اشتراط الكفاءة بين الزوجين في الفقه والقانون والواقع المعاصر
اشراط الكفاءة بن الزوجن ي الفقه والقانون والواقع امعاصر
يوي اسن طيب
مدرسة ي الفقه اإسامي امعة اإسامية وا كومية شريف هداية ه جاكرا
yuli.yasin@uinjkt.ac.id
يت اول هذا البحث عن حقيقة الكفاءة بن الزوجن وحكمه ي الفقه اإسامي مع اإشارة إ حقيقتها ي
القانون امعمول به إندونيسيا والواقع امعاصر .فمن خال هذا البحث ،تريد الباحثة أن تذكر كل الراغبن ي الزواج
وأولياء آمور على أن هم ا ق ي اختيار الزوج الكفء هم أو الت ازل ع ه .وهذا البحث له أميته الكبرة حيث
اكتشفت الباحثة من سجات احكمة الشرعية إندونيسيا أن قضية الطاق بن الزوجن تزايد يوما بعد يوم ،مع أن
الطاق من أبغض ا ال إ ه .ومن اماحظ أن من أكثر أسباب وقوعه عدم التاحم بن الزوجن الذي ٓجله
اشرطت الكفاءة .ترى الباحثة أن هذ الظاهرة قد تدل على عدم العلم لدى اجتمع أن آصل ي اإسام اشرا
الكفاءة بن الزوجن صول التاحم بي هما ،والت ازل ع ها هو الفرع ،وليس العكس .وشجع على هذا الوضع موقف
القانون الذي نص على عدم اعتبار الكفاءة ي الزواجٓ .جل هذا وذاك ،اختارت الباحثة هذا اموضوع لتبن ماهية
الكفاءة بن الزوجن ي الفقه اإسامي ،من حيث حكمها وخصاها ،واإشارة إ اختيار واضعي القانون إندونيسيا
لعدم اعتبار الكفاءة وعواقبه ال ت عكس ي واقع ا امعاصر .وي ال هاية تؤكد الباحثة أن اشرا الكفاءة بن الزوجن
وجواز الت ازل ع ها ي الفقه اإسامي من معام وسطيته مواكبة الواقع امعاصر.
الكلمات امفاتيح :الكفاءة ي الزواج ،شرو اللزوم للزواج ،كتاب موعة آحكام اإسامية إندونيسيا
امقدمة
إن تزايد نسبة الطاق ي الباد مل إ البحث عن آسباب ال اقتدت امرأة إ طلب الطاق .وبعد
إطاعي على سجات احاكم الشرعية تبن أن من أكثر أسباب وقوع الطاق عدم التاحم بن الزوجن الذي
ٓجله اشرطت الكفاءة .ف التكافؤ بشكل عام من العوامل آساسية إ اح ا ياة الزوجية ،وكل ما كان التقارب ي
امستوى الدي وامادي وااجتماعي والفكري والثقاي والعلمي والعمري وي العادات والتقاليد ،كان ذلك أدعى
ل جاح العاقة بن الزوجن ،وهذا ي آعم آغلب .وٓمية الكفاءة بن الزوجن ي إ اح ا ياة الزوجية إن فقهاء
امذاهب آربعة اتفقوا على أن الكفاءة معترة ي الزواج بل قال بعضهم إها من شرو صحة ال كاح ،ولكن أكثرهم
على أها من شرو اللزوم ،فهي حق لكل من امرأة والو ،وهما إسقاطها.
فظاهرة تزايد نسبة الطاق بسبب عدم التاحم بن الزوجن تدل على عدم العلم لدى اجتمع اإندونيسي
اشرا الكفاءة بن الزوجن .وقد شجع على تغافل اجتمع عن شر الكفاءة بن الزوجن موقف كتاب " موعة
آحكام اإسامية إندونيسيا" بصفته أحد مراجع أساسية للقضاة ي احاكم الشرعية ،حيث نص على عدم اعتبار
الكفاءة ي الزواج.
فمن ه ا أرى أمية تثقيف كل الراغبن ي الزواج وأولياء آمور قيقة الكفاءة بن الزوجن وحكمه ي الفقه
اإسامي مع اإشارة إ حقيقتها ي القانون امعمول به إندونيسيا وما أدى به من العواقب ام عكسة ي واقع ا
امعاصر.
تعريف الكفاءة
الكفاءة ي اللغة :امساواة وامماثلة ،وكل شيء ساوى شيئا فهو مكافئ له.
1
والكفاءة ي ااصطاح:
عرفها ا فية" :أن يكون الرجل مساوا للمرأة ي حسبها ،نسبها ،دي ها ،س ها ،وغر ذلك".
وعرفها امالكية :امماثلة ي ثاثة أمور ،ا ال والدين وا رية.
وعرفها الشافعية :أمر يوجب عدمه عارا.
2
3
4
وعرفها ا ابلة :امساواة ي أمور مسة معترة :الدانة ،والص اعة ،واليسار ،وا رية ،وال سب.
5
وناحظ أن أصحاب امذاهب الفقهية ي تعريفهم للكفاءة يذكرون ا صال امعترة ي الكفاءة ،فامالكية
مثا ذكروا أ ن امماثلة ي ثاثة أمور :ا ال ،والدين ،وا رية .وهكذا ،فإن ا فية وا ابلة ع د تعريفهما يذكران
1ابن م ظور تـ177هـ ،لسان العرب ،دار صادر ،بروت ،7بدون اريخ .962 /3 .أ بكر عبد القادر الرازي ،تار
الصحاح ،مكتبة لب ان ،بروت7211 ،م ،صـ ،932امعجم الوسيط ،دار الفكر ،بروت ،بدون اريخ. 127 /9 ،
2العي ،الب اية شرح اهداية.757 /4 ،
3حاشية الدسوقي ،دار الفكر ،بروت7472 /7 ،هـ – 7221م.941 /9 ،
4الشربي ،مغ احتاج ،دار الفكر ،بروت7475 ،هـ – 7225م.765 /3 ،
5ابن أ تغلب ،نيل امآرب.756 /9 ،
ا صال امعترة فيها ،غر أن الشافعية حن عرفوها أن قالوا :أمر يوجب عدمه عارا ،فكان تعريفهم أمع وأمل من
غرهم .فالكفاءة هي أن يصلح كل من الزوجن لْخر ي عرف امسلمن.
اشراط الكفاءة ي الفقه اإسامي
أوا :هل الكفاءة بن الزوجن شر ي صحة ال كاح واستمرار ؟
اختلفت آراء الفقهاء ي ااعتداد الكفاءة ي الزواج ما بن مثبت ها وم اف ،ومن امثبتن من اعترها شر
صحة ،وم هم من اعترها شر لزوم ،وفيما يلي آراء امذاهب فيها:
جاء ي بلغة السالك ٓقرب امسالك" :والكفاءة وهي لغة امماثلة وامقاربة وامراد ها امماثلة ي ثاثة أمور على
امذهب :ا ال ،والدين ،وا رية… ،وها أى للزوجة وللو تركها أى الكفاءة والرضا بعدمها والتزويج بفاسق أو ذى
عيب أو عبد ،فإن م يرضيا معا فالقول من امت ع م هما ،وعلى ا اكم م ع من رضي م هما ،وليس لأب جر البكر
6
على فاسق أو ذى عيب ،فإن تزوجها الفاسق أو ذو العيب أو العبد فلها وللو الرد والفسخ".
وي بدائع الص ائع" :فال كاح الذي تكون الكفاءة فيه شر لزومه هو إنكاح امرأة نفسها من غر رضا آولياء
ا يلزم ،ح لو زوجت نفسها من غر كفء من غر رضا آولياء ا يلزم ،ولأولياء حق ااعراض ٓن ي الكفاءة
حقا لأولياء ٓهم ي تفعون بذلك…،فإذا رضوا فقد أسقطوا حق أنفسهم وهم من أهل اإسقا ،وا ق قابل
للسقو فيسقط ،ولو رضي به بعض آولياء سقط حق الباقن ي قول أ ح يفة و مد ،وع د أ يوسف ا
7
يسقط".
وجاء ي مغ احتاج" :ي الكفاءة امعترة ي ال كاح دفعا للعار ،وليست شرطا ي صحة ال كاح ،بل هي حق
للمرأة والو ،فلهما إسقاطها ،وحي ئذ فإذا زوجها الو ام فرد كأب أو عم غر كفء برضاها ،أو زوجها بعض
آولياء امستوين كإخوة وأعمام برضاها ورضا الباقن من ي درجته غر كفء ،صح التزويج ٓن الكفاءة حقها وحق
آولياء كما مر ،فإن رضوا إسقاطها فا اعراض عليهم…،ولو زوج أحدهم أى امستوين بغر الكفء برضاها دون
رضاهم م يصح التزويج بهٓ ،ن هم حقا ي الكفاءة فاعتر رضاهم كرضا امرأة".
8
6بلغة السالك ٓقرب امسالك. 313 /7 ،
7الكاسا تـ511هـ ،بدائع الص ائع ،دار الفكر للطباعة وال شر والتوزيع ،بروت7471 /7 ،هـ – 7226م.413-462 /9 ،
8الشربي ،مغ احتاج.979-977 /3 ،
وقال ابن قدامة ي هذا الشأن" :اختلفت الرواية عن أمد ي اشرا الكفاءة لصحة ال كاح ،فروي ع ه أها
شر له… والرواية الثانية ع ه :أها ليست شرطا ي ال كاح ،وهذا قول أكثر أهل العلم …،والصحيح أها غر
مشرطة ،وما روي فيها –الكفاءة -يدل على اعتبارها ي ا ملة وا يلزم م ه اشراطها ،وذلك ٓن الزوجة وكل واحد
من آولياء له فيها حق ومن م يرض م هم فله الفسخ…،فإذا قل ا اشراطها فإما نعتر وجودها حال العقد ،فإن
9
عدمت بعد م يبطل ال كاح ،وإن كانت معدومة حال العقد فال كاح فاسد".
فمن هذ العبارات مك ا أن نقول إن الكفاءة معترة ي الزواج ع د فقهاء امذاهب آربعة بل قال بعضهم إها
من شرو صحة ال كاح ،ولكن أكثرهم على أها من شرو اللزوم ،فهي حق لكل من امرأة والو وهما إسقاطها.
وي مقابل هذا ،قال الكرخي" :ليست –الكفاءة -بشر أصا" ،وهو قول سفيان الثوري وحسن البصري،
وكذلك الفقيه ابن حزم رفض اعتبار الكفاءة ي الزواج حيث يقول" :وأهل اإسام كلهم إخوة ،ا رم على ابن من
10
ز ية لغية نكاح اب ة ا ليفة اهامي ،والفاسق الذي بلغ الغاية من الفسق –وهو امسلم -ما م يكن زانيا كفؤ
11
للمسلمة الفاضلة ،وكذلك الفاضل امسلم كفؤ للمسلمة الفاسقة ما م تكن زانية".
استدل القائلون بعدم اعتبار الكفاءة ي الزواج:
12 ، وقوله تعا
أوا :قول ه تعا :
.
13
اطبا ميع امسلمن :
وذكر عز وجل ما حرم علي ا من ال ساء م قال تعا :
14
انيا :قد أنكح ال ي - -زي ب اب ة عمته زيدا موا قبل أن يتزوجها --أمر ربه ،وأنكح امقداد
15
ضباعة ب ت زبر بن عبد امطلب.
9ابن قدامة ت693هـ ،امغ ،دار الفكر ،بروت7479 ،هـ – 7229م.313 /1 ،
10بدائع الص ائع .462 /9
11ابن حزم ،احلى ،امكتبة التجارية ،دار الفكر ،بروت ،بدون اريخ.757 /2 ،
12ا جرات. 73 :
13ال ساء . 3 :
14ال ساء . 94 :
الثا :أمر ال ي --قوما من آنصار خطب م هم بال رضى ه ع ه امرأة أن يزوجو مع اختاف ال سب
16
الذي هو من خصال الكفاءة ،ولو كانت الكفاءة معترة ي ال كاح ما أمرهم التزويج.
رابعا :قوله (( :--أا ا فضل لعر على عجمي إا التقوىأأ.
17
خامسا :لو كانت الكفاءة معترة ي الشرع ،لكان أو آبواب ااعتبار ها اب الدماء ٓنه تا فيه ما ا
تا ي سائر آبواب ،ومع هذا م يعتر ح يقتل الشريف الوضيع ،فهه ا أو –أى ي الزواج أو بعدم
18
اعتبارها.
سادسا :وما يدل على عدم اعتبار الكفاءة ي الزواج أها ا تعتر ي جانب الزوجة ،فكذلك ب أا تعتر ي
19
جانب الزوج.
أما أدلة القائلن اعتبار الكفاءة ي الزواج كاآتى:
أوا :قوله (( :--ا يزوج ال ساء إا آولياء وا يزوجن إا من آكفاء وا مهر أقل من عشرة دراهمأأ
وهذا ا ديث وإن كان ضعيفا ،ولكن قوي بتضافر الشواهد ،فمن ذلك :ما روي عن عمر بن ا طاب –رضي ه
ع ه -أنه قالٓ(( :م عن فروج ذوات آحساب إا من آكفاءأأ 21،وم ها :ما روي عن علي -رضي ه ع ه -أن
20
ال ي --قال له(( :ا على ثاث ا تؤخرها :الصاة إذا أتت ،وا ازة إذا حضرت ،وآم إذا وجدت كفؤاأأ.
22
15أخرجه البيهقي ي كتاب ال كاح اب ا يرد نكاح غر الكفؤ إذا رضيت به الزوجة ومن له آمر معها وكان مسلما:357 /73 ،
(74316أ ،و(74311أ ،و(74311أ.
16بدائع الص ائع ، 462 /9وا ديث أخرجه البيهقي ي كتاب ال كاح اب ا يرد نكاح غر الكفؤ إذا رضيت به الزوجة ومن له
آمر معها وكان مسلما74323( :357 /73 ،أ.
17أخرجه أمد ي مس د 93536( :477 /5 ،أ .وقال ي مع الزوائد :رجاله رجال صحيح.
18بدائع الص ائع . 462 /9
19امرجع السابق.
20أخرجه البيهقي ي كتاب ال كاح ،اب اعتبار الكفاءة74363( :343 /73 ،أ .قال البيهقي :هذا حديث ضعيف .
21أخرجه البيهقي ي كتاب ال كاح ،اب اعتبار الكفاءة74364( :344 /73 ،أ.
22أخرجه البيهقي ي كتاب ال كاح ،اب اعتبار الكفاءة 74352( :349 /73 ،أ .قال البيهقي :وي اعتبار الكفاءة أحاديث
كثرة ا تقوم أكثرها ا جة .
انيا :وٓن الزوجن رى بي هما مباسطات ي ال كاح ا يبقى ال كاح بدون ملها عادة ،والتحمل من غر
23
الكفء أمر صعب يثقل على الطباع السليمة؛ فا يدوم ال كاح مع عدم الكفاءة فلزم اعتبارها.
م اقشة أدلة القائلن بعدم اعتبار الكفاءة:
أوا :ااستدال اآات الكرمة ال احتج ها ابن حزم ايعارضها اشرا الكفاءة ي الزواج ،فيبقى امؤم ون
إخوة مع اشرا الكفاءة ي الزواج فيما بي هم ،وقوله تعا :بعد ذكر
احرمات ا ي افيه شر الكفاءة ،أا يرى أن شر الشهادة لصحة ال كاح ا ي اي هذ اآية ،فكذلك ا ي افيها
شر الكفاءة واعتبارها ي ال كاح.
24
انيا :إنكاح ال ي --زي ب اب ة عمته زيدا موا ا يع عدم اعتبار الكفاءة ،وإما يع جواز إسقاطها،
25
ٓن اشراطها ق الزوجة وأوليائها ،فإذا رضوا ورضيت م يكن ها اعتبار ،وصح ال كاح بدوها ولزم.
الثا :زواج بال –رضي ه ع ه -من آنصار وأمر --بتزو ه ،مل على أن ال ي --أرشدهم إ
ما هو آو ،وهو اعتبار الدين وااقتصار عليه ي حق بال ،وترك الكفاءة فيما سوا .
26
رابعا :قوله (( : --ليس لعر على عجمى فضل إا التقوىأأ ،فامراد به ي أحكام اآخرة ،إذ ا مكن
مله على أحكام الدنيا لظهور فضل العر على العجمى ي كثر من آحكام ي الدنيا.
27
خامسا :أما القياس على القصاص غر سديدٓ ،ن القصاص شرع مصلحة ا ياة ،واعتبار الكفاءة فيه يؤدى
إ تفويت هذ امصلحة ٓن كل أحد يقصد قتل عدو الذي ا يكافئه فتفوت امصلحة امطلوبة من القصاص ،وي
اعتبار الكفاءة ي اب ال كاح قيق امصلحة امطلوبة من ال كاح ما يرتب على مراعتها دوام آلفة وحسن العشرة
بن الزوجن.
28
23بدائع الص ائع .462 /9
24عبد الكرم زيدان ،امفصل ي أحكام امرأة والبيت امسلم ،مؤسسة الرسالة.391 /6 ،7223 ،
25امرجع السابق .
26بدائع الص ائع .462 /9
27بدائع الص ائع .462 /9
28نفس امرجع.
سادس ا :وأما عدم اعتبار الكفاءة ي جانب الزوجة ما يقتضى عدم اعتبارها انب الزوج أيضا ،فا واب :أن
الرجل ا يست كف عن استفراش امرأة وإن كانت غر كفؤ له ،بي ما تست كف امرأة أن يستفرشها الرجل إذا م يكن
كفؤا ها ،فافرقا ي ا كم.
29
الرأي الراجح:
بعد عرض أراء الفقهاء وم اقشتها ي هذ امسألة فالراحج ي رأيي اعتبار الكفاءة ي الزواج وذلك ٓن انتظام
امصاح الزوجية بن الزوجن ا يتم عادة إا بن امتكافئن ،وال كاح شرع انتظامها ،وا ت تظم بن غر امتكافئن،
ل شوز امرأة حي ئذ على الرجل وعدم اعرافها بقدر وقوامته.
30
م إن الزواج ليس عقدا خاصا الزوجن فقط ،فهو ي ا قيقة شديد الصلة بن عائل الزوجن ،فإذا كان
الزوج غر كفؤ للمرأة ،كان ذلك مبعث أذى وضرر لعائلة امرأة وأوليائها كما ا قق التقارب والتعاضد بن العائلتن،
ولذلك يعلل الفقهاء اعتبار الكفاءة ي الزواج بقوهم" :وهي –الكفاءة -معترة ي ال كاح دفعا للعار وليست شرطا
31
ي صحة ال كاح ،بل هي حق للمرأة وللو ،فلهما إسقاطها"
وأتفق مع ما قاله ابن قدامة ي أها معترة ولك ها ا يلزم اشراطها ي ال كاح ،فالكفاءة معترة ي ا ملة
ولك ها ليست من شرو صحة ال كاح ،وأقصى ما مكن أن نقول فيها إها شر لزوم ال كاح ح إذا زوج الو
موليته بدون رضاها بعدم قق الكفاءة ي الزوج ،فلها ا يار ،وكذلك إذا زوجت امرأة بعدم رضا وليها ،فله ا يار.
ويدل على هذا ما روي أن فتاة جاءت إ ال ي --فقالت :إن أ زوج ابن أخيه لرفع خسيسته .قال:
فجعل آمر إليها ،فقالت :قد أجزت ما ص ع أ ،ولك أردت أن تعلم ال ساء أنه ليس إ اآاء ي آمر
شىءأأ 32،فلو كان الكفؤ شرطا لصحة ال كاح ما جعل ا يار ها وما مك ت من إجازة ص يع أبيها 33.وه أعلم.
فلم عل ا مهور شر الكفاءة واجبا على آولياء وامرأة ،بل هو حق هم مك هم اسقاطه أو الت ازل ع ه م
شاءوا اعتبار شر لزوم .وهذا الت ازل مكن أن يرجع إ آسباب ،م ها:
29نفس امرجع.
30انظر :مد بلتاجى ،ي أحكام آسرة ،دار التقوى ،القاهرة9337 /7 ،م ،صـ . 373
31مغ احتاج ،977 /3هاية احتاج . 953 /6
32أخرجه ال سائي ي كتاب ال كاح ،اب البكر يزوجها ابوها وهي كارهة3962( :16 /6 ،أ ،وأبو داود ي كتاب ال كاح ،اب ي
البكر يزوجها ابوها وا يستأمرها9326( :939 /9 ،أ ،وابن ماجه ي كتاب ال كاح ،اب من زوج اب ته وهي كارهة:639 /7 ،
(7114أ .قال ي فتح الباري :رجاله ثقات.
33انظر :أمد يوسف ،أحكام الزواج والفرقة ،مكتبة ال صر ،جامعة القاهرة ،7229 ،صـ .734
.7طلب الثواب من ه تعا ،كال زوجها والدها من ابن أخيه لرفع ها خسيسته ،بدليل أن ال ي --
خرها بن الفسخ واإمضاء ،فأجازت ما فعله والدها.
.9خوف الفت ة وطلبا لاحصان والسر ،وهي مقاصد شريفة وفواها أكثر إضرارا من فوات بعض أوصاف
الكفاءة.
انيا :من تعتر له الكفاءة ووقت اعتبارها
قال الكاسا " :الكفاءة تعتر لل ساء ا للرجال على مع أنه تعتر الكفاءة ي جانب الرجال لل ساء ،وا
34
تعتر ي جانب ال ساء للرجال".
واستدل أهل العلم على عدم اعتبار الكفاءة ي امرأة ال صوص ،وهي من الوضوح يث ا تمل أويا،
فالرسول --تزوج من قبائل العرب ،وهو ا مكايء له ،بل تزوج صفية ب ت حيي اليهودي .واستدل –أيضا-
امعقول أن الولد يشرف بشرف أبيه ا أمه فا يعتر ذلك ي آم 35.وقال الكاسا " :امع الذي شرعت له
الكفاءة يوجب اختصاص اعتبارها انبهمٓ ،ن امرأة هي ال تست كف ا الرجل ٓها هي امستفرشة فأما الزوج فهو
36
امستفرش ،فا تلحقه آنفة من قِبَلها".
هذا قول عامة الفقهاء ي اعتبار الكفاءة ي الرجال فقط ولك أرى أنه من آفضل أن تكون امرأة متقاربة
امستوى من الرجل ،فمن امعلوم أن الزواج ا يربط بن الزوجن فقط بل يتعدى إ عائلة كل م هما ،فكثر ما حصل
عدم وفاق بن عائلة الزوج والزوجة ال ي غر مستوى زوجها وا سيما عائلتها ؛ ف ظروهم ب ظر ااحتقار
وااستهجان ،وهذا طبعا الف مقصد الزواجٓ ،ن من مقاصد كما قال ابن اهمام" :إنه –الزواح -وضع لتأسيس
القراات الصهرية ليصر البعيد قريبا وعضدا وساعدا" وا يتصور قيق هذا امقصد ي مثل تلك ا الة .وه أعلم.
ووقت اعتبار الكفاءة هو حال العقد فإن عدمت بعد م يبطل ال كاح ح لو تزوجها وهو كفء م صار
37
فاجرا داعرا ا يفسخ ال كاح.
34بدائع الص ائع .413 /9
35امغ .312 /1
36البدائع .414 /9
37امغ .313 /1ماعة من علماء اه د ،الفتاوى اه دية ،دار الفكر ،بروت7477 ،هـ –7227م.927 /7 ،
الثا :خصال الكفاءة
قد رجح ا مذهب القائلن اعتبار الكفاءة ي الزواج ،فما هي خصال الكفاءة ع دهم؟ فقد اختلف الفقهاء
ي ديد هذ ا صال على ال حو التا :
ع د ا فية :ال سب ،وا رية ،وامال ،والدين ،وا رفة.
38
ع د امالكية :السامة من العيوب اموجبة للرد ،والدين ،وا رية.
39
ع د الشافعية :سامة من العيوب امثبتة للخيار ي ال كاح كا ون وا ذام والرص ،وا رية ،وال سب ،والعفة
40
وهي الدين والصاح ،وا رفة.
ع د ا ابلة :الدين ،وال سب ،وا رية ،والص اعة ،واليسار امال.
41
-7الدين.
وامراد الدين ي الكفاءة إما هو التقوى والصاح والكف عما ا ل ،فا يكون الفاسق الفاجر كفؤا للمرأة
42، وٓن
الصا ة .والدليل على ذلك قوله تعا :
الفاسق مردود الشهادة والرواية ،غر مأمون على ال فس وامال ،مسلوب الواية ،اقص ع د ه ،وع د خلقه ،قليل
ا ظ ي الدنيا واآخرة ،وٓن التفاخر الدين أحق من التفاخر ال سب ،وا رية وامال ،والتعير الفسق أشد وجو
التعير.
43
وقال اإمام مد بن ا سن صاحب أ ح يفة" :ا تعتر الكفاءة ي الدين ٓن هذا من أمور اآخرة،
والكفاءة من أحكام الدنيا ،فا يقدح فيها الفسق إا إذا كان شيئا فاحشا ،أن كان الفاسق من يسخر م ه
38بدائع الص ائع 417 /9وما بعدها.
39بلغة السالك ٓقرب امسالك .313 /7
40مغ احتاج 979 /3وما بعدها.
41امغ .314 /1
42السجدة .71 :
43امغ ،315 /1مغ احتاج ،975 /3بدائع الص ائع .413 /9
ويضحك عليه ويصفع ،فإن كان من يهاب م ه أن كان أمرا قتاا يكون كفأٓ ،ن هذا الفسق ا يعد شي ا ي
44
العادة".
-9ال سب.
اتفق الفقهاء على اعتبار ال سب ي الكفاءة ،واحظ ا من كام الفقهاء ي معيار ال سب نوع امغااة ي رفعة
العرب والقرشين خاصة على غرهم من البطون ،ويبدو أن دعوة الشعوبية ال قويت ي العصر العباسي قد ألقت
مزيد من القار على ال ار ال كانت قد مدت ي عصر اإسام آول حيث آمن ال اس أهم أخوة ،وأهم سواسية
كأس ان امشط إذ رأوا نبيهم --يعتق صفية ويتزوجها ،ويزوج موا زيد بن حارثة من اب ة عمته وزوجته من بعد
زي ب ب ت جحش ،ولك ها ما لبثت أن هاجت من جديد وطاش لساها ح كى أن أا جعفر ام صور أمر "أا
45
تزوج م ا فيه –أى من آل عبد م اف -إا من م اي".
وا شك أن التعا آنساب ليس من اإسام ي شىء فاه تعا
يقول :
46
ولكن من مصلحة الزوجن أن يكوا على مستوى متقارب ي الوضع آسرى ،ح ا تتعا الزوجة على زوجها
فتسوء ،أو تقلقه رفعتها وأهلها فيتطلع إ م ابذهم ي الرفعة فيضر ذلك بدي ه ويرهقه من أمر عسرا.
47
-3امال.
امعتر ي اليسار امال القدرة على مهر مثلها ،واانفاق عليها حسب ما ب ها شرعا .وقد دل على اعتبار
اليسار امال قول ال ي --لفاطمة ب ت قيس حن أخرته أن معاوية خطبها ((أما معاوية فصعلوك ا مال
لهأأ 48،وٓن على اموسرة ضررا ي اعسار زوجها إخاله ب فقتها ومؤنة أوادها ،وأيضا فإن عجز الرجل عن امهر
44بدائع الص ائع .413 /9
45أمد الغزا ،الوسيط ي أحكام آسرة ،دار ال هضة العربية ،القاهرة7493 ،هـ – 7222م ،صـ . 943
46ا جرات .77 :
47الوسيط ي أحكام آسرة ،صـ ،943ي أحكام آسرة ،صـ .373
48أخرجه مسلم ي كتاب الطاق ،اب امطلقة البائن ا نفقه ها7413( :7774 /9 ،أ ،وال سائي ي كتاب ال كاح ،اب إذا
استشارت امرأة رجا فيمن طبها ،هل رها ما يعلم؟ 3945( :15 /6أ ،وأبو داود ي كتاب الطاق ،اب ي نفقة امبتوتة/9 ،
9914( :915أ.
وال فقة يعتر نقصا ي عرف ال اس ،ويستحقر ويستهان ي العادة كمن له نسب د ء .ولكن ا يشر لكفاءة
49
الرجل من جهة امال مساواته للمرأة ي يسارهآ ،ن الغ ا ثبات له.
-4ا رفة.
قال الشافعية" :فصاحب حرفة دنيئة ليس كفؤا ٓرفع م ه ،فك اس وحجام وحارس وراع وقيم ا مام ليس كفؤا
لب ت خيا ،وا خيا لب ت اجر او بزاز ،وا ما لب ت عام وقاض 50".أخد من هذ العبارة أن ه اك بعض امهن
ا يكون كفءا لبعضها اآخر ،وهذا مرد إ العادة فقد جاء ي روضة الطالبن" :ذكر ي ا لية أنه تراعى العادة ي
ا رف والص ائعٓ ،ن ي بعض الباد التجارة أو من الزراعة ،وي بعضها العكس".
51
-5السامة من العيوب .
جاء ي مغ احتاج" :وخصال الكفاءة :سامة من العيوب امثبتة للخيار ي ال كاح ،فمن به بعضها كج ون
أو جذام أو برص ليس كفؤا للسليمة ع ها ،"..فكذلك امالكية جعلوا السامة من العيوب من خصال الكفاءة،
وللو م ع امرأة من الزواج من به هذ العيوب وإن كانت راضية .وا يشر ا ابلة السامة من العيوب ي الكفاءة
52
ولك هم أثبتوا ا يار للمرأة بعدمها ي فسخ العقد دون وليهآ ،ن ضرر تص ها.
والعلة ي اعتبارها كما قال الشربي الشافعي" :إن ال فس تعاف صحبة من به بعضها –أي ا ون أو ا ذام
53
أو الرص -و تل ها مقصود ال كاح".
رابعا :امرجع فيما يعتر وما ا يعتر من خصال الكفاءة .
بعد هذا العرض السريع ي الكفاءة نفهم أن الثابت ي اإسام هو اعتبار الصاح والتقوى ي الكفاءة ،ويليه
امال واليسار امتمثان ي القدرة على امهر وال فقة ام اسبة ،فهاان ا صلتان ا تتغران بتغر امكان والزمن ،فوجودما
49بدائع الص ائع ،419 /9امغ .316 /1
50مغ احتاج .975 /3
51ال ووي تـ616هـ ،روضة الطالبن ،دار الكتب العلمية ،بروت7479 /7 ،هـ – 7229م.496 /5 ،
52مغ احتاج ،973 /3بلغة السالك ،313 /7امغ .311 /1
53مغ احتاج .973 /3
ضروري ي كل زواج .أما غرما من ا صال فمرجعها هو عرف ال اس وعادهم ،فكل ما عد ال اس واعترو من
آنساب وآحساب وا رف و وها فهو معتر ،وما ا عرة به فإنه غر معتر .وعلى ذلك فإن خصال الكفاءة ي
غرما تلف من عصر إ عصر ،ومن بلد إ بلد .ويدل على هذا ما قاله أهل العلم ي كامهم ي خصال
الكفاءة ،م ها :قال الكاسا " :ا يكون الفقر كفأ للغ يةٓ ،ن التفاخر امال أكثر من التفاخر بغر عادة،
وخصوصا ي زم ا هذا 54".وقال ال ووي" :ذكر ي ا لية أنه تراعى العادة ي ا رف والص ائعٓ ،ن ي بعض الباد
التجارة أو من الزراعة ،وي بعضها العكس 55".وقال –أيضا" :-للعجم عرف ي الكفاءة ،فيعتر عرفهم 56".وقال
الشربي " :ا يا ومثله البزاز ليس كفأ لب ت قاض وعام نظرا للعرف".
57
ومكن أن عل ضابطا صال الكفاءة أها :كل ما من شأنه أن دث فوارق كبرة بن الزوجن ،و ول
بي هما وبن حياة سعيدة ،وتوافق العرف الصحيح الذي ا ي اقض الشرع .وذلك ٓن الغرض من توفر الكفاءة العمل
على قيق آغراض السامية من الزواج.
58
الكفاءة ي القانون امعمول به إندونيسيا.
نص كتاب " موعة آحكام اإسامية إندونيسيا" صراحة على أن الكفاءة ا اعتبار ها ي الزواج
اإندونيسى إا الكفاءة ي الدين ،وامقصود الدين ه ا ليس كما قررا سابقا من أنه الصاح والتقوى ،وإما هو أصل
الدين ،فا يكون غر امسلم كفئا للمسلمة .فقد نص ي امادة :67 /عدم الكفاءة ليس سببا م ع ال كاح ،إا عدم
الكفاءة ي اختاف الدين.
فهذ امادة تدل على أن للكفاءة اعتبارا ي الزواج اإسامي اإندونيسي ،ولكن اقتصر خصاها على الدين
فقط ا غر ،وامفهوم من ال ص أن امقصود الدين ه ا ليس كما قررا سابقا من كام عامة الفقهاء ي أنه الصاح
والتقوى وإما هو أصل الدين ،حيث نص "إا عدم الكفاءة ي اختاف الدين" فا يكون غر امسلم كفؤا للمسلمة،
ي هذ ا الة فللو حق ام ع ،أما إذا كان الزوج مسلما فاسقا مهما بلغ فسقه فهو كفؤ للمسلمة امتدي ة ،فا حق
54بدائع الص ائع .419 /9
55روضة الطالبن .496 /5
56امصدر السابق .491
57مغ احتاج .975 /3
58انظر :أحكام الزواج والفرقةٓ ،ستاذا الدكتور /أمد يوسف ،صـ .733
للو م ع موليته من الزواج به .فبهذا امع فقد أخذ كتاب " موعة آحكام اإسامية إندونيسيا" مذهب الكرخي
ومن وافقه من القائلن بعدم اعتبار الكفاءة ي الزواج ،أما اختاف الدين الذي نص عليه كتاب " موعة آحكام
اإسامية إندونيسيا" فهو ليس من خصال الكفاءة بل هو من شرو صحة ال كاح ،وقد حرم على امسلمة الزواج
بغر امسلم كما نص عليه كتاب " موعة آحكام اإسامية إندونيسيا" ي امادة :44/رم ال كاح بن امسلمة
وغر امسلم.
قد رجح ا سابقا مذهب ا مهور القائل اعتبار الكفاءة ي الزواج وفوض ا ديد خصاها إ عرف البلد،
وقررا أن خصلة الدين مع الصاح والتقوى واليسار وامال من ا صال الثابتة ال ا تتغر بتغر الزمن وامكان .فا
يكون الفاسق الفاجر كفؤا للمتدي ة الصا ة لأدلة ال ذكراها سابقا ،و-أيضا -كما قال أستاذا الدكتور /مد
بلتاجى" :إن الفاجر امصر على فجور امعاند شى معه أن مل الزوجة الصا ة على ما ي اي التدين والصاح،
فهي خشية على الدين ي بغى أن تعتر ،ما للزوج من قوامة وواية على الزوجة".
59
وأيضا أنه يتعن على اعتبار اليسار وامال ،ا على أساس أنه الدافع للزواج ،فالدافع آساسي هو الصاح والتقوى؛
ولكن لضمان استقرار ا ياة بن الزوجن واستمرارها ،فال نشأت ي بوحة من العيش ،وي ترف من ا ياة ،فإنه
من الطبيعي أن يقال :إن الرجل الكفء ها هو من لديه من آموال ما مك ه أن يُ ِفق عليها مثل ما كان ي فق أبوها،
أو مثل ما كانت ت فق هي من قبل ،يث ا تشعر الفارق بن حياها مع زوجها وبن حياها السابقة.
إن التسرع ي مثل هذ آمور يؤدي إ نتائج عكسية ،يرتب عليها شقاء الزوجن أو انفصاهما؛ لعدم التئام
ا ياة بي هما ،وهذا قد يفسر سبب ارتفاع نسبة الطاق ي إندونيسيا .فعدم قدرة الزوج على توفر ا ياة ااجتماعية
ال عاشتها الزوجة قبل الزواج أدى إ طلب طاق الزوجة من احكمة الشرعية.
وٓجل هذا وذاك نقرح تعديل امادة امتعلقة الكفاءة ح تصبح كاآي :أن الكفاءة معترة ي الزواج ،ولكل
من الوا وامرأة حق الفسخ ع د فواها .والعرة ي الكفاءة الصاح والتقوى واليسار وغرما من ا صال ال
تت اسب مع العرف .ولكل من الو وامرأة الت ازل ع ها.
59ي أحكام آسرة ،صـ .373
الكفاءة ي الواقع امعاصر
قد أعرب السيد /لقمان حكيم ،وزير الشؤون الدي ية مهورية إندونيسيا عن قلقه ا تزايد وقوع الطاق ي
اآوانة آخرة ،وأن نسبة % 63من الطاق وقع بطلب من امرأة 60.فقد سجلت احكمة الشرعية اكرا س ة
163 ،9374قضية الطاق 939 ،م ها بسبب عدم اانسجام والتاحم بن الزوجن و 33م ها بسبب عدم
قدرة مالية من الزوج ،و 31م ها بسبب العاقة غر الشرعية آخرى .وزادت القضية ي س ة 9375حيث بلغت
ي هذا الوقت من الس ة 131قضية ،ب فس آسباب السابقة 753 ،م ها بسبب عدم اانسجام والتاحم بن
الزوجن و 733م ها بسبب عدم قدرة مالية من الزوج ،و 41م ها بسبب العاقة غر الشرعية آخرى.
وسجلت احكمة الشرعية ي ا رانج س ة 7611 ،9374قضية 372 ،م ها بسبب عدم اانسجام والتاحم بن
الزوجن و 53م ها بسبب عدم قدرة مالية من الزوج ،و 17م ها بسبب العاقة غر الشرعية آخرى .وبلغت
61
القضية ح أغسطس س ة 9375إ 215قضية 316 ،م ها بسبب عدم اانسجام والتاحم بن الزوجن،
62
و 91م ها بسبب عدم قدرة مالية من الزوج ،و 16م ها بسبب العاقة غر الشرعية آخرى.
من هذ السجات ناحظ أن آسباب الرئيسية من الطاق ،فوات الكفاءة بن الزوجن .فعدم التاحم
بن الزوجن اتج ع ن عدم كفاءة بي هما ،فمن نشأت ي البيئة امليئة الرفاهية فا مكن أن تعيش مع من تر ي
البيئة الفقرة .وهكذا من نشأت ي آسرة امتدي ة ا مكن أن ت سجم من قضى عمر ي آسرة غر امتدي ة .ومن
حصلت على الشهادة ا امعية ها بيئتها آكادمية ا اصة ها ال ا مكن من حصل على شهادة الثانوية العامة
فقط إداركها .وعدم اانسجام بن الزوجن قد تؤدي إ نفور أحدما من اآخر ،فبحث كل واحد م هما عمن مك ه
اانسجام معه فأدى إ العاقة غر الشرعية.
http://www.republika.co.id/berita/nasional/umum/14/11/14/nf0ij7-tingkat- 60
perceraian-indonesia-meningkat-setiap-tahun-ini-datanya
http://www.pa- 61
jakartapusat.go.id/index.php?option=com_wrapper&view=wrapper&Itemid=219
http://www.pa-tangerangkota.go.id/index.php/informasi-perkara/data/re-fak- 62
cerai
ٓجل هذا فإن أرى أنه من امهم تثقيف كل الراغبن ي الزواج وأولياء آمور بفقه الكفاءة بن الزوجن،
لضمان استقرار حياهم الزوجية ح ا ت قضى الطاق .مع بيان خصال الكفاءة امعترة ي اجتمع اإندونيسي غر
الصاح والتقوى واليسار.
ه اك ا صال ال يتطرق إليها الفقهاء القدماء ولكن م نعط ها ااهتمام ،م ها :حسن امظهر وماله .وا
شك أن مال امرأة سبب ي العفة ،فا يتطلع الرجل إ غر زوجته .فا مال مطلب ألفه ال فوس السليمة ،لذا بن
ال ي --أن ا مال ما تطلبه ال فوس ،فقال(( :تُ كح امرأة ٓربع ... :و ماها... ،أأ 63،وهذا ا مانع م ه ،إما
امانع أن يطلب ا مال وحد ويصرف ال ظر عما سوا .قال الشوكا " :قوله :وماها ،يؤخذ م ه استحباب نكاح
ا ميلة ،ويلحق ا مال ي الذات ا مال ي الصفات 64".وكما يطلب ي امرأة ا مال يطلب ي الرجل أا يكون
قبيحا ت فر م ه زوجته ،وا تتحصن به ،وتتطلع بعي ها إ مال الرجال ،فقد هى عمر (( - -واتـَُزوجوا ب اتكم
من الرجل الدميم ،فإهن يعجبهن م هم مايعجبهم م هنأأ.
65
وقد ذكر آح اف أنه ابد أن يراعي آولياء اجانسة والتق
يوي اسن طيب
مدرسة ي الفقه اإسامي امعة اإسامية وا كومية شريف هداية ه جاكرا
yuli.yasin@uinjkt.ac.id
يت اول هذا البحث عن حقيقة الكفاءة بن الزوجن وحكمه ي الفقه اإسامي مع اإشارة إ حقيقتها ي
القانون امعمول به إندونيسيا والواقع امعاصر .فمن خال هذا البحث ،تريد الباحثة أن تذكر كل الراغبن ي الزواج
وأولياء آمور على أن هم ا ق ي اختيار الزوج الكفء هم أو الت ازل ع ه .وهذا البحث له أميته الكبرة حيث
اكتشفت الباحثة من سجات احكمة الشرعية إندونيسيا أن قضية الطاق بن الزوجن تزايد يوما بعد يوم ،مع أن
الطاق من أبغض ا ال إ ه .ومن اماحظ أن من أكثر أسباب وقوعه عدم التاحم بن الزوجن الذي ٓجله
اشرطت الكفاءة .ترى الباحثة أن هذ الظاهرة قد تدل على عدم العلم لدى اجتمع أن آصل ي اإسام اشرا
الكفاءة بن الزوجن صول التاحم بي هما ،والت ازل ع ها هو الفرع ،وليس العكس .وشجع على هذا الوضع موقف
القانون الذي نص على عدم اعتبار الكفاءة ي الزواجٓ .جل هذا وذاك ،اختارت الباحثة هذا اموضوع لتبن ماهية
الكفاءة بن الزوجن ي الفقه اإسامي ،من حيث حكمها وخصاها ،واإشارة إ اختيار واضعي القانون إندونيسيا
لعدم اعتبار الكفاءة وعواقبه ال ت عكس ي واقع ا امعاصر .وي ال هاية تؤكد الباحثة أن اشرا الكفاءة بن الزوجن
وجواز الت ازل ع ها ي الفقه اإسامي من معام وسطيته مواكبة الواقع امعاصر.
الكلمات امفاتيح :الكفاءة ي الزواج ،شرو اللزوم للزواج ،كتاب موعة آحكام اإسامية إندونيسيا
امقدمة
إن تزايد نسبة الطاق ي الباد مل إ البحث عن آسباب ال اقتدت امرأة إ طلب الطاق .وبعد
إطاعي على سجات احاكم الشرعية تبن أن من أكثر أسباب وقوع الطاق عدم التاحم بن الزوجن الذي
ٓجله اشرطت الكفاءة .ف التكافؤ بشكل عام من العوامل آساسية إ اح ا ياة الزوجية ،وكل ما كان التقارب ي
امستوى الدي وامادي وااجتماعي والفكري والثقاي والعلمي والعمري وي العادات والتقاليد ،كان ذلك أدعى
ل جاح العاقة بن الزوجن ،وهذا ي آعم آغلب .وٓمية الكفاءة بن الزوجن ي إ اح ا ياة الزوجية إن فقهاء
امذاهب آربعة اتفقوا على أن الكفاءة معترة ي الزواج بل قال بعضهم إها من شرو صحة ال كاح ،ولكن أكثرهم
على أها من شرو اللزوم ،فهي حق لكل من امرأة والو ،وهما إسقاطها.
فظاهرة تزايد نسبة الطاق بسبب عدم التاحم بن الزوجن تدل على عدم العلم لدى اجتمع اإندونيسي
اشرا الكفاءة بن الزوجن .وقد شجع على تغافل اجتمع عن شر الكفاءة بن الزوجن موقف كتاب " موعة
آحكام اإسامية إندونيسيا" بصفته أحد مراجع أساسية للقضاة ي احاكم الشرعية ،حيث نص على عدم اعتبار
الكفاءة ي الزواج.
فمن ه ا أرى أمية تثقيف كل الراغبن ي الزواج وأولياء آمور قيقة الكفاءة بن الزوجن وحكمه ي الفقه
اإسامي مع اإشارة إ حقيقتها ي القانون امعمول به إندونيسيا وما أدى به من العواقب ام عكسة ي واقع ا
امعاصر.
تعريف الكفاءة
الكفاءة ي اللغة :امساواة وامماثلة ،وكل شيء ساوى شيئا فهو مكافئ له.
1
والكفاءة ي ااصطاح:
عرفها ا فية" :أن يكون الرجل مساوا للمرأة ي حسبها ،نسبها ،دي ها ،س ها ،وغر ذلك".
وعرفها امالكية :امماثلة ي ثاثة أمور ،ا ال والدين وا رية.
وعرفها الشافعية :أمر يوجب عدمه عارا.
2
3
4
وعرفها ا ابلة :امساواة ي أمور مسة معترة :الدانة ،والص اعة ،واليسار ،وا رية ،وال سب.
5
وناحظ أن أصحاب امذاهب الفقهية ي تعريفهم للكفاءة يذكرون ا صال امعترة ي الكفاءة ،فامالكية
مثا ذكروا أ ن امماثلة ي ثاثة أمور :ا ال ،والدين ،وا رية .وهكذا ،فإن ا فية وا ابلة ع د تعريفهما يذكران
1ابن م ظور تـ177هـ ،لسان العرب ،دار صادر ،بروت ،7بدون اريخ .962 /3 .أ بكر عبد القادر الرازي ،تار
الصحاح ،مكتبة لب ان ،بروت7211 ،م ،صـ ،932امعجم الوسيط ،دار الفكر ،بروت ،بدون اريخ. 127 /9 ،
2العي ،الب اية شرح اهداية.757 /4 ،
3حاشية الدسوقي ،دار الفكر ،بروت7472 /7 ،هـ – 7221م.941 /9 ،
4الشربي ،مغ احتاج ،دار الفكر ،بروت7475 ،هـ – 7225م.765 /3 ،
5ابن أ تغلب ،نيل امآرب.756 /9 ،
ا صال امعترة فيها ،غر أن الشافعية حن عرفوها أن قالوا :أمر يوجب عدمه عارا ،فكان تعريفهم أمع وأمل من
غرهم .فالكفاءة هي أن يصلح كل من الزوجن لْخر ي عرف امسلمن.
اشراط الكفاءة ي الفقه اإسامي
أوا :هل الكفاءة بن الزوجن شر ي صحة ال كاح واستمرار ؟
اختلفت آراء الفقهاء ي ااعتداد الكفاءة ي الزواج ما بن مثبت ها وم اف ،ومن امثبتن من اعترها شر
صحة ،وم هم من اعترها شر لزوم ،وفيما يلي آراء امذاهب فيها:
جاء ي بلغة السالك ٓقرب امسالك" :والكفاءة وهي لغة امماثلة وامقاربة وامراد ها امماثلة ي ثاثة أمور على
امذهب :ا ال ،والدين ،وا رية… ،وها أى للزوجة وللو تركها أى الكفاءة والرضا بعدمها والتزويج بفاسق أو ذى
عيب أو عبد ،فإن م يرضيا معا فالقول من امت ع م هما ،وعلى ا اكم م ع من رضي م هما ،وليس لأب جر البكر
6
على فاسق أو ذى عيب ،فإن تزوجها الفاسق أو ذو العيب أو العبد فلها وللو الرد والفسخ".
وي بدائع الص ائع" :فال كاح الذي تكون الكفاءة فيه شر لزومه هو إنكاح امرأة نفسها من غر رضا آولياء
ا يلزم ،ح لو زوجت نفسها من غر كفء من غر رضا آولياء ا يلزم ،ولأولياء حق ااعراض ٓن ي الكفاءة
حقا لأولياء ٓهم ي تفعون بذلك…،فإذا رضوا فقد أسقطوا حق أنفسهم وهم من أهل اإسقا ،وا ق قابل
للسقو فيسقط ،ولو رضي به بعض آولياء سقط حق الباقن ي قول أ ح يفة و مد ،وع د أ يوسف ا
7
يسقط".
وجاء ي مغ احتاج" :ي الكفاءة امعترة ي ال كاح دفعا للعار ،وليست شرطا ي صحة ال كاح ،بل هي حق
للمرأة والو ،فلهما إسقاطها ،وحي ئذ فإذا زوجها الو ام فرد كأب أو عم غر كفء برضاها ،أو زوجها بعض
آولياء امستوين كإخوة وأعمام برضاها ورضا الباقن من ي درجته غر كفء ،صح التزويج ٓن الكفاءة حقها وحق
آولياء كما مر ،فإن رضوا إسقاطها فا اعراض عليهم…،ولو زوج أحدهم أى امستوين بغر الكفء برضاها دون
رضاهم م يصح التزويج بهٓ ،ن هم حقا ي الكفاءة فاعتر رضاهم كرضا امرأة".
8
6بلغة السالك ٓقرب امسالك. 313 /7 ،
7الكاسا تـ511هـ ،بدائع الص ائع ،دار الفكر للطباعة وال شر والتوزيع ،بروت7471 /7 ،هـ – 7226م.413-462 /9 ،
8الشربي ،مغ احتاج.979-977 /3 ،
وقال ابن قدامة ي هذا الشأن" :اختلفت الرواية عن أمد ي اشرا الكفاءة لصحة ال كاح ،فروي ع ه أها
شر له… والرواية الثانية ع ه :أها ليست شرطا ي ال كاح ،وهذا قول أكثر أهل العلم …،والصحيح أها غر
مشرطة ،وما روي فيها –الكفاءة -يدل على اعتبارها ي ا ملة وا يلزم م ه اشراطها ،وذلك ٓن الزوجة وكل واحد
من آولياء له فيها حق ومن م يرض م هم فله الفسخ…،فإذا قل ا اشراطها فإما نعتر وجودها حال العقد ،فإن
9
عدمت بعد م يبطل ال كاح ،وإن كانت معدومة حال العقد فال كاح فاسد".
فمن هذ العبارات مك ا أن نقول إن الكفاءة معترة ي الزواج ع د فقهاء امذاهب آربعة بل قال بعضهم إها
من شرو صحة ال كاح ،ولكن أكثرهم على أها من شرو اللزوم ،فهي حق لكل من امرأة والو وهما إسقاطها.
وي مقابل هذا ،قال الكرخي" :ليست –الكفاءة -بشر أصا" ،وهو قول سفيان الثوري وحسن البصري،
وكذلك الفقيه ابن حزم رفض اعتبار الكفاءة ي الزواج حيث يقول" :وأهل اإسام كلهم إخوة ،ا رم على ابن من
10
ز ية لغية نكاح اب ة ا ليفة اهامي ،والفاسق الذي بلغ الغاية من الفسق –وهو امسلم -ما م يكن زانيا كفؤ
11
للمسلمة الفاضلة ،وكذلك الفاضل امسلم كفؤ للمسلمة الفاسقة ما م تكن زانية".
استدل القائلون بعدم اعتبار الكفاءة ي الزواج:
12 ، وقوله تعا
أوا :قول ه تعا :
.
13
اطبا ميع امسلمن :
وذكر عز وجل ما حرم علي ا من ال ساء م قال تعا :
14
انيا :قد أنكح ال ي - -زي ب اب ة عمته زيدا موا قبل أن يتزوجها --أمر ربه ،وأنكح امقداد
15
ضباعة ب ت زبر بن عبد امطلب.
9ابن قدامة ت693هـ ،امغ ،دار الفكر ،بروت7479 ،هـ – 7229م.313 /1 ،
10بدائع الص ائع .462 /9
11ابن حزم ،احلى ،امكتبة التجارية ،دار الفكر ،بروت ،بدون اريخ.757 /2 ،
12ا جرات. 73 :
13ال ساء . 3 :
14ال ساء . 94 :
الثا :أمر ال ي --قوما من آنصار خطب م هم بال رضى ه ع ه امرأة أن يزوجو مع اختاف ال سب
16
الذي هو من خصال الكفاءة ،ولو كانت الكفاءة معترة ي ال كاح ما أمرهم التزويج.
رابعا :قوله (( :--أا ا فضل لعر على عجمي إا التقوىأأ.
17
خامسا :لو كانت الكفاءة معترة ي الشرع ،لكان أو آبواب ااعتبار ها اب الدماء ٓنه تا فيه ما ا
تا ي سائر آبواب ،ومع هذا م يعتر ح يقتل الشريف الوضيع ،فهه ا أو –أى ي الزواج أو بعدم
18
اعتبارها.
سادسا :وما يدل على عدم اعتبار الكفاءة ي الزواج أها ا تعتر ي جانب الزوجة ،فكذلك ب أا تعتر ي
19
جانب الزوج.
أما أدلة القائلن اعتبار الكفاءة ي الزواج كاآتى:
أوا :قوله (( :--ا يزوج ال ساء إا آولياء وا يزوجن إا من آكفاء وا مهر أقل من عشرة دراهمأأ
وهذا ا ديث وإن كان ضعيفا ،ولكن قوي بتضافر الشواهد ،فمن ذلك :ما روي عن عمر بن ا طاب –رضي ه
ع ه -أنه قالٓ(( :م عن فروج ذوات آحساب إا من آكفاءأأ 21،وم ها :ما روي عن علي -رضي ه ع ه -أن
20
ال ي --قال له(( :ا على ثاث ا تؤخرها :الصاة إذا أتت ،وا ازة إذا حضرت ،وآم إذا وجدت كفؤاأأ.
22
15أخرجه البيهقي ي كتاب ال كاح اب ا يرد نكاح غر الكفؤ إذا رضيت به الزوجة ومن له آمر معها وكان مسلما:357 /73 ،
(74316أ ،و(74311أ ،و(74311أ.
16بدائع الص ائع ، 462 /9وا ديث أخرجه البيهقي ي كتاب ال كاح اب ا يرد نكاح غر الكفؤ إذا رضيت به الزوجة ومن له
آمر معها وكان مسلما74323( :357 /73 ،أ.
17أخرجه أمد ي مس د 93536( :477 /5 ،أ .وقال ي مع الزوائد :رجاله رجال صحيح.
18بدائع الص ائع . 462 /9
19امرجع السابق.
20أخرجه البيهقي ي كتاب ال كاح ،اب اعتبار الكفاءة74363( :343 /73 ،أ .قال البيهقي :هذا حديث ضعيف .
21أخرجه البيهقي ي كتاب ال كاح ،اب اعتبار الكفاءة74364( :344 /73 ،أ.
22أخرجه البيهقي ي كتاب ال كاح ،اب اعتبار الكفاءة 74352( :349 /73 ،أ .قال البيهقي :وي اعتبار الكفاءة أحاديث
كثرة ا تقوم أكثرها ا جة .
انيا :وٓن الزوجن رى بي هما مباسطات ي ال كاح ا يبقى ال كاح بدون ملها عادة ،والتحمل من غر
23
الكفء أمر صعب يثقل على الطباع السليمة؛ فا يدوم ال كاح مع عدم الكفاءة فلزم اعتبارها.
م اقشة أدلة القائلن بعدم اعتبار الكفاءة:
أوا :ااستدال اآات الكرمة ال احتج ها ابن حزم ايعارضها اشرا الكفاءة ي الزواج ،فيبقى امؤم ون
إخوة مع اشرا الكفاءة ي الزواج فيما بي هم ،وقوله تعا :بعد ذكر
احرمات ا ي افيه شر الكفاءة ،أا يرى أن شر الشهادة لصحة ال كاح ا ي اي هذ اآية ،فكذلك ا ي افيها
شر الكفاءة واعتبارها ي ال كاح.
24
انيا :إنكاح ال ي --زي ب اب ة عمته زيدا موا ا يع عدم اعتبار الكفاءة ،وإما يع جواز إسقاطها،
25
ٓن اشراطها ق الزوجة وأوليائها ،فإذا رضوا ورضيت م يكن ها اعتبار ،وصح ال كاح بدوها ولزم.
الثا :زواج بال –رضي ه ع ه -من آنصار وأمر --بتزو ه ،مل على أن ال ي --أرشدهم إ
ما هو آو ،وهو اعتبار الدين وااقتصار عليه ي حق بال ،وترك الكفاءة فيما سوا .
26
رابعا :قوله (( : --ليس لعر على عجمى فضل إا التقوىأأ ،فامراد به ي أحكام اآخرة ،إذ ا مكن
مله على أحكام الدنيا لظهور فضل العر على العجمى ي كثر من آحكام ي الدنيا.
27
خامسا :أما القياس على القصاص غر سديدٓ ،ن القصاص شرع مصلحة ا ياة ،واعتبار الكفاءة فيه يؤدى
إ تفويت هذ امصلحة ٓن كل أحد يقصد قتل عدو الذي ا يكافئه فتفوت امصلحة امطلوبة من القصاص ،وي
اعتبار الكفاءة ي اب ال كاح قيق امصلحة امطلوبة من ال كاح ما يرتب على مراعتها دوام آلفة وحسن العشرة
بن الزوجن.
28
23بدائع الص ائع .462 /9
24عبد الكرم زيدان ،امفصل ي أحكام امرأة والبيت امسلم ،مؤسسة الرسالة.391 /6 ،7223 ،
25امرجع السابق .
26بدائع الص ائع .462 /9
27بدائع الص ائع .462 /9
28نفس امرجع.
سادس ا :وأما عدم اعتبار الكفاءة ي جانب الزوجة ما يقتضى عدم اعتبارها انب الزوج أيضا ،فا واب :أن
الرجل ا يست كف عن استفراش امرأة وإن كانت غر كفؤ له ،بي ما تست كف امرأة أن يستفرشها الرجل إذا م يكن
كفؤا ها ،فافرقا ي ا كم.
29
الرأي الراجح:
بعد عرض أراء الفقهاء وم اقشتها ي هذ امسألة فالراحج ي رأيي اعتبار الكفاءة ي الزواج وذلك ٓن انتظام
امصاح الزوجية بن الزوجن ا يتم عادة إا بن امتكافئن ،وال كاح شرع انتظامها ،وا ت تظم بن غر امتكافئن،
ل شوز امرأة حي ئذ على الرجل وعدم اعرافها بقدر وقوامته.
30
م إن الزواج ليس عقدا خاصا الزوجن فقط ،فهو ي ا قيقة شديد الصلة بن عائل الزوجن ،فإذا كان
الزوج غر كفؤ للمرأة ،كان ذلك مبعث أذى وضرر لعائلة امرأة وأوليائها كما ا قق التقارب والتعاضد بن العائلتن،
ولذلك يعلل الفقهاء اعتبار الكفاءة ي الزواج بقوهم" :وهي –الكفاءة -معترة ي ال كاح دفعا للعار وليست شرطا
31
ي صحة ال كاح ،بل هي حق للمرأة وللو ،فلهما إسقاطها"
وأتفق مع ما قاله ابن قدامة ي أها معترة ولك ها ا يلزم اشراطها ي ال كاح ،فالكفاءة معترة ي ا ملة
ولك ها ليست من شرو صحة ال كاح ،وأقصى ما مكن أن نقول فيها إها شر لزوم ال كاح ح إذا زوج الو
موليته بدون رضاها بعدم قق الكفاءة ي الزوج ،فلها ا يار ،وكذلك إذا زوجت امرأة بعدم رضا وليها ،فله ا يار.
ويدل على هذا ما روي أن فتاة جاءت إ ال ي --فقالت :إن أ زوج ابن أخيه لرفع خسيسته .قال:
فجعل آمر إليها ،فقالت :قد أجزت ما ص ع أ ،ولك أردت أن تعلم ال ساء أنه ليس إ اآاء ي آمر
شىءأأ 32،فلو كان الكفؤ شرطا لصحة ال كاح ما جعل ا يار ها وما مك ت من إجازة ص يع أبيها 33.وه أعلم.
فلم عل ا مهور شر الكفاءة واجبا على آولياء وامرأة ،بل هو حق هم مك هم اسقاطه أو الت ازل ع ه م
شاءوا اعتبار شر لزوم .وهذا الت ازل مكن أن يرجع إ آسباب ،م ها:
29نفس امرجع.
30انظر :مد بلتاجى ،ي أحكام آسرة ،دار التقوى ،القاهرة9337 /7 ،م ،صـ . 373
31مغ احتاج ،977 /3هاية احتاج . 953 /6
32أخرجه ال سائي ي كتاب ال كاح ،اب البكر يزوجها ابوها وهي كارهة3962( :16 /6 ،أ ،وأبو داود ي كتاب ال كاح ،اب ي
البكر يزوجها ابوها وا يستأمرها9326( :939 /9 ،أ ،وابن ماجه ي كتاب ال كاح ،اب من زوج اب ته وهي كارهة:639 /7 ،
(7114أ .قال ي فتح الباري :رجاله ثقات.
33انظر :أمد يوسف ،أحكام الزواج والفرقة ،مكتبة ال صر ،جامعة القاهرة ،7229 ،صـ .734
.7طلب الثواب من ه تعا ،كال زوجها والدها من ابن أخيه لرفع ها خسيسته ،بدليل أن ال ي --
خرها بن الفسخ واإمضاء ،فأجازت ما فعله والدها.
.9خوف الفت ة وطلبا لاحصان والسر ،وهي مقاصد شريفة وفواها أكثر إضرارا من فوات بعض أوصاف
الكفاءة.
انيا :من تعتر له الكفاءة ووقت اعتبارها
قال الكاسا " :الكفاءة تعتر لل ساء ا للرجال على مع أنه تعتر الكفاءة ي جانب الرجال لل ساء ،وا
34
تعتر ي جانب ال ساء للرجال".
واستدل أهل العلم على عدم اعتبار الكفاءة ي امرأة ال صوص ،وهي من الوضوح يث ا تمل أويا،
فالرسول --تزوج من قبائل العرب ،وهو ا مكايء له ،بل تزوج صفية ب ت حيي اليهودي .واستدل –أيضا-
امعقول أن الولد يشرف بشرف أبيه ا أمه فا يعتر ذلك ي آم 35.وقال الكاسا " :امع الذي شرعت له
الكفاءة يوجب اختصاص اعتبارها انبهمٓ ،ن امرأة هي ال تست كف ا الرجل ٓها هي امستفرشة فأما الزوج فهو
36
امستفرش ،فا تلحقه آنفة من قِبَلها".
هذا قول عامة الفقهاء ي اعتبار الكفاءة ي الرجال فقط ولك أرى أنه من آفضل أن تكون امرأة متقاربة
امستوى من الرجل ،فمن امعلوم أن الزواج ا يربط بن الزوجن فقط بل يتعدى إ عائلة كل م هما ،فكثر ما حصل
عدم وفاق بن عائلة الزوج والزوجة ال ي غر مستوى زوجها وا سيما عائلتها ؛ ف ظروهم ب ظر ااحتقار
وااستهجان ،وهذا طبعا الف مقصد الزواجٓ ،ن من مقاصد كما قال ابن اهمام" :إنه –الزواح -وضع لتأسيس
القراات الصهرية ليصر البعيد قريبا وعضدا وساعدا" وا يتصور قيق هذا امقصد ي مثل تلك ا الة .وه أعلم.
ووقت اعتبار الكفاءة هو حال العقد فإن عدمت بعد م يبطل ال كاح ح لو تزوجها وهو كفء م صار
37
فاجرا داعرا ا يفسخ ال كاح.
34بدائع الص ائع .413 /9
35امغ .312 /1
36البدائع .414 /9
37امغ .313 /1ماعة من علماء اه د ،الفتاوى اه دية ،دار الفكر ،بروت7477 ،هـ –7227م.927 /7 ،
الثا :خصال الكفاءة
قد رجح ا مذهب القائلن اعتبار الكفاءة ي الزواج ،فما هي خصال الكفاءة ع دهم؟ فقد اختلف الفقهاء
ي ديد هذ ا صال على ال حو التا :
ع د ا فية :ال سب ،وا رية ،وامال ،والدين ،وا رفة.
38
ع د امالكية :السامة من العيوب اموجبة للرد ،والدين ،وا رية.
39
ع د الشافعية :سامة من العيوب امثبتة للخيار ي ال كاح كا ون وا ذام والرص ،وا رية ،وال سب ،والعفة
40
وهي الدين والصاح ،وا رفة.
ع د ا ابلة :الدين ،وال سب ،وا رية ،والص اعة ،واليسار امال.
41
-7الدين.
وامراد الدين ي الكفاءة إما هو التقوى والصاح والكف عما ا ل ،فا يكون الفاسق الفاجر كفؤا للمرأة
42، وٓن
الصا ة .والدليل على ذلك قوله تعا :
الفاسق مردود الشهادة والرواية ،غر مأمون على ال فس وامال ،مسلوب الواية ،اقص ع د ه ،وع د خلقه ،قليل
ا ظ ي الدنيا واآخرة ،وٓن التفاخر الدين أحق من التفاخر ال سب ،وا رية وامال ،والتعير الفسق أشد وجو
التعير.
43
وقال اإمام مد بن ا سن صاحب أ ح يفة" :ا تعتر الكفاءة ي الدين ٓن هذا من أمور اآخرة،
والكفاءة من أحكام الدنيا ،فا يقدح فيها الفسق إا إذا كان شيئا فاحشا ،أن كان الفاسق من يسخر م ه
38بدائع الص ائع 417 /9وما بعدها.
39بلغة السالك ٓقرب امسالك .313 /7
40مغ احتاج 979 /3وما بعدها.
41امغ .314 /1
42السجدة .71 :
43امغ ،315 /1مغ احتاج ،975 /3بدائع الص ائع .413 /9
ويضحك عليه ويصفع ،فإن كان من يهاب م ه أن كان أمرا قتاا يكون كفأٓ ،ن هذا الفسق ا يعد شي ا ي
44
العادة".
-9ال سب.
اتفق الفقهاء على اعتبار ال سب ي الكفاءة ،واحظ ا من كام الفقهاء ي معيار ال سب نوع امغااة ي رفعة
العرب والقرشين خاصة على غرهم من البطون ،ويبدو أن دعوة الشعوبية ال قويت ي العصر العباسي قد ألقت
مزيد من القار على ال ار ال كانت قد مدت ي عصر اإسام آول حيث آمن ال اس أهم أخوة ،وأهم سواسية
كأس ان امشط إذ رأوا نبيهم --يعتق صفية ويتزوجها ،ويزوج موا زيد بن حارثة من اب ة عمته وزوجته من بعد
زي ب ب ت جحش ،ولك ها ما لبثت أن هاجت من جديد وطاش لساها ح كى أن أا جعفر ام صور أمر "أا
45
تزوج م ا فيه –أى من آل عبد م اف -إا من م اي".
وا شك أن التعا آنساب ليس من اإسام ي شىء فاه تعا
يقول :
46
ولكن من مصلحة الزوجن أن يكوا على مستوى متقارب ي الوضع آسرى ،ح ا تتعا الزوجة على زوجها
فتسوء ،أو تقلقه رفعتها وأهلها فيتطلع إ م ابذهم ي الرفعة فيضر ذلك بدي ه ويرهقه من أمر عسرا.
47
-3امال.
امعتر ي اليسار امال القدرة على مهر مثلها ،واانفاق عليها حسب ما ب ها شرعا .وقد دل على اعتبار
اليسار امال قول ال ي --لفاطمة ب ت قيس حن أخرته أن معاوية خطبها ((أما معاوية فصعلوك ا مال
لهأأ 48،وٓن على اموسرة ضررا ي اعسار زوجها إخاله ب فقتها ومؤنة أوادها ،وأيضا فإن عجز الرجل عن امهر
44بدائع الص ائع .413 /9
45أمد الغزا ،الوسيط ي أحكام آسرة ،دار ال هضة العربية ،القاهرة7493 ،هـ – 7222م ،صـ . 943
46ا جرات .77 :
47الوسيط ي أحكام آسرة ،صـ ،943ي أحكام آسرة ،صـ .373
48أخرجه مسلم ي كتاب الطاق ،اب امطلقة البائن ا نفقه ها7413( :7774 /9 ،أ ،وال سائي ي كتاب ال كاح ،اب إذا
استشارت امرأة رجا فيمن طبها ،هل رها ما يعلم؟ 3945( :15 /6أ ،وأبو داود ي كتاب الطاق ،اب ي نفقة امبتوتة/9 ،
9914( :915أ.
وال فقة يعتر نقصا ي عرف ال اس ،ويستحقر ويستهان ي العادة كمن له نسب د ء .ولكن ا يشر لكفاءة
49
الرجل من جهة امال مساواته للمرأة ي يسارهآ ،ن الغ ا ثبات له.
-4ا رفة.
قال الشافعية" :فصاحب حرفة دنيئة ليس كفؤا ٓرفع م ه ،فك اس وحجام وحارس وراع وقيم ا مام ليس كفؤا
لب ت خيا ،وا خيا لب ت اجر او بزاز ،وا ما لب ت عام وقاض 50".أخد من هذ العبارة أن ه اك بعض امهن
ا يكون كفءا لبعضها اآخر ،وهذا مرد إ العادة فقد جاء ي روضة الطالبن" :ذكر ي ا لية أنه تراعى العادة ي
ا رف والص ائعٓ ،ن ي بعض الباد التجارة أو من الزراعة ،وي بعضها العكس".
51
-5السامة من العيوب .
جاء ي مغ احتاج" :وخصال الكفاءة :سامة من العيوب امثبتة للخيار ي ال كاح ،فمن به بعضها كج ون
أو جذام أو برص ليس كفؤا للسليمة ع ها ،"..فكذلك امالكية جعلوا السامة من العيوب من خصال الكفاءة،
وللو م ع امرأة من الزواج من به هذ العيوب وإن كانت راضية .وا يشر ا ابلة السامة من العيوب ي الكفاءة
52
ولك هم أثبتوا ا يار للمرأة بعدمها ي فسخ العقد دون وليهآ ،ن ضرر تص ها.
والعلة ي اعتبارها كما قال الشربي الشافعي" :إن ال فس تعاف صحبة من به بعضها –أي ا ون أو ا ذام
53
أو الرص -و تل ها مقصود ال كاح".
رابعا :امرجع فيما يعتر وما ا يعتر من خصال الكفاءة .
بعد هذا العرض السريع ي الكفاءة نفهم أن الثابت ي اإسام هو اعتبار الصاح والتقوى ي الكفاءة ،ويليه
امال واليسار امتمثان ي القدرة على امهر وال فقة ام اسبة ،فهاان ا صلتان ا تتغران بتغر امكان والزمن ،فوجودما
49بدائع الص ائع ،419 /9امغ .316 /1
50مغ احتاج .975 /3
51ال ووي تـ616هـ ،روضة الطالبن ،دار الكتب العلمية ،بروت7479 /7 ،هـ – 7229م.496 /5 ،
52مغ احتاج ،973 /3بلغة السالك ،313 /7امغ .311 /1
53مغ احتاج .973 /3
ضروري ي كل زواج .أما غرما من ا صال فمرجعها هو عرف ال اس وعادهم ،فكل ما عد ال اس واعترو من
آنساب وآحساب وا رف و وها فهو معتر ،وما ا عرة به فإنه غر معتر .وعلى ذلك فإن خصال الكفاءة ي
غرما تلف من عصر إ عصر ،ومن بلد إ بلد .ويدل على هذا ما قاله أهل العلم ي كامهم ي خصال
الكفاءة ،م ها :قال الكاسا " :ا يكون الفقر كفأ للغ يةٓ ،ن التفاخر امال أكثر من التفاخر بغر عادة،
وخصوصا ي زم ا هذا 54".وقال ال ووي" :ذكر ي ا لية أنه تراعى العادة ي ا رف والص ائعٓ ،ن ي بعض الباد
التجارة أو من الزراعة ،وي بعضها العكس 55".وقال –أيضا" :-للعجم عرف ي الكفاءة ،فيعتر عرفهم 56".وقال
الشربي " :ا يا ومثله البزاز ليس كفأ لب ت قاض وعام نظرا للعرف".
57
ومكن أن عل ضابطا صال الكفاءة أها :كل ما من شأنه أن دث فوارق كبرة بن الزوجن ،و ول
بي هما وبن حياة سعيدة ،وتوافق العرف الصحيح الذي ا ي اقض الشرع .وذلك ٓن الغرض من توفر الكفاءة العمل
على قيق آغراض السامية من الزواج.
58
الكفاءة ي القانون امعمول به إندونيسيا.
نص كتاب " موعة آحكام اإسامية إندونيسيا" صراحة على أن الكفاءة ا اعتبار ها ي الزواج
اإندونيسى إا الكفاءة ي الدين ،وامقصود الدين ه ا ليس كما قررا سابقا من أنه الصاح والتقوى ،وإما هو أصل
الدين ،فا يكون غر امسلم كفئا للمسلمة .فقد نص ي امادة :67 /عدم الكفاءة ليس سببا م ع ال كاح ،إا عدم
الكفاءة ي اختاف الدين.
فهذ امادة تدل على أن للكفاءة اعتبارا ي الزواج اإسامي اإندونيسي ،ولكن اقتصر خصاها على الدين
فقط ا غر ،وامفهوم من ال ص أن امقصود الدين ه ا ليس كما قررا سابقا من كام عامة الفقهاء ي أنه الصاح
والتقوى وإما هو أصل الدين ،حيث نص "إا عدم الكفاءة ي اختاف الدين" فا يكون غر امسلم كفؤا للمسلمة،
ي هذ ا الة فللو حق ام ع ،أما إذا كان الزوج مسلما فاسقا مهما بلغ فسقه فهو كفؤ للمسلمة امتدي ة ،فا حق
54بدائع الص ائع .419 /9
55روضة الطالبن .496 /5
56امصدر السابق .491
57مغ احتاج .975 /3
58انظر :أحكام الزواج والفرقةٓ ،ستاذا الدكتور /أمد يوسف ،صـ .733
للو م ع موليته من الزواج به .فبهذا امع فقد أخذ كتاب " موعة آحكام اإسامية إندونيسيا" مذهب الكرخي
ومن وافقه من القائلن بعدم اعتبار الكفاءة ي الزواج ،أما اختاف الدين الذي نص عليه كتاب " موعة آحكام
اإسامية إندونيسيا" فهو ليس من خصال الكفاءة بل هو من شرو صحة ال كاح ،وقد حرم على امسلمة الزواج
بغر امسلم كما نص عليه كتاب " موعة آحكام اإسامية إندونيسيا" ي امادة :44/رم ال كاح بن امسلمة
وغر امسلم.
قد رجح ا سابقا مذهب ا مهور القائل اعتبار الكفاءة ي الزواج وفوض ا ديد خصاها إ عرف البلد،
وقررا أن خصلة الدين مع الصاح والتقوى واليسار وامال من ا صال الثابتة ال ا تتغر بتغر الزمن وامكان .فا
يكون الفاسق الفاجر كفؤا للمتدي ة الصا ة لأدلة ال ذكراها سابقا ،و-أيضا -كما قال أستاذا الدكتور /مد
بلتاجى" :إن الفاجر امصر على فجور امعاند شى معه أن مل الزوجة الصا ة على ما ي اي التدين والصاح،
فهي خشية على الدين ي بغى أن تعتر ،ما للزوج من قوامة وواية على الزوجة".
59
وأيضا أنه يتعن على اعتبار اليسار وامال ،ا على أساس أنه الدافع للزواج ،فالدافع آساسي هو الصاح والتقوى؛
ولكن لضمان استقرار ا ياة بن الزوجن واستمرارها ،فال نشأت ي بوحة من العيش ،وي ترف من ا ياة ،فإنه
من الطبيعي أن يقال :إن الرجل الكفء ها هو من لديه من آموال ما مك ه أن يُ ِفق عليها مثل ما كان ي فق أبوها،
أو مثل ما كانت ت فق هي من قبل ،يث ا تشعر الفارق بن حياها مع زوجها وبن حياها السابقة.
إن التسرع ي مثل هذ آمور يؤدي إ نتائج عكسية ،يرتب عليها شقاء الزوجن أو انفصاهما؛ لعدم التئام
ا ياة بي هما ،وهذا قد يفسر سبب ارتفاع نسبة الطاق ي إندونيسيا .فعدم قدرة الزوج على توفر ا ياة ااجتماعية
ال عاشتها الزوجة قبل الزواج أدى إ طلب طاق الزوجة من احكمة الشرعية.
وٓجل هذا وذاك نقرح تعديل امادة امتعلقة الكفاءة ح تصبح كاآي :أن الكفاءة معترة ي الزواج ،ولكل
من الوا وامرأة حق الفسخ ع د فواها .والعرة ي الكفاءة الصاح والتقوى واليسار وغرما من ا صال ال
تت اسب مع العرف .ولكل من الو وامرأة الت ازل ع ها.
59ي أحكام آسرة ،صـ .373
الكفاءة ي الواقع امعاصر
قد أعرب السيد /لقمان حكيم ،وزير الشؤون الدي ية مهورية إندونيسيا عن قلقه ا تزايد وقوع الطاق ي
اآوانة آخرة ،وأن نسبة % 63من الطاق وقع بطلب من امرأة 60.فقد سجلت احكمة الشرعية اكرا س ة
163 ،9374قضية الطاق 939 ،م ها بسبب عدم اانسجام والتاحم بن الزوجن و 33م ها بسبب عدم
قدرة مالية من الزوج ،و 31م ها بسبب العاقة غر الشرعية آخرى .وزادت القضية ي س ة 9375حيث بلغت
ي هذا الوقت من الس ة 131قضية ،ب فس آسباب السابقة 753 ،م ها بسبب عدم اانسجام والتاحم بن
الزوجن و 733م ها بسبب عدم قدرة مالية من الزوج ،و 41م ها بسبب العاقة غر الشرعية آخرى.
وسجلت احكمة الشرعية ي ا رانج س ة 7611 ،9374قضية 372 ،م ها بسبب عدم اانسجام والتاحم بن
الزوجن و 53م ها بسبب عدم قدرة مالية من الزوج ،و 17م ها بسبب العاقة غر الشرعية آخرى .وبلغت
61
القضية ح أغسطس س ة 9375إ 215قضية 316 ،م ها بسبب عدم اانسجام والتاحم بن الزوجن،
62
و 91م ها بسبب عدم قدرة مالية من الزوج ،و 16م ها بسبب العاقة غر الشرعية آخرى.
من هذ السجات ناحظ أن آسباب الرئيسية من الطاق ،فوات الكفاءة بن الزوجن .فعدم التاحم
بن الزوجن اتج ع ن عدم كفاءة بي هما ،فمن نشأت ي البيئة امليئة الرفاهية فا مكن أن تعيش مع من تر ي
البيئة الفقرة .وهكذا من نشأت ي آسرة امتدي ة ا مكن أن ت سجم من قضى عمر ي آسرة غر امتدي ة .ومن
حصلت على الشهادة ا امعية ها بيئتها آكادمية ا اصة ها ال ا مكن من حصل على شهادة الثانوية العامة
فقط إداركها .وعدم اانسجام بن الزوجن قد تؤدي إ نفور أحدما من اآخر ،فبحث كل واحد م هما عمن مك ه
اانسجام معه فأدى إ العاقة غر الشرعية.
http://www.republika.co.id/berita/nasional/umum/14/11/14/nf0ij7-tingkat- 60
perceraian-indonesia-meningkat-setiap-tahun-ini-datanya
http://www.pa- 61
jakartapusat.go.id/index.php?option=com_wrapper&view=wrapper&Itemid=219
http://www.pa-tangerangkota.go.id/index.php/informasi-perkara/data/re-fak- 62
cerai
ٓجل هذا فإن أرى أنه من امهم تثقيف كل الراغبن ي الزواج وأولياء آمور بفقه الكفاءة بن الزوجن،
لضمان استقرار حياهم الزوجية ح ا ت قضى الطاق .مع بيان خصال الكفاءة امعترة ي اجتمع اإندونيسي غر
الصاح والتقوى واليسار.
ه اك ا صال ال يتطرق إليها الفقهاء القدماء ولكن م نعط ها ااهتمام ،م ها :حسن امظهر وماله .وا
شك أن مال امرأة سبب ي العفة ،فا يتطلع الرجل إ غر زوجته .فا مال مطلب ألفه ال فوس السليمة ،لذا بن
ال ي --أن ا مال ما تطلبه ال فوس ،فقال(( :تُ كح امرأة ٓربع ... :و ماها... ،أأ 63،وهذا ا مانع م ه ،إما
امانع أن يطلب ا مال وحد ويصرف ال ظر عما سوا .قال الشوكا " :قوله :وماها ،يؤخذ م ه استحباب نكاح
ا ميلة ،ويلحق ا مال ي الذات ا مال ي الصفات 64".وكما يطلب ي امرأة ا مال يطلب ي الرجل أا يكون
قبيحا ت فر م ه زوجته ،وا تتحصن به ،وتتطلع بعي ها إ مال الرجال ،فقد هى عمر (( - -واتـَُزوجوا ب اتكم
من الرجل الدميم ،فإهن يعجبهن م هم مايعجبهم م هنأأ.
65
وقد ذكر آح اف أنه ابد أن يراعي آولياء اجانسة والتق