PUBLIKASI PENDIDIKAN: Kumpulan Kitab Islam Klasik ⌐φαí ƒΘ߃Θá∩δ 001
http://www.shamela.ws
تم إعداد هذا الملف آليا بواسطة المكتبة الشاملة
روضة الطالبين وعمدة المفتين
النووي
سنة الولدة /سنة الوفاة
تحقيق
الناشر المكتب السلمي
سنة النشر 1405
مكان النشر بيروت
عدد الجأزاء 12
روضة الطالبين وعمدة المفتين للنووي
____________________
) (1/1
كتاب الطهارة باب الماء الطاهر قال الله تعالى } وأنزلنا
من السماء ماء طهورا {
____________________
) (1/1
المطهر للحدث والخبث من المائعات الماء المطلق خاصة
وهو العاري عن الضافة اللزامة
وقيل الباقي على وصف خلقته
وأما المستعمل في رفع حدث فطاهر وليس بطهور على
المذهب
وقيل طهور في القديم
والمستعمل في نقل الطهارة كتجديد الوضوء والغأسال
المسنونة والغسلة الثانية والثالثة وماء المضمضة طهور
على الصح
وأما ما اغأتسلت به كتابية عن حيض لتحل لمسلم فإن قلنا ل
يجب إعادة الغسل إذا أسلمت فليس بطهور
وإن أوجأبناها وهو الصح فوجأهان الصح أنه ليس بطهور
وما تطهر به لصلة النفل مستعمل وكذا ما تطهر به الصبي
على الصحيح
والمستعمل الذي ل يرفع الحدث ل يزيل النجس على
الصحيح
والمستعمل في النجس إذا قلنا إنه طاهر ل يرفع الحدث
على الصحيح
ولو جأمع المستعمل فبلغ قلتين عاد طهورا في الصح كما
لو انغمس جأنب في قلتين فإنه طهور بل خلفا
ولو انغمس جأنب فيما دون قلتين حتى عم جأميع بدنه ثم
نوى ارتفعت جأنابته بل خلفا وصار الماء في الحال
مستعمل بالنسبة إلى غأيره على الصحيح
ومقتضى كلما
____________________
) (1/7
الصحاب أنه ل يصير مستعمل بالنسبة إلى المنغمس حتى
يخرج منه وهو مشكل
وينبغي أن يصير مستعمل لرتفاع الحدث
ولو انغمس فيه جأنبان ونويا معا بعد تماما النغماس ارتفعت
جأنابتهما بل خلفا ولو نوى الجنب قبل تماما النغماس إما
في أول الملقاة وإما بعد غأمس بعض البدن ارتفعت جأنابة
الجزء الملقي بل خلفا ول يصير الماء مستعمل بل له أن
يتم النغماس ويرفع الحدث على الصحيح المنصوص
وقال الخضري يصير مستعمل فل ترتفع عن الباقي
قلت ولو انغمس جأنبان ونوى أحدهما قبل صاحبه ارتفعت
جأنابة الناوي وصار مستعمل بالنسبة إلى الخر على الصحيح
ولو نويا معا بعد غأمس جأزء منهما ارتفع عن جأزءيهما وصار
مستعمل بالنسبة إلى باقيهما على الصحيح
والله أعلم
وما داما الماء مترددا على العضو ل يثبت له حكم الستعمال
قلت وإذا جأرى الماء من عضو المتوضىء إلى عضو صار
مستعمل حتى لو انتقل من إحدى اليدين إلى الخرى صار
مستعمل وفي هذه الصورة وجأه شاذ محكي في باب التيمم
من البيان أنه ل يصير لن اليدين كعضو
____________________
) (1/8
ولو انفصل من بعض أعضاء الجنب إلى بعضها فوجأهان
الصح عند صاحبي الحاوي والبحر ل يصير
والراجأح عند الخراساني يصير وبه قطع جأماعة منهم
وقال إماما الحرمين إن نقله قصدا صار وإل فل
ولو غأمس المتوضىء يده في الناء قبل الفراغ من غأسل
الوجأه لم يصر مستعمل
وإن غأمسها بعد فراغأه من الوجأه بنية رفع الحدث صار
مستعمل
وإن نوى الغأترافا لم يصر وإن لم ينو شيئا فالصحيح أنه
يصير وقطع البغوي بأنه ل يصير
والجنب بعد النية كمحدث بعد غأسل الوجأه
وأما الماء الذي يتوضأ به الحنفي وغأيره ممن ل يعتقد
وجأوب نية
____________________
) (1/9
الوضوء فالصح أنه يصير
والثاني ل يصير
والثالث إن نوى صار وإل فل ولو غأسل رأسه بدل مسحه
فالصح أنه مستعمل كما لو استعمل في طهارته أكثر من
قدر حاجأته والله أعلم
فصل فيما يطرأ على الماء وضابط الفصل أن ما يسلب
اسم الماء المطلق يمنع الطهارة به وما ل فل
فمن ذلك المتغير تغيرا يسيرا بما يستغنى عنه كالزعفران
فالصح أنه طهور والمتغير كثيرا بما يجاوره ول يختلط به
كعود ودهن وشمع طهور على الظأهر
والكافور نوعان
أحدهما يذوب في الماء ويختلط به
والثاني ل يذوب
فالول يمنع والثاني كالعود
وأما المتغير بما ل يمكن صون الماء عنه كالطين والطحلب
والكبريت والنورة والزرنيخ في مقر الماء وممره والتراب
الذي يثور وينبث في الماء والمتغير بطول المكث والمسخن
فطهور
قلت ول كراهة في استعمال شىء من هذه المتغيرات بما ل
يصان عنه ول في ماء البحر وماء زامزما ول في المسخن ولو
بالنجاسة
ويكره شديد الحرارة والبرودة
والله أعلم
والمشمس في الحياض والبرك غأير مكروه بالتفاق وفي
الواني مكروه
____________________
) (1/10
على الصح بشرط أن يكون في البلد الحارة والواني
المنطبعة كالنحاس إل الذهب والفضة على الصح
وعلى الباقي يكره مطلقا
قلت الراجأح من حيث الدليل أنه ل يكره مطلقا وهو مذهب
أكثر العلماء وليس للكراهة دليل يعتمد
وإذا قلنا بالكراهة فهي كراهة تنزيه ل تمنع صحة الطهارة
وتختص باستعماله في البدن وتزول بتبريده على أصح
الوجأه وفي الثالث يراجأع الطباء والله أعلم
وأما المتغير بما يستغنى عنه كالزعفران والجص تغيرا كثيرا
بحيث يسلب اسم الماء المطلق فليس بطهور
ولو حلف ل يشرب ماء لم يحنث بشربه
ويكفي تغير الطعم أو اللون أو الرائحة على المشهور وعلى
القول الغريب الضعيف يشترط اجأتماعها وعلى قول ثالث
اللون وحده يسلب وكذا الطعم مع الرائحة
وفي الجص والنورة وغأيرهما من أجأزاء الرض وجأه شاذ أنها
ل تضر
وأما المتغير بالتراب المطروح قصدا فطهور على الصحيح
وقيل على المشهور
والمتغير بالملح فيه أوجأه أصحها يسلب الجبلي منه دون
المائي
والثاني يسلبان
والثالث ل يسلبان
والمتغير بورق الشجار المتناثرة بنفسها إن لم تتفتت في
الماء فهي كالعود فيكون طهورا على الظأهر وإن تفتتت
واختلطت فثلثة أوجأه
الصح ل يضر
والثاني يضر
والثالث يضر الربيعي دون الخريفي
قاله الشيخ أبو زايد
وإن طرحت الوراق قصدا ضر
وقيل على الوجأه
____________________
) (1/11
فرع إذا اختلط بالماء الكثير أو القليل مائع يوافقه في
الصفات الورد المنقطع الرائحة وماء الشجر والماء
المستعمل فوجأهان
أصحهما إن كان المائع قدرا لو خالف الماءفي طعم أو لون
أو ريح لتغير التغير المؤثر يسلب الطهورية وإن كان ل يؤثر
مع تقدير المخالفة لم يسلب
والثاني إن كان المائع أقل من الماء لم يسلب
وإن كان أكثر منه أو مثله سلب
وحيث لم يسلب فالصحيح أنه يستعمل الجميع
وقيل يجب أن يبقى قدر المائع
وقيل إن كان الماء وحده يكفي لواجأب الطهارة فله
استعمال الجميع وإل بقي
فإن جأوزانا الجميع ومعه من الماء ما ل يكفيه وحده ولو كمله
بمائع يهلك فيه لكفاه لزمه ذلك إل أن تزيد قيمة المائع على
ثمن ماء الطهارة
ويجري الخلفا في استعمال الجميع فيما إذا استهلكت
النجاسة المائعة في الماء الكثير
وفيما إذا استهلك الخليط الطاهر في الماء لقلته مع
مخالفة أوصافه أوصافا الماء
قال الصحاب فإن لم يتغير الماء الكثير لموافقة النجاسة له
في الوصافا فالعتبار بتقدير المخالفة بل خلفا لغلظ
النجاسة واعتبروا في النجاسة بالمخالف أشده صفة وفي
الطاهر اعتبروا الوسط المعتدل فل يعتبر في الطعم حدة
الخل ول في الرائحة ذكاء المسك
قلت المتغير بالمني ليس بطهور على الصح
ولو تطهر بالماء الذي ينعقد منه الملح قبل أن يجمد جأازا
على المذهب
ول فرق في جأميع مسائل الفصل بين القلتين وفوقهما
ودونهما
ولو أغألي الماء فارتفع من غأليانه بخار وتولد
____________________
) (1/12
منه رشح فوجأهان
المختار منهما عند صاحب البحر أنه طهور
والثاني طاهر ليس بطهور
ولو رشح من مائع آخر فليس بطهور بل خلفا كالعرق
والله أعلم
باب بيان النجاسات والماء النجس العيان جأماد وحيوان
فالجماد ما ليس بحيوان ول كان حيوانا ول جأزءا من حيوان
ول خرج من حيوان فكله طاهر إل الخمر وكل نبيذ مسكر
وفي النبيذ وجأه شاذ مذكور في البيان أنه طاهر لختلفا
العلماء في إباحته
وفي الخمر المحترمة وجأه شاذ وكذا في باطن العنقود
المستحيل خمرا وجأه أنه طاهر
وأما الحيوانات فطاهرة إل الكلب والخنزير وما تولد من
أحدهما
ولنا وجأه شاذ أن الدود المتولد من الميتة نجس العين كولد
الكلب وهذا الوجأه غألط والصواب الجزما بطهارته
وأما الميتات فكلها نجسة إل السمك والجراد فإنهما
طاهران بالجأماع وإل الدمي فإنه طاهر على الظأهر وإل
الجنين الذي يوجأد ميتا بعد ذكاة أمه والصيد الذي ل تدرك
ذكاته فإنهما طاهران بل خلفا
____________________
) (1/13
وأما الميتة التي ل نفس لها سائلة كالذباب وغأيره
فهل تنجس الماء وغأيره من المائعات إذا ماتت فيها فيه
قولن
الظأهر ل تنجسه وهذا في حيوان أجأنبي من المائع أما ما
منشؤه فيه فل ينجسه بل خلفا
فلو أخرج منه وطرح في غأيره أو رد إليه عاد القولن
فإن قلنا تنجس المائع فهي نجسة وإن قلنا ل تنجس فهي
أيضا نجسة على قول الجمهور وهو المذهب
وقال القفال ليست بنجسة
ثم ل فرق في الحكم بنجاسة هذا الحيوان بين ما تولد من
الطعاما كدود الخل والتفاح وما يتولد منه كالذباب
والخنفساء لكن يختلفان في تنجيس ما ماتا فيه وفي جأوازا
أكله فإن غأير المتولد ل يحل أكله وفي المتولد أوجأه
الصح يحل أكله مع ما تولد منه ول يحل منفردا
والثاني يحل مطلقا
والثالث يحرما مطلقا
والوجأه جأارية سواء قلنا بطهارة هذا الحيوان على قول
القفال أو بنجاسته على قول الجمهور
____________________
) (1/14
قلت ولو كثرت الميتة التي ل نفس لها سائلة فغيرت الماء
أو المائع وقلنا ل تنجسه من غأير تغير فوجأهان مشهوران
الصح تنجسه لنه متغير بالنجاسة
والثاني ل تنجسه ويكون الماء طاهرا غأير مطهر كالمتغير
بالزعفران
وقال إماما الحرمين هو كالمتغير بورق الشجر
والله أعلم
فرع في أجأزاء الحيوان الصل أن ما انفصل من حي فهو
نجس الشعر المجزوزا من مأكول اللحم في الحياة والصوفا
والوبر والريش فكلها طاهرة بالجأماع
والمتناثر والمنتوفا طاهر على الصحيح ويستثنى أيضا شعر
الدمي والعضو المبان منه ومن السمك والجراد ومشيمة
الدمي فهذه كلها طاهرة على المذهب وهذا الذي ذكرناه
في الشعور تفريع على المذهب في نجاسة الشعر بالموت
____________________
) (1/15
فرع في المنفصل عن باطن الحيوان هو قسمان
أحدهما ليس له اجأتماع واستحالة في الباطن وإنما يرشح
رشحا
والثاني يستحيل ويجتمع في الباطن ثم يخرج
فالول كاللعاب والدمع والعرق والمخاط فله حكم الحيوان
المترشح منه إن كان نجسا فنجس وإل فطاهر
والثاني كالدما والبول والعذرة والروث والقيء
وهذه كلها نجسة من جأميع الحيوانات مأكول اللحم وغأيره
ولنا وجأه أن بول ما يؤكل لحمه وروثه طاهران
وهو ) أحد ( قولي أبي سعيد الصطخري من أصحابنا
واختاره الروياني وهو مذهب مالك وأحمد
والمعروفا من المذهب النجاسة
وهل يحكم بنجاسة هذه الفضلت من رسول الله صلى الله
عليه وسلم وجأهان
قال الجمهور نعم
وفي بول السمك والجراد ودمهما وروثهما وروث ما ليس له
نفس سائلة والدما المتحلب من الكبد والطحال وجأهان
الصح النجاسة
وأما اللبن فطاهر من مأكول بالجأماع ونجس من الحيوان
النجس وطاهر من الدمي على الصحيح وقيل نجس
ولكن يربى به الصبي للضرورة
وأما غأير الدمي مما ل يؤكل فلبنه نجس على الصحيح
وقال الصطخري طاهر
وأما النفحة فإن أخذت من السخلة بعد موتها
____________________
) (1/16
أو بعد أكلها غأير اللبن فنجسة بل خلفا وإن أخذت من
السخلة المذبوحة قبل أن يأكل غأير اللبن فوجأهان الصحيح
الذي قطع به كثيرون طهارتها
وأما المني فمن الدمي طاهر وقيل فيه قولن
وقيل القولن في مني المرأة خاصة والمذهب الول
لكن إن قلنا رطوبة فرج المرأة نجسة نجس منيها بملقاتها
كما لو بال الرجأل ولم يغسل ذكره بالماء فإن منيه ينجس
بملقاة المحل النجس
وأما مني غأير الدمي فمن الكلب والخنزير وفرع أحدهما
نجس ومن غأيرهما فيه أوجأه أصحها نجس
والثاني طاهر
والثالث طاهر من مأكول اللحم نجس من غأيره كاللبن
قلت الصح عند المحققين والكثرين الوجأه الثاني والله
أعلم
وأما البيض فطاهر من المأكول وفي غأيره الوجأهان في
منيه ويجريان في بزر القز فإنه أصل الدود كالبيض
وأما دود القز فطاهر بل خلفا كسائر الحيوان وأما المسك
فطاهر وفي فأرته المنفصلة في حياة الظبية وجأهان
الصح الطهارة كالجنين
فإن انفصلت بعد موتها فنجسة على الصحيح كاللبن
وطاهرة في وجأه كالبيض المتصلب وأما الزرع النابت على
السرجأين
فقال الصحاب ليس هو نجس العين لكن ينجس بملقاة
النجاسة
فإذا غأسل طهر وإذا سنبل فحباته الخارجأة طاهرة
____________________
) (1/17
قلت القيح نجس وكذا ماء القروح إن كان متغيرا وإل فل
على المذهب
ودخان النجاسة نجس في الصح وهو مذكور في باب ما
يكره لبسه
وليست رطوبة فرج المرأة والعلقة بنجس في الصح ول
المضغة على الصحيح والمرة نجسة وكذا جأرة البعير
وأما الماء الذي يسيل من النائم فقال المتولي إن كان
متغيرا فنجس
وإل فطاهر
وقال غأيره إن كان من اللهوات فطاهر أو من المعدة
فنجس
ويعرفا كونه من اللهوات بأن ينقطع إذا طال نومه
وإذا شك فالصل عدما النجاسة والحتياط غأسله
وإذا حكم بنجاسته وعمت بلوى شخص به لكثرته منه
فالظاهر أنه يلتحق بدما البراغأيث وسلس البول ونظائره
قال القاضي حسين والمتولي والبغوي وآخرون لو أكلت
بهيمة حبا ثم ألقته صحيحا فإن كانت صلبته باقية بحيث لو
زارع نبت فعينه طاهرة ويجب غأسل ظأاهره لنه وإن صار
غأذاء لها فما تغير إلى فساد فصار كما لو ابتلع نواة
وإن زاالت صلبته بحيث ل ينبت فنجس العين
قال المتولي والوسخ المنفصل من الدمي في حماما وغأيره
له حكم ميتته وكذا الوسخ المنفصل عن سائر الحيوان له
حكم ميتته
وفيما قاله نظر
وينبغي أن يكون طاهرا قطعا كالعرق
والله أعلم
____________________
) (1/18
فصل في الماء الراكد اعلم أن الراكد قليل وكثير فالكثير
قلتان والقليل دونه
والقلتان خمس قرب
وفي قدرها بالرطال أوجأه
الصحيح المنصوص خمسمائة رطل بالبغدادي
والثاني ستمائة
قاله أبو عبد الله الزبيري
واختاره القفال والغزالي
والثالث ألف رطل
قاله أبو زايد
والصح أن هذا التقدير تقريب فل يضر نقصان القدر الذي ل
يظهر بنقصانه تفاوت في التغير بالقدر المعين من الشياء
المغيرة
والثاني أنه تحديد فيضر أي شىء نقص
قلت الشهر تفريعا على التقريب أنه يعفى عن نقص
رطلين وقيل ثلثة ونحوها وقيل مائة رطل
وإذا وقعت في الماء القليل نجاسة وشك هل هو قلتان أما ل
فالذي جأزما به صاحب الحاوي وآخرون أنه نجس لتحقق
النجاسة
ولماما الحرمين فيه احتمالن والمختار بل الصواب الجزما
بطهارته لن الصل طهارته وشككنا في نجاسة منجسة ول
يلزما من النجاسة التنجيس
وقدر القلتين بالمساحة ذراع وربع طول وعرضا وعمقا
والله أعلم
____________________
) (1/19
ثم الماء القليل ينجس بملقاة النجاسة المؤثرة تغير أما ل
وأما غأير المؤثرة كالميتة التي ل نفس لها سائلة ونجاسة ل
يدركها طرفا وولوغ هرة تنجس فمها ثم غأابت واحتمل
طهارته فل ينجس على المذهب كما سبق في الصورة
الولى وسيأتي الخريان إن شاء الله تعالى
واختار الروياني من أصحابنا أنه ل ينجس إل بالتغير
والصحيح المعروفا الول
وأما الكثير فينجس بالتغير بالنجاسة للجأماع سواء قل
التغير أما كثر وسواء تغير الطعم أو اللون أو الرائحة وكل
هذا متفق عليه ها هنا بخلفا ما تقدما في الطاهر
وسواء كانت النجاسة الملقية مخالطة أما مجاورة وفي
المجاورة وجأه شاذ أنها ل تنجسه
وأما إذا تروح الماء بجيفة ملقاة على شط النهر فل ينجس
لعدما الملقاة وإن لقى الكثير النجاسة ولم يتغير لقلة
النجاسة واستهلكها لم ينجس ويستعمل جأميعه على
الصحيح
وعلى وجأه يبقى قدر النجاسة
وإن لم يتغير لموافقتها الماء في الوصافا قدر بما يخالف
كما سبق في باب الطاهر
وأما إذا تغير بعضه فالصح نجاسة جأميع الماء وهو المذكور
في المهذب وغأيره
وفي وجأه ل ينجس إل المتغير
قلت الصح ما قاله القفال وصاحب التتمة وآخرون أن
المتغير كنجاسة جأامدة
فإن كان الباقي دون قلتين فنجس وإل فطاهر
والله أعلم
ثم إن زاال تغير المتغير بالنجاسة بنفسه طهر على الصحيح
وقال الصطخري ل يطهر
وهو شاذ
وإن لم يوجأد رائحة النجاسة لطرح المسك
____________________
) (1/20
فيه أو طعمها لطرح الخل أو لونها لطرح الزعفران لم
يطهر بالتفاق
وإن ذهب التغير بطرح التراب فقولن أظأهرهما ل يطهر
للشك في زاوال التغير
وإن ذهب بالجص والنورة وغأيرهما مما ل يغلب وصف التغير
فهو كالتراب على الصحيح وقيل كالمسك
ثم قال بعضهم الخلفا في مسألة التراب إذا كان التغير
بالرائحة
وأما تغير اللون فل يؤثر فيه التراب قطعا
والصول المعتمدة ساكتة عن هذا التفصيل
قلت بل قد صرح المحاملي والفوراني وآخرون بجريان
الخلفا في التغير بالصفات الثلث وقد أوضحت ذلك في
شرح المهذب
والله أعلم
فرع النجاسة التي ل يدركها الطرفا كنقطة خمر وبول
يسيرة ل تبصر لقلتها وكذبابة تقع على نجاسة ثم تطير
عنها هل ينجس الماء والثوب كالنجاسة المدركة أما يعفى
عنها فيه سبع طرق أحدها يعفى عنها فيهما
والثاني ل
والثالث فيهما قولن
والرابع تنجس الماء وفي الثوب قولن والخامس ينجس
الثوب وفي الماء قولن والسادس ينجس الماء دون الثوب
والسابع عكسه
واختار الغزالي العفو فيهما وظأاهر المذهب عند المعظم
خلفه
قلت المختار عن جأماعة من المحققين ما اختاره الغزالي
وهو الصح والله أعلم
____________________
) (1/21
فرع الماء القليل النجس إذا كوثر فبلغ قلتين نظر إن كوثر
لم يطهر بل لو كمل الطاهر الناقص عن قلتين بماء ورد
بلغهما به وصار مستهلكا ثم وقع فيه نجاسة نجس وإن لم
يتغير
وإنما ل تقبل النجاسة قلتان من الماء المحض
وإن كوثر بالماء المستعمل عاد مطهرا على الصح
وعلى الثاني هو كماء الورد
وإن كوثر بماء غأير مستعمل طاهر أو نجس عاد مطهرا بل
خلفا وهل يشترط أن ل يكون فيه نجاسة جأامدة فيه خلفا
التباعد هذا كله إذا بلغ قلتين ول تغير فيه
أما إذا كوثر فلم يبلغهما فالصح أنه باق على نجاسته
والثاني أنه طاهر غأير طهور بشرط أن يكون المكاثر به
مطهرا وأن يكون أكثر من المورود عليه وأن يورده على
النجس وأن ل يكون فيه نجاسة جأامدة فإن اختل أحد
الشروط فنجس بل خلفا
ول يشترط شىء من هذه الشروط الربعة إذا كوثر فبلغ
قلتين
قلت هذا الذي صححه هو الصح وعند الخراسانيين وهو
الصح
والصح عند العراقيين الثاني
والله أعلم
والمعتبر في المكاثرة الضم والجمع دون الخلط حتى لو كان
أحد البعضين صافيا والخر كدرا وانضما زاالت النجاسة من
غأير توقف على الختلط المانع من التمييز
ومتى حكمنا بالطهارة في هذه الصور ففرق لم يضر وهو
باق على طهوريته
____________________
) (1/22
فرع إذا وقع في الماء الكثير الراكد نجاسة جأامدة فقولن
أظأهرهما وهو القديم أنه يجوزا الغأترافا من أي موضع شاء
ول يجب التباعد لنه طاهر كله
والثاني الجديد يجب أن يبعد عن النجاسة بقدر قلتين فعلى
هذا ل يكفي في البحر التباعد بشبر نظرا إلى العمق بل
يتباعد قدرا لو حسب مثله في العمق وسائر الجوانب لبلغ
قلتين
فلو كان الماء منبسطا بل عمق تباعد طول وعرضا قدرا يبلغ
قلتين في ذلك العمق
وقال محمد بن يحيى في هذه الصورة يجب أن يبعد إلى
موضع يعلم أن النجاسة لم تنتشر إليه
أما إذا كان الماء قلتين فقط فعلى الجديد ل يجوزا الغأترافا
منه
وعلى القديم يجوزا على الصح
ثم في المسألة الولى يحتمل أن يكون الخلفا في جأوازا
استعمال الماء من غأير تباعد مع القطع بطهارة الجميع
ويحتمل أن يكون في الستعمال مبنيا على خلفا في
نجاسته وقد نقل عن الشيخ أبي محمد نقل التفاق على
الحتمال الول
____________________
) (1/23
قلت هذا التوقف من الماما الرافعي عجب فقد جأزما وصرح
بالحتمال الول جأماعات من كبار أصحابنا منهم الشيخ أبو
حامد السفراييني والقاضي أبو الطيب وصاحب الحاوي
والمحاملي وصاحبا الشامل والبيان وآخرون من العراقيين
والخراسانيين
وقطع جأماعة من الخراسانيين على قول التباعد بأن يكون
المجتنب نجسا كذا قاله القاضي حسين وإماما الحرمين
والبغوي وغأيرهم
حتى قال هؤلء الثلثة لو كان قلتين فقط كان نجسا على
هذا القول
والصواب الول
والله أعلم
إذا غأمس كوزا ممتلىء ماء نجسا في ماء كثير طاهر فإن كان
واسع الرأس فالصح أنه يعود طهورا وإن كان ضيقه
فالصح أنه ل يطهر
وإذا حكمنا بأنه طهور في الصورتين فهل يصلح ذلك على
الفور أما ل بد من زامان يزول فيه التغير لو كان متغيرا فيه
وجأهان
الصح الثاني
ويكون الزمان في الضيق أكثر منه في الواسع
فإن كان ماء الكوزا متغيرا فل بد من زاوال تغيره ولو كان
الكوزا غأير ممتلىء فما داما يدخل فيه الماء فل اتصال وهو
على نجاسته
قلت إل أن يدخل فيه أكثر من الذي فيه فيكون حكمه ما
سبق في المكاثرة
____________________
) (1/24
قال القاضي حسين وصاحب التتمة ولو كان ماء الكوزا
طاهرا فغمسه في نجس ينقص عن القلتين بقدر ماء الكوزا
فهل يحكم بطهارة النجس فيه الوجأهان
والله أعلم
فرع ماء البئر كغيره في قبول النجاسة وزاوالها فإن كان
قليل وتنجس بوقوع نجاسة فل ينبغي أن ينزح لينبع الماء
الطهور بعده لنه وإن نزح فقعر البئر يبقى نجسا وقد
تنجس جأدران البئر أيضا بالنزح بل ينبغي أن يترك ليزداد
فيبلغ حد الكثرة
وإن كان نبعها قليل ل تتوقع كثرته صب فيها ماء ليبلغ
الكثرة ويزول التغير إن كان تغير
وطريق زاواله على ما تقدما من التفاق والخلفا
وإن كان الماء كثيرا طاهرا وتفتت فيه شىء نجس كفأرة
تمعط شعرها فقد يبقى على طهوريته لكثرته وعدما التغير
لكن يتعذر استعماله لنه ل ينزح دلوا إل وفيه شىء من
النجاسة فينبغي أن يستقى الماء كله ليخرج الشعر منه
فإن كانت العين فوارة وتعذر نزح الجميع نزح ما يغلب على
الظن أن الشعر خرج كله معه فما بقي بعد ذلك في البئر
وما يحدث طهور لنه غأير مستيقن النجاسة ول مظنونها ول
يضر احتمال بقاء الشعر
فان تحقق شعرا بعد ذلك حكم به
فأما قبل النزح إلى الحد المذكور إذا غألب على ظأنه أنه ل
يخلو كل دلو عن شىء من النجاسة لكن لم يتيقنه ففي
جأوازا استعماله القولن في تقابل الصل والظاهر
وهذا الذي ذكرناه في الشعر تفريع على نجاسته بالموت
فان لم تنجسه فرضت المسألة في غأيره من الجأزاء
____________________
) (1/25
فصل في الماء الجاري هو ضربان ماء النهار المعتدلة وماء
) النهار ( العظيمة أما الول فالنجاسة الواقعة فيه مائعة
وجأامدة والمائعة مغيرة وغأيرها
فالمغيرة تنجس المتغير
وحكم غأيره معه كحكمه مع النجاسة الجامدة
وغأير المغيرة إن كان عدما التغير للموافقة في الوصافا
فحكمه ما سبق في الراكد
إن كان لقلة النجاسة وأمحاقها فيه فظاهر المذهب وقول
الجمهور أنه كالراكد
وإن كان قليل ينجس
وإن كان كثيرا فل
وقال الغزالي هو طهور مطلقا وفي القديم ل ينجس
الجاري إل بالتغير
قلت واختار جأماعة الطهارة منهم إماما الحرمين وصاحب
التهذيب
والله أعلم
وأما النجاسة الجامدة كالميتة فإن غأيرت الماء نجسته وإن
لم تغيره فتارة تقف وتارة تجري مع الماء فان جأرت جأرية
فما قبلها وما بعدها طاهران
وما على يمينها وشمالها وفوقها وتحتها إن كان قليل
فنجس وإن كان قلتين فقيل طاهر وقيل على قولي التباعد
وإن وقفت النجاسة وجأرى الماء عليها فحكمه حكم الجارية
ويزيد ها هنا أن الجاري على النجاسة وهو قليل ينجس
بملقاتها ول يجوزا استعماله
____________________
) (1/26
حيواناتإل أن يجتمع في موضع قلتان منه وفيه وجأه أنه إذا
تباعد واغأترفا من موضع بينه وبين النجاسة قلتان جأازا
استعماله والصحيح الول
وعليه يقال ماء هو ألف قلة نجس بل تغير فهذه صورته
أما النهر العظيم فل يجتنب فيه شىء ول حريم النجاسة ول
يجيء فيه الخلفا في التباعد عما حوالي النجاسة
وفيه وجأه شاذ أنه يجزىء ووجأه أنه يجب اجأتناب الحريم
خاصة وبه قطع الغزالي وطرده في حريم الراكد أيضا
والمذهب القطع بأنه ل يجب اجأتناب الحريم في الجاري ول
في الراكد
ثم العظيم ما أمكن التباعد فيه عن جأوانب النجاسة كلها
بقلتين
والمعتدل ما ل يمكن ذلك فيه
ومن المعتدل النهر الذي بين حافتيه قلتان فقط
وقال إماما الحرمين المعتدل ما يمكن تغيره بالنجاسات
المعتادة
والعظيم ما ل يمكن تغيره بها
وأما الحريم فما ينسب إلى النجاسة بتحريكه إياها وانعطافه
عليها والتفافه بها
قلت غأير الماء من المائعات ينجس بملقاة النجاسة وإن كثر
وإنما ل ينجس الماء لقوته
ولو توضأ من بئر ثم أخرج منها دجأاجأة منتفخة لم يلزمه أن
يعيد من صلته إل ما تيقن أنه صلها بالماء النجس
ذكره صاحب العدة
والله أعلم
باب إزاالة النجاسة النجس ضربان نجس العين وغأيره فنجس
العين ل يطهر بحال إل الخمر فتطهر بالتخلل وجألد الميتة
بالدباغ
والعلقة والمضغة والدما الذي هو حشو البيضة
____________________
) (1/27
إذا نجسنا الثلثة فاستحالت حيوانات
وأما غأير نجس العين فضربان نجاسة عينية وحكمية
فالحكمية هي التي تيقن وجأودها ول تحس كالبول إذا جأف
على المحل ولم يوجأد له رائحة ول أثر فيكفي إجأراء الماء
على محلها مرة ويسن ثانية وثالثة
وأما العينية فل بد من محاولة إزاالة ما وجأد منها من طعم
ولون وريح فان فعل ذلك فبقي طعم لم يطهر وإن بقي
اللون وحده وهو سهل الزاالة لم يطهر
وإن كان عسرها كدما الحيض يصيب الثوب وربما ليزول بعد
المبالغة والستعانة بالحت والقرص طهر
وفيه وجأه شاذ أنه ل يطهر والحت والقرص ليسا بشرط بل
مستحبان عند الجمهور وقيل هما شرط وإن بقيت الرائحة
وحدها وهي عسرة الزاالة كرائحة الخمر فقولن
وقيل وجأهان
أظأهرهما يطهر
وإن بقي اللون والرائحة معا لم يطهر على الصحيح ثم
الصحيح الذي قاله الجمهور إن حكمنا بطهارته مع بقاء لون
أو رائحة فهو طاهر حقيقة ويحتمل أنه نجس معفو عنه
وقد أشار إليه في التتمة ثم بعد زاوال العين يسن غأسله
ثانية وثالثة ول يشترط في حصول الطهارة عصر الثوب
على الصح بناء على طهارة الغسالة
وإن قلنا بالضعيف إن العصر شرط قاما مقامه الجفافا على
الصح لنه أبلغ في زاوال الماء
فرع ما ذكرناه من طهارة المحل بالعصر أو دونه هو فيما إذا
على المحل أما إذا ورد الماء المحل النجس كالثوب يغمس
في إجأانة فيها ماء ويغسل فيها ففيه وجأهان الصحيح الذي
قاله الكثرون ل يطهر وقال ابن سريج يطهر ولو ألقته
الريح فيه والماء دون قلتين نجس الماء أيضا بل خلفا
____________________
) (1/28
فرع إذا أصاب الرض بول فصب عليها ماء غأمره واستهلك
فيه نضوب الماء وقبله وجأهان
إن قلنا العصر ل يجب طهرت
وإن قلنا واجأب لم يطهر
فعلى هذا ل يتوقف الحكم بالطهارة على الجفافا بل يكفي
أن يغيض الماء كالثوب المعصور
ويكفي أن يكون الماء المصبوب غأامرا للنجاسة على
الصحيح وقيل يشترط أن يكون سبعة أضعافا البول وقيل
يشترط أن يصب على بول الواحد ذنوب وعلى بول الثنين
ذنوبان وعلى هذا أبدا ثم الخمر وسائر النجاسات المائعة
كالبول يطهر الرض عنها بغمر الماء بل تقدير على المذهب
فرع اللبن النجس ضربان
مختلط بنجاسة جأامدة كالروث وعظاما الميتة وغأير مختلط
فالول نجس ل طريق إلى تطهيره لعين النجاسة
فان طبخ فالمذهب وهو الجديد أنه على نجاسته
وفي القديم قول أن الرض النجسة تطهر بزوال النجاسة
بالشمس والريح ومرور الزمن
فخرج أبو زايد والخضري وآخرون منه قول ان النار تؤثر
فيطهر ظأاهره بالطبخ
فعلى الجديد لو غأسل لم يطهر على الصحيح المنصوص
وقال ابن المرزابان والقفال يطهر ظأاهره
____________________
) (1/29
وأما غأير المختلط كالمعجون بماء نجس أو بول فيطهر
ظأاهره بإفاضة الماء عليه ويطهر باطنه بأن ينقع في الماء
حتى يصل إلى جأميع أجأزائه كالعجين بمائع نجس
هذا إن لم يطبخ فإن طبخ طهر على تخريج أبي زايد ظأاهره
وكذا باطنه على الظأهر وأما على الجديد فهو على نجاسته
ويطهر بالغسل ظأاهره دون باطنه وإنما يطهر باطنه بأن
يدق حتى يصير ترابا ثم يفاض الماء عليه فلو كان بعد الطبخ
رخوا ل يمنع نفوذ الماء فهو كما قبل الطبخ
قلت إذا أصابت النجاسة شيئا صقيل كسيف وسكين ومرآة
لم يطهر بالمسح عندنا بل لبد من غأسلها
ولو سقيت سكين ماء نجسا ثم غأسلها طهر ظأاهرها
وهل يطهر باطنها بمجرد الغسل أما ل يطهر حتى يسقيها
مرة ثانية بماء طهور وجأهان
ولو طبخ لحم بماء نجس صار ظأاهره نجسا وفي كيفية
طهارته وجأهان
أحدهما يغسل ثم يعصر كالبساط
والثاني يشترط أن يغلى بماء طهور
وقطع القاضي حسين والمتولي في مسألتي السكين
واللحم بأنه يجب سقيها مرة ثانية وإغألؤاه
واختار الشاشي الكتفاء بالغسل وهو المنصوص
قال الشافعي رضي الله عنه في الما في باب صلة الخوفا
لو أحمى حديدة ثم صب عليها سما نجسا أو غأمسها فيه
فشربته ثم غأسلت بالماء طهرت لن الطهارات كلها إنما
جأعلت على ما يظهر ليس على الجأوافا
هذا نصه بحروفه
قال المتولي وإذا شرطنا سقي السكين جأازا أن يقطع بها
الشياء الرطبة قبل السقي كما يقطع اليابسة
ولو أصابت الزئبق نجاسة فإن لم يتقطع طهر
____________________
) (1/30
بصب الماء عليه وإن تقطع كالدهن ل يمكن تطهيره على
الصح ذكره المحاملي والبغوي
وإزاالة النجاسة التي لم يعص بالتلطخ بها في بدنه ليست
على الفور وإنما يجب عند إرادة الصلة ونحوها
ويستحب المبادرة بها
قال المتولي وغأيره للماء قوة عند الورود على النجاسة فل
ينجس بملقاتها بل يبقى مطهرا فلو صبه على موضع
النجاسة من ثوب فانتشرت الرطوبة في الثوب ل يحكم
بنجاسة موضع الرطوبة ولو صب الماء في إناء نجس ولم
يتغير بالنجاسة فهو طهور
فإذا أداره على جأوانبه طهرت الجوانب كلها
قال ولو غأسل ثوب عن نجاسة فوقعت عليه نجاسة عقب
عصره
هل يجب غأسل جأميع الثوب أما يكفي غأسل موضع النجاسة
وجأهان الصحيح الثاني
والله أعلم
فرع الواجأب في إزاالة النجاسة الغسل إل في بول صبي لم
يطعم يشرب سوى اللبن فيكفي فيه الرش ول بد فيه من
إصابة الماء جأميع موضع البول
ثم ليراده ثلث درجأات الولى النضج المجرد
الثانية النضح مع الغلبة والمكاثرة
الثالثة أن ينضم إلى ذلك السيلن فل حاجأة في الرش إلى
الثالثة قطعا ويكفي الولى على وجأه ويحتاج إلى الثانية
على الصح
ول يلحق ببول الصبي بول الصبية بل يتعين غأسله على
الصحيح
قلت وفي التتمة وجأه شاذ أن الصبي كالصبية فيجب الغسل
قال البغوي وبول الخنثى كالنثى من أي فرجأيه خرج
والله أعلم
____________________
) (1/31
فصل طهارة ما ولغ فيه الكلب أو تنجس بدمه أو بوله أو
عرقه أو شعره أو غأيرها من أجأزائه وفضلته أن يغسل سبع
مرات إحداهن بتراب وفيما سوى الولوغ وجأه شاذ أنه يكفي
غأسله مرة كسائر النجاسات
والخنزير كالكلب على الجديد وفي القديم يكفي مرة كغيره
وقيل القديم كالجديد ول يقوما الصابون والشنان ونحوهما
مقاما التراب على الظأهر كالتيمم
ويقوما في الثاني كالدباغ والستنجاء
والثالث إن وجأد ترابا لم يقم
وإل قاما
وقيل يقوما فيما يفسده التراب كالثياب دون الواني
أما إذا اقتصر على الماء وغأسله ثماني مرات ففيه أوجأه
الصح ل يطهر
والثاني يطهر
والثالث يطهر عند عدما التراب دون وجأوده
ول يكفي غأمس الناء والثوب في الماء الكثير على الصح
ول يكفي التراب النجس على الصح كالتيمم
ولو تنجست أرض ترابية بنجاسة الكلب كفى الماء وحده
على الصح إذ ل معنى لتعفير التراب ول يكفي في
استعمال التراب ذره على المحل بل ل بد من مائع يمزجأه به
ليصل التراب بواسطته إلى جأميع أجأزاء المحل
فإن كان المائع ماء حصل الغرض وإن كان غأيره كالخل وماء
الورد وغأسله ستا بالماء لم يكف على الصحيح كما لو غأسل
السبع بالخل والتراب
قلت لو ولغ في الناء كلب أو كلب مرات فثلثة أوجأه
الصحيح يكفيه للجميع سبع
والثاني يجب لكل ولغة سبع
والثالث يكفي لولغات الكلب الواحد سبع ويجب لكل كلب
سبع
ولو وقعت نجاسة أخرى في الناء الذي ولغ فيه كفى سبع
ولو كانت نجاسة الكلب عينية كدمه فلم تزل إل بست
غأسلت مثل فهل يحسب ذلك ستا أم
تم إعداد هذا الملف آليا بواسطة المكتبة الشاملة
روضة الطالبين وعمدة المفتين
النووي
سنة الولدة /سنة الوفاة
تحقيق
الناشر المكتب السلمي
سنة النشر 1405
مكان النشر بيروت
عدد الجأزاء 12
روضة الطالبين وعمدة المفتين للنووي
____________________
) (1/1
كتاب الطهارة باب الماء الطاهر قال الله تعالى } وأنزلنا
من السماء ماء طهورا {
____________________
) (1/1
المطهر للحدث والخبث من المائعات الماء المطلق خاصة
وهو العاري عن الضافة اللزامة
وقيل الباقي على وصف خلقته
وأما المستعمل في رفع حدث فطاهر وليس بطهور على
المذهب
وقيل طهور في القديم
والمستعمل في نقل الطهارة كتجديد الوضوء والغأسال
المسنونة والغسلة الثانية والثالثة وماء المضمضة طهور
على الصح
وأما ما اغأتسلت به كتابية عن حيض لتحل لمسلم فإن قلنا ل
يجب إعادة الغسل إذا أسلمت فليس بطهور
وإن أوجأبناها وهو الصح فوجأهان الصح أنه ليس بطهور
وما تطهر به لصلة النفل مستعمل وكذا ما تطهر به الصبي
على الصحيح
والمستعمل الذي ل يرفع الحدث ل يزيل النجس على
الصحيح
والمستعمل في النجس إذا قلنا إنه طاهر ل يرفع الحدث
على الصحيح
ولو جأمع المستعمل فبلغ قلتين عاد طهورا في الصح كما
لو انغمس جأنب في قلتين فإنه طهور بل خلفا
ولو انغمس جأنب فيما دون قلتين حتى عم جأميع بدنه ثم
نوى ارتفعت جأنابته بل خلفا وصار الماء في الحال
مستعمل بالنسبة إلى غأيره على الصحيح
ومقتضى كلما
____________________
) (1/7
الصحاب أنه ل يصير مستعمل بالنسبة إلى المنغمس حتى
يخرج منه وهو مشكل
وينبغي أن يصير مستعمل لرتفاع الحدث
ولو انغمس فيه جأنبان ونويا معا بعد تماما النغماس ارتفعت
جأنابتهما بل خلفا ولو نوى الجنب قبل تماما النغماس إما
في أول الملقاة وإما بعد غأمس بعض البدن ارتفعت جأنابة
الجزء الملقي بل خلفا ول يصير الماء مستعمل بل له أن
يتم النغماس ويرفع الحدث على الصحيح المنصوص
وقال الخضري يصير مستعمل فل ترتفع عن الباقي
قلت ولو انغمس جأنبان ونوى أحدهما قبل صاحبه ارتفعت
جأنابة الناوي وصار مستعمل بالنسبة إلى الخر على الصحيح
ولو نويا معا بعد غأمس جأزء منهما ارتفع عن جأزءيهما وصار
مستعمل بالنسبة إلى باقيهما على الصحيح
والله أعلم
وما داما الماء مترددا على العضو ل يثبت له حكم الستعمال
قلت وإذا جأرى الماء من عضو المتوضىء إلى عضو صار
مستعمل حتى لو انتقل من إحدى اليدين إلى الخرى صار
مستعمل وفي هذه الصورة وجأه شاذ محكي في باب التيمم
من البيان أنه ل يصير لن اليدين كعضو
____________________
) (1/8
ولو انفصل من بعض أعضاء الجنب إلى بعضها فوجأهان
الصح عند صاحبي الحاوي والبحر ل يصير
والراجأح عند الخراساني يصير وبه قطع جأماعة منهم
وقال إماما الحرمين إن نقله قصدا صار وإل فل
ولو غأمس المتوضىء يده في الناء قبل الفراغ من غأسل
الوجأه لم يصر مستعمل
وإن غأمسها بعد فراغأه من الوجأه بنية رفع الحدث صار
مستعمل
وإن نوى الغأترافا لم يصر وإن لم ينو شيئا فالصحيح أنه
يصير وقطع البغوي بأنه ل يصير
والجنب بعد النية كمحدث بعد غأسل الوجأه
وأما الماء الذي يتوضأ به الحنفي وغأيره ممن ل يعتقد
وجأوب نية
____________________
) (1/9
الوضوء فالصح أنه يصير
والثاني ل يصير
والثالث إن نوى صار وإل فل ولو غأسل رأسه بدل مسحه
فالصح أنه مستعمل كما لو استعمل في طهارته أكثر من
قدر حاجأته والله أعلم
فصل فيما يطرأ على الماء وضابط الفصل أن ما يسلب
اسم الماء المطلق يمنع الطهارة به وما ل فل
فمن ذلك المتغير تغيرا يسيرا بما يستغنى عنه كالزعفران
فالصح أنه طهور والمتغير كثيرا بما يجاوره ول يختلط به
كعود ودهن وشمع طهور على الظأهر
والكافور نوعان
أحدهما يذوب في الماء ويختلط به
والثاني ل يذوب
فالول يمنع والثاني كالعود
وأما المتغير بما ل يمكن صون الماء عنه كالطين والطحلب
والكبريت والنورة والزرنيخ في مقر الماء وممره والتراب
الذي يثور وينبث في الماء والمتغير بطول المكث والمسخن
فطهور
قلت ول كراهة في استعمال شىء من هذه المتغيرات بما ل
يصان عنه ول في ماء البحر وماء زامزما ول في المسخن ولو
بالنجاسة
ويكره شديد الحرارة والبرودة
والله أعلم
والمشمس في الحياض والبرك غأير مكروه بالتفاق وفي
الواني مكروه
____________________
) (1/10
على الصح بشرط أن يكون في البلد الحارة والواني
المنطبعة كالنحاس إل الذهب والفضة على الصح
وعلى الباقي يكره مطلقا
قلت الراجأح من حيث الدليل أنه ل يكره مطلقا وهو مذهب
أكثر العلماء وليس للكراهة دليل يعتمد
وإذا قلنا بالكراهة فهي كراهة تنزيه ل تمنع صحة الطهارة
وتختص باستعماله في البدن وتزول بتبريده على أصح
الوجأه وفي الثالث يراجأع الطباء والله أعلم
وأما المتغير بما يستغنى عنه كالزعفران والجص تغيرا كثيرا
بحيث يسلب اسم الماء المطلق فليس بطهور
ولو حلف ل يشرب ماء لم يحنث بشربه
ويكفي تغير الطعم أو اللون أو الرائحة على المشهور وعلى
القول الغريب الضعيف يشترط اجأتماعها وعلى قول ثالث
اللون وحده يسلب وكذا الطعم مع الرائحة
وفي الجص والنورة وغأيرهما من أجأزاء الرض وجأه شاذ أنها
ل تضر
وأما المتغير بالتراب المطروح قصدا فطهور على الصحيح
وقيل على المشهور
والمتغير بالملح فيه أوجأه أصحها يسلب الجبلي منه دون
المائي
والثاني يسلبان
والثالث ل يسلبان
والمتغير بورق الشجار المتناثرة بنفسها إن لم تتفتت في
الماء فهي كالعود فيكون طهورا على الظأهر وإن تفتتت
واختلطت فثلثة أوجأه
الصح ل يضر
والثاني يضر
والثالث يضر الربيعي دون الخريفي
قاله الشيخ أبو زايد
وإن طرحت الوراق قصدا ضر
وقيل على الوجأه
____________________
) (1/11
فرع إذا اختلط بالماء الكثير أو القليل مائع يوافقه في
الصفات الورد المنقطع الرائحة وماء الشجر والماء
المستعمل فوجأهان
أصحهما إن كان المائع قدرا لو خالف الماءفي طعم أو لون
أو ريح لتغير التغير المؤثر يسلب الطهورية وإن كان ل يؤثر
مع تقدير المخالفة لم يسلب
والثاني إن كان المائع أقل من الماء لم يسلب
وإن كان أكثر منه أو مثله سلب
وحيث لم يسلب فالصحيح أنه يستعمل الجميع
وقيل يجب أن يبقى قدر المائع
وقيل إن كان الماء وحده يكفي لواجأب الطهارة فله
استعمال الجميع وإل بقي
فإن جأوزانا الجميع ومعه من الماء ما ل يكفيه وحده ولو كمله
بمائع يهلك فيه لكفاه لزمه ذلك إل أن تزيد قيمة المائع على
ثمن ماء الطهارة
ويجري الخلفا في استعمال الجميع فيما إذا استهلكت
النجاسة المائعة في الماء الكثير
وفيما إذا استهلك الخليط الطاهر في الماء لقلته مع
مخالفة أوصافه أوصافا الماء
قال الصحاب فإن لم يتغير الماء الكثير لموافقة النجاسة له
في الوصافا فالعتبار بتقدير المخالفة بل خلفا لغلظ
النجاسة واعتبروا في النجاسة بالمخالف أشده صفة وفي
الطاهر اعتبروا الوسط المعتدل فل يعتبر في الطعم حدة
الخل ول في الرائحة ذكاء المسك
قلت المتغير بالمني ليس بطهور على الصح
ولو تطهر بالماء الذي ينعقد منه الملح قبل أن يجمد جأازا
على المذهب
ول فرق في جأميع مسائل الفصل بين القلتين وفوقهما
ودونهما
ولو أغألي الماء فارتفع من غأليانه بخار وتولد
____________________
) (1/12
منه رشح فوجأهان
المختار منهما عند صاحب البحر أنه طهور
والثاني طاهر ليس بطهور
ولو رشح من مائع آخر فليس بطهور بل خلفا كالعرق
والله أعلم
باب بيان النجاسات والماء النجس العيان جأماد وحيوان
فالجماد ما ليس بحيوان ول كان حيوانا ول جأزءا من حيوان
ول خرج من حيوان فكله طاهر إل الخمر وكل نبيذ مسكر
وفي النبيذ وجأه شاذ مذكور في البيان أنه طاهر لختلفا
العلماء في إباحته
وفي الخمر المحترمة وجأه شاذ وكذا في باطن العنقود
المستحيل خمرا وجأه أنه طاهر
وأما الحيوانات فطاهرة إل الكلب والخنزير وما تولد من
أحدهما
ولنا وجأه شاذ أن الدود المتولد من الميتة نجس العين كولد
الكلب وهذا الوجأه غألط والصواب الجزما بطهارته
وأما الميتات فكلها نجسة إل السمك والجراد فإنهما
طاهران بالجأماع وإل الدمي فإنه طاهر على الظأهر وإل
الجنين الذي يوجأد ميتا بعد ذكاة أمه والصيد الذي ل تدرك
ذكاته فإنهما طاهران بل خلفا
____________________
) (1/13
وأما الميتة التي ل نفس لها سائلة كالذباب وغأيره
فهل تنجس الماء وغأيره من المائعات إذا ماتت فيها فيه
قولن
الظأهر ل تنجسه وهذا في حيوان أجأنبي من المائع أما ما
منشؤه فيه فل ينجسه بل خلفا
فلو أخرج منه وطرح في غأيره أو رد إليه عاد القولن
فإن قلنا تنجس المائع فهي نجسة وإن قلنا ل تنجس فهي
أيضا نجسة على قول الجمهور وهو المذهب
وقال القفال ليست بنجسة
ثم ل فرق في الحكم بنجاسة هذا الحيوان بين ما تولد من
الطعاما كدود الخل والتفاح وما يتولد منه كالذباب
والخنفساء لكن يختلفان في تنجيس ما ماتا فيه وفي جأوازا
أكله فإن غأير المتولد ل يحل أكله وفي المتولد أوجأه
الصح يحل أكله مع ما تولد منه ول يحل منفردا
والثاني يحل مطلقا
والثالث يحرما مطلقا
والوجأه جأارية سواء قلنا بطهارة هذا الحيوان على قول
القفال أو بنجاسته على قول الجمهور
____________________
) (1/14
قلت ولو كثرت الميتة التي ل نفس لها سائلة فغيرت الماء
أو المائع وقلنا ل تنجسه من غأير تغير فوجأهان مشهوران
الصح تنجسه لنه متغير بالنجاسة
والثاني ل تنجسه ويكون الماء طاهرا غأير مطهر كالمتغير
بالزعفران
وقال إماما الحرمين هو كالمتغير بورق الشجر
والله أعلم
فرع في أجأزاء الحيوان الصل أن ما انفصل من حي فهو
نجس الشعر المجزوزا من مأكول اللحم في الحياة والصوفا
والوبر والريش فكلها طاهرة بالجأماع
والمتناثر والمنتوفا طاهر على الصحيح ويستثنى أيضا شعر
الدمي والعضو المبان منه ومن السمك والجراد ومشيمة
الدمي فهذه كلها طاهرة على المذهب وهذا الذي ذكرناه
في الشعور تفريع على المذهب في نجاسة الشعر بالموت
____________________
) (1/15
فرع في المنفصل عن باطن الحيوان هو قسمان
أحدهما ليس له اجأتماع واستحالة في الباطن وإنما يرشح
رشحا
والثاني يستحيل ويجتمع في الباطن ثم يخرج
فالول كاللعاب والدمع والعرق والمخاط فله حكم الحيوان
المترشح منه إن كان نجسا فنجس وإل فطاهر
والثاني كالدما والبول والعذرة والروث والقيء
وهذه كلها نجسة من جأميع الحيوانات مأكول اللحم وغأيره
ولنا وجأه أن بول ما يؤكل لحمه وروثه طاهران
وهو ) أحد ( قولي أبي سعيد الصطخري من أصحابنا
واختاره الروياني وهو مذهب مالك وأحمد
والمعروفا من المذهب النجاسة
وهل يحكم بنجاسة هذه الفضلت من رسول الله صلى الله
عليه وسلم وجأهان
قال الجمهور نعم
وفي بول السمك والجراد ودمهما وروثهما وروث ما ليس له
نفس سائلة والدما المتحلب من الكبد والطحال وجأهان
الصح النجاسة
وأما اللبن فطاهر من مأكول بالجأماع ونجس من الحيوان
النجس وطاهر من الدمي على الصحيح وقيل نجس
ولكن يربى به الصبي للضرورة
وأما غأير الدمي مما ل يؤكل فلبنه نجس على الصحيح
وقال الصطخري طاهر
وأما النفحة فإن أخذت من السخلة بعد موتها
____________________
) (1/16
أو بعد أكلها غأير اللبن فنجسة بل خلفا وإن أخذت من
السخلة المذبوحة قبل أن يأكل غأير اللبن فوجأهان الصحيح
الذي قطع به كثيرون طهارتها
وأما المني فمن الدمي طاهر وقيل فيه قولن
وقيل القولن في مني المرأة خاصة والمذهب الول
لكن إن قلنا رطوبة فرج المرأة نجسة نجس منيها بملقاتها
كما لو بال الرجأل ولم يغسل ذكره بالماء فإن منيه ينجس
بملقاة المحل النجس
وأما مني غأير الدمي فمن الكلب والخنزير وفرع أحدهما
نجس ومن غأيرهما فيه أوجأه أصحها نجس
والثاني طاهر
والثالث طاهر من مأكول اللحم نجس من غأيره كاللبن
قلت الصح عند المحققين والكثرين الوجأه الثاني والله
أعلم
وأما البيض فطاهر من المأكول وفي غأيره الوجأهان في
منيه ويجريان في بزر القز فإنه أصل الدود كالبيض
وأما دود القز فطاهر بل خلفا كسائر الحيوان وأما المسك
فطاهر وفي فأرته المنفصلة في حياة الظبية وجأهان
الصح الطهارة كالجنين
فإن انفصلت بعد موتها فنجسة على الصحيح كاللبن
وطاهرة في وجأه كالبيض المتصلب وأما الزرع النابت على
السرجأين
فقال الصحاب ليس هو نجس العين لكن ينجس بملقاة
النجاسة
فإذا غأسل طهر وإذا سنبل فحباته الخارجأة طاهرة
____________________
) (1/17
قلت القيح نجس وكذا ماء القروح إن كان متغيرا وإل فل
على المذهب
ودخان النجاسة نجس في الصح وهو مذكور في باب ما
يكره لبسه
وليست رطوبة فرج المرأة والعلقة بنجس في الصح ول
المضغة على الصحيح والمرة نجسة وكذا جأرة البعير
وأما الماء الذي يسيل من النائم فقال المتولي إن كان
متغيرا فنجس
وإل فطاهر
وقال غأيره إن كان من اللهوات فطاهر أو من المعدة
فنجس
ويعرفا كونه من اللهوات بأن ينقطع إذا طال نومه
وإذا شك فالصل عدما النجاسة والحتياط غأسله
وإذا حكم بنجاسته وعمت بلوى شخص به لكثرته منه
فالظاهر أنه يلتحق بدما البراغأيث وسلس البول ونظائره
قال القاضي حسين والمتولي والبغوي وآخرون لو أكلت
بهيمة حبا ثم ألقته صحيحا فإن كانت صلبته باقية بحيث لو
زارع نبت فعينه طاهرة ويجب غأسل ظأاهره لنه وإن صار
غأذاء لها فما تغير إلى فساد فصار كما لو ابتلع نواة
وإن زاالت صلبته بحيث ل ينبت فنجس العين
قال المتولي والوسخ المنفصل من الدمي في حماما وغأيره
له حكم ميتته وكذا الوسخ المنفصل عن سائر الحيوان له
حكم ميتته
وفيما قاله نظر
وينبغي أن يكون طاهرا قطعا كالعرق
والله أعلم
____________________
) (1/18
فصل في الماء الراكد اعلم أن الراكد قليل وكثير فالكثير
قلتان والقليل دونه
والقلتان خمس قرب
وفي قدرها بالرطال أوجأه
الصحيح المنصوص خمسمائة رطل بالبغدادي
والثاني ستمائة
قاله أبو عبد الله الزبيري
واختاره القفال والغزالي
والثالث ألف رطل
قاله أبو زايد
والصح أن هذا التقدير تقريب فل يضر نقصان القدر الذي ل
يظهر بنقصانه تفاوت في التغير بالقدر المعين من الشياء
المغيرة
والثاني أنه تحديد فيضر أي شىء نقص
قلت الشهر تفريعا على التقريب أنه يعفى عن نقص
رطلين وقيل ثلثة ونحوها وقيل مائة رطل
وإذا وقعت في الماء القليل نجاسة وشك هل هو قلتان أما ل
فالذي جأزما به صاحب الحاوي وآخرون أنه نجس لتحقق
النجاسة
ولماما الحرمين فيه احتمالن والمختار بل الصواب الجزما
بطهارته لن الصل طهارته وشككنا في نجاسة منجسة ول
يلزما من النجاسة التنجيس
وقدر القلتين بالمساحة ذراع وربع طول وعرضا وعمقا
والله أعلم
____________________
) (1/19
ثم الماء القليل ينجس بملقاة النجاسة المؤثرة تغير أما ل
وأما غأير المؤثرة كالميتة التي ل نفس لها سائلة ونجاسة ل
يدركها طرفا وولوغ هرة تنجس فمها ثم غأابت واحتمل
طهارته فل ينجس على المذهب كما سبق في الصورة
الولى وسيأتي الخريان إن شاء الله تعالى
واختار الروياني من أصحابنا أنه ل ينجس إل بالتغير
والصحيح المعروفا الول
وأما الكثير فينجس بالتغير بالنجاسة للجأماع سواء قل
التغير أما كثر وسواء تغير الطعم أو اللون أو الرائحة وكل
هذا متفق عليه ها هنا بخلفا ما تقدما في الطاهر
وسواء كانت النجاسة الملقية مخالطة أما مجاورة وفي
المجاورة وجأه شاذ أنها ل تنجسه
وأما إذا تروح الماء بجيفة ملقاة على شط النهر فل ينجس
لعدما الملقاة وإن لقى الكثير النجاسة ولم يتغير لقلة
النجاسة واستهلكها لم ينجس ويستعمل جأميعه على
الصحيح
وعلى وجأه يبقى قدر النجاسة
وإن لم يتغير لموافقتها الماء في الوصافا قدر بما يخالف
كما سبق في باب الطاهر
وأما إذا تغير بعضه فالصح نجاسة جأميع الماء وهو المذكور
في المهذب وغأيره
وفي وجأه ل ينجس إل المتغير
قلت الصح ما قاله القفال وصاحب التتمة وآخرون أن
المتغير كنجاسة جأامدة
فإن كان الباقي دون قلتين فنجس وإل فطاهر
والله أعلم
ثم إن زاال تغير المتغير بالنجاسة بنفسه طهر على الصحيح
وقال الصطخري ل يطهر
وهو شاذ
وإن لم يوجأد رائحة النجاسة لطرح المسك
____________________
) (1/20
فيه أو طعمها لطرح الخل أو لونها لطرح الزعفران لم
يطهر بالتفاق
وإن ذهب التغير بطرح التراب فقولن أظأهرهما ل يطهر
للشك في زاوال التغير
وإن ذهب بالجص والنورة وغأيرهما مما ل يغلب وصف التغير
فهو كالتراب على الصحيح وقيل كالمسك
ثم قال بعضهم الخلفا في مسألة التراب إذا كان التغير
بالرائحة
وأما تغير اللون فل يؤثر فيه التراب قطعا
والصول المعتمدة ساكتة عن هذا التفصيل
قلت بل قد صرح المحاملي والفوراني وآخرون بجريان
الخلفا في التغير بالصفات الثلث وقد أوضحت ذلك في
شرح المهذب
والله أعلم
فرع النجاسة التي ل يدركها الطرفا كنقطة خمر وبول
يسيرة ل تبصر لقلتها وكذبابة تقع على نجاسة ثم تطير
عنها هل ينجس الماء والثوب كالنجاسة المدركة أما يعفى
عنها فيه سبع طرق أحدها يعفى عنها فيهما
والثاني ل
والثالث فيهما قولن
والرابع تنجس الماء وفي الثوب قولن والخامس ينجس
الثوب وفي الماء قولن والسادس ينجس الماء دون الثوب
والسابع عكسه
واختار الغزالي العفو فيهما وظأاهر المذهب عند المعظم
خلفه
قلت المختار عن جأماعة من المحققين ما اختاره الغزالي
وهو الصح والله أعلم
____________________
) (1/21
فرع الماء القليل النجس إذا كوثر فبلغ قلتين نظر إن كوثر
لم يطهر بل لو كمل الطاهر الناقص عن قلتين بماء ورد
بلغهما به وصار مستهلكا ثم وقع فيه نجاسة نجس وإن لم
يتغير
وإنما ل تقبل النجاسة قلتان من الماء المحض
وإن كوثر بالماء المستعمل عاد مطهرا على الصح
وعلى الثاني هو كماء الورد
وإن كوثر بماء غأير مستعمل طاهر أو نجس عاد مطهرا بل
خلفا وهل يشترط أن ل يكون فيه نجاسة جأامدة فيه خلفا
التباعد هذا كله إذا بلغ قلتين ول تغير فيه
أما إذا كوثر فلم يبلغهما فالصح أنه باق على نجاسته
والثاني أنه طاهر غأير طهور بشرط أن يكون المكاثر به
مطهرا وأن يكون أكثر من المورود عليه وأن يورده على
النجس وأن ل يكون فيه نجاسة جأامدة فإن اختل أحد
الشروط فنجس بل خلفا
ول يشترط شىء من هذه الشروط الربعة إذا كوثر فبلغ
قلتين
قلت هذا الذي صححه هو الصح وعند الخراسانيين وهو
الصح
والصح عند العراقيين الثاني
والله أعلم
والمعتبر في المكاثرة الضم والجمع دون الخلط حتى لو كان
أحد البعضين صافيا والخر كدرا وانضما زاالت النجاسة من
غأير توقف على الختلط المانع من التمييز
ومتى حكمنا بالطهارة في هذه الصور ففرق لم يضر وهو
باق على طهوريته
____________________
) (1/22
فرع إذا وقع في الماء الكثير الراكد نجاسة جأامدة فقولن
أظأهرهما وهو القديم أنه يجوزا الغأترافا من أي موضع شاء
ول يجب التباعد لنه طاهر كله
والثاني الجديد يجب أن يبعد عن النجاسة بقدر قلتين فعلى
هذا ل يكفي في البحر التباعد بشبر نظرا إلى العمق بل
يتباعد قدرا لو حسب مثله في العمق وسائر الجوانب لبلغ
قلتين
فلو كان الماء منبسطا بل عمق تباعد طول وعرضا قدرا يبلغ
قلتين في ذلك العمق
وقال محمد بن يحيى في هذه الصورة يجب أن يبعد إلى
موضع يعلم أن النجاسة لم تنتشر إليه
أما إذا كان الماء قلتين فقط فعلى الجديد ل يجوزا الغأترافا
منه
وعلى القديم يجوزا على الصح
ثم في المسألة الولى يحتمل أن يكون الخلفا في جأوازا
استعمال الماء من غأير تباعد مع القطع بطهارة الجميع
ويحتمل أن يكون في الستعمال مبنيا على خلفا في
نجاسته وقد نقل عن الشيخ أبي محمد نقل التفاق على
الحتمال الول
____________________
) (1/23
قلت هذا التوقف من الماما الرافعي عجب فقد جأزما وصرح
بالحتمال الول جأماعات من كبار أصحابنا منهم الشيخ أبو
حامد السفراييني والقاضي أبو الطيب وصاحب الحاوي
والمحاملي وصاحبا الشامل والبيان وآخرون من العراقيين
والخراسانيين
وقطع جأماعة من الخراسانيين على قول التباعد بأن يكون
المجتنب نجسا كذا قاله القاضي حسين وإماما الحرمين
والبغوي وغأيرهم
حتى قال هؤلء الثلثة لو كان قلتين فقط كان نجسا على
هذا القول
والصواب الول
والله أعلم
إذا غأمس كوزا ممتلىء ماء نجسا في ماء كثير طاهر فإن كان
واسع الرأس فالصح أنه يعود طهورا وإن كان ضيقه
فالصح أنه ل يطهر
وإذا حكمنا بأنه طهور في الصورتين فهل يصلح ذلك على
الفور أما ل بد من زامان يزول فيه التغير لو كان متغيرا فيه
وجأهان
الصح الثاني
ويكون الزمان في الضيق أكثر منه في الواسع
فإن كان ماء الكوزا متغيرا فل بد من زاوال تغيره ولو كان
الكوزا غأير ممتلىء فما داما يدخل فيه الماء فل اتصال وهو
على نجاسته
قلت إل أن يدخل فيه أكثر من الذي فيه فيكون حكمه ما
سبق في المكاثرة
____________________
) (1/24
قال القاضي حسين وصاحب التتمة ولو كان ماء الكوزا
طاهرا فغمسه في نجس ينقص عن القلتين بقدر ماء الكوزا
فهل يحكم بطهارة النجس فيه الوجأهان
والله أعلم
فرع ماء البئر كغيره في قبول النجاسة وزاوالها فإن كان
قليل وتنجس بوقوع نجاسة فل ينبغي أن ينزح لينبع الماء
الطهور بعده لنه وإن نزح فقعر البئر يبقى نجسا وقد
تنجس جأدران البئر أيضا بالنزح بل ينبغي أن يترك ليزداد
فيبلغ حد الكثرة
وإن كان نبعها قليل ل تتوقع كثرته صب فيها ماء ليبلغ
الكثرة ويزول التغير إن كان تغير
وطريق زاواله على ما تقدما من التفاق والخلفا
وإن كان الماء كثيرا طاهرا وتفتت فيه شىء نجس كفأرة
تمعط شعرها فقد يبقى على طهوريته لكثرته وعدما التغير
لكن يتعذر استعماله لنه ل ينزح دلوا إل وفيه شىء من
النجاسة فينبغي أن يستقى الماء كله ليخرج الشعر منه
فإن كانت العين فوارة وتعذر نزح الجميع نزح ما يغلب على
الظن أن الشعر خرج كله معه فما بقي بعد ذلك في البئر
وما يحدث طهور لنه غأير مستيقن النجاسة ول مظنونها ول
يضر احتمال بقاء الشعر
فان تحقق شعرا بعد ذلك حكم به
فأما قبل النزح إلى الحد المذكور إذا غألب على ظأنه أنه ل
يخلو كل دلو عن شىء من النجاسة لكن لم يتيقنه ففي
جأوازا استعماله القولن في تقابل الصل والظاهر
وهذا الذي ذكرناه في الشعر تفريع على نجاسته بالموت
فان لم تنجسه فرضت المسألة في غأيره من الجأزاء
____________________
) (1/25
فصل في الماء الجاري هو ضربان ماء النهار المعتدلة وماء
) النهار ( العظيمة أما الول فالنجاسة الواقعة فيه مائعة
وجأامدة والمائعة مغيرة وغأيرها
فالمغيرة تنجس المتغير
وحكم غأيره معه كحكمه مع النجاسة الجامدة
وغأير المغيرة إن كان عدما التغير للموافقة في الوصافا
فحكمه ما سبق في الراكد
إن كان لقلة النجاسة وأمحاقها فيه فظاهر المذهب وقول
الجمهور أنه كالراكد
وإن كان قليل ينجس
وإن كان كثيرا فل
وقال الغزالي هو طهور مطلقا وفي القديم ل ينجس
الجاري إل بالتغير
قلت واختار جأماعة الطهارة منهم إماما الحرمين وصاحب
التهذيب
والله أعلم
وأما النجاسة الجامدة كالميتة فإن غأيرت الماء نجسته وإن
لم تغيره فتارة تقف وتارة تجري مع الماء فان جأرت جأرية
فما قبلها وما بعدها طاهران
وما على يمينها وشمالها وفوقها وتحتها إن كان قليل
فنجس وإن كان قلتين فقيل طاهر وقيل على قولي التباعد
وإن وقفت النجاسة وجأرى الماء عليها فحكمه حكم الجارية
ويزيد ها هنا أن الجاري على النجاسة وهو قليل ينجس
بملقاتها ول يجوزا استعماله
____________________
) (1/26
حيواناتإل أن يجتمع في موضع قلتان منه وفيه وجأه أنه إذا
تباعد واغأترفا من موضع بينه وبين النجاسة قلتان جأازا
استعماله والصحيح الول
وعليه يقال ماء هو ألف قلة نجس بل تغير فهذه صورته
أما النهر العظيم فل يجتنب فيه شىء ول حريم النجاسة ول
يجيء فيه الخلفا في التباعد عما حوالي النجاسة
وفيه وجأه شاذ أنه يجزىء ووجأه أنه يجب اجأتناب الحريم
خاصة وبه قطع الغزالي وطرده في حريم الراكد أيضا
والمذهب القطع بأنه ل يجب اجأتناب الحريم في الجاري ول
في الراكد
ثم العظيم ما أمكن التباعد فيه عن جأوانب النجاسة كلها
بقلتين
والمعتدل ما ل يمكن ذلك فيه
ومن المعتدل النهر الذي بين حافتيه قلتان فقط
وقال إماما الحرمين المعتدل ما يمكن تغيره بالنجاسات
المعتادة
والعظيم ما ل يمكن تغيره بها
وأما الحريم فما ينسب إلى النجاسة بتحريكه إياها وانعطافه
عليها والتفافه بها
قلت غأير الماء من المائعات ينجس بملقاة النجاسة وإن كثر
وإنما ل ينجس الماء لقوته
ولو توضأ من بئر ثم أخرج منها دجأاجأة منتفخة لم يلزمه أن
يعيد من صلته إل ما تيقن أنه صلها بالماء النجس
ذكره صاحب العدة
والله أعلم
باب إزاالة النجاسة النجس ضربان نجس العين وغأيره فنجس
العين ل يطهر بحال إل الخمر فتطهر بالتخلل وجألد الميتة
بالدباغ
والعلقة والمضغة والدما الذي هو حشو البيضة
____________________
) (1/27
إذا نجسنا الثلثة فاستحالت حيوانات
وأما غأير نجس العين فضربان نجاسة عينية وحكمية
فالحكمية هي التي تيقن وجأودها ول تحس كالبول إذا جأف
على المحل ولم يوجأد له رائحة ول أثر فيكفي إجأراء الماء
على محلها مرة ويسن ثانية وثالثة
وأما العينية فل بد من محاولة إزاالة ما وجأد منها من طعم
ولون وريح فان فعل ذلك فبقي طعم لم يطهر وإن بقي
اللون وحده وهو سهل الزاالة لم يطهر
وإن كان عسرها كدما الحيض يصيب الثوب وربما ليزول بعد
المبالغة والستعانة بالحت والقرص طهر
وفيه وجأه شاذ أنه ل يطهر والحت والقرص ليسا بشرط بل
مستحبان عند الجمهور وقيل هما شرط وإن بقيت الرائحة
وحدها وهي عسرة الزاالة كرائحة الخمر فقولن
وقيل وجأهان
أظأهرهما يطهر
وإن بقي اللون والرائحة معا لم يطهر على الصحيح ثم
الصحيح الذي قاله الجمهور إن حكمنا بطهارته مع بقاء لون
أو رائحة فهو طاهر حقيقة ويحتمل أنه نجس معفو عنه
وقد أشار إليه في التتمة ثم بعد زاوال العين يسن غأسله
ثانية وثالثة ول يشترط في حصول الطهارة عصر الثوب
على الصح بناء على طهارة الغسالة
وإن قلنا بالضعيف إن العصر شرط قاما مقامه الجفافا على
الصح لنه أبلغ في زاوال الماء
فرع ما ذكرناه من طهارة المحل بالعصر أو دونه هو فيما إذا
على المحل أما إذا ورد الماء المحل النجس كالثوب يغمس
في إجأانة فيها ماء ويغسل فيها ففيه وجأهان الصحيح الذي
قاله الكثرون ل يطهر وقال ابن سريج يطهر ولو ألقته
الريح فيه والماء دون قلتين نجس الماء أيضا بل خلفا
____________________
) (1/28
فرع إذا أصاب الرض بول فصب عليها ماء غأمره واستهلك
فيه نضوب الماء وقبله وجأهان
إن قلنا العصر ل يجب طهرت
وإن قلنا واجأب لم يطهر
فعلى هذا ل يتوقف الحكم بالطهارة على الجفافا بل يكفي
أن يغيض الماء كالثوب المعصور
ويكفي أن يكون الماء المصبوب غأامرا للنجاسة على
الصحيح وقيل يشترط أن يكون سبعة أضعافا البول وقيل
يشترط أن يصب على بول الواحد ذنوب وعلى بول الثنين
ذنوبان وعلى هذا أبدا ثم الخمر وسائر النجاسات المائعة
كالبول يطهر الرض عنها بغمر الماء بل تقدير على المذهب
فرع اللبن النجس ضربان
مختلط بنجاسة جأامدة كالروث وعظاما الميتة وغأير مختلط
فالول نجس ل طريق إلى تطهيره لعين النجاسة
فان طبخ فالمذهب وهو الجديد أنه على نجاسته
وفي القديم قول أن الرض النجسة تطهر بزوال النجاسة
بالشمس والريح ومرور الزمن
فخرج أبو زايد والخضري وآخرون منه قول ان النار تؤثر
فيطهر ظأاهره بالطبخ
فعلى الجديد لو غأسل لم يطهر على الصحيح المنصوص
وقال ابن المرزابان والقفال يطهر ظأاهره
____________________
) (1/29
وأما غأير المختلط كالمعجون بماء نجس أو بول فيطهر
ظأاهره بإفاضة الماء عليه ويطهر باطنه بأن ينقع في الماء
حتى يصل إلى جأميع أجأزائه كالعجين بمائع نجس
هذا إن لم يطبخ فإن طبخ طهر على تخريج أبي زايد ظأاهره
وكذا باطنه على الظأهر وأما على الجديد فهو على نجاسته
ويطهر بالغسل ظأاهره دون باطنه وإنما يطهر باطنه بأن
يدق حتى يصير ترابا ثم يفاض الماء عليه فلو كان بعد الطبخ
رخوا ل يمنع نفوذ الماء فهو كما قبل الطبخ
قلت إذا أصابت النجاسة شيئا صقيل كسيف وسكين ومرآة
لم يطهر بالمسح عندنا بل لبد من غأسلها
ولو سقيت سكين ماء نجسا ثم غأسلها طهر ظأاهرها
وهل يطهر باطنها بمجرد الغسل أما ل يطهر حتى يسقيها
مرة ثانية بماء طهور وجأهان
ولو طبخ لحم بماء نجس صار ظأاهره نجسا وفي كيفية
طهارته وجأهان
أحدهما يغسل ثم يعصر كالبساط
والثاني يشترط أن يغلى بماء طهور
وقطع القاضي حسين والمتولي في مسألتي السكين
واللحم بأنه يجب سقيها مرة ثانية وإغألؤاه
واختار الشاشي الكتفاء بالغسل وهو المنصوص
قال الشافعي رضي الله عنه في الما في باب صلة الخوفا
لو أحمى حديدة ثم صب عليها سما نجسا أو غأمسها فيه
فشربته ثم غأسلت بالماء طهرت لن الطهارات كلها إنما
جأعلت على ما يظهر ليس على الجأوافا
هذا نصه بحروفه
قال المتولي وإذا شرطنا سقي السكين جأازا أن يقطع بها
الشياء الرطبة قبل السقي كما يقطع اليابسة
ولو أصابت الزئبق نجاسة فإن لم يتقطع طهر
____________________
) (1/30
بصب الماء عليه وإن تقطع كالدهن ل يمكن تطهيره على
الصح ذكره المحاملي والبغوي
وإزاالة النجاسة التي لم يعص بالتلطخ بها في بدنه ليست
على الفور وإنما يجب عند إرادة الصلة ونحوها
ويستحب المبادرة بها
قال المتولي وغأيره للماء قوة عند الورود على النجاسة فل
ينجس بملقاتها بل يبقى مطهرا فلو صبه على موضع
النجاسة من ثوب فانتشرت الرطوبة في الثوب ل يحكم
بنجاسة موضع الرطوبة ولو صب الماء في إناء نجس ولم
يتغير بالنجاسة فهو طهور
فإذا أداره على جأوانبه طهرت الجوانب كلها
قال ولو غأسل ثوب عن نجاسة فوقعت عليه نجاسة عقب
عصره
هل يجب غأسل جأميع الثوب أما يكفي غأسل موضع النجاسة
وجأهان الصحيح الثاني
والله أعلم
فرع الواجأب في إزاالة النجاسة الغسل إل في بول صبي لم
يطعم يشرب سوى اللبن فيكفي فيه الرش ول بد فيه من
إصابة الماء جأميع موضع البول
ثم ليراده ثلث درجأات الولى النضج المجرد
الثانية النضح مع الغلبة والمكاثرة
الثالثة أن ينضم إلى ذلك السيلن فل حاجأة في الرش إلى
الثالثة قطعا ويكفي الولى على وجأه ويحتاج إلى الثانية
على الصح
ول يلحق ببول الصبي بول الصبية بل يتعين غأسله على
الصحيح
قلت وفي التتمة وجأه شاذ أن الصبي كالصبية فيجب الغسل
قال البغوي وبول الخنثى كالنثى من أي فرجأيه خرج
والله أعلم
____________________
) (1/31
فصل طهارة ما ولغ فيه الكلب أو تنجس بدمه أو بوله أو
عرقه أو شعره أو غأيرها من أجأزائه وفضلته أن يغسل سبع
مرات إحداهن بتراب وفيما سوى الولوغ وجأه شاذ أنه يكفي
غأسله مرة كسائر النجاسات
والخنزير كالكلب على الجديد وفي القديم يكفي مرة كغيره
وقيل القديم كالجديد ول يقوما الصابون والشنان ونحوهما
مقاما التراب على الظأهر كالتيمم
ويقوما في الثاني كالدباغ والستنجاء
والثالث إن وجأد ترابا لم يقم
وإل قاما
وقيل يقوما فيما يفسده التراب كالثياب دون الواني
أما إذا اقتصر على الماء وغأسله ثماني مرات ففيه أوجأه
الصح ل يطهر
والثاني يطهر
والثالث يطهر عند عدما التراب دون وجأوده
ول يكفي غأمس الناء والثوب في الماء الكثير على الصح
ول يكفي التراب النجس على الصح كالتيمم
ولو تنجست أرض ترابية بنجاسة الكلب كفى الماء وحده
على الصح إذ ل معنى لتعفير التراب ول يكفي في
استعمال التراب ذره على المحل بل ل بد من مائع يمزجأه به
ليصل التراب بواسطته إلى جأميع أجأزاء المحل
فإن كان المائع ماء حصل الغرض وإن كان غأيره كالخل وماء
الورد وغأسله ستا بالماء لم يكف على الصحيح كما لو غأسل
السبع بالخل والتراب
قلت لو ولغ في الناء كلب أو كلب مرات فثلثة أوجأه
الصحيح يكفيه للجميع سبع
والثاني يجب لكل ولغة سبع
والثالث يكفي لولغات الكلب الواحد سبع ويجب لكل كلب
سبع
ولو وقعت نجاسة أخرى في الناء الذي ولغ فيه كفى سبع
ولو كانت نجاسة الكلب عينية كدمه فلم تزل إل بست
غأسلت مثل فهل يحسب ذلك ستا أم