PUBLIKASI PENDIDIKAN: Kumpulan Kitab Islam Klasik ⌐φαí ƒΘ߃Θá∩δ 004
http://www.shamela.ws
تم إعداد هذا الملف آليا بواسطة المكتبة الشاملة
روضة الطالبين وعمدة المفتين
النووي
سنة الولدة /سنة الوفاة
تحقيق
الناشر المكتب السلمي
سنة النشر 1405
مكان النشر بيروت
عدد الجأزاء 12
التهذيب
وإن باعه قبله وهو معسر فل ومنهم من طرد الخلفا التي
في الموسر وحكم بالخيار للمجني عليه إن صححنا
وإن كان موسرا فالظأهر أنه ل يصح
وقيل ل يصح قطعا
وقيل موقوفا
فإن فداه نفذ وإل فل
فإن لم نصحح البيع فالسيد على خيرته إن شاء فداه وإل
فيسلمه ليباع في الجناية
وإن صححناه فالسيد ملتزم للفداء ببيعه مع العلم بجنايته
فيجبر على تسليم الفداء كما لو أعتقه أو قتله
وقيل هو على خيرته إن فدى أمضى البيع وإل فسخ
والصحيح أنه ملتزم للفداء
فإن تعذر تحصيل الفداء أو تأخر لفلسه أو غيبته أو صبره
على الحبس فسخ البيع وبيع في الجناية لن حق المجني
عليه سبق حق المشتري
هذا كله إذا أوجأبت الجناية المال لكونها خطأ أو شبه عمد أو
عفا مستحق القصاص على مال أو أتلف العبد مال
أما إذا أوجأبت قصاصا ول عفو فالمذهب صحة البيع كبيع
المريض المشرفا على الموت
وقيل فيه القولن
وإذا اختصرت قلت المذهب أنه ل يصح بيعه إن تعلق برقبته
مال ويصح إن تعلق به قصاص
ولو أعتق الجاني فإن كان السيد معسرا لم ينفذ على
الظأهر
وقيل ل ينفذ قطعا
وإن كان موسرا نفذ على أظأهر القوال
والثالث موقوفا
إن فداه نفذ وإل فل
واستيلد الجانية كإعتاقها
ومتى فدى السيد الجاني فالظأهر أنه يفديه بأقل المرين
من الرش وقيمة العبد
والثاني يتعين الرش وإن كثر
قلت ولو ولدت الجارية لم يتعلق الرش بالولد قطعا ذكره
القاضي أبو الطيب في نماء الرهن
والله أعلم
الشرط الخامس كون المبيع معلوما
ول يشترط العلم به من كل وجأه بل يشترط العلم بعين
المبيع وقدره وصفته
أما العين فمعناه أنه لو قال بعتك عبدا من العبيد أو أحد
عبدي أو عبيدي هؤلء أو شاة من هذا القطيع
____________________
) (3/358
فهو باطل
وكذا لو قال بعتهم إل واحدا مبهما
وسواء تساوت قيمة العبيد والشياه أم ل وسواء قال ولك
الخيار في التعيين أم ل
وحكى في التتمة قول قديما أنه لو قال بعتك أحد عبيدي أو
عبيدي الثلثاة على أن تختار من شئت في ثالثاة أيام أو أقل
صح العقد وهذا شاذ ضعيف
ولو كان له عبد فاختلط بعبيد لغيره فقال بعتك عبدي من
هؤلء والمشتري يراهم ول يعرفا عينه
قال في التتمة له حكم بيع الغائب
وقال صاحب التهذيب عندي أنه باطل
فرع بيع الجزء الشائع من كل جأملة معلومة من دار وأرض
وعبد وثامرة وغيرها صحيح
لكن لو باع جأزءا شائعا من شىء بمثله من ذلك الشىء
كالدار والفرس كما إذا كان بينهما نصفين باع نصفه بنصف
صاحبه فوجأهان
أحدهما ل يصح البيع لعدم الحاجأة إليه
وأصحهما يصح لوجأود شرائطه وله فوائد
منها لو كانا جأميعا أو أحدهما ملك نصيبه بالهبة من أبيه
انقطعت ولية الرجأوع
ومنها لو ملكه بالشراء ثام اطلع بعد هذا التصرفا على عيب
لم يملك الرد على بائعه
ومنها لو ملكته بالصداق فطلقها قبل الدخول لم يكن له
الرجأوع فيه
قلت ولو باع نصفه بالثلث من نصف صاحبه ففي صحته
الوجأهان
أصحهما الصحة ويصير بينهما أثالثاا وبهذا قطع صاحب
التقريب واستبعده المام
وقد ذكر المام الرافعي هذه المسألة في كتاب الصلح
والله أعلم
ولو باع الجملة واستثنى منها جأزءا شائعا جأاز
مثاله بعتك ثامرة هذا البستان إل ربعها وقدر الزكاة منها
ولو قال بعتك ثامرة هذا البستان بثلثاة
____________________
) (3/359
آلفا درهم إل ما يخص ألفا فإن أراد ما يخصه إذا وزعت
الثمرة على المبلغ المذكور صح وكان استثناء للثلث
وإن أراد ما يساوي ألفا عند التقويم فل لنه مجهول
فرع إذا باع أذرعا من أرض أو دار أو ثاوب فإن كانا بأن باع
ذراعا من عشرة ويعلمان أن الجملة عشرة صح على الصحيح
وكأنه باعه العشر
قال المام إل أن يعني معينا فيبطل كشاة من القطيع
ولو اختلفا فقال المشتري أردت الشاعة فالعقد صحيح
وقال البائع بل أردت معينا ففيمن يصدق احتمالن
قلت أرجأحهما البائع
والله أعلم
وإن كان أحدهما ل يعلم جأملة الذرعان لم يصح البيع
ولو وقف على طرفا الرض وقال بعتك كذا ذراعا من
موقفي هذا في جأميع العرض إلى حيث ينتهي في الطول
صح على الصح
فرع إذا قال بعتك صاعا من هذه الصبرة فله حالن
أحدهما أن يعلما مبلغ صيعانها فالعقد صحيح قطعا وينزل
على الشاعة
ولو كانت الصبرة مائة صاع فالمبيع عشر العشر فلو تلف
بعضها تلف بقدره من المبيع
هذا هو المذهب وبه قطع الجمهور
وحكى المام في تنزيله وجأهين
أحدهما هذا
والثاني المبيع صاع من الجملة غير مشاع أي صاع كان
فعلى هذا يبقى المبيع ما بقي صاع
____________________
) (3/360
الحال الثاني أن ل يعلما أو أحجها مبلغ صيعانها فوجأهان
أحدهما وهو اختيار القفال ل يصح كما لو فرق صيعان
الصبرة وقال بعتك صاعا منها فإنه ل يصح
وأصحهما يصح وهو المنصوص
وفي فتاوى القفال أنه كان إذا سئل عن هذه المسألة يفتي
بهذا الثاني مع ذهابه إلى الول ويقول المستفتي
يستفتيني عن مذهب الشافعي رضي الله عنه ل عما عندي
وعلى هذا المبيع صاع منها أي صاع كان
فلو تلف جأميعها إل صاعا تعين العقد فيه والبائع بالخيار بين
أن يسلم صاعا من أعل الصبرة أو أسفلها وإن لم يكن
السفل مرئيا لن رؤية ظأاهر الصبرة كرؤية كلها
قلت وأما استدلل الول بأنه لو فرقت صيعانها فباع صاعا
لم يصح فهكذا قطع به الجمهور
وحكى صاحب المهذب في تعليقه في الخلفا عن شيخه
القاضي أبي الطيب صحة بيعه لعدم الغرر
والصحيح المنع
والله أعلم
فرع إبهام ممر الرض المبيعة كإبهام نفس المبيع
وصورته أن يبيع أرضا محفوفة بملكه من جأميع الجوانب
ويشرط للمشتري حق الممر من جأانب ولم يعينه فالبيع
باطل لختلفا الغرض بالممر
فإن عين الممر من جأانب صح البيع
ولو قال بعتكها بحقوقها صح وثابت للمشتري حق الممر من
كل جأانب كما كان ثاابتا للبائع قبل البيع
وإن أطلق البيع ولم يتعرض للممر فوجأهان
أصحهما يصح ويكون كما لو قال بعتكها بحقوقها
والثاني أنه ل يقتضي الممر فعلى هذا هو كما لو صرح بنفي
الممر وفيه وجأهان
أصحهما بطلن البيع لعدم النتفاع في الحال والثاني
الصحة لمكان تحصيل الممر وقال في التهذيب إن أمكن
تحصيل ممر صح البيع وإل فل
ولو
____________________
) (3/361
كانت الرض المبيعة ملصقة للشارع فليس للمشتري
سلوك ملك البائع فإن العادة في مثلها الدخول من الشارع
فينزل المر عليه
ولو كانت ملصقة ملك المشتري لم يتمكن من المرور فيما
بقي للبائع بل يدخل من ملكه القديم
وأبدى المام فيه احتمال قال وهذا إذا أطلق البيع أما إذا
قال بحقوقها فله الممر في ملك البائع
ولو باع دارا وازتثنى لنفسه بيتا فله الممر فإن نفى الممر
نظر إن أمكن اتخاذ ممر صح البيع وإل فوجأهان
قلت أصحهما البطلن كمن باع ذراعا من ثاوب ينقص
بالقطع
والله أعلم
فصل وأما القدر فالمبيع قد يكون في الذمة وقد يكون
معينا والول هو السلم والثاني هو المشهور باسم البيع
والثمن فيهما جأميعا قد يكون في الذمة وإن كان يشترط
في السلم تسليم رأس المال في مجلس العقد وقد يكون
معينا فما كان في الذمة من العوضين اشترط كونه معلوم
القدر حتى لو قال بعتك ملء هذا البيت حنطة أو بزنة هذه
الصنجة ذهبا لم يصح البيع
ولو قال بعت بما باع به فلن فرسه أو ثاوبه وأحدهما ل يعلم
لم يصح على الصحيح للغرر
وقيل يصح للتمكن من العلم كما لو قال بعتك هذه الصبرة
كل صاع بدرهم يصح البيع وإن كانت الجملة مجهولة في
الحال
وقيل إن حصل العلم قبل التفرق صح
ولو قال بعتك بمائة دينار إل عشرة دراهم لم يصح إل أن
يعلما قيمة الدينار بالدراهم
قلت ينبغي أل يكفي علمهما بالقيمة بل يشترط معه
قصدهما استثناء القيمة
وذكر صاحب المستظهري فيما إذا لم يعلما حال العقد قيمة
الدينار بالدراهم
____________________
) (3/362
ثام علما في الحال طريقين
أصحهما ل يصح كما ذكرنا
والثاني على وجأهين
والله أعلم
ولو قال بعتك بألف من الدراهم والدنانير لم يصح
فرع إذا باع بدرامم أو دنانير اشترط العلم بنوعها فإن كان
في نقد واحد أو نقود يغلب التعامل بواحد منها انصرفا
العقد إلى المعهود وإن كان فلوسا إل أن يعين غيره
فإن كان نقد البلد مغشوشا ففي صحة المعاملة به وجأهان
ذكرناهما في كتاب الزكاة إل أنا خصصناهما بماإذا كان قدر
النقرة مجول وربما نقل العراقيون الوجأهين مطلقا ووجأهوا
المنع بأن المقصود غير متميز عما ليس بمصود فصار كما لو
شيب اللبن بالماء وبيع فإنه ل يصح
وحكي وجأه ثاالث أنه إذا كان الغش غالبا لم يجز التعامل بها
وإن كان مغلوبا جأاز
وعلى الجملة الصح الصحة مطلقا وعلى هذا ينصرفا إليه
العقد عند الطلق
ولو باع بمغشوشة ثام بان أن فضتها قليلة جأدا فله الرد على
المذهب
وقيل وجأهان
أما إذا كان في البلد نقدان أو نقود ل غلبة لبعضها فل يصح
البيع حتى يعين
وتقويم المتلف يكون بغالب نقد البلد
فإن كان فيه نقدان فصاعدا ول غالب عين القاضي واحدا
للتقويم
ولو غلب من جأنس العروض نوع فهل ينصرفا الذكر إليه عند
الطلق وجأهان
أصحهما ينصرفا كالنقد
ومن صوره أن يبيع صاعا من الحنطة بصاع منها أو بشعير
في الذمة ثام يحضره قبل التفرق
وكما ينصرفا العقد إلى النقد الغالب ينصرفا في الصفات
إليه أيضا
حتى لو باع بدينار أو بعشرة دنانير والمعهود في البلد
الصحاح انصرفا إليه وإن كان المعهود المكسر انصرفا إليه
قال في البيان إل أن تتفاوت قيمة
____________________
) (3/363
المكسر فل يصح
وعلى هذا القياس لو كان المعهود أن يؤخذ نصف الثمن من
هذا ونصفه من ذاك أو أن يؤخذ على نسبة أخرى فالبيع
صحيح محمول عليه
وإن كان يعهد التعامل بهذا مرة وبهذا مرة ولم يكن بينهما
تفاوت صح البيع وسلم ما شاء منهما
وإن كان بينهما تفاوت بطل البيع كما لو كان في البلد
نقدان غالبان وأطلق
ولو قال بعت بألف صحاح ومكسرة فوجأهان
أصحهما البيع باطل
والثاني أنه صحيح ويحمل على التنصيف
ويشبه أن يجري هذا الوجأه فيما إذا قال بعت بألف ذهبا
وفضة
قلت ل جأريان له هناك والفرق كثرة التفاوت بين الذهب
والفضة فيعظم الغرر
والله أعلم
فرع لو قال بعتك بدينار صحيح فجاء بصحيحين وزنهما
مثقال لزمه القبول لن الغرض ل يختلف بذلك
وإن جأاء بصحيح وزنه مثقال ونصف قال في التتمة لزمه
قبوله والزيادة أمانة في يده
والصواب أنه ل يلزمه القبول لما في الشركة من الضرر
وقد ذكر في البيان نحو هذا
فلو تراضيا به جأاز
وحينئذ لو أراد أحدهما كسره وامتنع الخر لم يجبر عليه لما
في هذه القسمة من الضرر
ولو باع بنصف دينار صحيح بشرط كونه مدورا جأاز إن كان
يعم وجأوده
وإن لم يشترط فعليه شق وزنه نصف مثقال
فإن سلم إليه صحيحا أكثر من نصف مثقال وتراضيا
بالشركة فيه جأاز
ولو باعه شيئا بنصف دينار صحيح ثام باعه شيئا آخر بنصف
دينار صحيح فإن سلم صحيحا عنهما فقد زاد خيرا وإن سلم
قطعتين وزن كل واحدة نصف دينار جأاز
فلو شرط في العقد الثاني تسليم صحيح عنهما فالعقد
الثاني فاسد والول ماض
____________________
) (3/364
على الصحة إن جأرى الثاني بعد لزومه وإل فهو إلحاق شرط
فاسد بالعقد في زمن الخيار وسيأتي حكمه إن شاء الله
تعالى
فرع لو باع بنقد قد انقطع عن أيدي الناس فالعقد باطل
لعدم على التسليم
وإن كان ل يوجأد في تلك البلدة ويوجأد في غيرها فإن كان
الثمن حال أو مؤجأل إلى مدة ل يمكن نقله فيها فهو باطل
أيضا
وإن كان مؤجأل إلى مدة يمكن نقله فيها صح
ثام إن حل الجأل وقد أحضره فذاك وإل فيبنى على أن
الستبدال عن الثمن هل يجوز إن قلنا ل فهو كانقطاع
المسلم فيه
وإن قلنا نعم استبدل ول ينفسخ العقد على الصحيح
وفي وجأه ينفسخ
فإن كان يوجأد في البلد إل أنه عزيز فإن جأوزنا الستبدال
صح العقد
فإن وجأد فذاك وإل فيستبدل
وإن لم نجوزه لم يصح
فلو كان النقد الذي جأرى به التعامل موجأودا ثام انقطع
فإن جأوزنا الستبدال استبدل وإل فهو كانقطاع المسلم
فيه
فرع لو باع بنقد معين أو مطلق وحملناه على نقد البلد
فأبطل ذلك النقد لم يكن للبائع إل ذاك النقد كما لو أسلم
في حنطة فرخصت فليس له غيرها
وفيه وجأه شاذ ضعيف أنه مخير إن شاء أجأاز العقد بذلك
النقد وإن شاء فسخه كما لو تعيب قبل القبض
____________________
) (3/365
فرع لو قال بعتك هذه الصبرة كل صاع بدرهم أو هذه كل
ذراع بدرهم أو هذه الغنام كل شاة بدرهم صح العقد في
الجميع على الصحيح ول تضر جأهالة جأملة الثمن لنه معلوم
التفصيل
وقال ابن القطان ل يصح
ولو قال بعتك عشرة من هذه الغنام بكذا لم يصح وأن علم
عدد الجملة بخلفا مثله في الثوب والصبرة والرض لن
قيمة الشياة تختلف
ولو قال بعتك من هذه الصبرة كل صاع بدرهم لم يصح
وقال ابن سريج يصح في صاع فقط
قلت وسيأتي إن شاء الله تعالى في كتاب الجأارة أنه لو
قال بعتك كل صاع من هذه الصبرة بدرهم لم يصح على
الصحيح الذي قطع به الجمهور واختار المام وشيخه الصحة
والله أعلم
ولو قال بعتك هذه الصبرة بعشرة دراهم كل صاع بدرهم أو
قال مثله في الرض والثوب نظر إن خرج كما ذكر صح البيع
وإن خرج زائدا أو ناقصا ففيه قولن
أظأهرهما ل يصح لتعذر الجمع بين المرين
والثاني يصح لشارته إلى الصبرة ويلغو الوصف
فعلى هذا إن خرج ناقصا فالمشتري بالخيار
فإن أجأاز فهل يجيز بجميع الثمن لمقابلة الصبرة به أم
بالقسط لمقابلة كل صاع بدرهم وجأهان
وإن خرج زائدا فلمن تكون الزيادة وجأهان
أصحهما للمشتري فل خيار له قطعا ول للبائع على الصح
والثاني يكون للبائع فل خيار له وللمشتري الخيار على
الصح
____________________
) (3/366
فرع هذا الذي سبق هو فيما إذا كان العوض في الذمة معينا
فل تشترط معرفة قدره بالكيل والوزن
فلو قال بعتك هذه الصبرة أو بعتك بهذه الدراهم صح
وتكفي المشاهدة لكن هل يكره بيع الصبرة جأزافا قولن
قلت أظأهرهما يكره وقطع به جأماعة وكذا البيع بصبرة
ادراهم مكروه
والله أعلم
ولو كانت الصبرة على موضع من الرض فيه ارتفاع
وانخفاض أو باع السمن أو نحوه في ظأرفا مختلف الجأزاء
رقة وغلظا فثلثا طرق
أصحها أن في صحة البيع قولي بيع الغائب والثاني القطع
بالصحة والثالث القطع بالبطلن وهو ضعيف وإن كان
منسوبا إلى المحققين
فإن قلنا بالصحة فوقت الخيار هنا معرفة مقدار الصبرة أو
التمكن من تخمينه برؤية ما تحتها وإن قلنا بالبطلن فلو باع
الصبرة والمشتري يظنها على استواء الرض ثام بان تحتها
دكة فهل نتبين بطلن العقد وجأهان أصحهما ل ولكن
للمشتري الخيار كالعيب والتدليس وبه قطع صاحب الشامل
وغيره
والله أعلم
فرع لو قال بعتك هذه الصبرة إل صاعا فإن كانت معلومة
الصيعان وإل فل
____________________
) (3/367
فصل وأما الصفة ففيها مسائل
إحداها في بيع العيان الغائبة والحاضرة التي لم تر قولن
قال في القديم و الملء والصرفا من الجديد يصح وبه قال
مالك وأبو حنيفة وأحمد رضي الله عنهم وقال بتصحيحه
طائفة من أئمتنا وأفتوا به منهم البغوي والروياني
وقال في الم و البويطي ل يصح وهو اختيار المزني
وفي محل القولين ثالثا طرق
أصحها أنهما فيما لم يره المتعاقدان أو أحدهما جأل فرق
والثاني أنهما فيما شاهده البائع دون المشتري
فإن لم يشاهده البائع فباطل قطعا
والثالث إن رآه المشتري صح قطعا وإل فالقولن
الثانية القولن في شراء الغائب وبيعه يجريان في إجأارته
وفيما إذا أجأر بعين غائبة أو صالح عليها أو جأعلها رأس مال
السلم وسلمها في المجلس
أما إذا أصدقها عينا غائبة أو خالعها عليها أو عفا عن
القصاص على عين غائبة فيصح النكاح وتقع البينونة
ويسقط القصاص قطعا
وفي صحة المسمى القولن
فإن لم يصح وجأب مهر المثل على الرجأل في النكاح وعلى
المرأة في الخلع ووجأبت الدية على المعفو عنه
ويجريان في رهن الغائب وهبته وهما أولى بالصحح لعدم
الغرر
ولهذا إذا صححناهما فل خيار عند الرؤية
الثالثة إن لم يجز بيع الغائب وشراؤه لم يجز بيع العمى
وشراؤه وإل فوجأهان
أصحهما ل يجوز أيضا إذ ل سبيل إلى رؤيته فيكون كبيع
الغائب على أن ل خيار
والثاني يجوز ويقام وصف غيره له مقام رؤيته وبه قال
مالك وأبو حنيفة وأحمد رضي الله عنهم
فإذا قلنا ل يصح بيعه وشراؤه لم يصح
____________________
) (3/368
منه الجأارة والرهن والهبة أيضا
وهل له أن يكاتب عبده قال في التهذيب ل
وقال في التتمة المذهب جأوازه تغليبا للعتق
قلت الصح الجواز
والله أعلم
ويجوز أن يؤجأر نفسه وللعبد العمى أن يشتري نفسه وأن
يقبل الكتابة على نفسه لعلمه بنفسه ويجوز أن يتزوج
وإذا زوج موليته تفريعا على أن العمى غير قادح في الولية
والصداق عين مال لم يثبت المسمى وكذا لو خالع العمى
على مال
أما إذا أسلم في شىء أو أسلم إليه فينظر إن عمي بعد
بلوغه سن التمييز صح لنه يعرفا الوصافا ثام يوكل من
يقبض عنه على الوصف المشروط ول يصح قبضه بنفسه
على الصح لنه ل يميز بين المستحق وغيره
وإن خلق أعمى أو عمي قبل التميز فوجأهان
أصحهما عند العراقيين والكثرين من غيرهم الصحة لنه
يعرفا بالسماع
فعلى هذا إنما يصح إذا كان رأس المال موصوفا معينا في
المجلس فإن كان معينا فهو كبيعة العين
ثام كل ما ل يصح من العمى من التصرفات فطريقه أن
يوكل ويحتمل ذلك للضرورة
قلت لو كان العمى رأى شيئا مما ل يتغير صح بيعه وشراؤه
إياه إذا صححنا ذلك من البصير وهو المذهب
والله أعلم
الرابعة إذا لم نجوز بيع الغائب وشراءه فعليه فروع
أحدها لو اشترى غائبا رآه قبل العقد نظر إن كان مما ل
يتغير غالبا كالرض والواني والحديد والنحاس ونحوها أو
كان ل يتغير في المدة المتخللة بين الرؤية والشراء صح
العقد لحصول العلم المقصود
وقال النماطي ل يصح وهو شاذ مردود
فإذا صححناه فوجأده كما رآه أول فل خيار
وإن وجأده متغيرا فالمذهب أن العقد صحيح وله الخيار وبهذا
قطع الجمهور
____________________
) (3/369
وذكر في الوسيط وجأها أنه يتبين بطلن البيع لتبين انتفاء
المعروفة
قال المام وليس المراد بتغيره حدوثا عيب فإن خيار الغيب
ل يختص بهذه الصورة بل الرؤية بمنزلة الشرط في
الصفات الكائنة عند الرؤية
فكل ما فات منها فهو كتبين الخلف في الشرط
وأما إذا كان المبيع مما يتغير في مثل تلك المدة غالبا بأن
رأى ما يسرع فساده من الطعمة ثام اشتراه بعد مدة صالحة
فالبيع باطل
وإن مضت مدة يحتمل أن يتغير فيها ويحتمل أن ل يتغير أو
كان حيوانا فالصح الصحة
فإن وجأده متغيرا فله الخيار
وإذا اختلفا فقال المشتري تغير
وقال البائع هو بحاله فالصح المنصوص أن القول قول
المشتري مع يمينه لن البائع يدعي عليه علمه بهذه الصفة
فلم يقبل كادعائه اطلعه على العيب
والثاني القول قول البائع
الثاني استقصاء الوصافا على الحد المعتبر في السلم هل
يقوم مقام الرؤية وكذا سماع وصفه بطرق التواتر وجأهان
أصحهما ل وبه قطع العراقيون
الثالث لو رأى بعض الشىء دون بعض فإن كان مما يستدل
برؤية بعضه على الباقي صح البيع قطعا وذلك مثل رؤية
ظأاهر صبرة الحنطة ونحوها
ثام ل خيار إذا رأى باطنها إل إذا خالف ظأاهرها
وحكي قول شاذ ضعيف أنه ل يكفى رؤية ظأاهر الصبرة بل
ل بد من أن يقلبها ليعرفا باطنها والمشهور هو الول
وفي معنى الحنطة والشعير صبرة الجوز واللوز والدقيق
فلو كان شىء منها في وعاء فرأى أعله أو رأى أعلى
السمن والخل وسائر المائعات في ظأروفها كفى
ولو كانت الحنطة في بيت مملوء منها فرأى بعضها من
الكوة أو الباب كفى إن عرفا سعة البيت وعمقه وإل فل
وكذا حكم الجمد في المجمدة
ول تكفي رؤية صبرة البطيخ والسفرجأل والرمان بل ل بد
من رؤية كل واحدة منها
ول يكفي في سلة العنب والخوخ ونحوهما رؤية أعلها
لكثرة الختلفا فيها بخلفا الحبوب
وأما التمر فإن لم تلزق حباته فصبرته كصبرة
____________________
) (3/370
الجوز واللوز
وإن التزقت كالقوصرة كفى رؤية أعلها على الصحيح
وأما القطن في العدل فهل تكفي رؤية أعله أم ل بد من
رؤية جأميعه فيه خلفا حكاه الصيمري وقال الشبه عندي
أنه كقوصرة التمر
الرابع لو أراه أنموذجأا وبنى أمر البيع عليه نظر إن قال بعتك
من هذا النوع كذا فهو باطل لنه لم يعين مال ولم يراع
شروط السلم ول يقوم ذلك مقام الوصف في السلم على
الصحيح لنالوصف باللفظ يرجأع إليه عند النزاع
وإن قال بعتك الحنطة التي في هذا البيت وهذا النموذج
منها فإن لم يدخل النموذج في البيع لم يصح على الصح
لن المبيع غير
مرئي
وإن أدخله صح على الصح
ول يخفى أن مسألة النموذج مفروضة في المتماثالت
الخامس إذا كان الشىء مما ل يستدل برؤية بعضه على
الباقي
فإن كان المرئي صوانا له كقشر الرمان والبيض كفى رؤيته
وكذا شراء الجوز واللوز في القشر السفل
ول يصح بيع اللب وحده على القولين جأميعا لن تسليمه ل
يمكن إل بكسر القشر فينقص عين المبيع
ولو رأى المبيع من وراء قارورة هو فيها لم يكف لن
المعرفة التامة ل تحصل به وليس فيه صلح له بخلفا
السمك يراه في الماء الصافي يجوز بيعه
وكذا الرض يعلوها ماء صافا لن الماء من صلحهما
وإن لم يكن كذلك لم تكف رؤية البعض على هذا القول الذي
تفرع عليه
وأما على القول الخر فيأتي ذكره إن شاء الله تعالى في
المسألة الخامسة
السادس الرؤية في كل شىء على حسب ما يليق به
ففي شراء الدار ل بد من رؤية البيوت والسقوفا والسطوح
والجدران داخل وخارجأا والمستحم والبالوعة
وفي البستان يشترط رؤية الشجار والجدران ومسايل
الماء ول حاجأة إلى رؤية أساس البنيان وعروق الشجار
ونحوهما
وقيل في
____________________
) (3/371
اشتراط رؤية طريق الدار ومجرى الماء الذي تدور به الرحى
وجأهان
ويشترط في شراء العبد رؤية الوجأه والطرافا ول يجوز
رؤية العورة
وفي باقي البدن وجأهان
أصحهما الشتراط وبه قطع صاحبا التهذيب و الرقم
وفي الجارية أوجأه
أحدها كالعبد
والثاني يشترط رؤية ما يظهر عند الخدمة
والثالث تكفي رؤية الوجأه والكفين
وفي السنان واللسان وجأهان
ويشترط رؤية الشعر على الصح
قلت الصح أنها كالعبد
والله أعلم
ويشترط في الدواب رؤية مقدمها ومؤخرها وقوائمها
ويشترط رفع السرج والكافا والجل
وفي وجأه يشترط أن يجري الفرس بين يديه ليعرفا سيره
ويشترط في الثوب المطوي نشره
قال المام ويحتمل عندي أن يصحح بيع الثياب التي ل تنشر
أصل إل عند القطع لما في نشرها من النقص
قلت قال القفال في شرح التلخيص لو اشترى الثوب
المطوي وصححناه فنشره واختار الفسخ وكان لطيه مؤنة
ولم يحسن طيه لزم المشتري مؤنة الطي كما لو اشترى
شيئا ونقله إلى بيته فوجأد به عيبا فإن مؤنة الرد على
المشتري
والله أعلم
ثام إذا نشرت فما كان صفيقا كالديباج المنقش فل بد من
رؤية وجأهيه وكذا البسط والزللي
وما كان رقيقا ل يختلف وجأهاه كالكرباس كفى رؤية أحد
وجأهيه على الصح
ول يصح بيع الثياب التوزية في المسوح على هذا القول ول
بد في شراء المصحف والكتب من تقليب الوراق ورؤية
جأميعها
وفي الورق البياض ل بد من رؤية جأميع الطاقات
قال أبو الحسن العبادي الفقاع يفتح رأسه فينظر فيه بقدر
المكان ليصح بيعه
وأطلق الغزالي في الحياء المسامحة به
____________________
) (3/372
قلت الصح قول الغزالي
والله أعلم
المسألة الخامسة إذا جأوزنا بيع الغائب فعليه فروع
أحدها بيع اللبن في الضرع باطل
فلو قال بعتك من اللبن الذي في ضرع هذه البقرة كذا لم
يجز على المذهب لعدم تيقن وجأود ذلك القدر
وقيل فيه قول بيع الغائب
ولو حلب شيئا من اللبن فأراه ثام باعه رطل مما في الضرع
فوجأهان كالنموذج
وذكر الغزالي الوجأهين فيما لو قبض قدرا من الضرع وأحكم
شده وباع ما فيه
قلت الصح في الصورتين البطلن لنه يختلط بغيره مما
ينصب في الضرع
والله أعلم
الثاني ل يجوز بيع الصوفا على ظأهر الغنم
وفي وجأه يجوز بشرط الجز وهو شاذ ضعيف
ويجوز بيع الصوفا على ظأهر الحيوان بعد الذكاة وتجوز
الوصية باللبن في الضرع والصوفا على الظهر
الثالث بيع الشاة المذبوحة قبل السلخ باطل سواء بيع الجلد
واللحم معا أو أحدهما
ول يجوز بيع الركاع والرؤوس قبل البانة
وفي الركاع وجأه شاذ
ويجوز بيعها بعد البانة نيئة ومشوية
وكذا المسموط نيئا ومشويا
وفي النيء احتمال للمام
الرابع بيع المسك في الفأرة باطل سواء بيع معها أو دونها
كاللحم في الجلد سواء فتح رأس الفأرة أم ل
وقال في التتمة إذا كانت مفتوحة نظر إن لم يتفاوت ثاخنها
وشاهد المسك فيها صح البيع وإل فل
وقال ابن سريج يجوز بيعه مع الفأرة مطلقا كالجوز
ولو رأى المسك خارج الفأرة ثام اشتراه بعد الرد إليها فإن
كان رأسها مفتوحا فرآه جأاز وإل فعلى قولي بيع الغائب
____________________
) (3/373
قلت قال أصحابنا لو باع المسك المختلط بغيره هم يصح لن
المقصود مجهول
كما ل يصح بيع اللبن المخلوط بماء
ولو باع سمنا في ظأرفا ورأى أعله مع ظأرفه أو دونه صح
فإن قال بعتكه بظرفه كل رطل بدرهم فإن لم يكن للظرفا
قيمة بطل
وإن كان فقد قيل يصح وإن اختلفت قيمتهما كما لو باع
فواكه مختلطة أو حنطة مختلطة بشعير وزنا أو كيل
وقيل باطل لن المقصود السمن وهو مجهول بخلفا
الفواكه فكلها مقصودة
وقيل إن علما وزن الظرفا والسمن جأاز وإل فل وهذا هو
الصح صححه الجمهور وقطع به معظم العراقيين
وإن باع المسك بفأرة كل مثقال بدينار فكالسمن بظرفه
ذكره البغوي وغيره
والله أعلم
الخامس لو رأى بعض الثوب وبعضه الخر في صندوق
فالمذهب أنه على القولين في الغائب وبه قال الجمهور
وقيل باطل قطعا
ولو كان المبيع شيئين رأى أحدهما فقط فإن أبطلنا بيع
الغائب بطل فيما لم يره وفي المرئي قول تفريق الصفقة
وإل ففي صحة العقد فيهما القولن فيمن جأمع في صفقة
بين مختلفي الحكم لن ما رآه ل خيار فيه وما لم يره فيه
الخيار
فإن صححنا فله رد ما لم يره وإمساك ما رآه
السادس إذا لم يشرط الرؤية فل بد من ذكر جأنس المبيع
ونوعه بأن يقول بعتك عبدي التركي أو فرسي العربي
ول يكفي بعتك ما في كمي أو كفي أو خزانتي أو ميراثاي
من فلن إذا لم يعرفه المشتري
وفي وجأه يكفي
وفي وجأه آخر يكفي ذكر الجنس ول حاجأة إلى النوع فيقول
عبدي وهما شاذان ضعيفان
وإذا ذكر الجنس والنوع لم يفتقر إلى ذكر الصفات على
الصح المنصوص في الملء والقديم
وفي وجأه يفتقر إلى ذكر معظم الصفات وضبط ذلك بما
يصف به المدعى عند القاضي قاله القاضي أبو حامد
وفي وجأه أضعف
____________________
) (3/374
منه يفتقر إلى صفات السلم قاله أبو علي الطبري
فعلى الصح لو كان له عبدان من أنواع فل بد من زيادة يقع
بها التمييز كالتعرض للسن أو غيره
السابع إذا قلنا يشترط الوصف فوصف فإن وجأده كما وصف
فله الخيار على الصح
وقيل له الخيار قطعا
وإن وجأده دون وصفه فله الخيار قطعا
وإن قلنا ل حاجأة إلى الوصف فللمشتري الخيار عند الرؤية
سواء شرط الخيار أم ل
وقيل ل يثبت الخيار إل أن يشرطه
والصحيح الول
وهل له الخيار قبل الرؤية فيه أوجأه
الصحيح أنه يند فسخه قبل الرؤية ول تنفذ إجأارته
والثاني ينفذان
والثالث ل ينفذان
وأما البائع فالصح أنه ل خيار له سواء كان رأى المبيع أم ل
وقيل له الخيار في الحالين
وقيل له الخيار إن لم يكن رآه وبه قطع الشيخ ومتابعوه
كالمشتري
ثام خيار الرؤية حيث ثابت هل هو على الفور أم يمتد امتداد
مجلس الرؤية وجأهان
أصحهما يمتد
قال الشيخ أبو محمد
الوجأهان بناء على وجأهين في أنه هل يثبت خيار المجلس مع
خيار الرؤية كشراء العين الحاضرة أم ل يثبت للستغناء
بخيار الرؤية فعلى الول خيار الرؤية على الفور لثل يثبت
خيار مجلسين
وعلى الثاني يمتد
الثامن لو تلف المبيع في يد المشتري قبل الرؤية ففي
انفساخ البيع وجأهان كنظيره في خيار الشرط
ولو باعه قبل الرؤية لم يصح بخلفا ما لو باعه في زمن
خيار الشرط فإنه يصح على الصح لنه يصير مجيزا للعقد
وهنا ل إجأازة قبل الرؤية
التاسع هل يجوز أن يوكل في الرؤية من يفسخ أو يجيز ما
يستصوبه وجأهان
أصحهما يجوز كالتوكيل في خيار العيب والخلف
والثاني ل لنه خيار شهوة ل يتوقف على نقص ول غرض
فأشبه ما لو أسلم على أكثر من أربع نسوة يوكل في
الختيار
العاشر نقل صاحب التتمة والروياني وجأها أنه يعتبر على
قول اشتراط
____________________
) (3/375
الرؤية الذوق في الخل ونحوه والشم في المسك ونحوه
واللمس في الثياب ونحوها والصحيح المعروفا أنها ل تعتبر
الحادي عشر ذكر بعضهم أنه ل بد من ذكر موضع المبيع
الغائب
فلو كان في غير بلد التبايع وجأب تسليمه في ذلك البلد ول
يجوز شرط تسليمه في بلد التبايع
بخلفا السلم فإنه مضمون في الذمة
والعين الغائبة غير مضمونة في الذمة فاشتراط نقلها يكون
بيعا وشرطا
الثاني عشر لو رأى ثاوبين فسرق أحدهما فاشترى الباقي
ول يعلم أيهما المسروق قال الغزالي في الوسط إن
تساوت صفتهما وقدرهما وقيمتهما كنصفي كرباس واحد
صح قطعا وإن اختلفا في شىء من ذلك خرج على بيع
الغائب
الثالث عشر إذا لم نشرط الرؤية فاختلفا فقال البائع
للمشتري رأيت المبيع فل خيار لك فأنكر المشتري فالقول
قول البائع على الصح
وإن شرطنا الرؤية فاختلفا قال الغزالي في فتاويه القول
قول البائع لن إقدام المشتري على العقد اعترافا بصحته
ول ينفك هذا عن خلفا
قلت هذه مسألة اختلفهما في مفسد للعقد وفيها الخلفا
المعروفا
والصح أن القول قول من يدعي الصحة وعليه فرعها
الغزالي
وبقيت مسائل تعلق بالباب منها بيع أستار الكعبة فيه خلفا
قدمته في أواخر الحج
وبيع أشجار الحرم وصيده حرام باطل
قال القفال إل أن يقطع شيئا يسيرا لدواء فيجوز بيعه حينئذ
وفيما قاله نظر وينبغي أن ل يجوز كالطعام الذي أبيح له
أكله ل يجوز بيعه
قال صاحب التلخيص حكم شجر النقيع بالنون الذي هو
الحمى حكم أشجار الحرم فل يجوز بيعه
ومما تعم به البلوى ما اعتاده الناس من بيع نصيبه من الماء
الجاري لن النهر
قال المحاملي في اللباب هذا باطل لوجأهين
أحدهما أن المبيع غير معلوم القدر
والثاني أن الماء الجاري
____________________
) (3/376
غير مملوك وسيأتي هذا مع غيره مبسوطا في آخر كتاب
إحياء الموات إن شاء الله تعالى
والله أعلم
باب الربا إنما يحرم الربا في المطعوم والذهب والفضة
فأما المطعوم فسواء كان مما يكال أو يوزن أم ل هذا هو
الجديد وهو الظأهر
والقديم أنه يشترط مع الطعم الكيل أو الوزن
فعلى هذا ل ربا في السفرجأل والرمان والبيض والجوز
وغيره مما ل يكال ول يوزن
وقال الودني من أصحابنا ل يجوز بيع مال بجنسه متفاضل
ول يشترط الطعم وهذا شاذ مردود
والمراد بالمطعوم ما يعد للطعم غالبا تقوتا أو تأدما أو
تفكها أو غيرها فيدخل في الفواكه والحبوب والبقول
والتوابل وغيرها
وسواء ما أكل نادرا كالبلوط والطرثاوثا وما أكل غالبا وما
أكل وحده أو مع غيره
ويجري الربا في الزعفران على الصح وسواء ما أكل
للتداوي كالهليلج والبليلج والسقمونيا وغيرها وما أكل
لغرض آخر
وفي التتمة وجأه أنه ما يقتل كثيره ويستعمل قليله في
الدوية كالسقمونيا ل ربا فيها وهو ضعيف
والطين الخراساني ليس ربويا على المذهب
والرمني ربوي على الصحيح لنه دواء
ودهن البنفسج والورد والبان ربوي على الصح
ودهن الكتان والسمك وحب الكتان وماء الورد والعود ليس
ربويا على الصح
والزنجبيل والمصطكى ربوي على الصح
والماء إذا صححنا بيعه ربوي على الصح
ول ربا في الحيوان ولكن ما يباح أكله على هيئته كالسمك
الصغير على وجأه يجري فيه الربا على الصح
وأما الذهب والفضة فقيل يثبت الربا فيهما
____________________
) (3/377
لعينهما ل لعلة
وقال الجمهور العلة فيهما صلحية الثمنية الغالبة
وإن شئت قلت جأوهرية الثامان غالبا
والعبارتان تشملن التبر والمضروب والحلى والواني
منهما
وفي تعدى الحكم إلى الفلوس إذا راجأت وجأه والصحيح أنه
ل ربا فيهما لنتفاء الثمنية الغالبة
ول يتعدى إلى غير الفلوس من الحديد والنحاس والرصاص
وغيرها قطع
تم إعداد هذا الملف آليا بواسطة المكتبة الشاملة
روضة الطالبين وعمدة المفتين
النووي
سنة الولدة /سنة الوفاة
تحقيق
الناشر المكتب السلمي
سنة النشر 1405
مكان النشر بيروت
عدد الجأزاء 12
التهذيب
وإن باعه قبله وهو معسر فل ومنهم من طرد الخلفا التي
في الموسر وحكم بالخيار للمجني عليه إن صححنا
وإن كان موسرا فالظأهر أنه ل يصح
وقيل ل يصح قطعا
وقيل موقوفا
فإن فداه نفذ وإل فل
فإن لم نصحح البيع فالسيد على خيرته إن شاء فداه وإل
فيسلمه ليباع في الجناية
وإن صححناه فالسيد ملتزم للفداء ببيعه مع العلم بجنايته
فيجبر على تسليم الفداء كما لو أعتقه أو قتله
وقيل هو على خيرته إن فدى أمضى البيع وإل فسخ
والصحيح أنه ملتزم للفداء
فإن تعذر تحصيل الفداء أو تأخر لفلسه أو غيبته أو صبره
على الحبس فسخ البيع وبيع في الجناية لن حق المجني
عليه سبق حق المشتري
هذا كله إذا أوجأبت الجناية المال لكونها خطأ أو شبه عمد أو
عفا مستحق القصاص على مال أو أتلف العبد مال
أما إذا أوجأبت قصاصا ول عفو فالمذهب صحة البيع كبيع
المريض المشرفا على الموت
وقيل فيه القولن
وإذا اختصرت قلت المذهب أنه ل يصح بيعه إن تعلق برقبته
مال ويصح إن تعلق به قصاص
ولو أعتق الجاني فإن كان السيد معسرا لم ينفذ على
الظأهر
وقيل ل ينفذ قطعا
وإن كان موسرا نفذ على أظأهر القوال
والثالث موقوفا
إن فداه نفذ وإل فل
واستيلد الجانية كإعتاقها
ومتى فدى السيد الجاني فالظأهر أنه يفديه بأقل المرين
من الرش وقيمة العبد
والثاني يتعين الرش وإن كثر
قلت ولو ولدت الجارية لم يتعلق الرش بالولد قطعا ذكره
القاضي أبو الطيب في نماء الرهن
والله أعلم
الشرط الخامس كون المبيع معلوما
ول يشترط العلم به من كل وجأه بل يشترط العلم بعين
المبيع وقدره وصفته
أما العين فمعناه أنه لو قال بعتك عبدا من العبيد أو أحد
عبدي أو عبيدي هؤلء أو شاة من هذا القطيع
____________________
) (3/358
فهو باطل
وكذا لو قال بعتهم إل واحدا مبهما
وسواء تساوت قيمة العبيد والشياه أم ل وسواء قال ولك
الخيار في التعيين أم ل
وحكى في التتمة قول قديما أنه لو قال بعتك أحد عبيدي أو
عبيدي الثلثاة على أن تختار من شئت في ثالثاة أيام أو أقل
صح العقد وهذا شاذ ضعيف
ولو كان له عبد فاختلط بعبيد لغيره فقال بعتك عبدي من
هؤلء والمشتري يراهم ول يعرفا عينه
قال في التتمة له حكم بيع الغائب
وقال صاحب التهذيب عندي أنه باطل
فرع بيع الجزء الشائع من كل جأملة معلومة من دار وأرض
وعبد وثامرة وغيرها صحيح
لكن لو باع جأزءا شائعا من شىء بمثله من ذلك الشىء
كالدار والفرس كما إذا كان بينهما نصفين باع نصفه بنصف
صاحبه فوجأهان
أحدهما ل يصح البيع لعدم الحاجأة إليه
وأصحهما يصح لوجأود شرائطه وله فوائد
منها لو كانا جأميعا أو أحدهما ملك نصيبه بالهبة من أبيه
انقطعت ولية الرجأوع
ومنها لو ملكه بالشراء ثام اطلع بعد هذا التصرفا على عيب
لم يملك الرد على بائعه
ومنها لو ملكته بالصداق فطلقها قبل الدخول لم يكن له
الرجأوع فيه
قلت ولو باع نصفه بالثلث من نصف صاحبه ففي صحته
الوجأهان
أصحهما الصحة ويصير بينهما أثالثاا وبهذا قطع صاحب
التقريب واستبعده المام
وقد ذكر المام الرافعي هذه المسألة في كتاب الصلح
والله أعلم
ولو باع الجملة واستثنى منها جأزءا شائعا جأاز
مثاله بعتك ثامرة هذا البستان إل ربعها وقدر الزكاة منها
ولو قال بعتك ثامرة هذا البستان بثلثاة
____________________
) (3/359
آلفا درهم إل ما يخص ألفا فإن أراد ما يخصه إذا وزعت
الثمرة على المبلغ المذكور صح وكان استثناء للثلث
وإن أراد ما يساوي ألفا عند التقويم فل لنه مجهول
فرع إذا باع أذرعا من أرض أو دار أو ثاوب فإن كانا بأن باع
ذراعا من عشرة ويعلمان أن الجملة عشرة صح على الصحيح
وكأنه باعه العشر
قال المام إل أن يعني معينا فيبطل كشاة من القطيع
ولو اختلفا فقال المشتري أردت الشاعة فالعقد صحيح
وقال البائع بل أردت معينا ففيمن يصدق احتمالن
قلت أرجأحهما البائع
والله أعلم
وإن كان أحدهما ل يعلم جأملة الذرعان لم يصح البيع
ولو وقف على طرفا الرض وقال بعتك كذا ذراعا من
موقفي هذا في جأميع العرض إلى حيث ينتهي في الطول
صح على الصح
فرع إذا قال بعتك صاعا من هذه الصبرة فله حالن
أحدهما أن يعلما مبلغ صيعانها فالعقد صحيح قطعا وينزل
على الشاعة
ولو كانت الصبرة مائة صاع فالمبيع عشر العشر فلو تلف
بعضها تلف بقدره من المبيع
هذا هو المذهب وبه قطع الجمهور
وحكى المام في تنزيله وجأهين
أحدهما هذا
والثاني المبيع صاع من الجملة غير مشاع أي صاع كان
فعلى هذا يبقى المبيع ما بقي صاع
____________________
) (3/360
الحال الثاني أن ل يعلما أو أحجها مبلغ صيعانها فوجأهان
أحدهما وهو اختيار القفال ل يصح كما لو فرق صيعان
الصبرة وقال بعتك صاعا منها فإنه ل يصح
وأصحهما يصح وهو المنصوص
وفي فتاوى القفال أنه كان إذا سئل عن هذه المسألة يفتي
بهذا الثاني مع ذهابه إلى الول ويقول المستفتي
يستفتيني عن مذهب الشافعي رضي الله عنه ل عما عندي
وعلى هذا المبيع صاع منها أي صاع كان
فلو تلف جأميعها إل صاعا تعين العقد فيه والبائع بالخيار بين
أن يسلم صاعا من أعل الصبرة أو أسفلها وإن لم يكن
السفل مرئيا لن رؤية ظأاهر الصبرة كرؤية كلها
قلت وأما استدلل الول بأنه لو فرقت صيعانها فباع صاعا
لم يصح فهكذا قطع به الجمهور
وحكى صاحب المهذب في تعليقه في الخلفا عن شيخه
القاضي أبي الطيب صحة بيعه لعدم الغرر
والصحيح المنع
والله أعلم
فرع إبهام ممر الرض المبيعة كإبهام نفس المبيع
وصورته أن يبيع أرضا محفوفة بملكه من جأميع الجوانب
ويشرط للمشتري حق الممر من جأانب ولم يعينه فالبيع
باطل لختلفا الغرض بالممر
فإن عين الممر من جأانب صح البيع
ولو قال بعتكها بحقوقها صح وثابت للمشتري حق الممر من
كل جأانب كما كان ثاابتا للبائع قبل البيع
وإن أطلق البيع ولم يتعرض للممر فوجأهان
أصحهما يصح ويكون كما لو قال بعتكها بحقوقها
والثاني أنه ل يقتضي الممر فعلى هذا هو كما لو صرح بنفي
الممر وفيه وجأهان
أصحهما بطلن البيع لعدم النتفاع في الحال والثاني
الصحة لمكان تحصيل الممر وقال في التهذيب إن أمكن
تحصيل ممر صح البيع وإل فل
ولو
____________________
) (3/361
كانت الرض المبيعة ملصقة للشارع فليس للمشتري
سلوك ملك البائع فإن العادة في مثلها الدخول من الشارع
فينزل المر عليه
ولو كانت ملصقة ملك المشتري لم يتمكن من المرور فيما
بقي للبائع بل يدخل من ملكه القديم
وأبدى المام فيه احتمال قال وهذا إذا أطلق البيع أما إذا
قال بحقوقها فله الممر في ملك البائع
ولو باع دارا وازتثنى لنفسه بيتا فله الممر فإن نفى الممر
نظر إن أمكن اتخاذ ممر صح البيع وإل فوجأهان
قلت أصحهما البطلن كمن باع ذراعا من ثاوب ينقص
بالقطع
والله أعلم
فصل وأما القدر فالمبيع قد يكون في الذمة وقد يكون
معينا والول هو السلم والثاني هو المشهور باسم البيع
والثمن فيهما جأميعا قد يكون في الذمة وإن كان يشترط
في السلم تسليم رأس المال في مجلس العقد وقد يكون
معينا فما كان في الذمة من العوضين اشترط كونه معلوم
القدر حتى لو قال بعتك ملء هذا البيت حنطة أو بزنة هذه
الصنجة ذهبا لم يصح البيع
ولو قال بعت بما باع به فلن فرسه أو ثاوبه وأحدهما ل يعلم
لم يصح على الصحيح للغرر
وقيل يصح للتمكن من العلم كما لو قال بعتك هذه الصبرة
كل صاع بدرهم يصح البيع وإن كانت الجملة مجهولة في
الحال
وقيل إن حصل العلم قبل التفرق صح
ولو قال بعتك بمائة دينار إل عشرة دراهم لم يصح إل أن
يعلما قيمة الدينار بالدراهم
قلت ينبغي أل يكفي علمهما بالقيمة بل يشترط معه
قصدهما استثناء القيمة
وذكر صاحب المستظهري فيما إذا لم يعلما حال العقد قيمة
الدينار بالدراهم
____________________
) (3/362
ثام علما في الحال طريقين
أصحهما ل يصح كما ذكرنا
والثاني على وجأهين
والله أعلم
ولو قال بعتك بألف من الدراهم والدنانير لم يصح
فرع إذا باع بدرامم أو دنانير اشترط العلم بنوعها فإن كان
في نقد واحد أو نقود يغلب التعامل بواحد منها انصرفا
العقد إلى المعهود وإن كان فلوسا إل أن يعين غيره
فإن كان نقد البلد مغشوشا ففي صحة المعاملة به وجأهان
ذكرناهما في كتاب الزكاة إل أنا خصصناهما بماإذا كان قدر
النقرة مجول وربما نقل العراقيون الوجأهين مطلقا ووجأهوا
المنع بأن المقصود غير متميز عما ليس بمصود فصار كما لو
شيب اللبن بالماء وبيع فإنه ل يصح
وحكي وجأه ثاالث أنه إذا كان الغش غالبا لم يجز التعامل بها
وإن كان مغلوبا جأاز
وعلى الجملة الصح الصحة مطلقا وعلى هذا ينصرفا إليه
العقد عند الطلق
ولو باع بمغشوشة ثام بان أن فضتها قليلة جأدا فله الرد على
المذهب
وقيل وجأهان
أما إذا كان في البلد نقدان أو نقود ل غلبة لبعضها فل يصح
البيع حتى يعين
وتقويم المتلف يكون بغالب نقد البلد
فإن كان فيه نقدان فصاعدا ول غالب عين القاضي واحدا
للتقويم
ولو غلب من جأنس العروض نوع فهل ينصرفا الذكر إليه عند
الطلق وجأهان
أصحهما ينصرفا كالنقد
ومن صوره أن يبيع صاعا من الحنطة بصاع منها أو بشعير
في الذمة ثام يحضره قبل التفرق
وكما ينصرفا العقد إلى النقد الغالب ينصرفا في الصفات
إليه أيضا
حتى لو باع بدينار أو بعشرة دنانير والمعهود في البلد
الصحاح انصرفا إليه وإن كان المعهود المكسر انصرفا إليه
قال في البيان إل أن تتفاوت قيمة
____________________
) (3/363
المكسر فل يصح
وعلى هذا القياس لو كان المعهود أن يؤخذ نصف الثمن من
هذا ونصفه من ذاك أو أن يؤخذ على نسبة أخرى فالبيع
صحيح محمول عليه
وإن كان يعهد التعامل بهذا مرة وبهذا مرة ولم يكن بينهما
تفاوت صح البيع وسلم ما شاء منهما
وإن كان بينهما تفاوت بطل البيع كما لو كان في البلد
نقدان غالبان وأطلق
ولو قال بعت بألف صحاح ومكسرة فوجأهان
أصحهما البيع باطل
والثاني أنه صحيح ويحمل على التنصيف
ويشبه أن يجري هذا الوجأه فيما إذا قال بعت بألف ذهبا
وفضة
قلت ل جأريان له هناك والفرق كثرة التفاوت بين الذهب
والفضة فيعظم الغرر
والله أعلم
فرع لو قال بعتك بدينار صحيح فجاء بصحيحين وزنهما
مثقال لزمه القبول لن الغرض ل يختلف بذلك
وإن جأاء بصحيح وزنه مثقال ونصف قال في التتمة لزمه
قبوله والزيادة أمانة في يده
والصواب أنه ل يلزمه القبول لما في الشركة من الضرر
وقد ذكر في البيان نحو هذا
فلو تراضيا به جأاز
وحينئذ لو أراد أحدهما كسره وامتنع الخر لم يجبر عليه لما
في هذه القسمة من الضرر
ولو باع بنصف دينار صحيح بشرط كونه مدورا جأاز إن كان
يعم وجأوده
وإن لم يشترط فعليه شق وزنه نصف مثقال
فإن سلم إليه صحيحا أكثر من نصف مثقال وتراضيا
بالشركة فيه جأاز
ولو باعه شيئا بنصف دينار صحيح ثام باعه شيئا آخر بنصف
دينار صحيح فإن سلم صحيحا عنهما فقد زاد خيرا وإن سلم
قطعتين وزن كل واحدة نصف دينار جأاز
فلو شرط في العقد الثاني تسليم صحيح عنهما فالعقد
الثاني فاسد والول ماض
____________________
) (3/364
على الصحة إن جأرى الثاني بعد لزومه وإل فهو إلحاق شرط
فاسد بالعقد في زمن الخيار وسيأتي حكمه إن شاء الله
تعالى
فرع لو باع بنقد قد انقطع عن أيدي الناس فالعقد باطل
لعدم على التسليم
وإن كان ل يوجأد في تلك البلدة ويوجأد في غيرها فإن كان
الثمن حال أو مؤجأل إلى مدة ل يمكن نقله فيها فهو باطل
أيضا
وإن كان مؤجأل إلى مدة يمكن نقله فيها صح
ثام إن حل الجأل وقد أحضره فذاك وإل فيبنى على أن
الستبدال عن الثمن هل يجوز إن قلنا ل فهو كانقطاع
المسلم فيه
وإن قلنا نعم استبدل ول ينفسخ العقد على الصحيح
وفي وجأه ينفسخ
فإن كان يوجأد في البلد إل أنه عزيز فإن جأوزنا الستبدال
صح العقد
فإن وجأد فذاك وإل فيستبدل
وإن لم نجوزه لم يصح
فلو كان النقد الذي جأرى به التعامل موجأودا ثام انقطع
فإن جأوزنا الستبدال استبدل وإل فهو كانقطاع المسلم
فيه
فرع لو باع بنقد معين أو مطلق وحملناه على نقد البلد
فأبطل ذلك النقد لم يكن للبائع إل ذاك النقد كما لو أسلم
في حنطة فرخصت فليس له غيرها
وفيه وجأه شاذ ضعيف أنه مخير إن شاء أجأاز العقد بذلك
النقد وإن شاء فسخه كما لو تعيب قبل القبض
____________________
) (3/365
فرع لو قال بعتك هذه الصبرة كل صاع بدرهم أو هذه كل
ذراع بدرهم أو هذه الغنام كل شاة بدرهم صح العقد في
الجميع على الصحيح ول تضر جأهالة جأملة الثمن لنه معلوم
التفصيل
وقال ابن القطان ل يصح
ولو قال بعتك عشرة من هذه الغنام بكذا لم يصح وأن علم
عدد الجملة بخلفا مثله في الثوب والصبرة والرض لن
قيمة الشياة تختلف
ولو قال بعتك من هذه الصبرة كل صاع بدرهم لم يصح
وقال ابن سريج يصح في صاع فقط
قلت وسيأتي إن شاء الله تعالى في كتاب الجأارة أنه لو
قال بعتك كل صاع من هذه الصبرة بدرهم لم يصح على
الصحيح الذي قطع به الجمهور واختار المام وشيخه الصحة
والله أعلم
ولو قال بعتك هذه الصبرة بعشرة دراهم كل صاع بدرهم أو
قال مثله في الرض والثوب نظر إن خرج كما ذكر صح البيع
وإن خرج زائدا أو ناقصا ففيه قولن
أظأهرهما ل يصح لتعذر الجمع بين المرين
والثاني يصح لشارته إلى الصبرة ويلغو الوصف
فعلى هذا إن خرج ناقصا فالمشتري بالخيار
فإن أجأاز فهل يجيز بجميع الثمن لمقابلة الصبرة به أم
بالقسط لمقابلة كل صاع بدرهم وجأهان
وإن خرج زائدا فلمن تكون الزيادة وجأهان
أصحهما للمشتري فل خيار له قطعا ول للبائع على الصح
والثاني يكون للبائع فل خيار له وللمشتري الخيار على
الصح
____________________
) (3/366
فرع هذا الذي سبق هو فيما إذا كان العوض في الذمة معينا
فل تشترط معرفة قدره بالكيل والوزن
فلو قال بعتك هذه الصبرة أو بعتك بهذه الدراهم صح
وتكفي المشاهدة لكن هل يكره بيع الصبرة جأزافا قولن
قلت أظأهرهما يكره وقطع به جأماعة وكذا البيع بصبرة
ادراهم مكروه
والله أعلم
ولو كانت الصبرة على موضع من الرض فيه ارتفاع
وانخفاض أو باع السمن أو نحوه في ظأرفا مختلف الجأزاء
رقة وغلظا فثلثا طرق
أصحها أن في صحة البيع قولي بيع الغائب والثاني القطع
بالصحة والثالث القطع بالبطلن وهو ضعيف وإن كان
منسوبا إلى المحققين
فإن قلنا بالصحة فوقت الخيار هنا معرفة مقدار الصبرة أو
التمكن من تخمينه برؤية ما تحتها وإن قلنا بالبطلن فلو باع
الصبرة والمشتري يظنها على استواء الرض ثام بان تحتها
دكة فهل نتبين بطلن العقد وجأهان أصحهما ل ولكن
للمشتري الخيار كالعيب والتدليس وبه قطع صاحب الشامل
وغيره
والله أعلم
فرع لو قال بعتك هذه الصبرة إل صاعا فإن كانت معلومة
الصيعان وإل فل
____________________
) (3/367
فصل وأما الصفة ففيها مسائل
إحداها في بيع العيان الغائبة والحاضرة التي لم تر قولن
قال في القديم و الملء والصرفا من الجديد يصح وبه قال
مالك وأبو حنيفة وأحمد رضي الله عنهم وقال بتصحيحه
طائفة من أئمتنا وأفتوا به منهم البغوي والروياني
وقال في الم و البويطي ل يصح وهو اختيار المزني
وفي محل القولين ثالثا طرق
أصحها أنهما فيما لم يره المتعاقدان أو أحدهما جأل فرق
والثاني أنهما فيما شاهده البائع دون المشتري
فإن لم يشاهده البائع فباطل قطعا
والثالث إن رآه المشتري صح قطعا وإل فالقولن
الثانية القولن في شراء الغائب وبيعه يجريان في إجأارته
وفيما إذا أجأر بعين غائبة أو صالح عليها أو جأعلها رأس مال
السلم وسلمها في المجلس
أما إذا أصدقها عينا غائبة أو خالعها عليها أو عفا عن
القصاص على عين غائبة فيصح النكاح وتقع البينونة
ويسقط القصاص قطعا
وفي صحة المسمى القولن
فإن لم يصح وجأب مهر المثل على الرجأل في النكاح وعلى
المرأة في الخلع ووجأبت الدية على المعفو عنه
ويجريان في رهن الغائب وهبته وهما أولى بالصحح لعدم
الغرر
ولهذا إذا صححناهما فل خيار عند الرؤية
الثالثة إن لم يجز بيع الغائب وشراؤه لم يجز بيع العمى
وشراؤه وإل فوجأهان
أصحهما ل يجوز أيضا إذ ل سبيل إلى رؤيته فيكون كبيع
الغائب على أن ل خيار
والثاني يجوز ويقام وصف غيره له مقام رؤيته وبه قال
مالك وأبو حنيفة وأحمد رضي الله عنهم
فإذا قلنا ل يصح بيعه وشراؤه لم يصح
____________________
) (3/368
منه الجأارة والرهن والهبة أيضا
وهل له أن يكاتب عبده قال في التهذيب ل
وقال في التتمة المذهب جأوازه تغليبا للعتق
قلت الصح الجواز
والله أعلم
ويجوز أن يؤجأر نفسه وللعبد العمى أن يشتري نفسه وأن
يقبل الكتابة على نفسه لعلمه بنفسه ويجوز أن يتزوج
وإذا زوج موليته تفريعا على أن العمى غير قادح في الولية
والصداق عين مال لم يثبت المسمى وكذا لو خالع العمى
على مال
أما إذا أسلم في شىء أو أسلم إليه فينظر إن عمي بعد
بلوغه سن التمييز صح لنه يعرفا الوصافا ثام يوكل من
يقبض عنه على الوصف المشروط ول يصح قبضه بنفسه
على الصح لنه ل يميز بين المستحق وغيره
وإن خلق أعمى أو عمي قبل التميز فوجأهان
أصحهما عند العراقيين والكثرين من غيرهم الصحة لنه
يعرفا بالسماع
فعلى هذا إنما يصح إذا كان رأس المال موصوفا معينا في
المجلس فإن كان معينا فهو كبيعة العين
ثام كل ما ل يصح من العمى من التصرفات فطريقه أن
يوكل ويحتمل ذلك للضرورة
قلت لو كان العمى رأى شيئا مما ل يتغير صح بيعه وشراؤه
إياه إذا صححنا ذلك من البصير وهو المذهب
والله أعلم
الرابعة إذا لم نجوز بيع الغائب وشراءه فعليه فروع
أحدها لو اشترى غائبا رآه قبل العقد نظر إن كان مما ل
يتغير غالبا كالرض والواني والحديد والنحاس ونحوها أو
كان ل يتغير في المدة المتخللة بين الرؤية والشراء صح
العقد لحصول العلم المقصود
وقال النماطي ل يصح وهو شاذ مردود
فإذا صححناه فوجأده كما رآه أول فل خيار
وإن وجأده متغيرا فالمذهب أن العقد صحيح وله الخيار وبهذا
قطع الجمهور
____________________
) (3/369
وذكر في الوسيط وجأها أنه يتبين بطلن البيع لتبين انتفاء
المعروفة
قال المام وليس المراد بتغيره حدوثا عيب فإن خيار الغيب
ل يختص بهذه الصورة بل الرؤية بمنزلة الشرط في
الصفات الكائنة عند الرؤية
فكل ما فات منها فهو كتبين الخلف في الشرط
وأما إذا كان المبيع مما يتغير في مثل تلك المدة غالبا بأن
رأى ما يسرع فساده من الطعمة ثام اشتراه بعد مدة صالحة
فالبيع باطل
وإن مضت مدة يحتمل أن يتغير فيها ويحتمل أن ل يتغير أو
كان حيوانا فالصح الصحة
فإن وجأده متغيرا فله الخيار
وإذا اختلفا فقال المشتري تغير
وقال البائع هو بحاله فالصح المنصوص أن القول قول
المشتري مع يمينه لن البائع يدعي عليه علمه بهذه الصفة
فلم يقبل كادعائه اطلعه على العيب
والثاني القول قول البائع
الثاني استقصاء الوصافا على الحد المعتبر في السلم هل
يقوم مقام الرؤية وكذا سماع وصفه بطرق التواتر وجأهان
أصحهما ل وبه قطع العراقيون
الثالث لو رأى بعض الشىء دون بعض فإن كان مما يستدل
برؤية بعضه على الباقي صح البيع قطعا وذلك مثل رؤية
ظأاهر صبرة الحنطة ونحوها
ثام ل خيار إذا رأى باطنها إل إذا خالف ظأاهرها
وحكي قول شاذ ضعيف أنه ل يكفى رؤية ظأاهر الصبرة بل
ل بد من أن يقلبها ليعرفا باطنها والمشهور هو الول
وفي معنى الحنطة والشعير صبرة الجوز واللوز والدقيق
فلو كان شىء منها في وعاء فرأى أعله أو رأى أعلى
السمن والخل وسائر المائعات في ظأروفها كفى
ولو كانت الحنطة في بيت مملوء منها فرأى بعضها من
الكوة أو الباب كفى إن عرفا سعة البيت وعمقه وإل فل
وكذا حكم الجمد في المجمدة
ول تكفي رؤية صبرة البطيخ والسفرجأل والرمان بل ل بد
من رؤية كل واحدة منها
ول يكفي في سلة العنب والخوخ ونحوهما رؤية أعلها
لكثرة الختلفا فيها بخلفا الحبوب
وأما التمر فإن لم تلزق حباته فصبرته كصبرة
____________________
) (3/370
الجوز واللوز
وإن التزقت كالقوصرة كفى رؤية أعلها على الصحيح
وأما القطن في العدل فهل تكفي رؤية أعله أم ل بد من
رؤية جأميعه فيه خلفا حكاه الصيمري وقال الشبه عندي
أنه كقوصرة التمر
الرابع لو أراه أنموذجأا وبنى أمر البيع عليه نظر إن قال بعتك
من هذا النوع كذا فهو باطل لنه لم يعين مال ولم يراع
شروط السلم ول يقوم ذلك مقام الوصف في السلم على
الصحيح لنالوصف باللفظ يرجأع إليه عند النزاع
وإن قال بعتك الحنطة التي في هذا البيت وهذا النموذج
منها فإن لم يدخل النموذج في البيع لم يصح على الصح
لن المبيع غير
مرئي
وإن أدخله صح على الصح
ول يخفى أن مسألة النموذج مفروضة في المتماثالت
الخامس إذا كان الشىء مما ل يستدل برؤية بعضه على
الباقي
فإن كان المرئي صوانا له كقشر الرمان والبيض كفى رؤيته
وكذا شراء الجوز واللوز في القشر السفل
ول يصح بيع اللب وحده على القولين جأميعا لن تسليمه ل
يمكن إل بكسر القشر فينقص عين المبيع
ولو رأى المبيع من وراء قارورة هو فيها لم يكف لن
المعرفة التامة ل تحصل به وليس فيه صلح له بخلفا
السمك يراه في الماء الصافي يجوز بيعه
وكذا الرض يعلوها ماء صافا لن الماء من صلحهما
وإن لم يكن كذلك لم تكف رؤية البعض على هذا القول الذي
تفرع عليه
وأما على القول الخر فيأتي ذكره إن شاء الله تعالى في
المسألة الخامسة
السادس الرؤية في كل شىء على حسب ما يليق به
ففي شراء الدار ل بد من رؤية البيوت والسقوفا والسطوح
والجدران داخل وخارجأا والمستحم والبالوعة
وفي البستان يشترط رؤية الشجار والجدران ومسايل
الماء ول حاجأة إلى رؤية أساس البنيان وعروق الشجار
ونحوهما
وقيل في
____________________
) (3/371
اشتراط رؤية طريق الدار ومجرى الماء الذي تدور به الرحى
وجأهان
ويشترط في شراء العبد رؤية الوجأه والطرافا ول يجوز
رؤية العورة
وفي باقي البدن وجأهان
أصحهما الشتراط وبه قطع صاحبا التهذيب و الرقم
وفي الجارية أوجأه
أحدها كالعبد
والثاني يشترط رؤية ما يظهر عند الخدمة
والثالث تكفي رؤية الوجأه والكفين
وفي السنان واللسان وجأهان
ويشترط رؤية الشعر على الصح
قلت الصح أنها كالعبد
والله أعلم
ويشترط في الدواب رؤية مقدمها ومؤخرها وقوائمها
ويشترط رفع السرج والكافا والجل
وفي وجأه يشترط أن يجري الفرس بين يديه ليعرفا سيره
ويشترط في الثوب المطوي نشره
قال المام ويحتمل عندي أن يصحح بيع الثياب التي ل تنشر
أصل إل عند القطع لما في نشرها من النقص
قلت قال القفال في شرح التلخيص لو اشترى الثوب
المطوي وصححناه فنشره واختار الفسخ وكان لطيه مؤنة
ولم يحسن طيه لزم المشتري مؤنة الطي كما لو اشترى
شيئا ونقله إلى بيته فوجأد به عيبا فإن مؤنة الرد على
المشتري
والله أعلم
ثام إذا نشرت فما كان صفيقا كالديباج المنقش فل بد من
رؤية وجأهيه وكذا البسط والزللي
وما كان رقيقا ل يختلف وجأهاه كالكرباس كفى رؤية أحد
وجأهيه على الصح
ول يصح بيع الثياب التوزية في المسوح على هذا القول ول
بد في شراء المصحف والكتب من تقليب الوراق ورؤية
جأميعها
وفي الورق البياض ل بد من رؤية جأميع الطاقات
قال أبو الحسن العبادي الفقاع يفتح رأسه فينظر فيه بقدر
المكان ليصح بيعه
وأطلق الغزالي في الحياء المسامحة به
____________________
) (3/372
قلت الصح قول الغزالي
والله أعلم
المسألة الخامسة إذا جأوزنا بيع الغائب فعليه فروع
أحدها بيع اللبن في الضرع باطل
فلو قال بعتك من اللبن الذي في ضرع هذه البقرة كذا لم
يجز على المذهب لعدم تيقن وجأود ذلك القدر
وقيل فيه قول بيع الغائب
ولو حلب شيئا من اللبن فأراه ثام باعه رطل مما في الضرع
فوجأهان كالنموذج
وذكر الغزالي الوجأهين فيما لو قبض قدرا من الضرع وأحكم
شده وباع ما فيه
قلت الصح في الصورتين البطلن لنه يختلط بغيره مما
ينصب في الضرع
والله أعلم
الثاني ل يجوز بيع الصوفا على ظأهر الغنم
وفي وجأه يجوز بشرط الجز وهو شاذ ضعيف
ويجوز بيع الصوفا على ظأهر الحيوان بعد الذكاة وتجوز
الوصية باللبن في الضرع والصوفا على الظهر
الثالث بيع الشاة المذبوحة قبل السلخ باطل سواء بيع الجلد
واللحم معا أو أحدهما
ول يجوز بيع الركاع والرؤوس قبل البانة
وفي الركاع وجأه شاذ
ويجوز بيعها بعد البانة نيئة ومشوية
وكذا المسموط نيئا ومشويا
وفي النيء احتمال للمام
الرابع بيع المسك في الفأرة باطل سواء بيع معها أو دونها
كاللحم في الجلد سواء فتح رأس الفأرة أم ل
وقال في التتمة إذا كانت مفتوحة نظر إن لم يتفاوت ثاخنها
وشاهد المسك فيها صح البيع وإل فل
وقال ابن سريج يجوز بيعه مع الفأرة مطلقا كالجوز
ولو رأى المسك خارج الفأرة ثام اشتراه بعد الرد إليها فإن
كان رأسها مفتوحا فرآه جأاز وإل فعلى قولي بيع الغائب
____________________
) (3/373
قلت قال أصحابنا لو باع المسك المختلط بغيره هم يصح لن
المقصود مجهول
كما ل يصح بيع اللبن المخلوط بماء
ولو باع سمنا في ظأرفا ورأى أعله مع ظأرفه أو دونه صح
فإن قال بعتكه بظرفه كل رطل بدرهم فإن لم يكن للظرفا
قيمة بطل
وإن كان فقد قيل يصح وإن اختلفت قيمتهما كما لو باع
فواكه مختلطة أو حنطة مختلطة بشعير وزنا أو كيل
وقيل باطل لن المقصود السمن وهو مجهول بخلفا
الفواكه فكلها مقصودة
وقيل إن علما وزن الظرفا والسمن جأاز وإل فل وهذا هو
الصح صححه الجمهور وقطع به معظم العراقيين
وإن باع المسك بفأرة كل مثقال بدينار فكالسمن بظرفه
ذكره البغوي وغيره
والله أعلم
الخامس لو رأى بعض الثوب وبعضه الخر في صندوق
فالمذهب أنه على القولين في الغائب وبه قال الجمهور
وقيل باطل قطعا
ولو كان المبيع شيئين رأى أحدهما فقط فإن أبطلنا بيع
الغائب بطل فيما لم يره وفي المرئي قول تفريق الصفقة
وإل ففي صحة العقد فيهما القولن فيمن جأمع في صفقة
بين مختلفي الحكم لن ما رآه ل خيار فيه وما لم يره فيه
الخيار
فإن صححنا فله رد ما لم يره وإمساك ما رآه
السادس إذا لم يشرط الرؤية فل بد من ذكر جأنس المبيع
ونوعه بأن يقول بعتك عبدي التركي أو فرسي العربي
ول يكفي بعتك ما في كمي أو كفي أو خزانتي أو ميراثاي
من فلن إذا لم يعرفه المشتري
وفي وجأه يكفي
وفي وجأه آخر يكفي ذكر الجنس ول حاجأة إلى النوع فيقول
عبدي وهما شاذان ضعيفان
وإذا ذكر الجنس والنوع لم يفتقر إلى ذكر الصفات على
الصح المنصوص في الملء والقديم
وفي وجأه يفتقر إلى ذكر معظم الصفات وضبط ذلك بما
يصف به المدعى عند القاضي قاله القاضي أبو حامد
وفي وجأه أضعف
____________________
) (3/374
منه يفتقر إلى صفات السلم قاله أبو علي الطبري
فعلى الصح لو كان له عبدان من أنواع فل بد من زيادة يقع
بها التمييز كالتعرض للسن أو غيره
السابع إذا قلنا يشترط الوصف فوصف فإن وجأده كما وصف
فله الخيار على الصح
وقيل له الخيار قطعا
وإن وجأده دون وصفه فله الخيار قطعا
وإن قلنا ل حاجأة إلى الوصف فللمشتري الخيار عند الرؤية
سواء شرط الخيار أم ل
وقيل ل يثبت الخيار إل أن يشرطه
والصحيح الول
وهل له الخيار قبل الرؤية فيه أوجأه
الصحيح أنه يند فسخه قبل الرؤية ول تنفذ إجأارته
والثاني ينفذان
والثالث ل ينفذان
وأما البائع فالصح أنه ل خيار له سواء كان رأى المبيع أم ل
وقيل له الخيار في الحالين
وقيل له الخيار إن لم يكن رآه وبه قطع الشيخ ومتابعوه
كالمشتري
ثام خيار الرؤية حيث ثابت هل هو على الفور أم يمتد امتداد
مجلس الرؤية وجأهان
أصحهما يمتد
قال الشيخ أبو محمد
الوجأهان بناء على وجأهين في أنه هل يثبت خيار المجلس مع
خيار الرؤية كشراء العين الحاضرة أم ل يثبت للستغناء
بخيار الرؤية فعلى الول خيار الرؤية على الفور لثل يثبت
خيار مجلسين
وعلى الثاني يمتد
الثامن لو تلف المبيع في يد المشتري قبل الرؤية ففي
انفساخ البيع وجأهان كنظيره في خيار الشرط
ولو باعه قبل الرؤية لم يصح بخلفا ما لو باعه في زمن
خيار الشرط فإنه يصح على الصح لنه يصير مجيزا للعقد
وهنا ل إجأازة قبل الرؤية
التاسع هل يجوز أن يوكل في الرؤية من يفسخ أو يجيز ما
يستصوبه وجأهان
أصحهما يجوز كالتوكيل في خيار العيب والخلف
والثاني ل لنه خيار شهوة ل يتوقف على نقص ول غرض
فأشبه ما لو أسلم على أكثر من أربع نسوة يوكل في
الختيار
العاشر نقل صاحب التتمة والروياني وجأها أنه يعتبر على
قول اشتراط
____________________
) (3/375
الرؤية الذوق في الخل ونحوه والشم في المسك ونحوه
واللمس في الثياب ونحوها والصحيح المعروفا أنها ل تعتبر
الحادي عشر ذكر بعضهم أنه ل بد من ذكر موضع المبيع
الغائب
فلو كان في غير بلد التبايع وجأب تسليمه في ذلك البلد ول
يجوز شرط تسليمه في بلد التبايع
بخلفا السلم فإنه مضمون في الذمة
والعين الغائبة غير مضمونة في الذمة فاشتراط نقلها يكون
بيعا وشرطا
الثاني عشر لو رأى ثاوبين فسرق أحدهما فاشترى الباقي
ول يعلم أيهما المسروق قال الغزالي في الوسط إن
تساوت صفتهما وقدرهما وقيمتهما كنصفي كرباس واحد
صح قطعا وإن اختلفا في شىء من ذلك خرج على بيع
الغائب
الثالث عشر إذا لم نشرط الرؤية فاختلفا فقال البائع
للمشتري رأيت المبيع فل خيار لك فأنكر المشتري فالقول
قول البائع على الصح
وإن شرطنا الرؤية فاختلفا قال الغزالي في فتاويه القول
قول البائع لن إقدام المشتري على العقد اعترافا بصحته
ول ينفك هذا عن خلفا
قلت هذه مسألة اختلفهما في مفسد للعقد وفيها الخلفا
المعروفا
والصح أن القول قول من يدعي الصحة وعليه فرعها
الغزالي
وبقيت مسائل تعلق بالباب منها بيع أستار الكعبة فيه خلفا
قدمته في أواخر الحج
وبيع أشجار الحرم وصيده حرام باطل
قال القفال إل أن يقطع شيئا يسيرا لدواء فيجوز بيعه حينئذ
وفيما قاله نظر وينبغي أن ل يجوز كالطعام الذي أبيح له
أكله ل يجوز بيعه
قال صاحب التلخيص حكم شجر النقيع بالنون الذي هو
الحمى حكم أشجار الحرم فل يجوز بيعه
ومما تعم به البلوى ما اعتاده الناس من بيع نصيبه من الماء
الجاري لن النهر
قال المحاملي في اللباب هذا باطل لوجأهين
أحدهما أن المبيع غير معلوم القدر
والثاني أن الماء الجاري
____________________
) (3/376
غير مملوك وسيأتي هذا مع غيره مبسوطا في آخر كتاب
إحياء الموات إن شاء الله تعالى
والله أعلم
باب الربا إنما يحرم الربا في المطعوم والذهب والفضة
فأما المطعوم فسواء كان مما يكال أو يوزن أم ل هذا هو
الجديد وهو الظأهر
والقديم أنه يشترط مع الطعم الكيل أو الوزن
فعلى هذا ل ربا في السفرجأل والرمان والبيض والجوز
وغيره مما ل يكال ول يوزن
وقال الودني من أصحابنا ل يجوز بيع مال بجنسه متفاضل
ول يشترط الطعم وهذا شاذ مردود
والمراد بالمطعوم ما يعد للطعم غالبا تقوتا أو تأدما أو
تفكها أو غيرها فيدخل في الفواكه والحبوب والبقول
والتوابل وغيرها
وسواء ما أكل نادرا كالبلوط والطرثاوثا وما أكل غالبا وما
أكل وحده أو مع غيره
ويجري الربا في الزعفران على الصح وسواء ما أكل
للتداوي كالهليلج والبليلج والسقمونيا وغيرها وما أكل
لغرض آخر
وفي التتمة وجأه أنه ما يقتل كثيره ويستعمل قليله في
الدوية كالسقمونيا ل ربا فيها وهو ضعيف
والطين الخراساني ليس ربويا على المذهب
والرمني ربوي على الصحيح لنه دواء
ودهن البنفسج والورد والبان ربوي على الصح
ودهن الكتان والسمك وحب الكتان وماء الورد والعود ليس
ربويا على الصح
والزنجبيل والمصطكى ربوي على الصح
والماء إذا صححنا بيعه ربوي على الصح
ول ربا في الحيوان ولكن ما يباح أكله على هيئته كالسمك
الصغير على وجأه يجري فيه الربا على الصح
وأما الذهب والفضة فقيل يثبت الربا فيهما
____________________
) (3/377
لعينهما ل لعلة
وقال الجمهور العلة فيهما صلحية الثمنية الغالبة
وإن شئت قلت جأوهرية الثامان غالبا
والعبارتان تشملن التبر والمضروب والحلى والواني
منهما
وفي تعدى الحكم إلى الفلوس إذا راجأت وجأه والصحيح أنه
ل ربا فيهما لنتفاء الثمنية الغالبة
ول يتعدى إلى غير الفلوس من الحديد والنحاس والرصاص
وغيرها قطع