bahats fi islami muawiyah
حسن بن فرحان المالكي
بحث في إسلما معاوية بن
أبي سفيان
دراسة حقيقة إسسلما معاويسة بسن أبسسي سسفيان وهسل أسسلم
طائعا ا أما مكرهاا؟ً صادقا ا أما منافقاا؟ً
من القرآن الكريم والسنة النبوية وآثسسار الصسحابة والتسابعين
وجملة من أقوال العلماء قديما ا وحديثااً.
الطبعة الولى
محتويات الكتاب:
تمهيدً.ً.
نبذة كاشفة عن معاوية وسيرتهً.ً.
حاضنات قرآنية ً.ً.من عدة سورً.ً.
إسلما معاوية عند السلفية العتيقةً.ً.
أول ا :أقوال عمار بن ياسر في حقيقة إسلما معاوية
رأي عمار بن ياسر في إسلما معاوية هو رأي ثمانين بدريا ا ً.ً.
ثانيا ا :قول سعيد بن زيد في إسلما معاويةً.
ثالثاا :قول عبد الله بن عمر في إسلما معاويةً.
رابعاا :أقوال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب في إسلما
معاويةً.
خامساا :أقوال الحسن بن علي في إسلما معاويةً.
سادساا :أقوال الحسين بن علي في إسلما معاويةً.
سابعاا :قول أبي أيوب النصاري في إسلما معاويةً.
ثامناا :قول قيس بن سعد بن عبادة النصاري
تاسعاا :قول عبد الله بن عباس في إسلما معاويةً.
عاشراا :قول عبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعي
ومن التابعين:
-
قول محمد بن أبي بكر في إسلما معاويةً.
-
قول محمد بن الحنفية في إسلما معاويةً.
الخلصة العامة في إسلما معاويةً.ً.
مسألة الحرج من القول بنفاقهً.ً.
موقف النبي )ص( من عقيدة الصحابة في أبي سفيانً.ً.
لماذا لم يشتهر نفاق معاوية؟ً
الخلصة الخيرة
الملحق والزيادات:
-1الدلئل الخارجية على نفاق معاوية ً.ً.من أفعاله وأقوالهً.ً.
-2مواقف معاوية وبني أمية من النبي )ص( وسائر
المقدساتً.ً.
تفصيلت في بعض الدلئل الخارجيةً.ً.
-3دفنا ا دفنااً.ً.
-4فاصبروا حتى تلقوه!
-5التعيير بصحبة النبي )ص(ً.ً.
-6زيادات مختارة ً.ً.
-7دين الطاعةً.ً.
-8الشجرة الملعونة وقول اللوسيً.ً.
-9معالم دين بني أمية ً.ً.لو كتب له النجاحً.ً.
الختم على أعناق الصحابةً.ً.
-10
الخاتمةً.ً.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله جاعسسل الظلمسسات والنسسور ،ليبلونسسا فيمسسا آتانسسا مسسن
النعم ،والصلة والسلما على النبي الكرما السسذي تسسرك أمتسسه
على المحجة البيضاء ليلها كنهارها ،وحذر أمته من كل قائسسد
فتنسسة مبالغسسة فسسي التحسسذير واسسستكمال ا للحجسسة و وتحقيقسسا ا
للبتلء ً.ً.أما بعد:
1
فإن إسسسلما معاويسسة بسسن أبسسي سسسفيان ل نعنسسي بسسه السسسلما
العاما ،الذين يتسع حتى للمنافقين والعراب ،مسسن التظسساهر
بالسلما والنطسسق بالشسسهادتين اللسستين بهمسسا يعصسسم السسسلما
الدما والمال ،وإنمسسا نعنسسي ذلسسك السسسلما السسذي يسسؤمن بنبسسوة
النبي )ص( ،واليمان بنبوة النبي )ص( هي مفتسساح السسسلما،
لنه من آمسسن بسسالنبي )ص( فسسإنه يسسؤمن بسسالله واليسسوما الخسسر
والملئكة والواجبسسات والمنهيسساتً.ً.السخ ،بينمسا اليمسسان بسسالله
فقط أو باليوما الخر ل يستلزما اليمسسان بسسالنبي )ص( كأهسسل
ل ،فإيمانهم ولي في هذا مبحث قد ل يكون مفيدا ا
الكتاب مث ا
أن أستعرض كل الحسساديث والروايسسات ،وقبسسل ذلسسك اليسسات
الكريمة التي تتحدث عن كفار قريسش ،إنمسا سأختصسر هنسا،
معظم هذا البحث تم إدارجه في بحث حديث الدبيلة ،وهنا زيادات
مهمةً.
1
وسأخصص هذا البحث في اليات الكريمة أول ا التي تخبرنسسا
بأن الذين كفروا لن يؤمنوا ،ومسسن هسسم هسسؤلء السسذين كفسسروا
الذين أخبر الله بأنهم لن يؤمنوا ،وهسسذا يتعلسسق بمسسدى إيمسسان
المؤمنين بأن الله يعلم الغيب ً.ً.وهذه عقيدة يجب تقديمها
علسسى مسسسألة أن النسسبي)ص( اسسستكتب معاويسسة أو أن عمسسر
استعمله أو أن أحمسسد بسسن حنبسسل أثنسسى عليسسه ً.ً.فسسالنبي )ص(
يعامسسل النسساس حسسسب مسسا يظهسسرون ولسسو كسسان يعلسسم أنهسسم
منافقون ،وأما عمر فليس معصوما ا في تولية المريب ،فقد
استعمل النسسبي )ص( -وهسسو أفضسسل مسسن عمسسر – الوليسسد بسسن
عقبة علسسى صسسدقات بنسسي المصسسطلق فخسسان وغسسدر وفسسسق
وكذب وأنزل الله فيه ) إن جاءكم فاسق بنبأ فتبيوا( ً.ً.وأمسسا
أحمد بن حنبل أو أبو الربيسسع الحلسسبي أو ابسسن تيميسسة فليسسست
آراؤهم أولى بالخذ من آراء علي وعمار وأبي ذر وعبادة بن
الصامت وأبي ذر الغفاري وأمثالهم ممن يتهمسسون معاويسسة،
بل عمار بن ياسر وحده أولى من جميع هؤلءً.ً.
وسنتوسع في مسسا ورد علسسى لسسسان علسسي وعمسسار بسسن ياسسسر
ومحمد بن الحنفية وأمثالهم من السلف الصالح ً.ً.وسسسأترك
تلسسك الروايسسات السسسلفية ) البدريسسة والرضسسوانية( فسسي ذما
معاوية ،وأقتصر فقط على وما ورد عنهم من ) أن معاويسسة
لم يسلم أصل ا( ،فل يدخل في هذا موته علسسى غيسسر السسسلما
مثل ا لن الرجل قد يسلم ثم ينسسافق أو يرتسسد ً.ً.إنمسسا سسسيكون
البحث في حقيقة إسلمه ،هل أسلم صادقا ا أما أنه استسلم
فقط حتى وجد على الحق أعوانسساا ،وهسسذا السسرأي الخيسسر هسسو
رأي السلفية العتيقة ،وهو غريب عند السلفية المحدثسسة بسسل
مسسستنكر ً.ً.ولسسو تأكسسدت السسسلفية المحدثسسة مسسن صسسحة هسسذه
دعون أهل بسسدر مسسن أجسسل معاويسسة ،وهسسم قسسد
القوال فقد يب د
فعلوا أكثر من ذلك ،فأحالوا ذما النبي )ص( لمعاوية إلى ذما
للنبي وتبرئة لمعاوية! كمسسا فسسي تعليلهسسم لحسسديث ) ل أشسسبع
الله بطنه( فهم حكموا بأن معاوية غير مسسستحق وأن النسسبي
)ص( قد أخطسسأ عنسسدما ذما غيسسر مسسستحق ،وأن دعسسوة النسسبي
)ص( عليه ستتحول إلى أجر لمعاوية لنه غير مستحق ولن
النبي )ص( قال ) -كما في صحيح مسلم ) -إنما أنا بشسسر ،
ب كمسا يغضسسب البشسسر ،
ضسس ب
أرضى كمسا يررضسسى البشسسر ،وأغ ر ض
ت عليه من أمتي بدعوة ليس لهسسا بأهسسل ،أن
فأييما أحد دعو ب
تجعلها له طهسسورا وزكسساة ،وبقربسسة تقرربسسه بهسسا يسسوما القيامسسة(
فالسلفية العتيقة كالصسسحابة والنسسسائي كسسانوا يسسذكرون هسسذا
الحديث في ذما معاوية ،لكن السلفية المحدثسسة حسسولته إلسسى
فضائل معاوية وأنه غير مستحق وأنه مأجور ،مثلما حكمسست
بأنه مأجور على قتال علي ولعنه له على المنابر ً.ً.يعني أنسسه
اجتهد فأخطأ وله أجسسر وذنبسسه مغفسسور ،وكلمسسا زادت جرائمسسه
ومظالمه زاد أجره عند الله لن له بكل جريمسسة أجسسرا ا وفسسي
كل مظلمة اجتهسساداا ً.ً.وهسسذا أثسسر مسسن آثسسار حسسب الظسسالمين،
فحب الظالمين خطير جدا ا وقد يطبع الله بسسه علسسى القلسسوب
والبصسسار ،فل تعسسرف معروفسسا ا ول تنكسسر منكسسراا ،ومسسن هنسسا
ضرورة تنبيه الناس إلى البراءة من الظالمين ومنابذتهمً.
نبذة كاشفة عن معاوية وسيرته:
التفصيل في سيرة معاويسسة يطسسول ويخسسرج الكتسساب عسسن
الهدف المحدد من هسسذا الجسسزء المخصسسص فسسي )المنسساقب
والمثالب( ً.ً.لكن كان ل بد من السسستعراض السسسريع دون
كسسثير توثيسسق لطسسوار حيسساته والبيئسسة المحيطسسة بسسه لتلمسسس
التكوينات والمؤثرات الساسسسية فسسي شخصسسيته السستي قسسد
نستطيع أن نفسر بها بعض القضايا السستي استعصسست علسسى
التفسير عند كثير من المؤلفين والبسساحثين فسسي التاريسسخ ً.ً.ً.
إذ أن البعسض يصسسعب عليسسه أن يجمسسع بيسسن أمريسسن يبسسدوان
متناقضين في شخصية مثل شخصية معاويةً.
ولد معاوية قبل البعثة بخمس سسسنين وقيسل بسسبع وقيسسل
بثلث عشسسرة وقيسسل غيسسر ذلسسك ً.ً.ً. 2وكسسذلك اختلفسسوا فسسي
عمره ،فقيل مات وهو ابن 82سسسنة وقيسسل 78وقيسسل 86
وقيل غير ذلكً.ً.
انظسسر ترجمتسسه فسسي الصسسابة لبسسن حجسسر وتهسسذيب لكمسسال للمسسزي
وغيرهما ،والكتابان يرتبان السماء حسب الحروف ولهمسسا طبعسسات
مختلفة ،فإذا أحلت على كتاب يرتب حسب الحروف ل أحيل للجزء
والصفحة لسهولة الوقوف على الترجمةً.
2
فإذا أخذنا المتوسط من هذا كله وقلنا أن عمره كان) نحو
80سنة ( فيكسسون عمسسره يسسوما البعثسسة ) 7سسسنوات 23 +
للنبوة 30 +سنة للخلفة الراشسسدة 20 +سسسنة لسسسنوات
ملكه = كان المجموع ) 80سنة( ً.ً.ً.
أما إن كان عمره يسسوما البعثسسة ) 5سسسنوات( فيكسسون عمسسره
يوما توفي )78سنة( ،وإن كسسان عمسسره ) 86سسسنة( فيكسسون
عمره عاما البعثة ) 13عاماا( ،والمتوسط بين أكثر ما قيسسل
له من عمسسر سسسنة البعثسسة ) 13عامسساا( وأصسسغر مسسا قيسسل )5
سسسنوات( يكسسون عمسسره سسسنة البعثسسة نحسسو ) 9سسسنوات أو
عشر(ً.ً.ً.
والخلصة هنا:
يجسسب أن نعسسرف أنسسه نشسسأ فسسي بيئسسة معاديسسة للنسسبي )ص(
وللرسسسالة ً.ً.سسسواء مسسن ناحيسسة أبيسسه أبسسي سسسفيان )قائسسد
الحزاب( أو أمه هند بنت عتبة )آكلة كبد حمسسزة( أو عمتسسه
أما جميل )حالة الحطب( أو من يكبره من أخوته كحنظلسسة
وعمسسرو ) كانسسا أكسسبر مسسن معاويسسة وماتسسا علسسى الشسسرك( أو
أخواله كالوليد )المقتول ببدر( أو جده من جهة أمه )عتبسسة
بن ربيعة المقتسسول ببسسدر( أو أخسسو جسسده )شسسيبة بسسن ربيعسسة
المقتول ببدر أيضاا( ً.ً.ً.ً.المقصود أنسسك حيسسث اتجهسست تجسسد
المحيطين بهذا الغلما اليافع هم مسسن أشسسد قريسسش عسسداوة
للرسالة وصاحبها عليه أفضل الصلة والسسسلما ،هسسذا ل بسسد
أن يكسسون لسسه أثسسره علسسى نفسسسية هسسذا الغلما ،هسسذا الجسسو
المشسسحون بالعسسداء للنسسبي )ص( والسسوحي والرسسسالة ثسسم
بالعداء لقبيلة هذا النبي )ص( كان هذا الجو هو السسذي نشسسأ
فيه معاوية ول بد أن يترك أثره البليغ فيه ،ول يتخلص مسسن
هذه الثار إل من امتلك قسسوة إيمانيسسة كسسبرى ل نجسسدها فسسي
سيرة معاويةً.
وقسسد ذكسسر أهسسل السسسير والتواريسسخ أن المشسسركين كسسانوا
يسسسلطون الصسسبيان علسسى النسسبي )ص( لذيتسسه ،والصسسبيان
يسهل العتذار عن أعمالهم أو عسسدما اللتفسسات إليهسسا أصسسل ا
لمجرد أنهم )صبيان أو أطفال( ،بل من الطبيعي أن يندفع
– تلقائياا) -الطفال والغلمان( الذين يتربون في مثل هذه
الجواء المشحونة بالعداء ضد النبي )ص( من الطبيعي أن
يندفعوا في إلحاق الذى المعنوي أو المادي ضد الشسسخص
الذي يسسسمعون مسسن ذويهسسم بسسأنه )سسساحر ،كسسذاب ،شسساعر،
كاهن ،مجنونً.ً.ً.الخ( فكيف إذا كان الكبار من كفار قريش
يحرضون أبناءهم على هذا الذى؟ً!ً.
من الطبيعي جدا ا أن يكون معاويسسة مسسن هسسؤلء الصسسبية
الذين كانوا – بتحريض من ذويهم -يقومون بمهمسسة )الذى(
كحمل القاذروات للقائها فسسي طريسسق النسسبي )ص( أو عنسسد
بيته وربما للقائهسسا علسسى جسسسده الشسسريف وهسسو يصسسلي أو
يدعو ربه ً.ً.ً.لن بيت معاوية هسسو مسسن أشسسد السسبيوت عسسداء
للنبي )ص( ً.ً.ً.فهو إن حضر مجلس الرجال وجد فيه أبسساه
أبا سفيان وجده عتبة وخاله الوليد بن عتبسسة ً.ً.ً.وإن ذهسسب
لمجلس النساء كان فيهن هند بنت عتبة وأما جميل حمالسسة
الحطسسب ً.ً.ً.وأمثسسال هسسؤلء وهسسؤلء ً.ً.وإن حضسسر مجلسسسا ا
مشتركا ا اجتمع هذا الشر والعداء كلهً.ً.
إذن فمعاوية سواء من سن الخامسة أو السسسابعة أو
نحوهما من عمره كان قسد نشسأ علسى معساداة النسبي )ص(
ورسالته ً.
ثم نعلم أن النبي )ص( قد لبث في مكة ثلثة عشسسر عامسسا ا
يدعو قريشا ا إلى اليمسسان بسسالله ومكسسارما الخلق واجتنسساب
كبائر الذنوب مسسن ظلسسم وكسسذب وغيسسر ذلسسك )هسسذا وأمثسساله
موجود في السور المكية(ً.3
وعلى هذا يكون قد مر على معاوية أحداث الفترة المكيسسة
من الدعوة الجهرية إلى تعذيب أصسسحاب النسسبي )ص( مسسن
المستضعفين إلى هجرة الحبشة إلى حصسار الشسسعب إلسى
غير ذلك ً.ً.ً.وكانت قريسسش يومهسسا مسسن حيسسث العسسداوة ثلث
مسستويات ،فطسرف مبسسالغ فسي الخصسومة متطسرف فيهسسا،
وآخر معتدل فسسي الخصسسومة ،وطسسرف ثسسالث كسسان – رغسسم
بقسسائه علسسى الشسسرك -إل أنسسه كسسان ينافسسح عسسن النسسبي )ص(
وأصحابه ً.ً.
وكان معاوية من الطرف المتشدد ضد النبسسوة تبعسسا ا لبيسسه
وأمسسه وأعمسسامه ً.ً.ً.ولسسم يكسسن فسسي الطسسرف المعتسسدل مسسن
قريش كمطعم بن عسسدي وأبسسي البخسستري ول فسسي الطسسرف
المنافح كبني هاشم والمطلبً.ً.ً.
وكسسون معاويسسة وأهسسل بيتسسه كسسانوا طرفسسا ا فسسي الخصسسومة
الشديدة طيلة العهد المكسسي والمسسدني لبسسد أن يسسترك هسسذا
أثره على معاوية ل سيما وأنه لم يحسن إسلمه ،فقد كان
من المؤلفة قلسسوبهم ومسسن الطلقسساء ومسسن المعسستزلين يسسوما
حنين ومن المتأخرين في إجابة النبي )ص( إذا طلبسسه فسسي
أمر ،ثم كان بعد النبي )ص( – وخاصة من عهد عثمان إلى
وفاته -ممن تسسولى تنقسسص النسسبي )ص( وحسسرب أهسسل بيتسسه
وقتالهم ولعنهم على المنابر وتتبع أنصارهم وأنصسسار النسسبي
)ص( بما أمكنه من قتل أو تشنيع أو سب أو أمر بسسالبراءة
أي ليس المر كما يشسسيع بعسسض النسساس مسسن الحنابلسسة والوهابيسسة
وغيرهم من أن دعوة النبي )ص( فسسي مكسسة كسسانت مقتصسسرة فقسسط
على النطق بالشهادتين ونبذ الشرك ً.ً.ً.فهذه السور المكية – وهي
أغلب القرآن الكريم -فيها الكثير مسسن الوامسسر والنسسواهي المتعلقسسة
بالخلق والواجبات والمحرمات ً.ً.ً.
3
من الماما علي أو قطع الفيء أو نحسو ذلسك مسن المظسالم
التي ستأتي مفصلة في الجزء الثاني ً.ً.فمعاوية لم يحسن
إسلمه كما هو حال بعسسض المتسسأخرين فسسي السسسلما ً.ً.هسسذا
إضافة إلى ما ارتكبه من أمور أخرى ستأتي تفصيل ا ً.ً.ً.
هنسساك ) (40كسسبيرة علسسى القسسل مسسن أصسسل ) (70كسسبيرة
ارتكبهسسا معاويسسة ومرويسسة فسسي كتسسب أهسسل السسسنة بأسسسانيد
صحيحة ً.ً.التي لو ارتكبها غيره لكان المر في ذمه محسسل
إجماع ،لكن السلطة لها أثرها على النساس ،فسالمر السذي
أدى إلى تحسين صورته هو كونه )حكم الدولة( السسسلمية
واستطاع بما أوتسسي مسسن سسسلطة ودهسساء ومسسال وأعسسوان أن
يستخدما كل هذا في الدعاية لنفسه بأنه من خيار الصحابة
ومن خيار الملوك وأنه المهدي وأنه من أقارب النبي )ص(
ً.ً.ً.كما يفعل كثير من الحكاما الظلمة عبر العصور ً.ً.
هذه كانت إضاءة لمعاوية ومحيطه وسيرته والتفصيل فيها
يحتاج لبحوث ،وهذا أول البحوث ،أي ما يخص حقيقة إسلما
معاويسسسة ،وكل بحسسسث دينسسسي أو حسسسديثي أو تسسساريخي ل يبسسسدأ
بالستضاءة بالقرآن الكريم فهو قاصر ،وقد ل يهدي صسساحبه
إلى الحقيقة ،لذلك سنبدأ باستعراض عدة آيات من القسسرآن
الكريم تتحدث عن أبسسي سسسفيان ومعاويسسة وأمثسسالهم ،لننظسسر
هل تنبأ القرآن بمستقبلهم أما ل ،وهل كسسان فسسي هسسذا التنبسسؤ
فائدة أما ل؟ًً.
حاضنة قرآنية للسسسماح بسسالحكم علسسى إسسسلما معاويسسة وأبسسي
سفيان وأمثالهم بالسلب :
ل يجسسد المسسسلمون – وخاصسسة التيسسار السسسلفي -حرجسسا ا فسسي
الحكم على إسلما أبي سفيان ومعاوية وأمثالهما باليجسساب،
وإنمسسا يجسسدون حرجسسا ا شسسديدا ا فسسي الحكسسم علسسى إسسسلمهما
بالسلبً.
ولجل تجاوز هسسذا الحسسرج نسسسرد هنسسا مجموعسسة مسسن اليسسات
القرآنية الكريمة التي تتيح لمن شسسك فسسي إسسسلما هسسؤلء أن
شكه في إسلمهم له أصل في كتاب الله فل حرج مسسن ذك،
وكذلك له أصل في الحاديث النبوية والثار الصحابة وأقوال
التابعين وعلماء الحديث والمسسؤرخين ً.ً.فل ينحسسرج أحسسد مسسن
الحقيقسسة إذا علسسم صسسدقها ،أمسسا إذا لسسم يعلسسم فنحسسن ل نسسدعو
للتقليد للقول بالجهل والتقليد ،سواء من حكم بصحة إسلما
هؤلء تقليدا ا أو من حكم ببطلنه تقليداا ،نحسسن نسسدعو للبحسسث
وأن يشكل كل باحث قناعته بنفسهً.
فأنا ضسسد أي بسساحث يقسسول بكفسسر معاويسسة أو نفسساقه إذا كسسان
مقلداا ،مثلما أنا ضد من يقول بصحة إسلمه إذا كان مقلداا،
فالبحث أو قراءة البحاث قبل الحكم واجب علميً.
إذن فاليات التي تخبرنا بأن كفار قريش لن يؤمنوا ً.ً.فمسساذا
يعني هذا؟ً هل ذلك الحشد من اليات ل حقيقة له؟ً هسسل هسسو
توقع إلهي لسسم يصسسدق علسسى أرض الواقسسع؟ً نعسسوذ بسسالله مسسن
اعتقاد هذا العتقاد ،أما أن التاريخ لسسم يسسستطع ترجمسسة هسسذه
اليات ،ولم يجرؤ على ذكر دلئلها في الخارج؟ً ً.ً.وعلى كل
حال فهذه الحاضنة تزيل الحرج الذي قد يجده المسلم فسسي
الحكم بالنفاق على من تظاهر بالسلما من طلقسساء قريسسش
وخاصسسة مسسن سسساءت سسسيرتهم وصسسدر عنهسسم مسسا يضسساد هسسذا
اليمان مضادة تامسة ،وقسسد بحثسست مسسسألة ) إسسسلما قريسسش
ونفاقها( في القرآن الكريم سأختار منها عسسددا ا يسسسيرا ا مسسن
اليات مع شيء من التدبر لهاً.
-1آيات سورة يس:
في سورة يس وهي من آخر السسسور المكيسسة قسسال تعسسالى:
) يس )(1سس وال ر ب ض
كيم ن )(2سس إ نن ن ض
ن )(3
ك لض ن
ح ن
ن ال ر ض
مرر ض
ن ال ر ب
سسسنلي ض
مسس ض
قررآ ن
ض
ر
زي ض
حيم ن )(5سس ل نت بن رسسذ نضر
زيزن النر ن
ست ض ن
صضرا ط
ع ضضلى ن
م ر
ط ب
ل العض ن
قيم ط )(4سس ت ضن ر ن
ب
ض
م ض
قو ر ب
ل ع ضضلسسى
حق ن ا ل ر ض
ن )(6سس ل ض ض
قد ر ض
غافنبلو ض
م فضهب ر
ما أن رذ نضر آضباؤ بهب ر
ما ض
قضور ا
أ ضك رث ضرهم فضهم ضل يؤ رمنون ) (7إنا جعل رنا في أ ضع رناقه ض
ي
نن ض ض ض ن
ب ن ب ض
ض ن ن ر
ن ن ر ب ر
م أغ رضلال فضهن ض
ض
دا
م ر
إ نضلى ارل ضذ رضقا
ن أي ر ن
جعضل رضنا ن
سسس د
ن )(8سس وض ض
حو ض
م ب
م ض
ديهن ر
ق ض
م ب
ن فضهب ر
م ر
ن
ن ب ضي ر ن
دا فضأ ضغ ر ض
واءء
ن ض
م ضل ي بب ر ن
خل ر ن
وض ن
صسسبرو ض
س د
ن )(9سس وض ض
م ض
م فضهبسس ر
شي رضناهب ر
فه ن ر
سسس ض
م ر
ض
ض
ض
ن
م ضل ي بؤ ر ن
مبنو ض
مأ ر
ما ت بن رذ نبر ض
ن ) (10إ نن ن ض
م ت بن رذ نررهب ر
ما ل ض ر
م أأن رذ ضررت ضهب ر
ع ضل ضي رهن ر
م ن
ض
ب فضب ض ر
ات نب ضعض الذ رك رضر وض ض
مغ ر ن
خ ن
فسسضرةط وضأ ر
ي النر ر
شسسرره ب ب ن ض
ح ض
ن ب نسسال رغضي ر ن
مسس ض
ش ض
جسسرط
ريم ط )ً.(11
كض ن
تفسير هذه اليات:
هذه اليات ل تحتاج إلى تفسير ،وإنما تحتاج إلى إيمسسان بسسأن
الله علما الغيوب ،وهي أصرح اليات في تخصيص قريش )
وقد يراد بقية العسسرب فسسي ذلسسك الزمسسان( بسسأن أكسسثرهم لسسن
يؤمنً.ً.وقد تكررت هذه المعاني فسسي أوائسسل سسسورة البقسسرة
المدنية كما سسسيأتي ،وهسسذا دليسسل علسسى أن أكسسثر مسسن يطلسسق
عليهم الطلقاء والعراب يومئذ يجب الشك في إيمانهم مسسع
البقاء على مسمى السلما في حق كل من انضم إلى دولسسة
النبوة ،وإن كان متظاهرا ا بالسلما منافقا ا في الباطن ،فسسإذا
كان قد حج مع النبي )ص( كما يقال نحو 114ألف نسسسمة،
فلبد أن يكون أكثرهم غير مؤمنين ،وإنما مسلمون بالسم،
بين كافر ومنافق ومن في قلبه مرض وصسساحب دنيسسا ً.ً.هسسذا
هو الواقع التاريخي الذي لسسو بنينسسا عليسسه فهسسم تاريسسخ الصسسدر
الول ،لخرجنسسا بفهسسم كامسسل لمسسا جسسرى فسسي التاريسسخ كلسسه،
ولخرجنا بهداية القرآن الكريم من تخبط الحكاما التي أتسست
نتيجة لبعدنا عن هسسذه الحقيقسسة القرآنيسسة وكأننسسا ل نسسؤمن أن
الله يعلم الغيب ،ويعرف أحوال الناسً.
قاعدة يجب تذكرها دائماا:
نزلت هذه اليات وكان أبو سفيان ومعاوية من كبار هسسؤلء
المقصسودين فسي اليسة والبقيسسة تبسع لهسم ،فسسإذا تمست تبرئسسة
الرأس تبعه تبرئة التباع من باب الولى ،وبهذا يبطل معنسسى
ة ويصبح لغوا ا وتوقعا ا كاذبسساا ،تعسسالى اللسسه عسسن ذلسسك،
الية كلي ا
بينما البقاء على اتهاما الرؤوس سسسيبقي معسسه بعسسض التبسساع
فيبقى معنى الية صادقا ا وله مصاديق في الخارج ،والعقلية
السسسلفية دائمسسا ا تحسسب اتهسساما التبسساع وتبرئسسة السسرؤوس لنهسسا
تخشى من الرؤوس وأشياعهم ،بينما القسسرآن الكريسسم علسسى
العكس فهو يتهم الرؤوس أكسسثر مسسن التبسساع ،وهسسذا مرجعسسه
إلى الخوف ،فالله ل يخاف من الرؤوس حتى يبرئهم ويتهسسم
أتبسساعهم المسسساكين ،بينمسسا السسسلفيون يخسسافون السسرؤوس
فيبرئونهم ويتهمون التبسساع وهسسذا ملحسسظ إلسسى اليسسوما ،فسسإذا
ارتكبسست مجموعسسات مسسن أتبسساع ابسسن تيميسسة أو غيسسره جرائسسم
بفتاوى منهم ،قاما هؤلء المدافعون عن السسرؤوس وضسسربوا
التباع بشتى الفتاوى وبرؤوا ذلك الرأس وأنه مسسا شسساء اللسسه
عليه في الحقوق وحب السلم!
وتبرئة هؤلء لرؤوس كفار قريسسش هسسو مسسن هسسذا البسساب ،فل
مانع عندهم إن صحت الية في التباع ولو كثروا ،ولكنهسسم ل
يرضون أبدا ا تنزيلها في رأس من الرؤوس المطاعين الذين
هم أصسسل ضسسلل هسسؤلء التبسساع ،وهسسذا التشسسويش فسسرع مسسن
الجهل بسسالله تعسالى وسسننه فسسي خلقسه مسن البتلء والفتنسة،
وجهل باليات السستي تخسسبر بسسأن أكسسثر النسساس ل يؤمنسسون وأن
أكثرهم للحق كارهون وأن أكثرهم أتباع الظنونً.ً.الخ ،فهسسم
يحتجون بالكثرة أيضا ا لنهم يخافون ،ويبغضون القلسسة لنهسسم
يتشبهون بالرؤوس المطاعين ،وكم من أحمسسق مطسساع فسسي
تاريخ السلما وقف حجر عسسثرة عسسن تسسدبر كتسساب اللسسه حسستى
أنني أجزما أن بعض القراء سيتفاجأ بمثل هذه اليات وكسسأنه
يقرأها لول مرةً.
-2آيات سورة السجدة :
مت ضسسى هضسس ض
م
ذا ال ر ض
في سورة السجدة ) :وضي ض ب
ح إن ر
فت رسس ب
قول بسسو ض
ن ك بن رت بسس ر
ن ض
ن )(28سس قب ر
م
ن كض ض
ما ال ر ض
ح ضل ي ضن رفضعب ال ن ن
ل ي ضور ض
مسسان بهب ر
فبروا نإي ض
ض
ذي ض
صاد ننقي ض
فت ر ن
ض
م ي بن ر ض
م
وضضل ب
م ضوان رت ض ن
ظسسبرو ض
ظسسرر إ نن نبهسس ر
ض ع ضن ربهسس ر
هسس ر
ن )(29سس ضفسسأع ررن ر
ن )] (30السجدة[
من رت ضظ نبرو ض
ب
شيء من التدبر:
ما المراد بالفتح هنا؟ً هل هو الفتح السسدنيوي كفتسسح الحديبيسسة
) الفتح المبين( أو فتح مكة؟ً أما المراد بالفتح يوما القيامة ً.ً.
– محل بحث /وإن كان المراد بالفتح الفتسسح السسدنيوي ) فتسسح
الحديبية أو فتح مكة( فدللتها على نفسساق الطلقسساء واضسسحً.ً.
وإن كان المراد بفتح يوما القيامسسة فيبقسسى أيضسسا ا نصسسف مسسن
الحتمال بعدما إسلما الطلقاء كأن يكسسون المعنسسى )فل ينفسسع
الذين كفروا ساعة نزول اليات إيمانهم الظاهري فيما بعد(
لن اليمان في القرآن له عسسدة مسسستويات ،أدناهسسا التسسسليم
كالسلما الظاهري ،وهذا يحتاج لبحثً.
الكلما على معنى الفتح في الية:
مضتى هض ض
ن)
ذا ال ر ض
قوله تعالى ) :وضي ض ب
ح إن ر
فت رسس ب
قوبلو ض
ن ك بن رت بسس ر
ن ض
م ض
صسساد ننقي ض
(28سس قب ر
م
ن كض ض
ح ضل ي ضن ر ض
ما ال ر ض
فسسعب ال نسس ن
ل ي ضسسور ض
م وضضل هبسس ر
مسسان بهب ر
فسسبروا نإي ض
ذي ض
فت رسس ن
ض
ن )(30
من رت ضظ نسسبرو ض
ي بن رظ ضبرو ض
م ب
م ضوان رت ضظ نرر إ نن نهب ر
ض ع ضن رهب ر
ن )(29سس فضأع ررن ر
]السجدة[( جاء في كثير من التفاسير :أنه يسسوما فتسسح مكسسة!
وقيل يوما بدر ،وقد انشسسغل أصسسحاب الميسسول المويسسة بنفسسي
هذا التفسير لنه يبطل إيمان قريش ،وزعموا أن الفتسسح هنسسا
المراد به يوما القيامة! وقد يرى هسسذا مسسن ليسسس عنسسده تلسسك
الميول من باب التقليد أو الظن ً.ً.ولكن بما أن القسسوما أهسسل
روايسسة وتفسسسير بسسالثر فهسسذا بعسسض التفسسسير بالمسسأثور لهسسذه
الية ً.ً.وهذا التفسير الذي نورده هو احتمال من الحتمسسالت
القوية ول نجوما بهً.ً.
ففي تفسسسير البغسسوي :تفسسسير البغسسوي ) -ج / 6سس ص (310
مضتى هض ض
ن { قيل :أراد بيوما
ذا ال ر ض
)وضي ض ب
ح إن ر
فت ر ب
قوبلو ض
ن ك بن رت ب ر
ن ض
م ض
صاد ننقي ض
الفتح يوما القيامة الذي فيه الحكم بيسسن العبسساد ،قسسال قتسسادة:
ما
قال أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم للكفار :إن لنا يو ا
نتنعم فيه ونستريح ويحكسسم بيننسسا وبينكسسم ،فقسسالوا اسسستهزااء:
متى هذا الفتح؟ً أي :القضاء والحكم ،وقسسال الكلسسبي :يعنسسي
فتح مكة ً.وقال السدي :يوما بسسدر لن أصسسحاب النسسبي صسسلى
اللسه عليسسه وسسلم يقولسسون لهسم :إن اللسه ناصسسرنا ومظهرنسا
عليكم ،فيقولون متى هذا الفتح؟ً } ً.قب ر
ح { يسسوما
ما ال ر ض
ل ي ضور ض
فت رسس ن
م { ومن حمسسل الفتسسح
ن كض ض
القيامة } ،ل ي ضن ر ض
فع ب ال ن ن
مان بهب ر
فبروا نإي ض
ذي ض
على فتح مكة أو القتل يوما بسسدر قسسال :معنسساه ل ينفسسع السسذين
كفروا إيمانهم إذا جاءهم العذاب وقتلوا(!
وفسسي تفسسسير ) العسسز( ابسسن عبسسد السسسلما ) -ج / 5سس ص (8
مضتى هض ض
ح{
ن ) } (28ال ر ض
ذا ال ر ض
)وضي ض ب
فت ر ب
ح إن ر
فت ر ب
قوبلو ض
ن ك بن رت ب ر
ن ض
م ض
صاد ننقي ض
فتح مكة ،أو القضاء بعذاب الدنيا ،أو بالثواب والعقاب فسسي
الخرة اهس
وبعضهم ودرى ) من التورية( عن قريش ببني خزيمسسة وبنسسي
كنانة مع إقراره بأنه فتح مكة! وقريش هم من نسسسل كنانسسة
وخزيمة!
ففي تنوير المقبسساس ) -ج / 1سس ص (435المنسسسوب لبسسن
ن { يعني بني خزيمة وبنسسي كنانسسة } مسستى
عباس } :وضي ض ب
قوبلو ض
هذا الفتح { فتح مكة } نإن ب
ن { أن يفتسسح لكسسم
كنت بسس ر
م ض
صسساد ننقي ض
يسسسخرون بسسذلك علسسى المسسؤمنين } قبسس ر
ل { يسسا محمسسد لبنسسي
فسسعب السسذين
ما الفتسسح { فتسسح مكسسة } ل ض ضين ض
خزيمة وكنانسسة } ي ضسسور ض
م
م { مسسن القتسسل } وضل ض هبسس ر
مان بهب ر
كفروا { بني خزيمة )!( } إ ني ض ض
ض
م { عسسن بنسسي
بينظ ضبرو ض
ض ع ضن رهبسس ر
ن { يؤجلون من القتل } فضأع ررن ر
خزيمة ول تشتغل بهم } وانتظر { هلكهم يوما فتسسح مكسسة }
ن { هلكك فسسأهلكهم اللسسه يسسوما فتسسح مكسسة اهسسس
منت ضظ نبرو ض
م ي
إ نن نهب ر
قلت :وقريش من بني خزيمة ومن بني كنانة ولكن المؤلف
صرف المعنى عن قريش إلى الجد العلى!
غضب ابن كثير :وقد غضب ابن كثير – لرائه الشامية -من
هذا التفسير ،لنسسه يعنسي أن الطلقساء لسم يسسسلموا أصس ا
ل ،ول
ينفعهم إيمانهم الظاهري ،فقال في تفسير ابن كثير ) -ج 6
ح مكة
ن زعم أن المراد من هذا الفتح فت ب
/ص ً.ً.) (374ومض ر
جعة ،وأخطأ فأفحش ،فإن يسسوما الفتسسح قسسد قضب نسسل
فقد أبعد الن ن ر
رسو ب
ل الله صلى الله عليه وسلم إسلما الطلقاء ،وقد كانوا
قريابسسا مسسن ألفيسسن ،ولسسو كسسان المسسراد فتسسح مكسسة لمسسا قبسسل
إسلمهم(! ويقال له :من قال لك يا ابن كسسثير رحمسسك اللسسه
بأن النبي )ص( يعامل الناس بما في القلوب؟ً فالنبي )ص(
يقبل من الناس الظاهر حتى ولسسو علسسم البسساطن ،واللسسه فسسي
الية يخبر عن الباطن والحقيقة إن صح كونها في فتح مكة،
وماذا يريد ابن كثير مسسن النسسبي )ص( أن يفعسسل؟ً أن يقتلهسسم
مث ا
ل؟ً كان النبي )ص( قد قال ) اذهبوا فأنتم الطلقسساء( قبسسل
أن يسلموا ،وصاحوا يوما حنيسسن )بطسسل السسسحر اليسسوما( ولسسم
يعاقبهم ،وحاولوا اغتياله أكثر من مسسرة ولسسم يعسساقبهم ،فهسسل
إسلمهم مقبول في كل هذه المواقف؟ً ثم ماذا سيقول ابن
كثير في قوله تعالى ) لقد حق القول علسسى أكسسثرهم فهسسم ل
يؤمنسسون(؟ً وهسسذه نزلسست فسسي قريسسش فسسي العهسسد المكسسي أو
تتناولهم بالولوية حسب سياق الياتً.
رأي أبي جعفر النحاس :وقال أبو جعفر النحاس فسسي كتسسابه
الناسخ والمنسوخ ) -ج / 1سس ص (675فسسي تفسسسير سسسورة
الفتح فسسي تفسسسير معنسسى الفتسسح فسسي هسسذه السسسورة) :فمسسن
الناس من يتوهم أنه يعني بهذا فتح مكة وذلك غلسسط والسسذي
عليه الصحابة والتابعون غيره حتى كأنه إجماع كما روى أبسسو
إسحاق عن البراء إنا فتحنا لك فتحا مبينا قال تعسسدون الفتسسح
فتح مكة وإنما نعده فتح الحديبيسسة كنسسا أربسسع عشسسرة مائسسة /
وكذا روى العمش عن أبي سفيان عسسن جسسابر قسسال تعسسدون
الفتح فتح مكة وإنما هو الحديبية /وكذا قال أنس بن مالك
وابن عباس وسهل بن حنيف والمسور بسسن مخرمسسة /وقسسال
به من التابعين الحسن ومجاهسسد والزهسسري وقتسسادة ً.ً.ً.السسخ -
ثم قال –
)وقد كان بعض العلماء يتأول أنه إنما قيسسل ليسسوما الحديبيسسة
الفتح لنه كان سببا لفتح مكة وجعلسسه مجسسازا كمسسا يقسسال قسسد
دخلنا المدينة إذا قاربنا دخولها ،وأبين ما في هذا ما حسسدثناه
أحمد بن محمد بن الحجاج قال حدثنا يحيى بن سليمان قال
حدثني الجلح عن محمد بن إسحاق عن ابن شهاب بإسناده
لم قال لم يكن في السلما فتح أعظم منه كانت الحرب قد
حجرت بين النسساس فل يتكلسسم أحسسد وإنمسسا كسسان القتسسال فلمسسا
كانت الحديبية والصلح وضعت الحرب وأمن الناس فتلقسسوا
ولم يكلم أحد بعقد السلما إل دخل فيه ولقد دخل في تلسسك
السنين مثل من كان قبل ذلك أو أكثر وهذا قول حسن بين
/وقال جل وعز ) ل يستوى منكم من أنفق من مقبل الفتح
وقتل أولئك أعظم درجه من الذين أنفقوا من بعسسد وقسساتلوا(
كان هذا في يوما الحديبية أيضا جاء بذلك التوقيف عن النبي
صلى الله عليه و سلم أنه قال لصحابه هذا فسسرق مسسا بينكسسم
وبيسسن النسساس وفسسي الحسسديث ل تسسسبوا أصسسحابي فلسسو أنفسسق
أحدكم ملء الرض ما بلغ من أحدهم ول نصسسيفه وهسسذا فسسي
الذين أنفقوا قبل الحديبية وقاتلوا( اهس
قلت :إذا كان الفتح يوما الحديبيسسة فهسسو أبلسسغ ً.ً.وأعسسد قسسراءة
الية تعرف ذلكً.ً.
-3آيات سورة هود:
في آخر سورة هود تلميح إلى كفر قريش ،وانه لن يسسؤمن
منهم إل من قد آمن ،وأنه مثلما أعسسد نسسوح السسسفينة لينجسسو
منهسسم فيجسسب علسسى النسسبي )ص( الهجسسرة فلسسن يسسؤمن مسسن
ض
ن افرت ضضراه ب قبسس ر
ه
ما ي ض ب
قوبلو ض
قومهم إل من قد آمن) :أ ر
ن افرت ضضري رت بسس ب
ل إن ن
ض
ي إ نل ضسسى
ن )(35سس وضبأو ن
ريءء ن
جضرا ن
مو ض
ما ت ب ر
مي وضأضنا ب نض
ي إن ر
جرن ب
م ن
حسس ض
فضعضل ض ن
نو ض
ض
م ض
مسسا
ن قضور ن
ن ن
ن ي بؤ ر ن
س بن ض
ن قضد ر آ ض
ك إ ننل ض
ح أن ن ب
ن فضضل ت ضب رت ضئ ن ر
م ض
م ر
م ر
م ض
ه لض ر
ب ط
ض
ض
فرلسس ض
حي نضنسسا وضضل
صسسن ضنع ال ر ب
كسسابنوا ي ض ر
ك ب نأع ري بن نضنسسا وضوض ر
فعضبلسسو ض
ن )(36سس ضوا ر
ن )] (37هود[
تب ض
خاط نب رنني نفي ال ن ن
مغرضربقو ض
م ب
موا إ نن نهب ر
ن ظ ضل ض ب
ذي ض
قلت :والواقع أنه لم يسلم بعد الهجرة من المشهورين إل
وكان في سيرته وسلوكه ما يثير الريبة ً.ً.فتتبعسسوا سسسيرهم
وانظروا ،اللهم إل إن شذ شاذ بصلح سسسيرة ول أجسسد هسسذا
إل في بعض المغمورينً.
-4آيات سورة السراء :
هم أخبروا عسسن أنفسسسهم أنهسسم لسسن يؤمنسسوا حسستى تتحقسسق
ذا ال ر ب ض
س نفي هض ض
ن
معجزات كبرى ) :وضل ض ض
ن ن
قد ر ض
مسس ر
قررآ ن
صنرفرضنا نللننا ن
ض
ض
كب ر
ن
س إ ننل ك ب ب
ن ن بؤ ر ن
ل ض
م ض
فوارا ) (89وضضقابلوا ل ض ر
مث ض ط
ل فضأضبى أك رث ضبر الننا ن
رض
عا ) (90أ ضور ت ض ب
ن لض ض
لض ض
ة
حنتى ت ض ر
ض ي ضن رببو ا
جن ن ء
جضر ل ضضنا ن
ك ض
كو ض
ف ب
ك ض
م ض
ن ا
بحث في إسلما معاوية بن
أبي سفيان
دراسة حقيقة إسسلما معاويسة بسن أبسسي سسفيان وهسل أسسلم
طائعا ا أما مكرهاا؟ً صادقا ا أما منافقاا؟ً
من القرآن الكريم والسنة النبوية وآثسسار الصسحابة والتسابعين
وجملة من أقوال العلماء قديما ا وحديثااً.
الطبعة الولى
محتويات الكتاب:
تمهيدً.ً.
نبذة كاشفة عن معاوية وسيرتهً.ً.
حاضنات قرآنية ً.ً.من عدة سورً.ً.
إسلما معاوية عند السلفية العتيقةً.ً.
أول ا :أقوال عمار بن ياسر في حقيقة إسلما معاوية
رأي عمار بن ياسر في إسلما معاوية هو رأي ثمانين بدريا ا ً.ً.
ثانيا ا :قول سعيد بن زيد في إسلما معاويةً.
ثالثاا :قول عبد الله بن عمر في إسلما معاويةً.
رابعاا :أقوال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب في إسلما
معاويةً.
خامساا :أقوال الحسن بن علي في إسلما معاويةً.
سادساا :أقوال الحسين بن علي في إسلما معاويةً.
سابعاا :قول أبي أيوب النصاري في إسلما معاويةً.
ثامناا :قول قيس بن سعد بن عبادة النصاري
تاسعاا :قول عبد الله بن عباس في إسلما معاويةً.
عاشراا :قول عبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعي
ومن التابعين:
-
قول محمد بن أبي بكر في إسلما معاويةً.
-
قول محمد بن الحنفية في إسلما معاويةً.
الخلصة العامة في إسلما معاويةً.ً.
مسألة الحرج من القول بنفاقهً.ً.
موقف النبي )ص( من عقيدة الصحابة في أبي سفيانً.ً.
لماذا لم يشتهر نفاق معاوية؟ً
الخلصة الخيرة
الملحق والزيادات:
-1الدلئل الخارجية على نفاق معاوية ً.ً.من أفعاله وأقوالهً.ً.
-2مواقف معاوية وبني أمية من النبي )ص( وسائر
المقدساتً.ً.
تفصيلت في بعض الدلئل الخارجيةً.ً.
-3دفنا ا دفنااً.ً.
-4فاصبروا حتى تلقوه!
-5التعيير بصحبة النبي )ص(ً.ً.
-6زيادات مختارة ً.ً.
-7دين الطاعةً.ً.
-8الشجرة الملعونة وقول اللوسيً.ً.
-9معالم دين بني أمية ً.ً.لو كتب له النجاحً.ً.
الختم على أعناق الصحابةً.ً.
-10
الخاتمةً.ً.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله جاعسسل الظلمسسات والنسسور ،ليبلونسسا فيمسسا آتانسسا مسسن
النعم ،والصلة والسلما على النبي الكرما السسذي تسسرك أمتسسه
على المحجة البيضاء ليلها كنهارها ،وحذر أمته من كل قائسسد
فتنسسة مبالغسسة فسسي التحسسذير واسسستكمال ا للحجسسة و وتحقيقسسا ا
للبتلء ً.ً.أما بعد:
1
فإن إسسسلما معاويسسة بسسن أبسسي سسسفيان ل نعنسسي بسسه السسسلما
العاما ،الذين يتسع حتى للمنافقين والعراب ،مسسن التظسساهر
بالسلما والنطسسق بالشسسهادتين اللسستين بهمسسا يعصسسم السسسلما
الدما والمال ،وإنمسسا نعنسسي ذلسسك السسسلما السسذي يسسؤمن بنبسسوة
النبي )ص( ،واليمان بنبوة النبي )ص( هي مفتسساح السسسلما،
لنه من آمسسن بسسالنبي )ص( فسسإنه يسسؤمن بسسالله واليسسوما الخسسر
والملئكة والواجبسسات والمنهيسساتً.ً.السخ ،بينمسا اليمسسان بسسالله
فقط أو باليوما الخر ل يستلزما اليمسسان بسسالنبي )ص( كأهسسل
ل ،فإيمانهم ولي في هذا مبحث قد ل يكون مفيدا ا
الكتاب مث ا
أن أستعرض كل الحسساديث والروايسسات ،وقبسسل ذلسسك اليسسات
الكريمة التي تتحدث عن كفار قريسش ،إنمسا سأختصسر هنسا،
معظم هذا البحث تم إدارجه في بحث حديث الدبيلة ،وهنا زيادات
مهمةً.
1
وسأخصص هذا البحث في اليات الكريمة أول ا التي تخبرنسسا
بأن الذين كفروا لن يؤمنوا ،ومسسن هسسم هسسؤلء السسذين كفسسروا
الذين أخبر الله بأنهم لن يؤمنوا ،وهسسذا يتعلسسق بمسسدى إيمسسان
المؤمنين بأن الله يعلم الغيب ً.ً.وهذه عقيدة يجب تقديمها
علسسى مسسسألة أن النسسبي)ص( اسسستكتب معاويسسة أو أن عمسسر
استعمله أو أن أحمسسد بسسن حنبسسل أثنسسى عليسسه ً.ً.فسسالنبي )ص(
يعامسسل النسساس حسسسب مسسا يظهسسرون ولسسو كسسان يعلسسم أنهسسم
منافقون ،وأما عمر فليس معصوما ا في تولية المريب ،فقد
استعمل النسسبي )ص( -وهسسو أفضسسل مسسن عمسسر – الوليسسد بسسن
عقبة علسسى صسسدقات بنسسي المصسسطلق فخسسان وغسسدر وفسسسق
وكذب وأنزل الله فيه ) إن جاءكم فاسق بنبأ فتبيوا( ً.ً.وأمسسا
أحمد بن حنبل أو أبو الربيسسع الحلسسبي أو ابسسن تيميسسة فليسسست
آراؤهم أولى بالخذ من آراء علي وعمار وأبي ذر وعبادة بن
الصامت وأبي ذر الغفاري وأمثالهم ممن يتهمسسون معاويسسة،
بل عمار بن ياسر وحده أولى من جميع هؤلءً.ً.
وسنتوسع في مسسا ورد علسسى لسسسان علسسي وعمسسار بسسن ياسسسر
ومحمد بن الحنفية وأمثالهم من السلف الصالح ً.ً.وسسسأترك
تلسسك الروايسسات السسسلفية ) البدريسسة والرضسسوانية( فسسي ذما
معاوية ،وأقتصر فقط على وما ورد عنهم من ) أن معاويسسة
لم يسلم أصل ا( ،فل يدخل في هذا موته علسسى غيسسر السسسلما
مثل ا لن الرجل قد يسلم ثم ينسسافق أو يرتسسد ً.ً.إنمسسا سسسيكون
البحث في حقيقة إسلمه ،هل أسلم صادقا ا أما أنه استسلم
فقط حتى وجد على الحق أعوانسساا ،وهسسذا السسرأي الخيسسر هسسو
رأي السلفية العتيقة ،وهو غريب عند السلفية المحدثسسة بسسل
مسسستنكر ً.ً.ولسسو تأكسسدت السسسلفية المحدثسسة مسسن صسسحة هسسذه
دعون أهل بسسدر مسسن أجسسل معاويسسة ،وهسسم قسسد
القوال فقد يب د
فعلوا أكثر من ذلك ،فأحالوا ذما النبي )ص( لمعاوية إلى ذما
للنبي وتبرئة لمعاوية! كمسسا فسسي تعليلهسسم لحسسديث ) ل أشسسبع
الله بطنه( فهم حكموا بأن معاوية غير مسسستحق وأن النسسبي
)ص( قد أخطسسأ عنسسدما ذما غيسسر مسسستحق ،وأن دعسسوة النسسبي
)ص( عليه ستتحول إلى أجر لمعاوية لنه غير مستحق ولن
النبي )ص( قال ) -كما في صحيح مسلم ) -إنما أنا بشسسر ،
ب كمسا يغضسسب البشسسر ،
ضسس ب
أرضى كمسا يررضسسى البشسسر ،وأغ ر ض
ت عليه من أمتي بدعوة ليس لهسسا بأهسسل ،أن
فأييما أحد دعو ب
تجعلها له طهسسورا وزكسساة ،وبقربسسة تقرربسسه بهسسا يسسوما القيامسسة(
فالسلفية العتيقة كالصسسحابة والنسسسائي كسسانوا يسسذكرون هسسذا
الحديث في ذما معاوية ،لكن السلفية المحدثسسة حسسولته إلسسى
فضائل معاوية وأنه غير مستحق وأنه مأجور ،مثلما حكمسست
بأنه مأجور على قتال علي ولعنه له على المنابر ً.ً.يعني أنسسه
اجتهد فأخطأ وله أجسسر وذنبسسه مغفسسور ،وكلمسسا زادت جرائمسسه
ومظالمه زاد أجره عند الله لن له بكل جريمسسة أجسسرا ا وفسسي
كل مظلمة اجتهسساداا ً.ً.وهسسذا أثسسر مسسن آثسسار حسسب الظسسالمين،
فحب الظالمين خطير جدا ا وقد يطبع الله بسسه علسسى القلسسوب
والبصسسار ،فل تعسسرف معروفسسا ا ول تنكسسر منكسسراا ،ومسسن هنسسا
ضرورة تنبيه الناس إلى البراءة من الظالمين ومنابذتهمً.
نبذة كاشفة عن معاوية وسيرته:
التفصيل في سيرة معاويسسة يطسسول ويخسسرج الكتسساب عسسن
الهدف المحدد من هسسذا الجسسزء المخصسسص فسسي )المنسساقب
والمثالب( ً.ً.لكن كان ل بد من السسستعراض السسسريع دون
كسسثير توثيسسق لطسسوار حيسساته والبيئسسة المحيطسسة بسسه لتلمسسس
التكوينات والمؤثرات الساسسسية فسسي شخصسسيته السستي قسسد
نستطيع أن نفسر بها بعض القضايا السستي استعصسست علسسى
التفسير عند كثير من المؤلفين والبسساحثين فسسي التاريسسخ ً.ً.ً.
إذ أن البعسض يصسسعب عليسسه أن يجمسسع بيسسن أمريسسن يبسسدوان
متناقضين في شخصية مثل شخصية معاويةً.
ولد معاوية قبل البعثة بخمس سسسنين وقيسل بسسبع وقيسسل
بثلث عشسسرة وقيسسل غيسسر ذلسسك ً.ً.ً. 2وكسسذلك اختلفسسوا فسسي
عمره ،فقيل مات وهو ابن 82سسسنة وقيسسل 78وقيسسل 86
وقيل غير ذلكً.ً.
انظسسر ترجمتسسه فسسي الصسسابة لبسسن حجسسر وتهسسذيب لكمسسال للمسسزي
وغيرهما ،والكتابان يرتبان السماء حسب الحروف ولهمسسا طبعسسات
مختلفة ،فإذا أحلت على كتاب يرتب حسب الحروف ل أحيل للجزء
والصفحة لسهولة الوقوف على الترجمةً.
2
فإذا أخذنا المتوسط من هذا كله وقلنا أن عمره كان) نحو
80سنة ( فيكسسون عمسسره يسسوما البعثسسة ) 7سسسنوات 23 +
للنبوة 30 +سنة للخلفة الراشسسدة 20 +سسسنة لسسسنوات
ملكه = كان المجموع ) 80سنة( ً.ً.ً.
أما إن كان عمره يسسوما البعثسسة ) 5سسسنوات( فيكسسون عمسسره
يوما توفي )78سنة( ،وإن كسسان عمسسره ) 86سسسنة( فيكسسون
عمره عاما البعثة ) 13عاماا( ،والمتوسط بين أكثر ما قيسسل
له من عمسسر سسسنة البعثسسة ) 13عامسساا( وأصسسغر مسسا قيسسل )5
سسسنوات( يكسسون عمسسره سسسنة البعثسسة نحسسو ) 9سسسنوات أو
عشر(ً.ً.ً.
والخلصة هنا:
يجسسب أن نعسسرف أنسسه نشسسأ فسسي بيئسسة معاديسسة للنسسبي )ص(
وللرسسسالة ً.ً.سسسواء مسسن ناحيسسة أبيسسه أبسسي سسسفيان )قائسسد
الحزاب( أو أمه هند بنت عتبة )آكلة كبد حمسسزة( أو عمتسسه
أما جميل )حالة الحطب( أو من يكبره من أخوته كحنظلسسة
وعمسسرو ) كانسسا أكسسبر مسسن معاويسسة وماتسسا علسسى الشسسرك( أو
أخواله كالوليد )المقتول ببدر( أو جده من جهة أمه )عتبسسة
بن ربيعة المقتسسول ببسسدر( أو أخسسو جسسده )شسسيبة بسسن ربيعسسة
المقتول ببدر أيضاا( ً.ً.ً.ً.المقصود أنسسك حيسسث اتجهسست تجسسد
المحيطين بهذا الغلما اليافع هم مسسن أشسسد قريسسش عسسداوة
للرسالة وصاحبها عليه أفضل الصلة والسسسلما ،هسسذا ل بسسد
أن يكسسون لسسه أثسسره علسسى نفسسسية هسسذا الغلما ،هسسذا الجسسو
المشسسحون بالعسسداء للنسسبي )ص( والسسوحي والرسسسالة ثسسم
بالعداء لقبيلة هذا النبي )ص( كان هذا الجو هو السسذي نشسسأ
فيه معاوية ول بد أن يترك أثره البليغ فيه ،ول يتخلص مسسن
هذه الثار إل من امتلك قسسوة إيمانيسسة كسسبرى ل نجسسدها فسسي
سيرة معاويةً.
وقسسد ذكسسر أهسسل السسسير والتواريسسخ أن المشسسركين كسسانوا
يسسسلطون الصسسبيان علسسى النسسبي )ص( لذيتسسه ،والصسسبيان
يسهل العتذار عن أعمالهم أو عسسدما اللتفسسات إليهسسا أصسسل ا
لمجرد أنهم )صبيان أو أطفال( ،بل من الطبيعي أن يندفع
– تلقائياا) -الطفال والغلمان( الذين يتربون في مثل هذه
الجواء المشحونة بالعداء ضد النبي )ص( من الطبيعي أن
يندفعوا في إلحاق الذى المعنوي أو المادي ضد الشسسخص
الذي يسسسمعون مسسن ذويهسسم بسسأنه )سسساحر ،كسسذاب ،شسساعر،
كاهن ،مجنونً.ً.ً.الخ( فكيف إذا كان الكبار من كفار قريش
يحرضون أبناءهم على هذا الذى؟ً!ً.
من الطبيعي جدا ا أن يكون معاويسسة مسسن هسسؤلء الصسسبية
الذين كانوا – بتحريض من ذويهم -يقومون بمهمسسة )الذى(
كحمل القاذروات للقائها فسسي طريسسق النسسبي )ص( أو عنسسد
بيته وربما للقائهسسا علسسى جسسسده الشسسريف وهسسو يصسسلي أو
يدعو ربه ً.ً.ً.لن بيت معاوية هسسو مسسن أشسسد السسبيوت عسسداء
للنبي )ص( ً.ً.ً.فهو إن حضر مجلس الرجال وجد فيه أبسساه
أبا سفيان وجده عتبة وخاله الوليد بن عتبسسة ً.ً.ً.وإن ذهسسب
لمجلس النساء كان فيهن هند بنت عتبة وأما جميل حمالسسة
الحطسسب ً.ً.ً.وأمثسسال هسسؤلء وهسسؤلء ً.ً.وإن حضسسر مجلسسسا ا
مشتركا ا اجتمع هذا الشر والعداء كلهً.ً.
إذن فمعاوية سواء من سن الخامسة أو السسسابعة أو
نحوهما من عمره كان قسد نشسأ علسى معساداة النسبي )ص(
ورسالته ً.
ثم نعلم أن النبي )ص( قد لبث في مكة ثلثة عشسسر عامسسا ا
يدعو قريشا ا إلى اليمسسان بسسالله ومكسسارما الخلق واجتنسساب
كبائر الذنوب مسسن ظلسسم وكسسذب وغيسسر ذلسسك )هسسذا وأمثسساله
موجود في السور المكية(ً.3
وعلى هذا يكون قد مر على معاوية أحداث الفترة المكيسسة
من الدعوة الجهرية إلى تعذيب أصسسحاب النسسبي )ص( مسسن
المستضعفين إلى هجرة الحبشة إلى حصسار الشسسعب إلسى
غير ذلك ً.ً.ً.وكانت قريسسش يومهسسا مسسن حيسسث العسسداوة ثلث
مسستويات ،فطسرف مبسسالغ فسي الخصسومة متطسرف فيهسسا،
وآخر معتدل فسسي الخصسسومة ،وطسسرف ثسسالث كسسان – رغسسم
بقسسائه علسسى الشسسرك -إل أنسسه كسسان ينافسسح عسسن النسسبي )ص(
وأصحابه ً.ً.
وكان معاوية من الطرف المتشدد ضد النبسسوة تبعسسا ا لبيسسه
وأمسسه وأعمسسامه ً.ً.ً.ولسسم يكسسن فسسي الطسسرف المعتسسدل مسسن
قريش كمطعم بن عسسدي وأبسسي البخسستري ول فسسي الطسسرف
المنافح كبني هاشم والمطلبً.ً.ً.
وكسسون معاويسسة وأهسسل بيتسسه كسسانوا طرفسسا ا فسسي الخصسسومة
الشديدة طيلة العهد المكسسي والمسسدني لبسسد أن يسسترك هسسذا
أثره على معاوية ل سيما وأنه لم يحسن إسلمه ،فقد كان
من المؤلفة قلسسوبهم ومسسن الطلقسساء ومسسن المعسستزلين يسسوما
حنين ومن المتأخرين في إجابة النبي )ص( إذا طلبسسه فسسي
أمر ،ثم كان بعد النبي )ص( – وخاصة من عهد عثمان إلى
وفاته -ممن تسسولى تنقسسص النسسبي )ص( وحسسرب أهسسل بيتسسه
وقتالهم ولعنهم على المنابر وتتبع أنصارهم وأنصسسار النسسبي
)ص( بما أمكنه من قتل أو تشنيع أو سب أو أمر بسسالبراءة
أي ليس المر كما يشسسيع بعسسض النسساس مسسن الحنابلسسة والوهابيسسة
وغيرهم من أن دعوة النبي )ص( فسسي مكسسة كسسانت مقتصسسرة فقسسط
على النطق بالشهادتين ونبذ الشرك ً.ً.ً.فهذه السور المكية – وهي
أغلب القرآن الكريم -فيها الكثير مسسن الوامسسر والنسسواهي المتعلقسسة
بالخلق والواجبات والمحرمات ً.ً.ً.
3
من الماما علي أو قطع الفيء أو نحسو ذلسك مسن المظسالم
التي ستأتي مفصلة في الجزء الثاني ً.ً.فمعاوية لم يحسن
إسلمه كما هو حال بعسسض المتسسأخرين فسسي السسسلما ً.ً.هسسذا
إضافة إلى ما ارتكبه من أمور أخرى ستأتي تفصيل ا ً.ً.ً.
هنسساك ) (40كسسبيرة علسسى القسسل مسسن أصسسل ) (70كسسبيرة
ارتكبهسسا معاويسسة ومرويسسة فسسي كتسسب أهسسل السسسنة بأسسسانيد
صحيحة ً.ً.التي لو ارتكبها غيره لكان المر في ذمه محسسل
إجماع ،لكن السلطة لها أثرها على النساس ،فسالمر السذي
أدى إلى تحسين صورته هو كونه )حكم الدولة( السسسلمية
واستطاع بما أوتسسي مسسن سسسلطة ودهسساء ومسسال وأعسسوان أن
يستخدما كل هذا في الدعاية لنفسه بأنه من خيار الصحابة
ومن خيار الملوك وأنه المهدي وأنه من أقارب النبي )ص(
ً.ً.ً.كما يفعل كثير من الحكاما الظلمة عبر العصور ً.ً.
هذه كانت إضاءة لمعاوية ومحيطه وسيرته والتفصيل فيها
يحتاج لبحوث ،وهذا أول البحوث ،أي ما يخص حقيقة إسلما
معاويسسسة ،وكل بحسسسث دينسسسي أو حسسسديثي أو تسسساريخي ل يبسسسدأ
بالستضاءة بالقرآن الكريم فهو قاصر ،وقد ل يهدي صسساحبه
إلى الحقيقة ،لذلك سنبدأ باستعراض عدة آيات من القسسرآن
الكريم تتحدث عن أبسسي سسسفيان ومعاويسسة وأمثسسالهم ،لننظسسر
هل تنبأ القرآن بمستقبلهم أما ل ،وهل كسسان فسسي هسسذا التنبسسؤ
فائدة أما ل؟ًً.
حاضنة قرآنية للسسسماح بسسالحكم علسسى إسسسلما معاويسسة وأبسسي
سفيان وأمثالهم بالسلب :
ل يجسسد المسسسلمون – وخاصسسة التيسسار السسسلفي -حرجسسا ا فسسي
الحكم على إسلما أبي سفيان ومعاوية وأمثالهما باليجسساب،
وإنمسسا يجسسدون حرجسسا ا شسسديدا ا فسسي الحكسسم علسسى إسسسلمهما
بالسلبً.
ولجل تجاوز هسسذا الحسسرج نسسسرد هنسسا مجموعسسة مسسن اليسسات
القرآنية الكريمة التي تتيح لمن شسسك فسسي إسسسلما هسسؤلء أن
شكه في إسلمهم له أصل في كتاب الله فل حرج مسسن ذك،
وكذلك له أصل في الحاديث النبوية والثار الصحابة وأقوال
التابعين وعلماء الحديث والمسسؤرخين ً.ً.فل ينحسسرج أحسسد مسسن
الحقيقسسة إذا علسسم صسسدقها ،أمسسا إذا لسسم يعلسسم فنحسسن ل نسسدعو
للتقليد للقول بالجهل والتقليد ،سواء من حكم بصحة إسلما
هؤلء تقليدا ا أو من حكم ببطلنه تقليداا ،نحسسن نسسدعو للبحسسث
وأن يشكل كل باحث قناعته بنفسهً.
فأنا ضسسد أي بسساحث يقسسول بكفسسر معاويسسة أو نفسساقه إذا كسسان
مقلداا ،مثلما أنا ضد من يقول بصحة إسلمه إذا كان مقلداا،
فالبحث أو قراءة البحاث قبل الحكم واجب علميً.
إذن فاليات التي تخبرنا بأن كفار قريش لن يؤمنوا ً.ً.فمسساذا
يعني هذا؟ً هل ذلك الحشد من اليات ل حقيقة له؟ً هسسل هسسو
توقع إلهي لسسم يصسسدق علسسى أرض الواقسسع؟ً نعسسوذ بسسالله مسسن
اعتقاد هذا العتقاد ،أما أن التاريخ لسسم يسسستطع ترجمسسة هسسذه
اليات ،ولم يجرؤ على ذكر دلئلها في الخارج؟ً ً.ً.وعلى كل
حال فهذه الحاضنة تزيل الحرج الذي قد يجده المسلم فسسي
الحكم بالنفاق على من تظاهر بالسلما من طلقسساء قريسسش
وخاصسسة مسسن سسساءت سسسيرتهم وصسسدر عنهسسم مسسا يضسساد هسسذا
اليمان مضادة تامسة ،وقسسد بحثسست مسسسألة ) إسسسلما قريسسش
ونفاقها( في القرآن الكريم سأختار منها عسسددا ا يسسسيرا ا مسسن
اليات مع شيء من التدبر لهاً.
-1آيات سورة يس:
في سورة يس وهي من آخر السسسور المكيسسة قسسال تعسسالى:
) يس )(1سس وال ر ب ض
كيم ن )(2سس إ نن ن ض
ن )(3
ك لض ن
ح ن
ن ال ر ض
مرر ض
ن ال ر ب
سسسنلي ض
مسس ض
قررآ ن
ض
ر
زي ض
حيم ن )(5سس ل نت بن رسسذ نضر
زيزن النر ن
ست ض ن
صضرا ط
ع ضضلى ن
م ر
ط ب
ل العض ن
قيم ط )(4سس ت ضن ر ن
ب
ض
م ض
قو ر ب
ل ع ضضلسسى
حق ن ا ل ر ض
ن )(6سس ل ض ض
قد ر ض
غافنبلو ض
م فضهب ر
ما أن رذ نضر آضباؤ بهب ر
ما ض
قضور ا
أ ضك رث ضرهم فضهم ضل يؤ رمنون ) (7إنا جعل رنا في أ ضع رناقه ض
ي
نن ض ض ض ن
ب ن ب ض
ض ن ن ر
ن ن ر ب ر
م أغ رضلال فضهن ض
ض
دا
م ر
إ نضلى ارل ضذ رضقا
ن أي ر ن
جعضل رضنا ن
سسس د
ن )(8سس وض ض
حو ض
م ب
م ض
ديهن ر
ق ض
م ب
ن فضهب ر
م ر
ن
ن ب ضي ر ن
دا فضأ ضغ ر ض
واءء
ن ض
م ضل ي بب ر ن
خل ر ن
وض ن
صسسبرو ض
س د
ن )(9سس وض ض
م ض
م فضهبسس ر
شي رضناهب ر
فه ن ر
سسس ض
م ر
ض
ض
ض
ن
م ضل ي بؤ ر ن
مبنو ض
مأ ر
ما ت بن رذ نبر ض
ن ) (10إ نن ن ض
م ت بن رذ نررهب ر
ما ل ض ر
م أأن رذ ضررت ضهب ر
ع ضل ضي رهن ر
م ن
ض
ب فضب ض ر
ات نب ضعض الذ رك رضر وض ض
مغ ر ن
خ ن
فسسضرةط وضأ ر
ي النر ر
شسسرره ب ب ن ض
ح ض
ن ب نسسال رغضي ر ن
مسس ض
ش ض
جسسرط
ريم ط )ً.(11
كض ن
تفسير هذه اليات:
هذه اليات ل تحتاج إلى تفسير ،وإنما تحتاج إلى إيمسسان بسسأن
الله علما الغيوب ،وهي أصرح اليات في تخصيص قريش )
وقد يراد بقية العسسرب فسسي ذلسسك الزمسسان( بسسأن أكسسثرهم لسسن
يؤمنً.ً.وقد تكررت هذه المعاني فسسي أوائسسل سسسورة البقسسرة
المدنية كما سسسيأتي ،وهسسذا دليسسل علسسى أن أكسسثر مسسن يطلسسق
عليهم الطلقاء والعراب يومئذ يجب الشك في إيمانهم مسسع
البقاء على مسمى السلما في حق كل من انضم إلى دولسسة
النبوة ،وإن كان متظاهرا ا بالسلما منافقا ا في الباطن ،فسسإذا
كان قد حج مع النبي )ص( كما يقال نحو 114ألف نسسسمة،
فلبد أن يكون أكثرهم غير مؤمنين ،وإنما مسلمون بالسم،
بين كافر ومنافق ومن في قلبه مرض وصسساحب دنيسسا ً.ً.هسسذا
هو الواقع التاريخي الذي لسسو بنينسسا عليسسه فهسسم تاريسسخ الصسسدر
الول ،لخرجنسسا بفهسسم كامسسل لمسسا جسسرى فسسي التاريسسخ كلسسه،
ولخرجنا بهداية القرآن الكريم من تخبط الحكاما التي أتسست
نتيجة لبعدنا عن هسسذه الحقيقسسة القرآنيسسة وكأننسسا ل نسسؤمن أن
الله يعلم الغيب ،ويعرف أحوال الناسً.
قاعدة يجب تذكرها دائماا:
نزلت هذه اليات وكان أبو سفيان ومعاوية من كبار هسسؤلء
المقصسودين فسي اليسة والبقيسسة تبسع لهسم ،فسسإذا تمست تبرئسسة
الرأس تبعه تبرئة التباع من باب الولى ،وبهذا يبطل معنسسى
ة ويصبح لغوا ا وتوقعا ا كاذبسساا ،تعسسالى اللسسه عسسن ذلسسك،
الية كلي ا
بينما البقاء على اتهاما الرؤوس سسسيبقي معسسه بعسسض التبسساع
فيبقى معنى الية صادقا ا وله مصاديق في الخارج ،والعقلية
السسسلفية دائمسسا ا تحسسب اتهسساما التبسساع وتبرئسسة السسرؤوس لنهسسا
تخشى من الرؤوس وأشياعهم ،بينما القسسرآن الكريسسم علسسى
العكس فهو يتهم الرؤوس أكسسثر مسسن التبسساع ،وهسسذا مرجعسسه
إلى الخوف ،فالله ل يخاف من الرؤوس حتى يبرئهم ويتهسسم
أتبسساعهم المسسساكين ،بينمسسا السسسلفيون يخسسافون السسرؤوس
فيبرئونهم ويتهمون التبسساع وهسسذا ملحسسظ إلسسى اليسسوما ،فسسإذا
ارتكبسست مجموعسسات مسسن أتبسساع ابسسن تيميسسة أو غيسسره جرائسسم
بفتاوى منهم ،قاما هؤلء المدافعون عن السسرؤوس وضسسربوا
التباع بشتى الفتاوى وبرؤوا ذلك الرأس وأنه مسسا شسساء اللسسه
عليه في الحقوق وحب السلم!
وتبرئة هؤلء لرؤوس كفار قريسسش هسسو مسسن هسسذا البسساب ،فل
مانع عندهم إن صحت الية في التباع ولو كثروا ،ولكنهسسم ل
يرضون أبدا ا تنزيلها في رأس من الرؤوس المطاعين الذين
هم أصسسل ضسسلل هسسؤلء التبسساع ،وهسسذا التشسسويش فسسرع مسسن
الجهل بسسالله تعسالى وسسننه فسسي خلقسه مسن البتلء والفتنسة،
وجهل باليات السستي تخسسبر بسسأن أكسسثر النسساس ل يؤمنسسون وأن
أكثرهم للحق كارهون وأن أكثرهم أتباع الظنونً.ً.الخ ،فهسسم
يحتجون بالكثرة أيضا ا لنهم يخافون ،ويبغضون القلسسة لنهسسم
يتشبهون بالرؤوس المطاعين ،وكم من أحمسسق مطسساع فسسي
تاريخ السلما وقف حجر عسسثرة عسسن تسسدبر كتسساب اللسسه حسستى
أنني أجزما أن بعض القراء سيتفاجأ بمثل هذه اليات وكسسأنه
يقرأها لول مرةً.
-2آيات سورة السجدة :
مت ضسسى هضسس ض
م
ذا ال ر ض
في سورة السجدة ) :وضي ض ب
ح إن ر
فت رسس ب
قول بسسو ض
ن ك بن رت بسس ر
ن ض
ن )(28سس قب ر
م
ن كض ض
ما ال ر ض
ح ضل ي ضن رفضعب ال ن ن
ل ي ضور ض
مسسان بهب ر
فبروا نإي ض
ض
ذي ض
صاد ننقي ض
فت ر ن
ض
م ي بن ر ض
م
وضضل ب
م ضوان رت ض ن
ظسسبرو ض
ظسسرر إ نن نبهسس ر
ض ع ضن ربهسس ر
هسس ر
ن )(29سس ضفسسأع ررن ر
ن )] (30السجدة[
من رت ضظ نبرو ض
ب
شيء من التدبر:
ما المراد بالفتح هنا؟ً هل هو الفتح السسدنيوي كفتسسح الحديبيسسة
) الفتح المبين( أو فتح مكة؟ً أما المراد بالفتح يوما القيامة ً.ً.
– محل بحث /وإن كان المراد بالفتح الفتسسح السسدنيوي ) فتسسح
الحديبية أو فتح مكة( فدللتها على نفسساق الطلقسساء واضسسحً.ً.
وإن كان المراد بفتح يوما القيامسسة فيبقسسى أيضسسا ا نصسسف مسسن
الحتمال بعدما إسلما الطلقاء كأن يكسسون المعنسسى )فل ينفسسع
الذين كفروا ساعة نزول اليات إيمانهم الظاهري فيما بعد(
لن اليمان في القرآن له عسسدة مسسستويات ،أدناهسسا التسسسليم
كالسلما الظاهري ،وهذا يحتاج لبحثً.
الكلما على معنى الفتح في الية:
مضتى هض ض
ن)
ذا ال ر ض
قوله تعالى ) :وضي ض ب
ح إن ر
فت رسس ب
قوبلو ض
ن ك بن رت بسس ر
ن ض
م ض
صسساد ننقي ض
(28سس قب ر
م
ن كض ض
ح ضل ي ضن ر ض
ما ال ر ض
فسسعب ال نسس ن
ل ي ضسسور ض
م وضضل هبسس ر
مسسان بهب ر
فسسبروا نإي ض
ذي ض
فت رسس ن
ض
ن )(30
من رت ضظ نسسبرو ض
ي بن رظ ضبرو ض
م ب
م ضوان رت ضظ نرر إ نن نهب ر
ض ع ضن رهب ر
ن )(29سس فضأع ررن ر
]السجدة[( جاء في كثير من التفاسير :أنه يسسوما فتسسح مكسسة!
وقيل يوما بدر ،وقد انشسسغل أصسسحاب الميسسول المويسسة بنفسسي
هذا التفسير لنه يبطل إيمان قريش ،وزعموا أن الفتسسح هنسسا
المراد به يوما القيامة! وقد يرى هسسذا مسسن ليسسس عنسسده تلسسك
الميول من باب التقليد أو الظن ً.ً.ولكن بما أن القسسوما أهسسل
روايسسة وتفسسسير بسسالثر فهسسذا بعسسض التفسسسير بالمسسأثور لهسسذه
الية ً.ً.وهذا التفسير الذي نورده هو احتمال من الحتمسسالت
القوية ول نجوما بهً.ً.
ففي تفسسسير البغسسوي :تفسسسير البغسسوي ) -ج / 6سس ص (310
مضتى هض ض
ن { قيل :أراد بيوما
ذا ال ر ض
)وضي ض ب
ح إن ر
فت ر ب
قوبلو ض
ن ك بن رت ب ر
ن ض
م ض
صاد ننقي ض
الفتح يوما القيامة الذي فيه الحكم بيسسن العبسساد ،قسسال قتسسادة:
ما
قال أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم للكفار :إن لنا يو ا
نتنعم فيه ونستريح ويحكسسم بيننسسا وبينكسسم ،فقسسالوا اسسستهزااء:
متى هذا الفتح؟ً أي :القضاء والحكم ،وقسسال الكلسسبي :يعنسسي
فتح مكة ً.وقال السدي :يوما بسسدر لن أصسسحاب النسسبي صسسلى
اللسه عليسسه وسسلم يقولسسون لهسم :إن اللسه ناصسسرنا ومظهرنسا
عليكم ،فيقولون متى هذا الفتح؟ً } ً.قب ر
ح { يسسوما
ما ال ر ض
ل ي ضور ض
فت رسس ن
م { ومن حمسسل الفتسسح
ن كض ض
القيامة } ،ل ي ضن ر ض
فع ب ال ن ن
مان بهب ر
فبروا نإي ض
ذي ض
على فتح مكة أو القتل يوما بسسدر قسسال :معنسساه ل ينفسسع السسذين
كفروا إيمانهم إذا جاءهم العذاب وقتلوا(!
وفسسي تفسسسير ) العسسز( ابسسن عبسسد السسسلما ) -ج / 5سس ص (8
مضتى هض ض
ح{
ن ) } (28ال ر ض
ذا ال ر ض
)وضي ض ب
فت ر ب
ح إن ر
فت ر ب
قوبلو ض
ن ك بن رت ب ر
ن ض
م ض
صاد ننقي ض
فتح مكة ،أو القضاء بعذاب الدنيا ،أو بالثواب والعقاب فسسي
الخرة اهس
وبعضهم ودرى ) من التورية( عن قريش ببني خزيمسسة وبنسسي
كنانة مع إقراره بأنه فتح مكة! وقريش هم من نسسسل كنانسسة
وخزيمة!
ففي تنوير المقبسساس ) -ج / 1سس ص (435المنسسسوب لبسسن
ن { يعني بني خزيمة وبنسسي كنانسسة } مسستى
عباس } :وضي ض ب
قوبلو ض
هذا الفتح { فتح مكة } نإن ب
ن { أن يفتسسح لكسسم
كنت بسس ر
م ض
صسساد ننقي ض
يسسسخرون بسسذلك علسسى المسسؤمنين } قبسس ر
ل { يسسا محمسسد لبنسسي
فسسعب السسذين
ما الفتسسح { فتسسح مكسسة } ل ض ضين ض
خزيمة وكنانسسة } ي ضسسور ض
م
م { مسسن القتسسل } وضل ض هبسس ر
مان بهب ر
كفروا { بني خزيمة )!( } إ ني ض ض
ض
م { عسسن بنسسي
بينظ ضبرو ض
ض ع ضن رهبسس ر
ن { يؤجلون من القتل } فضأع ررن ر
خزيمة ول تشتغل بهم } وانتظر { هلكهم يوما فتسسح مكسسة }
ن { هلكك فسسأهلكهم اللسسه يسسوما فتسسح مكسسة اهسسس
منت ضظ نبرو ض
م ي
إ نن نهب ر
قلت :وقريش من بني خزيمة ومن بني كنانة ولكن المؤلف
صرف المعنى عن قريش إلى الجد العلى!
غضب ابن كثير :وقد غضب ابن كثير – لرائه الشامية -من
هذا التفسير ،لنسسه يعنسي أن الطلقساء لسم يسسسلموا أصس ا
ل ،ول
ينفعهم إيمانهم الظاهري ،فقال في تفسير ابن كثير ) -ج 6
ح مكة
ن زعم أن المراد من هذا الفتح فت ب
/ص ً.ً.) (374ومض ر
جعة ،وأخطأ فأفحش ،فإن يسسوما الفتسسح قسسد قضب نسسل
فقد أبعد الن ن ر
رسو ب
ل الله صلى الله عليه وسلم إسلما الطلقاء ،وقد كانوا
قريابسسا مسسن ألفيسسن ،ولسسو كسسان المسسراد فتسسح مكسسة لمسسا قبسسل
إسلمهم(! ويقال له :من قال لك يا ابن كسسثير رحمسسك اللسسه
بأن النبي )ص( يعامل الناس بما في القلوب؟ً فالنبي )ص(
يقبل من الناس الظاهر حتى ولسسو علسسم البسساطن ،واللسسه فسسي
الية يخبر عن الباطن والحقيقة إن صح كونها في فتح مكة،
وماذا يريد ابن كثير مسسن النسسبي )ص( أن يفعسسل؟ً أن يقتلهسسم
مث ا
ل؟ً كان النبي )ص( قد قال ) اذهبوا فأنتم الطلقسساء( قبسسل
أن يسلموا ،وصاحوا يوما حنيسسن )بطسسل السسسحر اليسسوما( ولسسم
يعاقبهم ،وحاولوا اغتياله أكثر من مسسرة ولسسم يعسساقبهم ،فهسسل
إسلمهم مقبول في كل هذه المواقف؟ً ثم ماذا سيقول ابن
كثير في قوله تعالى ) لقد حق القول علسسى أكسسثرهم فهسسم ل
يؤمنسسون(؟ً وهسسذه نزلسست فسسي قريسسش فسسي العهسسد المكسسي أو
تتناولهم بالولوية حسب سياق الياتً.
رأي أبي جعفر النحاس :وقال أبو جعفر النحاس فسسي كتسسابه
الناسخ والمنسوخ ) -ج / 1سس ص (675فسسي تفسسسير سسسورة
الفتح فسسي تفسسسير معنسسى الفتسسح فسسي هسسذه السسسورة) :فمسسن
الناس من يتوهم أنه يعني بهذا فتح مكة وذلك غلسسط والسسذي
عليه الصحابة والتابعون غيره حتى كأنه إجماع كما روى أبسسو
إسحاق عن البراء إنا فتحنا لك فتحا مبينا قال تعسسدون الفتسسح
فتح مكة وإنما نعده فتح الحديبيسسة كنسسا أربسسع عشسسرة مائسسة /
وكذا روى العمش عن أبي سفيان عسسن جسسابر قسسال تعسسدون
الفتح فتح مكة وإنما هو الحديبية /وكذا قال أنس بن مالك
وابن عباس وسهل بن حنيف والمسور بسسن مخرمسسة /وقسسال
به من التابعين الحسن ومجاهسسد والزهسسري وقتسسادة ً.ً.ً.السسخ -
ثم قال –
)وقد كان بعض العلماء يتأول أنه إنما قيسسل ليسسوما الحديبيسسة
الفتح لنه كان سببا لفتح مكة وجعلسسه مجسسازا كمسسا يقسسال قسسد
دخلنا المدينة إذا قاربنا دخولها ،وأبين ما في هذا ما حسسدثناه
أحمد بن محمد بن الحجاج قال حدثنا يحيى بن سليمان قال
حدثني الجلح عن محمد بن إسحاق عن ابن شهاب بإسناده
لم قال لم يكن في السلما فتح أعظم منه كانت الحرب قد
حجرت بين النسساس فل يتكلسسم أحسسد وإنمسسا كسسان القتسسال فلمسسا
كانت الحديبية والصلح وضعت الحرب وأمن الناس فتلقسسوا
ولم يكلم أحد بعقد السلما إل دخل فيه ولقد دخل في تلسسك
السنين مثل من كان قبل ذلك أو أكثر وهذا قول حسن بين
/وقال جل وعز ) ل يستوى منكم من أنفق من مقبل الفتح
وقتل أولئك أعظم درجه من الذين أنفقوا من بعسسد وقسساتلوا(
كان هذا في يوما الحديبية أيضا جاء بذلك التوقيف عن النبي
صلى الله عليه و سلم أنه قال لصحابه هذا فسسرق مسسا بينكسسم
وبيسسن النسساس وفسسي الحسسديث ل تسسسبوا أصسسحابي فلسسو أنفسسق
أحدكم ملء الرض ما بلغ من أحدهم ول نصسسيفه وهسسذا فسسي
الذين أنفقوا قبل الحديبية وقاتلوا( اهس
قلت :إذا كان الفتح يوما الحديبيسسة فهسسو أبلسسغ ً.ً.وأعسسد قسسراءة
الية تعرف ذلكً.ً.
-3آيات سورة هود:
في آخر سورة هود تلميح إلى كفر قريش ،وانه لن يسسؤمن
منهم إل من قد آمن ،وأنه مثلما أعسسد نسسوح السسسفينة لينجسسو
منهسسم فيجسسب علسسى النسسبي )ص( الهجسسرة فلسسن يسسؤمن مسسن
ض
ن افرت ضضراه ب قبسس ر
ه
ما ي ض ب
قوبلو ض
قومهم إل من قد آمن) :أ ر
ن افرت ضضري رت بسس ب
ل إن ن
ض
ي إ نل ضسسى
ن )(35سس وضبأو ن
ريءء ن
جضرا ن
مو ض
ما ت ب ر
مي وضأضنا ب نض
ي إن ر
جرن ب
م ن
حسس ض
فضعضل ض ن
نو ض
ض
م ض
مسسا
ن قضور ن
ن ن
ن ي بؤ ر ن
س بن ض
ن قضد ر آ ض
ك إ ننل ض
ح أن ن ب
ن فضضل ت ضب رت ضئ ن ر
م ض
م ر
م ر
م ض
ه لض ر
ب ط
ض
ض
فرلسس ض
حي نضنسسا وضضل
صسسن ضنع ال ر ب
كسسابنوا ي ض ر
ك ب نأع ري بن نضنسسا وضوض ر
فعضبلسسو ض
ن )(36سس ضوا ر
ن )] (37هود[
تب ض
خاط نب رنني نفي ال ن ن
مغرضربقو ض
م ب
موا إ نن نهب ر
ن ظ ضل ض ب
ذي ض
قلت :والواقع أنه لم يسلم بعد الهجرة من المشهورين إل
وكان في سيرته وسلوكه ما يثير الريبة ً.ً.فتتبعسسوا سسسيرهم
وانظروا ،اللهم إل إن شذ شاذ بصلح سسسيرة ول أجسسد هسسذا
إل في بعض المغمورينً.
-4آيات سورة السراء :
هم أخبروا عسسن أنفسسسهم أنهسسم لسسن يؤمنسسوا حسستى تتحقسسق
ذا ال ر ب ض
س نفي هض ض
ن
معجزات كبرى ) :وضل ض ض
ن ن
قد ر ض
مسس ر
قررآ ن
صنرفرضنا نللننا ن
ض
ض
كب ر
ن
س إ ننل ك ب ب
ن ن بؤ ر ن
ل ض
م ض
فوارا ) (89وضضقابلوا ل ض ر
مث ض ط
ل فضأضبى أك رث ضبر الننا ن
رض
عا ) (90أ ضور ت ض ب
ن لض ض
لض ض
ة
حنتى ت ض ر
ض ي ضن رببو ا
جن ن ء
جضر ل ضضنا ن
ك ض
كو ض
ف ب
ك ض
م ض
ن ا