علم شرح الحديث

‫اضجاطعــةػاإدــاطغـــــةػـػزــــزة ػ‬
‫رطـادةػاضدرادـــــــاتػاضعـضغــــا ػ‬

‫صضغـــــــــــةػأصــــولػاضدغــــــــن ػ‬
‫شدمػاضحدغثػاضذرغفػورضوطه ػ‬

‫علم شرح احديث‬
‫َ‬
‫َ‬
‫دراسة تأصيلية منهجية‬
‫إردادػاضطاضبػ‪ :‬ػ‬

‫بدامػبنػخضغلػاضصفدي ػ‬
‫إذرافػاأدتاذػاضدصتور‪:‬ػ ػ‬

‫ظاسذػبنػحدغنػحطاد ػ‬
‫ػ‬
‫ػ‬
‫ػ‬

‫شدمػعذاػاضبحثػادتصطااًػضطتطضباتػاضحصولػرضىػدرجةػاضدصتوراةػسيػاضحدغثػ‬

‫اضذرغفػورضوطهػطنػصضغةػأصولػاضدغنػسيػاضجاطعةػاإداطغةػبغزة ػ‬
‫ػ‬
‫ػ‬

‫‪4163‬هـ ‪2540 -‬م‬


‫ب‬

‫اِهداء‬
‫إ ى أ َمتي ا غا ية ‪ ...‬ا تي ي بض قلبي بحبها‪ ،‬ويحترق شوقا إ ى عزها ومجدها‪.‬‬
‫إ ى طلبة ا علم‪ ،‬وحماة ا ملَة ‪ ...‬ا ذين ي فون عن دين اه تأويل ا جاهلين‪ ،‬وا تحال‬

‫ا مبطلين‪ ،‬وتحريف ا غا ين‪.‬‬

‫إ ى اأسود اأبطال ‪ ...‬ا َافرين في سبيل اه‪ ،‬ا مجاهدين بأموا هم وأ فسهم‪ ،‬ا َذابين عن‬

‫حياض دي هم‪ ،‬وعرض أ َمتهم‪.‬‬

‫إ ى أسرى ا مسلمين ‪ ...‬ا مستضعفين في سجون ا ظَا مين‪ ،‬ا ذين ما ح وا هاماتهم إا رب‬


‫ا عا مين‪.‬‬

‫إ ى ا غرباء ‪ ...‬ا قابضين على ا جمر في زمن ا غربة‪.‬‬
‫إ ى هؤاء جميعا أهدي هذا ا بحث‪.‬‬

‫ج‬

‫شكر وتقدير‬
‫ا حمد ه رب ا عا مين‪ ،‬أحمد تبارك وتعا ى على عظيم فضله واحسا ه‪ ،‬وجليل مَته‬

‫وظاهر وباط ا‪ ،‬وأش ر على ما ي َسر‬
‫ا‬
‫طوق ي باآاء وا َعماء‪ ،‬فله ا حمد َأوا وآخرا‪،‬‬
‫وا عامه‪َ ،‬‬
‫وأعان في إتمام هذا ا بحث‪ ،‬وأسأ ه ا مزيد من فضله‪.‬‬

‫ي ا حبيبين ا ريمين‪ ،‬ا ذين تقلَبت في فهما‪ ،‬وغم ار ي بحبهما‪ ،‬و م ت‬
‫وأث ي بش ر وا د َ‬


‫حاضر ا َساعة‪،‬‬
‫ا‬
‫أتمَى أن ي ون ا وا د‬

‫َه قدر اه‪ ،‬إذ عاجلته ا م َية وأ ا في ا دراسة‪ ،‬فاه‬

‫أسأل أن يقدس روحه‪ ،‬ويبرد مضجعه‪ ،‬وي رم زه‪ ،‬ويجمع ي به في جَته ودار رامته‪.‬‬

‫وجزى اه وا دتي ا ريمة ا حبيبة ا غا ية خير ا جزاء‪ ،‬ا تي م تزل تدعو اه ي با تَوفيق‬
‫وا َسداد‪ ،‬حتى رأيت أثر بر ة دعائها في ل لمة تبتها‪ ،‬وخطوة خطوتها‪ ،‬فاه يرعاها‬
‫ويحفظها ويتوَاها ويعي ي على برها‪.‬‬
‫وا ش ر موصول جامعتي ا ريمة‪ ،‬ممثَلة ب لَية اصول ا دين‪ ،‬ا تي تقلَبت فيها عشر‬

‫س وات أو تزيد‪ ،‬أت َقل في مقاعدها‪ ،‬وأرتوي من معي ها‪ ،‬فأسأل اه تعا ى أن يبقيها صرحا لعلم‬
‫وا هدى‪ ،‬وا تَوجيه وا ب اء‪ ،‬وأن يجزي مشايخها وأساتذتها خير ا جزاء‪.‬‬

‫ما وأش ر شيخي فضيلة اأستاذ ا د تور ا وا د‪ :‬افذ بن حسين حماد‪ ،‬ا ذي رعى هذا‬

‫ا بحث لمة لمة‪ ،‬فوجَه وس َدد‪ ،‬و صح وبيَن‪ ،‬و م يبخل عل َي بوقته وعلمه‪ ،‬فأسأل اه تعا ى أن‬
‫يحفظه بحفظه‪ ،‬ويبارك ه في علمه وعمله‪ ،‬ويجزيه ع ي خير ا جزاء‪.‬‬

‫وأتق َدم با ش ر إ ى أساتذتي ا رام ا فضاء‪ ،‬ا ذين تف َ‬
‫ضلوا بقبول م اقشة هذا ا بحث‪،‬‬

‫وتسديد ‪ ،‬وتقويمه‪ ،‬واثرائه با ماحظات وا توجيهات‪.‬‬
‫فضيلة ا د تور‪ :‬سا م بن أحمد سامة‪.‬‬

‫فضيلة اأستاذ ا د تور‪ :‬إسماعيل بن سعيد رضوان‪.‬‬
‫فضيلة اأستاذ ا د تور‪ :‬عيم بن أسعد ا صفدي‪.‬‬
‫وأتق َدم با ش ر إ ى مشايخي وأساتذتي ا رام‪ ،‬ا ذين غرسوا في قلبي َ‬
‫حب ا علم‪ ،‬وا َسعي في‬

‫طلبه وتحصيله‪ ،‬وأخص م هم با ذ ر‪ :‬صاحب ا فضيلة ا َشيخ ا وا د ا د تور‪ :‬أبا عبد ا رحمن‬

‫د‬

‫سلمان بن صر ا َداية‪ ،‬فله م ي جزيل ا ش ر‪ ،‬ومن اه عظيم ا ثَواب واأجر‪ ،‬أسأل اه أن ي فع‬
‫بعلمه‪ ،‬ويسدد على ا حق خطا ا وخطا ‪.‬‬

‫ما وأش ر زوجتي ا فاضلة‪ ،‬ا تي تج َشمت معي ا صعاب‪ ،‬وتح َملت ا مشا َ‬
‫ق‪ ،‬حتى ي َسر‬


‫اه إتمام هذا ا بحث‪ ،‬فأسأل اه أن يبارك فيها ويجزيها خير ا جزاء‪.‬‬

‫وأش ر إخوا ي في جمعية ابن باز ا خيرَية اإسامَية‪ ،‬وأخص با ذ ر ا شيخين ا ريمين‬

‫ا فاضلين‪ :‬رئيس ا جمعية أبا مح َمد عمر ا همص‪ ،‬و ائبه أبا يوسف حسام ا َ‬
‫جزار‪ ،‬أسأل اه ان‬
‫يوفقهما واخوا هما ما يحبه ويرضا ‪ ،‬و ما فيه خير ا عباد وا باد‪.‬‬

‫صادقة‪،‬‬
‫أخوتهم ا َ‬
‫وأش ر إخوا ي في مسجد ا قعقاع بن عمرو‪ ،‬ا ذين غمرو ي بمحَبتهم و َ‬

‫فلهم م ي جزيل ا ش ر وا دعاء‪.‬‬

‫ما وأش ر َل أخ أسدا ي صحا‪ ،‬أو م ح ي علما‪ ،‬أو ق َدم ي عو ا‪ ،‬فلهم جميعا م ي‬

‫ي ا حبيبين‪:‬‬
‫خا ص ا ش ر وا دعاء‪ ،‬وأخص با ذ ر أخو َ‬
‫اأخ‪ :‬عماد بن مصباح ا َداية‪.‬‬

‫واأخ‪ :‬حسن بن سليمان حلس‪.‬‬

‫وختاما‪ :‬أسأل ربي ا عظيم أن يتقَبل م ي هذا ا عمل‪ ،‬ويرزق ي اإخاص في شأ ي له‪،‬‬
‫وأن ا ي ل ي إ ى فسي طرفة عين‪ ،‬وصلَى اه وسلَم وبارك على بي ا مح َمد وآ ه وصحبه‪.‬‬

‫ه‬

‫بسم اه ا رحمن ا رحيم‬
‫ا مقدمة‬
‫َ‬
‫إن ا حمد ه حمد و ستعي ه و ستغفر ‪ ،‬و عوذ باه من شرور أ فس ا‪ ،‬ومن سيئات‬
‫أعما ا‪ ،‬من يهد اه فا مض َل ه‪ ،‬ومن يضلل فا هادي ه‪ ،‬وأشهد أن ا إ ه َإا اه‬
‫وحد ا شريك ه‪ ،‬وأشهد َ‬
‫أن مح َمدا عبد ورسو ه‪.‬‬

‫ِِ‬
‫ونَ‬
‫سلِ ُم َ‬
‫َيها ا ِذ َ‬
‫آم ُوا اتقُوا ا ل َه َحق تُقَاته َوَل تَ ُموتُن إِل َوأَ ْ تُ ْم ُم ْ‬

‫) َيا أ َ‬
‫ين َ‬
‫[آل عمران‪.]101 :‬‬
‫اس اتقُوا‬
‫ُ َيا أ َ‬
‫َيها ا ُ‬
‫اء‬
‫ِم ْ ُه َما ِر َج ًال َك ِث ًا‬
‫س ً‬
‫ير َوِ َ‬

‫يباَ [ا ساء‪.]1:‬‬
‫َرِق ً‬

‫رب ُكم ا ِذي َخلَقَ ُكم ِم ْن َ ْفس و ِ‬
‫ق ِم ْ َها َز ْو َج َها َوَبث‬
‫اح َدة َو َخلَ َ‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫َ ُ‬

‫ِ‬
‫ِ‬
‫اء ُ َ ِ‬
‫ان َعلَ ْي ُك ْم‬
‫ام إِن ا ل َه َك َ‬
‫س َ‬
‫َواتقُوا ا ل َه ا ذي تَ َ‬
‫ون به َو ْاْ َْر َح َ‬

‫َع َما َ ُك ْم َوَي ْغ ِف ْر َ ُك ْم‬
‫س ِد ً‬
‫َيها ا ِذ َ‬
‫صلِ ْح َ ُك ْم أ ْ‬
‫يدا‪ُ ،‬ي ْ‬
‫) َيا أ َ‬
‫َم ُوا اتقُوا ا ل َه َوقُوُوا قَ ْوًل َ‬
‫ين آ َ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫يماَ [اأحزاب‪.]01-00:‬‬

‫ُذ ُ َ‬
‫وب ُك ْم َو َم ْن ُيط ْع ا ل َه َو َر ُ‬
‫سوَ ُه فَقَ ْد فَ َاز فَ ْوًاز َعظ ً‬
‫أ َما بعد‪َ :‬‬
‫فإن من رحمة اه تعا ى بهذ اأ َمة أن هَيأ ها رجاا أم اء‪ ،‬يقومون على‬
‫حفظ هذا ا دين‪ ،‬ويبذ ون ا غا ي وا َفيس في حراسته وصيا ته؛ تحقيقا وعد اه ‪-‬ج َل‬

‫وعا‪ -‬بحفظ دي ه‪ ،‬قال اه تعا ى‪ُ :‬إِ ا َ ْح ُن َزْ َا ا ذ ْكر وِا ا َ ُه َح ِ‬
‫ونَ [ا حجر‪،]9:‬‬
‫افظُ َ‬
‫َ‬
‫َ َ‬
‫وا حفظ ه ا ما هو معلوم يتض َمن ا تاب وا سَة؛ إذ اهما وحي وذ ر‪ ،‬وفيه يقول‬

‫ا َشيخ حافظ ح مي(‪:)1‬‬

‫فسَة ا َبي وحي ثان‬

‫عليهما قد أطلق ا وحيان‬


‫وأهل ا حديث أسعد ا َاس حظًا ب يل هذا ا َشرف؛ فهم ا ذين قلوا‬

‫ا حديث‬

‫صحيح من ا َسقيم‪ ،‬فأف وا بذ ك اأعمار‪،‬‬
‫رسول اه ‪ ،‬و قدوا اأسا يد وا متون‪ ،‬ومَيزوا ا َ‬

‫ور بوا اأخطار‪ ،‬وقطعوا ا فيافي وا قفار‪ ،‬فا غرو أن ي ـ ـ ـ ـو وا َأول ا َداخلين في قو ه ‪:‬‬

‫(‪ )1‬ا لؤ ؤ ا م ون في أحوال اأسا يد وا متون (ص‪.)1‬‬
‫(‪(1‬‬

‫ُلَ تََاز ُل طَ ِائفَة ِم ْن أُم ِتى ظَ ِ‬
‫ضرُه ْم َم ْن َخ َذ َ ُه ْم‪َ ،‬حتى َيأ ِْت َى أ َْم ُر ا ل ِه‬
‫اه ِر َ‬
‫ين َعلَى ا ْ َحق‪ ،‬لَ َي ُ‬
‫َو ُه ْم َك َذِ َكَ(‪.)1‬‬
‫وقد جرى أهل ا حديث على تقسيم هذا ا علم إ ى قسمين‪:‬‬
‫أول‪ :‬ما يتعلَق با رواية‪.‬‬
‫ا َ‬

‫وا ثَا ي‪ :‬ما يتعلق با دراية(‪.)1‬‬
‫و ان عظم اشتغا هم با َوع ا ثَا ي شرفه وعلو رتبته؛ و َ‬
‫اأول وسيلة إ يه‪ ،‬ففقه‬
‫أن َ‬

‫ا حديث ودرايته هو ا غاية ا تي يشمر إ يها ا مشتغلون بهذا ا علم‪ ،‬ومن فيس امهم في‬

‫ذ ك‪ :‬قول ا حا م في "معرفة علوم ا حديث"‪:‬‬

‫"ا َوع ا عشرون من هذا ا علم ‪ -‬بعد معرفة ما ق َدم ا ذ ر من ص َحة ا حديث إتقا ا‬

‫ومعرفة ا تقليدا وظًا‪ :-‬معرفة فقه ا حديث‪ ،‬إذ هو ثمرة هذ ا علوم‪ ،‬وبه قوام‬

‫ا َشريعة"(‪.)3‬‬

‫ومن أراد أن يقف على حقيقة اأمر؛ فليتأ َمل فيما صَفه أهل ا حديث في علوم‬

‫ا رواية وا دراية‪ ،‬فإَه يجد ع ايتهم و شاطهم في شرح ا حديث وفقهه ودرايته أعظم م ه في‬

‫ا رواية وما إ يها‪ ،‬وفيه يقول ا حافظ ابن حجر‪َ " :‬‬
‫فإن فقه ا حديث وغريبه ا يحصى م‬

‫ص ف في ذ ك‪ ،‬بل و ا َدعى م َدع َ‬
‫أن ا تَصا يف ا تي جمعت في ذ ك أجمع من‬

‫صحيح من ا َسقيم ما أبعد‪،‬‬
‫ا تَصا يف ا تي جمعت في تمييز ا رجال‪ ،‬و ذا في تمييز ا َ‬
‫بل ذ ك هو ا واقع"(‪.)4‬‬

‫وقد ت َوعت تصا يف ا محدثين‪ ،‬وتع َددت طرائقها في هذا ا علم على ما سيأتي بيا ه‬

‫صا‪ ،‬و م أجد فيما وقفت عليه تابا يجمع قواعدهم وتأصياتهم في هذا ا علم‪ ،‬غير‬
‫مف َ‬

‫(‪ )1‬أخرجه‪ :‬مسلم‪ ،‬تاب اإمارة‪ ،‬باب قو ه ‪ :‬ا تزال طائفة من أ َمتي ظاهرين على ا حق ا يضرهم‬
‫من خا فهم (ص‪ ،)097‬رقم (‪ )1910‬من حديث ثوبان مو ى رسول اه ‪.‬‬

‫(‪ )1‬ا مراد با دراية ه ا‪ :‬فقه ا حديث وما يتض َم ه من ا معا ي واأح ام وما إ ى ذ ك‪ ،‬وهذا هو ا مراد بها‬
‫أي ما وردت في ا بحث‪.‬‬

‫(‪( )3‬ص‪.)107‬‬

‫(‪ )4‬ا ت على تاب ابن ا صَاح (‪.)130/1‬‬
‫(‪(1‬‬

‫بحث صغير تأتي اإشارة إ يه‪.‬‬
‫وقد سمت ه َمتي ل تابة في هذا ا باب سائا ا مو ى ا تَوفيق وا َسداد واإخاص‪.‬‬
‫أوًل‪ :‬أهمية ا موضوع وبواعث اختيار ‪:‬‬
‫‪ -1‬أَه يضبط ويؤصل مسائل هذا ا علم ا متفرقة في بطون ا تب وا شروح‪.‬‬
‫‪ -1‬تعلقه بفقه ا حديث وشرحه ودرايته‪ ،‬ا ذي هو ثمرة علوم ا حديث وغايتها‬

‫ومقصدها‪.‬‬

‫‪ -3‬أَه بمعرفة مسائل هذا ا علم يستقيم وي ضبط فهم طا ب ا حديث‪ ،‬ويسلم م َما وقع‬

‫فيه ا ثيرون بسبب ا غلط في هذا ا باب‪.‬‬
‫ثا ًيا‪ :‬أهداف ا بحث‪:‬‬

‫‪ -1‬ا تَ ويه بهذا ا علم وبيان أهمَيته وم ا ته من علوم ا حديث‪.‬‬
‫‪ -1‬جمع مسائل وأصول وقواعد هذا ا علم ا مبثوثة في تب وشروح اأئ َمة‪.‬‬
‫‪ -3‬بيان ا طَريقة ا مثلى في شرح ا حديث‪.‬‬
‫‪ -4‬بيان أسباب ا خطأ وا غلط في شرح ا حديث‪.‬‬
‫صة‪.‬‬
‫‪ -7‬بيان تعلق هذا ا علم بعلوم ا َشريعة عا َمة‪ ،‬وببقَية علوم ا حديث خا َ‬
‫ثا ثًا‪ :‬م هج ا بحث‪:‬‬
‫اتَبعت ا م هج ااستقرائ َي في جمع ام اأئ َمة وأهل ا علم من بطون تب ا شروح‬
‫وغيرها‪ ،‬واستع ت با م هج ااست باطي‪ ،‬وتمثَل عملي في ا قاط ا تَا ية‪:‬‬
‫‪ -1‬حرصت على ا رجوع إ ى تب ا شروح ا قديمة وا معاصرة‪ ،‬وا َظر فيها‬

‫استخراج ا مسائل وا تمثيل ها؛ إذ هي جزء رئيس في ا بحث‪.‬‬

‫‪ -1‬استفدت من تب ا ببلوغرافيا وتأريخ ا علوم‪ ،‬ا سيَما علم ا حديث‪ ،‬و ذ ك من‬

‫ا تب ا مصَفة في م اهج أئ َمة ا حديث‪ ،‬وطرائق تص يفهم؛ فهذ ا تب ا يستغ ى‬
‫(‪(3‬‬

‫ع ها في هذا ا باب‪.‬‬
‫صحيحين أو أحدهما‪ ،‬ا تفيت با عزو‬
‫‪ -3‬أ َما اأحاديث فإن ان ا حديث في ا َ‬

‫إ يهما أو إ ى أحدهما‪ ،‬سوى ما ان فيه علة من تد يس‪ ،‬أو اختاط‪ ،‬أو حو ذ ك‪ ،‬فإ ي‬

‫صحيحين من تب ا سَة‬
‫أبي ها‪ ،‬وأزيل اإش ال ا حاصل بسببها‪ ،‬وان ان في غير ا َ‬
‫توسَعت في تخريجه بما يفي با مقصود‪.‬‬

‫‪ -4‬عزو ا حديث إ ى ا َشيخين‪ ،‬أو بقيَة ا ستَة‪ ،‬أو ما ك‪ ،‬أو أحمد‪ ،‬أو ا َدارمي‪ ،‬أو‬

‫ابن حبَان‪ ،‬أو ابن خزيمة = مفاد أَهم أخرجو في تبهم ا مشهورة ا معروفة‪ ،‬وع د ا عزو‬

‫إ ى غيرهم فإ ي أبين مصدر ا حديث‪.‬‬

‫وأ و ه ا إ ى أ ي اعتمدت فيما عزوته إ ى ابن حبَان على تابه اأصل "ا مس د‬

‫ا صَحيح على ا تَقاسيم واأ واع"‪ ،‬وأبين موضعه في "اإحسان" ا ذي رتَبه ابن بلبان على‬

‫اابواب ا فقهيَة‪.‬‬

‫صحيحين أو أحدهما‪ ،‬فا عزو إ يهما أو إ ى أحدهما فيل‬
‫‪ -7‬إذا ان ا حديث في ا َ‬

‫صحيحين من تب ا سَة‪ ،‬ح مت عليه بما‬
‫بص َحة ا حديث‪ ،‬وان ان ا حديث في غير ا َ‬

‫ي اسب حا ه وفق ا قواعد ا حديثيَة‪ ،‬مستأ سا بأح ام أهل ا علم من ا متقدمين وا متأخرين‪،‬‬
‫و م أسلك في ذ ك م هجا مطَردا ي سحب على ل ااحاديث‪.‬‬
‫‪ -6‬م أ تزم ا ح م على آثار ا صَحابة وا تَابعين‪ ،‬وقد أفعل ذ ك أحيا ا‪ ،‬وهذا يختلف‬

‫باختاف اآثار وا سياق ا ذي وردت فيه‪.‬‬

‫‪ -0‬إذا ان ا َراوي ثقة‪ ،‬أو متَفقا على توثيقه‪ ،‬فإ ي أشير إ ى ذ ك‪ ،‬وا أترجم ه َإا‬

‫إذا دعت ا حاجة إ يه‪ ،‬و ذ ك إذا ان ا َراوي ضعيفا‪ ،‬أ َما إذا ان ا َراوي مختلفا فيه‪ ،‬فإ ي‬

‫أذ ر أقوال ا معد ين وا مجرحين‪ ،‬وأتو َسع في ذ ك حسب حال ا َراوي‪ ،‬ثم أ تهي إ ى‬
‫مقررة ع د أهل ا علم‪.‬‬
‫ا تَرجيح وفق ا قواعد ا َ‬

‫‪ -8‬إذا أطلق "مجموع ا فتاوى" فا مراد فتاوى شيخ اإسام ابن تيميَة‪ ،‬واذا أطلق‬
‫"علوم ا حديث" فا مراد تاب ابن ا صَاح‪ ،‬واذا أطلق "فتح ا باري" فا مراد فتح ابن‬

‫حجر‪.‬‬

‫(‪(4‬‬

‫مرة‪ ،‬ث َم أذ ر خلوا من ذ ك َإا‬
‫‪ -9‬أ تفي بذ ر مؤ ف ا تاب ع د ورود َأول َ‬

‫مشهور استغ يت بشهرة مؤ فه عن إيراد اسمه‪.‬‬
‫ا‬
‫حاجة‪ ،‬وان ان ا تاب‬

‫‪ -10‬بيا ات ا تاب أرجأتها إ ى فهرس ا مصادر‪َ ،‬إا إن اقتضى اأمر ذ ك‪ ،‬فإ ي‬

‫أشير إ يها‪ ،‬وهذا قليل‪.‬‬

‫‪ -9‬ا رجوع في بيان غريب ا حديث وا لغة إ ى ا مصادر اأصليَة ما أم ن‪.‬‬
‫‪ -10‬ا تَرجمة أعام غير ا مشهورين‪ ،‬واستبعاد من اشتهر م هم‪.‬‬
‫ابعا‪ :‬ا دراسات ا سابقة‪:‬‬
‫رً‬
‫مسائل هذا ا علم مت اثرة في بطون ا شروح‪ ،‬وا تب ا مصَفة في أ واع من علوم‬
‫ا حديث؛ حو ما ص ف في غريب ا حديث‪ ،‬ومختلفه ومش له‪ ،‬و اسخه وم سوخه‪،‬‬
‫وأسباب ورود ‪ ،‬وغير ذ ك م َما ه صلة بمسائله ومباحثه‪.‬‬

‫و م أجد بعد ا بحث وا تَتبع تابا مفردا في مسائل هذا ا علم غير بحث صغير ل َشيخ‬

‫ا د تور مح َمد بن عمر بازمول؛ ع ون ه "علم شرح ا حديث وروافد ا بحث فيه"‪.‬‬
‫وهو موضوع على مقصدين‪:‬‬

‫اْول‪ :‬ا تَعريف بعلم شرح ا حديث‪ :‬وذ ر فيه ح َد واسمه‪ ،‬وموضوعه ومسائله‪،‬‬

‫وواضعه واستمداد ‪ ،‬وفضله وثمرته‪.‬‬

‫وا ثا ي‪ :‬روافد ا بحث فيه‪ :‬وتح َدث فيه عن طرق شرح ا حديث‪ ،‬ومسائل وتت َمات‬

‫متعلقة ب تب شروح ا حديث وما إ يها‪ .‬وأشار ا مص ف في ث ايا بحثه إ ى عزمه على‬
‫وضع تاب في أصول هذا ا علم؛ غير أن شيئا من ذ ك م يصدر فيما أعلم ‪-‬بعد بحث‬

‫وتتبع‪ -‬إ ى وقتي هذا‪.‬‬

‫ور‪ ،‬وطرق فيه بابا م يطرق من‬
‫وهذا ا بحث مفيد و افع‪ ،‬بذل فيه صاحبه جهدا مش ا‬

‫قبل؛ غير أَه اقتصر فيه على بعض ا مباحث‪ ،‬و م يقصد ا تَوسع وااستيفاء‪ ،‬ما هو‬
‫تعرض ها ا تقل أهمَية ع َما ذ ر‪.‬‬
‫ظاهر من مقدمة بحثه‪ ،‬وث َمة مسائل ثيرة مه َمة م ي َ‬
‫وم َما تجدر اإشارة إ يه ه ا َ‬
‫أن ا َشيخ عبد ا ريم ا خضـ ـ ـير ـ ـه محاضرات مـ ـ ـ ـ ـه َمة‬
‫(‪(7‬‬

‫تعرض فيها‬
‫بع وان‪ :‬مقارة بين شروح ا تب ا ستَة‪ ،‬فرغت و شرت على موقعه‪ ،‬وقد َ‬
‫مسائل مه َمة فيما يتعلَق بهذا ا علم‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬خطة ا بحث‪ :‬ق َسمت ا بحث إ ى مقدمة‪ ،‬وأربعة فصول‪ ،‬وخاتمة‪.‬‬
‫ً‬
‫أما ا مقدمة‪ ،‬فضم تها ما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬أهمَية ا موضوع‪ ،‬وبواعث اختيار‪.‬‬
‫‪ -1‬أهداف ا بحث‪.‬‬
‫‪ -3‬م هج ا باحث‪ ،‬وطبيعة عمله في ا بحث‪.‬‬
‫‪ -4‬ا دراسات ا سابقة‪.‬‬
‫‪ -7‬خطة ا بحث‪.‬‬
‫وأما ا فصول فرتبتها على ا حو ا تا ي‪:‬‬
‫ا فصل اْول‪ :‬ا تعريف بعلم شرح ا حديث وأهميته و شأته وأ واعه ومسائله‪:‬‬
‫وفيه خمسة مباحث‪:‬‬
‫اأول‪ :‬ا تَعريف بعلم شرح ا حديث‪.‬‬
‫ا مبحث َ‬
‫ا مبحث ا ثَا ي‪ :‬أهميَته وثمرته‪.‬‬
‫ا مبحث ا ثَا ث‪ :‬شأته وتطور وبداية ا تَص يف فيه‪.‬‬
‫ا مبحث ا َرابع‪ :‬أ واعه وأقسامه‪.‬‬
‫ا مبحث ا خامس‪ :‬موضوعه ومسائله‪.‬‬
‫ا فصل ا ثا ي‪ :‬طرق شرح ا حديث‪:‬‬
‫وفيه أربعة مباحث‪:‬‬
‫(‪(6‬‬

‫اأول‪ :‬شرح ا حديث با حديث‪.‬‬
‫ا مبحث َ‬
‫صحابة‪.‬‬
‫ا مبحث ا ثَا ي‪ :‬شرح ا حديث بأقوال ا َ‬
‫ا مبحث ا ثَا ث‪ :‬شرح ا حديث بأقوال ا تَابعين‪.‬‬
‫ا مبحث ا َرابع‪ :‬شرح ا حديث بلغة ا عرب‪.‬‬
‫ا فصل ا ثا ث‪ :‬أسباب ا خطأ في شرح ا حديث‪:‬‬
‫عشر مبحثًا‪:‬‬
‫وفيه اث ا‬
‫َ‬
‫اأول‪ :‬ا تَعصب ا مذهبي ا فقهي‪.‬‬
‫ا مبحث َ‬
‫ا مبحث ا ثَا ي‪ :‬ا تَعصب ا مذهبي ا عقدي‪.‬‬
‫ا مبحث ا ثَا ث‪ :‬ا جهل با لغة‪.‬‬
‫ا مبحث ا َرابع‪ :‬إخضاع اأحاديث لعلوم وا م تشفات ا عصرَية‪.‬‬
‫ا مبحث ا خامس‪ :‬ا تَسرع في ت زيل ا حديث على ا وقائع وا حوادث‪.‬‬
‫ا مبحث ا َسادس‪ :‬ا تَأثر با بيئة وا واقع‪.‬‬
‫ا مبحث ا َسابع‪ :‬اتباع ا متشابه وعدم رد إ ى ا مح م‪.‬‬
‫ا مبحث ا ثَامن‪ :‬ت زيل اأحاديث على ا مصطلحات وا معا ي ا حادثة‪.‬‬
‫ا مبحث ا تَاسع‪ :‬مخا فة اإجماع‪.‬‬
‫ا مبحث ا عاشر‪ :‬دعوى ااختاف‪.‬‬
‫ا مبحث ا حادي عشر‪ :‬دعوى اإش ال‪.‬‬
‫ا مبحث ا ثَا ي عشر‪ :‬دعوى ا َسخ‪.‬‬
‫ا فصل ا رابع‪ :‬مصادر شرح ا حديث وتعلقه بعلوم ا شريعة‪:‬‬
‫(‪(0‬‬

‫وفيه مبحثان‪:‬‬
‫ب‪:‬‬
‫ا مبحث اْول‪ :‬تعلقه بعلوم ا حديث‪ :‬وفيه خمسة مطا َ‬
‫اأول‪ :‬تعلقه با تب ا حديثَية‪.‬‬
‫ا مطلب َ‬
‫ا مطلب ا ثَا ي‪ :‬تعلقه بغريب ا حديث‪.‬‬
‫ا مطلب ا ثَا ث‪ :‬تعلقه بأسباب ورود ا حديث‪.‬‬
‫ا مطلب ا َرابع‪ :‬تعلقه بمختلف ا حديث ومش له‪.‬‬
‫ا مطلب ا خامس‪ :‬تعلقه ب اسخ ا حديث وم سوخه‪.‬‬
‫ا مبحث ا ثا ي‪ :‬تعلقه ببقية علوم ا شريعة‪:‬‬
‫وأشير ه ا إ ى أهمية ااستفادة في هذا ا علم من تب ا تَفسير‪ ،‬وا تَوحيد‪ ،‬وا فقه‪،‬‬

‫وا لغة‪ ،‬وا تَاريخ وا سير‪..‬؛ إذ َ‬
‫إن أصول هذ ا تب يستفاد م ها في فقه ا حديث ودراسته‪.‬‬
‫صل إ يها ا باحث‪.‬‬
‫سادسا‪ :‬ا خاتمة‪ :‬وفيها أهم ا َتائج وا تَوصيات ا تي تو َ‬
‫ً‬
‫سابعاً‪ :‬ا فهارس‪:‬‬
‫ فهرس اآيات ا قرآ َية‪.‬‬‫ فهرس اأحاديث ا َبوَية‪.‬‬‫ فهرس اآثار‪.‬‬‫ فهرس اأعام وا رواة‪.‬‬‫ فهرس ا مصادر وا مراجع‪.‬‬‫‪ -‬فهرس ا موضوعات‪.‬‬

‫(‪(8‬‬

‫ا فصل اْول‬
‫اعه‪،‬‬
‫ا‬
‫ُ‬
‫تعريف بعلم شرح ا حديث‪ ،‬وأهميتُه‪ ،‬و شأتُه‪ ،‬وأ و ُ‬
‫ومسائلُه‬
‫مباحث‪:‬‬
‫وفيه خمس ُة‬
‫َ‬
‫ا مبحث اْول‪ :‬ا تَعريف بعلم شرح ا حديث‪.‬‬

‫ا مبحث ا ثا ي‪ :‬أهمَية علم شرح ا حديث‪ ،‬وثمرته‪.‬‬

‫ا مبحث ا ثا ث‪ :‬شأة علم شرح ا حديث‪ ،‬وتطور ‪ ،‬وبداية‬

‫ا تَص يف فيه‪.‬‬

‫ا مبحث ا رابع‪ :‬أقسام علم شرح ا حديث‪ ،‬وم اهجه‪.‬‬
‫ا مبحث ا خامس‪ :‬موضوع علم شرح ا حديث‪ ،‬ومسائله‪.‬‬

‫(‪(9‬‬

‫ا مبحث اْول‬
‫ا تعريف بعلم شرح ا حديث‬
‫شرح ا حديث فرع من فروع علوم ا حديث‪ ،‬وحتَى يتَضح مع ا ا ب َد من تعريفه‬
‫اأول‪ :‬باعتبار مفرديه؛ وهما‪ :‬لمة (شرح)‪ ،‬و لمة (ا حديث)‪ ،‬وا ثَا ي‪:‬‬
‫باعتبارين؛ َ‬
‫باعتبار قبا على هذا ا فن ا خاص‪.‬‬
‫أوًل‪ :‬تعريفه باعتبار مفرديه‪:‬‬
‫ا شرح غ ًة‪:‬‬
‫قال ابن فارس‪" :‬ا شين وا َراء وا حاء أصيل يدل على ا فتح وا بيان‪ .‬من ذ ك شرحت‬
‫ا ام وغير شرحا إذا بيَ ته‪ .‬واشتقاقه من تشريح ا لَحم"(‪.)1‬‬
‫وقال ابن م ظور‪" :‬وا َشرح‪ :‬ا شف؛ يقال‪ :‬شرح فان أمر ‪ ،‬أي‪ :‬أوضحه‪ ،‬وشرح‬

‫مسأ ة مش لة‪ :‬بَي ها‪ ،‬وشرح ا شيء يشرحه شرحا‪ ،‬وشرحه‪ :‬فتحه وبَي ه و شفه‪ .‬و ل ما‬
‫فتح من ا جواهر فقد شرح أيضا‪ .‬تقول‪ :‬شرحت ا غامض إذا ف َسرته؛ وم ه تشريح‬
‫ا لَحم"(‪.)1‬‬
‫ا حديث غ ًة‪:‬‬
‫قال ابن فارس‪" :‬ا حاء وا َدال وا ثَاء أصل واحد‪ ،‬وهو ون ا َشيء م ي ن‪ .‬يقال‪:‬‬
‫حدث أمر بعد أن م ي ن‪ .‬وا َرجل ا حدث‪ :‬ا طَري ا سن‪ .‬وا حديث من هذا؛ أَه ام‬
‫يحدث م ه ا َشيء بعد ا َشيء"(‪.)3‬‬
‫وا حديث في عرف ا َشرع‪" :‬ما يضاف إ ى ا َبي‪.)4("‬‬

‫(‪ )1‬مقاييس ا لغة (ص‪ .)779‬وا ظر‪ :‬ا عين (‪.)93/3‬‬
‫(‪ )1‬سان ا عرب (‪ .)00/7‬وا ظر‪ :‬مختار ا صحاح (ص‪.)198‬‬
‫(‪ )3‬مقاييس ا لغة (ص‪.)173‬‬

‫(‪ )4‬فتح ا باري (‪ ،)193/1‬وهذا من أخصر وأحسن ما يقال في بيان مع ى ا حديث في عرف ا َشرع‪.‬‬
‫(‪(10‬‬

‫قبا على فن خاص‪:‬‬
‫ثا ًيا‪ :‬تعريفه باعتبار ً‬
‫على ثرة ا تب ا مصَفة في شرح ا حديث‪ ،‬غير أ َن بيان حد هذا ا علم‪ ،‬وتعريفه ا‬

‫يظفر به فيها غا با‪ ،‬وا ما يفزع في ذ ك إ ى ا تب ا مصَفة في تعريفات ا علوم‪ ،‬وم َما‬
‫وقفت عليه في ذ ك ما ذ ر صديق بن حسن خان في "أبجد ا علوم" عازيا إَيا إ ى‬

‫"مقدمة ا علوم"(‪)1‬؛ قال‪" :‬علم شرح ا حديث علم باحث عن مراد رسول اه ‪ ‬من أحاديثه‬
‫ا َشريفة بحسب ا قواعد ا عربيَة‪ ،‬واأصول ا َشرعيَة‪ ،‬بقدر ا طَاقة ا بشرَية"(‪.)1‬‬
‫وهذا تعريف حسن؛ إذ قو ه "علم باحث عن مراد رسول اه ‪ ‬من أحاديثه ا َشريفة"‪:‬‬

‫يخرج به ما ان باحثا عن مراد غير‪.‬‬

‫وقو ه "بحسب ا قواعد ا عربيَة‪ ،‬واأصول ا شرعَية"‪ :‬يخرج به ما ان باحثا عن مراد‬

‫رسول اه ‪ ‬مع جهل با لغة وا َشرع؛ إذ ا علم بهما ا ب َد م ه في بيان معا ي اأحاديث‬

‫ا َبوَية‪.‬‬

‫وقو ه "بقدر ا طَاقة ا بشرَية"‪ :‬فيه بيان استفراغ ا وسع‪ ،‬وبذل ا جهد في بيان مراد‬

‫رسول اه ‪ ‬في أحاديثه ا َشريفة‪ ،‬و َ‬
‫أن ا متصدي ذ ك ا ب َد أن يمتلك اأدوات ا تي‬
‫تعي ه عليه‪.‬‬

‫وم َما ي بغي ا تَ بيه عليه ه ا أَه أغفل في هذا ا تَعريف اإشارة إ ى ما يتعلَق‬

‫بمباحث اإس اد ومسائله؛ فهي داخلة في شرح ا حديث‪ ،‬و عله م يشر إ يها َ‬
‫أن ا مقصود‬
‫اأعظم من شرح ا حديث ذ ر معا يه وفقهه وأح امه وما إ ى ذ ك م َما ا تعلق ه‬
‫باإس اد(‪.)3‬‬

‫(‪ )1‬علَه يقصد تاب "مفتاح ا َسعادة ومصباح ا سيادة في موضوعات ا علوم" أحمد بن مصطفى‬

‫ا معروف ب ـ "طاش برى زادة"‪َ ،‬‬
‫ثير في تابه هذا‪ ،‬وقد ذ ر ا تَعريف‬
‫ا‬
‫فإن ا مص ف ي قل ع ه‬
‫فسه في تابه (‪ ،)341/1‬وتابعه صديق حسن خان في قل تت َمة امه‪ ،‬واه أعلم‪.‬‬

‫(‪.)336/1( )1‬‬

‫صا في ا مبحث ا خامس من هذا ا فصل‪.‬‬
‫(‪ )3‬سيأتي بيا ه مف َ‬
‫(‪(11‬‬

‫علما‪:‬‬
‫ُ‬
‫بيان كون شرح ا حديث ً‬
‫سبقت اإشارة إ ى َ‬
‫أن شرح ا حديث فرع من فروع علوم ا حديث‪ ،‬و َأول من ذ ر ذ ك‬

‫فيما وقفت عليه‪ :‬ا حا م في "معرفة علوم ا حديث"‪ ،‬قال‪" :‬ا َوع ا عشرون من هذا ا علم ‪-‬‬
‫بعد معرفة ما ق َدم ا ذ ر من ص َحة ا حديث إتقا ا ومعرفة ا تقليدا وظًا‪ :-‬معرفة فقه‬

‫ا حديث(‪ ،)1‬إذ هو ثمرة هذ ا علوم‪ ،‬وبه قوام ا َشريعة"(‪.)1‬‬

‫ورغم أهمَية هذا ا علم وموقعه من علوم ا حديث غير َ‬
‫أن أ ثر من صَف فيها بعد‬

‫ا حا م م يذ ر ضم ها (أي‪ :‬ضمن علوم ا حديث)(‪.)3‬‬

‫وم َمن ذ ر وأشار إ يه‪ :‬ا قاضي عياض في "اإ ماع إ ى معرفة أصول ا رواية‬

‫وتقييد ا َسماع"‪ ،‬قال‪-‬في سياق ذ ر علوم ا حديث‪" -‬ث َم ا تَفقه فيه‪ ،‬واستخراج ا ح م‬
‫واأح ام من صوصه ومعا يه‪ ،‬وجاء مش ل أ فاظه على أحسن تأويلها‪ ،‬ووفق مختلفها‬

‫صلة وت زيلها"(‪.)4‬‬
‫على ا وجو ا مف َ‬

‫وذ ر ذ ك ا طيبي في "ا خاصة في أصول ا حديث" ضمن علوم ا حديث ضا ًما‬

‫إ يه ا غريب‪ ،‬ث َم قال‪" :‬وأ َما فقهه‪ :‬فهو ما تض َم ه من اأح ام واآداب ا مست بطة م ه"(‪.)7‬‬

‫(‪ )1‬فقه ا حديث‪ ،‬وشرح ا حديث‪ ،‬وتفسير ا حديث‪ ،‬ومعا ي ا حديث = معا يها متقاربة‪ .‬ا ظر‪ :‬علم شرح‬
‫ا حديث وروافد ا بحث فيه (ص‪ )400‬ا مطبوع ضمن "سلسلة ا دراسات ا حديثَية ا جزء ا ثَا ي"‬
‫(‪ )740-303‬مح َمد بن عمر بازمول‪.‬‬

‫وا ذي يظهر َ‬
‫أن شرح ا حديث ع دهم أوسع من فقه ا حديث؛ فا َشرح يت اول اإس اد وا متن‪ ،‬بي ما‬

‫ا فقه ي ظر فيه إ ى ا متن وما يتض َم ه من ا فقه وا معا ي واأح ام‪ ،‬على ا َحو ا ذي تق َدمت‬

‫اإشارة إ يه قريبا‪.‬‬
‫(‪( )1‬ص‪.)170‬‬

‫(‪ )3‬أفاد يه شيخ ا ا محدث صا ح بن عبد اه ا عصيمي‪ ،‬ورجعت إ ى ثير م ها‪ ،‬فوجدت اأمر على‬
‫ما ذ ر‪.‬‬

‫(‪( )4‬ص‪.)7‬‬

‫(‪( )7‬ص‪.)61‬‬
‫(‪(11‬‬

‫وأشار إ يه مص ـ ـ ـ ـطفى بن عبد اه "ا معروف با ح ـاج خلـ ـ ـيفة"‬

‫(‪)1‬‬

‫في " شف ا ظ ون"‬

‫بقو ه‪" :‬علم شرح ا حديث من فروع ا حديث"(‪ ،)1‬وع ه‪ :‬صديق بن حسن خان في "أبجد‬
‫ا علوم"(‪ ،)3‬و"ا حطَة في ذ ر ا صحاح ا ستَة"(‪.)4‬‬

‫ا مقصود بعلم شرح ا حديث في ا بحث‪:‬‬
‫بعد بيان ا مراد بشرح ا حديث‪ ،‬وذ ر و ه علما؛ َ‬
‫فإن مقصود ا باحث بعلم شرح‬
‫ا حديث ا ذي تت او ه هذ ا دراسة‪ :‬معرفة ا مسائل واأصول ا متعلقة بشرح ا حديث‪ ،‬واَتي‬
‫تضبطه وتؤصل ه‪ ،‬وتبين م اهجه‪ ،‬وطرقه‪ ،‬ومسا ه‪ ،‬وموارد ‪ ،‬وأسباب ا خطأ فيه‪،‬‬

‫وتعلقه بعلوم ا شريعة عا َمة‪ ،‬وبعلوم ا حديث على وجه ا خصوص‪.‬‬

‫(‪" )1‬اعتاد ا اس أن يقو وا‪" :‬حاجي خليفة"‪ ،‬وهو طق خاص بإخوا ا اأتراك‪ ،‬في بغي أن يظ َل خا صا‬
‫هم"‪ .‬ا موجز في مراجع ا تَراجم وا بلدان وا مصَفات وتعريفات ا علوم (ص‪ )99‬محمود ا طَ احي‪.‬‬

‫(‪.)48/1( )2‬‬
‫(‪.)337/1( )3‬‬

‫(‪( )4‬ص‪.)181‬‬
‫(‪(13‬‬

‫ا مبحث ا ثا ي‬
‫أهمية علم شرح ا حديث وثمرتُه‬

‫َ‬
‫إن معرفة معا ي وفقه حديث رسول اه ‪ ‬من أجل علوم ا حديث‪ ،‬بل "هو ثمرة هذ‬

‫ا علوم‪ ،‬وبه قوام ا َشريعة"(‪ ،)1‬وا يوصف با علم من ا فقه وا دراية ه؛ و هذا عظم‬
‫حرصهم عليه‪ ،‬وتطابهم ه‪ ،‬وأفردوا ه اأبواب وا فصول في مصَفاتهم؛ ومن ذ ك َ‬
‫أن‬

‫ي ذ ر فصا في تابه "ا محدث ا فاصل بين ا َراوي وا واعي"‪ ،‬وع ون‬
‫اإمام ا َرامهرمز َ‬
‫ه‪" :‬ا قول في فضل من جمع بين ا رواية وا دراية"(‪ ،)1‬و ذ ك ص ع ا حا م في ا معرفة‬

‫ص عة و فائسها‪.‬‬
‫على ما ق َدم ا‪ ،‬وهذان ا تابان من أوائل ا تب ا مصَفة في هذ ا َ‬
‫وهذ بعض اآثار ا َداَة على ما ذ رت‪:‬‬

‫‪ -‬عن مصعب ا زبيري‪ ،‬قال‪ :‬سمعت ما ك بن أ س‪ ،‬وقد قال اب ي أخته؛ أبي ب ر‬

‫واسماعيل اب ي أبي أويس‪" :‬أ ار ما تحَبان هذا ا َشأن‪ ،‬وتطلبا ه" يع ي ا حديث‪ ،‬قاا‪ :‬عم‪،‬‬
‫قال‪" :‬إن أحببتما أن ت تفعا وي فع اه ب ما‪َ ،‬‬
‫فأقا م ه‪ ،‬وتفقَها"‪ ،‬و زل ابن ما ك بن أ س‬

‫من فوق‪ ،‬ومعه حمام قد غطَا ‪ ،‬قال‪ :‬فعلم ما ك أَه قد فهمه ا َاس؛ فقال‪" :‬اأدب أدب‬

‫اه‪ ،‬ا أدب اآباء واأ َمهات‪ ،‬وا خير خير اه‪ ،‬ا خير اآباء واأ َمهات"(‪.)3‬‬

‫قال ا خطيب ا بغدادي ‪-‬في سياق هذا ا خبر‪" :-‬و يعلم َ‬
‫أن اإ ثار من تب ا حديث‬

‫وروايته ا يصير بها ا َرجل فقيها‪ ،‬إَما يتفقَه باست باط معا يه وا عام ا تَف ر فيه"‪.‬‬

‫وتأ َمل تع يفهم على من اشتغل با رواية من غير ا تفات إ ى ا دراية في قول أبي‬

‫عاصم ا َبيل‪" :‬ا رياسة في ا حديث با دراية رياسة ذ ة"(‪.)4‬‬
‫(‪ )1‬تق َدم (ص‪.)11‬‬
‫(‪( )1‬ص‪.)138‬‬

‫(‪ )3‬أخرجه‪ :‬ا َرامهرمزي في "ا محدث ا فاصل" (ص‪ ،)114-141‬رقم (‪ .)148‬ومن طريقه‪ :‬ا خطيب‬
‫ا بغدادي في " صيحة أهل ا حديث" ا مطبوع مع "شرف أهل ا حديث" (ص‪ ،)171‬رقم (‪ )14‬إ ى‬
‫قو ه َ‬
‫"فأقا م ه وتفقَها"‪.‬‬

‫(‪ )4‬أخرجه‪ :‬ا َرامهرمزي في "ا محدث ا فاصل" (ص‪ ،)173‬رقم (‪ .)161‬ومن طريقه‪ :‬ا خطيب‬

‫ا بغدادي في "ا جامع أخاق ا راوي وآداب ا َسامع" (‪ ،)181-181/1‬رقم (‪ )1749‬بلفظ‪:‬‬
‫ا رئاسة؛ بدل‪ :‬ا رياسة‪.‬‬

‫(‪(14‬‬

‫صاح‪" :‬ا ي بغي طا ب ا حديث أن يقتصر على سماع ا حديث‪،‬‬
‫وفي قول ابن ا َ‬

‫و تبه دون معرفته وفهمه‪ ،‬في ون قد أتعب فسه من غير أن يظفر بطائل‪ ،‬وبغير أن‬
‫صل في عداد أهل ا حديث‪ ،‬بل م يزد على أن صار من ا متشبهين ا م قوصين‪،‬‬
‫يح َ‬

‫ا متحلين بما هم م ه عاطلون"(‪.)1‬‬

‫وا ظر تشديدهم في ذ ك في ام اصر ا سَة اإمام ا شافعي‪ ،‬إذ يقول‪" :‬ومن ان‬

‫عا ما بما وصف ا با حفظ ا بحقيقة ا معرفة‪ ،‬فليس ه أن يقول أيضا بقياس؛ أَه قد‬

‫يذهب عليه عقل ا معا ي‪ .‬و ذ ك و ان حافظا مقصر ا عقل‪ ،‬أو مقص ار عن علم سان‬

‫ا عرب‪ ،‬م ي ن ه أن يقيس من قبل قص عقله عن اآ ة ا تي يجوز بها ا قياس‪ .‬وا‬
‫قول يسع هذا ‪-‬واه أعلم‪ -‬أن يقول أبدا إا اتباعا‪ ،‬ا قياسا"(‪.)1‬‬

‫وهذا يفسر ك سبب ثرة تصا يفهم في شرح ا حديث وفقهه ودرايته‪ ،‬وتقديم ذ ك‬

‫على علوم ا رواية بما بَي ه ابن حجر بقو ه‪َ " :‬‬
‫فإن فقه ا حديث وغريبه ا يحصى م‬

‫ص ف في ذ ك‪ ،‬بل و ا َدعى م َدع َ‬
‫أن ا تصا يف ا تي جمعت في ذ ك أجمع من‬

‫صحيح من ا َسقيم ما أبعد‪،‬‬
‫ا تَصا يف ا تي جمعت في تمييز ا رجال‪ ،‬و ذا في تمييز ا َ‬
‫بل ذ ك هو ا واقع"(‪.)3‬‬

‫وقد تتابعت لمتهم في ضرورة ا جمع بين معرفة ص َحة ا حديث ورجا ه من جهة‪،‬‬

‫ومعرفة فقهه ومعا يه من جهة أخرى‪ ،‬وفيه يقول علي بن ا مدي ي‪" :‬ا تَفقه في معا ي‬

‫ا حديث صف ا علم‪ ،‬ومعرفة ا رجال صف ا علم"(‪.)4‬‬

‫وقال ا خطَابي في مقدمة "معا م ا س ن" ‪-‬مبي ا سبب تص يفه ه‪" :-‬أ َما بعد‪ :‬فقد‬

‫فهمت مساء ت م إخوا ي أ رم م اه‪ ،‬وما طلبتمو من تفسير تاب ا س ن أبي داود‬

‫سليمان بن اأشعث‪ ،‬وايضاح ما يش ل من متون أ فاظه‪ ،‬وشرح ما يستغلق من معا يه‪،‬‬
‫وبيان وجو أح امه‪ ،‬وا دا ة على مواضع اا تزاع وااست باط من أحاديثه‪ ،‬وا شف عن‬

‫معا ي ا فقه ا م طوية في ضم ها؛ تستفيدوا إ ى ظاهر ا رواية ها باطن ا علم وا دراية‬

‫(‪ )1‬علوم ا حديث (ص‪.)170‬‬
‫(‪ )1‬ا رسا ة (ص‪.)709‬‬
‫صاح (‪.)130/1‬‬
‫(‪ )3‬ا ت على تاب ابن ا َ‬
‫(‪ )4‬ا محدث ا فاصل (ص‪.)130‬‬

‫(‪(17‬‬

‫أمر ا يسع ي تر ه‪ ،‬ما ا يسع م‬
‫بها‪ ،‬وقد رأيت ا ذي دبتمو ي ه‪ ،‬وسأ تمو يه من ذ ك ا‬

‫جهله‪ ،‬وا يجوز ي تما ه‪ ،‬ما ا يجوز م إغفا ه واهما ه"(‪.)1‬‬

‫وما تق َدم قله ع َمن سبق من أهل ا علم ظاهر ا دا ة على َ‬
‫أن طا ب ا علم ا ي بل‪،‬‬
‫وا يبلغ مبلغ ا رئاسة في ا علم إا با تَفقه في حديث رسول اه ‪ ،‬ومعرفة معا يه‪،‬‬

‫واستخراج فوائد ‪ ،‬وا غوص على‬

‫وز ودرر ‪ .‬وااقتصار على ا رواية وا َسماع وتحصيل‬

‫اإجازات من غير فقه ومعرفة = ضرب من ضروب ا حرمان‪ ،‬وتضييع لعمر في غير‬

‫طائل‪ ،‬واعتبر في هذا بحال اأئ َمة اأربعة ومن سار سيرهم في ا جمع بين ا رواية‬
‫وا دراية يف خلَد اه أثرهم‪ ،‬وا تشر في ا اس ذ رهم‪.‬‬
‫"ومن أتعب فسه في ا َسماع وجمع اإجازات‪ ،‬وا حظَ ه من ا دراية؛ فهو عامي‬

‫في صورة طا ب علم"(‪.)1‬‬

‫ومن درر أبي حاتم ابن حَبان قو ه في "ا مجروحين"‪" :‬فمن م يحفظ س ن ا َبي ‪‬‬
‫‪ ...‬و م يعرف معا ي اأخبار‪ ،‬وا جمع بين تضادها في ا ظَواهر‪ ،‬وا عرف ا مفسَر من‬
‫خاص ا ذى يراد به ا عام‪ ،‬وا ا لَفظ‬
‫ا مجمل‪ ،‬وا عرف ا َاسخ من ا م سوخ‪ ،‬وا ا لَفظ ا‬
‫َ‬

‫ا عا َم ا ذى يراد به ا خاص‪ ،‬وا اأمر ا ذى هو فريضة‪ ،‬وا اأمر ا ذى هو فضيلة‬

‫وارشاد‪ ،‬وا ا َهي ا ذى هو حتم ا يجوز ارت ابه‪ ،‬من ا َهي ا ذى هو دب يباح استعما ه‬
‫=‬

‫يف يستحل أن يفتي‪ ،‬أو يف يسوغ فسه تحريم ا حال أو تحليل ا حرام‪ ،‬تقليدا‬

‫م ه من يخطئ ويصيب‪ ،‬رافضا قـول من ا ي طق عن ا هوى"(‪.)3‬‬

‫وفي ا سياق فسه ذ ر اإمام ا َووي " َ‬
‫أن شرع ا مب ي على ا تاب ا عزيز‪ ،‬وا س ن‬

‫ا مروَيات‪ .‬وعلى ا س ن مدار أ ثر اأح ام ا فقهيَات‪َ ،‬‬
‫فإن أ ثر اآيات ا فروعَيات‬

‫مجمات‪ ،‬وبيا ها في ا س ن ا مح مات‪ .‬وقد اتَفق ا علماء على أ َن من شرط ا مجتهد؛ من‬
‫ا قاضي وا مفتي أن ي ون عا ما باأحاديث ا ح ميَات"(‪.)4‬‬

‫(‪.)1/1( )1‬‬
‫(‪ )1‬ا غاية من ا َسماع وا رواية (ص‪ )79‬صا ح بن عبد اه ا عصيمي‪.‬‬
‫(‪.)13/1( )3‬‬

‫(‪ )4‬شرحه على مسلم (‪.)114/1‬‬
‫(‪(16‬‬

‫وفي ا وحي ا َبوي ما يدل على فضل من جمع بين ا رواية وا دراية‪ ،‬وا حفظ وا فقه‪،‬‬
‫ما في حديث أبي موسى اأشعري ‪ ،‬عن ا َبي ‪ ‬قال‪َ ُ :‬مثَ ُل َما َب َعثَِ ي ا ل ُه ِب ِه ِم َن‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ضا‪ ،‬فَ َك َ ِ‬
‫ا ُه َدى َوا ِع ْلِم َك َمثَ ِل ا َغ ْي ِث ا َك ِث ِ‬
‫اء‪ ،‬فَأَْ َبتَ ِت‬
‫اب أ َْر ً‬
‫َص َ‬
‫ان م ْ َها َقية‪ ،‬قَ ِبلَت ا َم َ‬
‫ير أ َ‬
‫شب ا َك ِثير‪ ،‬و َكا َ ْت ِم ْ ها أَج ِادبُ‪ ،َ1‬أَم ِ‬
‫اس‪،‬‬
‫َ َ ُ‬
‫ا َك َََ َوا ُع ْ َ‬
‫اء‪ ،‬فَ َفَ َع ا ل ُه ِب َها ا َ‬
‫س َكت ا َم َ‬
‫ْ َ‬
‫َ َ‬
‫ِ‬
‫ِ ِ‬
‫اء َولَ‬
‫َص َاب ْت ِم ْ َها طَ ِائفَ ًة أ ْ‬
‫فَ َ‬
‫يعان لَ تُ ْمس ُك َم ً‬
‫ُخ َرى‪ ،‬إِ َما ه َي ق َ‬
‫سقَ ْوا َو َزَر ُعوا‪َ ،‬وأ َ‬
‫ش ِرُبوا َو َ‬
‫ت َك ًََ‪ ،‬فَ َذِ َك َمثَ ُل َم ْن فَقُ َه ِفي ِد ِ‬
‫ين ا ل ِه‪َ ،‬وَفَ َع ُه َما َب َعثَِي ا ل ُه ِب ِه فَ َعلِ َم َو َعل َم‪َ ،‬و َمثَ ُل‬
‫تُْ ِب ُ‬
‫ِ‬
‫ت ِب ِهَ(‪.)1‬‬
‫ْسا‪َ ،‬وَ ْم َي ْق َب ْل ُه َدى ا ل ِه ا ِذي أُْر ِس ْل ُ‬
‫َم ْن َ ْم َي ْرفَ ْع ِب َذ َك َأر ً‬

‫هذا ا حديث من أظهر ا صوص ا تي تدل على ما حن بصدد اإشارة إ يه‪ ،‬وأ قل‬

‫في بيا ه اما افعا ابن ا قيم‪ ،‬قال‪" :‬شَبه ‪ ‬ا علم وا هدى ا ذي جاء به با غيث؛ ما‬
‫يحصل ب ل واحد م هما من ا حياة وا م افع واأغذية واأدوية وسائر مصا ح ا عباد؛ فإَها‬

‫با علم وا مطر‪ .‬وشبَه ا قلوب باأراضي ا تي تقع عليها ا مطر؛ أَها ا محل ا ذي يمسك‬

‫ا ماء‪ ،‬في بت سائر أ واع ا َبات ا َافع‪ ،‬ما َ‬
‫أن ا قلوب تعي ا علم فيثمر فيها ويز و‪،‬‬
‫وتظهر بر ته وثمرته‪ ،‬ثم قسَم ا َاس إ ى ثاثة أقسام‪ ،‬بحسب قبو هم واستعدادهم حفظه‪،‬‬

‫وفهم معا يه‪ ،‬واست باط أح امه‪ ،‬واستخراج ح مه وفوائد ‪:‬‬

‫ِ‬
‫أحدها‪ :‬أهل ا حفظ وا فهم‪ ،‬ا ذين حفظو وعقلو ‪ ،‬وفهموا معا يه‪ ،‬واست بطوا وجو‬
‫ا ح م واأح ام وا فوائد م ه؛ فهؤاء بم زة اأرض ا تي قبلت ا ماء‪ ،‬فأ بتت ا أ وا عشب‬

‫ا ثير‪ ،‬وهذا هو ا فهم فيه‪ ،‬وا معرفة وااست باط؛ فإَه بم زة إ بات ا أ وا عشب با مـ ـ ـاء؛‬

‫فهذا مثل ا حفَاظ ا فقهاء‪ ،‬أهل ا رواية وا دراية‪.‬‬

‫ا ِ‬
‫قسم ا ثا ي‪ :‬أهل ا حفظ ا ذين رزقوا حفظه و قله وضبطه‪ ،‬و م يرزقوا تفقها في‬
‫معا يه‪ ،‬وا است باطا وا استخراجا وجو ا ح م وا فوائد م ه ‪ ...‬فهؤاء بم زة اأرض ا تي‬

‫أمس ت ا ماء لَ اس فا تفعوا