PUBLIKASI PENDIDIKAN: Kumpulan Kitab Islam Klasik ⌐φαí ƒΘ߃Θá∩δ 009

‫‪http://www.shamela.ws‬‬
‫تم إعداد هذا الملف آليا بواسطة المكتبة الشاملة‬
‫روضة الطالبين وعمدة المفتين‬
‫النووي‬
‫سنة الولدة ‪ /‬سنة الوفاة‬
‫تحقيق‬
‫الناشر المكتب السلمي‬
‫سنة النشر ‪1405‬‬
‫مكان النشر بيروت‬
‫عدد الجأزاء ‪12‬‬
‫والذي حكاه المتولي عن القفال أنه إن نوى غير الزوجأة‬
‫فذاك وإل فيقع الطلقا للعرف‬
‫قلت الرحج الذي قطع به العراقيون والمتقدمون أنه كناية‬
‫مطلقا ‪( 212 ) 2‬‬
‫والله أعلم‬
‫وأما البلد التي ل يشتهر فيها هذا اللفظ للطلقا فهو كناية‬
‫في حق أهلها بل خلف ‪( 222 ) 2‬‬
‫وفي فتاوى القاضي حسين أنه لو كان له امرأتان فقال‬
‫حلل الله علي حرام إن دخلت الدار فدخل تطلق كل واحدة‬
‫منهما طلقة ويوافقه ما ذكره البغوي في الفتاوى أنه لو‬
‫قال حلل الله علي حرام وله أربع نسوة طلقن كلهن إل أن‬

‫يريد بعضهن لكن ذكر بعده أنه لو قال إن فعلت كذا فحلل‬
‫الله علي حرام وله امرأتان ففعل طلقت إحداهما لنه‬
‫اليقين ويؤمر بالتعيين قال ويحتمل غيره فحصل تردد‬
‫قلت الظاهر المختار الجاري على القواعد أنه إذا لم ينوهما‬
‫ل تطلق إل إحداهما أو إحداهن لن السم يصدقا عليه فل‬
‫يلزمه زيادة وقد صرح بهذا جأماعة من المتأخرين وهذا إذا‬
‫نوى ب حلل الله علي حرام الطلقا وجأعلناه صريحا فيه‬
‫والله أعلم‬
‫فصل وأما الكناية فيقع بها الطلقا مع النية بالجأماع ول‬
‫يقع بل نية وهي كثيرة كقوله أنت خلية وبرية وبتة وبتلة‬
‫وبائن وحرام وحرة وأنت واحدة واعتدي واستبرئي رحمك‬
‫والحقي بأهلك وحبلك على غاربك ول أنده سربك أي ل أزجأر‬
‫إبلك ومعناه ل أهتم بشأنك واغربي واعزبي واخرجأي‬
‫واذهبي وسافري وتجنبي وتجردي وتقنعي وتستري‬

‫والزمي الطريق وبيني‬
‫____________________‬

‫) ‪(8/26‬‬


‫وأبعدي وودعيني ودعيني وبرئت منك ول حاجأة لي فيك‬
‫وأنت وشأنك وأنت مطلقة ومنطلقة وتجرعي وذوقي‬
‫وتزودي وما أشبه ذلك‬
‫وفي قوله اشربي وجأهان الصح المنصوص كناية‬
‫وقال أبو إسحق ليس كناية بل هو لغو وكلي كاشربي كناية‬
‫على المذهب وقيل ليس كناية قطعا‬
‫وفي قوله أغناك الله وقوله قومي وجأهان أصحهما ليس‬
‫كناية‬
‫أما اللفاظ التي ل تحتمل الطلقا إل على تقدير متعسف‬
‫فل أثر لها فل يقع بها طلقا وإن نوى وذلك كقوله بارك الله‬
‫فيك وأحسن الله جأزاءك وما أحسن وجأهك وتعالي واقربي‬
‫واغزلي واسقيني وأطعميني وزوديني واقعدي وما أشبه‬
‫ذلك وحكي وجأه في اقعدي وأحسن الله جأزاءك وزوديني‬
‫ونحوها أنها كناية وهو ضعيف‬
‫فرع قال لزوجأته أنت حرة أو معتقة أو أعتقتك ونوى الطلقا‬
‫طلقت‬
‫ولو قال لعبده طلقتك ونوى العتق عتق‬
‫وللمناسبة والمشاركة بين الملكين يصلح كل واحدة منهما‬
‫كناية في الخر وكما أن صريح كل واحد منهما كناية في‬
‫الخر فكناياتها مشتركة مؤثرة في العقدين جأميعا بالنية‬

‫لكن لو قال للعبد اعتد أو استبرىء رحمك ونوى العتق لم‬
‫ينفذ لستحالته في حقه ولو قال ذلك لمته ونوى العتق أو‬
‫لزوجأته قبل الدخول ونوى العتق نفذ على الصح والظهار‬
‫والطلقا ليس أحدهما كناية في الخر‬
‫ولو قال لمته أنت علي كظهر أمي ونوى العتق عتقت على‬
‫الصحيح وقيل ل لنه ل يزيل الملك يخلف الطلقا‬
‫____________________‬

‫) ‪(8/27‬‬

‫فصل قال لزوجأته أنت علي حرام أو محرمة أو حرمتك بأن‬
‫نوى الطلقا نفذ رجأعيا فإن نوى عددا وقع ما نوى‬
‫وحكى الحناطي وجأها أنه ل يكون طلقا إذا قلنا إنه صريح‬
‫في اقتضاء الكفارة كما سنذكره إن شاء الله تعالى قريبا‬
‫وهذا وإن كان غريبا ففيه وفاء بالقاعدة المعروفة أن‬
‫اللفظ الصريح إذا وجأد نفاذا في موضوعه ل ينصرف إلى‬
‫غيره بالنية وإن نوى الظهار فهو‬
‫ظهار وإن نواهما معا فهل يكون ظهارا أم طلقا أم تخير‬
‫فما اختاره منهما ثبت فيه أوجأه أصحها الثالث وبه قال ابن‬
‫الحداد وأكثر الصحاب ول ينعقد الثنان معا قطعا‬

‫ولو نوى أحدهما قبل الخر قال ابن الحداد إن أراد الظهار‬
‫ثم أراد الطلقا صحا جأميعا وإن أراد الطلقا أول فإذا كان‬
‫بائنا فل معنى للظهار بعده وإن كان رجأعيا كان الظهار‬
‫موقوفا فإن راجأعها فهو صحيح والرجأعة عود وإل فهو لغو‬
‫قال الشيخ أبو علي هذا التفصيل فاسد عندي لن اللفظ‬
‫الواحد إذا لم يجز أن يراد به التصرفان لم يختلف الحكم‬
‫بارادتهما معا أو متعاقبين وإن نوى تحريم عينها أو فرجأها‬
‫أو وطئها لم تحرم عليه ويلزمه كفارة يمين كما لو قال ذلك‬
‫لمته‬
‫وفي وقت وجأوب الكفارة وجأهان أحدهما ل يجب إل عند‬
‫الوطء ويكون هذا اللفظ مع نية التحريم كاليمين على ترك‬
‫الوطء وعلى هذا الوجأه يكون مؤليا بقوله أنت علي حرام‬
‫لوجأوب الكفارة بالوطء كقوله والله ل أطؤك‬
‫والثاني وهو الصحيح أن الكفارة تجب في الحال وإن لم يطأ‬
‫وهي ككفارة اليمين وليست كفارة يمين لن اليمين ل‬
‫تنعقد إل بأسماء الله تعالى وصفاته فعلى هذا لو قال أردت‬
‫الحلف على ترك الوطء لم يقبل على الصحيح لما ذكرناه‬
‫وقيل يقبل‬
‫____________________‬


‫) ‪(8/28‬‬

‫وينعقد يمينا فعلى هذا هل يصير لفظ التحريم يمينا بالنية‬
‫في غير الزوجأات والماء كالطعام واللباس وغيرهما أم‬
‫يختص بالبضاع وجأهان‬
‫قلت أصحهما يختص‬
‫والله أعلم‬
‫وإن أطلق قوله أنت علي حرام ولم ينو شيئا فقولن‬

‫أظهرهما وجأوب الكفارة وقوله أنت علي حرام صريح في‬
‫لزوم الكفارة والثاني ل شيء عليه وهذا اللفظ كناية في‬
‫لزوم الكفارة وهذا التفصيل مستمر فيمن قال أنت علي‬
‫حرام في بلد لم يشتهر فيها لفظ الحرام في الطلقا‬
‫وفيمن قاله في بلد اشتهر فيها للطلقا إذا قلنا إن الشيوع‬
‫والشتهار ل يجعله صريحا فأما إذا قلنا إنه يصير به صريحا‬
‫فمقتضى ما في التهذيب أنه يتعين للطلقا ول تفصيل‬
‫وقال المام ل يمنع ذلك صرف النية إلى التحريم الموجأب‬
‫للكفارة كما أنا وإن جأعلناه صريحا في الكفارة عند الطلقا‬
‫يجوز صرفه بالنية إلى الطلقا قال وإذا أطلق وجأعلناه‬
‫صريحا في الكفارة بني على أن الصرائح تؤخذ من الشيوع‬

‫فقط أم منه ومن ورود الشرع به إن قلنا بالول حمل على‬
‫الغالب في الستعمال وإن قلنا بالثاني فهل يثبت الطلقا‬
‫لقوته أم يتدافعان فيه رأيان ‪( 222 ) 2‬‬
‫فرع قول الغزالي في الوسيط إن نوى التحريم كان يمينا‬
‫هذا غلط الصواب ما اتفق عليه جأميع الصحاب أنه ليس‬
‫بيمين لكن فيه كفارة يمين‬
‫فرع قال لمته أنت علي حرام أو حرمتك فإن نوى العتق‬
‫عتقت طلقا أو ظهارا فهو لغو قال ابن الصباغ وعندي أن‬
‫نية الظهار كنية التحريم‬
‫____________________‬

‫) ‪(8/29‬‬

‫وإن نوى تحريم عينها لم تحرم ويلزمه كفارة يمين وإن‬
‫أطلق ولم ينو شيئا لزمته الكفارة على الظهر‬
‫وقيل قطعا‬
‫ولو قال ذلك لمته التي هي اخته ونوى تحريم عينها أو لم‬
‫ينو شيئا لم تلزمه الكفارة لنه صدقا في وصفها وإنما تجب‬
‫الكفارة لوصفه الحلل بالحرمة‬
‫ولو كانت المة معتدة أو مرتدة أو مجوسية أو مزوجأة أو‬

‫كانت الزوجأة محرمة أو معتدة عن شبهة ففي وجأوب‬
‫الكفارة وجأهان لنها محل لستباحة في الجملة‬
‫ولو كانت حائضا أو نفساء أو صائمة وجأبت على المذهب‬
‫لنها عوارض‬
‫ولو خاطب به الرجأعية فل كفارة على المذهب ونقل‬
‫الحناطي فيه خلفا‬

‫فرع قال هذا الثوب أو العبد أو الطعام حرام علي فهو لغو‬
‫به كفارة ول غيرها‬
‫فرع قال كل ما أملكه حرام علي وله زوجأات وإماء ونوى‬
‫تحريمهن أطلق وجأعلناه صريحا أو قال لربع زوجأات أنتن‬
‫علي حرام فهل تتعدد الكفارة أم تكفي كفارة واحدة عن‬
‫جأميع ذلك فيه خلف المذهب الكتفاء في الجميع وقيل‬
‫تتعدد بالشخاص وقيل للزوجأات كفارة والماء أخرى وقيل‬
‫وللمال أخرى حكاه الحناطي‬
‫قال لزوجأته أنت علي حرام أنت علي حرام ونوى التحريم أو‬
‫جأعلناه صريحا فإن قال ذلك في مجلس أو قاله في مجالس‬
‫ونوى التأكيد فعليه كفارة واحدة وإن قاله في مجالس‬
‫ونوى الستئناف تعددت الكفارة على الصح‬
‫____________________‬


‫) ‪(8/30‬‬

‫وقيل عليه كفارة فقط وإن أطلق فقولن‬
‫فرع قال أنت حرام ولم يقل علي قال البغوي هو كناية بل‬
‫قال أنت علي كالميتة والدم والخمر أو الخنزير وقال أردت‬
‫الطلقا أو الظهار نفذ وإن نوى التحريم لزمته الكفارة‬
‫وإن أطلق فظاهر النص أنه كالحرام فيكون على الخلف‬
‫وعلى هذا جأرى المام والذي ذكره البغوي وغيره أنه ل‬
‫شىء عليه قال الحناطي الخلف هنا مرتب على لفظ‬
‫الحرام وهنا أولى بأن ل يكون صريحا وحكى قول شاذا أنه ل‬
‫كفارة وإن نوى التحريم‬
‫قال الشيخ أبو حامد ولو قال أردت أنها حرام علي فإن‬
‫جأعلناه صريحا وجأبت الكفارة وإل فل ‪ ( 212 ) 2‬لنه ليس‬
‫للكناية كناية وتبعه على هذا جأماعة ول يكاد يتحقق هذا‬
‫التصوير ولو قال أردت أنها كالميتة في الستقذار صدقا ول‬
‫شىء عليه‬
‫فرع قال اسماعيل البوشنجي إنما يقع الطلقا بقوله أنت‬
‫حرام علي إذا نوى حقيقة الطلقا وقصد إيقاعه بهذا اللفظ‬
‫أما إذا لم ينو كذلك فل يقع وإن اعتقد قوله أنت علي حرام‬

‫موقعا وظن أنه قد وقع طلقه‬
‫فرع قال متى قلت لمرأتي أنت علي حرام فإني أريد به‬
‫الطلقا لها بعد مدة أنت علي حرام فهل يحمل على الطلقا‬
‫أم يكون كما لو ابتدأ به وجأهان خرجأهما أبو العباس الروياني‬

‫قلت أصحهما الثاني‬
‫والله أعلم‬
‫____________________‬

‫) ‪(8/31‬‬

‫فرع تكرر في كلم الصحاب في المسألة أن قوله أنت علي‬
‫في الكفارة أم كناية وفي الحقيقة ليس لزوم الكفارة‬
‫معنى اللفظة حتى يقال صريح فيه أم كناية وإنما هو حكم‬
‫رتبه الشرع على التلفظ به‬
‫واختلفوا في أنه يتوقف على نية التحريم أم ل فتوسعوا‬
‫باطلقا لفظ الصريح والكناية‬
‫فصل الكناية ل تعمل بنفسها بل لبد فيها من نية الطلقا‬
‫وتقترن النية باللفظ فلو تقدمت ثم تلفظ بل نية أو فرغ من‬
‫اللفظ ثم نوى لم تطلق فلو اقترنت بأول اللفظ دون آخره‬

‫أو عكسه طلقت على الصح ول تلتحق الكناية بالصريح‬
‫بسؤال المرأة الطلقا ول بقرينة الغضب واللجاج ومتى‬
‫تلفظ بكناية وقال ما نويت صدقا بيمينه فإن نكل حلفت‬
‫وحكم بوقوع الطلقا وربما اعتمدت قرائن يجوز الحلف‬
‫بمثلها‬
‫فصل في مسائل منثورة متعلقة بالصريح والكناية في‬
‫الزيادات لبي عاصم ل يحصل فرقة إذا لم يكن نية وقيل‬
‫تقع طلقة بمهر المثل وأنه لو قال لم يبق بيني وبينك شىء‬
‫ونوى الطلقا لم تطلق وفي هذا توقف‬
‫قلت الصواب الجزم بالطلقا لنه لفظ صالح ومعه نية‬
‫والله أعلم‬
‫وأنه لو قال برئت من نكاحك ونوى طلقت وأنه لو قال برئت‬
‫من طلقك ونوى لم تطلق ولو قال برئت إليك من طلقك‬
‫قال اسماعيل‬
‫____________________‬

‫) ‪(8/32‬‬

‫البوشنجي هو كناية أي تبرأت منك بوساطة إيقاع الطلقا‬
‫عليك‬


‫ولو قال أبرأتك أو عفوت عنك فكناية لشعاره بالسقاط‬
‫وله عليها حقوقا النكاح وتسقط بالطلقا وأنه لو قال طلقك‬
‫الله أو قال لمته أعتقك الله طلقت وعتقت وهذا يشعر‬
‫بأنهما صريحان ورأى البوشنجي أنهما كنايتان لحتماله‬
‫النشاء والدعاء‬
‫وقول مستحق الدين للغريم أبرأك الله كقول الزوج طلقك‬
‫الله‬
‫ولو قال أنت طال وترك القاف طلقت حمل على الترخيم‬
‫قال البوشنجي ينبغي أن ل يقع وإن نوى فإن قال يا طال‬
‫ونوى وقع لن الترخيم إنما يكون في النداء فأما في غير‬
‫النداء فل يقع إل نادرا في الشعر وانه إذا قال الطلقا لزم‬
‫لي أو واجأب علي طلقت للعرف‬
‫ولو قال فرض علي لم تطلق لعدم العرف فيه‬
‫ورأى البوشنجي أن جأميع هذه اللفاظ كناية لنه لو قال‬
‫طلقك علي واقتصر عليه ونوى وقع فوصفه بواجأب أو‬
‫فرض يزيده تأكيدا‬
‫وحكى صاحب العدة الخلف فقال لو قال طلقك لزم لي‬
‫فوجأهان‬
‫قال أكثر الصحاب هو صريح‬
‫ولو قال لست بزوجأة لي فالصحيح أنه كناية‬
‫وقيل لغو‬
‫وفي فتاوى القفال أنه لو قال اذهبي إلى بيت أبوي ونوى‬
‫الطلقا إن نواه بقوله اذهبي وقع وإن نواه بمجموع‬
‫اللفظين لم يقع لن قوله إلى بيت أبوي ل يحتمل الطلقا‬
‫بل هو لستدراك مقتضى قوله اذهبي‬
‫وأنه لو قال لها أنت طالقان أو طوالق لم يقع إل طلقة‬
‫وانه لو قال كل امرأة لي طالق إل عمرة ول امرأة له سواها‬
‫طلقت لن الستثناء مستغرقا فبطل‬
‫ولو قال النساء طوالق إل عمرة ول زوجأة له سواها لم‬
‫تطلق‬
‫وإن كانت إمرأته في نسوة فقال طلقت هؤلء إل هذه‬
‫وأشار إلى زوجأته لم تطلق‬
‫وأنه لو قال‬
‫____________________‬

‫) ‪(8/33‬‬

‫لمرأته يا بنتي وقعت الفرقة بينهما عند احتمال السن كما‬
‫لو قاله لعبده أو أمته‬
‫قلت المختار في هذا أنه ل يقع به فرقة إذا لم يكن له نية‬
‫لنه انما يستعمل في العادة للملطفة وحسن المعاشرة‬
‫والله أعلم‬
‫وأنه لو كانت له زوجأة تنسب إلى زوج أمها فقال بنت فلن‬
‫طالق لم تطلق لنها ليست بنته حقيقة ولغيره في هذا‬
‫احتمال‬
‫قلت ينبغي أن يقال إن نواها طلقت ول يضر الغلط في‬
‫نسبها كنظيره في النكاح وإل فل ومراد القفال بقوله لم‬
‫تطلق أي في الظاهر وأما الباطن فيتعين أن يكون كما‬
‫ذكرته‬
‫والله أعلم‬
‫وأنه لو قال نساء المسلمين طوالق لم تطلق امرأته‬
‫وعن غيره أنها تطلق وبنى الخلف على أن المخاطب هل‬
‫يدخل في الخطاب قلت الصح عند أصحابنا في الصول أنه‬
‫ل يدخل وكذا هنا الصح أنها ل تطلق‬
‫والله أعلم‬
‫وأنه لو قال بانت مني امرأتي أو حرمت علي لم يكن إقرارا‬
‫بالطلقا لنه كناية وأنه لو قال أنت بائن ثم قال بعد مدة أنت‬
‫طالق ثلثا وقال أردت بالبائن الطلقا فلم يقع على الثلثا‬
‫لمصادفتها البينونة لم يقبل منه لنه متهم وأنه لو قال‬
‫بطلقك ل أكلم فلنا فكلمه لم تطلق لن الطلقا ل يحلف به‬
‫____________________‬

‫) ‪(8/34‬‬

‫وأنه لو قالت له زوجأته واسمها فاطمة طلقني فقال‬
‫طلقت فاطمة ثم قال نويت فاطمة أخرى طلقت ول يقبل‬
‫قوله لدللة الحال بخلف ما لو قال ابتداء طلقت فاطمة ثم‬
‫قال نويت أخرى‬
‫وقد يشكل هذا بما سبق أن السؤال ل يلحق الكناية بالصريح‬
‫وأنه لو قال طلقت ولم يزد عليه ل يقع الطلقا وإن نوى‬
‫لنه لم يجر للمرأة ذكر ول دللة فهو كما لو قال امرأتي‬
‫ونوى الطلقا وأنه لو قال لولي امرأته زوجأها كان إقرارا‬
‫بالفراقا‬

‫ولو قال لها انكحي لم يكن إقرارا لنها ل تقدر أن تنكح‬
‫ولكن المفهوم منه ما يفهم من قول الله تعالى } حتى تنكح‬
‫زوجأا غيره {‬
‫قلت الصواب أنه كناية إذا خاطبها به بخلف الولي لنه‬
‫صريح فيه‬
‫والله أعلم‬
‫ومما نقل من معلقات القاضي شريح الروياني من أصحابنا‬
‫المتأخرين ما حكاه عن جأده أبي العباس الروياني وغيره أنه‬
‫لو قال أحللتك ونوى طلقها هل هو كناية وجأهان‬
‫قلت الصح أنه كناية‬
‫والله أعلم‬
‫وأنه لو قال أنت بائن وطالق يرجأع إلى نيته في بائن ول‬
‫يجعل قوله وطالق تفسيرا له‬
‫وأنه لو كرر كناية كقوله اعتدي اعتدي اعتدي ونوى الطلقا‬
‫فإن نوى التأكيد وقعت واحدة وإن نوى الستئناف فثلثا‬
‫وإن لم ينو فقولن‬
‫ولو كانت اللفاظ مختلفة ونوى بها الطلقا وقع بكل لفظة‬
‫طلقة‬
‫وأن القفال قطع بأنه لو قال طلقت ونوى امرأته لم تطلق‬
‫لعدم الشارة والسم‬
‫____________________‬

‫) ‪(8/35‬‬

‫ولو قيل له ما تصنع بهذه الزوجأة طلقها فقال طلقت أو‬
‫قال لمرأته طلقي نفسك فقالت طلقت وقع الطلقا لنه‬
‫يترتب على السؤال والتقويض وأنه لو قال أنت بطلقة‬
‫ونوى لم تطلق‬
‫وأنه لو كان له زوجأتان إحداهما فاطمة بنت محمد والخرى‬
‫فاطمة بنت رجأل سماه أبواه أيضا محمدا إل أنه اشتهر في‬
‫الناس بزيد وبه يدعونه فقال الزوج زوجأتي فاطمة بنت‬
‫محمد طالق وقال أردت بنت الذي يدعونه زيدا قال جأدي‬
‫يقبل لن العتبار بتسمية أبويه وقد يكون للرجأل اسمان‬
‫وأكثر وقيل العتبار بالسم المشهور في الناس لنه أبلغ‬
‫في التعريف‬
‫وأنه لو قال امرأتي هذه محرمة علي ل تحل لي أبدا قال‬
‫جأدي ل تطلق لن التحريم قد يكون بغير الطلقا وقد يظن‬

‫التحريم المؤبد باليمين على ترك الجماع وقيل يحكم عليه‬
‫بالبينونة لمقتضى هذا اللفظ وأنه لو قيل لرجأل اسمه زيد يا‬
‫زيد فقال امرأة زيد طالق قال جأدي تطلق امرأته‬
‫وقال غيره ل تطلق حتى يريد نفسه لجواز إرادة زيد خر‬
‫وليجيء هذا الوجأه فيما إذا قال فاطمة طالق واسم زوجأته‬
‫فاطمة ويشبه أن يكون هو الصح ليكون قاصدا تطليق‬
‫زوجأته وأنه لو قيل طلقت امرأتك فقال اعلم أن المر على‬
‫ما تقوله فهل يكون هذا إقرارا بالطلقا وجأهان حكاهما‬
‫جأدي أصحهما ليس باقرار لنه أمره أن يعلم ولم يحصل هذا‬
‫العلم وأنها لو ادعت أنه طلقها ثلثا فأنكر ثم قال لفقيه‬
‫اكتب لها ثلثا قال جأدي يحتمل كونه كناية ويحتمل أن ل‬
‫يكون وأنه لو قال امرأتي التي في هذه الدار طالق ولم تكن‬
‫امرأته فيها ل يقع الطلقا وأنه لو قال رددت عليك الطلقات‬
‫الثلثا ونوى وقع الثلثا‬
‫وأنه لو قال امرأته طالق وعنى نفسه قال جأدي يحتمل‬
‫وقوع الطلقا ويحتمل عدمه‬
‫____________________‬

‫) ‪(8/36‬‬

‫قلت الوقوع أرجأح‬
‫والله أعلم‬
‫وأنه لو قال لبنه قل لمك أنت طالق قال جأدي إن أراد‬
‫التوكيل فإذا قاله لها البن طلقت ويحتمل أن يقع ويكون‬
‫البن مخبرا لها بالحال‬
‫وأنه لو قال كل امرأة في السكة طالق وزوجأته في السكة‬
‫طلقت على الصح‬
‫وأنه لو وكل في طلقها فقال الوكيل طلقت من يقع‬
‫الطلقا عليها بلفظي هل تطلق التي وكله في طلقها أو‬
‫طلقها ولم ينو عند الطلقا أن يطلق لموكله ففي الوقوع‬
‫وجأهان‬
‫في فتاوي القاضي حسين أنه لو قيل له فعلت كذا فأنكر‬
‫فقيل له إن كنت فعلته فامرأتك طالق قال نعم لم تطلق‬
‫لنه لم يوقعه‬
‫قال البغوي ينبغي أن يكون على القولين فيمن قيل له‬
‫طلقتها قال نعم‬
‫وفي المستدرك للمام اسماعيل البوشنجي أنه لو قال‬

‫لزوجأته وهبتك لهلك أو لبيك أو للزواج أو للجأانب ونوى‬
‫الطلقا طلقت كقوله الحقي بأهلك‬
‫وأنه لو قال لمرأته أنت كذا ونوى الطلقا لم تطلق‬
‫وكذا لو علق بصفة فقال إن لم أدخل الدار فأنت كذا ونوى‬
‫لم تطلق لنه ل إشعار له بالفرقة فأشبه إذا قال إن لم‬
‫أدخل الدار فأنت كما أضمر ونوى الطلقا فانها ل تطلق وأنه‬
‫لو قال أربع طرقا عليك مفتوحة فخذي أيها شئت أو لم يقل‬
‫خذي أيها شئت أو قال فتحت عليك طريقك فكناية‬
‫وقال أبو بكر الشاشي إذا لم يقل خذي أيها شئت فليس‬
‫كناية ووافق في قوله فتحت عليك طريقك‬
‫____________________‬

‫) ‪(8/37‬‬

‫أنه كناية‬
‫وأنه لو قال خذي طلقك فقالت أخذت لم تطلق ما لم توجأد‬
‫نية اليقاع من الزوج بقوله خذي أو من المرأة إن حمل قوله‬
‫على تفويض الطلقا إليها‬
‫وفي القناع لقضى القضاة الماوردي أن قوله لعل الله‬
‫يسوقا إليك خيرا كناية وذكر هو وغيره أن قوله بارك الله لك‬
‫كناية بخلف قوله بارك الله فيك‬
‫وفي فتاوى الغزالي إذا كتب الشروطي إقرار رجأل بالطلقا‬
‫فقال له الشهود نشهد عليك بما في هذا الكتاب فقال‬
‫اشهدوا ل يقع الطلقا بينه وبين الله تعالى بل لو قال‬
‫اشهدوا على أني طلقتها أمس وهو كاذب لم يقع فيما بينه‬
‫وبين الله تعالى‬
‫وفي التتمة أنه لو قال لواحدة من نسائه أنت طالق مائة‬
‫طلقة فقالت تكفيني ثلثا فقال الباقي على صواحبك ل‬
‫يقع على صواحبها طلقا لنه لم يخاطبهن وإنما رد عليها‬
‫شيئا لغيا فإن نوى به الطلقا كان طلقا وكان التقدير أنت‬
‫طالق بثلثا وهن طوالق بالباقي وأنه لو قال كل امرأة‬
‫أتزوجأها فهي طالق وأنت يا أم أولدي قال أبو عاصم‬
‫العبادي ل تطلق وهو كما قال غيره لو قال لزوجأته نساء‬
‫العالمين طوالق وأنت يا فاطمة ل تطلق لنه عطف على‬
‫نسوة لم يطلقن وأنه لو قال له رجأل فعلت كذا فأنكر فقال‬
‫الرجأل الحل عليك حرام والنية نيتي أنك ما فعلت فقال‬
‫الحل علي حرام والنية نيتك ما فعلته لغا قوله النية نيتك‬
‫ويكون الحكم كما لو تلفظ بهذا اللفظ ابتداء ولو قال له لما‬

‫أنكر امرأتك طالق إن كنت كاذبا فقال طالق وقال ما أردت‬
‫طلقا امرأتي يقبل لنه لم توجأد إشارة إليها ول تسمية وإن‬
‫لم يدع إرادة غيرها حكم بوقوع الطلقا وبالله التوفيق‬
‫____________________‬

‫) ‪(8/38‬‬

‫فرع قال أنت طالق ثلثا أو ل باسكان الواو ل يقع‬
‫قال المتولي كما لو قال هل أنت طالق ولو قال أنت طالق‬
‫أول بتشديد الواو وهو يعرف العربية طلقت‬
‫الطرف الثاني في الفعال القائمة مقام اللفظ الشارة‬
‫والكتب يدلن على الطلقا فأما الشارة فمعتبرة من‬
‫الخرس في وقوع الطلقا وتقوم إشارته مقام عبارة‬
‫الناطق في جأميع العقود والحلول والقارير والدعاوي لكن‬
‫في شهادته خلف‬
‫وإذا أشار في صلته بطلقا أو بيع أو غيرهما صح العقد‬
‫قطعا ول تبطل صلته على الصحيح ثم منهم من أدار الحكم‬
‫على إشارته المفهومة وأوقع الطلقا بها نوى أم لم ينو‬
‫وكذا فصل البغوي‬
‫وقال المام وآخرون إشارته منقسمة إلى صريحة مغنية عن‬
‫النية وهي التي يفهم منها الطلقا كل واقف عليها وإلى‬
‫كناية مفتقرة إلى النية وهي التي يفهم الطلقا بها‬
‫المخصوص بالفطنة والذكاء‬
‫ولو بالغ في الشارة ثم ادعى أنه لم يرد الطلقا وأفهم هذه‬
‫الدعوى‬
‫قال المام هو كما لو فسر اللفظة الشائعة في الطلقا‬
‫بغيره‬
‫فرع سواء في اعتبار إشارة الخرس قدر على الكتابة أم ل‬
‫هكذا المام ويوافقه إطلقا الجمهور‬
‫وقال المتولي إنما تعتبر إشارته إذا لم يقدر على‬
‫____________________‬

‫) ‪(8/39‬‬

‫كتابة مفهمة‬
‫فالكتابة هي المعتبرة لنها أضبط وينبغي أن يكتب مع ذلك‬

‫إني قصدت الطلقا‬
‫فرع إذا كتب الخرس الطلقا فثلثة أوجأه‬
‫الصحيح أنه كناية فيقع الطلقا إذا نوى وإن لم يشر معها‬
‫والثاني ل بد من الشارة والثالث هو صريح قاله الشيخ أبو‬
‫محمد‬
‫فصل القادر على النطق إشارته بالطلقا ليست صريحة وإن‬
‫أفهم بها كل أحد وليست كناية أيضا على الصح‬
‫ولو قال لحدى زوجأتيه أنت طالق وهذه ففي افتقار طلقا‬
‫الثانية إلى نية وجأهان‬
‫ولو قال امرأتي طالق وأشار إلى إحدهما ثم قال أردت‬
‫الخرى فوجأهان‬
‫أحداهما يقبل‬
‫والثاني ل يقبل بل تطلقان جأميعا‬
‫فصل إذا كتب القادر بطلقا زوجأته نظر إن قرأ ما كتبه‬
‫وتلفظ حال الكتابة أو بعدها طلقت وإن لم يتلفظ نظر إن‬
‫لم ينو إيقاع الطلقا لم تطلق على الصحيح وقيل تطلق‬
‫وتكون الكتابة صريحا وليس بشىء‬
‫وإن نوى ففيه أقوال وأوجأه وطرقا مختصرها ثلثة أقوال‬
‫أظهرها تطلق مطلقا والثاني ل والثالث تطلق إن كانت‬
‫غائبة عن المجلس وإل فل‬
‫وهذا الخلف جأار في سائر التصرفات التي ل تفتقر إلى‬
‫قبول كالعتاقا والبراء والعفو عن القصاص وغيرها بل‬
‫فرقا‬
‫____________________‬

‫) ‪(8/40‬‬

‫وأما ما يحتاج إلى قبول فهو نكاح وغيره أما غيره كالبيع‬
‫والهبة والجأارة ففي انعقادها بالكتب خلف مرتب على‬
‫الطلقا وما في معناه إن لم يعتبر الكتب هناك فهنا أولى‬
‫وإل فوجأهان للخلف في انعقاد هذه التصرفات بالكنايات‬
‫ولن القبول فيها شرط فيتأخر عن اليجاب والشبه‬
‫النعقاد‬
‫ومن قال به جأعل تمام اليجاب بوصول الكتاب حتى يشترط‬
‫اتصال القبول به‬
‫وفي وجأه ل يشترط ذلك بل يراعى التواصل اللئق بين‬
‫الكتابين وقد أشرنا إلى هذا كله في أول البيع وذكرنا عن‬

‫بعضهم أن المشتري لو قبل بالقول كان أقوى من أن يكتب‬
‫وكذا ذكره المام‬
‫وأما النكاح ففيه خلف مرتب والمذهب منعه بسبب‬
‫الشهادة فل اطلع للشهود على النية‬
‫ولو قال بعد المكاتبة نوينا كان شهادة على إقرارهما ل على‬
‫نفس العقد ومن جأوز اعتمد الحاجأة‬
‫وإذا قلنا ينعقد البيع والنكاح بالمكاتبة فذلك في حال الغيبة‬
‫فأما عند الحضور فخلف مرتب‬
‫وحيث حكمنا بانعقاد النكاح بالمكاتبة يكتب زوجأتك بنتي‬
‫ويحضر الكتاب عدلن ول يشترط أن يحضرهما ول أن يقول‬
‫اشهدا‬
‫فإذا بلغه فيقبل لفظا‬
‫أو يكتب القبول ويحضر القبول شاهدا اليجاب فإن شهده‬
‫آخران فوجأهان‬
‫أصحهما المنع ومن جأوزه احتمله كما احتمل الفصل بين‬
‫اليجاب والقبول‬
‫ثم إذا قبل لفظا أو كتابة يشترط كونه على الفور وفيه وجأه‬
‫ضعيف سبق‬
‫فرع كتب إليه وكلتك في بيع كذا من مالي أو إعتاقا عبدي‬
‫الوكالة ل تفتقر إلى القبول فهو ككتب الطلقا وإل فكالبيع‬
‫ونحوه‬
‫____________________‬

‫) ‪(8/41‬‬

‫فرع كتب زوجأتي طالق أو يا فلنة أنت طالق‬
‫أو كل زوجأة لي فهي طالق فإن قرأ ما كتبه فقد ذكرنا أنها‬
‫تطلق‬
‫فلو قال لم أنو الطلقا وإنما قصدت قراءة ما كتبته وحكايته‬
‫ففي قبوله ظاهرا وجأهان مشبهان بالوجأهين فيما لو حل‬
‫الوثاقا وقال أنت طالق وفائدة الخلف إنما تظهر إذا لم‬
‫يجعل الكتب صريحا ول كناية أو قلنا كناية وأنكر اقتران النية‬
‫فرع إذا أوقعنا الطلقا بالمكاتبة نظر في صورة المكتوب إن‬
‫كتب أما بعد فأنت طالق طلقت في الحال سواء وصلها‬
‫الكتاب أم ضاع‬
‫وإن كتب إذا قرأت كتابي فأنت طالق لم يقع بمجرد البلوغ‬

‫بل عند القراءة‬
‫فإن كانت تحسن القراءة طلقت إذا قرأته قال المام‬
‫والمعتبر أن تطلع على ما فيه‬
‫واتفق علماؤنا على أنها إذا طالعته وفهمت ما فيه طلقت‬
‫وإن لم تتلفظ بشىء‬
‫فلو قرأه غيرها عليها فهل يقع الطلقا لن المقصود‬
‫اطلعها أم ل لعدم قراءتها مع المكان وجأهان‬
‫أصحهما الثاني وبه قطع البغوي‬
‫وإن كانت ل تحسن القراءة طلقت إذا قرأه عليها شخص‬
‫على الصحيح‬
‫وقيل ل تطلق أصل‬
‫ولو كان الزوج ل يعلم أهي قارئة أم ل فيجوز أن ينعقد‬
‫التعليق على قراءتها بنفسها نظرا إلى حقيقته ويجوز أن‬
‫ينعقد على الفهم والطلع لنه القدر المشترك بين الناس‬
‫والول أقرب‬
‫أما إذا كتب‬
‫____________________‬

‫) ‪(8/42‬‬

‫إذا أتاك كتابي أو بلغك أو وصل إليك كتابي فأنت طالق فل‬
‫يقع الطلقا قبل أن يأتيها فإن انمحى جأميع المكتوب فبلغها‬
‫القرطاس بحيث ل يمكن قراءته لم تطلق كما لو ضاع‬
‫وقيل تطلق إذ يقال أتى كتابه وقد انمحى والصحيح الول‬
‫وإن بقي أثر وأمكنت قراءته طلقت كما لو وصل بحاله وإن‬
‫وصلها بعض الكتاب دون بعضه فخرم الكتاب أربعة أقسام‬
‫أحدها موضع الطلقا فإن كان هو الضائع أو انمحى ما فيه‬
‫فثلثة أوجأه‬
‫أصحها ل تطلق والثاني تطلق والثالث إن قال إذا جأاءك‬
‫كتابي وقع وإن قال إذا جأاءك كتابي هذا أو الكتاب فل‬
‫الثاني موضع سائر مقاصد الكتاب ومنه ما يعتذر به عن‬
‫الطلقا ويوبخها عليه من الفعال الملجئة إلى الطلقا فإن‬
‫كان الخلل فيه بالتخرقا والنمحاء وبقي موضع الطلقا‬
‫وغيره ففيه الوجأه الثلثة والوقوع هنا أولى وبه قال أبو‬
‫إسحق لوصول المقصود ويحسن العتماد على الوجأه الثالث‬
‫في الصورتين‬
‫الثالث موضع السوابق واللواحق كالتسمية وصدر الكتاب‬
‫والحمد والصلة‬

‫فإذا كان الخلل فيه والمقاصد باقية ففيه الوجأه لكن الصح‬
‫هنا الوقوع‬
‫قال المام وكنت أود أن يفرقا في هذه الصور الثلثا بين أن‬
‫يبقى معظم الكتاب أم يختل فإن للمعظم أثرا في بقاء‬
‫السم وعدمه‬
‫قلت هذا الذي أشار إليه المام هو وجأه ذكره في‬
‫المستظهري لكنه لم يطرده فيما إذا انمحى موضع الطلقا‬
‫لم يقع عنده‬
‫وعند سائر العراقيين قطعا ولفظه وقيل إن وجأد أكثر‬
‫الكتاب طلقت‬
‫والله أعلم‬
‫____________________‬

‫) ‪(8/43‬‬

‫الرابع البياض في أول الكتاب وآخره‬
‫المذهب أنه ل عبرة‬
‫بزواله وقيل يطرد الخلف‬
‫أما إذا كتب إذا بلغك كتابي فأنت طالق فإن بلغ موضع‬
‫الطلقا وقع بل تفصيل ول خلف وإن بلغ ما سواه وبطل‬
‫موضع الطلقا لم تطلق‬
‫فرع كتب إذا بلغك كتابي فأنت طالق وكتب أيضا إذا وصل‬
‫إليك فأنت طالق فبلغها وقعت طلقتان للصفتين‬
‫ولو كان التعليق بقراءتها فقرأت بعضه دون بعض فعلى ما‬
‫ذكرناه في وصول بعضه دون بعض‬
‫فرع كتب كتابه ونوى فككتب الصريح‬
‫ولو أمر الزوج أجأنبيا فكتب ونوى الزوج لم تطلق كما لو قال‬
‫للجأنبي قل لزوجأتي أنت بائن ونوى الزوج ل تطلق‬
‫فرع كتب إذا بلغك نصف كتابي هذا فأنت طالق فبلغها كله‬
‫فهل الكل على النصف أم ل لن النصف في مثل هذا يراد به‬
‫المنفرد وجأهان‬
‫قلت الصح الوقوع‬
‫والله أعلم‬
‫____________________‬

‫) ‪(8/44‬‬

‫فرع الكتب على الكاغد والرقا واللوح والنقر في الحجر‬
‫والخشب سواء في الحكم ول عبرة برسم الحروف على‬
‫الماء والهواء لنها ل تثبت‬
‫قال المام ول يمتنع أن يلحق هذا بالشارة المفهمة ولك أن‬
‫تمنعه لن هذا إشارة إلى الحروف ل إلى معنى الطلقا وهو‬
‫البعاد‬
‫قلت ولو خط على الرض وأفهم فكالخط على الورقا ذكره‬
‫المام والمتولي وغيرهما وقد سبق في كتاب البيع‬
‫والله أعلم‬
‫فرع قالت أتاني كتاب الطلقا فأنكر أنه كتبه أو أنه نوى‬
‫صدقا شهد شهود أنه خطه لم تطلق بمجرد ذلك بل يحتاج مع‬
‫ذلك إلى إثبات قراءته أو نيته‬
‫فرع كتب أنت طالق ثم استمد فكتب إذا أتاك كتابي فإن‬
‫احتاج لم تطلق حتى يبلغها الكتاب وإل طلقت في الحال‬
‫فرع حرك لسانه بكلمة الطلقا ولم يرفع صوته قدرا يسمع‬
‫نفسه قال المتولي حكى الزجأاجأي أن المزني نقل فيه‬
‫قولين‬
‫أحدهما تطلق لنه أقوى من الكتب مع النية‬
‫والثاني ل لنه ليس بكلم ولهذا يشترط في قراءة الصلة‬
‫أن يسمع نفسه‬
‫____________________‬

‫) ‪(8/45‬‬

‫قلت الظهر الثاني لنه في حكم النية المجردة بخلف‬
‫الكتب فإن المعتمد في وقوع الطلقا به حصول الفهام ولم‬
‫يحصل هنا‬
‫والله أعلم‬
‫الطرف الثالث في التفويض يجوز أن يفوض إلى زوجأته‬
‫طلقا نفسها فإذا فوض فقال طلقي نفسك إن شئت فهل‬
‫هو تمليك للطلقا أم توكيل به قولن‬
‫أظهرهما تمليك وهو الجديد فعلى هذا تطليقها يتضمن‬
‫القبول ول يجوز لها تأخيره فلو أخرت بقدر ما ينقطع‬
‫القبول عن اليجاب ثم طلقت لم يقع‬
‫وقال ابن القاص وغيره ل يضر التأخير ما داما في المجلس‬
‫وقال ابن المنذر لها أن تطلق متى شاءت ول يختص‬

‫بالمجلس والصحيح الول وبه قال الكثرون‬
‫ولو قال طلقي نفسك بألف أو على ألف إن شئت فطلقت‬
‫وقع بائنا وهذا تمليك بعوض‬
‫وإذا لم يجر عوض فهو كالهبة‬
‫قال القفال ولو قال طلقي نفسك فقالت كيف يكون‬
‫تطليقي لنفسي ثم قال طلقت وقع الطلقا ولم يكن هذا‬
‫القدر قاطعا وهذا تفريع على أن الكلم اليسير ل يضر تخلله‬
‫أما إذا قلنا التفويض توكيل ففي اشتراط قبولها الخلف‬
‫المذكور في سائر الوكالت ويجيء الوجأه الفارقا بين صيغة‬
‫المر بأن يقول طلقي نفسك‬
‫وصيغة العقد كقوله وكلتك في طلقا نفسك‬
‫وهل يجوز تأخير التطليق على هذا القول وجأهان‬
‫أصحهما نعم فتطلق متى شاءت كتوكيل الجأنبي‬
‫والثاني وبه قال القاضي حسين البغوي ل وطرده القاضي‬
‫فيما لو قال وكلتك في طلقا نفسك‬
‫أما إذا قال طلقي نفسك متى شئت فيجوز التأخير قطعا‬
‫وللزوج أن يرجأع‬
‫____________________‬

‫) ‪(8/46‬‬

‫فيه قبل أن تطلق نفسها إن جأعلناه توكيل وكذا إن جأعلناه‬
‫تمليكا على الصحيح ومنعه ابن خيران‬
‫ولو قال إذا جأاء رأس الشهر فطلقي نفسك فإن قلنا تمليك‬
‫لغا وليس لها التطليق إذا جأاء رأس الشهر‬
‫وإن قلنا توكيل جأاز كتوكيل الجأنبي‬
‫وعلى هذا لو قال إذا جأاء رأس الشهر فطلقي نفسك إن‬
‫ضمنت لي ألفا أو قال طلقي نفسك ان ضمنت لي ألفا بعد‬
‫شهر فإذا طلقت نفسها على ألف بعد مضي الشهر طلقت‬
‫ولزمها اللف‬
‫قال اسماعيل البوشنجي لو قال لجأنبي إذا جأاء رأس‬
‫الشهر فأمر امرأتي بيدك فإن كان قصده بذلك إطلقا‬
‫الطلقا له بعد انقضاء الشهر فله التطليق بعد أي وقت شاء‬
‫إل أن يطرأ منع وإن أراد تقييد المر برأس الشهر تقيد‬
‫الطلقا به وليس له التطليق بعده ولو قال إذا مضى هذا‬
‫الشهر فأمرها بيدك فمقتضاه إطلقا الذن بعده فيطلقها‬

‫بعده متى شاء ولو قال أمرها بيدك إلى شهر أو شهرا فله‬
‫أن يطلقها إلى شهر وليس له تطليقها بعده‬
‫وهذه الحكام في حق الزوجأة كهي في حق الجأنبي إذا‬
‫جأعلنا التفويض اليها توكيل‬
‫فرع قال طلقي نفسك فقالت طلقت نفسي أو أنا طالق‬
‫إذا قدم يقع الطلقا إذا قدم لنه لم يملكها التعليق وكذا‬
‫حكم الجأنبي وفيها وجأه حكاه الحناطي‬
‫____________________‬

‫) ‪(8/47‬‬

‫ولو قال لها علقي طلقك ففعلت أو قاله لجأنبي ففعل لم‬
‫يصح لن تعليق الطلقا يجري مجرى اليمان فل يدخله نيابة‬
‫وقيل يصح وقيل إن علق على صفة توجأد ل محالة كطلوع‬
‫الشمس ورأس الشهر صح لن مثل هذا التعليق ليس بيمين‬
‫وإن كانت محتملة الوجأود كدخول الدار لم يصح لنه يمين‬
‫والصحيح هو الول وبه قطع البغوي‬
‫فرع تفويض العتاقا إلى العبد كتفويض التطليق إلى‬
‫الزوجأة في الحكام‬
‫فصل كما يجوز التفويض بصريح الطلقا ويعتد من المفوض‬
‫إليها بالصريح كذلك ول يشترط توافق لفظيهما إل أن يقيد‬
‫التفويض‬
‫فإذا قال أبيني نفسك أو بتي فقالت آبنت أو بتت ونويا‬
‫طلقت‬
‫وإن لم ينو أحدهما لم تطلق‬
‫ولو قال طلقي نفسك فقالت أبنت نفسي أو أنا خلية أو‬
‫برية ونوت طلقت على الصحيح‬
‫وقال ابن خيران وأبو عبيد بن خربويه ل تطلق‬
‫ولو قال طلقي نفسك فقالت للزوج طلقتك ففيه هذا‬
‫الخلف ويجري الخلف في عكسه بأن يقول أبيني نفسك أو‬
‫فوضت إليك أمرك أو ملكتك نفسك أو أمرك بيدك وينوي‬
‫فتقول طلقت نفسي قال القاضي حسين وغيره ويجري‬
‫فيما لو قال لجأنبي طلقها فقال أبنتها ونوى أو قال أبنها‬
‫ونوى فقال طلقتها‬
‫____________________‬

‫) ‪(8/48‬‬

‫ولو قال لها أبيني نفسك ونوى فقالت أنا خلية ونوت فإن‬
‫قلنا بالصحيح طلقت وعلى قول ابن خيران وجأهان‬
‫أصحهما تطلق لن العتماد هنا على النية واللفظ غير‬
‫مستقل بخلف اختلف الصريح والكناية‬
‫ولو قال طلقي نفسك بصريح الطلقا أو قال بكناية الطلقا‬
‫فعدل عن المأذون فيه إلى غيره لم تطلق بل خلف‬
‫ولو قال طلقي نفسك فقالت سرحت نفسي طلقت بل‬
‫خلف لشتراكهما في الصراحة‬
‫فرع قال لها اختاري نفسك ونوى تفويض الطلقا فقالت‬
‫اخترت نفسي أو اخترت ونوت وقعت طلقة‬
‫ولو قال اختاري ول