ƒΘΘáƒá σ∩ ƒΘστ∞ ƒΘ¼ƒσπ∩
اللباب في الفقه الشافعي
تأليف
القاضي أبي الحسن أحمد بن محمد بن أحمد الضبي المحاملي
الشافعي
المتوفي سنة 415هـ
حققه وعلق عليه وخرج أحاديثه
د /عبد الكريم بن صنيتان العمري
المقدمة:
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ،ونستغفره ونستهديه ،ونعوذ بالله من شرور
أنفسنا ،ومن سيئات أعمالنا ،من يهده الله فل مضل له ،ومن يضلل فل هادي له،
وأشهد أن ل إله إل الله وحده ل شريك له ،وأشهد أن نبينا محمدا عبده ورسوله،
صلى الله عليه ،وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما
كثيرا.
أما بعد:
فإن خزائن المكتبات في مختلف أنحاء العالم ل تزال تزجر بعشرات اللفا من
المخطوطات السلمية ،التي خلفها علماؤها الخيار ،وسطروا فيها إبداعهم،
وملئوها بشتى أنواع العلوم والمعارفا ،وهي الثروة التي تركوها وراءهم ،والتي ل
تزال الجيال المتلحقة التي أتت بعدهم تشهد لولئك العلماء بالمنزلة المرموقة
التي وصلوا إليها في العلم والتأليف والكتابة.
واليوم أقدم لك أخي القارئ واحدا من تلك الكتب التي بقيت حبيسة في المكتبات
قرونا عدة ،ويشاء الله تعالى أن ل يخرج هذا الكتاب إل بعد ألف عام من وفاة
مؤلفه رحمه الله تعالى.
هذا الكتاب الذي بين يديك ،يعد واحدا من أهم مصادر الفقه الشافعي المتقدمة،
والتي اعتمد عليها فقهاء الشافعية ،ومصنفوهم في كتابة مؤلفاتهم ،فأخذوا عن
هذا الكتاب ،واقتبسوا منه ،وأفادوا منه إفادة كبيرة.
إن كتاب ]اللباب[ للعلمة أبي الحسن أحمد بن محمد بن أحمد المحاملي
الشافعي المتوفى سنة )415هـ( ،حوى كثيرا من المسائل الفقهية ،والقواعد،
والضوابط والفروق ،والستثناءات وغيرها من الفنون ،فهو كتاب شامل لجميع
أبواب الفقه ،بأساليب متنوعة ،تجذب القارئ إلى الستفادة منه ،ومواصلة البحث
في ثناياه عن مسائل قد ل يجدها في غير هذا الكتاب.
ويعلم الله – تعالى – مدى الجهد الذي بذلته في تحقيق هذا الكتاب ،لكن عون الله
تعالى وتوفيقه هو الذي دفع بي إلى مواصلة تحقيقه وإكماله إلى آخره ،ولو
اعتمدت على جهدي المقل ،وفهمي القاصر لما حققت بابا من أبوابه ،ولكن كما
قيل:
إذا لم يكن عون من الله للفتى *** فأول ما يجني عليه اجتهاده
فأشكر الله تعالى على ما أمدني به من العون والتوفيق حتى أتممت تحقيق هذا
الكتاب ،فإن كنت قد وفقت إلى الصواب فذلك بفضل الله تعالى وكرمه أول
وآخرا ،وإن كان غير ذلك فحسبي أني بذلت جهدي ،وأسأل الله تعالى العفو عن
الزلت ،والصفح عن الهفوات ،إنه قريب مجيب الدعوات.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين
وسلم تسليما كثيرا.
كتبه :أفقر العباد ،إلى الملك الجواد
عبد الكريم بن صنيتان بن خليوي العمري الحربي المدينة المنورة – ص .ب89 :
مصادر ترجمة المصنف:
وردت ترجمة المصنف أبي الحسن أحمد بن محمد المحاملي الشافعي في
مصادر كثيرة من أهمها:
طبقات الشافعية للعبادي 72
تاريخ بغداد للخطيب البغدادي 4/372
طبقات الفقهاء للشيرازي 136
النساب للسمعاني 5/209
المنتظم لبن الجوزي 8/17
الكامل لبن الثير 9/341
طبقات الشافعية لبن الصلحا 1/366
تهذيب السماء واللغات للنووي 2/210
وفيات العيان لبن خلكان 1/74
سير أعلم النبلء للذهبي 17/403
العبر في خبر من غبر .له أيضا .2/228
الوافي بالوفيات للصفدي 7/321
مرآة الجنان لليافعي 3/29
طبقات الشافعية لبن السبكي 4/48
طبقات الشافعية للسنوي 2/202
البداية والنهاية لبن كثير 12/19
طبقات الشافعية .له أيضا 1/369
طبقات الشافعية لبن قاضي شهبة 1/174
النجوم الزاهرة لبن تغري بدري 4/262
طبقات الشافعية لبن هداية الله 132
كشف الظنون الظنون للحاج خليفة
شذرات الذهب لبن العماد 5/77
هدية العارفين لسماعيل باشا 1/72
العلم للزركلي 1/211
معجم المؤلفين لعمر رضا كحالة 2/74
تاريخ التراث العربي لفؤاد سزكين 1/3/208
المبحث الول :اسمه ،ونسبه ،ومولده
اسمه ونسبه :هو أحمد بن محمد بن أحمد بن القاسم بن إسماعيل بن محمد بن
إسماعيل بن سعيد بن أبان الضبي ،المحاملي ،البغدادي ،الشافعي).1(1
وكنيته :أبو الحسن .(2)2
1 -1وفيات العيان ،1/74طبقات الشافعية للسنوي ،2/202البداية والنهاية ،12/19طبقات الشافعية
لبن كثير ،1/369النجوم الزاهرة .4/262
2 -2المصادر السابقة.
ضضبة ابن أد د بن
ضببي :بفتح الضاد المعجمة ،وتشديد الباء الموحدة؛ نسبة إلى ض
وال ض
طابخة بن إلياس بن مضر .وهو جد جاهلي ،تنسب إليه )بني صضبة( ،وهي قبيلة
)(3
كبيرة مشهورة .3
والمحاملي :بفتح الميم الولى والحاء المهملة ،وكسر الميم الثانية واللم؛ نسبة
مل كمجلس ،وهي :التي يحمل عليها الناس على الجمال
ح م
حا م
م ح
م ض
مل جمع ض
إلى ال ض
في السفر إلى مكة وغيرها ،وذلك لن بعض أجداد المصنف كان يبيع هذه
)(4
المحامل ببغداد ،فنسبت هذه السرة إلى تلك المهنة 4
)(5
البغدادي :نسبة إلى مدينة )بغداد( حيث ولد وعاش ومات فيها .1
الشافعي :نسبة إلى مذهب المام محمد بن إدريس الشافعي ،حيث برع المصبنف
)(6
في الفقه الشافعي وكتب فيه عدة مصنفات .2
)(7
ملي بمدينة )بغداد( سنة ثمان وستين وثلثمائة للهجرة .3
حا م
م ض
مولده :ولد ال ض
المبحث الثاني :نشأته في أسرة علمية
نشأ المصنف – رحمه الله – في بيئة علمية متميزة ،ساعدته في تكوين شخصيته
العلمية ،وظهور مواهبه ،وسرعة نبوغه ونجابته ،فهو ينتسب إلى أسرة
ملي( ،وهي أسرة اشتهرت بتفوقها العلمي ،قد ألفت المرابطة في حلقات
حا م
م ض
)ال ض
العلم ،ولزمت مجالس التعليم ،واستأنست بمرافقة العلماء ،وآثر أفرادها
النتساب إلى حلقات التدريس والفتاء التي كانت تغص بها مساجد ومدارس
بغداد ،قد ارتوت جذور هذه السرة بالعلوم الشرعية ،ونمت أغصانها على ذلك،
وترعرعت يانعة ندضية ،تحمل بين جوانحها أنواع العلوم ،وأصنافا المعارفا،
جل التاريخ أخبارها وسيرتها
فتألقت ،وارتفعت ،وعل شأنها ،وذاع صيتها ،وس ض
ومسيرتها في رحلة التعليم الطويلة ،إذ أسهمت هذه السرة في بث الوعي
المبحث الثاني :نشأته في أسرة علمية
الديني ،ونشر العلم الشرعي وتبليغه.
يقول ابن الصلحا (8)1في وصف هذه السرة" :بيت النبل والجللة ،والفضل،
والفقه ،والرواية".
)(9
ويقول ابن السبكي " : 2بيت الفضل والجللة ،والفقه والرواية".
وقد برز أفراد هذه السرة ،واشتهروا ،وتقلد عدد من أفرادها مناصب مرموقة في
التدريس والفتاء ،والخطابة والقضاء ،والمامة والرواية ،وغير ذلك من المناصب
العلمية البارزة.
ومن أشهر علماء هذه السرة وأعلمها:
-1ولد المصبنف.
محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن القاسم بن إسماعيل الصبي ،المحاملي ،أبو
الفضل ولد سنة ]400هـ[ ،وتتلمذ على والده ،وتفقه به ،وكان فقيها ،عالما
بالتفسير ،والحديث ،ذكيا ،وكانت له حلقة أيام الجمع بجامع القصر ببغداد ييقرأ
-3
-4
-5
-6
-7
-8
-9
3
4
1
2
3
1
2
جمهرة أنساب العرب ،192النساب للسمعاني ،4/10الوفيات .1/75
النساب ،والوفيات .الصفحات السابقة ،الوافي ،7/321مرآة الجنان ،3/29القاموس .3/372
تاريخ بغداد .4/372
طبقات الشافعية لبن الصلحا ،1/366ولبن السبكي ،4/48ولبن قاضي شهبة .1/174
المصادر السابقة ،وطبقات الشافعية للسنوي .2/202
طبقات ابن الصلحا .1/366
طبقات ابن السبكي .4/48
عليه فيها التفسير والحديث ،ولم يينقل عنه إل ض اليسير؛ لنه ترك العلم ،وأقبل على
)(10
الدنيا ،مات في شهر رجب سنة )477هـ(.3
-2حفيده.
يحيى بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن القاسم الضبي ،المحاملي ،أبو
الطاهر ،كان فقيها كبيرا ،ورعا ،كثير العبادة ،له مصنف في الفقه ،أقام بمكة
)(11
المكرمة أكثر من خمسين عاما ،مات بها في جمادى الخرة سنة )528هـ(4
-3والده.
محمد بن أحمد بن القاسم بن إسماعيل الضبي ،المحاملي ،أبو الحسين البغدادي،
من كبار فقهاء الشافعية ،ولد سنة )332هـ( ،حفظ القرآن ،والفرائض ،ودرس
الفقه على مذهب الشافعي ،وكتب الحديث ،وكان ثقة صادقا خديرا فاضل ،من
مصنفاته) :تفسير النبي صلى الله عليه وسلم( ،مات في رجب سنة )407هـ(.1
)(12
-4أجداده.
ملي ،جد د جد ب المصنف ،ووالد
حا م
م ض
) أ ( -إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الضبي ،ال ض
القاضي أبي عبد الله الحسين المحدث المشهور.
سكن بغداد ،وتتلمذ عليه كثير من محدثيها ،روى عنه ابناه الحسين والقاسم شيئا
)(13
يسيرا .2
ملي ،أبو عبيد ،جد د والد م
حا م
م ض
) ب ( -القاسم بن إسماعيل بن محمد الضبي ،ال ض
المصنف ،ولد سنة )238هـ( ،كان من أهل الحديث والعلم ،ثقة صدوقا ،مات
)(14
ببغداد في شهر رجب سنة )323هـ(.3
ملي ،أبو الحسن،
حا م
م ض
) ج ( -أحمد بن إسماعيل بن إسماعيل بن محمد الضبي ،ال ض
جد د المصنف لبيه ،سمع من أبيه ،وصنف وذاكر بالحديث ،ومات سنة )33
)(15
7هـ(4
) د ( -جد ضيته:
هي أمة الواحد ابنة القاضي أبي عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي ،جدة
المصنف ،اسمها :ستيتة ،كانت عالمة فاضلة من أحفظ الناس للفقه ،وحفظت
القرآن ،والفرائض ،والحساب ،والعربية وغير ذلك من العلوم ،وكانت تفتي ،كثيرة
)(16
الصدقة والمسارعة إلى الخيرات .ماتت في شهر رمضان سنة )377هـ(.1
-5أخوه:
عبد الكريم بن محمد بن أحمد بن القاسم الضبي ،المحاملي ،أبو الفتح ،أخو
المصنف ،كتب عنه الخطيب البغدادي ،ووثقه .مات في شهر المحرم سنة )
)(17
448هـ(.2
ده:
مج ب
-6ع د
3 -10المنتظم ،6/13طبقات ابن الصلحا ،1/98الوافي ،2/86طبقات السنوي .2/202
4 -11طبقات ابن السبكي ،7/335والسنوي ،2/203وابن قاضي شهبة .1/314
1 -12تاريخ بغداد ،1/333طبقات السنوي ،2/203هدية العارفين .2/60
2 -13تاريخ بغداد .6/280
3 -14تاريخ بغداد ،12/447النساب ،5/208العبر ،2/20شذرات الذهب .4/124
4 -15تاريخ بغداد ،4/352طبقات الشافعية لبن الصلحا ،1/366وللسنوي .2/302
1 -16تاريخ بغداد ،14/442مرآة الجنان ،2/407العبر ،2/149طبقات السنوي .2/204
2 -17تاريخ بغداد ،11/81النساب .5/210
الحسين بن إسماعيل بن محمد الضبي ،المحاملي ،القاضي أبو عبد الله البغدادي
الشافعي ،العلمة ،الحافظ ،شيخ بغداد ومحدثها وفقيهها ،ولد سنة )235هـ(،
وكان فاضل ،دينا ،صادقا ،ثقة ،ولي قضاء الكوفة ستين سنة ،وكان يحضر مجلس
إملئه عشرة آلفا رجل يكتبون عنه .من مصنفاته )الدعاء() ،المالي( مطبوعان،
)كتاب السنن() ،كتاب صلة العيدين( .مات في شهر ربيع الخر سنة )330هـ(.3
)(18
-7ابن ابن عم جده:
أحمد بن عبد الله بن الحسين بن إسماعيل الضبي ،المحاملي ،أبو عبد الله ولد
في رمضان سنة )343هـ( ،سمع عددا من مشايخ بغداد ،وسماعه صحيح ،روى
)(19
عنه الخطيب البغدادي وغيره .مات ببغداد في شهر ربيع الخر سنة )429هـ(.1
المبحث الثالث :شيوخه
ولد المحاملي في الوقت الذي كانت فيه بغداد تشهد حركة علمية مزدهرة،
ونهضة تعليمية نشطة ،إذ كانت المساجد عامرة بحلقات العلوم الشرعية،
والمدارس تغص بالتلميذ الذين توافدوا من كل حدب وصوب ،ينهلون من مختلف
العلوم ،ويتلقون من أساتذتهم أصنافا الفنون والمعارفا؛ من تفسير ،وفقه،
وحديث ،ولغة ،وغير ذلك ،فقد برز في تلك الحقبة من الزمن الجهابذ من العلماء،
وفحول الشيوخ التقياء ،يدفعهم حب العلم ،والخلص لله تعالى إلى بثة ونشره،
ل مقصد لهم إل طلب الثواب من الله تعالى ،ورجاء مغفرته ورضوانه ،وقد اعتلى
قمة الفتاء والتدريس في تلك الفترة أعلم اشتهروا ،وحفظ التاريخ أسماءهم؛
من أمثال أبي الحسن القصار المالكي ،وأبي محمد الخوارزمي الشافعي أحد
الئمة الفقهاء أصحاب الوجوه ،وأبي عبد الله الحناطي الشافعي ،وابن اللباب
الفقيه الشافعي المشهور ،وأبي عبد الله الحسن بن حامد شيخ الحنابلة ،وأبي عبد
الله الحاكم المحدث العلم ،وأبي حازم محدث بغداد ،وغيرهم من العلماء الفذاذ،
الذين ظهروا وعاشوا في تلك الفترة الزمنية .وعلى الرغم من ذلك الكم الهائل،
والعدد الوافر من العلماء الذين برزوا في الفترة التي قارنت حياة المام
المحاملي إل أن كتب التراجم لم تورد لنا ذكر جميع أساتذته ومشايخه الذين روى
عنهم ،وقرأ عليهم ونهل من مناهلهم.
ومن خلل قيامي بقراءة استقراء وتتبع لتراجم العلم المعاصرين له – والذين هم
مظنة أن يكون قد تتلمذ عليهم – عبر قراءة لكتب التراجم والطبقات؛ تمكنت من
العثور على أسماء أربعة من شيوخه الذين أخذ عنهم ،وهم:
-1الشيخ أبو حامد أحمد بن أبي طاهر محمد بن أحمد السفراييني ،شيخ
الشافعية بالعراق ،ولد سنة )344هـ( ،اشتغل بالعلم منذ قدومه بغداد ،فأخذ عن
كبار علمائها ،وبر ع في المذهب حتى فاق متقدميه ،وأفتى وهو ابن سبع عشرة
سنة ،واتفق معاصروه على تقديمه وتفضيله ،وأخذ عنه جمع كبير من أئمة وفقهاء
بغداد ،علق على )مختصر المزني( ،وله )التعليقة الكبرى( في الفروع ،وكتاب
)البستان( وهو صغير .وثقه الخطيب البغدادي وغيره .مات ببغداد في شوال سنة
)(20
)406هـ(.1
3 -18سير أعلم النبلء ،15/258البداية والنهاية ،11/216الشذرات .4/170
1 -19تاريخ بغداد ،4/238النساب .5/209
1 -20طبقات الشيرازي ،131طبقات الشافعية لبن السبكي ،4/61ولبن قاضي شهبة .1/172
-2المام علي بن عبد الرحمن البكائي ،أبو الحسن بن أبي السري الكوفي ،من
كبار شيوخ الكوفة ومحدثيها ،سمع من أبي جعفر بن مطين ،وأبي حصين
الوادعي ،وعبد الله بن بحر ،وغيرهم ،وحدث عنه جماعة؛ منهم أبو العلء صاعد بن
محمد بن الحسن السكري ،وأبو الحسين الدهان .مات في ثالث عشر من شهر
)(21
ربيع الول سنة )376هـ( ،وله تسع وتسعون سنة 1
-3المام الفقيه أبو الحسين محمد بن أحمد بن القاسم الضبي ،المحاملي،
)(22
البغدادي ،والد المصنف .تقدمت ترجمته عند الكلم على أسرة المصنف .2
-4الشيخ الحافظ محمد بن المظفر بن موسى البغدادي ،أبو الحسين ،ولد ببغداد
سنة )286هـ( من أشهر علماء الحديث ببغداد ،سمع من كبار علمائها ،ثم رحل
إلى الكوفة ،وحلب ،وحمص ،ومصر ،وغيرها ،واشتهر في معرفة الرجال ،وجمع
وصنف ،حدث عنه أبو حفص بن شاهين ،والمام الدار قطني ،والبرقاني ،أبو
محمد الخلل وغيرهم ،وثقه غير واحد من العلماء .مات في جمادى الولى سنة )
)(23
379هـ(3
المبحث الرابع :تلميذه
حسن الفهم
برز المحاملي وذاعت شهرته ،وعل م
صيته ،ويرزق من الذكاء والفطنة و ي
ما تميز به على معاصريه ،وتفوق به على أقرانه ،وبرع في الفقه ،وظهر للجميع
ف حوله طلبة العلم ،وقصده
تمكنه وطول باعه في مذهب الشافعي ،لذلك الت ض
التلميذ من كل البلدان ،فكان ييدبرس في بغداد في حياة شيخه أبي حامد وبعده.
ومن أبرز تلميذه الذين سمعوا منه وقرءوا عليه:
-1المام ،الحافظ ،الناقد ،أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت ،الخطيب البغدادي ،ولد
سنة )392هـ( ،كان أحد الحفاظ المتقنين ،والعلماء المتبحرين ،وكان فقهيا ،فغلب
عليه الحديث والتاريخ ،كان فصيح اللهجة ،عارفا بالدب ،ولوعا بالمطالعة
والتأليف ،من مصنفاته الكثيرة) :تاريخ بغداد() ،السابق واللحق() ،موضح أوهام
الجمع والتفريق( .مات ببغداد في شهر ذي الحجة سنة )463هـ( -2(24).1علي بن
أحمد الكاتب ذكر الخطيب البغدادي (25)2وغيره ،(26)3أن هذا قرأ على المصبنف
رواية الحافظ عبد الله بن محمد البغوي )ت 317هـ() 4(27عن المام أحمد بن
)(28
محمد بن حنبل )الفوائد(.5
ي هذا.
ولم أقف على ترجمة لعل ي
-3القاضي علي بن المحسن بن علي التنوخي ،أبو القاسم البغدادي ،يولد بالبصرة
سنة )365هـ( ،ذكر الخطيب البغدادي أنه سمع منه وقال" :وكان قد قبلت
شهادته عند الحكام في حداثته ،ولم يزل على ذلك مقبول إلى آخر عمره ،وكان
ض
حا عدة .مات ببغداد
متحفظا في
الشهادة ،صدوقا في الحديث ،وتقلد قضاء نوا ح
)(29
سنة )447هـ(1
-21
-22
-23
-24
-25
-26
-27
-28
-29
1
2
3
1
2
3
4
5
1
النساب ،1/382العبر ،2/147الشذرات .4/405
ص ) (14من هذا الكتاب.
تاريخ بغداد ،3/262المنتظم ،7/152البداية والنهاية .11/328
وفيات العيان ،1/92طبقات ابن السبكي ،4/29هدية العارفين ،1/79العلم 1/172
تاريخ بغداد 4/373
طبقات ابن السبكي 4/49
سير أعلم النبلء 14/440
وهي مسائل رواها عن المام أحمد – رحمه الله – البغوي ،طبعت سنة )1407هـ( في الرياض
تاريخ بغداد ،12/115النساب ،5/209 ،1/485الوفيات ،4/162العبر .2/291
-4محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن القاسم ،الضبي ،المحاملي ،أبو الفضل،
)(30
ولد المصنف .تقدمت ترجمته عند الكلم على أسرة المصنف 2
-5محمود بن الحسن بن محمد ،أبو حاتم القزويني الشافعي ،من كبار فقهاء
الشافعية ،أخذ عن الباقلني ،وابن اللضبان ،وهو شيخ الشيرازي صاحب )المهذب(،
كان حافظا للمذهب ،وصنف كتبا كثيرة في المذهب وفي الصول والخلفا
)(31
والجدل؛ منها )الحيل( مطبوع ،و)تجريد التجريد( .مات سنة )440هـ(.3
المبحث الخامس :مصنفاته
مر طويل ،وإنما اخترمته المنية
على الرغم من أن المحاملي – رحمه الله – لم يع ض
وهو في ريعان شبابه ،إل أنه لم يمت حتى ترك وراءه عددا من المصنفات الفقهية
المفيدة ،والمؤلفات المشهورة الفريدة ،حيث صنف كتبا في المذهب ،وأخرى في
الخلفا ،أعانه على ذلك ما وهبه الله من ذكاء حاد ،وحضور
فكر ،وفهم ،وقريحة جيدة ،وسرعة حفظ؛ فاستغل هذه المواهب ،وأشرع قلمه
دم للمكتبة السلمية ثروة فكرية تمثلت في مصنفاته
في الكتابة والتأليف ،وق ض
الفقهية المتعددة في المذهب الشافعي ،حيث اعتمد عليها من جاء بعده من
مصنفي المذهب ،فنقلوا عنها كثيرا من أقواله ،وتحريراته ،وأفادوا منها إفادة
كبيرة".
وهذه مصضنفات الع ض
لمة المحاملي ،مع الشارة إلى بعض النقولت المتأخرة عن
بعضها:
)(33
)(32
الصفهاني .2
أول :أمالي 1
ثانيا :الوسط:
)(36
ذكره ابن خلكان ،(34)3والصفدي) ،4(35والحافظ ابن كثير 5
)(37
ثالثا :التجريد في الفروع .6
)(38
وهو كتاب في الفقه ،غالبه فروع عارية عن الستدلل ، 7وقد جضرده تلميذه أبو
)(40
)(39
ماه :تجريد التجريد .2
حاتم القزويني ،1وس ض
وقد نقل عنه الشافعية كثيرا ،ومنهم المام النووي ،فقد نقل عن التجريد مسائل
كثيرة في كتابه المجموع؛ منها :في الجزء الول /الصفحات،133 ،123 ،108 :
.356والجزء الخامس /الصفحات،239 ،219 ،217 ،209 ،191 ،190 ،176 :
.423 ،254والجزء السادس .525 ،450 ،443 ،186 ،139 /
والجزء الثامن .137 /وغير ذلك.
2 -30ص ) (13من هذا الكتاب.
3 -31طبقات الشيرازي ،137طبقات الشافعية لبن السبكي ،5/312ولبن قاضي شهبة ،1/218ولبن
هداية الله 145
1 -32المالي :جمع إملء ،وهو :أن يعقد عالم وحوله تلمذته بالمحابر والقراطيس ،فيتكلم العالم بما فتح
الله – سبحانه وتعالى – عليه من العلم ،ويكتبه التلمذة فيصير كتابا وهو المعروفا عند فقهاء الشافعية
وعلمائهم بالتعليق .وانظر :كشف الظنون ،161الرسالة المستطرفة .119
2 -33هدية العارفين .1/72
3 -34وفيات العيان 1/75
4 -35الوافي .7/321
5 -36البداية والنهاية .12/19
6 -37طبقات الشافعية للسنوي ،2/202تهذيب السماء ،2/210هدية العارفين .1/72
7 -38كشف الظنون 351
1 -39طبقات ابن السبكي .5/312
2 -40المصدر السابق.
رابعا :تحرير الدلة:
سضبه للمحاملي ابن هداية الله في طبقاته .3
ن ض
)(42
خامسا :التعليقة 4نقلها عن شيخه أبي حامد السفراييني.
سادسا :رؤوس المسائل:
)(43
وهو مجلدان يذكر فيه أصول المسائل ويستدل عليها .5
)(44
سابعا :عدة المسافر وكفاية الحاضر .1
وهو كتاب في مجلد واحد ،ذكر فيه الخلفا بين الشافعية والحنفية ،منه نسخة
)(45
موقوفة بالمدرسة الفاضلية بالقاهرة .2
)(46
ونقل عنه السنوي في كتابه :التمهيد في تخريج الفروع على الصول ..3
)(47
ثامنا :كتاب القولين والوجهين .4
تاسعا :الدلباب:
وهو الكتاب الذي بين يديك أخي القارئ ،وسيأتي الكلم عليه بالتفصيل إن شاء
)(48
الله تعالى .5
)(49
عاشرا :المجضرد .6
)(50
حادي عشر :المجموع .7
وهو كتاب في الفقه على مذهب المام الشافعي ،يشتمل على نصوص كثيرة
للشافعي ،ويقع في عدة مجلدات بحجم كتاب )الروضة( للمام النووي (51).1وقد
نقل عنه النووي كثيرا .فنقل عنه في الروضة .1/57
وفي المجموع ،5/181 .345 ،327 ،325 ،320 ،194 ،187 ،129 ،1/108
،358 ،357 ،296 ،187 ،146 ،139 ،132 ،6/24 .189وغير ذلك.
ونقل عنه السيوطي في الشباه والنظائر .460
)(53
ثاني عشر :المقنع (52).2ذكر سركين أنه يقع في ) (222ورقة .3
وقد نقل عنه النووي في عدة مواضع.
فنقل عنه في الروضة .4/438 .535 ،232 ،3/87 .2/318 :وفي المجموع:
.208 ،174 ،6/36 .301 ،190 ،141 ،5/7 .360 ،196 ،157 ،133 ،1/129
.433 ،331 ،8/137
)(41
3 -41طبقات الشافعية لبن هداية الله .132
4 -42طبقات الشيرازي ،136سير أعلم النبلء ،17/404طبقات الشافعية لبن قاضي شهبة .1/174
5 -43طبقات ابن قاضي شهبة ،1/175شذرات الذهب .5/78
1 -44طبقات ابن قاضي شهبة ،1/175شذرات الذهب ،5/78هدية العارفين ،1/72معجم المؤلفين .2/74
2 -45كشف الظنون 2/1130
3 -46التمهيد .142
4 -47كشف الظنون ،2/1366هدية العارفين .1/72
5 -48انظر ص ) (31من هذا الكتاب.
6 -49طبقات الشافعية لبن الصلحا ،377 ،1/368ولبن قاضي شهبة ،1/174الشذرات .5/77
7 -50المصادر السابقة ،وتهذيب السماء ،2/220سير أعلم النبلء ،17/404مرآة الجنان ،3/29الوافي
.7/321
1 -51الشذرات .5/78
2 -52طبقات الشيرازي ،224طبقات الشافعية لبن الصلحا ،1/367تهذيب السماء ،2/210وفيات
العيان ،1/75السير ،17/405الوافي ،7/321طبقات الشافعية لبن السبكي ،4/48البداية والونهاية
،12/19طبقات الشافعية لبن كثير ،1/369وللسنوي ،2/202ولبن قاضي شهبة ،1/175كشف الظنون
،2/1810هدية العارفين ،1/72معجم المؤلفين .2/74
3 -53تاريخ التراث العربي .1/3/210
)(54
.9/214وفي طبقات ابن السبكي عدة مسائل نقلها عنه .1
المبحث السادس :وفاته
توفي الع د
لمة أبو الحسن المحاملي شابا في بغداد ،بعد حياة حافلة بالعلم،
والتعليم ،والتصنيف .وكانت وفاته يوم الربعاء لتسع بقين من شهر ربيع الخر
سنة خمس عشرة وأربعمائة للهجرة ،وكان عمره عند وفاته سبعا وأربعين سنة .2
)(55
)(56
سضليم بن أيوب الرازي
وقد ذكر غير واحد ممن ترجموا له ، 3عن أبي الفتح ي
الشافعي )ت 447هـ( (57)4قال" :لما صنف المحاملي كتبه )المقنع( و)المجرد(
وغيرهما من تعليق أستاذه أبي حامد السفراييني ،ووقف عليها – قال :ب ضت ضضر كتبي
ب ضت ضضر الله عمره ،فما عاش إل يسيرا ومات ،فنفذت فيه دعوة أبي حامد".
وقد اتفقت كلمة المترجمين له على أن وفاته كانت سنة خمس عشرة وأربعمائة
)(58
للهجرة .1
)(59
غير أن أبا إسحاق الشيرازي تشكك في وفاته حيث قال " : 2وتوفي في سنة
أربع عشرة ،أو خمس عشرة وأربعمائة" ،ولم يذكر ذلك أحد سواه.
كما ذكر الحاج خليفة صاحب كتاب كشف الظنون في أحد المواضع أن تاريخ وفاة
المحاملي سنة )425هـ( ،(60)3ثم ذكر في خمسة مواضع أخرى أنها كانت سنة )4
)(61
15هـ( وذلك عند ذكره مؤلفات المصبنف .4
وأرجح بل أجزم أن الموضع الول كان خطأ مطبعيا ،حيث كتبت كلمة )عشرين(
بدل )عشر( ،وذلك لتفاق المواضع الخمسة الخرى على ذكر تاريخ الوفاة
الصحيح المتفق عليه.
المبحث السابع :ثناء العلماء عليه
لقد بلغ الع د
وأ مرتبة عالية بين
لمة المحاملي مكانة مرموقة بين علماء عصره ،وتب ض
أقرانه ،وذلك لما وهبه الله – تعالى – من النجابة ،والذكاء ،والفطنة ،وحضور
الفكر ،وسرعة البديهة ،ول عجب في ذلك ،فإن لنشأته في أسرة علمية عريقة
شط ،أثرا كبيرا في بلوغه تلك المكانة ،ووصوله تلك
في العلم ،ومجتمع علمي ن ض م
المرتبة.
ولعل أول من وصفه بالنجابة والذكاء وغزارة العلم :شيخه أبو حامد السفراييني.
)(62
سن التنوخي :(63)2
فقد قال تلميذه - 1أعني تلميذ المحاملي – علي بن المح ب
)(64
ي أبو الحسن بن
"قال لي أبو القاسم علي بن حسين الموسوي : 3دخل عل ض
1 -54طبقات ابن السبكي .52-4/49
2 -55تاريخ بغداد ،4/373المنتظم ،8/17الكامل ،8/147وفيات العيان ،1/75سير أعلم النبلء
،16/405طبقات الشافعية للسنوي ،2/202ولبن كثير ،1/370الشذرات ..5/77
3 -56طبقات الشافعية لبن الصلحا ،377 ،1/368تهذيب السماء ،2/210طبقات ابن السبكي .4/94
4 -57طبقات ابن السبكي ،4/388سير أعلم النبلء .17/645
1 -58انظر المصادر في مقدمة الدراسة ص ).(9
2 -59طبقات الفقهاء للشيرازي .136
3 -60كشف الظنون .351
4 -61كشف الظنون .1810 ،1606 ،1541 ،1366 ،1130
1 -62تاريخ بغداد ،4/373المنتظم ،8/17طبقات ابن الصلحا ،1/369وطبقات ابن السبكي ،4/49السير
.17/404
2 -63ترجمته ص ) (19من هذا الكتاب.
3 -64تاريخ بغداد .11/402
المحاملي مع أبي حامد السفراييني ولم أكن أعرفه ،فقال لي أبو حامد :هذا أبو
الحسن بن المحاملي ،وهو اليوم أحفظ للفقه مبني".
وقال عنه تلميذه الخطيب البغدادي)" :4(65أحد الفقهاء الموجودين على مذهب
الشافعي ،وبرع في الفقه ويرزق من الذكاء وحسن الفهم ما أربى به على أقرانه.
)(68
وكذلك قال عنه السمعاني ،(66)5وابن خلكان ،(67)6والصفدي .7
وقال ابن الصلحا " :(69)8المام ،المصبنف ،من رفعاء أصحاب الشيخ أبي حامد،
ومن بيت الدنبل والجللة ،والفضل والفقه والرواية".
وقال المام الذهبي " :(70)9المام الكبير ،شيخ الشافعية ،أحد العلم ،وكان عجبا
في الفهم والذكاء وسعة العلم".
وقال أيضا " :(71)1وكان عديم الضنظير في الذكاء والفطنة ،صضنف عدة كتب".
وقال اليافعي " :(72)2المام أبو الحسن المحاملي ،شيخ الشافعية ،برع في الفقه،
وكان عديم الضنظير في الذكاء".
)(73
وأثنى عليه ابن السبكي في طبقاته فقال " :3المام الجليل ،من رفعاء أصحاب
الشيخ أبي حامد ،وبيته بيت الفضل والجللة ،والفقه والرواية".
وقال ابن قاضي شهبة " :(74)4أحد الئمة الشافعية ،وكان غاية في الذكاء والفهم،
وبرع في المذهب".
)(75
وقال المؤرخ الشهير ابن العماد " : 5أبو الحسن المحاملي ،شيخ الشافعية،
كان عديم الضنظير في الذكاء والفطنة ،صضنف عدة كتب".
طر على المحاملي من معاصريه؛
فجميع تلك الوصافا والنعوت ،وهذا الثناء الع م
شيوخا وتلميذا ،وممن جاء بعدهم من العلماء والمؤرخين – ييظهر لنا ما وصل إليه
هذا العالم العضضلم من مكانة رفيعة ،ومنزلة عالية في نفوس الناس ،ولم تحصل له
تلك المكانة والمنزلة ،إل بإخلصه لله تعالى في طلب العلم ونشره ،وإيصاله
للناس ،وبما ترك وراءه من المصضنفات الجليلة ،والتحريرات المفيدة ،التي استفاد
منها كل من ا د
طلع عليها ممن جاء بعده ،فرحمنا الله وإياه رحمة واسعة.
الفصل الثاني
المبحث الول :نسبة الكتاب إلى المصنف
دم على أن المحاملي – رحمه الله تعالى – قد صنف عدة كتب في الفقه؛ منها
تق د
ما اقتصر فيه على مذهب المام الشافعي ولم يتطرق فيه إلى ذكر أقوال
المذاهب الخرى إل ما ندر ،ومنها ما صنفه على طريقة الخلفا ،وكتاب )الدلباب(
) 1(76الذي بين أيدينا من النوع الول ،ولعله أصغر مصنفاته حجما ،ومع ذلك فهو
-65
-66
-67
-68
-69
-70
-71
-72
-73
-74
-75
-76
4
5
6
7
8
9
1
2
3
4
5
1
تاريخ بغداد .4/372
النساب .5/209
وفيات العيان .1/75
الوافي بالوفيات .7/321
طبقات الشافعية لبن الصلحا .1/366
سير أعلم النبلء .404-17/403
المعبر .229-2/228
مرآة الجنان .3/29
طبقات ابن السبكي .4/48
طبقات ابن قاضي شهبة .1/174
شذرات الذهب .5/77
سه.
الدلباب :خالص كل شيء وأنف ي
ج د
ل يمن سطروا حياة المحاملي ،وترجموا له في
أكثر كتب المصبنف نسبة إليه ،ف ي
كتبهم؛ نسبوا هذا الكتاب إليه.
وثمة طريقة أخرى في نسبة هذا الكتاب إليه ،وذلك باعتماد فقهاء الشافعية عليه،
وإفادتهم منه ،وربطهم الوثيق بين )الدلباب( وبين )المحاملي(.
خص مما ذكريته طريقتان في نسبة كتاب )الدلباب( إلى )المحاملي(:
فتل ض
الول :نسبة الكتاب إليه أثناء الترجمة له ،وقد نسبه إليه ك ل
ل من:
ابن خبلكان في :وفيات العيان .1/75
والذهبي في :سير أعلم النبلء .17/405
والصفدي في :الوافي بالوفيات .7/321
واليافعي في :مرآة الجنان .3/29
وابن السبكي في :طبقات الشافعية الكبرى .4/48
والسنوي في :طبقات الشافعية .2/202
والحافظ ابن كثير في :البداية والنهاية .12/19
وفي :طبقات الشافعية له .1/369
والحاج خليفة في :كشف الظنون .2/1541 ،1/934
وإسماعيل باشا في :هدية العارفين .1/72
والزركلي في :العلم .1/211
وعمر رضا كحالة في :معجم المؤلفين .2/74
وفؤاد سزكين في :تاريخ التراث العربي .1/3/208
وبروكلمان في :تاريخ الدب العربي .3/304
ص الفقهاء في كتبهم على نسبته
والثاني :نسبته إليه بالنقل والقتباس منه ،فين د
إليه بعبارة) :قال المحاملي في كتابه الدلباب( أو )في الدلباب( ،ونحو هذه العبارة،
فتربط هذه اللفظة بين الكتاب وبين مصبنفه ،وممن نسبه إليه هكذا.
المام النووي في الروضة .1/333
وفي المجموع .1/282
والسبكي في تكملة المجموع .10/185
والعلئي في المجموع المذهب .1/389
وابن السبكي في الشباه والنظائر .1/290
والذرعي في تعليقاته على المجموع .2/246
والزركشلي في إعلم الساجد .107
والحافظ ابن حجر في رسالته :كشف الستر عن حكم الصلة بعد الوتر .42
والقفهسي في الرشاد .686 ،1/653
والشربيني في مغ
تأليف
القاضي أبي الحسن أحمد بن محمد بن أحمد الضبي المحاملي
الشافعي
المتوفي سنة 415هـ
حققه وعلق عليه وخرج أحاديثه
د /عبد الكريم بن صنيتان العمري
المقدمة:
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ،ونستغفره ونستهديه ،ونعوذ بالله من شرور
أنفسنا ،ومن سيئات أعمالنا ،من يهده الله فل مضل له ،ومن يضلل فل هادي له،
وأشهد أن ل إله إل الله وحده ل شريك له ،وأشهد أن نبينا محمدا عبده ورسوله،
صلى الله عليه ،وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما
كثيرا.
أما بعد:
فإن خزائن المكتبات في مختلف أنحاء العالم ل تزال تزجر بعشرات اللفا من
المخطوطات السلمية ،التي خلفها علماؤها الخيار ،وسطروا فيها إبداعهم،
وملئوها بشتى أنواع العلوم والمعارفا ،وهي الثروة التي تركوها وراءهم ،والتي ل
تزال الجيال المتلحقة التي أتت بعدهم تشهد لولئك العلماء بالمنزلة المرموقة
التي وصلوا إليها في العلم والتأليف والكتابة.
واليوم أقدم لك أخي القارئ واحدا من تلك الكتب التي بقيت حبيسة في المكتبات
قرونا عدة ،ويشاء الله تعالى أن ل يخرج هذا الكتاب إل بعد ألف عام من وفاة
مؤلفه رحمه الله تعالى.
هذا الكتاب الذي بين يديك ،يعد واحدا من أهم مصادر الفقه الشافعي المتقدمة،
والتي اعتمد عليها فقهاء الشافعية ،ومصنفوهم في كتابة مؤلفاتهم ،فأخذوا عن
هذا الكتاب ،واقتبسوا منه ،وأفادوا منه إفادة كبيرة.
إن كتاب ]اللباب[ للعلمة أبي الحسن أحمد بن محمد بن أحمد المحاملي
الشافعي المتوفى سنة )415هـ( ،حوى كثيرا من المسائل الفقهية ،والقواعد،
والضوابط والفروق ،والستثناءات وغيرها من الفنون ،فهو كتاب شامل لجميع
أبواب الفقه ،بأساليب متنوعة ،تجذب القارئ إلى الستفادة منه ،ومواصلة البحث
في ثناياه عن مسائل قد ل يجدها في غير هذا الكتاب.
ويعلم الله – تعالى – مدى الجهد الذي بذلته في تحقيق هذا الكتاب ،لكن عون الله
تعالى وتوفيقه هو الذي دفع بي إلى مواصلة تحقيقه وإكماله إلى آخره ،ولو
اعتمدت على جهدي المقل ،وفهمي القاصر لما حققت بابا من أبوابه ،ولكن كما
قيل:
إذا لم يكن عون من الله للفتى *** فأول ما يجني عليه اجتهاده
فأشكر الله تعالى على ما أمدني به من العون والتوفيق حتى أتممت تحقيق هذا
الكتاب ،فإن كنت قد وفقت إلى الصواب فذلك بفضل الله تعالى وكرمه أول
وآخرا ،وإن كان غير ذلك فحسبي أني بذلت جهدي ،وأسأل الله تعالى العفو عن
الزلت ،والصفح عن الهفوات ،إنه قريب مجيب الدعوات.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين
وسلم تسليما كثيرا.
كتبه :أفقر العباد ،إلى الملك الجواد
عبد الكريم بن صنيتان بن خليوي العمري الحربي المدينة المنورة – ص .ب89 :
مصادر ترجمة المصنف:
وردت ترجمة المصنف أبي الحسن أحمد بن محمد المحاملي الشافعي في
مصادر كثيرة من أهمها:
طبقات الشافعية للعبادي 72
تاريخ بغداد للخطيب البغدادي 4/372
طبقات الفقهاء للشيرازي 136
النساب للسمعاني 5/209
المنتظم لبن الجوزي 8/17
الكامل لبن الثير 9/341
طبقات الشافعية لبن الصلحا 1/366
تهذيب السماء واللغات للنووي 2/210
وفيات العيان لبن خلكان 1/74
سير أعلم النبلء للذهبي 17/403
العبر في خبر من غبر .له أيضا .2/228
الوافي بالوفيات للصفدي 7/321
مرآة الجنان لليافعي 3/29
طبقات الشافعية لبن السبكي 4/48
طبقات الشافعية للسنوي 2/202
البداية والنهاية لبن كثير 12/19
طبقات الشافعية .له أيضا 1/369
طبقات الشافعية لبن قاضي شهبة 1/174
النجوم الزاهرة لبن تغري بدري 4/262
طبقات الشافعية لبن هداية الله 132
كشف الظنون الظنون للحاج خليفة
شذرات الذهب لبن العماد 5/77
هدية العارفين لسماعيل باشا 1/72
العلم للزركلي 1/211
معجم المؤلفين لعمر رضا كحالة 2/74
تاريخ التراث العربي لفؤاد سزكين 1/3/208
المبحث الول :اسمه ،ونسبه ،ومولده
اسمه ونسبه :هو أحمد بن محمد بن أحمد بن القاسم بن إسماعيل بن محمد بن
إسماعيل بن سعيد بن أبان الضبي ،المحاملي ،البغدادي ،الشافعي).1(1
وكنيته :أبو الحسن .(2)2
1 -1وفيات العيان ،1/74طبقات الشافعية للسنوي ،2/202البداية والنهاية ،12/19طبقات الشافعية
لبن كثير ،1/369النجوم الزاهرة .4/262
2 -2المصادر السابقة.
ضضبة ابن أد د بن
ضببي :بفتح الضاد المعجمة ،وتشديد الباء الموحدة؛ نسبة إلى ض
وال ض
طابخة بن إلياس بن مضر .وهو جد جاهلي ،تنسب إليه )بني صضبة( ،وهي قبيلة
)(3
كبيرة مشهورة .3
والمحاملي :بفتح الميم الولى والحاء المهملة ،وكسر الميم الثانية واللم؛ نسبة
مل كمجلس ،وهي :التي يحمل عليها الناس على الجمال
ح م
حا م
م ح
م ض
مل جمع ض
إلى ال ض
في السفر إلى مكة وغيرها ،وذلك لن بعض أجداد المصنف كان يبيع هذه
)(4
المحامل ببغداد ،فنسبت هذه السرة إلى تلك المهنة 4
)(5
البغدادي :نسبة إلى مدينة )بغداد( حيث ولد وعاش ومات فيها .1
الشافعي :نسبة إلى مذهب المام محمد بن إدريس الشافعي ،حيث برع المصبنف
)(6
في الفقه الشافعي وكتب فيه عدة مصنفات .2
)(7
ملي بمدينة )بغداد( سنة ثمان وستين وثلثمائة للهجرة .3
حا م
م ض
مولده :ولد ال ض
المبحث الثاني :نشأته في أسرة علمية
نشأ المصنف – رحمه الله – في بيئة علمية متميزة ،ساعدته في تكوين شخصيته
العلمية ،وظهور مواهبه ،وسرعة نبوغه ونجابته ،فهو ينتسب إلى أسرة
ملي( ،وهي أسرة اشتهرت بتفوقها العلمي ،قد ألفت المرابطة في حلقات
حا م
م ض
)ال ض
العلم ،ولزمت مجالس التعليم ،واستأنست بمرافقة العلماء ،وآثر أفرادها
النتساب إلى حلقات التدريس والفتاء التي كانت تغص بها مساجد ومدارس
بغداد ،قد ارتوت جذور هذه السرة بالعلوم الشرعية ،ونمت أغصانها على ذلك،
وترعرعت يانعة ندضية ،تحمل بين جوانحها أنواع العلوم ،وأصنافا المعارفا،
جل التاريخ أخبارها وسيرتها
فتألقت ،وارتفعت ،وعل شأنها ،وذاع صيتها ،وس ض
ومسيرتها في رحلة التعليم الطويلة ،إذ أسهمت هذه السرة في بث الوعي
المبحث الثاني :نشأته في أسرة علمية
الديني ،ونشر العلم الشرعي وتبليغه.
يقول ابن الصلحا (8)1في وصف هذه السرة" :بيت النبل والجللة ،والفضل،
والفقه ،والرواية".
)(9
ويقول ابن السبكي " : 2بيت الفضل والجللة ،والفقه والرواية".
وقد برز أفراد هذه السرة ،واشتهروا ،وتقلد عدد من أفرادها مناصب مرموقة في
التدريس والفتاء ،والخطابة والقضاء ،والمامة والرواية ،وغير ذلك من المناصب
العلمية البارزة.
ومن أشهر علماء هذه السرة وأعلمها:
-1ولد المصبنف.
محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن القاسم بن إسماعيل الصبي ،المحاملي ،أبو
الفضل ولد سنة ]400هـ[ ،وتتلمذ على والده ،وتفقه به ،وكان فقيها ،عالما
بالتفسير ،والحديث ،ذكيا ،وكانت له حلقة أيام الجمع بجامع القصر ببغداد ييقرأ
-3
-4
-5
-6
-7
-8
-9
3
4
1
2
3
1
2
جمهرة أنساب العرب ،192النساب للسمعاني ،4/10الوفيات .1/75
النساب ،والوفيات .الصفحات السابقة ،الوافي ،7/321مرآة الجنان ،3/29القاموس .3/372
تاريخ بغداد .4/372
طبقات الشافعية لبن الصلحا ،1/366ولبن السبكي ،4/48ولبن قاضي شهبة .1/174
المصادر السابقة ،وطبقات الشافعية للسنوي .2/202
طبقات ابن الصلحا .1/366
طبقات ابن السبكي .4/48
عليه فيها التفسير والحديث ،ولم يينقل عنه إل ض اليسير؛ لنه ترك العلم ،وأقبل على
)(10
الدنيا ،مات في شهر رجب سنة )477هـ(.3
-2حفيده.
يحيى بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن القاسم الضبي ،المحاملي ،أبو
الطاهر ،كان فقيها كبيرا ،ورعا ،كثير العبادة ،له مصنف في الفقه ،أقام بمكة
)(11
المكرمة أكثر من خمسين عاما ،مات بها في جمادى الخرة سنة )528هـ(4
-3والده.
محمد بن أحمد بن القاسم بن إسماعيل الضبي ،المحاملي ،أبو الحسين البغدادي،
من كبار فقهاء الشافعية ،ولد سنة )332هـ( ،حفظ القرآن ،والفرائض ،ودرس
الفقه على مذهب الشافعي ،وكتب الحديث ،وكان ثقة صادقا خديرا فاضل ،من
مصنفاته) :تفسير النبي صلى الله عليه وسلم( ،مات في رجب سنة )407هـ(.1
)(12
-4أجداده.
ملي ،جد د جد ب المصنف ،ووالد
حا م
م ض
) أ ( -إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الضبي ،ال ض
القاضي أبي عبد الله الحسين المحدث المشهور.
سكن بغداد ،وتتلمذ عليه كثير من محدثيها ،روى عنه ابناه الحسين والقاسم شيئا
)(13
يسيرا .2
ملي ،أبو عبيد ،جد د والد م
حا م
م ض
) ب ( -القاسم بن إسماعيل بن محمد الضبي ،ال ض
المصنف ،ولد سنة )238هـ( ،كان من أهل الحديث والعلم ،ثقة صدوقا ،مات
)(14
ببغداد في شهر رجب سنة )323هـ(.3
ملي ،أبو الحسن،
حا م
م ض
) ج ( -أحمد بن إسماعيل بن إسماعيل بن محمد الضبي ،ال ض
جد د المصنف لبيه ،سمع من أبيه ،وصنف وذاكر بالحديث ،ومات سنة )33
)(15
7هـ(4
) د ( -جد ضيته:
هي أمة الواحد ابنة القاضي أبي عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي ،جدة
المصنف ،اسمها :ستيتة ،كانت عالمة فاضلة من أحفظ الناس للفقه ،وحفظت
القرآن ،والفرائض ،والحساب ،والعربية وغير ذلك من العلوم ،وكانت تفتي ،كثيرة
)(16
الصدقة والمسارعة إلى الخيرات .ماتت في شهر رمضان سنة )377هـ(.1
-5أخوه:
عبد الكريم بن محمد بن أحمد بن القاسم الضبي ،المحاملي ،أبو الفتح ،أخو
المصنف ،كتب عنه الخطيب البغدادي ،ووثقه .مات في شهر المحرم سنة )
)(17
448هـ(.2
ده:
مج ب
-6ع د
3 -10المنتظم ،6/13طبقات ابن الصلحا ،1/98الوافي ،2/86طبقات السنوي .2/202
4 -11طبقات ابن السبكي ،7/335والسنوي ،2/203وابن قاضي شهبة .1/314
1 -12تاريخ بغداد ،1/333طبقات السنوي ،2/203هدية العارفين .2/60
2 -13تاريخ بغداد .6/280
3 -14تاريخ بغداد ،12/447النساب ،5/208العبر ،2/20شذرات الذهب .4/124
4 -15تاريخ بغداد ،4/352طبقات الشافعية لبن الصلحا ،1/366وللسنوي .2/302
1 -16تاريخ بغداد ،14/442مرآة الجنان ،2/407العبر ،2/149طبقات السنوي .2/204
2 -17تاريخ بغداد ،11/81النساب .5/210
الحسين بن إسماعيل بن محمد الضبي ،المحاملي ،القاضي أبو عبد الله البغدادي
الشافعي ،العلمة ،الحافظ ،شيخ بغداد ومحدثها وفقيهها ،ولد سنة )235هـ(،
وكان فاضل ،دينا ،صادقا ،ثقة ،ولي قضاء الكوفة ستين سنة ،وكان يحضر مجلس
إملئه عشرة آلفا رجل يكتبون عنه .من مصنفاته )الدعاء() ،المالي( مطبوعان،
)كتاب السنن() ،كتاب صلة العيدين( .مات في شهر ربيع الخر سنة )330هـ(.3
)(18
-7ابن ابن عم جده:
أحمد بن عبد الله بن الحسين بن إسماعيل الضبي ،المحاملي ،أبو عبد الله ولد
في رمضان سنة )343هـ( ،سمع عددا من مشايخ بغداد ،وسماعه صحيح ،روى
)(19
عنه الخطيب البغدادي وغيره .مات ببغداد في شهر ربيع الخر سنة )429هـ(.1
المبحث الثالث :شيوخه
ولد المحاملي في الوقت الذي كانت فيه بغداد تشهد حركة علمية مزدهرة،
ونهضة تعليمية نشطة ،إذ كانت المساجد عامرة بحلقات العلوم الشرعية،
والمدارس تغص بالتلميذ الذين توافدوا من كل حدب وصوب ،ينهلون من مختلف
العلوم ،ويتلقون من أساتذتهم أصنافا الفنون والمعارفا؛ من تفسير ،وفقه،
وحديث ،ولغة ،وغير ذلك ،فقد برز في تلك الحقبة من الزمن الجهابذ من العلماء،
وفحول الشيوخ التقياء ،يدفعهم حب العلم ،والخلص لله تعالى إلى بثة ونشره،
ل مقصد لهم إل طلب الثواب من الله تعالى ،ورجاء مغفرته ورضوانه ،وقد اعتلى
قمة الفتاء والتدريس في تلك الفترة أعلم اشتهروا ،وحفظ التاريخ أسماءهم؛
من أمثال أبي الحسن القصار المالكي ،وأبي محمد الخوارزمي الشافعي أحد
الئمة الفقهاء أصحاب الوجوه ،وأبي عبد الله الحناطي الشافعي ،وابن اللباب
الفقيه الشافعي المشهور ،وأبي عبد الله الحسن بن حامد شيخ الحنابلة ،وأبي عبد
الله الحاكم المحدث العلم ،وأبي حازم محدث بغداد ،وغيرهم من العلماء الفذاذ،
الذين ظهروا وعاشوا في تلك الفترة الزمنية .وعلى الرغم من ذلك الكم الهائل،
والعدد الوافر من العلماء الذين برزوا في الفترة التي قارنت حياة المام
المحاملي إل أن كتب التراجم لم تورد لنا ذكر جميع أساتذته ومشايخه الذين روى
عنهم ،وقرأ عليهم ونهل من مناهلهم.
ومن خلل قيامي بقراءة استقراء وتتبع لتراجم العلم المعاصرين له – والذين هم
مظنة أن يكون قد تتلمذ عليهم – عبر قراءة لكتب التراجم والطبقات؛ تمكنت من
العثور على أسماء أربعة من شيوخه الذين أخذ عنهم ،وهم:
-1الشيخ أبو حامد أحمد بن أبي طاهر محمد بن أحمد السفراييني ،شيخ
الشافعية بالعراق ،ولد سنة )344هـ( ،اشتغل بالعلم منذ قدومه بغداد ،فأخذ عن
كبار علمائها ،وبر ع في المذهب حتى فاق متقدميه ،وأفتى وهو ابن سبع عشرة
سنة ،واتفق معاصروه على تقديمه وتفضيله ،وأخذ عنه جمع كبير من أئمة وفقهاء
بغداد ،علق على )مختصر المزني( ،وله )التعليقة الكبرى( في الفروع ،وكتاب
)البستان( وهو صغير .وثقه الخطيب البغدادي وغيره .مات ببغداد في شوال سنة
)(20
)406هـ(.1
3 -18سير أعلم النبلء ،15/258البداية والنهاية ،11/216الشذرات .4/170
1 -19تاريخ بغداد ،4/238النساب .5/209
1 -20طبقات الشيرازي ،131طبقات الشافعية لبن السبكي ،4/61ولبن قاضي شهبة .1/172
-2المام علي بن عبد الرحمن البكائي ،أبو الحسن بن أبي السري الكوفي ،من
كبار شيوخ الكوفة ومحدثيها ،سمع من أبي جعفر بن مطين ،وأبي حصين
الوادعي ،وعبد الله بن بحر ،وغيرهم ،وحدث عنه جماعة؛ منهم أبو العلء صاعد بن
محمد بن الحسن السكري ،وأبو الحسين الدهان .مات في ثالث عشر من شهر
)(21
ربيع الول سنة )376هـ( ،وله تسع وتسعون سنة 1
-3المام الفقيه أبو الحسين محمد بن أحمد بن القاسم الضبي ،المحاملي،
)(22
البغدادي ،والد المصنف .تقدمت ترجمته عند الكلم على أسرة المصنف .2
-4الشيخ الحافظ محمد بن المظفر بن موسى البغدادي ،أبو الحسين ،ولد ببغداد
سنة )286هـ( من أشهر علماء الحديث ببغداد ،سمع من كبار علمائها ،ثم رحل
إلى الكوفة ،وحلب ،وحمص ،ومصر ،وغيرها ،واشتهر في معرفة الرجال ،وجمع
وصنف ،حدث عنه أبو حفص بن شاهين ،والمام الدار قطني ،والبرقاني ،أبو
محمد الخلل وغيرهم ،وثقه غير واحد من العلماء .مات في جمادى الولى سنة )
)(23
379هـ(3
المبحث الرابع :تلميذه
حسن الفهم
برز المحاملي وذاعت شهرته ،وعل م
صيته ،ويرزق من الذكاء والفطنة و ي
ما تميز به على معاصريه ،وتفوق به على أقرانه ،وبرع في الفقه ،وظهر للجميع
ف حوله طلبة العلم ،وقصده
تمكنه وطول باعه في مذهب الشافعي ،لذلك الت ض
التلميذ من كل البلدان ،فكان ييدبرس في بغداد في حياة شيخه أبي حامد وبعده.
ومن أبرز تلميذه الذين سمعوا منه وقرءوا عليه:
-1المام ،الحافظ ،الناقد ،أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت ،الخطيب البغدادي ،ولد
سنة )392هـ( ،كان أحد الحفاظ المتقنين ،والعلماء المتبحرين ،وكان فقهيا ،فغلب
عليه الحديث والتاريخ ،كان فصيح اللهجة ،عارفا بالدب ،ولوعا بالمطالعة
والتأليف ،من مصنفاته الكثيرة) :تاريخ بغداد() ،السابق واللحق() ،موضح أوهام
الجمع والتفريق( .مات ببغداد في شهر ذي الحجة سنة )463هـ( -2(24).1علي بن
أحمد الكاتب ذكر الخطيب البغدادي (25)2وغيره ،(26)3أن هذا قرأ على المصبنف
رواية الحافظ عبد الله بن محمد البغوي )ت 317هـ() 4(27عن المام أحمد بن
)(28
محمد بن حنبل )الفوائد(.5
ي هذا.
ولم أقف على ترجمة لعل ي
-3القاضي علي بن المحسن بن علي التنوخي ،أبو القاسم البغدادي ،يولد بالبصرة
سنة )365هـ( ،ذكر الخطيب البغدادي أنه سمع منه وقال" :وكان قد قبلت
شهادته عند الحكام في حداثته ،ولم يزل على ذلك مقبول إلى آخر عمره ،وكان
ض
حا عدة .مات ببغداد
متحفظا في
الشهادة ،صدوقا في الحديث ،وتقلد قضاء نوا ح
)(29
سنة )447هـ(1
-21
-22
-23
-24
-25
-26
-27
-28
-29
1
2
3
1
2
3
4
5
1
النساب ،1/382العبر ،2/147الشذرات .4/405
ص ) (14من هذا الكتاب.
تاريخ بغداد ،3/262المنتظم ،7/152البداية والنهاية .11/328
وفيات العيان ،1/92طبقات ابن السبكي ،4/29هدية العارفين ،1/79العلم 1/172
تاريخ بغداد 4/373
طبقات ابن السبكي 4/49
سير أعلم النبلء 14/440
وهي مسائل رواها عن المام أحمد – رحمه الله – البغوي ،طبعت سنة )1407هـ( في الرياض
تاريخ بغداد ،12/115النساب ،5/209 ،1/485الوفيات ،4/162العبر .2/291
-4محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن القاسم ،الضبي ،المحاملي ،أبو الفضل،
)(30
ولد المصنف .تقدمت ترجمته عند الكلم على أسرة المصنف 2
-5محمود بن الحسن بن محمد ،أبو حاتم القزويني الشافعي ،من كبار فقهاء
الشافعية ،أخذ عن الباقلني ،وابن اللضبان ،وهو شيخ الشيرازي صاحب )المهذب(،
كان حافظا للمذهب ،وصنف كتبا كثيرة في المذهب وفي الصول والخلفا
)(31
والجدل؛ منها )الحيل( مطبوع ،و)تجريد التجريد( .مات سنة )440هـ(.3
المبحث الخامس :مصنفاته
مر طويل ،وإنما اخترمته المنية
على الرغم من أن المحاملي – رحمه الله – لم يع ض
وهو في ريعان شبابه ،إل أنه لم يمت حتى ترك وراءه عددا من المصنفات الفقهية
المفيدة ،والمؤلفات المشهورة الفريدة ،حيث صنف كتبا في المذهب ،وأخرى في
الخلفا ،أعانه على ذلك ما وهبه الله من ذكاء حاد ،وحضور
فكر ،وفهم ،وقريحة جيدة ،وسرعة حفظ؛ فاستغل هذه المواهب ،وأشرع قلمه
دم للمكتبة السلمية ثروة فكرية تمثلت في مصنفاته
في الكتابة والتأليف ،وق ض
الفقهية المتعددة في المذهب الشافعي ،حيث اعتمد عليها من جاء بعده من
مصنفي المذهب ،فنقلوا عنها كثيرا من أقواله ،وتحريراته ،وأفادوا منها إفادة
كبيرة".
وهذه مصضنفات الع ض
لمة المحاملي ،مع الشارة إلى بعض النقولت المتأخرة عن
بعضها:
)(33
)(32
الصفهاني .2
أول :أمالي 1
ثانيا :الوسط:
)(36
ذكره ابن خلكان ،(34)3والصفدي) ،4(35والحافظ ابن كثير 5
)(37
ثالثا :التجريد في الفروع .6
)(38
وهو كتاب في الفقه ،غالبه فروع عارية عن الستدلل ، 7وقد جضرده تلميذه أبو
)(40
)(39
ماه :تجريد التجريد .2
حاتم القزويني ،1وس ض
وقد نقل عنه الشافعية كثيرا ،ومنهم المام النووي ،فقد نقل عن التجريد مسائل
كثيرة في كتابه المجموع؛ منها :في الجزء الول /الصفحات،133 ،123 ،108 :
.356والجزء الخامس /الصفحات،239 ،219 ،217 ،209 ،191 ،190 ،176 :
.423 ،254والجزء السادس .525 ،450 ،443 ،186 ،139 /
والجزء الثامن .137 /وغير ذلك.
2 -30ص ) (13من هذا الكتاب.
3 -31طبقات الشيرازي ،137طبقات الشافعية لبن السبكي ،5/312ولبن قاضي شهبة ،1/218ولبن
هداية الله 145
1 -32المالي :جمع إملء ،وهو :أن يعقد عالم وحوله تلمذته بالمحابر والقراطيس ،فيتكلم العالم بما فتح
الله – سبحانه وتعالى – عليه من العلم ،ويكتبه التلمذة فيصير كتابا وهو المعروفا عند فقهاء الشافعية
وعلمائهم بالتعليق .وانظر :كشف الظنون ،161الرسالة المستطرفة .119
2 -33هدية العارفين .1/72
3 -34وفيات العيان 1/75
4 -35الوافي .7/321
5 -36البداية والنهاية .12/19
6 -37طبقات الشافعية للسنوي ،2/202تهذيب السماء ،2/210هدية العارفين .1/72
7 -38كشف الظنون 351
1 -39طبقات ابن السبكي .5/312
2 -40المصدر السابق.
رابعا :تحرير الدلة:
سضبه للمحاملي ابن هداية الله في طبقاته .3
ن ض
)(42
خامسا :التعليقة 4نقلها عن شيخه أبي حامد السفراييني.
سادسا :رؤوس المسائل:
)(43
وهو مجلدان يذكر فيه أصول المسائل ويستدل عليها .5
)(44
سابعا :عدة المسافر وكفاية الحاضر .1
وهو كتاب في مجلد واحد ،ذكر فيه الخلفا بين الشافعية والحنفية ،منه نسخة
)(45
موقوفة بالمدرسة الفاضلية بالقاهرة .2
)(46
ونقل عنه السنوي في كتابه :التمهيد في تخريج الفروع على الصول ..3
)(47
ثامنا :كتاب القولين والوجهين .4
تاسعا :الدلباب:
وهو الكتاب الذي بين يديك أخي القارئ ،وسيأتي الكلم عليه بالتفصيل إن شاء
)(48
الله تعالى .5
)(49
عاشرا :المجضرد .6
)(50
حادي عشر :المجموع .7
وهو كتاب في الفقه على مذهب المام الشافعي ،يشتمل على نصوص كثيرة
للشافعي ،ويقع في عدة مجلدات بحجم كتاب )الروضة( للمام النووي (51).1وقد
نقل عنه النووي كثيرا .فنقل عنه في الروضة .1/57
وفي المجموع ،5/181 .345 ،327 ،325 ،320 ،194 ،187 ،129 ،1/108
،358 ،357 ،296 ،187 ،146 ،139 ،132 ،6/24 .189وغير ذلك.
ونقل عنه السيوطي في الشباه والنظائر .460
)(53
ثاني عشر :المقنع (52).2ذكر سركين أنه يقع في ) (222ورقة .3
وقد نقل عنه النووي في عدة مواضع.
فنقل عنه في الروضة .4/438 .535 ،232 ،3/87 .2/318 :وفي المجموع:
.208 ،174 ،6/36 .301 ،190 ،141 ،5/7 .360 ،196 ،157 ،133 ،1/129
.433 ،331 ،8/137
)(41
3 -41طبقات الشافعية لبن هداية الله .132
4 -42طبقات الشيرازي ،136سير أعلم النبلء ،17/404طبقات الشافعية لبن قاضي شهبة .1/174
5 -43طبقات ابن قاضي شهبة ،1/175شذرات الذهب .5/78
1 -44طبقات ابن قاضي شهبة ،1/175شذرات الذهب ،5/78هدية العارفين ،1/72معجم المؤلفين .2/74
2 -45كشف الظنون 2/1130
3 -46التمهيد .142
4 -47كشف الظنون ،2/1366هدية العارفين .1/72
5 -48انظر ص ) (31من هذا الكتاب.
6 -49طبقات الشافعية لبن الصلحا ،377 ،1/368ولبن قاضي شهبة ،1/174الشذرات .5/77
7 -50المصادر السابقة ،وتهذيب السماء ،2/220سير أعلم النبلء ،17/404مرآة الجنان ،3/29الوافي
.7/321
1 -51الشذرات .5/78
2 -52طبقات الشيرازي ،224طبقات الشافعية لبن الصلحا ،1/367تهذيب السماء ،2/210وفيات
العيان ،1/75السير ،17/405الوافي ،7/321طبقات الشافعية لبن السبكي ،4/48البداية والونهاية
،12/19طبقات الشافعية لبن كثير ،1/369وللسنوي ،2/202ولبن قاضي شهبة ،1/175كشف الظنون
،2/1810هدية العارفين ،1/72معجم المؤلفين .2/74
3 -53تاريخ التراث العربي .1/3/210
)(54
.9/214وفي طبقات ابن السبكي عدة مسائل نقلها عنه .1
المبحث السادس :وفاته
توفي الع د
لمة أبو الحسن المحاملي شابا في بغداد ،بعد حياة حافلة بالعلم،
والتعليم ،والتصنيف .وكانت وفاته يوم الربعاء لتسع بقين من شهر ربيع الخر
سنة خمس عشرة وأربعمائة للهجرة ،وكان عمره عند وفاته سبعا وأربعين سنة .2
)(55
)(56
سضليم بن أيوب الرازي
وقد ذكر غير واحد ممن ترجموا له ، 3عن أبي الفتح ي
الشافعي )ت 447هـ( (57)4قال" :لما صنف المحاملي كتبه )المقنع( و)المجرد(
وغيرهما من تعليق أستاذه أبي حامد السفراييني ،ووقف عليها – قال :ب ضت ضضر كتبي
ب ضت ضضر الله عمره ،فما عاش إل يسيرا ومات ،فنفذت فيه دعوة أبي حامد".
وقد اتفقت كلمة المترجمين له على أن وفاته كانت سنة خمس عشرة وأربعمائة
)(58
للهجرة .1
)(59
غير أن أبا إسحاق الشيرازي تشكك في وفاته حيث قال " : 2وتوفي في سنة
أربع عشرة ،أو خمس عشرة وأربعمائة" ،ولم يذكر ذلك أحد سواه.
كما ذكر الحاج خليفة صاحب كتاب كشف الظنون في أحد المواضع أن تاريخ وفاة
المحاملي سنة )425هـ( ،(60)3ثم ذكر في خمسة مواضع أخرى أنها كانت سنة )4
)(61
15هـ( وذلك عند ذكره مؤلفات المصبنف .4
وأرجح بل أجزم أن الموضع الول كان خطأ مطبعيا ،حيث كتبت كلمة )عشرين(
بدل )عشر( ،وذلك لتفاق المواضع الخمسة الخرى على ذكر تاريخ الوفاة
الصحيح المتفق عليه.
المبحث السابع :ثناء العلماء عليه
لقد بلغ الع د
وأ مرتبة عالية بين
لمة المحاملي مكانة مرموقة بين علماء عصره ،وتب ض
أقرانه ،وذلك لما وهبه الله – تعالى – من النجابة ،والذكاء ،والفطنة ،وحضور
الفكر ،وسرعة البديهة ،ول عجب في ذلك ،فإن لنشأته في أسرة علمية عريقة
شط ،أثرا كبيرا في بلوغه تلك المكانة ،ووصوله تلك
في العلم ،ومجتمع علمي ن ض م
المرتبة.
ولعل أول من وصفه بالنجابة والذكاء وغزارة العلم :شيخه أبو حامد السفراييني.
)(62
سن التنوخي :(63)2
فقد قال تلميذه - 1أعني تلميذ المحاملي – علي بن المح ب
)(64
ي أبو الحسن بن
"قال لي أبو القاسم علي بن حسين الموسوي : 3دخل عل ض
1 -54طبقات ابن السبكي .52-4/49
2 -55تاريخ بغداد ،4/373المنتظم ،8/17الكامل ،8/147وفيات العيان ،1/75سير أعلم النبلء
،16/405طبقات الشافعية للسنوي ،2/202ولبن كثير ،1/370الشذرات ..5/77
3 -56طبقات الشافعية لبن الصلحا ،377 ،1/368تهذيب السماء ،2/210طبقات ابن السبكي .4/94
4 -57طبقات ابن السبكي ،4/388سير أعلم النبلء .17/645
1 -58انظر المصادر في مقدمة الدراسة ص ).(9
2 -59طبقات الفقهاء للشيرازي .136
3 -60كشف الظنون .351
4 -61كشف الظنون .1810 ،1606 ،1541 ،1366 ،1130
1 -62تاريخ بغداد ،4/373المنتظم ،8/17طبقات ابن الصلحا ،1/369وطبقات ابن السبكي ،4/49السير
.17/404
2 -63ترجمته ص ) (19من هذا الكتاب.
3 -64تاريخ بغداد .11/402
المحاملي مع أبي حامد السفراييني ولم أكن أعرفه ،فقال لي أبو حامد :هذا أبو
الحسن بن المحاملي ،وهو اليوم أحفظ للفقه مبني".
وقال عنه تلميذه الخطيب البغدادي)" :4(65أحد الفقهاء الموجودين على مذهب
الشافعي ،وبرع في الفقه ويرزق من الذكاء وحسن الفهم ما أربى به على أقرانه.
)(68
وكذلك قال عنه السمعاني ،(66)5وابن خلكان ،(67)6والصفدي .7
وقال ابن الصلحا " :(69)8المام ،المصبنف ،من رفعاء أصحاب الشيخ أبي حامد،
ومن بيت الدنبل والجللة ،والفضل والفقه والرواية".
وقال المام الذهبي " :(70)9المام الكبير ،شيخ الشافعية ،أحد العلم ،وكان عجبا
في الفهم والذكاء وسعة العلم".
وقال أيضا " :(71)1وكان عديم الضنظير في الذكاء والفطنة ،صضنف عدة كتب".
وقال اليافعي " :(72)2المام أبو الحسن المحاملي ،شيخ الشافعية ،برع في الفقه،
وكان عديم الضنظير في الذكاء".
)(73
وأثنى عليه ابن السبكي في طبقاته فقال " :3المام الجليل ،من رفعاء أصحاب
الشيخ أبي حامد ،وبيته بيت الفضل والجللة ،والفقه والرواية".
وقال ابن قاضي شهبة " :(74)4أحد الئمة الشافعية ،وكان غاية في الذكاء والفهم،
وبرع في المذهب".
)(75
وقال المؤرخ الشهير ابن العماد " : 5أبو الحسن المحاملي ،شيخ الشافعية،
كان عديم الضنظير في الذكاء والفطنة ،صضنف عدة كتب".
طر على المحاملي من معاصريه؛
فجميع تلك الوصافا والنعوت ،وهذا الثناء الع م
شيوخا وتلميذا ،وممن جاء بعدهم من العلماء والمؤرخين – ييظهر لنا ما وصل إليه
هذا العالم العضضلم من مكانة رفيعة ،ومنزلة عالية في نفوس الناس ،ولم تحصل له
تلك المكانة والمنزلة ،إل بإخلصه لله تعالى في طلب العلم ونشره ،وإيصاله
للناس ،وبما ترك وراءه من المصضنفات الجليلة ،والتحريرات المفيدة ،التي استفاد
منها كل من ا د
طلع عليها ممن جاء بعده ،فرحمنا الله وإياه رحمة واسعة.
الفصل الثاني
المبحث الول :نسبة الكتاب إلى المصنف
دم على أن المحاملي – رحمه الله تعالى – قد صنف عدة كتب في الفقه؛ منها
تق د
ما اقتصر فيه على مذهب المام الشافعي ولم يتطرق فيه إلى ذكر أقوال
المذاهب الخرى إل ما ندر ،ومنها ما صنفه على طريقة الخلفا ،وكتاب )الدلباب(
) 1(76الذي بين أيدينا من النوع الول ،ولعله أصغر مصنفاته حجما ،ومع ذلك فهو
-65
-66
-67
-68
-69
-70
-71
-72
-73
-74
-75
-76
4
5
6
7
8
9
1
2
3
4
5
1
تاريخ بغداد .4/372
النساب .5/209
وفيات العيان .1/75
الوافي بالوفيات .7/321
طبقات الشافعية لبن الصلحا .1/366
سير أعلم النبلء .404-17/403
المعبر .229-2/228
مرآة الجنان .3/29
طبقات ابن السبكي .4/48
طبقات ابن قاضي شهبة .1/174
شذرات الذهب .5/77
سه.
الدلباب :خالص كل شيء وأنف ي
ج د
ل يمن سطروا حياة المحاملي ،وترجموا له في
أكثر كتب المصبنف نسبة إليه ،ف ي
كتبهم؛ نسبوا هذا الكتاب إليه.
وثمة طريقة أخرى في نسبة هذا الكتاب إليه ،وذلك باعتماد فقهاء الشافعية عليه،
وإفادتهم منه ،وربطهم الوثيق بين )الدلباب( وبين )المحاملي(.
خص مما ذكريته طريقتان في نسبة كتاب )الدلباب( إلى )المحاملي(:
فتل ض
الول :نسبة الكتاب إليه أثناء الترجمة له ،وقد نسبه إليه ك ل
ل من:
ابن خبلكان في :وفيات العيان .1/75
والذهبي في :سير أعلم النبلء .17/405
والصفدي في :الوافي بالوفيات .7/321
واليافعي في :مرآة الجنان .3/29
وابن السبكي في :طبقات الشافعية الكبرى .4/48
والسنوي في :طبقات الشافعية .2/202
والحافظ ابن كثير في :البداية والنهاية .12/19
وفي :طبقات الشافعية له .1/369
والحاج خليفة في :كشف الظنون .2/1541 ،1/934
وإسماعيل باشا في :هدية العارفين .1/72
والزركلي في :العلم .1/211
وعمر رضا كحالة في :معجم المؤلفين .2/74
وفؤاد سزكين في :تاريخ التراث العربي .1/3/208
وبروكلمان في :تاريخ الدب العربي .3/304
ص الفقهاء في كتبهم على نسبته
والثاني :نسبته إليه بالنقل والقتباس منه ،فين د
إليه بعبارة) :قال المحاملي في كتابه الدلباب( أو )في الدلباب( ،ونحو هذه العبارة،
فتربط هذه اللفظة بين الكتاب وبين مصبنفه ،وممن نسبه إليه هكذا.
المام النووي في الروضة .1/333
وفي المجموع .1/282
والسبكي في تكملة المجموع .10/185
والعلئي في المجموع المذهب .1/389
وابن السبكي في الشباه والنظائر .1/290
والذرعي في تعليقاته على المجموع .2/246
والزركشلي في إعلم الساجد .107
والحافظ ابن حجر في رسالته :كشف الستر عن حكم الصلة بعد الوتر .42
والقفهسي في الرشاد .686 ،1/653
والشربيني في مغ