Muslimedia News - Media Islam | Voice of Muslim: s ƒΘΩ∞¿á 006
http://www.shamela.ws
تم إعداد هذا الملف آليا بواسطة المكتبة الشاملة
المهذب في فقه المام الشافعي
إبراهيم بن علي بن يوسف الشيرازي أبو إسحاق
سنة الولدة /سنة الوفاة
تحقيق
الناشر دار الفكر
سنة النشر
مكان النشر بيروت
عدد الجأزاء 2
أنه يحلف صاحب العلو ويقضى له لن المقصود بها منفعة
صاحب العلو
وإن تداعيا سلما منصوبا حلف صاحب العلو وقضى له لنه
يختص بالنتفاع به فى الصعود
وإن تداعيا صحن الدار نظرت فإن كانت الدرجأة فى الصحن
حلفا وجأعل بينهما لن لكل واحد منهما يدا عليه وإن كانت
الدرجأة فى الدهليز ففيه وجأهان أحدهما أنها بينهما لن لكل
واحد منهما يدا ولهذا لو تنازعا فى أصل الدار كانت بينهما
والثانى أنه لصاحب السفل لنها فى يده ولهذا يجوز أن
يمنع صاحب العلو من الستطراق فيها
فصل وإن تداعى رجألن مسناة بين نهر أحدهما وأرض الخآر
حلفا وجأعل بينهما لن فيها منفعة لصاحب النهر لنها تجمع
الماء فى النهر ولصاحب الرض منها منفعة لنها تمنع الماء
من أرضه
فصل وإن تداعى رجألن دابة وأحدهما راكبها والخآر آخآذ
بلجامها حلف الراكب وقضى له
وقال أبو إسحاق رحمه الله هى بينهما لن كل واحد منهما
لو انفرد لكانت له والصحيح هو الول لن الراكب هو
المنفرد بالتصرف فقضى له
وإن تداعيا عمامة وفى يد أحدهما منها ذراع وفى يد الخآر
الباقى حلفا وجأعلت بينهما لن يد كل واحد منهما ثابتة على
العمامة
وإن تداعيا عبدا ولحدهما عليه ثياب حلفا وجأعل بينهما ول
يقدم صاحب الثياب لن منفعة الثياب تعود إلى العبد ل إلى
صاحب الثياب
فصل فى وإن كان فى يد رجأل عبد بالغ عاقل فادعى أنه
عبده فإن صدقه حكم له بالملك وإن كذبه فالقول قوله مع
يمينه لن الظاهر الحرية
وإن كان طفل ل يميز فالقول قول المدعى لنه ل يعبر عن
نفسه وهو في يده فهو كالبهيمة وإن بلغ هذا الطفل فقال
لست بمملوك له لم يقبل قوله لنا حكمنا له بالملك فل
يسقط بإنكاره
وإن جأاء رجأل فادعى أنه ابنه لم يثبت نسبه بمجرد دعواه
لن فيه إضرارا بصاحب الملك لنه ربما يعتقه فيثبت له عليه
الولء وإذا ثبت نسبه لمن يدعى النسب سقط حق ولئاه
وإن كان مراهقا وادعى أنه مملوكه فأنكر ففيه وجأهان
أحدهما أنه ل يحكم بالملك لنه يعبر عن نفسه فلم يحكم
بملكه مع إنكاره كالبالغ
والثانى أنه يحكم له بالملك وهو الصحيح لنه ل حكم لقوله
فصل فى وإن تداعى الزوجأان متاع البيت الذى يسكنانه ول
بينة حلفا وجأعل الجميع بينهما نصفين لنه في يدهما فجعل
بينهما كما لو تداعيا الدار التى يسكنان فيها
وإن تداعى المكرى والمكترى المتاع الذى فى الدار المكراة
فالقول قول المكترى لن يده ثابتة على ما فى الدار
وإن تداعيا سلما غير مسمر فهو للمكترى لنه كالمتاع وإن
تداعيا سلما مسمرا فالقول قول المكرى لنه من أجأزاء
الدار وإن تداعيا الرفوف المسمرة فالقول قول المكرى
لنها متصلة بالدار فصارت كأجأزائاها
وإن كانت غير مسمرة فقد قال الشافعى رحمه الله أنهما
يتحالفان وتجعل بينهما لن الرفوف قد تترك فى العادة
وقد تنقل عنها فيجوز أن تكون للمكترى ويجوز أن تكون
للمكرى فجعل بينهما
فصل ومن وجأب له حق على رجأل وهو غير ممتنع من دفعه
لم يجز لصاحب الحق أن يأخآذ من ماله حقه بغير إذنه لن
الخيار فيما يقضى به الدين إلى من عليه الدين
ول يجوز أن يأخآذ إل ما يعطيه وإن أخآذ بغير إذنه لزمه رده
فإن تلف ضمنه لنه ) أخآذ ( مال غيره بغير حق
وإن كان ممتنعا من أدائاه فإن لم يقدر على أخآذه بالحاكم
فله أن يأخآذ من ماله لقوله صلى الله عليه وسلم ل ضرر ول
إضرار وفى منعه من أخآذ ماله فى هذا الحال إضرار به وإن
كان يقدر على أخآذه بالحاكم بأن تكون له عليه بينة ففيه
وجأهان أحدهما أنه ل يجوز أن يأخآذه لنه يقدر على أخآذه
بالحاكم فلم يجز أن يأخآذه بنفسه
والثانى وهو المذهب أنه يجوز لن هندا قالت يا رسول الله
إن أبا سفيان رجأل شحيح وإنه ل يعطينى ما يكفينى وولدى
إل ما آخآذه سرا فقال عليه السلم خآذى ما يكفيك وولدك
بالمعروف فأذن لها فى الخآذ مع القدرة على الخآذ بالحاكم
ولن عليه فى المحاكمة مشقة فجاز له أخآذه
فإن كان الذى قدر عليه من جأنس حقه أخآذ قدر حقه وإن
كان من غير جأنسه أخآذه ول يجوز أن يتملكه لنه من غير
جأنس ماله فل يجوز أن يتملكه
____________________
) (2/317
ولكن يبيعه ويصرف ثمنه فى حقه وفى كيفية البيع وجأهان
أحدهما أنه يواطىء رجأل ليقر له بحق وأنه ممتنع من أدائاه
فيبيع الحاكم المال عليه
والثانى وهو المذهب أنه يبيع المال بنفسه لنه يتعذر عليه
أن يثبت الحق عند الحاكم وأنه ممتنع من بيعه فملك بيعه
بنفسه
فإن تلفت العين قبل البيع ففيه وجأهان أحدهما أنها تتلف
من ضمان من عليه الحق ول يسقط دينه لنها محبوسة
لستيفاء حقه منها فكان هلكها من ضمان المالك كالرهن
والوجأه الثانى أنها تتلف من ضنمان صاحب الحق لنه أخآذها
بغير إذن المالك فتلفت من ضمانه بخلف الرهن فإنه أخآذه
بإذن المالك فتلف من ضمانه
باب اليمين فى الدعاوى إذا ادعى رجأل على رجأل حقا
فأنكره ولم يكن للمدعى بينة فإن كان ذلك فى غير الدم
حلف المدعى عليه فإن نكل عن اليمين ردت اليمين على
المدعى وقد بينا ذلك فى باب الدعاوى وإن كانت الدعوى
فى دم ولم يكن للمدعى بينة فإن كان فى قتل ل يوجأب
القصاص نظرت فإن كان هناك لوث حلف المدعى خآمسين
يمينا وقضى له بالدية والدليل عليه ما روى سهل بن أبى
حثمة أن عبد الله ومحيصة خآرجأا إلى خآيبر من جأهد أصابهما
فأتى محيصة وذكر أن عبد الله طرح فى فقير أو عين ماء
فأتى يهودا فقال أنتم والله قتلتموه قالوا والله ما قتلناه
فأقبل هو وأخآوه حويصة وعبد الرحمن أخآو المقتول إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم فذهب محيصة يتكلم فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم الكبر الكبر فتكلم حويصة
ثم تكلم محيصة فقال رسول الله إما أن يدوا صاحبكم وإما
أن يأذنوا بحرب من الله ورسوله فكتب إليهم رسول الله
صلى الله عليه وسلم ذلك فكتبوا إنا والله ما قتلناه فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم لحويصة ومحيصة وعبد
الرحمن أتحلفون خآمسين وتستحقون دم صاحبكم فقالوا ل
قال أيحلف لكم يهود قالوا ل ليسوا بمسلمين فوداه رسول
الله صلى الله عليه وسلم من عنده فبعث إليهم بمائاة ناقة
قال سهل لقد ركضتنى منها ناقة حمراء
ولن باللوث تقوى جأنبة المدعى ويغلب على الظن صدقه
فسمعت يمينه كالمدعى إذا شهد له عدل وحلف معه
وإن كانت الدعوى في قتل يوجأب القود ففيه قولن قال
فى القديم يجب القود بأيمان المدعى لنها حجة يثبت بها
قتل العمد فوجأب بها القود كالبينة
وقال فى الجديد ل يجب لقوله صلى الله عليه وسلم إما أن
يدوا صاحبكم أو يأذنوا بحرب من الله ورسوله فذكر الدية
ولم يذكر القصاص ولنه حجة ل يثبت بها النكاح فل يثبت بها
القصاص كالشاهد واليمين
فإن قلنا بقوله القديم وكانت الدعوى على جأماعة وجأب
القود عليهم
وقال أبو إسحاق رحمه الله ل يقتل إل واحد يختاره الولى
لنها بينة ضعيفة فل يقتل بها جأماعة وهذا خآطأ لن الجماعة
عندنا تقتل بالواحد والقسامة على هذا القول كالبينة فى
إيجاب القود فإذا قتل بها الواحد قتل بها الجماعة
فصل فى وإن كان المدعى جأماعة ففيه قولن أحدهما أنه
يحلف كل واحد منهم خآمسين يمينا لن ما حلف به الواحد
إذا انفرد حلف به كل واحد من الجماعة كاليمين الواحدة فى
سائار الدعاوى
والقول الثانى أنه يقسط عليهم الخمسون يمينا على قدر
مواريثهم لنه لما قسط عليهم ما يجب بأيمانهم من الدية
على قدر مواريثهم وجأب أن تقسط اليمان أيضا على قدر
مواريثهم
وإن دخآلها كسر جأبر الكسر لن اليمين الواحدة ل تتبعض
فكملت
فإن نكل المدعى عن اليمين ردت اليمين على المدعى
____________________
) (2/318
عليه فيحلف خآمسين يمينا لقوله عليه الصلة السلم
يبرئاكم يهود منهم بخمسين يمينا ولن التغليظ بالعدد لحرمة
النفس وذلك يوجأد في يمين المدعى والمدعى عليه
وإن كان المدعى عليه جأماعة ففيه قولن أحدهما أنه يحلف
كل واحد منهم خآمسين يمينا
والثانى أن الخمسين تقسط على عددهم
والصحيح من القولين ههنا أن يحلف كل واحد منهم خآمسين
يمينا والصحيح من القولين فى المدعين أنهم يحلفون
خآمسين يمينا
والفرق بينهما أن كل واحد من المدعى عليه ينفى عن
نفسه ما ينفيه لو انفرد وليس كذلك المدعون فإن كل واحد
منهم ل يثبت لنفسه ما يثبته إذا انفرد
فصل فأما إذا لم يكن لوث ول شاهد فالقول قول المدعى
عليه مع يمينه لقوله صلى الله عليه وسلم لو أن الناس
أعطوا بدعواهم لدعى ناس من الناس دماء ناس وأموالهم
ولكن اليمين على المدعى عليه ولن اليمين إنما جأعلت فى
جأنبة المدعى عند اللوث لقوة جأنبته باللوث فإذا عدم اللوث
حصلت القوة فى جأنبة المدعى عليه لن الصل براءة ذمته
وعدم القتل فعادت اليمين إليه
وهل تغلظ بالعدد فيه قولن أحدهما أنها ل تغلظ بل يحلف
يمينا واحدة وهو اخآتيار المزني لنها يمين توجأهت على
المدعى عليه ابتداء فلم تغلظ بالعدد كما فى سائار الدعاوى
والثانى أنها تغلظ فيحلف خآمسين يمينا وهو الصحيح لن
التغليظ بالعدد لحرمة الدم وذلك موجأود مع عدم اللوث
فإن قلنا إنها يمين واحدة فإن كان المدعى عليه جأماعة
حلف كل واحد منهم يمينا واحدة فإن نكلوا ردت اليمين على
المدعى فإن كان واحدا حلف يمينا واحدة وإن كانوا جأماعة
حلف كل واحد منهم يمينا واحدة
وإن قلنا يغلظ بالعدد وكان المدعى عليه واحدا حلف
خآمسين يمينا
وإن كانوا جأماعة فعلى القولين أحدهما أنه يحلف كل واحد
خآمسين يمينا
والثانى أنه يقسط على عدد رؤسهم فإن نكلوا ردت اليمين
على المدعى
فإن كان واحدا حلف خآمسين يمينا وإن كانوا جأماعة فعلى
القولين أحدهما أنه يحلف كل واحد منهم خآمسين يمينا
والثانى أنه يقسط عليهم خآمسون يمينا على قدر مواريثهم
من الدية وإذا نكل المدعى عليه فحلف المدعى وقضى له
فإن كان فى قتل يوجأب المال قضى له بالدية وإن كان فى
قتل يوجأب القصاص وجأب القصاص قول واحدا لن يمين
المدعى مع نكول المدعى عليه كالبينة فى أحد القولين
وكالقرار فى القول الخآر والقصاص يجب بكل واحد منهما
فصل فى وإن ادعى القتل على اثنين وعلى أحدهما لوث
دون الخآر حلف المدعى على صاحب اللوث لوجأود اللوث
وحلف الذى ل لوث عليه لعدم اللوث
وإن ادعى القتل على جأماعة ل يصح اشتراكهم على القتل
لم تسمع دعواه لنها دعوى محال
وإن ادعى القتل على ثلثة وهناك لوث فحضر منهم واحد
وغاب اثنان وأنكر الحاضر حلف المدعى خآمسين يمينا فإن
حضر الثانى وأنكر ففيه وجأهان أحدهما أنه يحلف عليه
خآمسين يمينا لنهما لو حضرا ذكر كل واحد منهما فى يمينه
فإذا انفرد وجأب أن يكرر ذكره
والوجأه الثانى أنه يحلف خآمسا وعشرين يمينا لنهما لو
حضرا حلف عليهما خآمسين يمينا فإذا انفرد وجأب أن يحلف
عليه نصف الخمسين
فإن حضر الثالث وأنكر ففيه وجأهان أحدهما أنه يحلف عليه
خآمسين يمينا
والثانى أنه يحلف عليه ثلث خآمسين يمينا ويجبر الكسر
فيحلف سبع عشرة يمينا
وإن قال قتله هذا عمدا ول أعلم كيف قتله الخآران أقسم
على الحاضر ووقف المر إلى أن يحضر الخآران فإن حضرا
وأقرا بالعمد ففى القود قولن وإن أقر بالخطإ وجأب على
الول ثلث الدية مغلظة وعلى كل واحد من الخآرين ثلث
الدية مخففة
وإن أنكر القتل ففيه وجأهان أحدهما أنه ل يحلف لنه ل يعلم
ما يحلف عليه ول يعلم الحاكم ما يحكم به
والثانى وهو قول أبى إسحاق أنه يحلف لن جأهله بصفة
القتل ليس بجهل بأصل القتل فإذا حلف حبسا حتى يصفا
القتل
وإن قال قتله هذا ونفر ل أعلم عددهم فإن قلنا إنه ل يجب
القود لم يقسم على الحاضر لنه ل يعلم ما يخصه
وإن قلنا إنه يجب القود ففيه وجأهان أحدهما أنه يقسم لن
الجماعة تقتل بالواحد فلم يضر الجهل بعددهم
والثانى وهو قول أبى إسحاق أنه ل يقسم لنه ربما عفا عن
القود على الدية ول يعلم ما يخصه منها
فصل فى واللوث الذى يثبت لجأله اليمين فى جأنبة المدعى
هو أن يوجأد معنى يغلب معه على الظن صدق المدعى فإن
وجأد القتيل
____________________
) (2/319
فى محلة أعدائاه ل يخالطهم غيرهم كان ذلك لوثا فيحلف
المدعى لن قتيل النصار وجأد فى خآيبر وأهلها أعداء
للنصار فجعل النبى صلى الله عليه وسلم اليمين على
المدعين ) عليهم ( فصار هذا أصل لكل من يغلب معه على
الظن صدق المدعى فيجعل القول المدعى مع يمينه
وإن كان يخالطهم غيرهم لم يكن لوثا لجواز أن يكون قتله
غيرهم وإن تفرقت جأماعة عن قتيل فى دار أو بستان
وادعى الولى أنهم قتلوه فهو لوث فيحلف المدعى ) أنهم
قتلوه ( لن الظاهر أنهم قتلوه
وإن وجأد قتيل فى زحمة فهو لوث فإن ادعى الولى أنهم
قتلوه حلف وقضى له
وإن وجأد قتيل فى أرض وهناك رجأل معه سيف مخضب
بالدم وليس هناك غيره فهو لوث فإن ادعى الولى عليه
القتل حلف ) عليه ( لن الظاهر أنه قتله فإن كان هناك
غيره من سبع أو رجأل مول لم يثبت اللوث على صاحب
السيف لنه يجوز أن يكون قتله السبع أو الرجأل المولى
وإن تقابلت طائافتان فوجأد قتيل من إحدى الطائافتين فهو
لوث على الطائافة الخآرى فإن ادعى الولى أنهم قتلوه
حلف وقضى له بالدية لن الظاهر أنه لم تقتله طائافة
وإن شهد جأماعة من النساء أو العبيد على رجأل بالقتل
نظرت فإن جأاءوا دفعة واحدة وسمع بعضهم كلم البعض لم
يكن ذلك لوثا لنه يجوز أن يكونوا قد تواطأوا على الشهادة
وإن جأاؤوا متفرقين واتفقت أقوالهم ثبت اللوث ويحلف
الولى معهم
وإن شهد صبيان أو فساق أو كفار على رجأل بالقتل وجأاءوا
دفعة واحدة وشهدوا لم يكن ذلك لوثا لنه يجوز أن يكونوا
قد توطأوا على الشهادة
فإن جأاءوا متفرقين وتوافقت أقوالهم ففيه وجأهان
أحدهما أن ذلك لوث لن اتفاقهم على شيء واحد من غير
تواطىء يدل على صدقهم
والثانى أنه ليس بلوث لنه ل حكم لخبرهم فلو أثبتنا بقولهم
لوثا لجعلنا لخبرهم حكما
وإن قال المجروح قتلنى فلن ثم مات لم يكن قوله لوثا لنه
دعوى ول يعلم به صدقه فل يجعل لوثا فإن شهد عدل على
رجأل بالقتل فإن كانت الدعوى فى قتل يوجأب المال حلف
المدعى يمينا وقضى له بالدية لن المال يثبت بالشاهد
واليمين
وإن كانت فى قتل يوجأب القصاص حلف خآمسين يمينا
ويجب القصاص فى قوله القديم والدية فى قوله الجديد
فصل وإن شهد واحد أنه قتله فلن بالسيف وشهد آخآر أنه
قتله بالعصا لم يثبت القتل بشهادتهما لنه لم تتفق
شهادتهما على قتل واحد
وهل يكون ذلك لونا يوجأب القسامة فى جأانب المدعى قال
فى موضع يوجأب القسامة وقال فى موضع ل يوجأب
القسامة
واخآتلف أصحابنا فى ذلك فقال أبو إسحاق هو لوث يوجأب
القسامة قول واحدا لنهما اتفقا على إثبات القتل وإنما
اخآتلفا فى صفته وجأعل القول الخآر غلطا من الناقل
وقال أبو الطيب بن سلمة وابن الوكيل أن ذلك ليس بلوث
ول يوجأب القسامة قول واحدا لن كل واحد منهما يكذب
الخآر فل يغلب على الظن صدق ما يدعيه والقول الخآر غلط
من الناقل
ومنهم من قال فى المسألة قولن أحدهما أنه لوث يوجأب
القسامة
والثانى ليس بلوث ووجأههما ما ذكرناه
وإن شهد واحد أنه قتله فلن وشهد آخآر أنه أقر بقتله لم
يثبت القتل بشهادتهما لن أحدهما شهد بالقتل والخآر شهد
بالقرار وثبت اللوث على المشهود عليه وتخالف المسألة
قبلها فإن هناك كل واحد منهما يكذب الخآر وههنا كل واحد
منهما غير مكذب للخآر بل كل واحد منهما يقوى الخآر
فيحلف المدعى مع من شاء منهما
فإن كان القتل خآطأ حلف يمينا واحدة وثبتت الدية فإن
حلف مع من شهد بالقتل وجأبت الدية على العاقلة لنها
تثبت بالبينة
وإن حلف مع من شهد بالقرار وجأبت الدية فى ماله لنها
تثبت بالقرار وإن كان القتل موجأبا للقصاص حلف المدعى
خآمسين يمينا ووجأب له القصاص فى أحد القولين والدية
فى الخآر وإن ادعى على رجأل أنه قتل وليه ولم يقل عمدا
ول خآطأ وشهد له بما ادعاه شاهد لم يكن ذلك لوثا لنه لو
حلف مع شاهده لم يمكن الحكم بيمينه لنه ل يعلم صفة
القتل حتى يستوفى موجأبه فسقطت الشهادة وبطل اللوث
فصل فى وإن شهد شاهدان أن فلنا قتله أحد هذين
الرجألين ولم يعينا ثبت اللوث فيحلف الولى على من يدعى
القتل عليه لنه قد ثبت أن المقتول قتله أحدهما فصار كما
لو وجأد بينهما مقتول
فإن شهد شاهد على رجأل أنه قتل أحد هذين الرجألين لم
يثبت اللوث لن اللوث ما يغلب معه على الظن صدق ما
يدعيه المدعى ول يعلم أن الشاهد لمن شهد من الوليين فل
يغلب على الظن صدق واحد من الوليين فلم يثبت فى حقه
لوث وإن ادعى أحد الوارثين قتل مورثه على رجأل فى
موضع اللوث وكذبه الخآر سقط حق المكذب من القسامة
وهل يسقط اللوث فى حق المدعى فيه قولن أحدهما أنه ل
يسقط فيحلف ويستحق نصف الدية
____________________
) (2/320
وهو اخآتيار المزني لن القسامة مع اللوث كاليمين مع
الشاهد ثم تكذيب أحد الوارثين ل يمنع الخآر من أن يحلف
مع الشهادة فكذلك تكذيب أحد الوارثين ل يمنع الخآر من أن
يقسم مع اللوث والقول الثانى أنه يسقط لن اللوث يدل
على صدق المدعى من جأهة الظن وتكذيب المنكر يدل على
كذب المدعى من جأهة الظن فتعارضا وسقطا وبقى القتل
بغير لوث فيحلف المدعى عليه على ما ذكرناه
وإن قال أحد البنين قتل أبى زيد ورجأل آخآر ل أعرفه وقال
الخآر قتله عمرو ورجأل آخآر ل أعرفه أقسم كل واحد
) منهما ( على من عينه ويستحق عليه ربع الدية لن كل
واحد منهما غير مكذب للخآر لجواز أن يكون الخآر هو الذى
ادعى عليه أخآوه
فإن رجأعا وقال كل واحد منهما علمت أن الخآر هو الذى
ادعى عليه أخآى أقسم كل واحد منهما على الذى ادعى عليه
أخآوه ويستحق عليه ربع الدية
وإن قال كل واحد منهما علمت أن الخآر غير الذى ادعى
عليه أخآى صار كل واحد منهما مكذبا للخآر
فإن قلنا إن تكذيب أحدهما ل يسقط اللوث أقسم كل واحد
منهما على الذى عينه ثانيا واستحق عليه ربع الدية
وإن قلنا إن التكذيب يسقط اللوث بطلت القسامة فإن أخآذ
شيئا رده ويكون القول المدعى عليه مع يمينه
وإن ادعى القتل على رجأل عليه لوث فجاء آخآر وقال أنا
قتلته ولم يقتله هذا لم يسقط حق المدعى من القسامة
بإقراره وإقراره على نفسه ل يقبل لن صاحب الدم ل
يدعيه
وهل للمدعى أن يرجأع ويطالب المقر بالدية فيه قولن
أحدهما أنه ليس له مطالبته لن دعواه على الول إبراء لكل
من سواه
والثانى أن له أن يطالب لن دعواه على الول باللوث من
جأهة الظن والقرار يقين فجاز أن يترك الظن ويرجأع إلى
اليقين وإن ادعى على رجأل قتل العمد فقيل له صف العمد
ففسره بشبه العمد فقد نقل المزنى أنه ل يقسم وروى
الربيع أنه يقسم فمن أصحابنا من قال فيه قولن أحدهما
أنه ل يقسم لن بقوله قتله عمدا أبرأ العاقلة وبتفسيره أبرأ
القاتل
والقول الثانى أنه يقسم وتجب الدية على العاقلة لن
المعول على التفسير وقد فسر بشبه العمد
ومنهم من قال يقسم قول واحدا لما بيناه وقوله ل يقسم
معناه ل يقسم على ما ادعاه
فصل فى وإن كانت الدعوى فى الجناية على الطرف ولم
تكن شهادة فالقول قول المدعى عليه مع يمينه لن اللوث
قضى به فى النفس بحرمة النفس فل يقضى به فى
الطرف كالكفارة
وهل تغلظ اليمين فيه بالعدد فيه قولن أحدهما ل تغلظ لنه
يسقط فيه حكم اللوث فسقط فيه حكم التغليظ بالعدد
والثانى أنه تغلظ بالعدد لنه يجب فيه القصاص والدية
المغلظة فوجأب فيه تغليظ اليمين فإن قلنا ل تغلظ حلف
المدعى عليه يمينا واحدة
وإن قلنا تغلظ فإن كان فى جأناية توجأب دية كاملة كاليدين
غلظ بخمسين يمينا
وإن كان فيما ل توجأب دية كاملة كاليد الواحدة ففى قدر
التغليظ قولن أحدهما أنه يغلظ بخمسين يمينا لن التغليظ
لحرمة الدم وذلك موجأود فى اليد الواحدة
والثانى أنه يغلظ بحصته من الدية لن ديته دون دية النفس
فلم تغلظ بما تغلظ به فى النفس
فصل فى فإن كانت الدعوى فى قتل عبد وهناك لوث ففيه
طريقان أحدهما أنه يبنى ذلك على أن العاقلة هل تحمل
قيمته بالجناية فإن قلنا تحمل العاقلة قيمته ثبتت فيه
القسامة للسيد
وإن قلنا ل تحمل لم تثبت القسامة
والثانى وهو قول أبى العباس إن للسيد القسامة قول
واحدا لن القسامة لحرمة النفس فاستوى فيه الحر والعبد
كالكفارة
فإن قلنا إن السيد يقسم أقسم المكاتب فى قتل عبده فإن
لم يقسم حتى عجز عن أداء الكتابة أقسم المولى
وإن قتل عبد وهناك لوث ووصى موله بقيمته لم ولده ولم
يقسم السيد حتى مات ولم تقسم الورثة فهل تقسم أم
الولد فيه قولن أحدهما تقسم
والثانى ل تقسم كما قلنا فى غرماء الميت إذا كان له دين
وله شاهد ولم تحلف الورثة إن الغرماء يقسمون فى أحد
القولين ول يقسمون فى الخآر وقد بينا ذلك فى التفليس
فصل وإن قتل مسلم وهناك لوث فلم يقسم وليه حتى ارتد
المدعى لم يقسم لنه إذا أقدم على الردة وهى من أكبر
الكبائار لم يؤمن أن يقدم على اليمين الكاذبة
فإن أقسم صحت القسامة وقال المزنى رحمه الله ل تصح
لنه كافر فل يصح يمينه بالله وهذا خآطأ لن القصد
بالقسامة اكتساب المال والمرتد من أهل الكتساب فإذا
أقسم وجأب القصاص ) لوارثه ( أو الدية
فإن رجأع إلى السلم كان له وإن مات على الردة كان ذلك
لبيت المال فيئا
وقال أبو على بن خآيران وأبو حفص بن الوكيل يبنى وجأوب
الدية بقسامته على حكم ملكه فإن قلنا إن ملكه ل
____________________
) (2/321
يزول بالردة أو قلنا إنه موقوف فعاد إلى السلم ثبتت الدية
وإن قلنا إن ملكه يزول بالردة أو قلنا إنه موقوف فلم يسلم
حتى مات لم تثبت الدية وهذا غلط لن اكتسابه للمال يصح
على القوال كلها وهذا اكتساب
فصل فى ومن توجأهت عليه يمين فى دم غلظ عليه فى
اليمين لما روى أن عبد الرحمن بن عوف رضى الله عنه مر
بقوم يحلفون بين الركن والمقام فقال أعلي دم قيل ل
قال أفعلي عظيم من المال قيل ل قال لقد خآشيت أن يبهأ
الناس بهذا المقام
وإن كانت اليمين فى نكاح أو طلق أو حد قذف أو غيرها مما
ليس بمال ول المقصود منه المال غلظ لنه ليس بمال ول
المقصود منه المال فغلظ اليمين فيه كالدم
وإن كانت اليمين فى مال أو ما يقصد به المال فإن كان يبلغ
عشرين مثقال غلظ وإن لم يبلغ ذلك لم يغلظ لن عبد
الرحمن بن عوف فرق بين المال العظيم وبين ما دونه
فإن كانت اليمين فى دعوى عتق فإن كان السيد هو الذى
يحلف فإن كانت قيمة العبد تبلغ عشرين مثقال غلظ اليمين
وإن لم تبلغ عشرين مثقال لم يغلظ لن المولى يحلف
لثبات المال ففرق بين القليل والكثير كأروش الجنايات
فإن كان الذى يحلف هو العبد غلظ قلت قيمته أو كثرت لنه
يحلف لثبات العتق والعتق ليس بمال ول المقصود منه
المال فلم تعتبر قيمته كدعوى القصاص ول فرق بين أن
يكون في طرف قليل الرش أو فى طرف كثير الرش
فصل والتغليظ قد يكون بالزمان وبالمكان وفى اللفظ
فأما التغليظ بالمكان ففيه قولن أحدهما أنه يستحب
والثانى أنه واجأب
وأما التغليظ بالزمان فقد ذكر الشيخ أبو حامد السفرايينى
رحمه الله أنه يستحب وقد بينا ذلك فى اللعان
وقال أكثر أصحابنا إن التغليظ بالزمان كالتغليظ بالمكان
وفيه قولن وأما التغليظ باللفظ فهو مستحب وهو أن
يقول والله الذى ل إله إل هو عالم الغيب والشهادة الرحمن
الرحيم الذى يعلم من السر ما يعلم من العلنية لما روى أن
النبى صلى الله عليه وسلم أحلف رجأل فقال قل والله الذى
ل إله إل هو ولن القصد باليمين الزجأر عن الكذب وهذه
اللفاظ أبلغ في الزجأر وأمنع من القدام على الكذب وإن
اقتصر على قوله والله أجأزأه لن النبى صلى الله عليه
وسلم اقتصر فى إحلف ركانة على قوله والله
وإن اقتصر على صفة من صفات الذات كقوله وعزة الله
أجأزأه لنها بمنزلة قوله والله فى الحنث فى اليمين وإيجاب
الكفارة
وإن حلف بالمصحف وما فيه من القرآن فقد حكى
الشافعى رحمه الله عن مطرف أن ابن الزبير كان يحلف
على المصحف قال ورأيت مطرفا بصنعاء يحلف على
المصحف
قال الشافعى وهو حسن ولن القرآن من صفات الذات
ولهذا يجب بالحنث فيه الكفارة
وإن كان الحالف يهوديا أحلفه بالله الذى أنزل التوراة على
موسى ونجاه من الغرق
وإن كان نصرانيا أحلفه بالله الذى أنزل النجيل على عيسى
وإن كان مجوسيا أو وثنيا أحلفه بالله الذى خآلقه وصوره
فصل ول يصح اليمين فى الدعوى إل أن يستحلفه القاضى
لن ركانة بن عبد يزيد قال لرسول الله صلى الله عليه
وسلم يا رسول الله إنى طلقت امرأتى سهيبة ألبتة والله ما
أردت إل واحدة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم والله
ما أردت إل واحدة قال ركانة والله ما أدت إل واحدة ولن
العتبار بنية الحاكم فإذا حلف من غير استحلفه نوى ما ل
يحنث به فيجعل ذلك طريقا إلى إبطال الحقوق
وإن وصل بيمينه استثناء أو شرطا أو وصله بكلم لم يفهمه
أعاد عليه اليمين من أولها
وإن كان الحالف أخآرس ول يفهم إشارته وقف المر إلى أن
يفهم إشارته
فإن طلب المدعى أن يرد اليمين عليه لم يرد اليمين عليه
لن رد اليمين يتعلق بنكول المدعى عليه ول يوجأد النكول
فإن كان الذى عليه اليمين حلف بالطلق أنه ل يحلف بيمين
مغلظة فإن كان التغليط مستحقا عليه لزمه أن يحلف
وإن حنث فى يمينه بالطلق كما لو حلف بالطلق أنه ل
يحلف عند القاضى فإن امتنع جأعل ناكل وردت اليمين على
خآصمه
وإن كان التغليظ غير مستحق لم يلزمه أن يحلف يمينا
مغلظة وإن امتنع من التغليظ لم يجعل ناكل
فصل فى وإن حلف على فعل نفسه فى نفى أو إثبات حلف
على القطع لنه علمه يحيط بحاله فيما فعل وفيما لم يفعل
وإن حلف على فعل غيره فإن كان فى إثبات حلف على
القطع لن له طريقا إلى العلم بما فعل غيره
وإن كان على نفى حلف على نفى العلم فيقول والله ل
أعلم أن أبى أخآذ منك مال ول أعلم أن أبى أبرأك من دينه
لنه ل طريق له إلى القطع بالنفى فلم يكلف اليمين عليه
____________________
) (2/322
فصل وإن ادعى عليه دين من بيع أو قرض فأجأاب بأنه ل
يستحق عليه شيء ولم يتعرض للبيع والقرض لم يحلف إل
على ما أجأاب ول يكلف أن يحلف على نفى البيع والقرض
لنه يجوز أن يكون قد استقرض منه أو ابتاع ثم قضاه أو
أبرأه منه
فإذا حلف على نفى البيع والقرض حلف كاذبا وإن أجأاب
بأنه ما باعنى ول أقرضني ففى الحلف وجأهان أحدهما أنه
يحلف أنه ل يستحق عليه شيء ول يكلف أن يحلف على نفى
البيع والقرض لما ذكرناه من التعليل
والثانى أنه يحلف على نفى البيع والقرض لنه نفى ذلك
فى الجواب فلزمه أن يحلف على النفى فإن ادعى رجأل
على رجأل ألف درهم فأنكر حلف أنه يحلف على نفى البيع
والقرض لنه نفى ذلك فى الجواب فلزمه أن يحلف على
النفى فإن ادعى رجأل على رجأل ألف درهم فأنكر حلف أنه
ل يستحق عليه ما يدعيه ول شيئا منه
فإن حلف أنه ل يستحق عليه اللف لم يجزه لن يمينه على
نفى اللف ل يمنع وجأوب بعضها
فصل وإن كان لجماعة على رجأل حق فوكلوا رجأل فى
استحلفه لم يجز أن يحلف لهم يمينا واحدة لن لكل واحد
منهم عليه يمينا فلم تتداخآل فإن رضوا بأن يحلف لهم يمينا
واحدة ففيه وجأهان أحدهما أنه يجوز كما يجوز أن يثبت ببينة
واحدة حقوق الجماعة
والثانى وهو المذهب أنه ل يجوز لن القصد من اليمين
الزجأر وما يحصل من الزجأر بالتفريق ل يحصل بالجمع فلم
يجز وإن رضوا كما لو رضيت المرأة أن يقتصر الزوج فى
اللعان على شهادة واحدة
كتاب الشهادات تحمل الشهادة وأداؤها فرض لقوله عز
وجأل } ول يأب الشهداء إذا ما دعوا { وقوله تعالى } ول
تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه آثم قلبه { قال ابن عباس
رضى الله عنه من الكبائار كتمان الشهادة لن الله تعالى
يقول } ومن يكتمها فإنه آثم قلبه { فهى فرض على
الكفاية فإن قام بها من فيه كفاية سقط الفرض عن
الباقين لن المقصود بها حفظ الحقوق وذلك يحصل
ببعضهم
وإن كان فى موضع ل يوجأد فيه غيره ممن يقع به الكفاية
تعين عليه لنه ل يحصل المقصود إل به فتعين عليه ويجب
الشهاد على عقد النكاح وقد بيناه فى النكاح
وهل يجب على الرجأعة فيه قولن وقد بيناهما فى الرجأعة
وأما ما سوى ذلك من العقود كالبيع والجأارة وغيرهما
فالمستحب أن يشهد عليه لقوله تعالى } وأشهدوا إذا
تبايعتم { ول يجب لما روى أن النبى صلى الله عليه وسلم
ابتاع من أعرابى فرسا فجحده فقال النبى صلى الله عليه
وسلم من يشهد لى فقال خآزيمة بن ثابت النصارى أنا
أشهد لك قال لم تشهد ولم تحضر فقال نصدقك على أخآبار
السماء ول نصدقك على أخآبار الرض فسماه النبى صلى
الله عليه وسلم ذا الشهادتين
فصل ومن كانت عنده شهادة فى حد لله تعالى فالمستحب
أل يشهد به لنه مندوب إلى ستره ومأمور بدرئاه
فإن شهد به جأاز لنه شهد أبو بكرة ونافع وشبل بن معبد
على المغيرة بن شعبة بالزنا عند عمر رضى الله عنه فلم
ينكر عمر ول غيره من الصحابة عليهم ذلك ومن كانت عنده
شهادة لدمى فإن كان صاحبها يعلم بذلك لم يشهد قبل أن
يسأل لقوله عليه السلم خآير الناس قرنى ثم الذين يلونهم
ثم الذين يلونهم ثم يفشو الكذب حتى يشهد الرجأل قبل أن
يستشهد وإن كان صاحبها ل يعلم شهد قبل أن يسأل لما
روى زيد
____________________
) (2/323
بن خآالد رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال
خآير الشهود الذى يأتى بالشهادة قبل أن يسألها
فصل فى ول يجوز لمن تعين عليه فرض الشهادة أن يأخآذ
عليها أجأرة لنه فرض تعين عليه فلم يجز أن يأخآذ عليه أجأرة
كسائار الفرائاض
ومن لم يتعين عليه ففيه وجأهان أحدهما أنه يجوز له أخآذ
الجأرة ) كسائار الفرائاض ( لنه ل يتعين عليه فجاز أن يأخآذ
عليه أجأرة كما يجوز على كتب الوثيقة
والثانى أنه ل يجوز لنه تلحقه التهمة بأخآذ العوض
باب من تقبل شهادته ومن ل تقبل ل تقبل شهادة الصبى
لقوله تعالى } واستشهدوا شهيدين من رجأالكم فإن لم
يكونا رجألين فرجأل وامرأتان { والصبى ليس من الرجأال
ولما روى أن النبى صلى الله عليه وسلم قال رفع القلم
عن ثلثة عن الصبى حتى يبلغ وعن النائام حتى يستيقظ
وعن المجنون حتى يفيق ولنه إذا لم يؤتمن على حفظ
أمواله فلن ل يؤتمن على حفظ حقوق غيره أولى
ول تقبل شهادة المجنون للخبر والمعنى الذى ذكرناه
ول تقبل شهادة المغفل الذى يكثر منه الغلط لنه ل يؤمن
أن يغلط فى شهادته وتقبل الشهادة ممن يقل منه الغلط
لن أحدا ل ينفك من الغلط
واخآتلف أصحابنا فى شهادة الخآرس فمنهم من قال تقبل
لن إشارته كعبارة الناطق فى نكاحه وطلقه فكذلك فى
الشهادة
ومنهم من قال ل تقبل لن إشارته أقيمت مقام العبارة
فى موضع الضرورة وهو فى النكاح والطلق لنها ل تستفاد
إل من جأهته ول ضرورة بنا إلى شهادته لنها تصح من غيره
بالنطق فل تجوز بإشارته
فصل ول تقبل شهادة العبد لنها أمر ل يتبعض بنى على
التفاضل فلم يكن للعبد فيه مدخآل كالميراث والرحم
ول تقبل شهادة الكافر لما روى معاذ رضى الله عنه قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ل تجوز شهادة أهل
دين على أهل دين آخآر إل المسلمين فإنهم عدول على
أنفسهم وعلى غيرهم ولنه لم تقبل شهادة ) من يشهد
بالزور على الدمي فلن ل تقبل شهادة من شهد بالزور
على الله تعالى أولى
ول تقبل شهادة ( فاسق لقوله تعالى } إن جأاءكم فاسق
بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم
نادمين { فإن ارتكب كبيرة كالغصب والسرقة والقذف
وشرب الخمر فسق وردت شهادته سواء فعل ذلك مرة أو
تكرر منه والدليل عليه قوله عز وجأل } والذين يرمون
المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجألدوهم ثمانين جألدة
ول تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون { وروى
أن النبى صلى الله عليه وسلم قال ل تجوز شهادة خآائان ول
خآائانة ول زان ول زانية ول ذى عمر على أخآيه فورد النص
فى القذف والزنا وقسنا عليهما سائار الكبائار ولن من
ارتكب كبيرة ولم يبال شهد بالزور ولم يبال
وإن تجنب الكبائار وارتكب الصغائار فإن كان ذلك نادرا من
أفعاله لم يفسق ولم ترد شهادته وإن كان ذلك غالبا فى
أفعاله فسق وردت شهادته لنه ل يمكن رد شهادته بالقليل
من الصغائار لنه ل يوجأد من يمحض الطاعة ول يخلطها
بمعصية ولهذا قال النبى صلى الله عليه وسلم ما منا إل من
عصى أو هم بمعصية إل يحيى بن زكريا ولهذا قال الشاعر
) الرجأز ( من لك بالمحض وليس محض يخبث بعض ويطيب
بعض ول يمكن قبول استجاز أن يشهد بالزور فعلقنا الحكم
على الغالب من أفعاله لن الحكم للغالب والنادر ل حكم له
ولهذا قال الله تعالى } فمن ثقلت موازينه {
____________________
) (2/324
الشهادة مع الكثير من الصغائار لن من استجاز الكثار من
الصغائار } فأولئ
تم إعداد هذا الملف آليا بواسطة المكتبة الشاملة
المهذب في فقه المام الشافعي
إبراهيم بن علي بن يوسف الشيرازي أبو إسحاق
سنة الولدة /سنة الوفاة
تحقيق
الناشر دار الفكر
سنة النشر
مكان النشر بيروت
عدد الجأزاء 2
أنه يحلف صاحب العلو ويقضى له لن المقصود بها منفعة
صاحب العلو
وإن تداعيا سلما منصوبا حلف صاحب العلو وقضى له لنه
يختص بالنتفاع به فى الصعود
وإن تداعيا صحن الدار نظرت فإن كانت الدرجأة فى الصحن
حلفا وجأعل بينهما لن لكل واحد منهما يدا عليه وإن كانت
الدرجأة فى الدهليز ففيه وجأهان أحدهما أنها بينهما لن لكل
واحد منهما يدا ولهذا لو تنازعا فى أصل الدار كانت بينهما
والثانى أنه لصاحب السفل لنها فى يده ولهذا يجوز أن
يمنع صاحب العلو من الستطراق فيها
فصل وإن تداعى رجألن مسناة بين نهر أحدهما وأرض الخآر
حلفا وجأعل بينهما لن فيها منفعة لصاحب النهر لنها تجمع
الماء فى النهر ولصاحب الرض منها منفعة لنها تمنع الماء
من أرضه
فصل وإن تداعى رجألن دابة وأحدهما راكبها والخآر آخآذ
بلجامها حلف الراكب وقضى له
وقال أبو إسحاق رحمه الله هى بينهما لن كل واحد منهما
لو انفرد لكانت له والصحيح هو الول لن الراكب هو
المنفرد بالتصرف فقضى له
وإن تداعيا عمامة وفى يد أحدهما منها ذراع وفى يد الخآر
الباقى حلفا وجأعلت بينهما لن يد كل واحد منهما ثابتة على
العمامة
وإن تداعيا عبدا ولحدهما عليه ثياب حلفا وجأعل بينهما ول
يقدم صاحب الثياب لن منفعة الثياب تعود إلى العبد ل إلى
صاحب الثياب
فصل فى وإن كان فى يد رجأل عبد بالغ عاقل فادعى أنه
عبده فإن صدقه حكم له بالملك وإن كذبه فالقول قوله مع
يمينه لن الظاهر الحرية
وإن كان طفل ل يميز فالقول قول المدعى لنه ل يعبر عن
نفسه وهو في يده فهو كالبهيمة وإن بلغ هذا الطفل فقال
لست بمملوك له لم يقبل قوله لنا حكمنا له بالملك فل
يسقط بإنكاره
وإن جأاء رجأل فادعى أنه ابنه لم يثبت نسبه بمجرد دعواه
لن فيه إضرارا بصاحب الملك لنه ربما يعتقه فيثبت له عليه
الولء وإذا ثبت نسبه لمن يدعى النسب سقط حق ولئاه
وإن كان مراهقا وادعى أنه مملوكه فأنكر ففيه وجأهان
أحدهما أنه ل يحكم بالملك لنه يعبر عن نفسه فلم يحكم
بملكه مع إنكاره كالبالغ
والثانى أنه يحكم له بالملك وهو الصحيح لنه ل حكم لقوله
فصل فى وإن تداعى الزوجأان متاع البيت الذى يسكنانه ول
بينة حلفا وجأعل الجميع بينهما نصفين لنه في يدهما فجعل
بينهما كما لو تداعيا الدار التى يسكنان فيها
وإن تداعى المكرى والمكترى المتاع الذى فى الدار المكراة
فالقول قول المكترى لن يده ثابتة على ما فى الدار
وإن تداعيا سلما غير مسمر فهو للمكترى لنه كالمتاع وإن
تداعيا سلما مسمرا فالقول قول المكرى لنه من أجأزاء
الدار وإن تداعيا الرفوف المسمرة فالقول قول المكرى
لنها متصلة بالدار فصارت كأجأزائاها
وإن كانت غير مسمرة فقد قال الشافعى رحمه الله أنهما
يتحالفان وتجعل بينهما لن الرفوف قد تترك فى العادة
وقد تنقل عنها فيجوز أن تكون للمكترى ويجوز أن تكون
للمكرى فجعل بينهما
فصل ومن وجأب له حق على رجأل وهو غير ممتنع من دفعه
لم يجز لصاحب الحق أن يأخآذ من ماله حقه بغير إذنه لن
الخيار فيما يقضى به الدين إلى من عليه الدين
ول يجوز أن يأخآذ إل ما يعطيه وإن أخآذ بغير إذنه لزمه رده
فإن تلف ضمنه لنه ) أخآذ ( مال غيره بغير حق
وإن كان ممتنعا من أدائاه فإن لم يقدر على أخآذه بالحاكم
فله أن يأخآذ من ماله لقوله صلى الله عليه وسلم ل ضرر ول
إضرار وفى منعه من أخآذ ماله فى هذا الحال إضرار به وإن
كان يقدر على أخآذه بالحاكم بأن تكون له عليه بينة ففيه
وجأهان أحدهما أنه ل يجوز أن يأخآذه لنه يقدر على أخآذه
بالحاكم فلم يجز أن يأخآذه بنفسه
والثانى وهو المذهب أنه يجوز لن هندا قالت يا رسول الله
إن أبا سفيان رجأل شحيح وإنه ل يعطينى ما يكفينى وولدى
إل ما آخآذه سرا فقال عليه السلم خآذى ما يكفيك وولدك
بالمعروف فأذن لها فى الخآذ مع القدرة على الخآذ بالحاكم
ولن عليه فى المحاكمة مشقة فجاز له أخآذه
فإن كان الذى قدر عليه من جأنس حقه أخآذ قدر حقه وإن
كان من غير جأنسه أخآذه ول يجوز أن يتملكه لنه من غير
جأنس ماله فل يجوز أن يتملكه
____________________
) (2/317
ولكن يبيعه ويصرف ثمنه فى حقه وفى كيفية البيع وجأهان
أحدهما أنه يواطىء رجأل ليقر له بحق وأنه ممتنع من أدائاه
فيبيع الحاكم المال عليه
والثانى وهو المذهب أنه يبيع المال بنفسه لنه يتعذر عليه
أن يثبت الحق عند الحاكم وأنه ممتنع من بيعه فملك بيعه
بنفسه
فإن تلفت العين قبل البيع ففيه وجأهان أحدهما أنها تتلف
من ضمان من عليه الحق ول يسقط دينه لنها محبوسة
لستيفاء حقه منها فكان هلكها من ضمان المالك كالرهن
والوجأه الثانى أنها تتلف من ضنمان صاحب الحق لنه أخآذها
بغير إذن المالك فتلفت من ضمانه بخلف الرهن فإنه أخآذه
بإذن المالك فتلف من ضمانه
باب اليمين فى الدعاوى إذا ادعى رجأل على رجأل حقا
فأنكره ولم يكن للمدعى بينة فإن كان ذلك فى غير الدم
حلف المدعى عليه فإن نكل عن اليمين ردت اليمين على
المدعى وقد بينا ذلك فى باب الدعاوى وإن كانت الدعوى
فى دم ولم يكن للمدعى بينة فإن كان فى قتل ل يوجأب
القصاص نظرت فإن كان هناك لوث حلف المدعى خآمسين
يمينا وقضى له بالدية والدليل عليه ما روى سهل بن أبى
حثمة أن عبد الله ومحيصة خآرجأا إلى خآيبر من جأهد أصابهما
فأتى محيصة وذكر أن عبد الله طرح فى فقير أو عين ماء
فأتى يهودا فقال أنتم والله قتلتموه قالوا والله ما قتلناه
فأقبل هو وأخآوه حويصة وعبد الرحمن أخآو المقتول إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم فذهب محيصة يتكلم فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم الكبر الكبر فتكلم حويصة
ثم تكلم محيصة فقال رسول الله إما أن يدوا صاحبكم وإما
أن يأذنوا بحرب من الله ورسوله فكتب إليهم رسول الله
صلى الله عليه وسلم ذلك فكتبوا إنا والله ما قتلناه فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم لحويصة ومحيصة وعبد
الرحمن أتحلفون خآمسين وتستحقون دم صاحبكم فقالوا ل
قال أيحلف لكم يهود قالوا ل ليسوا بمسلمين فوداه رسول
الله صلى الله عليه وسلم من عنده فبعث إليهم بمائاة ناقة
قال سهل لقد ركضتنى منها ناقة حمراء
ولن باللوث تقوى جأنبة المدعى ويغلب على الظن صدقه
فسمعت يمينه كالمدعى إذا شهد له عدل وحلف معه
وإن كانت الدعوى في قتل يوجأب القود ففيه قولن قال
فى القديم يجب القود بأيمان المدعى لنها حجة يثبت بها
قتل العمد فوجأب بها القود كالبينة
وقال فى الجديد ل يجب لقوله صلى الله عليه وسلم إما أن
يدوا صاحبكم أو يأذنوا بحرب من الله ورسوله فذكر الدية
ولم يذكر القصاص ولنه حجة ل يثبت بها النكاح فل يثبت بها
القصاص كالشاهد واليمين
فإن قلنا بقوله القديم وكانت الدعوى على جأماعة وجأب
القود عليهم
وقال أبو إسحاق رحمه الله ل يقتل إل واحد يختاره الولى
لنها بينة ضعيفة فل يقتل بها جأماعة وهذا خآطأ لن الجماعة
عندنا تقتل بالواحد والقسامة على هذا القول كالبينة فى
إيجاب القود فإذا قتل بها الواحد قتل بها الجماعة
فصل فى وإن كان المدعى جأماعة ففيه قولن أحدهما أنه
يحلف كل واحد منهم خآمسين يمينا لن ما حلف به الواحد
إذا انفرد حلف به كل واحد من الجماعة كاليمين الواحدة فى
سائار الدعاوى
والقول الثانى أنه يقسط عليهم الخمسون يمينا على قدر
مواريثهم لنه لما قسط عليهم ما يجب بأيمانهم من الدية
على قدر مواريثهم وجأب أن تقسط اليمان أيضا على قدر
مواريثهم
وإن دخآلها كسر جأبر الكسر لن اليمين الواحدة ل تتبعض
فكملت
فإن نكل المدعى عن اليمين ردت اليمين على المدعى
____________________
) (2/318
عليه فيحلف خآمسين يمينا لقوله عليه الصلة السلم
يبرئاكم يهود منهم بخمسين يمينا ولن التغليظ بالعدد لحرمة
النفس وذلك يوجأد في يمين المدعى والمدعى عليه
وإن كان المدعى عليه جأماعة ففيه قولن أحدهما أنه يحلف
كل واحد منهم خآمسين يمينا
والثانى أن الخمسين تقسط على عددهم
والصحيح من القولين ههنا أن يحلف كل واحد منهم خآمسين
يمينا والصحيح من القولين فى المدعين أنهم يحلفون
خآمسين يمينا
والفرق بينهما أن كل واحد من المدعى عليه ينفى عن
نفسه ما ينفيه لو انفرد وليس كذلك المدعون فإن كل واحد
منهم ل يثبت لنفسه ما يثبته إذا انفرد
فصل فأما إذا لم يكن لوث ول شاهد فالقول قول المدعى
عليه مع يمينه لقوله صلى الله عليه وسلم لو أن الناس
أعطوا بدعواهم لدعى ناس من الناس دماء ناس وأموالهم
ولكن اليمين على المدعى عليه ولن اليمين إنما جأعلت فى
جأنبة المدعى عند اللوث لقوة جأنبته باللوث فإذا عدم اللوث
حصلت القوة فى جأنبة المدعى عليه لن الصل براءة ذمته
وعدم القتل فعادت اليمين إليه
وهل تغلظ بالعدد فيه قولن أحدهما أنها ل تغلظ بل يحلف
يمينا واحدة وهو اخآتيار المزني لنها يمين توجأهت على
المدعى عليه ابتداء فلم تغلظ بالعدد كما فى سائار الدعاوى
والثانى أنها تغلظ فيحلف خآمسين يمينا وهو الصحيح لن
التغليظ بالعدد لحرمة الدم وذلك موجأود مع عدم اللوث
فإن قلنا إنها يمين واحدة فإن كان المدعى عليه جأماعة
حلف كل واحد منهم يمينا واحدة فإن نكلوا ردت اليمين على
المدعى فإن كان واحدا حلف يمينا واحدة وإن كانوا جأماعة
حلف كل واحد منهم يمينا واحدة
وإن قلنا يغلظ بالعدد وكان المدعى عليه واحدا حلف
خآمسين يمينا
وإن كانوا جأماعة فعلى القولين أحدهما أنه يحلف كل واحد
خآمسين يمينا
والثانى أنه يقسط على عدد رؤسهم فإن نكلوا ردت اليمين
على المدعى
فإن كان واحدا حلف خآمسين يمينا وإن كانوا جأماعة فعلى
القولين أحدهما أنه يحلف كل واحد منهم خآمسين يمينا
والثانى أنه يقسط عليهم خآمسون يمينا على قدر مواريثهم
من الدية وإذا نكل المدعى عليه فحلف المدعى وقضى له
فإن كان فى قتل يوجأب المال قضى له بالدية وإن كان فى
قتل يوجأب القصاص وجأب القصاص قول واحدا لن يمين
المدعى مع نكول المدعى عليه كالبينة فى أحد القولين
وكالقرار فى القول الخآر والقصاص يجب بكل واحد منهما
فصل فى وإن ادعى القتل على اثنين وعلى أحدهما لوث
دون الخآر حلف المدعى على صاحب اللوث لوجأود اللوث
وحلف الذى ل لوث عليه لعدم اللوث
وإن ادعى القتل على جأماعة ل يصح اشتراكهم على القتل
لم تسمع دعواه لنها دعوى محال
وإن ادعى القتل على ثلثة وهناك لوث فحضر منهم واحد
وغاب اثنان وأنكر الحاضر حلف المدعى خآمسين يمينا فإن
حضر الثانى وأنكر ففيه وجأهان أحدهما أنه يحلف عليه
خآمسين يمينا لنهما لو حضرا ذكر كل واحد منهما فى يمينه
فإذا انفرد وجأب أن يكرر ذكره
والوجأه الثانى أنه يحلف خآمسا وعشرين يمينا لنهما لو
حضرا حلف عليهما خآمسين يمينا فإذا انفرد وجأب أن يحلف
عليه نصف الخمسين
فإن حضر الثالث وأنكر ففيه وجأهان أحدهما أنه يحلف عليه
خآمسين يمينا
والثانى أنه يحلف عليه ثلث خآمسين يمينا ويجبر الكسر
فيحلف سبع عشرة يمينا
وإن قال قتله هذا عمدا ول أعلم كيف قتله الخآران أقسم
على الحاضر ووقف المر إلى أن يحضر الخآران فإن حضرا
وأقرا بالعمد ففى القود قولن وإن أقر بالخطإ وجأب على
الول ثلث الدية مغلظة وعلى كل واحد من الخآرين ثلث
الدية مخففة
وإن أنكر القتل ففيه وجأهان أحدهما أنه ل يحلف لنه ل يعلم
ما يحلف عليه ول يعلم الحاكم ما يحكم به
والثانى وهو قول أبى إسحاق أنه يحلف لن جأهله بصفة
القتل ليس بجهل بأصل القتل فإذا حلف حبسا حتى يصفا
القتل
وإن قال قتله هذا ونفر ل أعلم عددهم فإن قلنا إنه ل يجب
القود لم يقسم على الحاضر لنه ل يعلم ما يخصه
وإن قلنا إنه يجب القود ففيه وجأهان أحدهما أنه يقسم لن
الجماعة تقتل بالواحد فلم يضر الجهل بعددهم
والثانى وهو قول أبى إسحاق أنه ل يقسم لنه ربما عفا عن
القود على الدية ول يعلم ما يخصه منها
فصل فى واللوث الذى يثبت لجأله اليمين فى جأنبة المدعى
هو أن يوجأد معنى يغلب معه على الظن صدق المدعى فإن
وجأد القتيل
____________________
) (2/319
فى محلة أعدائاه ل يخالطهم غيرهم كان ذلك لوثا فيحلف
المدعى لن قتيل النصار وجأد فى خآيبر وأهلها أعداء
للنصار فجعل النبى صلى الله عليه وسلم اليمين على
المدعين ) عليهم ( فصار هذا أصل لكل من يغلب معه على
الظن صدق المدعى فيجعل القول المدعى مع يمينه
وإن كان يخالطهم غيرهم لم يكن لوثا لجواز أن يكون قتله
غيرهم وإن تفرقت جأماعة عن قتيل فى دار أو بستان
وادعى الولى أنهم قتلوه فهو لوث فيحلف المدعى ) أنهم
قتلوه ( لن الظاهر أنهم قتلوه
وإن وجأد قتيل فى زحمة فهو لوث فإن ادعى الولى أنهم
قتلوه حلف وقضى له
وإن وجأد قتيل فى أرض وهناك رجأل معه سيف مخضب
بالدم وليس هناك غيره فهو لوث فإن ادعى الولى عليه
القتل حلف ) عليه ( لن الظاهر أنه قتله فإن كان هناك
غيره من سبع أو رجأل مول لم يثبت اللوث على صاحب
السيف لنه يجوز أن يكون قتله السبع أو الرجأل المولى
وإن تقابلت طائافتان فوجأد قتيل من إحدى الطائافتين فهو
لوث على الطائافة الخآرى فإن ادعى الولى أنهم قتلوه
حلف وقضى له بالدية لن الظاهر أنه لم تقتله طائافة
وإن شهد جأماعة من النساء أو العبيد على رجأل بالقتل
نظرت فإن جأاءوا دفعة واحدة وسمع بعضهم كلم البعض لم
يكن ذلك لوثا لنه يجوز أن يكونوا قد تواطأوا على الشهادة
وإن جأاؤوا متفرقين واتفقت أقوالهم ثبت اللوث ويحلف
الولى معهم
وإن شهد صبيان أو فساق أو كفار على رجأل بالقتل وجأاءوا
دفعة واحدة وشهدوا لم يكن ذلك لوثا لنه يجوز أن يكونوا
قد توطأوا على الشهادة
فإن جأاءوا متفرقين وتوافقت أقوالهم ففيه وجأهان
أحدهما أن ذلك لوث لن اتفاقهم على شيء واحد من غير
تواطىء يدل على صدقهم
والثانى أنه ليس بلوث لنه ل حكم لخبرهم فلو أثبتنا بقولهم
لوثا لجعلنا لخبرهم حكما
وإن قال المجروح قتلنى فلن ثم مات لم يكن قوله لوثا لنه
دعوى ول يعلم به صدقه فل يجعل لوثا فإن شهد عدل على
رجأل بالقتل فإن كانت الدعوى فى قتل يوجأب المال حلف
المدعى يمينا وقضى له بالدية لن المال يثبت بالشاهد
واليمين
وإن كانت فى قتل يوجأب القصاص حلف خآمسين يمينا
ويجب القصاص فى قوله القديم والدية فى قوله الجديد
فصل وإن شهد واحد أنه قتله فلن بالسيف وشهد آخآر أنه
قتله بالعصا لم يثبت القتل بشهادتهما لنه لم تتفق
شهادتهما على قتل واحد
وهل يكون ذلك لونا يوجأب القسامة فى جأانب المدعى قال
فى موضع يوجأب القسامة وقال فى موضع ل يوجأب
القسامة
واخآتلف أصحابنا فى ذلك فقال أبو إسحاق هو لوث يوجأب
القسامة قول واحدا لنهما اتفقا على إثبات القتل وإنما
اخآتلفا فى صفته وجأعل القول الخآر غلطا من الناقل
وقال أبو الطيب بن سلمة وابن الوكيل أن ذلك ليس بلوث
ول يوجأب القسامة قول واحدا لن كل واحد منهما يكذب
الخآر فل يغلب على الظن صدق ما يدعيه والقول الخآر غلط
من الناقل
ومنهم من قال فى المسألة قولن أحدهما أنه لوث يوجأب
القسامة
والثانى ليس بلوث ووجأههما ما ذكرناه
وإن شهد واحد أنه قتله فلن وشهد آخآر أنه أقر بقتله لم
يثبت القتل بشهادتهما لن أحدهما شهد بالقتل والخآر شهد
بالقرار وثبت اللوث على المشهود عليه وتخالف المسألة
قبلها فإن هناك كل واحد منهما يكذب الخآر وههنا كل واحد
منهما غير مكذب للخآر بل كل واحد منهما يقوى الخآر
فيحلف المدعى مع من شاء منهما
فإن كان القتل خآطأ حلف يمينا واحدة وثبتت الدية فإن
حلف مع من شهد بالقتل وجأبت الدية على العاقلة لنها
تثبت بالبينة
وإن حلف مع من شهد بالقرار وجأبت الدية فى ماله لنها
تثبت بالقرار وإن كان القتل موجأبا للقصاص حلف المدعى
خآمسين يمينا ووجأب له القصاص فى أحد القولين والدية
فى الخآر وإن ادعى على رجأل أنه قتل وليه ولم يقل عمدا
ول خآطأ وشهد له بما ادعاه شاهد لم يكن ذلك لوثا لنه لو
حلف مع شاهده لم يمكن الحكم بيمينه لنه ل يعلم صفة
القتل حتى يستوفى موجأبه فسقطت الشهادة وبطل اللوث
فصل فى وإن شهد شاهدان أن فلنا قتله أحد هذين
الرجألين ولم يعينا ثبت اللوث فيحلف الولى على من يدعى
القتل عليه لنه قد ثبت أن المقتول قتله أحدهما فصار كما
لو وجأد بينهما مقتول
فإن شهد شاهد على رجأل أنه قتل أحد هذين الرجألين لم
يثبت اللوث لن اللوث ما يغلب معه على الظن صدق ما
يدعيه المدعى ول يعلم أن الشاهد لمن شهد من الوليين فل
يغلب على الظن صدق واحد من الوليين فلم يثبت فى حقه
لوث وإن ادعى أحد الوارثين قتل مورثه على رجأل فى
موضع اللوث وكذبه الخآر سقط حق المكذب من القسامة
وهل يسقط اللوث فى حق المدعى فيه قولن أحدهما أنه ل
يسقط فيحلف ويستحق نصف الدية
____________________
) (2/320
وهو اخآتيار المزني لن القسامة مع اللوث كاليمين مع
الشاهد ثم تكذيب أحد الوارثين ل يمنع الخآر من أن يحلف
مع الشهادة فكذلك تكذيب أحد الوارثين ل يمنع الخآر من أن
يقسم مع اللوث والقول الثانى أنه يسقط لن اللوث يدل
على صدق المدعى من جأهة الظن وتكذيب المنكر يدل على
كذب المدعى من جأهة الظن فتعارضا وسقطا وبقى القتل
بغير لوث فيحلف المدعى عليه على ما ذكرناه
وإن قال أحد البنين قتل أبى زيد ورجأل آخآر ل أعرفه وقال
الخآر قتله عمرو ورجأل آخآر ل أعرفه أقسم كل واحد
) منهما ( على من عينه ويستحق عليه ربع الدية لن كل
واحد منهما غير مكذب للخآر لجواز أن يكون الخآر هو الذى
ادعى عليه أخآوه
فإن رجأعا وقال كل واحد منهما علمت أن الخآر هو الذى
ادعى عليه أخآى أقسم كل واحد منهما على الذى ادعى عليه
أخآوه ويستحق عليه ربع الدية
وإن قال كل واحد منهما علمت أن الخآر غير الذى ادعى
عليه أخآى صار كل واحد منهما مكذبا للخآر
فإن قلنا إن تكذيب أحدهما ل يسقط اللوث أقسم كل واحد
منهما على الذى عينه ثانيا واستحق عليه ربع الدية
وإن قلنا إن التكذيب يسقط اللوث بطلت القسامة فإن أخآذ
شيئا رده ويكون القول المدعى عليه مع يمينه
وإن ادعى القتل على رجأل عليه لوث فجاء آخآر وقال أنا
قتلته ولم يقتله هذا لم يسقط حق المدعى من القسامة
بإقراره وإقراره على نفسه ل يقبل لن صاحب الدم ل
يدعيه
وهل للمدعى أن يرجأع ويطالب المقر بالدية فيه قولن
أحدهما أنه ليس له مطالبته لن دعواه على الول إبراء لكل
من سواه
والثانى أن له أن يطالب لن دعواه على الول باللوث من
جأهة الظن والقرار يقين فجاز أن يترك الظن ويرجأع إلى
اليقين وإن ادعى على رجأل قتل العمد فقيل له صف العمد
ففسره بشبه العمد فقد نقل المزنى أنه ل يقسم وروى
الربيع أنه يقسم فمن أصحابنا من قال فيه قولن أحدهما
أنه ل يقسم لن بقوله قتله عمدا أبرأ العاقلة وبتفسيره أبرأ
القاتل
والقول الثانى أنه يقسم وتجب الدية على العاقلة لن
المعول على التفسير وقد فسر بشبه العمد
ومنهم من قال يقسم قول واحدا لما بيناه وقوله ل يقسم
معناه ل يقسم على ما ادعاه
فصل فى وإن كانت الدعوى فى الجناية على الطرف ولم
تكن شهادة فالقول قول المدعى عليه مع يمينه لن اللوث
قضى به فى النفس بحرمة النفس فل يقضى به فى
الطرف كالكفارة
وهل تغلظ اليمين فيه بالعدد فيه قولن أحدهما ل تغلظ لنه
يسقط فيه حكم اللوث فسقط فيه حكم التغليظ بالعدد
والثانى أنه تغلظ بالعدد لنه يجب فيه القصاص والدية
المغلظة فوجأب فيه تغليظ اليمين فإن قلنا ل تغلظ حلف
المدعى عليه يمينا واحدة
وإن قلنا تغلظ فإن كان فى جأناية توجأب دية كاملة كاليدين
غلظ بخمسين يمينا
وإن كان فيما ل توجأب دية كاملة كاليد الواحدة ففى قدر
التغليظ قولن أحدهما أنه يغلظ بخمسين يمينا لن التغليظ
لحرمة الدم وذلك موجأود فى اليد الواحدة
والثانى أنه يغلظ بحصته من الدية لن ديته دون دية النفس
فلم تغلظ بما تغلظ به فى النفس
فصل فى فإن كانت الدعوى فى قتل عبد وهناك لوث ففيه
طريقان أحدهما أنه يبنى ذلك على أن العاقلة هل تحمل
قيمته بالجناية فإن قلنا تحمل العاقلة قيمته ثبتت فيه
القسامة للسيد
وإن قلنا ل تحمل لم تثبت القسامة
والثانى وهو قول أبى العباس إن للسيد القسامة قول
واحدا لن القسامة لحرمة النفس فاستوى فيه الحر والعبد
كالكفارة
فإن قلنا إن السيد يقسم أقسم المكاتب فى قتل عبده فإن
لم يقسم حتى عجز عن أداء الكتابة أقسم المولى
وإن قتل عبد وهناك لوث ووصى موله بقيمته لم ولده ولم
يقسم السيد حتى مات ولم تقسم الورثة فهل تقسم أم
الولد فيه قولن أحدهما تقسم
والثانى ل تقسم كما قلنا فى غرماء الميت إذا كان له دين
وله شاهد ولم تحلف الورثة إن الغرماء يقسمون فى أحد
القولين ول يقسمون فى الخآر وقد بينا ذلك فى التفليس
فصل وإن قتل مسلم وهناك لوث فلم يقسم وليه حتى ارتد
المدعى لم يقسم لنه إذا أقدم على الردة وهى من أكبر
الكبائار لم يؤمن أن يقدم على اليمين الكاذبة
فإن أقسم صحت القسامة وقال المزنى رحمه الله ل تصح
لنه كافر فل يصح يمينه بالله وهذا خآطأ لن القصد
بالقسامة اكتساب المال والمرتد من أهل الكتساب فإذا
أقسم وجأب القصاص ) لوارثه ( أو الدية
فإن رجأع إلى السلم كان له وإن مات على الردة كان ذلك
لبيت المال فيئا
وقال أبو على بن خآيران وأبو حفص بن الوكيل يبنى وجأوب
الدية بقسامته على حكم ملكه فإن قلنا إن ملكه ل
____________________
) (2/321
يزول بالردة أو قلنا إنه موقوف فعاد إلى السلم ثبتت الدية
وإن قلنا إن ملكه يزول بالردة أو قلنا إنه موقوف فلم يسلم
حتى مات لم تثبت الدية وهذا غلط لن اكتسابه للمال يصح
على القوال كلها وهذا اكتساب
فصل فى ومن توجأهت عليه يمين فى دم غلظ عليه فى
اليمين لما روى أن عبد الرحمن بن عوف رضى الله عنه مر
بقوم يحلفون بين الركن والمقام فقال أعلي دم قيل ل
قال أفعلي عظيم من المال قيل ل قال لقد خآشيت أن يبهأ
الناس بهذا المقام
وإن كانت اليمين فى نكاح أو طلق أو حد قذف أو غيرها مما
ليس بمال ول المقصود منه المال غلظ لنه ليس بمال ول
المقصود منه المال فغلظ اليمين فيه كالدم
وإن كانت اليمين فى مال أو ما يقصد به المال فإن كان يبلغ
عشرين مثقال غلظ وإن لم يبلغ ذلك لم يغلظ لن عبد
الرحمن بن عوف فرق بين المال العظيم وبين ما دونه
فإن كانت اليمين فى دعوى عتق فإن كان السيد هو الذى
يحلف فإن كانت قيمة العبد تبلغ عشرين مثقال غلظ اليمين
وإن لم تبلغ عشرين مثقال لم يغلظ لن المولى يحلف
لثبات المال ففرق بين القليل والكثير كأروش الجنايات
فإن كان الذى يحلف هو العبد غلظ قلت قيمته أو كثرت لنه
يحلف لثبات العتق والعتق ليس بمال ول المقصود منه
المال فلم تعتبر قيمته كدعوى القصاص ول فرق بين أن
يكون في طرف قليل الرش أو فى طرف كثير الرش
فصل والتغليظ قد يكون بالزمان وبالمكان وفى اللفظ
فأما التغليظ بالمكان ففيه قولن أحدهما أنه يستحب
والثانى أنه واجأب
وأما التغليظ بالزمان فقد ذكر الشيخ أبو حامد السفرايينى
رحمه الله أنه يستحب وقد بينا ذلك فى اللعان
وقال أكثر أصحابنا إن التغليظ بالزمان كالتغليظ بالمكان
وفيه قولن وأما التغليظ باللفظ فهو مستحب وهو أن
يقول والله الذى ل إله إل هو عالم الغيب والشهادة الرحمن
الرحيم الذى يعلم من السر ما يعلم من العلنية لما روى أن
النبى صلى الله عليه وسلم أحلف رجأل فقال قل والله الذى
ل إله إل هو ولن القصد باليمين الزجأر عن الكذب وهذه
اللفاظ أبلغ في الزجأر وأمنع من القدام على الكذب وإن
اقتصر على قوله والله أجأزأه لن النبى صلى الله عليه
وسلم اقتصر فى إحلف ركانة على قوله والله
وإن اقتصر على صفة من صفات الذات كقوله وعزة الله
أجأزأه لنها بمنزلة قوله والله فى الحنث فى اليمين وإيجاب
الكفارة
وإن حلف بالمصحف وما فيه من القرآن فقد حكى
الشافعى رحمه الله عن مطرف أن ابن الزبير كان يحلف
على المصحف قال ورأيت مطرفا بصنعاء يحلف على
المصحف
قال الشافعى وهو حسن ولن القرآن من صفات الذات
ولهذا يجب بالحنث فيه الكفارة
وإن كان الحالف يهوديا أحلفه بالله الذى أنزل التوراة على
موسى ونجاه من الغرق
وإن كان نصرانيا أحلفه بالله الذى أنزل النجيل على عيسى
وإن كان مجوسيا أو وثنيا أحلفه بالله الذى خآلقه وصوره
فصل ول يصح اليمين فى الدعوى إل أن يستحلفه القاضى
لن ركانة بن عبد يزيد قال لرسول الله صلى الله عليه
وسلم يا رسول الله إنى طلقت امرأتى سهيبة ألبتة والله ما
أردت إل واحدة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم والله
ما أردت إل واحدة قال ركانة والله ما أدت إل واحدة ولن
العتبار بنية الحاكم فإذا حلف من غير استحلفه نوى ما ل
يحنث به فيجعل ذلك طريقا إلى إبطال الحقوق
وإن وصل بيمينه استثناء أو شرطا أو وصله بكلم لم يفهمه
أعاد عليه اليمين من أولها
وإن كان الحالف أخآرس ول يفهم إشارته وقف المر إلى أن
يفهم إشارته
فإن طلب المدعى أن يرد اليمين عليه لم يرد اليمين عليه
لن رد اليمين يتعلق بنكول المدعى عليه ول يوجأد النكول
فإن كان الذى عليه اليمين حلف بالطلق أنه ل يحلف بيمين
مغلظة فإن كان التغليط مستحقا عليه لزمه أن يحلف
وإن حنث فى يمينه بالطلق كما لو حلف بالطلق أنه ل
يحلف عند القاضى فإن امتنع جأعل ناكل وردت اليمين على
خآصمه
وإن كان التغليظ غير مستحق لم يلزمه أن يحلف يمينا
مغلظة وإن امتنع من التغليظ لم يجعل ناكل
فصل فى وإن حلف على فعل نفسه فى نفى أو إثبات حلف
على القطع لنه علمه يحيط بحاله فيما فعل وفيما لم يفعل
وإن حلف على فعل غيره فإن كان فى إثبات حلف على
القطع لن له طريقا إلى العلم بما فعل غيره
وإن كان على نفى حلف على نفى العلم فيقول والله ل
أعلم أن أبى أخآذ منك مال ول أعلم أن أبى أبرأك من دينه
لنه ل طريق له إلى القطع بالنفى فلم يكلف اليمين عليه
____________________
) (2/322
فصل وإن ادعى عليه دين من بيع أو قرض فأجأاب بأنه ل
يستحق عليه شيء ولم يتعرض للبيع والقرض لم يحلف إل
على ما أجأاب ول يكلف أن يحلف على نفى البيع والقرض
لنه يجوز أن يكون قد استقرض منه أو ابتاع ثم قضاه أو
أبرأه منه
فإذا حلف على نفى البيع والقرض حلف كاذبا وإن أجأاب
بأنه ما باعنى ول أقرضني ففى الحلف وجأهان أحدهما أنه
يحلف أنه ل يستحق عليه شيء ول يكلف أن يحلف على نفى
البيع والقرض لما ذكرناه من التعليل
والثانى أنه يحلف على نفى البيع والقرض لنه نفى ذلك
فى الجواب فلزمه أن يحلف على النفى فإن ادعى رجأل
على رجأل ألف درهم فأنكر حلف أنه يحلف على نفى البيع
والقرض لنه نفى ذلك فى الجواب فلزمه أن يحلف على
النفى فإن ادعى رجأل على رجأل ألف درهم فأنكر حلف أنه
ل يستحق عليه ما يدعيه ول شيئا منه
فإن حلف أنه ل يستحق عليه اللف لم يجزه لن يمينه على
نفى اللف ل يمنع وجأوب بعضها
فصل وإن كان لجماعة على رجأل حق فوكلوا رجأل فى
استحلفه لم يجز أن يحلف لهم يمينا واحدة لن لكل واحد
منهم عليه يمينا فلم تتداخآل فإن رضوا بأن يحلف لهم يمينا
واحدة ففيه وجأهان أحدهما أنه يجوز كما يجوز أن يثبت ببينة
واحدة حقوق الجماعة
والثانى وهو المذهب أنه ل يجوز لن القصد من اليمين
الزجأر وما يحصل من الزجأر بالتفريق ل يحصل بالجمع فلم
يجز وإن رضوا كما لو رضيت المرأة أن يقتصر الزوج فى
اللعان على شهادة واحدة
كتاب الشهادات تحمل الشهادة وأداؤها فرض لقوله عز
وجأل } ول يأب الشهداء إذا ما دعوا { وقوله تعالى } ول
تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه آثم قلبه { قال ابن عباس
رضى الله عنه من الكبائار كتمان الشهادة لن الله تعالى
يقول } ومن يكتمها فإنه آثم قلبه { فهى فرض على
الكفاية فإن قام بها من فيه كفاية سقط الفرض عن
الباقين لن المقصود بها حفظ الحقوق وذلك يحصل
ببعضهم
وإن كان فى موضع ل يوجأد فيه غيره ممن يقع به الكفاية
تعين عليه لنه ل يحصل المقصود إل به فتعين عليه ويجب
الشهاد على عقد النكاح وقد بيناه فى النكاح
وهل يجب على الرجأعة فيه قولن وقد بيناهما فى الرجأعة
وأما ما سوى ذلك من العقود كالبيع والجأارة وغيرهما
فالمستحب أن يشهد عليه لقوله تعالى } وأشهدوا إذا
تبايعتم { ول يجب لما روى أن النبى صلى الله عليه وسلم
ابتاع من أعرابى فرسا فجحده فقال النبى صلى الله عليه
وسلم من يشهد لى فقال خآزيمة بن ثابت النصارى أنا
أشهد لك قال لم تشهد ولم تحضر فقال نصدقك على أخآبار
السماء ول نصدقك على أخآبار الرض فسماه النبى صلى
الله عليه وسلم ذا الشهادتين
فصل ومن كانت عنده شهادة فى حد لله تعالى فالمستحب
أل يشهد به لنه مندوب إلى ستره ومأمور بدرئاه
فإن شهد به جأاز لنه شهد أبو بكرة ونافع وشبل بن معبد
على المغيرة بن شعبة بالزنا عند عمر رضى الله عنه فلم
ينكر عمر ول غيره من الصحابة عليهم ذلك ومن كانت عنده
شهادة لدمى فإن كان صاحبها يعلم بذلك لم يشهد قبل أن
يسأل لقوله عليه السلم خآير الناس قرنى ثم الذين يلونهم
ثم الذين يلونهم ثم يفشو الكذب حتى يشهد الرجأل قبل أن
يستشهد وإن كان صاحبها ل يعلم شهد قبل أن يسأل لما
روى زيد
____________________
) (2/323
بن خآالد رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال
خآير الشهود الذى يأتى بالشهادة قبل أن يسألها
فصل فى ول يجوز لمن تعين عليه فرض الشهادة أن يأخآذ
عليها أجأرة لنه فرض تعين عليه فلم يجز أن يأخآذ عليه أجأرة
كسائار الفرائاض
ومن لم يتعين عليه ففيه وجأهان أحدهما أنه يجوز له أخآذ
الجأرة ) كسائار الفرائاض ( لنه ل يتعين عليه فجاز أن يأخآذ
عليه أجأرة كما يجوز على كتب الوثيقة
والثانى أنه ل يجوز لنه تلحقه التهمة بأخآذ العوض
باب من تقبل شهادته ومن ل تقبل ل تقبل شهادة الصبى
لقوله تعالى } واستشهدوا شهيدين من رجأالكم فإن لم
يكونا رجألين فرجأل وامرأتان { والصبى ليس من الرجأال
ولما روى أن النبى صلى الله عليه وسلم قال رفع القلم
عن ثلثة عن الصبى حتى يبلغ وعن النائام حتى يستيقظ
وعن المجنون حتى يفيق ولنه إذا لم يؤتمن على حفظ
أمواله فلن ل يؤتمن على حفظ حقوق غيره أولى
ول تقبل شهادة المجنون للخبر والمعنى الذى ذكرناه
ول تقبل شهادة المغفل الذى يكثر منه الغلط لنه ل يؤمن
أن يغلط فى شهادته وتقبل الشهادة ممن يقل منه الغلط
لن أحدا ل ينفك من الغلط
واخآتلف أصحابنا فى شهادة الخآرس فمنهم من قال تقبل
لن إشارته كعبارة الناطق فى نكاحه وطلقه فكذلك فى
الشهادة
ومنهم من قال ل تقبل لن إشارته أقيمت مقام العبارة
فى موضع الضرورة وهو فى النكاح والطلق لنها ل تستفاد
إل من جأهته ول ضرورة بنا إلى شهادته لنها تصح من غيره
بالنطق فل تجوز بإشارته
فصل ول تقبل شهادة العبد لنها أمر ل يتبعض بنى على
التفاضل فلم يكن للعبد فيه مدخآل كالميراث والرحم
ول تقبل شهادة الكافر لما روى معاذ رضى الله عنه قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ل تجوز شهادة أهل
دين على أهل دين آخآر إل المسلمين فإنهم عدول على
أنفسهم وعلى غيرهم ولنه لم تقبل شهادة ) من يشهد
بالزور على الدمي فلن ل تقبل شهادة من شهد بالزور
على الله تعالى أولى
ول تقبل شهادة ( فاسق لقوله تعالى } إن جأاءكم فاسق
بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم
نادمين { فإن ارتكب كبيرة كالغصب والسرقة والقذف
وشرب الخمر فسق وردت شهادته سواء فعل ذلك مرة أو
تكرر منه والدليل عليه قوله عز وجأل } والذين يرمون
المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجألدوهم ثمانين جألدة
ول تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون { وروى
أن النبى صلى الله عليه وسلم قال ل تجوز شهادة خآائان ول
خآائانة ول زان ول زانية ول ذى عمر على أخآيه فورد النص
فى القذف والزنا وقسنا عليهما سائار الكبائار ولن من
ارتكب كبيرة ولم يبال شهد بالزور ولم يبال
وإن تجنب الكبائار وارتكب الصغائار فإن كان ذلك نادرا من
أفعاله لم يفسق ولم ترد شهادته وإن كان ذلك غالبا فى
أفعاله فسق وردت شهادته لنه ل يمكن رد شهادته بالقليل
من الصغائار لنه ل يوجأد من يمحض الطاعة ول يخلطها
بمعصية ولهذا قال النبى صلى الله عليه وسلم ما منا إل من
عصى أو هم بمعصية إل يحيى بن زكريا ولهذا قال الشاعر
) الرجأز ( من لك بالمحض وليس محض يخبث بعض ويطيب
بعض ول يمكن قبول استجاز أن يشهد بالزور فعلقنا الحكم
على الغالب من أفعاله لن الحكم للغالب والنادر ل حكم له
ولهذا قال الله تعالى } فمن ثقلت موازينه {
____________________
) (2/324
الشهادة مع الكثير من الصغائار لن من استجاز الكثار من
الصغائار } فأولئ