Al-Ikhtilafat An-Nahwiyah Bayna Al-Bashriyyin wa Al-Kufiyyin fii Masalati Awamili An-Nashbi fii Al-Fi'li

‫ااختاف ات النّحويّة بين البصريّين والكوفيّين في مسألة عوامل النّصب في الفعل‬
‫(دراسة محتوى في كتاب اإنصاف)‬

‫إعداد‪:‬‬
‫عبد الرمن‬
‫(‪)0001101111121‬‬

‫قسم اللغة العربية كلية علم التربية والتعليم‬
‫جامعة شريف هداية اه اإسامية الحكومية‬
‫جاكرتا‬
‫‪ 6102‬م \‪ 0341‬ه‬

‫اإقرار‬

‫أقر أنا اموقع أدنا ‪:‬‬
‫ااسم‬

‫‪ :‬عبد الرمن‬

‫رقم التسجيل‬


‫‪0001101111121 :‬‬

‫حل وتاريخ امياد‬

‫‪ :‬جاكرتا‪ 01 ،‬ديسمر ‪0993‬‬

‫العنوان‬

‫‪ :‬الشارع ساوجان رقم ‪ 10‬ديبوك ‪0‬‬

‫بأن هذا البحث وموضوعه " ااختافات النحوية بين البصريين والكوفيين في مسألة عوامل النصب في‬
‫الفعل "‪ ،‬قمت أنا بنفسي بإعداد وتقدمه إى قسم اللغة العربية كلية الربية جامعة شريف هداية اه اإسامية‬
‫احكومية جاكرتا‪ ،‬وهو بعضه من أفكاري وبعضه من اأفكار وأقوال النحوين احققن‪ ،‬وأنا مسؤول عن ميع ما‬
‫ي هذا البحث‪ ،‬وكذلك إذا وجد فيه شيء من اخطأ فهو يقع على مسؤو نفسي‪.‬‬

‫جاكرتا‪ 19 ،‬سبتمبر ‪1102‬‬

‫الباحث امقر‬
‫(عبد الرمن)‬


‫ملخص البحث‬

‫موضوع البحث‪ :‬ااختافات النحوية بن البصرين والكوفين ي مسألة عوامل النصب ي الفعل‪ .‬ومن‬
‫هذا البحث‪ ،‬أراد الباحث أن يكشف عن ااختافات النحوية بن امدرستن ي عوامل النصب ي الفعل امضارع‬
‫وتيسرها ي ال تعليم النحو وأن يكشف عن آراء النحوين من البصرة والكوفة وترجيح ااستدال على الرأي‬
‫ي عوامل النصب ي الفعل امضارع‪.‬‬
‫وامشكات من هذا البحث كثرة اختافات آراء امذهبن ي الدراسات النحوية‪ ،‬منها اختاف آرائهما‬
‫ي أصل اشتقاق ااسم وإعراب اأماء الستة ورافع الفعل امضارع ونواصب الفعل امضارع‪ .‬وامشكات اأخرى‬
‫صعوبة مفهوم ااختافات النحوية لدى طاب امعاهد امتعمقن ي علم النحو لكثرة اآراء بن مذهي البصرة‬
‫والكوفة‪.‬‬
‫وهذا البحث حث كيفي بامنهج الوصفي بطريقة امقارنة والرجيح حيث يقارن الباحث ما ذهب إليه‬
‫البصريون والكوفيون م يرجح إحدى آرائهما للحصول على امعلومات والبيانات احتاجة‪.‬‬
‫والنتيجة من هذا البحث أن كا من امسائل اخافية بن البصرين والكوفين‪ ،‬وهي مسألة إعمال أن‬
‫امصدرية حذوفة من غر بدل‪ ،‬وإظهار أن امصدرية بعد كي وحى‪ ،‬وناصب امضارع بعد ام التعليل‪ ،‬وناصب‬
‫امضارع بعد ام اجحود وتقدم معمول منصوها‪ ،‬وناصب امضارع بعد حى‪ ،‬يرجح ما ذهب إليه البصريون أن‬
‫احتجاجهم أصح قياسا من غرهم‪.‬‬
‫واخاصة من هذا البحث أن من تيسر تعليم النحو عن ااختافات النحوية هي طريقة ترجيحها‪.‬‬
‫وبعض ما قاله الكوفيون كثر من إلغاء عمل أن امصدرية امقدرة ي الفعل امضارع‪ ،‬وكل ما قاله البصريون أشد‬
‫مراعاة القياس‪ .‬وأما الرجيح ي تلك ااختافات فمستند بقاعدة اأصول النحوية ي مسألة الرجيح حيث يرجح‬
‫أحد النقلن على وفق القياس أو يرجح أحد القياسن على وفق دليل آخر من نقل أو قياس وغر ذلك‪.‬‬


‫أ‬

‫شكر وتقدير‬
‫بسم اه الرمن الرحيم‬

‫احمد ه رب العامن والصاة والسام على سيد امرسلن سيدنا حمد وعلى آله وصحبه أمعن‪.‬‬
‫أما بعد‪ ،‬فبعون اه وهدايته ورمته قد انتهى الباحث من كتابة هذا البحث‪ .‬وهذا البحث شرط من‬
‫الشروط الازمة لاشراك ي امناقشة النهائية للحصول على الدرجة اجامعية اأوى ي قسم اللغة العربية كلية‬
‫الربية والتعليم جامعة شريف هداية اه اإسامية احكومية جاكرتا‪.‬‬
‫هذ الفرصة الطيبة يود الباحث أن يقدم شكر وتقدير إى كل من أرشد وأعانه بكل امساعدة‬
‫وبالتوجيهات الثمينة والنصائح القيمة ي إهاء هذا البحث‪ ،‬ومن هؤاء ‪:‬‬
‫‪ .0‬فضيلة عميد كلية الربية والتعليم جامعة شريف هداية اه اإسامية احكومية جاكرتا‪ ،‬اأستاذ الدكتور أمد‬
‫طيب رايا اماجستر‪.‬‬
‫‪ .1‬فضيلة رئيس قسم اللغة العربية‪ ،‬الدكتوراندوس مس العارفن اماجستر‪ ،‬وسكرترية سيدة مسواي اماجسترة‪.‬‬
‫‪ .2‬فضيلة اأستاذ الدكتور عزيز فخر الرازي اماجستر امشرف اأول وفضيلة السيد توتو ايدي دارمو اماجستر‬
‫امشرف الثاي‪ ،‬اللذان بذا جهودما ي إشراف الباحث على كتابة هذا البحث‪.‬‬
‫‪ .3‬فضيلة السيدة اا علوية اماجسترة‪ ،‬امشرفة اأكادمية للباحث‪.‬‬
‫‪ .5‬سادة امدرسن بقسم اللغة العربية الكرام الذين زودوا الباحث بالعلوم النافعة حى يستطيع أن يتم دراسته ي‬
‫هذا القسم‪.‬‬

‫‪ .2‬والدا الباحث احبوبان‪ ،‬أبو السيد أمد تار وأمه السيدة س حسنة‪ ،‬اللذان يدافعان الباحث بكل‬
‫مساعدهما وبدعائهما ي مواجهة مشكات احياة حى يستطيع أن يتم دراسته ي هذ اجامعة‪" ،‬رب اغفر‬
‫ولوالدي وارمهما كما ربياي صغرا"‪.‬‬
‫‪ .8‬ميع اأصدقاء من الطاب بقسم اللغة العربية كلية الربية الذين م يستطع الباحث أن يذكر أماءهم واحدا‬
‫فواحدا‪.‬‬

‫ب‬

‫وأخرا‪ ،‬واه يسأل الباحث أن جزيهم أحسن اجزاء على ما فعلو ويزيدهم فضله وبركاته‪ .‬اللهم زدنا‬
‫علما نافعا وارزقنا فهما واسعا ونعوذ بك من علم ا ينفع ومن قلب ا خشع ومن دعاء ا يسمع‪ ،‬آمن يا رب‬
‫العامن‪.‬‬

‫جاكرتا‪ 19 ،‬سبتمبر ‪1102‬‬

‫عبد الرمن‬

‫ج‬

‫محتويات البحث‬
‫ملخص البحث ‪............................................................................‬‬


‫أ‬

‫شكر وتقدير ‪ ..............................................................................‬ب‬
‫حتويات البحث‪ ............................................................................‬د‬

‫الباب اأول‬
‫مقدمة‬
‫أ‪ .‬خلفيات البحث ‪............................................................‬‬

‫‪0‬‬

‫ب‪ .‬مشكات البحث‪3 ...........................................................‬‬
‫‪ .0‬تشخيص امشكات ‪3 ...................................................‬‬
‫‪ .1‬حديد امشكات ‪3 ......................................................‬‬
‫‪ .2‬تقرير امشكات ‪3 .......................................................‬‬
‫ج‪ .‬أهداف البحث ‪5 .............................................................‬‬
‫د‪ .‬فوائد البحث ‪5 ...............................................................‬‬
‫ه‪ .‬الدراسات السابقة‪5 ...........................................................‬‬
‫و‪ .‬طريقة الكتابة ‪8 ...............................................................‬‬


‫د‬

‫الباب الثاني‬
‫اإاار النظري‬
‫أ‪ .‬مفهوم ااختاف ‪.....................................................................‬‬

‫‪8‬‬

‫ب‪ .‬ااختاف النحوي ‪....................................................................‬‬

‫‪9‬‬

‫ج‪ .‬مدرستا البصرة والكوفة ‪01 ................................................................‬‬
‫‪ .0‬مدرسة البصرة ‪01 ................................................................‬‬
‫أ‪ .‬نشأها ي علم النحو ‪00 .................................................‬‬
‫ب‪ .‬مؤسسها ‪00 ............................................................‬‬
‫ج‪ .‬منهجها ي استنباط القواعد النحوية ‪01 ....................................‬‬
‫د‪ .‬أئمة مدرسة البصرة ‪01 ...................................................‬‬
‫‪ .1‬مدرسة الكوفة ‪01 ................................................................‬‬

‫أ‪ .‬نشأها ي علم النحو ‪02 .................................................‬‬
‫ب‪ .‬مؤسسها ‪02 ............................................................‬‬
‫ج‪ .‬منهجها ي استنباط القواعد النحوية ‪03 ....................................‬‬
‫د‪ .‬أئمة مدرسة البصرة ‪03 ...................................................‬‬
‫د‪ .‬أسباب اخاف بن امدرستن ‪05 .........................................................‬‬
‫ه‪ .‬عوامل النصب ي الفعل امضارع ‪05 .......................................................‬‬
‫و‪ .‬ااختافات النحوية ي إطار تيسر تعليم النحو ‪08 ..........................................‬‬
‫ز‪ .‬منهج الرجيح ‪09 .........................................................................‬‬

‫ه‬

‫الباب الثالث‬
‫مناهج البحث‬
‫أ‪ .‬نوع البحث‪11 ...........................................................................‬‬
‫ب‪ .‬مصادر البحث ‪11 .......................................................................‬‬
‫ج‪ .‬طريقة البحث ‪11 ........................................................................‬‬
‫‪ .0‬أسلوب مع البيانات ‪11 .............................................................‬‬
‫‪ .1‬أسلوب حليل البيانات ‪11 ............................................................‬‬

‫الباب الرابع‬

‫نتائج البحث‬
‫أ‪ .‬اأنباري وكتابه اإنصاف ‪13 ...............................................................‬‬
‫‪ .0‬امه ومولود ووفاته‪13 .................................................................‬‬
‫‪ .1‬مؤلفاته‪15 ............................................................................‬‬
‫‪ .2‬كتابه اإنصاف‪15 ....................................................................‬‬
‫ب‪ .‬امسائل اخافية ‪12 ......................................................................‬‬
‫‪ .0‬إعمال أن امصدرية حذوفة من غر بدل ‪12 ..............................................‬‬
‫‪ .1‬إظهار أن امصدرية بعد كي وحى ‪19 ....................................................‬‬
‫‪ .2‬ناصب امضارع بعد ام التعليل ‪20 ......................................................‬‬
‫و‬

‫‪ .3‬ناصب امضارع بعد ام اجحود وتقدم معمول منصوها ‪22 ................................‬‬
‫‪ .5‬ناصب امضارع بعد حى‪22 ............................................................‬‬
‫ج‪ .‬نتائج الرجيح ‪28 ........................................................................‬‬

‫الباب الخامس‬
‫الخاتمة‬
‫اخاصة‪31 ...................................................................................‬‬
‫ااقراحات ‪30 ................................................................................‬‬


‫امصادر وامراجع‪31 ............................................................................‬‬
‫السرة الذاتية ‪33 ..............................................................................‬‬
‫اماحق‬

‫ز‬

‫البا اأو‬
‫مقدمة‬
‫أ‪.‬خلفيا البحث‬
‫أصبح النحو علما مستقا قائما بذاته ي عهد اخليل بن أمد (امتو سنة ‪ 171‬ه)‪ ،‬تبن‬
‫التطور الذي طرأ على مفهوم النحو‪ ،‬حيث كان العرب يعدونه عنوان ثقافتهم وفصاحتهم‪ .‬ولذلك‬
‫أطلقوا لفظ (علم اإعراب) على (علم النحو) بادئ اأمر‪ .‬وبذلك احصر تعريفهم مفهوم النحو على‬
‫أنه التغر الذي يطرأ على أواخر الكلمة من حيث اإعراب أو البناء‪ ،‬حيث يقصد من النحو دراسة‬
‫اأشكال أو العامات اإعرابية ال تعري أواخر الكلمات‪.‬‬
‫فلكل علم أطوار مر ها كما مر احي بأطوار احياة‪ :‬وليدا وناشئا وشابا وكها ي كثر من‬
‫الكتب ال خال فيها التعرض لذلك‪ .‬فاح لنا بعد إنعام الفكرة وإطالة النظرة أن جعل الصلة بن هذ‬
‫امراحل والعلماء القائمن بأمر هذا الفن‪ ،‬إذ كان على أيديهم ما نقله من طور إى آخر‪ .‬وروى لنا‬
‫التاريخ أن البصرين هم الذين وضعو وتعهدو بالرعاية قرابة قرن كانت فيه الكوفة منصرفة عنه ما‬

‫‪4‬‬


‫شغلها من رواية اأشعار واأخبار‪ .‬م تكاتف الفريقان على استكمال قواعد ‪ 1.‬وكان بينهما تعصب‬
‫قبلي انقلب إى تعصب أساسي‪ ،‬م إى تعصب علمي‪.‬‬
‫وبعد أن تعدى النحو مرحلة مو وتطور أركانه بدأت التقسيمات والتفريعات بعد أن أصبح‬
‫لكل مدرسة خاصة به‪ ،‬فاحتضنت البصرة حاها وضمت الكوفة أبناءها بعد أن سايرهم اأخفش وما‬
‫إى صفهم ي كثر من آرائه‪ .‬وبذلك بدأ بينهما امد واجزر الذي اوز اأصول ليسري ي اأجزاء‬
‫والفروع‪ .‬ومن هنا اختلفت وجهتا النظر بن امدرستن‪ .‬وما كان ذلك بينهما إا تبعا اختاف‬
‫منهجيهما‪ ،‬إذ أن لكل منهما قوانن وأصوا‪ .‬ومن الشواهد على هذ امناظرات ال كانت ري بينهم‬
‫مناظرة الكسائي واأصمعي‪ ،‬والكسائي واليزيدي‪ ،‬والكسائي وسيبويه‪.‬‬
‫وم يكن ااختاف بن امذهبن فقط‪ ،‬بل بن أعام امدرسة الواحدة‪ .‬وذلك اخاف بن‬
‫أعام امدرسة الواحدة ي إطار منهج امدرسة‪ .‬وقد خرج امخالف عن منهج مدرسته اعتبارات أيدت‬
‫لديه ما ذهب إليه‪ 2.‬ومثال ذلك ي مسألة أو ال ينصب امضارع بعدها حيث ذهب الكسائي إى أن‬
‫"أو" امذكورة ناصبة بنفسها وذهب الفراء ومن وافقه من الكوفين إى أن الفعل انتصب بامخالفة‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫وهكذا تفرد الكسائي رائد هذ امدرسة برأي الف جمهور امدرسة الكوفية‪.‬‬
‫إن منشأ اخاف بن امدرستن ي اأخذ عن العرب حيث اعتمد كل منهما منهجا تلفا ي‬
‫اأخذ‪ .‬فالبصرة تتقيد بضوابط القياس الصحيح والنقاء والسامة ي امصدر وبعد عن ااختاط والتأثر‬
‫باحضر‪ .‬وأما الكوفة فتتسع ي رواية اأشعار وعبارات اللغة عن ميع العرب والقياس‪ ،‬فنشأ عنه أصل‬
‫ااختاف ي ااستدال على الرأي‪.‬‬
‫إن اخاف بن امدرستن الناشئ عن اختاف منهجيهما وهو اخاف الذي اتسع مدا ي‬

‫ظال امدرستن وفيما بعد ذلك‪ .‬وكان له أثر عميق ي الدراسات النحوية‪ 4.‬ومثال ذلك اختاف‬
‫آرائهما ي أصل اشتقاق ااسم وإعراب اأماء الستة ورافع الفعل امضارع ونواصب الفعل امضارع وغر‬
‫ذلك‪.‬‬
‫‪ ،‬ن أ النح‬

‫تاريخ أش‬

‫النحا ‪( ،‬القاه ‪ :‬ار المعارف بمص ‪،‬‬

‫‪1‬محمد طنطا‬
‫‪53-53.‬‬
‫‪2‬ر الط يل‪ ،‬ال اف بين النح يين‪(،‬مك المك م ‪ :‬المكت ال يصلي ‪)5893،‬‬
‫‪3‬ن س الم جع‪53 . ،‬‬
‫‪4‬ن س الم جع‪53 . ،‬‬

‫)‪ ،‬ط ‪، 2‬‬

‫‪33-34 .‬‬

‫وكان علم النحو ي بعض امعاهد السلفية ي إندونيسيا علما أساسيا‪ .‬وذلك أن تعليم علم‬
‫النحو فيها أكثر تعليما من غر ‪ .‬فأصبح علم النحو روح امعهد‪ ،‬إذ به يعرف ويفهم ميع العلوم الدينية‬
‫كعلم احديث والفقه والتوحيد‪ .‬وكان تعليمه فيها يوافق امراحل من امرحلة اإبتدائية إى امرحلة‬
‫امتقدمة‪ .‬أما امرحلة اإبتدائية فتعليمه فيها مستعينا بالكتب النحوية اإبتدائية كمختصر جدا والنحو‬
‫الواضح‪ .‬وأما امرحلة الثانوية فتعليمه فيها مستعينا بالكتب النحوية امتوسطة كالكواكب الدرية ومتممة‬
‫اآجرومية وفتح رب الرية‪ .‬وأما امرحلة امتقدمة أو مرحلة التخصص بعلم النحو فتعليمه فيها مستفيدا‬
‫ومستعينا بالكتب النحوية العالية وأصوها ال حثت النحو حثا عامقا وأوضحت ااختافات النحوية‬
‫بن امذاهب النحوية وخاصة مذهي البصرة والكوفة كمغي اللبيب وشرح ابن عقيل واأشبا والنظائر‪.‬‬
‫ومن امعاهد السلفية ال يتدرس الطاب فيها ااختافات النحوية معهد اأنوار سارنج ومعهد لربويو‬
‫ومعهد امسددية جاروت ومعهد بونتيت تشريبون ومعهد الفاح بلوسو ومعهد دار امصطفى امختار‬
‫بنتارو ومعهد اأوابن امتكامل ديبوك‪.‬‬
‫لكن وجد الباحث أن تعليم علم النحو ي ااختافات النحوية يواجه مشكات‪ ،‬كما‬
‫احظها الباحث ي معهد اأوابن امتكامل مرحلة التخصص بعلم النحو‪ .‬فكثر من الطاب فيه‬
‫امتعمقن ي علم النحو يصعبون ي مفهوم ااختافات النحوية‪ .‬وأهم ما ميز هذ امشكات هو كثرة‬
‫اآراء بينهما حى ا يستطيعوا معرفة اآراء امرجحة‪.‬‬
‫ولذلك رغب الباحث ي القيام بالبحث عن تلك ااختافات بن امدرستن واآراء امرجحة‬
‫كي يفهموا ويعلموا كيف يستدل النحويون من البصرة والكوفة على الرأي عن القواعد النحوية عندما‬
‫يتخالفون فيها وكيف يرجحون اآراء امرجحة‪ .‬وذلك البحث حت عنوان "ااختافات النحوية بن‬
‫البصرين والكوفين ي مسألة عوامل النصب ي الفعل"‪.‬‬

‫‪ .‬مشكا البحث‬
‫‪ .1‬تشخيص المشكا‬
‫بناء على خلفيات البحث السابقة‪ ،‬فهناك عديد من امشكات ال م تشخيصها فيما يلي ‪:‬‬

‫‪1‬‬

‫‪ )1‬كثرة اللحن ي قراءة القرآن وحافظة العلماء أحكام الكلمات العربية حال‬
‫تركيبها من اإعراب‪.‬‬

‫‪ )2‬اختاف منهج ااستدال يؤدي إى ظهور امذهبن‪ ،‬وما مذهب البصرة‬
‫والكوفة‪.‬‬
‫‪ )3‬نوع ااختافات يتكون ي أصل اشتقاق ااسم وإعراب اأماء الستة ورافع‬
‫الفعل امضارع ونواصب الفعل امضارع وغر ذلك‪.‬‬
‫‪ )4‬منهج استدال امذهبن عن تلك ااختافات تلف ي اأخذ‪.‬‬
‫‪ )5‬ااختافات النحوية بن امدرستن ها أثر عميق ي الدراسات النحوية‪.‬‬

‫‪ .2‬تحديد المشكا‬
‫نظرا إى تشخيص امشكات فيما سبق‪ ،‬رأى الباحث أنه من اجدير أن دد امشكات‬
‫كما يلي ‪:‬‬
‫‪ )1‬البحث عن ااختافات النحوية بن امدرستن ي عوامل النصب ي الفعل امضارع‪.‬‬

‫‪ )2‬اقتصار الباحث عوامل النصب ي هذا البحث‪ ،‬وهي‪ :‬أن‪ ،‬وكي‪ ،‬وام اجحود‪ ،‬وام‬
‫التعليل‪ ،‬وحى‪.‬‬
‫‪ )3‬البحث عن منهج امدرستن ي ااستدال على الرأي عن عوامل النصب امذكورة‪.‬‬

‫‪ .3‬تقرير المشكا‬
‫بعد حديد امشكات‪ ،‬يود الباحث تقريرها فيما يلي ‪:‬‬
‫‪ )1‬ما هي ااختافات النحوية بن امدرستن ي عوامل النصب ي الفعل امضارع ال‬
‫مكن تيسرها ي تعليم النحو مدرسي النحو والطاب الذين يتعمقون ي علم النحو ؟‬
‫‪ )2‬ما آراء امدرستن ي تلك العوامل ؟‬
‫‪ )3‬كيف يكون ترجيح ااستدال على الرأي عن تلك العوامل بينهما ؟‬

‫‪5‬‬

‫ج‪ .‬أهداف البحث‬

‫وأهداف هذا البحث وهي‪:‬‬

‫‪ .1‬الكشف عن ااختافات النحوية بن امدرستن ي عوامل النصب ي الفعل امضارع‬
‫وتيسرها ي ال تعليم النحو‪.‬‬
‫‪ .2‬الكشف عن آراء امدرستن عن تلك العوامل‪.‬‬
‫‪ .3‬توضيح ترجيح ااستدال على الرأي ي تلك العوامل بينهما‪.‬‬

‫د‪ .‬فوائد البحث‬

‫يرجو الباحث أن يأي هذا البحث بالفوائد اآتية‪:‬‬
‫‪ .1‬أن يكون إسهاما مدرسي النحو امتعمقن ي علم النحو ي تيسر تعليم اآراء امرجحة‪.‬‬

‫‪ .2‬أن يكون إسهاما للطاب امتعمقن ي علم النحو خصوصا للباحث ي تيسر معرفة‬
‫اآراء امرجحة‪.‬‬
‫‪ .3‬أن يكون إضافة لإسهامات العلمية لفهم اخافات النحوية‪.‬‬

‫ه‪ .‬الدراسا السابقة‬

‫ومن الدراسات السابقة ال حثت عن ااختافات النحوية بن امدرستن ما يلي‪:‬‬
‫‪ .1‬قامت مثيبة راقي الشريف بالبحث حت عنوان "اخافات النحوية ي باب امرفوعات‬
‫ال سكت عندها اأنباري ي اإنصاف من خال ارتشاف الضرب أي حيان" سنة‬
‫‪ 2112‬جامعة أم القرى‪ ،‬حيث حثت عن بعض امسائل اخافية ي باب امرفوعات ال‬
‫م يذكرها اأنباري ي كتابه اإنصاف مع الرجيح بن مذهي البصري والكوي مع مراعاة‬
‫امقاييس العامة ال احتكم إليها النحاة مدعمة باحجج العقلية والشواهد امؤيدة‪.‬‬

‫‪ .2‬قام حمد معروف بالبحث حت عنوان "اختاف اآراء النحوية بن مدرسة البصرة‬
‫والكوفة (دراسة وصفية حليلية) سنة‪ 2111‬جامعة موانا مالك إبراهيم اإسامية‬
‫احكومية ماانج‪ ،‬حيث حث عن نشأة مدرسة الكوفة والبصرة وأسباب اختاف آرائهما‬
‫النحوية عميقا مفصا ووجه اختاف اآراء النحوية بينهما‪.‬‬
‫‪ .3‬قام حمد مصطفى بالبحث حت عنوان "اختاف النحاة ومار وآثار ي الدرس‬
‫النحوي" سنة ‪ 2111‬جامعة أم درمان اإسامية سودان‪ .‬حيث يوضح أمية اخاف‬
‫ونتائجه البناءة‪ ،‬وال ترد على القائلن بإلغاء النحو وعلى الذين نادوا بالنحو الوظيفي‬
‫حجة أن اخافات النحوية ليس فيها فائدة بل تعمل على بلبلة الدارس وأن النحو ليس‬
‫ذا فائدة ي هذ اأيام‪.‬‬

‫‪ .4‬قام خر الدين هبال بالبحث حت عنوان "اأحكام النحوية عند البصرين من خال‬
‫امدونة اللغوية الفصيحة" سنة ‪ 2111‬جامعة مولود معمري تيزي وزو‪ .‬ويشتمل هذا‬
‫البحث على امدونة اللغوية الفصيحة باعتبارها اأصلي الذي بنيت عليه القواعد النحوية‪،‬‬
‫وعلى اأحكام النحوية عند البصرين من خال امدونة الفصيحة وامؤاخذات النحوية‪.‬‬
‫وقد طالعت هذ الدراسات فما وجدها موضحة ااختافات النحوية بن امدرستن ي مسألة‬
‫عوامل النصب ي الفعل امضارع‪ .‬لذلك جاءت هذ الدراسة لتكون نوعا جديدا ي باب اخاف‬
‫النحوي‪.‬‬

‫و‪ .‬طريقة الكرابة‬
‫واعتمد الباحث خال كتابة هذا البحث على طريقة كتابة البحث ال أصدرها قسم تعليم‬
‫اللغة العربية بكلية الربية والتعليم جامعة شريف هداية اه اإسامية احكومية جاكرتا حت العنوان‪:‬‬
‫‪Pedoman Penulisan Skripsi, Fakultas Ilmu Tarbiyah dan Keguruan Universitas Islam‬‬
‫‪Negeri Syarif Hidayatullah Jakarta 2015.‬‬

‫البا ال اني‬
‫اإطار الن ري‬
‫أ‪.‬مف و ااخراف‬
‫يهم الباحث توضيح مع ااختاف ي اللغة وااصطاح‪ .‬أما ي اللغة فبعد مراجعته‬
‫للمعاجم العربية فإنه مكن تعريفه من قول ابن منظور‪ ( :‬الف اأمران واختلفا‪ ،‬م يتفقا‪ ،‬وكل ما م‬
‫يتساو فقد الف واختلف)‪ 1.‬أما ي ااصطاح فقد ذكر اجرجاي بقوله‪( :‬هو منازعة ري بن‬
‫امتعارضن لتحقيق حق أو إبطال باطل)‪ 2.‬وي امعجم الوسيط‪ ،‬اخاف هو ضاد الشيء وااختاف‬
‫هو م يتفق الشيئان وم يتساو‪ 3.‬والتعريف اآخر أن ااختاف ما يستند اى دليل واخاف ما ا‬
‫يستند للدليل‪.‬‬
‫ومن هذا التعريف وجد الباحث أن اخاف وااختاف متقاربتان ي امع لغة واصطاحا‪.‬‬
‫وإما اختار الباحث ااختاف اتباع قول بعض التابعن‪" :‬ما أرى أصحاب الني صلى اه عليه وسلم‬
‫اختلفوا إا رمة من اه" ‪ ،‬يعي حى يضبط اجتهد ويتأمل الدليل فااختاف بن العلماء فيه مصاح‬
‫للمسلمن وإن كان ااجتماع أفضل وأحسن‪ .‬ااجتماع فيه الرمة واخر‪ ،‬كما قال اه عز وجل‪ :‬وا‬

‫‪78 .‬‬

‫‪1‬مح د بن م ر بن ع ي بن أح د اأفريقي ال صر ‪ ،‬لسا العر ‪(،‬بير‬

‫‪ :‬ار صا ر‪،‬‬

‫‪2‬ع ي بن مح د الجرجاني‪ ،‬كتا التعريفا ‪ : ( ،‬الحرمين‪77. ،) ،‬‬
‫‪ 3‬إبراهيم أنيس غير ‪ ،‬ال عجم الوسيط‪( ،‬القاهر ‪ :‬م تب ال ر الد لي ‪،)7114 ،‬‬

‫‪7‬‬

‫‪758 .‬‬

‫)‪ ،‬ج ‪،7‬‬

‫‪8‬‬

‫يزالون تلفن إا من رحم ربك‪ .‬فالرمة مع اجماع‪ ،‬ولكن إذا وجدت امسألة ال فيها اختاف بن‬
‫فعل العام أن ينظر ي الدليل وأن جتهد ي ترجيح ما قام عليه الدليل‪ ،‬وليس له أن يتساهل ي‬
‫العلماء ّ‬

‫هذا الشيء‪ ،‬وا يتبع هوا ‪ ،‬بل ينظر ي اأدلة الشرعية وما رجح عند ي الدليل أنه هو امراد ي الشرع‬
‫عمل به‪ ،‬سواء كان امسألة فيها قوان أو ثاثة أو أربعة يتحرى اأدلة الشرعية من اآيات واأحاديث‬
‫وينظر بعن البصرة‪ ،‬وبالتجرد عن اهوى والتعصب فمى رجح عند أحد القولن أو الثاثة أخذ به‪.‬‬
‫ولعل هذ ااختافات النحوية رمة‪.‬‬

‫‪ .‬ااخراف النحوي‬
‫ااختاف النحوي هو التباين امتمخض عن تلكم اآراء‪ ،‬ال أبداها النحاة حول ظاهرة لغوية‬
‫أو حوية‪ ،‬إذ انفضوا طرائق قددا ي تفسر هذ الظاهرة أو تعليلها‪ ،‬أو استنباط اأحكام منها‪ ،‬كل‬
‫حسب اجتهاد ‪ ،‬متكاين ي ذلك على الشواهد واأمثلة ال تعضد آراءهم‪ ،‬وامنبثقة من اأصول ال‬
‫اعتمدها كل مدرسة ي بناء قواعدها‪ ،‬من قرآن كرم‪ ،‬أو سنة‪ ،‬أو كام للعرب‪ :‬شعر ونثر ‪ ،‬أو قياس أو‬
‫ماع‪.‬‬

‫‪4‬‬

‫كان أول اختاف حوي ظهر منسوبا إحدى امدرستن ما أورد سيبويه ي كتابه من حكاية‬
‫أقوال أي جعفر الرؤاسي عندما يقول ي كتابه‪ :‬قال الكوي ‪ :‬ويبدو أن مصاحبة الرؤاسي للخليل ي‬
‫القراءة على عيسى بن عمر جعلت بينهما نوعا من اأنس وامودة‪ ،‬مح للخليل أن يطلب من الرؤاسي‬
‫‪5‬‬
‫كتابه فقرأ ‪ ،‬وروى بعض أقواله لتلميذ سيبويه فأثبتها ي كتابه‪.‬‬
‫ومن عهد سيبويه والكسائي بدأت تظهر مسائل اخاف ال مثل وجه نظر امدرستن‪،‬‬
‫ويبدي الدكتور شوقي ضيف رأيا يشر إى اأخفش وأنه الذي فتح أبواب اخاف‪ ،‬وأعد لنشأة مدرسة‬
‫الكوفة وغرها من مدارس النحو امختلفة‪ ،‬فيقول‪ :‬وي رأينا أنه هو الذي فتح أبواب اخاف عليه‪ ،‬بل‬
‫هو الذي أعد لنشأة فيما بعد مدرسة الكوفة م امدارس امتأخرة امختلفة‪ ،‬فإنه كان عاما بلغات العرب‪،‬‬

‫‪4‬مح و قد ‪ ،‬مدرس البصر ال حوي ‪74 . ،) ، : ( ،‬‬
‫‪5‬ر الطويل‪ ،‬ال اف بين ال حويين‪(،‬م ال رم ‪ :‬ال تب الفيص ي ‪،)8715،‬‬

‫‪75.‬‬

‫‪9‬‬

‫وكان ثاقب الذهن‪ ،‬حاد الذكاء‪ ،‬فخالف أستاذ سيبويه ي كثر من امسائل ومل ذلك عنه الكوفيون‬
‫‪6‬‬
‫ومضوا يتسعون فيه‪ ،‬فتكونت مدرستهم‪.‬‬
‫وكان اخاف النحوي على عمومه موضوعا واسعا متعدد اا اهات وذو مداخل كثرة‪ ،‬إذ أنه‬
‫م يكن وليد امدرستن البصرية والكوفية فحسب‪ ،‬بل إنه أسبق هذ الفرة بكثر‪ ،‬وإن م يكن معروفا‬
‫هذا ااسم بن امتنازعن أن النحاة م يكونوا دقيقن ي التسمية وامصطلحات‪ .‬فكان غالبا جري‬
‫حت صور امناظرات ال كانت ري بن النحاة‪ ،‬سواء بن أبناء امدرسة أو امدرستن‪ ،‬وي السهم‬
‫ومنتدياهم‪ ،‬فكل ما كان جري فإنه مل مع خفيا للخاف‪.‬‬
‫وطال الكا م ي هذ الصناعة وحدث اخاف بن أهلها ي البصرة والكوفة وكثرت اأدلة‬
‫واحجج بينهم وبانت الطرق ي التفهيم والتعليم وكثر ااختاف ي إعراب كثر من القرآن الكرم‬
‫باختافهم ي تلك القواعد حى ا يكاد جد الباحث مسألة من امسائل النحوية إا وفيها مذهبان‪،‬‬
‫بصري وكوي‪.‬‬
‫ومن امعلوم أن اخاف حول القواعد ا مكن تفرعه وأن وجود طبيعي ي الدراسات النحوية‪،‬‬
‫أن اخاف من طبيعة البشر فكما ختلفون ي الشكل واللون والبيئة والظروف كذلك يكون اختافهم‬
‫ي اآراء‪ .‬قال اه تعاى‪" :‬ومن ايته خلق السموات واأرض واختاف ألسنتكم وألوانكم"‪.‬‬

‫‪7‬‬

‫ج‪ .‬مدرسرا البصر والكوفة‬
‫ظهرت الدراسات النحوية أول ما ظهرت ي العراق كما أسلفنا ذلك أن احاجة إليها ي‬
‫العراق كانت أشد‪ ،‬والشعور هذ احاجة كان أوضح‪ .‬وأول حن باحاضرة مع بالعراق‪ ،‬وكان ي كلمات‬
‫اأذان وهو قوهم (حي على الصاة) بكسر حي والصحيح الفتح‪ ،‬كما أن ااختاط بغر العرب ي‬
‫العراق كان أدخل وم يكن إقبال غر العرب على هذ الدراسة بأقل من العرب إن م يكن أكثر‬
‫وأعمق‪.‬‬

‫‪8‬‬

‫‪6‬نفس ال رجع‪79-74 . ،‬‬
‫‪ 7‬سور الر ‪77 :‬‬
‫‪ 8‬ر الطويل‪ ،‬ال رجع السابق‪،‬‬

‫‪35 .‬‬

‫‪10‬‬

‫‪.1‬مدرسة البصرة‬
‫مدرسة البصرة هي مدرسة حوية نشأت وتطورت ي مدينة من مدائن العراق‪ ،‬وهي البصرة‪.‬‬
‫والبصرة كما ي القاموس‪ :‬اأرض الغلبظة‪ ،‬وحجرة رخوة فيها بياض‪ .‬ولعل البصرة ميت هذا ااسم‬
‫أن اموضع الذي اختطت فيه كان يتسم هذ الصفات‪ .‬وكان إنشاؤها ي عهد عمر بن اخطاب رضي‬
‫اه عنه سنة ‪ 85‬هـ‪ 9.‬وقال أبو عبيدة معمر بن امث ‪ :‬ميت البصرة أنه كان فيها حجارة رخوة‪.‬‬
‫والبصرة‪ :‬احجارة الرخوة تضرب إى البياض‪ .‬وقال ذو الرمة‪:‬‬
‫جوانبه من بصرة وسام‬
‫‪¤‬‬
‫تداعن باسم الشيب ي متثلم‬
‫وقيل‪ :‬ميت البصرة أنه كان فيها حجارة سود بصرة‪ .‬وقال حمد بن شرحبيل بن حسنة‪ :‬إما‬
‫‪10‬‬
‫ميت البصرة أن فيها حجارة سوداء صلبة وهي البصرة‪.‬‬
‫أ‪ .‬نشأتها في علم النحو‬
‫نشأت هذ امدرسة نشأة سريعة حى أصبحت مركزا اريا وثقافيا هاما‪،‬‬
‫حافا ليط واسع من العرب والعجم الذين وفدوا على هذ امدينة واستوطنوها‪ .‬ويبدو‬
‫أن هذا اخليط كان ي بعض اأحيان سببا ي ذكاء روح العصبية القبلية‪ ،‬ودفع‬
‫الشعراء إى امهاجاة وامفاخرة‪ ،‬وما ظهر فيها من خاف واسع بن العربية والفارسية‬
‫‪11‬‬
‫من جهة‪ ،‬وبن لغة القرآن الكرم وبن هجات القبائل العربية من جهة أخرى‪.‬‬
‫ب‪ .‬مؤسسها‬
‫اختلف النحويون ي أول من أسس هذ امدرسة‪ .‬والراجح كما احظ‬
‫الباحث كتب تاريخ امذاهب النحوية هو اإمام العبقري اخليل بن أمد الفراهيدي‬
‫(امتو سنة ‪ 894‬ه)‪ .‬وذلك ما وهبه اه من ذكاء خارق وملكة مبتكرة وصر نادر‪.‬‬
‫ومن م ساعدته هذ امواهب على معرفة أسرار العربية وإدراك خصائصها وفهم نظامها‬
‫وتركيب أساليبها‪ .‬ومصداق ذلك ما يقوله عنه أبو سعيد السراي ي كتابه أخبار‬

‫‪83.‬‬

‫‪ 9‬نفس ال رجع‪34. ،‬‬
‫‪ 10‬أح د بن مح د بن إسحا ال اني‪ ،‬كتا الب دا ‪( ،‬بير ‪ :‬عالم ال تب‪ ،)8774 ،‬ط ‪779. ،8‬‬
‫‪ 11‬ف ر صالح س ي ا قدار ‪ ،‬مسائل خافي بين ال يل سيبويه‪( ،‬أر ‪ :‬ار اأمل‪ ،)8771 ،‬ط ‪،8‬‬

‫‪11‬‬

‫النحوين البصرين‪ :‬وأما اخليل بن أمد أبو عبد الرمن الفراهيدي اأزدي فقد كان‬
‫الغاية ي استخراج مسائل النحو وتصحيح القياس فيه‪ ،‬وهو أول من استخرج العروض‪،‬‬
‫وحصر أشعار العرب ها‪ ،‬وعمل أول كتاب العن امعروف امشهور الذي به يتهيأ ضبط‬
‫‪12‬‬
‫اللغة‪ .‬وكان من الزهاد ي الدنيا وامنقطعن إى العلم‪.‬‬

‫ج‪ .‬منهجها في استنباط القواعد النحوية‬
‫وقد ا هت مدرسة البصرة وجهة خاصة ي أساليب البحث النحوي وطرق‬
‫ااستنباط‪ .‬فالبصريون يعتمدون القياس والسماع ويقفون عند الشواهد اموثوق‬
‫بصحتها‪ ،‬الكثرة النظائر‪ ،‬لذا كانت أقيستهم وقواعدهم أقرب إى الصحة‪ .‬وكانوا‬
‫يؤولون ما خلف القواعد و كمون عليه بأنه شاذ أو مصنوع‪ .‬ومن م كثر عندهم ما‬
‫قل عند الكوفين من التأويل واحكم بالشذوذ والضرورات‪ .‬وقد استعمل البصريون‬
‫القياس وفضلو وجروا عليه وأهدروا ماعدا ‪.‬‬

‫‪13‬‬

‫د‪ .‬أئمة مدرسة البصرة‬
‫ومن أشهر أئمة هذ امدرسة الذين يعدون حق من أعظم امؤسسن للنحو‬
‫العري وهم‪:‬‬

‫أ‪ .‬أبو اأسود الدؤ (امتو سنة ‪ 47‬ه)‬
‫ب‪ .‬عبد الرمن بن هرمز (امتو سنة ‪889‬ه)‬

‫ج‪ .‬نصر بن عاصم الليثي (امتو سنة ‪ 17‬ه)‬
‫د‪ .‬ي بن يعمر (امتو سنة ‪ 877‬ه)‬
‫ه‪ .‬اخليل بن أمد الفراهيدي (امتو ‪ 891‬ه)‬

‫‪ 12‬مصطف عبد العزيز الس جرجي‪ ،‬ال اهب ال حوي في ضوء الدراسا ال غوي الحدي ‪( ،‬م‬
‫ال رم ‪ :‬ال تب الفيص ي ‪84 . ،)1985 ،‬‬
‫‪ 13‬ف ر صالح س ي ا قدار ‪ ،‬ال رجع السابق‪85. ،‬‬

‫‪12‬‬

‫و‪ .‬يونس بن حبيب (امتو سنة ‪ 817‬ه)‬
‫‪14‬‬
‫ز‪ .‬سيبويه (امتو سنة ‪ 811‬ه)‬
‫‪.2‬مدرسة الكوفة‬
‫مدرسة الكوفة هي مدرسة حوية نشأت وتطورت ي مدينة من مدائن العراق‪ ،‬وهي الكوفة‪.‬‬
‫جاء ي القاموس احيط‪ :‬الكوفة بالضم‪ :‬الرملة احمراء امستديرة أو كل رملة الطه حصباء ومدينة‬
‫العراق الكرى‪ ،‬وقبة ااسام وهجرة امسلمن مصرها سعد بن أي وقاص‪ .‬وأسست الكوفة ي عهد‬
‫عمر بن اخطاب بعد أختها البصرة بستة أشهر أو أكثر على اختاف الروايات‪ ،‬وإن كان أوثقها أها‬
‫‪15‬‬
‫بعد البصرة بستة أشهر‪ .‬وكان مصر الكوفة سنة ‪ 85‬هـ ـ‪.‬‬
‫قال قطرب‪ :‬ميت الكوفة من قوهم‪ :‬تكوف الرمل أي ركب بعضه بعضا‪ .‬والكوفان‪:‬‬
‫‪16‬‬
‫ااستدارة‪ .‬وقال أبو حام السجستاي‪ :‬الكوفة رملة مستديرة‪ ،‬يقال كأهم ي كوفان‪.‬‬
‫أ‪ .‬نشأتها في علم النحو‬
‫تأخر هذا امذهب عن مذهب البصرين بنحو مائة سنة‪ .‬وذلك أن علماء‬
‫الكوفة قد اشتغلوا عقب تأسيسها بعلم الفقه واحديث والقراءات واأدب ورواية الشعر‬
‫ي الوقت الذي اشتغل فيه علماء البصرة بعلوم اللغة والنحو والكام والفلسفة وامنطق‪.‬‬
‫وقيل إن أهل الكوفة قد تأخروا إى حد ما عن اأخذ مظاهر احضارة‪ ،‬وحرصوا على‬
‫التمسك بطابع البداوة‪.‬‬
‫جاء الكوفيون بعد أن درسوا على اخليل وأخذوا عنه وصنعوا أنفسهم منهجا‬
‫يتفق معه ي النظرية وامبدإ وختلف عنه ي التطبيق‪ .‬وقد أخذو عن البصرة تاما‬
‫‪17‬‬

‫ناضجا‪ .‬وللبصرين أثر ي تلقي الكوفين علوم اللغة‪ .‬فكما كان كثر من أبناء الكوفين‬

‫‪384‬‬

‫‪14‬مح د بن حسن الزبيد ‪ ،‬طبقا ال حويين ال غويين‪( ،‬مصر‪ :‬ار ال عارف‪،‬‬
‫ر الطويل ‪ ،‬ال رجع السابق‪31. ،‬‬
‫‪16‬أح د بن مح د بن بن إسحا ال اني‪ ،‬ال رجع السابق‪،‬‬
‫‪17‬مصطف عبد العزيز الس جرجي‪ ،‬ال رجع السابق‪34 . ،‬‬

‫‪15‬‬

‫‪711.‬‬

‫)‪ ،‬ط ‪،7‬‬

‫‪-385.‬‬

‫‪13‬‬

‫يشدون الرحال إى حلقات الدرس فيها كان بعض أبناء البصرين يقصد إى الكوفة‬
‫ويتصدر للتدريس فيها‪ .‬فما دث ي البصرة د صدا ي الكوفة والعكس صحيح‪.‬‬
‫ب‪ .‬مؤسسها‬
‫امؤسس احقيقي هذ امدرسة هو أبو احسن علي بن مزة الكسائي‪ .‬وقد‬
‫نشأ بالكوفة وجلس إى شيوخ العربية فيها‪ ،‬وي مقدمتهم معاذ بن مسلم اهراء وأبو‬
‫جعفر الرؤاسي‪ .‬م رحل إى البصرة ودرس على أئمتها‪ ،‬وي مقدمتهم اخليل بن أمد‪.‬‬
‫وحينما علم أن أستاذ اخليل قد أخذ اللغة من بوادي احجاز وهامة وجد‪ ،‬رحل إى‬
‫تلك البوادي‪ ،‬ومع منها مادة غزيرة‪ ،‬وم يدخل وسعا ي سبيل الدراسة والتحصيل حى‬
‫قال أبو نصر الباهلي إنه مل إى أي احسن اأخفش مسن دينارا‪ ،‬وقرأ عليه كتاب‬
‫سيبويه سرا‪ ،‬وعندما رجع إى الكوفة أخذ ينشر علمه‪ ،‬وهج منهجا خاصا دعم به‬
‫مذهب الكوفين‪ .‬ومن م عد كثر من الباحثن امؤسس احقيقي مذهب الكوفين‪،‬‬
‫‪18‬‬
‫وهكذا ذاع صيته‪ ،‬وعظمت شهرته‪.‬‬
‫ج‪ .‬منهجها في استنباط القواعد النحوية‬
‫وأهم ما ميز امدرسة الكوفية من امدرسة البصرية اتساعها ي رواية اأشعار‬
‫وعبارات اللغة عن ميع العرب بدويهم وحضريهم‪ 19.‬وم تقف امسألة عند حد‬
‫ااتساع ي الرواية‪ ،‬بل متدت إى ااتساع ي القياس وضبط القواعد النحوية‪ .‬ذلك أن‬
‫البصريون اشرطوا ي الشواهد امستمد منها القياس أن تكون جارية على ألسنة العرب‬
‫الفصحاء وأن تكون كثرة حيث مثل اللهجة الفصحى وحيث أن تستنتج منها القاعدة‬
‫امطردة‪ 20.‬وإن الكوفين قبلوا كل ما جاء من العرب واعتدوا به وجعلو أصا من‬
‫أصوهم ال يرجعون إليها ويقيسون عليها ويستوثقون منها‪ ،‬حى تلقفوا الشواهد النادرة‬
‫وقبلوا الروايات الشاذة‪ .‬أهم كانوا رأوا احرام كل ما جاء من العرب ولو كان شاذا‪.‬‬
‫د‪ .‬أئمة مدرسة الكوفة‬
‫‪18‬مصطف عبد العزيز الس جرجي‪ ،‬ال رجع السابق‪31 . ،‬‬
‫‪19‬شوقي ضيف‪ ،‬ال دار ال حوي ‪( ،‬القاهر ‪ :‬ار ال عارف‪ ،) ،‬ط ‪ ،7‬ص‪451.‬‬
‫‪ 20‬نفس ال رجع‪848-841. ،‬‬

‫‪14‬‬

‫ومن أشهر أئمة هذ امدرسة الذين يعدون حق من أعظم امؤسسن للنحو‬
‫العري وهم‪:‬‬
‫أ‪ .‬حمد بن احسن بن أ سارة الرؤاسي (امتو ‪ 819‬ه)‬
‫ب‪ .‬معاذ بن مسلم اهروى (امتو سنة ‪ 819‬ه)‬
‫ج‪ .‬علي بن مزة الكسائي (امتو سنة ‪ 817‬ه)‬
‫بن زياد بن عبد اه بن منصور الفراء (امتو سنة ‪ 719‬ه)‬
‫د‪.‬‬
‫ه‪ .‬هشام بن معاوية الضرير (امتو سنة ‪ 717‬ه)‬
‫و‪ .‬سلمة بن عاصم (امتو سنة ‪ 771‬ه)‬
‫‪21‬‬
‫ز‪ .‬أمد بن ثعلب (امتو سنة ‪ 778‬ه )‬

‫د‪.‬أسبا ااخراف بين المدرسرين‬
‫بعد ماحظة الباحث كتب امذاهب النحوية‪ ،‬رأى الباحث أن أسباب ااختاف بينهما مكن‬
‫تقسيمها كما قالت مثيبة راقي الشريف كالتا ‪:‬‬
‫‪ .8‬مل ااختاف طابعا اجتماعيا بسبب‪:‬‬
‫أ‪ .‬التعصب للبلد سواء البصرة أم الكوفة‪.‬‬
‫ب‪ .‬رغبة النحاة ي عطايا اخلفاء واحظوة إليهم‪.‬‬
‫ج‪ .‬أهداف شخصية‪ ،‬فكل عام يريد التفوق على اآخر لنيل الشهرة العلمية‪.‬‬

‫‪ .7‬مل ااختاف طابعا علميا بسبب اعتماد كل مدرسة على منهج معن ‪ ،‬وهو‬
‫‪22‬‬
‫السماع عند الكـوفين والقيـاس عنـد البصرين‪.‬‬
‫ه‪.‬عوامل النصب