هاتها
مغضبا فحذفه بها حذفة لو أصابه لوجأعه أو عقره ثام قال
يأتي أحدكم بماله كله فيتصدق به ثام يجلس بعد ذلك يتكفف
الناس إنما الصدقة عن ظأهر غنى
فصل في تخصيص القارب بالزكاة والفضل أن يخص
بالصدقة القارب لقوله صلى الله عليه وسلم لزينب امرأة
عبد الله بن مسعود زوجأك وولدك أحق من تصدقت عليهما
وفعلها في السر أفضل لقوله عز وجأل } إن تبدوا الصدقات
فنعما هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم {
ولما روى عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال صلة الرحم تزيد في العمر
وصدقه السر تطفيء غضب الرب وصنائع المعروف تقي
مصارع السوء
) فصل ( وتحل صدقة التطوع للغنياء ولبني هاشم وبني
المطلب لما روي عن جأعفر بن محمد عن أبيه رضي الله
عنهما أنه كان يشرب من سقايات بين مكة والمدينة فقيل
له أتشرب من الصدقة فقال إنما حرمت علينا الصدقة
المفروضة
كتاب الصيام صوم شهر رمضان ركن من أركان السلم
وفرض من فروضه والدليل عليه ما روى ابن عمر رضي الله
عنه أن النبي صلى الله عليه رسول الله وإقام الصلة وإيتاء
الزكاة والحج وصوم رمضان
فصل شروط وجأوب الصوم ويتحتم وجأوب ذلك على كل
مسلم بالغ عاقل طاهر قادر مقيم فأما الكافر فإنه إن كان
أصليا لم يخاطب به في حال كفره لنه ل يصح منه وإن
أسلم لم يجب عليه القضاء لقوله تعالى ? > قل للذين
وسلم قال بني السلم على خمس شهادة أن ل إله إل الله
وأن محمدا كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف < ?
____________________
) (1/176
ولن في إيجاب قضاء ما فات في حال الكفر تنفيرا عن
السلم وإن كان مرتدا لم يخاطب به في حال الردة لنه ل
يصح منه وإن أسلم وجأب عليه قضاء ما تركه في حال الكفر
لنه التزم ذلك بالسلم فلم يسقط ذلك بالردة كحقوق
الدميين
فصل ل يجب صوم على صبي وأما الصبي فل تجب عليه
لقوله صلى الله عليه وسلم رفع القلم عن ثالثاة عن الصبى
حتى يبلغ وعن النائم حتى يستيقظ وعن المجنون حتى
يفيق ويؤمر بفعله لسبع سنين إذا أطاق الصوم ويضرب
على تركه لعشر قياسا على الصلة فإن بلغ لم يجب عليه
قضاء ما تركه في حال الصغر لنه لو وجأب عليه ذلك لوجأب
عليه أداؤه في الصغر لنه يقدر على فعله ولن أيام الصغر
تطول فلو أوجأبنا عليه قضاء ما يفوت لشق
فصل فيمن زال عقله بجنون ومن زال عقله بجنون لم يجب
عليه الصوم لقوله صلى الله عليه وسلم وعن المجنون حتى
يفيق فإن أفاق لم يجب عليه قضاء ما فاته في حال الجنون
لنه صوم فات في حال يسقط فيه التكليف لنقص فلم يجب
قضاؤه كما لو فات في حال الصغر
وإن زال عقله بالغماء لم يجب عليه في الحال لنه ل يصح
منه فإن أفاق وجأب عليه القضاء لقوله تعالى } فمن كان
منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر { والغماء
مرض
ويخالف الجنون فإنه نقص ولهذا ل يجوز الجنون على
النبياء ويجوز عليهم الغماء فإن أسلم الكافر أو أفاق
المجنون في أثاناء يوم من رمضان استحب لهما إمساك بقية
النهار لحرمة الوقت ول يلزمهم ذلك لن المجنون أفطر
لعذر والكافر وإن أفطر بغير عذر إل أنه لما أسلم جأعل
كالمعذور فيما فعل في حال الكفر ولهذا ل يؤاخذ بقضاء ما
تركه ول بضمان ما أتلفه ولهذا قال الله عز وجأل } قل
للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف { ول يأكل عند
من ل يعرف عذره لنه إذا تظاهر بالكل عرض نفسه للتهمة
وعقوبة السلطان
وهل يجب عليه قضاء ذلك اليوم أم ل فيه وجأهان أحدهما
يجب لنه أدرك جأزءا من وقت الفرض ول يمكن فعل ذلك
الجزء من الصوم إل بيوم فوجأب أن يقضيه بيوم كما نقول
في المحرم إذا وجأب عليه في كفارة نصف مد فإنه يجب
بقسطه صوم نصف يوم ولكن لما لم يمكن فعل ذلك إل
بيوم وجأب عليه صوم يوم
والثاني ل يجب وهو المنصوص في البويطي لنه لم يدرك
من الوقت ما يمكن الصوم فيه لن الليل يدركه قبل التمام
فلم يلزمه كمن أدرك من أول وقت الصلة قدر ركعة ثام جأن
فإن بلغ الصبي في أثاناء يوم من رمضان نظرت فإن كان
مفطرا فهو كالكافر إذا أسلم والمجنون إذا أفاق في جأميع
ما ذكرناه
وإن كان صائما ففيه وجأهان أحدهما يستحب له إتمامه لنه
صوم نفل فاستحب إتمامه ويجب قضاؤه لنه لم ينو به
الفرض من أوله فوجأب قضاؤه
والثانى أنه يلزمه ويستحب قضاؤه لنه صار من أهل
الوجأوب في أثاناء العبادة فلزمه إتمامها كما لو دخل في
صوم التطوع ثام نذر إتمامه
فصل في صوم الحائض والنفساء وأما الحائض والنفساء
فل يجب عليهما الصوم لنه ل يصح منهما فإذا طهرتا وجأب
عليهما القضاء لما روت عائشة رضي الله عنها أنها قالت
في الحيض كنا نؤمر بقضاء الصوم ول نؤمر بقضاء الصلة
فوجأب القضاء على الحائض بالخبر وقسنا النفساء عليها
لنها في معناها
فإن طهرت في أثاناء النهار ستحب لها أن تمسك بقية النهار
ول يجب
فصل من عجز عن الصوم ومن ل يقدر على الصوم بحال
وهو الشيخ الكبير الذي يجهده الصوم والمريض الذي ل
يرجأى برؤه فإنه ل يجب عليهما الصوم لقوله عز وجأل } وما
جأعل عليكم في الدين من حرج { لما
____________________
) (1/177
ذكرناه في الصبي إذا بلغ والمجنون إذا أفاق
وفي الفدية قولن أحدهما ل تجب لنه اسقط عنهما فرض
الصوم فلم تجب عليهما الفدية كالصبي والمجنون
والثاني يجب عن كل يوم مد من طعام وهو الصحيح لما روي
عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال الشيخ الكبير يطعم
عن كل يوم مسكينا وعن أبي هريرة أنه قال من أدركه الكبر
فلم يستطع صوم رمضان فعليه لكل يوم مد من قمح
وقال ابن عمر رضي الله عنهما إذا ضعفت عن الصوم أطعم
عن كل يوم مدا
وروي أن أنسا ضعف عن الصوم عاما قبل وفاته فأفطر
وأطعم
وإن لم يقدر على الصوم لمرض يخاف زيادته ويرجأو البرء
لم يجب عليه الصوم للية فإذا برىء وجأب عليه القضاء
لقوله عز وجأل } فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة
من أيام أخر {
وإن أصبح صائما وهو صحيح ثام مرض أفطر لنه أبيح له
الفطر للضرورة والضرورة موجأودة فجاز له الفطر
فصل في صيام المسافر فأما المسافر فإنه إن كان سفره
دون أربعة برد لم يجز له أن يفطر لنه إسقاط فرض للسفر
فل يجوز فيما دون أربعة برد كالقصر وإن كان سفره في
معصية لم يجز له أن يفطر لن ذلك إعانة على المعصية وإن
كان سفره أربعة برد في غير معصية فله أن يصوم وله أن
يفطر لما روت عائشة رضي الله عنها أن حمزة بن عمرو
السلمي قال يا رسول الله أصوم في السفر فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم إن شئت فصم وإن شئت فأفطر
فإن كان ممن ل يجهده الصوم في السفر فالفضل أن
يصوم لما روي عن أنس رضي الله عنه أنه قال للصائم في
السفر إن أفطرت فرخصة وإن صمت فهو أفضل
وعن عثمان بن أبي العاص أنه قال الصوم أحب إلي
ولنه إذا أفطر عرض الصوم للنسيان وحوادثا الزمان فكان
الصوم أفضل
وإن كان يجهده الصوم فالفضل أن يفطر لما روى جأابر
رضي الله عنه قال مر رسول الله صلى الله عليه وسلم
برجأل تحت شجرة يرش عليه الماء فقال ما بال هذا قالوا
صائم يا رسول الله فقال ليس من البر الصيام في السفر
فإن صام المسافر ثام أراد أن يفطر فله أن يفطر لن العذر
قائم فجاز له أن يفطر كما لو صام المريض ثام أراد أن يفطر
ويحتمل عندي أنه ل يجوز له أن يفطر في ذلك اليوم لنه
دخل في فرض المقيم فل يجوز له أن يترخص برخصة
المسافر كما لو دخل في الصلة بنية التمام ثام أراد أن
يقصر
ومن أصبح في الحضر صائما ثام سافر لم يجز له أن يفطر
في ذلك اليوم وقال المزني له أن يفطر كما لو أصبح الصبح
صائما ثام مرض فله أن يفطر
والمذهب الول والدليل عليه أنه عبادة تختلف بالسفر
والحضر فإذا بدأ بها في الحضر ثام سافر لم يثبت له رخصة
السفر كما لو دخل في الصلة في الحضر ثام سافر في
أثانائها
ويخالف المريض فإن ذلك مضطر إلى الفطار والمسافر
مختار
وإن قدم المسافر وهو مفطر أو برىء المريض وهو مفطر
ستحب لهما إمساك بقية النهار لحرمة الوقت ول يجب ذلك
لنهما أفطرا لعذر ول يأكلن عند من ل يعرف عذرهما
لخوف التهمة والعقوبة
وإن قدم المسافر وهو صائم أو برىء المريض وهو صائم
فهل لهما أن يفطرا فيه وجأهان قال أبو علي بن أبي هريرة
يجوز لهما الفطار لنه أبيح لهما الفطر من أول النهار
ظأاهرا وباطنا فجاز لهما الفطار في بقية النهار كما لو دام
السفر والمرض وقال أبو إسحاق ل يجوز لهما الفطار لنه
زال سبب الرخصة قبل الترخص فلم يجز الترخص كما لو
قدم المسافر وهو في الصلة فإنه ل يجوز له القصر
فصل في صوم الحامل والمرضع وإن خافت الحامل أو
المرضع على أنفسهما من الصوم أفطرتا وعليهما القضاء
دون الكفارة لنهما أفطرتا للخوف على أنفسهما فوجأب
عليهما القضاء دون الكفارة كالمريض
وإن خافتا على ولديهما أفطرتا وعليهما القضاء بدل عن
الصوم
وفي الكفارة ثالثاة أقوال قال في الم يجب عن كل يوم مد
من طعام وهو الصحيح لقوله عز وجأل } وعلى الذين
يطيقونه فدية { قال ابن عباس
____________________
) (1/178
رضي الله عنه نسخت هذه الية وبقيت الرخصة للشيخ
الكبير والعجوز والحامل والمرضع إذا خافتا على ولديهما
أفطرتا وأطعمتا مكان كل يوم مسكينا
الثانى أن الكفارة مستحبة غير واجأبة وهو قول المزني لنه
إفطار لعذر فلم تجب به الكفارة كإفطار المريض
والثالث أنه يجب على المرضع دون الحامل لن الحامل
أفطرت لمعنى فيها كالمريض والمرضع أفطرت لمنفصل
عنها فوجأبت عليها الكفارة
فصل في اشتراط الرؤية للصوم ول يجب صوم رمضان إل
برؤية الهلل فإن غم عليهم وجأب عليهم ستكمال شعبان
ثالثاين يوما ثام يصومون لما روى ابن عباس رضي الله عنه
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال صوموا لرؤيته وأفطروا
لرؤيته فإن غم عليكم فأكملوا العدة ول تستقبلوا الشهر
ستقبال فإن أصبحوا في يوم الثلثاين وهم يظنون أنه من
شعبان فقامت البينة أنه من رمضان لزمهم قضاؤه لنه بان
أنه من رمضان
وهل يلزمهم إمساك بقية النهار فيه قولن أحدهما ل
يلزمهم لنهم أفطروا لعذر فلم يلزمهم إمساك بقية النهار
كالحائض إذا طهرت والمسافر إذا قدم
والثانى يلزمهم لنه أبيح لهم الفطر بشرط أنه من شعبان
وقد بان أنه من رمضان فلزمهم المساك
فإن رأوا الهلل بالنهار فهو لليلة المستقبلة لما روى
سفيان بن سلمة قال أتانا كتاب عمر بن الخطاب رضي الله
عنه ونحن بخانقين إن الهلة بعضها أكبر من بعض فإذا
رأيتم الهلل نهارا فل تفطروا حتى يشهد رجألن مسلمان
أنهما رأياه بالمس وإن رأوا الهلل في بلد ولم يروه في
بلد آخر فإن كانا بلدين متقاربين وجأب على أهل البلدين
الصوم وإن كانا بلدين متباعدين وجأب على من رأى ول يجب
على من ير لما روى كريب قال قدمت الشام فرأيت الهلل
ليلة الجمعة ثام قدمت المدينة فقال عبد الله بن عباس متى
رأيتم الهلل فقلت ليلة الجمعة
فقال أنت رأيت فقلت نعم ورآه الناس وصاموا وصام
معاوية فقال لكنا رأيناه ليلة السبت فل نزال نصوم حتى
تكمل العدة أو نراه قلت أول تكتفي برؤية معاوية قال هكذا
أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
فصل في الشهادة على الرؤية وفي الشهادة التي يثبت بها
رؤية هلل شهر رمضان قولن قال في البويطي ل تقبل إل
من عدلين لما روى الحسين بن حريث الجدلي جأديلة قيس
قال خطبنا أمير مكة الحارثا بن حاطب فقال أمرنا رسول
الله صلى الله عليه وسلم أن ننسك لرؤيته فإن لم نره فهذا
شاهدا عدل نسكنا بشهادتهما
وقال في القديم و الجديد يقبل من عدل واحد وهو الصحيح
لما روى عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال تراءى الناس
الهلل فأخبرت النبي صلى الله عليه وسلم أني رأيته فصام
رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر الناس بالصيام
ولنه إيجاب عبادة فقبل من واحد حتياطا للفرض فإن قلنا
يقبل من واحد فهل يقبل من العبد والمرأة فيه وجأهان
أحدهما يقبل لن ما قبل فيه قول الواحد قبل من العبد
والمرأة كأخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم
والثانى ل يقبل وهو الصحيح لن طريقها طريق الشهادة
بدليل أنه ل تقبل من شاهد الفرع مع حضور شاهد الصل
فلم يقبل من العبد والمرأة كسائر الشهادات
ول يقبل في هلل الفطر إل شاهدان لنه إسقاط فرض
فاعتبر فيه العدد احتياطا للفرض
فإن شهد واحد على رؤية هلل رمضان فقبل قوله وصاموا
ثالثاين يوما وتغيمت السماء ففيه وجأهان أحدهما أنهم ل
يفطرون لنه إفطار بشاهد واحد
والثاني أنهم
____________________
) (1/179
يفطرون وهو المنصوص في الم لنه بينه ثابت بها الصوم
فجاز الفطار باستكمال العدد منها كالشاهدين وقوله إن
هذا إفطار بشاهد ل يصح لن الذي ثابت بالشاهد هو الصوم
والفطر ثابت على سبيل التبع وذلك يجوز كما نقول إن
النسب ل يثبت بقول أربع نسوة ثام لو شهد أربع نسوة
بالولدة ثابتت الولدة وثابت النسب على سبيل التبع للولدة
وإن شهد ثانان على رؤية هلل رمضان فصاموا ثالثاين يوما
والسماء مصحية فلم يروا الهلل ففيه وجأهان قال أبو بكر
بن الحداد ل يفطرون لن عدم الهلل مع الصحو يقين
والحكم بالشاهدين ظأن واليقين يقدم على الظن
وقال أكثر أصحابنا يفطرون لن شهادة ثانين يثبت بها
الصوم والفطر فوجأب أن يثبت بها الفطر وإن غم عليهم
الهلل وعرف رجأل الحساب ومنازل القمر وعرف بالحساب
أنه من شهر رمضان ففيه وجأهان قال أبو العباس يلزمه
الصوم لنه عرف الشهر بدليل فأشبه إذا عرف بالبينة
والثانى أنه ل يصوم لنا لم نتعبد إل بالرؤية ومن رأى هلل
رمضان وحده صام وإن رأى هلل شوال وحده أفطر وحده
لقوله صلى الله عليه وسلم صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته
ويفطر لرؤية هلل شوال سرا لنه إذا أظأهر الفطر عرض
نفسه للتهمة وعقوبة السلطان
فصل في صوم السير وإن اشتبهت الشهور على أسير
لزمه أن يتحرى ويصوم كما يلزمه أن يتحرى في وقت
الصلة وفي القبلة فإن تحرى وصام فوافق الشهر أو ما
بعده أجأزأه فإن وافق شهرا بالهلل ناقصا وشهر رمضان
الذي صامه الناس كان تاما ففيه وجأهان أحدهما يجزئه وهو
ختيار الشيخ أبي حامد السفراييني رحمه الله لن الشهر
يقع على ما بين الهللين ولها لو نذر صوم شهر فصام شهرا
ناقصا بالهلة أجأزأه
والثاني أنه يجب عليه صوم يوم وهو ختيار شيخنا القاضي
أبي الطيب الطبري رحمه الله وهو الصحيح عندي لنه فاته
صوم ثالثاين يوما وقد صام تسعة وعشرين يوما فلزمه صوم
يوم
وإن وافق صومه شهرا قبل رمضان قال الشافعي رحمه
الله ل يجزئه ولو قال قائل يجزئه كان مذهبا
قال أبو إسحاق المروزي ل يجزئه قول واحدا
وقال سائر أصحابنا فيه قولن أحدهما يجزئه لنه عبادة
تفعل في السنة مرة فجاز أن يسقط فرضها بالفعل قبل
الوقت عند الخطإ كالوقوف بعرفة إذا أخطأ الناس ووقفوا
قبل يوم عرفة
الثاني ل يجزئه وهو الصحيح لنه تعين له تيقن الخطإ فيما
يؤمن مثله في القضاء فلم يعتد بما فعله كما لو تحرى في
وقت الصلة فصلى قبل الوقت
فصل وجأوب النية للصوم ول يصح صوم رمضان ول غيره من
الصيام إل بالنية لقوله صلى الله عليه وسلم إنما العمال
بالنيات ولكل مرىء ما نوى ولنه عبادة محضة فلم يصح من
غير نية كالصلة وتجب النية لكل يوم لن صوم كل يوم
عبادة منفردة يدخل وقتها بطلوع الفجر ويخرج وقتها
بغروب الشمس ول يفسد بفساد ما قبله ول بفساد ما بعده
فلم تكفه نية واحدة كالصلة
ول يصح صوم رمضان ول غيره من الصوم الواجأب إل بنية
من الليل لما روت حفصة رضي الله عنها أن النبي صلى الله
عليه وسلم قال من لم يبيت الصيام من الليل فل صيام له
وهل تجوز نيته مع طلوع الفجر فيه وجأهان من أصحابنا من
قال يجوز لنه عبادة فجاز بنية تقارن بتداءها كسائر
العبادات
وقال أكثر أصحابنا ل يجوز إل بنية من الليل لحديث حفصة
رضي الله عنها ولن أول وقت الصوم يخفى فوجأب تقديم
النية عليه بخلف سائر العبادات فإذا قلنا بهذا فهل تجوز
النية في جأميع الليل فيه وجأهان من أصحابنا من قال ل
يجوز إل في النصف الثاني قياسا على أذان الصبح والدفع
من المزدلفة
قال أكثر أصحابنا تجوز في جأميع الليل لحديث حفصة
____________________
) (1/180
ولنا لو أوجأبنا النية في النصف الثاني ضاق ذلك على الناس
وشق
فإن نوى بالليل ثام أكل أو جأامع لم تبطل نيته وحكي عن
أبي إسحاق أنه قال تبطل لن الكل ينافي الصوم فأبطل
النية
والمذهب الول
وقيل إن أبا إسحاق رجأع عن ذلك والدليل عليه أن الله تعالى
أحل الكل إلى طلوع الفجر فلو كان الكل يبطل النية لما
جأاز أن يأكل إلى الفجر لنه يبطل النية
فصل النية في صيام التطوع وأما صوم التطوع فإنه يجوز
بنية قبل الزوال وقال المزني ل يجوز إل بنية من الليل
كالفرض والدليل على جأوازه ما روت عائشة رضي الله عنها
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال أصبح عندكم اليوم شيء
تطعموناه يا عائشة فقالت ل فقال إنى إذا صائم
ويخالف الفرض لن النفل أخف من الفرض والدليل عليه
أنه يجوز ترك القيام وستبال القبلة في النفل مع القدرة
ول يجوز في الفرض
وهل تجوز نيته بعد الزوال فيه قولن روى حرملة أنه يجوز
لنه جأزء من النهار فجازت نية النفل فيه كالنصف الول
وقال في القديم و الجديد ل تجوز لن النية لم تصحب
معظم العبادة فأشبه إذا نوى مع غروب الشمس ويخالف
النصف الول لن النية هناك صحبت معظم العبادة ومعظم
الشيء يجوز أن يقوم مقام الجميع ولهذا لو أدرك معظم
الركعة مع المام جأعل مدركا للركعة ولو أدرك دون المعظم
لم يجعل مدركا لها
فإن صام التطوع بنية من النهار فهل يكون صائما من أول
النهار أو من وقت النية فيه وجأهان قال أبو إسحاق يكون
صائما من وقت النية لن ما قبل النية لم توجأد فيه قصد
القربة فلم يجعل صائما فيه
وقال أكثر أصحابنا إنه صائم من أول النهار لنه لو كان
صائما من وقت النية لم يضره الكل قبله
فصل في تعيين النية ول يصح صوم رمضان إل بتعيين النية
وهو أن ينوي أنه صائم من رمضان لنه فريضة وهو قربة
مضافة إلى وقتها فوجأب تعيين الوقت في نيتها كصلة
الظهر والعصر
وهل يفتقر إلى نية الفرض فيه وجأهان قال أبو إسحاق
يلزمه أن ينوي صوم فرض رمضان لن صوم رمضان قد
يكون نفل في حق الصبي فيفتقر إلى نية الفرض لتميزه
من صوم الصبي
وقال أبو علي بن أبي هريرة ل يفتقر إلى ذلك لن رمضان
في حق البالغ ل يكون إل فرضا فل يفتقر إلى تعيين الفرض
فإن نوى في ليلة الثلثاين من شعبان
فقال إن كان غد من رمضان فأنا صائم عن رمضان أو عن
تطوع وكان من رمضان لم يصح لعلتين إحداهما أنه لم
يخلص النية لرمضان
والثاني أن الصل أنه من شعبان فلم تصح نية رمضان ولنه
شاك في دخول وقت العبادة فلم تصح نيته كما لو شك في
دخول وقت الصلة وإن قال إن كان غد من رمضان فأنا
صائم عن رمضان وإن لم يكن من رمضان فأنا صائم عن
تطوع لم يصح لعلة واحدة وهو أن الصل أنه من شعبان فل
يصح بنية الفرض
فإن قال ليلة الثلثاين من رمضان إن كان غد من رمضان
فأنا صائم عن رمضان أو مفطر وكان من رمضان لم يصح
صومه لنه لم يخلص النية للصوم
فإن قال إن كان غد من رمضان فأنا صائم عن رمضان وإن
لم يكن فأنا مفطر وكان من رمضان صح صومه لنه أخلص
النية للفرض وبنى على الصل لن الصل أنه من رمضان
ومن دخل في الصوم ونوى الخروج منه بطل صومه لن
النية شرط في جأميعه فإذا قطعها في أثانائه بقي الباقي
بغير نية فبطل وإذا بطل البعض بطل الجميع لنه ل ينفرد
بعضه عن بعض
ومن أصحابنا من قال ل تبطل لنه عبادة تتعلق الكفارة
بجنسها فلم تبطل بنية الخروج كالحج
والول أظأهر لن الحج ل يخرج منه بما يفسده والصوم يخرج
منه بما يفسده فكان كالصلة
فصل في الدخول في الصوم والخروج منه ويدخل في
الصوم بطلوع الفجر ويخرج منه بغروب الشمس لما روى
عمر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا
أقبل الليل من ههنا وأدبر النهار من ههنا وغابت الشمس
من ههنا فقد أفطر الصائم ويجوز أن يأكل ويشرب ويباشر
إلى طلوع الفجر لقوله تعالى } فالن باشروهن وابتغوا ما
كتب الله لكم وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط البيض
من الخيط السود من الفجر ثام أتموا الصيام إلى الليل {
فإن جأامع قبل طلوع الفجر وأص
تم إعداد هذا الملف آليا بواسطة المكتبة الشاملة
المهذب في فقه المام الشافعي
إبراهيم بن علي بن يوسف الشيرازي أبو إسحاق
سنة الولدة /سنة الوفاة
تحقيق
الناشر دار الفكر
سنة النشر
مكان النشر بيروت
عدد الجأزاء 2
فإن صدقه غريمه فعلى الوجأهين كما ذكرنا في المكاتب إذا
ادعى الكتابة وصدقه المولى
فصل سهم سبيل الله وسهم في سبيل الله وهم الغزاة
الذين إذا نشطوا غزوا فأما من كان مرتبا في ديوان
السلطان من جأيوش المسلمين فإنهم ل يعطون من
الصدقة بسهم الغزاة لنهم يأخذون أرزاقهم وكفايتهم من
الفيء ويعطى الغازي مع الفقر والغنى للخبر الذي ذكرناه
في الغارم ويعطى ما يستعين به على الغزو من نفقة
الطريق وما يشتري به السلحا والفرس إن كان فارسا وما
يعطي السائس وحمولة تحمله إن كان راجأل والمسافة مما
يقصر فيها الصلة فإن أخذ ولم يغز سترجأع منه
فصل في سهم ابن السبيل وسهم لبن السبيل وهو
المسافر أو من ينشىء السفر وهو محتاج في سفره فإن
كان سفره في طاعة اعطي ما يبلغ به مقصده وإن كان في
معصية لم يعط لن ذلك إعانة على معصية وإن كان سفره
في مباحا ففيه وجأهان أحدهما ل يعطى لنه غير محتاج إلى
هذا السفر
والثانى يعطى لن ما جأعل رفقا بالمسافر في طاعة الله
جأعل رفقا بالمسافر في مباحا كالفطر والقصر
فصل التسوية بين الصناف ويجب أن يسوى بين الصناف
في السهام ول يفضل صنفا على صنف لن الله تعالى
سوى بينهم والمستحب أن يعم كل صنف إن أمكن وأقل ما
يجزىء أن يدفع إلى ثالثاة من كل صنف لن الله تعالى أضاف
إليهم بلفظ الجمع وأقل الجمع ثالثاة فإن دفع لثانين ضمن
نصيب الثالث وفي قدر الضمان قولن أحدهما القدر
المستحب وهو الثلث والثاني أقل جأزء من السهم لن هذا
القدر هو الواجأب فل يلزمه ضمان ما زاد وإن جأتمع في
شخص واحد سببان ففيه ثالثا طرق
من أصحابنا من قال ل يعطى بالسببين بل يقال له ختر
أيهما شئت فنعطيك به
ومنهم من قال إن كانا سببين متجانسين مثل أن يستحق
بكل واحد منهما لحاجأته إلينا كالفقير الغارم لمصلحة نفسه
أو يستحق بكل واحد منهما لحاجأتنا إليه كالغازى الغارم
لصلحا ذات البين لم يعط إل بسبب واحد
وإن كانا سببين مختلفين مثل أن يكون بأحدهما يستحق
لحاجأتنا إليه وبالخر يستحق لحاجأته إلينا أعطي بالسببين
كما قلنا في الميراثا إذا جأتمع في شخص واحد جأهتا فرض
لم يعط بهما وإن جأتمع فيه جأهة فرض وجأهة تعصيب أعطي
بهما
ومنهم من قال فيه قولن أحدهما يعطى بالسببين لن الله
تعالى جأعل للفقير سهما وللغارم سهما وهذا فقير غارم
والثاني يعطى بسبب واحد لنه شخص واحد فل يأخذ
سهمين كما لو نفرد بمعنى واحد
فصل في سهم العامل وإن كان الذي يفرق الزكاة رب
المال سقط سهم العامل لنه ل عمل له فيقسم الصدقة
على سبعة أصناف لكل صنف سهم على ما بيناه وإن كان
في الصناف أقارب له ل تلزمه نفقتهم فالمستحب أن
يخص القارب لما روت أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط
قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
الصدقة على المسلم صدقة وهي على ذي القرابة صدقة
وصلة
فصل في نقل الزكاة ويجب صرف الزكاة إلى الصناف في
البلد الذي فيه المال لما روي أن النبي صلى الله عليه وسلم
بعث معاذا إلى اليمن فقال أعلمهم أن عليهم صدقة تؤخذ
من أغنيائهم وترد في فقرائهم فإن نقل إلى الصناف في
بلد آخر ففيه قولن أحدهما يجزئه لنهم من أهل الصدقة
فأشبه أصناف البلد الذي فيه المال
والثانى ل يجزئه لنه حق واجأب لصناف بلد فإذا نقل عنهم
إلى غيرهم لم يجزه كالوصية بالمال لصناف بلد
ومن أصحابنا من قال القولن في جأواز النقل ففي أحدهما
يجوز وفي الثاني ل يجوز فأما إذا نقل فإنه يجزئه قول
واحدا والول هو الصحيح
فإن كان له أربعون شاة عشرون في بلد وعشرون في بلد
آخر قال الشافعي إذا أخرج الشاة في أحد البلدين كرهت
وأجأزأه فمن أصحابنا من قال إنما أجأاز ذلك على القول
الذي يقول يجوز نقل الصدقة فأما على القول الخر فل
يجوز حتى يخرج في كل بلد نصف شاة
ومنهم من قال يجزئه ذلك قول واحدا لن في إخراج نصف
شاة في كل بلد ضررا في التشريك بينه وبين الفقراء
والصحيح هو الول لنه قال كرهت وأجأزأه فدل على أنه
على أحد القولين ولو كان قول واحدا لم يقل كرهت وفي
الموضع الذي تنقل إليه طريقان
من أصحابنا من قال القولن فيه إذا نقل إلى مسافة تقصر
فيها الصلة فأما إذا نقل إلى مسافة ل تقصر فيها الصلة
فإنه يجوز قول واحدا لن ذلك في حكم البلد بدليل أنه ل
يجوز فيه
____________________
) (1/173
القصر والفطر والمسح على الخفين
ومنهم من قال القولن في الجميع وهو الظأهر
وإن وجأبت عليه الزكاة وهو من أهل الخيم الذين ينتجعون
لطلب الماء والكل فإنه ينظر فيه فإن كانوا متفرقين كان
موضع الصدقة من عند المال إلى حيث تقصر فيه الصلة
فإذا بلغ حدا تقصر فيه الصلة لم يكن ذلك موضع الصدقة
وإن كان في حلل مجتمعة ففيه وجأهان أحدهما أنه كالقسم
قبله
والثاني أن كل حلة كالبلد
وإن وجأبت الزكاة وليس في البلد الذي فيه المال أحد من
الصناف نقلها إلى أقرب البلد إليه لنهم أقرب إلى المال
وإن وجأد فيه بعض الصناف ففيه ) طريقان ( أحدهما يغلب
حكم المكان فيدفع إلى من في بلد المال من الصناف
والثاني يغلب حكم الصناف فيدفع إلى من في بلد المال
من الصناف سهمهم وينقل الباقي إلى بقية الصناف في
غير بلد المال وهو الصحيح لن ستحقاق الصناف أقوى لنه
ثابت بنص الكتاب وعتبار البلد ثابت بخبر الواحد فقدم من
ثابت حقه بنص الكتاب
فصل هل يرد من صنف لخر فإن قسم الصدقة على
الصناف فنقص نصيب بعضهم عن كفايتهم ونصيب الباقين
على قدر كفايتهم دفع إلى كل واحد منهم ما قسم له ول
يدفع إلى من نقص سهمه عن كفايته من نصيب الباقين
شيء لن كل صنف منهم ملك سهمه فل ينقص حقه لحاجأة
غيره
وإن كان نصيب بعضهم ينقص عن كفايته ونصيب البعض
يفضل عن كفايته فإن قلنا إن المغلب عتبار البلد الذي فيه
المال صرف ما فضل إلى بقية الصناف في البلد
وإن قلنا إن المغلب عتبار الصناف صرف الفاضل إلى ذلك
الصنف الذي فضل عنهم بأقرب البلد
فصل في صرف زكاة الفطر وإن وجأبت عليه الفطرة وهو
في بلد وماله فيه وجأب إخراجأها إلى الصناف في البلد لن
مصرفها مصرف سائر الزكوات وإن كان ماله في بلد وهو
في بلد آخر ففيه وجأهان أحدهما أن العتبار بالبلد الذى فيه
المال
والثاني أن العتبار بالبلد الذي هو فيه لن الزكاة تتعلق
بعينه فاعتبر الموضع الذي هو فيه كالمال فى سائر
الزكوات
فصل توريث حق الزكاة وإذا وجأبت الزكاة لقوم معينين في
بلد فلم يدفع إليهم حتى مات بعضهم نتقل حقه إلى ورثاته
لنه تعين حقه في حال الحياة فنتقل بالموت إلى ورثاته
فصل ل زكاة لهاشمي أو لمطلبي ول يجوز دفع الزكاة إلى
هاشمي لقوله صلى الله عليه وسلم نحن أهل بيت ل تحل
لنا الصدقة ول يجوز دفعها إلى مطلبي لقوله صلى الله
عليه وسلم إن بني هاشم وبني المطلب شىء واحد وشبك
بين أصابعه ولنه حكم متعلق بذوي القربى فاستوى فيه
الهاشمي والمطلبي كاستحقاق الخمس
وقال أبو سعيد الصطخري إن منعوا حقهم من الخمس جأاز
الدفع إليهم لنهم إنما حرموا الزكاة لحقهم في خمس
الخمس فإذا منعوا من الخمس وجأب أن يدفع إليهم
والمذهب الول لن الزكاة حرمت عليهم لشرفهم برسول
الله صلى الله عليه وسلم وهذا المعنى ل يزول بمنع
الخمس
وفي مواليهم وجأهان أحدهما يدفع إليهم
والثاني ل يدفع وقد بينا وجأه المذهبين في سهم العامل
____________________
) (1/174
فصل ل زكاة لكافر ول يجوز دفعها إلى كافر لقوله عليه
السلم أمرت أن آخذ الصدقة من أغنيائكم وأردها في
فقرائكم
فصل في الغني ول يجوز دفعها إلى غني من سهم الفقراء
لقوله صلى الله عليه وسلم ل حظ فيها لغني ول لقوي
مكتسب
فصل في المكتسب ول يجوز دفعها إلى من يقدر على
كفايته بالكسب للخبر ولن غناه بالكسب كغناه بالمال
فصل فيمن تلزمه نفقته ول يجوز دفعها إلى من تلزمه
نفقته من القارب والزوجأات من سهم الفقراء لن ذلك
إنما جأعل للحاجأة ول حاجأة بهم مع وجأوب النفقة
فصل من أخذ الزكاة فبان أنه غني فإن دفع المام الزكاة
إلى من ظأاهره الفقر ثام بان أنه غني لم يجزه ذلك عن
الفرض فإن كان باقيا سترجأع منه ودفع إلى فقير وإن كان
فائتا أخذ البدل وصرف إلى فقير فإن لم يكن للمدفوع إليه
مال لم يجب على رب المال ضمانه لنه قد سقط الفرض
عنه بالدفع إلى المام ول يجب على المام لنه أمين غير
مفرط ) فل يضمنه ( فهو كالمال الذي يتلف في يد الوكيل
وإن كان الذي دفع إليه رب المال فإن لم يبين عند الدفع أنه
زكاة واجأبة لم يكن له أن يرجأع لنه قد يدفع عن زكاة واجأبة
وعن تطوع فإذا ادعى الزكاة كان متهما فلم يقبل قوله
ويخالف المام فإن الظاهر من حاله أنه ل يدفع إل الزكاة
فثبت له الرجأوع
) فصل ( وإن كان قد بين أنها زكاة رجأع فيها إن كانت باقية
وفي بدلها إن كانت فائتة فإن لم يكن للمدفوع إليه مال
فهل يضمن رب المال الزكاة فيه قولن أحدهما ل يضمن
لنه دفع إليه بالجأتهاد ) فهو ( كالمام
والثاني يضمن لنه كان يمكنه أن يسقط الفرض بيقين بأن
يدفعها إلى المام فإذا فرق بنفسه فقد فرط فلزمه
الضمان بخلف المام
وإن دفع الزكاة إلى رجأل ظأنه مسلما وكان كافرا أو إلى
رجأل ظأنه حرا فكان عبدا فالمذهب أن حكمه حكم ما لو دفع
إلى رجأل ظأنه فقيرا فكان غنيا
ومن أصحابنا من قال يجب الضمان ههنا قول واحدا لن
حال الكافر والعبد ل يخفى فكان مفرطا في الدفع إليهما
وحال الغني قد يخفى فلم يكن مفرطا
فصل في قضاء الزكاة عن الميت ومن وجأبت عليه الزكاة
وتمكن من أدائها فلم يفعل حتى مات وجأب قضاء ذلك من
تركته لنه حق مال لزمه في حال الحياة فلم يسقط بالموت
كدين الدمي
فإن جأتمع مع الزكاة دين آدمي ولم يتسع المال للجميع
ففيه ثالثاة أقوال أحدها يقدم دين الدمي لن مبناه على
التشديد والتأكيد وحق الله تعالى مبني على التخفيف ولهذا
لو وجأب عليه قتل قصاص وقتل ردة قدم قتل القصاص
والثاني تقدم الزكاة لقوله صلى الله عليه وسلم في الحج
فدين الله عز وجأل أحق أن يقضى
والثالث أنه يقسم بينهما لنهما تساويا في الوجأوب
فتساويا في القضاء
وبالله التوفيق
باب صدقة التطوع ل يجوز أن يتصدق بصدقة تطوع وهو
محتاج إلى ما يتصدق به لنفقته أو نفقة عياله لما روى أبو
هريرة رضي الله عنه أن رجأل أتى النبي صلى الله عليه
وسلم فقال عندي دينار قال أنفقه على نفسك
قال عندي آخر
قال أنفقه على ولدك قال عندي آخر
قال أنفقه على أهلك قال عندي آخر
قال أنفقه على خادمك
قال عندي آخر
قال أنت أعلم به وقال صلى الله عليه وسلم كفى بالمرء
إثاما أن يضيع من يقوت ول يجوز لمن عليه دين وهو محتاج
إلى ما يتصدق به لقضاء دينه لنه حق واجأب فلم يجز تركه
لصدقة التطوع كنفقة عياله فإن فضل عما يلزمه استحب له
أن يتصدق لقوله صلى الله عليه وسلم وليتصدق الرجأل من
ديناره وليتصدق من درهمه وليتصدق من صاع بره وليتصدق
من صاع تمره وروى أبو سعيد الخدري قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم من أطعم مؤمنا جأائعا أطعمه الله من
ثامار الجنة وإن سقى مؤمنا على ظأمإ سقاه الله تعالى من
الرحيق المختوم يوم القيامة ومن كسى مؤمنا عاريا كساه
الله تعالى من خضر الجنة
____________________
) (1/175
ويستحب الكثار منه في شهر رمضان لما روى ابن عباس
رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
أجأود الناس بالخير وكان أجأود ما يكون في شهر رمضان
فإن كان ممن يصبر على الضاقة استحب له التصدق بجميع
ماله لما روى عمر رضي الله عنه قال أمرنا رسول الله صلى
الله عليه وسلم أن نتصدق فوافق ذلك مال عندي فقلت
اليوم أسبق أبا بكر إن سبقته يوما فجئت بنصف مالي فقال
لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أبقيت لهلك فقلت
أبقيت لهم مثله
وأتى أبو بكر رضي الله عنه بجميع ماله فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم ما أبقيت لهلك فقال أبقيت لهم الله
ورسوله فقلت ل أسابقك إلى شىء أبدا وإن كان ممن ل
يصبر على الضاقة كره له ذلك لما روى جأابر قال بينا نحن
عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جأاء رجأل بمثل
البيضة من الذهب أصابها من بعض المغازي فأتاه من ركنه
اليسر فقال يا رسول الله خذها صدقة فوالله ما أصبحت
أملك مال غيرها فأعرض عنه ثام جأاءه من ركنه اليمن فقال
له مثل ذلك فأعرض عنه ثام ) جأاءه ( من بين يديه فقال له
مثل ذلك فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم هاتها
مغضبا فحذفه بها حذفة لو أصابه لوجأعه أو عقره ثام قال
يأتي أحدكم بماله كله فيتصدق به ثام يجلس بعد ذلك يتكفف
الناس إنما الصدقة عن ظأهر غنى
فصل في تخصيص القارب بالزكاة والفضل أن يخص
بالصدقة القارب لقوله صلى الله عليه وسلم لزينب امرأة
عبد الله بن مسعود زوجأك وولدك أحق من تصدقت عليهما
وفعلها في السر أفضل لقوله عز وجأل } إن تبدوا الصدقات
فنعما هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم {
ولما روى عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال صلة الرحم تزيد في العمر
وصدقه السر تطفيء غضب الرب وصنائع المعروف تقي
مصارع السوء
) فصل ( وتحل صدقة التطوع للغنياء ولبني هاشم وبني
المطلب لما روي عن جأعفر بن محمد عن أبيه رضي الله
عنهما أنه كان يشرب من سقايات بين مكة والمدينة فقيل
له أتشرب من الصدقة فقال إنما حرمت علينا الصدقة
المفروضة
كتاب الصيام صوم شهر رمضان ركن من أركان السلم
وفرض من فروضه والدليل عليه ما روى ابن عمر رضي الله
عنه أن النبي صلى الله عليه رسول الله وإقام الصلة وإيتاء
الزكاة والحج وصوم رمضان
فصل شروط وجأوب الصوم ويتحتم وجأوب ذلك على كل
مسلم بالغ عاقل طاهر قادر مقيم فأما الكافر فإنه إن كان
أصليا لم يخاطب به في حال كفره لنه ل يصح منه وإن
أسلم لم يجب عليه القضاء لقوله تعالى ? > قل للذين
وسلم قال بني السلم على خمس شهادة أن ل إله إل الله
وأن محمدا كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف < ?
____________________
) (1/176
ولن في إيجاب قضاء ما فات في حال الكفر تنفيرا عن
السلم وإن كان مرتدا لم يخاطب به في حال الردة لنه ل
يصح منه وإن أسلم وجأب عليه قضاء ما تركه في حال الكفر
لنه التزم ذلك بالسلم فلم يسقط ذلك بالردة كحقوق
الدميين
فصل ل يجب صوم على صبي وأما الصبي فل تجب عليه
لقوله صلى الله عليه وسلم رفع القلم عن ثالثاة عن الصبى
حتى يبلغ وعن النائم حتى يستيقظ وعن المجنون حتى
يفيق ويؤمر بفعله لسبع سنين إذا أطاق الصوم ويضرب
على تركه لعشر قياسا على الصلة فإن بلغ لم يجب عليه
قضاء ما تركه في حال الصغر لنه لو وجأب عليه ذلك لوجأب
عليه أداؤه في الصغر لنه يقدر على فعله ولن أيام الصغر
تطول فلو أوجأبنا عليه قضاء ما يفوت لشق
فصل فيمن زال عقله بجنون ومن زال عقله بجنون لم يجب
عليه الصوم لقوله صلى الله عليه وسلم وعن المجنون حتى
يفيق فإن أفاق لم يجب عليه قضاء ما فاته في حال الجنون
لنه صوم فات في حال يسقط فيه التكليف لنقص فلم يجب
قضاؤه كما لو فات في حال الصغر
وإن زال عقله بالغماء لم يجب عليه في الحال لنه ل يصح
منه فإن أفاق وجأب عليه القضاء لقوله تعالى } فمن كان
منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر { والغماء
مرض
ويخالف الجنون فإنه نقص ولهذا ل يجوز الجنون على
النبياء ويجوز عليهم الغماء فإن أسلم الكافر أو أفاق
المجنون في أثاناء يوم من رمضان استحب لهما إمساك بقية
النهار لحرمة الوقت ول يلزمهم ذلك لن المجنون أفطر
لعذر والكافر وإن أفطر بغير عذر إل أنه لما أسلم جأعل
كالمعذور فيما فعل في حال الكفر ولهذا ل يؤاخذ بقضاء ما
تركه ول بضمان ما أتلفه ولهذا قال الله عز وجأل } قل
للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف { ول يأكل عند
من ل يعرف عذره لنه إذا تظاهر بالكل عرض نفسه للتهمة
وعقوبة السلطان
وهل يجب عليه قضاء ذلك اليوم أم ل فيه وجأهان أحدهما
يجب لنه أدرك جأزءا من وقت الفرض ول يمكن فعل ذلك
الجزء من الصوم إل بيوم فوجأب أن يقضيه بيوم كما نقول
في المحرم إذا وجأب عليه في كفارة نصف مد فإنه يجب
بقسطه صوم نصف يوم ولكن لما لم يمكن فعل ذلك إل
بيوم وجأب عليه صوم يوم
والثاني ل يجب وهو المنصوص في البويطي لنه لم يدرك
من الوقت ما يمكن الصوم فيه لن الليل يدركه قبل التمام
فلم يلزمه كمن أدرك من أول وقت الصلة قدر ركعة ثام جأن
فإن بلغ الصبي في أثاناء يوم من رمضان نظرت فإن كان
مفطرا فهو كالكافر إذا أسلم والمجنون إذا أفاق في جأميع
ما ذكرناه
وإن كان صائما ففيه وجأهان أحدهما يستحب له إتمامه لنه
صوم نفل فاستحب إتمامه ويجب قضاؤه لنه لم ينو به
الفرض من أوله فوجأب قضاؤه
والثانى أنه يلزمه ويستحب قضاؤه لنه صار من أهل
الوجأوب في أثاناء العبادة فلزمه إتمامها كما لو دخل في
صوم التطوع ثام نذر إتمامه
فصل في صوم الحائض والنفساء وأما الحائض والنفساء
فل يجب عليهما الصوم لنه ل يصح منهما فإذا طهرتا وجأب
عليهما القضاء لما روت عائشة رضي الله عنها أنها قالت
في الحيض كنا نؤمر بقضاء الصوم ول نؤمر بقضاء الصلة
فوجأب القضاء على الحائض بالخبر وقسنا النفساء عليها
لنها في معناها
فإن طهرت في أثاناء النهار ستحب لها أن تمسك بقية النهار
ول يجب
فصل من عجز عن الصوم ومن ل يقدر على الصوم بحال
وهو الشيخ الكبير الذي يجهده الصوم والمريض الذي ل
يرجأى برؤه فإنه ل يجب عليهما الصوم لقوله عز وجأل } وما
جأعل عليكم في الدين من حرج { لما
____________________
) (1/177
ذكرناه في الصبي إذا بلغ والمجنون إذا أفاق
وفي الفدية قولن أحدهما ل تجب لنه اسقط عنهما فرض
الصوم فلم تجب عليهما الفدية كالصبي والمجنون
والثاني يجب عن كل يوم مد من طعام وهو الصحيح لما روي
عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال الشيخ الكبير يطعم
عن كل يوم مسكينا وعن أبي هريرة أنه قال من أدركه الكبر
فلم يستطع صوم رمضان فعليه لكل يوم مد من قمح
وقال ابن عمر رضي الله عنهما إذا ضعفت عن الصوم أطعم
عن كل يوم مدا
وروي أن أنسا ضعف عن الصوم عاما قبل وفاته فأفطر
وأطعم
وإن لم يقدر على الصوم لمرض يخاف زيادته ويرجأو البرء
لم يجب عليه الصوم للية فإذا برىء وجأب عليه القضاء
لقوله عز وجأل } فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة
من أيام أخر {
وإن أصبح صائما وهو صحيح ثام مرض أفطر لنه أبيح له
الفطر للضرورة والضرورة موجأودة فجاز له الفطر
فصل في صيام المسافر فأما المسافر فإنه إن كان سفره
دون أربعة برد لم يجز له أن يفطر لنه إسقاط فرض للسفر
فل يجوز فيما دون أربعة برد كالقصر وإن كان سفره في
معصية لم يجز له أن يفطر لن ذلك إعانة على المعصية وإن
كان سفره أربعة برد في غير معصية فله أن يصوم وله أن
يفطر لما روت عائشة رضي الله عنها أن حمزة بن عمرو
السلمي قال يا رسول الله أصوم في السفر فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم إن شئت فصم وإن شئت فأفطر
فإن كان ممن ل يجهده الصوم في السفر فالفضل أن
يصوم لما روي عن أنس رضي الله عنه أنه قال للصائم في
السفر إن أفطرت فرخصة وإن صمت فهو أفضل
وعن عثمان بن أبي العاص أنه قال الصوم أحب إلي
ولنه إذا أفطر عرض الصوم للنسيان وحوادثا الزمان فكان
الصوم أفضل
وإن كان يجهده الصوم فالفضل أن يفطر لما روى جأابر
رضي الله عنه قال مر رسول الله صلى الله عليه وسلم
برجأل تحت شجرة يرش عليه الماء فقال ما بال هذا قالوا
صائم يا رسول الله فقال ليس من البر الصيام في السفر
فإن صام المسافر ثام أراد أن يفطر فله أن يفطر لن العذر
قائم فجاز له أن يفطر كما لو صام المريض ثام أراد أن يفطر
ويحتمل عندي أنه ل يجوز له أن يفطر في ذلك اليوم لنه
دخل في فرض المقيم فل يجوز له أن يترخص برخصة
المسافر كما لو دخل في الصلة بنية التمام ثام أراد أن
يقصر
ومن أصبح في الحضر صائما ثام سافر لم يجز له أن يفطر
في ذلك اليوم وقال المزني له أن يفطر كما لو أصبح الصبح
صائما ثام مرض فله أن يفطر
والمذهب الول والدليل عليه أنه عبادة تختلف بالسفر
والحضر فإذا بدأ بها في الحضر ثام سافر لم يثبت له رخصة
السفر كما لو دخل في الصلة في الحضر ثام سافر في
أثانائها
ويخالف المريض فإن ذلك مضطر إلى الفطار والمسافر
مختار
وإن قدم المسافر وهو مفطر أو برىء المريض وهو مفطر
ستحب لهما إمساك بقية النهار لحرمة الوقت ول يجب ذلك
لنهما أفطرا لعذر ول يأكلن عند من ل يعرف عذرهما
لخوف التهمة والعقوبة
وإن قدم المسافر وهو صائم أو برىء المريض وهو صائم
فهل لهما أن يفطرا فيه وجأهان قال أبو علي بن أبي هريرة
يجوز لهما الفطار لنه أبيح لهما الفطر من أول النهار
ظأاهرا وباطنا فجاز لهما الفطار في بقية النهار كما لو دام
السفر والمرض وقال أبو إسحاق ل يجوز لهما الفطار لنه
زال سبب الرخصة قبل الترخص فلم يجز الترخص كما لو
قدم المسافر وهو في الصلة فإنه ل يجوز له القصر
فصل في صوم الحامل والمرضع وإن خافت الحامل أو
المرضع على أنفسهما من الصوم أفطرتا وعليهما القضاء
دون الكفارة لنهما أفطرتا للخوف على أنفسهما فوجأب
عليهما القضاء دون الكفارة كالمريض
وإن خافتا على ولديهما أفطرتا وعليهما القضاء بدل عن
الصوم
وفي الكفارة ثالثاة أقوال قال في الم يجب عن كل يوم مد
من طعام وهو الصحيح لقوله عز وجأل } وعلى الذين
يطيقونه فدية { قال ابن عباس
____________________
) (1/178
رضي الله عنه نسخت هذه الية وبقيت الرخصة للشيخ
الكبير والعجوز والحامل والمرضع إذا خافتا على ولديهما
أفطرتا وأطعمتا مكان كل يوم مسكينا
الثانى أن الكفارة مستحبة غير واجأبة وهو قول المزني لنه
إفطار لعذر فلم تجب به الكفارة كإفطار المريض
والثالث أنه يجب على المرضع دون الحامل لن الحامل
أفطرت لمعنى فيها كالمريض والمرضع أفطرت لمنفصل
عنها فوجأبت عليها الكفارة
فصل في اشتراط الرؤية للصوم ول يجب صوم رمضان إل
برؤية الهلل فإن غم عليهم وجأب عليهم ستكمال شعبان
ثالثاين يوما ثام يصومون لما روى ابن عباس رضي الله عنه
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال صوموا لرؤيته وأفطروا
لرؤيته فإن غم عليكم فأكملوا العدة ول تستقبلوا الشهر
ستقبال فإن أصبحوا في يوم الثلثاين وهم يظنون أنه من
شعبان فقامت البينة أنه من رمضان لزمهم قضاؤه لنه بان
أنه من رمضان
وهل يلزمهم إمساك بقية النهار فيه قولن أحدهما ل
يلزمهم لنهم أفطروا لعذر فلم يلزمهم إمساك بقية النهار
كالحائض إذا طهرت والمسافر إذا قدم
والثانى يلزمهم لنه أبيح لهم الفطر بشرط أنه من شعبان
وقد بان أنه من رمضان فلزمهم المساك
فإن رأوا الهلل بالنهار فهو لليلة المستقبلة لما روى
سفيان بن سلمة قال أتانا كتاب عمر بن الخطاب رضي الله
عنه ونحن بخانقين إن الهلة بعضها أكبر من بعض فإذا
رأيتم الهلل نهارا فل تفطروا حتى يشهد رجألن مسلمان
أنهما رأياه بالمس وإن رأوا الهلل في بلد ولم يروه في
بلد آخر فإن كانا بلدين متقاربين وجأب على أهل البلدين
الصوم وإن كانا بلدين متباعدين وجأب على من رأى ول يجب
على من ير لما روى كريب قال قدمت الشام فرأيت الهلل
ليلة الجمعة ثام قدمت المدينة فقال عبد الله بن عباس متى
رأيتم الهلل فقلت ليلة الجمعة
فقال أنت رأيت فقلت نعم ورآه الناس وصاموا وصام
معاوية فقال لكنا رأيناه ليلة السبت فل نزال نصوم حتى
تكمل العدة أو نراه قلت أول تكتفي برؤية معاوية قال هكذا
أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
فصل في الشهادة على الرؤية وفي الشهادة التي يثبت بها
رؤية هلل شهر رمضان قولن قال في البويطي ل تقبل إل
من عدلين لما روى الحسين بن حريث الجدلي جأديلة قيس
قال خطبنا أمير مكة الحارثا بن حاطب فقال أمرنا رسول
الله صلى الله عليه وسلم أن ننسك لرؤيته فإن لم نره فهذا
شاهدا عدل نسكنا بشهادتهما
وقال في القديم و الجديد يقبل من عدل واحد وهو الصحيح
لما روى عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال تراءى الناس
الهلل فأخبرت النبي صلى الله عليه وسلم أني رأيته فصام
رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر الناس بالصيام
ولنه إيجاب عبادة فقبل من واحد حتياطا للفرض فإن قلنا
يقبل من واحد فهل يقبل من العبد والمرأة فيه وجأهان
أحدهما يقبل لن ما قبل فيه قول الواحد قبل من العبد
والمرأة كأخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم
والثانى ل يقبل وهو الصحيح لن طريقها طريق الشهادة
بدليل أنه ل تقبل من شاهد الفرع مع حضور شاهد الصل
فلم يقبل من العبد والمرأة كسائر الشهادات
ول يقبل في هلل الفطر إل شاهدان لنه إسقاط فرض
فاعتبر فيه العدد احتياطا للفرض
فإن شهد واحد على رؤية هلل رمضان فقبل قوله وصاموا
ثالثاين يوما وتغيمت السماء ففيه وجأهان أحدهما أنهم ل
يفطرون لنه إفطار بشاهد واحد
والثاني أنهم
____________________
) (1/179
يفطرون وهو المنصوص في الم لنه بينه ثابت بها الصوم
فجاز الفطار باستكمال العدد منها كالشاهدين وقوله إن
هذا إفطار بشاهد ل يصح لن الذي ثابت بالشاهد هو الصوم
والفطر ثابت على سبيل التبع وذلك يجوز كما نقول إن
النسب ل يثبت بقول أربع نسوة ثام لو شهد أربع نسوة
بالولدة ثابتت الولدة وثابت النسب على سبيل التبع للولدة
وإن شهد ثانان على رؤية هلل رمضان فصاموا ثالثاين يوما
والسماء مصحية فلم يروا الهلل ففيه وجأهان قال أبو بكر
بن الحداد ل يفطرون لن عدم الهلل مع الصحو يقين
والحكم بالشاهدين ظأن واليقين يقدم على الظن
وقال أكثر أصحابنا يفطرون لن شهادة ثانين يثبت بها
الصوم والفطر فوجأب أن يثبت بها الفطر وإن غم عليهم
الهلل وعرف رجأل الحساب ومنازل القمر وعرف بالحساب
أنه من شهر رمضان ففيه وجأهان قال أبو العباس يلزمه
الصوم لنه عرف الشهر بدليل فأشبه إذا عرف بالبينة
والثانى أنه ل يصوم لنا لم نتعبد إل بالرؤية ومن رأى هلل
رمضان وحده صام وإن رأى هلل شوال وحده أفطر وحده
لقوله صلى الله عليه وسلم صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته
ويفطر لرؤية هلل شوال سرا لنه إذا أظأهر الفطر عرض
نفسه للتهمة وعقوبة السلطان
فصل في صوم السير وإن اشتبهت الشهور على أسير
لزمه أن يتحرى ويصوم كما يلزمه أن يتحرى في وقت
الصلة وفي القبلة فإن تحرى وصام فوافق الشهر أو ما
بعده أجأزأه فإن وافق شهرا بالهلل ناقصا وشهر رمضان
الذي صامه الناس كان تاما ففيه وجأهان أحدهما يجزئه وهو
ختيار الشيخ أبي حامد السفراييني رحمه الله لن الشهر
يقع على ما بين الهللين ولها لو نذر صوم شهر فصام شهرا
ناقصا بالهلة أجأزأه
والثاني أنه يجب عليه صوم يوم وهو ختيار شيخنا القاضي
أبي الطيب الطبري رحمه الله وهو الصحيح عندي لنه فاته
صوم ثالثاين يوما وقد صام تسعة وعشرين يوما فلزمه صوم
يوم
وإن وافق صومه شهرا قبل رمضان قال الشافعي رحمه
الله ل يجزئه ولو قال قائل يجزئه كان مذهبا
قال أبو إسحاق المروزي ل يجزئه قول واحدا
وقال سائر أصحابنا فيه قولن أحدهما يجزئه لنه عبادة
تفعل في السنة مرة فجاز أن يسقط فرضها بالفعل قبل
الوقت عند الخطإ كالوقوف بعرفة إذا أخطأ الناس ووقفوا
قبل يوم عرفة
الثاني ل يجزئه وهو الصحيح لنه تعين له تيقن الخطإ فيما
يؤمن مثله في القضاء فلم يعتد بما فعله كما لو تحرى في
وقت الصلة فصلى قبل الوقت
فصل وجأوب النية للصوم ول يصح صوم رمضان ول غيره من
الصيام إل بالنية لقوله صلى الله عليه وسلم إنما العمال
بالنيات ولكل مرىء ما نوى ولنه عبادة محضة فلم يصح من
غير نية كالصلة وتجب النية لكل يوم لن صوم كل يوم
عبادة منفردة يدخل وقتها بطلوع الفجر ويخرج وقتها
بغروب الشمس ول يفسد بفساد ما قبله ول بفساد ما بعده
فلم تكفه نية واحدة كالصلة
ول يصح صوم رمضان ول غيره من الصوم الواجأب إل بنية
من الليل لما روت حفصة رضي الله عنها أن النبي صلى الله
عليه وسلم قال من لم يبيت الصيام من الليل فل صيام له
وهل تجوز نيته مع طلوع الفجر فيه وجأهان من أصحابنا من
قال يجوز لنه عبادة فجاز بنية تقارن بتداءها كسائر
العبادات
وقال أكثر أصحابنا ل يجوز إل بنية من الليل لحديث حفصة
رضي الله عنها ولن أول وقت الصوم يخفى فوجأب تقديم
النية عليه بخلف سائر العبادات فإذا قلنا بهذا فهل تجوز
النية في جأميع الليل فيه وجأهان من أصحابنا من قال ل
يجوز إل في النصف الثاني قياسا على أذان الصبح والدفع
من المزدلفة
قال أكثر أصحابنا تجوز في جأميع الليل لحديث حفصة
____________________
) (1/180
ولنا لو أوجأبنا النية في النصف الثاني ضاق ذلك على الناس
وشق
فإن نوى بالليل ثام أكل أو جأامع لم تبطل نيته وحكي عن
أبي إسحاق أنه قال تبطل لن الكل ينافي الصوم فأبطل
النية
والمذهب الول
وقيل إن أبا إسحاق رجأع عن ذلك والدليل عليه أن الله تعالى
أحل الكل إلى طلوع الفجر فلو كان الكل يبطل النية لما
جأاز أن يأكل إلى الفجر لنه يبطل النية
فصل النية في صيام التطوع وأما صوم التطوع فإنه يجوز
بنية قبل الزوال وقال المزني ل يجوز إل بنية من الليل
كالفرض والدليل على جأوازه ما روت عائشة رضي الله عنها
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال أصبح عندكم اليوم شيء
تطعموناه يا عائشة فقالت ل فقال إنى إذا صائم
ويخالف الفرض لن النفل أخف من الفرض والدليل عليه
أنه يجوز ترك القيام وستبال القبلة في النفل مع القدرة
ول يجوز في الفرض
وهل تجوز نيته بعد الزوال فيه قولن روى حرملة أنه يجوز
لنه جأزء من النهار فجازت نية النفل فيه كالنصف الول
وقال في القديم و الجديد ل تجوز لن النية لم تصحب
معظم العبادة فأشبه إذا نوى مع غروب الشمس ويخالف
النصف الول لن النية هناك صحبت معظم العبادة ومعظم
الشيء يجوز أن يقوم مقام الجميع ولهذا لو أدرك معظم
الركعة مع المام جأعل مدركا للركعة ولو أدرك دون المعظم
لم يجعل مدركا لها
فإن صام التطوع بنية من النهار فهل يكون صائما من أول
النهار أو من وقت النية فيه وجأهان قال أبو إسحاق يكون
صائما من وقت النية لن ما قبل النية لم توجأد فيه قصد
القربة فلم يجعل صائما فيه
وقال أكثر أصحابنا إنه صائم من أول النهار لنه لو كان
صائما من وقت النية لم يضره الكل قبله
فصل في تعيين النية ول يصح صوم رمضان إل بتعيين النية
وهو أن ينوي أنه صائم من رمضان لنه فريضة وهو قربة
مضافة إلى وقتها فوجأب تعيين الوقت في نيتها كصلة
الظهر والعصر
وهل يفتقر إلى نية الفرض فيه وجأهان قال أبو إسحاق
يلزمه أن ينوي صوم فرض رمضان لن صوم رمضان قد
يكون نفل في حق الصبي فيفتقر إلى نية الفرض لتميزه
من صوم الصبي
وقال أبو علي بن أبي هريرة ل يفتقر إلى ذلك لن رمضان
في حق البالغ ل يكون إل فرضا فل يفتقر إلى تعيين الفرض
فإن نوى في ليلة الثلثاين من شعبان
فقال إن كان غد من رمضان فأنا صائم عن رمضان أو عن
تطوع وكان من رمضان لم يصح لعلتين إحداهما أنه لم
يخلص النية لرمضان
والثاني أن الصل أنه من شعبان فلم تصح نية رمضان ولنه
شاك في دخول وقت العبادة فلم تصح نيته كما لو شك في
دخول وقت الصلة وإن قال إن كان غد من رمضان فأنا
صائم عن رمضان وإن لم يكن من رمضان فأنا صائم عن
تطوع لم يصح لعلة واحدة وهو أن الصل أنه من شعبان فل
يصح بنية الفرض
فإن قال ليلة الثلثاين من رمضان إن كان غد من رمضان
فأنا صائم عن رمضان أو مفطر وكان من رمضان لم يصح
صومه لنه لم يخلص النية للصوم
فإن قال إن كان غد من رمضان فأنا صائم عن رمضان وإن
لم يكن فأنا مفطر وكان من رمضان صح صومه لنه أخلص
النية للفرض وبنى على الصل لن الصل أنه من رمضان
ومن دخل في الصوم ونوى الخروج منه بطل صومه لن
النية شرط في جأميعه فإذا قطعها في أثانائه بقي الباقي
بغير نية فبطل وإذا بطل البعض بطل الجميع لنه ل ينفرد
بعضه عن بعض
ومن أصحابنا من قال ل تبطل لنه عبادة تتعلق الكفارة
بجنسها فلم تبطل بنية الخروج كالحج
والول أظأهر لن الحج ل يخرج منه بما يفسده والصوم يخرج
منه بما يفسده فكان كالصلة
فصل في الدخول في الصوم والخروج منه ويدخل في
الصوم بطلوع الفجر ويخرج منه بغروب الشمس لما روى
عمر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا
أقبل الليل من ههنا وأدبر النهار من ههنا وغابت الشمس
من ههنا فقد أفطر الصائم ويجوز أن يأكل ويشرب ويباشر
إلى طلوع الفجر لقوله تعالى } فالن باشروهن وابتغوا ما
كتب الله لكم وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط البيض
من الخيط السود من الفجر ثام أتموا الصيام إلى الليل {
فإن جأامع قبل طلوع الفجر وأص