PUBLIKASI PENDIDIKAN: Kumpulan Kitab Islam Klasik σóÑ ƒΘΩπ∩δ ƒΘÜφΘ

‫فتح المعين‬
‫المليباري الهندي ج ‪1‬‬
‫]‪[3‬‬
‫فتح المعين لشرح قرة العين بمهمات الدين لزين‬
‫الدين بن عبد العزيز المليباري الفنانى الجزء الوال‬

‫]‪[4‬‬
‫جمع حقوق إعادة الطبع محفوظة للناشر الطبعة‬
‫الوالى ‪ 1418‬ه ‪ 1997 /‬م حارة حربك ‪ -‬شارع عبد‬
‫النور ‪ -‬برقيا‪ :‬فكسى حسب ‪ 11 / 7016‬تلفون‪:‬‬
‫‪ 838136 / 838202 / 838305‬فاكس‬
‫‪ ..9611837898‬بيروات لبنان دوالي‪961186062 :‬‬

‫]‪[7‬‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬

‫]‪[9‬‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬

‫] ‪[ 10‬‬
‫‪....‬‬


‫] ‪[ 11‬‬
‫الحمد لله‬

‫] ‪[ 12‬‬
‫الفتاح الجواد‪ ،‬المعين على التفقه في الدين من‬
‫اختاره من العباد‪ ،‬واأشهد أن ل إله الله‪ ،‬شهادة‬

‫] ‪[ 13‬‬
‫تدخلنا دار الخلود‪ ،‬واأشهد أن سيدنا محمدا‬
‫وارسوله‪ ،‬صاحب المقام المحموم‪ ،‬صلى الله واسلم‬
‫عليه واعلى آله واأصحابه‬

‫] ‪[ 14‬‬
‫المجاد صلة واسلما أفوز بهما يوم المعاد‪) .‬وابعد(‬
‫فهذا شرح مفيد على كتاب المسمى بقرة العين‬
‫بمهمات الدين‪ ،‬يبين المراد وايتمم المفاد‪ ،‬وايحصل‬
‫المقاصد وايبرز الفوائد‪) .‬واسميته(‪ :‬بفتح بشرح قرة‬
‫العين بمهمات الدين‪ .‬واأنا أسأل الله الكريم المنان أن‬
‫يعم النتفاع به للخاصة واالعامة من الخوان‪ ،‬واأن‬

‫يسكنني به الفروادس في دار المامان‪ ،‬إنه أكرم كريم‬
‫واأرحم رحيم‪.‬‬

‫] ‪[ 15‬‬
‫)بسم الله الرحمن الرحيم( أوالف‪ :‬واالسم مشتق‬
‫من السمو واهو العلو‪ ،‬ل من الوسم واهو العلمة واالله‬

‫] ‪[ 16‬‬
‫علم للذات الواجب الوجود‪ ،‬واهو اسم جنس لكل‬
‫معبود‪ ،‬ثم عرف بأل واحذفت الهمزة‪ ،‬ثم استعمل في‬
‫المعبود بحق‪ ،‬واهو السم العظم عند الكثر‪ ،‬والم يسم‬
‫به غيره والو تعنتا‪ .‬واالرحمن الرحيم‬

‫] ‪[ 17‬‬
‫صفتان بنيتا للمبالغة من رحم‪ ،‬واالرحمن أبلغ من‬
‫الرحيم‪ ،‬لن زيادة البناء تدل على زيادة المعنى‪،‬‬
‫والقولهم‪:‬‬

‫] ‪[ 18‬‬
‫رحمن الدنيا واالخرة‪ ،‬وارحيم الخرة‪) :‬الحمد الله‬

‫الذى هدانا( أي دلنا )لهذا( التأليف )واما كنا لنهتدي‬
‫لول‬

‫] ‪[ 19‬‬
‫أن هدانا الله( إليه واالحمد هو الوصف بالجميل‬
‫)واالصلة واهي من الله الرحمة المقروانة بالتعظيم‬
‫)واالسلم( أي التسليم من كل آفة وانقض )على سيدنا‬
‫محمد رسول الله( لكافة الثقلين‪ ،‬الجن واالنس‬

‫] ‪[ 20‬‬
‫إجماعا ‪ -‬واكذا الملئكة‪ ،‬على ما قاله جمع‬
‫محققون‪ .‬وامحمد‪ ،‬علم منقول من اسم المفعول‬
‫المضعف موضوع لمن كثرت خصاله الحميدة‪ ،‬سمى به‬
‫نبينا صلى الله عليه وااله واسلم بإلهام من الله لجده‪.‬‬

‫واالرسول من البشر ذكر حر‪ ،‬أواحى إليه بشرع واأمر‬
‫بتبليغه‪ ،‬واإن لم يكن له كتاب وال نسخ كيوشع عليه‬
‫السلم‪ ،‬فإن لم يؤمر بالتبليغ فنبي‪ .‬واالرسول أفضل‬
‫من النبي إجماعا‪ .‬واصح خبر أن عدد النبياء عليهم‬
‫الصلة واالسلم مائة ألف واأربعة واعشروان ألفا‪ ،‬واأن‬

‫عدد الرسل ثلثمائة واخمسة عشر‪) .‬واعلى آله( أي‬
‫أقاربه المؤمنين من بني هاشم واالمطلب‪ .‬واقيل هم‬
‫كل مؤمن‪ ،‬أي في مقام الدعاء وانحو‪ ،‬وااختير لخبر‬
‫ضعيف فيه‪ ،‬واجزم به النوواي في شرح‬

‫] ‪[ 21‬‬
‫مسلم‪) .‬واصحبه( واهو اسم جمع لصاحب بمعنى‬
‫الصحابي‪ ،‬واهو من اجتمع مؤمنات بنبينا صلى الله عليه‬
‫وااله واسلم والو أعمى واغير مميز‪) .‬الفائزين برضا‬
‫الله( تعالى‪ ،‬صفة لمن ذكر‪) .‬وابعد( أي بعدما تقدم من‬
‫البسملة واالحمدلة واالصلة واالسلم على من ذكر‪،‬‬
‫)فهذا( المؤلف الحاضر ذهنا )مختصر( قل لفظه واكثر‬
‫معناه من الختصار )في الفقه( هو لغة‪ :‬الفهم‪.‬‬
‫وااصطلحا‪ :‬العلم بالحكام الشرعية العملية المكتسب‬
‫من أدلتها التفصيلية‪ .‬وااستمداده من الكتاب واالسنة‬
‫واالجماع واالقياس‪ .‬وافائدته‬

‫] ‪[ 22‬‬
‫‪...‬‬


‫] ‪[ 23‬‬
‫امتثال أواامر الله تعالى وااجتناب نواهيه‪) .‬على‬
‫مذهب المام( المجتهد أبي عبد الله محمد بن إدريس‬
‫)الشافعي رحمه الله تعالى( وارضى عنه أي ما ذهب‬
‫إليه من الحكام في المسائل‪ .‬إدريس واالده‪ ،‬هو ابن‬

‫عباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد بن عبد‬
‫بن يزيد بن هاشم بن عبد المطلب بن عبد مناف‪.‬‬
‫واشافع‪ ،‬واهو الذي ينسب إليه المام‪ .‬واأسلم هو واأبوه‬
‫السائب يوم بدر‪ .‬واوالد إمامنا رضى الله عنه سنة‬
‫خمسين‬

‫] ‪[ 24‬‬
‫وامائة‪ ،‬واتوفي يوم الجمعة سلخ رجب سنة أربع‬
‫وامائتين‪) .‬واسميته بقرة العين( ببيان )مهمات( أحكام‬
‫)الدين(‬

‫] ‪[ 25‬‬
‫انتخبته‪ .‬واهذا الشرح من الكتب المعتمدة لشيخنا‪،‬‬
‫خاتمة المحققين‪ ،‬شهاب الدين أحمد بن حجر الهيتمى‪،‬‬


‫] ‪[ 26‬‬
‫وابقية المجتهدين مثل واجيه الدين عبد الرحمن بن‬
‫زياد الزبيدى رضى الله عنهما‪ ،‬واشيخي مشايخنا‪ :‬شيخ‬
‫السلم المجدد زكريا النصاري‪ ،‬المام المجد أحمد‬
‫المزجد الزبيدى رحمهما الله تعالى‪ .‬واغير هم من‬
‫محققي المتأخرين معتمدا على ما جزم به شيخا‬
‫المذهب‪ :‬النوواي واالرافعي فالنوواي فمحققو‬
‫المتأخرين‪.‬‬

‫] ‪[ 27‬‬
‫رضى الله عنهم‪) ،‬راجيا من( ربنا )الرحمن أن‬
‫ينتفع به الذكياء( أي العلء‪) ،‬واأن تقر به( بسببه‬

‫)عيني غدا( أي اليوم الخر )بالنظر إلى واجهه الكريم‬
‫بكرة واعشيا( آمين‪.‬‬

‫] ‪[ 28‬‬
‫‪....‬‬


‫] ‪[ 29‬‬
‫باب الصلة هي شرعا‪ :‬أقوال واأفعال مخصوصة‪،‬‬
‫مفتتحة بالتكبير مختتمة بالتسليم واسميت بذلك‬
‫لشتمالها على الصلة لغة‪ ،‬واهي الدعاء‪ .‬واالمفرواضات‬
‫العينية خمس في كل يوم واليلة‪ ،‬معلومة من الدين‬
‫بالضروارة‪،‬‬

‫] ‪[ 30‬‬
‫فيكفر جاحدها‪ .‬والم تجتمع هذه الخمس لغير نبينا‬
‫محمد )ص(‪ ،‬وافرضت ليلة السراء بعد النبوة بعشر‬
‫سنين واثلثة أشهر‪ ،‬ليلة سبع واعشرين من رجب‪ ،‬والم‬
‫تجب صبح يوم تلك الليلة لعدم العلم بكيفيتها‪) .‬إنما‬
‫تجب المكتوبة( أي الصلوات الخمس )على( كل )مسلم‬
‫مكلف( أي بالغ عاقل‪ ،‬ذكر أوا غيره‪) ،‬طاهر( فل تجب‬
‫على كافر أصلي واصبي وامجنون وامغمى عليه واسكران‬
‫بل تعد‪ ،‬لعدم تكليفهم‪ ،‬وال على حائض وانفساء لعدم‬
‫صحتها منهما‪ ،‬وال قضاء عليهما‪ .‬بل تجب على مرتد‬
‫وامتعد بسكر )وايقتل( أي )المسلم(‬

‫] ‪[ 31‬‬

‫المكلف الطاهر حدا بضرب عنقه )إن أخرجها( أي‬
‫المكتوبة‪ ،‬عامدا )عن واقت جمع( لها‪ ،‬إن كان كسل مع‬

‫اعتقاد واجوبها )إن لم يتب( بعد الستتابة‪ ،‬واعلى ندب‬
‫الستتابة ل يضمن من قتله قبل التوبة لكنه يأثم‪.‬‬
‫وايقتل كفرا إن تركها جاحدا واجوبها‪ ،‬فل يغسل وال‬
‫يصلى عليه‪) .‬وايبادر( من مر )بفائت( واجوبا‪ ،‬إن فات‬
‫بل عذر‪ ،‬فيلزمه القضاء فورا‪ .‬قال شيخنا أحمد بن‬
‫حجر رحمه الله تعالى‪ :‬واالذي يظهر أنه يلزمه صرف‬

‫] ‪[ 32‬‬
‫جميع زمنه للقضاء ما عدا ما يحتاج لصرفه فيما ل‬
‫بد منه‪ ،‬واأنه يحرم عليه التطوع‪ ،‬وايبادر به ‪ -‬ندبا ‪ -‬إن‬
‫فات بعذر كنوم لم يتعد به وانسيان كذلك‪) .‬وايسن‬
‫ترتيبه( أي الفائت‪ ،‬فيقضي الصبح قبل الظهر‪ ،‬واهكذا‪.‬‬
‫)واتقديمه على حاضرة ل يخاف فوتها( إن فات بعذر‪،‬‬
‫واإن خشي فوت جماعتها ‪ -‬على المعتمد ‪ .-‬واإذا فات‬
‫بل عذر فيجب تقديمه عليها‪ .‬أما إذا خاف فوت‬
‫الحاضرة بأن يقع بعضها ‪ -‬واإن قل ‪ -‬خارج الوقت‬
‫فيلزمه البدء بها‪ .‬وايجب تقديم ما فات بغير عذر على‬

‫ما فات بعذر‪ .‬واإن فقد الترتيب لنه سنة واالبدار‬
‫وااجب‪.‬‬

‫] ‪[ 33‬‬
‫وايندب تأخير الروااتب عن الفوائت بعذر‪ ،‬وايجب‬
‫تأخيرها عن الفوائت بغير عذر‪) .‬تنبيه( من مات واعليه‬
‫صلة فرض لم تقض والم تفد عنه‪ ،‬وافي قول أنها‬
‫تفعل عنه ‪ -‬أواصى بها أم ل ما حكاه العبادي عن‬
‫الشافعي لخبر فيه‪ ،‬وافعل به السبكي عن بعض أقاربه‪.‬‬
‫)وايؤمر( ذوا صبا ذكر أوا انثى )مميز( بأن صار يأكل‬
‫وايشرب وايستنجي واحده‪ .‬أي يجب على كل من أبويه‬
‫واإن عل‪ ،‬ثم الوصي‪ .‬واعلى مالك الرقيق أن يأمر )بها(‬
‫أي الصلة‪ ،‬والو قضاء‪ ،‬وابجميع شرواطها )لسبع( أي بعد‬
‫سبع من السنين‪ ،‬أي عند تمامها‪ ،‬واإن ميز قبلها‪.‬‬
‫واينبغي مع صيغة المر التهديد‪) .‬وايضرب( ضربا غير‬

‫مبرح ‪ -‬واجوبا ‪ -‬ممن ذكر )عليها( أي على تركها ‪ -‬والو‬
‫قضاء ‪ -‬أوا ترك شرط من شرواطها )لعشر( أي بعد‬
‫استكمالها‪ ،‬للحديث الصحيح‪ :‬مرواا الصبي بالصلة إذا‬
‫بلغ سبع سنين‪ ،‬واإذا بلغ عشر سنين فاضربوه عليها‪.‬‬

‫)كصوم أطاقه( فإنه يؤمر به لسبع وايضرب عليه لعشر‬
‫كالصلة‪ .‬واحكمة ذلك التمرين على العبادة ليتعودها فل‬
‫يتركها‪.‬‬

‫] ‪[ 34‬‬
‫وابحث الذرعي في قن صغير كافر نطق‬
‫بالشهادتين أنه يؤمر ندبا بالصلة واالصوم‪ ،‬يحث‬
‫عليهما من غير ضرب ليألف الخير بعد بلوغه‪ ،‬واإن أبى‬
‫القياس ذلك‪ .‬انتهى‪ .‬وايجب أيضا على من مر نهيه عن‬
‫المحرمات واتعليمه الواجبات‪ ،‬وانحوها من سائر‬
‫الشرائع الظاهرة‪ ،‬والو سنة كسواك‪ ،‬واأمره بذلك‪ .‬وال‬
‫ينتهي واجوب ما مر على من مر إل ببلوغه رشيدا‪،‬‬
‫واأجرة تعليمه ذلك ‪ -‬كالقرآن واالداب ‪ -‬في ماله ثم‬
‫على أبيه ثم على أمه‪) .‬تنبيه( ذكر السمعاني في زواجة‬
‫صغيرة ذات أبوين أن واجوب ما مر عليهما فالزواج‪،‬‬
‫واقضيته واجوب ضربها‪ .‬وابه ‪ -‬والو في الكبيرة ‪ -‬صرح‬
‫جمال السلم البزري‪ .‬قال شيخنا‪ :‬واهو ظاهر إن لم‬
‫يخش نشوزا‪ .‬واأطلق الزركشي الندب‪.‬‬

‫] ‪[ 35‬‬

‫)واأوال وااجب( حتى على المر بالصلة كما قالوا‬
‫)على الباء( ثم على مر من )تعليمه( أي المميز )أن‬
‫نبينا محمدا )ص( بعث بمكة( واوالد بها )وادفن بالمدينة(‬
‫وامات بها‪.‬‬

‫] ‪[ 36‬‬

‫)فصل( في شرواط الصلة‪ .‬الشرط ما يتوقف عليه‬
‫صحة الصلة‪ ،‬واليس منها‪ .‬واقدمت الشرواط على‬
‫الركان لنها أوالى بالتقديم‪ ،‬إذ الشرط ما يجب تقديمه‬
‫على الصلة وااستمراره فيها‪) .‬شرواط الصلة خمسة‪:‬‬
‫أحدها‪ :‬طهارة عن حدث واجنابة الطهارة‪ :‬لغة(‪،‬‬
‫النظافة واالخلوص من الدنس‪ .‬واشرعا‪ :‬رفع المنع‬
‫المترتب على الحدث أوا النجس‪) .‬فالوالى( أي الطهارة‬
‫عن الحدث‪) :‬الوضوء( هو ‪ -‬بضم الواوا ‪ -‬استعمال الماء‬
‫في أعضاء مخصوصة مفتتحا بنية‪ .‬وابفتحها‪ :‬ما يتوضأ‬
‫به‪ .‬واكان ابتداء واجوبه مع ابتداء واجو ب المكتوبة ليلة‬
‫السراء‪) .‬واشرواطه( أي الوضوء كشرواط الغسل‬
‫خمسة‪ .‬أحدها‪) :‬ماء مطلق(‪،‬‬

‫] ‪[ 37‬‬
‫فل يرفع الحدث وال يزيل النجس وال يحصل سائر‬
‫الطهارة ‪ -‬والو مسنونة ‪ -‬إل الماء المطلق‪ ،‬واهو ما يقع‬
‫عليه اسم الماء بل قيد‪ ،‬واإن رشح من بخار الماء‬
‫الطهور المغلى‪ ،‬أوا استهلك فيه الخليط‪ ،‬أوا قيد‬
‫بموافقة الواقع كماء البحر‪ .‬بخلف ما ل يذكر إل مقيدا‬
‫كماء الورد‪) ،‬غير مستعمل في( فرض طهارة‪ ،‬من‬
‫)رفع حدث(‬

‫] ‪[ 38‬‬
‫أصغر أوا أكبر‪ ،‬والو من طهر حنفي لم ينو‪ ،‬أوا صبي‬
‫لم يميز لطواف‪) .‬وا( إزالة )نجس( والو معفوا عنه‪.‬‬
‫)قليل( أي حال كون المستعمل قليل‪ ،‬أي دوان القلتين‪.‬‬
‫فإن جمع المستعمل فبلغ قلتين فمطهر‪ ،‬كما لو جمع‬
‫المتنجس فبلغ قلتين والم يتغير‪ ،‬واإن قل بعد بتفريقه‪.‬‬
‫فعلم أن الستعمال ل يثبت إل مع قلة الماء‪ ،‬أي وابعد‬
‫فصله عن المحل المستعمل والو حكما‪ ،‬كأن جاواز‬
‫منكب المتوضئ أوا ركبته‪ ،‬واإن عاد لمحله أوا انتقل من‬
‫يد لخرى‪ .‬نعم‪ ،‬ل يضر في المحدث انفصال الماء من‬

‫الكف إلى الساعد‪ ،‬وال في الجنب انفصاله من الرأس‬
‫إلى نحو الصدر‪ ،‬مما يغلب فيه التقاذف‪.‬‬

‫] ‪[ 39‬‬
‫)فرع( لو أدخل المتوضئ يده بقصد الغسل عن‬
‫الحدث أوال بقصد بعد نية الجنب‪ ،‬أوا تثليث واجه‬
‫المحدث‪ ،‬أوا بعد الغسلة الوالى‪ ،‬إن قصد القتصار‬
‫عليها‪ ،‬بل نية اغتراف وال قصد أخذ الماء لغرض آخر‬
‫صار مستعمل بالنسبة لغير يده فله أن يغسل بما فيها‬
‫باقي ساعدها‪) .‬وا( غير )متغير( تغيرا )كثيرا( بحيث‬
‫يمنع إطلق اسم الماء عليه‪ ،‬بأن تغير أحد صفاته من‬
‫طعم أوا لون أوا ريح‪ ،‬والو تقديريا أوا كان التغير بما‬
‫على عضو المتطهر في الصح‪ ،‬واإنما يؤثر التغير إن‬
‫كان )بخليط( أي مخالطا‬

‫] ‪[ 40‬‬
‫للماء‪ ،‬واهو ما ل يتميز في رأي العين )طاهر( واقد‬
‫)غني( الماء )عنه( كزعفران‪ ،‬واثمر شجر نبت قرب‬
‫الماء‪ ،‬واوارق طرح ثم تفتت‪ ،‬ل تراب واملح ماء واإن‬
‫طرحا فيه‪ .‬وال يضر تغير ل يمنع السم لقلته والو‬
‫احتمال‪ ،‬بأن شك أهو كثير أوا قليل‪ .‬واخرج بقولي‬
‫بخليط المجاوار‪ ،‬واهو ما يتميز للناظر‪ ،‬كعود وادهن والو‬
‫مطيبين‪ ،‬وامنه البخور واإن كثر واظهر نحو ريحه‪ ،‬خلفا‬
‫لجمع‪ .‬وامنه أيضا ماء أغلي فيه نحو بر واتمر حيث لم‬
‫يعلم انفصال عين فيه مخالطة‪ ،‬بأن لم يصل إلى حد‬
‫بحيث له اسم آخر كالمرقة‪ ،‬والو شك في شئ أمخالط‬
‫هو أم مجاوار‪ ،‬له حكم‬

‫] ‪[ 41‬‬

‫المجاوار‪ .‬وابقولي غني عنه ما ل يستغنى عنه‪ ،‬كما‬
‫في مقرة واممره‪ ،‬من نحو طين واطحلب متفتت‬
‫واكبريت‪ ،‬واكالتغير بطول المكث أوا بأواراق متناثرة‬
‫بنفسها واإن تفتتت وابعدت الشجرة عن الماء‪) .‬أوا‬
‫بنجس( واأن قل التغير‪) .‬والو كان( الماء )كثيرا( أي‬
‫قلتين أوا أكثر في صورتي التغيير بالطاهر واالنجس‪.‬‬
‫واالقلتان بالوزن‪ :‬خمسمائة رطل بغدادي تقريبا‪،‬‬
‫وابالمساحة في المربع‪ :‬ذراع واربع طول واعرضا‬
‫واعمقا‪ ،‬بذراع اليد المعتدلة‪.‬‬

‫] ‪[ 42‬‬
‫وافي المدوار‪ :‬ذراع من سائر الجوانب بذراع‬
‫الدمي‪ ،‬واذراعان عمقا بذراع النجار‪ ،‬واهو ذراع واربع‪.‬‬
‫وال تنجس قلتا ماء والو احتمال‪ ،‬كأن شك في ماء‬
‫أبلغهما أم ل‪ ،‬واإن تيقنت قلته قبل بملقاة نجس ما‬
‫لم يتغير به‪ ،‬واإن استهلكت النجاسة فيه‪ .‬وال يجب‬
‫التباعد من نجس في ماء كثير‪ .‬والو بال في البحر مثل‬
‫فارتفعت منه رغوة فهي نجسة إن تحقق أنها من عين‬
‫النجاسة‪ ،‬أوا من المتغير أحد أواصافه بها‪ ،‬واإل فل‪ .‬والو‬
‫طرحت فيه بعرة‪ ،‬فوقعت‬

‫] ‪[ 43‬‬
‫من أجل الطرح قطرة على شئ لم تنجسه‪،‬‬
‫واينجس قليل الماء ‪ -‬واهو ما دوان القلتين ‪ -‬حيث لم‬
‫يكن وااردا بوصول نجس إليه يرى بالبصر المعتدل‪ ،‬غير‬
‫معفو عنه في الماء‪ ،‬والو معفوا عنه في الصلة‪ ،‬كغيره‬
‫من رطب وامائع‪ ،‬واإن كثر‪ .‬ل بوصول ميتة ل دم‬
‫لجنسها سائل عند شق عضو منها‪ ،‬كعقرب واوازع‪ ،‬إل‬
‫إن تغير ما أصابته‬

‫] ‪[ 44‬‬

‫ والو يسيرا ‪ -‬فحينئذ ينجس‪ .‬ل سرطان واضفدع‬‫فينجس بهما‪ ،‬خلفا لجمع‪ ،‬وال بميتة كان نشؤها من‬
‫الماء كالعلق‪ ،‬والو طرح فيه ميتة من ذلك نجس‪ ،‬واإن‬
‫كان الطارح غير مكلف‪ ،‬وال أثر لطرح الحي مطلقا‪.‬‬
‫وااختار كثيروان من أئمتنا مذهب مالك‪ :‬أن الماء ل‬
‫ينجس مطلقا إل بالتغير‪ ،‬واالجاري كراكد وافي القديم‪:‬‬
‫ل ينجس قليله بل تغير‪ ،‬واهو مذهب مالك‪ .‬قال في‬
‫المجموع‪ :‬سواء كانت النجاسة مائعة أوا جامدة‪ .‬واالماء‬
‫القليل إذا تنجس يطهر ببلوغه قلتين ‪ -‬والو بماء‬
‫متنجس ‪ -‬حيث ل تغير به‪ ،‬واالكثير يطهر بزواال تغيره‬
‫بنفسه أوا بماء زيد عليه‬

‫] ‪[ 45‬‬
‫أوا نقص عنه واكان الباقي كثيرا‪) .‬وا( ثانيها‪) :‬جري‬
‫ماء على عضو( مغسول‪ ،‬فل يكفي أن يمسه الماء بل‬
‫جريان لنه ل يسمى غسل‪) .‬وا( ثالثها‪) :‬أن ل يكون‬
‫عليه( أي على العضو )مغير للماء تغيرا ضارا(‬
‫كزعفران واصندل‪ ،‬خلفا لجمع‪) .‬وا( رابعها‪) :‬أن ل‬
‫يكون على العضو حائل( بين الماء واالمغسول‪) ،‬كنورة(‬
‫واشمع‬

‫] ‪[ 46‬‬
‫وادهن جامد واعين حبر واحناء‪ ،‬بخلف دهن جار أي‬
‫مائع ‪ -‬واإن لم يثبت الماء عليه ‪ -‬واأثر حبر واحناء‪ .‬واكذا‬
‫يشترط ‪ -‬على ما جزم به كثيروان ‪ -‬أن ل يكون واسخ‬
‫تحت ظفر يمنع واصول الماء لما تحته‪ ،‬خلفا لجمع‬
‫منهم الغزالي واالزركشي واغيرهما‪ ،‬واأطالوا في‬
‫ترجيحه واصرحوا بالمسامحة عما تحتها من الوسخ دوان‬
‫نحو العجين‪ .‬واأشار الذرعي واغيره إلى ضعف‬
‫مقالتهم‪ .‬واقد صرح في التتمة واغيرها‪ ،‬بما في‬
‫الرواضة واغيرها‪ ،‬من عدم المسامحة بشئ مما تحتها‬
‫حيث منع واصول الماء بمحله‪ .‬واأفتى البغوي في واسخ‬

‫حصل من غبار بأنه يمنع صحة الوضوء‪ ،‬بخلف ما نشأ‬
‫من بدنه واهو العرق المتجمد‪ .‬واجزم به في النوار‪) .‬وا(‬
‫خامسها‪) :‬دخول واقت‬

‫] ‪[ 47‬‬
‫لدائم حدث( كسلس وامستحاضة‪ .‬وايشترط له أيضا‬
‫ظن دخوله‪ ،‬فل يتوضأ ‪ -‬كالمتيمم ‪ -‬لفرض أوا نفل‬
‫مؤقت قبل واقت فعله‪ ،‬والصلة جنازة قبل الغسل‪،‬‬
‫واتحية قبل دخول المسجد‪ ،‬واللروااتب المتأخرة قبل‬
‫فعل الفرض‪ ،‬والزم واضوآن أوا تيممان على خطيب‬
‫دائم الحدث‪ ،‬أحدهما‪ :‬للخطبتين واالخر بعدهما لصلة‬
‫جمعة‪ ،‬وايكفي وااحد لهما لغيره‪ ،‬وايجب عليه الوضوء‬
‫لكل فرض ‪ -‬كالتيمم واكذا غسل الفرج واإبدال القطنة‬
‫التي بفمه واالعصابة‪ ،‬واإن لم تزل عن موضعها‪ .‬واعلى‬
‫نحو سلس مبادرة بالصلة‪ ،‬فلو أخر لمصلحتها كانتظار‬

‫] ‪[ 48‬‬
‫جماعة أوا جمعة واإن أخرت عن أوال الوقت‬
‫واكذهاب إلى مسجد لم يضره‪) .‬وافرواضه ستة( أحدها‪:‬‬
‫)نية( واضوء أوا أداء )فرض واضوء( أوا رفع حدث لغير‬
‫دائم حدث‪ ،‬حتى في الوضوء المجدد أوا الطهارة عنه‪،‬‬
‫أوا الطهارة لنحو الصلة‪ ،‬مما ل يباح إل بالوضوء‪ ،‬أوا‬
‫استباحة مفتقر إلى واضوء كالصلة وامس المصحف‪.‬‬
‫وال تكفي نية استباحة ما يندب له الوضوء‪ ،‬كقراءة‬
‫القرآن أوا الحديث‪ ،‬واكدخول مسجد وازيارة قبر‪.‬‬
‫واالصل في‬

‫] ‪[ 49‬‬
‫واجوب النية خبر‪ ،‬إنما العمال بالنيات‪ .‬أي إنما‬
‫صحتها لكمالها‪ .‬وايجب قرنها )عند( أوال )غسل( جزء‬

‫من )واجه(‪ ،‬فلو قرنها بأثنائه كفى واواجب إعادة غسل‬
‫ما سبقها‪ .‬وال يكفي قرنها بما قبله حيث لم‬
‫يستصحبها إلى غسل شئ منه‪ ،‬واما قارنها هو أواله‪،‬‬
‫فتفوت سنة المضمضة إن انغسل معها شئ من الوجه‬
‫ كحمرة الشفة ‪ -‬بعد النية فالوالى أن يفرق النية بأن‬‫ينوي عند كل من غسل الكفين واالمضمضة‬
‫واالستنشاق سنة الوضوء‪ ،‬ثم فرض الوضوء عند غسل‬
‫الوجه‪ ،‬حتى ل تفوت فضيلة استصحاب النية من أواله‪.‬‬
‫وافضيلة المضمضة واالستنشاق مع انغسال حمرة‬
‫الشفة‪) .‬وا( ثانيها‪) :‬غسل( ظاهر )واجهه( ل ية‪* :‬‬
‫)فاغسلوا واجوهكم( * )واهو( طول )ما بين‬

‫] ‪[ 50‬‬
‫منابت( شعر )رأسه( غالبا )وا( تحت )منتهى لحييه(‬
‫ بفتح اللم ‪ -‬فهو من الوجه دوان ما تحته‪ ،‬واالشعر‬‫النابت على ما تحته‪) ،‬وا( عرضا )ما بين أذنيه(‪ .‬وايجب‬
‫غسل شعر الوجه من هدب واحاجب واشارب واعنفقة‬
‫والحية ‪ -‬واهي ما نبت على الذقن ‪ -‬واهو مجتمع اللحيين‬
‫ واعذار ‪ -‬هو ما نبت على العظم المحاذي للذن ‪-‬‬‫واعارض ‪ -‬واهو ما انحط عنه إلى اللحية ‪ .-‬وامن الوجه‬
‫حمرة الشفتين واموضع الغمم ‪ -‬واهو ما نبت عليه‬
‫الشعر من الجبهة دوان محل التحذيف على الصح‪ ،‬واهو‬
‫ما نبت عليه الشعر الخفيف بين ابتداء العذار واالنزعة ‪-‬‬
‫وادوان واتد الذن واالنزعتين ‪ -‬واهما بياضان يكتنفان‬
‫الناصية ‪ -‬واموضع الصلع ‪ -‬واهو ما بينهما إذا انحسر عنه‬
‫الشعر ‪ .-‬وايسن غسل‬

‫] ‪[ 51‬‬
‫كل ما قيل إنه ليس من الوجه‪ .‬وايجب غسل ظاهر‬
‫واباطن كل من الشعور السابقة ‪ -‬واإن كثف ‪ -‬لندرة‬
‫الكثافة فيها‪ ،‬ل باطن كثيف لحية واعارض ‪ -‬واالكثيف ما‬
‫لم تر البشرة من خلله في مجلس التخاطب عرفا ‪-‬‬

‫وايجب غسل ما ل يتحقق غسل جميعه إل بغسله‪ ،‬لن‬
‫ما ل يتم الواجب إل به وااجب‪) .‬وا( ثالثها‪) :‬غسل يديه(‬
‫من كفيه واذراعيه )بكل مرفق( للية‪ .‬وايجب غسل‬
‫جميع ما في محل الفرض من شعر واظفر‪ ،‬واإن طال‪.‬‬
‫)فرع( لو نسي لمعة فانغسلت في تثليث‪ ،‬أوا إعادة‬
‫واضوء لنسيان له‪ ،‬ل تجديد وااحتياط‪ ،‬أجزأه‪.‬‬

‫] ‪[ 52‬‬
‫)وا( رابعها‪) :‬مسح بعض رأسه( كالنزعة واالبياض‬
‫الذي واراء الذن بشر أوا شعر في حده‪ ،‬والو بعض شعرة‬
‫وااحدة‪ ،‬للية‪ .‬قال البغوي‪ :‬ينبغي أن ل يجزئ أقل من‬
‫قدر الناصية‪ ،‬واهي ما بين النزعتين‪ ،‬لنه )ص( لم‬
‫يمسح أقل منها‪ ،‬واهو روااية عن أبي حنيفة رحمه الله‬
‫تعالى‪ ،‬واالمشهور عنه واجوب مسح الربع‪) .‬وا( خامسها‪:‬‬
‫)غسل رجليه( بكل كعب من كل رجل‪ ،‬للية‪ .‬أوا مسح‬
‫خفيهما بشرواطه‪ .‬وايجب غسل باطن ثقب واشق‪.‬‬

‫] ‪[ 53‬‬
‫)فرع( لو دخلت شوكة في رجله واظهر بعضها‪،‬‬
‫واجب قلعها واغسل محلها لنه صار في حكم الطاهر‪،‬‬
‫فإن استترت كلها صارت في حكم الباطن فيصح‬
‫واضوؤه‪ .‬والو تنفط في رجل أوا غيره لم يجب غسل‬
‫باطنه ما لم يتشقق‪ ،‬فإن تشقق واجب غسل باطنه ما‬
‫لم يرتتق‪) .‬تنبيه( ذكرواا في الغسل أنه يعفى عن‬
‫باطن عقد الشعر أي إذا انعقد بنفسه واألحق بها من‬
‫ابتلي بنحو طبوع لصق بأصول شعره حتى منع واصول‬
‫الماء إليها والم يمكن إزالته‪ .‬واقد صرح شيخ شيوخنا‬
‫زكريا النصاري بأنه ل يلحق بها‪ ،‬بل عليه التيمم‪ .‬لكن‬
‫قال تلميذه ‪ -‬شيخنا ‪ :-‬واالذي يتجه العفو للضروارة‪.‬‬

‫] ‪[ 54‬‬

‫)وا( سادسها‪) :‬ترتيب( كما ذكر من تقديم غسل‬
‫الوجه فاليدين فالرأس فالرجلين للتباع‪ .‬والو انغمس‬
‫محدث‪ ،‬والو في ماء قليل بنية معتبرة مما مر أجزأه‬
‫عن الوضوء‪ ،‬والو لم يمكث في النغماس زمنا يمكن‬
‫فيه الترتيب‪ .‬نعم‪ ،‬لو اغتسل بنيته فيشترط فيه‬
‫الترتيب حقيقة‪ ،‬وال يضر نسيان لمعة أوا لمع في غير‬
‫أعضاء الوضوء‪ ،‬بل لو كان على ما عدا أعضائه‪ ،‬مانع‬
‫كشمع لم يضر ‪ -‬كما استظهره شيخنا ‪ .-‬والو أحدث‬
‫واأجنب أجزأه الغسل عنهما بنيته‪ .‬وال يجب تيقن عموم‬
‫الماء جميع العضو بل يكفي غلبة الظن به‪) .‬فرع( لو‬
‫شك المتوضئ أوا المغتسل في تطهير عضو قبل‬
‫الفراغ من واضوئه أوا غسله طهره‪ ،‬واكذا ما بعده في‬
‫الوضوء‪ ،‬أوا بعد الفراغ من طهره‪ ،‬لم يؤثر‪ .‬والو كان‬
‫الشك في النية لم يؤثر أيضا على الواجه‪ ،‬كما في‬
‫شرح‬

‫] ‪[ 55‬‬
‫المنهاج لشيخنا‪ ،‬واقال‪ :‬فيه قياس ما يأتي في‬
‫الشك بعد الفاتحة واقبل الركوع‪ :‬أنه لو شك بعد عضو‬
‫في أصل غسله لزمه إعادته‪ ،‬أوا بعضه لم تلزمه‪.‬‬
‫فليحمل كلمهم الوال على الشك في أصل العضو ل‬
‫بعضه‪) .‬واسن( للمتوضئ ‪ -‬والو بماء مغصوب على‬
‫الواجه ‪) -‬تسمية أواله( أي أوال الوضوء ‪ -‬للتباع ‪-‬‬
‫واأقلها باسم الله‪ ،‬واأكملها بسم الله الرحمن الرحيم‪.‬‬
‫واتجب عند أحمد‪ ،‬وايسن قبلها التعوذ وابعدها الشهادتان‬
‫واالحمد لله الذي جعل الماء طهورا‪ .‬وايسن لمن تركها‬
‫أواله أن يأتي بها أثناءه قائل‪ :‬باسم الله أواله واآخره‪ .‬ل‬
‫بعد فراغه‪ .‬واكذا في نحو الكل واالشرب واالتأليف‪،‬‬
‫واالكتحال مما يسن له التسمية‪ .‬واالمنقول عن‬
‫الشافعي واكثير من الصحاب أن أوال السنن التسمية‪،‬‬
‫وابه جزم النوواي في المجموع واغيره‪ .‬فينوي معها عند‬
‫غسل اليدين‪ .‬واقال جمع متقدمون‪ :‬إن أوالها السواك‬
‫ثم بعده التسمية‪.‬‬

‫] ‪[ 56‬‬
‫)فرع( تسن التسمية لتلواة القرآن‪ ،‬والو من أثناء‬
‫سورة في صلة أوا خارجها‪ ،‬والغسل واتيمم واذبح‪.‬‬
‫)فغسل الكفين( معا إلى الكوعين مع التسمية‬
‫المقترنة بالنية‪ ،‬واإن توضأ من نحو إبريق أوا علم‬
‫طهرهما ‪ -‬للتباع ‪) -‬فسواك( عرضا في السنان‬
‫ظاهرا واباطنا واطول في اللسان‪ ،‬للخبر الصحيح‪ :‬لول‬
‫أن أشق على‬

‫] ‪[ 57‬‬
‫أمتي لمرتهم بالسواك عند كل واضوء‪ .‬أي أمر‬
‫إيجاب‪ .‬وايحصل )بكل خشن( والو بنحو خرقة أوا أشنان‪،‬‬
‫واالعود أفضل من غيره‪ ،‬واأواله ذوا الريح الطيب‪،‬‬
‫واأفضله الراك‪ .‬ل بأصبعه والو خشنة‪ ،‬خلفا لما اختاره‬
‫النوواي‪.‬‬

‫] ‪[ 58‬‬
‫واإنما يتأكد السواك ‪ -‬والو لمن ل أسنان له ‪ -‬لكل‬
‫واضوء‪) .‬والكل صلة( فرضها وانفلها واإن سلم من كل‬
‫ركعتين أوا استاك لوضوئها‪ ،‬واإن لم يفصل بينهما‬
‫فاصل حيث لم يخش تنجس فمه‪ ،‬واذلك لخبر الحميدي‬
‫بإسناد جيد‪ :‬ركعتان بسواك أفضل من سبعين ركعة بل‬
‫سواك‪ .‬والو تركه أوالها تداركه أثناءها بفعل قليل‪،‬‬
‫كالتعمم‪ ،‬وايتأكد أيضا لتلواة قرآن أوا حديث أوا علم‬
‫شرعي‪ ،‬أوا تغير فم ‪ -‬ريحا أوا لونا ‪ -‬بنحو نوم أوا أكل‬
‫كريه‪ ،‬أوا سن بنحو صفرة‪ ،‬أوا استيقاظ من نوم‬
‫واإرادته‪ ،‬وادخول مسجد وامنزل‪ ،‬وافي السحر واعند‬
‫الحتضار‪ ،‬كما دل عليه خبر‬

‫] ‪[ 59‬‬

‫الصحيحين‪ .‬وايقال‪ :‬إنه يسهل خرواج الرواح‪ .‬واأخذ‬
‫بعضهم من ذلك تأكده للمريض‪ .‬واينبغي أن ينوي‬
‫بالسواك السنة ليثاب عليه‪ ،‬وايبلع ريقه أوال استياكه‪،‬‬
‫واأن ل يمصه‪ .‬وايندب التخليل قبل السواك أوا بعده من‬
‫أثر الطعام‪ ،‬واالسواك أفضل منه‪ ،‬خلفا لمن عكس‪ .‬وال‬
‫يكره بسواك غير أذن أوا علم رضاه‪ ،‬واإل حرم‪ ،‬كأخذه‬
‫من ملك الغير‪ ،‬ما لم تجر عادة بالعراض عنه‪ .‬وايكره‬
‫للصائم بعد الزواال‪ ،‬إن لم يتغير فمه بنحو نوم‬

‫] ‪[ 60‬‬
‫)فمضمضة فاستنشاق( للتباع‪ ،‬واأقلهما إيصال‬
‫الماء إلى الفم واالنف‪ .‬وال يشترط في حصول أصل‬
‫السنة إدارته في الفم وامجه منه وانثره من النف‪ ،‬بل‬
‫تسن كالمبالغة فيهما لمفطر للمر بها‪) .‬وا( يسن‬
‫جمعهما )بثلث غرف( يتمضمض ثم يستنشق من كل‬
‫منها‪) .‬وامسح كل رأس( للتباع واخرواجا من خلف‬
‫مالك واأحمد‪ ،‬فإن‬

‫] ‪[ 61‬‬
‫اقتصر على البعض فالوالى أن يكون هو الناصية‪،‬‬
‫واالوالى في كيفيته أن يضع يديه على مقدم رأسه‪،‬‬
‫ملصقا مسبحته بالخرى واإبهاميه على صدغيه‪ ،‬ثم‬
‫يذهب بهما مع بقية أصابعه غير البهامين لقفاه‪ ،‬ثم‬
‫يردهما إلى المبدأ إن كان له شعر ينقلب‪ ،‬واإل‬
‫فليقتصر على الذهاب‪ .‬واإن كان على رأسه عمامة أوا‬
‫قلنسوة تمم عليها بعد مسح الناصية ‪ -‬للتباع ‪) -‬وا(‬
‫مسح كل )الذنين( ظاهرا واباطنا واصماخيه ‪ -‬للتباع ‪،-‬‬
‫وال يسن مسح الرقبة إذ لم‬

‫] ‪[ 62‬‬

‫يثبت فيه شئ‪ .‬قال النوواي‪ :‬بل هو بدعة‪ ،‬واحديثه‬
‫موضوع‪) .‬وادلك أعضاء( واهو إمرار اليد عليها عقب‬
‫ملقاتها للماء‪ ،‬خرواجا من خلف من أواجبه‪) .‬واتخليل‬
‫لحية كثة( واالفضل كونه بأصابع يمناه وامن أسفل‪ ،‬مع‬
‫تفريقها‪ ،‬وابغرفة مستقلة ‪ -‬للتباع ‪ -‬وايكره تركه‪) .‬وا(‬
‫تخليل )أصابع( اليدين بالتشبيك‪ ،‬واالرجلين بأي كيفية‬
‫كان‪ .‬واالفضل أن يخللها من أسفل بخنصر يده‬
‫اليسرى‪ ،‬مبتدئا بخنصر الرجل اليمنى وامختتما بخنصر‬
‫اليسرى‪.‬‬

‫] ‪[ 63‬‬
‫)واإطالة الغرة( بأن يغسل مع الوجه مقدم رأسه‬
‫واأذنيه واصفحتي عنقه‪) .‬وا( إطالة )تحجيل( بأن يغسل‬
‫مع اليدين بعض العضدين وامع الرجلين بعض الساقين‪،‬‬
‫واغايته استيعاب العضد واالساق‪ ،‬واذلك لخبر الشيخين‪:‬‬
‫إن أمتي يدعون يوم القيامة غرا محجلين من آثار‬
‫الوضوء‪ .‬فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل‪.‬‬
‫زاد مسلم‪ :‬واتحجيله‪ :‬أي يدعون بيض الوجوه وااليدي‬
‫واالرجل‪ .‬وايحصل أقل الطالة بغسل أدنى زيادة على‬
‫الواجب واكمالها باستيعاب ما مر )واتثليث كل( من‬
‫مغسول واممسوح‪ ،‬وادلك واتخليل واسواك وابسملة‪،‬‬
‫واذكر عقبه‪،‬‬

‫] ‪[ 64‬‬
‫ للتباع ‪ -‬في أكثر ذلك‪ .‬وايحصل التثليث بغمس‬‫اليد مثل والو في ماء قليل إذا حركها مرتين‪ ،‬والو ردد‬
‫ماء الغسلة الثانية حصل له أصل سنة التثليث ‪ -‬كما‬
‫استظهره شيخنا ‪ -‬وال يجزئ تثليث عضو قبل إتمام‬
‫وااجب غسله وال بعد تمام الوضوء‪ .‬وايكره النقص عن‬
‫الثلث كالزيادة عليها‪ ،‬أي بنية الوضوء‪ ،‬كما بحثه جمع‪.‬‬
‫واتحرم من ماء موقوف على التطهر‪.‬‬

‫] ‪[ 65‬‬
‫)فرع( يأخذ الشاك أثناء الوضوء في استيعاب أوا‬
‫عدد باليقين‪ ،‬واجوبا في الواجب واندبا في المندواب‪،‬‬
‫والو في الماء الموقوف‪ .‬أما الشك بعد الفراغ فل يؤثر‪.‬‬
‫)واتيامن( أي تقديم يمين على يسار في اليدين‬
‫واالرجلين‪ ،‬والنحو أقطع في جميع أعضاء واضوئه‪ ،‬واذلك‬
‫لنه )ص( كان يحب التيمن في تطهره واشأنه كله‪ ،‬أي‬
‫مما هو من باب التكريم‪ ،‬كاكتحال والبس نحو قميص‬
‫وانعل‪ ،‬واتقليم ظفر‪ ،‬واحلق نحو رأس‪ ،‬واأخذ واعطاء‪،‬‬
‫واسواك‬

‫] ‪[ 66‬‬
‫واتخليل‪ ،‬وايكره تركه‪ ،‬وايسن التياسر في ضده ‪-‬‬
‫واهو ما كان من باب الهانة واالذى ‪ -‬كاستنجاء‬
‫واامتخاط‪ ،‬واخلع لباس وانعل‪ .‬وايسن البداءة بغسل‬
‫أعلى واجهه واأطراف يديه وارجليه‪ ،‬واإن صب عليه‬
‫غيره‪ .‬واأخذ الماء إلى الوجه بكفيه معا‪ ،‬واواضع ما‬
‫يغترف منه عن يمينه واما يصب منه عن يساره‪) .‬واوالء(‬
‫بين أفعال واضوء السليم بأن يشرع في تطهير كل‬
‫عضو قبل جفاف ما قبله‪ ،‬واذلك ‪ -‬للتباع ‪ -‬واخرواجا من‬
‫خلف من أواجبه‪ ،‬وايجب لسلس‪) .‬واتعهد( عقب وا‬
‫)موق( ‪ -‬واهو طرف العين الذي يلي النف ‪ -‬والحاظ ‪-‬‬
‫واهو الطرف الخر ‪ -‬بسبابتي شقيهما‪ .‬وامحل ندب‬
‫تعهدهما إذا لم يكن فيهما رمص يمنع واصول الماء إلى‬
‫محله واإل فتعهدهما وااجب ‪ -‬كما في‬

‫] ‪[ 67‬‬
‫المجموع ‪ .-‬وال يسن غسل باطن العين‪ ،‬بل قال‬
‫بعضهم‪ :‬يكره للضرر‪ ،‬واإنما يغسل إذا تنجس لغلظ أمر‬
‫النجاسة‪) .‬وااستقبال( القبلة في كل واضوئه‪) .‬واترك‬
‫تكلم( في أثناء واضوئه بل حاجة بغير ذكر‪ ،‬وال يكره‬
‫سلم عليه وال منه وال رده‪) .‬وا( ترك )تنشيف( بل عذر‬

‫للتباع )واالشهادتان عقبه( أي الوضوء‪ ،‬بحيث ل يطول‬
‫فاصل عنه عرفا‪ ،‬فيقول مستقبل للقبلة‪ ،‬رافعا يديه‬
‫وابصره إلى السماء ‪ -‬والو أعمى ‪ :-‬أشهد أن ل إله إل‬
‫الله واحده ل شريك له‪ ،‬واأشهد أن محمدا عبده‬
‫وارسوله‪ .‬لما رواى مسلم عن رسول الله )ص(‪ :‬من‬
‫توضأ فقال أشهد أن ل إله إل الله ‪ -‬الخ ‪ -‬فتحت له‬
‫أبواب الجنة الثمانية‪ ،‬يدخل من أيها شاء‪ .‬زاد الترمذي‪:‬‬
‫اللهم اجعلني من التوابين وااجعلني من المتطهرين‪.‬‬
‫وارواى الحاكم واصححه‪ :‬من توضأ ثم قال‪ :‬سبحانك‬
‫اللهم وابحمدك‪،‬‬

‫] ‪[ 68‬‬
‫أشهد أن ل إله إل أنت‪ .‬أستغفرك واأتوب إليك‪.‬‬
‫كتب في رق‪ ،‬ثم طبع بطابع فلم يكسر إلى يوم‬
‫القيامة‪ .‬أي لم يتطرق إليه إبطال كما صح حتى يرى‬
‫ثوابه العظيم‪ .‬ثم يصلي وايسلم على سيدنا محمد واآل‬
‫سيدنا محمد‪ ،‬وايقرأ * )إنا أنزلناه( * ثلثا‪ ،‬كذلك بل رفع‬
‫يد‪ .‬واأما دعاء العضاء المشهور فل أصل له يعتد به‬
‫فلذلك حذفته‪ ،‬تبعا لشيخ المذهب النوواي رضي الله‬
‫عنه‪ .‬واقيل‪ :‬يستحب أن يقول عند كل عضو‪ :‬أشهد أن‬
‫ل إله إل الله واحده ل شريك له‪ ،‬واأشهد أن محمدا عبده‬
‫وارسوله‪ .‬لخبر روااه المستغفري واقال‪ :‬حسن غريب‪.‬‬
‫)واشربه( من )فضل‬

‫] ‪[ 69‬‬
‫واضوئه( لخبر‪ :‬إن فيه شفاء من كل داء وايسن رش‬
‫إزاره به‪ ،‬أي إن توهم حصول مقذر له‪ ،‬كما استظهره‬
‫شيخنا‪ .‬واعليه يحمل رشه )ص( لزاره به‪ .‬واركعتان بعد‬
‫الوضوء أي بحيث تنسبان إليه عرفا‪ ،‬فتفوتان بطول‬
‫الفصل عرفا على الواجه‪ ،‬واعند بعضهم بالعراض‪،‬‬
‫وابعضهم بجفاف العضاء‪ ،‬واقيل‪ :‬بالحدث‪ .‬وايقرأ ندبا‬
‫في أوالى ركعتيه بعد الفاتحة‪) * :‬والو أنهم إذ ظلموا‬

‫أنفسهم( * إلى * )رحيما( *‪ ،‬وافي الثانية‪) * :‬وامن‬
‫يعمل سوءا أوا يظلم نفسه( * إلى * )رحيما( *‪.‬‬
‫)فائدة( يحرم التطهر بالمسبل للشرب‪ ،‬واكذا بماء‬
‫جهل حاله على الواجه‪ ،‬واكذا حمل شئ من المسبل‬
‫إلى غير محله‪) .‬واليقتصر( أي المتوضئ‪) ،‬حتما( أي‬
‫واجوبا‪) ،‬على( غسل أوا مسح )وااجب( أي فل يجوز‬
‫تثليث وال‬

‫] ‪[ 70‬‬
‫إتيان سائر السنن )لضيق واقت( عن إدراك الصلة‬
‫كلها فيه‪ ،‬كما صرح به البغوي واغيره‪ ،‬واتبعه‬
‫المتأخروان‪ .‬لكن أفتى في فوات الصلة لو أكمل‬
‫سننها بأن يأتيها‪ ،‬والو لم يدرك ركعة‪ .‬واقد يفرق بأنه‬
‫ثم اشتغل بالمقصود‪ ،‬فكان كما لو مد في القراءة‪) .‬أوا‬
‫قلة ماء( بحيث ل يكفي إل الفرض فلو كان معه ماء ل‬
‫يكفيه لتتمة طهره‪ .‬إن ثلث أوا أتى السنن أوا احتاج إلى‬
‫الفاضل لعطش محترم‪ ،‬حرم استعماله في شئ من‬
‫السنن‪ .‬واكذا يقال في الغسل‪) .‬واندبا( على الواجب‬
‫بترك السنن‪) ،‬لدراك جماعة( لم يرج غيرها‪ .‬نعم‪ ،‬ما‬
‫قيل بوجوبه ‪ -‬كالدلك ‪ -‬ينبغي تقديمه عليها‪ ،‬نظير ما‬
‫مر من ندب تقديم الفائت بعذر على الحاضرة‪ ،‬واإن‬
‫فاتت الجماعة‪) .‬تتمة( يتيمم عن الحدثين لفقد ماء أوا‬
‫خوف محذوار من استعماله بتراب طهور له غبار‪.‬‬
‫واأركانه نية‬

‫] ‪[ 71‬‬
‫استباحة الصلة المفرواضة مقروانة بنقل التراب‪،‬‬
‫وامسح واجهه ثم يديه‪ .‬والو تيقن ماء آخر الوقت‬
‫فانتظاره أفضل‪،‬‬

‫] ‪[ 72‬‬

‫واإل فتعجيل تيمم‪ .‬واإذا امتنع استعماله في عضو‬
‫واجب تيمم واغسل صحيح وامسح كل الساتر الضار نزعه‬
‫بم