PUBLIKASI PENDIDIKAN: Kumpulan Kitab Islam Klasik ⌐φαí ƒΘ߃Θá∩δ 009
http://www.shamela.ws
تم إعداد هذا الملف آليا بواسطة المكتبة الشاملة
روضة الطالبين وعمدة المفتين
النووي
سنة الولدة /سنة الوفاة
تحقيق
الناشر المكتب السلمي
سنة النشر 1405
مكان النشر بيروت
عدد الجأزاء 12
والذي حكاه المتولي عن القفال أنه إن نوى غير الزوجأة
فذاك وإل فيقع الطلقا للعرف
قلت الرحج الذي قطع به العراقيون والمتقدمون أنه كناية
مطلقا ( 212 ) 2
والله أعلم
وأما البلد التي ل يشتهر فيها هذا اللفظ للطلقا فهو كناية
في حق أهلها بل خلف ( 222 ) 2
وفي فتاوى القاضي حسين أنه لو كان له امرأتان فقال
حلل الله علي حرام إن دخلت الدار فدخل تطلق كل واحدة
منهما طلقة ويوافقه ما ذكره البغوي في الفتاوى أنه لو
قال حلل الله علي حرام وله أربع نسوة طلقن كلهن إل أن
يريد بعضهن لكن ذكر بعده أنه لو قال إن فعلت كذا فحلل
الله علي حرام وله امرأتان ففعل طلقت إحداهما لنه
اليقين ويؤمر بالتعيين قال ويحتمل غيره فحصل تردد
قلت الظاهر المختار الجاري على القواعد أنه إذا لم ينوهما
ل تطلق إل إحداهما أو إحداهن لن السم يصدقا عليه فل
يلزمه زيادة وقد صرح بهذا جأماعة من المتأخرين وهذا إذا
نوى ب حلل الله علي حرام الطلقا وجأعلناه صريحا فيه
والله أعلم
فصل وأما الكناية فيقع بها الطلقا مع النية بالجأماع ول
يقع بل نية وهي كثيرة كقوله أنت خلية وبرية وبتة وبتلة
وبائن وحرام وحرة وأنت واحدة واعتدي واستبرئي رحمك
والحقي بأهلك وحبلك على غاربك ول أنده سربك أي ل أزجأر
إبلك ومعناه ل أهتم بشأنك واغربي واعزبي واخرجأي
واذهبي وسافري وتجنبي وتجردي وتقنعي وتستري
والزمي الطريق وبيني
____________________
) (8/26
وأبعدي وودعيني ودعيني وبرئت منك ول حاجأة لي فيك
وأنت وشأنك وأنت مطلقة ومنطلقة وتجرعي وذوقي
وتزودي وما أشبه ذلك
وفي قوله اشربي وجأهان الصح المنصوص كناية
وقال أبو إسحق ليس كناية بل هو لغو وكلي كاشربي كناية
على المذهب وقيل ليس كناية قطعا
وفي قوله أغناك الله وقوله قومي وجأهان أصحهما ليس
كناية
أما اللفاظ التي ل تحتمل الطلقا إل على تقدير متعسف
فل أثر لها فل يقع بها طلقا وإن نوى وذلك كقوله بارك الله
فيك وأحسن الله جأزاءك وما أحسن وجأهك وتعالي واقربي
واغزلي واسقيني وأطعميني وزوديني واقعدي وما أشبه
ذلك وحكي وجأه في اقعدي وأحسن الله جأزاءك وزوديني
ونحوها أنها كناية وهو ضعيف
فرع قال لزوجأته أنت حرة أو معتقة أو أعتقتك ونوى الطلقا
طلقت
ولو قال لعبده طلقتك ونوى العتق عتق
وللمناسبة والمشاركة بين الملكين يصلح كل واحدة منهما
كناية في الخر وكما أن صريح كل واحد منهما كناية في
الخر فكناياتها مشتركة مؤثرة في العقدين جأميعا بالنية
لكن لو قال للعبد اعتد أو استبرىء رحمك ونوى العتق لم
ينفذ لستحالته في حقه ولو قال ذلك لمته ونوى العتق أو
لزوجأته قبل الدخول ونوى العتق نفذ على الصح والظهار
والطلقا ليس أحدهما كناية في الخر
ولو قال لمته أنت علي كظهر أمي ونوى العتق عتقت على
الصحيح وقيل ل لنه ل يزيل الملك يخلف الطلقا
____________________
) (8/27
فصل قال لزوجأته أنت علي حرام أو محرمة أو حرمتك بأن
نوى الطلقا نفذ رجأعيا فإن نوى عددا وقع ما نوى
وحكى الحناطي وجأها أنه ل يكون طلقا إذا قلنا إنه صريح
في اقتضاء الكفارة كما سنذكره إن شاء الله تعالى قريبا
وهذا وإن كان غريبا ففيه وفاء بالقاعدة المعروفة أن
اللفظ الصريح إذا وجأد نفاذا في موضوعه ل ينصرف إلى
غيره بالنية وإن نوى الظهار فهو
ظهار وإن نواهما معا فهل يكون ظهارا أم طلقا أم تخير
فما اختاره منهما ثبت فيه أوجأه أصحها الثالث وبه قال ابن
الحداد وأكثر الصحاب ول ينعقد الثنان معا قطعا
ولو نوى أحدهما قبل الخر قال ابن الحداد إن أراد الظهار
ثم أراد الطلقا صحا جأميعا وإن أراد الطلقا أول فإذا كان
بائنا فل معنى للظهار بعده وإن كان رجأعيا كان الظهار
موقوفا فإن راجأعها فهو صحيح والرجأعة عود وإل فهو لغو
قال الشيخ أبو علي هذا التفصيل فاسد عندي لن اللفظ
الواحد إذا لم يجز أن يراد به التصرفان لم يختلف الحكم
بارادتهما معا أو متعاقبين وإن نوى تحريم عينها أو فرجأها
أو وطئها لم تحرم عليه ويلزمه كفارة يمين كما لو قال ذلك
لمته
وفي وقت وجأوب الكفارة وجأهان أحدهما ل يجب إل عند
الوطء ويكون هذا اللفظ مع نية التحريم كاليمين على ترك
الوطء وعلى هذا الوجأه يكون مؤليا بقوله أنت علي حرام
لوجأوب الكفارة بالوطء كقوله والله ل أطؤك
والثاني وهو الصحيح أن الكفارة تجب في الحال وإن لم يطأ
وهي ككفارة اليمين وليست كفارة يمين لن اليمين ل
تنعقد إل بأسماء الله تعالى وصفاته فعلى هذا لو قال أردت
الحلف على ترك الوطء لم يقبل على الصحيح لما ذكرناه
وقيل يقبل
____________________
) (8/28
وينعقد يمينا فعلى هذا هل يصير لفظ التحريم يمينا بالنية
في غير الزوجأات والماء كالطعام واللباس وغيرهما أم
يختص بالبضاع وجأهان
قلت أصحهما يختص
والله أعلم
وإن أطلق قوله أنت علي حرام ولم ينو شيئا فقولن
أظهرهما وجأوب الكفارة وقوله أنت علي حرام صريح في
لزوم الكفارة والثاني ل شيء عليه وهذا اللفظ كناية في
لزوم الكفارة وهذا التفصيل مستمر فيمن قال أنت علي
حرام في بلد لم يشتهر فيها لفظ الحرام في الطلقا
وفيمن قاله في بلد اشتهر فيها للطلقا إذا قلنا إن الشيوع
والشتهار ل يجعله صريحا فأما إذا قلنا إنه يصير به صريحا
فمقتضى ما في التهذيب أنه يتعين للطلقا ول تفصيل
وقال المام ل يمنع ذلك صرف النية إلى التحريم الموجأب
للكفارة كما أنا وإن جأعلناه صريحا في الكفارة عند الطلقا
يجوز صرفه بالنية إلى الطلقا قال وإذا أطلق وجأعلناه
صريحا في الكفارة بني على أن الصرائح تؤخذ من الشيوع
فقط أم منه ومن ورود الشرع به إن قلنا بالول حمل على
الغالب في الستعمال وإن قلنا بالثاني فهل يثبت الطلقا
لقوته أم يتدافعان فيه رأيان ( 222 ) 2
فرع قول الغزالي في الوسيط إن نوى التحريم كان يمينا
هذا غلط الصواب ما اتفق عليه جأميع الصحاب أنه ليس
بيمين لكن فيه كفارة يمين
فرع قال لمته أنت علي حرام أو حرمتك فإن نوى العتق
عتقت طلقا أو ظهارا فهو لغو قال ابن الصباغ وعندي أن
نية الظهار كنية التحريم
____________________
) (8/29
وإن نوى تحريم عينها لم تحرم ويلزمه كفارة يمين وإن
أطلق ولم ينو شيئا لزمته الكفارة على الظهر
وقيل قطعا
ولو قال ذلك لمته التي هي اخته ونوى تحريم عينها أو لم
ينو شيئا لم تلزمه الكفارة لنه صدقا في وصفها وإنما تجب
الكفارة لوصفه الحلل بالحرمة
ولو كانت المة معتدة أو مرتدة أو مجوسية أو مزوجأة أو
كانت الزوجأة محرمة أو معتدة عن شبهة ففي وجأوب
الكفارة وجأهان لنها محل لستباحة في الجملة
ولو كانت حائضا أو نفساء أو صائمة وجأبت على المذهب
لنها عوارض
ولو خاطب به الرجأعية فل كفارة على المذهب ونقل
الحناطي فيه خلفا
فرع قال هذا الثوب أو العبد أو الطعام حرام علي فهو لغو
به كفارة ول غيرها
فرع قال كل ما أملكه حرام علي وله زوجأات وإماء ونوى
تحريمهن أطلق وجأعلناه صريحا أو قال لربع زوجأات أنتن
علي حرام فهل تتعدد الكفارة أم تكفي كفارة واحدة عن
جأميع ذلك فيه خلف المذهب الكتفاء في الجميع وقيل
تتعدد بالشخاص وقيل للزوجأات كفارة والماء أخرى وقيل
وللمال أخرى حكاه الحناطي
قال لزوجأته أنت علي حرام أنت علي حرام ونوى التحريم أو
جأعلناه صريحا فإن قال ذلك في مجلس أو قاله في مجالس
ونوى التأكيد فعليه كفارة واحدة وإن قاله في مجالس
ونوى الستئناف تعددت الكفارة على الصح
____________________
) (8/30
وقيل عليه كفارة فقط وإن أطلق فقولن
فرع قال أنت حرام ولم يقل علي قال البغوي هو كناية بل
قال أنت علي كالميتة والدم والخمر أو الخنزير وقال أردت
الطلقا أو الظهار نفذ وإن نوى التحريم لزمته الكفارة
وإن أطلق فظاهر النص أنه كالحرام فيكون على الخلف
وعلى هذا جأرى المام والذي ذكره البغوي وغيره أنه ل
شىء عليه قال الحناطي الخلف هنا مرتب على لفظ
الحرام وهنا أولى بأن ل يكون صريحا وحكى قول شاذا أنه ل
كفارة وإن نوى التحريم
قال الشيخ أبو حامد ولو قال أردت أنها حرام علي فإن
جأعلناه صريحا وجأبت الكفارة وإل فل ( 212 ) 2لنه ليس
للكناية كناية وتبعه على هذا جأماعة ول يكاد يتحقق هذا
التصوير ولو قال أردت أنها كالميتة في الستقذار صدقا ول
شىء عليه
فرع قال اسماعيل البوشنجي إنما يقع الطلقا بقوله أنت
حرام علي إذا نوى حقيقة الطلقا وقصد إيقاعه بهذا اللفظ
أما إذا لم ينو كذلك فل يقع وإن اعتقد قوله أنت علي حرام
موقعا وظن أنه قد وقع طلقه
فرع قال متى قلت لمرأتي أنت علي حرام فإني أريد به
الطلقا لها بعد مدة أنت علي حرام فهل يحمل على الطلقا
أم يكون كما لو ابتدأ به وجأهان خرجأهما أبو العباس الروياني
قلت أصحهما الثاني
والله أعلم
____________________
) (8/31
فرع تكرر في كلم الصحاب في المسألة أن قوله أنت علي
في الكفارة أم كناية وفي الحقيقة ليس لزوم الكفارة
معنى اللفظة حتى يقال صريح فيه أم كناية وإنما هو حكم
رتبه الشرع على التلفظ به
واختلفوا في أنه يتوقف على نية التحريم أم ل فتوسعوا
باطلقا لفظ الصريح والكناية
فصل الكناية ل تعمل بنفسها بل لبد فيها من نية الطلقا
وتقترن النية باللفظ فلو تقدمت ثم تلفظ بل نية أو فرغ من
اللفظ ثم نوى لم تطلق فلو اقترنت بأول اللفظ دون آخره
أو عكسه طلقت على الصح ول تلتحق الكناية بالصريح
بسؤال المرأة الطلقا ول بقرينة الغضب واللجاج ومتى
تلفظ بكناية وقال ما نويت صدقا بيمينه فإن نكل حلفت
وحكم بوقوع الطلقا وربما اعتمدت قرائن يجوز الحلف
بمثلها
فصل في مسائل منثورة متعلقة بالصريح والكناية في
الزيادات لبي عاصم ل يحصل فرقة إذا لم يكن نية وقيل
تقع طلقة بمهر المثل وأنه لو قال لم يبق بيني وبينك شىء
ونوى الطلقا لم تطلق وفي هذا توقف
قلت الصواب الجزم بالطلقا لنه لفظ صالح ومعه نية
والله أعلم
وأنه لو قال برئت من نكاحك ونوى طلقت وأنه لو قال برئت
من طلقك ونوى لم تطلق ولو قال برئت إليك من طلقك
قال اسماعيل
____________________
) (8/32
البوشنجي هو كناية أي تبرأت منك بوساطة إيقاع الطلقا
عليك
ولو قال أبرأتك أو عفوت عنك فكناية لشعاره بالسقاط
وله عليها حقوقا النكاح وتسقط بالطلقا وأنه لو قال طلقك
الله أو قال لمته أعتقك الله طلقت وعتقت وهذا يشعر
بأنهما صريحان ورأى البوشنجي أنهما كنايتان لحتماله
النشاء والدعاء
وقول مستحق الدين للغريم أبرأك الله كقول الزوج طلقك
الله
ولو قال أنت طال وترك القاف طلقت حمل على الترخيم
قال البوشنجي ينبغي أن ل يقع وإن نوى فإن قال يا طال
ونوى وقع لن الترخيم إنما يكون في النداء فأما في غير
النداء فل يقع إل نادرا في الشعر وانه إذا قال الطلقا لزم
لي أو واجأب علي طلقت للعرف
ولو قال فرض علي لم تطلق لعدم العرف فيه
ورأى البوشنجي أن جأميع هذه اللفاظ كناية لنه لو قال
طلقك علي واقتصر عليه ونوى وقع فوصفه بواجأب أو
فرض يزيده تأكيدا
وحكى صاحب العدة الخلف فقال لو قال طلقك لزم لي
فوجأهان
قال أكثر الصحاب هو صريح
ولو قال لست بزوجأة لي فالصحيح أنه كناية
وقيل لغو
وفي فتاوى القفال أنه لو قال اذهبي إلى بيت أبوي ونوى
الطلقا إن نواه بقوله اذهبي وقع وإن نواه بمجموع
اللفظين لم يقع لن قوله إلى بيت أبوي ل يحتمل الطلقا
بل هو لستدراك مقتضى قوله اذهبي
وأنه لو قال لها أنت طالقان أو طوالق لم يقع إل طلقة
وانه لو قال كل امرأة لي طالق إل عمرة ول امرأة له سواها
طلقت لن الستثناء مستغرقا فبطل
ولو قال النساء طوالق إل عمرة ول زوجأة له سواها لم
تطلق
وإن كانت إمرأته في نسوة فقال طلقت هؤلء إل هذه
وأشار إلى زوجأته لم تطلق
وأنه لو قال
____________________
) (8/33
لمرأته يا بنتي وقعت الفرقة بينهما عند احتمال السن كما
لو قاله لعبده أو أمته
قلت المختار في هذا أنه ل يقع به فرقة إذا لم يكن له نية
لنه انما يستعمل في العادة للملطفة وحسن المعاشرة
والله أعلم
وأنه لو كانت له زوجأة تنسب إلى زوج أمها فقال بنت فلن
طالق لم تطلق لنها ليست بنته حقيقة ولغيره في هذا
احتمال
قلت ينبغي أن يقال إن نواها طلقت ول يضر الغلط في
نسبها كنظيره في النكاح وإل فل ومراد القفال بقوله لم
تطلق أي في الظاهر وأما الباطن فيتعين أن يكون كما
ذكرته
والله أعلم
وأنه لو قال نساء المسلمين طوالق لم تطلق امرأته
وعن غيره أنها تطلق وبنى الخلف على أن المخاطب هل
يدخل في الخطاب قلت الصح عند أصحابنا في الصول أنه
ل يدخل وكذا هنا الصح أنها ل تطلق
والله أعلم
وأنه لو قال بانت مني امرأتي أو حرمت علي لم يكن إقرارا
بالطلقا لنه كناية وأنه لو قال أنت بائن ثم قال بعد مدة أنت
طالق ثلثا وقال أردت بالبائن الطلقا فلم يقع على الثلثا
لمصادفتها البينونة لم يقبل منه لنه متهم وأنه لو قال
بطلقك ل أكلم فلنا فكلمه لم تطلق لن الطلقا ل يحلف به
____________________
) (8/34
وأنه لو قالت له زوجأته واسمها فاطمة طلقني فقال
طلقت فاطمة ثم قال نويت فاطمة أخرى طلقت ول يقبل
قوله لدللة الحال بخلف ما لو قال ابتداء طلقت فاطمة ثم
قال نويت أخرى
وقد يشكل هذا بما سبق أن السؤال ل يلحق الكناية بالصريح
وأنه لو قال طلقت ولم يزد عليه ل يقع الطلقا وإن نوى
لنه لم يجر للمرأة ذكر ول دللة فهو كما لو قال امرأتي
ونوى الطلقا وأنه لو قال لولي امرأته زوجأها كان إقرارا
بالفراقا
ولو قال لها انكحي لم يكن إقرارا لنها ل تقدر أن تنكح
ولكن المفهوم منه ما يفهم من قول الله تعالى } حتى تنكح
زوجأا غيره {
قلت الصواب أنه كناية إذا خاطبها به بخلف الولي لنه
صريح فيه
والله أعلم
ومما نقل من معلقات القاضي شريح الروياني من أصحابنا
المتأخرين ما حكاه عن جأده أبي العباس الروياني وغيره أنه
لو قال أحللتك ونوى طلقها هل هو كناية وجأهان
قلت الصح أنه كناية
والله أعلم
وأنه لو قال أنت بائن وطالق يرجأع إلى نيته في بائن ول
يجعل قوله وطالق تفسيرا له
وأنه لو كرر كناية كقوله اعتدي اعتدي اعتدي ونوى الطلقا
فإن نوى التأكيد وقعت واحدة وإن نوى الستئناف فثلثا
وإن لم ينو فقولن
ولو كانت اللفاظ مختلفة ونوى بها الطلقا وقع بكل لفظة
طلقة
وأن القفال قطع بأنه لو قال طلقت ونوى امرأته لم تطلق
لعدم الشارة والسم
____________________
) (8/35
ولو قيل له ما تصنع بهذه الزوجأة طلقها فقال طلقت أو
قال لمرأته طلقي نفسك فقالت طلقت وقع الطلقا لنه
يترتب على السؤال والتقويض وأنه لو قال أنت بطلقة
ونوى لم تطلق
وأنه لو كان له زوجأتان إحداهما فاطمة بنت محمد والخرى
فاطمة بنت رجأل سماه أبواه أيضا محمدا إل أنه اشتهر في
الناس بزيد وبه يدعونه فقال الزوج زوجأتي فاطمة بنت
محمد طالق وقال أردت بنت الذي يدعونه زيدا قال جأدي
يقبل لن العتبار بتسمية أبويه وقد يكون للرجأل اسمان
وأكثر وقيل العتبار بالسم المشهور في الناس لنه أبلغ
في التعريف
وأنه لو قال امرأتي هذه محرمة علي ل تحل لي أبدا قال
جأدي ل تطلق لن التحريم قد يكون بغير الطلقا وقد يظن
التحريم المؤبد باليمين على ترك الجماع وقيل يحكم عليه
بالبينونة لمقتضى هذا اللفظ وأنه لو قيل لرجأل اسمه زيد يا
زيد فقال امرأة زيد طالق قال جأدي تطلق امرأته
وقال غيره ل تطلق حتى يريد نفسه لجواز إرادة زيد خر
وليجيء هذا الوجأه فيما إذا قال فاطمة طالق واسم زوجأته
فاطمة ويشبه أن يكون هو الصح ليكون قاصدا تطليق
زوجأته وأنه لو قيل طلقت امرأتك فقال اعلم أن المر على
ما تقوله فهل يكون هذا إقرارا بالطلقا وجأهان حكاهما
جأدي أصحهما ليس باقرار لنه أمره أن يعلم ولم يحصل هذا
العلم وأنها لو ادعت أنه طلقها ثلثا فأنكر ثم قال لفقيه
اكتب لها ثلثا قال جأدي يحتمل كونه كناية ويحتمل أن ل
يكون وأنه لو قال امرأتي التي في هذه الدار طالق ولم تكن
امرأته فيها ل يقع الطلقا وأنه لو قال رددت عليك الطلقات
الثلثا ونوى وقع الثلثا
وأنه لو قال امرأته طالق وعنى نفسه قال جأدي يحتمل
وقوع الطلقا ويحتمل عدمه
____________________
) (8/36
قلت الوقوع أرجأح
والله أعلم
وأنه لو قال لبنه قل لمك أنت طالق قال جأدي إن أراد
التوكيل فإذا قاله لها البن طلقت ويحتمل أن يقع ويكون
البن مخبرا لها بالحال
وأنه لو قال كل امرأة في السكة طالق وزوجأته في السكة
طلقت على الصح
وأنه لو وكل في طلقها فقال الوكيل طلقت من يقع
الطلقا عليها بلفظي هل تطلق التي وكله في طلقها أو
طلقها ولم ينو عند الطلقا أن يطلق لموكله ففي الوقوع
وجأهان
في فتاوي القاضي حسين أنه لو قيل له فعلت كذا فأنكر
فقيل له إن كنت فعلته فامرأتك طالق قال نعم لم تطلق
لنه لم يوقعه
قال البغوي ينبغي أن يكون على القولين فيمن قيل له
طلقتها قال نعم
وفي المستدرك للمام اسماعيل البوشنجي أنه لو قال
لزوجأته وهبتك لهلك أو لبيك أو للزواج أو للجأانب ونوى
الطلقا طلقت كقوله الحقي بأهلك
وأنه لو قال لمرأته أنت كذا ونوى الطلقا لم تطلق
وكذا لو علق بصفة فقال إن لم أدخل الدار فأنت كذا ونوى
لم تطلق لنه ل إشعار له بالفرقة فأشبه إذا قال إن لم
أدخل الدار فأنت كما أضمر ونوى الطلقا فانها ل تطلق وأنه
لو قال أربع طرقا عليك مفتوحة فخذي أيها شئت أو لم يقل
خذي أيها شئت أو قال فتحت عليك طريقك فكناية
وقال أبو بكر الشاشي إذا لم يقل خذي أيها شئت فليس
كناية ووافق في قوله فتحت عليك طريقك
____________________
) (8/37
أنه كناية
وأنه لو قال خذي طلقك فقالت أخذت لم تطلق ما لم توجأد
نية اليقاع من الزوج بقوله خذي أو من المرأة إن حمل قوله
على تفويض الطلقا إليها
وفي القناع لقضى القضاة الماوردي أن قوله لعل الله
يسوقا إليك خيرا كناية وذكر هو وغيره أن قوله بارك الله لك
كناية بخلف قوله بارك الله فيك
وفي فتاوى الغزالي إذا كتب الشروطي إقرار رجأل بالطلقا
فقال له الشهود نشهد عليك بما في هذا الكتاب فقال
اشهدوا ل يقع الطلقا بينه وبين الله تعالى بل لو قال
اشهدوا على أني طلقتها أمس وهو كاذب لم يقع فيما بينه
وبين الله تعالى
وفي التتمة أنه لو قال لواحدة من نسائه أنت طالق مائة
طلقة فقالت تكفيني ثلثا فقال الباقي على صواحبك ل
يقع على صواحبها طلقا لنه لم يخاطبهن وإنما رد عليها
شيئا لغيا فإن نوى به الطلقا كان طلقا وكان التقدير أنت
طالق بثلثا وهن طوالق بالباقي وأنه لو قال كل امرأة
أتزوجأها فهي طالق وأنت يا أم أولدي قال أبو عاصم
العبادي ل تطلق وهو كما قال غيره لو قال لزوجأته نساء
العالمين طوالق وأنت يا فاطمة ل تطلق لنه عطف على
نسوة لم يطلقن وأنه لو قال له رجأل فعلت كذا فأنكر فقال
الرجأل الحل عليك حرام والنية نيتي أنك ما فعلت فقال
الحل علي حرام والنية نيتك ما فعلته لغا قوله النية نيتك
ويكون الحكم كما لو تلفظ بهذا اللفظ ابتداء ولو قال له لما
أنكر امرأتك طالق إن كنت كاذبا فقال طالق وقال ما أردت
طلقا امرأتي يقبل لنه لم توجأد إشارة إليها ول تسمية وإن
لم يدع إرادة غيرها حكم بوقوع الطلقا وبالله التوفيق
____________________
) (8/38
فرع قال أنت طالق ثلثا أو ل باسكان الواو ل يقع
قال المتولي كما لو قال هل أنت طالق ولو قال أنت طالق
أول بتشديد الواو وهو يعرف العربية طلقت
الطرف الثاني في الفعال القائمة مقام اللفظ الشارة
والكتب يدلن على الطلقا فأما الشارة فمعتبرة من
الخرس في وقوع الطلقا وتقوم إشارته مقام عبارة
الناطق في جأميع العقود والحلول والقارير والدعاوي لكن
في شهادته خلف
وإذا أشار في صلته بطلقا أو بيع أو غيرهما صح العقد
قطعا ول تبطل صلته على الصحيح ثم منهم من أدار الحكم
على إشارته المفهومة وأوقع الطلقا بها نوى أم لم ينو
وكذا فصل البغوي
وقال المام وآخرون إشارته منقسمة إلى صريحة مغنية عن
النية وهي التي يفهم منها الطلقا كل واقف عليها وإلى
كناية مفتقرة إلى النية وهي التي يفهم الطلقا بها
المخصوص بالفطنة والذكاء
ولو بالغ في الشارة ثم ادعى أنه لم يرد الطلقا وأفهم هذه
الدعوى
قال المام هو كما لو فسر اللفظة الشائعة في الطلقا
بغيره
فرع سواء في اعتبار إشارة الخرس قدر على الكتابة أم ل
هكذا المام ويوافقه إطلقا الجمهور
وقال المتولي إنما تعتبر إشارته إذا لم يقدر على
____________________
) (8/39
كتابة مفهمة
فالكتابة هي المعتبرة لنها أضبط وينبغي أن يكتب مع ذلك
إني قصدت الطلقا
فرع إذا كتب الخرس الطلقا فثلثة أوجأه
الصحيح أنه كناية فيقع الطلقا إذا نوى وإن لم يشر معها
والثاني ل بد من الشارة والثالث هو صريح قاله الشيخ أبو
محمد
فصل القادر على النطق إشارته بالطلقا ليست صريحة وإن
أفهم بها كل أحد وليست كناية أيضا على الصح
ولو قال لحدى زوجأتيه أنت طالق وهذه ففي افتقار طلقا
الثانية إلى نية وجأهان
ولو قال امرأتي طالق وأشار إلى إحدهما ثم قال أردت
الخرى فوجأهان
أحداهما يقبل
والثاني ل يقبل بل تطلقان جأميعا
فصل إذا كتب القادر بطلقا زوجأته نظر إن قرأ ما كتبه
وتلفظ حال الكتابة أو بعدها طلقت وإن لم يتلفظ نظر إن
لم ينو إيقاع الطلقا لم تطلق على الصحيح وقيل تطلق
وتكون الكتابة صريحا وليس بشىء
وإن نوى ففيه أقوال وأوجأه وطرقا مختصرها ثلثة أقوال
أظهرها تطلق مطلقا والثاني ل والثالث تطلق إن كانت
غائبة عن المجلس وإل فل
وهذا الخلف جأار في سائر التصرفات التي ل تفتقر إلى
قبول كالعتاقا والبراء والعفو عن القصاص وغيرها بل
فرقا
____________________
) (8/40
وأما ما يحتاج إلى قبول فهو نكاح وغيره أما غيره كالبيع
والهبة والجأارة ففي انعقادها بالكتب خلف مرتب على
الطلقا وما في معناه إن لم يعتبر الكتب هناك فهنا أولى
وإل فوجأهان للخلف في انعقاد هذه التصرفات بالكنايات
ولن القبول فيها شرط فيتأخر عن اليجاب والشبه
النعقاد
ومن قال به جأعل تمام اليجاب بوصول الكتاب حتى يشترط
اتصال القبول به
وفي وجأه ل يشترط ذلك بل يراعى التواصل اللئق بين
الكتابين وقد أشرنا إلى هذا كله في أول البيع وذكرنا عن
بعضهم أن المشتري لو قبل بالقول كان أقوى من أن يكتب
وكذا ذكره المام
وأما النكاح ففيه خلف مرتب والمذهب منعه بسبب
الشهادة فل اطلع للشهود على النية
ولو قال بعد المكاتبة نوينا كان شهادة على إقرارهما ل على
نفس العقد ومن جأوز اعتمد الحاجأة
وإذا قلنا ينعقد البيع والنكاح بالمكاتبة فذلك في حال الغيبة
فأما عند الحضور فخلف مرتب
وحيث حكمنا بانعقاد النكاح بالمكاتبة يكتب زوجأتك بنتي
ويحضر الكتاب عدلن ول يشترط أن يحضرهما ول أن يقول
اشهدا
فإذا بلغه فيقبل لفظا
أو يكتب القبول ويحضر القبول شاهدا اليجاب فإن شهده
آخران فوجأهان
أصحهما المنع ومن جأوزه احتمله كما احتمل الفصل بين
اليجاب والقبول
ثم إذا قبل لفظا أو كتابة يشترط كونه على الفور وفيه وجأه
ضعيف سبق
فرع كتب إليه وكلتك في بيع كذا من مالي أو إعتاقا عبدي
الوكالة ل تفتقر إلى القبول فهو ككتب الطلقا وإل فكالبيع
ونحوه
____________________
) (8/41
فرع كتب زوجأتي طالق أو يا فلنة أنت طالق
أو كل زوجأة لي فهي طالق فإن قرأ ما كتبه فقد ذكرنا أنها
تطلق
فلو قال لم أنو الطلقا وإنما قصدت قراءة ما كتبته وحكايته
ففي قبوله ظاهرا وجأهان مشبهان بالوجأهين فيما لو حل
الوثاقا وقال أنت طالق وفائدة الخلف إنما تظهر إذا لم
يجعل الكتب صريحا ول كناية أو قلنا كناية وأنكر اقتران النية
فرع إذا أوقعنا الطلقا بالمكاتبة نظر في صورة المكتوب إن
كتب أما بعد فأنت طالق طلقت في الحال سواء وصلها
الكتاب أم ضاع
وإن كتب إذا قرأت كتابي فأنت طالق لم يقع بمجرد البلوغ
بل عند القراءة
فإن كانت تحسن القراءة طلقت إذا قرأته قال المام
والمعتبر أن تطلع على ما فيه
واتفق علماؤنا على أنها إذا طالعته وفهمت ما فيه طلقت
وإن لم تتلفظ بشىء
فلو قرأه غيرها عليها فهل يقع الطلقا لن المقصود
اطلعها أم ل لعدم قراءتها مع المكان وجأهان
أصحهما الثاني وبه قطع البغوي
وإن كانت ل تحسن القراءة طلقت إذا قرأه عليها شخص
على الصحيح
وقيل ل تطلق أصل
ولو كان الزوج ل يعلم أهي قارئة أم ل فيجوز أن ينعقد
التعليق على قراءتها بنفسها نظرا إلى حقيقته ويجوز أن
ينعقد على الفهم والطلع لنه القدر المشترك بين الناس
والول أقرب
أما إذا كتب
____________________
) (8/42
إذا أتاك كتابي أو بلغك أو وصل إليك كتابي فأنت طالق فل
يقع الطلقا قبل أن يأتيها فإن انمحى جأميع المكتوب فبلغها
القرطاس بحيث ل يمكن قراءته لم تطلق كما لو ضاع
وقيل تطلق إذ يقال أتى كتابه وقد انمحى والصحيح الول
وإن بقي أثر وأمكنت قراءته طلقت كما لو وصل بحاله وإن
وصلها بعض الكتاب دون بعضه فخرم الكتاب أربعة أقسام
أحدها موضع الطلقا فإن كان هو الضائع أو انمحى ما فيه
فثلثة أوجأه
أصحها ل تطلق والثاني تطلق والثالث إن قال إذا جأاءك
كتابي وقع وإن قال إذا جأاءك كتابي هذا أو الكتاب فل
الثاني موضع سائر مقاصد الكتاب ومنه ما يعتذر به عن
الطلقا ويوبخها عليه من الفعال الملجئة إلى الطلقا فإن
كان الخلل فيه بالتخرقا والنمحاء وبقي موضع الطلقا
وغيره ففيه الوجأه الثلثة والوقوع هنا أولى وبه قال أبو
إسحق لوصول المقصود ويحسن العتماد على الوجأه الثالث
في الصورتين
الثالث موضع السوابق واللواحق كالتسمية وصدر الكتاب
والحمد والصلة
فإذا كان الخلل فيه والمقاصد باقية ففيه الوجأه لكن الصح
هنا الوقوع
قال المام وكنت أود أن يفرقا في هذه الصور الثلثا بين أن
يبقى معظم الكتاب أم يختل فإن للمعظم أثرا في بقاء
السم وعدمه
قلت هذا الذي أشار إليه المام هو وجأه ذكره في
المستظهري لكنه لم يطرده فيما إذا انمحى موضع الطلقا
لم يقع عنده
وعند سائر العراقيين قطعا ولفظه وقيل إن وجأد أكثر
الكتاب طلقت
والله أعلم
____________________
) (8/43
الرابع البياض في أول الكتاب وآخره
المذهب أنه ل عبرة
بزواله وقيل يطرد الخلف
أما إذا كتب إذا بلغك كتابي فأنت طالق فإن بلغ موضع
الطلقا وقع بل تفصيل ول خلف وإن بلغ ما سواه وبطل
موضع الطلقا لم تطلق
فرع كتب إذا بلغك كتابي فأنت طالق وكتب أيضا إذا وصل
إليك فأنت طالق فبلغها وقعت طلقتان للصفتين
ولو كان التعليق بقراءتها فقرأت بعضه دون بعض فعلى ما
ذكرناه في وصول بعضه دون بعض
فرع كتب كتابه ونوى فككتب الصريح
ولو أمر الزوج أجأنبيا فكتب ونوى الزوج لم تطلق كما لو قال
للجأنبي قل لزوجأتي أنت بائن ونوى الزوج ل تطلق
فرع كتب إذا بلغك نصف كتابي هذا فأنت طالق فبلغها كله
فهل الكل على النصف أم ل لن النصف في مثل هذا يراد به
المنفرد وجأهان
قلت الصح الوقوع
والله أعلم
____________________
) (8/44
فرع الكتب على الكاغد والرقا واللوح والنقر في الحجر
والخشب سواء في الحكم ول عبرة برسم الحروف على
الماء والهواء لنها ل تثبت
قال المام ول يمتنع أن يلحق هذا بالشارة المفهمة ولك أن
تمنعه لن هذا إشارة إلى الحروف ل إلى معنى الطلقا وهو
البعاد
قلت ولو خط على الرض وأفهم فكالخط على الورقا ذكره
المام والمتولي وغيرهما وقد سبق في كتاب البيع
والله أعلم
فرع قالت أتاني كتاب الطلقا فأنكر أنه كتبه أو أنه نوى
صدقا شهد شهود أنه خطه لم تطلق بمجرد ذلك بل يحتاج مع
ذلك إلى إثبات قراءته أو نيته
فرع كتب أنت طالق ثم استمد فكتب إذا أتاك كتابي فإن
احتاج لم تطلق حتى يبلغها الكتاب وإل طلقت في الحال
فرع حرك لسانه بكلمة الطلقا ولم يرفع صوته قدرا يسمع
نفسه قال المتولي حكى الزجأاجأي أن المزني نقل فيه
قولين
أحدهما تطلق لنه أقوى من الكتب مع النية
والثاني ل لنه ليس بكلم ولهذا يشترط في قراءة الصلة
أن يسمع نفسه
____________________
) (8/45
قلت الظهر الثاني لنه في حكم النية المجردة بخلف
الكتب فإن المعتمد في وقوع الطلقا به حصول الفهام ولم
يحصل هنا
والله أعلم
الطرف الثالث في التفويض يجوز أن يفوض إلى زوجأته
طلقا نفسها فإذا فوض فقال طلقي نفسك إن شئت فهل
هو تمليك للطلقا أم توكيل به قولن
أظهرهما تمليك وهو الجديد فعلى هذا تطليقها يتضمن
القبول ول يجوز لها تأخيره فلو أخرت بقدر ما ينقطع
القبول عن اليجاب ثم طلقت لم يقع
وقال ابن القاص وغيره ل يضر التأخير ما داما في المجلس
وقال ابن المنذر لها أن تطلق متى شاءت ول يختص
بالمجلس والصحيح الول وبه قال الكثرون
ولو قال طلقي نفسك بألف أو على ألف إن شئت فطلقت
وقع بائنا وهذا تمليك بعوض
وإذا لم يجر عوض فهو كالهبة
قال القفال ولو قال طلقي نفسك فقالت كيف يكون
تطليقي لنفسي ثم قال طلقت وقع الطلقا ولم يكن هذا
القدر قاطعا وهذا تفريع على أن الكلم اليسير ل يضر تخلله
أما إذا قلنا التفويض توكيل ففي اشتراط قبولها الخلف
المذكور في سائر الوكالت ويجيء الوجأه الفارقا بين صيغة
المر بأن يقول طلقي نفسك
وصيغة العقد كقوله وكلتك في طلقا نفسك
وهل يجوز تأخير التطليق على هذا القول وجأهان
أصحهما نعم فتطلق متى شاءت كتوكيل الجأنبي
والثاني وبه قال القاضي حسين البغوي ل وطرده القاضي
فيما لو قال وكلتك في طلقا نفسك
أما إذا قال طلقي نفسك متى شئت فيجوز التأخير قطعا
وللزوج أن يرجأع
____________________
) (8/46
فيه قبل أن تطلق نفسها إن جأعلناه توكيل وكذا إن جأعلناه
تمليكا على الصحيح ومنعه ابن خيران
ولو قال إذا جأاء رأس الشهر فطلقي نفسك فإن قلنا تمليك
لغا وليس لها التطليق إذا جأاء رأس الشهر
وإن قلنا توكيل جأاز كتوكيل الجأنبي
وعلى هذا لو قال إذا جأاء رأس الشهر فطلقي نفسك إن
ضمنت لي ألفا أو قال طلقي نفسك ان ضمنت لي ألفا بعد
شهر فإذا طلقت نفسها على ألف بعد مضي الشهر طلقت
ولزمها اللف
قال اسماعيل البوشنجي لو قال لجأنبي إذا جأاء رأس
الشهر فأمر امرأتي بيدك فإن كان قصده بذلك إطلقا
الطلقا له بعد انقضاء الشهر فله التطليق بعد أي وقت شاء
إل أن يطرأ منع وإن أراد تقييد المر برأس الشهر تقيد
الطلقا به وليس له التطليق بعده ولو قال إذا مضى هذا
الشهر فأمرها بيدك فمقتضاه إطلقا الذن بعده فيطلقها
بعده متى شاء ولو قال أمرها بيدك إلى شهر أو شهرا فله
أن يطلقها إلى شهر وليس له تطليقها بعده
وهذه الحكام في حق الزوجأة كهي في حق الجأنبي إذا
جأعلنا التفويض اليها توكيل
فرع قال طلقي نفسك فقالت طلقت نفسي أو أنا طالق
إذا قدم يقع الطلقا إذا قدم لنه لم يملكها التعليق وكذا
حكم الجأنبي وفيها وجأه حكاه الحناطي
____________________
) (8/47
ولو قال لها علقي طلقك ففعلت أو قاله لجأنبي ففعل لم
يصح لن تعليق الطلقا يجري مجرى اليمان فل يدخله نيابة
وقيل يصح وقيل إن علق على صفة توجأد ل محالة كطلوع
الشمس ورأس الشهر صح لن مثل هذا التعليق ليس بيمين
وإن كانت محتملة الوجأود كدخول الدار لم يصح لنه يمين
والصحيح هو الول وبه قطع البغوي
فرع تفويض العتاقا إلى العبد كتفويض التطليق إلى
الزوجأة في الحكام
فصل كما يجوز التفويض بصريح الطلقا ويعتد من المفوض
إليها بالصريح كذلك ول يشترط توافق لفظيهما إل أن يقيد
التفويض
فإذا قال أبيني نفسك أو بتي فقالت آبنت أو بتت ونويا
طلقت
وإن لم ينو أحدهما لم تطلق
ولو قال طلقي نفسك فقالت أبنت نفسي أو أنا خلية أو
برية ونوت طلقت على الصحيح
وقال ابن خيران وأبو عبيد بن خربويه ل تطلق
ولو قال طلقي نفسك فقالت للزوج طلقتك ففيه هذا
الخلف ويجري الخلف في عكسه بأن يقول أبيني نفسك أو
فوضت إليك أمرك أو ملكتك نفسك أو أمرك بيدك وينوي
فتقول طلقت نفسي قال القاضي حسين وغيره ويجري
فيما لو قال لجأنبي طلقها فقال أبنتها ونوى أو قال أبنها
ونوى فقال طلقتها
____________________
) (8/48
ولو قال لها أبيني نفسك ونوى فقالت أنا خلية ونوت فإن
قلنا بالصحيح طلقت وعلى قول ابن خيران وجأهان
أصحهما تطلق لن العتماد هنا على النية واللفظ غير
مستقل بخلف اختلف الصريح والكناية
ولو قال طلقي نفسك بصريح الطلقا أو قال بكناية الطلقا
فعدل عن المأذون فيه إلى غيره لم تطلق بل خلف
ولو قال طلقي نفسك فقالت سرحت نفسي طلقت بل
خلف لشتراكهما في الصراحة
فرع قال لها اختاري نفسك ونوى تفويض الطلقا فقالت
اخترت نفسي أو اخترت ونوت وقعت طلقة
ولو قال اختاري ول
تم إعداد هذا الملف آليا بواسطة المكتبة الشاملة
روضة الطالبين وعمدة المفتين
النووي
سنة الولدة /سنة الوفاة
تحقيق
الناشر المكتب السلمي
سنة النشر 1405
مكان النشر بيروت
عدد الجأزاء 12
والذي حكاه المتولي عن القفال أنه إن نوى غير الزوجأة
فذاك وإل فيقع الطلقا للعرف
قلت الرحج الذي قطع به العراقيون والمتقدمون أنه كناية
مطلقا ( 212 ) 2
والله أعلم
وأما البلد التي ل يشتهر فيها هذا اللفظ للطلقا فهو كناية
في حق أهلها بل خلف ( 222 ) 2
وفي فتاوى القاضي حسين أنه لو كان له امرأتان فقال
حلل الله علي حرام إن دخلت الدار فدخل تطلق كل واحدة
منهما طلقة ويوافقه ما ذكره البغوي في الفتاوى أنه لو
قال حلل الله علي حرام وله أربع نسوة طلقن كلهن إل أن
يريد بعضهن لكن ذكر بعده أنه لو قال إن فعلت كذا فحلل
الله علي حرام وله امرأتان ففعل طلقت إحداهما لنه
اليقين ويؤمر بالتعيين قال ويحتمل غيره فحصل تردد
قلت الظاهر المختار الجاري على القواعد أنه إذا لم ينوهما
ل تطلق إل إحداهما أو إحداهن لن السم يصدقا عليه فل
يلزمه زيادة وقد صرح بهذا جأماعة من المتأخرين وهذا إذا
نوى ب حلل الله علي حرام الطلقا وجأعلناه صريحا فيه
والله أعلم
فصل وأما الكناية فيقع بها الطلقا مع النية بالجأماع ول
يقع بل نية وهي كثيرة كقوله أنت خلية وبرية وبتة وبتلة
وبائن وحرام وحرة وأنت واحدة واعتدي واستبرئي رحمك
والحقي بأهلك وحبلك على غاربك ول أنده سربك أي ل أزجأر
إبلك ومعناه ل أهتم بشأنك واغربي واعزبي واخرجأي
واذهبي وسافري وتجنبي وتجردي وتقنعي وتستري
والزمي الطريق وبيني
____________________
) (8/26
وأبعدي وودعيني ودعيني وبرئت منك ول حاجأة لي فيك
وأنت وشأنك وأنت مطلقة ومنطلقة وتجرعي وذوقي
وتزودي وما أشبه ذلك
وفي قوله اشربي وجأهان الصح المنصوص كناية
وقال أبو إسحق ليس كناية بل هو لغو وكلي كاشربي كناية
على المذهب وقيل ليس كناية قطعا
وفي قوله أغناك الله وقوله قومي وجأهان أصحهما ليس
كناية
أما اللفاظ التي ل تحتمل الطلقا إل على تقدير متعسف
فل أثر لها فل يقع بها طلقا وإن نوى وذلك كقوله بارك الله
فيك وأحسن الله جأزاءك وما أحسن وجأهك وتعالي واقربي
واغزلي واسقيني وأطعميني وزوديني واقعدي وما أشبه
ذلك وحكي وجأه في اقعدي وأحسن الله جأزاءك وزوديني
ونحوها أنها كناية وهو ضعيف
فرع قال لزوجأته أنت حرة أو معتقة أو أعتقتك ونوى الطلقا
طلقت
ولو قال لعبده طلقتك ونوى العتق عتق
وللمناسبة والمشاركة بين الملكين يصلح كل واحدة منهما
كناية في الخر وكما أن صريح كل واحد منهما كناية في
الخر فكناياتها مشتركة مؤثرة في العقدين جأميعا بالنية
لكن لو قال للعبد اعتد أو استبرىء رحمك ونوى العتق لم
ينفذ لستحالته في حقه ولو قال ذلك لمته ونوى العتق أو
لزوجأته قبل الدخول ونوى العتق نفذ على الصح والظهار
والطلقا ليس أحدهما كناية في الخر
ولو قال لمته أنت علي كظهر أمي ونوى العتق عتقت على
الصحيح وقيل ل لنه ل يزيل الملك يخلف الطلقا
____________________
) (8/27
فصل قال لزوجأته أنت علي حرام أو محرمة أو حرمتك بأن
نوى الطلقا نفذ رجأعيا فإن نوى عددا وقع ما نوى
وحكى الحناطي وجأها أنه ل يكون طلقا إذا قلنا إنه صريح
في اقتضاء الكفارة كما سنذكره إن شاء الله تعالى قريبا
وهذا وإن كان غريبا ففيه وفاء بالقاعدة المعروفة أن
اللفظ الصريح إذا وجأد نفاذا في موضوعه ل ينصرف إلى
غيره بالنية وإن نوى الظهار فهو
ظهار وإن نواهما معا فهل يكون ظهارا أم طلقا أم تخير
فما اختاره منهما ثبت فيه أوجأه أصحها الثالث وبه قال ابن
الحداد وأكثر الصحاب ول ينعقد الثنان معا قطعا
ولو نوى أحدهما قبل الخر قال ابن الحداد إن أراد الظهار
ثم أراد الطلقا صحا جأميعا وإن أراد الطلقا أول فإذا كان
بائنا فل معنى للظهار بعده وإن كان رجأعيا كان الظهار
موقوفا فإن راجأعها فهو صحيح والرجأعة عود وإل فهو لغو
قال الشيخ أبو علي هذا التفصيل فاسد عندي لن اللفظ
الواحد إذا لم يجز أن يراد به التصرفان لم يختلف الحكم
بارادتهما معا أو متعاقبين وإن نوى تحريم عينها أو فرجأها
أو وطئها لم تحرم عليه ويلزمه كفارة يمين كما لو قال ذلك
لمته
وفي وقت وجأوب الكفارة وجأهان أحدهما ل يجب إل عند
الوطء ويكون هذا اللفظ مع نية التحريم كاليمين على ترك
الوطء وعلى هذا الوجأه يكون مؤليا بقوله أنت علي حرام
لوجأوب الكفارة بالوطء كقوله والله ل أطؤك
والثاني وهو الصحيح أن الكفارة تجب في الحال وإن لم يطأ
وهي ككفارة اليمين وليست كفارة يمين لن اليمين ل
تنعقد إل بأسماء الله تعالى وصفاته فعلى هذا لو قال أردت
الحلف على ترك الوطء لم يقبل على الصحيح لما ذكرناه
وقيل يقبل
____________________
) (8/28
وينعقد يمينا فعلى هذا هل يصير لفظ التحريم يمينا بالنية
في غير الزوجأات والماء كالطعام واللباس وغيرهما أم
يختص بالبضاع وجأهان
قلت أصحهما يختص
والله أعلم
وإن أطلق قوله أنت علي حرام ولم ينو شيئا فقولن
أظهرهما وجأوب الكفارة وقوله أنت علي حرام صريح في
لزوم الكفارة والثاني ل شيء عليه وهذا اللفظ كناية في
لزوم الكفارة وهذا التفصيل مستمر فيمن قال أنت علي
حرام في بلد لم يشتهر فيها لفظ الحرام في الطلقا
وفيمن قاله في بلد اشتهر فيها للطلقا إذا قلنا إن الشيوع
والشتهار ل يجعله صريحا فأما إذا قلنا إنه يصير به صريحا
فمقتضى ما في التهذيب أنه يتعين للطلقا ول تفصيل
وقال المام ل يمنع ذلك صرف النية إلى التحريم الموجأب
للكفارة كما أنا وإن جأعلناه صريحا في الكفارة عند الطلقا
يجوز صرفه بالنية إلى الطلقا قال وإذا أطلق وجأعلناه
صريحا في الكفارة بني على أن الصرائح تؤخذ من الشيوع
فقط أم منه ومن ورود الشرع به إن قلنا بالول حمل على
الغالب في الستعمال وإن قلنا بالثاني فهل يثبت الطلقا
لقوته أم يتدافعان فيه رأيان ( 222 ) 2
فرع قول الغزالي في الوسيط إن نوى التحريم كان يمينا
هذا غلط الصواب ما اتفق عليه جأميع الصحاب أنه ليس
بيمين لكن فيه كفارة يمين
فرع قال لمته أنت علي حرام أو حرمتك فإن نوى العتق
عتقت طلقا أو ظهارا فهو لغو قال ابن الصباغ وعندي أن
نية الظهار كنية التحريم
____________________
) (8/29
وإن نوى تحريم عينها لم تحرم ويلزمه كفارة يمين وإن
أطلق ولم ينو شيئا لزمته الكفارة على الظهر
وقيل قطعا
ولو قال ذلك لمته التي هي اخته ونوى تحريم عينها أو لم
ينو شيئا لم تلزمه الكفارة لنه صدقا في وصفها وإنما تجب
الكفارة لوصفه الحلل بالحرمة
ولو كانت المة معتدة أو مرتدة أو مجوسية أو مزوجأة أو
كانت الزوجأة محرمة أو معتدة عن شبهة ففي وجأوب
الكفارة وجأهان لنها محل لستباحة في الجملة
ولو كانت حائضا أو نفساء أو صائمة وجأبت على المذهب
لنها عوارض
ولو خاطب به الرجأعية فل كفارة على المذهب ونقل
الحناطي فيه خلفا
فرع قال هذا الثوب أو العبد أو الطعام حرام علي فهو لغو
به كفارة ول غيرها
فرع قال كل ما أملكه حرام علي وله زوجأات وإماء ونوى
تحريمهن أطلق وجأعلناه صريحا أو قال لربع زوجأات أنتن
علي حرام فهل تتعدد الكفارة أم تكفي كفارة واحدة عن
جأميع ذلك فيه خلف المذهب الكتفاء في الجميع وقيل
تتعدد بالشخاص وقيل للزوجأات كفارة والماء أخرى وقيل
وللمال أخرى حكاه الحناطي
قال لزوجأته أنت علي حرام أنت علي حرام ونوى التحريم أو
جأعلناه صريحا فإن قال ذلك في مجلس أو قاله في مجالس
ونوى التأكيد فعليه كفارة واحدة وإن قاله في مجالس
ونوى الستئناف تعددت الكفارة على الصح
____________________
) (8/30
وقيل عليه كفارة فقط وإن أطلق فقولن
فرع قال أنت حرام ولم يقل علي قال البغوي هو كناية بل
قال أنت علي كالميتة والدم والخمر أو الخنزير وقال أردت
الطلقا أو الظهار نفذ وإن نوى التحريم لزمته الكفارة
وإن أطلق فظاهر النص أنه كالحرام فيكون على الخلف
وعلى هذا جأرى المام والذي ذكره البغوي وغيره أنه ل
شىء عليه قال الحناطي الخلف هنا مرتب على لفظ
الحرام وهنا أولى بأن ل يكون صريحا وحكى قول شاذا أنه ل
كفارة وإن نوى التحريم
قال الشيخ أبو حامد ولو قال أردت أنها حرام علي فإن
جأعلناه صريحا وجأبت الكفارة وإل فل ( 212 ) 2لنه ليس
للكناية كناية وتبعه على هذا جأماعة ول يكاد يتحقق هذا
التصوير ولو قال أردت أنها كالميتة في الستقذار صدقا ول
شىء عليه
فرع قال اسماعيل البوشنجي إنما يقع الطلقا بقوله أنت
حرام علي إذا نوى حقيقة الطلقا وقصد إيقاعه بهذا اللفظ
أما إذا لم ينو كذلك فل يقع وإن اعتقد قوله أنت علي حرام
موقعا وظن أنه قد وقع طلقه
فرع قال متى قلت لمرأتي أنت علي حرام فإني أريد به
الطلقا لها بعد مدة أنت علي حرام فهل يحمل على الطلقا
أم يكون كما لو ابتدأ به وجأهان خرجأهما أبو العباس الروياني
قلت أصحهما الثاني
والله أعلم
____________________
) (8/31
فرع تكرر في كلم الصحاب في المسألة أن قوله أنت علي
في الكفارة أم كناية وفي الحقيقة ليس لزوم الكفارة
معنى اللفظة حتى يقال صريح فيه أم كناية وإنما هو حكم
رتبه الشرع على التلفظ به
واختلفوا في أنه يتوقف على نية التحريم أم ل فتوسعوا
باطلقا لفظ الصريح والكناية
فصل الكناية ل تعمل بنفسها بل لبد فيها من نية الطلقا
وتقترن النية باللفظ فلو تقدمت ثم تلفظ بل نية أو فرغ من
اللفظ ثم نوى لم تطلق فلو اقترنت بأول اللفظ دون آخره
أو عكسه طلقت على الصح ول تلتحق الكناية بالصريح
بسؤال المرأة الطلقا ول بقرينة الغضب واللجاج ومتى
تلفظ بكناية وقال ما نويت صدقا بيمينه فإن نكل حلفت
وحكم بوقوع الطلقا وربما اعتمدت قرائن يجوز الحلف
بمثلها
فصل في مسائل منثورة متعلقة بالصريح والكناية في
الزيادات لبي عاصم ل يحصل فرقة إذا لم يكن نية وقيل
تقع طلقة بمهر المثل وأنه لو قال لم يبق بيني وبينك شىء
ونوى الطلقا لم تطلق وفي هذا توقف
قلت الصواب الجزم بالطلقا لنه لفظ صالح ومعه نية
والله أعلم
وأنه لو قال برئت من نكاحك ونوى طلقت وأنه لو قال برئت
من طلقك ونوى لم تطلق ولو قال برئت إليك من طلقك
قال اسماعيل
____________________
) (8/32
البوشنجي هو كناية أي تبرأت منك بوساطة إيقاع الطلقا
عليك
ولو قال أبرأتك أو عفوت عنك فكناية لشعاره بالسقاط
وله عليها حقوقا النكاح وتسقط بالطلقا وأنه لو قال طلقك
الله أو قال لمته أعتقك الله طلقت وعتقت وهذا يشعر
بأنهما صريحان ورأى البوشنجي أنهما كنايتان لحتماله
النشاء والدعاء
وقول مستحق الدين للغريم أبرأك الله كقول الزوج طلقك
الله
ولو قال أنت طال وترك القاف طلقت حمل على الترخيم
قال البوشنجي ينبغي أن ل يقع وإن نوى فإن قال يا طال
ونوى وقع لن الترخيم إنما يكون في النداء فأما في غير
النداء فل يقع إل نادرا في الشعر وانه إذا قال الطلقا لزم
لي أو واجأب علي طلقت للعرف
ولو قال فرض علي لم تطلق لعدم العرف فيه
ورأى البوشنجي أن جأميع هذه اللفاظ كناية لنه لو قال
طلقك علي واقتصر عليه ونوى وقع فوصفه بواجأب أو
فرض يزيده تأكيدا
وحكى صاحب العدة الخلف فقال لو قال طلقك لزم لي
فوجأهان
قال أكثر الصحاب هو صريح
ولو قال لست بزوجأة لي فالصحيح أنه كناية
وقيل لغو
وفي فتاوى القفال أنه لو قال اذهبي إلى بيت أبوي ونوى
الطلقا إن نواه بقوله اذهبي وقع وإن نواه بمجموع
اللفظين لم يقع لن قوله إلى بيت أبوي ل يحتمل الطلقا
بل هو لستدراك مقتضى قوله اذهبي
وأنه لو قال لها أنت طالقان أو طوالق لم يقع إل طلقة
وانه لو قال كل امرأة لي طالق إل عمرة ول امرأة له سواها
طلقت لن الستثناء مستغرقا فبطل
ولو قال النساء طوالق إل عمرة ول زوجأة له سواها لم
تطلق
وإن كانت إمرأته في نسوة فقال طلقت هؤلء إل هذه
وأشار إلى زوجأته لم تطلق
وأنه لو قال
____________________
) (8/33
لمرأته يا بنتي وقعت الفرقة بينهما عند احتمال السن كما
لو قاله لعبده أو أمته
قلت المختار في هذا أنه ل يقع به فرقة إذا لم يكن له نية
لنه انما يستعمل في العادة للملطفة وحسن المعاشرة
والله أعلم
وأنه لو كانت له زوجأة تنسب إلى زوج أمها فقال بنت فلن
طالق لم تطلق لنها ليست بنته حقيقة ولغيره في هذا
احتمال
قلت ينبغي أن يقال إن نواها طلقت ول يضر الغلط في
نسبها كنظيره في النكاح وإل فل ومراد القفال بقوله لم
تطلق أي في الظاهر وأما الباطن فيتعين أن يكون كما
ذكرته
والله أعلم
وأنه لو قال نساء المسلمين طوالق لم تطلق امرأته
وعن غيره أنها تطلق وبنى الخلف على أن المخاطب هل
يدخل في الخطاب قلت الصح عند أصحابنا في الصول أنه
ل يدخل وكذا هنا الصح أنها ل تطلق
والله أعلم
وأنه لو قال بانت مني امرأتي أو حرمت علي لم يكن إقرارا
بالطلقا لنه كناية وأنه لو قال أنت بائن ثم قال بعد مدة أنت
طالق ثلثا وقال أردت بالبائن الطلقا فلم يقع على الثلثا
لمصادفتها البينونة لم يقبل منه لنه متهم وأنه لو قال
بطلقك ل أكلم فلنا فكلمه لم تطلق لن الطلقا ل يحلف به
____________________
) (8/34
وأنه لو قالت له زوجأته واسمها فاطمة طلقني فقال
طلقت فاطمة ثم قال نويت فاطمة أخرى طلقت ول يقبل
قوله لدللة الحال بخلف ما لو قال ابتداء طلقت فاطمة ثم
قال نويت أخرى
وقد يشكل هذا بما سبق أن السؤال ل يلحق الكناية بالصريح
وأنه لو قال طلقت ولم يزد عليه ل يقع الطلقا وإن نوى
لنه لم يجر للمرأة ذكر ول دللة فهو كما لو قال امرأتي
ونوى الطلقا وأنه لو قال لولي امرأته زوجأها كان إقرارا
بالفراقا
ولو قال لها انكحي لم يكن إقرارا لنها ل تقدر أن تنكح
ولكن المفهوم منه ما يفهم من قول الله تعالى } حتى تنكح
زوجأا غيره {
قلت الصواب أنه كناية إذا خاطبها به بخلف الولي لنه
صريح فيه
والله أعلم
ومما نقل من معلقات القاضي شريح الروياني من أصحابنا
المتأخرين ما حكاه عن جأده أبي العباس الروياني وغيره أنه
لو قال أحللتك ونوى طلقها هل هو كناية وجأهان
قلت الصح أنه كناية
والله أعلم
وأنه لو قال أنت بائن وطالق يرجأع إلى نيته في بائن ول
يجعل قوله وطالق تفسيرا له
وأنه لو كرر كناية كقوله اعتدي اعتدي اعتدي ونوى الطلقا
فإن نوى التأكيد وقعت واحدة وإن نوى الستئناف فثلثا
وإن لم ينو فقولن
ولو كانت اللفاظ مختلفة ونوى بها الطلقا وقع بكل لفظة
طلقة
وأن القفال قطع بأنه لو قال طلقت ونوى امرأته لم تطلق
لعدم الشارة والسم
____________________
) (8/35
ولو قيل له ما تصنع بهذه الزوجأة طلقها فقال طلقت أو
قال لمرأته طلقي نفسك فقالت طلقت وقع الطلقا لنه
يترتب على السؤال والتقويض وأنه لو قال أنت بطلقة
ونوى لم تطلق
وأنه لو كان له زوجأتان إحداهما فاطمة بنت محمد والخرى
فاطمة بنت رجأل سماه أبواه أيضا محمدا إل أنه اشتهر في
الناس بزيد وبه يدعونه فقال الزوج زوجأتي فاطمة بنت
محمد طالق وقال أردت بنت الذي يدعونه زيدا قال جأدي
يقبل لن العتبار بتسمية أبويه وقد يكون للرجأل اسمان
وأكثر وقيل العتبار بالسم المشهور في الناس لنه أبلغ
في التعريف
وأنه لو قال امرأتي هذه محرمة علي ل تحل لي أبدا قال
جأدي ل تطلق لن التحريم قد يكون بغير الطلقا وقد يظن
التحريم المؤبد باليمين على ترك الجماع وقيل يحكم عليه
بالبينونة لمقتضى هذا اللفظ وأنه لو قيل لرجأل اسمه زيد يا
زيد فقال امرأة زيد طالق قال جأدي تطلق امرأته
وقال غيره ل تطلق حتى يريد نفسه لجواز إرادة زيد خر
وليجيء هذا الوجأه فيما إذا قال فاطمة طالق واسم زوجأته
فاطمة ويشبه أن يكون هو الصح ليكون قاصدا تطليق
زوجأته وأنه لو قيل طلقت امرأتك فقال اعلم أن المر على
ما تقوله فهل يكون هذا إقرارا بالطلقا وجأهان حكاهما
جأدي أصحهما ليس باقرار لنه أمره أن يعلم ولم يحصل هذا
العلم وأنها لو ادعت أنه طلقها ثلثا فأنكر ثم قال لفقيه
اكتب لها ثلثا قال جأدي يحتمل كونه كناية ويحتمل أن ل
يكون وأنه لو قال امرأتي التي في هذه الدار طالق ولم تكن
امرأته فيها ل يقع الطلقا وأنه لو قال رددت عليك الطلقات
الثلثا ونوى وقع الثلثا
وأنه لو قال امرأته طالق وعنى نفسه قال جأدي يحتمل
وقوع الطلقا ويحتمل عدمه
____________________
) (8/36
قلت الوقوع أرجأح
والله أعلم
وأنه لو قال لبنه قل لمك أنت طالق قال جأدي إن أراد
التوكيل فإذا قاله لها البن طلقت ويحتمل أن يقع ويكون
البن مخبرا لها بالحال
وأنه لو قال كل امرأة في السكة طالق وزوجأته في السكة
طلقت على الصح
وأنه لو وكل في طلقها فقال الوكيل طلقت من يقع
الطلقا عليها بلفظي هل تطلق التي وكله في طلقها أو
طلقها ولم ينو عند الطلقا أن يطلق لموكله ففي الوقوع
وجأهان
في فتاوي القاضي حسين أنه لو قيل له فعلت كذا فأنكر
فقيل له إن كنت فعلته فامرأتك طالق قال نعم لم تطلق
لنه لم يوقعه
قال البغوي ينبغي أن يكون على القولين فيمن قيل له
طلقتها قال نعم
وفي المستدرك للمام اسماعيل البوشنجي أنه لو قال
لزوجأته وهبتك لهلك أو لبيك أو للزواج أو للجأانب ونوى
الطلقا طلقت كقوله الحقي بأهلك
وأنه لو قال لمرأته أنت كذا ونوى الطلقا لم تطلق
وكذا لو علق بصفة فقال إن لم أدخل الدار فأنت كذا ونوى
لم تطلق لنه ل إشعار له بالفرقة فأشبه إذا قال إن لم
أدخل الدار فأنت كما أضمر ونوى الطلقا فانها ل تطلق وأنه
لو قال أربع طرقا عليك مفتوحة فخذي أيها شئت أو لم يقل
خذي أيها شئت أو قال فتحت عليك طريقك فكناية
وقال أبو بكر الشاشي إذا لم يقل خذي أيها شئت فليس
كناية ووافق في قوله فتحت عليك طريقك
____________________
) (8/37
أنه كناية
وأنه لو قال خذي طلقك فقالت أخذت لم تطلق ما لم توجأد
نية اليقاع من الزوج بقوله خذي أو من المرأة إن حمل قوله
على تفويض الطلقا إليها
وفي القناع لقضى القضاة الماوردي أن قوله لعل الله
يسوقا إليك خيرا كناية وذكر هو وغيره أن قوله بارك الله لك
كناية بخلف قوله بارك الله فيك
وفي فتاوى الغزالي إذا كتب الشروطي إقرار رجأل بالطلقا
فقال له الشهود نشهد عليك بما في هذا الكتاب فقال
اشهدوا ل يقع الطلقا بينه وبين الله تعالى بل لو قال
اشهدوا على أني طلقتها أمس وهو كاذب لم يقع فيما بينه
وبين الله تعالى
وفي التتمة أنه لو قال لواحدة من نسائه أنت طالق مائة
طلقة فقالت تكفيني ثلثا فقال الباقي على صواحبك ل
يقع على صواحبها طلقا لنه لم يخاطبهن وإنما رد عليها
شيئا لغيا فإن نوى به الطلقا كان طلقا وكان التقدير أنت
طالق بثلثا وهن طوالق بالباقي وأنه لو قال كل امرأة
أتزوجأها فهي طالق وأنت يا أم أولدي قال أبو عاصم
العبادي ل تطلق وهو كما قال غيره لو قال لزوجأته نساء
العالمين طوالق وأنت يا فاطمة ل تطلق لنه عطف على
نسوة لم يطلقن وأنه لو قال له رجأل فعلت كذا فأنكر فقال
الرجأل الحل عليك حرام والنية نيتي أنك ما فعلت فقال
الحل علي حرام والنية نيتك ما فعلته لغا قوله النية نيتك
ويكون الحكم كما لو تلفظ بهذا اللفظ ابتداء ولو قال له لما
أنكر امرأتك طالق إن كنت كاذبا فقال طالق وقال ما أردت
طلقا امرأتي يقبل لنه لم توجأد إشارة إليها ول تسمية وإن
لم يدع إرادة غيرها حكم بوقوع الطلقا وبالله التوفيق
____________________
) (8/38
فرع قال أنت طالق ثلثا أو ل باسكان الواو ل يقع
قال المتولي كما لو قال هل أنت طالق ولو قال أنت طالق
أول بتشديد الواو وهو يعرف العربية طلقت
الطرف الثاني في الفعال القائمة مقام اللفظ الشارة
والكتب يدلن على الطلقا فأما الشارة فمعتبرة من
الخرس في وقوع الطلقا وتقوم إشارته مقام عبارة
الناطق في جأميع العقود والحلول والقارير والدعاوي لكن
في شهادته خلف
وإذا أشار في صلته بطلقا أو بيع أو غيرهما صح العقد
قطعا ول تبطل صلته على الصحيح ثم منهم من أدار الحكم
على إشارته المفهومة وأوقع الطلقا بها نوى أم لم ينو
وكذا فصل البغوي
وقال المام وآخرون إشارته منقسمة إلى صريحة مغنية عن
النية وهي التي يفهم منها الطلقا كل واقف عليها وإلى
كناية مفتقرة إلى النية وهي التي يفهم الطلقا بها
المخصوص بالفطنة والذكاء
ولو بالغ في الشارة ثم ادعى أنه لم يرد الطلقا وأفهم هذه
الدعوى
قال المام هو كما لو فسر اللفظة الشائعة في الطلقا
بغيره
فرع سواء في اعتبار إشارة الخرس قدر على الكتابة أم ل
هكذا المام ويوافقه إطلقا الجمهور
وقال المتولي إنما تعتبر إشارته إذا لم يقدر على
____________________
) (8/39
كتابة مفهمة
فالكتابة هي المعتبرة لنها أضبط وينبغي أن يكتب مع ذلك
إني قصدت الطلقا
فرع إذا كتب الخرس الطلقا فثلثة أوجأه
الصحيح أنه كناية فيقع الطلقا إذا نوى وإن لم يشر معها
والثاني ل بد من الشارة والثالث هو صريح قاله الشيخ أبو
محمد
فصل القادر على النطق إشارته بالطلقا ليست صريحة وإن
أفهم بها كل أحد وليست كناية أيضا على الصح
ولو قال لحدى زوجأتيه أنت طالق وهذه ففي افتقار طلقا
الثانية إلى نية وجأهان
ولو قال امرأتي طالق وأشار إلى إحدهما ثم قال أردت
الخرى فوجأهان
أحداهما يقبل
والثاني ل يقبل بل تطلقان جأميعا
فصل إذا كتب القادر بطلقا زوجأته نظر إن قرأ ما كتبه
وتلفظ حال الكتابة أو بعدها طلقت وإن لم يتلفظ نظر إن
لم ينو إيقاع الطلقا لم تطلق على الصحيح وقيل تطلق
وتكون الكتابة صريحا وليس بشىء
وإن نوى ففيه أقوال وأوجأه وطرقا مختصرها ثلثة أقوال
أظهرها تطلق مطلقا والثاني ل والثالث تطلق إن كانت
غائبة عن المجلس وإل فل
وهذا الخلف جأار في سائر التصرفات التي ل تفتقر إلى
قبول كالعتاقا والبراء والعفو عن القصاص وغيرها بل
فرقا
____________________
) (8/40
وأما ما يحتاج إلى قبول فهو نكاح وغيره أما غيره كالبيع
والهبة والجأارة ففي انعقادها بالكتب خلف مرتب على
الطلقا وما في معناه إن لم يعتبر الكتب هناك فهنا أولى
وإل فوجأهان للخلف في انعقاد هذه التصرفات بالكنايات
ولن القبول فيها شرط فيتأخر عن اليجاب والشبه
النعقاد
ومن قال به جأعل تمام اليجاب بوصول الكتاب حتى يشترط
اتصال القبول به
وفي وجأه ل يشترط ذلك بل يراعى التواصل اللئق بين
الكتابين وقد أشرنا إلى هذا كله في أول البيع وذكرنا عن
بعضهم أن المشتري لو قبل بالقول كان أقوى من أن يكتب
وكذا ذكره المام
وأما النكاح ففيه خلف مرتب والمذهب منعه بسبب
الشهادة فل اطلع للشهود على النية
ولو قال بعد المكاتبة نوينا كان شهادة على إقرارهما ل على
نفس العقد ومن جأوز اعتمد الحاجأة
وإذا قلنا ينعقد البيع والنكاح بالمكاتبة فذلك في حال الغيبة
فأما عند الحضور فخلف مرتب
وحيث حكمنا بانعقاد النكاح بالمكاتبة يكتب زوجأتك بنتي
ويحضر الكتاب عدلن ول يشترط أن يحضرهما ول أن يقول
اشهدا
فإذا بلغه فيقبل لفظا
أو يكتب القبول ويحضر القبول شاهدا اليجاب فإن شهده
آخران فوجأهان
أصحهما المنع ومن جأوزه احتمله كما احتمل الفصل بين
اليجاب والقبول
ثم إذا قبل لفظا أو كتابة يشترط كونه على الفور وفيه وجأه
ضعيف سبق
فرع كتب إليه وكلتك في بيع كذا من مالي أو إعتاقا عبدي
الوكالة ل تفتقر إلى القبول فهو ككتب الطلقا وإل فكالبيع
ونحوه
____________________
) (8/41
فرع كتب زوجأتي طالق أو يا فلنة أنت طالق
أو كل زوجأة لي فهي طالق فإن قرأ ما كتبه فقد ذكرنا أنها
تطلق
فلو قال لم أنو الطلقا وإنما قصدت قراءة ما كتبته وحكايته
ففي قبوله ظاهرا وجأهان مشبهان بالوجأهين فيما لو حل
الوثاقا وقال أنت طالق وفائدة الخلف إنما تظهر إذا لم
يجعل الكتب صريحا ول كناية أو قلنا كناية وأنكر اقتران النية
فرع إذا أوقعنا الطلقا بالمكاتبة نظر في صورة المكتوب إن
كتب أما بعد فأنت طالق طلقت في الحال سواء وصلها
الكتاب أم ضاع
وإن كتب إذا قرأت كتابي فأنت طالق لم يقع بمجرد البلوغ
بل عند القراءة
فإن كانت تحسن القراءة طلقت إذا قرأته قال المام
والمعتبر أن تطلع على ما فيه
واتفق علماؤنا على أنها إذا طالعته وفهمت ما فيه طلقت
وإن لم تتلفظ بشىء
فلو قرأه غيرها عليها فهل يقع الطلقا لن المقصود
اطلعها أم ل لعدم قراءتها مع المكان وجأهان
أصحهما الثاني وبه قطع البغوي
وإن كانت ل تحسن القراءة طلقت إذا قرأه عليها شخص
على الصحيح
وقيل ل تطلق أصل
ولو كان الزوج ل يعلم أهي قارئة أم ل فيجوز أن ينعقد
التعليق على قراءتها بنفسها نظرا إلى حقيقته ويجوز أن
ينعقد على الفهم والطلع لنه القدر المشترك بين الناس
والول أقرب
أما إذا كتب
____________________
) (8/42
إذا أتاك كتابي أو بلغك أو وصل إليك كتابي فأنت طالق فل
يقع الطلقا قبل أن يأتيها فإن انمحى جأميع المكتوب فبلغها
القرطاس بحيث ل يمكن قراءته لم تطلق كما لو ضاع
وقيل تطلق إذ يقال أتى كتابه وقد انمحى والصحيح الول
وإن بقي أثر وأمكنت قراءته طلقت كما لو وصل بحاله وإن
وصلها بعض الكتاب دون بعضه فخرم الكتاب أربعة أقسام
أحدها موضع الطلقا فإن كان هو الضائع أو انمحى ما فيه
فثلثة أوجأه
أصحها ل تطلق والثاني تطلق والثالث إن قال إذا جأاءك
كتابي وقع وإن قال إذا جأاءك كتابي هذا أو الكتاب فل
الثاني موضع سائر مقاصد الكتاب ومنه ما يعتذر به عن
الطلقا ويوبخها عليه من الفعال الملجئة إلى الطلقا فإن
كان الخلل فيه بالتخرقا والنمحاء وبقي موضع الطلقا
وغيره ففيه الوجأه الثلثة والوقوع هنا أولى وبه قال أبو
إسحق لوصول المقصود ويحسن العتماد على الوجأه الثالث
في الصورتين
الثالث موضع السوابق واللواحق كالتسمية وصدر الكتاب
والحمد والصلة
فإذا كان الخلل فيه والمقاصد باقية ففيه الوجأه لكن الصح
هنا الوقوع
قال المام وكنت أود أن يفرقا في هذه الصور الثلثا بين أن
يبقى معظم الكتاب أم يختل فإن للمعظم أثرا في بقاء
السم وعدمه
قلت هذا الذي أشار إليه المام هو وجأه ذكره في
المستظهري لكنه لم يطرده فيما إذا انمحى موضع الطلقا
لم يقع عنده
وعند سائر العراقيين قطعا ولفظه وقيل إن وجأد أكثر
الكتاب طلقت
والله أعلم
____________________
) (8/43
الرابع البياض في أول الكتاب وآخره
المذهب أنه ل عبرة
بزواله وقيل يطرد الخلف
أما إذا كتب إذا بلغك كتابي فأنت طالق فإن بلغ موضع
الطلقا وقع بل تفصيل ول خلف وإن بلغ ما سواه وبطل
موضع الطلقا لم تطلق
فرع كتب إذا بلغك كتابي فأنت طالق وكتب أيضا إذا وصل
إليك فأنت طالق فبلغها وقعت طلقتان للصفتين
ولو كان التعليق بقراءتها فقرأت بعضه دون بعض فعلى ما
ذكرناه في وصول بعضه دون بعض
فرع كتب كتابه ونوى فككتب الصريح
ولو أمر الزوج أجأنبيا فكتب ونوى الزوج لم تطلق كما لو قال
للجأنبي قل لزوجأتي أنت بائن ونوى الزوج ل تطلق
فرع كتب إذا بلغك نصف كتابي هذا فأنت طالق فبلغها كله
فهل الكل على النصف أم ل لن النصف في مثل هذا يراد به
المنفرد وجأهان
قلت الصح الوقوع
والله أعلم
____________________
) (8/44
فرع الكتب على الكاغد والرقا واللوح والنقر في الحجر
والخشب سواء في الحكم ول عبرة برسم الحروف على
الماء والهواء لنها ل تثبت
قال المام ول يمتنع أن يلحق هذا بالشارة المفهمة ولك أن
تمنعه لن هذا إشارة إلى الحروف ل إلى معنى الطلقا وهو
البعاد
قلت ولو خط على الرض وأفهم فكالخط على الورقا ذكره
المام والمتولي وغيرهما وقد سبق في كتاب البيع
والله أعلم
فرع قالت أتاني كتاب الطلقا فأنكر أنه كتبه أو أنه نوى
صدقا شهد شهود أنه خطه لم تطلق بمجرد ذلك بل يحتاج مع
ذلك إلى إثبات قراءته أو نيته
فرع كتب أنت طالق ثم استمد فكتب إذا أتاك كتابي فإن
احتاج لم تطلق حتى يبلغها الكتاب وإل طلقت في الحال
فرع حرك لسانه بكلمة الطلقا ولم يرفع صوته قدرا يسمع
نفسه قال المتولي حكى الزجأاجأي أن المزني نقل فيه
قولين
أحدهما تطلق لنه أقوى من الكتب مع النية
والثاني ل لنه ليس بكلم ولهذا يشترط في قراءة الصلة
أن يسمع نفسه
____________________
) (8/45
قلت الظهر الثاني لنه في حكم النية المجردة بخلف
الكتب فإن المعتمد في وقوع الطلقا به حصول الفهام ولم
يحصل هنا
والله أعلم
الطرف الثالث في التفويض يجوز أن يفوض إلى زوجأته
طلقا نفسها فإذا فوض فقال طلقي نفسك إن شئت فهل
هو تمليك للطلقا أم توكيل به قولن
أظهرهما تمليك وهو الجديد فعلى هذا تطليقها يتضمن
القبول ول يجوز لها تأخيره فلو أخرت بقدر ما ينقطع
القبول عن اليجاب ثم طلقت لم يقع
وقال ابن القاص وغيره ل يضر التأخير ما داما في المجلس
وقال ابن المنذر لها أن تطلق متى شاءت ول يختص
بالمجلس والصحيح الول وبه قال الكثرون
ولو قال طلقي نفسك بألف أو على ألف إن شئت فطلقت
وقع بائنا وهذا تمليك بعوض
وإذا لم يجر عوض فهو كالهبة
قال القفال ولو قال طلقي نفسك فقالت كيف يكون
تطليقي لنفسي ثم قال طلقت وقع الطلقا ولم يكن هذا
القدر قاطعا وهذا تفريع على أن الكلم اليسير ل يضر تخلله
أما إذا قلنا التفويض توكيل ففي اشتراط قبولها الخلف
المذكور في سائر الوكالت ويجيء الوجأه الفارقا بين صيغة
المر بأن يقول طلقي نفسك
وصيغة العقد كقوله وكلتك في طلقا نفسك
وهل يجوز تأخير التطليق على هذا القول وجأهان
أصحهما نعم فتطلق متى شاءت كتوكيل الجأنبي
والثاني وبه قال القاضي حسين البغوي ل وطرده القاضي
فيما لو قال وكلتك في طلقا نفسك
أما إذا قال طلقي نفسك متى شئت فيجوز التأخير قطعا
وللزوج أن يرجأع
____________________
) (8/46
فيه قبل أن تطلق نفسها إن جأعلناه توكيل وكذا إن جأعلناه
تمليكا على الصحيح ومنعه ابن خيران
ولو قال إذا جأاء رأس الشهر فطلقي نفسك فإن قلنا تمليك
لغا وليس لها التطليق إذا جأاء رأس الشهر
وإن قلنا توكيل جأاز كتوكيل الجأنبي
وعلى هذا لو قال إذا جأاء رأس الشهر فطلقي نفسك إن
ضمنت لي ألفا أو قال طلقي نفسك ان ضمنت لي ألفا بعد
شهر فإذا طلقت نفسها على ألف بعد مضي الشهر طلقت
ولزمها اللف
قال اسماعيل البوشنجي لو قال لجأنبي إذا جأاء رأس
الشهر فأمر امرأتي بيدك فإن كان قصده بذلك إطلقا
الطلقا له بعد انقضاء الشهر فله التطليق بعد أي وقت شاء
إل أن يطرأ منع وإن أراد تقييد المر برأس الشهر تقيد
الطلقا به وليس له التطليق بعده ولو قال إذا مضى هذا
الشهر فأمرها بيدك فمقتضاه إطلقا الذن بعده فيطلقها
بعده متى شاء ولو قال أمرها بيدك إلى شهر أو شهرا فله
أن يطلقها إلى شهر وليس له تطليقها بعده
وهذه الحكام في حق الزوجأة كهي في حق الجأنبي إذا
جأعلنا التفويض اليها توكيل
فرع قال طلقي نفسك فقالت طلقت نفسي أو أنا طالق
إذا قدم يقع الطلقا إذا قدم لنه لم يملكها التعليق وكذا
حكم الجأنبي وفيها وجأه حكاه الحناطي
____________________
) (8/47
ولو قال لها علقي طلقك ففعلت أو قاله لجأنبي ففعل لم
يصح لن تعليق الطلقا يجري مجرى اليمان فل يدخله نيابة
وقيل يصح وقيل إن علق على صفة توجأد ل محالة كطلوع
الشمس ورأس الشهر صح لن مثل هذا التعليق ليس بيمين
وإن كانت محتملة الوجأود كدخول الدار لم يصح لنه يمين
والصحيح هو الول وبه قطع البغوي
فرع تفويض العتاقا إلى العبد كتفويض التطليق إلى
الزوجأة في الحكام
فصل كما يجوز التفويض بصريح الطلقا ويعتد من المفوض
إليها بالصريح كذلك ول يشترط توافق لفظيهما إل أن يقيد
التفويض
فإذا قال أبيني نفسك أو بتي فقالت آبنت أو بتت ونويا
طلقت
وإن لم ينو أحدهما لم تطلق
ولو قال طلقي نفسك فقالت أبنت نفسي أو أنا خلية أو
برية ونوت طلقت على الصحيح
وقال ابن خيران وأبو عبيد بن خربويه ل تطلق
ولو قال طلقي نفسك فقالت للزوج طلقتك ففيه هذا
الخلف ويجري الخلف في عكسه بأن يقول أبيني نفسك أو
فوضت إليك أمرك أو ملكتك نفسك أو أمرك بيدك وينوي
فتقول طلقت نفسي قال القاضي حسين وغيره ويجري
فيما لو قال لجأنبي طلقها فقال أبنتها ونوى أو قال أبنها
ونوى فقال طلقتها
____________________
) (8/48
ولو قال لها أبيني نفسك ونوى فقالت أنا خلية ونوت فإن
قلنا بالصحيح طلقت وعلى قول ابن خيران وجأهان
أصحهما تطلق لن العتماد هنا على النية واللفظ غير
مستقل بخلف اختلف الصريح والكناية
ولو قال طلقي نفسك بصريح الطلقا أو قال بكناية الطلقا
فعدل عن المأذون فيه إلى غيره لم تطلق بل خلف
ولو قال طلقي نفسك فقالت سرحت نفسي طلقت بل
خلف لشتراكهما في الصراحة
فرع قال لها اختاري نفسك ونوى تفويض الطلقا فقالت
اخترت نفسي أو اخترت ونوت وقعت طلقة
ولو قال اختاري ول