Kaifiyyah at-ta'amul ma'al al-ahadits al-mukhtalifah 'inda jumhur al-fuqaha al-hanafiyah wa al-muhaditsun (dirasah Islamiyah)
(
)
ﺑﺤﺚ ﻣﻘﺪم إﻟﻰ ﻛﻠﯿﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ واﻟﻌﺮﺑﯿﺔ
ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺷﺮﯾﻒ ھﺪاﯾﺔ اﷲ اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ اﻟﺤﻜﻮﻣﯿﺔ ﺟﺎﻛﺮﺗﺎ
ﻟﻠﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ اﻟﺪرﺟﺔ اﻟﺠﺎﻣﻌﯿﺔ اﻷوﻟﻰ )(S.S.I
Universitas Islam Negeri
SYARIF HIDAYATULLAH JAKARTA
:
رﻗﻢ اﻟﻘﯿﺪ١ ٠ ٥ ٠ ٦ ٠ ٠ ٠ ٢ ١ ٨ ٧ :
١٤ ٣ ٢ / ٢ ٠١١ﻫ ـ
كيفية التعامل مع اأحاديث المختلفة عند جمهور الفقهاء والحنفية والمحدثين
(دراسة مقارنة)
بحث مقد إل ك ي الدراسا اإسامي والعربي
جامع شريف هداي ه اإسامي الح ومي جاكرتا
ل حصو ع
الدرج الجامع ة اأول )(S.S.I
إعداد الطالب:
أريا عزالدين
رقم القيد105060002187:
تحت إشراف:
(الحاج حسن بصري سالم الليسانس الماجستير)
كحيم ادد اسام ااساحيمو الل حيم
ساليمشلييم د ييم ام ااساحيم الككاحيم س لتسم
1432ـ
2011م/م
KAIFIYYAH AL-TA’AMUL MA’A AL-AHADITS
AL-MUKHTALIFAH ‘INDA JUMHUR AL-FUQAHA
WA AL-HANAFIYYAH WA AL-MUHADDITSIN
(DIRASAH MUQARANAH)
Skripsi
Diajukan kepada Fakultas Dirasat Islamiyah
untuk Memenuhi Persyaratan Mencapai Gelar
Sarjana Studi Islam (S.S.I)
Oleh:
Arya Izuddin
105060002187
Di bawah Bimbingan
H. Hasan Bashri, Lc. MA,
FAKULTAS DIRASAT ISLAMIYAH
UNIVERSITAS ISLAM NEGERI SYARIF HIDAYATULLAH
JAKARTA
2011 M. / 1432 H.
بسم ام الرحمم الرحسم
شكلموتقديلم
م
رب الريات ،وأشهد
تتم الصا ات ،أشهد أن ا إله ّإا اه ّ
ا مد ه بنعمته ّ
صل وسلّم وبارؾ على سيّدنا
أ ّن سيّدنا ّ
حمدا عبد ورسوله خر امخلوقات ،اللّهم ّ
حمد وعلى آله وأصحابه بعدد امعلومات.
ّ
أما بعد ،فأشكر اه تبارؾ وتعاى أنّه بعنايته وتوفيقه استطعت أن أمّ هذا
لتكملة الشروط للحصول على الدرجة ا امعية اأوى
البحث العلمي ّ
) (S.S.Iمن
كلية الدراسات اإسامية والعربية جامعة شريف هداية اه اإسامية ا كومية
جاكرتا.
يسري أن أق ّدم جزيل الشكر هؤاء الذين قد م ّدوا
وبعد انتهاء هذا البحث ّ
وزودوي خر الزاد.
إي بامساعدات والتوجيهات والنصائح ّ
أيديهم ّ
ومن هؤاء :
أ
- 1فضيلة اأستاذ الدكتور ا اج أبو الدين ناتا ،عميد كلية الدراسات
اإسامية والعربية جامعة شريف هداية اه اإسامية ا كمومية جاكرتا.
- 2فضيلة الشيخ ا اج حسن بصري سام الليسانس اماجستر الذي قد
بذل جهد ي اإشراف على كتابة هذا البحث ،وأدعو اه تبارؾ وتعاى
أن جزيه أحسن ا زاء وجعل عمله ي ميزان حسناته يوم القيامة.
- 3اأساتذة اأفاضل بالكلية الذين قد بذلوا جهودهم وقاموا بإلقاء
وزودوي بالعلوم امتنوعة وامعلومات النافعة وامعارف الغالية.
احاضرات ّ
الدي الكرمان ،السيّد عبد الرزاق ،والسيّدة ناميه ،اللذان ا يألوان ي
-4و ّ
تربيي منذ نعومة أظفاري ،فجزاما اه أحسن ا زاء ي الدنيا واأخرة،
"اللّهم اغفرهما وارمهما كما ربّياي صغرا" .وأخواي أدى رزقي ،وأنيس
الصحة والعافية
لطيفة ،وعزيز حمد نوفال" ،اللّهم ارزقي وإياهم مام ّ
جسمانية وروحانية ظاهرة وباطنة وارزقي وإياهم أعمارا طويلة يا يب
السائلن".
- 5فضيلة الشيخ اأستاذ الدكتور كيائي ا اج علي مصطفى يعقوب
اماجستر -خادم السنة النبوية ،ومؤسس معهد دار السنة العاي لعلوم
ب
علوما نافعة خاصةن ي
ا ديث ،الذي قد ّأدبي أحسن التأديب وعلّمي ن
ا ديث وعلومه.
- 6ميع اأصدقاء والزماء ي كلية الدراسات اإسامية والعربية ،ومعهد
دار السنة العاي لعلوم ا ديث الذين قد ساعدوي ي كتابة هذا البحث
وشجعوي ي إمامه وعلى حسن مساعدهم ي كتابة هذا البحث العلمي
وإتقانه ،منهم اأخ علي ا ضيي وأديتيا وسيف الدين اأنصاري وركزا
أمد وكمال فؤادي وغرهم ا ا يسع امقام لذكر كلهم ،وأرجو اه
تعاى أن جزيهم ويكرمهم أحسن ا زاء والتكرم.
أهدى هذا البحث إليهم ميعا ،واه أسأل أن يوفقهم وجزيهم أحسن ا زاء،
امهتمن بالعلوم الدينية،
وأن جعل هذا البحث نافعا ي و ميع ّ
ك ىر ٍمىةن ىوىهيِ ٍئ لىنىا ًم ٍن أ ٍىم ًرنىا ىر ىش ندا ،آمن.
لى يدنٍ ى
ج
اىللّ يهم ىربـَنىا آىتًنىا ًم ٍن
وصلّى اللّه وسلّم على سيّدنا حمّد وعلى آله وصحبه أمعن
1 8مار1يس 2 0 1م
اأخر 1 4 3هـ ،جاكرتا.
1 3ربيع 2
الباحث
أريا عزالدين
د
محتويات البحث
الباب اأول
المقدمة
الصفحة
أ -مشكات البحث 1... .............................................
ب -أهداف البحث 5.. ................................................
ج -أمية البحث 5 .....................................................
د -حديد البحث 6. ...................................................
هـ -منهج البحث 7 ....................................................
و -تنظيم البحث 8 ....................................................
الباب الثاني
المدخل إلى مختلف الحديث وأهميته وعاقته بين المشكل والتعارض
أ -تعريف تلف ا ديث 9... ........................................
ب -أمية دراسة علم تلف ا ديث وصعوبته 12..... ....................
ج -بيان العاقة بن تلف ا ديث وامشكل 19. ........................
د-
بيان العاقة بن تلف ا ديث والتعارض24 .........................
الفصل الثالث
حكمة وجود مختلف الحديث
أ -إبطال أمور سائدة ي ا اهلية 36 ...................................
ب -التدرج بالتشريع 40 ... ............................................
ه
ج -اختاف أحوال الناس 47...... ......................................
د -اختاف الوقائع واأحوال والزمانية وامكانية 51..... ...................
هـ -بيان اأحكام 55 ...................................................
الفصل الرابع
أقوال العلماء في ترتيب دفع التعارض
أ -منهج احدثن ي التعامل مع اأحاديث امتعارضة 61 ..................
ب -منهج مهور الفقهاء ي التعامل مع اأحاديث امختلفة74 ............ .
ج -منهج ا نفية ي التعامل مع اأحاديث امختلفة 78 ....................
الفصل الخامس
الخاتمة
أ -نتائج البحث 85 ..................................................
ب -اإقراحات والتوصيات 89... ......................................
و
1
الباب اأول
مقدمة
أ -خلفية البحث
أمع امسلمون ي أن القرآن الكرم هو مصدر أساسي ي التشريع
اإسامي ،وهو أصل من أصول الدين وركن ي بنائه القوم جب اتباعه وحرم
الفته ،وقد جعل اه القرآن شفاء ما ي الصدور وهدى ورمة للمؤمنن.
وبالرغم
من ذلك ا مكن العمل ما
القرآن الكرم إا ببيان من رسول اه
ً
ن لًلن ً
َاس ىما نـيِزىل إًلىٍي ًه ٍم ).
صلى اه عليه وسلم .قال تعاى ( :ىوأىنٍـىزلٍنىا إًلىٍي ى
ك ال ِذ ٍكىر لتيبىـ ِ ى
فإنه ا فى على كل من له إمام بالعلوم اإسامية بأن السنة النبوية هي
امصدر الثاي للتشريع اإسامي بعد كتاب اه .فحاجة الناس إليها ماسة وحرصهم
عليها شديد أها بيان للقرآن الكرم .والتمسك ها سبيل ااستقامة والبعد عن
الضال.
ىطيعوا اللَه وأ ً
قال اه تعاى( :يا أىيـُها الَ ًذين آىمنيوا أ ً
ول ىوأ ً
يوي ٍاأ ٍىم ًر
ىط ييعوا الَر يس ى
ى
ي
ى ى
ى ى
ى
ًمٍن يكم فىًإ ٍن تىـنى ىاز ٍعتيم ًي ىشي وء فىـرُدو إً ىى اللَ ًه والَرس ً
ول إً ٍن يكٍنتي ٍم تـي ٍؤًمنيو ىن بًاللَ ًه ىوالٍيىـ ٍوًم
ٍ ي ي
ى ي
ٍ
ٍ
النحل44 :
2
ً
ىح ىس ين تىأٍ ًو نيا).
ٍاآى ًخ ًر ىذل ى
ك ىخٍيـهر ىوأ ٍ
وقال رسول اه صلى اه عليه وسلم ي
حديثه الذي روا مالك عن عمر بن ا طاب أن رسول اه صلى اه عليه وسلم
قال (تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما مسكتم هما كتاب اه وسنة نبيه) .
و
تظهر أمية السنة النبوية
أها شارحة لكتاب اه ،ومفسرة له فهي مبينة
مشكله ،ومفصلة جمله ،و صصة لعامه ،ومقيدة مطلقه ،وموضحة مبهمه .يقول
ً
ن لًلن ً
َاس ىما نـيِزىل إًلىٍي ًه ٍم ىولى ىعلَ يه ٍم يـىتىـ ىف َكيرو ىن).
جل وعا ( :ىوأىنٍـىزلٍنىا إًلىٍي ى
ك ال ِذ ٍكىر لتيبىـ ِ ى
ً
ً
ويقول سبحانه وتعاى( :وما أىنٍـزلٍنىا علىي ى ً
اختىـلى يفوا فً ًيه
ن ىهي يم الَذي ٍ
اب إًا لتيبىـ ِ ى
ىى ى ى ٍ
ك الٍكتى ى
ىويه ندى ىوىر ٍمىةن لًىق ٍووم يـي ٍؤًمنيو ىن) .
لذا فقد حرص السلف الصاح ،جيا بعد جيل ،على تلقى ا ديث مع
ا فظ والضبط التام ،والدقة واأمانة عند التحمل واأداء والتبليغ ،امتثاا لقول
رسول اه صلى اه عليه وسلم لصاحبته
حجة الوداع( ،ليبلغ الشاهد الغائب،
النساء59 :
روا مالك ي اموطأ ،كتاب :ا امع ،باب :النهي عن القول بالقدر( ،مصر :دار إحياء الراث
العري ،د.ت ،).ج ،2ص 899
النحل44 :
النحل64 :
3
فإن الشاهد عسى أن يبلغ من هو أوعى منه) ،وقوله (نضر اه امرأ مع منا حديثا
فحفظه ح يبلغه ،فرب حامل فقه إى من هو هو أفقه منه ،ورب حامل فقه ليس
بفقيه).
السنة النبوية عناية فائقة بالتمحيص والضبط،
وقد ع علماء هذ اأمة ب
وقاموا جهود مضن ةي لصيانتها وا فاظ عليها من حريف امفرين ،وشبه الزائفن،
وعبث امضلن.
وي نفس الوقت ،فقد وجد ت كثرا من امغرضن الذين أثاروا الشبهات م
يتوخوا ا قيقة العلمية ،وإ ا ساقتهم أهوائهم وعواطفهم إى ما قاموا به من طعن
وتشكيك.
روا هذا اللفظ الدارمي ي سننه ،كتاب امناسك ،باب ي ا طبة يوم النحر ،حقيق فواز أمد زمري،
(بروت :دار الكتاب العري1407 ،هـ) ،ج ،2ص .93
دعاس( ،مص :دار
روا أبو داود ي سننه ،كتاب العلم ،باب نشر العلم ،تعليق عزت عبيد ّ
ا ديث ،د .ت) ،ج ،3ص .360و الرمذي ،ي سننه ،كتاب العلم ،باب ا ث على تبليغ
السماع( ،بروت :دار الفكر1421 ،هـ 2001 /م) ،ج ،5ص .33والنسائي ي سننه ،كتاب
العلم ،باب ا ث على إباغ العلم ،حقيق عبد الغفار سليمان( ،بروت :دار الكتب العلمية،
1411هـ 1991 /م) ،ج ،3ص .431وابن حبان ،ي صحيح ه ،كتاب العلم ،باب الزجر عن
كتبة امرء السنن افة أن يتكل عليها دون ا فظ ها ،حقيق شعيب اأرنؤوط ،ط ( ،2بروت:
ا
مؤسسة الرسالة .د.ت) ج ،1ص .270
4
كما ثبت لنا سوء نية بعض امعاصرين ن ينتسب إى اإسام ،فخاضوا
دين اه بغر علم وا هدى وا بصرة ،ورددوا ما يقوله امستشرقون من غر نظر أو
محيص ،ونشرو بن امسلمن على أنه ا ق ،ا يدل على حاملهم الشديد على
السنة النبوية امطهرة.
ومن ناحية أخرى نرى بعض امبتدئن
علوم الشريعة ا يهتمون إى ما قام
به كبار العلماء من اأئمة احققن ي بيان طرق ومسالك التوفيق أو الرجيح بن
اأحاديث الي ظاهرها التعارض.
فأردت أن أوضح من خال هذا البحث أن التعارض بن اأحاديث إ ا هو
الظاهر ،وأن كام رسول اه صلى اه عليه وسلم ا مكن أن الف بعضه
بعضا ،أنه جزء من الوحي ،كما قال سبحانه وتعاى ( :ىوىما يـىٍن ًط يق ىع ًن ا ٍهىىوى ،إً ٍن
ً
وحى ) ،وليس جهودي
يه ىو إَا ىو ٍح هي يي ى
إزالة الشبهات حول التعارض بن بعض
اأحاديث هو ا هود اأول إذ قد سبقي العلماء اأجاء ي هذا اجال ،ولكي
أريد ي هذا البحث مع أقوال العلماء من احدثن و مهور الفقهاء وا نفية
قمت مقارنة أقواهم وكيفية تعاملهم مع اأحاديث امتعارض ظاهرها.
النجم.4-3 :
5
ب -أهدف البحث
يهدف هذا البحث امتواضع إى:
.1التعرف على اأحاديث امختلفة
.2التعرف على منهج الفقهاء
التعامل مع اأحاديث امتعارض ظاهرها
.3التعرف على منهج احدثن
التعامل مع اأحاديث امتعارض ظاهرها
.4التعرف على منهج ا نفية
التعامل مع اأحاديث امتعارض ظاهرها
ج -أهمية البحث
يعد هذا الفن من أهم أنواع علوم ا ديث ،قال اإمام النووي :هذا فن من
أهم اأنواع ،ويضطر إى معرفته ميع العلماء من الطوائف ،وهو أن يأي حديثان
متضادان
امع ظاهرا فيوفق بينهما ،أو يرجح أحدما ،وإ ا يكمل له اأئمة
ا امعون بن ا ديث والفقه ،واأصوليون الغواصون على امعاي ،وصنف فيه اإمام
الشافعي ،وم يقصد رمه اه استيفاء ،بل ذكر ملة ينبه ها على طريقه .
النووي ،تقريب ال ووي مع التدريب ،حقيق عبد الوهاب عبد اللطيف ،ط ( ،2د.م :دار الكتب
ا ديثة1382 ،هـ) ،ج ،2ص .196
6
ومكن أمية هذا البحث
)1اإسهام امتواضع
النقاط اآتية:
الدراسة اإسامية وخاصة
علوم ا ديث ،وذلك جمع
أقوال العلماء من احدثن والفقهاء ومقارنتها كيفية التعامل مع اأحاديث
امتعا رض ظاهرها
)2ا دمة لسنة رسول اه صلى اه عليه وسلم الشريفة ،يث يتعلق البحث
بالسنة النبوية امطهرة.
د -تحديد البحث
قم
ت ي هذا البحث بذكر أقوال العلماء من احدثن و مهور الفقهاء
وا نفية ،وامقارنة بن مناهجهم
فهم اأحاديث النبوية امتعارض ظاهرها ،وذلك
تمل على:
.1التعرف على علم تلف ا ديث وأميته والعاقة بينه وبن امشكل
.2التعرف على التعارض بن اأحاديث النبوية .وامناهج ال مكن السر
للتعامل معها
.3ذكر أقوال احدثن و أقوال مهور الفقهاء وأقوال ا نفية
امتعارض ظاهرها.
فهم اأحاديث
7
.4امقارنة بن هذ امناهج الثاثة وترجيح ما يرا الباحث راجحا.
هـ -م هج البحث
ا يقتصر البحث على منهج واحد ولكنه يضم عدة مناهج ،إذ أن طبيعة البحوث
ي موضوعات الدراسات اإسامية تقتضى استخدام أكثر من منهج واحد.
منها امنهج اإستقرائي
وهو يشيع ميع امراجع والكتب امتعلقة باموضوع
الذي يكون أساسا ي كل البحث من ميع الفنون العلمية ،وامنهج التحليلي وهو
يع بتحليل ما استقرأ الباحث من النصوص واأفكار ،وامنهج الوصفي وهو
وصف الواقع أو الظاهر كما توجد ي الواقع .
واعتمدت ي كتابة هذا البحث على دليل كتابة الرسائل الي أصدرته جامعة
شريف هداية اه اإسامية ا كومية جاكرتا:
)Pedoman Penulisan Karya Ilmiah (Skripsi, Tesis, dan Disertasi
UIN Syarif Hidayatullah Jakarta, 2011
حمد رواس قاعة جي ،طرق البحث في الدراسات اإسامية ( ،بروت :دار النفائس1999 ،م)،
ص 18
8
و -ت ظيم البحث
يتم كتابة هذا البحث بالتنظيم اآي:
-1الفصل اأول :مقدمة ،وتشمل على :مشكات البحث وأهدافه وأميته
وحديد وامنهج الذي سرت ي كتابة هذا البحث .
-2الفصل الثاي :امدخل إى تلف ا ديث ،وذلك يشمل مع حتلف ا ديث
وأميته وصعوبته وبيان العاقة بينه وبن امشكل وبن التعارض.
-3الفصل الثالث :بيان حكمة وجود التعارض بن اأحاديث ،و توي على
إبطال أمور سائدة
ا اهلية ،والتدرج بالتشريع ،واختاف
أحوال الناس ،واختاف الوقائع واأحوال الزمانية وامكانية،
وبيان اأحكام.
-4الفصل الرابع :ذكر أقوال العلماء
ترتيب دفع التعارض ،وتشتمل على منهج
احدثن ومنهج الفقهاء ومنهج ا نفية
التوفيق بن اأحاديث
امتعارض ظاهرها.
-5الفصل ا امس :ا اتـمة الي تشتمل على نتائج البحث وااقراحات.
9
الباب الثاني
مع ى مختلف الحديث
أ -تعريف مختلف الحديث
ااختاف
اللغة :مصدر الفعل اختلف ،وامختلف بكسر الام :اسم
فاعل ،وامختلف بفتح الام :اسم مفعول ،من اختلف اأمران إذا م يتفقا ،وكل ما
م يتساو فقد الفا واختلف ،ومنه قول اه تعاى (والنخل والزرع تلفا أكله)
.
وا اف مصدر خالف الفة وخافا ،وا اف شجر الصفصاف ،وقد مي
خافا ،أنه نبت الفا أصله ،ويقال :الف القوم واختلفوا :إذا ذهب كل واحد
منهم إى خاف ما ذهب إليه اآخر ،وهو ضد ااتفاق ،وااسم :ا لف ،بضم
ا اء وسكون الام .
اأنعام 141 :
أنظر :ابن منظور ،لسان العرب ( ،بروت ،دار صادر ،د .ت) ،ج ،9ص .82والفروز آبادي،
القاموس المحيط ،ترتيب الطاهر الزاوي ،ط ( ،2د .م :عيسى ا لي ،د .ت) ،ج ،2ص .95
ومحمد مرتضى ا سيي ،تاج العروس ( ،كويت :وزارة اإعام1406 ،هـ) ،ج ،23ص ،243
والفيومي ،المصباح الم ير ،حقيق عبد العظيم الشناوي( ،د .م :دار امعارف ،د .ت) ،ج ،1ص
.79
10
وي ااصطاح فهو كما عرفه التهانوي
متضادان ي امع
ي موسوعاته( :أن يوجد حديثان
سب الظاهر ،فيجمع بينهما ما ينفى التضاد).
وقال أيضا( :رفع ااختاف :أن توجد أحاديث متضادة سب امع
ظاهرا ،فيجمع بينهما ،أو يرجح أحدما ).
وامختلف قسمان:
.1ما مكن ا مع بينهما فيتعن امصر إليه
.2ماا مكن فيه ا مع ،وهو ضربان:
اأول :ما علم أن أحدما ناسخ واآخر منسوخ.
والثاي :ماا يعلم فيه ذلك ،فا بد من الرجيح ،التوقف.
وقد عرفه النووي بقوله( :وهو أن يأي حديثان متضادان
امع ظاهرا،
فيفق بينهما ،أو يرجح أحدما) .
وعرفه ا اكم النيسابوري ،فقال( :هذا النوع من هذ العلوم معرفة سنن
التهانوي ،كشاف اصطاحات الف ون ،حقيق لطفي عبد البديع( ،مصر :مكتبة النهضة امصرية،
1382هـ) ،ج ،2ص .223
النووي ،تقريب ال ووي مع التدريب ،حقيق عبد الوهاب عبد اللطيف ،ط ( ،2د.م :دار الكتب
ا ديثة1382 ،هـ) ،ج ،2ص .196
11
لرسول اه صلى اه عليه وسلم يعارضها مثلها).
والشيخ صبحي الصاح من امعاصرين عرفه بقوله :وهو علم يبحث عن
اأحاديث الي ظاهرها التناقض من حيث إمكان ا مع بينهما ،إما بتقييد
مطلقها ،أوبتخصيص عامها ،أو ملها على تعدد ا ادثة ،أو غر ذلك ،ويطلق
عليه علم (تلفيق ا ديث).
فمختلف ا ديث علم يتناول ا ديثن الذين يبدو
ظاهرما ااختاف
والتعارض والتضاد ،فإذا ثها العلماء أزالوا تعارضها من حيث إمكان ا مع
بينهما ،وذلك ببيان العام وا اص ،أو امطلق وامقيد ،أو ما شابه ذلك ،أو ببيان
الناسخ من امنسوخ ،أو برجيح أحدما.
ا اكم النيسابوري ،معرفة علوم الحديث ،تعليق معظم حسن ،ط ( ،2امدينة ،امكتبة العلمية،
1397هـ) ،ص .122
صبحي الصاح ،علوم الحديث ومصطلحه ،ط ( ،11د .م :دار العلم1979 ،م) ،ص .111
12
ب -أهمية معرفة علم مختلف الحديث
يعد هذا الفن من أهم أنواع علوم ا ديث ،قال اإمام النووي :هذا فن من
أهم اأنواع ،ويضطر إى معرفته ميع العلماء من الطوائف ،وهو أن يأي حديثان
متضادان
امع ظاهرا فيوفق بينهما ،أو يرجح أحدما ،وإ ا يكمل له اأئمة
ا امعون بن ا ديث والفقه ،واأصوليون الغواصون على امعاي ،وصنف فيه اإمام
الشافعي ،وم يقصد رمه اه استيفاء ،بل ذكر ملة ينبه ها على طريقه.
وقال السخاوي :وهو من أهم اأنواع ،مضطر إليه ميع الطوائف من
العلماء ،وإ ا يكمل به من كان إماما ،جامعا لصناع ا ديث والفقه ،غائصا
على امعاي الدقيقة.
وقال السيوطي( :ومن مع ما ذكرنا من ا ديث ،واالفقه ،واأصول،
والغوص على امعاي الدقيقة ا يشكل عليه من ذلك إا ي النادر ي اأحيان.
النووي ،تقريب ال ووي ،ج ،2ص .196
السخاوي ،فتح المغيث( ،د .م :دار الكتب العلمية1403 ،هـ) ،ج ،3ص .196
السيوطي ،تدريب الراوي ،حقيق عبد الوهاب عبد اللطيف ،ط ( ،2د .م :دار الكتب ا ديثة،
1385هـ) ،ج ،2ص .197
13
وكذا قال ابن الصاح بأنه يكمل للقيام به اأئمة ا امعون بن صناعي
ا ديث ،والفقه ،الغواصون على امعاي الدقيقة.
أقوال العلماء الي تدل على أمية دراسة علم تلف ا ديث :
)1أن هذا العلم يدخل ي كثر من العلوم اإسامية من حديث ،وعلوم
حديث ،وفقه ،وأصول فقه ،وغر ذلك.
)2أن ميع الفرق والطوائف اجة إى معرفة هذا الفن ،أنه يبن الصحيح من
تعارض اأدلة مع بعضها ،وأيهما أحق بالعمل أو الرؾ؟ فإما أن يعمل هما
ميعا إن أمكن ا مع ،أو يرجح أحدما على غر ،أو ينسخ أحدما
اآخر ،فيعمل بالناسخ ويرؾ امنسوخ .
)3مكن اجتهد من الرجيح بن اأقوال عند ااطاع على أدلتها ،وسبب
ا اف فيها.
وي أمية معرفة مواضع ااختاف و أسبابه ،قال الشاطي( :من م يعرف
مواضع ااختاف م يبلغ درجة ااجتهاد ( .ونقل عن قتادة قوله( :من م يعرف
ابن الصاح ،علوم الحديث ،حقيق نور الدين عر( ،دمشق :دار الفكر1406 ،هـ) ،ص .284
الشاطي ،الموفقات في أصول الشريعة ،عناية حمد عبد اه دراز( ،مصر :مكتبة الكرى ،د .ت) ،ج ،4ص .161
14
ااختاف م يشم أنفه الفقه ( .وعن هشام الرازي( :من م يعرف اختاف
القراءة فليس بقارئ ،ومن م يعرف اختاف الفقهاء فليس بفقيه ( .وعن عطاء:
(ا ينبغي أحد أن يفي الناس ح يكون عاما باختاف الناس ،فإنه إن م يكن
كذلك رد من العلم ما هو أقوى من الذي ي يديه.
وعن أيوب السختياي وابن عيينة :أجسر الناس على الفتياء ،أقلهم علما
باختاف العلماء) .وزاد أيوب( :وأمسك الناس عن الفتياء ،أعلمهم باختاف
العلماء).
وقال ابن عبد الر بابا يستحق أن يسمى فقيها أو عاما حقيقة ا ازا،
ومن جوز له الفتيا عن العلماء.
وروي ي هذا الباب روايات متعددة عن ضرورة معرفة الفقيه اختاف
الفقهاء واختاف الناس.
فروي عن
بن سام( :ا ينبغي من ا يعرف ااختاف أن يفي).
الشاطي ،الموفقات في أصول الشريعة ،ج ،4ص .161
الشاطي ،الموفقات في أصول الشريعة ،ج ،4ص .161
الشاطي ،الموفقات في أصول الشريعة ،ج ،4ص .161
الشاطي ،الموفقات في أصول الشريعة ،ج ،4ص .161
15
فروي عن ابن القاسم قال( :سئل مالك ،قيل له :من وز له الفتوى؟
فقال :ا وز له الفتوى؟ فقال :ا وز له الفتوى إا من علم ما اختلف الناس
فيه .قيل له :اختاف أهل الرأي؟ قال :ا ،اختاف أصحاب حمد صلى اه عليه
وسلم الناسخ وامنسوخ من القرآن ،ومن حديث الرسول عليه الصاة والسام وكذا
يفي.
وروي حديثا نبويا أن أعلم الناس هو أعلمهم بااختاف ،فروي بسند أن
رسول اه صلى اه عليه وسلم قال :ياعبد اه بن مسعود ،قلت :لبيك يا رسول
اه ،قال :أتدري أي الناس أعلم؟ قلت :أه ورسوله أعلم ،قال( :أعلم الناس
أبصرهم با ق إذا اختلف الناس ،وإن كان مقصرا
العمل .وي رواية :وإن كان
يزحف على إسنته).
.4ترجع أمية هذا العلم إى عدم ترؾ حديث رسول اه صلى اه عليه وسلم
قدر امستطاع.
يوسف بن عبد اه بن عبد الر ،جامع بيان العلم وفضله ،تصحيح عبد الرمن حمد بن عثمان،
ط ( ،2امدينة امنورة :امكتبة السلفية1388 ،هـ) ،ج ،2ص .59 - 53وا ديث أخرجه ا اكم
مستدركه ي باب تفسر سورة ا ديد( ،بروت :دار الكتب العلمية1411 ،هـ ،)1990 /ج
،2ص .522
16
.5م يتكلم ي هذا العلم إا القلة من العلماء ،وهم اأفذاذ الذين هم قدم
راسخة ي معرفة امعاي الدقيقة مع الفهم العميق ،والقدرة على اموازنة بن
النصوص ،أمثال اأئمة :الشافعي ،وابن قتيبة ،والطحاوي وغرهم.
فاأصوليون تعرضوا له ي مبحث (التعارض والرجيح) منهم :الغزاي ي
امستصفى وغر .وإمام ا رمن ي الرهان ،وابن حزم ي اإحكام،
واآمدي ي اإحكام ،وغرهم من علماء اأصول.
وموضوع تعارض اأدلة ذو أمية خاصة عند علماء اأصول ،وذلك اجة
كثر من مباحث علم اأصول إليه ،إن م نقل معظمها أو كلها.
فمن أقوال الغزااي ي هذا اموضوع( :اعلم أن الرجيح إ ا جري بن ظنين،
أن الظنون تتفاوت ي القوة ،وا يتصور ذلك ي معلومن ،إذ ليس بعض العلوم
أقوي وأغلب من بعض ،وإن بعضها أجلى وأقرب حصوا وأشد استغناء عن
التأمل ،بل بعضها يستغي عن أصل التأمل وهو البديهي ،وبعضها غر بديهي
تاج إى تأمل ،لكنه بعد ا صول حقق يقيي ،ا يتفاوت ي كونه حققا ،فا
ترجيح لعلم على علم ،ولذلك قلنا ،إذا تعارض نصان قاطعان فا سبيل إى
الرجيح ،بل إن كان متواترين حكم بأن امتأخر ناسخا ،وإن كانا من أخبار اآحاد
17
وعرفنا التاريخ أيضا حكمنا بامتأخر .وإن م نعرف فصدق الراوي مظنون ،فنقدم
اأقوى ي نفوسنا.
وأما مذهب ابن حزم فهو نفي وجود التعارض بن ال
نصوص ،ا فرق ي
ذلك بن قرآن أو سنة .فالكل وحي من اه سبحانه وتعاى ،وبذلك يبطل مذهب
من أراد ضرب ا ديث بعضها ببعض ،أو ضرب ا ديث بقرآن.
وقد ذكر
خمسة أوجه للتوفيق بن النصوص الي ظاهرها التعارض.
كما أنه ي فصل (ما دعا قوم من تعارض النصوص) يقول :وهذا من أدق
ما مكن أن يعرض أهل العلم من تأليف النصوص ،وأغمضه ،و أصعبه ،و ن ثل
ي ذلك أمثلة تعن ول اه وقوته على فهم هذا امكان اللطيف ،وليعلم طالب
العلم واح ريص عليه وجه العمل ي ذلك إن شاء اه عز وجل ،وا قوة إا باه
العلي العظيم ،وما وجدنا أحدا قبلنا شغل باله ي هذا امكان بالشغل الذي
الغزاي ،المستصفى من علم اأصول( ،بروت :دار العلوم ا ديثة ،د .ت) ،ج ،2ص .393
أنظر :ابن حزم ،اإحكام في أصول اأحكام ( ،بروت :دار اآفاق ا ديدة1405 ،هـ) ،ج ،2
ص .25 - 22
18
يستحقه ي هذا الباب ،فإن الغلط والتناقض فيه يكثر جدا ،إا من سدد اه منه
ولطفه).
كما تعرض اآمدي ي اإحكام (ي التعارض الواقع بن منقولن) مفصا
منهج الرجيح ي اإسناد ،والرجيح ي ام .
وأما الفقه فهو أهم غاية لعلم اختاف ا ديث ،و
ذ ا العلم من أهم
أسباب اختاف الفقهاء ي اأحكام الشرعية ،فمعظم أبواب الفقه يوجد فيها
حديث الفه حديث آخر أو أحاديث ي الظاهر.
لذا د أن احدثن الفقهاء هم الذين يهتمون به ،وجتهدون ي تأويله لدفع
التعارض بن اأحاديث الواردة ي امسألة الواحدة ،أن آرائهم الفقهية مبنية على
أساس من هذا ااجتهاد ي التأويل.
قال اأستاذ عوامة ي كتابه (أثرا ديث الشريف ي اختاف اأئمة الفقها)
مبينا اختاف مسالك الفقهاء أمام امتعارض من السنة ظاهرا( :يعتر هذا السبب
من أهم أسباب اختاف اأئمة الفقهاء ،وفيه ال لاستفادة من علمن عظيمن
ابن حزم ،اإحكام في أصول اأحكام ،ج ،2ص .26
اآمدي ،اإحكام في أصول اأحكام( ،د .م :دار الكتب العلمية1405 ،هـ) ،ج ،4ص
.453
19
ما علم ا ديث ،وعلم أصول الفقه ،وا فى على امبتدئ بالعلم الشريف أنه
كثرا ما ترد ي امسألة الواحدة أحاديث تلفة ي مدلوها على ا كم ،وقد يكون
اختافها على أكثر من معنين.
ونظرا أمية هذا العلم للفقهاء ،فقد وجدنا ا اكم النيسابوري فقد استهل
كامه عن تلف ا ديث بقوله( :هذا النوع من هذ العلوم معرفة سنن لرسول اه
صلى اه عليه وسلم يعارض مثلها ،فيحتاج أصحاب امذاهب بأحدما.
ج -العاقة بين مختلف الحديث والمشكل
وأما عن العاقة بينه وبن امشكل :فل فظ (امشكل) هو اسم فاعل من
أشكل :أي املتبس ،يقال :أشكل اأمر :التبس واختلط ،ومنه قيل لأمر امشتبه:
مشكل ،وأمور أشكال :أي ملتبسة ،واأشكال من سائر اأشياء :ما فيه مرة
عوانة ،أثر الحديث الشريف في الختاف اأئمة الفقهاء ،ط ( ،2د .م :دار السام،
حمد ّ
1407هـ) ،ص .101
ا اكم النيسابوري ،معرفة علوم الحديث ،ص .122
20
وبياض تلط ،أو فيه بياض يضرب إى ا مرة والكدرة ،وقيل :اأشكل عندالعرب:
اللونان امختلطان ،ويقال :أشكل الكتاب :أنه أزال به إشكاله والتباسه.
وامشكل عند اأصولين :اسم للفظ يشتبه امقصود منه بدخوله ي أشكاله
على وجه ا يعرف امقصود منه إا بالتأمل بعد الط لب لدخوله
الطلب والتأمل :أن ينظر أوا
أشكاله .ومع
مفهوم اللفظ ،يتأمل ي استخراج امقصود.
وامشكل عند أهل ا ديث :هو اآثار امروية عن رسول اه صلى اه عليه
وسلم باأسانيد امقبولة الي نقلها ذو التثبت فيها ،واأمانة عليها ،وحسن اأداء
ها ،ويوجد فيها أشياء سقطت معرفتها ،والعلم ما فيها عن أكثر الناس.
انظر :ابن منظور ،لسان العرب ،ج ،4ص ،231والفروزآبادي ،القاموس المحيط ج ،2ص
.743ومرتضى ،تاج العروس ،ج ،7ص .392
التهانوي ،كشاف اصطاحات الف ون ،ج ،4ص .166وانظر عز الدين املك ،التعريف ع د
ااأصوليين( ،مصر :دار سعادات13155 ،هـ) ،ج ،1ص .363 – 343وابن أمر ا اج ،
التقرير والتحيير شرح التحيير ،ط ( ،2بروت :دار الكتب العلمية 1403 ،هـ) ،ج ،1ص
.159وا رجاي ،التعريفات( ،بروت :دار الكتب العلمية1403 ،هـ) ،ص .216 – 215
أبو جعفر الطحاوي ،مشكل اآثار ،ط ( 2اهند :دار امعارف العثمانية1388 ،هـ) ،ج ،1ص
.3
21
وبذلك أن لفظ (امشكل) أعم من لفظ (امختلف) ،فكل تلف فيه
اختاط وتداحل والتباس نتيجة التعارض بن الشيئن ،أي فيه إشكال ،وليس كل
مشكل تلفا.
وقد بن ذلك الدكتور عبد اجيد حمود ،فقال( :أما مشكل ا ديث أو
اآثار فهو أعم من اختاف ا ديث ،ومن الناسخ وامنسوخ ،أن اإشكال وهو
االتباس وا فاء قد يكون ناشئا من ور ود حديث يتناقض حديثا آخر من حيث
الظاهر ،أو من حيث ا قيقة ونفس اأمر ،وقد ينشأ اإشكال من الفة ا ديث
للعقل أو للقرآن أو للغة ،وامؤلف يرفع هذا اإشكال إم
ا بالتوفيق بن اأثرين
امتعارضن ،أوببيان نسخ فيهما ،أو بشرح امع ما يتفق مع العقل ،أو القرآن،
أواللغة ،أو بتضعيف ا ديث اموجب لإشكال ورد ،أو بغر ذلك).
و ن ميز بن كا من النوعن الشيح حمد السماحي كتابه -امنهج
ا ديث
علوم ا ديث،-
والدكتور حمد عجاج ا طيب ي ثه نشأة علوم
ا ديث ومصطلحه ،غر أن الدكتور ا طيب خلطهما ببعضهما كتبه حات
عبد اجيد حمود ،أبو جعفر الطحاوي وأثر في الحديث ( ،د .ت :اهيئة امصرية للكتاب،
1395هـ) ،ص .26
حمد السماحي ،الم هج الحديث فى علوم الحديث( ،د .م :دار اأنوار ،د .ت) ،ص .123
22
امكتبة والبحث وامصادر ،وأصول ا ديث علومه ومصطلحه،
علوم ا ديث ،فعرفهما تعريفا واحدا ،وأورد كتبهما
و تصر الوجيز
موضع واحد .
وبالنظر كتاب تأويل تلف ا ديث نستشعر الفرق بينهما ،فحينما
يورد ابن قتيبة حديثن تلفن ،ويبن وجه التوفيق بينهما ،فإنه يذكر خال كامه
ما قيل عن اختافهما وتعارضهما ،فيقول( :قالوا هذا تناقض واختاف) أو (هذا
تلف ا يشبه بعضه بعضا) .أما حينما يتناول ما يتعلق مشكل ا ديث فإنه ا
يورد هذا األفاظ وأشباهها.
وقد جعل بعض العلماء اختاف ا ديث ومشكله نوعا واحدا:
قال حمد بن جعفر الكتاي
الفن( :ومنها كتب
تقول
معرض حديثه عن الكتب امؤلفة
ا ختاف ا ديث ،أو تقول
مشؾل ا ديث ،أو تقول
هذا
تأويل تلف ا ديث ،أو
م ناقضة ا ديث).
حمد عجاج ا طيب ،أصول الحديث( ،د .م :دار الفكر1400 ،هـ) ،ص .283
حمد عجاج ا طيب ،المختصر الوجيز ،ط ( ،4د .م :دار الفكر1401 ،هـ) ،ص .283
حمد بن جعفر الكتانيي ،الرسالة المستطرفة ،ط ( ،4د .م :دار البشائر اإسامية1406 ،هـ)،
ص .158
23
كما وجدنا بعض العلماء ن تعرض لرمة ابن قتيبة يذكر كتابه (تأويل
تلف ا ديث) باسم (تأويل مشكل ا ديث) كما كتاب إنبا الرواة
للقطفي ،ووفيات اأعيان ابن خلكان.
ومن امعاصرين الذين خلطوا بن النوعن وجعلوا منهما شيئا واحدا :الشيخ
حمد أبو زهو كتابه ( احديث واحدثون).
ا ديث ومصطلحه)،
والدكتور الصاح كتابه (علوم
والدكتور نور الدين عر ي كتابه (منهج النقد
علوم
ا ديث).
والذي تبن لنا أن بينهما بعض فروق ،وأن مشكل ا ديث أعم من تلف
ا ديث ،حيث يقع اإشكال
ا ديث بسبب مع ا ديث نفسه بغر
القطفي ،إنبا الراوي ،حقيق حمد أبو الفضل إبراهيم( ،د .م :دار الكتب امصرية1371 ،هـ) ،ج
2ص .144
ابن خلكان ،وفيات اأعيان ،حقيق إحسان عباس( ،بروت :دار صادر ،د .ت) ،ج ،3ص
.42
حمد أبو زهو
)
ﺑﺤﺚ ﻣﻘﺪم إﻟﻰ ﻛﻠﯿﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ واﻟﻌﺮﺑﯿﺔ
ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺷﺮﯾﻒ ھﺪاﯾﺔ اﷲ اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ اﻟﺤﻜﻮﻣﯿﺔ ﺟﺎﻛﺮﺗﺎ
ﻟﻠﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ اﻟﺪرﺟﺔ اﻟﺠﺎﻣﻌﯿﺔ اﻷوﻟﻰ )(S.S.I
Universitas Islam Negeri
SYARIF HIDAYATULLAH JAKARTA
:
رﻗﻢ اﻟﻘﯿﺪ١ ٠ ٥ ٠ ٦ ٠ ٠ ٠ ٢ ١ ٨ ٧ :
١٤ ٣ ٢ / ٢ ٠١١ﻫ ـ
كيفية التعامل مع اأحاديث المختلفة عند جمهور الفقهاء والحنفية والمحدثين
(دراسة مقارنة)
بحث مقد إل ك ي الدراسا اإسامي والعربي
جامع شريف هداي ه اإسامي الح ومي جاكرتا
ل حصو ع
الدرج الجامع ة اأول )(S.S.I
إعداد الطالب:
أريا عزالدين
رقم القيد105060002187:
تحت إشراف:
(الحاج حسن بصري سالم الليسانس الماجستير)
كحيم ادد اسام ااساحيمو الل حيم
ساليمشلييم د ييم ام ااساحيم الككاحيم س لتسم
1432ـ
2011م/م
KAIFIYYAH AL-TA’AMUL MA’A AL-AHADITS
AL-MUKHTALIFAH ‘INDA JUMHUR AL-FUQAHA
WA AL-HANAFIYYAH WA AL-MUHADDITSIN
(DIRASAH MUQARANAH)
Skripsi
Diajukan kepada Fakultas Dirasat Islamiyah
untuk Memenuhi Persyaratan Mencapai Gelar
Sarjana Studi Islam (S.S.I)
Oleh:
Arya Izuddin
105060002187
Di bawah Bimbingan
H. Hasan Bashri, Lc. MA,
FAKULTAS DIRASAT ISLAMIYAH
UNIVERSITAS ISLAM NEGERI SYARIF HIDAYATULLAH
JAKARTA
2011 M. / 1432 H.
بسم ام الرحمم الرحسم
شكلموتقديلم
م
رب الريات ،وأشهد
تتم الصا ات ،أشهد أن ا إله ّإا اه ّ
ا مد ه بنعمته ّ
صل وسلّم وبارؾ على سيّدنا
أ ّن سيّدنا ّ
حمدا عبد ورسوله خر امخلوقات ،اللّهم ّ
حمد وعلى آله وأصحابه بعدد امعلومات.
ّ
أما بعد ،فأشكر اه تبارؾ وتعاى أنّه بعنايته وتوفيقه استطعت أن أمّ هذا
لتكملة الشروط للحصول على الدرجة ا امعية اأوى
البحث العلمي ّ
) (S.S.Iمن
كلية الدراسات اإسامية والعربية جامعة شريف هداية اه اإسامية ا كومية
جاكرتا.
يسري أن أق ّدم جزيل الشكر هؤاء الذين قد م ّدوا
وبعد انتهاء هذا البحث ّ
وزودوي خر الزاد.
إي بامساعدات والتوجيهات والنصائح ّ
أيديهم ّ
ومن هؤاء :
أ
- 1فضيلة اأستاذ الدكتور ا اج أبو الدين ناتا ،عميد كلية الدراسات
اإسامية والعربية جامعة شريف هداية اه اإسامية ا كمومية جاكرتا.
- 2فضيلة الشيخ ا اج حسن بصري سام الليسانس اماجستر الذي قد
بذل جهد ي اإشراف على كتابة هذا البحث ،وأدعو اه تبارؾ وتعاى
أن جزيه أحسن ا زاء وجعل عمله ي ميزان حسناته يوم القيامة.
- 3اأساتذة اأفاضل بالكلية الذين قد بذلوا جهودهم وقاموا بإلقاء
وزودوي بالعلوم امتنوعة وامعلومات النافعة وامعارف الغالية.
احاضرات ّ
الدي الكرمان ،السيّد عبد الرزاق ،والسيّدة ناميه ،اللذان ا يألوان ي
-4و ّ
تربيي منذ نعومة أظفاري ،فجزاما اه أحسن ا زاء ي الدنيا واأخرة،
"اللّهم اغفرهما وارمهما كما ربّياي صغرا" .وأخواي أدى رزقي ،وأنيس
الصحة والعافية
لطيفة ،وعزيز حمد نوفال" ،اللّهم ارزقي وإياهم مام ّ
جسمانية وروحانية ظاهرة وباطنة وارزقي وإياهم أعمارا طويلة يا يب
السائلن".
- 5فضيلة الشيخ اأستاذ الدكتور كيائي ا اج علي مصطفى يعقوب
اماجستر -خادم السنة النبوية ،ومؤسس معهد دار السنة العاي لعلوم
ب
علوما نافعة خاصةن ي
ا ديث ،الذي قد ّأدبي أحسن التأديب وعلّمي ن
ا ديث وعلومه.
- 6ميع اأصدقاء والزماء ي كلية الدراسات اإسامية والعربية ،ومعهد
دار السنة العاي لعلوم ا ديث الذين قد ساعدوي ي كتابة هذا البحث
وشجعوي ي إمامه وعلى حسن مساعدهم ي كتابة هذا البحث العلمي
وإتقانه ،منهم اأخ علي ا ضيي وأديتيا وسيف الدين اأنصاري وركزا
أمد وكمال فؤادي وغرهم ا ا يسع امقام لذكر كلهم ،وأرجو اه
تعاى أن جزيهم ويكرمهم أحسن ا زاء والتكرم.
أهدى هذا البحث إليهم ميعا ،واه أسأل أن يوفقهم وجزيهم أحسن ا زاء،
امهتمن بالعلوم الدينية،
وأن جعل هذا البحث نافعا ي و ميع ّ
ك ىر ٍمىةن ىوىهيِ ٍئ لىنىا ًم ٍن أ ٍىم ًرنىا ىر ىش ندا ،آمن.
لى يدنٍ ى
ج
اىللّ يهم ىربـَنىا آىتًنىا ًم ٍن
وصلّى اللّه وسلّم على سيّدنا حمّد وعلى آله وصحبه أمعن
1 8مار1يس 2 0 1م
اأخر 1 4 3هـ ،جاكرتا.
1 3ربيع 2
الباحث
أريا عزالدين
د
محتويات البحث
الباب اأول
المقدمة
الصفحة
أ -مشكات البحث 1... .............................................
ب -أهداف البحث 5.. ................................................
ج -أمية البحث 5 .....................................................
د -حديد البحث 6. ...................................................
هـ -منهج البحث 7 ....................................................
و -تنظيم البحث 8 ....................................................
الباب الثاني
المدخل إلى مختلف الحديث وأهميته وعاقته بين المشكل والتعارض
أ -تعريف تلف ا ديث 9... ........................................
ب -أمية دراسة علم تلف ا ديث وصعوبته 12..... ....................
ج -بيان العاقة بن تلف ا ديث وامشكل 19. ........................
د-
بيان العاقة بن تلف ا ديث والتعارض24 .........................
الفصل الثالث
حكمة وجود مختلف الحديث
أ -إبطال أمور سائدة ي ا اهلية 36 ...................................
ب -التدرج بالتشريع 40 ... ............................................
ه
ج -اختاف أحوال الناس 47...... ......................................
د -اختاف الوقائع واأحوال والزمانية وامكانية 51..... ...................
هـ -بيان اأحكام 55 ...................................................
الفصل الرابع
أقوال العلماء في ترتيب دفع التعارض
أ -منهج احدثن ي التعامل مع اأحاديث امتعارضة 61 ..................
ب -منهج مهور الفقهاء ي التعامل مع اأحاديث امختلفة74 ............ .
ج -منهج ا نفية ي التعامل مع اأحاديث امختلفة 78 ....................
الفصل الخامس
الخاتمة
أ -نتائج البحث 85 ..................................................
ب -اإقراحات والتوصيات 89... ......................................
و
1
الباب اأول
مقدمة
أ -خلفية البحث
أمع امسلمون ي أن القرآن الكرم هو مصدر أساسي ي التشريع
اإسامي ،وهو أصل من أصول الدين وركن ي بنائه القوم جب اتباعه وحرم
الفته ،وقد جعل اه القرآن شفاء ما ي الصدور وهدى ورمة للمؤمنن.
وبالرغم
من ذلك ا مكن العمل ما
القرآن الكرم إا ببيان من رسول اه
ً
ن لًلن ً
َاس ىما نـيِزىل إًلىٍي ًه ٍم ).
صلى اه عليه وسلم .قال تعاى ( :ىوأىنٍـىزلٍنىا إًلىٍي ى
ك ال ِذ ٍكىر لتيبىـ ِ ى
فإنه ا فى على كل من له إمام بالعلوم اإسامية بأن السنة النبوية هي
امصدر الثاي للتشريع اإسامي بعد كتاب اه .فحاجة الناس إليها ماسة وحرصهم
عليها شديد أها بيان للقرآن الكرم .والتمسك ها سبيل ااستقامة والبعد عن
الضال.
ىطيعوا اللَه وأ ً
قال اه تعاى( :يا أىيـُها الَ ًذين آىمنيوا أ ً
ول ىوأ ً
يوي ٍاأ ٍىم ًر
ىط ييعوا الَر يس ى
ى
ي
ى ى
ى ى
ى
ًمٍن يكم فىًإ ٍن تىـنى ىاز ٍعتيم ًي ىشي وء فىـرُدو إً ىى اللَ ًه والَرس ً
ول إً ٍن يكٍنتي ٍم تـي ٍؤًمنيو ىن بًاللَ ًه ىوالٍيىـ ٍوًم
ٍ ي ي
ى ي
ٍ
ٍ
النحل44 :
2
ً
ىح ىس ين تىأٍ ًو نيا).
ٍاآى ًخ ًر ىذل ى
ك ىخٍيـهر ىوأ ٍ
وقال رسول اه صلى اه عليه وسلم ي
حديثه الذي روا مالك عن عمر بن ا طاب أن رسول اه صلى اه عليه وسلم
قال (تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما مسكتم هما كتاب اه وسنة نبيه) .
و
تظهر أمية السنة النبوية
أها شارحة لكتاب اه ،ومفسرة له فهي مبينة
مشكله ،ومفصلة جمله ،و صصة لعامه ،ومقيدة مطلقه ،وموضحة مبهمه .يقول
ً
ن لًلن ً
َاس ىما نـيِزىل إًلىٍي ًه ٍم ىولى ىعلَ يه ٍم يـىتىـ ىف َكيرو ىن).
جل وعا ( :ىوأىنٍـىزلٍنىا إًلىٍي ى
ك ال ِذ ٍكىر لتيبىـ ِ ى
ً
ً
ويقول سبحانه وتعاى( :وما أىنٍـزلٍنىا علىي ى ً
اختىـلى يفوا فً ًيه
ن ىهي يم الَذي ٍ
اب إًا لتيبىـ ِ ى
ىى ى ى ٍ
ك الٍكتى ى
ىويه ندى ىوىر ٍمىةن لًىق ٍووم يـي ٍؤًمنيو ىن) .
لذا فقد حرص السلف الصاح ،جيا بعد جيل ،على تلقى ا ديث مع
ا فظ والضبط التام ،والدقة واأمانة عند التحمل واأداء والتبليغ ،امتثاا لقول
رسول اه صلى اه عليه وسلم لصاحبته
حجة الوداع( ،ليبلغ الشاهد الغائب،
النساء59 :
روا مالك ي اموطأ ،كتاب :ا امع ،باب :النهي عن القول بالقدر( ،مصر :دار إحياء الراث
العري ،د.ت ،).ج ،2ص 899
النحل44 :
النحل64 :
3
فإن الشاهد عسى أن يبلغ من هو أوعى منه) ،وقوله (نضر اه امرأ مع منا حديثا
فحفظه ح يبلغه ،فرب حامل فقه إى من هو هو أفقه منه ،ورب حامل فقه ليس
بفقيه).
السنة النبوية عناية فائقة بالتمحيص والضبط،
وقد ع علماء هذ اأمة ب
وقاموا جهود مضن ةي لصيانتها وا فاظ عليها من حريف امفرين ،وشبه الزائفن،
وعبث امضلن.
وي نفس الوقت ،فقد وجد ت كثرا من امغرضن الذين أثاروا الشبهات م
يتوخوا ا قيقة العلمية ،وإ ا ساقتهم أهوائهم وعواطفهم إى ما قاموا به من طعن
وتشكيك.
روا هذا اللفظ الدارمي ي سننه ،كتاب امناسك ،باب ي ا طبة يوم النحر ،حقيق فواز أمد زمري،
(بروت :دار الكتاب العري1407 ،هـ) ،ج ،2ص .93
دعاس( ،مص :دار
روا أبو داود ي سننه ،كتاب العلم ،باب نشر العلم ،تعليق عزت عبيد ّ
ا ديث ،د .ت) ،ج ،3ص .360و الرمذي ،ي سننه ،كتاب العلم ،باب ا ث على تبليغ
السماع( ،بروت :دار الفكر1421 ،هـ 2001 /م) ،ج ،5ص .33والنسائي ي سننه ،كتاب
العلم ،باب ا ث على إباغ العلم ،حقيق عبد الغفار سليمان( ،بروت :دار الكتب العلمية،
1411هـ 1991 /م) ،ج ،3ص .431وابن حبان ،ي صحيح ه ،كتاب العلم ،باب الزجر عن
كتبة امرء السنن افة أن يتكل عليها دون ا فظ ها ،حقيق شعيب اأرنؤوط ،ط ( ،2بروت:
ا
مؤسسة الرسالة .د.ت) ج ،1ص .270
4
كما ثبت لنا سوء نية بعض امعاصرين ن ينتسب إى اإسام ،فخاضوا
دين اه بغر علم وا هدى وا بصرة ،ورددوا ما يقوله امستشرقون من غر نظر أو
محيص ،ونشرو بن امسلمن على أنه ا ق ،ا يدل على حاملهم الشديد على
السنة النبوية امطهرة.
ومن ناحية أخرى نرى بعض امبتدئن
علوم الشريعة ا يهتمون إى ما قام
به كبار العلماء من اأئمة احققن ي بيان طرق ومسالك التوفيق أو الرجيح بن
اأحاديث الي ظاهرها التعارض.
فأردت أن أوضح من خال هذا البحث أن التعارض بن اأحاديث إ ا هو
الظاهر ،وأن كام رسول اه صلى اه عليه وسلم ا مكن أن الف بعضه
بعضا ،أنه جزء من الوحي ،كما قال سبحانه وتعاى ( :ىوىما يـىٍن ًط يق ىع ًن ا ٍهىىوى ،إً ٍن
ً
وحى ) ،وليس جهودي
يه ىو إَا ىو ٍح هي يي ى
إزالة الشبهات حول التعارض بن بعض
اأحاديث هو ا هود اأول إذ قد سبقي العلماء اأجاء ي هذا اجال ،ولكي
أريد ي هذا البحث مع أقوال العلماء من احدثن و مهور الفقهاء وا نفية
قمت مقارنة أقواهم وكيفية تعاملهم مع اأحاديث امتعارض ظاهرها.
النجم.4-3 :
5
ب -أهدف البحث
يهدف هذا البحث امتواضع إى:
.1التعرف على اأحاديث امختلفة
.2التعرف على منهج الفقهاء
التعامل مع اأحاديث امتعارض ظاهرها
.3التعرف على منهج احدثن
التعامل مع اأحاديث امتعارض ظاهرها
.4التعرف على منهج ا نفية
التعامل مع اأحاديث امتعارض ظاهرها
ج -أهمية البحث
يعد هذا الفن من أهم أنواع علوم ا ديث ،قال اإمام النووي :هذا فن من
أهم اأنواع ،ويضطر إى معرفته ميع العلماء من الطوائف ،وهو أن يأي حديثان
متضادان
امع ظاهرا فيوفق بينهما ،أو يرجح أحدما ،وإ ا يكمل له اأئمة
ا امعون بن ا ديث والفقه ،واأصوليون الغواصون على امعاي ،وصنف فيه اإمام
الشافعي ،وم يقصد رمه اه استيفاء ،بل ذكر ملة ينبه ها على طريقه .
النووي ،تقريب ال ووي مع التدريب ،حقيق عبد الوهاب عبد اللطيف ،ط ( ،2د.م :دار الكتب
ا ديثة1382 ،هـ) ،ج ،2ص .196
6
ومكن أمية هذا البحث
)1اإسهام امتواضع
النقاط اآتية:
الدراسة اإسامية وخاصة
علوم ا ديث ،وذلك جمع
أقوال العلماء من احدثن والفقهاء ومقارنتها كيفية التعامل مع اأحاديث
امتعا رض ظاهرها
)2ا دمة لسنة رسول اه صلى اه عليه وسلم الشريفة ،يث يتعلق البحث
بالسنة النبوية امطهرة.
د -تحديد البحث
قم
ت ي هذا البحث بذكر أقوال العلماء من احدثن و مهور الفقهاء
وا نفية ،وامقارنة بن مناهجهم
فهم اأحاديث النبوية امتعارض ظاهرها ،وذلك
تمل على:
.1التعرف على علم تلف ا ديث وأميته والعاقة بينه وبن امشكل
.2التعرف على التعارض بن اأحاديث النبوية .وامناهج ال مكن السر
للتعامل معها
.3ذكر أقوال احدثن و أقوال مهور الفقهاء وأقوال ا نفية
امتعارض ظاهرها.
فهم اأحاديث
7
.4امقارنة بن هذ امناهج الثاثة وترجيح ما يرا الباحث راجحا.
هـ -م هج البحث
ا يقتصر البحث على منهج واحد ولكنه يضم عدة مناهج ،إذ أن طبيعة البحوث
ي موضوعات الدراسات اإسامية تقتضى استخدام أكثر من منهج واحد.
منها امنهج اإستقرائي
وهو يشيع ميع امراجع والكتب امتعلقة باموضوع
الذي يكون أساسا ي كل البحث من ميع الفنون العلمية ،وامنهج التحليلي وهو
يع بتحليل ما استقرأ الباحث من النصوص واأفكار ،وامنهج الوصفي وهو
وصف الواقع أو الظاهر كما توجد ي الواقع .
واعتمدت ي كتابة هذا البحث على دليل كتابة الرسائل الي أصدرته جامعة
شريف هداية اه اإسامية ا كومية جاكرتا:
)Pedoman Penulisan Karya Ilmiah (Skripsi, Tesis, dan Disertasi
UIN Syarif Hidayatullah Jakarta, 2011
حمد رواس قاعة جي ،طرق البحث في الدراسات اإسامية ( ،بروت :دار النفائس1999 ،م)،
ص 18
8
و -ت ظيم البحث
يتم كتابة هذا البحث بالتنظيم اآي:
-1الفصل اأول :مقدمة ،وتشمل على :مشكات البحث وأهدافه وأميته
وحديد وامنهج الذي سرت ي كتابة هذا البحث .
-2الفصل الثاي :امدخل إى تلف ا ديث ،وذلك يشمل مع حتلف ا ديث
وأميته وصعوبته وبيان العاقة بينه وبن امشكل وبن التعارض.
-3الفصل الثالث :بيان حكمة وجود التعارض بن اأحاديث ،و توي على
إبطال أمور سائدة
ا اهلية ،والتدرج بالتشريع ،واختاف
أحوال الناس ،واختاف الوقائع واأحوال الزمانية وامكانية،
وبيان اأحكام.
-4الفصل الرابع :ذكر أقوال العلماء
ترتيب دفع التعارض ،وتشتمل على منهج
احدثن ومنهج الفقهاء ومنهج ا نفية
التوفيق بن اأحاديث
امتعارض ظاهرها.
-5الفصل ا امس :ا اتـمة الي تشتمل على نتائج البحث وااقراحات.
9
الباب الثاني
مع ى مختلف الحديث
أ -تعريف مختلف الحديث
ااختاف
اللغة :مصدر الفعل اختلف ،وامختلف بكسر الام :اسم
فاعل ،وامختلف بفتح الام :اسم مفعول ،من اختلف اأمران إذا م يتفقا ،وكل ما
م يتساو فقد الفا واختلف ،ومنه قول اه تعاى (والنخل والزرع تلفا أكله)
.
وا اف مصدر خالف الفة وخافا ،وا اف شجر الصفصاف ،وقد مي
خافا ،أنه نبت الفا أصله ،ويقال :الف القوم واختلفوا :إذا ذهب كل واحد
منهم إى خاف ما ذهب إليه اآخر ،وهو ضد ااتفاق ،وااسم :ا لف ،بضم
ا اء وسكون الام .
اأنعام 141 :
أنظر :ابن منظور ،لسان العرب ( ،بروت ،دار صادر ،د .ت) ،ج ،9ص .82والفروز آبادي،
القاموس المحيط ،ترتيب الطاهر الزاوي ،ط ( ،2د .م :عيسى ا لي ،د .ت) ،ج ،2ص .95
ومحمد مرتضى ا سيي ،تاج العروس ( ،كويت :وزارة اإعام1406 ،هـ) ،ج ،23ص ،243
والفيومي ،المصباح الم ير ،حقيق عبد العظيم الشناوي( ،د .م :دار امعارف ،د .ت) ،ج ،1ص
.79
10
وي ااصطاح فهو كما عرفه التهانوي
متضادان ي امع
ي موسوعاته( :أن يوجد حديثان
سب الظاهر ،فيجمع بينهما ما ينفى التضاد).
وقال أيضا( :رفع ااختاف :أن توجد أحاديث متضادة سب امع
ظاهرا ،فيجمع بينهما ،أو يرجح أحدما ).
وامختلف قسمان:
.1ما مكن ا مع بينهما فيتعن امصر إليه
.2ماا مكن فيه ا مع ،وهو ضربان:
اأول :ما علم أن أحدما ناسخ واآخر منسوخ.
والثاي :ماا يعلم فيه ذلك ،فا بد من الرجيح ،التوقف.
وقد عرفه النووي بقوله( :وهو أن يأي حديثان متضادان
امع ظاهرا،
فيفق بينهما ،أو يرجح أحدما) .
وعرفه ا اكم النيسابوري ،فقال( :هذا النوع من هذ العلوم معرفة سنن
التهانوي ،كشاف اصطاحات الف ون ،حقيق لطفي عبد البديع( ،مصر :مكتبة النهضة امصرية،
1382هـ) ،ج ،2ص .223
النووي ،تقريب ال ووي مع التدريب ،حقيق عبد الوهاب عبد اللطيف ،ط ( ،2د.م :دار الكتب
ا ديثة1382 ،هـ) ،ج ،2ص .196
11
لرسول اه صلى اه عليه وسلم يعارضها مثلها).
والشيخ صبحي الصاح من امعاصرين عرفه بقوله :وهو علم يبحث عن
اأحاديث الي ظاهرها التناقض من حيث إمكان ا مع بينهما ،إما بتقييد
مطلقها ،أوبتخصيص عامها ،أو ملها على تعدد ا ادثة ،أو غر ذلك ،ويطلق
عليه علم (تلفيق ا ديث).
فمختلف ا ديث علم يتناول ا ديثن الذين يبدو
ظاهرما ااختاف
والتعارض والتضاد ،فإذا ثها العلماء أزالوا تعارضها من حيث إمكان ا مع
بينهما ،وذلك ببيان العام وا اص ،أو امطلق وامقيد ،أو ما شابه ذلك ،أو ببيان
الناسخ من امنسوخ ،أو برجيح أحدما.
ا اكم النيسابوري ،معرفة علوم الحديث ،تعليق معظم حسن ،ط ( ،2امدينة ،امكتبة العلمية،
1397هـ) ،ص .122
صبحي الصاح ،علوم الحديث ومصطلحه ،ط ( ،11د .م :دار العلم1979 ،م) ،ص .111
12
ب -أهمية معرفة علم مختلف الحديث
يعد هذا الفن من أهم أنواع علوم ا ديث ،قال اإمام النووي :هذا فن من
أهم اأنواع ،ويضطر إى معرفته ميع العلماء من الطوائف ،وهو أن يأي حديثان
متضادان
امع ظاهرا فيوفق بينهما ،أو يرجح أحدما ،وإ ا يكمل له اأئمة
ا امعون بن ا ديث والفقه ،واأصوليون الغواصون على امعاي ،وصنف فيه اإمام
الشافعي ،وم يقصد رمه اه استيفاء ،بل ذكر ملة ينبه ها على طريقه.
وقال السخاوي :وهو من أهم اأنواع ،مضطر إليه ميع الطوائف من
العلماء ،وإ ا يكمل به من كان إماما ،جامعا لصناع ا ديث والفقه ،غائصا
على امعاي الدقيقة.
وقال السيوطي( :ومن مع ما ذكرنا من ا ديث ،واالفقه ،واأصول،
والغوص على امعاي الدقيقة ا يشكل عليه من ذلك إا ي النادر ي اأحيان.
النووي ،تقريب ال ووي ،ج ،2ص .196
السخاوي ،فتح المغيث( ،د .م :دار الكتب العلمية1403 ،هـ) ،ج ،3ص .196
السيوطي ،تدريب الراوي ،حقيق عبد الوهاب عبد اللطيف ،ط ( ،2د .م :دار الكتب ا ديثة،
1385هـ) ،ج ،2ص .197
13
وكذا قال ابن الصاح بأنه يكمل للقيام به اأئمة ا امعون بن صناعي
ا ديث ،والفقه ،الغواصون على امعاي الدقيقة.
أقوال العلماء الي تدل على أمية دراسة علم تلف ا ديث :
)1أن هذا العلم يدخل ي كثر من العلوم اإسامية من حديث ،وعلوم
حديث ،وفقه ،وأصول فقه ،وغر ذلك.
)2أن ميع الفرق والطوائف اجة إى معرفة هذا الفن ،أنه يبن الصحيح من
تعارض اأدلة مع بعضها ،وأيهما أحق بالعمل أو الرؾ؟ فإما أن يعمل هما
ميعا إن أمكن ا مع ،أو يرجح أحدما على غر ،أو ينسخ أحدما
اآخر ،فيعمل بالناسخ ويرؾ امنسوخ .
)3مكن اجتهد من الرجيح بن اأقوال عند ااطاع على أدلتها ،وسبب
ا اف فيها.
وي أمية معرفة مواضع ااختاف و أسبابه ،قال الشاطي( :من م يعرف
مواضع ااختاف م يبلغ درجة ااجتهاد ( .ونقل عن قتادة قوله( :من م يعرف
ابن الصاح ،علوم الحديث ،حقيق نور الدين عر( ،دمشق :دار الفكر1406 ،هـ) ،ص .284
الشاطي ،الموفقات في أصول الشريعة ،عناية حمد عبد اه دراز( ،مصر :مكتبة الكرى ،د .ت) ،ج ،4ص .161
14
ااختاف م يشم أنفه الفقه ( .وعن هشام الرازي( :من م يعرف اختاف
القراءة فليس بقارئ ،ومن م يعرف اختاف الفقهاء فليس بفقيه ( .وعن عطاء:
(ا ينبغي أحد أن يفي الناس ح يكون عاما باختاف الناس ،فإنه إن م يكن
كذلك رد من العلم ما هو أقوى من الذي ي يديه.
وعن أيوب السختياي وابن عيينة :أجسر الناس على الفتياء ،أقلهم علما
باختاف العلماء) .وزاد أيوب( :وأمسك الناس عن الفتياء ،أعلمهم باختاف
العلماء).
وقال ابن عبد الر بابا يستحق أن يسمى فقيها أو عاما حقيقة ا ازا،
ومن جوز له الفتيا عن العلماء.
وروي ي هذا الباب روايات متعددة عن ضرورة معرفة الفقيه اختاف
الفقهاء واختاف الناس.
فروي عن
بن سام( :ا ينبغي من ا يعرف ااختاف أن يفي).
الشاطي ،الموفقات في أصول الشريعة ،ج ،4ص .161
الشاطي ،الموفقات في أصول الشريعة ،ج ،4ص .161
الشاطي ،الموفقات في أصول الشريعة ،ج ،4ص .161
الشاطي ،الموفقات في أصول الشريعة ،ج ،4ص .161
15
فروي عن ابن القاسم قال( :سئل مالك ،قيل له :من وز له الفتوى؟
فقال :ا وز له الفتوى؟ فقال :ا وز له الفتوى إا من علم ما اختلف الناس
فيه .قيل له :اختاف أهل الرأي؟ قال :ا ،اختاف أصحاب حمد صلى اه عليه
وسلم الناسخ وامنسوخ من القرآن ،ومن حديث الرسول عليه الصاة والسام وكذا
يفي.
وروي حديثا نبويا أن أعلم الناس هو أعلمهم بااختاف ،فروي بسند أن
رسول اه صلى اه عليه وسلم قال :ياعبد اه بن مسعود ،قلت :لبيك يا رسول
اه ،قال :أتدري أي الناس أعلم؟ قلت :أه ورسوله أعلم ،قال( :أعلم الناس
أبصرهم با ق إذا اختلف الناس ،وإن كان مقصرا
العمل .وي رواية :وإن كان
يزحف على إسنته).
.4ترجع أمية هذا العلم إى عدم ترؾ حديث رسول اه صلى اه عليه وسلم
قدر امستطاع.
يوسف بن عبد اه بن عبد الر ،جامع بيان العلم وفضله ،تصحيح عبد الرمن حمد بن عثمان،
ط ( ،2امدينة امنورة :امكتبة السلفية1388 ،هـ) ،ج ،2ص .59 - 53وا ديث أخرجه ا اكم
مستدركه ي باب تفسر سورة ا ديد( ،بروت :دار الكتب العلمية1411 ،هـ ،)1990 /ج
،2ص .522
16
.5م يتكلم ي هذا العلم إا القلة من العلماء ،وهم اأفذاذ الذين هم قدم
راسخة ي معرفة امعاي الدقيقة مع الفهم العميق ،والقدرة على اموازنة بن
النصوص ،أمثال اأئمة :الشافعي ،وابن قتيبة ،والطحاوي وغرهم.
فاأصوليون تعرضوا له ي مبحث (التعارض والرجيح) منهم :الغزاي ي
امستصفى وغر .وإمام ا رمن ي الرهان ،وابن حزم ي اإحكام،
واآمدي ي اإحكام ،وغرهم من علماء اأصول.
وموضوع تعارض اأدلة ذو أمية خاصة عند علماء اأصول ،وذلك اجة
كثر من مباحث علم اأصول إليه ،إن م نقل معظمها أو كلها.
فمن أقوال الغزااي ي هذا اموضوع( :اعلم أن الرجيح إ ا جري بن ظنين،
أن الظنون تتفاوت ي القوة ،وا يتصور ذلك ي معلومن ،إذ ليس بعض العلوم
أقوي وأغلب من بعض ،وإن بعضها أجلى وأقرب حصوا وأشد استغناء عن
التأمل ،بل بعضها يستغي عن أصل التأمل وهو البديهي ،وبعضها غر بديهي
تاج إى تأمل ،لكنه بعد ا صول حقق يقيي ،ا يتفاوت ي كونه حققا ،فا
ترجيح لعلم على علم ،ولذلك قلنا ،إذا تعارض نصان قاطعان فا سبيل إى
الرجيح ،بل إن كان متواترين حكم بأن امتأخر ناسخا ،وإن كانا من أخبار اآحاد
17
وعرفنا التاريخ أيضا حكمنا بامتأخر .وإن م نعرف فصدق الراوي مظنون ،فنقدم
اأقوى ي نفوسنا.
وأما مذهب ابن حزم فهو نفي وجود التعارض بن ال
نصوص ،ا فرق ي
ذلك بن قرآن أو سنة .فالكل وحي من اه سبحانه وتعاى ،وبذلك يبطل مذهب
من أراد ضرب ا ديث بعضها ببعض ،أو ضرب ا ديث بقرآن.
وقد ذكر
خمسة أوجه للتوفيق بن النصوص الي ظاهرها التعارض.
كما أنه ي فصل (ما دعا قوم من تعارض النصوص) يقول :وهذا من أدق
ما مكن أن يعرض أهل العلم من تأليف النصوص ،وأغمضه ،و أصعبه ،و ن ثل
ي ذلك أمثلة تعن ول اه وقوته على فهم هذا امكان اللطيف ،وليعلم طالب
العلم واح ريص عليه وجه العمل ي ذلك إن شاء اه عز وجل ،وا قوة إا باه
العلي العظيم ،وما وجدنا أحدا قبلنا شغل باله ي هذا امكان بالشغل الذي
الغزاي ،المستصفى من علم اأصول( ،بروت :دار العلوم ا ديثة ،د .ت) ،ج ،2ص .393
أنظر :ابن حزم ،اإحكام في أصول اأحكام ( ،بروت :دار اآفاق ا ديدة1405 ،هـ) ،ج ،2
ص .25 - 22
18
يستحقه ي هذا الباب ،فإن الغلط والتناقض فيه يكثر جدا ،إا من سدد اه منه
ولطفه).
كما تعرض اآمدي ي اإحكام (ي التعارض الواقع بن منقولن) مفصا
منهج الرجيح ي اإسناد ،والرجيح ي ام .
وأما الفقه فهو أهم غاية لعلم اختاف ا ديث ،و
ذ ا العلم من أهم
أسباب اختاف الفقهاء ي اأحكام الشرعية ،فمعظم أبواب الفقه يوجد فيها
حديث الفه حديث آخر أو أحاديث ي الظاهر.
لذا د أن احدثن الفقهاء هم الذين يهتمون به ،وجتهدون ي تأويله لدفع
التعارض بن اأحاديث الواردة ي امسألة الواحدة ،أن آرائهم الفقهية مبنية على
أساس من هذا ااجتهاد ي التأويل.
قال اأستاذ عوامة ي كتابه (أثرا ديث الشريف ي اختاف اأئمة الفقها)
مبينا اختاف مسالك الفقهاء أمام امتعارض من السنة ظاهرا( :يعتر هذا السبب
من أهم أسباب اختاف اأئمة الفقهاء ،وفيه ال لاستفادة من علمن عظيمن
ابن حزم ،اإحكام في أصول اأحكام ،ج ،2ص .26
اآمدي ،اإحكام في أصول اأحكام( ،د .م :دار الكتب العلمية1405 ،هـ) ،ج ،4ص
.453
19
ما علم ا ديث ،وعلم أصول الفقه ،وا فى على امبتدئ بالعلم الشريف أنه
كثرا ما ترد ي امسألة الواحدة أحاديث تلفة ي مدلوها على ا كم ،وقد يكون
اختافها على أكثر من معنين.
ونظرا أمية هذا العلم للفقهاء ،فقد وجدنا ا اكم النيسابوري فقد استهل
كامه عن تلف ا ديث بقوله( :هذا النوع من هذ العلوم معرفة سنن لرسول اه
صلى اه عليه وسلم يعارض مثلها ،فيحتاج أصحاب امذاهب بأحدما.
ج -العاقة بين مختلف الحديث والمشكل
وأما عن العاقة بينه وبن امشكل :فل فظ (امشكل) هو اسم فاعل من
أشكل :أي املتبس ،يقال :أشكل اأمر :التبس واختلط ،ومنه قيل لأمر امشتبه:
مشكل ،وأمور أشكال :أي ملتبسة ،واأشكال من سائر اأشياء :ما فيه مرة
عوانة ،أثر الحديث الشريف في الختاف اأئمة الفقهاء ،ط ( ،2د .م :دار السام،
حمد ّ
1407هـ) ،ص .101
ا اكم النيسابوري ،معرفة علوم الحديث ،ص .122
20
وبياض تلط ،أو فيه بياض يضرب إى ا مرة والكدرة ،وقيل :اأشكل عندالعرب:
اللونان امختلطان ،ويقال :أشكل الكتاب :أنه أزال به إشكاله والتباسه.
وامشكل عند اأصولين :اسم للفظ يشتبه امقصود منه بدخوله ي أشكاله
على وجه ا يعرف امقصود منه إا بالتأمل بعد الط لب لدخوله
الطلب والتأمل :أن ينظر أوا
أشكاله .ومع
مفهوم اللفظ ،يتأمل ي استخراج امقصود.
وامشكل عند أهل ا ديث :هو اآثار امروية عن رسول اه صلى اه عليه
وسلم باأسانيد امقبولة الي نقلها ذو التثبت فيها ،واأمانة عليها ،وحسن اأداء
ها ،ويوجد فيها أشياء سقطت معرفتها ،والعلم ما فيها عن أكثر الناس.
انظر :ابن منظور ،لسان العرب ،ج ،4ص ،231والفروزآبادي ،القاموس المحيط ج ،2ص
.743ومرتضى ،تاج العروس ،ج ،7ص .392
التهانوي ،كشاف اصطاحات الف ون ،ج ،4ص .166وانظر عز الدين املك ،التعريف ع د
ااأصوليين( ،مصر :دار سعادات13155 ،هـ) ،ج ،1ص .363 – 343وابن أمر ا اج ،
التقرير والتحيير شرح التحيير ،ط ( ،2بروت :دار الكتب العلمية 1403 ،هـ) ،ج ،1ص
.159وا رجاي ،التعريفات( ،بروت :دار الكتب العلمية1403 ،هـ) ،ص .216 – 215
أبو جعفر الطحاوي ،مشكل اآثار ،ط ( 2اهند :دار امعارف العثمانية1388 ،هـ) ،ج ،1ص
.3
21
وبذلك أن لفظ (امشكل) أعم من لفظ (امختلف) ،فكل تلف فيه
اختاط وتداحل والتباس نتيجة التعارض بن الشيئن ،أي فيه إشكال ،وليس كل
مشكل تلفا.
وقد بن ذلك الدكتور عبد اجيد حمود ،فقال( :أما مشكل ا ديث أو
اآثار فهو أعم من اختاف ا ديث ،ومن الناسخ وامنسوخ ،أن اإشكال وهو
االتباس وا فاء قد يكون ناشئا من ور ود حديث يتناقض حديثا آخر من حيث
الظاهر ،أو من حيث ا قيقة ونفس اأمر ،وقد ينشأ اإشكال من الفة ا ديث
للعقل أو للقرآن أو للغة ،وامؤلف يرفع هذا اإشكال إم
ا بالتوفيق بن اأثرين
امتعارضن ،أوببيان نسخ فيهما ،أو بشرح امع ما يتفق مع العقل ،أو القرآن،
أواللغة ،أو بتضعيف ا ديث اموجب لإشكال ورد ،أو بغر ذلك).
و ن ميز بن كا من النوعن الشيح حمد السماحي كتابه -امنهج
ا ديث
علوم ا ديث،-
والدكتور حمد عجاج ا طيب ي ثه نشأة علوم
ا ديث ومصطلحه ،غر أن الدكتور ا طيب خلطهما ببعضهما كتبه حات
عبد اجيد حمود ،أبو جعفر الطحاوي وأثر في الحديث ( ،د .ت :اهيئة امصرية للكتاب،
1395هـ) ،ص .26
حمد السماحي ،الم هج الحديث فى علوم الحديث( ،د .م :دار اأنوار ،د .ت) ،ص .123
22
امكتبة والبحث وامصادر ،وأصول ا ديث علومه ومصطلحه،
علوم ا ديث ،فعرفهما تعريفا واحدا ،وأورد كتبهما
و تصر الوجيز
موضع واحد .
وبالنظر كتاب تأويل تلف ا ديث نستشعر الفرق بينهما ،فحينما
يورد ابن قتيبة حديثن تلفن ،ويبن وجه التوفيق بينهما ،فإنه يذكر خال كامه
ما قيل عن اختافهما وتعارضهما ،فيقول( :قالوا هذا تناقض واختاف) أو (هذا
تلف ا يشبه بعضه بعضا) .أما حينما يتناول ما يتعلق مشكل ا ديث فإنه ا
يورد هذا األفاظ وأشباهها.
وقد جعل بعض العلماء اختاف ا ديث ومشكله نوعا واحدا:
قال حمد بن جعفر الكتاي
الفن( :ومنها كتب
تقول
معرض حديثه عن الكتب امؤلفة
ا ختاف ا ديث ،أو تقول
مشؾل ا ديث ،أو تقول
هذا
تأويل تلف ا ديث ،أو
م ناقضة ا ديث).
حمد عجاج ا طيب ،أصول الحديث( ،د .م :دار الفكر1400 ،هـ) ،ص .283
حمد عجاج ا طيب ،المختصر الوجيز ،ط ( ،4د .م :دار الفكر1401 ،هـ) ،ص .283
حمد بن جعفر الكتانيي ،الرسالة المستطرفة ،ط ( ،4د .م :دار البشائر اإسامية1406 ،هـ)،
ص .158
23
كما وجدنا بعض العلماء ن تعرض لرمة ابن قتيبة يذكر كتابه (تأويل
تلف ا ديث) باسم (تأويل مشكل ا ديث) كما كتاب إنبا الرواة
للقطفي ،ووفيات اأعيان ابن خلكان.
ومن امعاصرين الذين خلطوا بن النوعن وجعلوا منهما شيئا واحدا :الشيخ
حمد أبو زهو كتابه ( احديث واحدثون).
ا ديث ومصطلحه)،
والدكتور الصاح كتابه (علوم
والدكتور نور الدين عر ي كتابه (منهج النقد
علوم
ا ديث).
والذي تبن لنا أن بينهما بعض فروق ،وأن مشكل ا ديث أعم من تلف
ا ديث ،حيث يقع اإشكال
ا ديث بسبب مع ا ديث نفسه بغر
القطفي ،إنبا الراوي ،حقيق حمد أبو الفضل إبراهيم( ،د .م :دار الكتب امصرية1371 ،هـ) ،ج
2ص .144
ابن خلكان ،وفيات اأعيان ،حقيق إحسان عباس( ،بروت :دار صادر ،د .ت) ،ج ،3ص
.42
حمد أبو زهو