تأسيس مقاصد الشريعة التقدمية لرد الفكر الإرهابي والتطرفي (دراسة تحليلية أصولية) | Nawawi | QIJIS (Qudus International Journal of Islamic Studies) 2326 8876 1 PB

‫‪QIJIS: Qudus International Journal of Islamic Studies‬‬
‫‪Volume 5، Issue 2، August 2017‬‬

‫تأسيس مقاصد الريعة التقدمية لرد الفكر اإرهاي والتطري‬
‫(دراسة حليلية أصولية)‬
‫نووي‬

‫باجامعة اإبراهيميةاإساميةسيتوبوندو – جاوى الرقية إندونيسيا‬
‫‪[email protected]‬‬
‫ملخص‬

‫يقوم هذا البحث عى إظهار تأسيس مقاصد الريعة التقدمية لرد الفكر اإرهاي‬
‫والتطري‪ ،‬فإنه ا يكفى الرد له بمجرد مقاصد الريعة القدامى‪ ،‬أها من قبيل‬
‫الريعة بامعنى الضيق وهونطاق الفقه‪ ،‬الذي يمكن أن يفتح التطرف والتشدد‪ ،‬ولذا‬
‫تتطلب لرده امقاصد الشاملة‪ ،‬التي تقوم عى ثاث دعامات‪،‬أوا‪ :‬حفظ التسامح‬
‫الذي بدوره احتفظت وحدة اأمم‪ ،‬وثانيا‪ :‬نطاق دراستها التي ا حتوي عى الفقه‬
‫فحسب‪ ،‬بل عى العقيدة والتصوف حسب الريعة بامعنى الواسع‪ ،‬وثالثا‪ :‬تقديم‬
‫اأدلة الكلية عى اأدلة اجزئية أن الكلية أقرب اى القطعيات‪ ،‬وبصيغ هذهامقاصد‬
‫تقوم عليها احياة اإنسانية ي امجتمع التعددي بحيث إذا اختلت واحدة منها‪ ،‬أتاحت‬
‫إمكانية الفكر اإرهاي والتطري‪.‬‬


‫الكلمات المفتاح‪ :‬مقاصد الريعة‪ ,‬التقدمية لرد الفكر‪ ,‬دراسة حليلية أصولية‬

‫أ‪ .‬مقدمة‬

‫قوي بن‬
‫قادر عى عمل توا ُفق ٍ‬
‫إن اإسام بأبعاده اأفقية والرأسية ٌ‬
‫ِ‬
‫اإنسان والكون امحيط به‪ ،‬وكذلك بن اإنسان واهِ‬
‫ِ‬
‫ومبدعه‪،‬‬
‫خالق كل يء‬

‫إن اإسام عامي بكل معنى الكلمة(عبدالوهاب‪،)64 :1999 ،‬ولكن ى‬

‫صعيدأخر‪ ،‬وكاناإرهاب أخطر ظاهرة وأسوأها ي احيات ااجتمعيات‬
‫اإنسانية امعارة خطراعظيا م يسبق له مثيل‪ ،‬أنه يستخدم أساليب متدينة‬

‫نووي‬


‫خصوصا دين اإسام‪ ،‬وأدوات غر مروعة للوصول اى أهداف‪ ،‬ويعتر من‬

‫يأتى شيئا أعاله امت اى الدين بصلة‪ ،‬أن اإسام دين سلم وأمن‪ ،‬بل كل‬
‫عمل ارهاي جريمة ى حق اه ورسوله‪ ،‬وخالفا جوهر الريعة اإسامية‪.‬‬

‫وي الواقع أنفهمهم مقتبس من القرآن واحديث الذين ما مبادئ‬

‫توجيهية من اأحكام الرعية وهي جموعة من القواعد الدينية‪ ،‬التي حكم‬
‫سلوك امسلمن ها ي ميع جوانب احياة‪ .‬وتكونتهذه اأحكامايتعلق‬
‫بالعبادات وامعامات والسياسة وااقتصاد وغرها‪ ،‬ورووا وجوب اقامة‬
‫اأحكام الرعية راحة ى امجتمع كا فعل النبي عندما كان ي امدينة امنورة‪،‬‬

‫وأما اآيات التي تتضمن السام والرمة والتسامح والرحيب لدهم فيجب‬
‫النسخ منهابآية واحدة وهي أية السيف أو آلقنل‪.‬‬

‫وإنه امفر من التسليم بأن حركتهم أسوء خطرا عظيا‪ ،‬اهم‬

‫يستخدمون أساليب دين اإسام وما يصدر من باء ور للمجتاعات عامة‪،‬‬
‫اسيا باستخدام موضوع اجهاداإسامي هو من أعظم اموضوعات خطرا‪،‬‬


‫وأبعدها أثرا‪ ،‬ما له من قيمة وأمية ى احفاظ عى هوية اأمة‪ ،‬والدفاع عن‬
‫كياها امادي وامعنوي‪ ،‬ابد من الكتابة امنهجية فيها‪ ،‬حاجة امسلمن عامة‪ ،‬إى‬
‫معرفتها معرفة حقة‪ ،‬بعيدة عن غلو الغالن‪ ،‬وتقصر امقرين‪ ،‬خاصة مواجهة‬

‫امتطرفن‪.‬‬

‫ومن ذلك الوصف ان أراءهم كانت خطرة‪ ،‬تؤدي اى احركات‬

‫الراديكالية‪ ،‬وا يكفي عن جذعها جرد استخدام لأمن فحسب‪ ،‬لكن تتطلب‬

‫جموعة من اأفكار متعددة اأبعاد‪،‬حرهم من الفهم الديني‪ ،‬أن كل حركة‬
‫تنشأ من اأيديولوجية‪.‬‬

‫‪Qijis, Volume 5, Issue 2, August 2017‬‬

‫‪118‬‬

‫تأسيس مقاصد الريعة التقدمية لرد الفكر اإرهاي والتطري‬

‫ ‪.‬‬


‫مقاصد الريعة التقدميةلرد الفكراإرهاي والتطري‬
‫وإن لروز اإرهاب ي جتمع ما دوافع عديدة‪ ،‬منها ماهو ديني‪ ،‬فأما‬

‫عاجه فايكفي جرد احل اامني ونر احرية والديمقراطيةوا فهم مقاصد‬
‫الريعة القداميبل عاج يقوم عى اأراء الدينية امرونة‪ ،‬وهيمقاصد الريعة‬

‫التقدميةبمعنى الريعة الواسع‪،‬وماحها حتوى عليحفظالتسامح‪ ،‬ودراستها‬
‫الشاملة عي الفقهوالتوحيد والتصوف‪ ،‬وتقديم أولويات اأدلة الكلية من‬

‫اأدلة اجزئية كا يي‪:‬‬
‫أوا‪ :‬حفظ التسامح‬

‫إن مظاهر الغلو والتطرف ى واقعنا كثرة كا أن جات التسامح‬

‫والتيار ى فكر ومناهج علاء أهل السنة واجاعة كثرة أيضا ومتعددة‪ ،‬ومن‬

‫أهم أسباب التطرف الرئيسة انزال ااعام باحكم الرعى‪-‬الذى هو درؤ‬
‫العام ‪ -‬منزلة اإلزام به‪-‬الذى هو درؤ احاكم‪ -‬باإضافة اى قلة الفقه ي الدين‬


‫وعدم النضج العقى بايرتب عليه تكفر وي اأمر ثم تكفر الرعية استحال‬

‫دمائهم وأمواهم وأعراضهم‪ ،‬بل أهم أخطار التطرف مناقضته لأمن الذى‬
‫يعني‪ :‬الطمأنينة واإستقرار والتحصن من اخوف‪.‬‬

‫مع عجلة الزمان‪ ،‬كان لتعدد امذاهب واختاف الفرق أثر سيىء خطر‬

‫عى اإسام وامسلمن‪ ،‬فاإسام امرسوم بالساحة‪ ،‬الداعى اى السام‪،‬‬
‫وبالتاى قدابتدأت دماء امسلمن تسيل أول اأمر عى يد اخوارج‪ ،‬ويرون أن‬

‫اإسام ايتم اا باجهاد وقتل باقى امسلمن من ايعتنقون مذهبهم‪(،‬الشكعة‪،‬‬
‫‪2013‬م‪)519 :‬وعليه يمكن القول أهم بذورالغلو والتطرف اأول منذ بداية‬

‫تاريخ اإسام‪.‬‬

‫وامعانا ى ذلك الغلو والتطرف فقد منعه اه عز وجل َ‬
‫(ا تَغْ ُلوا ِي‬
‫اهِ إِ َا ْ َ‬
‫ِدينِ ُك ْم َو َا َت ُقو ُلوا َع َى َ‬
‫اح َق) (النساء‪ )171 :‬أي ا جاوزوا احق ي‬

‫‪119‬‬

‫‪Qijis, Volume 5, Issue 2, August 2017‬‬

‫نووي‬

‫دينكم فتفرطوا فيه‪ .‬وأصل « الغلو «‪ ،‬ي كل يء جاوزة حده الذي هو حدّ ه‪.‬‬
‫غلوا «‪،‬كذلك حدثت السنة امرفة‬
‫يقال منه ي الدين‪ ” :‬قد غا فهو يغلو ً‬
‫حذرة من الغلو والتنطع والتعمق مبنية أن هذه الصفات تعد من اأفات التى‬

‫تفتك باأفراد وامجتاعات‪.‬‬

‫ولذا تتطلب مقاصد الريعة‪ ،‬التى تستدعى رورة وحدة اأمة‪،‬وهى‬

‫حفظ التسامح‪،‬فاخروج عن إطارحفظ التسامح يؤدى اى الوقوع ى أوحال‬

‫التنازع والتقاطع والترم‪ ،‬وقال الريسوي‪« :‬وبعض امصالح الرورة التي‬
‫أعى الدين شأها‪ ،‬والتي قد تقل أمية وشمولية عن بعض الرورات اخمس‬


‫مع أن العلم أن هذا احر اجتهاد‪ ،‬الزيادة عى اخمس أمر وارد منذ القديم‪».‬‬

‫(الريسوي‪1992 ،‬م‪.)314 :‬‬

‫ومن امعلوم ى القرأن الكريم أن اأصل ى هذه اأمة وسائر اأمم‬

‫الوحدة‪ ،‬وقد أمر اه عز وجل اإعتصام بحبل اه اجامعأمراجازما وهو‬
‫اهِ‬
‫ين آ َمنُوا بِ َ‬
‫امسبب للرمة‪ ،‬ونتيجه اهداية عن اه كقوله تعاى‪َ ( :‬ف َأ َما ا َل ِذ َ‬
‫ر ً‬
‫اطا ُم ْست َِقيا‬
‫اعت ََص ُموا بِ ِه َف َس ُيدْ ِخ ُل ُه ْم ِي َر ْ َ‬
‫م ٍة ِم ْن ُه َو َف ْضلٍ َو َ ْه ِدهِ ْم إِ َل ْي ِه ِ َ‬
‫َو ْ‬

‫(النساء‪،)175 :‬وذلك بمثابة أها مامح مقاصد الريعة الرئيسية أقرب اى‬

‫القطعيات‪.‬‬


‫وى امقابل نجد أن اإرهابين خرجون عى الرع اإهي‪ ،‬ويستبيحون‬

‫ما حرم اه من الدماء واأعراض واأموال‪ ،‬وبث الرعب والقلق واخوف‬

‫عى ما اجوز عرفا ورعا‪ -‬هو امحاربة والبغي‪ ،‬ا يصدر اا من فئة باغية‪،‬‬
‫أوماعة خارجة عن اماع اأمة بتشددها وتطرفها والغائها احقوق اإنسانية ي‬

‫احياة اامنة وحرية التدين‪،‬وأن امتطرفن هم الذين قديبلغ هم احاس والغرور‬

‫با يعتقدون اى التشدد اى درجة الدعوة اى اجهاد‪ ،‬وتكفر امخالفن حتى ى‬

‫أبسط اأمور وهؤاء هم معظم اإسامين‪ ،‬الذين فهموا أن اإسام هو جرد‬

‫‪Qijis, Volume 5, Issue 2, August 2017‬‬

‫‪120‬‬

‫تأسيس مقاصد الريعة التقدمية لرد الفكر اإرهاي والتطري‬

‫التزام اأحكام الرعية‪ ،‬وتتوى تنفيذها سلطة تقوم بإسم اإسام‪ ،‬وهذا لب‬


‫الن والتدين عنهم‪.‬‬

‫وبالنظر اى أراء امتطرفن من التدين‪ ،‬يتضح لنا أهم ايقومون عى‬

‫حفظ التسامح‪ ،‬انا تقوم دعائمهم عى تكفرامخالفن هم من امسلمن بشكل‬
‫أشد من تكفر اخوارج القدامى أن هم شبهة وتأويا فيا وقعوا فيه بخاف‬

‫هؤاء‪ ،‬ومن امعلوم الروري أن من استحل حرما جمعا عى حريمه فقد كفر‬

‫عى ظاهر الرع‪ ،‬ومن كفر غره يكفره الرع‪ ،‬قال ‪ :‬أن رسول اه ‪ -‬صى اه‬
‫عليه وسلم ‪ (، -‬قال ‪ :‬أيا رجل قال أخيه ‪ :‬كافر باء ها أحدما ) (البخاري‪،‬‬

‫د‪.‬ت‪.)6104 :‬‬

‫وما ينبغى ان هتم به مزيد من الروريات اخمسة هى حفظ التسامح‬

‫ى اطار حكيم يتمشى مع حكم الريعة ومقاصدها‪ ،‬وهذا التسامح قدجاءت‬
‫به النصوص الرعية واضحة الدالة اتتعدد احتااته‪ ،‬لئا تكون مثار‬
‫خاف ى اأمة‪ ،‬وذلك ينطبق عى ااكثرية ى جتمع التعددي لغلبة الثقافات‬


‫امتنوعة كا فعل النبي صى اه عليه وسلم ى امدينة امنورة‪ ،‬فهذا يساعد حتا‬

‫عى مكافحة اإرهاب والتطرف‪.‬‬

‫واشك أن أدلة حفظ التسامح من النصوص الرعية كثرة‬

‫احى‪،‬وهى تراعى ي الريعة اإسامية عى أساس منهج ااستقراء‪ ،‬فقد‬

‫قال الشاطبي(د‪.‬ت‪«)29 :‬وذلك أن هذه القواعد الثاث ا يرتاب ي ثبوها‬

‫رعا أحد من ينتمي إى ااجتهاد من أهل الرع‪ ،‬ودليل ذلك استقراء الريعة‪،‬‬
‫والنظر ي أدلتها الكلية واجزئية و ما انطوت عليه من هذه اأمور العامة‪ ،‬عى‬

‫حد ااستقراء امعنوي الذي ا يثبت بدليل خاص‪ .‬إنا اأدلة امعترة هنا‬
‫امستقرأة من ملة أدلة ظنية تضافرت عى معنى واحد حتى أفادت فيه القطع‪،‬‬

‫فإن لاجتاع من القوة ما ليس لافراق‪ ،‬وأجله أفاد التواتر القطع‪ ،‬وذلك‬

‫‪121‬‬


‫‪Qijis, Volume 5, Issue 2, August 2017‬‬

‫نووي‬

‫يتفق وماقاله الشيخ زكريا اأنصارى‪»:‬ان أدلة النقلية قد تفيد اليقن بانضام‬

‫غرها‪( ».‬اأنصاري‪ ،‬د‪.‬ت‪.)36 :‬‬

‫يدلنا استقراء نصوص الريعة عى أها عنيت بتحقيق التواصل‬

‫احضاري بن الشعوب واأمم عناية كبرا‪ ،‬عى اختاف انتاءاهم احضارية‬
‫وامذهبية والثقافية والدينية‪ ،‬وي بناء القيم اإنسانية امشركة التي تعزز من‬

‫التعاون والتفاعل بينهم‪ ،‬والتأسيس للكليات اجامعة التي يتحقق ها اخر‬
‫(ا َي ْن َه ُاك ُم َ ُ‬
‫وامقصد العام للمجتمع اإنساي كله ‪ ،‬وقال اه تعاى ‪َ :‬‬
‫اه َع ِن‬
‫ين َ ْم ُي َقاتِ ُل ُ‬
‫خ ِر ُج ُ‬
‫ين َو َ ْم ُ ْ‬
‫وك ْم ِي الدِ ِ‬
‫وه ْم َو ُت ْق ِس ُطوا‬
‫ر ُ‬
‫ا َل ِذ َ‬
‫وك ْم ِم ْن ِد َيا ِر ُك ْم َأ ْن َت َ ُ‬
‫إِ َل ْي ِه ْم إِ َن َ َ‬
‫اه ُ ِ‬
‫ح ُب ْ ُام ْق ِس ِطنَ )(اممتحنة‪ ،)8 :‬وامجتمععندما حيد ويبتعد عن قيم‬

‫التعاون والتفاعل بينهم‪ ،‬وجنح اى احياة اافرادية‪ ،‬فان ذلك مدعاة لسقوطه‬

‫واهياره‪ ،‬فقد كان ذلك يدمر امقاصد الرعية القصوى‪.‬‬

‫وهكذا ي غياب فهم اإرهابين حول العاقات اإنسانية عى وفق‬

‫هذه اأية التفاعل ا التقاتل‪ ،‬والتعاون وا التصادم‪ ،‬والود والساحة والر‪،‬‬
‫ا العدوان والبغي والقهر‪ ،‬فضا عن هذا اإهتام الذي عني به القرآن الكريم‬

‫ي التأسيس لطبيعة العاقة مع اآخر‪،‬وبدونالعاقات اإنسانية ى امجتمع‬
‫التعددي‪ ،‬فاحياة تؤدي اى اهاك والتخرب‪ ،‬وما خطران عى احضارة‬
‫والعمران‪ ،‬فهذا كا يرى ابن خلدون (د‪.‬ت‪« )2 88 :‬مؤدن بخراب العمران»‪،‬‬
‫أنه ير بامقاصد الرعية‪ ،‬التي أمر الشارع برورة امحافظة عليها‪ ،‬وما هذه‬
‫امقاصد إامقومات احياة اإنسانية ى امجتمع التعددى‪.‬‬

‫وكان من الطبيعي أن تلك العاقات اإنسانيةاتتحقق إابحفظ‬

‫التسامح‪ ،‬الذي يستخدم لاشارة اليصيانة وحدة اجاعيات‪ ،‬التي هي أهداف‬
‫ومقاصد إسامية أسمى‪ ،‬وقد جاءت جلية ى سورة اأنبياء‪( 92 :‬إِ َن َه ِذ ِه‬
‫تك ْم ُأ َمة َو ِ‬
‫ُأ َم ُ‬
‫اع ُبدُ ِ‬
‫ون)‪ ،‬وهذه اأية عند عبداه مروك النجار‬
‫احدَ ة َو َأ َنا َر ّب ُك ْم َف ْ‬
‫هى‪ :‬خر بمعنى الطلب امفيد للوجوب‪ ،‬أن التفرقة مفسدة والوحدة مصلحة‪،‬‬
‫‪Qijis, Volume 5, Issue 2, August 2017‬‬

‫‪122‬‬

‫تأسيس مقاصد الريعة التقدمية لرد الفكر اإرهاي والتطري‬

‫فهى بدل التفرقة وهى حرام‪ ،‬ومايمنع احرام يكون واجبا (النجار‪2014 ،‬م‪:‬‬

‫‪.)66‬‬

‫وعى كل حال‪ ،‬لقد شهد العديد دونا شك من امفكرين غرامسلمن‬

‫أن اإسام دين التسامح حقا‪ ،‬ومنهم غوستاف لوبون بقوله‪« :‬إن امسلمن‬
‫وحدهم هم الذين معوا بن روح التسامح نحو أتباع اأديان اأخرى واهم‬
‫مع ملهم السيف فقد تركوا الناس أحرارا ي مسكهم بدينهم‪ ».‬وقال أيضا‬

‫تشارلز وي عهد بريطانيا‪« :‬ان اإسام يمكن أن يعلمنا طريقة للتفاهم والعيش‬
‫ي العام‪ ،‬اأمر الذي فقدته امسيحة‪ ،‬فاإسام يرفض الفصل بن اإنسان‬
‫والطبعية‪ ،‬والدين والعلم‪ ،‬والعقل وامادة‪( ».‬الرقاوي‪2015 ،‬م‪.)9 :‬‬

‫يتضح كل الوضوح بالفعل أن اإرهابين ا يعرفون تعاليم اإسام‬

‫بل جهلوها ماما‪ ،‬واحق أن اإسامبتعاليمهيكفل حرية تعبر اافكارللجميع‬
‫دون استثناء ي امجتمع التعددي‪ ،‬وتشمل هذه احرية امشاكل امشركة مثل‬

‫اأخاق‪ ،‬وامصالح‪ ،‬والقانون‪ ،‬ومفهوم آامر بامعروف والنهى عن امنكر‬

‫يدل عى أن اإساميقلق جدا حول مدى أخاقية مجتمع البر‪ ،‬واحد من‬

‫حرية التعبر لفرد له ما يرره من أجل احفاظ عى حياة الناس من العداء الناجم‬
‫ح ُب َ ُ‬
‫الس ِ‬
‫اه ْ َ‬
‫عن كلات قذرة‪ ،‬كا يتضح من القرآن َ‬
‫«ا ُ ِ‬
‫وء ِم َن ا ْل َق ْو ِل‬
‫اج ْه َر بِ ُ‬
‫ان َ ُ‬
‫إِ َا َم ْن ُظ ِل َم َو َك َ‬
‫يعا َع ِل ًيا (‪ ،« )148‬وكذلك حرية الفكر والتعبر‬
‫اه َس ِم ً‬
‫التي كفلها القرآنإذا كانت ا توافق حول يء ما‪ ،‬ثم العودة إى اه ورسوله‬

‫‪، r‬والبيان”ختلف“أو اختاف ي الرأي يدل عليحرية الفكر والرأي وبطبيعة‬
‫احال يمكن أن حدث ي جموعة متنوعة من اأشكال (عبد اه‪1999 ،‬م‪:‬‬

‫‪.)141‬‬

‫وواضح أن امساواة هي تتمثل فيها جليات العاقة بن امسلمن‬

‫وغرهم من حيث امساواة تروم مراعاة حفظ التسامح‪ ،‬وهناك نؤكد أن‬

‫أول عمل قام به النبي‪ r‬بعد جيئه اى امدينة‪ ،‬هو يكرس العاقة بن اإنسان‬
‫‪123‬‬

‫‪Qijis, Volume 5, Issue 2, August 2017‬‬

‫نووي‬

‫ى امجتمع اجديد‪ ،‬وهى عاقة أخوة‪ ،‬فا سادة وعبيد‪ ،‬وا أرف وسوقة‪،‬‬
‫واأقوياء وضعفاء‪ ،‬وا أغنياء وفقراء‪ ،‬وا طبقية أو فئوية‪ ،‬أو طائفية أو عصبية‪،‬‬

‫بل اجميع إخوة الدين والعقيدة‪( .‬امطري‪2009 ،‬م‪ )147 :‬اذن‪ ،‬فهذا نص‬
‫ريح عى أن امساواة تراعي التسامح والتعايش السلمي بيننا و غر امسلمن‪.‬‬
‫وبدون صحيح فهم امساواة‪ ،‬فا يمكن حقيق التسامح والتعايش السلمي ى‬

‫امجتمع التعددي‪.‬‬

‫فعى امستوى العلمي يبدو أنه من الصحيح فعا أن حفظ التسامح قد‬

‫طبقه القدماء مراعاة مصالح اأمة‪ ،‬عى سبيل امثال‪ :‬وقد فعل همعاوية هو‬
‫الذي سن اخرق الواضح للريعة اإسامية‪ ،‬فامعروف كا ي احديث أن‬

‫الكافر وامسلم ايتوارثان‪ ،‬لكن معاوية جعل امسلم يرث الكافر ا العكس‬
‫خافا للرع احنيف‪ ،‬وكانت دية الذمي مساوية لدية امسلم فخفضها معاوية‬

‫اى النصف مبدا به سنة النبي ‪r‬حينا كان يأخذ النصف ااخر لنفسه وا يضعه‬

‫ي بيت امال‪ ،‬وكذا رفض معاوية القصاص من واته الذين كانوا يقطعون‬
‫أيدي امسلمن بغيا و عدوانا (ريادي‪2009 ،‬م‪.)384-383 :‬‬

‫وقد يكون من امفيد هنا أن نشر اى أن حفظ التسامح ي اطارأقليات‬

‫امسلمن رخصة لتنفيذ اأحكام الرعية أهم يعيشون ي بلدان غر امسلمن‪،‬‬

‫ختلف عن تلك البلدان ذات أغلبية امسلمن‪،‬وذلك يدل عى نزول امثل اأعى‬

‫اى الواقع اأدنى‪ ،‬أن الريعة قد بنيت عى الساحة والرخصة‪ ،‬ولذا تتطلب‬
‫القواعد والضوابط اأصوليةلأقليات كا يى‪ :‬قواعد التيسر ورفع احرج‪،‬‬
‫وقواعد تغر الفتوى بتغر الزمان‪ ،‬و قواعد تنزيل احاجة منزلة الرورة‪،‬‬

‫وقواعد العرف‪ ،‬و قواعد النظر ي امائات‪ ،‬وقواعد قيام ماعات امسلمن‬

‫مقام القاى (بايح‪2009 ،‬م‪.)170 :‬‬

‫واحق أن الفكر التطري مضاد لاسام ي هذا ااطار اذ أن أدلة التسامح‬

‫من القران والسنة قد كثرت نصوصه راحة أو غرراحة‪ ،‬وذلك يدل عى أن‬
‫‪Qijis, Volume 5, Issue 2, August 2017‬‬

‫‪124‬‬

‫تأسيس مقاصد الريعة التقدمية لرد الفكر اإرهاي والتطري‬

‫حفظ التسامح ي الدين قطعي إنه راجع اى كليات الريعة‪ ،‬كا قال الشاطبي‪:‬‬

‫«والدليل عى ذلك أها راجعة اى كليات الريعة‪ ،‬وما كان كذلك فهوقطعي‪»،‬‬
‫(اجيزاي‪ ،‬د‪.‬ت‪)35 :‬وبا أن امقاصد من التسامح هي نر روح امحبة وامودة‬

‫بن الناس‪ ،‬فاهم بطبيعهم عادة ما ختلفون ي أمور شتى‪ ،‬فكل هذه امسائل‬
‫يتم من خاها امحافظةعى روري وهو التسامح‪ ،‬فالتسامح روري‪ ،‬أن‬
‫بقاءه بقاء اأمم كلهم‪ ،‬وفناءه فناء هم‪ ،‬للتنازع والقتاحتى إسفاك الدماء‪ ،‬وهذا‬
‫التسامح كان وسيلة حمل الكافة عى مقتى النظر الرعي و العقي ى وحدة‬

‫اأمة‪ ،‬ا عدوا وا حربا‪ ،‬فأما الفكر اإرهاي والتطري ولغة التكفر تطول‬

‫اجميع من دون إستئناء ي الزمن احار‪،‬هو يلتبس اجهاد‪،‬ولكن غر قواعد‬

‫اإسام‪ ،‬وبا يعارض تعاليمه السمحة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬نطاق دراستها الشاملة عى العقيدة‪ ،‬والفقه والتصوف‬
‫حتى يتسنى للقارئ اإحاطة بالريعة علا وعما‪ ،‬فا بد من توضيح‬

‫مفهومها‪ ،‬حيث يتضح هذا امبحث لذات صلة بامقاصد التقدمية‪ ،‬وقدعرف‬

‫القرطبي أن الريعة هى دين وضعه اه للعبد يتكون من اأحكام والنظام‪.‬‬

‫(القرطبي‪ ،‬د‪.‬ت‪:)163 :‬وقال ابن منظور (د‪.‬ت‪ :)163 :‬الريعة هى الدين‪،‬‬

‫والريعة عند مناع القطان (د‪.‬ت‪ : )54-53 :‬ما سن اه للعبد ما يتعلق‬
‫بالعقيدة والعبادة‪ ،‬واخلق وامعاملة‪،‬والريعة بمعنى الدين هي‪« :‬وضع اهي‬

‫سائق لذوى القول‪ ،‬باختيارهم امحمود‪ ،‬اى ماهو اخر بالذات هم‪( ».‬حنفي‪،‬‬

‫‪2005‬م‪.)347 :‬‬

‫وانطاقا من هذه التعريفات‪ ،‬فالريعة تطلق عى معنى واسع وهي‬

‫مطابقة للدين‪ ،‬هو دين اإسام الشامل عى العقيدة والفقه والتصوف‪ ،‬وقال‬

‫يوسف شاخت ان اأحكام الرعية هى مثيل الفكر اإسامي‪ ،‬ومظهر اأكثر‬

‫‪125‬‬

‫‪Qijis, Volume 5, Issue 2, August 2017‬‬

‫نووي‬

‫شيوعا من وجهة النظر العامية لإسام‪ ،‬وجوهر اإسام نفسه‪ ،‬وأماالفقهيظهر‬
‫منذ بداية اإسام‪،‬هو معرفة اأحكاماإهية امقدسة(شاخت‪1965 ،‬م‪.)1 :‬‬

‫ولذا أن مصطلح الريعة بمعنى اأحكام العملية دون ااعتقادات‬

‫والتصوف‪ ،‬هو الغالب لدى الفقهاء‪ ،‬ومن هنا شاع التقابل بينها‪ ،‬حسبا‬

‫يوصف اإسام بأنه عقيدة وريعة وأخاق‪ ،‬بمعنى أن الريعة غر العقيدة‬
‫واأخاق‪ ،‬مع أنه جد سندً ا له ي قوله تعاى‪( :‬لِ ُك ٍل َج َع ْلنَا ِم ْن ُك ْم ِ ْ‬
‫ر َع ًة‬
‫اجا)“ [امائدة‪]48 :‬‬
‫َو ِم ْن َه ً‬
‫والدين بمعنى اأحكام امروعة يعتر مصلحة للجاعة واأفراد‪ ،‬إن‬

‫الناس عموما لو تركوا وشأهم ى جلب امصالح ودفع امضار بينهم يستبدون‬

‫كلهم برأهم ويتبعون هواهم‪ ،‬مع أهم عرفوا من تباين اميول‪ ،‬واختاف‬
‫النزعات مع أهم يمكن أن يعيشوا فرادى بدون غرهم (حنفي‪2005،‬م‪:‬‬

‫‪.)348‬‬

‫والفكر اإرهابى منطق ايمت اى أي دين بصلة‪ ،‬ولسده الفكراإرهابى‪،‬‬

‫فان مقاصد الريعة تلزم أن تتضمن دراسة العقيدة‪ ،‬والتصوف‪ ،‬والعقيدة‬
‫ُ‬
‫الكال ا ُم ُ‬
‫طلق ي‬
‫تشكل اطمئنان القلوب ان كل شىء من عنده عز وجل‪ ،‬له‬
‫حص ثنا ًء عليك‪ ،‬أنت‬
‫كل يء؛ كان النبي ‪ -‬صى اه عليه وسلم ‪ -‬يقول‪« :‬ا ُأ ِ‬

‫راد لعذابه إن نزل‪ ،‬وا رافع له إن َ‬
‫حل‬
‫كا‬
‫َ‬
‫أثنيت عى نفسك»؛ رواه مسلم‪ .‬ا َ‬

‫ُ‬
‫قائم‬
‫سواه‪ ،‬خلق ما يشاء ويفعل ما ُيريد‪ ،‬ا ُيسأل عا يفعل‬
‫واخلق ُيسألون‪ٌ ،‬‬
‫ٍ‬
‫يعلمها‬
‫ميعا‪،‬‬
‫بنفسه ُم‬
‫وم ٌ‬
‫ستغن عن خلقه‪ُ ،‬‬
‫هيمن عليهم ً‬
‫ُ‬
‫مفاتيح الغيب عنده ا ُ‬
‫علمها حتى عن امائكة‪ ،‬فا يعلمون من سيموت غدً ا‪ ،‬أو ما‬
‫إا هو‪ ،‬وأخ َفى َ‬

‫سيحدث ي الكون قبل أن يكون‪ ،‬قال ابن القيم ‪ -‬رمه اه ‪« :-‬واه ُين ِزل العبدَ‬
‫ُ‬
‫حيث ُين ِز ُله العبدُ من نفسه‪ ،‬وإذا َ‬
‫من نفسه ُ‬
‫نفسه‬
‫عرف‬
‫امخلوق ر َبه اطمأ َنت إليه ُ‬
‫أعلم كان ُ‬
‫أصح وأقوى‪ ،‬وكان‬
‫توكله‬
‫َ‬
‫َ‬
‫وسكن إليه قل ُبه‪ ،‬ومن كان باه وصفاته َ‬
‫أخوف»‪.‬‬
‫منه َ‬

‫‪Qijis, Volume 5, Issue 2, August 2017‬‬

‫‪126‬‬

‫تأسيس مقاصد الريعة التقدمية لرد الفكر اإرهاي والتطري‬

‫ويرتبط هذا أن الفكراإرهابى صادر عن امرجعية اأيدولوجية اما‬

‫هدف سياي استخدام الدين من أجل السياسة حتى يبتعد عن تزكية النفس‪،‬‬

‫مع أن التزكية أصل أصيل وركن عظيم ى اإسام‪ ،‬وان امزكي جب أن يصبح‬

‫أفضل وأعدل من امزكي‪ ،‬وقد زكي النبي ‪ -‬صى اه عليه وسلم – أمته‪ ،‬واه‬
‫(وإِ َن َك‬
‫عز وجل زكي النبي ‪ -‬صى اه عليه وسلم – مصداق قوله تعاى‪َ :‬‬
‫يم ‪ :‬القلم ‪ ،) 4 :‬وذلك يشكل الناس التخلق اإهي‪ ، ،‬الذي‬
‫َل َعى ُخ ُل ٍق َع ِظ ٍ‬

‫يسبك التسامح ى ختلف اأديان‪ ،‬وامذاهب‪ ،‬والثقافات وغرها‪ ،‬حتى ينسد‬

‫الفكر التطري واإرهاي‪ ،‬وذلك من أهم مايساعد فهم امقاصد التقدمية فها‬

‫صحيحا‪.‬‬

‫وامطلوب راهنا‪ :‬ى مواجهة امتطرفن‪ ،‬علينا أن نحرر مضامن‬

‫امقاصدالرعية عى مدى اهتامها بالعنر اأخاقى واإعتقادي‪ ،‬ويكمل أبو‬
‫احسن اأشعري فيقول‪« :‬اختلف الناس بعد نبيهم ‪ -‬صى اه عليه وسلم – ى‬
‫أشياء كثرة‪ ،‬ضلل فيها بعضهم بعضا‪ ،‬وبرئ بعضهم من بعض‪ ،‬فصاروا فراقا‬

‫متباين‪ ،‬وأحزابا مشتتن‪ ،‬اا أن اإسام جمعهم ويشتمل عليهم‪(».‬اأشعري‪،‬‬
‫د‪.‬ت‪.)1-2 :‬‬

‫وهذا نص جدير بأن يضعه اإرهابييون نصب أعيوهم‪ ،‬وهم ينظرون‬

‫اى ما أصاب امسلمن ى يومنا هذا من فرقة واختاف‪ ،‬وذلك القول أسهم‬

‫بقوة ى حقن دماء امسلمن وصيانة أمواهم وأعراضهم‪ ،‬التى حرمها اإسام‬
‫بغر حق‪ ،‬كقوله ‪ -‬صى اه عليه وسلم – ي خطبة حجة الوادع‪َ ” :‬فإِ َن ِد َما َء ُك ْم‬
‫َو َأ ْم َوا َل ُك ْم َو َأ ْع َر َ‬
‫اض ُك ْم َب ْين َُك ْم َح َر ٌام َك ُح ْر َم ِة َي ْو ِم ُك ْم َه َذا‪ِ ،‬ي َش ْه ِر ُك ْم َه َذا‪ِ ،‬ي‬
‫َب َل ِد ُك ْم َه َذا“ (البخارى‪ ،‬د‪.‬ت‪.)67 :‬‬
‫فاإرهابيون ابد هم من أن يكونوا عى اطاع واسع‪ ،‬ونظر ثاقب‪،‬‬

‫بمقاصد الريعة حتى يتسنى هم الوقوف عى مراد الشارع احكيم وهو يعود‬

‫بالتيسر والتخفيف عى امكلفن‪ ،‬فحينئذ‪ ،‬مقاصد الريعة تتمحور حول حقيق‬
‫‪127‬‬

‫‪Qijis, Volume 5, Issue 2, August 2017‬‬

‫نووي‬

‫هدف واحد‪ ،‬وهو مصلحة العباد ى العاجل وااجل‪،‬وقال اإمام اجويني‪:‬‬

‫«ومن م يتفطن لوقوع امقاصد ي اأوامر والنواهي فليس عى بصرة ي وضع‬

‫الريعة‪( ».‬اجوينى‪ ،‬د‪.‬ت‪.)206 :‬‬

‫فان قال اإرهابيون‪ :‬يشكل عى القتال قوله تعاى‪َ (:‬فإِ َذا اِنْس َل َخ ْ َ‬
‫اأ ْش ُهر‬
‫َ‬
‫ُْ‬
‫اح ُرم َفا ْق ُت ُلوا ْ ُام ْ ِ‬
‫وه ْم َوا ْق ُعدُ وا َ ُه ْم‬
‫ر ُ‬
‫وه ْم َو ُخ ُذ ُ‬
‫ر ِكنَ َح ْي ُث َو َجدْ ُ ُم ُ‬
‫اح ُ ُ‬
‫وه ْم َو ْ‬
‫يلهم) (التوبة‪، )5 :‬‬
‫الص َاة َوآ َت ْوا َ‬
‫ُك ّل َم ْر َصد َفإِ ْن َتا ُبوا َو َأ َق ُاموا َ‬
‫الز َكاة َف َخ ُلوا َسبِ ْ‬
‫واجواب عن هذه ااية ااشكالية القائمة ى عقوهم عى النحو ااتى‪ :‬فأما‬
‫قوله تعاى‪َ ( :‬فإِ َذا اِنْس َل َخ ْ َ‬
‫اأ ْش ُهر ْ ُ‬
‫اح ُرم َفا ْق ُت ُلوا ْ ُام ْ ِ‬
‫وه ْم)‬
‫ر ِكنَ َح ْي ُث َو َجدْ ُ ُم ُ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ام َ‬
‫(وإِ ْن َأ َحدٌ ِم َن ْ ُام ْ ِ‬
‫اهِ ُث َم‬
‫ار َك َفأ ِج ْر ُه َح َتى َي ْس َم َع َك َ‬
‫فلحاقها‪َ :‬‬
‫است ََج َ‬
‫ر ِكنَ ْ‬
‫َأ ْب ِلغْ ُه َم ْأ َمن َُه َذلِ َك بِ َأ َ ُه ْم َق ْو ٌم ا َي ْع َل ُم َ‬
‫ون) (التوبة‪ ،)6 :‬فلو كانت غاية القتال هى‬
‫الكفر حرا دون غره‪ ،‬لتناقض ذلك مع احكم باجارة امرك (أبو عاى‪،‬‬

‫‪2014‬م‪.)97-96 :‬‬

‫وما هو جدير بالذكر أن احروب اإسامية ها دساتر سبق ها‬

‫امسلمون اأوائل العام احديث‪ ،‬واتزال وصايا رسول اه عليه ‪ -‬صى اه‬
‫اغ ُزوا بِ ْس ِم َ‬
‫اهِ َو ِي َسبِيلِ َ‬
‫اهِ َو َقاتِ ُلوا َم ْن َك َف َر بِ َ‬
‫عليه وسلم « ْ‬
‫اهِ ‪ْ ،‬‬
‫اغ ُزوا َوا‬
‫يت َعدُ َو َك ِم َن‬
‫ْت َل ِق َ‬
‫تَغْ دُ ُروا َوا تَغْ ُلوا َوا ُ َم ِث ُلوا َوا َت ْق ُت ُلوا َولِيدً ا ‪َ ،‬وإِ َذا َأن َ‬
‫ر ِكنَ َفا ْد ُع ُه ْم إِ َى َأ َح ِد َث ِ‬
‫ال َو ِخ َص ٍ‬
‫اث ِخ ٍ‬
‫ْ ُام ْ ِ‬
‫ال ‪َ ،‬ف َأ َيت َُه َن َما َأ َجا ُبوا إِ َل ْي َها َفا ْق َب ْل‬
‫ف َع ْن ُه ْم إِ َل ْي ِه َن ‪ُ ،‬ث َم ا ْد ُع ُه ْم إِ َى َدا ِر ْ ُام َه ِ‬
‫ِم ْن ُه ْم َو ُك َ‬
‫ر ُه ْم إِ ْن ُه ْم َف َع ُلوا‬
‫اج ِر َ‬
‫ين َو َأ ْخ ِ ْ‬
‫َأ َن َ ُه ْم َما لِ ْل ُم َه ِ‬
‫ين َو َأ َن َع َل ْي ِه ْم َما َع َى ْ ُام َه ِ‬
‫ين“ (مسلم‪ ،‬د‪.‬ت‪،)1731 :‬‬
‫اج ِر َ‬
‫اج ِر َ‬
‫وعليه يمكن القول‪:‬فالريعة اإسامية تطلب من أتباعها أن يكون التعايش‬
‫السلمى والعاقة بينهم وبن غرهم كعاقة امسلمن بعضهم ببعض‪.‬‬

‫ومن الغلو ى ميدان الفقه رأى من أنكر مذاهب أهل السنة واجاعة‪،‬‬

‫وقال‪ :‬من اتبع مذهبا من امذاهب ااربعة يستتاب‪ ،‬فان تاب فبها‪ ،‬واا‬

‫قتل(حسن‪2014 ،‬م‪ ،)188 :‬وهذا الرأي يشكل ااطار الكبر‪ ،‬امؤثر اى بذور‬
‫‪Qijis, Volume 5, Issue 2, August 2017‬‬

‫‪128‬‬

‫تأسيس مقاصد الريعة التقدمية لرد الفكر اإرهاي والتطري‬

‫التطرف واإرهاب‪ ،‬اذن حديات وخاطر امتطرفن من كل جانب‪ ،‬وابد له من‬
‫أن جاهد بامقاصد الرعية اجديدة عى حدود الوسطية‪.‬والوسطية‪ :‬هي منهج‬

‫النبي صى اه عليه وسلم‪ ،‬قال ابن القيم‪« :‬هى ال َنبي صى اه عليه وسلم عن‬
‫التشديد ي الدين بالزيادة عى امروع‪ ،‬وأخر صى اه عليه وسلم َ‬
‫أن تشديد‬
‫العبد‪ ،‬عى نفسه هو السبب لتشديد اه عليه إما بالقدر وإما بالرع‪ .‬فالتشديد‬

‫بالرع‪ :‬كا ُيشدِ د عى نفسه بالنذر الثقيل‪ ،‬ف َيلزَ مه الوفاءبه‪ ،‬وبالقدر كفعل أهل‬

‫الوسواس‪ .‬فإهم شدَ دوا عى أنفسهم فشدَ د عليهم القدر‪ ،‬حتى استحكم ذلك‪،‬‬
‫وصار صف ًة ازم ًة هم» (ابن القيم‪ ،‬د‪.‬ت‪)132 :‬‬

‫ولقد كان اجهل سببا رئيسيا من أسباب اإرهاب‪ ،‬وهو من حيث‬

‫منظور العقيدة اإسامية ليس بأكمل اايان‪ ،‬بل بالعكس‪ ،‬ولذا رح‬
‫حمد الساك (‪2014‬م‪« :)141 :‬واايان عند اإرهابين درجات‪ ،‬كا كان‬

‫عدد ضحايا العمل اإرهاي أكثر‪ ،‬يعتقد اإرهاي أنه سيكون ي منزلة أفضل‬

‫عنداه‪...‬وأن موقعه ى اجنة سيكون أعى وأسمى‪ ».‬وهذ القول باطل عن‬

‫احق‪ ،‬كا قال اأمدي (د‪.‬ت‪« : )79 :‬اعلم أنه ا حاكم سوى اه تعاى‪ ،‬وا‬

‫حكم إا ما حكم به‪ ».‬بل هو يكون وسيلة لتسويغ اعتقاداهم امتوحشة‪ ،‬ومكن‬

‫معاجتها بتوضيح الصحيح من العقيدة احنيفة‪ ،‬لتقويم سلوكهم امعوج‪ ،‬ولكن‬

‫اعتقاداهم ختلفة ماما‪ ،‬عصية عى امعاجة‪.‬‬

‫ومن باب إحقاق احق ينبغى تقرير أن أراء العلاء امتقدمن حول امنهج‬

‫اإعتقادي متوسطة‪ ،‬وى كتب العقائد نصوص عديدة تؤكد هذا امعنى‪ ،‬ومنها‪:‬‬

‫قول أي حنيفة (‪1971‬م‪« :)155 :‬انكفر مسلا بذنب من الذنوب وإن كانت‬

‫كبرة إذا لو يستحلها‪ ،‬واتزيل عنه اسم اايان‪ ،‬ونسميه مؤمنا حقيقة‪ ،‬وجوز‬

‫أن يكون امؤمن فاسقا غر كافر‪».‬وقول أمد بن حنبل‪« :‬من مات من أهل‬
‫القبلة موحدا يصى عليه ويستغفر له‪ ،‬واترك الصاة عليه لذنب أذنبه صغرا‬

‫كان أو كبرا‪ ،‬وأمره إى اه عز وجل‪(».‬الكائ‪ ،‬د‪.‬ت‪.)164 :‬‬
‫‪129‬‬

‫‪Qijis, Volume 5, Issue 2, August 2017‬‬

‫نووي‬

‫وليس من امبالغة قولنا ان الفكراإرهابى جسد ى الغلو‬

‫اإعتقادي‪،‬والغلو الكي اإعتقادي أشد خطرا‪ ،‬وأعظم ررا من الغلو‬
‫العمي‪ ،‬إن ذيوله تؤدي اى الشقاق واانشقاق‪ ،‬الذي يظهر للفراق واجاعات‬

‫اخارجة عن دين اإسام نفسه ‪ ،‬كغلو اخوارج والشيعة‪( ،‬الصاي‪2013،‬م‪:‬‬

‫‪( )50‬وامراد بالغلو الكي اإعتقادي‪ :‬هو ما كان متعلقا بكليات الريعة‬
‫وأمهات مسائلها‪ ،‬والغلو حقيقة حركة ى اجاه اإسام‪ ،‬لكنها متجاوزة اى‬
‫حد الرع احنيف‪.‬‬

‫وذلك هو الغلو اإعتقادي‪ ،‬وربنا أمثلة قليلة لتوضيحه وهو موضوع‬

‫طويل‪ ،‬وهناك أمثلة كثرة أكثر إثارة وأبعد خطورة‪ ،‬ولكن هذا القليل –‬
‫اشك‪ -‬قد أغنى عن الكثر‪ ،‬ومن بعض هذه اأمثلةنص عى الرواية الشيعة‪،‬‬

‫حوي بعض احق والكثر من اأباطيل‪ ،‬فمن احق الذى طابق الواقع التارخي‬

‫قوهم أن أول من ابتدع مقاات الشيعة هو ابن سبأ‪ ،‬وهو أول من وضع سب‬
‫الصحابة والراءة منهم(العاطية‪2015 ،‬م‪.)227 :‬‬

‫وباإضافة اى امدخل الفقهى واإعتقادي‪ ،‬كانت مقاصد الريعة‬

‫تتطلب امدخل الصوي لصالح اأخاق وتزكية النفس‪ ،‬دفعا اى انفتاح الباب‬

‫عى اإفساد وسفك اماء‪،‬وما اشك فيه أن اإرهاب ناشيئ عن عدم تزكية‬
‫النفس‪ ،‬ورأى الغزاي(د‪.‬ت‪ :)16 :‬أن الصوفية هم السالكون لطريق اه تعاى‬

‫خاصة وأن سرهم أحسن السر‪ ،‬وطريقتهم أصوب الطرق‪ ،‬وأخاقهم أزكى‬
‫ٌ‬
‫اأخاق‪ ،‬وذلك َ‬
‫مقتبسة من نور‬
‫أن حركاهم وسكناهم ي ظاهرهم وباطنهم‬
‫مشكاة النبوة‪ ،‬وليس وراء نور النبوة عى وجه اأرض نور يستضاء به‪.‬‬

‫واإرهابييون يتجاهلون مفهوم اأصولية امعتدلة بل يميلون اى أدجة‬

‫اإسام والسعي اى تفعيل الريعة ي واقع احياة ولو بالعنف‪ ،‬وعى هذا‬
‫حقاأن امسلمن مسئولون عن إنقاذ البرية ميعها‪ ،‬حتى لو تأججت اأحقاد‬
‫والعنريات ي صدور أعدائنا؛ فامسلمون م يبعثهم ُ‬
‫اه ليواجهوا حقدً ا بحقد‪،‬‬
‫‪Qijis, Volume 5, Issue 2, August 2017‬‬

‫‪130‬‬

‫تأسيس مقاصد الريعة التقدمية لرد الفكر اإرهاي والتطري‬

‫وا عنرية بعنرية‪ ،‬بل عليهم أن حافظوا عى راية العدل والتسامح والرمة‬
‫ِ‬
‫استفزازات أعدائهم‪ ،‬التي يرومون من خاها‬
‫مع اإنسانية‪ ،‬وأا خضعوا‬

‫إى زحزحتهم عن مبادئهم(عويس‪2015،‬م‪ )1 :‬وذلك كا قال ابن عاشور‬

‫(‪ 1999‬م‪ ) 63 :‬إن امقصد العام من التريع هو حفظ اأمة‪ ،‬وانا هو بالنسبة‬
‫أحاد اأمة وبالنسبة لعموم اأمة بأمة باأوى‪ ،‬فأصبح لكل من امقاصد جانب‬

‫خاص باأفراد وجانب خاص بعموم اأمة‪.‬‬

‫وإنه م يكتف اإسام بمجرد اأمر بالر والعدل واإنصاف واإقرار‬

‫بحقوق امواطنة‪ ،‬وإنا تم تطبيق ذلك عمليا من خال تلك الوثائق والعهود‬
‫ٍ‬
‫حمد ‪-‬صى اه عليه وسلم‪ ، -‬والتزم ها اخلفاء الراشدون‬
‫التي بينها النبي‬
‫وطبقها امسلمون عى مر التاريخ من خال تعايشهم مع غرهم من امواطنن‬

‫من غر امسلمن‪( ،‬عفيفى‪2015 ،‬م‪ )277 :‬ويسلك ى ذلك مسلكا يفعله‬

‫العلاء من بعدهم ى هج واسطي‪ ،‬وهم أهل السنة واجاعة‪.‬وقد توسع ابن‬
‫عاشور ي رح النظرة ااسامية حرية التفكر وااعتقاد والتعبر والعمل‬

‫بوصفها جزءا من مقاصد الريعة نفسها (عودة‪2012،‬م‪.)26 :‬‬

‫وامقاصد هذا النوع هى التي تلحظ ي ميع أحوال التريع أو معظمها‪،‬‬

‫حيث ا ختص ماحظتها ي نوع خاص من اأحكام الرعية‪ ،‬بل حتوي عى‬
‫امبادئ العامة وحكمة التريع‪ ،‬فحينئذ‪ ،‬التطري ا مساغ لاجتهاد والفكر فيا‬

‫فيه نص متضمن للتسامح‪ ،‬وا شك ى أن هذه امقاصد ترشح معنى ااجتهاد‬
‫من أجل وضع ااحكام امناسبة لكل حال‪ ،‬مثل نادج لطرائق ااجتهاد ي غزو‬

‫الفكر اإرهاي‪.‬‬

‫ولعله من الصحيح فعا‪ ،‬نقول أن هذه امقاصد تتاحق عى منهج‬

‫غزاي حينا مزج الغزاي بن اأشعري والتصوف وبن النص والذوق‪ ،‬كا‬

‫كان الراع ي مدار تاريخ الفكر اإسامي يمثل كل اجوانب من ميع‬

‫العلوم‪ ،‬فعى سبيل امثال وقع الراع والتصادم بن النقل والعقل‪ ،‬والريعة‬
‫‪131‬‬

‫‪Qijis, Volume 5, Issue 2, August 2017‬‬

‫نووي‬

‫والسلوك‪ ،‬والظاهر والباطن‪ ،‬ومدرسة الرأي ومدرسة احديث وهلم جرا‪،‬‬
‫وهكذا يمكن امزج بن الفقه والتصوف والتوحيد ي اطار امقاصد الرعية‬

‫طبقا لسياق امجتمع التعددي فضا عن كون الفكراإرهابى والتطري بسات‬

‫اإسامدون أي توسط حقيقي بل بمدخل امقاصد الرعية‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬تقديم أولويات اأدلة الكلية عى اأدلة اجزئية‬

‫وبقى شيىء أخر مهم ي الواقع أن الفكراإرهابى جنح اي نحو العنف‬

‫كأداة لفرض امعتقدات حيث هدف للنظام السياي مستخدما ى الرموز‬

‫القرأنية للحصول عى طموحهم السياي فضا عن كون فكرهم الرئيي‬
‫ناسخا مجموع أيات الرمة والسلم والتسامح بأية السيف‪ ،‬و ربا كانت أيات‬

‫الرمة كلية وأية السيف جزئية وي الغالب أناجزئية مقدمة عى الكلية‪.‬‬

‫ولذا نود أن نحلل هذه القضية ي رؤية امقاصد الرعيةالتقدمية‪ ،‬وهى‬

‫أن تتضافر نصوص رعية كثرة با فيها القرآنية واحديثية عى حصول معنى‬

‫تقديم أولويات اأدلة الكلية عى اأدلة اجزئية‪ ،‬ومنها بيان أن الدين ير‪ ،‬كا‬

‫ترح النصوص برفع احرج‪ ،‬كاشفة أن هذا هو مراد اه عز وجل باأمة‪ ،‬من‬
‫ذلك قوله تعاى‪ُ ( :‬ي ِريدُ َ ُ‬
‫ر{ [البقرة‪- 183 :‬‬
‫اه بِ ُك ُم ا ْل ُي ْ َ‬
‫ر َو َا ُي ِريدُ بِ ُك ُم ا ْل ُع ْ َ‬
‫ين ِم ْن َح َر ٍج(اجج‪ُ ،)78 :‬ي ِريدُ َ ُ‬
‫اه َأن ُ َخ ِف َ‬
‫‪َ (.185‬و َما َج َع َل َع َل ْي ُك ْم ِي الدِ ِ‬
‫ف‬
‫َع ُ‬
‫نك ْم َو ُخ ِلقَ اإنسان َض ِعي ًفا (النساء‪.)28 :‬‬

‫وهذا ايعنى – أيضا‪ -‬التفريط والتساهل والتهاون ى اإسام‪ ،‬بل‬

‫ان قضيته منهج متكامل‪ ،‬وليست تتعلق بجرئية أو جزئيات كا يتصور بعض‬
‫الناس‪ ،‬وهذا ايمكن ادراك حقيقة الوسطية اا بفهم سمة الير والتوسعة‬

‫ورفع احرج‪ ،‬وهذا اأمر يندرج ى منهج الوسطية(الصاي‪2013 :142 ،‬م)‬

‫كا أن اه سبحانه وتعاى‪ ،‬امتصف بالرمة واحكمة‪ ،‬وأن ريعته إنا جاءت‬

‫رمة للعباد وخفيفا عليهم وأجل مصلحتهم‪ ،‬وتقديم حفظ مقاصدها الكلية‬
‫‪Qijis, Volume 5, Issue 2, August 2017‬‬

‫‪132‬‬

‫تأسيس مقاصد الريعة التقدمية لرد الفكر اإرهاي والتطري‬

‫من جانب العدم عى جانب الوجود‪ ،‬فيه مشقة واقعة

Dokumen yang terkait

Analisis Komparasi Internet Financial Local Government Reporting Pada Website Resmi Kabupaten dan Kota di Jawa Timur The Comparison Analysis of Internet Financial Local Government Reporting on Official Website of Regency and City in East Java

19 819 7

Analisis Komposisi Struktur Modal Pada PT Bank Syariah Mandiri (The Analysis of Capital Structure Composition at PT Bank Syariah Mandiri)

23 288 6

PEMAKNAAN BERITA PERKEMBANGAN KOMODITI BERJANGKA PADA PROGRAM ACARA KABAR PASAR DI TV ONE (Analisis Resepsi Pada Karyawan PT Victory International Futures Malang)

18 209 45

Improving the Eighth Year Students' Tense Achievement and Active Participation by Giving Positive Reinforcement at SMPN 1 Silo in the 2013/2014 Academic Year

7 202 3

An Analysis of illocutionary acts in Sherlock Holmes movie

27 148 96

Improping student's reading comprehension of descriptive text through textual teaching and learning (CTL)

8 140 133

Teaching speaking through the role play (an experiment study at the second grade of MTS al-Sa'adah Pd. Aren)

6 122 55

Enriching students vocabulary by using word cards ( a classroom action research at second grade of marketing program class XI.2 SMK Nusantara, Ciputat South Tangerang

12 142 101

The Effectiveness of Computer-Assisted Language Learning in Teaching Past Tense to the Tenth Grade Students of SMAN 5 Tangerang Selatan

4 116 138

Analysis On Students'Structure Competence In Complex Sentences : A Case Study at 2nd Year class of SMU TRIGUNA

8 98 53