Langkah langkah Pencegahan Jenayah Murta

Jurnal Fiqh, No. 6 (2009) 171-190

Journal of Fiqh, No. 6 (2009) 171-190

‫معاجة الردة ي عر العومة‬
‫اجتاعية‬-‫دراسة فقهية‬

*

‫حسام الصيفي‬

AbstrAct
This study is to explain measures that should be taken in order
to prevent the spread of apostasy in the Muslims society.
Instead of focusing on punishment measures as discussed
in iqh, this study is devoted to discuss preventive measures
from theological, sociological, educational and economical
aspects. The study inds that the causes of apostasy, apart
from the missionary movement, can be traced to many
factors including psychological crisis, educational failure,
westernization upbringing and environment and also poor

economic condition. To facilitate the understanding of the
issues in hand this study has been divided into three parts,
namely, theological, educational, which includes da’wah,
and socio-economical aspects.
Keywords: Apostasy, Murtad, Islamic Education, Islamic
Environment

‫ اجامعة اإسامية العامية باليزيا‬، ‫* اأستاذ امساعد بقسم الفقه وأصوله‬

‫‪Jurnal Fiqh, No. 6 (2009) 171-190‬‬

‫تقديم‬

‫لعل أخطر ما يواجه امسلم من حديات ما هدد عقيدته وفكره الديني‪ ،‬وكان‬
‫ديدن أعداء امسلمن قدي ًا وحديث ًا حويل امسلمن عن عقيدهم إى دين آخر‬
‫أو قلبهم ماحدة وعلانين‪ ،‬وبذلوا وا زالوا يبذلون ي سبيل حقيق ذلك امال‬
‫والوقت واجهد‪ ،‬وكانت نتيجة هذه اجهود امتتابعة أن تفشت ظاهرة الردة ي‬
‫امجتمعات اإسامية وباتت اأر ي خطر ارتداد فرد من أفرادها بأي صورة‬
‫كانت عن عقيدته والتزاماته الدينية‪.‬‬


‫والردة ي امدونات الفقهية تعني‪ :‬الرجوع من دين اإسام إى الكفر‪ .1‬وعند‬
‫امالكية يعرف امرتد بأنه امكلف الذي يرجع عن اإسام طوع ًا إما بالتريح‬
‫‪2‬‬
‫بالكفر وإما بلفظ يقتضيه‪.‬‬

‫وشاع بسبب ذلك احديث عن حكم امرتد وعقوبته‪ ،‬وألفت ي ذلك‬
‫الكتب وامقاات العلمية التي طحن بعضها بعض ًا ي معركة م يكسب منها‬
‫امجتمع اإسامي إا القليل‪ ،‬وم يشمر علاء اإسام عن ساعد اجد للبحث‬
‫وراء أسباب الردة وبالتاي وضع التدابر ااحرازية واخطط والرامج للحد‬
‫من اتساع هذه الظاهرة امدمرة وغلب عى كتاباهم الوعظ والتهديد والوعيد‬
‫واإشارة بأصابع ااهام إى جهات خارجية والرب عى وتر نظرية امؤامرة‪.‬‬

‫وكا هو معروف فاإسام ا جر أحد ًا عى اعتناق عقيدته والتزام تعاليمه‪،‬‬
‫بل ترك لأفراد واجاعات حرية ااختيار‪ ،‬حتى إذا ما دخلوا ي الدين عن‬
‫طواعية واقتناع‪ ،‬والتزموا من ثَمَ بتعاليمه اأخاقية وتريعاته وقوانينه صار‬
‫واجب ًا عى القائمن عى هذا الدين بذل امال واجهد لتقوية إيان حديثي العهد‬
‫باإسام من جهة‪ ،‬وصار من حقهم اأخذ بأيدهم ومنعهم من العودة إى‬
‫ظام الكفر من جهة أخرى‪ ،‬فاإسام ا يقبل أن يكون ألعوبة بيد امتاعبن‬
‫وامندسن الذين يرددون مقولة أسافهم‪﴿ :‬آ ِمنُوا بِا َلذِي ُأ ْنزِلَ عَ َى ا َلذِينَ آ َمنُوا‬
‫وَ ْج َه النَهَ ا ِر وَ اكْ فُ رُ وا آخِ رَ ُه لَعَ لَهُ مْ يَرْ جِ عُ ونَ ﴾ [آل عمران‪ ،]72 :‬وحاولون‬

‫تطبيقها كذلك‪.‬‬
‫‪ 1‬كا عرفها ابن قدامة ي امغني‪ ،‬ج‪ ،10‬ص ‪.74‬‬
‫‪ 2‬انظر‪ :‬القوانن الفقهية‪ ،‬ص ‪.139‬‬
‫‪172‬‬

‫معاجة الردة ي عر العومة دراسة فقهية‪-‬اجتاعية‬

‫ولكن قبل أن يسارع امسلمون إى معاقبة امرتدين وجعلهم عرة من يعتر‬
‫ا بد أن يبحثوا عن السبل الوقائية التي منع انتشار هذه الظاهرة وتقلص من‬
‫حجمها‪ ،‬فالقضاء عليها أمر عسر أو حال كا أثبتت التجارب التارخية لأديان‬
‫قاطبة‪ .‬ومن هنا سيهتم هذا البحث العلمي بالبحث عن السبل الوقائية التي‬
‫حد من استفحال ظاهرة الردة ي امجتمع اإسامي وتعيد امتشككن واجهلة‬
‫إى حظرة اإيان‪ ،‬أن التدين فطرة إنسانية واإنسان مها جول ي ردهات‬
‫الكفر واإحاد امظلمة ا بد أن يعود يوم ًا إى فطرته السليمة‪ ،‬ومن هنا سنعالج‬
‫قضية ها أميتها اخاصة ي أبحاث الردة وامرتدين‪ ،‬وهذه القضية هي‪ :‬الدين‬
‫كفطرة وشعور بري ا يقاوم وا يدفن مها طال زمن اإحاد وقويت شوكته‪،‬‬
‫أن بث الروح ي هذه النـزعة اإنسانية اأصيلة عند البر يلهم الدعاة الصر‬
‫واحلم واحكمة ي تعاملهم مع ظاهرة الردة‪.‬‬
‫وبناء عى هذه امعطيات تم تقسيم هذا امقال إى مقدمة وثاثة مباحث‬
‫وخامة‪:‬‬

‫امبحث اأول‪ :‬التدابر اموصولة بالعقيدة والفكر الديني‪.‬‬

‫امبحث الثاي‪ :‬التدابر الربوية والتعليمية‪.‬‬

‫امبحث الثالث‪ :‬التدابر ااجتاعية وااقتصادية‪.‬‬

‫خامة البحث‪.‬‬
‫امبحث اأول‬

‫التدابراموصولة بالعقيدة والفكر الديني‬
‫تعد قضية الردة ي هذا العر حديًا كبر ًا لأمة اإسامية وللفكر اإسامي‬
‫عى وجه اخصوص‪ ،‬أن هذا العر ـ عر العومة ـ عر احريات الدينية‬
‫والسياسية‪ ،‬وفتح منابر احوار بن اأديان واحضارات عى تنوعها واختافها‪،‬‬
‫لذلك تسعى بعض اجهات السياسية واإعامية إى تضخيم حد الردة وعقوبة‬
‫امرتد لتهميش دور امسلمن عى طاولة احوار احضاري‪ ،‬ووصف الفكر‬
‫اإسامي والتريع اإسامي بالتحجر والقسوة‪ ،‬وأنه يعيد إى اأذهان‬
‫قرارات احرمان الكنسية ي العصور الوسطى‪ ،‬إذ بمجرد أن حكم عى شخص‬
‫‪173‬‬

‫‪Jurnal Fiqh, No. 6 (2009) 171-190‬‬


‫ما بأنه مرتد تطلق منه روجته‪ ،‬ويفقد حقوقه امدنية ويتعرض لعقوبة اموت ي‬
‫هاية اأمر‪.‬‬

‫فاقتى اأمر من الباحثن امسلمن أن يضعوا قضية الردة ي اخانة الصحيحة‪،‬‬
‫إزالة الغبش العالق‪ ،‬وتنوير اأفهام بحقيقة اإيان ورورته وسبل انتشاره ي‬
‫اأمم‪ ،‬فالفكر الديني اإسامي قائم عى حرية ااعتقاد‪ ،‬والنهي عن التقليد ي‬
‫العقيدة‪ ،‬فقد ركز اإسام عى مبدأ حرية ااختيار‪ ،‬وجعل اأساس ي ااعتقاد‬
‫هو أن ختار الفرد الدين الذي يرتضيه من غر إكراه وا مل‪ ،‬وأن جعل أساس‬
‫اختياره التفكر السليم‪ ،‬وأن حمي دينه الذي ارتضاه‪ ،‬فا يكره عى خاف ما‬
‫‪3‬‬
‫يقتضيه‪ ،‬وبذلك تتكون حرية ااعتقاد من عنار ثاثة‪:‬‬
‫‪ .1‬تفكر حر غر مأسور بيء سابق من جنسه أو تقليد‪.‬‬

‫‪ .2‬منع اإكراه عى عقيدة معينة‪ ،‬فا يكره بتهديد من قتل أو نحوه‪.‬‬
‫‪ .3‬العمل عى مقتى ما يعتقد ويتدين به‪.‬‬

‫وهذه احرية ي ااختيار هي التي منع امسلم من الردة إذا استقر ي قلبه‬
‫وعقله اإيان بمحض إرادته هو‪ ،‬أما إذا كان تلقي العقيدة بالتقليد أو باإغراء‬
‫امادي فإها رعان ما تتعرض لاهتزاز بإغراءات أقوى فكرية إحادية أو مادية‪،‬‬

‫فا بد من تبرة امسلم الذي نشأ ي بيئة إسامية هذه احقيقة‪ ،‬حقيقة أنه حر‬
‫ختار‪ ،‬حتى يستقر اإيان ي قلبه‪ ،‬وذلك بوسائل تربوية وتعليمية سيأي بياها‬
‫ي مبحث التدابر الربوية والتعليمية‪.‬‬

‫ويتعلق بقضية التدابر اموصولة بالعقيدة والفكر الديني فكرة أن الدين فطرة‬
‫إنسانية تتغلب ي خامة امطاف عى نوازع الكفر واإحاد‪ ،‬وهذه احقيقة ا بد من‬
‫توعية الوعاظ والدعاة ها حتى حسنوا التعامل مع ظاهرة الردة بوصفها حالة‬
‫شيطانية طارئة عى النفس اإنسانية ا بد ها أن تزول مها طال الزمن وهيمنت‬
‫الوساوس والرؤى اإحادية‪ ،‬وحتى ا يترعوا باحكم عى امرتد بالكفر‬
‫دون النظر ي حالته والظروف التي دفعته إى اارتداد‪ ،‬ودون النظر كذلك ي‬
‫نشأته الدينية التي تعن عى تفهم حالة اارتداد امرضية‪ ،‬فالدين‪ ،‬بغض النظر‬
‫‪ 3‬حمد أبو زهرة (د‪ .‬ط)‪ ،‬تنظيم اإسام للمجتمع ‪.‬القاهرة‪ :‬دار الفكر العري‪ ،‬ص ‪.182‬‬
‫‪174‬‬

‫معاجة الردة ي عر العومة دراسة فقهية‪-‬اجتاعية‬

‫عن طبيعة هذا الدين‪ ،‬فطرة إنسانية‪ ،4‬وقد أصبح إنكار الدين والتدين موضع‬
‫سخرية العلاء الذين تبن هم من البحث والدراسة ي تاريخ اأديان أن التاريخ‬
‫البري أكر مشاهد عى أصالة فطرة التدين ي النفس البرية‪ ،‬فقد وجدوا أنه‬
‫م خل أمة عرفها التاريخ من دين تدين به‪.‬‬

‫وي هذا يقول معجم ا روس للقرن العرين‪« :‬إن الغريزة الدينية مشركة‬
‫بن كل اأجناس حتى أشدها مجية وأقرها إى احياة احيوانية‪ ،‬وإن اإهتام‬
‫بامعنى اإهي وبا فوق الطبيعة هو إحدى النزعات العامية اخالدة لإنسانية»‪،‬‬
‫ثم يقول عن مستقبل هذه الفطرة‪« :‬إن هذه الغريزة الدينية ا ختفي بل وا‬
‫تضعف إا ي فرات اإراف ي احضارة وعند عدد قليل جدا من اأفراد‪،‬‬
‫أما الفيلسوف الفرني هنري يرجسون فإنه يؤكد أصالة تلك الفطرة حن‬
‫يقول‪« :‬لقد وجدت وتوجد ماعات إنسانية من غر علوم وفنون وفلسفات‪،‬‬
‫لكنه م توجد قط ماعة بغر دين»‪ .‬وإذا كان الدين فطرة أو غريزة انسانية فإنه‬
‫باق ببقاء اإنسانية كا يقول سامون ريناك‪« :‬ليس أملم الديانات مستقبل غر‬
‫حدود فحسب‪ ،‬بل علينا أن نكون عى يقن من أنه سيبقى شئ منه أ[دا‪ ،‬ذلك‬
‫أنه سيبقى ي الكون دائا أرار وجاهيل‪ ،‬وأن العلم لن حقق أبدا مهمته‬
‫عى وجه الكال» ونفس امعنى يؤكده الفيلسوف الفرني رينان حن يقول‪:‬‬
‫«إن من اممكن أن يضمحل كل يء نحبه وأن تبطل حرية استعال العقل‬
‫والعلم والصناعة‪ ،‬ولكن يستحيل أن ينمحي التدين‪ ،‬بل سيبقى حجة ناطقة‬
‫عى بطان امذهب امادي الذي يريد أن حر الفكر اإنساي ي امضايق الدنيئة‬
‫للحياة اأرضية»‪ ،‬وبحوث ااجتاع أدت إى ااعراف بأن (الدين ظاهرة عامة‬
‫‪5‬‬
‫ي ميع امجتمعات با استثناء‪ ،‬وي ميع العصور)‪.‬‬

‫وقد عمل اإسام عى امحافظة عى فطرة اانسان وعى دينه وعقيدته‬

‫بوسائل شتى تساعده عى عدم الوقوع ي الردة أو تقيه ر الرجوع إى الكفر‬
‫بعد أن أخرجه اه منه‪ ،‬فقال تعاى ﴿يَا أ هَهَا ا َلذِينَ آ َمنُو ْا مَن يَرْ تَدَ مِنكُ مْ عَ ن‬
‫حبهونَهُ َأ ِذ َل ٍة عَ َى امْ ُؤْ ِمنِنَ َأعِزَ ٍة عَ َى الْكَ ا ِفرِينَ‬
‫حبههُ مْ وَ ُ ِ‬
‫اه بِقَوْ ٍم ُ ِ‬
‫دِينِ ِه فَسَ وْ َف َيأ ِْي ه ُ‬
‫‪4‬‬

‫‪5‬‬

‫مدى عبد العال (‪ ،)1986‬منهج السلف ي العقيدة‪ ،‬ط‪ .2.‬الكويت‪ :‬دار القلم‪ ،‬ص‬
‫‪.17 ،14‬‬
‫عمر عودة اخطيب (‪ ،)1986‬امسألة ااجتاعية بن اإسام والنظم البرية‪ .‬بروت‪:‬‬
‫مؤسسة الرسالة‪ ،‬ص ‪.24‬‬
‫‪175‬‬

‫‪Jurnal Fiqh, No. 6 (2009) 171-190‬‬

‫اه‬
‫اهِ يُؤْ تِي ِه مَن يَشَ اءُ وَ ه ُ‬

‫ا َخَافُونَ لَوْ َم َة آئِمٍ َذل َِك ف َْض ُل ه‬
‫اهِ وَ َ‬
‫ُجَاهِدُ ونَ ِي َسبِيلِ ه‬
‫ا يَزَ الُونَ‬
‫ر مِنَ ا ْل َقتْلِ وَ َ‬
‫وَ اسِ عٌ عَ لِيمٌ ﴾ [امائدة‪ .]54 :‬وقال أيض ًا ﴿وَ ا ْل ِف ْتنَةُ أَكْ َ ُ‬
‫ُيقَاتِلُونَكُ مْ َحت ََى يَرُ ده وكُ مْ عَ ن دِينِكُ مْ إِنِ اسْ تَطَ اعُ و ْا وَ مَن يَرْ َت ِد ْد مِنكُ مْ عَ ن دِينِ ِه‬
‫اب‬
‫َفيَمُ ْت وَ هُ وَ كَ افِرٌ َفأُوْ لَـئ َِك َحبِطَ ْت أَعْ َا ُهُمْ ِي الده ْنيَا وَ اآخِ رَ ِة وَ أُوْ لَـئ َِك أ َْص َح ُ‬
‫النَا ِر هُ مْ فِيهَ ا َخالِدُ ونَ ﴾ [البقرة‪.]217 :‬‬

‫وقال صى اه عليه وسلم‪( :‬ا ترجعوا بعدى كفارا يرب بعضكم رقاب‬
‫بعض)‪ ،6‬وقال‪( :‬ثاث من كن فيه وجد حاوة اإيان أن يكون اه ورسوله‬
‫أحب إليه ما سواما وأن حب امرء ا حبه إا ه وأن يكره أن يعودا ي الكفر‬
‫كا يكره أن يقذف ي النار)‪ .7‬والرجوع إى الفطرة ا يتم إا بعون اجاعة‬
‫وااسرشاد هم‪ ،‬فاإنسان بطبيعته اجتاعي ا يطيق العيش منفرداً‪ ،‬والفطرة‬
‫البرية ذات طبيعة مزدوجة‪ :‬فردية وماعية معاً‪ ،‬فتمتد الفردية كنـزعة متأصلة‬
‫ي ميع أفراد اجنس البري عى السواء‪ ،‬ومتد اجاعية كذلك كنـزعة متأصلة‬
‫ي ميع أفراد اجنس البري عى السواء‪ ،‬ا يستحق من يشذ عنها أن يوصف‬
‫‪8‬‬

‫بأنه إنسان سوي‪.‬‬
‫فجعل اإيان باه‬
‫وأكد اإسام عى ترسيخ العقيدة ي قلب امسلم‬
‫اهِ َشهِيدٌ‬
‫ر َشهَ اد ًة قُلِ ه‬
‫ي ٍء أَكْ َ ُ‬
‫أكر من أى شئ ي النفوس ويقول تعاى‪﴿ :‬قُلْ أ هَي َ ْ‬
‫بِ ْينِي وَ َب ْينَكُ مْ وَ أُوحِ َي إ َ َِي هَ ذَ ا الْقُ رْ آنُ أُنذِرَ كُ م بِ ِه وَ مَن َبلَغَ ﴾ [اأنعام‪ .]19 :‬ومع‬
‫أن اإيان وااسام فطرة ي النفوس إا أن اه سبحانه وتعاى رمة بالناس‬
‫ا مه ب رَرِينَ‬
‫أرسل هم الرسل حتى تبن هم وتثبيت الناس عى اإيان ﴿ره ُس ً‬
‫اه عَ زِيز ًا َحكِ ياً﴾‬
‫اهِ ُح َجةٌ بَعْ دَ الره ُسلِ وَ كَ انَ ه ُ‬
‫َاس عَ َى ه‬
‫ا يَكُ ونَ لِلن ِ‬
‫وَ مُ ن ِذرِينَ لِ َئ َ‬
‫[النساء‪ ،]165 :‬وأرسل معهم الكتب الساوية حتى يكون منهاج ًا ونراس ًا‬
‫رعَ ًة وَ ِمنْهَ اجاً﴾‬
‫هتدى به الناس ي حياهم قال تعاى‪﴿ :‬لِكُ لٍ َجعَ ْلنَا مِنكُ مْ ِ ْ‬
‫[امائدة‪ ،]48 :‬وقال أيض ًا ﴿آمَنَ الرَ ُسولُ ب َِا أُنزِلَ إِ َل ْي ِه مِن رَ رب ِه وَ امْ ُؤْ ِمنُونَ كُ ٌل آمَنَ‬

‫َن أ ََح ٍد مرن ره ُس ِلهِ﴾ [البقرة‪..]285 :‬‬
‫ا ُنفَرر ُق ب ْ َ‬
‫ِاهِ وَ مَآئِكَ تِ ِه وَ كُ ُتبِ ِه وَ رُ ُس ِل ِه َ‬
‫ب ه‬
‫‪6‬‬

‫‪7‬‬

‫‪8‬‬

‫صحيح البخاري‪ ،‬ج‪ ،1‬ص ‪ ،205‬احديث ‪ .118‬وصحيح مسلم‪ ،‬ج‪ ،1‬ص ‪،204‬‬
‫احديث ‪.98‬‬
‫صحيح البخاري‪ ،‬ج‪ ،1‬ص ‪ ،26‬احديث ‪ .15‬وصحيح مسلم‪ ،‬ج‪ ،1‬ص ‪ ،152‬احديث‬
‫‪.60‬‬
‫عمر عودة اخطيب (‪ ،)1986‬امسألة ااجتاعية بن اإسام والنظم ااجتاعية‪ .‬بروت‪:‬‬
‫مؤسسة الرسالة‪ ،‬ص ‪.185‬‬
‫‪176‬‬

‫معاجة الردة ي عر العومة دراسة فقهية‪-‬اجتاعية‬

‫وأمر العقل أن يكون تابع ًا للوحي فالعقل من خلق اه والوحي من اه‬
‫واإنسان يعيش ي هذا الكون معه العقل الذي أودعه اه فيه وكذلك معه‬
‫الوحي الذي أوحى به إى الرسل عليهم الصاة والسام لكي يبلغوه للناس‬
‫﴿ا َي ْأتِي ِه‬
‫وبن أيدينا كتاب اه امعجز القرآن الكريم الذي خا من التحريف‪َ :‬‬
‫ِيل مرنْ َحكِ يمٍ َمِيدٍ﴾ [فصلت‪.]42 :‬‬
‫َن يَدَ ْي ِه وَ َا مِنْ َخ ْل ِف ِه تَنز ٌ‬
‫ا ْلبَاطِ ُل مِن ب ْ ِ‬

‫بيد أنه تقابل اإنسان ي حياة قضايا يصعب عليه أن يفها أو يعرف امراد‬
‫منها فا ينجى منها إى تسليم العقل للوحي عى النور وهى أمور تعبدية كا‬
‫يقول الفقهاء إن العلة ي هذا احكم تعبدية وأي ا يمكن أن نصل إليها بعقولنا‬
‫وجب اانقياد ها والتسليم مثل أعال الصاة والصيام واحج واإيان بالقضاء‬
‫والقدر واليوم اآخر بل وسائر الغيبيات‪ .‬ولكن ميع اأحكام التي العلة فيها‬
‫ظاهرة أو يمكن التوصل إليها بالبحث والنظر وهى اأحكام امعللة كا يقول‬
‫اأصوليون فهنا جال للعقل يمكن أن ينطلق‪ ،‬ومن العبث أن يقحم اإنسان‬
‫العقل فيا ا جال له فيه فهذا يؤدى ي كثر من اأحيان إى الشك ي وجود اه‬
‫وينتهي اأمر ببعض الناس إى الردة‪.‬‬
‫وهى امسلم عن التفكر ي ذات اه أن اه ا حيط به الفكرة‪ ،‬وانه يؤدى‬
‫اى الشك‪ ،‬و أمر بالتفكر ي آيات اه وخلوقاته أن هذا يؤدى إى زيادة اإيان‬
‫باه واليقن باإسام‪ ،‬وي هذه امعانى تأي اأحاديث اآتية‪:‬‬

‫قال صى اه عليه وسلم‪( :‬تفكروا ي اخلق وا تفكروا ي اخالق‪ ،‬فإن‬
‫الشيْطَ انُ أ ََحدَ كُ مْ َفيَقُ ولُ مَنْ َخلَقَ‬
‫اخالق ا حيط به الفكرة) ‪ ،‬وقال أيضاً‪َ :‬يأ ِْي َ‬
‫‪9‬‬
‫ِاهِ وَ ْل َي ْن َتهِ‪.‬‬
‫َك َفإِذَا َبلَغَ هُ َف ْليَسْ َتعِذْ ب َ‬
‫كَ ذَ ا مَنْ َخلَقَ كَ ذَ ا َحتَى يَقُ ولَ مَنْ َخلَقَ رَ ب َ‬
‫امبحث الثاي‬
‫التدابر الربوية والتعليمية‬
‫يعد من أسباب الردة اجهل باإسام‪ ،‬وقد حرص وحث اإسام عى العلم‬
‫فقال ﴿قُلْ هَ لْ يَسْ َتوِي ا َلذِينَ يَعْ لَمُ ونَ وَ ا َلذِينَ َا يَعْ لَمُ ونَ إِن ََا َيتَذَ كَ رُ أُوْ لُوا‬
‫‪9‬‬

‫صحيح البخاري‪ ،‬ج‪ ،11‬ص ‪ ،54‬احديث ‪ .3034‬صحيح مسلم‪ ،‬ج‪ ،328 ،1‬احديث‬
‫‪.191‬‬
‫‪177‬‬

‫‪Jurnal Fiqh, No. 6 (2009) 171-190‬‬

‫َاب﴾ [الزمر‪ .]9 :‬وقد أنكر القرآن عى الكفار بقوله ﴿ َذل َِك بِأ ََهُمْ قَوْ مٌ َا‬
‫اأ ْلب ِ‬
‫َْ‬
‫َي ْفقَهُ ونَ ﴾ [احر‪ .]13 :‬وكان الرسول صى اه عليه وسلم إذا أسلم أحد من‬
‫الناس دفعه إى من يعلمه أمر دينه‪ ،‬فقال عندما أسلم أحدهم‪َ « :‬فقرهُ وا أ ََخاكُ مْ ِي‬
‫اه‬
‫دِينِهِ‪ ،‬وَ َأ ْق ِرئُو ُه الْقُ رْ آنَ »‪ ،10‬فعدم الفقه ي الدين ضال وقال تعاى ﴿فَذَ لِكُ مُ ه ُ‬
‫ُرفُونَ ﴾ [يونس‪.]32 :‬‬
‫الضاَلُ َف َأنَى ت ْ َ‬
‫ا َ‬
‫رَ بهكُ مُ ْاح هَق ف ََاذَا بَعْ دَ ْاحَقر إِ َ‬
‫ولذلك جب عى امسلمن أن يعلموا أوادهم ونساءهم أمر دينهم‬
‫ويفقهوهم ي اإسام ولو ي فرائض اأعيان عى اأقل مثل أركان اإسام‬
‫وأركان اإيان حفاظ ًا عليهم من خطر الردة وقال صى اه عليه وسلم‪( :‬من يرد‬
‫اه به خر ًا يفقهه ي الدين)‪.11‬‬

‫فالعلم سبيل اهداية‪ ،‬وطريق ينر الدرب أمام امسلمن ليعوا حقائق دينهم‪،‬‬
‫ويعرفوا وظيفة الدين ي احياة‪ ،‬فيتمسكون به عن حجة وبرهان‪ ،‬فتكون هذه‬
‫امعرفة تدبر ًا واقي ًا من اارتداد‪ ،‬فامعركة مع الكفر ي حقيقتها معركة مع اجهل‬
‫واخرافة‪ ،‬إذ يقوم الكفر عى أوهام إحادية ا حجة ها وا برهان‪ ،‬وتعتمد عى‬
‫اجهالة والعناد‪ ،‬ومن أجل هذا قاد اإسام احرب عى اجهالة التي كانت‬
‫وما تزال علة التكذيب واجحود‪ ،‬وبدأ بأوى امعارف وبدهيات احقائق من‬
‫التوحيد‪ ،‬ثم أطلق بر اإنسان ي اآفاق ليتعلم كل يء‪ ،‬ويتبر ي كل ما‬
‫‪12‬‬
‫حيط به‪.‬‬

‫ونظام الربية والتعليم اإسامي يتميز بالشمول‪ ،‬وذلك من خال مراعاة‬
‫اجوانب احسية والعقلية واجسمية والروحية‪ ،‬فيكتمل التوازن امطلوب ي‬
‫العلمية الربوية الذي هو امقصود اأساي ي اإسام‪ .13‬وهناك جموعة‬
‫من اخصائص ميز الربية اإسامية‪ ،‬مثل‪ :‬تكاملية الربية اإسامية وتوازها‬
‫حيث إها ا تركز عى جانب واحد وإنا تعتني بالتنشئة التكاملية لإنسان جس ًا‬
‫ا وسلوك ًا ووجدان ًا وبالعاقات بن اإنسان وغره‪ ،‬وحرص عى حقيق‬
‫وعق ً‬
‫‪ 10‬امعجم الكبر للطراي‪ ،‬الباب ‪ ،4‬ج‪ ،11‬ص ‪ ،457‬احديث ‪.13587‬‬
‫‪ 11‬صحيح البخاري‪ ،‬ج‪ ،119 ،1‬احديث ‪ .1400‬وصحيح مسلم‪ ،‬ج‪ ،5‬ص ‪ ،239‬احديث‬
‫‪.1719‬‬
‫‪ 12‬مصطفي عبد الواحد (‪ ،)1984‬امجتمع اإسامي ‪ .‬جدة‪ :‬دار البيان العري‪ ،‬ص ‪-178‬‬
‫‪.180‬‬
‫‪ 13‬حمد السيد الوكيل‪ ،‬قواعد البناء ي امجتمع اإسامي (امنصورة‪ ،‬مر‪ :‬دار الوفاء‪ ،‬ط‪،2‬‬
‫‪1989‬م) ص ‪.79‬‬
‫‪178‬‬

‫معاجة الردة ي عر العومة دراسة فقهية‪-‬اجتاعية‬

‫التوازن الدقيق بن مطالب الدنيا واآخرة‪ .‬والربية اإسامية تربية سلوكية‬
‫عملية ا تكتفي بالقول وإنا تركز كذلك عى السلوك والعمل اليومي‪ ،‬فتقوي‬
‫من جهة جانب امراقبة ه أن القوانن مها بلغت قوها وسيطرها فلن تكفل‬
‫امجتمع الصالح‪ ،‬ومن جهة أخرى توجه اإنسان نحو اخر‪ ،‬وجمع بن الفردية‬
‫واجاعية‪ ،‬فامسلم مسؤول مسؤولية فردية عن معتقداته وأفكاره‪ ،‬ومسؤول‬
‫كذلك عن رعيته‪ .‬والربية اإسامية تربية مستمرة من امهد إى اللحد‪ ،‬تسمو‬
‫بغرائز اإنسان‪ ،‬وتستجيب متطلباته اجسدية والروحية بشكل يتفق مع مبادئ‬
‫اإسام والفطرة السليمة‪ .‬والربية اإسامية تتسم بالعامية والشمول حيث‬
‫تنبذ التعصب والفروق العرقية والطبقية واللونية‪ ،‬وتقيم معيار ًا واحد ًا للتمييز‬
‫‪14‬‬
‫بن البر وهو معيار التقوى والعمل الصالح‪.‬‬
‫فا بد أن تكون العلوم التي يتلقاها أبناء اإسام شاملة تتناول اجوانب‬
‫امختلفة فيهم‪ ،‬فينشئون أسوياء ا يطغى جانب عى آخر‪ ،‬فا بد من تلقينهم‬
‫العلوم الرعية التي ها يعرفون احال واحرام‪ ،‬وا بد من التوجيهات‬
‫الروحية التي تولد ي قلوهم خشية اه تعاى واخوف منه ومراقبته ي كل‬
‫اأحوال‪ ،‬وا بد من التدريبات العقلية التي تنمي مواهبهم وتشحذ ذكاءهم‪،‬‬
‫وا بد من توجيههم الوجهة العملية التي يكتسبون ها بعض اأصول امهنية‬
‫لكي يستعينوا ها عى مواجهة العقبات‪ ،‬وا بد من التدريبات الرياضية التي‬
‫تنشط أجسامهم وتقوي عضاهم‪ ،‬وا بد من تدريبهم تدريب ًا نفسي ًا استقبال‬
‫‪15‬‬
‫ما جد ي حياهم من تغيرات‪.‬‬

‫ويدخل ضمن التوجيهات الربوية العمل الدعوي امنظم الذي يقوم به‬
‫الدعاة وامصلحون‪ ،‬والركيز عى الدعوة من العوامل التي حد من انتشار الردة‬
‫إذا انشغل الدعاة بجدية ي معاجة هذه امشكلة التي منشؤها تربوي تعليمي ي‬
‫الدرجة اأوى‪ ،‬فكان ااهتام بشأن الدعوة اإسامية بن امسلمن من أهم‬
‫التدابر الواقية من الردة ااهتام بالدعوة اإسامية بن امسلمن ي الديار‬
‫امسلمة واأقليات امسلمة وقال تعاى‪﴿ :‬ادْعُ إ ِِى َسبِيلِ رَ ب َرك ب ِْاحِكْ مَ ِة وَ امْ َوْ عِظَ ِة‬
‫ْاحَسَ َن ِة وَ َجاد ِْهُم بِا َلتِي ه َِي أ َْحسَ ُن إِنَ رَ ب ََك هُ وَ أَعْ لَمُ بِمَ ن َض َل عَ ن َسبِي ِل ِه وَ هُ وَ‬
‫‪ 14‬نبيل حمد السالوطي‪ ،‬امنهج اإسامي ي دراسة امجتمع‪ :‬دراسة ي علم ااجتاع (جدة‪:‬‬
‫دار الروق‪ ،‬ط‪1985 ،2‬م) ص ‪.25-23‬‬
‫‪ 15‬حمد السيد الوكيل‪ ،‬قواعد البناء ي امجتمع اإسامي‪ ،‬ص ‪.85‬‬
‫‪179‬‬

‫‪Jurnal Fiqh, No. 6 (2009) 171-190‬‬

‫أَعْ لَمُ بِامْ ُهْ َتدِينَ ﴾ [النحل‪ ،]125 :‬وقال‪َ ﴿ :‬فلِذَ ل َِك فَادْعُ وَ اسْ َتقِمْ كَ َا ُأمِرْ َت‬
‫اه‬
‫َاب وَ ُأمِرْ ُت ِأَعْ دِلَ َب ْينَكُ مُ َ ُ‬
‫اه مِن ِكت ٍ‬
‫َنت ب َِا أَنزَ لَ َ ُ‬
‫وَ َا َت َتبِعْ أَهْ وَ اءهُ مْ وَ قُلْ آم ُ‬
‫اه َجْمَ عُ َب ْي َننَا وَ إِ َل ْي ِه‬
‫رَ هبنَا وَ رَ بهكُ مْ َلنَا أَعْ َا ُلنَا وَ لَكُ مْ أَعْ َالُكُ مْ َا ُح َج َة َب ْي َننَا وَ َب ْينَكُ مُ َ ُ‬
‫امْ َِصرُ﴾ [الشورى‪ ،]15 :‬وقال‪﴿ :‬يَا أ هَهَا الرَ ُسولُ َبلرغْ مَا أُنزِلَ إِ َلي َْك مِن رَ ب َرك‬
‫ا َ ْهدِي ا ْلقَوْ مَ‬
‫اه َ‬
‫َاس إِنَ ه َ‬
‫اه يَعْ ِصمُ َك مِنَ الن ِ‬
‫وَ إِن َ ْم َتفْعَ لْ ف ََا َبلَغْ َت ر َِسا َلتَهُ وَ ه ُ‬
‫الْكَ ا ِفرِينَ ﴾ [امائدة‪.]67 :‬‬

‫واإصاح من أهداف اإسام‪ ،‬ودليل عى إيان الفرد‪ ،‬ويشر القرآن الكريم‬
‫هك لِيُهْ ل َِك الْقُ رَ ى بِظُ لْمٍ وَ أَهْ لُهَ ا مُ ْصل ُِحونَ ﴾‬
‫إى رورة اإصاح‪﴿ :‬وَ مَا كَ انَ رَ ب َ‬
‫[هود‪ ،]117 :‬فاإصاح وحدة بنائية بديلة أنه يأخذ صور ًا متعددة داخل‬
‫أناط العاقات التبادلية اأخاقية‪ ،‬وي داخل كل اأناط اأخرى‪ ،‬حيث من‬
‫اممكن أن يكون إصاح ًا بالقول أو بالفعل‪ ،‬واإصاح وحدة بنائية أساسية ي‬
‫النظام السياي والعاقات التبادلية‪ ،‬وهو يعم كل أناط العاقات ااجتاعية‬
‫وف أَوْ‬
‫ا مَنْ َأمَرَ ب َِصدَ َق ٍة أَوْ مَعْ رُ ٍ‬
‫ر رمن ن َْجوَ اهُ مْ إِ َ‬
‫ر ِي كَ ثِ ٍ‬
‫ا َخ ْ َ‬
‫لقوله تعاى‪َ ﴿ :‬‬
‫اهِ فَسَ وْ َف نُؤْ تِي ِه أ َْجر ًا‬
‫ات ه‬
‫َاس وَ مَن َيفْعَ لْ َذل َِك ا ْبتَغَ اء مَرْ َض ِ‬
‫َن الن ِ‬
‫إ ِْصاَحٍ ب ْ َ‬
‫‪16‬‬
‫عَ ظِ ياً﴾ [النساء‪.]114 :‬‬

‫والعلاء ورثة اأنبياء عليهم أن يبلغوا دعوة اه إى الناس ويعلموهم‬
‫اإسام فكثر من امسلمن حتاج إى دعوة قال تعاى ﴿وَ ذَكر رْ َفإِنَ الذر كْ رَ ى تَنفَعُ‬
‫َنت عَ َل ْيهِم‬
‫امْ ُؤْ ِمنِنَ ﴾ [الذاريات‪ ،]55 :‬وقال ﴿ن َْح ُن أَعْ لَمُ ب َِا يَقُ ولُونَ وَ مَا أ َ‬
‫َاف وَ عِيدِ﴾ [ق‪ ،]45 :‬وقال تعاى‪﴿ :‬أُولَـئ َِك ا َلذِينَ‬
‫ب َِجبَا ٍر فَذَ كر رْ بِالْقُ رْ آنِ مَن َخ ُ‬
‫ا َبلِيغاً﴾‬
‫ِض عَ نْهُ مْ وَ عِظْ هُ مْ وَ قُل َهُمْ ِي أَنفُ سِ هِمْ قَوْ ً‬
‫ُوهِمْ َفأَعْ ر ْ‬
‫اه مَا ِي ُقل ِ‬
‫يَعْ لَمُ ه ُ‬
‫[النساء‪.]63 :‬‬

‫وا خفي عى أحد ما وصل إليه حال امسلمن‪ ،‬فاليوم جد اأساء اإسامية‬
‫والعمل غر إسامي مثل ترك الصاة أو الصيام ومنع الزكاة ورب اخمر‬
‫والزنا حت اسم التحر والتقدم وتسمية اأشياء بغر أسائها والصداقة بن‬
‫الرجال والنساء التي تؤدي إى الفاحشة‪ .‬ولذلك وجب عى امسلمن أفراد ًا‬
‫ومؤسسات شعوب ًا وحكومات عامة وعلاء أن يقوموا بواجب الدعوة والنصح‬
‫‪16‬حمد علوان‪ ،‬مفهوم إسامي جديد لعلم ااجتاع (جدة‪ :‬دار الروق‪ ،‬ط‪1983 ،1‬م)‬
‫ج‪ ،1‬ص ‪.84‬‬
‫‪180‬‬

‫معاجة الردة ي عر العومة دراسة فقهية‪-‬اجتاعية‬

‫للمسلمن‪ ،‬واحال التي عليها الناس اليوم ا تكفيهم الكلمة فا بد أن ترجم‬
‫إى عمل وإى برامج وإى حل حقيقي للمشكات‪.‬‬

‫فهذا رجل مسلم ا جد ما يأكله‪ ،‬وا ملجأ يأويه‪ ،‬وا مستشفى يتعالج‬
‫فيه‪ ،‬فا يكفيه‪ :‬اتق اه!‪ ،‬بل جب عى امسلمن أن يساعدوه ويقوموا بحل‬
‫مشكاته حتى يستطيع أن يسمع فان أم امرض واجوع وصوت اجهل يعلوا‬
‫عليه ويشوش عليه حقائق اإسام‪ ،‬والعاج العمي لضان الرزق هو الزكاة‪،‬‬
‫والكفارات‪ ،‬والنذور‪ ،‬واأنفال‪ ،‬وحق وي اأمر وغره‪ ،17‬وقد حاشى اإسام‬
‫ي كل أصوله وما وضعه من قواعد يسر عليها امجتمع اإنساي أن يطلق‬
‫امبدأ أو الشعار دون أن يتناول اأسس التي يقوم عليها‪ ،‬بل أعطى بعد ذلك‬
‫صور ًا من التطبيق للمبدأ با حدد مضمونه‪ ،‬ويمنع أن تكون امساواة جرد شعار‬
‫يدل عى امساواة احسابية بن الناس‪ ،‬فامساواة ي منهج اإسام هتم بالكيان‬
‫اإنساي‪ ،‬وهو كيان واحد لدى الناس ميع ًا بحكم اآدمية التي جمع الناس‬
‫عى اختاف اأجناس واألوان وظروف الزمان وامكان‪ ،18‬فذلك اجائع إذا‬
‫أطعمته‪ ،‬وذلك امرد إذا آويته يسمع ما تقول‪ ،‬ويقتدي بك‪ ،‬حتى إذا ذاق‬
‫حاوة اإسام واإيان فلن يرجع أبداً‪.‬‬
‫وإليك بعض امقرحات والتوصيات ي جوانب الدعوة العملية بن‬
‫امسلمن واأقليات امسلمة‪ .‬فمن أهم القضايا العملية التي جب ااهتام ها‬
‫ما يأي‪:‬‬
‫ـ ااهتام بامسلمن اجدد‪.‬‬

‫ـ إنشاء امدارس واجامعات وامعاهد‪.‬‬
‫ـ بناء امساجد ي امناطق اجديدة‪.‬‬

‫ـ إنشاء امستشفيات‪.‬‬

‫ـ إنشاء دور رعاية للمسنن‪.‬‬
‫‪ 17‬سليان حفوي‪ ،‬الضان ااجتاعي ي اإسام وأثره الوقائي ضد اجريمة (بروت‪ :‬الدار‬
‫العامية للطباعة والنر والتوزيع‪ ،‬ط‪1982 ،1‬م) ص ‪ 47‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ 18‬مال الدين حمد حمود‪ ،‬أصول امجتمع اإسامي (القاهرة‪ :‬دار الكتاب امري‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫‪1992‬م) ص ‪.106‬‬
‫‪181‬‬

‫‪Jurnal Fiqh, No. 6 (2009) 171-190‬‬

‫ـ توزيع الكتب والنرات وامجات اإسامية بأسعار خفضة أو جان‬
‫للمسلمناجدد‪.‬‬
‫ـ زيارة البيوت ومناقشة امسلمن ي اأمور الدينية‪ ،‬وعقد مقارنات‬
‫وميع اآيات هدف ترسيخ العقيدة اإسامية‪.‬‬

‫ـ التخطيط امنظم بن امؤسسات اإسامية عى امستوى امحى وامستوى‬
‫الدوي‪.‬‬
‫ـ التخطيط وإعداد الرامج وبخاصة الرامج اجديدة التي تربط بن الدين‬
‫واحياة‪.‬‬

‫ـ تدريب اأئمة والوعظ‪.‬‬

‫ـ تبادل اخرات بن العلاء واجامعات‪.‬‬

‫ـ بحث امشاكل التي تواجهه الدعوة وإجاد احلول ها‪.‬‬
‫ـ عقد الندوات وامؤمرات وورش العمل وامسابقات‪.‬‬

‫ـ بحث مشاكل احضارة احديثة وإجاد احلول الدينية ها‪.‬‬

‫ـ دراسة امخططات التنصرية وإعداد اخطط مواجهتها‪.‬‬

‫ـ النهوض بامؤسسات التعليمية اإسامية‪.‬‬

‫ـ إنشاء امستشفيات ودور العاج امختلفة لرعاية امسلمن من الناحية‬
‫الصحية ومايتهم من الوقوع حت تأثر اإرساليات التنصرية‪.‬‬

‫ـ التعاون ي امجال اإعامي‪ ،‬وعلم ااتصال‪.‬‬

‫ـ إقامة معاهد لتخرج الدعاة مع ااهتام بحفظ القرآن وتعليم اللغة‬
‫العربية‪.‬‬
‫ـ إنشاء مؤسسات الرعاية ااجتاعية لأطفال وامسنن ولأر امسلمة‬
‫الفقرة‪.‬‬
‫ـ إعداد موسوعة عن الدعوة والدعاة خال العصور امختلفة حتى‬
‫عرنا احار تكون مرجع ًا للدعاة ي كل قطر إسامي‪.‬‬
‫‪182‬‬

‫معاجة الردة ي عر العومة دراسة فقهية‪-‬اجتاعية‬

‫ـ إعداد برامج للربية اإسامية ي امراحل التعليمية امختلفة‪.‬‬
‫امبحث الثالث‬
‫التدابر ااجتاعية وااقتصادية‬
‫تعتر جريمة الردة‪ ،‬جريمة قديمة حديثة تتجدد ها اأسباب عى مر العصور‬
‫واأجيال‪ ،‬وهى با شك اعتداء عى الدين اإسامي ي أي صورة من‬
‫صورها‪ ،‬فامرتد إما أنه يستهزئ بأحد أركان اإسام مثل الصاة‪ ،‬أو الصيام‪،‬‬
‫أو احج‪ ،‬أو الزكاة‪ ،‬أو ينكر أحد أركان اإيان‪ ،‬فهو هذا قد خرج امرتد عى‬
‫اإسام‪ ،‬فإنه قد اعتدى عى الدين وخان اه ورسوله وامسلمن خيانة عظمى‪.‬‬
‫وإن التهاون ي عقوبة امرتد امعالن الداعية يعرض امجتمع كله للخطر‪ ،‬ويفتح‬
‫عليه باب فتنة ا يعلم عواقبها إا اه سبحانه‪ ،‬فا يلبث امرتد أن يغرر بغره‬
‫وخصوصا من الضعفاء والبسطاء من الناس‪ ،‬وتتكون ماعة مناوئة لأمة‪،‬‬
‫ً‬
‫تستبيح لنفسها ااستعانة بأعداء اأمة عليها‪ ،‬وبذلك تقع اأمة ي راع ومزق‬
‫فكري واجتاعي وسياي قد يتطور إى راع دموي‪ ،‬بل إى حرب أهلية تأكل‬
‫اأخر واليابس‪.‬‬

‫وعلاء امسلمن قد وضعوا ضوابط جريمة الردة بحيث أن ا يطلق عى‬
‫أحد أنه مرتد إا بيقن‪ ،‬وفوق هذا أعطوه الفرصة لاستتابة وجلية الشبهات‬
‫التي حتمل أن تكون عنده‪ .‬وما من شك ي أن امرتد رع له اإسام عقوبة‬
‫القتل حيث أن اخائن والذي يعتدي عى دين اه ورسوله‪ ،‬فيجب أن يستأصل‬
‫من امجتمع حتى ا يشجع الناس عى الردة فيفتن الناس بردته ويشيع بينهم‬
‫الشكوك ي كتاب اه وسنة رسوله صى اه عليه وسلم وي هذا خطر كبر‬
‫عى اأمة اإسامية جب التصدي له من الراعي والرعية‪ .‬بيد أنه قد احت‬
‫ي العر احديث أسباب ثاثة يرتد بعض امسلمن عن اإسام بسببها‪،‬‬
‫وهي‪:‬الفقر واجهل وامرض‪ ،‬وهو ما يسمى بالثالوث امهلك‪ ،‬وهذه ليست‬
‫أسباب ًا مبيحة لإنسان أن يرتكب هذه اجريمة اخطرة التي خر ها اإنسان‬
‫الدنيا واآخرة‪.‬‬

‫وقد استغل أعداء اإسام أسباب الضعف الثاثة أسوأ استغال ي سبيل‬
‫ا يَزَ الُونَ ُيقَاتِلُونَكُ مْ َحت ََى‬
‫إخراج بعض امسلمن من دينهم‪ ،‬قال اه تعاى‪﴿ :‬وَ َ‬
‫‪183‬‬

‫‪Jurnal Fiqh, No. 6 (2009) 171-190‬‬

‫يَرُ ده وكُ مْ عَ ن دِينِكُ مْ إِنِ اسْ تَطَ اعُ و ْا وَ مَن يَرْ َت ِد ْد مِنكُ مْ عَ ن دِينِ ِه َفيَمُ ْت وَ هُ وَ كَ افِرٌ‬
‫اب النَا ِر هُ مْ فِيهَ ا‬
‫َفأُوْ لَـئ َِك َحبِطَ ْت أَعْ َا ُهُمْ ِي الده ْنيَا وَ اآخِ رَ ِة وَ أُوْ لَـئ َِك أ َْص َح ُ‬
‫َخالِدُ ونَ ﴾ [البقرة‪ .]217 :‬وهذا بعينه هو جريمة التنصر‪ ،‬الذي انترت‬
‫مراكزه ي أكثر الباد امسلمة‪ ،‬وذلك عى حن غفلة من أهلها‪ ،‬فيقيمون‬
‫مراكزهم حت مسميات طبية‪ ،‬وتعليمية‪ ،‬ورعاية للفقراء وكبار السن‪ ،‬وهكذا‬
‫ظاهره فيه الرمة‪ ،‬وباطنه فيه الردة وحويل امسلمن عن دينهم والعياذ باه‪.‬‬
‫واإسام غنى بالتريعات التي تساعد امسلم عى امنع من الوقوع ي جريمة‬
‫الردة‪ ،‬فرع التدابر الواقية من الردة‪ ،‬وسد الذرائع امؤدية إليها‪.‬‬
‫إن التدابر الواقية من الردة صر امسلم عى الفقر وشظف العيش أنه بدون‬
‫الصر قد يضعف أمام اأموال‪ ،‬أو اجاه والسلطان‪ ،‬والوظائف‪ ،‬وأمره اإسام‬
‫أن يغر حالته إى اأحسن بالعمل والكسب‪ ،‬ولنا أسوة ي النبي صى اه عليه‬
‫وسلم فقد معوا له اأموال‪ ،‬وأرادوا أن يعطوه املك فصر عى اجوع والفقر‬
‫ثبت عى احق وقال لعمه (واه يا عمى لو وضعوا الشمس ي يميني والقمر ي‬
‫يساري عى أن أترك هذا اأمر ا أتركه أبد ًا حتى يظهره اه أو أهلك دونه)‪.‬‬

‫ومن التريعات امساعدة للمسلم عى عدم ترك اإسام وجود التكافل‬
‫ااجتاعي بن امسلمن‪ ،‬والتكافل لغة يعني اانضام‪ ،‬والكفالة ي نظر الفقهاء‬
‫تعني ضم ذمة إى ذمة لتتقوى إحداما هذا الضم‪ ،‬ومعنى التكافل التزام كل فرد‬
‫قادر وامجتمع بأن يعن امحتاج‪ ،‬وقد درج الناس عى التعبر بالتكافل ااجتاعي‬
‫والضان ااجتاعي عى معنى واحد‪ ،‬ولكن الضان ااجتاعي يعر عن التكافل‬
‫امادي فحسب‪ ،‬أما التكافل فمعناه أوسع‪ .19‬وأساس التكافل الواية امتبادلة‪،‬‬
‫وقساه التكافل امادي والتكافل امعنوي‪ ،‬فامادي موارده الزكاة‪ ،‬ونفقات اأقارب‪،‬‬
‫والوقف‪ ،‬والوصاية‪ ،‬والكفارات‪ ،‬وما تضعه الدولة من خططات لتحقيق العدالة‬
‫ااجتاعية‪،20‬والتكافل ااجتاعي مبني عى الواية امتبادلة كحق النصيحة أن‬
‫‪21‬‬
‫الدين النصيحة‪ ،‬والوصاية باجار وأداء حقوق اأقارب‪.‬‬
‫‪ 19‬مال الدين حمد حمود (‪ ،)1992‬أصول امجتمع اإسامي ‪.‬القاهرة‪ :‬دار الكتاب‬
‫امري ‪ ،‬ص ‪.147‬‬
‫‪ 20‬توفيق عي وهبة (‪ ،)1981‬اإسام ريعة احياة‪ ،‬ط‪ .2.‬الرياض‪ :‬دار اللواء‪ ،‬ص ‪-231‬‬
‫‪ 234‬بترف‪.‬‬
‫‪ 21‬مال الدين حمد حمود‪ ،‬أصول امجتمع اإسامي‪ ،‬ص ‪.164‬‬
‫‪184‬‬

‫معاجة الردة ي عر العومة دراسة فقهية‪-‬اجتاعية‬

‫فقد رع اإسام الزكاة الفريضة‪ ،‬والصدقة النافلة‪ ،‬والقرض احسن‪،‬‬
‫واهدية‪ ،‬وإكرام الضعيف والوقف ي سبيل اه لأموال البيوت‪ ،‬وحث عى‬
‫مساعدة امسلم‪ ،‬فقد أقام اإسام امجتمع عى أسس أصيلة هي بذاها تنتج‬
‫الرعاية ااجتاعية‪ ،‬وتنضج ثمراها‪ ،‬فأسس هذا التكافل ااجتاعي هي اأخوة‬
‫والواية والتكافؤ ووجوب امحبة‪ ،22‬والتكافل ااجتاعي وبقية اأسس العامة‬
‫للتريع اإسامي كمبدأ امساواة واحرية والعدل تعد مصدر ميع التريعات‬
‫اإسامية ي حياة الفرد واجاعة‪ ،‬بحيث إن كل جزئية من هذه التريعات‬
‫‪23‬‬
‫كانت بمثابة النموذج التطبيقي هذه امبادئ‪.‬‬

‫وقد أمر النبي صى اه عليه وسلم باإنفاق عى اليتيم‪ ،‬وأمر بتفقد اجار فعَ نْ‬
‫اهِ تَعَ َاى‬
‫احتَكَ رَ طَ عَ امًا أَرْ َبعِنَ َل ْي َل ًة َفقَدْ َبر َِئ مِنْ َ‬
‫اه عَ َل ْي ِه وَ َسلَمَ ‪ :‬مَنْ ْ‬
‫ال َنب رِي َص َى َ ُ‬
‫َت ِمنْهُ مْ ذِمَ ةُ‬
‫اه تَعَ َاى ِمنْهُ وَ َأي َها أَهْ ُل عَ رْ َص ٍة أ َْصب ََح فِيهِمْ امْرُ ؤٌ َجائِعٌ َفقَدْ َب ِرئ ْ‬
‫وَ َبر َِئ َ ُ‬
‫‪24‬‬
‫ِيل ب ِْاجَا ِر‬
‫ُوصينِي جِ ْر ُ‬
‫اه عَ َل ْي ِه وَ َسلَمَ قَالَ مَا زَ الَ ي ِ‬
‫اهِ تَعَ اى ‪ ،‬وعَ نْ ال َنب رِي َص َى َ ُ‬
‫َ‬
‫َحتَى ظَ َنن ُْت َأنَهُ َسيُوَ رر ثُهُ ‪ ،25‬وجد إذا أصاب امسلم مصيبة ي ولد أو بيت أو مال‬
‫أو جارة فإن امسلمن يكفلونه وجمعون له من أمواهم ويساعدونه حتى خرج‬
‫من حنته‪.‬‬

‫وقد اثنى رسول اه صى اه عليه وسلم عى اأشعرين ي امدينة امنورة‬
‫فقَالَ ‪ :‬إِنَ ْاأَشْ عَ ِريرنَ إِذَا أَرْ َملُوا ِي الْغَ زْ ِو أَوْ ق ََل طَ عَ امُ ِعيَاهِ ِمْ بِامْ َدِي َن ِة َمَعُ وا مَا‬
‫ِالس ِو َي ِة فَهُ مْ ِمنري وَ َأنَا‬
‫ب وَ احِ ٍد ثُمَ ا ْقتَسَ مُ و ُه َب