Hukumu miratsi al-mufqud fi al-syariati al-islamiyah
حكم ميراث المفقود في الشريعة اإسامية
حث
مقدم إى كلية الدراسات اإسامية والعربية جامعة شريف هداية اه
اإسامية ا كومية جاكرتا
للحصول على الدرجة ا امعية اأوى َُS.S.I
إعداد
الطالب/أدي حسني صبرالدين
رقم القيد202020006202 :
كلية الدراسـات اإسـامية والعـربية
جامعـة شريف هـداية اه اإسـامية الحـكومية
جاكرتا
3412هـ 2133 -م
الباب اأول
مقدمة
أ -خلفية البحث
أنزل اه القرآن هدى لل اس وبي ات من اهدى والفرقان ،قال تعاى:
ِ
اس وبػيِػَ ٍ
ِِ
ات ِمن اه َدى وال ُفرقَ ِ
ان .2َ.....وقد
ُ....أُنْ ِزَل فْي ال ُق ْرآ ُن ُه ًدى لل ِ َ َ
َ ُ َ ْ
أرسل اه رسول حمدا صلى اه علي وسلم مبي ا ما أراد اه عز وجل إى
خلق .فالقرآن الكر هو كام اه وكتاب العظيم الكامل ،وهو ي بيان
وأحكام شامل لكل جهة من جهات ا يات اإنسانية ،ولذلك جعل اه تعاى
عز وجل ي رسول اه أسوة حس ة كاملة ليكون تبليغ كافة مشتملة إى ال اس
أمعن.
2القرآن الكريم ،سورة البقرة 285 :
وقد عرف ا أن الشريعة اإسامية خام الشرائع اإهية ال جاءت لتحقيق
سعادة البشر وهدايتهم إى ما هو خر هم .فإها جاءت جامعة مانعة كاملة
الب اء وافية بأغراض البشر ومقاصدهم مسايرة ميع اأزم ة واأمك ة.
وال اس ي حاجة إى وجود ال سل ي حياهم ،استمرار ا ياة مع
احافظة على اأنساب ال يولي اإسام ع اية ميلة.
فإن علم امراث كما قال حمد حي الدين عبد ا ميد ي أحكام
امواريث هو من أعظم العلوم قدرا ،وأجلها شرفا..فهو درة تاج العلوم الفقهية
وذروة س امها ،من حيث دقة حسابات ،وعدالة توزيعات ،وروعة تقسيمات .
ويكفي فخرا أن اه سبحان وتعاى هو الذي توى تقسيم وعي بتفصيل
وتفريعات ،فا ال مرتاب أو متشكك ي عدالة أحكام امواريث.6
6
حمد حي الدين عبد ا ميد ،أحكام المواريث في الشريعة اإسامية ُالقاهرة :دار الطائع لل شر والتوزيع ،َ6002،ص 4
العلم الذي يتكلم عن اإرث ،ومعرفة م يكون اإنسان وارثا وم
يكون غر وارث ،ومعرفة امقدار الذي يستحق من ال كة على تقدير أن وارث،
والعلم بكيفية تقسيم ال كة على الوارثن والوارثات ،وما يتبع ذلك يسمي بعلم
امواريث أو علم الفرائض.
وعلم امواريث أو علم الفرائض هو علم اموصل إى معرفة قدر ما ب
لكل ذي حق من ال كة .وأدلة هذا العلم الكتاب والس ة وإماع العلماء ،أما
الكتاب فآيات امواريث ال نتلوها عليك ع د ااستدال على أنصباء الوارثن
والوارثات ،أما الس ة فأحاديث م ها خر الصحيحن :عن عبد اه بن طاوس
عن أبي عن ابن عباس عن ال ي صلى اه علي وسلم قال أ قوا الفرائض بأهلها
فما بقي فهو أوى رجل ذكر وي حديث عبد الرزاق عن معمر اقسموا امال
بن أهل الفرائض على كتاب اه فما تركت الفرائض فأوى ٍ
رجل ذكرَ4
وستجد كثرا م ها ي أث اء قراءة هذا البحث ،وأما اإماع فإنك س ى مسائل
قد أمع على حكمها علماء هذ اأمة وليس فيها كتاب وا وصل إلي ا فيها
س ة معروفة.2
وقد ورد ي ا ض على تعلم هذا العلم وتعليم أخبار وأحاديث ،م ها
قول علي الصاة والسام ُ :تعلموا الفرائض وعلموها ال اس؛ فإي امرؤ مقبوض
وإن العلم سيقبض ح
وهذا أ
تلف ااث ان ي الفريضة فا دان من يفصل بي ها .5
أن أحث حثا موضوعيا ي ضوء الكتاب والس ة أختص ت
اموضوع" :حكم ميراث المفقود في الشريعة اإسامية".
4حمد بن فتوح ا ميدي ،الجمع بين الصحيحين البخاري ومسلم ُ،لب ان /بروت :دار ال شر /دار ابن حزم2264 ،هػ\6006مَج ،6
ص ،60:رقم ا ديث.2007:
2
5
ص .666:
حمد حي الدين عبد ا ميد ،أحكام المواريث في الشريعة اإسامية ُالقاهرة :دار الطائع لل شر والتوزيع ،َ6002،ص 7
حمد عبد الرمن بن عبد الرحيم امباركفوري أبو العا ،تحفة اأحوذي بشرح جامع الترمذي ُ،بروت:دار الكتب العلمية ،د.تَ ،ج،2 .
ب -تحديد مشكلة البحث وفوائد
حددت أن هذا البحث ل مشكات ،وأما امشكات الرئيسية ي هذا
ّ
البحث أقررها ي اأسئلة اأتية :
مامراد بامواريث؟
مامراد بامفقود؟
ما هي أحكام مراث امفقود ي الشريعة اإسامية ؟
أما الفوائد من هذ البحث فهي :
.وي أمية هذا البحث ،قد عرفت أن اإسام إهتم بأمور امسلمن إهتماما
كبرا ،وم يكن ع د خاف بي هم ي ا لق ،ح الفقهاء يتكلم كثرا عن
امفقود وما يتعلق بأمور الدي ية.
.زيادة علمي ي أحكام امراث.
.معرفة نظر الفقهاء عن حكم مراث امفقود ي الشريعة اإسامية.
ت -أهداف البحث
أما اأهداف ال دفعت إى اختيار هذا البحث هي:
معرفة امراد بامواريث.
معرفة امراد بامفقود.
اطاع حكم مراث امفقود ي الشريعة اإسامية.
ث -منهج البحث
واستخدمت م هجا وصفيا ي البحث ،يعي بالوصفي وصف ام هج
القائم ليل ي ضوء مشكلة البحث بعد مع امعلومات ال أخذها من بعض
الكتب الفق وكتب ااخرى ذات الصلة .واعتمدت ي م هجية أو طريقة كتابة
البحث على الكتاب الذي أصدرت جامعة شريف هداية اه اإسامية ا كومية
:ت ع وان
"Pedoman penulisan Skripsi, Tesis, Disertasi UIN Syarif
Hidayatullah Jakarta6007 ."
ج -خطة البحث
وتسهيا لقرأة هذا البحث ولفهم مضمون قسمت إى أربعة أبواب وهي:
الباب اأول :مقدمة ،توي على:
خلفية البحث ،و ديد مشكلت وفوائد ،وأهداف ،وم هج ،
وخطت .
الباب الثاي :امراث ومفهوم ،و توى على:
تعريف امراث لغة واصطاحا ،مشرعيت ،أركان ،وشروط ،
أسباب ،وموانع ،حكمة امراث.
الباب الثالث :دراسة عن مراث امفقود ي الشريعة اإسامية ،و توى على:
تعريف امفقود لغة واصطاحا ،امدة ال
امفقود ،م
كم بعدها موت
كم القاضي موت امفقود ،حكم امفقود،
موقف من امراث ،توريث امفقود.
الباب الرابع :خامة ،توى على:
نتائج البحث ،وااق احات ،وقائمة امراجع وامصادر.
1
الباب الثاني
الميراث ومفهومه
العلم الذي يتكلم عن اإرث ،ومعرفة م يكون اإنسان وارثا وم يكون غر
وارث ،ومعرفة امقدار الذي يستحق من ال كة على تقدير أن وارث ،والعلم بكيفية
تقسيم ال كة على الوارثن والوارثات ،وما يتبع ذلك يسمي بعلم امواريث أو علم
الفرائض .وأ كتب ي هذا الباب بيان ما يتعلق بامراث ي الشريعة ااسامية ،نقا
عن الكتب الفقهية امعي ة بعلم الفرائض ،وأتضح ذلك إن شاء اه تعاى بالبيان
اآي.
) تعريف الميراث
تعريفه لغة.
امراث لغة هو من ورث يرث ورثا وارثا ورثة وتراثا ومراثا ،يقال ورث
ورث
فانا أي انتقل إلي مال فان بعد وفات ،وإذا شددت الراء كأن يقال ّ
الرجل فانا مع جعل مراثا ،ومع امواريث وهي تركة اميت ،ويطلق أيضا
باإرث ،وهو ما لف اميت لورثت .2
تعريفه إصطاحا.
ومع ا ي اصطاح الفقهاء :انتقال ملكية الشيء من اميت إى ورثت
اأحياء سواء كان هذا الشيء ماا أو عقارا أو حقا من ا قوق الشرعية،7
وعرف الشاطري من الشافعية ي كتاب الياقوت ال فيس بأن هو حق ما
قابل للتجزئ يثبت من امستحق بعد موت من ل ذلك لقرابة بي هما أو
2لويس معلوف ،المنجد في اللغة واأعامُ،بروت -لب ان :امكتبة الشرقية -ساحة ال جمة،ص.ب َ2982.ص.890 .
7وهبة الزحيلي ،الفقه ااسامي وأدلتهُ،دمشق :دار الفكر ،د.تَ ج ،20.ص.628.
حوها ،وصورة دعوى اإرث بأن يقول شخص :أدعى بأن فانا مات وأنا
اب لصلب أو أخو أبوي أو عم أو جد .8
ومن هذ التعريفات لغوية كانت أم اصطاحية ع د الفقهاء عرف ا أن
امراث أو اإرث هو انتقال الشيء بعد وفاة امرء من مال إى أهل ،إما أن
يكون من أهل ال سب أو القرابة أو امصاهرة.
) مشروعيته
إن امراث قضية اجتماعية وقعت قبل ىء رسالة صلى اه علي وسلم،
وم يتم نظام التوريث إا بعد أن قرر اه تعاى ورسول أحكام ا يفة مشروعيت
ام صوصة من القرآن الكر ،فإن اه تعاى بن أحكام امراث مشروعا بقول
سبحان وتعاى ي آيات اآتية:
8أمد بن عمر الشاطري ،الياقوت النفيس في مذهب بن ادريس ُبروت :دار الثقافة ااسامية،د.تَ ،ص.268.
ُُ .ي ِ
ن فَِإن ُكن نِساء فَػو َق اثْػَتَػ ْ ِ
ظ ْاأُنثَػيَػ ْ ِ
وصي ُك ُم الل ُ ِي أ َْوَا ِد ُك ْم لِلذ َك ِر ِمثْل َح ِ
ن
ُ
ًَ ْ
ُ
اح َدةً فَػلَها الِصف وِأَبػوي ِ
فَػلَهن ثػُلُثَا ما تَػرَؾ وإِن َكانَت و ِ
َ ْ ُ َ ََ ْ
ُ
ْ َ
َ َ َ
لِ ُك ِل و ِ
اح ٍد ِمْػ ُه َما
َ
السد ِ
ث فَِإن
س ا تَػَرَؾ إِن َكا َن لَ ُ َولَ ٌد فَِإن مْ يَ ُكن ل ُ َولَ ٌد َوَوِرثَ ُ أَبَػ َوا ُ فَِأُِم ِ الثػلُ ُ
ُُ
َكا َن لَ إِخوةٌ فَِأُِم ِ الس ُدس ِمن بػع ِد و ِصي ٍة ي ِ
وصي ِهَا أ َْو َديْ ٍن آبَا ُؤُك ْم َوأَبْػَا ُؤُك ْم َا
ُ َْ َ ُ
ُ َْ
ِ
ِ
ِِ
يماََ.9
ب لَ ُك ْم نَػ ْف ًعا فَ ِر َ
تَ ْد ُرو َن أَيػ ُه ْم أَقْػَر ُ
يما َحك ً
يضةً ِم َن الل إن الل َ َكا َن َعل ً
ِ
اج ُك ْم إِن مْ يَ ُكن هُن َولَ ٌد فَِإن َكا َن َهُن َولَ ٌد فَػلَ ُك ُم
ص ُ
َ ُُ .ولَ ُك ْم ن ْ
ف َما تَػَرَؾ أ َْزَو ُ
ِ
ِ ِ ٍِ ِ
ن ِهَا أ َْو َديْ ٍن َوَهُن الربُ ُع ِ ا تَػَرْكتُ ْم إِن مْ يَ ُكن
الربُ ُع ا تَػَرْك َن من بػَ ْعد َوصية يُوص َ
ِ
ِ ٍِ
ِ
وصو َن ِهَا أ َْو
الثم ُن ا تَػَرْكتُم ِمن بَػ ْعد َوصية تُ ُ
ل ُك ْم َولَ ٌد فَإن َكا َن لَ ُك ْم َولَ ٌد فَػلَ ُهن ُ
ث َك َالَةً أَ ِو امرأَةٌ ولَ أَخ أَو أُخت فَلِ ُك ِل و ِ
ِ
اح ٍد ِمْػ ُه َما
ور ُ
َْ َ ُ ٌ ْ ْ ٌ
َ
َديْ ٍن َوإن َكا َن َر ُج ٌل يُ َ
ِ
ِ ِ ِ ٍِ
وصى ِهَا
س فَِإن َكانُوا أَ ْكثَػَر ِمن َذل َ
ك فَػ ُه ْم ُشَرَكاءُ ِي الثػلُث من بَػ ْعد َوصية يُ َ
الس ُد ُ
أَو دي ٍن َغيػر مضا ٍر و ِصيةً ِمن الل ِ والل علِ ِ
يمََ.20
يم َحل ٌ
َ َ َُ ٌ
ْ َْ َْ ُ َ َ
9
القرآن الكريم ،سورة ال ساء .22 :
20القرآن الكريم ،سورة ال ساء .26 :
ت
ك قُ ِل الل ُ يػُ ْفتِي ُك ْم ِي الْ َك َالَِة إِ ِن ْام ُرٌؤ َهلَ َ
ُُ .يَ ْستَػ ْفتُونَ َ
ُخ ٌ
س لَ ُ َولَ ٌد َولَ ُ أ ْ
ك لَْي َ
ِ
ن فَػلَهما الثػلُثَ ِ
ِ
ِ
ِ
ان
ص ُ
فَػلَ َها ن ْ
ف َما تَػَرَؾ َوُه َو يَِرثػُ َها إن مْ يَ ُكن هَا َولَ ٌد فَإن َكانَػتَا اثْػَتَػ ْ ُ َ
ظ ْاأُنثَػيَػ ْ ِ
ِ ا تَػَرَؾ َوإِن َكانُوا إِ ْخ َوًة ِر َج ًاا َونِ َساءً فَلِلذ َك ِر ِمثْل َح ِ
ن الل ُ لَ ُك ْم أَن
ن يػُبَػ ِ ُ
ُ
ٍ ِ
ِ
ِ
يمََ.22
تَضلوا َوالل ُ ب ُك ِل َش ْيء َعل ٌ
إن اتضح ي هذ اآيات امبي ة أن اه تعاى علم امسلمن طريقة
التوريث الصحيح ي اإسام ،فإن لكل امرء ن ترك امراث يستحق علي حقا
مبي ا ،وما أعدل هذا التقسيم ح لو أمل ع امسلمن لوقع ال اع والشقاق
فيما بي هم .وأ واصل بعد هذا الكام عن بعض اأحكام امتعلقة ب من أركان
وشروط و أسباب وموانع .
22
القرآن الكريم ،سورة ال ساء .272 :
) أركان اإرث
يتكون اإرث على ثاثة أركان ،وإذا انعدم واحد م ها فا يرث أحد من
تركة ميت ،وا يورث اميت أهل ،وا يوجد اموروث ب ،ويتبن ذلك فيما يذكر:
أوا :المورث.
وهو اميت الذي يستحق غر أن يرث م ما خلف بعد موت .
ثانيا :الوارث
وهو الذي يستحق اإرث ،سواء كان السبب هو ال سب كالقرابة ال سبية أو
الزوجية أو الواء.26
ثالثا :الموروث (التركة)
وهو الشيء الذي ي ك اميت من مال أو عقار أو حق من ا قوق امالية أو حق
من ا قوق الشرعية ،وي اصطاح علم امراث ما الفقهاء بال كة.
26الشيخ حمد علي الصابوي ،المواريث في الشريعة اإسامية في ضوع الكتاب والسنةُالقاهرة :دار الصابو ،د.تَ ،ص.46.
كذا قرر الشرع بعض اأحكام امتعلقة باإرث ،من أركان يتكون م ها
امراث ،وأواصل توضيح حول أحكام ،يع البحث عن شروط وأسباب
وموانع اآتية بياها.
) شروط اإرث و أسبابه وموانعه
للمراث شروط ابد من ققها كلها ،حيث لو اختل واحد م ها م
يصح امراث .ول أسباب ابد من قق واحد م ها ،حيث لو م يوجد واحد
م ها أصا م يصح امراث .ول موانع ابد من انتفائها كلها ،حيث لو وجد
م ها مع وجود ميع الشروط ،ومع وجود السبب امقتضى مراث م يصح
امرث.
وس تكلم على كل نوع من هذ اأنواع كاما باختصار :
.شروط اإرث
فأما الشروط ال
ب أن تكون كلها موجودة لكي يصح امراث فهي
ثاثة شروط :
الشرط اأول :وفاة المورث
يش ط ي اإرث أن يتوف امورث ميتة حقيقة أو اعتبار ميتا حكم
ا اكم كامفقود الذي ا يعرف حال ،هل هو حي أم ميت ،ذلك أن
اإنسان مادام حيا فهو قادر على التصرف ي مال ،وملك ثابت ا يزول
ع ،فا لف الغر ي التصرف ي مال ،وإذا مات فإن يكون عاجزا عجزا
كليا عن التصرف ي ملك ،فيزول ملك وي تقل إى ورثت .24
وموت ثاثة أنواع :
24الغازي ،حمد بن قسم ،فتح القريب المجيب ُد.م.ن :كريا انسان اندونسيا،د.تَ ،ص.22.
اموت ا قيقي
هو انعدام ا ياة ،إما بامعاي ة كما إذا شوهد ميتا ،أو بالسماع ،أو
بالبي ة ،مثال ذلك حكم القاضي على إنسان موت ،وهو ا كم
على امفقود موت .
اموت ا كمي
هو أن يكون حكم القاضي ،إما مع احتمال ا ياة أو تيق ها ،ومثال
ذلك حكم القاضي على امرتد بإعتبار ي حكم اأموات إذا ق
بدار ا رب.
فت قسم ال كة ي ا التن أي ي مثال موت ا قيقي وموت ا كمي
من وقت صدور ا كم باموت.22
22
ابن قدامة امقدسي ،المغني ُالرياض :مكتبة الرياض ا ديثة 2202هػ2982/مَ ،ج ،2.ص.660.
اموت التقديري
هو إ اق الشخص باموت تقديرا ،وذلك ي ا ن الذي انفصل
اية على أم ،وهي ال توجب الغرة مسن دي ارا ،بأن يضرب
شخص امرأة حاما ،فتلقى ج ي ا ميتا ،فتوجب الغرة وهي عبد أو
أمة وتقدر ب صف عشر الدابة الكاملة.25
واختاف العلماء ي ارث هذا ا ن :فذهب أبو ح يفة إى أن
هذا ا ن يرث ويورث ،أن يقدر أن كان حيا وقت ا اية ،وأن
مات بسببها ،وذهب ا مهور إى أن ا يرث هذا ا ن؛ أن م
تتحقق حيات ،فلم تتحقق أهليت للتملك باإرث ،وا يورث ع
سوى الغرة وهي دية ا ن؛ أن يعتر حياً بال سبة ها فقط .22
25ابن قدامة امقدسي ،المغني ُالرياض :مكتبة الرياض ا ديثة 2202هػ2982/مَ ،ج ،2.ص.660.
22ابن رشد القرطي ،بداية المجتهد ونهاية المقاصد ُبروت :دار الفكر ،د.تَ،ج ،6.ص.622.
1
الشرط الثاني :تحقق حياة الوارث
والوارث يش ط ل أيضا من قق حياة الوارث بعد موت امورث ،إما
حياة حقيقية مستقرة أو إ اق باأحياء تقديراً.
أما ا ياة ا قيقية :هي ا ياة امستقرة الثابتة لإنسان امشاهدة ل بعد
موت امورث.
وأما ا ياة التقديرية :هي ا ياة الثابتة تقديراً للج ن ع د موت امورث،
فإذا انفصل حياً حياة مستقرة لوقت يظهر وجود ع د موت امورث ،ولو
كان حي ئذ مضغة أو علقة ،ثبت ل ا ق ي امراث ،فيقدر وجود حيات
بوادت حياً.27
27وهبة الزحيلي ،الفقه ااسامي وأدلتهُ،دمشق :دار الفكر ،د.تَ ج ،20.ص.482.
الشرط الثالث :العلم بجهة القرابة وجهة اإرث.
يش ط ي اإرث العلم كما ذكر ي كتاب مغي احتاج با هة امقتضية
لإرث ،بأن يعلم أن وارث من جهة القرابة ال سبية ،أو من جهة الزوجية أو
م هما ،أو من جهة الواء ،اختاف ا كم ي ذلك.28
وذكر إبن قدامة امقدس ي كتاب ،إن ا يرث أحد إن م يعلم جهة
القرابة واإرث ،أن أحكام اإرث تلف باختاف جهات اإرث وتفاوت
درجة القرابة ،فا يكفي أن نقول إن أخ اميت ،بل ابد من أن نعرف هل
هو أخ شقيق أم أخ أب أم أخ أم ،أن كل واحد ل حكم ،فم هم من
يرث بالفرض وم هم يرث بالتعصيب ،وم هم من يكون حجوبا.29
28حمد ا طيب الشربيي ،مغنى المحتاجُ،د.م.ن :امكتبة التوقيفية ،د.تَ،ج،6.ص.62.
29ابن قدامة امقدسي ،الشرح الكبيرُد.م.ن،د.تَ ص.622.
.أسباب اإرث
للمراث أسباب كما ذكر ي معظم كتب الفق م ها الياقوت ال فيس
ل لشاطري ال اتفق أئمة الشريعة على أن كل واحد م ها يقتضي امراث،
مام يوجد مانع ،فهي ثاثة أسباب :
السبب اأول :القرابة الحقيقية.
وهي القرابة بن الوالدين واأواد ومن انتسب إليهم.
السبب الثاني :النكاح
وهو عقد الزوجية الصحيح القائم بن الزوجن ،وان م صل بعد
دخول أو خلوة ،وأما ال كاح الفاسد أو ال كاح الباطل فا توارث ب أصا.
السبب الثالث :الواء
وهي القرابة ا كمية اكتسها شخص أعتق العبد امملوؾ.60
60أمد بن عمر الشاطري ،الياقوت النفيس في مذهب بن ادريس ُبروت :دار الثقافة ااسامية،د.تَ ،ص.240.
.موانع اإرث
اموانع مع مانع وامراد بامانع ه ا هو ول بن الشخص الذي ققت
في ميع شروط امراث وقام ب السبب امقتضي للمراث وبن أن يرث فعا.
واموانع ال اتفق عليها علماء الشريعة ،فهي ثاثة:
اأول :الرق.
امانع اأول من اموانع امتفق عليها الرق .فإن الرقيق أو العبد امملوؾ
ايرث أحدا من أقربائ ،أن إذا ورث شيئا أخذ سيد ،والسيد أج ي عن
اقرباء العبد ،فا يرث العبد لئا ي تقل امال إى السيد.62
الثاني :القتل.
اتفق الفقهاء على أن القتل مانع من موانع امراث ،فالقاتل ا يرث من
قتيل ،فعوقب حرمان ا قصد ،لي جم عما فعل ،وأن التوريث مع القتل
62
الشيخ حمد علي الصابوي ،المواريث في الشريعة اإسامية في ضوع الكتاب والسنةُالقاهرة :دار الصابو ،د.تَ ،ص.44.
يؤدي إى الفسد ،واه ا ب الفساد ،فإذا قتل أحد مورث فإن ا يرث
لأسباب اآتية:
.لقول ال ي صلى اه علي وسلم :ليس لقاتل مراث.66
.القاتل قد استعجل اإرث بالقتل وقد يكون القتل ليس على
ااستعجال وإما عدوانا.
.إن لو م م ع القاتل من اإرث أقدم ال اس على قتل أقربائهم
ليتوصلوا اى ملك أمىواهم فتسود القضى ،ويضطرب ال ظام ويعدم
اأمن وااستقرار.
.إن القتل جرمة كرى ،وليس من اممكن عقا وشرعا أن يكون
ارتكاب ا رمة سببا إى ال عمة ووسيلة إى ملك ا اي مال اجي
علي واانتفاع ب ،فيحرم القاتل من امراث.
66أبو داود ،سليمان بن اأشعت ،سنن أبي داود ،كتاب الفرائض ،ا ديث رقم.2227 .
الثالث :اختاف الدين.
ومن أوصاف م ع هم امواريث أن يكون الوارث وامورث تلفن ي
الدين ،كأن يكون امورث مسلما والوارث كافرا ،أو يصر امورث كافرا
والوارث مسلما ،فا يرث الكافر امسلم وا امسلم الكافر ،وقد ورد ي ا ر
عن ال ي صلى اه علي وسلم ما روي عن أسام بن زيد أن ال ي صلى اه
علي وسلم قال :ايرث امسلم الكافر وا الكافر امسلم.64
بعد ذكر امسائل امتعلقة بأحكام اإرث ي الشريعة ااسامية،
كالشروط واأسباب واموانع ،ويلي البحث عن نظام التوريث ي ااسام
وذكر تقسيم الوارثن من جهة الذكورة واأنوثة.
64مسلم أي ا سن مسلم بن ا جاج القشري ال يسابوري ،صحيح مسلم ،كتاب الفرائض ،ا ديث رقم .2222
) نظام التوريث في اإسام
وضعت الشريعة اإسامية نظام التوريث على أحسن ال ظم امالية
وأحكمها وأعدها ،فقرر الدين اإسامي ،ملكية اانسان للمال ،ذكرا كان أو
أنثى بالطرق الشرعية ،كما قرر انتقال ما كان ملك الشخص ي حيات إى ورثت
بعد موت من الرجال و ال ساء بدون تفريق بن كبر وصغر.
وقد بن الكتاب العزيز أحكام امواريث وأحوال كل وارث بيانا شاما
شافيا ،حيث م ي ؾ أحد من البشر ،قسمة أو ديد شيئ من امواريث،
فالقرآن الكر هو العمدة ي أحكامها ومقاديرها ،وقد ثبت قليل م ها بالس ة أو
ااماع.
وا يوجد ي الشريعة اإسامية أحكام تعرض القرآن الكر ببياها بيانا
تفصيليا مثل أحكام امواريث ،وإما عي اإسام بشأن امواريث هذ الع اية
الفائقة ح خصها الكتاب العزيز ببياها البيان احكم ،أن اإرث من أهم
أسباب ملك اأموال ،وامال عصب ا ياة بال سبة لأفراد وا ماعات ،إذ ب
قوام البشرية ،وعلي تدور رحي ا ياة.62
وقسمت ي رسال هؤاء الوارثن امستحقن بامراث إى قسمن ،وكذا
ذهب إلي الشافعية إى أن الورثة ي قسمون إى قسمن ،قسم من الرجال وقسم
من ال ساء ،ويتضح ذلك ي ما يا :
أمع علماء الشريعة ااسامية على توريث مسة عشر رجا ،وهم:
اابن ،وابن اابن وإن نزل بشرط أا يكون بي وبن اميت أنثى ،واأب ،وا د
أبو اأب وإن عا بشرط أا يكون بي وبن اميت أنثى ،واأخ الشقيق ،وابن
اأخ الشقيق وإن نزل بشرط أا يكون بي وبن اميت أنثى ،واأخ أب ،وابن
اأخ أب وإن نزل بشرط أا يكون بي وبن اميت أنثى ،واأخ أم ،والعم
الشقيق ،وابن العم الشقيق وإن نزل بشرط أا يكون بي وبن اميت أنثى ،والعم
62الشيخ حمد علي الصابوي ،المواريث في الشريعة اإسامية في ضوع الكتاب والسنةُالقاهرة :دار الصابو ،د.تَ ،ص.67.
أب ،وابن العم أب وان نزل بشرط أا يكون بي وبن اميت أنثى ،والزوج،
واموى امعتق.
وأمع علماء الشريعة ااسامية على توريث عشر من ال سوة ،وهن:
الب ت ،وب ت اابن وان نزل أبوها بشرط أا يكون بي ها وبن اميت امرأة ،واأم،
وا دة أم اأم وإن علت بشرط أن تكون سلسلة ال سب بي ها وبن اميت كلها
من ال ساء ،وا دة أم اأب مباشرة ،واأخت الشقيقة ،واأخت أب ،واأخت
أم ،والزوجة ،وامواة امعتقة.65
هؤاء امذكورون يستحقون من تركة أمواهم حسب امقدار امعن لكل
واحد م هم ،وقد بن ذلك العلماء العاملون امتبدرون ي علم الفرائض أي علم
امراث.
65
.75
حمد حي الدين عبد ا ميد ،أحكام المواريث في الشريعة اإسامية على مذهب اأئمة اأربعةُالقاهرة :دار الطائع،د.تَ ،ص.
) حكمة الميراث
حكمة امراث من حيث هو لفائدة كرى .وهي تقوية رابطة القرابة
والعاطفة الطبيعية .وعلى ا ملة إن امراث في فائدة كرى لل اس وس بن ذلك
مفصا أجل أن يقف عليها كل إنسان .ح ترتفع ع تلك الشبهات ال
تع ي والوساوس ال يوسوسها ل الشيطان الرجيم.62
هذ هي حكمة امراث قال ا رجاوي ي كتاب حكمة التشريع
وفلسفت .وأ قف عن الكام التفصيلي ي بيان ما يتعلق هم من أصحاب
الفروض ،ومن العصبات ،وغرها من قضايا امراث امبحوث ي هذا العلم
كالعول واأخ امبارؾ وامسألة امش كة وغر ذلك من اأحكام امراث ،أي
حددت هذ الرسالة مراث امفقود اآي بيان .
62علي أمد ا رجاوي ،حكمة التشريع وفلسفتهُد.م.ن :دار الفكر،د.تَ ،ص.624 :
1
الباب الثالث
ميراث المفقود
ما كان امراث متعلق مفقود حيا كان أو ميتا حسب اعتبار تسليم أن تكون ل
رسالة ص حث على امفقود احتمال ي ا الية بن ا ي أم اموت ،فأتى ب الباحث
ي هذا الباب مع بيان ما يتعلق بامفقود ،نقا عن الكتب الفقهية امعي ة بعلم الفرائض
الذي كان امراث من ضمن هذا العلم الشريف ،ويتضح ذلك إن شاء اه تعاى بالبيان
اآي.
أ .لمحة عن المفقود
.تعريف المفقود
تعريف لغة
امفقود هو من فقد يفقد فقدا وفقدانا وفقدانا وفقودا :غاب ع
وعدم .أفقد الشيء :أعدم ايا .تف ّقد :طلب ع د غيبت .تفاقد القوم:
فقد بعضهم بعضا .الفاقد :ال مات زوجها أو ولدها .الفقيد :امفقود
يقال :مات غر فقيد أو غر مفقود أي غر مك ث لفقد .67وقال
الفروزآبادي ي القاموس احيط امفقود فقد يفقد فقدا وفقدانا وفقودا:
عدم فهو فقيد ومفقود وأفقد اه ا يا .والفاقد :ال مات زوجها أو
ولدها أو امتزوجة بعد موت زوجها وبقرة سبع ولدها .وافتقد وتفقد :
طلب ع د غيبت .ومات غر فقيد وا ميد ُ وغر مفقود َ :غر
67لويس معلوف ،المنجد في اللغة و اأعامُ،بروت -لب ان :امكتبة الشرقية -ساحة ال جمة،ص.ب ،َ2982.ص.589 :
مك ث لفقدان .والفقد وا رؾ ووهم اأزهري :نبات وشراب من
زبيب أو عسل أو كشوث كالفقدد بالضم .وتفاقدوا :فقد بعضهم
بعضا .68وقال إبن م ظور ي لسان العرب امفقود هو من فقد الشيء
يفقد فقدا وفقدانا وفقودا فهو مفقود وفقيد:عدم ؛ وأفقد اه إيا .69
امفقود لغة من الفقد وهو من فقدت الشيء إذا طلبت فلم د ،أو
أضعت ،قال اه تعاى" :قالوا نفقد صواع املك."40
تعريف اصطاحا
امفقود هو الغائب الذي م يدر موضع ،وم يدر أحي هو أم
ميت .42وعرف الدسوقي من امالكية امفقود هو من انقطع خر كن
الكشف ع فيخرج اأسر أن م ي قطع خر و رج احبوس الذي ا
68حمد بن يعقوب الفروزآبادي ،القاموس المحيطُ،د.م.ن،د.تَ ،ص.496.
69أيي فضل مال الدين حمد بن مكرم ابن م ظور ،لسان العربُ ،بروت :دار امعارف ،د.تَ ،ص.4224 :
40القرآن الكريم ،سورة يوسف 76 :
42الشريف علي بن حمد ا رجاي ،التعريفاتُ ،جاكرتا :دار ا كمة د.تَ ،ص 662 :
يستطاع الكشف ع .46وقال زكريا الري ي مصادر اأحكام اإسامية
امفقود هو الغائب الذي ا يدري مكان ،وا تعلم حيات وا وفات ،
يكون حيا بااستصحاب ،إى أن يقوم الدليل على وفات ،فيكون حيا
ول كل أحكام اأحياء.44
هذا ما نقلت من الكتب الفقهية ،ومن هذ التعريفات تتبن
مفهوم ام فقود أن الغائب الذي م يدر موضع ،وم يدر هل هو بقي
على قيد ا ياة أو قد توي أسباب معي ة ،ويلي البحث عن امدة بعدها
موت امفقود ،ويتضح الكام فيما بعد.
.الم ّدة التي يحكم بعدها بموت المفقود
امدة ال
وقد اختلف الفقهاء ي ّ
كم بعدها موت امفقود على
مذاهب:
46حمد عرف الدسوقي ،حاشية الدسوقي على الشرح الكبيرُ ،بروت :دار الفكري ،د.تَ ،ج ،6.ص.279.
44زكريا الري ،مصادر اأحكام اإساميةُ ،د.م.ن،د.تَ.222 ،
أوا :قول اأح اف :
ففي ظاهر الرواية ع د ا فية كم موت امفقود إذا م يبق
أحد من أقران ي بلد ،ا ي ميع البلدان ،وهو اأصح ع دهم،
غر أهم اختلفوا ي السن ال مكن أن موت فيها اأقران ،فعن أي
ح يفة :هي مائة وعشرون س ة ،وهذا ما اختار القدوري .وعن أي
يوسف مائة س ة ،وقال حمد بن حامد البخاري :هي تسعون س ة،
وذهب بعضهم إى أها سبعون س ة ،وم هم من قال :بأن هذ امدة
م وكة إى اجتهاد اإمام ،وي ظر إى شخص امفقود والقرائن
الظاهرة.42
42
عاء الدين الكاساي ،بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع ُبروت :دار الكتاب العري،د.تَ ،ج ،2.ص.297.
ثانيا :قول امالكية :
وم دد امالكية مدة معي ة بل قالوا ا يقسم ورثة امفقود مال
ح يأي علي من الزمان ما ا يا إى مثل فيقسم بن ورثت حي ئذ
ا يوم فقد أو يصح وقت موت فرث ورثت يوم صحة موت .45
وبعضهم يرى أن امدة هي سبعون س ة است ادا ما روي ي ا ديث
امشهور ُ :حدث ا ا سن بن عرفة .حدثي عبد الرمن بن حمد
احاري عن حمد بن عمرو عن أي سلمة عن أي هريرة أن رسول
اه صلى اه علي و سلم قال :أعمار أم ما بن الستن إى
السبعنَ .42ويروى ع أن من فقد ي دار اإسام وانقطع خر ،
كان لزوجت أن ترفع أمرها إى ا اكم ،فيبحث ع ي مظ اّت
وجود ،بكل الوسائل ال مكن ها معرفة حال ،فإن عجز ضرب
45
42
حمد بن يوسف بن أي القاسم العبدري أبو عبد اه ،التاج واإكليل لمختصر خليل ُبروت :دار الفكرَ،ج ،2.ص.226.
حمد بن يزيد أبو عبداه القزويي ،سنن ابن ماجةُبروت :دار الفكرَ ،ج ،6.ص ،2225.رقم ا ديث.2642.
للزوجة أجا وهو أربع س وات ،فإذا انتهت اعتدت الزوجة عدة
الوفاة ،وحل ها بعد ذلك الزواج بغر .47
ثالثا :قول الشافعية :
وأما الشافعي فقد نصوا على أن من أسر أو فقد وانقطع
خر ،ترؾ مال ح تقوم بي ة موت ،أو مضي مدة يظن أن ا يعيش
فوقها ،وا تتقدر بشيء على الصحيح ،فيجتهد القاضي و كم
م وت وقيل تقدر بسبعن وبثمانن وبتسعن ومائة وعشرين.48
امدة هي تسعون س ة وهي مدة اموت أقران الذين
وبعضهم يرى أن ّ
هم ي بلد ،والرأي الصحيح ع د أن امدة ا تقدر بزمن معن ،بل
إذا ثبت لدى القاضي موت ،فإن
تهد و كم موت بعد انقضاء
امدة ال ا يعيش فوقها غالبا.
47
48
الشيخ حمد علي الصابوي ،المواريث في الشريعة اإسامية في ضوع الكتاب والسنةُالقاهرة :دار الصابو ،د.تَ ،ص.272.
عبد ا ميد الشرواي ،حواشي الشرواني على تحفة المحتاج بشرح المنهاج ُبروت :دار الفكر،د.تَ ،ج ،2.ص.46.
رابعا :قول ا ابلة :
ويرى اإمام أمد أن إذا فقد ي حالة يغلب فيها اهاؾ،
كمن فقد بن صفن متامن حال نشوب امعركة واشتداد القتال،
أو غرق مركب كان في ،فسلم في ماعة وغرق أخرون ،حث ع
مدة أربع س وات ،فإن م يعشر ل على أثر ،قسم مال علي ورثت
بعدها ،واعتدت زوجت عدة الوفاء ،وحل ها بعد انقضاء عدها
الزواج ،وإن فقد ي حالة ا يغلب فيها اهاؾ ،كمن خرج لتجارة،
أو سياحة ،طلب علم فل في رأيان :
أ -انتظار إى مضي تسعن س ة من مولد ،أن الغالب أن ا يعيش
أكثر من هذا الزمن.
ب -تفويض أمر إى اجتهاد ا اكم في ظر في ،وم وقع اجتهاد على
شيء حكم ب .49
ولعل رأي ا ابلة ي هذا اأمر هو اأرجح وهو الذي اختار ُالزيلعىَ
من فقهاء ا فية ووافق الكثرون وهو أن يفوض ديد امدة إى رأي اإمام
أن
تلف باختاف الباد واأشخاص ،إذ من فقد ي امهلكة ،أو وقت
ماقاة العدو ،أو مع قطاع الطريق ،الف وضع من فقد ي غر هذ
اأحوال ،فا مع للتقدير مدة معي ة ،في ؾ اجتهاد ا اكم ،ليحكم
بالقرائن الظاهرة الدالة على موت أو عدم ،وهذا هو األيق بالفق ،
واأجدى للمصلحة.
20
امدة ال
وقيل السيد سابق ي الفق الس ة أن ي ّ
كم بعدها موت
امفقود قد إختلف الفقهاء فيها ،فروي عن مالك أن قال :أربع س ن ،أن
49
م صور بن يونس بن إدريس البهوي ،كشاف القناع عن متن اإقناعُ،بروت :دار الفكر ،َ2206 ،ج.229 ،2.
20الشيخ حمد علي الصابوي ،المواريث في الشريعة اإسامية في ضوع الكتاب والسنةُالقاهرة :دار الصابو ،د.تَ ،ص.275.
عمر رضي اه ع قال ُ :أما امرأة فقدت زوجها فلم تدر أين هو فإها
ت تظر أربع س ن م تعتد أربعة أشهر وعشرا م ل َ22وأخرج البخاري
والشافعي .وامشهور عن أي ح يفة والشافعي ومالك عدم تقدير امدة بل
ذلك مفوض إى اجتهاد القاضي ي كل عصر .قال ابن قدمة وهو صاحب
امغي ي إحدى الروايتن ي امفقود الذي ا يغلب هاك :ا يقسم مال وا
تتزوج امرأت ح يتيقن موت ،أو مضي علي مدة ا يعيش ي مثلها .وذلك
مردود إى اجتهاد ا اكم وهذا قول الشافعي رضي اه ع وحمد بن ا سن
وهو امشهور عن مالك وأي ح يفة وأي يوسف ،أن اأصل حيات والتقدير
ا يصار إلي إا بتوقيف ،وا توقيف ه ا .فوجب التوقف.26
22
مالك بن أنس ،الموطأ ُمؤسسة زايد بن سلطان آل هيان ،د.تَ ،ج ،2.ص ،868.رقم ا ديث .6242
26السيد سابق ،فقه السنةُ ،بروت :امكتبة العصرية2267 ،هػ6002 /مَ ،ج ،4.ص462.
1
.متي يحكم القاضي بموت المفقود
كم القاضي موت امفقود على ما يا :
أ -إذا غاب ي حال يظن فيها اهاؾ ،كغارة أو حرب.
ب -أو خرج اجة قريبة ،فلم يعد وي هاتن ا الن ،كم القاضي موت بعد
أربع س ن من تاريخ فقد ،عما مذهب اإمام أمد.
ت -وإن غاب ي سياحة أو ارة حكم القاضي موت حسب غلبة ظ .24
ب.حكم المفقود وميراثه
للمفقود حاان ،إرث من غر ،وإرث غر م ،ولكل م هما حكم ،كما
ذكر ي كتاب تكملة زبدة ا ديث:22
اأول :حكم إرث من غر أن إذا كان من ملة الورثة فيعامل كل من الورثة
ب
حث
مقدم إى كلية الدراسات اإسامية والعربية جامعة شريف هداية اه
اإسامية ا كومية جاكرتا
للحصول على الدرجة ا امعية اأوى َُS.S.I
إعداد
الطالب/أدي حسني صبرالدين
رقم القيد202020006202 :
كلية الدراسـات اإسـامية والعـربية
جامعـة شريف هـداية اه اإسـامية الحـكومية
جاكرتا
3412هـ 2133 -م
الباب اأول
مقدمة
أ -خلفية البحث
أنزل اه القرآن هدى لل اس وبي ات من اهدى والفرقان ،قال تعاى:
ِ
اس وبػيِػَ ٍ
ِِ
ات ِمن اه َدى وال ُفرقَ ِ
ان .2َ.....وقد
ُ....أُنْ ِزَل فْي ال ُق ْرآ ُن ُه ًدى لل ِ َ َ
َ ُ َ ْ
أرسل اه رسول حمدا صلى اه علي وسلم مبي ا ما أراد اه عز وجل إى
خلق .فالقرآن الكر هو كام اه وكتاب العظيم الكامل ،وهو ي بيان
وأحكام شامل لكل جهة من جهات ا يات اإنسانية ،ولذلك جعل اه تعاى
عز وجل ي رسول اه أسوة حس ة كاملة ليكون تبليغ كافة مشتملة إى ال اس
أمعن.
2القرآن الكريم ،سورة البقرة 285 :
وقد عرف ا أن الشريعة اإسامية خام الشرائع اإهية ال جاءت لتحقيق
سعادة البشر وهدايتهم إى ما هو خر هم .فإها جاءت جامعة مانعة كاملة
الب اء وافية بأغراض البشر ومقاصدهم مسايرة ميع اأزم ة واأمك ة.
وال اس ي حاجة إى وجود ال سل ي حياهم ،استمرار ا ياة مع
احافظة على اأنساب ال يولي اإسام ع اية ميلة.
فإن علم امراث كما قال حمد حي الدين عبد ا ميد ي أحكام
امواريث هو من أعظم العلوم قدرا ،وأجلها شرفا..فهو درة تاج العلوم الفقهية
وذروة س امها ،من حيث دقة حسابات ،وعدالة توزيعات ،وروعة تقسيمات .
ويكفي فخرا أن اه سبحان وتعاى هو الذي توى تقسيم وعي بتفصيل
وتفريعات ،فا ال مرتاب أو متشكك ي عدالة أحكام امواريث.6
6
حمد حي الدين عبد ا ميد ،أحكام المواريث في الشريعة اإسامية ُالقاهرة :دار الطائع لل شر والتوزيع ،َ6002،ص 4
العلم الذي يتكلم عن اإرث ،ومعرفة م يكون اإنسان وارثا وم
يكون غر وارث ،ومعرفة امقدار الذي يستحق من ال كة على تقدير أن وارث،
والعلم بكيفية تقسيم ال كة على الوارثن والوارثات ،وما يتبع ذلك يسمي بعلم
امواريث أو علم الفرائض.
وعلم امواريث أو علم الفرائض هو علم اموصل إى معرفة قدر ما ب
لكل ذي حق من ال كة .وأدلة هذا العلم الكتاب والس ة وإماع العلماء ،أما
الكتاب فآيات امواريث ال نتلوها عليك ع د ااستدال على أنصباء الوارثن
والوارثات ،أما الس ة فأحاديث م ها خر الصحيحن :عن عبد اه بن طاوس
عن أبي عن ابن عباس عن ال ي صلى اه علي وسلم قال أ قوا الفرائض بأهلها
فما بقي فهو أوى رجل ذكر وي حديث عبد الرزاق عن معمر اقسموا امال
بن أهل الفرائض على كتاب اه فما تركت الفرائض فأوى ٍ
رجل ذكرَ4
وستجد كثرا م ها ي أث اء قراءة هذا البحث ،وأما اإماع فإنك س ى مسائل
قد أمع على حكمها علماء هذ اأمة وليس فيها كتاب وا وصل إلي ا فيها
س ة معروفة.2
وقد ورد ي ا ض على تعلم هذا العلم وتعليم أخبار وأحاديث ،م ها
قول علي الصاة والسام ُ :تعلموا الفرائض وعلموها ال اس؛ فإي امرؤ مقبوض
وإن العلم سيقبض ح
وهذا أ
تلف ااث ان ي الفريضة فا دان من يفصل بي ها .5
أن أحث حثا موضوعيا ي ضوء الكتاب والس ة أختص ت
اموضوع" :حكم ميراث المفقود في الشريعة اإسامية".
4حمد بن فتوح ا ميدي ،الجمع بين الصحيحين البخاري ومسلم ُ،لب ان /بروت :دار ال شر /دار ابن حزم2264 ،هػ\6006مَج ،6
ص ،60:رقم ا ديث.2007:
2
5
ص .666:
حمد حي الدين عبد ا ميد ،أحكام المواريث في الشريعة اإسامية ُالقاهرة :دار الطائع لل شر والتوزيع ،َ6002،ص 7
حمد عبد الرمن بن عبد الرحيم امباركفوري أبو العا ،تحفة اأحوذي بشرح جامع الترمذي ُ،بروت:دار الكتب العلمية ،د.تَ ،ج،2 .
ب -تحديد مشكلة البحث وفوائد
حددت أن هذا البحث ل مشكات ،وأما امشكات الرئيسية ي هذا
ّ
البحث أقررها ي اأسئلة اأتية :
مامراد بامواريث؟
مامراد بامفقود؟
ما هي أحكام مراث امفقود ي الشريعة اإسامية ؟
أما الفوائد من هذ البحث فهي :
.وي أمية هذا البحث ،قد عرفت أن اإسام إهتم بأمور امسلمن إهتماما
كبرا ،وم يكن ع د خاف بي هم ي ا لق ،ح الفقهاء يتكلم كثرا عن
امفقود وما يتعلق بأمور الدي ية.
.زيادة علمي ي أحكام امراث.
.معرفة نظر الفقهاء عن حكم مراث امفقود ي الشريعة اإسامية.
ت -أهداف البحث
أما اأهداف ال دفعت إى اختيار هذا البحث هي:
معرفة امراد بامواريث.
معرفة امراد بامفقود.
اطاع حكم مراث امفقود ي الشريعة اإسامية.
ث -منهج البحث
واستخدمت م هجا وصفيا ي البحث ،يعي بالوصفي وصف ام هج
القائم ليل ي ضوء مشكلة البحث بعد مع امعلومات ال أخذها من بعض
الكتب الفق وكتب ااخرى ذات الصلة .واعتمدت ي م هجية أو طريقة كتابة
البحث على الكتاب الذي أصدرت جامعة شريف هداية اه اإسامية ا كومية
:ت ع وان
"Pedoman penulisan Skripsi, Tesis, Disertasi UIN Syarif
Hidayatullah Jakarta6007 ."
ج -خطة البحث
وتسهيا لقرأة هذا البحث ولفهم مضمون قسمت إى أربعة أبواب وهي:
الباب اأول :مقدمة ،توي على:
خلفية البحث ،و ديد مشكلت وفوائد ،وأهداف ،وم هج ،
وخطت .
الباب الثاي :امراث ومفهوم ،و توى على:
تعريف امراث لغة واصطاحا ،مشرعيت ،أركان ،وشروط ،
أسباب ،وموانع ،حكمة امراث.
الباب الثالث :دراسة عن مراث امفقود ي الشريعة اإسامية ،و توى على:
تعريف امفقود لغة واصطاحا ،امدة ال
امفقود ،م
كم بعدها موت
كم القاضي موت امفقود ،حكم امفقود،
موقف من امراث ،توريث امفقود.
الباب الرابع :خامة ،توى على:
نتائج البحث ،وااق احات ،وقائمة امراجع وامصادر.
1
الباب الثاني
الميراث ومفهومه
العلم الذي يتكلم عن اإرث ،ومعرفة م يكون اإنسان وارثا وم يكون غر
وارث ،ومعرفة امقدار الذي يستحق من ال كة على تقدير أن وارث ،والعلم بكيفية
تقسيم ال كة على الوارثن والوارثات ،وما يتبع ذلك يسمي بعلم امواريث أو علم
الفرائض .وأ كتب ي هذا الباب بيان ما يتعلق بامراث ي الشريعة ااسامية ،نقا
عن الكتب الفقهية امعي ة بعلم الفرائض ،وأتضح ذلك إن شاء اه تعاى بالبيان
اآي.
) تعريف الميراث
تعريفه لغة.
امراث لغة هو من ورث يرث ورثا وارثا ورثة وتراثا ومراثا ،يقال ورث
ورث
فانا أي انتقل إلي مال فان بعد وفات ،وإذا شددت الراء كأن يقال ّ
الرجل فانا مع جعل مراثا ،ومع امواريث وهي تركة اميت ،ويطلق أيضا
باإرث ،وهو ما لف اميت لورثت .2
تعريفه إصطاحا.
ومع ا ي اصطاح الفقهاء :انتقال ملكية الشيء من اميت إى ورثت
اأحياء سواء كان هذا الشيء ماا أو عقارا أو حقا من ا قوق الشرعية،7
وعرف الشاطري من الشافعية ي كتاب الياقوت ال فيس بأن هو حق ما
قابل للتجزئ يثبت من امستحق بعد موت من ل ذلك لقرابة بي هما أو
2لويس معلوف ،المنجد في اللغة واأعامُ،بروت -لب ان :امكتبة الشرقية -ساحة ال جمة،ص.ب َ2982.ص.890 .
7وهبة الزحيلي ،الفقه ااسامي وأدلتهُ،دمشق :دار الفكر ،د.تَ ج ،20.ص.628.
حوها ،وصورة دعوى اإرث بأن يقول شخص :أدعى بأن فانا مات وأنا
اب لصلب أو أخو أبوي أو عم أو جد .8
ومن هذ التعريفات لغوية كانت أم اصطاحية ع د الفقهاء عرف ا أن
امراث أو اإرث هو انتقال الشيء بعد وفاة امرء من مال إى أهل ،إما أن
يكون من أهل ال سب أو القرابة أو امصاهرة.
) مشروعيته
إن امراث قضية اجتماعية وقعت قبل ىء رسالة صلى اه علي وسلم،
وم يتم نظام التوريث إا بعد أن قرر اه تعاى ورسول أحكام ا يفة مشروعيت
ام صوصة من القرآن الكر ،فإن اه تعاى بن أحكام امراث مشروعا بقول
سبحان وتعاى ي آيات اآتية:
8أمد بن عمر الشاطري ،الياقوت النفيس في مذهب بن ادريس ُبروت :دار الثقافة ااسامية،د.تَ ،ص.268.
ُُ .ي ِ
ن فَِإن ُكن نِساء فَػو َق اثْػَتَػ ْ ِ
ظ ْاأُنثَػيَػ ْ ِ
وصي ُك ُم الل ُ ِي أ َْوَا ِد ُك ْم لِلذ َك ِر ِمثْل َح ِ
ن
ُ
ًَ ْ
ُ
اح َدةً فَػلَها الِصف وِأَبػوي ِ
فَػلَهن ثػُلُثَا ما تَػرَؾ وإِن َكانَت و ِ
َ ْ ُ َ ََ ْ
ُ
ْ َ
َ َ َ
لِ ُك ِل و ِ
اح ٍد ِمْػ ُه َما
َ
السد ِ
ث فَِإن
س ا تَػَرَؾ إِن َكا َن لَ ُ َولَ ٌد فَِإن مْ يَ ُكن ل ُ َولَ ٌد َوَوِرثَ ُ أَبَػ َوا ُ فَِأُِم ِ الثػلُ ُ
ُُ
َكا َن لَ إِخوةٌ فَِأُِم ِ الس ُدس ِمن بػع ِد و ِصي ٍة ي ِ
وصي ِهَا أ َْو َديْ ٍن آبَا ُؤُك ْم َوأَبْػَا ُؤُك ْم َا
ُ َْ َ ُ
ُ َْ
ِ
ِ
ِِ
يماََ.9
ب لَ ُك ْم نَػ ْف ًعا فَ ِر َ
تَ ْد ُرو َن أَيػ ُه ْم أَقْػَر ُ
يما َحك ً
يضةً ِم َن الل إن الل َ َكا َن َعل ً
ِ
اج ُك ْم إِن مْ يَ ُكن هُن َولَ ٌد فَِإن َكا َن َهُن َولَ ٌد فَػلَ ُك ُم
ص ُ
َ ُُ .ولَ ُك ْم ن ْ
ف َما تَػَرَؾ أ َْزَو ُ
ِ
ِ ِ ٍِ ِ
ن ِهَا أ َْو َديْ ٍن َوَهُن الربُ ُع ِ ا تَػَرْكتُ ْم إِن مْ يَ ُكن
الربُ ُع ا تَػَرْك َن من بػَ ْعد َوصية يُوص َ
ِ
ِ ٍِ
ِ
وصو َن ِهَا أ َْو
الثم ُن ا تَػَرْكتُم ِمن بَػ ْعد َوصية تُ ُ
ل ُك ْم َولَ ٌد فَإن َكا َن لَ ُك ْم َولَ ٌد فَػلَ ُهن ُ
ث َك َالَةً أَ ِو امرأَةٌ ولَ أَخ أَو أُخت فَلِ ُك ِل و ِ
ِ
اح ٍد ِمْػ ُه َما
ور ُ
َْ َ ُ ٌ ْ ْ ٌ
َ
َديْ ٍن َوإن َكا َن َر ُج ٌل يُ َ
ِ
ِ ِ ِ ٍِ
وصى ِهَا
س فَِإن َكانُوا أَ ْكثَػَر ِمن َذل َ
ك فَػ ُه ْم ُشَرَكاءُ ِي الثػلُث من بَػ ْعد َوصية يُ َ
الس ُد ُ
أَو دي ٍن َغيػر مضا ٍر و ِصيةً ِمن الل ِ والل علِ ِ
يمََ.20
يم َحل ٌ
َ َ َُ ٌ
ْ َْ َْ ُ َ َ
9
القرآن الكريم ،سورة ال ساء .22 :
20القرآن الكريم ،سورة ال ساء .26 :
ت
ك قُ ِل الل ُ يػُ ْفتِي ُك ْم ِي الْ َك َالَِة إِ ِن ْام ُرٌؤ َهلَ َ
ُُ .يَ ْستَػ ْفتُونَ َ
ُخ ٌ
س لَ ُ َولَ ٌد َولَ ُ أ ْ
ك لَْي َ
ِ
ن فَػلَهما الثػلُثَ ِ
ِ
ِ
ِ
ان
ص ُ
فَػلَ َها ن ْ
ف َما تَػَرَؾ َوُه َو يَِرثػُ َها إن مْ يَ ُكن هَا َولَ ٌد فَإن َكانَػتَا اثْػَتَػ ْ ُ َ
ظ ْاأُنثَػيَػ ْ ِ
ِ ا تَػَرَؾ َوإِن َكانُوا إِ ْخ َوًة ِر َج ًاا َونِ َساءً فَلِلذ َك ِر ِمثْل َح ِ
ن الل ُ لَ ُك ْم أَن
ن يػُبَػ ِ ُ
ُ
ٍ ِ
ِ
ِ
يمََ.22
تَضلوا َوالل ُ ب ُك ِل َش ْيء َعل ٌ
إن اتضح ي هذ اآيات امبي ة أن اه تعاى علم امسلمن طريقة
التوريث الصحيح ي اإسام ،فإن لكل امرء ن ترك امراث يستحق علي حقا
مبي ا ،وما أعدل هذا التقسيم ح لو أمل ع امسلمن لوقع ال اع والشقاق
فيما بي هم .وأ واصل بعد هذا الكام عن بعض اأحكام امتعلقة ب من أركان
وشروط و أسباب وموانع .
22
القرآن الكريم ،سورة ال ساء .272 :
) أركان اإرث
يتكون اإرث على ثاثة أركان ،وإذا انعدم واحد م ها فا يرث أحد من
تركة ميت ،وا يورث اميت أهل ،وا يوجد اموروث ب ،ويتبن ذلك فيما يذكر:
أوا :المورث.
وهو اميت الذي يستحق غر أن يرث م ما خلف بعد موت .
ثانيا :الوارث
وهو الذي يستحق اإرث ،سواء كان السبب هو ال سب كالقرابة ال سبية أو
الزوجية أو الواء.26
ثالثا :الموروث (التركة)
وهو الشيء الذي ي ك اميت من مال أو عقار أو حق من ا قوق امالية أو حق
من ا قوق الشرعية ،وي اصطاح علم امراث ما الفقهاء بال كة.
26الشيخ حمد علي الصابوي ،المواريث في الشريعة اإسامية في ضوع الكتاب والسنةُالقاهرة :دار الصابو ،د.تَ ،ص.46.
كذا قرر الشرع بعض اأحكام امتعلقة باإرث ،من أركان يتكون م ها
امراث ،وأواصل توضيح حول أحكام ،يع البحث عن شروط وأسباب
وموانع اآتية بياها.
) شروط اإرث و أسبابه وموانعه
للمراث شروط ابد من ققها كلها ،حيث لو اختل واحد م ها م
يصح امراث .ول أسباب ابد من قق واحد م ها ،حيث لو م يوجد واحد
م ها أصا م يصح امراث .ول موانع ابد من انتفائها كلها ،حيث لو وجد
م ها مع وجود ميع الشروط ،ومع وجود السبب امقتضى مراث م يصح
امرث.
وس تكلم على كل نوع من هذ اأنواع كاما باختصار :
.شروط اإرث
فأما الشروط ال
ب أن تكون كلها موجودة لكي يصح امراث فهي
ثاثة شروط :
الشرط اأول :وفاة المورث
يش ط ي اإرث أن يتوف امورث ميتة حقيقة أو اعتبار ميتا حكم
ا اكم كامفقود الذي ا يعرف حال ،هل هو حي أم ميت ،ذلك أن
اإنسان مادام حيا فهو قادر على التصرف ي مال ،وملك ثابت ا يزول
ع ،فا لف الغر ي التصرف ي مال ،وإذا مات فإن يكون عاجزا عجزا
كليا عن التصرف ي ملك ،فيزول ملك وي تقل إى ورثت .24
وموت ثاثة أنواع :
24الغازي ،حمد بن قسم ،فتح القريب المجيب ُد.م.ن :كريا انسان اندونسيا،د.تَ ،ص.22.
اموت ا قيقي
هو انعدام ا ياة ،إما بامعاي ة كما إذا شوهد ميتا ،أو بالسماع ،أو
بالبي ة ،مثال ذلك حكم القاضي على إنسان موت ،وهو ا كم
على امفقود موت .
اموت ا كمي
هو أن يكون حكم القاضي ،إما مع احتمال ا ياة أو تيق ها ،ومثال
ذلك حكم القاضي على امرتد بإعتبار ي حكم اأموات إذا ق
بدار ا رب.
فت قسم ال كة ي ا التن أي ي مثال موت ا قيقي وموت ا كمي
من وقت صدور ا كم باموت.22
22
ابن قدامة امقدسي ،المغني ُالرياض :مكتبة الرياض ا ديثة 2202هػ2982/مَ ،ج ،2.ص.660.
اموت التقديري
هو إ اق الشخص باموت تقديرا ،وذلك ي ا ن الذي انفصل
اية على أم ،وهي ال توجب الغرة مسن دي ارا ،بأن يضرب
شخص امرأة حاما ،فتلقى ج ي ا ميتا ،فتوجب الغرة وهي عبد أو
أمة وتقدر ب صف عشر الدابة الكاملة.25
واختاف العلماء ي ارث هذا ا ن :فذهب أبو ح يفة إى أن
هذا ا ن يرث ويورث ،أن يقدر أن كان حيا وقت ا اية ،وأن
مات بسببها ،وذهب ا مهور إى أن ا يرث هذا ا ن؛ أن م
تتحقق حيات ،فلم تتحقق أهليت للتملك باإرث ،وا يورث ع
سوى الغرة وهي دية ا ن؛ أن يعتر حياً بال سبة ها فقط .22
25ابن قدامة امقدسي ،المغني ُالرياض :مكتبة الرياض ا ديثة 2202هػ2982/مَ ،ج ،2.ص.660.
22ابن رشد القرطي ،بداية المجتهد ونهاية المقاصد ُبروت :دار الفكر ،د.تَ،ج ،6.ص.622.
1
الشرط الثاني :تحقق حياة الوارث
والوارث يش ط ل أيضا من قق حياة الوارث بعد موت امورث ،إما
حياة حقيقية مستقرة أو إ اق باأحياء تقديراً.
أما ا ياة ا قيقية :هي ا ياة امستقرة الثابتة لإنسان امشاهدة ل بعد
موت امورث.
وأما ا ياة التقديرية :هي ا ياة الثابتة تقديراً للج ن ع د موت امورث،
فإذا انفصل حياً حياة مستقرة لوقت يظهر وجود ع د موت امورث ،ولو
كان حي ئذ مضغة أو علقة ،ثبت ل ا ق ي امراث ،فيقدر وجود حيات
بوادت حياً.27
27وهبة الزحيلي ،الفقه ااسامي وأدلتهُ،دمشق :دار الفكر ،د.تَ ج ،20.ص.482.
الشرط الثالث :العلم بجهة القرابة وجهة اإرث.
يش ط ي اإرث العلم كما ذكر ي كتاب مغي احتاج با هة امقتضية
لإرث ،بأن يعلم أن وارث من جهة القرابة ال سبية ،أو من جهة الزوجية أو
م هما ،أو من جهة الواء ،اختاف ا كم ي ذلك.28
وذكر إبن قدامة امقدس ي كتاب ،إن ا يرث أحد إن م يعلم جهة
القرابة واإرث ،أن أحكام اإرث تلف باختاف جهات اإرث وتفاوت
درجة القرابة ،فا يكفي أن نقول إن أخ اميت ،بل ابد من أن نعرف هل
هو أخ شقيق أم أخ أب أم أخ أم ،أن كل واحد ل حكم ،فم هم من
يرث بالفرض وم هم يرث بالتعصيب ،وم هم من يكون حجوبا.29
28حمد ا طيب الشربيي ،مغنى المحتاجُ،د.م.ن :امكتبة التوقيفية ،د.تَ،ج،6.ص.62.
29ابن قدامة امقدسي ،الشرح الكبيرُد.م.ن،د.تَ ص.622.
.أسباب اإرث
للمراث أسباب كما ذكر ي معظم كتب الفق م ها الياقوت ال فيس
ل لشاطري ال اتفق أئمة الشريعة على أن كل واحد م ها يقتضي امراث،
مام يوجد مانع ،فهي ثاثة أسباب :
السبب اأول :القرابة الحقيقية.
وهي القرابة بن الوالدين واأواد ومن انتسب إليهم.
السبب الثاني :النكاح
وهو عقد الزوجية الصحيح القائم بن الزوجن ،وان م صل بعد
دخول أو خلوة ،وأما ال كاح الفاسد أو ال كاح الباطل فا توارث ب أصا.
السبب الثالث :الواء
وهي القرابة ا كمية اكتسها شخص أعتق العبد امملوؾ.60
60أمد بن عمر الشاطري ،الياقوت النفيس في مذهب بن ادريس ُبروت :دار الثقافة ااسامية،د.تَ ،ص.240.
.موانع اإرث
اموانع مع مانع وامراد بامانع ه ا هو ول بن الشخص الذي ققت
في ميع شروط امراث وقام ب السبب امقتضي للمراث وبن أن يرث فعا.
واموانع ال اتفق عليها علماء الشريعة ،فهي ثاثة:
اأول :الرق.
امانع اأول من اموانع امتفق عليها الرق .فإن الرقيق أو العبد امملوؾ
ايرث أحدا من أقربائ ،أن إذا ورث شيئا أخذ سيد ،والسيد أج ي عن
اقرباء العبد ،فا يرث العبد لئا ي تقل امال إى السيد.62
الثاني :القتل.
اتفق الفقهاء على أن القتل مانع من موانع امراث ،فالقاتل ا يرث من
قتيل ،فعوقب حرمان ا قصد ،لي جم عما فعل ،وأن التوريث مع القتل
62
الشيخ حمد علي الصابوي ،المواريث في الشريعة اإسامية في ضوع الكتاب والسنةُالقاهرة :دار الصابو ،د.تَ ،ص.44.
يؤدي إى الفسد ،واه ا ب الفساد ،فإذا قتل أحد مورث فإن ا يرث
لأسباب اآتية:
.لقول ال ي صلى اه علي وسلم :ليس لقاتل مراث.66
.القاتل قد استعجل اإرث بالقتل وقد يكون القتل ليس على
ااستعجال وإما عدوانا.
.إن لو م م ع القاتل من اإرث أقدم ال اس على قتل أقربائهم
ليتوصلوا اى ملك أمىواهم فتسود القضى ،ويضطرب ال ظام ويعدم
اأمن وااستقرار.
.إن القتل جرمة كرى ،وليس من اممكن عقا وشرعا أن يكون
ارتكاب ا رمة سببا إى ال عمة ووسيلة إى ملك ا اي مال اجي
علي واانتفاع ب ،فيحرم القاتل من امراث.
66أبو داود ،سليمان بن اأشعت ،سنن أبي داود ،كتاب الفرائض ،ا ديث رقم.2227 .
الثالث :اختاف الدين.
ومن أوصاف م ع هم امواريث أن يكون الوارث وامورث تلفن ي
الدين ،كأن يكون امورث مسلما والوارث كافرا ،أو يصر امورث كافرا
والوارث مسلما ،فا يرث الكافر امسلم وا امسلم الكافر ،وقد ورد ي ا ر
عن ال ي صلى اه علي وسلم ما روي عن أسام بن زيد أن ال ي صلى اه
علي وسلم قال :ايرث امسلم الكافر وا الكافر امسلم.64
بعد ذكر امسائل امتعلقة بأحكام اإرث ي الشريعة ااسامية،
كالشروط واأسباب واموانع ،ويلي البحث عن نظام التوريث ي ااسام
وذكر تقسيم الوارثن من جهة الذكورة واأنوثة.
64مسلم أي ا سن مسلم بن ا جاج القشري ال يسابوري ،صحيح مسلم ،كتاب الفرائض ،ا ديث رقم .2222
) نظام التوريث في اإسام
وضعت الشريعة اإسامية نظام التوريث على أحسن ال ظم امالية
وأحكمها وأعدها ،فقرر الدين اإسامي ،ملكية اانسان للمال ،ذكرا كان أو
أنثى بالطرق الشرعية ،كما قرر انتقال ما كان ملك الشخص ي حيات إى ورثت
بعد موت من الرجال و ال ساء بدون تفريق بن كبر وصغر.
وقد بن الكتاب العزيز أحكام امواريث وأحوال كل وارث بيانا شاما
شافيا ،حيث م ي ؾ أحد من البشر ،قسمة أو ديد شيئ من امواريث،
فالقرآن الكر هو العمدة ي أحكامها ومقاديرها ،وقد ثبت قليل م ها بالس ة أو
ااماع.
وا يوجد ي الشريعة اإسامية أحكام تعرض القرآن الكر ببياها بيانا
تفصيليا مثل أحكام امواريث ،وإما عي اإسام بشأن امواريث هذ الع اية
الفائقة ح خصها الكتاب العزيز ببياها البيان احكم ،أن اإرث من أهم
أسباب ملك اأموال ،وامال عصب ا ياة بال سبة لأفراد وا ماعات ،إذ ب
قوام البشرية ،وعلي تدور رحي ا ياة.62
وقسمت ي رسال هؤاء الوارثن امستحقن بامراث إى قسمن ،وكذا
ذهب إلي الشافعية إى أن الورثة ي قسمون إى قسمن ،قسم من الرجال وقسم
من ال ساء ،ويتضح ذلك ي ما يا :
أمع علماء الشريعة ااسامية على توريث مسة عشر رجا ،وهم:
اابن ،وابن اابن وإن نزل بشرط أا يكون بي وبن اميت أنثى ،واأب ،وا د
أبو اأب وإن عا بشرط أا يكون بي وبن اميت أنثى ،واأخ الشقيق ،وابن
اأخ الشقيق وإن نزل بشرط أا يكون بي وبن اميت أنثى ،واأخ أب ،وابن
اأخ أب وإن نزل بشرط أا يكون بي وبن اميت أنثى ،واأخ أم ،والعم
الشقيق ،وابن العم الشقيق وإن نزل بشرط أا يكون بي وبن اميت أنثى ،والعم
62الشيخ حمد علي الصابوي ،المواريث في الشريعة اإسامية في ضوع الكتاب والسنةُالقاهرة :دار الصابو ،د.تَ ،ص.67.
أب ،وابن العم أب وان نزل بشرط أا يكون بي وبن اميت أنثى ،والزوج،
واموى امعتق.
وأمع علماء الشريعة ااسامية على توريث عشر من ال سوة ،وهن:
الب ت ،وب ت اابن وان نزل أبوها بشرط أا يكون بي ها وبن اميت امرأة ،واأم،
وا دة أم اأم وإن علت بشرط أن تكون سلسلة ال سب بي ها وبن اميت كلها
من ال ساء ،وا دة أم اأب مباشرة ،واأخت الشقيقة ،واأخت أب ،واأخت
أم ،والزوجة ،وامواة امعتقة.65
هؤاء امذكورون يستحقون من تركة أمواهم حسب امقدار امعن لكل
واحد م هم ،وقد بن ذلك العلماء العاملون امتبدرون ي علم الفرائض أي علم
امراث.
65
.75
حمد حي الدين عبد ا ميد ،أحكام المواريث في الشريعة اإسامية على مذهب اأئمة اأربعةُالقاهرة :دار الطائع،د.تَ ،ص.
) حكمة الميراث
حكمة امراث من حيث هو لفائدة كرى .وهي تقوية رابطة القرابة
والعاطفة الطبيعية .وعلى ا ملة إن امراث في فائدة كرى لل اس وس بن ذلك
مفصا أجل أن يقف عليها كل إنسان .ح ترتفع ع تلك الشبهات ال
تع ي والوساوس ال يوسوسها ل الشيطان الرجيم.62
هذ هي حكمة امراث قال ا رجاوي ي كتاب حكمة التشريع
وفلسفت .وأ قف عن الكام التفصيلي ي بيان ما يتعلق هم من أصحاب
الفروض ،ومن العصبات ،وغرها من قضايا امراث امبحوث ي هذا العلم
كالعول واأخ امبارؾ وامسألة امش كة وغر ذلك من اأحكام امراث ،أي
حددت هذ الرسالة مراث امفقود اآي بيان .
62علي أمد ا رجاوي ،حكمة التشريع وفلسفتهُد.م.ن :دار الفكر،د.تَ ،ص.624 :
1
الباب الثالث
ميراث المفقود
ما كان امراث متعلق مفقود حيا كان أو ميتا حسب اعتبار تسليم أن تكون ل
رسالة ص حث على امفقود احتمال ي ا الية بن ا ي أم اموت ،فأتى ب الباحث
ي هذا الباب مع بيان ما يتعلق بامفقود ،نقا عن الكتب الفقهية امعي ة بعلم الفرائض
الذي كان امراث من ضمن هذا العلم الشريف ،ويتضح ذلك إن شاء اه تعاى بالبيان
اآي.
أ .لمحة عن المفقود
.تعريف المفقود
تعريف لغة
امفقود هو من فقد يفقد فقدا وفقدانا وفقدانا وفقودا :غاب ع
وعدم .أفقد الشيء :أعدم ايا .تف ّقد :طلب ع د غيبت .تفاقد القوم:
فقد بعضهم بعضا .الفاقد :ال مات زوجها أو ولدها .الفقيد :امفقود
يقال :مات غر فقيد أو غر مفقود أي غر مك ث لفقد .67وقال
الفروزآبادي ي القاموس احيط امفقود فقد يفقد فقدا وفقدانا وفقودا:
عدم فهو فقيد ومفقود وأفقد اه ا يا .والفاقد :ال مات زوجها أو
ولدها أو امتزوجة بعد موت زوجها وبقرة سبع ولدها .وافتقد وتفقد :
طلب ع د غيبت .ومات غر فقيد وا ميد ُ وغر مفقود َ :غر
67لويس معلوف ،المنجد في اللغة و اأعامُ،بروت -لب ان :امكتبة الشرقية -ساحة ال جمة،ص.ب ،َ2982.ص.589 :
مك ث لفقدان .والفقد وا رؾ ووهم اأزهري :نبات وشراب من
زبيب أو عسل أو كشوث كالفقدد بالضم .وتفاقدوا :فقد بعضهم
بعضا .68وقال إبن م ظور ي لسان العرب امفقود هو من فقد الشيء
يفقد فقدا وفقدانا وفقودا فهو مفقود وفقيد:عدم ؛ وأفقد اه إيا .69
امفقود لغة من الفقد وهو من فقدت الشيء إذا طلبت فلم د ،أو
أضعت ،قال اه تعاى" :قالوا نفقد صواع املك."40
تعريف اصطاحا
امفقود هو الغائب الذي م يدر موضع ،وم يدر أحي هو أم
ميت .42وعرف الدسوقي من امالكية امفقود هو من انقطع خر كن
الكشف ع فيخرج اأسر أن م ي قطع خر و رج احبوس الذي ا
68حمد بن يعقوب الفروزآبادي ،القاموس المحيطُ،د.م.ن،د.تَ ،ص.496.
69أيي فضل مال الدين حمد بن مكرم ابن م ظور ،لسان العربُ ،بروت :دار امعارف ،د.تَ ،ص.4224 :
40القرآن الكريم ،سورة يوسف 76 :
42الشريف علي بن حمد ا رجاي ،التعريفاتُ ،جاكرتا :دار ا كمة د.تَ ،ص 662 :
يستطاع الكشف ع .46وقال زكريا الري ي مصادر اأحكام اإسامية
امفقود هو الغائب الذي ا يدري مكان ،وا تعلم حيات وا وفات ،
يكون حيا بااستصحاب ،إى أن يقوم الدليل على وفات ،فيكون حيا
ول كل أحكام اأحياء.44
هذا ما نقلت من الكتب الفقهية ،ومن هذ التعريفات تتبن
مفهوم ام فقود أن الغائب الذي م يدر موضع ،وم يدر هل هو بقي
على قيد ا ياة أو قد توي أسباب معي ة ،ويلي البحث عن امدة بعدها
موت امفقود ،ويتضح الكام فيما بعد.
.الم ّدة التي يحكم بعدها بموت المفقود
امدة ال
وقد اختلف الفقهاء ي ّ
كم بعدها موت امفقود على
مذاهب:
46حمد عرف الدسوقي ،حاشية الدسوقي على الشرح الكبيرُ ،بروت :دار الفكري ،د.تَ ،ج ،6.ص.279.
44زكريا الري ،مصادر اأحكام اإساميةُ ،د.م.ن،د.تَ.222 ،
أوا :قول اأح اف :
ففي ظاهر الرواية ع د ا فية كم موت امفقود إذا م يبق
أحد من أقران ي بلد ،ا ي ميع البلدان ،وهو اأصح ع دهم،
غر أهم اختلفوا ي السن ال مكن أن موت فيها اأقران ،فعن أي
ح يفة :هي مائة وعشرون س ة ،وهذا ما اختار القدوري .وعن أي
يوسف مائة س ة ،وقال حمد بن حامد البخاري :هي تسعون س ة،
وذهب بعضهم إى أها سبعون س ة ،وم هم من قال :بأن هذ امدة
م وكة إى اجتهاد اإمام ،وي ظر إى شخص امفقود والقرائن
الظاهرة.42
42
عاء الدين الكاساي ،بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع ُبروت :دار الكتاب العري،د.تَ ،ج ،2.ص.297.
ثانيا :قول امالكية :
وم دد امالكية مدة معي ة بل قالوا ا يقسم ورثة امفقود مال
ح يأي علي من الزمان ما ا يا إى مثل فيقسم بن ورثت حي ئذ
ا يوم فقد أو يصح وقت موت فرث ورثت يوم صحة موت .45
وبعضهم يرى أن امدة هي سبعون س ة است ادا ما روي ي ا ديث
امشهور ُ :حدث ا ا سن بن عرفة .حدثي عبد الرمن بن حمد
احاري عن حمد بن عمرو عن أي سلمة عن أي هريرة أن رسول
اه صلى اه علي و سلم قال :أعمار أم ما بن الستن إى
السبعنَ .42ويروى ع أن من فقد ي دار اإسام وانقطع خر ،
كان لزوجت أن ترفع أمرها إى ا اكم ،فيبحث ع ي مظ اّت
وجود ،بكل الوسائل ال مكن ها معرفة حال ،فإن عجز ضرب
45
42
حمد بن يوسف بن أي القاسم العبدري أبو عبد اه ،التاج واإكليل لمختصر خليل ُبروت :دار الفكرَ،ج ،2.ص.226.
حمد بن يزيد أبو عبداه القزويي ،سنن ابن ماجةُبروت :دار الفكرَ ،ج ،6.ص ،2225.رقم ا ديث.2642.
للزوجة أجا وهو أربع س وات ،فإذا انتهت اعتدت الزوجة عدة
الوفاة ،وحل ها بعد ذلك الزواج بغر .47
ثالثا :قول الشافعية :
وأما الشافعي فقد نصوا على أن من أسر أو فقد وانقطع
خر ،ترؾ مال ح تقوم بي ة موت ،أو مضي مدة يظن أن ا يعيش
فوقها ،وا تتقدر بشيء على الصحيح ،فيجتهد القاضي و كم
م وت وقيل تقدر بسبعن وبثمانن وبتسعن ومائة وعشرين.48
امدة هي تسعون س ة وهي مدة اموت أقران الذين
وبعضهم يرى أن ّ
هم ي بلد ،والرأي الصحيح ع د أن امدة ا تقدر بزمن معن ،بل
إذا ثبت لدى القاضي موت ،فإن
تهد و كم موت بعد انقضاء
امدة ال ا يعيش فوقها غالبا.
47
48
الشيخ حمد علي الصابوي ،المواريث في الشريعة اإسامية في ضوع الكتاب والسنةُالقاهرة :دار الصابو ،د.تَ ،ص.272.
عبد ا ميد الشرواي ،حواشي الشرواني على تحفة المحتاج بشرح المنهاج ُبروت :دار الفكر،د.تَ ،ج ،2.ص.46.
رابعا :قول ا ابلة :
ويرى اإمام أمد أن إذا فقد ي حالة يغلب فيها اهاؾ،
كمن فقد بن صفن متامن حال نشوب امعركة واشتداد القتال،
أو غرق مركب كان في ،فسلم في ماعة وغرق أخرون ،حث ع
مدة أربع س وات ،فإن م يعشر ل على أثر ،قسم مال علي ورثت
بعدها ،واعتدت زوجت عدة الوفاء ،وحل ها بعد انقضاء عدها
الزواج ،وإن فقد ي حالة ا يغلب فيها اهاؾ ،كمن خرج لتجارة،
أو سياحة ،طلب علم فل في رأيان :
أ -انتظار إى مضي تسعن س ة من مولد ،أن الغالب أن ا يعيش
أكثر من هذا الزمن.
ب -تفويض أمر إى اجتهاد ا اكم في ظر في ،وم وقع اجتهاد على
شيء حكم ب .49
ولعل رأي ا ابلة ي هذا اأمر هو اأرجح وهو الذي اختار ُالزيلعىَ
من فقهاء ا فية ووافق الكثرون وهو أن يفوض ديد امدة إى رأي اإمام
أن
تلف باختاف الباد واأشخاص ،إذ من فقد ي امهلكة ،أو وقت
ماقاة العدو ،أو مع قطاع الطريق ،الف وضع من فقد ي غر هذ
اأحوال ،فا مع للتقدير مدة معي ة ،في ؾ اجتهاد ا اكم ،ليحكم
بالقرائن الظاهرة الدالة على موت أو عدم ،وهذا هو األيق بالفق ،
واأجدى للمصلحة.
20
امدة ال
وقيل السيد سابق ي الفق الس ة أن ي ّ
كم بعدها موت
امفقود قد إختلف الفقهاء فيها ،فروي عن مالك أن قال :أربع س ن ،أن
49
م صور بن يونس بن إدريس البهوي ،كشاف القناع عن متن اإقناعُ،بروت :دار الفكر ،َ2206 ،ج.229 ،2.
20الشيخ حمد علي الصابوي ،المواريث في الشريعة اإسامية في ضوع الكتاب والسنةُالقاهرة :دار الصابو ،د.تَ ،ص.275.
عمر رضي اه ع قال ُ :أما امرأة فقدت زوجها فلم تدر أين هو فإها
ت تظر أربع س ن م تعتد أربعة أشهر وعشرا م ل َ22وأخرج البخاري
والشافعي .وامشهور عن أي ح يفة والشافعي ومالك عدم تقدير امدة بل
ذلك مفوض إى اجتهاد القاضي ي كل عصر .قال ابن قدمة وهو صاحب
امغي ي إحدى الروايتن ي امفقود الذي ا يغلب هاك :ا يقسم مال وا
تتزوج امرأت ح يتيقن موت ،أو مضي علي مدة ا يعيش ي مثلها .وذلك
مردود إى اجتهاد ا اكم وهذا قول الشافعي رضي اه ع وحمد بن ا سن
وهو امشهور عن مالك وأي ح يفة وأي يوسف ،أن اأصل حيات والتقدير
ا يصار إلي إا بتوقيف ،وا توقيف ه ا .فوجب التوقف.26
22
مالك بن أنس ،الموطأ ُمؤسسة زايد بن سلطان آل هيان ،د.تَ ،ج ،2.ص ،868.رقم ا ديث .6242
26السيد سابق ،فقه السنةُ ،بروت :امكتبة العصرية2267 ،هػ6002 /مَ ،ج ،4.ص462.
1
.متي يحكم القاضي بموت المفقود
كم القاضي موت امفقود على ما يا :
أ -إذا غاب ي حال يظن فيها اهاؾ ،كغارة أو حرب.
ب -أو خرج اجة قريبة ،فلم يعد وي هاتن ا الن ،كم القاضي موت بعد
أربع س ن من تاريخ فقد ،عما مذهب اإمام أمد.
ت -وإن غاب ي سياحة أو ارة حكم القاضي موت حسب غلبة ظ .24
ب.حكم المفقود وميراثه
للمفقود حاان ،إرث من غر ،وإرث غر م ،ولكل م هما حكم ،كما
ذكر ي كتاب تكملة زبدة ا ديث:22
اأول :حكم إرث من غر أن إذا كان من ملة الورثة فيعامل كل من الورثة
ب