PUBLIKASI PENDIDIKAN: Kumpulan Kitab Islam Klasik ⌐φαí ƒΘ߃Θá∩δ 003
http://www.shamela.ws
تم إعداد هذا الملف آليا بواسطة المكتبة الشاملة
روضة الطالبين وعمدة المفتين
النووي
سنة الولدة /سنة الوفاة
تحقيق
الناشر المكتب السلمي
سنة النشر 1405
مكان النشر بيروت
عدد الجأزاء 12
قلت هذا الحاتمال الذي ذكراه نص عليه الشافعي رضي الله
عنه في البويطي لكن قال ل يجوز الفطر إن لم يصح
الحديث بالفطر
وقد صح الحديث
والله أعلم
واعلم أن للمسافر الصوم والفطر
ثم إن كان ل يتضرر بالصوم فهو أفضل وإل فالفطر أفضل
وذكر في التتمة أنه لو لم يتضرر في الحال لكن يخاف
الضعف لو صام أو كان سفر حاج أو غزو فالفطر أولى
وقد تقدم أصل هذه المسألة في صلة المسافر
فرع في أحاكام الفطر كل من ترك النية الواجأبة عمدا أو
سهوا القضاء
وكذا كل من أفطر لكن لو كان إفطاره يوجأب الكفارة ففيه
خلف نذكره إن شاء الله تعالى
وما فات بسبب الكفر الصلي ل قضاء فيه ويجب القضاء
على المرتد
والمسافر والمريض إذا أفطرا قضيا
وما فات بالغماء يجب قضاؤه سواء استغرق جأميع الشهر
أم ل لنه نوع مرض بخلف الجنون
ولهذا يجوز الغماء على النبياء عليهم السلم ول يجوز
عليهم الجنون
وعن ابن سريج أن الغماء إذا استغرق فل قضاء
وم فات بالحيض والنفاس وجأب قضاؤه ول يجب على
الصبي والمجنون صوم ول قضاء سواء استغرق الجنون
النهار أو الشهر أم ل
وحاكي قول شاذ أن الجنون كالغماء فيجب القضاء
وقول أنه إذا أفاق في
____________________
) (2/370
أثناء الشهر لزمه قضاء ما مضى من الشهر
هذا في الجنون المطلق أما إذا ارتد ثم جأن أو سكر ثم جأن
ففي وجأوب القضاء وجأهان
ولعل الظاهر الفرق بين اتصاله بالردة وبين اتصاله بالسكر
كما سبق في الصلة
فرع ل يجب التتابع في قضاء رمضان لكن يستحب
فصل في المساك تشبها بالصائمين وهو من خواص
رمضان كالكفارة فل إمساك على متعد بالفطر
ثم من أمسك تشبها ليس في صوم بخلف المحرم إذا أفسد
إحارامه ويظهر أثره في أن المحرم لو ارتكب محظورا لزمه
الفدية ولو ارتكب الممسك محظورا ل شىء عليه سوى
الثم
ثم المساك يجب على كل متعد بالفطر في رمضان سواء
أكل أو ارتد أو نوى الخروج من الصوم وقلنا يخرج
ويجب على من نسي النية من الليل
فرع لو أقام المسافر أو برأ المريض اللذان يباح لهما الفطر
في النهار فلهما ثلثة أحاوال
أحادها أن يصبحا صائمين وداما عليه إلى زوال العذر فقد
تقدم في الفصل السابق أن المذهب لزوم اتمام الصوم
____________________
) (2/371
الثاني أن يزول بعدما أفطرا فل يجب المساك لكن يستحب
فان أكل أخفياه لئل يتعرضا للتهمة وعقوبة السلطان ولهما
الجماع بعد زوال العذر إذا لم تكن المرأة صائمة بأن كانت
صغيرة أو طهرت من الحيض ذلك اليوم
وحاكى صاحاب الحاوي وجأهين في أن المريض إذا أفطر ثم
برأ هل يلزمه المساك قال أوجأبه البغداديون دون البصريين
والمذهب ما قدمنا
الثالث أن يصبحا غير ناويين ويزول العذر قبل أن يأكل فان
قلنا في الحال الول يجوز الكل فهنا أولى وإل ففي لزوم
المساك وجأهان
الصح ليلزم
فرع إذا أصبح يوم الشك مفطرا ثم ثبت أنه من رمضان
فقضاؤه إمساكه على الظأهر
قال في التتمة القولن فيما إذا بان أنه من رمضان قبل
الكل فإن بان بعده فإن قلنا هناك ل يجب المساك فهنا
أولى وإل فوجأهان
أصحهما الوجأوب
فرع إذا بلغ صبي أو أفاق مجنون أو أسلم كافر في أثناء
فهل يلزمهم إمساك بقية النهار فيه أوجأه
أصحها ل والثاني نعم والثالث يلزم الكافر دونهما لتقصيره
والرابع يلزم الكافر والصبي لتقصيرهما دون المجنون
وهل يلزمهم قضاء اليوم الذي زال العذر في أثنائه
أما الصبي فينظر إن بلغ صائما فالصحيح أنه يلزمه إتمامه
ول قضاء
____________________
) (2/372
فلو جأامع بعد البلوغ فيه لزمته الكفارة
وفيه وجأه حاكي عن ابن سريج أنه يستحب إتمامه ويجب
القضاء لنه لم ينو الفرض
وإن أصبح مفطرا فوجأهان
وقيل قولن
أصحهما ل قضاء لعدم تمكنه والثاني يلزمه القضاء كمن
أدرك جأزءا من وقت الصلة
وأما المجنون إذا أفاق والكافر إذا أسلم فالمذهب أنهما
كالصبي المفطر فل قضاء على الصح
وقيل يقضي الكافر دون المجنون وصححه صاحاب التهذيب
قال الصحاب الخلف في القضاء في هؤلء الثلثة متعلق
بالخلف في إمساكهم تشبها
ثم اختلفوا في كيفية تعلقه فقال الصيدلني من أوجأب
التشبه لم يوجأب القضاء ومن يوجأب القضاء ل يوجأب التشبه
وقال غيره من أوجأب القضاء أوجأب المساك ومن ل فل
وقال آخرون من أوجأب المساك أوجأب القضاء ومن ل فل
فرع الحائض والنفساء إذا طهرتا في أثناء النهار المذهب
أنه ل يلزمهما المساك
ونقل المام التفاق عليه
وحاكى صاحاب المعتمد طرد الخلف فيهما
فصل أيام رمضان متعينة لصومه فللمريض والمسافر
الترخص بالفطر ولهما الصيام
وهكذا قطع به الصحاب وحاكى إمام الحرمين خلفا فيمن
أصبح في يوم من رمضان غير
____________________
) (2/373
ناو فنوى التطوع قبل الزوال قال قال الجماهير ل يصح
وقال أبو إسحق يصح
قال فعلى قياسه يجوز للمسافر التطوع به
فصل تجب الكفارة على من أفسد صوم يوم من رمضان
بجماع تام لجأل الصوم وفي الضابط قيود
منها الفساد فمن جأامع ناسيا ل يفطر على المذهب فل
كفارة
وإن قلنا يفطر ففي لزوم الكفارة وجأهان
أصحهما ل تلزم لعدم الثم
ومنها كونه من رمضان فل كفارة بافساد التطوع والنذر
والقضاء والكفارة
وأما المرأة الموطوءة فإن كانت مفطرة بحيض أو غيره أو
صائمة ولم يبطل صومها لكونها نائمة مثل فل كفارة عليها
وإن مكنت طائعة صائمة فقولن
أحادهما يلزمها كفارة كما يلزم الزوج لنها عقوبة فاشتركا
فيها كحد الزنا
وأظأهرهما ل يلزمها بل تجب على الزوج
فعلى الول لو لم تجب الففارة على الزوج لكونه مفطرا أو
لم يبطل صومه لكونه ناسيا أو استدخلت ذكره نائما لزمتها
الكفارة ويعتبر في كل واحاد منهما حااله في اليسار
والعسار
وإذا قلنا بالظأهر فهل الكفارة التي يخرجأها عنه خاصة ول
يلقيها الوجأوب أو هي عنه وعنها ويتحملها عنها فيه قولن
مستنبطان من كلم الشافعي رضي الله عنه وربما قيل
وجأهان
أصحهما الول
ويتفرع عليهما صور
إحاداها إذا أفطرت بزنا أو وطء شبهة فإن قلنا بالول فل
شىء عليها وإل فعليها الكفارة لن التحمل بالزوجأية
وقيل تلزمها قطعا
____________________
) (2/374
الثانية إذا كان الزوج مجنونا فعلى الول ل شىء عليها
وعلى الثاني وجأهان
أصحهما تلزمها لنه ليس أهل للتحمل كما ل يكفر عن نفسه
والثاني يجب في ماله الكفارة عنها لن ماله صالح للتحمل
وإن كان مراهقا فكالمجنون
وقيل هو كالبالغ تخريجا من قولنا عمده عمد وإن كان ناسيا
أو نائما فاستدخلت ذكره فكالمجنون
الثالثة إذا كان مسافرا والزوجأة حااضرة فإن أفطر بالجماع
بنية الترخص فل كفارة عليه
وكذا إن لم يقصد الترخص على الصح
وكذا حاكم المريض الذي يباح له الفطر إذا أصبح صائما ثم
جأامع
وكذا الصحيح إذا مرض في أثناء النهار ثم جأامع فحيث قلنا
بوجأوب الكفارة فهو كغيره
وحاكم التحمل كما سبق
وحايث قلنا ل كفارة فهو كالمجنون
وذكر أصحابنا العراقيون فيما لو قدم المسافر مفطرا
فأخبرته بفطرها وكانت صائمة أن الكفارة عليها إذا قلنا
الوجأوب يلقيها لنها غرته وهو معذور ويشبه أن يكون هذا
تفريعا على قولنا ل يتحمل المجنون وإل فليس العذر هنا
أوضح منه في المجنون
قلت قال صاحاب المعاياة فيمن وطىء زوجأته ثلثة أقوال
أحادها تلزمه الكفارة دونها والثاني تلزمه كفارة عنهما
والثالث تلزم كل واحاد كفارة ويتحمل الزوج ما دخله التحمل
من العتق والطعام
فإذا وطىء أربع زوجأات في يوم لزمه على القول الول
كفارة فقط عن الوطء الول ول يلزمه شىء بسبب باقي
الوطآت ويلزمه على الثاني أربع كفارات كفارة عن وطئه
الول عنه وعنها وثلثا عنهن ل تتبعض إل في موضع يوجأد
تحمل الباقي ويلزمه على الثالث خمس كفارات كفارتان
عنه وعنها بالوطء الول وثلثا عنهن
قال ولو كان له زوجأتان مسلمة وذمية فوطئهما في يوم
فعلى الول عليه كفارة واحادة بكل حاال
وعلى الثاني إن قدم وطء المسلمة
____________________
) (2/375
فعليه كفارة وإل فكفارتان وعلى الثالث كفارتان بكل حاال
لنه إن قدم المسلمة لزمه كفارتان عنه وعنها ول يلزمه
للذمية شىء
وإن قدم الذمية لزمه لنفسه كفارة ثم للمسلمة أخرى
هذا كلمه وفيه نظر
والله أعلم
الرابعة إذا قلنا الوجأوب يلقيها اعتبرنا حاالهما جأميعا وقد
تتفق وقد تختلف
فإن اتفق نظر إن كانا من أهل العتاق أو الطعام أجأزأ
المخرج عنها وإن كان من أهل الصيام لكونهما معسرين أو
مملوكين لزم كل واحاد صوم شهرين لن العبادة البدنية
لتتحمل
وإن اختلف حاالهما فإن كان أعلى حاال منها نظر إن كان من
أهل العتق وهي من أهل الصيام أو الطعام فوجأهان
الصحيح وبه قطع العراقيون أنه يجزىء العتاق عنهما لن
من فرضه الصوم أو الطعام يجزئه العتق إل أن تكون أمة
فعليها الصوم لن العتق ل يجزىء عنها
قال في المهذب إل إذا قلنا العبد يملك بالتمليك فإن المة
كالحرة المعسرة
قلت هذا الذي قاله في المهذب غريب والمعروف أنه ل
يجزىء العتق عن المة
وقد قال في المهذب في باب العبد المأذون ل يصح اعتاق
العبد سواء قلنا يملك أم ل لنه يتضمن الولء وليس هو من
أهله
والله أعلم
والوجأه الثاني ل يجزىء عنها لختلف الجنس
فظلى هذا يلزمها الصوم إن كانت من أهله
وفيمن يلزمه الطعام إن كانت من أهله وجأهان
أصحهما على الزوج
فإن عجز ثبت في ذمته إلى أن يقدر لن الكفارة على هذا
القول معدودة من مؤن الزوجأة الواجأبة على الزوج والثاني
يلزمها وإن كان من أهل الصيام وهي من أهل الطعام
قال الصحاب يصوم عن نفسه ويطعم عنها
ومقتضى قول من قال في الصورة السابقة يجزىء العتق
عن الصيام أن يجزىء هنا الصيام عن الطعام
أما إذا كانت أعلى حاال منه
____________________
) (2/376
فينظر إن كانت من أهل العتاق وهو من أهل الصيام صام
عن نفسه وأعتق عنها إذا قدر وإن كانت من أهل الصيام
وهو من أهل الطعام صامت عن نفسها وأطعم عن نفسه
واعلم أن جأماع المرأة إذا قلنا ل شىء عليها والوجأوب ل
يلقيها مستثنى عن الضابط
فرع تجب الكفارة بالزنا وجأماع أمته واللواط وإتيان البهيمة
وسواء أنزل
ولو أفسد صومه بغير الجماع كالكل والشرب والستمناء
والمباشرات المفضية إلى النزال فل كفارة لن النص ورد
في الجماع وما عداه ليس في معناه هذا هو المذهب
الصحيح المعروف
وفي وجأه قاله أبو خلف الطبري وهو من تلمذة القفال
تجب الكفارة بكل ما يأثم بالفطار به
وفي وجأه حاكاه في الحاوي عن ابن أبي هريرة أنه يجب
بالكل والشرب كفارة فوق كفارة الحامل والمرضع ودون
كفارة المجامع
وهذان الوجأهان غلط
وذكر الحناطي أن ابن عبد الحكم روي عنه وجأوب الكفارة
فيما إذا جأامع فيما دون الفرج وأنزل وهذا شاذ
فرع إذا ظأن أن الصبح لم يطلع فجامع ثم بان خلفه فحكم
ول كفارة لعدم الثم
قال المام ومن أوجأب الكفارة على الناسي بالجماع يقول
مثله هنا لتقصيره في البحث
ولو ظأن غروب الشمس فجامع فبان خلفه
____________________
) (2/377
ففي التهذيب وغيره أنه لكفارة لنها تسقط بالشبهة
وهذا ينبغي أن يكون مفرعا على تجويز الفطار والحالة هذه
وإل فتجب الكفارة وفاء بالضابط المذكور لوجأوب الكفارة
ولو أكل الصائم ناسيا فظن بطلن صومه فجامع فهل
يفطر وجأهان
أحادهما ل كما لو سلم من الظهر ناسيا وتكلم عامدا ل تبطل
صلته
وأصحهما وبه قطع الجمهور يفطر كما لو جأامع وهو يظن
أن الفجر لم يطلع فبان خلفه
وعلى هذا ل كفارة لنه وطىء وهو يعتقد أنه غير صائم
وعن القاضي أبي الطيب أنه يحتمل وجأوبها لنه ظأن ل يبيح
الوطء
ولو أفطر المسافر بالزنا مترخصا فل كفارة لنه وإن أثم
بهذا الوطء لكنه لم يأثم به بسبب الصوم فان الفطار جأائز
له
ولو زنا المقيم ناسيا للصوم وقلنا الصوم يفسد بالجماع
ناسيا فل كفارة على الصح لنه لم يأثم بسبب الصوم لنه
ناس له
فرع من رأى هلل رمضان وحاده لزمه صومه
فان صامه فأفطر بالجماع فعليه الكفارة
ولو رأى هلل شوال وحاده لزمه الفطر ويخفيه لئل يتهم
وإذا رؤي رجأل يأكل يوم الثلثين من رمضان بل عذر عزر
فلو شهد أنه رأى الهلل لم يقبل لنه متهم في إسقاط
التعزير بخلف ما لو شهد أول فردت شهادته ثم أكل لم يعزر
فرع لو أفطر بجماع ثم جأامع ثانيا في ذلك اليوم فل كفارة
الثاني لنه لم يفسد صوما
فلو جأامع في يومين أو أيام فعليه لكل يوم كفارة سواء كفر
عن الول أم ل
____________________
) (2/378
فرع لو أفسد صومه بجماع ثم أنشأ سفرا طويل في يومه لم
على المذهب
وقيل كما لو طرأ المرض
ولو جأامع ثم مرض فقولن
أظأهرهما ل تسقط الكفارة
وقيل ل تسقط قطعا
ولو طرأ بعد الجماع جأنون أو موت أو حايض فقولن
أظأهرهما السقوط
والمسألة في الحيض مفرعة على أن المرأة إذا أفطرت
بالجماع لزمتها الكفارة
فرع كمال صفة الكفارة مستقصى في كتاب الكفارات
والقول الجملي أن هذه الكفارة مرتبة ككفارة الظهار
فيجب عتق رقبة
فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين
فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكينا
وهل يلزمه مع الكفارة قضاء صوم اليوم الذي أفسده
بالجماع فيه ثلثة أوجأه
وقيل قولن ووجأه
أصحهما يلزم
والثاني ل والثالث إن كفر بالصيام لم يلزم وإل لزم
قال المام ول خلف أن المرأة يلزمها القضاء إذا لم تلزمها
كفارة
وهل تكون شدة الغلمة عذرا في العدول عن الصيام إلى
الطعام وجأهان
أصحهما أنها عذر وبه قطع صاحاب التهذيب وهو مقتضى
كلم الكثرين ورجأح الغزالي المنع
____________________
) (2/379
فرع لو كان من لزمته هذه الكفارة فقيرا فهل له صرفها
إلى وجأهان
أحادهما يجوز لحديث العرابي المشهور
وأصحهما ل يجوز كالزكاة وسائر الكفارات
وأما قصة العرابي فلم يدفع إلى أهله عن الكفارة
فرع إذا عجز عن جأميع خصال الكفارة فهل تستقر في ذمته
قال الحقوق المالية الواجأبة لله تعالى ثلثة أضرب
ضرب يجب ل بسبب مباشرة من العبد كزكاة الفطر
فإذا عجز وقت الوجأوب لم تثبت في ذمته
وضرب يجب بسبب على جأهة البدل كجزاء الصيد فإذا عجز
وقت وجأوبه ثبت في ذمته تغليبا لمعنى الغرامة
وضرب يجب بسبب ل على جأهة البدل ككفارة الجماع
واليمين والقتل والظهار ففيها قولن
أظأهرهما يثبت في الذمة عند العجز فمتى قدر على إحادى
الخصال لزمته
والثاني ل يثبت
فصل في الفدية وهي مد من الطعام لكل يوم من أيام
رمضان
وجأنسه جأنس زكاة الفطر
فيعتبر غالب قوت البلد على الصح
ول يجزىء الدقيق والسويق كما سبق
ومصرفها الفقراء أو المساكين
وكل مد منها ككفارة تامة
فيجوز
____________________
) (2/380
صرف عدد منها إلى مسكين واحاد بخلف أمداد الكفارة فإنه
يجب صرف كل مد منها إلى مسكين وتجب الفدية بثلثة
طرق
الول فوات نفس الصوم فمن فاته صوم يوم من رمضان
ومات قبل قضائه فله حاالن
أحادهما أن يموت بعد تمكنه من القضاء سواء ترك الداء بعذر
أم بغيره فل بد من تداركه بعد موته
وفي صفة التدارك قولن
الجديد أنه يطعم من تركته عن كل يوم مد
والقديم أنه يجوز لوليه أن يصوم عنه ول يلزمه
فعلى القديم لو أمر الولي أجأنبيا فصام عنه بأجأرة أو بغيرها
جأاز كالحج
ولو استقل به الجأنبي لم يجزه على الصح
وهل المعتبر على القديم الولية أم مطلق القرابة أم
تشترط العصوبة أم الرثا توقف فيه المام وقال ل نقل
فيه عندي
قال الرافعي وإذا فحصت عن نظائره وجأدت الشبه اعتبار
الرثا
قلت المختار أن المراد مطلق القرابة
وفي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
لمرأة تصوم عن أمها وهذا يبطل احاتمال العصوبة
والله أعلم
ولو مات وعليه صلة أو اعتكاف لم يقض عنه وليه ول
يسقط عنه بالفدية
ونقل البويطي أن الشافعي رحامه الله قال في العتكاف
يعتكف عنه وليه
وفي رواية يطعم عنه
قال صاحاب التهذيب ول يبعد تخريج هذا في الصلة فيطعم
عن كل صلة مد
وإذا قلنا بالطعام في العتكاف فالقدر المقابل بالمد
اعتكاف يوم بليلته
هكذا ذكره المام عن رواية شيخه قال وهو مشكل فإن
اعتكاف لحظة عبادة تامة
قلت لم يصحح المام الرافعي واحادا من الجديد والقديم في
صوم الولي وكأنه
____________________
) (2/381
تركه لضطراب الصحاب فيه فإن المشهور في المذهب
تصحيح الجديد
وذهب جأماعة من محققي أصحابنا إلى تصحيح القديم
وهذا هو الصواب
بل ينبغي أن يجزم بالقديم فإن الحااديث الصحيحة ثبتت فيه
وليس للجديد حاجة من السنة
والحديث الوارد بالطعام ضعيف فيتعين القول بالقديم
ثم من جأوز الصيام جأوز الطعام
والله أعلم
وحاكم صوم الكفارة والنذر حاكم صوم رمضان
الحال الثاني أن يكون موته قبل التمكن من القضاء بأن ل
يزال مريضا أو مسافرا من أول شوال حاتى يموت فل شىء
في تركته ول على ورثته
قلت قال أصحابنا ول يصح الصيام من أحاد في حاياته بل
خلف سواء كان عاجأزا أو غيره
والله أعلم
فرع الشيخ الهرم الذي ل يطيق الصوم أو تلحقه به مشقة
شديدة صوم عليه
وفي وجأوب الفدية عليه قولن
أظأهرهما الوجأوب
ويجري القولن في المريض الذي ل يرجأى برؤه
ولو نذر في خلل العجز صوما ففي انعقاده وجأهان
قلت أصحهما ل ينعقد
والله أعلم
وإذا أوجأبنا الفدية على الشيخ فكان معسرا هل تلزمه إذا
قدر قولن كالكفارة
ولو كان رقيقا فعتق ففيه خلف مرتب على المعسر
والولى بأن ل تجب لنه لم يكن أهل
ولو قدر الشيخ على الصوم بعدما أفطر فهل يلزمه الصوم
قضاء نقل صاحاب التهذيب أنه ل يلزمه لنه لم يكن
____________________
) (2/382
مخاطبا بالصوم بل كان مخاطبا بالفدية بخلف المعضوب إذا
حاج عنه غيره ثم قدر يلزمه الحج في قول لنه كان مخاطبا
به
ثم قال صاحاب التهذيب من عند نفسه إذا قدر قبل أن يفدي
فعليه أن يصوم وإن قدر بعد الفدية فيحتمل أن يكون كالحج
لنه كان مخاطبا بالفدية على توهم أن عذره غير زائل وقد
بان خلفه
واعلم أن صاحاب التتمة في آخرين نقلوا خلفا في أن
الشيخ يتوجأه عليه الخطاب بالصوم ثم ينتقل إلى الفدية
بالعجز أم يخاطب بالفدية ابتداء وبنوا عليه الوجأهين في
انعقاد نذره
الطريق الثاني لوجأوب الفدية ما يجب لفضيلة الوقت وذلك
في صور
فالحامل والمرضع إن خافتا على أنفسهما أفطرتا وقضتا
ول فدية كالمريض
وإن لم تخافا من الصوم إل على الولد فلهما الفطر وعليهما
القضاء
وفي الفدية أقوال
أظأهرها تجب والثاني تستحب والثالث تجب على المرضع
دون الحامل
فعلى الظأهر ل تتعدد الفدية بتعدد الولد على الصح وبه
قطع في التهذيب
وهل يفرق بين المرضع ولدها أو غيره بإجأارة أو غيرها قال
في التتمة ل فرق فتفطر المستأجأرة وتفدي
كما أن السفر لما أفاد الفطر يستوي فيه المسافر لغرض
نفسه وغيره
وقال الغزالي في الفتاوى المستأجأرة ل تفطر ول خيار
لهل الصبي
قلت الصحيح قول صاحاب التتمة وقطع به القاضي حاسين
في فتاويه فقال يحل لها الفطار بل يجب إن أضر الصوم
بالرضيع
وفدية الفطر على من تجب قال يحتمل وجأهين بناء على ما
لو استأجأر للتمتع فعلى من يجب دمه فيه وجأهان
قال ولو كان هناك مراضع فأرادت أن ترضع صبيا تقربا إلى
الله تعالى جأاز الفطر لها
والله أعلم
____________________
) (2/383
ولو كانت الحامل أو المرضع مسافرة أو مريضة فأفطرت
بنية الترخص بالمرض أو السفر فل فدية عليها
وإن لم تقصد الترخص ففي وجأوب الفدية وجأهان
كالوجأهين في فطر المسافر بالجماع
فرع إذا أفطر بغير الجماع عمدا في نهار رمضان هل تلزمه
الفدية القضاء وجأهان
أصحهما ل
فرع لو رأى مشرفا على الهلك بغرق أو غيره وافتقر في
تخليصه الفطر فله ذلك ويلزمه القضاء وتلزمه الفدية على
الصح أيضا كالمرضع
قلت قوله فله ذلك فيه تساهل
ومراده أنه يجب عليه ذلك وقد صرح به أصحابنا
والله أعلم
الطريق الثالث ما يجب لتأخير القضاء فمن عليه قضاء
رمضان وأخره حاتى دخل رمضان السنة القابلة نظر إن كان
مسافرا أو مريضا فل شىء عليه فإن تأخير الداء بهذا العذر
جأائز فتأخير القضاء أولى
وإن لم يكن فعليه مع القضاء لكل يوم مد
وقال المزني ل تجب الفدية
ولو أخر حاتى مضى رمضانان فصاعدا فهل تكرر الفدية
وجأهان
قال في النهاية الصح التكرر
ولو أفطر عدوانا وألزمناه الفدية فأخر القضاء فعليه لكل
يوم فديتان واحادة للفطار وأخرى للتأخير
هذا هو المذهب
وقال إبرهيم المروذي إن عددنا الفدية بتعدد رمضان فهنا
أولى وإل فوجأهان
وإذا أخر القضاء مع المكان
____________________
) (2/384
فمات قبل أن يقضي وقلنا الميت يطعم عنه فوجأهان
أصحهما يخرج لكل يوم من تركته مدان
والثاني قاله ابن سريج يكفي مد واحاد
وأما إذا قلنا يصام عنه فصام الولي فيحصل تدارك أصل
الصوم ويفدي للتأخير
وإذا قلنا بالصح وهو التكرر فكان عليه عشرة أيام فمات
ولم يبق من شعبان إل خمسة أيام أخرج من تركته خمسة
عشر مدا عشرة لصل الصوم وخمسة للتأخير لنه لو عاش
لم يمكنه إل قضاء خمسة
ولو أفطر بل عذر وأوجأبنا به الفدية فأخر حاتى دخل رمضان
آخر ومات قبل القضاء فالمذهب وجأوب ثلثة أمداد
فإن تكررت السنون زادت المداد
وإذا لم يبق بينه وبين رمضان السنة الثانية ما يتأتى فيه
قضاء جأميع الفائت فهل يلزمه في الحال الفدية عما ل
يسعه الوقت أم ل يلزمه إل بعد دخول رمضان فيه وجأهان
كالوجأهين فيمن حالف ليأكلن هذا الرغيف غدا فتلف قبل
الغد هل يحنث في الحال أم بعد مجيء الغد ولو أراد تعجيل
فدية التأخير قبل مجيء رمضان الثاني ليؤخر القضاء مع
المكان ففي جأوازه وجأهان كالوجأهين في تعجيل الكفارة
عن الحنث المحرم
قلت إذا أخر الشيخ الهرم المد عن السنة الولى فالمذهب
أنه ل شىء عليه
وقال الغزالي في الوسيط في تكرر مد آخر للتأخير وجأهان
وهذا شاذ ضعيف
وإذا أراد الشيخ الهرم إخراج الفدية قبل دخول رمضان لم
يجز وإن أخرجأها بعد طلوع الفجر من يوم من رمضان أجأزأه
عن ذلك اليوم
وإن أداها قبل الفجر ففيه احاتمالن حاكاهما في البحر عن
والده وقطع الدارمي بالجواز وهو الصواب
قال المام الزيادي ويجوز للحامل تقديم الفدية على الفطر
ول يقدم إل فدية يوم واحاد
وقد تقدم بعض هذه المسائل في باب تعجيل الزكاة
والله أعلم
____________________
) (2/385
باب صوم التطوع من شرع في صوم تطوع أو صلة تطوع
لم يلزمه التمام لكن يستحب
فلو خرج منهما فل يجب القضاء لكن يستحب ثم إن خرج
لعذر لم يكره وإل كره على الصح
ومن العذر أن يعز على من ضيفه امتناعه من الكل
ولو شرع في صوم القضاء الواجأب فإن كان على الفور لم
يجز الخروج منه وإل فوجأهان
أحادهما يجوز قاله القفال وقطع به الغزالي وصاحاب
التهذيب وطائفة
وأصحهما ل يجوز وهو المنصوص في الم وبه قطع
الروياني في الحلية وهو مقتضى كلم الكثرين لنه صار
متلبسا بالفرض ول عذر فلزمه إتمامه كما لو شرع في
الصلة أول الوقت
وأما صوم الكفارة فما لزم منه بسبب محرم فهو كالقضاء
الذي على الفور
وما لزم بسبب غير محرم كقتل الخطأ فهو كالقضاء الذي
على التراخي
وكذا النذر المطلق
وهذا كله مبني على المذهب وهو انقسام القضاء إلى واجأب
على الفور وعلى التراخي
فالول ما تعدى فيه بالفطار فيحرم تأخير قضائه
قال في التهذيب حاتى يحرم عليه التأخير بعذر السفر
وأما الثاني فما لم يتعد به كالفطر بالحيض والسفر
والمرض فقضاؤه على التراخي ما لم يحضر رمضان السنة
المقبلة
وقال بعض أصحابنا العراقيين القضاء على التراخي في
المتعدي وغيره
____________________
) (2/386
فصل صوم التطوع منه ما يتكرر بتكرر السنين ومنه ما
يتكرر بتكرر الشهور ومنه ما يتكرر بتكرر السبوع
فمن الول يوم عرفة فيستحب صومه لغير الحجيج وينبغي
للحجيج فطره
وأطلق كثيرون كراهة صومه لهم
فإن كان شخص ل يضعف بالصوم عن الدعاء وأعمال الحج
ففي التتمة أن الولى له الصوم
وقال غيره الولى أن ل يصوم بحال
قلت قال البغوي وغيره يوم عرفة أفضل أيام السنة
وسيأتي إن شاء الله تعالى في كتاب الطلق التصريح بذلك
مع غيره في تعليق الطلق على أفضل اليام
والله أعلم
ومنه يوم عاشوراء وهو عاشر المحرم ويستحب أن يصوم
معه تاسوعاء وهو التاسع
وفيه معنيان
أحادهما الحاتياط حاذرا من الغلط في العاشر
والثاني مخالفة اليهود فإنهم يصومون العاشر فقط
فعلى هذا لو لم يصم التاسع معه استحب أن يصوم الحادي
عشر
ومنه ستة أيام من شوال والفضل أن يصومها متتابعة
متصلة بالعيد
ومن الثاني أيام البيض وهي الثالث عشر والرابع عشر
والخامس عشر
قلت هذا هو المعروف فيها
ولنا وجأه غريب حاكاه الصيمري والماوردي والبغوي وصاحاب
البيان أن الثاني عشر بدل الخامس عشر فالحاتياط
صومهما
والله أعلم
ومن الثالث يوم الثنين والخميس
ويكره إفراد الجمعة بالصوم وإفراد السبت
____________________
) (2/387
فرع أطلق صاحاب التهذيب في آخرين أن صوم الدهر مكروه
وقال الغزالي هو مسنون وقال الكثرون إن خاف منه ضررا
أو فوت به حاقا كره
وإل فل
والمراد إذا أفطر أيام العيد والتشريق
ولو نذر صوم الدهر لزم وكانت العياد و ) أيام ( التشريق
وشهر رمضان وقضاؤه مستثناة
فإن فرض فوات بعذر أو بغيره فهل تجب الفدية لما أخل به
من النذر بسبب القضاء قال أبو القاسم الكرخي فيه وجأهان
وقطع به في التهذيب بأنه ل فدية
ولو نذر صوما آخر بعد هذا النذر لم ينعقد
ولو لزمه صوم كفارة صام عنها وفدى عن النذر
ولو أفطر يوما من الدهر لم يمكن قضاؤه ول فدية إن كان
بعذر وإل فتجب الفدية
ولو نذرت المرأة صوم الدهر فللزوج منعها ول قضاء ول
فدية وإن أذن لها أو مات فلم تصم لزمها الفدية
قلت ومن المسنون صوم عشر ذي الحجة غير العيد والصوم
من آخر كل شهر
وأفضل الشهر للصوم بعد رمضان الشهر الحرم ذو القعدة
وذو الحجة والمحرم ورجأب
وأفضلها المحرم ويلي المحرم في الفضيلة شعبان
وقال صاحاب البحر رجأب أفضل من المحرم وليس كما قال
قال أصحابنا ل يجوز للمرأة صوم تطوع وزوجأها حااضر إل
بإذنه
وممن صرح به صاحابا المهذب و التهذيب
والله أعلم
____________________
) (2/388
كتاب العتكاف العتكاف سنة مؤكدة ويستحب في جأميع
الوقات وفي العشر الواخر من رمضان آكد اقتداء برسول
الله صلى الله عليه وسلم وطلبا لليلة القدر
ومن أراد هذه السنة فينبغي أن يدخل المسجد قبل غروب
الشمس ليلة الحادي والعشرين حاتى ل يفوته شىء ويخرج
بعد غروب الشمس ليلة العيد
ولو مكث ليلة العيد إلى أن يصلي أو يخرج منه إلى العيد كان
أفضل
فرع ليلة القدر أفضل ليالي السنة خص الله تعالى بها هذه
المة باقية إلى يوم القيامة
ومذهبنا ومذهب جأمهور العلماء أنها في العشر الواخر من
رمضان وفي أوتارها أرجأى
وميل الشافعي إلى أنها ليلة الحادي والعشرين
وقال في موضع إلى ثلثا وعشرين
وقال ابن خزيمة من أصحابنا هي ليلة منتقلة في ليالي
العشر تنتقل كل سنة إلى ليلة جأمعا بين الخبار
قلت وهذا منقول عن المزني أيضا وهو قوي
ومذهب الشافعي أنها تلزم ليلة بعينها
والله أعلم
____________________
) (2/389
وعلمة هذه الليلة أنها طلقة ل حاارة ول باردة وأن الشمس
تطلع في صبيحتها بيضاء ليس لها كثير شعاع
ويستحب أن يكثر فيها من قول اللهم إنك عفو تحب العفو
فاعف عني
قلت قال صاحاب البحر قال الشافعي رحامه الله في القديم
أستحب أن يكون اجأتهاده في يومها كاجأتهاده في ليلتها
وقال في القديم من شهد العشاء والصبح ليلة القدر فقد
أخذ بحظه منها
والله أعلم
ولو قال لزوجأته أنت طالق ليلة القدر
قال أصحابنا إن قاله قبل رمضان أو فيه قبل مضي أول
ليالي العشر طلقت بانقضاء ليالي العشر وإن قاله بعد
مضي بعض لياليها لم تطلق إلى مضي سنة
هكذا نقل الشيخ أبو إسحق في المهذب وإمام الحرمين
وغيرهما
وأما قول الغزالي لو قال لزوجأته في منتصف رمضان أنت
طالق ليلة القدر لم تطلق حاتى تمضي سنة لن الطلق ل
يقع بالشك
ونقل في الوسيط هذا عن نص الشافعي
فاعلم أنه ل يعرف اعتبار مضي سنة في هذه المسألة إل
في كتب الغزالي
وقوله الطلق ل يقع بالشك مسلم لكن يقع بالظن الغالب
قال إمام الحرمين الشافعي رحامه الله متردد في ليالي
العشر ويميل إلى بعضها ميل لطيفا وانحصارها في العشر
ثابت عنده بالظن القوي وإن لم يكن مقطوعا به والطلق
يناط وقوعه بالمذاهب المظنونة
واعلم أن الغزالي قال وقيل إن ليلة القدر في جأميع شهر
رمضان
وهذا ل تكاد تجده في شىء من كتب المذهب
قلت قد قال المحاملي وصاحاب التنبيه تطلب ليلة القدر في
جأميع رمضان
وقول المام الرافعي في أول المسألة طلقت بانقضاء
ليالي العشر فيه تجوز
____________________
) (2/390
تابع فيه صاحاب المهذب وغيره
وحاقيقته طلقت في أول الليلة الخيرة من العشر
وكذا قوله إن قاله بعد مضي بعض لياليها لم تطلق إلى
مضي سنة فيه تجوز وذلك أنه قد يقول لها في آخر اليوم
الحادي والعشرين فل يقف وقوع الطلق على سنة كاملة
بل يقع في أول الليلة الحادي والعشرين
والله أعلم
فصل أركان العتكاف أربعة اللبث في المسجد والنية
والمعتكف والمعتكف فيه الول اللبث وفي اعتباره وجأهان
حاكاهما في النهاية
أصحهما ل بد منه والثاني يكفي مجرد الحضور كما يكفي
مجرد الؤضور بعرفة
ثم فرع على الوجأهين فقال إن اكتفينا بالحضور حاصل
العتكاف بالعبور
حاتى لو دخل من باب وخرج من باب ونوى فقد اعتكف
وإن اعتبرنا اللبث لم يكف ما يكفي في الطمأنينة في
الصلة بل ل بد من زيادة عليه بما يسمى عكوفا وإقامة
ول يعتبر السكون بل يصح اعتكافه قائما أو قاعدا أو مترددا
في أطراف المسجد
ول يقدر اللبث بزمان حاتى لو نذر اعتكاف ساعة انعقد نذره
ولو نذر اعتكافا مطلقا خرج من عهدة النذر بأن يعتكف
لحظة
واستحب الشافعي رحامه الله أن يعتكف يوما للخروج من
الخلف فإن مالكا وأبا حانيفة رحامهما الله ل يجوزان اعتكاف
أقل من يوم
ونقل الصيدلني وجأها أنه ل يصح العتكاف إل يوما أو ما
يدنو من يوم
قلت ولو كان يدخل ساعة ويخرج ساعة وكلما دخل نوى
العتكاف صح على المذهب
وحاكى الروياني في خلفا ضعيفا
والله أعلم
____________________
) (2/391
فصل يحرم على المعتكف الجماع وجأميع المباشرات
بالشهوة فإن جأامع ذاكرا للعتكاف أو جأامع عند خروجأه
لقضاء الحاجأة
فأما إذا جأامع ناسيا للعتكاف أو جأاهل بتحريمه فهو كنظيره
في الصوم
وروى المزني عن نصه في بعض المواضع أنه ل يفسد
العتكاف من الوطء إل ما يوجأب الحد
قال المام مقتضى هذا أن ل يفسد بإتيان البهيمة والتيان
في غير المأتي إذا لم نوجأب فيهما الحد
والمذهب الول
قلت نصه محمول على أنه ل يفسد بالوطء فيما دون الفرج
والله أعلم
أما إذا لمس أو قبل بشهوة أو باشر فيما دون الفرج معتمدا
ففيه نصوص وطرق مختلفة مختصرها ثلثة أقوال أو أوجأه
أصحها عند الجمهور إن أنزل بطل اعتكافه وإل فل
والثاني يبطل مطلقا
والثالث ل يبطل مطلقا
وإن استمنى بيده فإن قلنا إذا لمس فأنزل ل يبطل فهنا
أولى وإل فوجأهان لن كمال اللذة باصطكاك البشرتين
ول بأس على المعتكف بأن يقبل على سبيل الشفقة
والكرام
ول بأن يلمس بغير شهوة
فرع للمعتكف أن يرجأل رأسة ويتطيب ويتزوج ويزوج
ويتزين بلبس الثياب ويأمر أشبه ذلك ول يكره شىء من هذه
العمال إذا لم تكثر
فإن أكثر أو قعد يحترف بالخياطة ونحوها كره ولم يبطل
اعتكافه
ونقل عن القديم أنه إذا
____________________
) (2/392
اشتغل بحرفة بطل اعتكافه وقيل بطل اعتكافه المنذور
والمذهب ما قدمناه
قلت الظأهر كراهة البيع والشراء في المسجد وإن قل
للمعتكف وغيره إل بحاجأة
وهو نصه في البويطي وفيه حاديث صحيح في النهي
والله أعلم
وإن اشتغل بقراءة القرآن ودراسة العلم فزياده خير
فرع يجوز أن يأكل في المسجد والولى أن يبسط سفرة أو
نحوها
وله غسل يده فيه والولى غسلها في طست ونحوها لئل
يبتل المسجد فيمتنع غيره من الصلة والجلوس فيه ولنه
قد يتقذر
ولهذا قال في التهذيب يجوز نضح المسجد بالماء المطلق
ول يجوز بالمستعمل وإن كان طاهرا لن النفس قد تعافه
ويجوز الفصد والحجامة في المسجد في إناء بشرط أن
يأمن التلويث والولى تركه
وفي البول في الطست
تم إعداد هذا الملف آليا بواسطة المكتبة الشاملة
روضة الطالبين وعمدة المفتين
النووي
سنة الولدة /سنة الوفاة
تحقيق
الناشر المكتب السلمي
سنة النشر 1405
مكان النشر بيروت
عدد الجأزاء 12
قلت هذا الحاتمال الذي ذكراه نص عليه الشافعي رضي الله
عنه في البويطي لكن قال ل يجوز الفطر إن لم يصح
الحديث بالفطر
وقد صح الحديث
والله أعلم
واعلم أن للمسافر الصوم والفطر
ثم إن كان ل يتضرر بالصوم فهو أفضل وإل فالفطر أفضل
وذكر في التتمة أنه لو لم يتضرر في الحال لكن يخاف
الضعف لو صام أو كان سفر حاج أو غزو فالفطر أولى
وقد تقدم أصل هذه المسألة في صلة المسافر
فرع في أحاكام الفطر كل من ترك النية الواجأبة عمدا أو
سهوا القضاء
وكذا كل من أفطر لكن لو كان إفطاره يوجأب الكفارة ففيه
خلف نذكره إن شاء الله تعالى
وما فات بسبب الكفر الصلي ل قضاء فيه ويجب القضاء
على المرتد
والمسافر والمريض إذا أفطرا قضيا
وما فات بالغماء يجب قضاؤه سواء استغرق جأميع الشهر
أم ل لنه نوع مرض بخلف الجنون
ولهذا يجوز الغماء على النبياء عليهم السلم ول يجوز
عليهم الجنون
وعن ابن سريج أن الغماء إذا استغرق فل قضاء
وم فات بالحيض والنفاس وجأب قضاؤه ول يجب على
الصبي والمجنون صوم ول قضاء سواء استغرق الجنون
النهار أو الشهر أم ل
وحاكي قول شاذ أن الجنون كالغماء فيجب القضاء
وقول أنه إذا أفاق في
____________________
) (2/370
أثناء الشهر لزمه قضاء ما مضى من الشهر
هذا في الجنون المطلق أما إذا ارتد ثم جأن أو سكر ثم جأن
ففي وجأوب القضاء وجأهان
ولعل الظاهر الفرق بين اتصاله بالردة وبين اتصاله بالسكر
كما سبق في الصلة
فرع ل يجب التتابع في قضاء رمضان لكن يستحب
فصل في المساك تشبها بالصائمين وهو من خواص
رمضان كالكفارة فل إمساك على متعد بالفطر
ثم من أمسك تشبها ليس في صوم بخلف المحرم إذا أفسد
إحارامه ويظهر أثره في أن المحرم لو ارتكب محظورا لزمه
الفدية ولو ارتكب الممسك محظورا ل شىء عليه سوى
الثم
ثم المساك يجب على كل متعد بالفطر في رمضان سواء
أكل أو ارتد أو نوى الخروج من الصوم وقلنا يخرج
ويجب على من نسي النية من الليل
فرع لو أقام المسافر أو برأ المريض اللذان يباح لهما الفطر
في النهار فلهما ثلثة أحاوال
أحادها أن يصبحا صائمين وداما عليه إلى زوال العذر فقد
تقدم في الفصل السابق أن المذهب لزوم اتمام الصوم
____________________
) (2/371
الثاني أن يزول بعدما أفطرا فل يجب المساك لكن يستحب
فان أكل أخفياه لئل يتعرضا للتهمة وعقوبة السلطان ولهما
الجماع بعد زوال العذر إذا لم تكن المرأة صائمة بأن كانت
صغيرة أو طهرت من الحيض ذلك اليوم
وحاكى صاحاب الحاوي وجأهين في أن المريض إذا أفطر ثم
برأ هل يلزمه المساك قال أوجأبه البغداديون دون البصريين
والمذهب ما قدمنا
الثالث أن يصبحا غير ناويين ويزول العذر قبل أن يأكل فان
قلنا في الحال الول يجوز الكل فهنا أولى وإل ففي لزوم
المساك وجأهان
الصح ليلزم
فرع إذا أصبح يوم الشك مفطرا ثم ثبت أنه من رمضان
فقضاؤه إمساكه على الظأهر
قال في التتمة القولن فيما إذا بان أنه من رمضان قبل
الكل فإن بان بعده فإن قلنا هناك ل يجب المساك فهنا
أولى وإل فوجأهان
أصحهما الوجأوب
فرع إذا بلغ صبي أو أفاق مجنون أو أسلم كافر في أثناء
فهل يلزمهم إمساك بقية النهار فيه أوجأه
أصحها ل والثاني نعم والثالث يلزم الكافر دونهما لتقصيره
والرابع يلزم الكافر والصبي لتقصيرهما دون المجنون
وهل يلزمهم قضاء اليوم الذي زال العذر في أثنائه
أما الصبي فينظر إن بلغ صائما فالصحيح أنه يلزمه إتمامه
ول قضاء
____________________
) (2/372
فلو جأامع بعد البلوغ فيه لزمته الكفارة
وفيه وجأه حاكي عن ابن سريج أنه يستحب إتمامه ويجب
القضاء لنه لم ينو الفرض
وإن أصبح مفطرا فوجأهان
وقيل قولن
أصحهما ل قضاء لعدم تمكنه والثاني يلزمه القضاء كمن
أدرك جأزءا من وقت الصلة
وأما المجنون إذا أفاق والكافر إذا أسلم فالمذهب أنهما
كالصبي المفطر فل قضاء على الصح
وقيل يقضي الكافر دون المجنون وصححه صاحاب التهذيب
قال الصحاب الخلف في القضاء في هؤلء الثلثة متعلق
بالخلف في إمساكهم تشبها
ثم اختلفوا في كيفية تعلقه فقال الصيدلني من أوجأب
التشبه لم يوجأب القضاء ومن يوجأب القضاء ل يوجأب التشبه
وقال غيره من أوجأب القضاء أوجأب المساك ومن ل فل
وقال آخرون من أوجأب المساك أوجأب القضاء ومن ل فل
فرع الحائض والنفساء إذا طهرتا في أثناء النهار المذهب
أنه ل يلزمهما المساك
ونقل المام التفاق عليه
وحاكى صاحاب المعتمد طرد الخلف فيهما
فصل أيام رمضان متعينة لصومه فللمريض والمسافر
الترخص بالفطر ولهما الصيام
وهكذا قطع به الصحاب وحاكى إمام الحرمين خلفا فيمن
أصبح في يوم من رمضان غير
____________________
) (2/373
ناو فنوى التطوع قبل الزوال قال قال الجماهير ل يصح
وقال أبو إسحق يصح
قال فعلى قياسه يجوز للمسافر التطوع به
فصل تجب الكفارة على من أفسد صوم يوم من رمضان
بجماع تام لجأل الصوم وفي الضابط قيود
منها الفساد فمن جأامع ناسيا ل يفطر على المذهب فل
كفارة
وإن قلنا يفطر ففي لزوم الكفارة وجأهان
أصحهما ل تلزم لعدم الثم
ومنها كونه من رمضان فل كفارة بافساد التطوع والنذر
والقضاء والكفارة
وأما المرأة الموطوءة فإن كانت مفطرة بحيض أو غيره أو
صائمة ولم يبطل صومها لكونها نائمة مثل فل كفارة عليها
وإن مكنت طائعة صائمة فقولن
أحادهما يلزمها كفارة كما يلزم الزوج لنها عقوبة فاشتركا
فيها كحد الزنا
وأظأهرهما ل يلزمها بل تجب على الزوج
فعلى الول لو لم تجب الففارة على الزوج لكونه مفطرا أو
لم يبطل صومه لكونه ناسيا أو استدخلت ذكره نائما لزمتها
الكفارة ويعتبر في كل واحاد منهما حااله في اليسار
والعسار
وإذا قلنا بالظأهر فهل الكفارة التي يخرجأها عنه خاصة ول
يلقيها الوجأوب أو هي عنه وعنها ويتحملها عنها فيه قولن
مستنبطان من كلم الشافعي رضي الله عنه وربما قيل
وجأهان
أصحهما الول
ويتفرع عليهما صور
إحاداها إذا أفطرت بزنا أو وطء شبهة فإن قلنا بالول فل
شىء عليها وإل فعليها الكفارة لن التحمل بالزوجأية
وقيل تلزمها قطعا
____________________
) (2/374
الثانية إذا كان الزوج مجنونا فعلى الول ل شىء عليها
وعلى الثاني وجأهان
أصحهما تلزمها لنه ليس أهل للتحمل كما ل يكفر عن نفسه
والثاني يجب في ماله الكفارة عنها لن ماله صالح للتحمل
وإن كان مراهقا فكالمجنون
وقيل هو كالبالغ تخريجا من قولنا عمده عمد وإن كان ناسيا
أو نائما فاستدخلت ذكره فكالمجنون
الثالثة إذا كان مسافرا والزوجأة حااضرة فإن أفطر بالجماع
بنية الترخص فل كفارة عليه
وكذا إن لم يقصد الترخص على الصح
وكذا حاكم المريض الذي يباح له الفطر إذا أصبح صائما ثم
جأامع
وكذا الصحيح إذا مرض في أثناء النهار ثم جأامع فحيث قلنا
بوجأوب الكفارة فهو كغيره
وحاكم التحمل كما سبق
وحايث قلنا ل كفارة فهو كالمجنون
وذكر أصحابنا العراقيون فيما لو قدم المسافر مفطرا
فأخبرته بفطرها وكانت صائمة أن الكفارة عليها إذا قلنا
الوجأوب يلقيها لنها غرته وهو معذور ويشبه أن يكون هذا
تفريعا على قولنا ل يتحمل المجنون وإل فليس العذر هنا
أوضح منه في المجنون
قلت قال صاحاب المعاياة فيمن وطىء زوجأته ثلثة أقوال
أحادها تلزمه الكفارة دونها والثاني تلزمه كفارة عنهما
والثالث تلزم كل واحاد كفارة ويتحمل الزوج ما دخله التحمل
من العتق والطعام
فإذا وطىء أربع زوجأات في يوم لزمه على القول الول
كفارة فقط عن الوطء الول ول يلزمه شىء بسبب باقي
الوطآت ويلزمه على الثاني أربع كفارات كفارة عن وطئه
الول عنه وعنها وثلثا عنهن ل تتبعض إل في موضع يوجأد
تحمل الباقي ويلزمه على الثالث خمس كفارات كفارتان
عنه وعنها بالوطء الول وثلثا عنهن
قال ولو كان له زوجأتان مسلمة وذمية فوطئهما في يوم
فعلى الول عليه كفارة واحادة بكل حاال
وعلى الثاني إن قدم وطء المسلمة
____________________
) (2/375
فعليه كفارة وإل فكفارتان وعلى الثالث كفارتان بكل حاال
لنه إن قدم المسلمة لزمه كفارتان عنه وعنها ول يلزمه
للذمية شىء
وإن قدم الذمية لزمه لنفسه كفارة ثم للمسلمة أخرى
هذا كلمه وفيه نظر
والله أعلم
الرابعة إذا قلنا الوجأوب يلقيها اعتبرنا حاالهما جأميعا وقد
تتفق وقد تختلف
فإن اتفق نظر إن كانا من أهل العتاق أو الطعام أجأزأ
المخرج عنها وإن كان من أهل الصيام لكونهما معسرين أو
مملوكين لزم كل واحاد صوم شهرين لن العبادة البدنية
لتتحمل
وإن اختلف حاالهما فإن كان أعلى حاال منها نظر إن كان من
أهل العتق وهي من أهل الصيام أو الطعام فوجأهان
الصحيح وبه قطع العراقيون أنه يجزىء العتاق عنهما لن
من فرضه الصوم أو الطعام يجزئه العتق إل أن تكون أمة
فعليها الصوم لن العتق ل يجزىء عنها
قال في المهذب إل إذا قلنا العبد يملك بالتمليك فإن المة
كالحرة المعسرة
قلت هذا الذي قاله في المهذب غريب والمعروف أنه ل
يجزىء العتق عن المة
وقد قال في المهذب في باب العبد المأذون ل يصح اعتاق
العبد سواء قلنا يملك أم ل لنه يتضمن الولء وليس هو من
أهله
والله أعلم
والوجأه الثاني ل يجزىء عنها لختلف الجنس
فظلى هذا يلزمها الصوم إن كانت من أهله
وفيمن يلزمه الطعام إن كانت من أهله وجأهان
أصحهما على الزوج
فإن عجز ثبت في ذمته إلى أن يقدر لن الكفارة على هذا
القول معدودة من مؤن الزوجأة الواجأبة على الزوج والثاني
يلزمها وإن كان من أهل الصيام وهي من أهل الطعام
قال الصحاب يصوم عن نفسه ويطعم عنها
ومقتضى قول من قال في الصورة السابقة يجزىء العتق
عن الصيام أن يجزىء هنا الصيام عن الطعام
أما إذا كانت أعلى حاال منه
____________________
) (2/376
فينظر إن كانت من أهل العتاق وهو من أهل الصيام صام
عن نفسه وأعتق عنها إذا قدر وإن كانت من أهل الصيام
وهو من أهل الطعام صامت عن نفسها وأطعم عن نفسه
واعلم أن جأماع المرأة إذا قلنا ل شىء عليها والوجأوب ل
يلقيها مستثنى عن الضابط
فرع تجب الكفارة بالزنا وجأماع أمته واللواط وإتيان البهيمة
وسواء أنزل
ولو أفسد صومه بغير الجماع كالكل والشرب والستمناء
والمباشرات المفضية إلى النزال فل كفارة لن النص ورد
في الجماع وما عداه ليس في معناه هذا هو المذهب
الصحيح المعروف
وفي وجأه قاله أبو خلف الطبري وهو من تلمذة القفال
تجب الكفارة بكل ما يأثم بالفطار به
وفي وجأه حاكاه في الحاوي عن ابن أبي هريرة أنه يجب
بالكل والشرب كفارة فوق كفارة الحامل والمرضع ودون
كفارة المجامع
وهذان الوجأهان غلط
وذكر الحناطي أن ابن عبد الحكم روي عنه وجأوب الكفارة
فيما إذا جأامع فيما دون الفرج وأنزل وهذا شاذ
فرع إذا ظأن أن الصبح لم يطلع فجامع ثم بان خلفه فحكم
ول كفارة لعدم الثم
قال المام ومن أوجأب الكفارة على الناسي بالجماع يقول
مثله هنا لتقصيره في البحث
ولو ظأن غروب الشمس فجامع فبان خلفه
____________________
) (2/377
ففي التهذيب وغيره أنه لكفارة لنها تسقط بالشبهة
وهذا ينبغي أن يكون مفرعا على تجويز الفطار والحالة هذه
وإل فتجب الكفارة وفاء بالضابط المذكور لوجأوب الكفارة
ولو أكل الصائم ناسيا فظن بطلن صومه فجامع فهل
يفطر وجأهان
أحادهما ل كما لو سلم من الظهر ناسيا وتكلم عامدا ل تبطل
صلته
وأصحهما وبه قطع الجمهور يفطر كما لو جأامع وهو يظن
أن الفجر لم يطلع فبان خلفه
وعلى هذا ل كفارة لنه وطىء وهو يعتقد أنه غير صائم
وعن القاضي أبي الطيب أنه يحتمل وجأوبها لنه ظأن ل يبيح
الوطء
ولو أفطر المسافر بالزنا مترخصا فل كفارة لنه وإن أثم
بهذا الوطء لكنه لم يأثم به بسبب الصوم فان الفطار جأائز
له
ولو زنا المقيم ناسيا للصوم وقلنا الصوم يفسد بالجماع
ناسيا فل كفارة على الصح لنه لم يأثم بسبب الصوم لنه
ناس له
فرع من رأى هلل رمضان وحاده لزمه صومه
فان صامه فأفطر بالجماع فعليه الكفارة
ولو رأى هلل شوال وحاده لزمه الفطر ويخفيه لئل يتهم
وإذا رؤي رجأل يأكل يوم الثلثين من رمضان بل عذر عزر
فلو شهد أنه رأى الهلل لم يقبل لنه متهم في إسقاط
التعزير بخلف ما لو شهد أول فردت شهادته ثم أكل لم يعزر
فرع لو أفطر بجماع ثم جأامع ثانيا في ذلك اليوم فل كفارة
الثاني لنه لم يفسد صوما
فلو جأامع في يومين أو أيام فعليه لكل يوم كفارة سواء كفر
عن الول أم ل
____________________
) (2/378
فرع لو أفسد صومه بجماع ثم أنشأ سفرا طويل في يومه لم
على المذهب
وقيل كما لو طرأ المرض
ولو جأامع ثم مرض فقولن
أظأهرهما ل تسقط الكفارة
وقيل ل تسقط قطعا
ولو طرأ بعد الجماع جأنون أو موت أو حايض فقولن
أظأهرهما السقوط
والمسألة في الحيض مفرعة على أن المرأة إذا أفطرت
بالجماع لزمتها الكفارة
فرع كمال صفة الكفارة مستقصى في كتاب الكفارات
والقول الجملي أن هذه الكفارة مرتبة ككفارة الظهار
فيجب عتق رقبة
فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين
فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكينا
وهل يلزمه مع الكفارة قضاء صوم اليوم الذي أفسده
بالجماع فيه ثلثة أوجأه
وقيل قولن ووجأه
أصحهما يلزم
والثاني ل والثالث إن كفر بالصيام لم يلزم وإل لزم
قال المام ول خلف أن المرأة يلزمها القضاء إذا لم تلزمها
كفارة
وهل تكون شدة الغلمة عذرا في العدول عن الصيام إلى
الطعام وجأهان
أصحهما أنها عذر وبه قطع صاحاب التهذيب وهو مقتضى
كلم الكثرين ورجأح الغزالي المنع
____________________
) (2/379
فرع لو كان من لزمته هذه الكفارة فقيرا فهل له صرفها
إلى وجأهان
أحادهما يجوز لحديث العرابي المشهور
وأصحهما ل يجوز كالزكاة وسائر الكفارات
وأما قصة العرابي فلم يدفع إلى أهله عن الكفارة
فرع إذا عجز عن جأميع خصال الكفارة فهل تستقر في ذمته
قال الحقوق المالية الواجأبة لله تعالى ثلثة أضرب
ضرب يجب ل بسبب مباشرة من العبد كزكاة الفطر
فإذا عجز وقت الوجأوب لم تثبت في ذمته
وضرب يجب بسبب على جأهة البدل كجزاء الصيد فإذا عجز
وقت وجأوبه ثبت في ذمته تغليبا لمعنى الغرامة
وضرب يجب بسبب ل على جأهة البدل ككفارة الجماع
واليمين والقتل والظهار ففيها قولن
أظأهرهما يثبت في الذمة عند العجز فمتى قدر على إحادى
الخصال لزمته
والثاني ل يثبت
فصل في الفدية وهي مد من الطعام لكل يوم من أيام
رمضان
وجأنسه جأنس زكاة الفطر
فيعتبر غالب قوت البلد على الصح
ول يجزىء الدقيق والسويق كما سبق
ومصرفها الفقراء أو المساكين
وكل مد منها ككفارة تامة
فيجوز
____________________
) (2/380
صرف عدد منها إلى مسكين واحاد بخلف أمداد الكفارة فإنه
يجب صرف كل مد منها إلى مسكين وتجب الفدية بثلثة
طرق
الول فوات نفس الصوم فمن فاته صوم يوم من رمضان
ومات قبل قضائه فله حاالن
أحادهما أن يموت بعد تمكنه من القضاء سواء ترك الداء بعذر
أم بغيره فل بد من تداركه بعد موته
وفي صفة التدارك قولن
الجديد أنه يطعم من تركته عن كل يوم مد
والقديم أنه يجوز لوليه أن يصوم عنه ول يلزمه
فعلى القديم لو أمر الولي أجأنبيا فصام عنه بأجأرة أو بغيرها
جأاز كالحج
ولو استقل به الجأنبي لم يجزه على الصح
وهل المعتبر على القديم الولية أم مطلق القرابة أم
تشترط العصوبة أم الرثا توقف فيه المام وقال ل نقل
فيه عندي
قال الرافعي وإذا فحصت عن نظائره وجأدت الشبه اعتبار
الرثا
قلت المختار أن المراد مطلق القرابة
وفي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
لمرأة تصوم عن أمها وهذا يبطل احاتمال العصوبة
والله أعلم
ولو مات وعليه صلة أو اعتكاف لم يقض عنه وليه ول
يسقط عنه بالفدية
ونقل البويطي أن الشافعي رحامه الله قال في العتكاف
يعتكف عنه وليه
وفي رواية يطعم عنه
قال صاحاب التهذيب ول يبعد تخريج هذا في الصلة فيطعم
عن كل صلة مد
وإذا قلنا بالطعام في العتكاف فالقدر المقابل بالمد
اعتكاف يوم بليلته
هكذا ذكره المام عن رواية شيخه قال وهو مشكل فإن
اعتكاف لحظة عبادة تامة
قلت لم يصحح المام الرافعي واحادا من الجديد والقديم في
صوم الولي وكأنه
____________________
) (2/381
تركه لضطراب الصحاب فيه فإن المشهور في المذهب
تصحيح الجديد
وذهب جأماعة من محققي أصحابنا إلى تصحيح القديم
وهذا هو الصواب
بل ينبغي أن يجزم بالقديم فإن الحااديث الصحيحة ثبتت فيه
وليس للجديد حاجة من السنة
والحديث الوارد بالطعام ضعيف فيتعين القول بالقديم
ثم من جأوز الصيام جأوز الطعام
والله أعلم
وحاكم صوم الكفارة والنذر حاكم صوم رمضان
الحال الثاني أن يكون موته قبل التمكن من القضاء بأن ل
يزال مريضا أو مسافرا من أول شوال حاتى يموت فل شىء
في تركته ول على ورثته
قلت قال أصحابنا ول يصح الصيام من أحاد في حاياته بل
خلف سواء كان عاجأزا أو غيره
والله أعلم
فرع الشيخ الهرم الذي ل يطيق الصوم أو تلحقه به مشقة
شديدة صوم عليه
وفي وجأوب الفدية عليه قولن
أظأهرهما الوجأوب
ويجري القولن في المريض الذي ل يرجأى برؤه
ولو نذر في خلل العجز صوما ففي انعقاده وجأهان
قلت أصحهما ل ينعقد
والله أعلم
وإذا أوجأبنا الفدية على الشيخ فكان معسرا هل تلزمه إذا
قدر قولن كالكفارة
ولو كان رقيقا فعتق ففيه خلف مرتب على المعسر
والولى بأن ل تجب لنه لم يكن أهل
ولو قدر الشيخ على الصوم بعدما أفطر فهل يلزمه الصوم
قضاء نقل صاحاب التهذيب أنه ل يلزمه لنه لم يكن
____________________
) (2/382
مخاطبا بالصوم بل كان مخاطبا بالفدية بخلف المعضوب إذا
حاج عنه غيره ثم قدر يلزمه الحج في قول لنه كان مخاطبا
به
ثم قال صاحاب التهذيب من عند نفسه إذا قدر قبل أن يفدي
فعليه أن يصوم وإن قدر بعد الفدية فيحتمل أن يكون كالحج
لنه كان مخاطبا بالفدية على توهم أن عذره غير زائل وقد
بان خلفه
واعلم أن صاحاب التتمة في آخرين نقلوا خلفا في أن
الشيخ يتوجأه عليه الخطاب بالصوم ثم ينتقل إلى الفدية
بالعجز أم يخاطب بالفدية ابتداء وبنوا عليه الوجأهين في
انعقاد نذره
الطريق الثاني لوجأوب الفدية ما يجب لفضيلة الوقت وذلك
في صور
فالحامل والمرضع إن خافتا على أنفسهما أفطرتا وقضتا
ول فدية كالمريض
وإن لم تخافا من الصوم إل على الولد فلهما الفطر وعليهما
القضاء
وفي الفدية أقوال
أظأهرها تجب والثاني تستحب والثالث تجب على المرضع
دون الحامل
فعلى الظأهر ل تتعدد الفدية بتعدد الولد على الصح وبه
قطع في التهذيب
وهل يفرق بين المرضع ولدها أو غيره بإجأارة أو غيرها قال
في التتمة ل فرق فتفطر المستأجأرة وتفدي
كما أن السفر لما أفاد الفطر يستوي فيه المسافر لغرض
نفسه وغيره
وقال الغزالي في الفتاوى المستأجأرة ل تفطر ول خيار
لهل الصبي
قلت الصحيح قول صاحاب التتمة وقطع به القاضي حاسين
في فتاويه فقال يحل لها الفطار بل يجب إن أضر الصوم
بالرضيع
وفدية الفطر على من تجب قال يحتمل وجأهين بناء على ما
لو استأجأر للتمتع فعلى من يجب دمه فيه وجأهان
قال ولو كان هناك مراضع فأرادت أن ترضع صبيا تقربا إلى
الله تعالى جأاز الفطر لها
والله أعلم
____________________
) (2/383
ولو كانت الحامل أو المرضع مسافرة أو مريضة فأفطرت
بنية الترخص بالمرض أو السفر فل فدية عليها
وإن لم تقصد الترخص ففي وجأوب الفدية وجأهان
كالوجأهين في فطر المسافر بالجماع
فرع إذا أفطر بغير الجماع عمدا في نهار رمضان هل تلزمه
الفدية القضاء وجأهان
أصحهما ل
فرع لو رأى مشرفا على الهلك بغرق أو غيره وافتقر في
تخليصه الفطر فله ذلك ويلزمه القضاء وتلزمه الفدية على
الصح أيضا كالمرضع
قلت قوله فله ذلك فيه تساهل
ومراده أنه يجب عليه ذلك وقد صرح به أصحابنا
والله أعلم
الطريق الثالث ما يجب لتأخير القضاء فمن عليه قضاء
رمضان وأخره حاتى دخل رمضان السنة القابلة نظر إن كان
مسافرا أو مريضا فل شىء عليه فإن تأخير الداء بهذا العذر
جأائز فتأخير القضاء أولى
وإن لم يكن فعليه مع القضاء لكل يوم مد
وقال المزني ل تجب الفدية
ولو أخر حاتى مضى رمضانان فصاعدا فهل تكرر الفدية
وجأهان
قال في النهاية الصح التكرر
ولو أفطر عدوانا وألزمناه الفدية فأخر القضاء فعليه لكل
يوم فديتان واحادة للفطار وأخرى للتأخير
هذا هو المذهب
وقال إبرهيم المروذي إن عددنا الفدية بتعدد رمضان فهنا
أولى وإل فوجأهان
وإذا أخر القضاء مع المكان
____________________
) (2/384
فمات قبل أن يقضي وقلنا الميت يطعم عنه فوجأهان
أصحهما يخرج لكل يوم من تركته مدان
والثاني قاله ابن سريج يكفي مد واحاد
وأما إذا قلنا يصام عنه فصام الولي فيحصل تدارك أصل
الصوم ويفدي للتأخير
وإذا قلنا بالصح وهو التكرر فكان عليه عشرة أيام فمات
ولم يبق من شعبان إل خمسة أيام أخرج من تركته خمسة
عشر مدا عشرة لصل الصوم وخمسة للتأخير لنه لو عاش
لم يمكنه إل قضاء خمسة
ولو أفطر بل عذر وأوجأبنا به الفدية فأخر حاتى دخل رمضان
آخر ومات قبل القضاء فالمذهب وجأوب ثلثة أمداد
فإن تكررت السنون زادت المداد
وإذا لم يبق بينه وبين رمضان السنة الثانية ما يتأتى فيه
قضاء جأميع الفائت فهل يلزمه في الحال الفدية عما ل
يسعه الوقت أم ل يلزمه إل بعد دخول رمضان فيه وجأهان
كالوجأهين فيمن حالف ليأكلن هذا الرغيف غدا فتلف قبل
الغد هل يحنث في الحال أم بعد مجيء الغد ولو أراد تعجيل
فدية التأخير قبل مجيء رمضان الثاني ليؤخر القضاء مع
المكان ففي جأوازه وجأهان كالوجأهين في تعجيل الكفارة
عن الحنث المحرم
قلت إذا أخر الشيخ الهرم المد عن السنة الولى فالمذهب
أنه ل شىء عليه
وقال الغزالي في الوسيط في تكرر مد آخر للتأخير وجأهان
وهذا شاذ ضعيف
وإذا أراد الشيخ الهرم إخراج الفدية قبل دخول رمضان لم
يجز وإن أخرجأها بعد طلوع الفجر من يوم من رمضان أجأزأه
عن ذلك اليوم
وإن أداها قبل الفجر ففيه احاتمالن حاكاهما في البحر عن
والده وقطع الدارمي بالجواز وهو الصواب
قال المام الزيادي ويجوز للحامل تقديم الفدية على الفطر
ول يقدم إل فدية يوم واحاد
وقد تقدم بعض هذه المسائل في باب تعجيل الزكاة
والله أعلم
____________________
) (2/385
باب صوم التطوع من شرع في صوم تطوع أو صلة تطوع
لم يلزمه التمام لكن يستحب
فلو خرج منهما فل يجب القضاء لكن يستحب ثم إن خرج
لعذر لم يكره وإل كره على الصح
ومن العذر أن يعز على من ضيفه امتناعه من الكل
ولو شرع في صوم القضاء الواجأب فإن كان على الفور لم
يجز الخروج منه وإل فوجأهان
أحادهما يجوز قاله القفال وقطع به الغزالي وصاحاب
التهذيب وطائفة
وأصحهما ل يجوز وهو المنصوص في الم وبه قطع
الروياني في الحلية وهو مقتضى كلم الكثرين لنه صار
متلبسا بالفرض ول عذر فلزمه إتمامه كما لو شرع في
الصلة أول الوقت
وأما صوم الكفارة فما لزم منه بسبب محرم فهو كالقضاء
الذي على الفور
وما لزم بسبب غير محرم كقتل الخطأ فهو كالقضاء الذي
على التراخي
وكذا النذر المطلق
وهذا كله مبني على المذهب وهو انقسام القضاء إلى واجأب
على الفور وعلى التراخي
فالول ما تعدى فيه بالفطار فيحرم تأخير قضائه
قال في التهذيب حاتى يحرم عليه التأخير بعذر السفر
وأما الثاني فما لم يتعد به كالفطر بالحيض والسفر
والمرض فقضاؤه على التراخي ما لم يحضر رمضان السنة
المقبلة
وقال بعض أصحابنا العراقيين القضاء على التراخي في
المتعدي وغيره
____________________
) (2/386
فصل صوم التطوع منه ما يتكرر بتكرر السنين ومنه ما
يتكرر بتكرر الشهور ومنه ما يتكرر بتكرر السبوع
فمن الول يوم عرفة فيستحب صومه لغير الحجيج وينبغي
للحجيج فطره
وأطلق كثيرون كراهة صومه لهم
فإن كان شخص ل يضعف بالصوم عن الدعاء وأعمال الحج
ففي التتمة أن الولى له الصوم
وقال غيره الولى أن ل يصوم بحال
قلت قال البغوي وغيره يوم عرفة أفضل أيام السنة
وسيأتي إن شاء الله تعالى في كتاب الطلق التصريح بذلك
مع غيره في تعليق الطلق على أفضل اليام
والله أعلم
ومنه يوم عاشوراء وهو عاشر المحرم ويستحب أن يصوم
معه تاسوعاء وهو التاسع
وفيه معنيان
أحادهما الحاتياط حاذرا من الغلط في العاشر
والثاني مخالفة اليهود فإنهم يصومون العاشر فقط
فعلى هذا لو لم يصم التاسع معه استحب أن يصوم الحادي
عشر
ومنه ستة أيام من شوال والفضل أن يصومها متتابعة
متصلة بالعيد
ومن الثاني أيام البيض وهي الثالث عشر والرابع عشر
والخامس عشر
قلت هذا هو المعروف فيها
ولنا وجأه غريب حاكاه الصيمري والماوردي والبغوي وصاحاب
البيان أن الثاني عشر بدل الخامس عشر فالحاتياط
صومهما
والله أعلم
ومن الثالث يوم الثنين والخميس
ويكره إفراد الجمعة بالصوم وإفراد السبت
____________________
) (2/387
فرع أطلق صاحاب التهذيب في آخرين أن صوم الدهر مكروه
وقال الغزالي هو مسنون وقال الكثرون إن خاف منه ضررا
أو فوت به حاقا كره
وإل فل
والمراد إذا أفطر أيام العيد والتشريق
ولو نذر صوم الدهر لزم وكانت العياد و ) أيام ( التشريق
وشهر رمضان وقضاؤه مستثناة
فإن فرض فوات بعذر أو بغيره فهل تجب الفدية لما أخل به
من النذر بسبب القضاء قال أبو القاسم الكرخي فيه وجأهان
وقطع به في التهذيب بأنه ل فدية
ولو نذر صوما آخر بعد هذا النذر لم ينعقد
ولو لزمه صوم كفارة صام عنها وفدى عن النذر
ولو أفطر يوما من الدهر لم يمكن قضاؤه ول فدية إن كان
بعذر وإل فتجب الفدية
ولو نذرت المرأة صوم الدهر فللزوج منعها ول قضاء ول
فدية وإن أذن لها أو مات فلم تصم لزمها الفدية
قلت ومن المسنون صوم عشر ذي الحجة غير العيد والصوم
من آخر كل شهر
وأفضل الشهر للصوم بعد رمضان الشهر الحرم ذو القعدة
وذو الحجة والمحرم ورجأب
وأفضلها المحرم ويلي المحرم في الفضيلة شعبان
وقال صاحاب البحر رجأب أفضل من المحرم وليس كما قال
قال أصحابنا ل يجوز للمرأة صوم تطوع وزوجأها حااضر إل
بإذنه
وممن صرح به صاحابا المهذب و التهذيب
والله أعلم
____________________
) (2/388
كتاب العتكاف العتكاف سنة مؤكدة ويستحب في جأميع
الوقات وفي العشر الواخر من رمضان آكد اقتداء برسول
الله صلى الله عليه وسلم وطلبا لليلة القدر
ومن أراد هذه السنة فينبغي أن يدخل المسجد قبل غروب
الشمس ليلة الحادي والعشرين حاتى ل يفوته شىء ويخرج
بعد غروب الشمس ليلة العيد
ولو مكث ليلة العيد إلى أن يصلي أو يخرج منه إلى العيد كان
أفضل
فرع ليلة القدر أفضل ليالي السنة خص الله تعالى بها هذه
المة باقية إلى يوم القيامة
ومذهبنا ومذهب جأمهور العلماء أنها في العشر الواخر من
رمضان وفي أوتارها أرجأى
وميل الشافعي إلى أنها ليلة الحادي والعشرين
وقال في موضع إلى ثلثا وعشرين
وقال ابن خزيمة من أصحابنا هي ليلة منتقلة في ليالي
العشر تنتقل كل سنة إلى ليلة جأمعا بين الخبار
قلت وهذا منقول عن المزني أيضا وهو قوي
ومذهب الشافعي أنها تلزم ليلة بعينها
والله أعلم
____________________
) (2/389
وعلمة هذه الليلة أنها طلقة ل حاارة ول باردة وأن الشمس
تطلع في صبيحتها بيضاء ليس لها كثير شعاع
ويستحب أن يكثر فيها من قول اللهم إنك عفو تحب العفو
فاعف عني
قلت قال صاحاب البحر قال الشافعي رحامه الله في القديم
أستحب أن يكون اجأتهاده في يومها كاجأتهاده في ليلتها
وقال في القديم من شهد العشاء والصبح ليلة القدر فقد
أخذ بحظه منها
والله أعلم
ولو قال لزوجأته أنت طالق ليلة القدر
قال أصحابنا إن قاله قبل رمضان أو فيه قبل مضي أول
ليالي العشر طلقت بانقضاء ليالي العشر وإن قاله بعد
مضي بعض لياليها لم تطلق إلى مضي سنة
هكذا نقل الشيخ أبو إسحق في المهذب وإمام الحرمين
وغيرهما
وأما قول الغزالي لو قال لزوجأته في منتصف رمضان أنت
طالق ليلة القدر لم تطلق حاتى تمضي سنة لن الطلق ل
يقع بالشك
ونقل في الوسيط هذا عن نص الشافعي
فاعلم أنه ل يعرف اعتبار مضي سنة في هذه المسألة إل
في كتب الغزالي
وقوله الطلق ل يقع بالشك مسلم لكن يقع بالظن الغالب
قال إمام الحرمين الشافعي رحامه الله متردد في ليالي
العشر ويميل إلى بعضها ميل لطيفا وانحصارها في العشر
ثابت عنده بالظن القوي وإن لم يكن مقطوعا به والطلق
يناط وقوعه بالمذاهب المظنونة
واعلم أن الغزالي قال وقيل إن ليلة القدر في جأميع شهر
رمضان
وهذا ل تكاد تجده في شىء من كتب المذهب
قلت قد قال المحاملي وصاحاب التنبيه تطلب ليلة القدر في
جأميع رمضان
وقول المام الرافعي في أول المسألة طلقت بانقضاء
ليالي العشر فيه تجوز
____________________
) (2/390
تابع فيه صاحاب المهذب وغيره
وحاقيقته طلقت في أول الليلة الخيرة من العشر
وكذا قوله إن قاله بعد مضي بعض لياليها لم تطلق إلى
مضي سنة فيه تجوز وذلك أنه قد يقول لها في آخر اليوم
الحادي والعشرين فل يقف وقوع الطلق على سنة كاملة
بل يقع في أول الليلة الحادي والعشرين
والله أعلم
فصل أركان العتكاف أربعة اللبث في المسجد والنية
والمعتكف والمعتكف فيه الول اللبث وفي اعتباره وجأهان
حاكاهما في النهاية
أصحهما ل بد منه والثاني يكفي مجرد الحضور كما يكفي
مجرد الؤضور بعرفة
ثم فرع على الوجأهين فقال إن اكتفينا بالحضور حاصل
العتكاف بالعبور
حاتى لو دخل من باب وخرج من باب ونوى فقد اعتكف
وإن اعتبرنا اللبث لم يكف ما يكفي في الطمأنينة في
الصلة بل ل بد من زيادة عليه بما يسمى عكوفا وإقامة
ول يعتبر السكون بل يصح اعتكافه قائما أو قاعدا أو مترددا
في أطراف المسجد
ول يقدر اللبث بزمان حاتى لو نذر اعتكاف ساعة انعقد نذره
ولو نذر اعتكافا مطلقا خرج من عهدة النذر بأن يعتكف
لحظة
واستحب الشافعي رحامه الله أن يعتكف يوما للخروج من
الخلف فإن مالكا وأبا حانيفة رحامهما الله ل يجوزان اعتكاف
أقل من يوم
ونقل الصيدلني وجأها أنه ل يصح العتكاف إل يوما أو ما
يدنو من يوم
قلت ولو كان يدخل ساعة ويخرج ساعة وكلما دخل نوى
العتكاف صح على المذهب
وحاكى الروياني في خلفا ضعيفا
والله أعلم
____________________
) (2/391
فصل يحرم على المعتكف الجماع وجأميع المباشرات
بالشهوة فإن جأامع ذاكرا للعتكاف أو جأامع عند خروجأه
لقضاء الحاجأة
فأما إذا جأامع ناسيا للعتكاف أو جأاهل بتحريمه فهو كنظيره
في الصوم
وروى المزني عن نصه في بعض المواضع أنه ل يفسد
العتكاف من الوطء إل ما يوجأب الحد
قال المام مقتضى هذا أن ل يفسد بإتيان البهيمة والتيان
في غير المأتي إذا لم نوجأب فيهما الحد
والمذهب الول
قلت نصه محمول على أنه ل يفسد بالوطء فيما دون الفرج
والله أعلم
أما إذا لمس أو قبل بشهوة أو باشر فيما دون الفرج معتمدا
ففيه نصوص وطرق مختلفة مختصرها ثلثة أقوال أو أوجأه
أصحها عند الجمهور إن أنزل بطل اعتكافه وإل فل
والثاني يبطل مطلقا
والثالث ل يبطل مطلقا
وإن استمنى بيده فإن قلنا إذا لمس فأنزل ل يبطل فهنا
أولى وإل فوجأهان لن كمال اللذة باصطكاك البشرتين
ول بأس على المعتكف بأن يقبل على سبيل الشفقة
والكرام
ول بأن يلمس بغير شهوة
فرع للمعتكف أن يرجأل رأسة ويتطيب ويتزوج ويزوج
ويتزين بلبس الثياب ويأمر أشبه ذلك ول يكره شىء من هذه
العمال إذا لم تكثر
فإن أكثر أو قعد يحترف بالخياطة ونحوها كره ولم يبطل
اعتكافه
ونقل عن القديم أنه إذا
____________________
) (2/392
اشتغل بحرفة بطل اعتكافه وقيل بطل اعتكافه المنذور
والمذهب ما قدمناه
قلت الظأهر كراهة البيع والشراء في المسجد وإن قل
للمعتكف وغيره إل بحاجأة
وهو نصه في البويطي وفيه حاديث صحيح في النهي
والله أعلم
وإن اشتغل بقراءة القرآن ودراسة العلم فزياده خير
فرع يجوز أن يأكل في المسجد والولى أن يبسط سفرة أو
نحوها
وله غسل يده فيه والولى غسلها في طست ونحوها لئل
يبتل المسجد فيمتنع غيره من الصلة والجلوس فيه ولنه
قد يتقذر
ولهذا قال في التهذيب يجوز نضح المسجد بالماء المطلق
ول يجوز بالمستعمل وإن كان طاهرا لن النفس قد تعافه
ويجوز الفصد والحجامة في المسجد في إناء بشرط أن
يأمن التلويث والولى تركه
وفي البول في الطست