Muslimedia News - Media Islam | Voice of Muslim: s ƒΘΩ∞¿á 006

‫‪http://www.shamela.ws‬‬
‫تم إعداد هذا الملف آليا بواسطة المكتبة الشاملة‬
‫المهذب في فقه المام الشافعي‬
‫إبراهيم بن علي بن يوسف الشيرازي أبو إسحاق‬
‫سنة الولدة ‪ /‬سنة الوفاة‬
‫تحقيق‬
‫الناشر دار الفكر‬
‫سنة النشر‬
‫مكان النشر بيروت‬
‫عدد الجأزاء ‪2‬‬
‫أنه يحلف صاحب العلو ويقضى له لن المقصود بها منفعة‬
‫صاحب العلو‬
‫وإن تداعيا سلما منصوبا حلف صاحب العلو وقضى له لنه‬
‫يختص بالنتفاع به فى الصعود‬
‫وإن تداعيا صحن الدار نظرت فإن كانت الدرجأة فى الصحن‬
‫حلفا وجأعل بينهما لن لكل واحد منهما يدا عليه وإن كانت‬
‫الدرجأة فى الدهليز ففيه وجأهان أحدهما أنها بينهما لن لكل‬
‫واحد منهما يدا ولهذا لو تنازعا فى أصل الدار كانت بينهما‬
‫والثانى أنه لصاحب السفل لنها فى يده ولهذا يجوز أن‬
‫يمنع صاحب العلو من الستطراق فيها‬
‫فصل وإن تداعى رجألن مسناة بين نهر أحدهما وأرض الخآر‬

‫حلفا وجأعل بينهما لن فيها منفعة لصاحب النهر لنها تجمع‬
‫الماء فى النهر ولصاحب الرض منها منفعة لنها تمنع الماء‬
‫من أرضه‬
‫فصل وإن تداعى رجألن دابة وأحدهما راكبها والخآر آخآذ‬
‫بلجامها حلف الراكب وقضى له‬
‫وقال أبو إسحاق رحمه الله هى بينهما لن كل واحد منهما‬
‫لو انفرد لكانت له والصحيح هو الول لن الراكب هو‬
‫المنفرد بالتصرف فقضى له‬
‫وإن تداعيا عمامة وفى يد أحدهما منها ذراع وفى يد الخآر‬
‫الباقى حلفا وجأعلت بينهما لن يد كل واحد منهما ثابتة على‬
‫العمامة‬
‫وإن تداعيا عبدا ولحدهما عليه ثياب حلفا وجأعل بينهما ول‬
‫يقدم صاحب الثياب لن منفعة الثياب تعود إلى العبد ل إلى‬
‫صاحب الثياب‬

‫فصل فى وإن كان فى يد رجأل عبد بالغ عاقل فادعى أنه‬
‫عبده فإن صدقه حكم له بالملك وإن كذبه فالقول قوله مع‬
‫يمينه لن الظاهر الحرية‬
‫وإن كان طفل ل يميز فالقول قول المدعى لنه ل يعبر عن‬
‫نفسه وهو في يده فهو كالبهيمة وإن بلغ هذا الطفل فقال‬

‫لست بمملوك له لم يقبل قوله لنا حكمنا له بالملك فل‬
‫يسقط بإنكاره‬
‫وإن جأاء رجأل فادعى أنه ابنه لم يثبت نسبه بمجرد دعواه‬
‫لن فيه إضرارا بصاحب الملك لنه ربما يعتقه فيثبت له عليه‬
‫الولء وإذا ثبت نسبه لمن يدعى النسب سقط حق ولئاه‬
‫وإن كان مراهقا وادعى أنه مملوكه فأنكر ففيه وجأهان‬
‫أحدهما أنه ل يحكم بالملك لنه يعبر عن نفسه فلم يحكم‬
‫بملكه مع إنكاره كالبالغ‬
‫والثانى أنه يحكم له بالملك وهو الصحيح لنه ل حكم لقوله‬
‫فصل فى وإن تداعى الزوجأان متاع البيت الذى يسكنانه ول‬
‫بينة حلفا وجأعل الجميع بينهما نصفين لنه في يدهما فجعل‬
‫بينهما كما لو تداعيا الدار التى يسكنان فيها‬
‫وإن تداعى المكرى والمكترى المتاع الذى فى الدار المكراة‬
‫فالقول قول المكترى لن يده ثابتة على ما فى الدار‬
‫وإن تداعيا سلما غير مسمر فهو للمكترى لنه كالمتاع وإن‬
‫تداعيا سلما مسمرا فالقول قول المكرى لنه من أجأزاء‬
‫الدار وإن تداعيا الرفوف المسمرة فالقول قول المكرى‬
‫لنها متصلة بالدار فصارت كأجأزائاها‬
‫وإن كانت غير مسمرة فقد قال الشافعى رحمه الله أنهما‬
‫يتحالفان وتجعل بينهما لن الرفوف قد تترك فى العادة‬

‫وقد تنقل عنها فيجوز أن تكون للمكترى ويجوز أن تكون‬
‫للمكرى فجعل بينهما‬
‫فصل ومن وجأب له حق على رجأل وهو غير ممتنع من دفعه‬
‫لم يجز لصاحب الحق أن يأخآذ من ماله حقه بغير إذنه لن‬
‫الخيار فيما يقضى به الدين إلى من عليه الدين‬
‫ول يجوز أن يأخآذ إل ما يعطيه وإن أخآذ بغير إذنه لزمه رده‬
‫فإن تلف ضمنه لنه ) أخآذ ( مال غيره بغير حق‬
‫وإن كان ممتنعا من أدائاه فإن لم يقدر على أخآذه بالحاكم‬
‫فله أن يأخآذ من ماله لقوله صلى الله عليه وسلم ل ضرر ول‬
‫إضرار وفى منعه من أخآذ ماله فى هذا الحال إضرار به وإن‬
‫كان يقدر على أخآذه بالحاكم بأن تكون له عليه بينة ففيه‬
‫وجأهان أحدهما أنه ل يجوز أن يأخآذه لنه يقدر على أخآذه‬
‫بالحاكم فلم يجز أن يأخآذه بنفسه‬
‫والثانى وهو المذهب أنه يجوز لن هندا قالت يا رسول الله‬

‫إن أبا سفيان رجأل شحيح وإنه ل يعطينى ما يكفينى وولدى‬
‫إل ما آخآذه سرا فقال عليه السلم خآذى ما يكفيك وولدك‬
‫بالمعروف فأذن لها فى الخآذ مع القدرة على الخآذ بالحاكم‬
‫ولن عليه فى المحاكمة مشقة فجاز له أخآذه‬
‫فإن كان الذى قدر عليه من جأنس حقه أخآذ قدر حقه وإن‬

‫كان من غير جأنسه أخآذه ول يجوز أن يتملكه لنه من غير‬
‫جأنس ماله فل يجوز أن يتملكه‬
‫____________________‬

‫) ‪(2/317‬‬

‫ولكن يبيعه ويصرف ثمنه فى حقه وفى كيفية البيع وجأهان‬
‫أحدهما أنه يواطىء رجأل ليقر له بحق وأنه ممتنع من أدائاه‬
‫فيبيع الحاكم المال عليه‬
‫والثانى وهو المذهب أنه يبيع المال بنفسه لنه يتعذر عليه‬
‫أن يثبت الحق عند الحاكم وأنه ممتنع من بيعه فملك بيعه‬
‫بنفسه‬
‫فإن تلفت العين قبل البيع ففيه وجأهان أحدهما أنها تتلف‬
‫من ضمان من عليه الحق ول يسقط دينه لنها محبوسة‬
‫لستيفاء حقه منها فكان هلكها من ضمان المالك كالرهن‬
‫والوجأه الثانى أنها تتلف من ضنمان صاحب الحق لنه أخآذها‬
‫بغير إذن المالك فتلفت من ضمانه بخلف الرهن فإنه أخآذه‬
‫بإذن المالك فتلف من ضمانه‬
‫باب اليمين فى الدعاوى إذا ادعى رجأل على رجأل حقا‬
‫فأنكره ولم يكن للمدعى بينة فإن كان ذلك فى غير الدم‬

‫حلف المدعى عليه فإن نكل عن اليمين ردت اليمين على‬
‫المدعى وقد بينا ذلك فى باب الدعاوى وإن كانت الدعوى‬
‫فى دم ولم يكن للمدعى بينة فإن كان فى قتل ل يوجأب‬
‫القصاص نظرت فإن كان هناك لوث حلف المدعى خآمسين‬
‫يمينا وقضى له بالدية والدليل عليه ما روى سهل بن أبى‬
‫حثمة أن عبد الله ومحيصة خآرجأا إلى خآيبر من جأهد أصابهما‬
‫فأتى محيصة وذكر أن عبد الله طرح فى فقير أو عين ماء‬
‫فأتى يهودا فقال أنتم والله قتلتموه قالوا والله ما قتلناه‬
‫فأقبل هو وأخآوه حويصة وعبد الرحمن أخآو المقتول إلى‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم فذهب محيصة يتكلم فقال‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم الكبر الكبر فتكلم حويصة‬
‫ثم تكلم محيصة فقال رسول الله إما أن يدوا صاحبكم وإما‬
‫أن يأذنوا بحرب من الله ورسوله فكتب إليهم رسول الله‬

‫صلى الله عليه وسلم ذلك فكتبوا إنا والله ما قتلناه فقال‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم لحويصة ومحيصة وعبد‬
‫الرحمن أتحلفون خآمسين وتستحقون دم صاحبكم فقالوا ل‬
‫قال أيحلف لكم يهود قالوا ل ليسوا بمسلمين فوداه رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم من عنده فبعث إليهم بمائاة ناقة‬
‫قال سهل لقد ركضتنى منها ناقة حمراء‬

‫ولن باللوث تقوى جأنبة المدعى ويغلب على الظن صدقه‬
‫فسمعت يمينه كالمدعى إذا شهد له عدل وحلف معه‬
‫وإن كانت الدعوى في قتل يوجأب القود ففيه قولن قال‬
‫فى القديم يجب القود بأيمان المدعى لنها حجة يثبت بها‬
‫قتل العمد فوجأب بها القود كالبينة‬
‫وقال فى الجديد ل يجب لقوله صلى الله عليه وسلم إما أن‬
‫يدوا صاحبكم أو يأذنوا بحرب من الله ورسوله فذكر الدية‬
‫ولم يذكر القصاص ولنه حجة ل يثبت بها النكاح فل يثبت بها‬
‫القصاص كالشاهد واليمين‬
‫فإن قلنا بقوله القديم وكانت الدعوى على جأماعة وجأب‬
‫القود عليهم‬
‫وقال أبو إسحاق رحمه الله ل يقتل إل واحد يختاره الولى‬
‫لنها بينة ضعيفة فل يقتل بها جأماعة وهذا خآطأ لن الجماعة‬
‫عندنا تقتل بالواحد والقسامة على هذا القول كالبينة فى‬
‫إيجاب القود فإذا قتل بها الواحد قتل بها الجماعة‬
‫فصل فى وإن كان المدعى جأماعة ففيه قولن أحدهما أنه‬
‫يحلف كل واحد منهم خآمسين يمينا لن ما حلف به الواحد‬
‫إذا انفرد حلف به كل واحد من الجماعة كاليمين الواحدة فى‬
‫سائار الدعاوى‬
‫والقول الثانى أنه يقسط عليهم الخمسون يمينا على قدر‬

‫مواريثهم لنه لما قسط عليهم ما يجب بأيمانهم من الدية‬
‫على قدر مواريثهم وجأب أن تقسط اليمان أيضا على قدر‬
‫مواريثهم‬
‫وإن دخآلها كسر جأبر الكسر لن اليمين الواحدة ل تتبعض‬
‫فكملت‬
‫فإن نكل المدعى عن اليمين ردت اليمين على المدعى‬
‫____________________‬

‫) ‪(2/318‬‬

‫عليه فيحلف خآمسين يمينا لقوله عليه الصلة السلم‬
‫يبرئاكم يهود منهم بخمسين يمينا ولن التغليظ بالعدد لحرمة‬

‫النفس وذلك يوجأد في يمين المدعى والمدعى عليه‬
‫وإن كان المدعى عليه جأماعة ففيه قولن أحدهما أنه يحلف‬
‫كل واحد منهم خآمسين يمينا‬
‫والثانى أن الخمسين تقسط على عددهم‬
‫والصحيح من القولين ههنا أن يحلف كل واحد منهم خآمسين‬
‫يمينا والصحيح من القولين فى المدعين أنهم يحلفون‬
‫خآمسين يمينا‬

‫والفرق بينهما أن كل واحد من المدعى عليه ينفى عن‬
‫نفسه ما ينفيه لو انفرد وليس كذلك المدعون فإن كل واحد‬
‫منهم ل يثبت لنفسه ما يثبته إذا انفرد‬
‫فصل فأما إذا لم يكن لوث ول شاهد فالقول قول المدعى‬
‫عليه مع يمينه لقوله صلى الله عليه وسلم لو أن الناس‬
‫أعطوا بدعواهم لدعى ناس من الناس دماء ناس وأموالهم‬
‫ولكن اليمين على المدعى عليه ولن اليمين إنما جأعلت فى‬
‫جأنبة المدعى عند اللوث لقوة جأنبته باللوث فإذا عدم اللوث‬
‫حصلت القوة فى جأنبة المدعى عليه لن الصل براءة ذمته‬
‫وعدم القتل فعادت اليمين إليه‬
‫وهل تغلظ بالعدد فيه قولن أحدهما أنها ل تغلظ بل يحلف‬
‫يمينا واحدة وهو اخآتيار المزني لنها يمين توجأهت على‬
‫المدعى عليه ابتداء فلم تغلظ بالعدد كما فى سائار الدعاوى‬
‫والثانى أنها تغلظ فيحلف خآمسين يمينا وهو الصحيح لن‬
‫التغليظ بالعدد لحرمة الدم وذلك موجأود مع عدم اللوث‬
‫فإن قلنا إنها يمين واحدة فإن كان المدعى عليه جأماعة‬
‫حلف كل واحد منهم يمينا واحدة فإن نكلوا ردت اليمين على‬
‫المدعى فإن كان واحدا حلف يمينا واحدة وإن كانوا جأماعة‬
‫حلف كل واحد منهم يمينا واحدة‬
‫وإن قلنا يغلظ بالعدد وكان المدعى عليه واحدا حلف‬

‫خآمسين يمينا‬
‫وإن كانوا جأماعة فعلى القولين أحدهما أنه يحلف كل واحد‬
‫خآمسين يمينا‬
‫والثانى أنه يقسط على عدد رؤسهم فإن نكلوا ردت اليمين‬
‫على المدعى‬
‫فإن كان واحدا حلف خآمسين يمينا وإن كانوا جأماعة فعلى‬
‫القولين أحدهما أنه يحلف كل واحد منهم خآمسين يمينا‬
‫والثانى أنه يقسط عليهم خآمسون يمينا على قدر مواريثهم‬
‫من الدية وإذا نكل المدعى عليه فحلف المدعى وقضى له‬
‫فإن كان فى قتل يوجأب المال قضى له بالدية وإن كان فى‬
‫قتل يوجأب القصاص وجأب القصاص قول واحدا لن يمين‬
‫المدعى مع نكول المدعى عليه كالبينة فى أحد القولين‬

‫وكالقرار فى القول الخآر والقصاص يجب بكل واحد منهما‬
‫فصل فى وإن ادعى القتل على اثنين وعلى أحدهما لوث‬
‫دون الخآر حلف المدعى على صاحب اللوث لوجأود اللوث‬
‫وحلف الذى ل لوث عليه لعدم اللوث‬
‫وإن ادعى القتل على جأماعة ل يصح اشتراكهم على القتل‬
‫لم تسمع دعواه لنها دعوى محال‬
‫وإن ادعى القتل على ثلثة وهناك لوث فحضر منهم واحد‬

‫وغاب اثنان وأنكر الحاضر حلف المدعى خآمسين يمينا فإن‬
‫حضر الثانى وأنكر ففيه وجأهان أحدهما أنه يحلف عليه‬
‫خآمسين يمينا لنهما لو حضرا ذكر كل واحد منهما فى يمينه‬
‫فإذا انفرد وجأب أن يكرر ذكره‬
‫والوجأه الثانى أنه يحلف خآمسا وعشرين يمينا لنهما لو‬
‫حضرا حلف عليهما خآمسين يمينا فإذا انفرد وجأب أن يحلف‬
‫عليه نصف الخمسين‬
‫فإن حضر الثالث وأنكر ففيه وجأهان أحدهما أنه يحلف عليه‬
‫خآمسين يمينا‬
‫والثانى أنه يحلف عليه ثلث خآمسين يمينا ويجبر الكسر‬
‫فيحلف سبع عشرة يمينا‬
‫وإن قال قتله هذا عمدا ول أعلم كيف قتله الخآران أقسم‬
‫على الحاضر ووقف المر إلى أن يحضر الخآران فإن حضرا‬
‫وأقرا بالعمد ففى القود قولن وإن أقر بالخطإ وجأب على‬
‫الول ثلث الدية مغلظة وعلى كل واحد من الخآرين ثلث‬
‫الدية مخففة‬
‫وإن أنكر القتل ففيه وجأهان أحدهما أنه ل يحلف لنه ل يعلم‬
‫ما يحلف عليه ول يعلم الحاكم ما يحكم به‬
‫والثانى وهو قول أبى إسحاق أنه يحلف لن جأهله بصفة‬
‫القتل ليس بجهل بأصل القتل فإذا حلف حبسا حتى يصفا‬

‫القتل‬
‫وإن قال قتله هذا ونفر ل أعلم عددهم فإن قلنا إنه ل يجب‬
‫القود لم يقسم على الحاضر لنه ل يعلم ما يخصه‬
‫وإن قلنا إنه يجب القود ففيه وجأهان أحدهما أنه يقسم لن‬
‫الجماعة تقتل بالواحد فلم يضر الجهل بعددهم‬
‫والثانى وهو قول أبى إسحاق أنه ل يقسم لنه ربما عفا عن‬
‫القود على الدية ول يعلم ما يخصه منها‬
‫فصل فى واللوث الذى يثبت لجأله اليمين فى جأنبة المدعى‬
‫هو أن يوجأد معنى يغلب معه على الظن صدق المدعى فإن‬
‫وجأد القتيل‬
‫____________________‬

‫) ‪(2/319‬‬

‫فى محلة أعدائاه ل يخالطهم غيرهم كان ذلك لوثا فيحلف‬
‫المدعى لن قتيل النصار وجأد فى خآيبر وأهلها أعداء‬
‫للنصار فجعل النبى صلى الله عليه وسلم اليمين على‬
‫المدعين ) عليهم ( فصار هذا أصل لكل من يغلب معه على‬
‫الظن صدق المدعى فيجعل القول المدعى مع يمينه‬
‫وإن كان يخالطهم غيرهم لم يكن لوثا لجواز أن يكون قتله‬
‫غيرهم وإن تفرقت جأماعة عن قتيل فى دار أو بستان‬
‫وادعى الولى أنهم قتلوه فهو لوث فيحلف المدعى ) أنهم‬
‫قتلوه ( لن الظاهر أنهم قتلوه‬
‫وإن وجأد قتيل فى زحمة فهو لوث فإن ادعى الولى أنهم‬
‫قتلوه حلف وقضى له‬
‫وإن وجأد قتيل فى أرض وهناك رجأل معه سيف مخضب‬
‫بالدم وليس هناك غيره فهو لوث فإن ادعى الولى عليه‬
‫القتل حلف ) عليه ( لن الظاهر أنه قتله فإن كان هناك‬
‫غيره من سبع أو رجأل مول لم يثبت اللوث على صاحب‬
‫السيف لنه يجوز أن يكون قتله السبع أو الرجأل المولى‬
‫وإن تقابلت طائافتان فوجأد قتيل من إحدى الطائافتين فهو‬
‫لوث على الطائافة الخآرى فإن ادعى الولى أنهم قتلوه‬
‫حلف وقضى له بالدية لن الظاهر أنه لم تقتله طائافة‬
‫وإن شهد جأماعة من النساء أو العبيد على رجأل بالقتل‬
‫نظرت فإن جأاءوا دفعة واحدة وسمع بعضهم كلم البعض لم‬
‫يكن ذلك لوثا لنه يجوز أن يكونوا قد تواطأوا على الشهادة‬
‫وإن جأاؤوا متفرقين واتفقت أقوالهم ثبت اللوث ويحلف‬
‫الولى معهم‬
‫وإن شهد صبيان أو فساق أو كفار على رجأل بالقتل وجأاءوا‬
‫دفعة واحدة وشهدوا لم يكن ذلك لوثا لنه يجوز أن يكونوا‬
‫قد توطأوا على الشهادة‬
‫فإن جأاءوا متفرقين وتوافقت أقوالهم ففيه وجأهان‬
‫أحدهما أن ذلك لوث لن اتفاقهم على شيء واحد من غير‬
‫تواطىء يدل على صدقهم‬
‫والثانى أنه ليس بلوث لنه ل حكم لخبرهم فلو أثبتنا بقولهم‬
‫لوثا لجعلنا لخبرهم حكما‬
‫وإن قال المجروح قتلنى فلن ثم مات لم يكن قوله لوثا لنه‬
‫دعوى ول يعلم به صدقه فل يجعل لوثا فإن شهد عدل على‬
‫رجأل بالقتل فإن كانت الدعوى فى قتل يوجأب المال حلف‬
‫المدعى يمينا وقضى له بالدية لن المال يثبت بالشاهد‬
‫واليمين‬
‫وإن كانت فى قتل يوجأب القصاص حلف خآمسين يمينا‬

‫ويجب القصاص فى قوله القديم والدية فى قوله الجديد‬
‫فصل وإن شهد واحد أنه قتله فلن بالسيف وشهد آخآر أنه‬
‫قتله بالعصا لم يثبت القتل بشهادتهما لنه لم تتفق‬
‫شهادتهما على قتل واحد‬
‫وهل يكون ذلك لونا يوجأب القسامة فى جأانب المدعى قال‬
‫فى موضع يوجأب القسامة وقال فى موضع ل يوجأب‬
‫القسامة‬
‫واخآتلف أصحابنا فى ذلك فقال أبو إسحاق هو لوث يوجأب‬
‫القسامة قول واحدا لنهما اتفقا على إثبات القتل وإنما‬
‫اخآتلفا فى صفته وجأعل القول الخآر غلطا من الناقل‬
‫وقال أبو الطيب بن سلمة وابن الوكيل أن ذلك ليس بلوث‬
‫ول يوجأب القسامة قول واحدا لن كل واحد منهما يكذب‬
‫الخآر فل يغلب على الظن صدق ما يدعيه والقول الخآر غلط‬
‫من الناقل‬
‫ومنهم من قال فى المسألة قولن أحدهما أنه لوث يوجأب‬
‫القسامة‬
‫والثانى ليس بلوث ووجأههما ما ذكرناه‬
‫وإن شهد واحد أنه قتله فلن وشهد آخآر أنه أقر بقتله لم‬
‫يثبت القتل بشهادتهما لن أحدهما شهد بالقتل والخآر شهد‬
‫بالقرار وثبت اللوث على المشهود عليه وتخالف المسألة‬
‫قبلها فإن هناك كل واحد منهما يكذب الخآر وههنا كل واحد‬
‫منهما غير مكذب للخآر بل كل واحد منهما يقوى الخآر‬
‫فيحلف المدعى مع من شاء منهما‬
‫فإن كان القتل خآطأ حلف يمينا واحدة وثبتت الدية فإن‬
‫حلف مع من شهد بالقتل وجأبت الدية على العاقلة لنها‬
‫تثبت بالبينة‬
‫وإن حلف مع من شهد بالقرار وجأبت الدية فى ماله لنها‬
‫تثبت بالقرار وإن كان القتل موجأبا للقصاص حلف المدعى‬
‫خآمسين يمينا ووجأب له القصاص فى أحد القولين والدية‬
‫فى الخآر وإن ادعى على رجأل أنه قتل وليه ولم يقل عمدا‬
‫ول خآطأ وشهد له بما ادعاه شاهد لم يكن ذلك لوثا لنه لو‬
‫حلف مع شاهده لم يمكن الحكم بيمينه لنه ل يعلم صفة‬
‫القتل حتى يستوفى موجأبه فسقطت الشهادة وبطل اللوث‬
‫فصل فى وإن شهد شاهدان أن فلنا قتله أحد هذين‬
‫الرجألين ولم يعينا ثبت اللوث فيحلف الولى على من يدعى‬
‫القتل عليه لنه قد ثبت أن المقتول قتله أحدهما فصار كما‬
‫لو وجأد بينهما مقتول‬
‫فإن شهد شاهد على رجأل أنه قتل أحد هذين الرجألين لم‬

‫يثبت اللوث لن اللوث ما يغلب معه على الظن صدق ما‬
‫يدعيه المدعى ول يعلم أن الشاهد لمن شهد من الوليين فل‬
‫يغلب على الظن صدق واحد من الوليين فلم يثبت فى حقه‬
‫لوث وإن ادعى أحد الوارثين قتل مورثه على رجأل فى‬
‫موضع اللوث وكذبه الخآر سقط حق المكذب من القسامة‬
‫وهل يسقط اللوث فى حق المدعى فيه قولن أحدهما أنه ل‬
‫يسقط فيحلف ويستحق نصف الدية‬
‫____________________‬

‫) ‪(2/320‬‬

‫وهو اخآتيار المزني لن القسامة مع اللوث كاليمين مع‬
‫الشاهد ثم تكذيب أحد الوارثين ل يمنع الخآر من أن يحلف‬
‫مع الشهادة فكذلك تكذيب أحد الوارثين ل يمنع الخآر من أن‬
‫يقسم مع اللوث والقول الثانى أنه يسقط لن اللوث يدل‬
‫على صدق المدعى من جأهة الظن وتكذيب المنكر يدل على‬
‫كذب المدعى من جأهة الظن فتعارضا وسقطا وبقى القتل‬
‫بغير لوث فيحلف المدعى عليه على ما ذكرناه‬
‫وإن قال أحد البنين قتل أبى زيد ورجأل آخآر ل أعرفه وقال‬
‫الخآر قتله عمرو ورجأل آخآر ل أعرفه أقسم كل واحد‬
‫) منهما ( على من عينه ويستحق عليه ربع الدية لن كل‬
‫واحد منهما غير مكذب للخآر لجواز أن يكون الخآر هو الذى‬
‫ادعى عليه أخآوه‬
‫فإن رجأعا وقال كل واحد منهما علمت أن الخآر هو الذى‬
‫ادعى عليه أخآى أقسم كل واحد منهما على الذى ادعى عليه‬
‫أخآوه ويستحق عليه ربع الدية‬
‫وإن قال كل واحد منهما علمت أن الخآر غير الذى ادعى‬
‫عليه أخآى صار كل واحد منهما مكذبا للخآر‬
‫فإن قلنا إن تكذيب أحدهما ل يسقط اللوث أقسم كل واحد‬
‫منهما على الذى عينه ثانيا واستحق عليه ربع الدية‬
‫وإن قلنا إن التكذيب يسقط اللوث بطلت القسامة فإن أخآذ‬
‫شيئا رده ويكون القول المدعى عليه مع يمينه‬
‫وإن ادعى القتل على رجأل عليه لوث فجاء آخآر وقال أنا‬
‫قتلته ولم يقتله هذا لم يسقط حق المدعى من القسامة‬
‫بإقراره وإقراره على نفسه ل يقبل لن صاحب الدم ل‬
‫يدعيه‬
‫وهل للمدعى أن يرجأع ويطالب المقر بالدية فيه قولن‬
‫أحدهما أنه ليس له مطالبته لن دعواه على الول إبراء لكل‬

‫من سواه‬
‫والثانى أن له أن يطالب لن دعواه على الول باللوث من‬
‫جأهة الظن والقرار يقين فجاز أن يترك الظن ويرجأع إلى‬
‫اليقين وإن ادعى على رجأل قتل العمد فقيل له صف العمد‬
‫ففسره بشبه العمد فقد نقل المزنى أنه ل يقسم وروى‬
‫الربيع أنه يقسم فمن أصحابنا من قال فيه قولن أحدهما‬
‫أنه ل يقسم لن بقوله قتله عمدا أبرأ العاقلة وبتفسيره أبرأ‬
‫القاتل‬
‫والقول الثانى أنه يقسم وتجب الدية على العاقلة لن‬
‫المعول على التفسير وقد فسر بشبه العمد‬
‫ومنهم من قال يقسم قول واحدا لما بيناه وقوله ل يقسم‬
‫معناه ل يقسم على ما ادعاه‬
‫فصل فى وإن كانت الدعوى فى الجناية على الطرف ولم‬
‫تكن شهادة فالقول قول المدعى عليه مع يمينه لن اللوث‬
‫قضى به فى النفس بحرمة النفس فل يقضى به فى‬
‫الطرف كالكفارة‬
‫وهل تغلظ اليمين فيه بالعدد فيه قولن أحدهما ل تغلظ لنه‬
‫يسقط فيه حكم اللوث فسقط فيه حكم التغليظ بالعدد‬
‫والثانى أنه تغلظ بالعدد لنه يجب فيه القصاص والدية‬
‫المغلظة فوجأب فيه تغليظ اليمين فإن قلنا ل تغلظ حلف‬
‫المدعى عليه يمينا واحدة‬
‫وإن قلنا تغلظ فإن كان فى جأناية توجأب دية كاملة كاليدين‬
‫غلظ بخمسين يمينا‬
‫وإن كان فيما ل توجأب دية كاملة كاليد الواحدة ففى قدر‬
‫التغليظ قولن أحدهما أنه يغلظ بخمسين يمينا لن التغليظ‬
‫لحرمة الدم وذلك موجأود فى اليد الواحدة‬
‫والثانى أنه يغلظ بحصته من الدية لن ديته دون دية النفس‬
‫فلم تغلظ بما تغلظ به فى النفس‬
‫فصل فى فإن كانت الدعوى فى قتل عبد وهناك لوث ففيه‬
‫طريقان أحدهما أنه يبنى ذلك على أن العاقلة هل تحمل‬
‫قيمته بالجناية فإن قلنا تحمل العاقلة قيمته ثبتت فيه‬
‫القسامة للسيد‬
‫وإن قلنا ل تحمل لم تثبت القسامة‬
‫والثانى وهو قول أبى العباس إن للسيد القسامة قول‬
‫واحدا لن القسامة لحرمة النفس فاستوى فيه الحر والعبد‬
‫كالكفارة‬
‫فإن قلنا إن السيد يقسم أقسم المكاتب فى قتل عبده فإن‬
‫لم يقسم حتى عجز عن أداء الكتابة أقسم المولى‬
‫وإن قتل عبد وهناك لوث ووصى موله بقيمته لم ولده ولم‬

‫يقسم السيد حتى مات ولم تقسم الورثة فهل تقسم أم‬
‫الولد فيه قولن أحدهما تقسم‬
‫والثانى ل تقسم كما قلنا فى غرماء الميت إذا كان له دين‬
‫وله شاهد ولم تحلف الورثة إن الغرماء يقسمون فى أحد‬
‫القولين ول يقسمون فى الخآر وقد بينا ذلك فى التفليس‬
‫فصل وإن قتل مسلم وهناك لوث فلم يقسم وليه حتى ارتد‬
‫المدعى لم يقسم لنه إذا أقدم على الردة وهى من أكبر‬
‫الكبائار لم يؤمن أن يقدم على اليمين الكاذبة‬
‫فإن أقسم صحت القسامة وقال المزنى رحمه الله ل تصح‬
‫لنه كافر فل يصح يمينه بالله وهذا خآطأ لن القصد‬
‫بالقسامة اكتساب المال والمرتد من أهل الكتساب فإذا‬
‫أقسم وجأب القصاص ) لوارثه ( أو الدية‬
‫فإن رجأع إلى السلم كان له وإن مات على الردة كان ذلك‬
‫لبيت المال فيئا‬
‫وقال أبو على بن خآيران وأبو حفص بن الوكيل يبنى وجأوب‬
‫الدية بقسامته على حكم ملكه فإن قلنا إن ملكه ل‬
‫____________________‬

‫) ‪(2/321‬‬

‫يزول بالردة أو قلنا إنه موقوف فعاد إلى السلم ثبتت الدية‬
‫وإن قلنا إن ملكه يزول بالردة أو قلنا إنه موقوف فلم يسلم‬
‫حتى مات لم تثبت الدية وهذا غلط لن اكتسابه للمال يصح‬
‫على القوال كلها وهذا اكتساب‬
‫فصل فى ومن توجأهت عليه يمين فى دم غلظ عليه فى‬
‫اليمين لما روى أن عبد الرحمن بن عوف رضى الله عنه مر‬
‫بقوم يحلفون بين الركن والمقام فقال أعلي دم قيل ل‬
‫قال أفعلي عظيم من المال قيل ل قال لقد خآشيت أن يبهأ‬
‫الناس بهذا المقام‬
‫وإن كانت اليمين فى نكاح أو طلق أو حد قذف أو غيرها مما‬
‫ليس بمال ول المقصود منه المال غلظ لنه ليس بمال ول‬
‫المقصود منه المال فغلظ اليمين فيه كالدم‬
‫وإن كانت اليمين فى مال أو ما يقصد به المال فإن كان يبلغ‬
‫عشرين مثقال غلظ وإن لم يبلغ ذلك لم يغلظ لن عبد‬
‫الرحمن بن عوف فرق بين المال العظيم وبين ما دونه‬
‫فإن كانت اليمين فى دعوى عتق فإن كان السيد هو الذى‬
‫يحلف فإن كانت قيمة العبد تبلغ عشرين مثقال غلظ اليمين‬
‫وإن لم تبلغ عشرين مثقال لم يغلظ لن المولى يحلف‬

‫لثبات المال ففرق بين القليل والكثير كأروش الجنايات‬
‫فإن كان الذى يحلف هو العبد غلظ قلت قيمته أو كثرت لنه‬
‫يحلف لثبات العتق والعتق ليس بمال ول المقصود منه‬
‫المال فلم تعتبر قيمته كدعوى القصاص ول فرق بين أن‬
‫يكون في طرف قليل الرش أو فى طرف كثير الرش‬
‫فصل والتغليظ قد يكون بالزمان وبالمكان وفى اللفظ‬
‫فأما التغليظ بالمكان ففيه قولن أحدهما أنه يستحب‬
‫والثانى أنه واجأب‬
‫وأما التغليظ بالزمان فقد ذكر الشيخ أبو حامد السفرايينى‬
‫رحمه الله أنه يستحب وقد بينا ذلك فى اللعان‬
‫وقال أكثر أصحابنا إن التغليظ بالزمان كالتغليظ بالمكان‬
‫وفيه قولن وأما التغليظ باللفظ فهو مستحب وهو أن‬
‫يقول والله الذى ل إله إل هو عالم الغيب والشهادة الرحمن‬
‫الرحيم الذى يعلم من السر ما يعلم من العلنية لما روى أن‬
‫النبى صلى الله عليه وسلم أحلف رجأل فقال قل والله الذى‬
‫ل إله إل هو ولن القصد باليمين الزجأر عن الكذب وهذه‬
‫اللفاظ أبلغ في الزجأر وأمنع من القدام على الكذب وإن‬
‫اقتصر على قوله والله أجأزأه لن النبى صلى الله عليه‬
‫وسلم اقتصر فى إحلف ركانة على قوله والله‬
‫وإن اقتصر على صفة من صفات الذات كقوله وعزة الله‬
‫أجأزأه لنها بمنزلة قوله والله فى الحنث فى اليمين وإيجاب‬
‫الكفارة‬
‫وإن حلف بالمصحف وما فيه من القرآن فقد حكى‬
‫الشافعى رحمه الله عن مطرف أن ابن الزبير كان يحلف‬
‫على المصحف قال ورأيت مطرفا بصنعاء يحلف على‬
‫المصحف‬
‫قال الشافعى وهو حسن ولن القرآن من صفات الذات‬
‫ولهذا يجب بالحنث فيه الكفارة‬
‫وإن كان الحالف يهوديا أحلفه بالله الذى أنزل التوراة على‬
‫موسى ونجاه من الغرق‬
‫وإن كان نصرانيا أحلفه بالله الذى أنزل النجيل على عيسى‬
‫وإن كان مجوسيا أو وثنيا أحلفه بالله الذى خآلقه وصوره‬
‫فصل ول يصح اليمين فى الدعوى إل أن يستحلفه القاضى‬
‫لن ركانة بن عبد يزيد قال لرسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم يا رسول الله إنى طلقت امرأتى سهيبة ألبتة والله ما‬
‫أردت إل واحدة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم والله‬
‫ما أردت إل واحدة قال ركانة والله ما أدت إل واحدة ولن‬
‫العتبار بنية الحاكم فإذا حلف من غير استحلفه نوى ما ل‬
‫يحنث به فيجعل ذلك طريقا إلى إبطال الحقوق‬

‫وإن وصل بيمينه استثناء أو شرطا أو وصله بكلم لم يفهمه‬
‫أعاد عليه اليمين من أولها‬
‫وإن كان الحالف أخآرس ول يفهم إشارته وقف المر إلى أن‬
‫يفهم إشارته‬
‫فإن طلب المدعى أن يرد اليمين عليه لم يرد اليمين عليه‬
‫لن رد اليمين يتعلق بنكول المدعى عليه ول يوجأد النكول‬
‫فإن كان الذى عليه اليمين حلف بالطلق أنه ل يحلف بيمين‬
‫مغلظة فإن كان التغليط مستحقا عليه لزمه أن يحلف‬
‫وإن حنث فى يمينه بالطلق كما لو حلف بالطلق أنه ل‬
‫يحلف عند القاضى فإن امتنع جأعل ناكل وردت اليمين على‬
‫خآصمه‬
‫وإن كان التغليظ غير مستحق لم يلزمه أن يحلف يمينا‬
‫مغلظة وإن امتنع من التغليظ لم يجعل ناكل‬
‫فصل فى وإن حلف على فعل نفسه فى نفى أو إثبات حلف‬
‫على القطع لنه علمه يحيط بحاله فيما فعل وفيما لم يفعل‬
‫وإن حلف على فعل غيره فإن كان فى إثبات حلف على‬
‫القطع لن له طريقا إلى العلم بما فعل غيره‬
‫وإن كان على نفى حلف على نفى العلم فيقول والله ل‬
‫أعلم أن أبى أخآذ منك مال ول أعلم أن أبى أبرأك من دينه‬
‫لنه ل طريق له إلى القطع بالنفى فلم يكلف اليمين عليه‬
‫____________________‬

‫) ‪(2/322‬‬

‫فصل وإن ادعى عليه دين من بيع أو قرض فأجأاب بأنه ل‬
‫يستحق عليه شيء ولم يتعرض للبيع والقرض لم يحلف إل‬
‫على ما أجأاب ول يكلف أن يحلف على نفى البيع والقرض‬
‫لنه يجوز أن يكون قد استقرض منه أو ابتاع ثم قضاه أو‬
‫أبرأه منه‬
‫فإذا حلف على نفى البيع والقرض حلف كاذبا وإن أجأاب‬
‫بأنه ما باعنى ول أقرضني ففى الحلف وجأهان أحدهما أنه‬
‫يحلف أنه ل يستحق عليه شيء ول يكلف أن يحلف على نفى‬
‫البيع والقرض لما ذكرناه من التعليل‬
‫والثانى أنه يحلف على نفى البيع والقرض لنه نفى ذلك‬
‫فى الجواب فلزمه أن يحلف على النفى فإن ادعى رجأل‬
‫على رجأل ألف درهم فأنكر حلف أنه يحلف على نفى البيع‬

‫والقرض لنه نفى ذلك فى الجواب فلزمه أن يحلف على‬
‫النفى فإن ادعى رجأل على رجأل ألف درهم فأنكر حلف أنه‬
‫ل يستحق عليه ما يدعيه ول شيئا منه‬
‫فإن حلف أنه ل يستحق عليه اللف لم يجزه لن يمينه على‬
‫نفى اللف ل يمنع وجأوب بعضها‬
‫فصل وإن كان لجماعة على رجأل حق فوكلوا رجأل فى‬
‫استحلفه لم يجز أن يحلف لهم يمينا واحدة لن لكل واحد‬
‫منهم عليه يمينا فلم تتداخآل فإن رضوا بأن يحلف لهم يمينا‬
‫واحدة ففيه وجأهان أحدهما أنه يجوز كما يجوز أن يثبت ببينة‬
‫واحدة حقوق الجماعة‬
‫والثانى وهو المذهب أنه ل يجوز لن القصد من اليمين‬
‫الزجأر وما يحصل من الزجأر بالتفريق ل يحصل بالجمع فلم‬
‫يجز وإن رضوا كما لو رضيت المرأة أن يقتصر الزوج فى‬
‫اللعان على شهادة واحدة‬
‫كتاب الشهادات تحمل الشهادة وأداؤها فرض لقوله عز‬
‫وجأل } ول يأب الشهداء إذا ما دعوا { وقوله تعالى } ول‬
‫تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه آثم قلبه { قال ابن عباس‬
‫رضى الله عنه من الكبائار كتمان الشهادة لن الله تعالى‬
‫يقول } ومن يكتمها فإنه آثم قلبه { فهى فرض على‬
‫الكفاية فإن قام بها من فيه كفاية سقط الفرض عن‬
‫الباقين لن المقصود بها حفظ الحقوق وذلك يحصل‬
‫ببعضهم‬
‫وإن كان فى موضع ل يوجأد فيه غيره ممن يقع به الكفاية‬
‫تعين عليه لنه ل يحصل المقصود إل به فتعين عليه ويجب‬
‫الشهاد على عقد النكاح وقد بيناه فى النكاح‬
‫وهل يجب على الرجأعة فيه قولن وقد بيناهما فى الرجأعة‬
‫وأما ما سوى ذلك من العقود كالبيع والجأارة وغيرهما‬
‫فالمستحب أن يشهد عليه لقوله تعالى } وأشهدوا إذا‬
‫تبايعتم { ول يجب لما روى أن النبى صلى الله عليه وسلم‬
‫ابتاع من أعرابى فرسا فجحده فقال النبى صلى الله عليه‬
‫وسلم من يشهد لى فقال خآزيمة بن ثابت النصارى أنا‬
‫أشهد لك قال لم تشهد ولم تحضر فقال نصدقك على أخآبار‬
‫السماء ول نصدقك على أخآبار الرض فسماه النبى صلى‬
‫الله عليه وسلم ذا الشهادتين‬
‫فصل ومن كانت عنده شهادة فى حد لله تعالى فالمستحب‬
‫أل يشهد به لنه مندوب إلى ستره ومأمور بدرئاه‬
‫فإن شهد به جأاز لنه شهد أبو بكرة ونافع وشبل بن معبد‬
‫على المغيرة بن شعبة بالزنا عند عمر رضى الله عنه فلم‬
‫ينكر عمر ول غيره من الصحابة عليهم ذلك ومن كانت عنده‬

‫شهادة لدمى فإن كان صاحبها يعلم بذلك لم يشهد قبل أن‬
‫يسأل لقوله عليه السلم خآير الناس قرنى ثم الذين يلونهم‬
‫ثم الذين يلونهم ثم يفشو الكذب حتى يشهد الرجأل قبل أن‬
‫يستشهد وإن كان صاحبها ل يعلم شهد قبل أن يسأل لما‬
‫روى زيد‬
‫____________________‬

‫) ‪(2/323‬‬

‫بن خآالد رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال‬
‫خآير الشهود الذى يأتى بالشهادة قبل أن يسألها‬
‫فصل فى ول يجوز لمن تعين عليه فرض الشهادة أن يأخآذ‬
‫عليها أجأرة لنه فرض تعين عليه فلم يجز أن يأخآذ عليه أجأرة‬
‫كسائار الفرائاض‬
‫ومن لم يتعين عليه ففيه وجأهان أحدهما أنه يجوز له أخآذ‬
‫الجأرة ) كسائار الفرائاض ( لنه ل يتعين عليه فجاز أن يأخآذ‬
‫عليه أجأرة كما يجوز على كتب الوثيقة‬
‫والثانى أنه ل يجوز لنه تلحقه التهمة بأخآذ العوض‬
‫باب من تقبل شهادته ومن ل تقبل ل تقبل شهادة الصبى‬
‫لقوله تعالى } واستشهدوا شهيدين من رجأالكم فإن لم‬
‫يكونا رجألين فرجأل وامرأتان { والصبى ليس من الرجأال‬
‫ولما روى أن النبى صلى الله عليه وسلم قال رفع القلم‬
‫عن ثلثة عن الصبى حتى يبلغ وعن النائام حتى يستيقظ‬
‫وعن المجنون حتى يفيق ولنه إذا لم يؤتمن على حفظ‬
‫أمواله فلن ل يؤتمن على حفظ حقوق غيره أولى‬
‫ول تقبل شهادة المجنون للخبر والمعنى الذى ذكرناه‬
‫ول تقبل شهادة المغفل الذى يكثر منه الغلط لنه ل يؤمن‬
‫أن يغلط فى شهادته وتقبل الشهادة ممن يقل منه الغلط‬
‫لن أحدا ل ينفك من الغلط‬
‫واخآتلف أصحابنا فى شهادة الخآرس فمنهم من قال تقبل‬
‫لن إشارته كعبارة الناطق فى نكاحه وطلقه فكذلك فى‬
‫الشهادة‬
‫ومنهم من قال ل تقبل لن إشارته أقيمت مقام العبارة‬
‫فى موضع الضرورة وهو فى النكاح والطلق لنها ل تستفاد‬
‫إل من جأهته ول ضرورة بنا إلى شهادته لنها تصح من غيره‬
‫بالنطق فل تجوز بإشارته‬
‫فصل ول تقبل شهادة العبد لنها أمر ل يتبعض بنى على‬
‫التفاضل فلم يكن للعبد فيه مدخآل كالميراث والرحم‬

‫ول تقبل شهادة الكافر لما روى معاذ رضى الله عنه قال‬
‫قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ل تجوز شهادة أهل‬
‫دين على أهل دين آخآر إل المسلمين فإنهم عدول على‬
‫أنفسهم وعلى غيرهم ولنه لم تقبل شهادة ) من يشهد‬
‫بالزور على الدمي فلن ل تقبل شهادة من شهد بالزور‬
‫على الله تعالى أولى‬
‫ول تقبل شهادة ( فاسق لقوله تعالى } إن جأاءكم فاسق‬
‫بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم‬
‫نادمين { فإن ارتكب كبيرة كالغصب والسرقة والقذف‬
‫وشرب الخمر فسق وردت شهادته سواء فعل ذلك مرة أو‬
‫تكرر منه والدليل عليه قوله عز وجأل } والذين يرمون‬
‫المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجألدوهم ثمانين جألدة‬
‫ول تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون { وروى‬
‫أن النبى صلى الله عليه وسلم قال ل تجوز شهادة خآائان ول‬
‫خآائانة ول زان ول زانية ول ذى عمر على أخآيه فورد النص‬
‫فى القذف والزنا وقسنا عليهما سائار الكبائار ولن من‬
‫ارتكب كبيرة ولم يبال شهد بالزور ولم يبال‬
‫وإن تجنب الكبائار وارتكب الصغائار فإن كان ذلك نادرا من‬
‫أفعاله لم يفسق ولم ترد شهادته وإن كان ذلك غالبا فى‬
‫أفعاله فسق وردت شهادته لنه ل يمكن رد شهادته بالقليل‬
‫من الصغائار لنه ل يوجأد من يمحض الطاعة ول يخلطها‬
‫بمعصية ولهذا قال النبى صلى الله عليه وسلم ما منا إل من‬
‫عصى أو هم بمعصية إل يحيى بن زكريا ولهذا قال الشاعر‬
‫) الرجأز ( من لك بالمحض وليس محض يخبث بعض ويطيب‬
‫بعض ول يمكن قبول استجاز أن يشهد بالزور فعلقنا الحكم‬
‫على الغالب من أفعاله لن الحكم للغالب والنادر ل حكم له‬
‫ولهذا قال الله تعالى } فمن ثقلت موازينه {‬
‫____________________‬

‫) ‪(2/324‬‬

‫الشهادة مع الكثير من الصغائار لن من استجاز الكثار من‬
‫الصغائار } فأولئ