ﺚﺤﺒﻟا ﺔﻴﻔﻠﺧ Al-Gharar Wa Tathbiiqaatuhu Fil Mu'aamalaat Al-Maaliyyah Al-Mu'aashirah.
اﳌﻘﺪﻣﺔ
ﺧﻠﻔﻴﺔ اﻟﺒﺤﺚ
ﻣﺸﻜﻼت اﻟﺒﺤﺚ
أ ﺪاف اﻟﺒﺤﺚ وﻓﻮاﺋﺪﻩ
اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ
ﻃﺎراﻟﻔﻜﺮي
ﻣﻨ ﻴﺔ اﻟﺒﺤﺚ
ﺧﻄﺔ اﻟﺒﺤﺚ
ﻄﺼﺛﻄﺋ ا ﺊﺗ
ﺍﳌﻘﺪﻣﺔ
ﺍﳊﻤﺪ ﷲ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﳌﲔ ،ﳓﻤﺪﻩ ﻭﻧﺴﺘﻌﻴﻨﻪ ﻭﻧﺴﺘﻐﻔﺮﻩ ﻭﻧﺘﻮﺏ ﺇﻟﻴﻪ ،ﻭﻧﻌﻮﺫ ﺑﺎﷲ ﻣﻦ
ﺷﺮﻭﺭ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ﻭﺳﻴﺌﺎﺕ ﺃﻋﻤﺎﻟﻨﺎ ،ﻣﻦ ﻳﻬﺪ ﺍﷲ ﻓﻼ ﻣﻀﻞ ﻟﻪ ،ﻭﻣﻦ ﻳﻀﻠﻞ ﻓﻼ ﻫﺎﺩﻱ ﻟﻪ،
ﻭﺃﺷﻬﺪ ﺃﻥ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﷲ ﻭﺣﺪﻩ ﻻ ﺷﺮﻳﻚ ﻟﻪ ،ﻭﺃﺷﻬﺪ ﺃﻥ ﳏﻤﺪﺍ ﻋﺒﺪﻩ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ﻭﻋﻠﻰ
ﺁﻟﻪ ﻭﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻭﻣﻦ ﺗﺒﻌﻬﻢ ﺑﺈﺣﺴﺎﻥ ﻭﺳﻠﻢ ﺗﺴﻠﻴﻤﺎ .ﺃﻣﺎ ﺑﻌﺪ:
ﺧﻠﻔﻴﺔ اﻟﺒﺤﺚ:
ﺇﻥ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻗﺪ ﺣﺮﻡ ﲨﻴﻊ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﻐﺶ ﻭﺍﺳﺘﻐﻼﻝ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺃﻛﻞ ﺃﻣﻮﺍﳍﻢ ﺑﺎﻟﺒﺎﻃﻞ،
ﻓﺘﺤﺼﻴﻞ ﺍﳌﻨﺎﻓﻊ ﻟﻠﻌﺒﺎﺩ ﻭﺩﺭﺀ ﺍﳌﻔﺎﺳﺪ ﻋﻨﻬﻢ ﻭﻣﺮﺍﻋﺎﺓ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻟﺘﻴﺴﲑ ﻓﻴﻤﺎ ﳝﻜﹼﻦ ﳍﻢ
ﻭﻳﺼﻠﺢ ﺣﻴﺎﻢ ﻣﻘﺼﺪ ﻣﻦ ﻣﻘﺎﺻﺪ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﻗﺎﻋﺪﺓ ﺃﺳﺎﺳﻴﺔ ﻣﻦ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ،
ﻭﻷﺟﻞ ﺫﻟﻚ ﻓﻘﺪ ﺃﺧﻀﻊ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﻛﻞ ﺍﳌﻌﺎﻣﻼﺕ ﺍﳌﺎﻟﻴﺔ ﻷﺻﻠﲔ ﻋﻈﻴﻤﲔ ﰲ ﺍﻹﺳﻼﻡ
ﳘﺎ" :ﺍﻟﻌﺪﻝ ﻭﻣﺮﺍﻋﺎﺓ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻄﺮﻓﲔ" ،ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻛﻞ ﺃﺻﻮﻝ ﺍﳌﻌﺎﻣﻼﺕ ﺍﳌﺎﻟﻴﺔ ﻋﻠﻰ
ﺍﻹﺑﺎﺣﺔ ﻓﺘﺤﺮﱘ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻻ ﺑﺪ ﺃﻥ ﻳﺮﺟﻊ ﺇﱃ ﺍﻧﺘﻬﺎﻙ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﺑﻈﻠﻢ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻄﺮﻓﲔ
ﻭﻋﺪﻡ ﲢﻘﻴﻖ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﰲ ﺟﺎﻧﺒﻪ.
٢
ﻄﺼﺛﻄﺋ ا ﺊﺗ
ﻭﻣﻦ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﶈﻈﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﰲ ﺍﳌﻌﺎﻣﻼﺕ ﺍﳌﺎﻟﻴﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﻐﺮﺭ ،ﻭﻗﺪ ﻰ ﻋﻨﻪ
ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﺣﻔﻈﺎ ﻷﻣﻮﺍﻝ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﺍﻟﻈﻠﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺪ ﻳﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻌﺎﻣﻠﺔ ،ﺣﻴﺚ ﻳﺆﺧﺬ
ﻣﺎﻝ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻓﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﳐﺎﻃﺮﺓ ﻭﺟﻬﺎﻟﺔ ﰲ ﺍﻟﻌﻮﺽ ﻓﻴﺼﺒﺢ ﺷﺒﻴﻬﺎ ﺑﺎﳌﻴﺴﺮ ﻭﺍﻟﻘﻤﺎﺭ.
ﻭﺍﻟﻐﺮﺭ ﰲ ﺃﺻﻞ ﻣﻌﻨﺎﻩ ﺍﻟﻠﻐﻮﻱ ﺍﳋﻄﺮ ،ﻭﻳﻘﺎﻝ ﻏﺮﺭ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻭﲟﺎﻟﻪ ﻋﺮﺿﻬﻤﺎ
ﻟﻠﻬﻠﻜﺔ ،ﻓﺎﻟﻐﺮﺭ ﺗﻌﺮﻳﺾ ﺍﳌﺮﺀ ﻧﻔﺴﻪ ﺃﻭ ﻣﺎﻟﻪ ﻟﻠﻬﻼﻙ ،ﻭﲝﺚ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﰲ ﻏﺮﺭ ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﺣﻮﻝ
ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻌﲎ ،ﻭﺇﻥ ﺍﺧﺘﻠﻔﺖ ﻋﺒﺎﺭﺍﻢ ﻭﺍﲡﺎﻫﺎﻢ ﰲ ﲢﺪﻳﺪﻩ ،ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻣﻊ ﻫﺬﺍ ﻟﻴﺲ ﻛﻞ ﻏﺮﺭ
ﻣﺆﺛﺮﺍ ﰲ ﺻﺤﺔ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﻋﻨﺪ ﺍﳉﻤﻴﻊ ،ﻭﺍﳌﺆﺛﺮ ﺍﺗﻔﺎﻗﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﻐﺮﺭ ﺍﻟﻜﺜﲑ ﰲ ﻋﻘﻮﺩ ﺍﳌﻌﺎﻭﺿﺎﺕ
ﺍﳌﺎﻟﻴﺔ ،ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﰲ ﺍﳌﻌﻘﻮﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﺻﺎﻟﺔ ،ﻭﱂ ﺗﻜﻦ ﻫﻨﺎﻙ ﺣﺎﺟﺔ ﺗﺪﻓﻊ ﺇﱃ ﺇﻋﻤﺎﻝ ﻫﺬﺍ
)(١
ﺍﻟﻌﻘﺪ ﲟﺎ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﻏﺮﺭ.
ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻐﺮﺭ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻴﻪ ﻣﻔﺴﺪﺓ ﺗﺪﻋﻮ ﺇﱃ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ
ﲝﻈﺮﻩ ﻭﲢﺮﳝﻪ ،ﻭﻫﻮ ﺍﳌﻘﺼﻮﺩ ﲟﺎ ﺭﻭﻱ ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻰ ﻋﻦ ﺑﻴﻊ ﺍﻟﻐﺮﺭ ،ﻭﻗﺪ ﺑﻴﻨﺖ
ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻨﺒﻮﻳﺔ ﺑﻌﺾ ﺟﺰﺋﻴﺎﺕ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻐﺮﺭ ﻧﺺ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻓﺴﺎﺩ ﺍﻟﺒﻴﻊ ﻓﻴﻬﺎ ،ﻭﺫﻛﺮﻭﺍ
ﺟﺰﺋﻴﺎﺕ ﺃﺧﺮﻯ ﺗﺸﺘﺮﻙ ﻣﻌﻬﺎ ﰲ ﺍﻟﻌﻠﺔ ﻓﻘﺎﺳﻮﻫﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﺣﻜﻤﻮﺍ ﺑﺎﻟﻔﺴﺎﺩ ،ﻟﺘﺤﻘﻖ ﺍﻟﻌﻠﺔ
ﻓﻴﻬﺎ ،ﻓﻘﺪ ﻰ ﺍﻟﻨﱯ ﻋﻦ ﺑﻴﻊ ﻣﺎ ﰲ ﺿﺮﻭﻉ ﺍﳌﺎﺷﻴﺔ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﲢﻠﺐ ،ﻭﻋﻦ ﺍﳉﻨﲔ ﰲ
) (١ﻣﺄﺧﻮﺫ ﻣﻦ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﺘﺼﺪﻳﺮ ﻟﻸﺳﺘﺎﺫ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﳏﻤﺪ ﺳﻼﻡ ﻣﺪﻛﻮﺭ ﰲ ﻛﺘﺎﺏ "ﺍﻟﻐﺮﺭ ﻭﺃﺛﺮﻩ ﰲ ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﰲ
ﺍﻟﻔﻘﻪ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ" ،ﺹ .١١
٣
ﻄﺼﺛﻄﺋ ا ﺊﺗ
ﺑﻄﻮﻥ ﺍﻷﻧﻌﺎﻡ ،ﻭﻋﻦ ﺑﻴﻊ ﺍﻟﺴﻤﻚ ﰲ ﺍﳌﺎﺀ ،ﻭﻋﻦ ﺍﳌﻀﺎﻣﲔ ﻭﻋﻦ ﺍﳌﻼﻗﻴﺢ ،ﻭﻋﻦ ﺣﺒﻞ
ﺍﳊﺒﻠﺔ .ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻓﻘﺪ ﺍﺧﺘﻠﻔﺖ ﻧﻈﺮﺍﺕ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﰲ ﺑﻌﺾ ﺟﻬﺎﺕ ﺍﻟﻐﺮﺭ ،ﻭﺗﻄﺒﻴﻘﻬﺎ ﻋﻠﻰ
ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ،ﻋﻠﻰ ﺃﻢ ﺗﻨﺎﻭﻟﻮﻫﺎ ﰲ ﺃﺑﻮﺍﺏ ﻛﺜﲑﺓ ﺟﻌﻠﺖ ﻣﺴﺎﺋﻞ ﺍﻟﻐﺮﺭ ﻣﺒﻌﺜﺮﺓ ﻏﲑ
ﳎﺘﻤﻌﺔ ،ﺃﺣﻮﺝ ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻃﻼﺏ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﺇﱃ ﲨﻌﻬﺎ ،ﻭﱂ ﺷﺘﺎﺎ ،ﻓﻤﺴﺖ ﺍﳊﺎﺟﺔ ﺇﱃ ﻫﺬﺍ
)(٢
ﺍﻟﻨﻤﻂ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺭﺱ ﺍﻟﻔﻘﻬﻲ ﻭﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻲ.
ﻭﲜﺎﻧﺐ ﺫﻟﻚ ،ﻓﺎﳌﻌﺎﻣﻼﺕ ﺍﳌﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﳌﺴﺎﺋﻞ ﺍﻟﱵ ﻻ ﻳﺴﺘﻐﲏ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻨﻪ ،ﻓﻼ
ﳜﻔﻰ ﻣﺪﻯ ﺍﻷﳘﻴﺔ ﺍﻟﺒﺎﻟﻐﺔ ﰲ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ،ﻟﺘﻮﻗﻒ ﺻﺤﺔ ﻭﻓﺴﺎﺩ ﻣﺎ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﻪ
ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﺃﻋﻤﺎﳍﻢ .ﻭﻛﻤﺎ ﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﻣﻦ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﻓﺴﺎﺩ ﺍﳌﻌﺎﻣﻼﺕ ﻳﺮﺟﻊ ﺇﱃ ﺍﻟﻐﺮﺭ ،ﻭﻗﺪ
ﳜﻔﻰ ﺫﻟﻚ ﰲ ﺍﳌﻌﺎﻣﻼﺕ ﺍﳌﺎﻟﻴﺔ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮﺓ ،ﻣﻊ ﺃﻥ ﺍﻷﲝﺎﺙ ﰲ ﺍﳌﻌﺎﻣﻼﺕ ﺍﳌﺎﻟﻴﺔ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮﺓ
ﻣﺘﻌﺪﺩﺓ ﻛﺜﲑﺓ ،ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﱂ ﺗﻜﻦ ﳎﺘﻤﻌﺔ ﲢﺖ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﻭﺍﺣﺪ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻐﺮﺭ.
ﻭﻣﻦ ﺍﻷﺳﻒ ،ﺃﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻋﺘﻘﺪﻭﺍ ﲜﻮﺍﺯ ﲨﻴﻊ ﺍﳌﻌﺎﻣﻼﺕ ﻧﻈﺮﺍ ﻟﺴﻤﺎﺣﺔ
ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﺭﻓﻊ ﺍﳊﺮﺝ ﻭﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﺘﺮﺍﺿﻲ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﺑﻐﺾ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ ﺍﻟﻐﺮﺭ ﺍﳌﻮﺟﻮﺩ
ﰲ ﺗﻠﻚ ﺍﳌﻌﺎﻣﻼﺕ ،ﻭﻳﺰﻳﺪ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﳌﻌﺎﻣﻼﺕ ﺗﻐﺮﻱ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺎﳊﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺑﺎﺡ
ﺍﻟﻜﺜﲑﺓ ﺩﻭﻥ ﺟﻬﺪ ﻛﺒﲑ ﻭﺗﻌﺐ ،ﻣﻊ ﺃﻥ ﻭﺭﺍﺀ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﺧﺴﺎﺭﺓ ﻛﺒﲑﺓ .ﻭﻣﻊ ﺗﻄﻮﺭ
ﺍﳌﻌﺎﻣﻼﺕ ﺍﳌﺎﻟﻴﺔ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮﺓ ﺍﻟﱵ ﺗﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﲰﺎﺀ ﻟﻐﻮﻳﺔ ﻭﻣﺼﻄﻠﺤﺎﺕ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻣﺴﺘﺤﺪﺛﻪ
) (٢ﻧﻔﺲ ﺍﳌﺮﺟﻊ.
٤
ﻄﺼﺛﻄﺋ ا ﺊﺗ
ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺔ ﲟﻜﺎﻥ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﰲ ﺷﺒﻪ ﺍﻟﻐﺮﺭ ﻓﻴﻬﺎ ﻟﻌﺪﻡ ﺿﺒﻂ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﺼﻄﻠﺢ ﺿﺒﻄﺎ
ﺩﻗﻴﻘﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﲔ ،ﻭﻣﻦ ﺍﳌﺘﺄﺧﺮﻳﻦ ﻗﻠﻴﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﻬﺘﻢ ﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ،ﺃﻱ
ﲣﺼﻴﺺ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﰲ ﺍﻟﻐﺮﺭ.
ﻭﻗﺪ ﳜﻄﺮ ﺑﺒﺎﻝ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﺍﳌﻬﺘﻤﲔ ﺑﺎﻷﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ،ﻭﺧﺎﺻﺔ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﲔ
ﰲ ﳎﺎﻝ ﺍﻹﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ،ﻳﺘﺴﺎﺀﻟﻮﻥ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﻐﺮﺭ؟ ﻭﻣﺎ ﺿﻮﺍﺑﻄﻪ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ؟ ﻭﻣﺎ
ﺃﺛﺮﻩ ﰲ ﺍﳌﻌﺎﻣﻼﺕ ﺍﳌﺎﻟﻴﺔ؟ ﻭﻛﻴﻒ ﺍﳌﺜﺎﻝ ﺍﻟﺘﻄﺒﻴﻘﻲ ﻟﻠﻐﺮﺭ ﰲ ﺍﳌﻌﺎﻣﻼﺕ ﺍﳌﺎﻟﻴﺔ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮﺓ؟
ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ ﲝﺎﺟﺔ ﻣﻠﺤﺔ ﺇﱃ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﺍﻟﺴﺪﻳﺪﺓ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻌﻄﻲ ﺗﺼﻮﺭﺍ ﻭﺍﺿﺤﺎ ﻋﻦ
ﺍﻟﻐﺮﺭ ﻭﺿﺎﺑﻄﻪ ﻭﺃﺛﺮﻩ ﻭﺗﻄﺒﻴﻘﻪ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮ.
ﻟﺬﺍ ﻳﺮﻯ ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﺃﻧﻪ ﲝﺎﺟﺔ ﻣﺎﺳﺔ ﺇﱃ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﺃﻗﻮﺍﻝ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﲔ
ﻭﺍﳌﺘﺄﺧﺮﻳﻦ ﰲ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﻐﺮﺭ ﻭﺿﻮﺍﺑﻄﻪ ،ﻓﻴﺴﺘﺨﺮﺝ ﻣﻨﻬﺎ ﺗﻌﺮﻳﻔﺎ ﺷﺎﻣﻼ ﺿﺎﺑﻄﺎ ﺩﻗﻴﻘﺎ
ﻟﻠﻐﺮﺭ ،ﻭﲝﺎﺟﺔ ﺇﱃ ﺗﻮﺿﻴﺢ ﺃﺛﺮﻩ ﺍﻟﻔﻘﻬﻲ ﰲ ﺍﳌﻌﺎﻣﻼﺕ ﺍﳌﺎﻟﻴﺔ ﺧﺎﺻﺔ ،ﻭﺗﺼﻮﻳﺮ ﺗﻄﺒﻴﻘﺎﺗﻪ ﰲ
ﺍﳌﻌﺎﻣﻼﺕ ﺍﳌﺎﻟﻴﺔ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮﺓ .ﻭﻗﺪ ﺣﺎﻭﻝ ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﳊﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺸﻜﻼﺕ ﺑﺄﻥ ﻳﻘﺪﻡ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺍﳌﺘﻮﺍﺿﻌﺔ ﲢﺖ ﺍﳌﻮﺿﻮﻉ "ﺍﻟﻐﺮﺭ ﻭﺗﻄﺒﻴﻘﺎﺗﻪ ﰲ ﺍﳌﻌﺎﻣﻼﺕ ﺍﳌﺎﻟﻴﺔ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮﺓ".
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﳌﺘﻮﺍﺿﻊ ﻳﺸﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﺮﻳﻦ ،ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﻭﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﻄﺒﻴﻘﻴﺔ؛ ﺣﻴﺚ
ﲨﻊ ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﻓﻴﻪ ﺑﲔ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﻄﺒﻴﻖ .ﻓﻬﺬﺍ ﺍﳌﻮﺿﻮﻉ ﺑﺎﻟﺬﺍﺕ ﱂ ﻳﻔﺮﺩ ﺑﺪﺭﺍﺳﺔ
ﻣﺘﺨﺼﺼﺔ -ﺣﺴﺐ ﻣﺎ ﺍﻃﻠﻊ ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﻋﻠﻴﻪ – ﲝﻴﺚ ﳚﻤﻊ ﺷﺘﺎﺗﻪ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻜﺘﺐ
٥
ﻄﺼﺛﻄﺋ ا ﺊﺗ
ﺍﻟﻔﻘﻬﻴﺔ ﺍﻟﺘﺮﺍﺛﻴﺔ ﻭﺍﳌﻌﺎﺻﺮﺓ ،ﻭﻫﻮ ﺬﺍ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺟﺪﻳﺮ ﺑﺎﻟﺒﺤﺚ .ﻭﺃﺧﲑﺍ ﻳﻔﻮﺽ
ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﺃﻣﺮﻩ ﺇﱃ ﺍﷲ ﻣﺴﺘﻌﻴﻨﺎ ﺑﻪ ﺃﻥ ﻳﺴﻬﻞ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﺭﲰﻪ ﻭﰲ ﺇﺧﺮﺍﺝ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﳌﺮﺿﻲ.
ﻣﺸﻜﻼت اﻟﺒﺤﺚ:
ﺃﻣﺎ ﻣﺸﻜﻼﺕ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﱵ ﺳﻮﻑ ﳛﻠﻬﺎ ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﻓﻜﻤﺎ ﻳﻠﻲ:
-١
ﺃﻱ ﻣﻦ ﺍﳌﻌﺎﻣﻼﺕ ﺍﳌﺎﻟﻴﺔ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮﺓ ﺍﻟﻼﰐ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻐﺮﺭ ﺍﶈﺮﻡ؟
-٢
ﻛﻴﻒ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺍﻟﻐﺮﺭ ﺍﶈﺮﻡ ﰲ ﺗﻠﻚ ﺍﳌﻌﺎﻣﻼﺕ ﺍﳌﺎﻟﻴﺔ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮﺓ ،ﻭﻣﺪﻯ ﺗﺄﺛﲑﻩ ﻓﻴﻬﺎ؟
-٣
ﻛﻴﻒ ﺗﻌﺎﰿ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﳌﻌﺎﻣﻼﺕ ﺍﳌﺎﻟﻴﺔ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮﺓ؟
أ ﺪاف اﻟﺒﺤﺚ وﻓﻮاﺋﺪﻩ:
ﺗﺴﺘﻬﺪﻑ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺑﻴﺎﻥ ﺃﻣﻮﺭ ﺫﺍﺕ ﺃﳘﻴﺔ ﻛﺒﲑﺓ ﻭﺿﺮﻭﺭﻳﺔ ﻣﻠﺤﺔ ﺗﺮﺟﻊ ﺇﱃ
ﺍﻟﻨﻘﺎﻁ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ:
.١ﺍﻟﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ ﺍﳌﻌﺎﻣﻼﺕ ﺍﳌﺎﻟﻴﺔ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮﺓ ﺍﻟﱵ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻐﺮﺭ ﺍﶈﺮﻡ ﻭﺑﻴﺎﻥ
ﺃﺣﻜﺎﻣﻬﺎ ﺍﻟﻔﻘﻬﻴﺔ.
.٢ﺑﻴﺎﻥ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺍﻟﻐﺮﺭ ﰲ ﺗﻠﻚ ﺍﳌﻌﺎﻣﻼﺕ ﺍﳌﺎﻟﻴﺔ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮﺓ ﻭﺑﻴﺎﻥ ﺃﺛﺮﻩ ﻓﻴﻬﺎ.
.٣ﺑﻴﺎﻥ ﻣﻮﻗﻒ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﻣﻌﺎﳉﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻌﺎﻣﻼﺕ ﺍﳌﺎﻟﻴﺔ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮﺓ.
٦
ﻄﺼﺛﻄﺋ ا ﺊﺗ
ﺃﻣﺎ ﻓﻮﺍﺋﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻓﻜﻤﺎ ﻳﻠﻲ:
.١ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻷﻛﺎﺩﳝﻴﺔ ،ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺳﻬﻤﺎ ﻣﻔﻴﺪﺍ ﰲ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ
ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ،ﻭﺃﻥ ﻳﺘﻌﻤﻖ ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﺣﻮﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻮﺿﻮﻉ ﻭﺍﻟﺘﺤﺼﻴﻞ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻓﻴﻪ،
ﺇﺿﺎﻓﺔ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻔﻴﺪﺍ ﻟﻠﻘﺮﺍﺀ ﻭﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﰲ ﺑﻼﺩ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺧﺎﺻﺔ
ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻹﻧﺪﻭﻧﻴﺴﻲ.
.٢ﺍﻹﺳﻬﺎﻡ ﲜﻬﺪ ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﺍﳌﺘﻮﺍﺿﻊ ﰲ ﺇﺑﺮﺍﺯ ﺟﺎﻧﺐ ﻫﺎﻡ ﻣﻦ ﺟﻮﺍﻧﺐ ﺍﻟﻔﻘﻪ
ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ،ﻭﺫﻟﻚ ﲜﻤﻊ ﺷﺘﺎﺕ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻮﺿﻮﻉ ،ﻭﺗﻮﺣﻴﺪ ﺟﺰﺋﻴﺎﺗﻪ ﲢﺖ ﻋﻨﻮﺍﻥ
ﻣﺴﺘﻘﻞ ﻳﺴﻬﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﺍﻟﺮﺟﻮﻉ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺍﻹﻓﺎﺩﺓ ﻣﻨﻪ.
.٣ﺍﻹﺳﻬﺎﻡ ﰲ ﺣﻠﻮﻝ ﺍﳌﺸﻜﻼﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺍﳌﻌﺎﻣﻼﺕ ﺍﳌﺎﻟﻴﺔ ،ﺑﺄﻥ
ﻳﺸﺮﺡ ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﻣﺎ ﳛﺮﻡ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﻐﺮﺭ ﻭﻣﺎ ﻳﺒﺎﺡ ﻭﻣﺎ ﻳﺸﺘﺒﻪ ﺑﲔ ﺍﳊﻼﻝ
ﻭﺍﳊﺮﺍﻡ ،ﻭﺫﻟﻚ ﻟﻴﻬﺘﻢ ﺍﺘﻤﻊ ﺍﳌﺴﻠﻢ ﺑﺎﳌﻌﺎﱂ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﻭﻻ
ﻳﺘﺴﺎﻫﻞ ﰲ ﺃﻣﺮ ﺍﳊﻼﻝ ﻭﺍﳊﺮﺍﻡ.
٧
ﻄﺼﺛﻄﺋ ا ﺊﺗ
اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ:
ﻻ ﺷﻚ ﺃﻥ ﺍﳌﻮﺿﻮﻉ ﻟﻴﺲ ﲝﺪﻳﺚ ﺑﻞ ﻫﻮ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﻗﺪ ﺗﻜﻠﻢ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﺍﻟﺴﻠﻒ
ﻭﺍﳋﻠﻒ ﻭﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮﻭﻥ ،ﻭﻗﺪ ﻛﺘﺒﺖ ﺍﻷﲝﺎﺙ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺮﺳﺎﻻﺕ ﺍﳉﺎﻣﻌﻴﺔ ﺍﻟﱵ
ﺗﺘﻨﺎﻭﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻮﺿﻮﻉ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﻭﺗﻄﺒﻴﻘﺎ ﻭﻟﻜﻦ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﺑﺸﻜﻞ ﳏﺪﻭﺩ.
ﺃﻣﺎ ﻓﻘﻬﺎﺀ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻓﻘﺪ ﺗﻨﺎﻭﻟﻮﺍ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻮﺿﻮﻉ ﰲ ﺃﺑﻮﺍﺏ ﻛﺜﲑﺓ ﻭﺟﻌﻠﺖ ﻣﺴﺎﺋﻞ
ﺍﻟﻐﺮﺭ ﻣﺒﻌﺜﺮﺓ ﻏﲑ ﳎﺘﻤﻌﺔ .ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮﻭﻥ ،ﺃﻧﻪ ﱂ ﻳﺘﻄﺮﻕ ﳍﻢ ﲨﻊ ﺗﻠﻚ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ
ﲢﺖ ﻋﻨﻮﺍﻥ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﺴﺘﻘﻞ ﻳﺴﻬﻞ ﻓﻬﻤﻪ ﻭﺩﺭﺍﺳﺘﻪ ،ﺇﻻ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻭﺟﺪﺕ ﺃﻥ ﻣﺆﻟﻔﻬﺎ ﻗﺪ ﻓﻌﻞ
ﺫﻟﻚ ،ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻭﺳﻊ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻮﺿﻮﻉ ﺣﻴﺚ ﻳﺘﻨﺎﻭﻝ ﻓﻴﻪ )) ﺍﻟﻐﺮﺭ ﻭﺃﺛﺮﻩ ﰲ ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﰲ
ﺍﻟﻔﻘﻪ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ(( ،ﻭﱂ ﺗﻜﻦ ﳐﺼﺼﺔ ﰲ ﺍﳌﻌﺎﻣﻼﺕ ﺍﳌﺎﻟﻴﺔ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮﺓ .ﻭﻫﻲ ﺭﺳﺎﻟﺔ
ﺩﻛﺘﻮﺭﺓ ﻟﻠﱪﻭﻓﺴﻮﺭ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ ﳏﻤﺪ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻀﺮﻳﺮ ،ﺍﳌﻘﺪﻣﺔ ﺇﱃ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ،ﻭﺍﳊﺎﺋﺰﺓ
ﻋﻠﻰ ﺟﺎﺋﺰﺓ ﺍﳌﻠﻚ ﻓﻴﺼﻞ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﻟﻠﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺳﻨﺔ ١٤١٠ﻩ١٩٩٠-ﻡ.
ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﳍﺎ ﺻﻠﺔ ﺬﺍ ﺍﳌﻮﺿﻮﻉ ،ﻭﻫﻲ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ :
.١ﻓﻘﻪ ﺍﻟﺒﻴﻮﻉ ﺍﳌﻨﻬﻲ ﻋﻨﻬﺎ ،ﻣﻊ ﺗﻄﺒﻴﻘﺎﺎ ﰲ ﺍﳌﺼﺎﺭﻑ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﻟـﻸﺳﺘﺎﺫ
ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺃﲪﺪ ﺭﻳﺎﻥ ،ﻭﻫﻲ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﳏﺎﺿﺮﺍﺕ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺒﺎﺭﺯﻳﻦ ﺭﻗﻢ ١٣ﺍﻟﱵ
ﻗﺎﻡ ﺑﺘﺼﺪﻳﺮﻫﺎ ﺍﻟﺒﻨﻚ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻟﻠﺘﻨﻤﻴﺔ ،ﺍﳌﻌﻬﺪ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻟﻠﺒﺤﻮﺙ
ﻭﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺐ ،ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ١٤٢٤ﻫـ ٢٠٠٣ /ﻡ .ﻭﻗﺪ ﻭﺿﻊ ﻓﻴﻪ ﻣﺆﻟﻔﻪ
٨
ﻄﺼﺛﻄﺋ ا ﺊﺗ
ﺑﺎﺑﺎ ﺧﺎﺻﺎ ﰲ ﺍﻟﺒﻴﻮﻉ ﺍﳌﻨﻬﻲ ﻋﻨﻬﺎ ﻟﻠﻐﺮﺭ ،ﻭﻗﺎﻡ ﺑﺘﻘﺴﻴﻤﻬﺎ ﺇﱃ ﳎﻤﻮﻋﺎﺕ
ﺃﺭﺑﻊ ،ﺑﺎﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﻗﺮﺏ ﺍﻟﻌﻠﻞ ﺑﻴﻨﻬﺎ ،ﻣﻊ ﺟﻌﻠﻬﺎ ﲢﺖ ﻋﻠﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﲤﺜﻞ ﻗﺎﲰﺎ
ﻣﺸﺘﺮﻛﺎ ﺑﲔ ﺃﻓﺮﺍﺩﻫﺎ ،ﰒ ﻳﺘﺒﻊ ﻛﻞ ﳎﻤﻮﻋﺔ ﺑﺎﻟﺘﻄﺒﻴﻘﺎﺕ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ ﳍﺬﻩ ﺍﻟﺒﻴﻮﻉ
ﻣﻊ ﺑﻴﺎﻥ ﻣﺪﻯ ﻗﺮﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺃﻭ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﻋﻨﻬﺎ .ﻭﺫﻟﻚ ،ﻛﻤﺎ
ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺆﻟﻒ ،ﻟﺘﺸﻌﺐ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻴﻮﻉ ﻭﺍﻟﻌﻠﻞ ﺍﻟﻜﺎﻣﻨﺔ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﻨﻬﻲ ﻋﻦ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﺎ،
ﻭﺻﻌﻮﺑﺔ ﺇﻓﺮﺍﺩ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﺎﻟﺒﺤﺚ .ﻓﺎﻟﻜﺘﺎﺏ ﺇﺫﻥ ﱂ ﻳﻜﻦ ﻭﺍﻓﻴﺎ ﻟﺸﺮﺡ ﻫﺬﺍ
ﺍﳌﻮﺿﻮﻉ ﺍﻟﻮﺍﺳﻊ.
.٢ﺍﳌﻌﺎﻣﻼﺕ ﺍﳌﺎﻟﻴﺔ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮﺓ ،ﻟﻠﺪﻛﺘﻮﺭ ﻭﻫﺒﺔ ﺍﻟﺰﺣﻴﻠﻲ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺩﻣﺸﻖ
.٢٠٠٦ﻗﺴﻢ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺇﱃ ﻗﺴﻤﲔ ،ﺗﻨﺎﻭﻝ ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ ﰲ ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻷﻭﻝ ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻒ
ﲟﺨﺘﻠﻒ ﺍﳌﻌﺎﻣﻼﺕ ﺍﳌﺎﻟﻴﺔ ،ﻭ ﰲ ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﳌﻌﺎﻣﻼﺕ ﺍﳌﺎﻟﻴﺔ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ
ﰲ ٢٣ﺑﺎﺑﺎ ،ﻭﱂ ﻳﺬﻛﺮ ﻓﻴﻪ ﺑﺎﺑﺎ ﺧﺎﺻﺎ ﰲ ﺍﻟﻐﺮﺭ ﺇﻻ ﻓﻘﺮﺍﺕ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻻ ﻳﺴﺘﻐﲏ
ﻋﻨﻪ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ .ﻓﺎﻟﻜﺘﺎﺏ ﻳﺒﺤﺚ ﰲ ﺍﳌﻌﺎﻣﻼﺕ ﺍﳌﺎﻟﻴﺔ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮﺓ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎﻡ،
ﻭﻟﻴﺲ ﳐﺼﺺ ﲢﺖ ﻋﻨﻮﺍﻥ ﺍﻟﻐﺮﺭ ﺑﻨﻔﺴﻪ.
ﻭﳑﺎ ﳚﺪﺭ ﺍﻟﺘﻨﺒﻴﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻫﻨﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﱂ ﳚﺪ ﺩﺭﺍﺳﺎﺕ ﺳﺎﺑﻘﺔ ﺗﺘﺤﺪﺙ ﻋﻦ ﺍﻟﻐﺮﺭ
ﻭﺣﻘﻴﻘﺘﻪ ﻭﺗﻄﺒﻴﻘﺎﺗﻪ ﰲ ﺍﳌﻌﺎﻣﻼﺕ ﺍﳌﺎﻟﻴﺔ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮﺓ ﺧﺎﺻﺔ .ﻓﺠﺎﺀ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﻬﻤﺘﻪ
ﻫﻲ ﺗﺄﺻﻴﻞ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﰲ ﺍﻟﻐﺮﺭ ﻭﺗﻄﺒﻴﻘﻪ ﰲ ﺍﳌﻌﺎﻣﻼﺕ ﺍﳌﺎﻟﻴﺔ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮﺓ ﻭﲢﻠﻴﻠﻬﺎ ﲢﻠﻴﻼ ﻓﻘﻬﻴﺎ.
٩
ﻄﺼﺛﻄﺋ ا ﺊﺗ
ﻃﺎر اﻟﻔﻜﺮي :
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻳﺘﻨﺎﻭﻝ ﺍﻟﻐﺮﺭ ﻭﺗﻄﺒﻴﻘﺎﺗﻪ ﰲ ﺍﳌﻌﺎﻣﻼﺕ ﺍﳌﺎﻟﻴﺔ ،ﻭﻫﻮ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ
ﻧﻈﺮﻳﺔ ﻭﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﻄﺒﻴﻘﻴﺔ .ﻭﳛﻠﻠﻪ ﲢﻠﻴﻼ ﻓﻘﻬﻴﺎ ﺑﺎﻟﺮﺟﻮﻉ ﺇﱃ ﺍﻷﺩﻟﺔ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩﺓ ﰲ ﺍﻟﻐﺮﺭ ﻭﺃﻗﻮﺍﻝ
ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﺍﳌﺪﻭﻧﺔ ﰲ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﻔﻘﻬﻴﺔ.
ﻓﺎﳉﺎﻧﺐ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﺍﻟﻨﻈﺮﻱ ﳛﺘﻮﻱ ﻋﻠﻰ ﺑﻴﺎﻥ ﺗﺄﺻﻴﻞ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﻐﺮﺭ ،ﲜﻤﻊ ﺗﻌﺮﻳﻔﺎﺕ
ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﳌﺬﺍﻫﺐ ﺍﻷﺭﺑﻌﺔ ﰲ ﺍﻟﻐﺮﺭ ﻭﻣﻨﺎﻗﺸﺘﻬﺎ ،ﰒ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺍﳉﺎﻣﻊ ﺍﳌﺎﻧﻊ ﳌﺼﻄﻠﺢ
ﺍﻟﻐﺮﺭ ،ﻭﺗﻔﺮﻳﻘﻪ ﺑﲔ ﺍﳌﺼﻄﻠﺤﺎﺕ ﺍﳌﺸﺘﺒﻬﺔ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺘﻐﺮﻳﺮ ﻭﺍﻟﻘﻤﺎﺭ ﻭﺍﳌﻴﺴﺮ.
ﻭﳛﺘﻮﻯ ﻋﻠﻰ ﺑﻴﺎﻥ ﺍﳊﻜﻢ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ﻟﻠﻐﺮﺭ ﻣﻊ ﺫﻛﺮ ﺍﻷﺩﻟﺔ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩﺓ ﰲ ﲢﺮﳝﻪ ﻣﻦ
ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﻭﺟﻪ ﺍﻻﺳﺘﺪﻻﻝ ﻟﻜﻞ ﻣﻨﻬﺎ ،ﻭﺑﻴﺎﻥ ﺃﺛﺮ ﺍﻟﻐﺮﺭ ﺍﻟﻔﻘﻬﻴﺔ ﰲ ﻋﻘﻮﺩ ﺍﳌﻌﺎﻣﻼﺕ
ﺍﳌﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻴﻮﻉ ﻭﻏﲑﻫﺎ.
ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﳛﺘﻮﻱ ﺃﻳﻀﺎ ﻋﻠﻰ ﺿﻮﺍﺑﻂ ﺍﻟﻐﺮﺭ ﺍﶈﺮﻡ ﺍﳌﻔﺴﺪ ،ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻀﻮﺍﺑﻂ
ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺍﻟﱵ ﻳﺴﺘﻌﻤﻞ ﺎ ﰲ ﺗﻔﺮﻳﻖ ﺍﳌﻌﺎﻣﻼﺕ ﺍﶈﺮﻣﺔ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﻐﺮﺭ ﻭﺍﳌﻌﺎﻣﻼﺕ ﺍﳌﺒﺎﺣﺔ
ﳋﻠﻮﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﺮﺭ ﺃﻭ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻐﺮﺭ ﺍﻟﻴﺴﲑ ﺍﳌﻌﻔﻮ ﻋﻨﻪ.
ﻭﺍﳉﺎﻧﺐ ﺍﻟﻌﻤﻠﻲ ﺍﻟﺘﻄﺒﻴﻘﻲ ﳛﺘﻮﻱ ﻋﻠﻰ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﻐﺮﺭ ﻭﺿﻮﺍﺑﻄﻪ ﰲ
ﺍﳌﻌﺎﻣﻼﺕ ﺍﳌﺎﻟﻴﺔ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮﺓ ﻛﻲ ﺗﺘﻀﺢ ﺍﳌﻌﺎﻣﻼﺕ ﺍﶈﺮﻣﺔ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﻐﺮﺭ ﺍﳌﻔﺴﺪ ﻋﻦ ﺍﳌﺒﺎﺣﺔ
ﺑﻌﺪﻡ ﺍﻟﻐﺮﺭ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻭ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻐﺮﺭ ﺍﳌﺴﻤﻮﺡ ﺑﻪ ،ﺣﻴﺚ ﺇﺫﺍ ﻭﺟﺪﺕ ﰲ ﺍﳌﻌﺎﻣﻼﺕ ﺗﻠﻚ
١٠
ﻄﺼﺛﻄﺋ ا ﺊﺗ
ﺍﻟﻀﻮﺍﺑﻂ ﻟﻠﻐﺮﺭ ﻓﻬﻲ ﳏﺮﻣﺔ ،ﻭﺇﺫﺍ ﱂ ﺗﻮﺟﺪ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻀﻮﺍﺑﻂ ﺃﻭ ﻭﺟﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﺣﺪ ﺿﺎﺑﻂ ﻣﻦ
ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻀﻮﺍﺑﻂ ﻓﻬﻲ ﻣﺒﺎﺡ ﻷﻥ ﺍﻟﻐﺮﺭ ﻓﻴﻪ ﻳﺴﲑ ﻣﻌﻔﻮ ﻋﻨﻪ.
ﻭﺟﺪﻳﺮ ﻟﻠﺬﻛﺮ ﻫﻨﺎ ،ﺃﻥ ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﻳﺬﻛﺮ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻣﻮﻗﻒ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ
ﰲ ﻣﻌﺎﳉﺔ ﺍﳌﻌﺎﻣﻼﺕ ﺍﳌﺎﻟﻴﺔ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮﺓ ﺍﻟﻼﰐ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻐﺮﺭ ﺍﶈﺮﻡ ،ﻭﻫﺬﺍ ﻃﺒﻌﺎ ﻳﱪﺯ ﴰﻮﻟﻴﺔ
ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﻣﺪﻯ ﻛﻤﺎﻟﻴﺘﻪ ﰲ ﺣﻞ ﻣﺸﻜﻼﺕ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﰲ ﲨﻴﻊ ﺟﻮﺍﻧﺐ ﺍﳊﻴﺎﺓ ،ﻭﻟﺬﻟﻚ
ﺳﻮﻑ ﻳﻈﻬﺮ ﺃﻥ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻫﻮ ﺍﳊﻞ ﳍﺬﻩ ﺍﳊﻴﺎﺓ.
ﻭﻣﺴﻠﻚ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﰲ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺍﻟﻐﺮﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻌﺎﻣﻼﺕ ﺍﳌﺎﻟﻴﺔ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮﺓ ﻳﻨﺤﺼﺮ
ﻋﻠﻰ ﺍﳋﻄﻮﻁ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ :ﺃﻭﻻ ،ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﻭﺍﻟﺘﺼﻮﻳﺮ ﻋﻦ ﻣﺎﻫﻴﺔ ﺍﳌﻌﺎﻣﻠﺔ ﺍﳌﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻄﺒﻖ ﻓﻴﻬﺎ
ﺍﻟﻐﺮﺭ ﺗﻌﺮﻳﻔﺎ ﻭﺍﺿﺤﺎ ﻭﺗﺼﻮﻳﺮﺍ ﺟﻠﻴﺎ؛ ﰒ ﺛﺎﻧﻴﺎ ﺇﻳﺮﺍﺩ ﺃﻗﻮﺍﻝ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﰲ ﺣﻜﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻌﺎﻣﻠﺔ
ﺍﳌﺎﻟﻴﺔ ﻣﻊ ﺫﻛﺮ ﺍﺳﺘﺪﻻﳍﻢ ﻭﻣﻨﺎﻗﺸﺔ ﺃﺩﻟﺘﻬﻢ ﰒ ﺗﺮﺟﻴﺢ ﺃﻗﺮﺏ ﻗﻮﻝ ﺇﱃ ﺍﻟﺼﻮﺍﺏ؛ ﰒ ﺛﺎﻟﺜﺎ
ﺍﻟﺘﻮﺿﻴﺢ ﰲ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺍﻟﻐﺮﺭ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﳌﻌﺎﻣﻠﺔ ﺍﳌﺎﻟﻴﺔ ﻗﺈﳊﺎﻕ ﺷﺮﻭﻁ ﺍﻟﻐﺮﺭ ﺍﳌﺆﺛﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﰒ
ﺍﳊﻜﻢ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺄﺎ ﻣﻦ ﻋﻘﻮﺩ ﺍﻟﻐﺮﺭ ﺃﻡ ﻏﲑﻫﺎ ،ﰒ ﺭﺍﺑﻌﺎ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﺒﺪﻳﻞ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ﻟﺘﻠﻚ
ﺍﳌﻌﺎﻣﻼﺕ ﺍﳌﺎﻟﻴﺔ ﺍﶈﺮﻣﺔ.
١١
ﻄﺼﺛﻄﺋ ا ﺊﺗ
ﻣﻨ ﻴﺔ اﻟﺒﺤﺚ:
ﺃﻣﺎ ﻧﻮﻋﻴﺔ ﺍﳌﻨﻬﺞ ﻓﻘﺪ ﺗﻨﺎﻭﻝ ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺍﳌﻜﺘﺒﻴﺔ ﻣﻊ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﻣﻨﻬﺞ
ﺍﳌﻘﺎﺭﻧﺔ ،ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺘﺼﻔﺢ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﺤﻮﺙ ﻭﺍﻟﺮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻭﺍﻼﺕ ﺃﻭ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ
ﺍﳌﻜﺘﺒﻴﺔ ﺍﻹﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻴﺔ ﺍﳌﻌﺘﱪﺓ ﻭﺍﳌﻮﺛﻘﺔ ﺍﻟﱵ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺼﻠﺔ ﺑﺎﳌﻮﺿﻮﻉ .ﻛﻤﺎ ﻳﺘﻠﺨﺺ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻠﻲ:
.١ﺍﻟﺮﺟﻮﻉ ﺇﱃ ﺍﳌﺼﺎﺩﺭ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻭﺃﻣﻬﺎﺕ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﻔﻘﻬﻴﺔ ﻭﻛﺘﺐ ﺍﳊﺪﻳﺚ
ﻭﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮﺓ ﻭﻛﺘﺐ ﺍﻟﺘﻔﺴﲑ ﻭﺍﻟﻠﻐﺔ ﻭﺍﻟﺘﺮﺍﺟﻢ .
.٢ﻋﺮﺽ ﺃﻗﻮﺍﻝ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﻣﺬﺍﻫﺒﻬﻢ ﻋﻨﺪ ﺍﻻﺧﺘﻼﻑ ﰲ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻣﺎ
ﻋﻠﻰ ﻗﺪﺭ ﺍﳊﺎﺟﺔ ،ﻭﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﺍﻟﺮﺍﺟﺢ ﻣﻨﻬﺎ.
.٣ﲣﺮﻳﺞ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﻭﺑﻴﺎﻥ ﺩﺭﺟﺔ ﺻﺤﺘﻬﺎ.
.٤ﲣﺮﻳﺞ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﻭﺑﻴﺎﻥ ﻣﻮﺍﺿﻌﻬﺎ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ.
.٥ﺗﺮﲨﺔ ﺍﻷﻋﻼﻡ ﺍﳌﺬﻛﻮﺭﻳﻦ ﰲ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺗﺮﲨﺔ ﻣﻮﺟﺰﺓ.
ﺧﻄﺔ اﻟﺒﺤﺚ:
ﻋﻨﻮﺍﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺤﺚ "ﺍﻟﻐﺮﺭ ﻭﺗﻄﺒﻴﻘﺎﺗﻪ ﰲ ﺍﳌﻌﺎﻣﻼﺕ ﺍﳌﺎﻟﻴﺔ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮﺓ" ،ﻭﻫﻮ
ﻳﺘﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﳌﻘﺪﻣﺔ ،ﻭﺛﻼﺛﺔ ﺃﺑﻮﺍﺏ ،ﻭﺍﳋﺎﲤﺔ ،ﻭﺍﻟﻔﻬﺎﺭﺱ.
١٢
ﻄﺼﺛﻄﺋ ا ﺊﺗ
ﻓﺎﳌﻘﺪﻣﺔ ﻳﺘﻨﺎﻭﻝ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻓﻴﻬﺎ ﺧﻠﻔﻴﺔ ﺍﻟﺒﺤﺚ ،ﻭﻣﺸﻜﻼﺗﻪ ،ﻭﺃﻫﺪﺍﻓﻪ ،ﻭﻓﻮﺍﺋﺪﻩ،
ﻭﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ،ﻭﺍﻹﻃﺎﺭ ﺍﻟﻔﻜﺮﻱ ،ﻭﻣﻨﻬﺠﻴﺔ ﺍﻟﺒﺤﺚ ،ﻭﺧﻄﺔ ﺍﻟﺒﺤﺚ.
ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻷﻭﻝ ،ﲢﺪﺙ ﻋﻦ ﻧﻈﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﰲ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﻐﺮﺭ ﻭﺍﳌﻌﺎﻣﻼﺕ ﺍﳌﺎﻟﻴﺔ
ﺍﳌﻌﺎﺻﺮﺓ ،ﻭﻳﻘﺴﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺇﱃ ﻓﺼﻠﲔ :ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻷﻭﻝ ﲢﺪﺙ ﻋﻦ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﻐﺮﺭ ،ﻭﻫﻲ
ﺗﺸﻤﻞ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﻐﺮﺭ ﻟﻐﺔ ﻭﺍﺻﻄﻼﺣﺎ ،ﻭﺍﻟﻔﺮﻕ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﲔ ﺍﳌﺼﻄﻠﺤﺎﺕ ﺍﳌﺸﺘﺒﻬﺔ ﺑﻪ،
ﻭﺃﺣﻜﺎﻣﻪ ،ﺑﺈﻳﺮﺍﺩ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩﺓ ﰲ ﺍﻟﻐﺮﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ،ﰒ ﺷﺮﺣﻬﺎ ﻭﺑﻴﺎﻥ
ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﺍﳌﺴﺘﻔﺎﺩﺓ ﻣﻨﻬﺎ ﰲ ﺍﻟﻐﺮﺭ ،ﻭﻳﻀﺎﻑ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﳊﻜﹶﻢ ﰲ ﲢﺮﱘ ﺍﻟﻐﺮﺭ.
ﻭﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﲢﺪﺙ ﻋﻦ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﳌﻌﺎﻣﻼﺕ ﺍﳌﺎﻟﻴﺔ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮﺓ ،ﻭﻫﻲ ﺗﺸﻤﻞ ﺗﻌﺮﻳﻒ
ﻛﻞ ﻛﻠﻤﺔ ﻛﻤﺼﻄﻠﺢ ﻣﺴﺘﻘﻞ ﻟﻐﺔ ﻭﺷﺮﻋﺎ ،ﰒ ﻳﺄﰐ ﺑﻌﺪﻩ ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﺸﺎﻣﻞ ﻟﻠﻤﺼﻄﻠﺢ
ﻛﺠﻤﻠﺔ ﺇﺿﺎﻓﻴﺔ ،ﻭ ﺗﺸﻤﻞ ﺃﻳﻀﺎ ﺧﺼﺎﺋﺺ ﺍﳌﻌﺎﻣﻼﺕ ﺍﳌﺎﻟﻴﺔ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮﺓ.
ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﱐ ،ﲢﺪﺙ ﻋﻦ ﺃﺛﺮ ﺍﻟﻐﺮﺭ ﰲ ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﻭﺿﻮﺍﺑﻄﻪ ،ﻭﻳﻘﺴﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺎﺏ
ﺇﱃ ﻓﺼﻠﲔ :ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻷﻭﻝ ﲢﺪﺙ ﻋﻦ ﺃﺛﺮ ﺍﻟﻐﺮﺭ ﰲ ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ،ﻭﻫﻮ ﻳﺸﻤﻞ ﺃﺛﺮﻩ ﰲ ﻋﻘﺪ
ﺍﻟﺒﻴﻊ ،ﻭﻋﻘﻮﺩ ﺍﳌﻌﺎﻭﺿﺎﺕ ﺍﳌﺎﻟﻴﺔ ،ﻭﻋﻘﻮﺩ ﺍﻟﺘﱪﻋﺎﺕ ،ﻭﻋﻘﻮﺩ ﺃﺧﺮﻯ .ﻭﻳﻌﺘﱪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﺼﻞ
ﻛﺄﺻﻮﻝ ﺗﺮﺩ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﲨﻴﻊ ﻓﺮﻭﻉ ﺍﻟﻐﺮﺭ ﺍﻟﻜﺜﲑﺓ ﺟﺎﻋﻼ ﻋﻘﺪ ﺍﻟﺒﻴﻊ ﺃﺳﺎﺳﺎ ﻟﻠﻤﻮﺿﻮﻉ؛ ﻷﻧﻪ
ﺍﻷﺻﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺭﺩ ﺍﻟﻨﻬﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﻐﺮﺭ ﻓﻴﻪ ،ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻮﺟﺪ ﻓﻴﻪ ﺗﻄﺒﻴﻘﺎﺕ
ﻟﻜﻞ ﺍﻷﻗﺴﺎﻡ
١٣
ﻄﺼﺛﻄﺋ ا ﺊﺗ
ﰒ ﻳﺄﰐ ﺑﻌﺪﻩ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﺍﻟﺬﻱ ﲢﺪﺙ ﻋﻦ ﺿﻮﺍﺑﻂ ﺍﻟﻐﺮﺭ ﺍﳌﺆﺛﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺪ ﻭﺿﻌﻪ
ﻓﻘﻬﺎﺀ ﺍﻟﻌﺼﺮ ،ﻓﻬﻲ ﺗﻨﺤﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺿﻮﺍﺑﻂ ،ﻭﺍﻟﺒﺤﺚ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﰲ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﻓﺼﻮﻝ.
ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻷﻭﻝ ،ﲢﺪﺙ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﺮﻁ ﺍﻷﻭﻝ ﻟﻠﻐﺮﺭ ﺍﳌﺆﺛﺮ ،ﻭﻫﻮ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻐﺮﺭ ﰲ ﻋﻘﻮﺩ
ﺍﳌﻌﺎﻭﺿﺎﺕ ﺍﳌﺎﻟﻴﺔ؛ ﻭﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﱐ ،ﲢﺪﺙ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﺮﻁ ﺍﻟﺜﺎﱐ ،ﻭﻫﻮ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻐﺮﺭ
ﻛﺜﲑﺍ؛ ﻭﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﲢﺪﺙ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﺮﻁ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ،ﻭﻫﻮ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻐﺮﺭ ﰲ ﺍﳌﻌﻘﻮﺩ ﻋﻠﻴﻪ
ﺃﺻﺎﻟﺔ؛ ﻭﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﲢﺪﺙ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﺮﻁ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ،ﻭﻫﻮ ﺃﻻ ﺗﺪﻋﻮ ﺍﳊﺎﺟﺔ ﺍﳌﺘﻌﻴﻨﺔ ﺇﱃ
ﺍﻟﻌﻘﺪ.
ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ،ﻓﻬﻮ ﻟﺐ ﺍﳌﻮﺿﻮﻉ ،ﲢﺪﺙ ﻋﻦ ﺗﻄﺒﻴﻘﺎﺕ ﺍﻟﻐﺮﺭ ﰲ ﺑﻌﺾ
ﺍﳌﻌﺎﻣﻼﺕ ﺍﳌﺎﻟﻴﺔ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮﺓ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺒﻴﻊ ﺍﻹﳚﺎﺭﻱ ﻭﺍﳌﺴﺎﺑﻘﺎ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻳﺔ ،ﻭﺍﻟﺘﺄﻣﲔ ،ﻓﻴﻘﺴﻢ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺇﱃ ﺛﻼﺛﺔ ﻓﺼﻮﻝ :ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻷﻭﻝ ﲢﺪﺙ ﻋﻦ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺍﻟﻐﺮﺭ ﰲ ﺍﻟﺒﻴﻊ ﺍﻹﳚﺎﺭﻱ؛
ﻭﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﲢﺪﺙ ﻋﻦ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺍﻟﻐﺮﺭ ﰲ ﺍﳌﺴﺎﺑﻘﺎﺕ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻳﺔ ،ﻣﺜﻞ ﺃﻭﺭﺍﻕ ﺍﻟﻴﺎﻧﺼﻴﺐ،
ﻭﺍﳌﺴﺎﺑﻘﺎﺕ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﺍﻻﺗﺼﺎﻻ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ ،ﻭﺍﻟﺘﺴﻮﻳﻖ ﺍﻟﺸﺒﻜﻲ ،ﻭﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻣﻘﺴﻢ ﰲ ﺛﻼﺛﺔ
ﻣﺒﺎﺣﺚ؛ ﻭﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﲢﺪﺙ ﻋﻦ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺍﻟﻐﺮﺭ ﰲ ﺍﻟﺘﺄﻣﲔ.
ﻭﺍﳋﺎﲤﺔ ،ﻳﺘﻨﺎﻭﻝ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻓﻴﻬﺎ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﱵ ﺗﻮﺻﻞ ﺇﻟﻴﻬﺎ ،ﻭﻋﺮﺽ ﺑﻌﺾ
ﺗﻮﺻﻴﺎﺕ ﻭﺍﻗﺘﺮﺍﺣﺎﺕ.
١٤
ﻄﺼﺛﻄﺋ ا ﺊﺗ
ﻭﺍﻟﻔﻬﺎﺭﺱ ،ﻭﻫﻲ ﺗﺘﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﻓﻬﺮﺱ ﺍﳌﺼﺎﺩﺭ ﻭﺍﳌﺮﺍﺟﻊ ،ﻭﻓﻬﺮﺱ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﺁﻧﻴﺔ،
ﻭﻓﻬﺮﺱ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﻨﺒﻮﻳﺔ ،ﻭﻓﻬﺮﺱ ﺍﻷﻋﻼﻡ.
١٥
ﺧﻠﻔﻴﺔ اﻟﺒﺤﺚ
ﻣﺸﻜﻼت اﻟﺒﺤﺚ
أ ﺪاف اﻟﺒﺤﺚ وﻓﻮاﺋﺪﻩ
اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ
ﻃﺎراﻟﻔﻜﺮي
ﻣﻨ ﻴﺔ اﻟﺒﺤﺚ
ﺧﻄﺔ اﻟﺒﺤﺚ
ﻄﺼﺛﻄﺋ ا ﺊﺗ
ﺍﳌﻘﺪﻣﺔ
ﺍﳊﻤﺪ ﷲ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﳌﲔ ،ﳓﻤﺪﻩ ﻭﻧﺴﺘﻌﻴﻨﻪ ﻭﻧﺴﺘﻐﻔﺮﻩ ﻭﻧﺘﻮﺏ ﺇﻟﻴﻪ ،ﻭﻧﻌﻮﺫ ﺑﺎﷲ ﻣﻦ
ﺷﺮﻭﺭ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ﻭﺳﻴﺌﺎﺕ ﺃﻋﻤﺎﻟﻨﺎ ،ﻣﻦ ﻳﻬﺪ ﺍﷲ ﻓﻼ ﻣﻀﻞ ﻟﻪ ،ﻭﻣﻦ ﻳﻀﻠﻞ ﻓﻼ ﻫﺎﺩﻱ ﻟﻪ،
ﻭﺃﺷﻬﺪ ﺃﻥ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﷲ ﻭﺣﺪﻩ ﻻ ﺷﺮﻳﻚ ﻟﻪ ،ﻭﺃﺷﻬﺪ ﺃﻥ ﳏﻤﺪﺍ ﻋﺒﺪﻩ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ﻭﻋﻠﻰ
ﺁﻟﻪ ﻭﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻭﻣﻦ ﺗﺒﻌﻬﻢ ﺑﺈﺣﺴﺎﻥ ﻭﺳﻠﻢ ﺗﺴﻠﻴﻤﺎ .ﺃﻣﺎ ﺑﻌﺪ:
ﺧﻠﻔﻴﺔ اﻟﺒﺤﺚ:
ﺇﻥ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻗﺪ ﺣﺮﻡ ﲨﻴﻊ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﻐﺶ ﻭﺍﺳﺘﻐﻼﻝ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺃﻛﻞ ﺃﻣﻮﺍﳍﻢ ﺑﺎﻟﺒﺎﻃﻞ،
ﻓﺘﺤﺼﻴﻞ ﺍﳌﻨﺎﻓﻊ ﻟﻠﻌﺒﺎﺩ ﻭﺩﺭﺀ ﺍﳌﻔﺎﺳﺪ ﻋﻨﻬﻢ ﻭﻣﺮﺍﻋﺎﺓ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻟﺘﻴﺴﲑ ﻓﻴﻤﺎ ﳝﻜﹼﻦ ﳍﻢ
ﻭﻳﺼﻠﺢ ﺣﻴﺎﻢ ﻣﻘﺼﺪ ﻣﻦ ﻣﻘﺎﺻﺪ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﻗﺎﻋﺪﺓ ﺃﺳﺎﺳﻴﺔ ﻣﻦ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ،
ﻭﻷﺟﻞ ﺫﻟﻚ ﻓﻘﺪ ﺃﺧﻀﻊ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﻛﻞ ﺍﳌﻌﺎﻣﻼﺕ ﺍﳌﺎﻟﻴﺔ ﻷﺻﻠﲔ ﻋﻈﻴﻤﲔ ﰲ ﺍﻹﺳﻼﻡ
ﳘﺎ" :ﺍﻟﻌﺪﻝ ﻭﻣﺮﺍﻋﺎﺓ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻄﺮﻓﲔ" ،ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻛﻞ ﺃﺻﻮﻝ ﺍﳌﻌﺎﻣﻼﺕ ﺍﳌﺎﻟﻴﺔ ﻋﻠﻰ
ﺍﻹﺑﺎﺣﺔ ﻓﺘﺤﺮﱘ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻻ ﺑﺪ ﺃﻥ ﻳﺮﺟﻊ ﺇﱃ ﺍﻧﺘﻬﺎﻙ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﺑﻈﻠﻢ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻄﺮﻓﲔ
ﻭﻋﺪﻡ ﲢﻘﻴﻖ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﰲ ﺟﺎﻧﺒﻪ.
٢
ﻄﺼﺛﻄﺋ ا ﺊﺗ
ﻭﻣﻦ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﶈﻈﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﰲ ﺍﳌﻌﺎﻣﻼﺕ ﺍﳌﺎﻟﻴﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﻐﺮﺭ ،ﻭﻗﺪ ﻰ ﻋﻨﻪ
ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﺣﻔﻈﺎ ﻷﻣﻮﺍﻝ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﺍﻟﻈﻠﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺪ ﻳﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻌﺎﻣﻠﺔ ،ﺣﻴﺚ ﻳﺆﺧﺬ
ﻣﺎﻝ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻓﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﳐﺎﻃﺮﺓ ﻭﺟﻬﺎﻟﺔ ﰲ ﺍﻟﻌﻮﺽ ﻓﻴﺼﺒﺢ ﺷﺒﻴﻬﺎ ﺑﺎﳌﻴﺴﺮ ﻭﺍﻟﻘﻤﺎﺭ.
ﻭﺍﻟﻐﺮﺭ ﰲ ﺃﺻﻞ ﻣﻌﻨﺎﻩ ﺍﻟﻠﻐﻮﻱ ﺍﳋﻄﺮ ،ﻭﻳﻘﺎﻝ ﻏﺮﺭ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻭﲟﺎﻟﻪ ﻋﺮﺿﻬﻤﺎ
ﻟﻠﻬﻠﻜﺔ ،ﻓﺎﻟﻐﺮﺭ ﺗﻌﺮﻳﺾ ﺍﳌﺮﺀ ﻧﻔﺴﻪ ﺃﻭ ﻣﺎﻟﻪ ﻟﻠﻬﻼﻙ ،ﻭﲝﺚ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﰲ ﻏﺮﺭ ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﺣﻮﻝ
ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻌﲎ ،ﻭﺇﻥ ﺍﺧﺘﻠﻔﺖ ﻋﺒﺎﺭﺍﻢ ﻭﺍﲡﺎﻫﺎﻢ ﰲ ﲢﺪﻳﺪﻩ ،ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻣﻊ ﻫﺬﺍ ﻟﻴﺲ ﻛﻞ ﻏﺮﺭ
ﻣﺆﺛﺮﺍ ﰲ ﺻﺤﺔ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﻋﻨﺪ ﺍﳉﻤﻴﻊ ،ﻭﺍﳌﺆﺛﺮ ﺍﺗﻔﺎﻗﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﻐﺮﺭ ﺍﻟﻜﺜﲑ ﰲ ﻋﻘﻮﺩ ﺍﳌﻌﺎﻭﺿﺎﺕ
ﺍﳌﺎﻟﻴﺔ ،ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﰲ ﺍﳌﻌﻘﻮﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﺻﺎﻟﺔ ،ﻭﱂ ﺗﻜﻦ ﻫﻨﺎﻙ ﺣﺎﺟﺔ ﺗﺪﻓﻊ ﺇﱃ ﺇﻋﻤﺎﻝ ﻫﺬﺍ
)(١
ﺍﻟﻌﻘﺪ ﲟﺎ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﻏﺮﺭ.
ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻐﺮﺭ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻴﻪ ﻣﻔﺴﺪﺓ ﺗﺪﻋﻮ ﺇﱃ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ
ﲝﻈﺮﻩ ﻭﲢﺮﳝﻪ ،ﻭﻫﻮ ﺍﳌﻘﺼﻮﺩ ﲟﺎ ﺭﻭﻱ ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻰ ﻋﻦ ﺑﻴﻊ ﺍﻟﻐﺮﺭ ،ﻭﻗﺪ ﺑﻴﻨﺖ
ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻨﺒﻮﻳﺔ ﺑﻌﺾ ﺟﺰﺋﻴﺎﺕ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻐﺮﺭ ﻧﺺ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻓﺴﺎﺩ ﺍﻟﺒﻴﻊ ﻓﻴﻬﺎ ،ﻭﺫﻛﺮﻭﺍ
ﺟﺰﺋﻴﺎﺕ ﺃﺧﺮﻯ ﺗﺸﺘﺮﻙ ﻣﻌﻬﺎ ﰲ ﺍﻟﻌﻠﺔ ﻓﻘﺎﺳﻮﻫﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﺣﻜﻤﻮﺍ ﺑﺎﻟﻔﺴﺎﺩ ،ﻟﺘﺤﻘﻖ ﺍﻟﻌﻠﺔ
ﻓﻴﻬﺎ ،ﻓﻘﺪ ﻰ ﺍﻟﻨﱯ ﻋﻦ ﺑﻴﻊ ﻣﺎ ﰲ ﺿﺮﻭﻉ ﺍﳌﺎﺷﻴﺔ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﲢﻠﺐ ،ﻭﻋﻦ ﺍﳉﻨﲔ ﰲ
) (١ﻣﺄﺧﻮﺫ ﻣﻦ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﺘﺼﺪﻳﺮ ﻟﻸﺳﺘﺎﺫ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﳏﻤﺪ ﺳﻼﻡ ﻣﺪﻛﻮﺭ ﰲ ﻛﺘﺎﺏ "ﺍﻟﻐﺮﺭ ﻭﺃﺛﺮﻩ ﰲ ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﰲ
ﺍﻟﻔﻘﻪ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ" ،ﺹ .١١
٣
ﻄﺼﺛﻄﺋ ا ﺊﺗ
ﺑﻄﻮﻥ ﺍﻷﻧﻌﺎﻡ ،ﻭﻋﻦ ﺑﻴﻊ ﺍﻟﺴﻤﻚ ﰲ ﺍﳌﺎﺀ ،ﻭﻋﻦ ﺍﳌﻀﺎﻣﲔ ﻭﻋﻦ ﺍﳌﻼﻗﻴﺢ ،ﻭﻋﻦ ﺣﺒﻞ
ﺍﳊﺒﻠﺔ .ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻓﻘﺪ ﺍﺧﺘﻠﻔﺖ ﻧﻈﺮﺍﺕ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﰲ ﺑﻌﺾ ﺟﻬﺎﺕ ﺍﻟﻐﺮﺭ ،ﻭﺗﻄﺒﻴﻘﻬﺎ ﻋﻠﻰ
ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ،ﻋﻠﻰ ﺃﻢ ﺗﻨﺎﻭﻟﻮﻫﺎ ﰲ ﺃﺑﻮﺍﺏ ﻛﺜﲑﺓ ﺟﻌﻠﺖ ﻣﺴﺎﺋﻞ ﺍﻟﻐﺮﺭ ﻣﺒﻌﺜﺮﺓ ﻏﲑ
ﳎﺘﻤﻌﺔ ،ﺃﺣﻮﺝ ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻃﻼﺏ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﺇﱃ ﲨﻌﻬﺎ ،ﻭﱂ ﺷﺘﺎﺎ ،ﻓﻤﺴﺖ ﺍﳊﺎﺟﺔ ﺇﱃ ﻫﺬﺍ
)(٢
ﺍﻟﻨﻤﻂ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺭﺱ ﺍﻟﻔﻘﻬﻲ ﻭﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻲ.
ﻭﲜﺎﻧﺐ ﺫﻟﻚ ،ﻓﺎﳌﻌﺎﻣﻼﺕ ﺍﳌﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﳌﺴﺎﺋﻞ ﺍﻟﱵ ﻻ ﻳﺴﺘﻐﲏ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻨﻪ ،ﻓﻼ
ﳜﻔﻰ ﻣﺪﻯ ﺍﻷﳘﻴﺔ ﺍﻟﺒﺎﻟﻐﺔ ﰲ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ،ﻟﺘﻮﻗﻒ ﺻﺤﺔ ﻭﻓﺴﺎﺩ ﻣﺎ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﻪ
ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﺃﻋﻤﺎﳍﻢ .ﻭﻛﻤﺎ ﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﻣﻦ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﻓﺴﺎﺩ ﺍﳌﻌﺎﻣﻼﺕ ﻳﺮﺟﻊ ﺇﱃ ﺍﻟﻐﺮﺭ ،ﻭﻗﺪ
ﳜﻔﻰ ﺫﻟﻚ ﰲ ﺍﳌﻌﺎﻣﻼﺕ ﺍﳌﺎﻟﻴﺔ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮﺓ ،ﻣﻊ ﺃﻥ ﺍﻷﲝﺎﺙ ﰲ ﺍﳌﻌﺎﻣﻼﺕ ﺍﳌﺎﻟﻴﺔ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮﺓ
ﻣﺘﻌﺪﺩﺓ ﻛﺜﲑﺓ ،ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﱂ ﺗﻜﻦ ﳎﺘﻤﻌﺔ ﲢﺖ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﻭﺍﺣﺪ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻐﺮﺭ.
ﻭﻣﻦ ﺍﻷﺳﻒ ،ﺃﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻋﺘﻘﺪﻭﺍ ﲜﻮﺍﺯ ﲨﻴﻊ ﺍﳌﻌﺎﻣﻼﺕ ﻧﻈﺮﺍ ﻟﺴﻤﺎﺣﺔ
ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﺭﻓﻊ ﺍﳊﺮﺝ ﻭﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﺘﺮﺍﺿﻲ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﺑﻐﺾ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ ﺍﻟﻐﺮﺭ ﺍﳌﻮﺟﻮﺩ
ﰲ ﺗﻠﻚ ﺍﳌﻌﺎﻣﻼﺕ ،ﻭﻳﺰﻳﺪ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﳌﻌﺎﻣﻼﺕ ﺗﻐﺮﻱ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺎﳊﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺑﺎﺡ
ﺍﻟﻜﺜﲑﺓ ﺩﻭﻥ ﺟﻬﺪ ﻛﺒﲑ ﻭﺗﻌﺐ ،ﻣﻊ ﺃﻥ ﻭﺭﺍﺀ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﺧﺴﺎﺭﺓ ﻛﺒﲑﺓ .ﻭﻣﻊ ﺗﻄﻮﺭ
ﺍﳌﻌﺎﻣﻼﺕ ﺍﳌﺎﻟﻴﺔ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮﺓ ﺍﻟﱵ ﺗﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﲰﺎﺀ ﻟﻐﻮﻳﺔ ﻭﻣﺼﻄﻠﺤﺎﺕ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻣﺴﺘﺤﺪﺛﻪ
) (٢ﻧﻔﺲ ﺍﳌﺮﺟﻊ.
٤
ﻄﺼﺛﻄﺋ ا ﺊﺗ
ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺔ ﲟﻜﺎﻥ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﰲ ﺷﺒﻪ ﺍﻟﻐﺮﺭ ﻓﻴﻬﺎ ﻟﻌﺪﻡ ﺿﺒﻂ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﺼﻄﻠﺢ ﺿﺒﻄﺎ
ﺩﻗﻴﻘﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﲔ ،ﻭﻣﻦ ﺍﳌﺘﺄﺧﺮﻳﻦ ﻗﻠﻴﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﻬﺘﻢ ﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ،ﺃﻱ
ﲣﺼﻴﺺ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﰲ ﺍﻟﻐﺮﺭ.
ﻭﻗﺪ ﳜﻄﺮ ﺑﺒﺎﻝ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﺍﳌﻬﺘﻤﲔ ﺑﺎﻷﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ،ﻭﺧﺎﺻﺔ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﲔ
ﰲ ﳎﺎﻝ ﺍﻹﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ،ﻳﺘﺴﺎﺀﻟﻮﻥ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﻐﺮﺭ؟ ﻭﻣﺎ ﺿﻮﺍﺑﻄﻪ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ؟ ﻭﻣﺎ
ﺃﺛﺮﻩ ﰲ ﺍﳌﻌﺎﻣﻼﺕ ﺍﳌﺎﻟﻴﺔ؟ ﻭﻛﻴﻒ ﺍﳌﺜﺎﻝ ﺍﻟﺘﻄﺒﻴﻘﻲ ﻟﻠﻐﺮﺭ ﰲ ﺍﳌﻌﺎﻣﻼﺕ ﺍﳌﺎﻟﻴﺔ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮﺓ؟
ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ ﲝﺎﺟﺔ ﻣﻠﺤﺔ ﺇﱃ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﺍﻟﺴﺪﻳﺪﺓ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻌﻄﻲ ﺗﺼﻮﺭﺍ ﻭﺍﺿﺤﺎ ﻋﻦ
ﺍﻟﻐﺮﺭ ﻭﺿﺎﺑﻄﻪ ﻭﺃﺛﺮﻩ ﻭﺗﻄﺒﻴﻘﻪ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮ.
ﻟﺬﺍ ﻳﺮﻯ ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﺃﻧﻪ ﲝﺎﺟﺔ ﻣﺎﺳﺔ ﺇﱃ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﱃ ﺃﻗﻮﺍﻝ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﲔ
ﻭﺍﳌﺘﺄﺧﺮﻳﻦ ﰲ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﻐﺮﺭ ﻭﺿﻮﺍﺑﻄﻪ ،ﻓﻴﺴﺘﺨﺮﺝ ﻣﻨﻬﺎ ﺗﻌﺮﻳﻔﺎ ﺷﺎﻣﻼ ﺿﺎﺑﻄﺎ ﺩﻗﻴﻘﺎ
ﻟﻠﻐﺮﺭ ،ﻭﲝﺎﺟﺔ ﺇﱃ ﺗﻮﺿﻴﺢ ﺃﺛﺮﻩ ﺍﻟﻔﻘﻬﻲ ﰲ ﺍﳌﻌﺎﻣﻼﺕ ﺍﳌﺎﻟﻴﺔ ﺧﺎﺻﺔ ،ﻭﺗﺼﻮﻳﺮ ﺗﻄﺒﻴﻘﺎﺗﻪ ﰲ
ﺍﳌﻌﺎﻣﻼﺕ ﺍﳌﺎﻟﻴﺔ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮﺓ .ﻭﻗﺪ ﺣﺎﻭﻝ ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﳊﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺸﻜﻼﺕ ﺑﺄﻥ ﻳﻘﺪﻡ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺍﳌﺘﻮﺍﺿﻌﺔ ﲢﺖ ﺍﳌﻮﺿﻮﻉ "ﺍﻟﻐﺮﺭ ﻭﺗﻄﺒﻴﻘﺎﺗﻪ ﰲ ﺍﳌﻌﺎﻣﻼﺕ ﺍﳌﺎﻟﻴﺔ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮﺓ".
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﳌﺘﻮﺍﺿﻊ ﻳﺸﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﺮﻳﻦ ،ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﻭﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﻄﺒﻴﻘﻴﺔ؛ ﺣﻴﺚ
ﲨﻊ ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﻓﻴﻪ ﺑﲔ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﻄﺒﻴﻖ .ﻓﻬﺬﺍ ﺍﳌﻮﺿﻮﻉ ﺑﺎﻟﺬﺍﺕ ﱂ ﻳﻔﺮﺩ ﺑﺪﺭﺍﺳﺔ
ﻣﺘﺨﺼﺼﺔ -ﺣﺴﺐ ﻣﺎ ﺍﻃﻠﻊ ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﻋﻠﻴﻪ – ﲝﻴﺚ ﳚﻤﻊ ﺷﺘﺎﺗﻪ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻜﺘﺐ
٥
ﻄﺼﺛﻄﺋ ا ﺊﺗ
ﺍﻟﻔﻘﻬﻴﺔ ﺍﻟﺘﺮﺍﺛﻴﺔ ﻭﺍﳌﻌﺎﺻﺮﺓ ،ﻭﻫﻮ ﺬﺍ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺟﺪﻳﺮ ﺑﺎﻟﺒﺤﺚ .ﻭﺃﺧﲑﺍ ﻳﻔﻮﺽ
ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﺃﻣﺮﻩ ﺇﱃ ﺍﷲ ﻣﺴﺘﻌﻴﻨﺎ ﺑﻪ ﺃﻥ ﻳﺴﻬﻞ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﺭﲰﻪ ﻭﰲ ﺇﺧﺮﺍﺝ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﳌﺮﺿﻲ.
ﻣﺸﻜﻼت اﻟﺒﺤﺚ:
ﺃﻣﺎ ﻣﺸﻜﻼﺕ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﱵ ﺳﻮﻑ ﳛﻠﻬﺎ ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﻓﻜﻤﺎ ﻳﻠﻲ:
-١
ﺃﻱ ﻣﻦ ﺍﳌﻌﺎﻣﻼﺕ ﺍﳌﺎﻟﻴﺔ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮﺓ ﺍﻟﻼﰐ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻐﺮﺭ ﺍﶈﺮﻡ؟
-٢
ﻛﻴﻒ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺍﻟﻐﺮﺭ ﺍﶈﺮﻡ ﰲ ﺗﻠﻚ ﺍﳌﻌﺎﻣﻼﺕ ﺍﳌﺎﻟﻴﺔ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮﺓ ،ﻭﻣﺪﻯ ﺗﺄﺛﲑﻩ ﻓﻴﻬﺎ؟
-٣
ﻛﻴﻒ ﺗﻌﺎﰿ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﳌﻌﺎﻣﻼﺕ ﺍﳌﺎﻟﻴﺔ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮﺓ؟
أ ﺪاف اﻟﺒﺤﺚ وﻓﻮاﺋﺪﻩ:
ﺗﺴﺘﻬﺪﻑ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺑﻴﺎﻥ ﺃﻣﻮﺭ ﺫﺍﺕ ﺃﳘﻴﺔ ﻛﺒﲑﺓ ﻭﺿﺮﻭﺭﻳﺔ ﻣﻠﺤﺔ ﺗﺮﺟﻊ ﺇﱃ
ﺍﻟﻨﻘﺎﻁ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ:
.١ﺍﻟﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ ﺍﳌﻌﺎﻣﻼﺕ ﺍﳌﺎﻟﻴﺔ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮﺓ ﺍﻟﱵ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻐﺮﺭ ﺍﶈﺮﻡ ﻭﺑﻴﺎﻥ
ﺃﺣﻜﺎﻣﻬﺎ ﺍﻟﻔﻘﻬﻴﺔ.
.٢ﺑﻴﺎﻥ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺍﻟﻐﺮﺭ ﰲ ﺗﻠﻚ ﺍﳌﻌﺎﻣﻼﺕ ﺍﳌﺎﻟﻴﺔ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮﺓ ﻭﺑﻴﺎﻥ ﺃﺛﺮﻩ ﻓﻴﻬﺎ.
.٣ﺑﻴﺎﻥ ﻣﻮﻗﻒ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﰲ ﻣﻌﺎﳉﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻌﺎﻣﻼﺕ ﺍﳌﺎﻟﻴﺔ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮﺓ.
٦
ﻄﺼﺛﻄﺋ ا ﺊﺗ
ﺃﻣﺎ ﻓﻮﺍﺋﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻓﻜﻤﺎ ﻳﻠﻲ:
.١ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻷﻛﺎﺩﳝﻴﺔ ،ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺳﻬﻤﺎ ﻣﻔﻴﺪﺍ ﰲ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ
ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ،ﻭﺃﻥ ﻳﺘﻌﻤﻖ ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﺣﻮﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻮﺿﻮﻉ ﻭﺍﻟﺘﺤﺼﻴﻞ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻓﻴﻪ،
ﺇﺿﺎﻓﺔ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻔﻴﺪﺍ ﻟﻠﻘﺮﺍﺀ ﻭﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﰲ ﺑﻼﺩ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺧﺎﺻﺔ
ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻹﻧﺪﻭﻧﻴﺴﻲ.
.٢ﺍﻹﺳﻬﺎﻡ ﲜﻬﺪ ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﺍﳌﺘﻮﺍﺿﻊ ﰲ ﺇﺑﺮﺍﺯ ﺟﺎﻧﺐ ﻫﺎﻡ ﻣﻦ ﺟﻮﺍﻧﺐ ﺍﻟﻔﻘﻪ
ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ،ﻭﺫﻟﻚ ﲜﻤﻊ ﺷﺘﺎﺕ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻮﺿﻮﻉ ،ﻭﺗﻮﺣﻴﺪ ﺟﺰﺋﻴﺎﺗﻪ ﲢﺖ ﻋﻨﻮﺍﻥ
ﻣﺴﺘﻘﻞ ﻳﺴﻬﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﺍﻟﺮﺟﻮﻉ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺍﻹﻓﺎﺩﺓ ﻣﻨﻪ.
.٣ﺍﻹﺳﻬﺎﻡ ﰲ ﺣﻠﻮﻝ ﺍﳌﺸﻜﻼﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺍﳌﻌﺎﻣﻼﺕ ﺍﳌﺎﻟﻴﺔ ،ﺑﺄﻥ
ﻳﺸﺮﺡ ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﻣﺎ ﳛﺮﻡ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﻐﺮﺭ ﻭﻣﺎ ﻳﺒﺎﺡ ﻭﻣﺎ ﻳﺸﺘﺒﻪ ﺑﲔ ﺍﳊﻼﻝ
ﻭﺍﳊﺮﺍﻡ ،ﻭﺫﻟﻚ ﻟﻴﻬﺘﻢ ﺍﺘﻤﻊ ﺍﳌﺴﻠﻢ ﺑﺎﳌﻌﺎﱂ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﻭﻻ
ﻳﺘﺴﺎﻫﻞ ﰲ ﺃﻣﺮ ﺍﳊﻼﻝ ﻭﺍﳊﺮﺍﻡ.
٧
ﻄﺼﺛﻄﺋ ا ﺊﺗ
اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ:
ﻻ ﺷﻚ ﺃﻥ ﺍﳌﻮﺿﻮﻉ ﻟﻴﺲ ﲝﺪﻳﺚ ﺑﻞ ﻫﻮ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﻗﺪ ﺗﻜﻠﻢ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﺍﻟﺴﻠﻒ
ﻭﺍﳋﻠﻒ ﻭﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮﻭﻥ ،ﻭﻗﺪ ﻛﺘﺒﺖ ﺍﻷﲝﺎﺙ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺮﺳﺎﻻﺕ ﺍﳉﺎﻣﻌﻴﺔ ﺍﻟﱵ
ﺗﺘﻨﺎﻭﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻮﺿﻮﻉ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﻭﺗﻄﺒﻴﻘﺎ ﻭﻟﻜﻦ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﺑﺸﻜﻞ ﳏﺪﻭﺩ.
ﺃﻣﺎ ﻓﻘﻬﺎﺀ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻓﻘﺪ ﺗﻨﺎﻭﻟﻮﺍ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻮﺿﻮﻉ ﰲ ﺃﺑﻮﺍﺏ ﻛﺜﲑﺓ ﻭﺟﻌﻠﺖ ﻣﺴﺎﺋﻞ
ﺍﻟﻐﺮﺭ ﻣﺒﻌﺜﺮﺓ ﻏﲑ ﳎﺘﻤﻌﺔ .ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮﻭﻥ ،ﺃﻧﻪ ﱂ ﻳﺘﻄﺮﻕ ﳍﻢ ﲨﻊ ﺗﻠﻚ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ
ﲢﺖ ﻋﻨﻮﺍﻥ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﺴﺘﻘﻞ ﻳﺴﻬﻞ ﻓﻬﻤﻪ ﻭﺩﺭﺍﺳﺘﻪ ،ﺇﻻ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻭﺟﺪﺕ ﺃﻥ ﻣﺆﻟﻔﻬﺎ ﻗﺪ ﻓﻌﻞ
ﺫﻟﻚ ،ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻭﺳﻊ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻮﺿﻮﻉ ﺣﻴﺚ ﻳﺘﻨﺎﻭﻝ ﻓﻴﻪ )) ﺍﻟﻐﺮﺭ ﻭﺃﺛﺮﻩ ﰲ ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﰲ
ﺍﻟﻔﻘﻪ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ(( ،ﻭﱂ ﺗﻜﻦ ﳐﺼﺼﺔ ﰲ ﺍﳌﻌﺎﻣﻼﺕ ﺍﳌﺎﻟﻴﺔ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮﺓ .ﻭﻫﻲ ﺭﺳﺎﻟﺔ
ﺩﻛﺘﻮﺭﺓ ﻟﻠﱪﻭﻓﺴﻮﺭ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ ﳏﻤﺪ ﺍﻷﻣﲔ ﺍﻟﻀﺮﻳﺮ ،ﺍﳌﻘﺪﻣﺔ ﺇﱃ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ،ﻭﺍﳊﺎﺋﺰﺓ
ﻋﻠﻰ ﺟﺎﺋﺰﺓ ﺍﳌﻠﻚ ﻓﻴﺼﻞ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﻟﻠﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺳﻨﺔ ١٤١٠ﻩ١٩٩٠-ﻡ.
ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﳍﺎ ﺻﻠﺔ ﺬﺍ ﺍﳌﻮﺿﻮﻉ ،ﻭﻫﻲ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ :
.١ﻓﻘﻪ ﺍﻟﺒﻴﻮﻉ ﺍﳌﻨﻬﻲ ﻋﻨﻬﺎ ،ﻣﻊ ﺗﻄﺒﻴﻘﺎﺎ ﰲ ﺍﳌﺼﺎﺭﻑ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﻟـﻸﺳﺘﺎﺫ
ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺃﲪﺪ ﺭﻳﺎﻥ ،ﻭﻫﻲ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﳏﺎﺿﺮﺍﺕ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺒﺎﺭﺯﻳﻦ ﺭﻗﻢ ١٣ﺍﻟﱵ
ﻗﺎﻡ ﺑﺘﺼﺪﻳﺮﻫﺎ ﺍﻟﺒﻨﻚ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻟﻠﺘﻨﻤﻴﺔ ،ﺍﳌﻌﻬﺪ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻟﻠﺒﺤﻮﺙ
ﻭﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺐ ،ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ١٤٢٤ﻫـ ٢٠٠٣ /ﻡ .ﻭﻗﺪ ﻭﺿﻊ ﻓﻴﻪ ﻣﺆﻟﻔﻪ
٨
ﻄﺼﺛﻄﺋ ا ﺊﺗ
ﺑﺎﺑﺎ ﺧﺎﺻﺎ ﰲ ﺍﻟﺒﻴﻮﻉ ﺍﳌﻨﻬﻲ ﻋﻨﻬﺎ ﻟﻠﻐﺮﺭ ،ﻭﻗﺎﻡ ﺑﺘﻘﺴﻴﻤﻬﺎ ﺇﱃ ﳎﻤﻮﻋﺎﺕ
ﺃﺭﺑﻊ ،ﺑﺎﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﻗﺮﺏ ﺍﻟﻌﻠﻞ ﺑﻴﻨﻬﺎ ،ﻣﻊ ﺟﻌﻠﻬﺎ ﲢﺖ ﻋﻠﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﲤﺜﻞ ﻗﺎﲰﺎ
ﻣﺸﺘﺮﻛﺎ ﺑﲔ ﺃﻓﺮﺍﺩﻫﺎ ،ﰒ ﻳﺘﺒﻊ ﻛﻞ ﳎﻤﻮﻋﺔ ﺑﺎﻟﺘﻄﺒﻴﻘﺎﺕ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ ﳍﺬﻩ ﺍﻟﺒﻴﻮﻉ
ﻣﻊ ﺑﻴﺎﻥ ﻣﺪﻯ ﻗﺮﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺃﻭ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﻋﻨﻬﺎ .ﻭﺫﻟﻚ ،ﻛﻤﺎ
ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺆﻟﻒ ،ﻟﺘﺸﻌﺐ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻴﻮﻉ ﻭﺍﻟﻌﻠﻞ ﺍﻟﻜﺎﻣﻨﺔ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﻨﻬﻲ ﻋﻦ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﺎ،
ﻭﺻﻌﻮﺑﺔ ﺇﻓﺮﺍﺩ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﺎﻟﺒﺤﺚ .ﻓﺎﻟﻜﺘﺎﺏ ﺇﺫﻥ ﱂ ﻳﻜﻦ ﻭﺍﻓﻴﺎ ﻟﺸﺮﺡ ﻫﺬﺍ
ﺍﳌﻮﺿﻮﻉ ﺍﻟﻮﺍﺳﻊ.
.٢ﺍﳌﻌﺎﻣﻼﺕ ﺍﳌﺎﻟﻴﺔ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮﺓ ،ﻟﻠﺪﻛﺘﻮﺭ ﻭﻫﺒﺔ ﺍﻟﺰﺣﻴﻠﻲ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺩﻣﺸﻖ
.٢٠٠٦ﻗﺴﻢ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺇﱃ ﻗﺴﻤﲔ ،ﺗﻨﺎﻭﻝ ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ ﰲ ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻷﻭﻝ ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻒ
ﲟﺨﺘﻠﻒ ﺍﳌﻌﺎﻣﻼﺕ ﺍﳌﺎﻟﻴﺔ ،ﻭ ﰲ ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﳌﻌﺎﻣﻼﺕ ﺍﳌﺎﻟﻴﺔ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ
ﰲ ٢٣ﺑﺎﺑﺎ ،ﻭﱂ ﻳﺬﻛﺮ ﻓﻴﻪ ﺑﺎﺑﺎ ﺧﺎﺻﺎ ﰲ ﺍﻟﻐﺮﺭ ﺇﻻ ﻓﻘﺮﺍﺕ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻻ ﻳﺴﺘﻐﲏ
ﻋﻨﻪ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ .ﻓﺎﻟﻜﺘﺎﺏ ﻳﺒﺤﺚ ﰲ ﺍﳌﻌﺎﻣﻼﺕ ﺍﳌﺎﻟﻴﺔ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮﺓ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎﻡ،
ﻭﻟﻴﺲ ﳐﺼﺺ ﲢﺖ ﻋﻨﻮﺍﻥ ﺍﻟﻐﺮﺭ ﺑﻨﻔﺴﻪ.
ﻭﳑﺎ ﳚﺪﺭ ﺍﻟﺘﻨﺒﻴﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻫﻨﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﱂ ﳚﺪ ﺩﺭﺍﺳﺎﺕ ﺳﺎﺑﻘﺔ ﺗﺘﺤﺪﺙ ﻋﻦ ﺍﻟﻐﺮﺭ
ﻭﺣﻘﻴﻘﺘﻪ ﻭﺗﻄﺒﻴﻘﺎﺗﻪ ﰲ ﺍﳌﻌﺎﻣﻼﺕ ﺍﳌﺎﻟﻴﺔ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮﺓ ﺧﺎﺻﺔ .ﻓﺠﺎﺀ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﻬﻤﺘﻪ
ﻫﻲ ﺗﺄﺻﻴﻞ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﰲ ﺍﻟﻐﺮﺭ ﻭﺗﻄﺒﻴﻘﻪ ﰲ ﺍﳌﻌﺎﻣﻼﺕ ﺍﳌﺎﻟﻴﺔ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮﺓ ﻭﲢﻠﻴﻠﻬﺎ ﲢﻠﻴﻼ ﻓﻘﻬﻴﺎ.
٩
ﻄﺼﺛﻄﺋ ا ﺊﺗ
ﻃﺎر اﻟﻔﻜﺮي :
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻳﺘﻨﺎﻭﻝ ﺍﻟﻐﺮﺭ ﻭﺗﻄﺒﻴﻘﺎﺗﻪ ﰲ ﺍﳌﻌﺎﻣﻼﺕ ﺍﳌﺎﻟﻴﺔ ،ﻭﻫﻮ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ
ﻧﻈﺮﻳﺔ ﻭﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﻄﺒﻴﻘﻴﺔ .ﻭﳛﻠﻠﻪ ﲢﻠﻴﻼ ﻓﻘﻬﻴﺎ ﺑﺎﻟﺮﺟﻮﻉ ﺇﱃ ﺍﻷﺩﻟﺔ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩﺓ ﰲ ﺍﻟﻐﺮﺭ ﻭﺃﻗﻮﺍﻝ
ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﺍﳌﺪﻭﻧﺔ ﰲ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﻔﻘﻬﻴﺔ.
ﻓﺎﳉﺎﻧﺐ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﺍﻟﻨﻈﺮﻱ ﳛﺘﻮﻱ ﻋﻠﻰ ﺑﻴﺎﻥ ﺗﺄﺻﻴﻞ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﻐﺮﺭ ،ﲜﻤﻊ ﺗﻌﺮﻳﻔﺎﺕ
ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﳌﺬﺍﻫﺐ ﺍﻷﺭﺑﻌﺔ ﰲ ﺍﻟﻐﺮﺭ ﻭﻣﻨﺎﻗﺸﺘﻬﺎ ،ﰒ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺍﳉﺎﻣﻊ ﺍﳌﺎﻧﻊ ﳌﺼﻄﻠﺢ
ﺍﻟﻐﺮﺭ ،ﻭﺗﻔﺮﻳﻘﻪ ﺑﲔ ﺍﳌﺼﻄﻠﺤﺎﺕ ﺍﳌﺸﺘﺒﻬﺔ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺘﻐﺮﻳﺮ ﻭﺍﻟﻘﻤﺎﺭ ﻭﺍﳌﻴﺴﺮ.
ﻭﳛﺘﻮﻯ ﻋﻠﻰ ﺑﻴﺎﻥ ﺍﳊﻜﻢ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ﻟﻠﻐﺮﺭ ﻣﻊ ﺫﻛﺮ ﺍﻷﺩﻟﺔ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩﺓ ﰲ ﲢﺮﳝﻪ ﻣﻦ
ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﻭﺟﻪ ﺍﻻﺳﺘﺪﻻﻝ ﻟﻜﻞ ﻣﻨﻬﺎ ،ﻭﺑﻴﺎﻥ ﺃﺛﺮ ﺍﻟﻐﺮﺭ ﺍﻟﻔﻘﻬﻴﺔ ﰲ ﻋﻘﻮﺩ ﺍﳌﻌﺎﻣﻼﺕ
ﺍﳌﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻴﻮﻉ ﻭﻏﲑﻫﺎ.
ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﳛﺘﻮﻱ ﺃﻳﻀﺎ ﻋﻠﻰ ﺿﻮﺍﺑﻂ ﺍﻟﻐﺮﺭ ﺍﶈﺮﻡ ﺍﳌﻔﺴﺪ ،ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻀﻮﺍﺑﻂ
ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺍﻟﱵ ﻳﺴﺘﻌﻤﻞ ﺎ ﰲ ﺗﻔﺮﻳﻖ ﺍﳌﻌﺎﻣﻼﺕ ﺍﶈﺮﻣﺔ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﻐﺮﺭ ﻭﺍﳌﻌﺎﻣﻼﺕ ﺍﳌﺒﺎﺣﺔ
ﳋﻠﻮﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﺮﺭ ﺃﻭ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻐﺮﺭ ﺍﻟﻴﺴﲑ ﺍﳌﻌﻔﻮ ﻋﻨﻪ.
ﻭﺍﳉﺎﻧﺐ ﺍﻟﻌﻤﻠﻲ ﺍﻟﺘﻄﺒﻴﻘﻲ ﳛﺘﻮﻱ ﻋﻠﻰ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﻐﺮﺭ ﻭﺿﻮﺍﺑﻄﻪ ﰲ
ﺍﳌﻌﺎﻣﻼﺕ ﺍﳌﺎﻟﻴﺔ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮﺓ ﻛﻲ ﺗﺘﻀﺢ ﺍﳌﻌﺎﻣﻼﺕ ﺍﶈﺮﻣﺔ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﻐﺮﺭ ﺍﳌﻔﺴﺪ ﻋﻦ ﺍﳌﺒﺎﺣﺔ
ﺑﻌﺪﻡ ﺍﻟﻐﺮﺭ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻭ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻐﺮﺭ ﺍﳌﺴﻤﻮﺡ ﺑﻪ ،ﺣﻴﺚ ﺇﺫﺍ ﻭﺟﺪﺕ ﰲ ﺍﳌﻌﺎﻣﻼﺕ ﺗﻠﻚ
١٠
ﻄﺼﺛﻄﺋ ا ﺊﺗ
ﺍﻟﻀﻮﺍﺑﻂ ﻟﻠﻐﺮﺭ ﻓﻬﻲ ﳏﺮﻣﺔ ،ﻭﺇﺫﺍ ﱂ ﺗﻮﺟﺪ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻀﻮﺍﺑﻂ ﺃﻭ ﻭﺟﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﺣﺪ ﺿﺎﺑﻂ ﻣﻦ
ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻀﻮﺍﺑﻂ ﻓﻬﻲ ﻣﺒﺎﺡ ﻷﻥ ﺍﻟﻐﺮﺭ ﻓﻴﻪ ﻳﺴﲑ ﻣﻌﻔﻮ ﻋﻨﻪ.
ﻭﺟﺪﻳﺮ ﻟﻠﺬﻛﺮ ﻫﻨﺎ ،ﺃﻥ ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﻳﺬﻛﺮ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻣﻮﻗﻒ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ
ﰲ ﻣﻌﺎﳉﺔ ﺍﳌﻌﺎﻣﻼﺕ ﺍﳌﺎﻟﻴﺔ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮﺓ ﺍﻟﻼﰐ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻐﺮﺭ ﺍﶈﺮﻡ ،ﻭﻫﺬﺍ ﻃﺒﻌﺎ ﻳﱪﺯ ﴰﻮﻟﻴﺔ
ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﻣﺪﻯ ﻛﻤﺎﻟﻴﺘﻪ ﰲ ﺣﻞ ﻣﺸﻜﻼﺕ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﰲ ﲨﻴﻊ ﺟﻮﺍﻧﺐ ﺍﳊﻴﺎﺓ ،ﻭﻟﺬﻟﻚ
ﺳﻮﻑ ﻳﻈﻬﺮ ﺃﻥ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻫﻮ ﺍﳊﻞ ﳍﺬﻩ ﺍﳊﻴﺎﺓ.
ﻭﻣﺴﻠﻚ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﰲ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺍﻟﻐﺮﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻌﺎﻣﻼﺕ ﺍﳌﺎﻟﻴﺔ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮﺓ ﻳﻨﺤﺼﺮ
ﻋﻠﻰ ﺍﳋﻄﻮﻁ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ :ﺃﻭﻻ ،ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﻭﺍﻟﺘﺼﻮﻳﺮ ﻋﻦ ﻣﺎﻫﻴﺔ ﺍﳌﻌﺎﻣﻠﺔ ﺍﳌﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻄﺒﻖ ﻓﻴﻬﺎ
ﺍﻟﻐﺮﺭ ﺗﻌﺮﻳﻔﺎ ﻭﺍﺿﺤﺎ ﻭﺗﺼﻮﻳﺮﺍ ﺟﻠﻴﺎ؛ ﰒ ﺛﺎﻧﻴﺎ ﺇﻳﺮﺍﺩ ﺃﻗﻮﺍﻝ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﰲ ﺣﻜﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻌﺎﻣﻠﺔ
ﺍﳌﺎﻟﻴﺔ ﻣﻊ ﺫﻛﺮ ﺍﺳﺘﺪﻻﳍﻢ ﻭﻣﻨﺎﻗﺸﺔ ﺃﺩﻟﺘﻬﻢ ﰒ ﺗﺮﺟﻴﺢ ﺃﻗﺮﺏ ﻗﻮﻝ ﺇﱃ ﺍﻟﺼﻮﺍﺏ؛ ﰒ ﺛﺎﻟﺜﺎ
ﺍﻟﺘﻮﺿﻴﺢ ﰲ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺍﻟﻐﺮﺭ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﳌﻌﺎﻣﻠﺔ ﺍﳌﺎﻟﻴﺔ ﻗﺈﳊﺎﻕ ﺷﺮﻭﻁ ﺍﻟﻐﺮﺭ ﺍﳌﺆﺛﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﰒ
ﺍﳊﻜﻢ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺄﺎ ﻣﻦ ﻋﻘﻮﺩ ﺍﻟﻐﺮﺭ ﺃﻡ ﻏﲑﻫﺎ ،ﰒ ﺭﺍﺑﻌﺎ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﺒﺪﻳﻞ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ﻟﺘﻠﻚ
ﺍﳌﻌﺎﻣﻼﺕ ﺍﳌﺎﻟﻴﺔ ﺍﶈﺮﻣﺔ.
١١
ﻄﺼﺛﻄﺋ ا ﺊﺗ
ﻣﻨ ﻴﺔ اﻟﺒﺤﺚ:
ﺃﻣﺎ ﻧﻮﻋﻴﺔ ﺍﳌﻨﻬﺞ ﻓﻘﺪ ﺗﻨﺎﻭﻝ ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺍﳌﻜﺘﺒﻴﺔ ﻣﻊ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﻣﻨﻬﺞ
ﺍﳌﻘﺎﺭﻧﺔ ،ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺘﺼﻔﺢ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﺤﻮﺙ ﻭﺍﻟﺮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻭﺍﻼﺕ ﺃﻭ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ
ﺍﳌﻜﺘﺒﻴﺔ ﺍﻹﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻴﺔ ﺍﳌﻌﺘﱪﺓ ﻭﺍﳌﻮﺛﻘﺔ ﺍﻟﱵ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺼﻠﺔ ﺑﺎﳌﻮﺿﻮﻉ .ﻛﻤﺎ ﻳﺘﻠﺨﺺ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻠﻲ:
.١ﺍﻟﺮﺟﻮﻉ ﺇﱃ ﺍﳌﺼﺎﺩﺭ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻭﺃﻣﻬﺎﺕ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﻔﻘﻬﻴﺔ ﻭﻛﺘﺐ ﺍﳊﺪﻳﺚ
ﻭﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮﺓ ﻭﻛﺘﺐ ﺍﻟﺘﻔﺴﲑ ﻭﺍﻟﻠﻐﺔ ﻭﺍﻟﺘﺮﺍﺟﻢ .
.٢ﻋﺮﺽ ﺃﻗﻮﺍﻝ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﻣﺬﺍﻫﺒﻬﻢ ﻋﻨﺪ ﺍﻻﺧﺘﻼﻑ ﰲ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻣﺎ
ﻋﻠﻰ ﻗﺪﺭ ﺍﳊﺎﺟﺔ ،ﻭﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﺍﻟﺮﺍﺟﺢ ﻣﻨﻬﺎ.
.٣ﲣﺮﻳﺞ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﻭﺑﻴﺎﻥ ﺩﺭﺟﺔ ﺻﺤﺘﻬﺎ.
.٤ﲣﺮﻳﺞ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﻭﺑﻴﺎﻥ ﻣﻮﺍﺿﻌﻬﺎ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ.
.٥ﺗﺮﲨﺔ ﺍﻷﻋﻼﻡ ﺍﳌﺬﻛﻮﺭﻳﻦ ﰲ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺗﺮﲨﺔ ﻣﻮﺟﺰﺓ.
ﺧﻄﺔ اﻟﺒﺤﺚ:
ﻋﻨﻮﺍﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺤﺚ "ﺍﻟﻐﺮﺭ ﻭﺗﻄﺒﻴﻘﺎﺗﻪ ﰲ ﺍﳌﻌﺎﻣﻼﺕ ﺍﳌﺎﻟﻴﺔ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮﺓ" ،ﻭﻫﻮ
ﻳﺘﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﳌﻘﺪﻣﺔ ،ﻭﺛﻼﺛﺔ ﺃﺑﻮﺍﺏ ،ﻭﺍﳋﺎﲤﺔ ،ﻭﺍﻟﻔﻬﺎﺭﺱ.
١٢
ﻄﺼﺛﻄﺋ ا ﺊﺗ
ﻓﺎﳌﻘﺪﻣﺔ ﻳﺘﻨﺎﻭﻝ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻓﻴﻬﺎ ﺧﻠﻔﻴﺔ ﺍﻟﺒﺤﺚ ،ﻭﻣﺸﻜﻼﺗﻪ ،ﻭﺃﻫﺪﺍﻓﻪ ،ﻭﻓﻮﺍﺋﺪﻩ،
ﻭﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ،ﻭﺍﻹﻃﺎﺭ ﺍﻟﻔﻜﺮﻱ ،ﻭﻣﻨﻬﺠﻴﺔ ﺍﻟﺒﺤﺚ ،ﻭﺧﻄﺔ ﺍﻟﺒﺤﺚ.
ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻷﻭﻝ ،ﲢﺪﺙ ﻋﻦ ﻧﻈﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﰲ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﻐﺮﺭ ﻭﺍﳌﻌﺎﻣﻼﺕ ﺍﳌﺎﻟﻴﺔ
ﺍﳌﻌﺎﺻﺮﺓ ،ﻭﻳﻘﺴﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺇﱃ ﻓﺼﻠﲔ :ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻷﻭﻝ ﲢﺪﺙ ﻋﻦ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﻐﺮﺭ ،ﻭﻫﻲ
ﺗﺸﻤﻞ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﻐﺮﺭ ﻟﻐﺔ ﻭﺍﺻﻄﻼﺣﺎ ،ﻭﺍﻟﻔﺮﻕ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﲔ ﺍﳌﺼﻄﻠﺤﺎﺕ ﺍﳌﺸﺘﺒﻬﺔ ﺑﻪ،
ﻭﺃﺣﻜﺎﻣﻪ ،ﺑﺈﻳﺮﺍﺩ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩﺓ ﰲ ﺍﻟﻐﺮﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ،ﰒ ﺷﺮﺣﻬﺎ ﻭﺑﻴﺎﻥ
ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﺍﳌﺴﺘﻔﺎﺩﺓ ﻣﻨﻬﺎ ﰲ ﺍﻟﻐﺮﺭ ،ﻭﻳﻀﺎﻑ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﳊﻜﹶﻢ ﰲ ﲢﺮﱘ ﺍﻟﻐﺮﺭ.
ﻭﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﲢﺪﺙ ﻋﻦ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﳌﻌﺎﻣﻼﺕ ﺍﳌﺎﻟﻴﺔ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮﺓ ،ﻭﻫﻲ ﺗﺸﻤﻞ ﺗﻌﺮﻳﻒ
ﻛﻞ ﻛﻠﻤﺔ ﻛﻤﺼﻄﻠﺢ ﻣﺴﺘﻘﻞ ﻟﻐﺔ ﻭﺷﺮﻋﺎ ،ﰒ ﻳﺄﰐ ﺑﻌﺪﻩ ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﺸﺎﻣﻞ ﻟﻠﻤﺼﻄﻠﺢ
ﻛﺠﻤﻠﺔ ﺇﺿﺎﻓﻴﺔ ،ﻭ ﺗﺸﻤﻞ ﺃﻳﻀﺎ ﺧﺼﺎﺋﺺ ﺍﳌﻌﺎﻣﻼﺕ ﺍﳌﺎﻟﻴﺔ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮﺓ.
ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﱐ ،ﲢﺪﺙ ﻋﻦ ﺃﺛﺮ ﺍﻟﻐﺮﺭ ﰲ ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﻭﺿﻮﺍﺑﻄﻪ ،ﻭﻳﻘﺴﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺎﺏ
ﺇﱃ ﻓﺼﻠﲔ :ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻷﻭﻝ ﲢﺪﺙ ﻋﻦ ﺃﺛﺮ ﺍﻟﻐﺮﺭ ﰲ ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ،ﻭﻫﻮ ﻳﺸﻤﻞ ﺃﺛﺮﻩ ﰲ ﻋﻘﺪ
ﺍﻟﺒﻴﻊ ،ﻭﻋﻘﻮﺩ ﺍﳌﻌﺎﻭﺿﺎﺕ ﺍﳌﺎﻟﻴﺔ ،ﻭﻋﻘﻮﺩ ﺍﻟﺘﱪﻋﺎﺕ ،ﻭﻋﻘﻮﺩ ﺃﺧﺮﻯ .ﻭﻳﻌﺘﱪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﺼﻞ
ﻛﺄﺻﻮﻝ ﺗﺮﺩ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﲨﻴﻊ ﻓﺮﻭﻉ ﺍﻟﻐﺮﺭ ﺍﻟﻜﺜﲑﺓ ﺟﺎﻋﻼ ﻋﻘﺪ ﺍﻟﺒﻴﻊ ﺃﺳﺎﺳﺎ ﻟﻠﻤﻮﺿﻮﻉ؛ ﻷﻧﻪ
ﺍﻷﺻﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺭﺩ ﺍﻟﻨﻬﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﻐﺮﺭ ﻓﻴﻪ ،ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻮﺟﺪ ﻓﻴﻪ ﺗﻄﺒﻴﻘﺎﺕ
ﻟﻜﻞ ﺍﻷﻗﺴﺎﻡ
١٣
ﻄﺼﺛﻄﺋ ا ﺊﺗ
ﰒ ﻳﺄﰐ ﺑﻌﺪﻩ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﺍﻟﺬﻱ ﲢﺪﺙ ﻋﻦ ﺿﻮﺍﺑﻂ ﺍﻟﻐﺮﺭ ﺍﳌﺆﺛﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺪ ﻭﺿﻌﻪ
ﻓﻘﻬﺎﺀ ﺍﻟﻌﺼﺮ ،ﻓﻬﻲ ﺗﻨﺤﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺿﻮﺍﺑﻂ ،ﻭﺍﻟﺒﺤﺚ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﰲ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﻓﺼﻮﻝ.
ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻷﻭﻝ ،ﲢﺪﺙ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﺮﻁ ﺍﻷﻭﻝ ﻟﻠﻐﺮﺭ ﺍﳌﺆﺛﺮ ،ﻭﻫﻮ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻐﺮﺭ ﰲ ﻋﻘﻮﺩ
ﺍﳌﻌﺎﻭﺿﺎﺕ ﺍﳌﺎﻟﻴﺔ؛ ﻭﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﱐ ،ﲢﺪﺙ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﺮﻁ ﺍﻟﺜﺎﱐ ،ﻭﻫﻮ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻐﺮﺭ
ﻛﺜﲑﺍ؛ ﻭﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﲢﺪﺙ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﺮﻁ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ،ﻭﻫﻮ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻐﺮﺭ ﰲ ﺍﳌﻌﻘﻮﺩ ﻋﻠﻴﻪ
ﺃﺻﺎﻟﺔ؛ ﻭﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﲢﺪﺙ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﺮﻁ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ،ﻭﻫﻮ ﺃﻻ ﺗﺪﻋﻮ ﺍﳊﺎﺟﺔ ﺍﳌﺘﻌﻴﻨﺔ ﺇﱃ
ﺍﻟﻌﻘﺪ.
ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ،ﻓﻬﻮ ﻟﺐ ﺍﳌﻮﺿﻮﻉ ،ﲢﺪﺙ ﻋﻦ ﺗﻄﺒﻴﻘﺎﺕ ﺍﻟﻐﺮﺭ ﰲ ﺑﻌﺾ
ﺍﳌﻌﺎﻣﻼﺕ ﺍﳌﺎﻟﻴﺔ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮﺓ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺒﻴﻊ ﺍﻹﳚﺎﺭﻱ ﻭﺍﳌﺴﺎﺑﻘﺎ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻳﺔ ،ﻭﺍﻟﺘﺄﻣﲔ ،ﻓﻴﻘﺴﻢ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺇﱃ ﺛﻼﺛﺔ ﻓﺼﻮﻝ :ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻷﻭﻝ ﲢﺪﺙ ﻋﻦ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺍﻟﻐﺮﺭ ﰲ ﺍﻟﺒﻴﻊ ﺍﻹﳚﺎﺭﻱ؛
ﻭﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﲢﺪﺙ ﻋﻦ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺍﻟﻐﺮﺭ ﰲ ﺍﳌﺴﺎﺑﻘﺎﺕ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻳﺔ ،ﻣﺜﻞ ﺃﻭﺭﺍﻕ ﺍﻟﻴﺎﻧﺼﻴﺐ،
ﻭﺍﳌﺴﺎﺑﻘﺎﺕ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﺍﻻﺗﺼﺎﻻ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ ،ﻭﺍﻟﺘﺴﻮﻳﻖ ﺍﻟﺸﺒﻜﻲ ،ﻭﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻣﻘﺴﻢ ﰲ ﺛﻼﺛﺔ
ﻣﺒﺎﺣﺚ؛ ﻭﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﲢﺪﺙ ﻋﻦ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺍﻟﻐﺮﺭ ﰲ ﺍﻟﺘﺄﻣﲔ.
ﻭﺍﳋﺎﲤﺔ ،ﻳﺘﻨﺎﻭﻝ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻓﻴﻬﺎ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﱵ ﺗﻮﺻﻞ ﺇﻟﻴﻬﺎ ،ﻭﻋﺮﺽ ﺑﻌﺾ
ﺗﻮﺻﻴﺎﺕ ﻭﺍﻗﺘﺮﺍﺣﺎﺕ.
١٤
ﻄﺼﺛﻄﺋ ا ﺊﺗ
ﻭﺍﻟﻔﻬﺎﺭﺱ ،ﻭﻫﻲ ﺗﺘﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﻓﻬﺮﺱ ﺍﳌﺼﺎﺩﺭ ﻭﺍﳌﺮﺍﺟﻊ ،ﻭﻓﻬﺮﺱ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﺁﻧﻴﺔ،
ﻭﻓﻬﺮﺱ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﻨﺒﻮﻳﺔ ،ﻭﻓﻬﺮﺱ ﺍﻷﻋﻼﻡ.
١٥