PUBLIKASI PENDIDIKAN: Kumpulan Kitab Islam Klasik σóÑ ƒΘΩπ∩δ ƒΘÜφΘ
فتح المعين
المليباري الهندي ج 1
][3
فتح المعين لشرح قرة العين بمهمات الدين لزين
الدين بن عبد العزيز المليباري الفنانى الجزء الوال
][4
جمع حقوق إعادة الطبع محفوظة للناشر الطبعة
الوالى 1418ه 1997 /م حارة حربك -شارع عبد
النور -برقيا :فكسى حسب 11 / 7016تلفون:
838136 / 838202 / 838305فاكس
..9611837898بيروات لبنان دوالي961186062 :
][7
بسم الله الرحمن الرحيم
][9
بسم الله الرحمن الرحيم
] [ 10
....
] [ 11
الحمد لله
] [ 12
الفتاح الجواد ،المعين على التفقه في الدين من
اختاره من العباد ،واأشهد أن ل إله الله ،شهادة
] [ 13
تدخلنا دار الخلود ،واأشهد أن سيدنا محمدا
وارسوله ،صاحب المقام المحموم ،صلى الله واسلم
عليه واعلى آله واأصحابه
] [ 14
المجاد صلة واسلما أفوز بهما يوم المعاد) .وابعد(
فهذا شرح مفيد على كتاب المسمى بقرة العين
بمهمات الدين ،يبين المراد وايتمم المفاد ،وايحصل
المقاصد وايبرز الفوائد) .واسميته( :بفتح بشرح قرة
العين بمهمات الدين .واأنا أسأل الله الكريم المنان أن
يعم النتفاع به للخاصة واالعامة من الخوان ،واأن
يسكنني به الفروادس في دار المامان ،إنه أكرم كريم
واأرحم رحيم.
] [ 15
)بسم الله الرحمن الرحيم( أوالف :واالسم مشتق
من السمو واهو العلو ،ل من الوسم واهو العلمة واالله
] [ 16
علم للذات الواجب الوجود ،واهو اسم جنس لكل
معبود ،ثم عرف بأل واحذفت الهمزة ،ثم استعمل في
المعبود بحق ،واهو السم العظم عند الكثر ،والم يسم
به غيره والو تعنتا .واالرحمن الرحيم
] [ 17
صفتان بنيتا للمبالغة من رحم ،واالرحمن أبلغ من
الرحيم ،لن زيادة البناء تدل على زيادة المعنى،
والقولهم:
] [ 18
رحمن الدنيا واالخرة ،وارحيم الخرة) :الحمد الله
الذى هدانا( أي دلنا )لهذا( التأليف )واما كنا لنهتدي
لول
] [ 19
أن هدانا الله( إليه واالحمد هو الوصف بالجميل
)واالصلة واهي من الله الرحمة المقروانة بالتعظيم
)واالسلم( أي التسليم من كل آفة وانقض )على سيدنا
محمد رسول الله( لكافة الثقلين ،الجن واالنس
] [ 20
إجماعا -واكذا الملئكة ،على ما قاله جمع
محققون .وامحمد ،علم منقول من اسم المفعول
المضعف موضوع لمن كثرت خصاله الحميدة ،سمى به
نبينا صلى الله عليه وااله واسلم بإلهام من الله لجده.
واالرسول من البشر ذكر حر ،أواحى إليه بشرع واأمر
بتبليغه ،واإن لم يكن له كتاب وال نسخ كيوشع عليه
السلم ،فإن لم يؤمر بالتبليغ فنبي .واالرسول أفضل
من النبي إجماعا .واصح خبر أن عدد النبياء عليهم
الصلة واالسلم مائة ألف واأربعة واعشروان ألفا ،واأن
عدد الرسل ثلثمائة واخمسة عشر) .واعلى آله( أي
أقاربه المؤمنين من بني هاشم واالمطلب .واقيل هم
كل مؤمن ،أي في مقام الدعاء وانحو ،وااختير لخبر
ضعيف فيه ،واجزم به النوواي في شرح
] [ 21
مسلم) .واصحبه( واهو اسم جمع لصاحب بمعنى
الصحابي ،واهو من اجتمع مؤمنات بنبينا صلى الله عليه
وااله واسلم والو أعمى واغير مميز) .الفائزين برضا
الله( تعالى ،صفة لمن ذكر) .وابعد( أي بعدما تقدم من
البسملة واالحمدلة واالصلة واالسلم على من ذكر،
)فهذا( المؤلف الحاضر ذهنا )مختصر( قل لفظه واكثر
معناه من الختصار )في الفقه( هو لغة :الفهم.
وااصطلحا :العلم بالحكام الشرعية العملية المكتسب
من أدلتها التفصيلية .وااستمداده من الكتاب واالسنة
واالجماع واالقياس .وافائدته
] [ 22
...
] [ 23
امتثال أواامر الله تعالى وااجتناب نواهيه) .على
مذهب المام( المجتهد أبي عبد الله محمد بن إدريس
)الشافعي رحمه الله تعالى( وارضى عنه أي ما ذهب
إليه من الحكام في المسائل .إدريس واالده ،هو ابن
عباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد بن عبد
بن يزيد بن هاشم بن عبد المطلب بن عبد مناف.
واشافع ،واهو الذي ينسب إليه المام .واأسلم هو واأبوه
السائب يوم بدر .واوالد إمامنا رضى الله عنه سنة
خمسين
] [ 24
وامائة ،واتوفي يوم الجمعة سلخ رجب سنة أربع
وامائتين) .واسميته بقرة العين( ببيان )مهمات( أحكام
)الدين(
] [ 25
انتخبته .واهذا الشرح من الكتب المعتمدة لشيخنا،
خاتمة المحققين ،شهاب الدين أحمد بن حجر الهيتمى،
] [ 26
وابقية المجتهدين مثل واجيه الدين عبد الرحمن بن
زياد الزبيدى رضى الله عنهما ،واشيخي مشايخنا :شيخ
السلم المجدد زكريا النصاري ،المام المجد أحمد
المزجد الزبيدى رحمهما الله تعالى .واغير هم من
محققي المتأخرين معتمدا على ما جزم به شيخا
المذهب :النوواي واالرافعي فالنوواي فمحققو
المتأخرين.
] [ 27
رضى الله عنهم) ،راجيا من( ربنا )الرحمن أن
ينتفع به الذكياء( أي العلء) ،واأن تقر به( بسببه
)عيني غدا( أي اليوم الخر )بالنظر إلى واجهه الكريم
بكرة واعشيا( آمين.
] [ 28
....
] [ 29
باب الصلة هي شرعا :أقوال واأفعال مخصوصة،
مفتتحة بالتكبير مختتمة بالتسليم واسميت بذلك
لشتمالها على الصلة لغة ،واهي الدعاء .واالمفرواضات
العينية خمس في كل يوم واليلة ،معلومة من الدين
بالضروارة،
] [ 30
فيكفر جاحدها .والم تجتمع هذه الخمس لغير نبينا
محمد )ص( ،وافرضت ليلة السراء بعد النبوة بعشر
سنين واثلثة أشهر ،ليلة سبع واعشرين من رجب ،والم
تجب صبح يوم تلك الليلة لعدم العلم بكيفيتها) .إنما
تجب المكتوبة( أي الصلوات الخمس )على( كل )مسلم
مكلف( أي بالغ عاقل ،ذكر أوا غيره) ،طاهر( فل تجب
على كافر أصلي واصبي وامجنون وامغمى عليه واسكران
بل تعد ،لعدم تكليفهم ،وال على حائض وانفساء لعدم
صحتها منهما ،وال قضاء عليهما .بل تجب على مرتد
وامتعد بسكر )وايقتل( أي )المسلم(
] [ 31
المكلف الطاهر حدا بضرب عنقه )إن أخرجها( أي
المكتوبة ،عامدا )عن واقت جمع( لها ،إن كان كسل مع
اعتقاد واجوبها )إن لم يتب( بعد الستتابة ،واعلى ندب
الستتابة ل يضمن من قتله قبل التوبة لكنه يأثم.
وايقتل كفرا إن تركها جاحدا واجوبها ،فل يغسل وال
يصلى عليه) .وايبادر( من مر )بفائت( واجوبا ،إن فات
بل عذر ،فيلزمه القضاء فورا .قال شيخنا أحمد بن
حجر رحمه الله تعالى :واالذي يظهر أنه يلزمه صرف
] [ 32
جميع زمنه للقضاء ما عدا ما يحتاج لصرفه فيما ل
بد منه ،واأنه يحرم عليه التطوع ،وايبادر به -ندبا -إن
فات بعذر كنوم لم يتعد به وانسيان كذلك) .وايسن
ترتيبه( أي الفائت ،فيقضي الصبح قبل الظهر ،واهكذا.
)واتقديمه على حاضرة ل يخاف فوتها( إن فات بعذر،
واإن خشي فوت جماعتها -على المعتمد .-واإذا فات
بل عذر فيجب تقديمه عليها .أما إذا خاف فوت
الحاضرة بأن يقع بعضها -واإن قل -خارج الوقت
فيلزمه البدء بها .وايجب تقديم ما فات بغير عذر على
ما فات بعذر .واإن فقد الترتيب لنه سنة واالبدار
وااجب.
] [ 33
وايندب تأخير الروااتب عن الفوائت بعذر ،وايجب
تأخيرها عن الفوائت بغير عذر) .تنبيه( من مات واعليه
صلة فرض لم تقض والم تفد عنه ،وافي قول أنها
تفعل عنه -أواصى بها أم ل ما حكاه العبادي عن
الشافعي لخبر فيه ،وافعل به السبكي عن بعض أقاربه.
)وايؤمر( ذوا صبا ذكر أوا انثى )مميز( بأن صار يأكل
وايشرب وايستنجي واحده .أي يجب على كل من أبويه
واإن عل ،ثم الوصي .واعلى مالك الرقيق أن يأمر )بها(
أي الصلة ،والو قضاء ،وابجميع شرواطها )لسبع( أي بعد
سبع من السنين ،أي عند تمامها ،واإن ميز قبلها.
واينبغي مع صيغة المر التهديد) .وايضرب( ضربا غير
مبرح -واجوبا -ممن ذكر )عليها( أي على تركها -والو
قضاء -أوا ترك شرط من شرواطها )لعشر( أي بعد
استكمالها ،للحديث الصحيح :مرواا الصبي بالصلة إذا
بلغ سبع سنين ،واإذا بلغ عشر سنين فاضربوه عليها.
)كصوم أطاقه( فإنه يؤمر به لسبع وايضرب عليه لعشر
كالصلة .واحكمة ذلك التمرين على العبادة ليتعودها فل
يتركها.
] [ 34
وابحث الذرعي في قن صغير كافر نطق
بالشهادتين أنه يؤمر ندبا بالصلة واالصوم ،يحث
عليهما من غير ضرب ليألف الخير بعد بلوغه ،واإن أبى
القياس ذلك .انتهى .وايجب أيضا على من مر نهيه عن
المحرمات واتعليمه الواجبات ،وانحوها من سائر
الشرائع الظاهرة ،والو سنة كسواك ،واأمره بذلك .وال
ينتهي واجوب ما مر على من مر إل ببلوغه رشيدا،
واأجرة تعليمه ذلك -كالقرآن واالداب -في ماله ثم
على أبيه ثم على أمه) .تنبيه( ذكر السمعاني في زواجة
صغيرة ذات أبوين أن واجوب ما مر عليهما فالزواج،
واقضيته واجوب ضربها .وابه -والو في الكبيرة -صرح
جمال السلم البزري .قال شيخنا :واهو ظاهر إن لم
يخش نشوزا .واأطلق الزركشي الندب.
] [ 35
)واأوال وااجب( حتى على المر بالصلة كما قالوا
)على الباء( ثم على مر من )تعليمه( أي المميز )أن
نبينا محمدا )ص( بعث بمكة( واوالد بها )وادفن بالمدينة(
وامات بها.
] [ 36
)فصل( في شرواط الصلة .الشرط ما يتوقف عليه
صحة الصلة ،واليس منها .واقدمت الشرواط على
الركان لنها أوالى بالتقديم ،إذ الشرط ما يجب تقديمه
على الصلة وااستمراره فيها) .شرواط الصلة خمسة:
أحدها :طهارة عن حدث واجنابة الطهارة :لغة(،
النظافة واالخلوص من الدنس .واشرعا :رفع المنع
المترتب على الحدث أوا النجس) .فالوالى( أي الطهارة
عن الحدث) :الوضوء( هو -بضم الواوا -استعمال الماء
في أعضاء مخصوصة مفتتحا بنية .وابفتحها :ما يتوضأ
به .واكان ابتداء واجوبه مع ابتداء واجو ب المكتوبة ليلة
السراء) .واشرواطه( أي الوضوء كشرواط الغسل
خمسة .أحدها) :ماء مطلق(،
] [ 37
فل يرفع الحدث وال يزيل النجس وال يحصل سائر
الطهارة -والو مسنونة -إل الماء المطلق ،واهو ما يقع
عليه اسم الماء بل قيد ،واإن رشح من بخار الماء
الطهور المغلى ،أوا استهلك فيه الخليط ،أوا قيد
بموافقة الواقع كماء البحر .بخلف ما ل يذكر إل مقيدا
كماء الورد) ،غير مستعمل في( فرض طهارة ،من
)رفع حدث(
] [ 38
أصغر أوا أكبر ،والو من طهر حنفي لم ينو ،أوا صبي
لم يميز لطواف) .وا( إزالة )نجس( والو معفوا عنه.
)قليل( أي حال كون المستعمل قليل ،أي دوان القلتين.
فإن جمع المستعمل فبلغ قلتين فمطهر ،كما لو جمع
المتنجس فبلغ قلتين والم يتغير ،واإن قل بعد بتفريقه.
فعلم أن الستعمال ل يثبت إل مع قلة الماء ،أي وابعد
فصله عن المحل المستعمل والو حكما ،كأن جاواز
منكب المتوضئ أوا ركبته ،واإن عاد لمحله أوا انتقل من
يد لخرى .نعم ،ل يضر في المحدث انفصال الماء من
الكف إلى الساعد ،وال في الجنب انفصاله من الرأس
إلى نحو الصدر ،مما يغلب فيه التقاذف.
] [ 39
)فرع( لو أدخل المتوضئ يده بقصد الغسل عن
الحدث أوال بقصد بعد نية الجنب ،أوا تثليث واجه
المحدث ،أوا بعد الغسلة الوالى ،إن قصد القتصار
عليها ،بل نية اغتراف وال قصد أخذ الماء لغرض آخر
صار مستعمل بالنسبة لغير يده فله أن يغسل بما فيها
باقي ساعدها) .وا( غير )متغير( تغيرا )كثيرا( بحيث
يمنع إطلق اسم الماء عليه ،بأن تغير أحد صفاته من
طعم أوا لون أوا ريح ،والو تقديريا أوا كان التغير بما
على عضو المتطهر في الصح ،واإنما يؤثر التغير إن
كان )بخليط( أي مخالطا
] [ 40
للماء ،واهو ما ل يتميز في رأي العين )طاهر( واقد
)غني( الماء )عنه( كزعفران ،واثمر شجر نبت قرب
الماء ،واوارق طرح ثم تفتت ،ل تراب واملح ماء واإن
طرحا فيه .وال يضر تغير ل يمنع السم لقلته والو
احتمال ،بأن شك أهو كثير أوا قليل .واخرج بقولي
بخليط المجاوار ،واهو ما يتميز للناظر ،كعود وادهن والو
مطيبين ،وامنه البخور واإن كثر واظهر نحو ريحه ،خلفا
لجمع .وامنه أيضا ماء أغلي فيه نحو بر واتمر حيث لم
يعلم انفصال عين فيه مخالطة ،بأن لم يصل إلى حد
بحيث له اسم آخر كالمرقة ،والو شك في شئ أمخالط
هو أم مجاوار ،له حكم
] [ 41
المجاوار .وابقولي غني عنه ما ل يستغنى عنه ،كما
في مقرة واممره ،من نحو طين واطحلب متفتت
واكبريت ،واكالتغير بطول المكث أوا بأواراق متناثرة
بنفسها واإن تفتتت وابعدت الشجرة عن الماء) .أوا
بنجس( واأن قل التغير) .والو كان( الماء )كثيرا( أي
قلتين أوا أكثر في صورتي التغيير بالطاهر واالنجس.
واالقلتان بالوزن :خمسمائة رطل بغدادي تقريبا،
وابالمساحة في المربع :ذراع واربع طول واعرضا
واعمقا ،بذراع اليد المعتدلة.
] [ 42
وافي المدوار :ذراع من سائر الجوانب بذراع
الدمي ،واذراعان عمقا بذراع النجار ،واهو ذراع واربع.
وال تنجس قلتا ماء والو احتمال ،كأن شك في ماء
أبلغهما أم ل ،واإن تيقنت قلته قبل بملقاة نجس ما
لم يتغير به ،واإن استهلكت النجاسة فيه .وال يجب
التباعد من نجس في ماء كثير .والو بال في البحر مثل
فارتفعت منه رغوة فهي نجسة إن تحقق أنها من عين
النجاسة ،أوا من المتغير أحد أواصافه بها ،واإل فل .والو
طرحت فيه بعرة ،فوقعت
] [ 43
من أجل الطرح قطرة على شئ لم تنجسه،
واينجس قليل الماء -واهو ما دوان القلتين -حيث لم
يكن وااردا بوصول نجس إليه يرى بالبصر المعتدل ،غير
معفو عنه في الماء ،والو معفوا عنه في الصلة ،كغيره
من رطب وامائع ،واإن كثر .ل بوصول ميتة ل دم
لجنسها سائل عند شق عضو منها ،كعقرب واوازع ،إل
إن تغير ما أصابته
] [ 44
والو يسيرا -فحينئذ ينجس .ل سرطان واضفدعفينجس بهما ،خلفا لجمع ،وال بميتة كان نشؤها من
الماء كالعلق ،والو طرح فيه ميتة من ذلك نجس ،واإن
كان الطارح غير مكلف ،وال أثر لطرح الحي مطلقا.
وااختار كثيروان من أئمتنا مذهب مالك :أن الماء ل
ينجس مطلقا إل بالتغير ،واالجاري كراكد وافي القديم:
ل ينجس قليله بل تغير ،واهو مذهب مالك .قال في
المجموع :سواء كانت النجاسة مائعة أوا جامدة .واالماء
القليل إذا تنجس يطهر ببلوغه قلتين -والو بماء
متنجس -حيث ل تغير به ،واالكثير يطهر بزواال تغيره
بنفسه أوا بماء زيد عليه
] [ 45
أوا نقص عنه واكان الباقي كثيرا) .وا( ثانيها) :جري
ماء على عضو( مغسول ،فل يكفي أن يمسه الماء بل
جريان لنه ل يسمى غسل) .وا( ثالثها) :أن ل يكون
عليه( أي على العضو )مغير للماء تغيرا ضارا(
كزعفران واصندل ،خلفا لجمع) .وا( رابعها) :أن ل
يكون على العضو حائل( بين الماء واالمغسول) ،كنورة(
واشمع
] [ 46
وادهن جامد واعين حبر واحناء ،بخلف دهن جار أي
مائع -واإن لم يثبت الماء عليه -واأثر حبر واحناء .واكذا
يشترط -على ما جزم به كثيروان -أن ل يكون واسخ
تحت ظفر يمنع واصول الماء لما تحته ،خلفا لجمع
منهم الغزالي واالزركشي واغيرهما ،واأطالوا في
ترجيحه واصرحوا بالمسامحة عما تحتها من الوسخ دوان
نحو العجين .واأشار الذرعي واغيره إلى ضعف
مقالتهم .واقد صرح في التتمة واغيرها ،بما في
الرواضة واغيرها ،من عدم المسامحة بشئ مما تحتها
حيث منع واصول الماء بمحله .واأفتى البغوي في واسخ
حصل من غبار بأنه يمنع صحة الوضوء ،بخلف ما نشأ
من بدنه واهو العرق المتجمد .واجزم به في النوار) .وا(
خامسها) :دخول واقت
] [ 47
لدائم حدث( كسلس وامستحاضة .وايشترط له أيضا
ظن دخوله ،فل يتوضأ -كالمتيمم -لفرض أوا نفل
مؤقت قبل واقت فعله ،والصلة جنازة قبل الغسل،
واتحية قبل دخول المسجد ،واللروااتب المتأخرة قبل
فعل الفرض ،والزم واضوآن أوا تيممان على خطيب
دائم الحدث ،أحدهما :للخطبتين واالخر بعدهما لصلة
جمعة ،وايكفي وااحد لهما لغيره ،وايجب عليه الوضوء
لكل فرض -كالتيمم واكذا غسل الفرج واإبدال القطنة
التي بفمه واالعصابة ،واإن لم تزل عن موضعها .واعلى
نحو سلس مبادرة بالصلة ،فلو أخر لمصلحتها كانتظار
] [ 48
جماعة أوا جمعة واإن أخرت عن أوال الوقت
واكذهاب إلى مسجد لم يضره) .وافرواضه ستة( أحدها:
)نية( واضوء أوا أداء )فرض واضوء( أوا رفع حدث لغير
دائم حدث ،حتى في الوضوء المجدد أوا الطهارة عنه،
أوا الطهارة لنحو الصلة ،مما ل يباح إل بالوضوء ،أوا
استباحة مفتقر إلى واضوء كالصلة وامس المصحف.
وال تكفي نية استباحة ما يندب له الوضوء ،كقراءة
القرآن أوا الحديث ،واكدخول مسجد وازيارة قبر.
واالصل في
] [ 49
واجوب النية خبر ،إنما العمال بالنيات .أي إنما
صحتها لكمالها .وايجب قرنها )عند( أوال )غسل( جزء
من )واجه( ،فلو قرنها بأثنائه كفى واواجب إعادة غسل
ما سبقها .وال يكفي قرنها بما قبله حيث لم
يستصحبها إلى غسل شئ منه ،واما قارنها هو أواله،
فتفوت سنة المضمضة إن انغسل معها شئ من الوجه
كحمرة الشفة -بعد النية فالوالى أن يفرق النية بأنينوي عند كل من غسل الكفين واالمضمضة
واالستنشاق سنة الوضوء ،ثم فرض الوضوء عند غسل
الوجه ،حتى ل تفوت فضيلة استصحاب النية من أواله.
وافضيلة المضمضة واالستنشاق مع انغسال حمرة
الشفة) .وا( ثانيها) :غسل( ظاهر )واجهه( ل ية* :
)فاغسلوا واجوهكم( * )واهو( طول )ما بين
] [ 50
منابت( شعر )رأسه( غالبا )وا( تحت )منتهى لحييه(
بفتح اللم -فهو من الوجه دوان ما تحته ،واالشعرالنابت على ما تحته) ،وا( عرضا )ما بين أذنيه( .وايجب
غسل شعر الوجه من هدب واحاجب واشارب واعنفقة
والحية -واهي ما نبت على الذقن -واهو مجتمع اللحيين
واعذار -هو ما نبت على العظم المحاذي للذن -واعارض -واهو ما انحط عنه إلى اللحية .-وامن الوجه
حمرة الشفتين واموضع الغمم -واهو ما نبت عليه
الشعر من الجبهة دوان محل التحذيف على الصح ،واهو
ما نبت عليه الشعر الخفيف بين ابتداء العذار واالنزعة -
وادوان واتد الذن واالنزعتين -واهما بياضان يكتنفان
الناصية -واموضع الصلع -واهو ما بينهما إذا انحسر عنه
الشعر .-وايسن غسل
] [ 51
كل ما قيل إنه ليس من الوجه .وايجب غسل ظاهر
واباطن كل من الشعور السابقة -واإن كثف -لندرة
الكثافة فيها ،ل باطن كثيف لحية واعارض -واالكثيف ما
لم تر البشرة من خلله في مجلس التخاطب عرفا -
وايجب غسل ما ل يتحقق غسل جميعه إل بغسله ،لن
ما ل يتم الواجب إل به وااجب) .وا( ثالثها) :غسل يديه(
من كفيه واذراعيه )بكل مرفق( للية .وايجب غسل
جميع ما في محل الفرض من شعر واظفر ،واإن طال.
)فرع( لو نسي لمعة فانغسلت في تثليث ،أوا إعادة
واضوء لنسيان له ،ل تجديد وااحتياط ،أجزأه.
] [ 52
)وا( رابعها) :مسح بعض رأسه( كالنزعة واالبياض
الذي واراء الذن بشر أوا شعر في حده ،والو بعض شعرة
وااحدة ،للية .قال البغوي :ينبغي أن ل يجزئ أقل من
قدر الناصية ،واهي ما بين النزعتين ،لنه )ص( لم
يمسح أقل منها ،واهو روااية عن أبي حنيفة رحمه الله
تعالى ،واالمشهور عنه واجوب مسح الربع) .وا( خامسها:
)غسل رجليه( بكل كعب من كل رجل ،للية .أوا مسح
خفيهما بشرواطه .وايجب غسل باطن ثقب واشق.
] [ 53
)فرع( لو دخلت شوكة في رجله واظهر بعضها،
واجب قلعها واغسل محلها لنه صار في حكم الطاهر،
فإن استترت كلها صارت في حكم الباطن فيصح
واضوؤه .والو تنفط في رجل أوا غيره لم يجب غسل
باطنه ما لم يتشقق ،فإن تشقق واجب غسل باطنه ما
لم يرتتق) .تنبيه( ذكرواا في الغسل أنه يعفى عن
باطن عقد الشعر أي إذا انعقد بنفسه واألحق بها من
ابتلي بنحو طبوع لصق بأصول شعره حتى منع واصول
الماء إليها والم يمكن إزالته .واقد صرح شيخ شيوخنا
زكريا النصاري بأنه ل يلحق بها ،بل عليه التيمم .لكن
قال تلميذه -شيخنا :-واالذي يتجه العفو للضروارة.
] [ 54
)وا( سادسها) :ترتيب( كما ذكر من تقديم غسل
الوجه فاليدين فالرأس فالرجلين للتباع .والو انغمس
محدث ،والو في ماء قليل بنية معتبرة مما مر أجزأه
عن الوضوء ،والو لم يمكث في النغماس زمنا يمكن
فيه الترتيب .نعم ،لو اغتسل بنيته فيشترط فيه
الترتيب حقيقة ،وال يضر نسيان لمعة أوا لمع في غير
أعضاء الوضوء ،بل لو كان على ما عدا أعضائه ،مانع
كشمع لم يضر -كما استظهره شيخنا .-والو أحدث
واأجنب أجزأه الغسل عنهما بنيته .وال يجب تيقن عموم
الماء جميع العضو بل يكفي غلبة الظن به) .فرع( لو
شك المتوضئ أوا المغتسل في تطهير عضو قبل
الفراغ من واضوئه أوا غسله طهره ،واكذا ما بعده في
الوضوء ،أوا بعد الفراغ من طهره ،لم يؤثر .والو كان
الشك في النية لم يؤثر أيضا على الواجه ،كما في
شرح
] [ 55
المنهاج لشيخنا ،واقال :فيه قياس ما يأتي في
الشك بعد الفاتحة واقبل الركوع :أنه لو شك بعد عضو
في أصل غسله لزمه إعادته ،أوا بعضه لم تلزمه.
فليحمل كلمهم الوال على الشك في أصل العضو ل
بعضه) .واسن( للمتوضئ -والو بماء مغصوب على
الواجه ) -تسمية أواله( أي أوال الوضوء -للتباع -
واأقلها باسم الله ،واأكملها بسم الله الرحمن الرحيم.
واتجب عند أحمد ،وايسن قبلها التعوذ وابعدها الشهادتان
واالحمد لله الذي جعل الماء طهورا .وايسن لمن تركها
أواله أن يأتي بها أثناءه قائل :باسم الله أواله واآخره .ل
بعد فراغه .واكذا في نحو الكل واالشرب واالتأليف،
واالكتحال مما يسن له التسمية .واالمنقول عن
الشافعي واكثير من الصحاب أن أوال السنن التسمية،
وابه جزم النوواي في المجموع واغيره .فينوي معها عند
غسل اليدين .واقال جمع متقدمون :إن أوالها السواك
ثم بعده التسمية.
] [ 56
)فرع( تسن التسمية لتلواة القرآن ،والو من أثناء
سورة في صلة أوا خارجها ،والغسل واتيمم واذبح.
)فغسل الكفين( معا إلى الكوعين مع التسمية
المقترنة بالنية ،واإن توضأ من نحو إبريق أوا علم
طهرهما -للتباع ) -فسواك( عرضا في السنان
ظاهرا واباطنا واطول في اللسان ،للخبر الصحيح :لول
أن أشق على
] [ 57
أمتي لمرتهم بالسواك عند كل واضوء .أي أمر
إيجاب .وايحصل )بكل خشن( والو بنحو خرقة أوا أشنان،
واالعود أفضل من غيره ،واأواله ذوا الريح الطيب،
واأفضله الراك .ل بأصبعه والو خشنة ،خلفا لما اختاره
النوواي.
] [ 58
واإنما يتأكد السواك -والو لمن ل أسنان له -لكل
واضوء) .والكل صلة( فرضها وانفلها واإن سلم من كل
ركعتين أوا استاك لوضوئها ،واإن لم يفصل بينهما
فاصل حيث لم يخش تنجس فمه ،واذلك لخبر الحميدي
بإسناد جيد :ركعتان بسواك أفضل من سبعين ركعة بل
سواك .والو تركه أوالها تداركه أثناءها بفعل قليل،
كالتعمم ،وايتأكد أيضا لتلواة قرآن أوا حديث أوا علم
شرعي ،أوا تغير فم -ريحا أوا لونا -بنحو نوم أوا أكل
كريه ،أوا سن بنحو صفرة ،أوا استيقاظ من نوم
واإرادته ،وادخول مسجد وامنزل ،وافي السحر واعند
الحتضار ،كما دل عليه خبر
] [ 59
الصحيحين .وايقال :إنه يسهل خرواج الرواح .واأخذ
بعضهم من ذلك تأكده للمريض .واينبغي أن ينوي
بالسواك السنة ليثاب عليه ،وايبلع ريقه أوال استياكه،
واأن ل يمصه .وايندب التخليل قبل السواك أوا بعده من
أثر الطعام ،واالسواك أفضل منه ،خلفا لمن عكس .وال
يكره بسواك غير أذن أوا علم رضاه ،واإل حرم ،كأخذه
من ملك الغير ،ما لم تجر عادة بالعراض عنه .وايكره
للصائم بعد الزواال ،إن لم يتغير فمه بنحو نوم
] [ 60
)فمضمضة فاستنشاق( للتباع ،واأقلهما إيصال
الماء إلى الفم واالنف .وال يشترط في حصول أصل
السنة إدارته في الفم وامجه منه وانثره من النف ،بل
تسن كالمبالغة فيهما لمفطر للمر بها) .وا( يسن
جمعهما )بثلث غرف( يتمضمض ثم يستنشق من كل
منها) .وامسح كل رأس( للتباع واخرواجا من خلف
مالك واأحمد ،فإن
] [ 61
اقتصر على البعض فالوالى أن يكون هو الناصية،
واالوالى في كيفيته أن يضع يديه على مقدم رأسه،
ملصقا مسبحته بالخرى واإبهاميه على صدغيه ،ثم
يذهب بهما مع بقية أصابعه غير البهامين لقفاه ،ثم
يردهما إلى المبدأ إن كان له شعر ينقلب ،واإل
فليقتصر على الذهاب .واإن كان على رأسه عمامة أوا
قلنسوة تمم عليها بعد مسح الناصية -للتباع ) -وا(
مسح كل )الذنين( ظاهرا واباطنا واصماخيه -للتباع ،-
وال يسن مسح الرقبة إذ لم
] [ 62
يثبت فيه شئ .قال النوواي :بل هو بدعة ،واحديثه
موضوع) .وادلك أعضاء( واهو إمرار اليد عليها عقب
ملقاتها للماء ،خرواجا من خلف من أواجبه) .واتخليل
لحية كثة( واالفضل كونه بأصابع يمناه وامن أسفل ،مع
تفريقها ،وابغرفة مستقلة -للتباع -وايكره تركه) .وا(
تخليل )أصابع( اليدين بالتشبيك ،واالرجلين بأي كيفية
كان .واالفضل أن يخللها من أسفل بخنصر يده
اليسرى ،مبتدئا بخنصر الرجل اليمنى وامختتما بخنصر
اليسرى.
] [ 63
)واإطالة الغرة( بأن يغسل مع الوجه مقدم رأسه
واأذنيه واصفحتي عنقه) .وا( إطالة )تحجيل( بأن يغسل
مع اليدين بعض العضدين وامع الرجلين بعض الساقين،
واغايته استيعاب العضد واالساق ،واذلك لخبر الشيخين:
إن أمتي يدعون يوم القيامة غرا محجلين من آثار
الوضوء .فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل.
زاد مسلم :واتحجيله :أي يدعون بيض الوجوه وااليدي
واالرجل .وايحصل أقل الطالة بغسل أدنى زيادة على
الواجب واكمالها باستيعاب ما مر )واتثليث كل( من
مغسول واممسوح ،وادلك واتخليل واسواك وابسملة،
واذكر عقبه،
] [ 64
للتباع -في أكثر ذلك .وايحصل التثليث بغمساليد مثل والو في ماء قليل إذا حركها مرتين ،والو ردد
ماء الغسلة الثانية حصل له أصل سنة التثليث -كما
استظهره شيخنا -وال يجزئ تثليث عضو قبل إتمام
وااجب غسله وال بعد تمام الوضوء .وايكره النقص عن
الثلث كالزيادة عليها ،أي بنية الوضوء ،كما بحثه جمع.
واتحرم من ماء موقوف على التطهر.
] [ 65
)فرع( يأخذ الشاك أثناء الوضوء في استيعاب أوا
عدد باليقين ،واجوبا في الواجب واندبا في المندواب،
والو في الماء الموقوف .أما الشك بعد الفراغ فل يؤثر.
)واتيامن( أي تقديم يمين على يسار في اليدين
واالرجلين ،والنحو أقطع في جميع أعضاء واضوئه ،واذلك
لنه )ص( كان يحب التيمن في تطهره واشأنه كله ،أي
مما هو من باب التكريم ،كاكتحال والبس نحو قميص
وانعل ،واتقليم ظفر ،واحلق نحو رأس ،واأخذ واعطاء،
واسواك
] [ 66
واتخليل ،وايكره تركه ،وايسن التياسر في ضده -
واهو ما كان من باب الهانة واالذى -كاستنجاء
واامتخاط ،واخلع لباس وانعل .وايسن البداءة بغسل
أعلى واجهه واأطراف يديه وارجليه ،واإن صب عليه
غيره .واأخذ الماء إلى الوجه بكفيه معا ،واواضع ما
يغترف منه عن يمينه واما يصب منه عن يساره) .واوالء(
بين أفعال واضوء السليم بأن يشرع في تطهير كل
عضو قبل جفاف ما قبله ،واذلك -للتباع -واخرواجا من
خلف من أواجبه ،وايجب لسلس) .واتعهد( عقب وا
)موق( -واهو طرف العين الذي يلي النف -والحاظ -
واهو الطرف الخر -بسبابتي شقيهما .وامحل ندب
تعهدهما إذا لم يكن فيهما رمص يمنع واصول الماء إلى
محله واإل فتعهدهما وااجب -كما في
] [ 67
المجموع .-وال يسن غسل باطن العين ،بل قال
بعضهم :يكره للضرر ،واإنما يغسل إذا تنجس لغلظ أمر
النجاسة) .وااستقبال( القبلة في كل واضوئه) .واترك
تكلم( في أثناء واضوئه بل حاجة بغير ذكر ،وال يكره
سلم عليه وال منه وال رده) .وا( ترك )تنشيف( بل عذر
للتباع )واالشهادتان عقبه( أي الوضوء ،بحيث ل يطول
فاصل عنه عرفا ،فيقول مستقبل للقبلة ،رافعا يديه
وابصره إلى السماء -والو أعمى :-أشهد أن ل إله إل
الله واحده ل شريك له ،واأشهد أن محمدا عبده
وارسوله .لما رواى مسلم عن رسول الله )ص( :من
توضأ فقال أشهد أن ل إله إل الله -الخ -فتحت له
أبواب الجنة الثمانية ،يدخل من أيها شاء .زاد الترمذي:
اللهم اجعلني من التوابين وااجعلني من المتطهرين.
وارواى الحاكم واصححه :من توضأ ثم قال :سبحانك
اللهم وابحمدك،
] [ 68
أشهد أن ل إله إل أنت .أستغفرك واأتوب إليك.
كتب في رق ،ثم طبع بطابع فلم يكسر إلى يوم
القيامة .أي لم يتطرق إليه إبطال كما صح حتى يرى
ثوابه العظيم .ثم يصلي وايسلم على سيدنا محمد واآل
سيدنا محمد ،وايقرأ * )إنا أنزلناه( * ثلثا ،كذلك بل رفع
يد .واأما دعاء العضاء المشهور فل أصل له يعتد به
فلذلك حذفته ،تبعا لشيخ المذهب النوواي رضي الله
عنه .واقيل :يستحب أن يقول عند كل عضو :أشهد أن
ل إله إل الله واحده ل شريك له ،واأشهد أن محمدا عبده
وارسوله .لخبر روااه المستغفري واقال :حسن غريب.
)واشربه( من )فضل
] [ 69
واضوئه( لخبر :إن فيه شفاء من كل داء وايسن رش
إزاره به ،أي إن توهم حصول مقذر له ،كما استظهره
شيخنا .واعليه يحمل رشه )ص( لزاره به .واركعتان بعد
الوضوء أي بحيث تنسبان إليه عرفا ،فتفوتان بطول
الفصل عرفا على الواجه ،واعند بعضهم بالعراض،
وابعضهم بجفاف العضاء ،واقيل :بالحدث .وايقرأ ندبا
في أوالى ركعتيه بعد الفاتحة) * :والو أنهم إذ ظلموا
أنفسهم( * إلى * )رحيما( * ،وافي الثانية) * :وامن
يعمل سوءا أوا يظلم نفسه( * إلى * )رحيما( *.
)فائدة( يحرم التطهر بالمسبل للشرب ،واكذا بماء
جهل حاله على الواجه ،واكذا حمل شئ من المسبل
إلى غير محله) .واليقتصر( أي المتوضئ) ،حتما( أي
واجوبا) ،على( غسل أوا مسح )وااجب( أي فل يجوز
تثليث وال
] [ 70
إتيان سائر السنن )لضيق واقت( عن إدراك الصلة
كلها فيه ،كما صرح به البغوي واغيره ،واتبعه
المتأخروان .لكن أفتى في فوات الصلة لو أكمل
سننها بأن يأتيها ،والو لم يدرك ركعة .واقد يفرق بأنه
ثم اشتغل بالمقصود ،فكان كما لو مد في القراءة) .أوا
قلة ماء( بحيث ل يكفي إل الفرض فلو كان معه ماء ل
يكفيه لتتمة طهره .إن ثلث أوا أتى السنن أوا احتاج إلى
الفاضل لعطش محترم ،حرم استعماله في شئ من
السنن .واكذا يقال في الغسل) .واندبا( على الواجب
بترك السنن) ،لدراك جماعة( لم يرج غيرها .نعم ،ما
قيل بوجوبه -كالدلك -ينبغي تقديمه عليها ،نظير ما
مر من ندب تقديم الفائت بعذر على الحاضرة ،واإن
فاتت الجماعة) .تتمة( يتيمم عن الحدثين لفقد ماء أوا
خوف محذوار من استعماله بتراب طهور له غبار.
واأركانه نية
] [ 71
استباحة الصلة المفرواضة مقروانة بنقل التراب،
وامسح واجهه ثم يديه .والو تيقن ماء آخر الوقت
فانتظاره أفضل،
] [ 72
واإل فتعجيل تيمم .واإذا امتنع استعماله في عضو
واجب تيمم واغسل صحيح وامسح كل الساتر الضار نزعه
بم
المليباري الهندي ج 1
][3
فتح المعين لشرح قرة العين بمهمات الدين لزين
الدين بن عبد العزيز المليباري الفنانى الجزء الوال
][4
جمع حقوق إعادة الطبع محفوظة للناشر الطبعة
الوالى 1418ه 1997 /م حارة حربك -شارع عبد
النور -برقيا :فكسى حسب 11 / 7016تلفون:
838136 / 838202 / 838305فاكس
..9611837898بيروات لبنان دوالي961186062 :
][7
بسم الله الرحمن الرحيم
][9
بسم الله الرحمن الرحيم
] [ 10
....
] [ 11
الحمد لله
] [ 12
الفتاح الجواد ،المعين على التفقه في الدين من
اختاره من العباد ،واأشهد أن ل إله الله ،شهادة
] [ 13
تدخلنا دار الخلود ،واأشهد أن سيدنا محمدا
وارسوله ،صاحب المقام المحموم ،صلى الله واسلم
عليه واعلى آله واأصحابه
] [ 14
المجاد صلة واسلما أفوز بهما يوم المعاد) .وابعد(
فهذا شرح مفيد على كتاب المسمى بقرة العين
بمهمات الدين ،يبين المراد وايتمم المفاد ،وايحصل
المقاصد وايبرز الفوائد) .واسميته( :بفتح بشرح قرة
العين بمهمات الدين .واأنا أسأل الله الكريم المنان أن
يعم النتفاع به للخاصة واالعامة من الخوان ،واأن
يسكنني به الفروادس في دار المامان ،إنه أكرم كريم
واأرحم رحيم.
] [ 15
)بسم الله الرحمن الرحيم( أوالف :واالسم مشتق
من السمو واهو العلو ،ل من الوسم واهو العلمة واالله
] [ 16
علم للذات الواجب الوجود ،واهو اسم جنس لكل
معبود ،ثم عرف بأل واحذفت الهمزة ،ثم استعمل في
المعبود بحق ،واهو السم العظم عند الكثر ،والم يسم
به غيره والو تعنتا .واالرحمن الرحيم
] [ 17
صفتان بنيتا للمبالغة من رحم ،واالرحمن أبلغ من
الرحيم ،لن زيادة البناء تدل على زيادة المعنى،
والقولهم:
] [ 18
رحمن الدنيا واالخرة ،وارحيم الخرة) :الحمد الله
الذى هدانا( أي دلنا )لهذا( التأليف )واما كنا لنهتدي
لول
] [ 19
أن هدانا الله( إليه واالحمد هو الوصف بالجميل
)واالصلة واهي من الله الرحمة المقروانة بالتعظيم
)واالسلم( أي التسليم من كل آفة وانقض )على سيدنا
محمد رسول الله( لكافة الثقلين ،الجن واالنس
] [ 20
إجماعا -واكذا الملئكة ،على ما قاله جمع
محققون .وامحمد ،علم منقول من اسم المفعول
المضعف موضوع لمن كثرت خصاله الحميدة ،سمى به
نبينا صلى الله عليه وااله واسلم بإلهام من الله لجده.
واالرسول من البشر ذكر حر ،أواحى إليه بشرع واأمر
بتبليغه ،واإن لم يكن له كتاب وال نسخ كيوشع عليه
السلم ،فإن لم يؤمر بالتبليغ فنبي .واالرسول أفضل
من النبي إجماعا .واصح خبر أن عدد النبياء عليهم
الصلة واالسلم مائة ألف واأربعة واعشروان ألفا ،واأن
عدد الرسل ثلثمائة واخمسة عشر) .واعلى آله( أي
أقاربه المؤمنين من بني هاشم واالمطلب .واقيل هم
كل مؤمن ،أي في مقام الدعاء وانحو ،وااختير لخبر
ضعيف فيه ،واجزم به النوواي في شرح
] [ 21
مسلم) .واصحبه( واهو اسم جمع لصاحب بمعنى
الصحابي ،واهو من اجتمع مؤمنات بنبينا صلى الله عليه
وااله واسلم والو أعمى واغير مميز) .الفائزين برضا
الله( تعالى ،صفة لمن ذكر) .وابعد( أي بعدما تقدم من
البسملة واالحمدلة واالصلة واالسلم على من ذكر،
)فهذا( المؤلف الحاضر ذهنا )مختصر( قل لفظه واكثر
معناه من الختصار )في الفقه( هو لغة :الفهم.
وااصطلحا :العلم بالحكام الشرعية العملية المكتسب
من أدلتها التفصيلية .وااستمداده من الكتاب واالسنة
واالجماع واالقياس .وافائدته
] [ 22
...
] [ 23
امتثال أواامر الله تعالى وااجتناب نواهيه) .على
مذهب المام( المجتهد أبي عبد الله محمد بن إدريس
)الشافعي رحمه الله تعالى( وارضى عنه أي ما ذهب
إليه من الحكام في المسائل .إدريس واالده ،هو ابن
عباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد بن عبد
بن يزيد بن هاشم بن عبد المطلب بن عبد مناف.
واشافع ،واهو الذي ينسب إليه المام .واأسلم هو واأبوه
السائب يوم بدر .واوالد إمامنا رضى الله عنه سنة
خمسين
] [ 24
وامائة ،واتوفي يوم الجمعة سلخ رجب سنة أربع
وامائتين) .واسميته بقرة العين( ببيان )مهمات( أحكام
)الدين(
] [ 25
انتخبته .واهذا الشرح من الكتب المعتمدة لشيخنا،
خاتمة المحققين ،شهاب الدين أحمد بن حجر الهيتمى،
] [ 26
وابقية المجتهدين مثل واجيه الدين عبد الرحمن بن
زياد الزبيدى رضى الله عنهما ،واشيخي مشايخنا :شيخ
السلم المجدد زكريا النصاري ،المام المجد أحمد
المزجد الزبيدى رحمهما الله تعالى .واغير هم من
محققي المتأخرين معتمدا على ما جزم به شيخا
المذهب :النوواي واالرافعي فالنوواي فمحققو
المتأخرين.
] [ 27
رضى الله عنهم) ،راجيا من( ربنا )الرحمن أن
ينتفع به الذكياء( أي العلء) ،واأن تقر به( بسببه
)عيني غدا( أي اليوم الخر )بالنظر إلى واجهه الكريم
بكرة واعشيا( آمين.
] [ 28
....
] [ 29
باب الصلة هي شرعا :أقوال واأفعال مخصوصة،
مفتتحة بالتكبير مختتمة بالتسليم واسميت بذلك
لشتمالها على الصلة لغة ،واهي الدعاء .واالمفرواضات
العينية خمس في كل يوم واليلة ،معلومة من الدين
بالضروارة،
] [ 30
فيكفر جاحدها .والم تجتمع هذه الخمس لغير نبينا
محمد )ص( ،وافرضت ليلة السراء بعد النبوة بعشر
سنين واثلثة أشهر ،ليلة سبع واعشرين من رجب ،والم
تجب صبح يوم تلك الليلة لعدم العلم بكيفيتها) .إنما
تجب المكتوبة( أي الصلوات الخمس )على( كل )مسلم
مكلف( أي بالغ عاقل ،ذكر أوا غيره) ،طاهر( فل تجب
على كافر أصلي واصبي وامجنون وامغمى عليه واسكران
بل تعد ،لعدم تكليفهم ،وال على حائض وانفساء لعدم
صحتها منهما ،وال قضاء عليهما .بل تجب على مرتد
وامتعد بسكر )وايقتل( أي )المسلم(
] [ 31
المكلف الطاهر حدا بضرب عنقه )إن أخرجها( أي
المكتوبة ،عامدا )عن واقت جمع( لها ،إن كان كسل مع
اعتقاد واجوبها )إن لم يتب( بعد الستتابة ،واعلى ندب
الستتابة ل يضمن من قتله قبل التوبة لكنه يأثم.
وايقتل كفرا إن تركها جاحدا واجوبها ،فل يغسل وال
يصلى عليه) .وايبادر( من مر )بفائت( واجوبا ،إن فات
بل عذر ،فيلزمه القضاء فورا .قال شيخنا أحمد بن
حجر رحمه الله تعالى :واالذي يظهر أنه يلزمه صرف
] [ 32
جميع زمنه للقضاء ما عدا ما يحتاج لصرفه فيما ل
بد منه ،واأنه يحرم عليه التطوع ،وايبادر به -ندبا -إن
فات بعذر كنوم لم يتعد به وانسيان كذلك) .وايسن
ترتيبه( أي الفائت ،فيقضي الصبح قبل الظهر ،واهكذا.
)واتقديمه على حاضرة ل يخاف فوتها( إن فات بعذر،
واإن خشي فوت جماعتها -على المعتمد .-واإذا فات
بل عذر فيجب تقديمه عليها .أما إذا خاف فوت
الحاضرة بأن يقع بعضها -واإن قل -خارج الوقت
فيلزمه البدء بها .وايجب تقديم ما فات بغير عذر على
ما فات بعذر .واإن فقد الترتيب لنه سنة واالبدار
وااجب.
] [ 33
وايندب تأخير الروااتب عن الفوائت بعذر ،وايجب
تأخيرها عن الفوائت بغير عذر) .تنبيه( من مات واعليه
صلة فرض لم تقض والم تفد عنه ،وافي قول أنها
تفعل عنه -أواصى بها أم ل ما حكاه العبادي عن
الشافعي لخبر فيه ،وافعل به السبكي عن بعض أقاربه.
)وايؤمر( ذوا صبا ذكر أوا انثى )مميز( بأن صار يأكل
وايشرب وايستنجي واحده .أي يجب على كل من أبويه
واإن عل ،ثم الوصي .واعلى مالك الرقيق أن يأمر )بها(
أي الصلة ،والو قضاء ،وابجميع شرواطها )لسبع( أي بعد
سبع من السنين ،أي عند تمامها ،واإن ميز قبلها.
واينبغي مع صيغة المر التهديد) .وايضرب( ضربا غير
مبرح -واجوبا -ممن ذكر )عليها( أي على تركها -والو
قضاء -أوا ترك شرط من شرواطها )لعشر( أي بعد
استكمالها ،للحديث الصحيح :مرواا الصبي بالصلة إذا
بلغ سبع سنين ،واإذا بلغ عشر سنين فاضربوه عليها.
)كصوم أطاقه( فإنه يؤمر به لسبع وايضرب عليه لعشر
كالصلة .واحكمة ذلك التمرين على العبادة ليتعودها فل
يتركها.
] [ 34
وابحث الذرعي في قن صغير كافر نطق
بالشهادتين أنه يؤمر ندبا بالصلة واالصوم ،يحث
عليهما من غير ضرب ليألف الخير بعد بلوغه ،واإن أبى
القياس ذلك .انتهى .وايجب أيضا على من مر نهيه عن
المحرمات واتعليمه الواجبات ،وانحوها من سائر
الشرائع الظاهرة ،والو سنة كسواك ،واأمره بذلك .وال
ينتهي واجوب ما مر على من مر إل ببلوغه رشيدا،
واأجرة تعليمه ذلك -كالقرآن واالداب -في ماله ثم
على أبيه ثم على أمه) .تنبيه( ذكر السمعاني في زواجة
صغيرة ذات أبوين أن واجوب ما مر عليهما فالزواج،
واقضيته واجوب ضربها .وابه -والو في الكبيرة -صرح
جمال السلم البزري .قال شيخنا :واهو ظاهر إن لم
يخش نشوزا .واأطلق الزركشي الندب.
] [ 35
)واأوال وااجب( حتى على المر بالصلة كما قالوا
)على الباء( ثم على مر من )تعليمه( أي المميز )أن
نبينا محمدا )ص( بعث بمكة( واوالد بها )وادفن بالمدينة(
وامات بها.
] [ 36
)فصل( في شرواط الصلة .الشرط ما يتوقف عليه
صحة الصلة ،واليس منها .واقدمت الشرواط على
الركان لنها أوالى بالتقديم ،إذ الشرط ما يجب تقديمه
على الصلة وااستمراره فيها) .شرواط الصلة خمسة:
أحدها :طهارة عن حدث واجنابة الطهارة :لغة(،
النظافة واالخلوص من الدنس .واشرعا :رفع المنع
المترتب على الحدث أوا النجس) .فالوالى( أي الطهارة
عن الحدث) :الوضوء( هو -بضم الواوا -استعمال الماء
في أعضاء مخصوصة مفتتحا بنية .وابفتحها :ما يتوضأ
به .واكان ابتداء واجوبه مع ابتداء واجو ب المكتوبة ليلة
السراء) .واشرواطه( أي الوضوء كشرواط الغسل
خمسة .أحدها) :ماء مطلق(،
] [ 37
فل يرفع الحدث وال يزيل النجس وال يحصل سائر
الطهارة -والو مسنونة -إل الماء المطلق ،واهو ما يقع
عليه اسم الماء بل قيد ،واإن رشح من بخار الماء
الطهور المغلى ،أوا استهلك فيه الخليط ،أوا قيد
بموافقة الواقع كماء البحر .بخلف ما ل يذكر إل مقيدا
كماء الورد) ،غير مستعمل في( فرض طهارة ،من
)رفع حدث(
] [ 38
أصغر أوا أكبر ،والو من طهر حنفي لم ينو ،أوا صبي
لم يميز لطواف) .وا( إزالة )نجس( والو معفوا عنه.
)قليل( أي حال كون المستعمل قليل ،أي دوان القلتين.
فإن جمع المستعمل فبلغ قلتين فمطهر ،كما لو جمع
المتنجس فبلغ قلتين والم يتغير ،واإن قل بعد بتفريقه.
فعلم أن الستعمال ل يثبت إل مع قلة الماء ،أي وابعد
فصله عن المحل المستعمل والو حكما ،كأن جاواز
منكب المتوضئ أوا ركبته ،واإن عاد لمحله أوا انتقل من
يد لخرى .نعم ،ل يضر في المحدث انفصال الماء من
الكف إلى الساعد ،وال في الجنب انفصاله من الرأس
إلى نحو الصدر ،مما يغلب فيه التقاذف.
] [ 39
)فرع( لو أدخل المتوضئ يده بقصد الغسل عن
الحدث أوال بقصد بعد نية الجنب ،أوا تثليث واجه
المحدث ،أوا بعد الغسلة الوالى ،إن قصد القتصار
عليها ،بل نية اغتراف وال قصد أخذ الماء لغرض آخر
صار مستعمل بالنسبة لغير يده فله أن يغسل بما فيها
باقي ساعدها) .وا( غير )متغير( تغيرا )كثيرا( بحيث
يمنع إطلق اسم الماء عليه ،بأن تغير أحد صفاته من
طعم أوا لون أوا ريح ،والو تقديريا أوا كان التغير بما
على عضو المتطهر في الصح ،واإنما يؤثر التغير إن
كان )بخليط( أي مخالطا
] [ 40
للماء ،واهو ما ل يتميز في رأي العين )طاهر( واقد
)غني( الماء )عنه( كزعفران ،واثمر شجر نبت قرب
الماء ،واوارق طرح ثم تفتت ،ل تراب واملح ماء واإن
طرحا فيه .وال يضر تغير ل يمنع السم لقلته والو
احتمال ،بأن شك أهو كثير أوا قليل .واخرج بقولي
بخليط المجاوار ،واهو ما يتميز للناظر ،كعود وادهن والو
مطيبين ،وامنه البخور واإن كثر واظهر نحو ريحه ،خلفا
لجمع .وامنه أيضا ماء أغلي فيه نحو بر واتمر حيث لم
يعلم انفصال عين فيه مخالطة ،بأن لم يصل إلى حد
بحيث له اسم آخر كالمرقة ،والو شك في شئ أمخالط
هو أم مجاوار ،له حكم
] [ 41
المجاوار .وابقولي غني عنه ما ل يستغنى عنه ،كما
في مقرة واممره ،من نحو طين واطحلب متفتت
واكبريت ،واكالتغير بطول المكث أوا بأواراق متناثرة
بنفسها واإن تفتتت وابعدت الشجرة عن الماء) .أوا
بنجس( واأن قل التغير) .والو كان( الماء )كثيرا( أي
قلتين أوا أكثر في صورتي التغيير بالطاهر واالنجس.
واالقلتان بالوزن :خمسمائة رطل بغدادي تقريبا،
وابالمساحة في المربع :ذراع واربع طول واعرضا
واعمقا ،بذراع اليد المعتدلة.
] [ 42
وافي المدوار :ذراع من سائر الجوانب بذراع
الدمي ،واذراعان عمقا بذراع النجار ،واهو ذراع واربع.
وال تنجس قلتا ماء والو احتمال ،كأن شك في ماء
أبلغهما أم ل ،واإن تيقنت قلته قبل بملقاة نجس ما
لم يتغير به ،واإن استهلكت النجاسة فيه .وال يجب
التباعد من نجس في ماء كثير .والو بال في البحر مثل
فارتفعت منه رغوة فهي نجسة إن تحقق أنها من عين
النجاسة ،أوا من المتغير أحد أواصافه بها ،واإل فل .والو
طرحت فيه بعرة ،فوقعت
] [ 43
من أجل الطرح قطرة على شئ لم تنجسه،
واينجس قليل الماء -واهو ما دوان القلتين -حيث لم
يكن وااردا بوصول نجس إليه يرى بالبصر المعتدل ،غير
معفو عنه في الماء ،والو معفوا عنه في الصلة ،كغيره
من رطب وامائع ،واإن كثر .ل بوصول ميتة ل دم
لجنسها سائل عند شق عضو منها ،كعقرب واوازع ،إل
إن تغير ما أصابته
] [ 44
والو يسيرا -فحينئذ ينجس .ل سرطان واضفدعفينجس بهما ،خلفا لجمع ،وال بميتة كان نشؤها من
الماء كالعلق ،والو طرح فيه ميتة من ذلك نجس ،واإن
كان الطارح غير مكلف ،وال أثر لطرح الحي مطلقا.
وااختار كثيروان من أئمتنا مذهب مالك :أن الماء ل
ينجس مطلقا إل بالتغير ،واالجاري كراكد وافي القديم:
ل ينجس قليله بل تغير ،واهو مذهب مالك .قال في
المجموع :سواء كانت النجاسة مائعة أوا جامدة .واالماء
القليل إذا تنجس يطهر ببلوغه قلتين -والو بماء
متنجس -حيث ل تغير به ،واالكثير يطهر بزواال تغيره
بنفسه أوا بماء زيد عليه
] [ 45
أوا نقص عنه واكان الباقي كثيرا) .وا( ثانيها) :جري
ماء على عضو( مغسول ،فل يكفي أن يمسه الماء بل
جريان لنه ل يسمى غسل) .وا( ثالثها) :أن ل يكون
عليه( أي على العضو )مغير للماء تغيرا ضارا(
كزعفران واصندل ،خلفا لجمع) .وا( رابعها) :أن ل
يكون على العضو حائل( بين الماء واالمغسول) ،كنورة(
واشمع
] [ 46
وادهن جامد واعين حبر واحناء ،بخلف دهن جار أي
مائع -واإن لم يثبت الماء عليه -واأثر حبر واحناء .واكذا
يشترط -على ما جزم به كثيروان -أن ل يكون واسخ
تحت ظفر يمنع واصول الماء لما تحته ،خلفا لجمع
منهم الغزالي واالزركشي واغيرهما ،واأطالوا في
ترجيحه واصرحوا بالمسامحة عما تحتها من الوسخ دوان
نحو العجين .واأشار الذرعي واغيره إلى ضعف
مقالتهم .واقد صرح في التتمة واغيرها ،بما في
الرواضة واغيرها ،من عدم المسامحة بشئ مما تحتها
حيث منع واصول الماء بمحله .واأفتى البغوي في واسخ
حصل من غبار بأنه يمنع صحة الوضوء ،بخلف ما نشأ
من بدنه واهو العرق المتجمد .واجزم به في النوار) .وا(
خامسها) :دخول واقت
] [ 47
لدائم حدث( كسلس وامستحاضة .وايشترط له أيضا
ظن دخوله ،فل يتوضأ -كالمتيمم -لفرض أوا نفل
مؤقت قبل واقت فعله ،والصلة جنازة قبل الغسل،
واتحية قبل دخول المسجد ،واللروااتب المتأخرة قبل
فعل الفرض ،والزم واضوآن أوا تيممان على خطيب
دائم الحدث ،أحدهما :للخطبتين واالخر بعدهما لصلة
جمعة ،وايكفي وااحد لهما لغيره ،وايجب عليه الوضوء
لكل فرض -كالتيمم واكذا غسل الفرج واإبدال القطنة
التي بفمه واالعصابة ،واإن لم تزل عن موضعها .واعلى
نحو سلس مبادرة بالصلة ،فلو أخر لمصلحتها كانتظار
] [ 48
جماعة أوا جمعة واإن أخرت عن أوال الوقت
واكذهاب إلى مسجد لم يضره) .وافرواضه ستة( أحدها:
)نية( واضوء أوا أداء )فرض واضوء( أوا رفع حدث لغير
دائم حدث ،حتى في الوضوء المجدد أوا الطهارة عنه،
أوا الطهارة لنحو الصلة ،مما ل يباح إل بالوضوء ،أوا
استباحة مفتقر إلى واضوء كالصلة وامس المصحف.
وال تكفي نية استباحة ما يندب له الوضوء ،كقراءة
القرآن أوا الحديث ،واكدخول مسجد وازيارة قبر.
واالصل في
] [ 49
واجوب النية خبر ،إنما العمال بالنيات .أي إنما
صحتها لكمالها .وايجب قرنها )عند( أوال )غسل( جزء
من )واجه( ،فلو قرنها بأثنائه كفى واواجب إعادة غسل
ما سبقها .وال يكفي قرنها بما قبله حيث لم
يستصحبها إلى غسل شئ منه ،واما قارنها هو أواله،
فتفوت سنة المضمضة إن انغسل معها شئ من الوجه
كحمرة الشفة -بعد النية فالوالى أن يفرق النية بأنينوي عند كل من غسل الكفين واالمضمضة
واالستنشاق سنة الوضوء ،ثم فرض الوضوء عند غسل
الوجه ،حتى ل تفوت فضيلة استصحاب النية من أواله.
وافضيلة المضمضة واالستنشاق مع انغسال حمرة
الشفة) .وا( ثانيها) :غسل( ظاهر )واجهه( ل ية* :
)فاغسلوا واجوهكم( * )واهو( طول )ما بين
] [ 50
منابت( شعر )رأسه( غالبا )وا( تحت )منتهى لحييه(
بفتح اللم -فهو من الوجه دوان ما تحته ،واالشعرالنابت على ما تحته) ،وا( عرضا )ما بين أذنيه( .وايجب
غسل شعر الوجه من هدب واحاجب واشارب واعنفقة
والحية -واهي ما نبت على الذقن -واهو مجتمع اللحيين
واعذار -هو ما نبت على العظم المحاذي للذن -واعارض -واهو ما انحط عنه إلى اللحية .-وامن الوجه
حمرة الشفتين واموضع الغمم -واهو ما نبت عليه
الشعر من الجبهة دوان محل التحذيف على الصح ،واهو
ما نبت عليه الشعر الخفيف بين ابتداء العذار واالنزعة -
وادوان واتد الذن واالنزعتين -واهما بياضان يكتنفان
الناصية -واموضع الصلع -واهو ما بينهما إذا انحسر عنه
الشعر .-وايسن غسل
] [ 51
كل ما قيل إنه ليس من الوجه .وايجب غسل ظاهر
واباطن كل من الشعور السابقة -واإن كثف -لندرة
الكثافة فيها ،ل باطن كثيف لحية واعارض -واالكثيف ما
لم تر البشرة من خلله في مجلس التخاطب عرفا -
وايجب غسل ما ل يتحقق غسل جميعه إل بغسله ،لن
ما ل يتم الواجب إل به وااجب) .وا( ثالثها) :غسل يديه(
من كفيه واذراعيه )بكل مرفق( للية .وايجب غسل
جميع ما في محل الفرض من شعر واظفر ،واإن طال.
)فرع( لو نسي لمعة فانغسلت في تثليث ،أوا إعادة
واضوء لنسيان له ،ل تجديد وااحتياط ،أجزأه.
] [ 52
)وا( رابعها) :مسح بعض رأسه( كالنزعة واالبياض
الذي واراء الذن بشر أوا شعر في حده ،والو بعض شعرة
وااحدة ،للية .قال البغوي :ينبغي أن ل يجزئ أقل من
قدر الناصية ،واهي ما بين النزعتين ،لنه )ص( لم
يمسح أقل منها ،واهو روااية عن أبي حنيفة رحمه الله
تعالى ،واالمشهور عنه واجوب مسح الربع) .وا( خامسها:
)غسل رجليه( بكل كعب من كل رجل ،للية .أوا مسح
خفيهما بشرواطه .وايجب غسل باطن ثقب واشق.
] [ 53
)فرع( لو دخلت شوكة في رجله واظهر بعضها،
واجب قلعها واغسل محلها لنه صار في حكم الطاهر،
فإن استترت كلها صارت في حكم الباطن فيصح
واضوؤه .والو تنفط في رجل أوا غيره لم يجب غسل
باطنه ما لم يتشقق ،فإن تشقق واجب غسل باطنه ما
لم يرتتق) .تنبيه( ذكرواا في الغسل أنه يعفى عن
باطن عقد الشعر أي إذا انعقد بنفسه واألحق بها من
ابتلي بنحو طبوع لصق بأصول شعره حتى منع واصول
الماء إليها والم يمكن إزالته .واقد صرح شيخ شيوخنا
زكريا النصاري بأنه ل يلحق بها ،بل عليه التيمم .لكن
قال تلميذه -شيخنا :-واالذي يتجه العفو للضروارة.
] [ 54
)وا( سادسها) :ترتيب( كما ذكر من تقديم غسل
الوجه فاليدين فالرأس فالرجلين للتباع .والو انغمس
محدث ،والو في ماء قليل بنية معتبرة مما مر أجزأه
عن الوضوء ،والو لم يمكث في النغماس زمنا يمكن
فيه الترتيب .نعم ،لو اغتسل بنيته فيشترط فيه
الترتيب حقيقة ،وال يضر نسيان لمعة أوا لمع في غير
أعضاء الوضوء ،بل لو كان على ما عدا أعضائه ،مانع
كشمع لم يضر -كما استظهره شيخنا .-والو أحدث
واأجنب أجزأه الغسل عنهما بنيته .وال يجب تيقن عموم
الماء جميع العضو بل يكفي غلبة الظن به) .فرع( لو
شك المتوضئ أوا المغتسل في تطهير عضو قبل
الفراغ من واضوئه أوا غسله طهره ،واكذا ما بعده في
الوضوء ،أوا بعد الفراغ من طهره ،لم يؤثر .والو كان
الشك في النية لم يؤثر أيضا على الواجه ،كما في
شرح
] [ 55
المنهاج لشيخنا ،واقال :فيه قياس ما يأتي في
الشك بعد الفاتحة واقبل الركوع :أنه لو شك بعد عضو
في أصل غسله لزمه إعادته ،أوا بعضه لم تلزمه.
فليحمل كلمهم الوال على الشك في أصل العضو ل
بعضه) .واسن( للمتوضئ -والو بماء مغصوب على
الواجه ) -تسمية أواله( أي أوال الوضوء -للتباع -
واأقلها باسم الله ،واأكملها بسم الله الرحمن الرحيم.
واتجب عند أحمد ،وايسن قبلها التعوذ وابعدها الشهادتان
واالحمد لله الذي جعل الماء طهورا .وايسن لمن تركها
أواله أن يأتي بها أثناءه قائل :باسم الله أواله واآخره .ل
بعد فراغه .واكذا في نحو الكل واالشرب واالتأليف،
واالكتحال مما يسن له التسمية .واالمنقول عن
الشافعي واكثير من الصحاب أن أوال السنن التسمية،
وابه جزم النوواي في المجموع واغيره .فينوي معها عند
غسل اليدين .واقال جمع متقدمون :إن أوالها السواك
ثم بعده التسمية.
] [ 56
)فرع( تسن التسمية لتلواة القرآن ،والو من أثناء
سورة في صلة أوا خارجها ،والغسل واتيمم واذبح.
)فغسل الكفين( معا إلى الكوعين مع التسمية
المقترنة بالنية ،واإن توضأ من نحو إبريق أوا علم
طهرهما -للتباع ) -فسواك( عرضا في السنان
ظاهرا واباطنا واطول في اللسان ،للخبر الصحيح :لول
أن أشق على
] [ 57
أمتي لمرتهم بالسواك عند كل واضوء .أي أمر
إيجاب .وايحصل )بكل خشن( والو بنحو خرقة أوا أشنان،
واالعود أفضل من غيره ،واأواله ذوا الريح الطيب،
واأفضله الراك .ل بأصبعه والو خشنة ،خلفا لما اختاره
النوواي.
] [ 58
واإنما يتأكد السواك -والو لمن ل أسنان له -لكل
واضوء) .والكل صلة( فرضها وانفلها واإن سلم من كل
ركعتين أوا استاك لوضوئها ،واإن لم يفصل بينهما
فاصل حيث لم يخش تنجس فمه ،واذلك لخبر الحميدي
بإسناد جيد :ركعتان بسواك أفضل من سبعين ركعة بل
سواك .والو تركه أوالها تداركه أثناءها بفعل قليل،
كالتعمم ،وايتأكد أيضا لتلواة قرآن أوا حديث أوا علم
شرعي ،أوا تغير فم -ريحا أوا لونا -بنحو نوم أوا أكل
كريه ،أوا سن بنحو صفرة ،أوا استيقاظ من نوم
واإرادته ،وادخول مسجد وامنزل ،وافي السحر واعند
الحتضار ،كما دل عليه خبر
] [ 59
الصحيحين .وايقال :إنه يسهل خرواج الرواح .واأخذ
بعضهم من ذلك تأكده للمريض .واينبغي أن ينوي
بالسواك السنة ليثاب عليه ،وايبلع ريقه أوال استياكه،
واأن ل يمصه .وايندب التخليل قبل السواك أوا بعده من
أثر الطعام ،واالسواك أفضل منه ،خلفا لمن عكس .وال
يكره بسواك غير أذن أوا علم رضاه ،واإل حرم ،كأخذه
من ملك الغير ،ما لم تجر عادة بالعراض عنه .وايكره
للصائم بعد الزواال ،إن لم يتغير فمه بنحو نوم
] [ 60
)فمضمضة فاستنشاق( للتباع ،واأقلهما إيصال
الماء إلى الفم واالنف .وال يشترط في حصول أصل
السنة إدارته في الفم وامجه منه وانثره من النف ،بل
تسن كالمبالغة فيهما لمفطر للمر بها) .وا( يسن
جمعهما )بثلث غرف( يتمضمض ثم يستنشق من كل
منها) .وامسح كل رأس( للتباع واخرواجا من خلف
مالك واأحمد ،فإن
] [ 61
اقتصر على البعض فالوالى أن يكون هو الناصية،
واالوالى في كيفيته أن يضع يديه على مقدم رأسه،
ملصقا مسبحته بالخرى واإبهاميه على صدغيه ،ثم
يذهب بهما مع بقية أصابعه غير البهامين لقفاه ،ثم
يردهما إلى المبدأ إن كان له شعر ينقلب ،واإل
فليقتصر على الذهاب .واإن كان على رأسه عمامة أوا
قلنسوة تمم عليها بعد مسح الناصية -للتباع ) -وا(
مسح كل )الذنين( ظاهرا واباطنا واصماخيه -للتباع ،-
وال يسن مسح الرقبة إذ لم
] [ 62
يثبت فيه شئ .قال النوواي :بل هو بدعة ،واحديثه
موضوع) .وادلك أعضاء( واهو إمرار اليد عليها عقب
ملقاتها للماء ،خرواجا من خلف من أواجبه) .واتخليل
لحية كثة( واالفضل كونه بأصابع يمناه وامن أسفل ،مع
تفريقها ،وابغرفة مستقلة -للتباع -وايكره تركه) .وا(
تخليل )أصابع( اليدين بالتشبيك ،واالرجلين بأي كيفية
كان .واالفضل أن يخللها من أسفل بخنصر يده
اليسرى ،مبتدئا بخنصر الرجل اليمنى وامختتما بخنصر
اليسرى.
] [ 63
)واإطالة الغرة( بأن يغسل مع الوجه مقدم رأسه
واأذنيه واصفحتي عنقه) .وا( إطالة )تحجيل( بأن يغسل
مع اليدين بعض العضدين وامع الرجلين بعض الساقين،
واغايته استيعاب العضد واالساق ،واذلك لخبر الشيخين:
إن أمتي يدعون يوم القيامة غرا محجلين من آثار
الوضوء .فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل.
زاد مسلم :واتحجيله :أي يدعون بيض الوجوه وااليدي
واالرجل .وايحصل أقل الطالة بغسل أدنى زيادة على
الواجب واكمالها باستيعاب ما مر )واتثليث كل( من
مغسول واممسوح ،وادلك واتخليل واسواك وابسملة،
واذكر عقبه،
] [ 64
للتباع -في أكثر ذلك .وايحصل التثليث بغمساليد مثل والو في ماء قليل إذا حركها مرتين ،والو ردد
ماء الغسلة الثانية حصل له أصل سنة التثليث -كما
استظهره شيخنا -وال يجزئ تثليث عضو قبل إتمام
وااجب غسله وال بعد تمام الوضوء .وايكره النقص عن
الثلث كالزيادة عليها ،أي بنية الوضوء ،كما بحثه جمع.
واتحرم من ماء موقوف على التطهر.
] [ 65
)فرع( يأخذ الشاك أثناء الوضوء في استيعاب أوا
عدد باليقين ،واجوبا في الواجب واندبا في المندواب،
والو في الماء الموقوف .أما الشك بعد الفراغ فل يؤثر.
)واتيامن( أي تقديم يمين على يسار في اليدين
واالرجلين ،والنحو أقطع في جميع أعضاء واضوئه ،واذلك
لنه )ص( كان يحب التيمن في تطهره واشأنه كله ،أي
مما هو من باب التكريم ،كاكتحال والبس نحو قميص
وانعل ،واتقليم ظفر ،واحلق نحو رأس ،واأخذ واعطاء،
واسواك
] [ 66
واتخليل ،وايكره تركه ،وايسن التياسر في ضده -
واهو ما كان من باب الهانة واالذى -كاستنجاء
واامتخاط ،واخلع لباس وانعل .وايسن البداءة بغسل
أعلى واجهه واأطراف يديه وارجليه ،واإن صب عليه
غيره .واأخذ الماء إلى الوجه بكفيه معا ،واواضع ما
يغترف منه عن يمينه واما يصب منه عن يساره) .واوالء(
بين أفعال واضوء السليم بأن يشرع في تطهير كل
عضو قبل جفاف ما قبله ،واذلك -للتباع -واخرواجا من
خلف من أواجبه ،وايجب لسلس) .واتعهد( عقب وا
)موق( -واهو طرف العين الذي يلي النف -والحاظ -
واهو الطرف الخر -بسبابتي شقيهما .وامحل ندب
تعهدهما إذا لم يكن فيهما رمص يمنع واصول الماء إلى
محله واإل فتعهدهما وااجب -كما في
] [ 67
المجموع .-وال يسن غسل باطن العين ،بل قال
بعضهم :يكره للضرر ،واإنما يغسل إذا تنجس لغلظ أمر
النجاسة) .وااستقبال( القبلة في كل واضوئه) .واترك
تكلم( في أثناء واضوئه بل حاجة بغير ذكر ،وال يكره
سلم عليه وال منه وال رده) .وا( ترك )تنشيف( بل عذر
للتباع )واالشهادتان عقبه( أي الوضوء ،بحيث ل يطول
فاصل عنه عرفا ،فيقول مستقبل للقبلة ،رافعا يديه
وابصره إلى السماء -والو أعمى :-أشهد أن ل إله إل
الله واحده ل شريك له ،واأشهد أن محمدا عبده
وارسوله .لما رواى مسلم عن رسول الله )ص( :من
توضأ فقال أشهد أن ل إله إل الله -الخ -فتحت له
أبواب الجنة الثمانية ،يدخل من أيها شاء .زاد الترمذي:
اللهم اجعلني من التوابين وااجعلني من المتطهرين.
وارواى الحاكم واصححه :من توضأ ثم قال :سبحانك
اللهم وابحمدك،
] [ 68
أشهد أن ل إله إل أنت .أستغفرك واأتوب إليك.
كتب في رق ،ثم طبع بطابع فلم يكسر إلى يوم
القيامة .أي لم يتطرق إليه إبطال كما صح حتى يرى
ثوابه العظيم .ثم يصلي وايسلم على سيدنا محمد واآل
سيدنا محمد ،وايقرأ * )إنا أنزلناه( * ثلثا ،كذلك بل رفع
يد .واأما دعاء العضاء المشهور فل أصل له يعتد به
فلذلك حذفته ،تبعا لشيخ المذهب النوواي رضي الله
عنه .واقيل :يستحب أن يقول عند كل عضو :أشهد أن
ل إله إل الله واحده ل شريك له ،واأشهد أن محمدا عبده
وارسوله .لخبر روااه المستغفري واقال :حسن غريب.
)واشربه( من )فضل
] [ 69
واضوئه( لخبر :إن فيه شفاء من كل داء وايسن رش
إزاره به ،أي إن توهم حصول مقذر له ،كما استظهره
شيخنا .واعليه يحمل رشه )ص( لزاره به .واركعتان بعد
الوضوء أي بحيث تنسبان إليه عرفا ،فتفوتان بطول
الفصل عرفا على الواجه ،واعند بعضهم بالعراض،
وابعضهم بجفاف العضاء ،واقيل :بالحدث .وايقرأ ندبا
في أوالى ركعتيه بعد الفاتحة) * :والو أنهم إذ ظلموا
أنفسهم( * إلى * )رحيما( * ،وافي الثانية) * :وامن
يعمل سوءا أوا يظلم نفسه( * إلى * )رحيما( *.
)فائدة( يحرم التطهر بالمسبل للشرب ،واكذا بماء
جهل حاله على الواجه ،واكذا حمل شئ من المسبل
إلى غير محله) .واليقتصر( أي المتوضئ) ،حتما( أي
واجوبا) ،على( غسل أوا مسح )وااجب( أي فل يجوز
تثليث وال
] [ 70
إتيان سائر السنن )لضيق واقت( عن إدراك الصلة
كلها فيه ،كما صرح به البغوي واغيره ،واتبعه
المتأخروان .لكن أفتى في فوات الصلة لو أكمل
سننها بأن يأتيها ،والو لم يدرك ركعة .واقد يفرق بأنه
ثم اشتغل بالمقصود ،فكان كما لو مد في القراءة) .أوا
قلة ماء( بحيث ل يكفي إل الفرض فلو كان معه ماء ل
يكفيه لتتمة طهره .إن ثلث أوا أتى السنن أوا احتاج إلى
الفاضل لعطش محترم ،حرم استعماله في شئ من
السنن .واكذا يقال في الغسل) .واندبا( على الواجب
بترك السنن) ،لدراك جماعة( لم يرج غيرها .نعم ،ما
قيل بوجوبه -كالدلك -ينبغي تقديمه عليها ،نظير ما
مر من ندب تقديم الفائت بعذر على الحاضرة ،واإن
فاتت الجماعة) .تتمة( يتيمم عن الحدثين لفقد ماء أوا
خوف محذوار من استعماله بتراب طهور له غبار.
واأركانه نية
] [ 71
استباحة الصلة المفرواضة مقروانة بنقل التراب،
وامسح واجهه ثم يديه .والو تيقن ماء آخر الوقت
فانتظاره أفضل،
] [ 72
واإل فتعجيل تيمم .واإذا امتنع استعماله في عضو
واجب تيمم واغسل صحيح وامسح كل الساتر الضار نزعه
بم