bahats fi islami muawiyah

‫حسن بن فرحان المالكي‬

‫بحث في إسلما معاوية بن‬
‫أبي سفيان‬
‫دراسة حقيقة إسسلما معاويسة بسن أبسسي سسفيان وهسل أسسلم‬
‫طائعا ا أما مكرهاا؟ً صادقا ا أما منافقاا؟ً‬
‫من القرآن الكريم والسنة النبوية وآثسسار الصسحابة والتسابعين‬
‫وجملة من أقوال العلماء قديما ا وحديثاا‪ً.‬‬
‫الطبعة الولى‬

‫محتويات الكتاب‪:‬‬
‫تمهيد‪ً.ً.‬‬
‫نبذة كاشفة عن معاوية وسيرته‪ً.ً.‬‬
‫حاضنات قرآنية‪ ً.ً.‬من عدة سور‪ً.ً.‬‬
‫إسلما معاوية عند السلفية العتيقة‪ً.ً.‬‬
‫أول ا ‪ :‬أقوال عمار بن ياسر في حقيقة إسلما معاوية‬
‫رأي عمار بن ياسر في إسلما معاوية هو رأي ثمانين بدريا ا ‪ً.ً.‬‬
‫ثانيا ا ‪ :‬قول سعيد بن زيد في إسلما معاوية‪ً.‬‬

‫ثالثاا‪ :‬قول عبد الله بن عمر في إسلما معاوية‪ً.‬‬
‫رابعاا‪ :‬أقوال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب في إسلما‬

‫معاوية‪ً.‬‬
‫خامساا‪ :‬أقوال الحسن بن علي في إسلما معاوية‪ً.‬‬
‫سادساا‪ :‬أقوال الحسين بن علي في إسلما معاوية‪ً.‬‬
‫سابعاا‪ :‬قول أبي أيوب النصاري في إسلما معاوية‪ً.‬‬
‫ثامناا‪ :‬قول قيس بن سعد بن عبادة النصاري‬
‫تاسعاا‪ :‬قول عبد الله بن عباس في إسلما معاوية‪ً.‬‬
‫عاشراا‪ :‬قول عبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعي‬
‫ومن التابعين‪:‬‬
‫‪-‬‬

‫قول محمد بن أبي بكر في إسلما معاوية‪ً.‬‬

‫‪-‬‬

‫قول محمد بن الحنفية في إسلما معاوية‪ً.‬‬

‫الخلصة العامة في إسلما معاوية‪ً.ً.‬‬
‫مسألة الحرج من القول بنفاقه‪ً.ً.‬‬
‫موقف النبي )ص( من عقيدة الصحابة في أبي سفيان‪ً.ً.‬‬
‫لماذا لم يشتهر نفاق معاوية؟ً‬

‫الخلصة الخيرة‬
‫الملحق والزيادات‪:‬‬
‫‪ -1‬الدلئل الخارجية على نفاق معاوية‪ ً.ً.‬من أفعاله وأقواله‪ً.ً.‬‬
‫‪ -2‬مواقف معاوية وبني أمية من النبي )ص( وسائر‬
‫المقدسات‪ً.ً.‬‬
‫تفصيلت في بعض الدلئل الخارجية‪ً.ً.‬‬
‫‪ -3‬دفنا ا دفناا‪ً.ً.‬‬
‫‪ -4‬فاصبروا حتى تلقوه!‬

‫‪ -5‬التعيير بصحبة النبي )ص(‪ً.ً.‬‬
‫‪ -6‬زيادات مختارة ‪ً.ً.‬‬
‫‪ -7‬دين الطاعة‪ً.ً.‬‬
‫‪ -8‬الشجرة الملعونة وقول اللوسي‪ً.ً.‬‬
‫‪ -9‬معالم دين بني أمية ‪ ً.ً.‬لو كتب له النجاح‪ً.ً.‬‬
‫الختم على أعناق الصحابة‪ً.ً.‬‬
‫‪-10‬‬
‫الخاتمة‪ً.ً.‬‬

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫الحمد لله جاعسسل الظلمسسات والنسسور‪ ،‬ليبلونسسا فيمسسا آتانسسا مسسن‬

‫النعم‪ ،‬والصلة والسلما على النبي الكرما السسذي تسسرك أمتسسه‬
‫على المحجة البيضاء ليلها كنهارها‪ ،‬وحذر أمته من كل قائسسد‬
‫فتنسسة مبالغسسة فسسي التحسسذير واسسستكمال ا للحجسسة و وتحقيقسسا ا‬
‫للبتلء‪ ً.ً.‬أما بعد‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫فإن إسسسلما معاويسسة بسسن أبسسي سسسفيان ل نعنسسي بسسه السسسلما‬
‫العاما‪ ،‬الذين يتسع حتى للمنافقين والعراب‪ ،‬مسسن التظسساهر‬
‫بالسلما والنطسسق بالشسسهادتين اللسستين بهمسسا يعصسسم السسسلما‬
‫الدما والمال‪ ،‬وإنمسسا نعنسسي ذلسسك السسسلما السسذي يسسؤمن بنبسسوة‬
‫النبي )ص(‪ ،‬واليمان بنبوة النبي )ص( هي مفتسساح السسسلما‪،‬‬
‫لنه من آمسسن بسسالنبي )ص( فسسإنه يسسؤمن بسسالله واليسسوما الخسسر‬
‫والملئكة والواجبسسات والمنهيسسات‪ً.ً.‬السخ‪ ،‬بينمسا اليمسسان بسسالله‬
‫فقط أو باليوما الخر ل يستلزما اليمسسان بسسالنبي )ص( كأهسسل‬
‫ل‪ ،‬فإيمانهم ولي في هذا مبحث قد ل يكون مفيدا ا‬
‫الكتاب مث ا‬
‫أن أستعرض كل الحسساديث والروايسسات‪ ،‬وقبسسل ذلسسك اليسسات‬
‫الكريمة التي تتحدث عن كفار قريسش‪ ،‬إنمسا سأختصسر هنسا‪،‬‬
‫معظم هذا البحث تم إدارجه في بحث حديث الدبيلة‪ ،‬وهنا زيادات‬
‫مهمة‪ً.‬‬


‫‪1‬‬

‫وسأخصص هذا البحث في اليات الكريمة أول ا التي تخبرنسسا‬
‫بأن الذين كفروا لن يؤمنوا‪ ،‬ومسسن هسسم هسسؤلء السسذين كفسسروا‬
‫الذين أخبر الله بأنهم لن يؤمنوا‪ ،‬وهسسذا يتعلسسق بمسسدى إيمسسان‬
‫المؤمنين بأن الله يعلم الغيب‪ ً.ً.‬وهذه عقيدة يجب تقديمها‬
‫علسسى مسسسألة أن النسسبي)ص( اسسستكتب معاويسسة أو أن عمسسر‬
‫استعمله أو أن أحمسسد بسسن حنبسسل أثنسسى عليسسه‪ ً.ً.‬فسسالنبي )ص(‬
‫يعامسسل النسساس حسسسب مسسا يظهسسرون ولسسو كسسان يعلسسم أنهسسم‬
‫منافقون‪ ،‬وأما عمر فليس معصوما ا في تولية المريب‪ ،‬فقد‬
‫استعمل النسسبي )ص( ‪ -‬وهسسو أفضسسل مسسن عمسسر – الوليسسد بسسن‬
‫عقبة علسسى صسسدقات بنسسي المصسسطلق فخسسان وغسسدر وفسسسق‬
‫وكذب وأنزل الله فيه ) إن جاءكم فاسق بنبأ فتبيوا(‪ ً.ً.‬وأمسسا‬
‫أحمد بن حنبل أو أبو الربيسسع الحلسسبي أو ابسسن تيميسسة فليسسست‬
‫آراؤهم أولى بالخذ من آراء علي وعمار وأبي ذر وعبادة بن‬
‫الصامت وأبي ذر الغفاري وأمثالهم ممن يتهمسسون معاويسسة‪،‬‬
‫بل عمار بن ياسر وحده أولى من جميع هؤلء‪ً.ً.‬‬
‫وسنتوسع في مسسا ورد علسسى لسسسان علسسي وعمسسار بسسن ياسسسر‬
‫ومحمد بن الحنفية وأمثالهم من السلف الصالح‪ ً.ً.‬وسسسأترك‬
‫تلسسك الروايسسات السسسلفية ) البدريسسة والرضسسوانية( فسسي ذما‬

‫معاوية‪ ،‬وأقتصر فقط على وما ورد عنهم من ) أن معاويسسة‬
‫لم يسلم أصل ا(‪ ،‬فل يدخل في هذا موته علسسى غيسسر السسسلما‬
‫مثل ا لن الرجل قد يسلم ثم ينسسافق أو يرتسسد‪ ً.ً.‬إنمسسا سسسيكون‬
‫البحث في حقيقة إسلمه‪ ،‬هل أسلم صادقا ا أما أنه استسلم‬
‫فقط حتى وجد على الحق أعوانسساا‪ ،‬وهسسذا السسرأي الخيسسر هسسو‬
‫رأي السلفية العتيقة‪ ،‬وهو غريب عند السلفية المحدثسسة بسسل‬
‫مسسستنكر‪ ً.ً.‬ولسسو تأكسسدت السسسلفية المحدثسسة مسسن صسسحة هسسذه‬
‫دعون أهل بسسدر مسسن أجسسل معاويسسة‪ ،‬وهسسم قسسد‬
‫القوال فقد يب د‬
‫فعلوا أكثر من ذلك‪ ،‬فأحالوا ذما النبي )ص( لمعاوية إلى ذما‬
‫للنبي وتبرئة لمعاوية! كمسسا فسسي تعليلهسسم لحسسديث ) ل أشسسبع‬
‫الله بطنه( فهم حكموا بأن معاوية غير مسسستحق وأن النسسبي‬
‫)ص( قد أخطسسأ عنسسدما ذما غيسسر مسسستحق‪ ،‬وأن دعسسوة النسسبي‬
‫)ص( عليه ستتحول إلى أجر لمعاوية لنه غير مستحق ولن‬
‫النبي )ص( قال )‪ -‬كما في صحيح مسلم‪ ) -‬إنما أنا بشسسر ‪،‬‬
‫ب كمسا يغضسسب البشسسر ‪،‬‬
‫ضسس ب‬
‫أرضى كمسا يررضسسى البشسسر ‪ ،‬وأغ ر ض‬

‫ت عليه من أمتي بدعوة ليس لهسسا بأهسسل ‪ ،‬أن‬

‫فأييما أحد دعو ب‬
‫تجعلها له طهسسورا وزكسساة ‪ ،‬وبقربسسة تقرربسسه بهسسا يسسوما القيامسسة(‬
‫فالسلفية العتيقة كالصسسحابة والنسسسائي كسسانوا يسسذكرون هسسذا‬
‫الحديث في ذما معاوية‪ ،‬لكن السلفية المحدثسسة حسسولته إلسسى‬
‫فضائل معاوية وأنه غير مستحق وأنه مأجور‪ ،‬مثلما حكمسست‬
‫بأنه مأجور على قتال علي ولعنه له على المنابر‪ ً.ً.‬يعني أنسسه‬
‫اجتهد فأخطأ وله أجسسر وذنبسسه مغفسسور‪ ،‬وكلمسسا زادت جرائمسسه‬
‫ومظالمه زاد أجره عند الله لن له بكل جريمسسة أجسسرا ا وفسسي‬
‫كل مظلمة اجتهسساداا‪ ً.ً.‬وهسسذا أثسسر مسسن آثسسار حسسب الظسسالمين‪،‬‬
‫فحب الظالمين خطير جدا ا وقد يطبع الله بسسه علسسى القلسسوب‬
‫والبصسسار‪ ،‬فل تعسسرف معروفسسا ا ول تنكسسر منكسسراا‪ ،‬ومسسن هنسسا‬
‫ضرورة تنبيه الناس إلى البراءة من الظالمين ومنابذتهم‪ً.‬‬
‫نبذة كاشفة عن معاوية وسيرته‪:‬‬
‫التفصيل في سيرة معاويسسة يطسسول ويخسسرج الكتسساب عسسن‬
‫الهدف المحدد من هسسذا الجسسزء المخصسسص فسسي )المنسساقب‬
‫والمثالب( ‪ ً.ً.‬لكن كان ل بد من السسستعراض السسسريع دون‬
‫كسسثير توثيسسق لطسسوار حيسساته والبيئسسة المحيطسسة بسسه لتلمسسس‬
‫التكوينات والمؤثرات الساسسسية فسسي شخصسسيته السستي قسسد‬
‫نستطيع أن نفسر بها بعض القضايا السستي استعصسست علسسى‬
‫التفسير عند كثير من المؤلفين والبسساحثين فسسي التاريسسخ ‪ً.ً.ً.‬‬

‫إذ أن البعسض يصسسعب عليسسه أن يجمسسع بيسسن أمريسسن يبسسدوان‬
‫متناقضين في شخصية مثل شخصية معاوية‪ً.‬‬
‫ولد معاوية قبل البعثة بخمس سسسنين وقيسل بسسبع وقيسسل‬
‫بثلث عشسسرة وقيسسل غيسسر ذلسسك‪ ً.ً.ً. 2‬وكسسذلك اختلفسسوا فسسي‬
‫عمره‪ ،‬فقيل مات وهو ابن ‪ 82‬سسسنة وقيسسل ‪ 78‬وقيسسل ‪86‬‬
‫وقيل غير ذلك‪ً.ً.‬‬
‫انظسسر ترجمتسسه فسسي الصسسابة لبسسن حجسسر وتهسسذيب لكمسسال للمسسزي‬
‫وغيرهما‪ ،‬والكتابان يرتبان السماء حسب الحروف ولهمسسا طبعسسات‬
‫مختلفة‪ ،‬فإذا أحلت على كتاب يرتب حسب الحروف ل أحيل للجزء‬
‫والصفحة لسهولة الوقوف على الترجمة‪ً.‬‬

‫‪2‬‬

‫فإذا أخذنا المتوسط من هذا كله وقلنا أن عمره كان) نحو‬
‫‪ 80‬سنة ( فيكسسون عمسسره يسسوما البعثسسة ) ‪ 7‬سسسنوات ‪23 +‬‬
‫للنبوة ‪ 30 +‬سنة للخلفة الراشسسدة ‪ 20 +‬سسسنة لسسسنوات‬
‫ملكه = كان المجموع )‪ 80‬سنة( ‪ً.ً.ً.‬‬
‫أما إن كان عمره يسسوما البعثسسة )‪ 5‬سسسنوات( فيكسسون عمسسره‬
‫يوما توفي )‪78‬سنة(‪ ،‬وإن كسسان عمسسره )‪ 86‬سسسنة( فيكسسون‬
‫عمره عاما البعثة )‪ 13‬عاماا(‪ ،‬والمتوسط بين أكثر ما قيسسل‬

‫له من عمسسر سسسنة البعثسسة )‪ 13‬عامسساا( وأصسسغر مسسا قيسسل )‪5‬‬
‫سسسنوات( يكسسون عمسسره سسسنة البعثسسة نحسسو )‪ 9‬سسسنوات أو‬
‫عشر(‪ً.ً.ً.‬‬
‫والخلصة هنا‪:‬‬
‫يجسسب أن نعسسرف أنسسه نشسسأ فسسي بيئسسة معاديسسة للنسسبي )ص(‬
‫وللرسسسالة ‪ ً.ً.‬سسسواء مسسن ناحيسسة أبيسسه أبسسي سسسفيان )قائسسد‬
‫الحزاب( أو أمه هند بنت عتبة )آكلة كبد حمسسزة( أو عمتسسه‬
‫أما جميل )حالة الحطب( أو من يكبره من أخوته كحنظلسسة‬
‫وعمسسرو ) كانسسا أكسسبر مسسن معاويسسة وماتسسا علسسى الشسسرك( أو‬
‫أخواله كالوليد )المقتول ببدر( أو جده من جهة أمه )عتبسسة‬
‫بن ربيعة المقتسسول ببسسدر( أو أخسسو جسسده )شسسيبة بسسن ربيعسسة‬
‫المقتول ببدر أيضاا(‪ ً.ً.ً.ً.‬المقصود أنسسك حيسسث اتجهسست تجسسد‬
‫المحيطين بهذا الغلما اليافع هم مسسن أشسسد قريسسش عسسداوة‬
‫للرسالة وصاحبها عليه أفضل الصلة والسسسلما‪ ،‬هسسذا ل بسسد‬
‫أن يكسسون لسسه أثسسره علسسى نفسسسية هسسذا الغلما‪ ،‬هسسذا الجسسو‬
‫المشسسحون بالعسسداء للنسسبي )ص( والسسوحي والرسسسالة ثسسم‬
‫بالعداء لقبيلة هذا النبي )ص( كان هذا الجو هو السسذي نشسسأ‬
‫فيه معاوية ول بد أن يترك أثره البليغ فيه‪ ،‬ول يتخلص مسسن‬
‫هذه الثار إل من امتلك قسسوة إيمانيسسة كسسبرى ل نجسسدها فسسي‬
‫سيرة معاوية‪ً.‬‬


‫وقسسد ذكسسر أهسسل السسسير والتواريسسخ أن المشسسركين كسسانوا‬
‫يسسسلطون الصسسبيان علسسى النسسبي )ص( لذيتسسه‪ ،‬والصسسبيان‬
‫يسهل العتذار عن أعمالهم أو عسسدما اللتفسسات إليهسسا أصسسل ا‬
‫لمجرد أنهم )صبيان أو أطفال(‪ ،‬بل من الطبيعي أن يندفع‬
‫– تلقائياا‪) -‬الطفال والغلمان( الذين يتربون في مثل هذه‬
‫الجواء المشحونة بالعداء ضد النبي )ص( من الطبيعي أن‬
‫يندفعوا في إلحاق الذى المعنوي أو المادي ضد الشسسخص‬
‫الذي يسسسمعون مسسن ذويهسسم بسسأنه )سسساحر‪ ،‬كسسذاب‪ ،‬شسساعر‪،‬‬
‫كاهن‪ ،‬مجنون‪ً.ً.ً.‬الخ( فكيف إذا كان الكبار من كفار قريش‬
‫يحرضون أبناءهم على هذا الذى؟ً!‪ً.‬‬
‫من الطبيعي جدا ا أن يكون معاويسسة مسسن هسسؤلء الصسسبية‬
‫الذين كانوا – بتحريض من ذويهم‪ -‬يقومون بمهمسسة )الذى(‬
‫كحمل القاذروات للقائها فسسي طريسسق النسسبي )ص( أو عنسسد‬
‫بيته وربما للقائهسسا علسسى جسسسده الشسسريف وهسسو يصسسلي أو‬
‫يدعو ربه ‪ ً.ً.ً.‬لن بيت معاوية هسسو مسسن أشسسد السسبيوت عسسداء‬
‫للنبي )ص( ‪ ً.ً.ً.‬فهو إن حضر مجلس الرجال وجد فيه أبسساه‬
‫أبا سفيان وجده عتبة وخاله الوليد بن عتبسسة ‪ ً.ً.ً.‬وإن ذهسسب‬
‫لمجلس النساء كان فيهن هند بنت عتبة وأما جميل حمالسسة‬
‫الحطسسب‪ ً.ً.ً.‬وأمثسسال هسسؤلء وهسسؤلء‪ ً.ً.‬وإن حضسسر مجلسسسا ا‬

‫مشتركا ا اجتمع هذا الشر والعداء كله‪ً.ً.‬‬
‫إذن فمعاوية سواء من سن الخامسة أو السسسابعة أو‬
‫نحوهما من عمره كان قسد نشسأ علسى معساداة النسبي )ص(‬
‫ورسالته ‪ً.‬‬
‫ثم نعلم أن النبي )ص( قد لبث في مكة ثلثة عشسسر عامسسا ا‬
‫يدعو قريشا ا إلى اليمسسان بسسالله ومكسسارما الخلق واجتنسساب‬

‫كبائر الذنوب مسسن ظلسسم وكسسذب وغيسسر ذلسسك )هسسذا وأمثسساله‬
‫موجود في السور المكية(‪ً.3‬‬
‫وعلى هذا يكون قد مر على معاوية أحداث الفترة المكيسسة‬
‫من الدعوة الجهرية إلى تعذيب أصسسحاب النسسبي )ص( مسسن‬
‫المستضعفين إلى هجرة الحبشة إلى حصسار الشسسعب إلسى‬
‫غير ذلك‪ ً.ً.ً.‬وكانت قريسسش يومهسسا مسسن حيسسث العسسداوة ثلث‬
‫مسستويات‪ ،‬فطسرف مبسسالغ فسي الخصسومة متطسرف فيهسسا‪،‬‬
‫وآخر معتدل فسسي الخصسسومة‪ ،‬وطسسرف ثسسالث كسسان – رغسسم‬
‫بقسسائه علسسى الشسسرك‪ -‬إل أنسسه كسسان ينافسسح عسسن النسسبي )ص(‬
‫وأصحابه ‪ً.ً.‬‬
‫وكان معاوية من الطرف المتشدد ضد النبسسوة تبعسسا ا لبيسسه‬
‫وأمسسه وأعمسسامه‪ ً.ً.ً.‬ولسسم يكسسن فسسي الطسسرف المعتسسدل مسسن‬
‫قريش كمطعم بن عسسدي وأبسسي البخسستري ول فسسي الطسسرف‬

‫المنافح كبني هاشم والمطلب‪ً.ً.ً.‬‬
‫وكسسون معاويسسة وأهسسل بيتسسه كسسانوا طرفسسا ا فسسي الخصسسومة‬
‫الشديدة طيلة العهد المكسسي والمسسدني لبسسد أن يسسترك هسسذا‬
‫أثره على معاوية ل سيما وأنه لم يحسن إسلمه‪ ،‬فقد كان‬
‫من المؤلفة قلسسوبهم ومسسن الطلقسساء ومسسن المعسستزلين يسسوما‬
‫حنين ومن المتأخرين في إجابة النبي )ص( إذا طلبسسه فسسي‬
‫أمر‪ ،‬ثم كان بعد النبي )ص( – وخاصة من عهد عثمان إلى‬
‫وفاته ‪ -‬ممن تسسولى تنقسسص النسسبي )ص( وحسسرب أهسسل بيتسسه‬
‫وقتالهم ولعنهم على المنابر وتتبع أنصارهم وأنصسسار النسسبي‬
‫)ص( بما أمكنه من قتل أو تشنيع أو سب أو أمر بسسالبراءة‬
‫أي ليس المر كما يشسسيع بعسسض النسساس مسسن الحنابلسسة والوهابيسسة‬
‫وغيرهم من أن دعوة النبي )ص( فسسي مكسسة كسسانت مقتصسسرة فقسسط‬
‫على النطق بالشهادتين ونبذ الشرك‪ ً.ً.ً.‬فهذه السور المكية – وهي‬
‫أغلب القرآن الكريم‪ -‬فيها الكثير مسسن الوامسسر والنسسواهي المتعلقسسة‬
‫بالخلق والواجبات والمحرمات ‪ً.ً.ً.‬‬
‫‪3‬‬

‫من الماما علي أو قطع الفيء أو نحسو ذلسك مسن المظسالم‬
‫التي ستأتي مفصلة في الجزء الثاني‪ ً.ً.‬فمعاوية لم يحسن‬
‫إسلمه كما هو حال بعسسض المتسسأخرين فسسي السسسلما‪ ً.ً.‬هسسذا‬
‫إضافة إلى ما ارتكبه من أمور أخرى ستأتي تفصيل ا ‪ً.ً.ً.‬‬
‫هنسساك )‪ (40‬كسسبيرة علسسى القسسل مسسن أصسسل )‪ (70‬كسسبيرة‬
‫ارتكبهسسا معاويسسة ومرويسسة فسسي كتسسب أهسسل السسسنة بأسسسانيد‬
‫صحيحة ‪ ً.ً.‬التي لو ارتكبها غيره لكان المر في ذمه محسسل‬
‫إجماع‪ ،‬لكن السلطة لها أثرها على النساس‪ ،‬فسالمر السذي‬
‫أدى إلى تحسين صورته هو كونه )حكم الدولة( السسسلمية‬
‫واستطاع بما أوتسسي مسسن سسسلطة ودهسساء ومسسال وأعسسوان أن‬
‫يستخدما كل هذا في الدعاية لنفسه بأنه من خيار الصحابة‬
‫ومن خيار الملوك وأنه المهدي وأنه من أقارب النبي )ص(‬
‫‪ ً.ً.ً.‬كما يفعل كثير من الحكاما الظلمة عبر العصور ‪ً.ً.‬‬
‫هذه كانت إضاءة لمعاوية ومحيطه وسيرته والتفصيل فيها‬
‫يحتاج لبحوث‪ ،‬وهذا أول البحوث‪ ،‬أي ما يخص حقيقة إسلما‬
‫معاويسسسة‪ ،‬وكل بحسسسث دينسسسي أو حسسسديثي أو تسسساريخي ل يبسسسدأ‬
‫بالستضاءة بالقرآن الكريم فهو قاصر‪ ،‬وقد ل يهدي صسساحبه‬
‫إلى الحقيقة‪ ،‬لذلك سنبدأ باستعراض عدة آيات من القسسرآن‬
‫الكريم تتحدث عن أبسسي سسسفيان ومعاويسسة وأمثسسالهم‪ ،‬لننظسسر‬
‫هل تنبأ القرآن بمستقبلهم أما ل‪ ،‬وهل كسسان فسسي هسسذا التنبسسؤ‬
‫فائدة أما ل؟ً‪ً.‬‬
‫حاضنة قرآنية للسسسماح بسسالحكم علسسى إسسسلما معاويسسة وأبسسي‬
‫سفيان وأمثالهم بالسلب ‪:‬‬
‫ل يجسسد المسسسلمون – وخاصسسة التيسسار السسسلفي‪ -‬حرجسسا ا فسسي‬
‫الحكم على إسلما أبي سفيان ومعاوية وأمثالهما باليجسساب‪،‬‬
‫وإنمسسا يجسسدون حرجسسا ا شسسديدا ا فسسي الحكسسم علسسى إسسسلمهما‬
‫بالسلب‪ً.‬‬
‫ولجل تجاوز هسسذا الحسسرج نسسسرد هنسسا مجموعسسة مسسن اليسسات‬
‫القرآنية الكريمة التي تتيح لمن شسسك فسسي إسسسلما هسسؤلء أن‬
‫شكه في إسلمهم له أصل في كتاب الله فل حرج مسسن ذك‪،‬‬

‫وكذلك له أصل في الحاديث النبوية والثار الصحابة وأقوال‬
‫التابعين وعلماء الحديث والمسسؤرخين‪ ً.ً.‬فل ينحسسرج أحسسد مسسن‬
‫الحقيقسسة إذا علسسم صسسدقها‪ ،‬أمسسا إذا لسسم يعلسسم فنحسسن ل نسسدعو‬
‫للتقليد للقول بالجهل والتقليد‪ ،‬سواء من حكم بصحة إسلما‬
‫هؤلء تقليدا ا أو من حكم ببطلنه تقليداا‪ ،‬نحسسن نسسدعو للبحسسث‬
‫وأن يشكل كل باحث قناعته بنفسه‪ً.‬‬
‫فأنا ضسسد أي بسساحث يقسسول بكفسسر معاويسسة أو نفسساقه إذا كسسان‬
‫مقلداا‪ ،‬مثلما أنا ضد من يقول بصحة إسلمه إذا كان مقلداا‪،‬‬
‫فالبحث أو قراءة البحاث قبل الحكم واجب علمي‪ً.‬‬
‫إذن فاليات التي تخبرنا بأن كفار قريش لن يؤمنوا‪ ً.ً.‬فمسساذا‬
‫يعني هذا؟ً هل ذلك الحشد من اليات ل حقيقة له؟ً هسسل هسسو‬
‫توقع إلهي لسسم يصسسدق علسسى أرض الواقسسع؟ً نعسسوذ بسسالله مسسن‬
‫اعتقاد هذا العتقاد‪ ،‬أما أن التاريخ لسسم يسسستطع ترجمسسة هسسذه‬
‫اليات‪ ،‬ولم يجرؤ على ذكر دلئلها في الخارج؟ً ‪ ً.ً.‬وعلى كل‬
‫حال فهذه الحاضنة تزيل الحرج الذي قد يجده المسلم فسسي‬
‫الحكم بالنفاق على من تظاهر بالسلما من طلقسساء قريسسش‬
‫وخاصسسة مسسن سسساءت سسسيرتهم وصسسدر عنهسسم مسسا يضسساد هسسذا‬
‫اليمان مضادة تامسة‪ ،‬وقسسد بحثسست مسسسألة ) إسسسلما قريسسش‬
‫ونفاقها( في القرآن الكريم سأختار منها عسسددا ا يسسسيرا ا مسسن‬
‫اليات مع شيء من التدبر لها‪ً.‬‬
‫‪-1‬آيات سورة يس‪:‬‬
‫في سورة يس وهي من آخر السسسور المكيسسة قسسال تعسسالى‪:‬‬
‫) يس )‪(1‬سس وال ر ب ض‬
‫كيم ن )‪(2‬سس إ نن ن ض‬
‫ن )‪(3‬‬
‫ك لض ن‬
‫ح ن‬
‫ن ال ر ض‬
‫مرر ض‬
‫ن ال ر ب‬
‫سسسنلي ض‬
‫مسس ض‬
‫قررآ ن‬
‫ض‬
‫ر‬
‫زي ض‬
‫حيم ن )‪(5‬سس ل نت بن رسسذ نضر‬
‫زيزن النر ن‬
‫ست ض ن‬
‫صضرا ط‬
‫ع ضضلى ن‬
‫م ر‬
‫ط ب‬
‫ل العض ن‬
‫قيم ط )‪(4‬سس ت ضن ر ن‬
‫ب‬
‫ض‬
‫م ض‬
‫قو ر ب‬
‫ل ع ضضلسسى‬
‫حق ن ا ل ر ض‬
‫ن )‪(6‬سس ل ض ض‬
‫قد ر ض‬
‫غافنبلو ض‬
‫م فضهب ر‬
‫ما أن رذ نضر آضباؤ بهب ر‬
‫ما ض‬
‫قضور ا‬
‫أ ضك رث ضرهم فضهم ضل يؤ رمنون )‪ (7‬إنا جعل رنا في أ ضع رناقه ض‬
‫ي‬
‫نن ض ض ض ن‬
‫ب ن ب ض‬
‫ض ن ن ر‬
‫ن ن ر ب ر‬
‫م أغ رضلال فضهن ض‬
‫ض‬
‫دا‬
‫م ر‬
‫إ نضلى ارل ضذ رضقا‬
‫ن أي ر ن‬
‫جعضل رضنا ن‬
‫سسس د‬
‫ن )‪(8‬سس وض ض‬
‫حو ض‬
‫م ب‬
‫م ض‬
‫ديهن ر‬
‫ق ض‬
‫م ب‬
‫ن فضهب ر‬
‫م ر‬
‫ن‬
‫ن ب ضي ر ن‬
‫دا فضأ ضغ ر ض‬
‫واءء‬
‫ن ض‬
‫م ضل ي بب ر ن‬
‫خل ر ن‬
‫وض ن‬
‫صسسبرو ض‬
‫س د‬
‫ن )‪(9‬سس وض ض‬
‫م ض‬
‫م فضهبسس ر‬
‫شي رضناهب ر‬
‫فه ن ر‬
‫سسس ض‬
‫م ر‬
‫ض‬
‫ض‬
‫ض‬
‫ن‬
‫م ضل ي بؤ ر ن‬
‫مبنو ض‬
‫مأ ر‬
‫ما ت بن رذ نبر ض‬
‫ن )‪ (10‬إ نن ن ض‬
‫م ت بن رذ نررهب ر‬
‫ما ل ض ر‬
‫م أأن رذ ضررت ضهب ر‬
‫ع ضل ضي رهن ر‬
‫م ن‬
‫ض‬
‫ب فضب ض ر‬
‫ات نب ضعض الذ رك رضر وض ض‬
‫مغ ر ن‬
‫خ ن‬
‫فسسضرةط وضأ ر‬
‫ي النر ر‬
‫شسسرره ب ب ن ض‬
‫ح ض‬
‫ن ب نسسال رغضي ر ن‬
‫مسس ض‬
‫ش ض‬
‫جسسرط‬
‫ريم ط )‪ً.(11‬‬
‫كض ن‬
‫تفسير هذه اليات‪:‬‬

‫هذه اليات ل تحتاج إلى تفسير‪ ،‬وإنما تحتاج إلى إيمسسان بسسأن‬
‫الله علما الغيوب‪ ،‬وهي أصرح اليات في تخصيص قريش )‬
‫وقد يراد بقية العسسرب فسسي ذلسسك الزمسسان( بسسأن أكسسثرهم لسسن‬
‫يؤمن‪ً.ً.‬وقد تكررت هذه المعاني فسسي أوائسسل سسسورة البقسسرة‬
‫المدنية كما سسسيأتي‪ ،‬وهسسذا دليسسل علسسى أن أكسسثر مسسن يطلسسق‬
‫عليهم الطلقاء والعراب يومئذ يجب الشك في إيمانهم مسسع‬
‫البقاء على مسمى السلما في حق كل من انضم إلى دولسسة‬
‫النبوة‪ ،‬وإن كان متظاهرا ا بالسلما منافقا ا في الباطن‪ ،‬فسسإذا‬
‫كان قد حج مع النبي )ص( كما يقال نحو ‪ 114‬ألف نسسسمة‪،‬‬
‫فلبد أن يكون أكثرهم غير مؤمنين‪ ،‬وإنما مسلمون بالسم‪،‬‬
‫بين كافر ومنافق ومن في قلبه مرض وصسساحب دنيسسا‪ ً.ً.‬هسسذا‬
‫هو الواقع التاريخي الذي لسسو بنينسسا عليسسه فهسسم تاريسسخ الصسسدر‬
‫الول‪ ،‬لخرجنسسا بفهسسم كامسسل لمسسا جسسرى فسسي التاريسسخ كلسسه‪،‬‬
‫ولخرجنا بهداية القرآن الكريم من تخبط الحكاما التي أتسست‬
‫نتيجة لبعدنا عن هسسذه الحقيقسسة القرآنيسسة وكأننسسا ل نسسؤمن أن‬
‫الله يعلم الغيب‪ ،‬ويعرف أحوال الناس‪ً.‬‬
‫قاعدة يجب تذكرها دائماا‪:‬‬
‫نزلت هذه اليات وكان أبو سفيان ومعاوية من كبار هسسؤلء‬
‫المقصسودين فسي اليسة والبقيسسة تبسع لهسم‪ ،‬فسسإذا تمست تبرئسسة‬
‫الرأس تبعه تبرئة التباع من باب الولى‪ ،‬وبهذا يبطل معنسسى‬
‫ة ويصبح لغوا ا وتوقعا ا كاذبسساا‪ ،‬تعسسالى اللسسه عسسن ذلسسك‪،‬‬
‫الية كلي ا‬
‫بينما البقاء على اتهاما الرؤوس سسسيبقي معسسه بعسسض التبسساع‬
‫فيبقى معنى الية صادقا ا وله مصاديق في الخارج‪ ،‬والعقلية‬
‫السسسلفية دائمسسا ا تحسسب اتهسساما التبسساع وتبرئسسة السسرؤوس لنهسسا‬
‫تخشى من الرؤوس وأشياعهم‪ ،‬بينما القسسرآن الكريسسم علسسى‬
‫العكس فهو يتهم الرؤوس أكسسثر مسسن التبسساع‪ ،‬وهسسذا مرجعسسه‬
‫إلى الخوف‪ ،‬فالله ل يخاف من الرؤوس حتى يبرئهم ويتهسسم‬
‫أتبسساعهم المسسساكين‪ ،‬بينمسسا السسسلفيون يخسسافون السسرؤوس‬
‫فيبرئونهم ويتهمون التبسساع وهسسذا ملحسسظ إلسسى اليسسوما‪ ،‬فسسإذا‬
‫ارتكبسست مجموعسسات مسسن أتبسساع ابسسن تيميسسة أو غيسسره جرائسسم‬
‫بفتاوى منهم‪ ،‬قاما هؤلء المدافعون عن السسرؤوس وضسسربوا‬
‫التباع بشتى الفتاوى وبرؤوا ذلك الرأس وأنه مسسا شسساء اللسسه‬
‫عليه في الحقوق وحب السلم!‬

‫وتبرئة هؤلء لرؤوس كفار قريسسش هسسو مسسن هسسذا البسساب‪ ،‬فل‬
‫مانع عندهم إن صحت الية في التباع ولو كثروا‪ ،‬ولكنهسسم ل‬
‫يرضون أبدا ا تنزيلها في رأس من الرؤوس المطاعين الذين‬
‫هم أصسسل ضسسلل هسسؤلء التبسساع‪ ،‬وهسسذا التشسسويش فسسرع مسسن‬
‫الجهل بسسالله تعسالى وسسننه فسسي خلقسه مسن البتلء والفتنسة‪،‬‬
‫وجهل باليات السستي تخسسبر بسسأن أكسسثر النسساس ل يؤمنسسون وأن‬
‫أكثرهم للحق كارهون وأن أكثرهم أتباع الظنون‪ً.ً.‬الخ‪ ،‬فهسسم‬
‫يحتجون بالكثرة أيضا ا لنهم يخافون‪ ،‬ويبغضون القلسسة لنهسسم‬
‫يتشبهون بالرؤوس المطاعين‪ ،‬وكم من أحمسسق مطسساع فسسي‬
‫تاريخ السلما وقف حجر عسسثرة عسسن تسسدبر كتسساب اللسسه حسستى‬
‫أنني أجزما أن بعض القراء سيتفاجأ بمثل هذه اليات وكسسأنه‬
‫يقرأها لول مرة‪ً.‬‬
‫‪-2‬آيات سورة السجدة ‪:‬‬
‫مت ضسسى هضسس ض‬
‫م‬
‫ذا ال ر ض‬
‫في سورة السجدة‪ ) :‬وضي ض ب‬
‫ح إن ر‬
‫فت رسس ب‬
‫قول بسسو ض‬
‫ن ك بن رت بسس ر‬
‫ن ض‬
‫ن )‪(28‬سس قب ر‬
‫م‬
‫ن كض ض‬
‫ما ال ر ض‬
‫ح ضل ي ضن رفضعب ال ن ن‬
‫ل ي ضور ض‬
‫مسسان بهب ر‬
‫فبروا نإي ض‬
‫ض‬
‫ذي ض‬
‫صاد ننقي ض‬
‫فت ر ن‬
‫ض‬
‫م ي بن ر ض‬
‫م‬
‫وضضل ب‬
‫م ضوان رت ض ن‬
‫ظسسبرو ض‬
‫ظسسرر إ نن نبهسس ر‬
‫ض ع ضن ربهسس ر‬
‫هسس ر‬
‫ن )‪(29‬سس ضفسسأع ررن ر‬
‫ن )‪] (30‬السجدة[‬
‫من رت ضظ نبرو ض‬
‫ب‬
‫شيء من التدبر‪:‬‬
‫ما المراد بالفتح هنا؟ً هل هو الفتح السسدنيوي كفتسسح الحديبيسسة‬
‫) الفتح المبين( أو فتح مكة؟ً أما المراد بالفتح يوما القيامة ‪ً.ً.‬‬
‫– محل بحث‪ /‬وإن كان المراد بالفتح الفتسسح السسدنيوي ) فتسسح‬
‫الحديبية أو فتح مكة( فدللتها على نفسساق الطلقسساء واضسسح‪ً.ً.‬‬
‫وإن كان المراد بفتح يوما القيامسسة فيبقسسى أيضسسا ا نصسسف مسسن‬
‫الحتمال بعدما إسلما الطلقاء كأن يكسسون المعنسسى )فل ينفسسع‬
‫الذين كفروا ساعة نزول اليات إيمانهم الظاهري فيما بعد(‬
‫لن اليمان في القرآن له عسسدة مسسستويات‪ ،‬أدناهسسا التسسسليم‬
‫كالسلما الظاهري‪ ،‬وهذا يحتاج لبحث‪ً.‬‬
‫الكلما على معنى الفتح في الية‪:‬‬
‫مضتى هض ض‬
‫ن)‬
‫ذا ال ر ض‬
‫قوله تعالى ‪) :‬وضي ض ب‬
‫ح إن ر‬
‫فت رسس ب‬
‫قوبلو ض‬
‫ن ك بن رت بسس ر‬
‫ن ض‬
‫م ض‬
‫صسساد ننقي ض‬
‫‪(28‬سس قب ر‬
‫م‬
‫ن كض ض‬
‫ح ضل ي ضن ر ض‬
‫ما ال ر ض‬
‫فسسعب ال نسس ن‬
‫ل ي ضسسور ض‬
‫م وضضل هبسس ر‬
‫مسسان بهب ر‬
‫فسسبروا نإي ض‬
‫ذي ض‬
‫فت رسس ن‬

‫ض‬
‫ن )‪(30‬‬
‫من رت ضظ نسسبرو ض‬
‫ي بن رظ ضبرو ض‬
‫م ب‬
‫م ضوان رت ضظ نرر إ نن نهب ر‬
‫ض ع ضن رهب ر‬
‫ن )‪(29‬سس فضأع ررن ر‬
‫]السجدة[( جاء في كثير من التفاسير‪ :‬أنه يسسوما فتسسح مكسسة!‬
‫وقيل يوما بدر‪ ،‬وقد انشسسغل أصسسحاب الميسسول المويسسة بنفسسي‬
‫هذا التفسير لنه يبطل إيمان قريش‪ ،‬وزعموا أن الفتسسح هنسسا‬
‫المراد به يوما القيامة! وقد يرى هسسذا مسسن ليسسس عنسسده تلسسك‬
‫الميول من باب التقليد أو الظن‪ ً.ً.‬ولكن بما أن القسسوما أهسسل‬
‫روايسسة وتفسسسير بسسالثر فهسسذا بعسسض التفسسسير بالمسسأثور لهسسذه‬
‫الية‪ ً.ً.‬وهذا التفسير الذي نورده هو احتمال من الحتمسسالت‬
‫القوية ول نجوما به‪ً.ً.‬‬
‫ففي تفسسسير البغسسوي‪ :‬تفسسسير البغسسوي ‪) -‬ج ‪/ 6‬سس ص ‪(310‬‬
‫مضتى هض ض‬
‫ن { قيل‪ :‬أراد بيوما‬
‫ذا ال ر ض‬
‫)وضي ض ب‬
‫ح إن ر‬
‫فت ر ب‬
‫قوبلو ض‬
‫ن ك بن رت ب ر‬
‫ن ض‬
‫م ض‬
‫صاد ننقي ض‬
‫الفتح يوما القيامة الذي فيه الحكم بيسسن العبسساد‪ ،‬قسسال قتسسادة‪:‬‬
‫ما‬
‫قال أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم للكفار‪ :‬إن لنا يو ا‬
‫نتنعم فيه ونستريح ويحكسسم بيننسسا وبينكسسم‪ ،‬فقسسالوا اسسستهزااء‪:‬‬
‫متى هذا الفتح؟ً أي‪ :‬القضاء والحكم‪ ،‬وقسسال الكلسسبي‪ :‬يعنسسي‬
‫فتح مكة ‪ً.‬وقال السدي‪ :‬يوما بسسدر لن أصسسحاب النسسبي صسسلى‬
‫اللسه عليسسه وسسلم يقولسسون لهسم‪ :‬إن اللسه ناصسسرنا ومظهرنسا‬
‫عليكم‪ ،‬فيقولون متى هذا الفتح؟ً ‪ } ً.‬قب ر‬
‫ح { يسسوما‬
‫ما ال ر ض‬
‫ل ي ضور ض‬
‫فت رسس ن‬
‫م { ومن حمسسل الفتسسح‬
‫ن كض ض‬
‫القيامة‪ } ،‬ل ي ضن ر ض‬
‫فع ب ال ن ن‬
‫مان بهب ر‬
‫فبروا نإي ض‬
‫ذي ض‬
‫على فتح مكة أو القتل يوما بسسدر قسسال‪ :‬معنسساه ل ينفسسع السسذين‬
‫كفروا إيمانهم إذا جاءهم العذاب وقتلوا(!‬
‫وفسسي تفسسسير ) العسسز( ابسسن عبسسد السسسلما ‪) -‬ج ‪/ 5‬سس ص ‪(8‬‬
‫مضتى هض ض‬
‫ح{‬
‫ن )‪ } (28‬ال ر ض‬
‫ذا ال ر ض‬
‫)وضي ض ب‬
‫فت ر ب‬
‫ح إن ر‬
‫فت ر ب‬
‫قوبلو ض‬
‫ن ك بن رت ب ر‬
‫ن ض‬
‫م ض‬
‫صاد ننقي ض‬
‫فتح مكة ‪ ،‬أو القضاء بعذاب الدنيا ‪ ،‬أو بالثواب والعقاب فسسي‬
‫الخرة اهس‬
‫وبعضهم ودرى ) من التورية( عن قريش ببني خزيمسسة وبنسسي‬
‫كنانة مع إقراره بأنه فتح مكة! وقريش هم من نسسسل كنانسسة‬
‫وخزيمة!‬
‫ففي تنوير المقبسساس ‪) -‬ج ‪/ 1‬سس ص ‪ (435‬المنسسسوب لبسسن‬
‫ن { يعني بني خزيمة وبنسسي كنانسسة } مسستى‬
‫عباس‪ } :‬وضي ض ب‬
‫قوبلو ض‬
‫هذا الفتح { فتح مكة } نإن ب‬
‫ن { أن يفتسسح لكسسم‬
‫كنت بسس ر‬
‫م ض‬
‫صسساد ننقي ض‬
‫يسسسخرون بسسذلك علسسى المسسؤمنين } قبسس ر‬
‫ل { يسسا محمسسد لبنسسي‬
‫فسسعب السسذين‬
‫ما الفتسسح { فتسسح مكسسة } ل ض ضين ض‬
‫خزيمة وكنانسسة } ي ضسسور ض‬

‫م‬
‫م { مسسن القتسسل } وضل ض هبسس ر‬
‫مان بهب ر‬
‫كفروا { بني خزيمة )!( } إ ني ض ض‬
‫ض‬
‫م { عسسن بنسسي‬
‫بينظ ضبرو ض‬
‫ض ع ضن رهبسس ر‬
‫ن { يؤجلون من القتل } فضأع ررن ر‬
‫خزيمة ول تشتغل بهم } وانتظر { هلكهم يوما فتسسح مكسسة }‬
‫ن { هلكك فسسأهلكهم اللسسه يسسوما فتسسح مكسسة اهسسس‬
‫منت ضظ نبرو ض‬
‫م ي‬
‫إ نن نهب ر‬
‫قلت‪ :‬وقريش من بني خزيمة ومن بني كنانة ولكن المؤلف‬
‫صرف المعنى عن قريش إلى الجد العلى!‬
‫غضب ابن كثير‪ :‬وقد غضب ابن كثير – لرائه الشامية‪ -‬من‬
‫هذا التفسير‪ ،‬لنسسه يعنسي أن الطلقساء لسم يسسسلموا أصس ا‬
‫ل‪ ،‬ول‬
‫ينفعهم إيمانهم الظاهري‪ ،‬فقال في تفسير ابن كثير ‪) -‬ج ‪6‬‬
‫ح مكة‬
‫ن زعم أن المراد من هذا الفتح فت ب‬
‫‪ /‬ص ‪ ً.ً.) (374‬ومض ر‬
‫جعة‪ ،‬وأخطأ فأفحش‪ ،‬فإن يسسوما الفتسسح قسسد قضب نسسل‬
‫فقد أبعد الن ن ر‬
‫رسو ب‬
‫ل الله صلى الله عليه وسلم إسلما الطلقاء‪ ،‬وقد كانوا‬
‫قريابسسا مسسن ألفيسسن‪ ،‬ولسسو كسسان المسسراد فتسسح مكسسة لمسسا قبسسل‬
‫إسلمهم(! ويقال له ‪ :‬من قال لك يا ابن كسسثير رحمسسك اللسسه‬
‫بأن النبي )ص( يعامل الناس بما في القلوب؟ً فالنبي )ص(‬
‫يقبل من الناس الظاهر حتى ولسسو علسسم البسساطن‪ ،‬واللسسه فسسي‬
‫الية يخبر عن الباطن والحقيقة إن صح كونها في فتح مكة‪،‬‬
‫وماذا يريد ابن كثير مسسن النسسبي )ص( أن يفعسسل؟ً أن يقتلهسسم‬
‫مث ا‬
‫ل؟ً كان النبي )ص( قد قال ) اذهبوا فأنتم الطلقسساء( قبسسل‬
‫أن يسلموا‪ ،‬وصاحوا يوما حنيسسن )بطسسل السسسحر اليسسوما( ولسسم‬
‫يعاقبهم‪ ،‬وحاولوا اغتياله أكثر من مسسرة ولسسم يعسساقبهم‪ ،‬فهسسل‬
‫إسلمهم مقبول في كل هذه المواقف؟ً ثم ماذا سيقول ابن‬
‫كثير في قوله تعالى ) لقد حق القول علسسى أكسسثرهم فهسسم ل‬
‫يؤمنسسون(؟ً وهسسذه نزلسست فسسي قريسسش فسسي العهسسد المكسسي أو‬
‫تتناولهم بالولوية حسب سياق اليات‪ً.‬‬
‫رأي أبي جعفر النحاس‪ :‬وقال أبو جعفر النحاس فسسي كتسسابه‬
‫الناسخ والمنسوخ ‪) -‬ج ‪/ 1‬سس ص ‪ (675‬فسسي تفسسسير سسسورة‬
‫الفتح فسسي تفسسسير معنسسى الفتسسح فسسي هسسذه السسسورة‪) :‬فمسسن‬
‫الناس من يتوهم أنه يعني بهذا فتح مكة وذلك غلسسط والسسذي‬
‫عليه الصحابة والتابعون غيره حتى كأنه إجماع كما روى أبسسو‬
‫إسحاق عن البراء إنا فتحنا لك فتحا مبينا قال تعسسدون الفتسسح‬
‫فتح مكة وإنما نعده فتح الحديبيسسة كنسسا أربسسع عشسسرة مائسسة ‪/‬‬
‫وكذا روى العمش عن أبي سفيان عسسن جسسابر قسسال تعسسدون‬

‫الفتح فتح مكة وإنما هو الحديبية ‪ /‬وكذا قال أنس بن مالك‬
‫وابن عباس وسهل بن حنيف والمسور بسسن مخرمسسة ‪ /‬وقسسال‬
‫به من التابعين الحسن ومجاهسسد والزهسسري وقتسسادة ‪ً.ً.ً.‬السسخ ‪-‬‬
‫ثم قال –‬
‫)وقد كان بعض العلماء يتأول أنه إنما قيسسل ليسسوما الحديبيسسة‬
‫الفتح لنه كان سببا لفتح مكة وجعلسسه مجسسازا كمسسا يقسسال قسسد‬
‫دخلنا المدينة إذا قاربنا دخولها ‪ ،‬وأبين ما في هذا ما حسسدثناه‬
‫أحمد بن محمد بن الحجاج قال حدثنا يحيى بن سليمان قال‬
‫حدثني الجلح عن محمد بن إسحاق عن ابن شهاب بإسناده‬
‫لم قال لم يكن في السلما فتح أعظم منه كانت الحرب قد‬
‫حجرت بين النسساس فل يتكلسسم أحسسد وإنمسسا كسسان القتسسال فلمسسا‬
‫كانت الحديبية والصلح وضعت الحرب وأمن الناس فتلقسسوا‬
‫ولم يكلم أحد بعقد السلما إل دخل فيه ولقد دخل في تلسسك‬
‫السنين مثل من كان قبل ذلك أو أكثر وهذا قول حسن بين‬
‫‪ /‬وقال جل وعز ) ل يستوى منكم من أنفق من مقبل الفتح‬
‫وقتل أولئك أعظم درجه من الذين أنفقوا من بعسسد وقسساتلوا(‬
‫كان هذا في يوما الحديبية أيضا جاء بذلك التوقيف عن النبي‬
‫صلى الله عليه و سلم أنه قال لصحابه هذا فسسرق مسسا بينكسسم‬
‫وبيسسن النسساس وفسسي الحسسديث ل تسسسبوا أصسسحابي فلسسو أنفسسق‬
‫أحدكم ملء الرض ما بلغ من أحدهم ول نصسسيفه وهسسذا فسسي‬
‫الذين أنفقوا قبل الحديبية وقاتلوا( اهس‬
‫قلت‪ :‬إذا كان الفتح يوما الحديبيسسة فهسسو أبلسسغ‪ ً.ً.‬وأعسسد قسسراءة‬
‫الية تعرف ذلك‪ً.ً.‬‬
‫‪-3‬آيات سورة هود‪:‬‬
‫في آخر سورة هود تلميح إلى كفر قريش‪ ،‬وانه لن يسسؤمن‬
‫منهم إل من قد آمن‪ ،‬وأنه مثلما أعسسد نسسوح السسسفينة لينجسسو‬
‫منهسسم فيجسسب علسسى النسسبي )ص( الهجسسرة فلسسن يسسؤمن مسسن‬
‫ض‬
‫ن افرت ضضراه ب قبسس ر‬
‫ه‬
‫ما ي ض ب‬
‫قوبلو ض‬
‫قومهم إل من قد آمن‪) :‬أ ر‬
‫ن افرت ضضري رت بسس ب‬
‫ل إن ن‬
‫ض‬
‫ي إ نل ضسسى‬
‫ن )‪(35‬سس وضبأو ن‬
‫ريءء ن‬
‫جضرا ن‬
‫مو ض‬
‫ما ت ب ر‬
‫مي وضأضنا ب نض‬
‫ي إن ر‬
‫جرن ب‬
‫م ن‬
‫حسس ض‬
‫فضعضل ض ن‬
‫نو ض‬
‫ض‬
‫م ض‬
‫مسسا‬
‫ن قضور ن‬
‫ن ن‬
‫ن ي بؤ ر ن‬
‫س بن ض‬
‫ن قضد ر آ ض‬
‫ك إ ننل ض‬
‫ح أن ن ب‬
‫ن فضضل ت ضب رت ضئ ن ر‬
‫م ض‬
‫م ر‬
‫م ر‬
‫م ض‬
‫ه لض ر‬
‫ب ط‬
‫ض‬
‫ض‬
‫فرلسس ض‬
‫حي نضنسسا وضضل‬
‫صسسن ضنع ال ر ب‬
‫كسسابنوا ي ض ر‬
‫ك ب نأع ري بن نضنسسا وضوض ر‬
‫فعضبلسسو ض‬
‫ن )‪(36‬سس ضوا ر‬
‫ن )‪] (37‬هود[‬
‫تب ض‬
‫خاط نب رنني نفي ال ن ن‬
‫مغرضربقو ض‬
‫م ب‬
‫موا إ نن نهب ر‬
‫ن ظ ضل ض ب‬
‫ذي ض‬

‫قلت‪ :‬والواقع أنه لم يسلم بعد الهجرة من المشهورين إل‬
‫وكان في سيرته وسلوكه ما يثير الريبة‪ ً.ً.‬فتتبعسسوا سسسيرهم‬
‫وانظروا‪ ،‬اللهم إل إن شذ شاذ بصلح سسسيرة ول أجسسد هسسذا‬
‫إل في بعض المغمورين‪ً.‬‬
‫‪-4‬آيات سورة السراء ‪:‬‬
‫هم أخبروا عسسن أنفسسسهم أنهسسم لسسن يؤمنسسوا حسستى تتحقسسق‬
‫ذا ال ر ب ض‬
‫س نفي هض ض‬
‫ن‬
‫معجزات كبرى ‪) :‬وضل ض ض‬
‫ن ن‬
‫قد ر ض‬
‫مسس ر‬
‫قررآ ن‬
‫صنرفرضنا نللننا ن‬
‫ض‬
‫ض‬
‫كب ر‬
‫ن‬
‫س إ ننل ك ب ب‬
‫ن ن بؤ ر ن‬
‫ل ض‬
‫م ض‬
‫فوارا )‪ (89‬وضضقابلوا ل ض ر‬
‫مث ض ط‬
‫ل فضأضبى أك رث ضبر الننا ن‬
‫رض‬
‫عا )‪ (90‬أ ضور ت ض ب‬
‫ن لض ض‬
‫لض ض‬
‫ة‬
‫حنتى ت ض ر‬
‫ض ي ضن رببو ا‬
‫جن ن ء‬
‫جضر ل ضضنا ن‬
‫ك ض‬
‫كو ض‬
‫ف ب‬
‫ك ض‬
‫م ض‬
‫ن ا