Kaifiyyah at-ta'amul ma'al al-ahadits al-mukhtalifah 'inda jumhur al-fuqaha al-hanafiyah wa al-muhaditsun (dirasah Islamiyah)

‫(‬

‫)‬

‫ﺑﺤﺚ ﻣﻘﺪم إﻟﻰ ﻛﻠﯿﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ واﻟﻌﺮﺑﯿﺔ‬
‫ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺷﺮﯾﻒ ھﺪاﯾﺔ اﷲ اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ اﻟﺤﻜﻮﻣﯿﺔ ﺟﺎﻛﺮﺗﺎ‬
‫ﻟﻠﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ اﻟﺪرﺟﺔ اﻟﺠﺎﻣﻌﯿﺔ اﻷوﻟﻰ )‪(S.S.I‬‬

‫‪Universitas Islam Negeri‬‬
‫‪SYARIF HIDAYATULLAH JAKARTA‬‬

‫‪:‬‬

‫رﻗﻢ اﻟﻘﯿﺪ‪١ ٠ ٥ ٠ ٦ ٠ ٠ ٠ ٢ ١ ٨ ٧ :‬‬

‫‪ ١٤ ٣ ٢ / ٢ ٠١١‬ﻫ ـ‬

‫كيفية التعامل مع اأحاديث المختلفة عند جمهور الفقهاء والحنفية والمحدثين‬

‫(دراسة مقارنة)‬
‫بحث مقد إل ك ي الدراسا اإسامي والعربي‬

‫جامع شريف هداي ه اإسامي الح ومي جاكرتا‬
‫ل حصو ع‬

‫الدرج الجامع ة اأول )‪(S.S.I‬‬

‫إعداد الطالب‪:‬‬
‫أريا عزالدين‬
‫رقم القيد‪105060002187:‬‬
‫تحت إشراف‪:‬‬

‫(الحاج حسن بصري سالم الليسانس الماجستير)‬

‫كحيم ادد اسام ااساحيمو الل حيم‬
‫ساليمشلييم د ييم ام ااساحيم الككاحيم س لتسم‬
‫‪ 1432‬ـ‬
‫‪ 2011‬م‪/‬م‬

KAIFIYYAH AL-TA’AMUL MA’A AL-AHADITS
AL-MUKHTALIFAH ‘INDA JUMHUR AL-FUQAHA
WA AL-HANAFIYYAH WA AL-MUHADDITSIN

(DIRASAH MUQARANAH)
Skripsi
Diajukan kepada Fakultas Dirasat Islamiyah
untuk Memenuhi Persyaratan Mencapai Gelar
Sarjana Studi Islam (S.S.I)

Oleh:

Arya Izuddin
105060002187

Di bawah Bimbingan

H. Hasan Bashri, Lc. MA,

FAKULTAS DIRASAT ISLAMIYAH
UNIVERSITAS ISLAM NEGERI SYARIF HIDAYATULLAH
JAKARTA
2011 M. / 1432 H.


‫بسم ام الرحمم الرحسم‬
‫شكلموتقديلم‬
‫م‬
‫رب الريات‪ ،‬وأشهد‬
‫تتم الصا ات‪ ،‬أشهد أن ا إله ّإا اه ّ‬
‫ا مد ه بنعمته ّ‬
‫صل وسلّم وبارؾ على سيّدنا‬
‫أ ّن سيّدنا ّ‬
‫حمدا عبد ورسوله خر امخلوقات‪ ،‬اللّهم ّ‬
‫حمد وعلى آله وأصحابه بعدد امعلومات‪.‬‬
‫ّ‬
‫أما بعد‪ ،‬فأشكر اه تبارؾ وتعاى أنّه بعنايته وتوفيقه استطعت أن أمّ هذا‬
‫لتكملة الشروط للحصول على الدرجة ا امعية اأوى‬
‫البحث العلمي ّ‬

‫)‪ (S.S.I‬من‬

‫كلية الدراسات اإسامية والعربية جامعة شريف هداية اه اإسامية ا كومية‬
‫جاكرتا‪.‬‬
‫يسري أن أق ّدم جزيل الشكر هؤاء الذين قد م ّدوا‬

‫وبعد انتهاء هذا البحث ّ‬
‫وزودوي خر الزاد‪.‬‬
‫إي بامساعدات والتوجيهات والنصائح ّ‬
‫أيديهم ّ‬
‫ومن هؤاء ‪:‬‬

‫أ‬

‫‪ - 1‬فضيلة اأستاذ الدكتور ا اج أبو الدين ناتا‪ ،‬عميد كلية الدراسات‬
‫اإسامية والعربية جامعة شريف هداية اه اإسامية ا كمومية جاكرتا‪.‬‬
‫‪ - 2‬فضيلة الشيخ ا اج حسن بصري سام الليسانس اماجستر الذي قد‬
‫بذل جهد ي اإشراف على كتابة هذا البحث‪ ،‬وأدعو اه تبارؾ وتعاى‬
‫أن جزيه أحسن ا زاء وجعل عمله ي ميزان حسناته يوم القيامة‪.‬‬
‫‪ - 3‬اأساتذة اأفاضل بالكلية الذين قد بذلوا جهودهم وقاموا بإلقاء‬
‫وزودوي بالعلوم امتنوعة وامعلومات النافعة وامعارف الغالية‪.‬‬
‫احاضرات ّ‬
‫الدي الكرمان‪ ،‬السيّد عبد الرزاق‪ ،‬والسيّدة ناميه‪ ،‬اللذان ا يألوان ي‬
‫‪-4‬و ّ‬
‫تربيي منذ نعومة أظفاري‪ ،‬فجزاما اه أحسن ا زاء ي الدنيا واأخرة‪،‬‬
‫"اللّهم اغفرهما وارمهما كما ربّياي صغرا"‪ .‬وأخواي أدى رزقي‪ ،‬وأنيس‬

‫الصحة والعافية‬
‫لطيفة‪ ،‬وعزيز حمد نوفال‪" ،‬اللّهم ارزقي وإياهم مام ّ‬
‫جسمانية وروحانية ظاهرة وباطنة وارزقي وإياهم أعمارا طويلة يا يب‬
‫السائلن"‪.‬‬
‫‪ - 5‬فضيلة الشيخ اأستاذ الدكتور كيائي ا اج علي مصطفى يعقوب‬
‫اماجستر‪ -‬خادم السنة النبوية‪ ،‬ومؤسس معهد دار السنة العاي لعلوم‬
‫ب‬

‫علوما نافعة خاصةن ي‬
‫ا ديث‪ ،‬الذي قد ّأدبي أحسن التأديب وعلّمي ن‬
‫ا ديث وعلومه‪.‬‬
‫‪ - 6‬ميع اأصدقاء والزماء ي كلية الدراسات اإسامية والعربية‪ ،‬ومعهد‬
‫دار السنة العاي لعلوم ا ديث الذين قد ساعدوي ي كتابة هذا البحث‬
‫وشجعوي ي إمامه وعلى حسن مساعدهم ي كتابة هذا البحث العلمي‬
‫وإتقانه‪ ،‬منهم اأخ علي ا ضيي وأديتيا وسيف الدين اأنصاري وركزا‬
‫أمد وكمال فؤادي وغرهم ا ا يسع امقام لذكر كلهم‪ ،‬وأرجو اه‬
‫تعاى أن جزيهم ويكرمهم أحسن ا زاء والتكرم‪.‬‬
‫أهدى هذا البحث إليهم ميعا‪ ،‬واه أسأل أن يوفقهم وجزيهم أحسن ا زاء‪،‬‬
‫امهتمن بالعلوم الدينية‪،‬‬
‫وأن جعل هذا البحث نافعا ي و ميع ّ‬

‫ك ىر ٍمىةن ىوىهيِ ٍئ لىنىا ًم ٍن أ ٍىم ًرنىا ىر ىش ندا‪ ،‬آمن‪.‬‬
‫لى يدنٍ ى‬

‫ج‬

‫اىللّ يهم ىربـَنىا آىتًنىا ًم ٍن‬

‫وصلّى اللّه وسلّم على سيّدنا حمّد وعلى آله وصحبه أمعن‬

‫‪ 1 8‬مار‪1‬يس‪ 2 0 1‬م‬

‫اأخر‪ 1 4 3‬هـ‪ ،‬جاكرتا‪.‬‬
‫‪ 1 3‬ربيع ‪2‬‬
‫الباحث‬
‫أريا عزالدين‬

‫د‬

‫محتويات البحث‬
‫الباب اأول‬

‫المقدمة‬

‫الصفحة‬
‫أ ‪ -‬مشكات البحث ‪1... .............................................‬‬
‫ب ‪ -‬أهداف البحث ‪5.. ................................................‬‬
‫ج ‪ -‬أمية البحث ‪5 .....................................................‬‬
‫د‪ -‬حديد البحث ‪6. ...................................................‬‬
‫هـ‪ -‬منهج البحث ‪7 ....................................................‬‬
‫و‪ -‬تنظيم البحث ‪8 ....................................................‬‬
‫الباب الثاني‬
‫المدخل إلى مختلف الحديث وأهميته وعاقته بين المشكل والتعارض‬
‫أ ‪ -‬تعريف تلف ا ديث ‪9... ........................................‬‬
‫ب ‪ -‬أمية دراسة علم تلف ا ديث وصعوبته ‪12..... ....................‬‬
‫ج‪ -‬بيان العاقة بن تلف ا ديث وامشكل ‪19. ........................‬‬
‫د‪-‬‬

‫بيان العاقة بن تلف ا ديث والتعارض‪24 .........................‬‬
‫الفصل الثالث‬

‫حكمة وجود مختلف الحديث‬

‫أ ‪ -‬إبطال أمور سائدة ي ا اهلية ‪36 ...................................‬‬
‫ب ‪ -‬التدرج بالتشريع ‪40 ... ............................................‬‬
‫ه‬

‫ج‪ -‬اختاف أحوال الناس ‪47...... ......................................‬‬
‫د‪ -‬اختاف الوقائع واأحوال والزمانية وامكانية ‪51..... ...................‬‬
‫هـ‪ -‬بيان اأحكام ‪55 ...................................................‬‬
‫الفصل الرابع‬
‫أقوال العلماء في ترتيب دفع التعارض‬
‫أ ‪ -‬منهج احدثن ي التعامل مع اأحاديث امتعارضة ‪61 ..................‬‬
‫ب ‪ -‬منهج مهور الفقهاء ي التعامل مع اأحاديث امختلفة‪74 ............ .‬‬
‫ج‪ -‬منهج ا نفية ي التعامل مع اأحاديث امختلفة ‪78 ....................‬‬
‫الفصل الخامس‬
‫الخاتمة‬
‫أ ‪ -‬نتائج البحث ‪85 ..................................................‬‬
‫ب ‪ -‬اإقراحات والتوصيات ‪89... ......................................‬‬

‫و‬

‫‪1‬‬


‫الباب اأول‬
‫مقدمة‬
‫أ‪ -‬خلفية البحث‬
‫أمع امسلمون ي أن القرآن الكرم هو مصدر أساسي ي التشريع‬
‫اإسامي‪ ،‬وهو أصل من أصول الدين وركن ي بنائه القوم جب اتباعه وحرم‬
‫الفته‪ ،‬وقد جعل اه القرآن شفاء ما ي الصدور وهدى ورمة للمؤمنن‪.‬‬
‫وبالرغم‬

‫من ذلك ا مكن العمل ما‬

‫القرآن الكرم إا ببيان من رسول اه‬

‫ً‬
‫ن لًلن ً‬
‫َاس ىما نـيِزىل إًلىٍي ًه ٍم )‪.‬‬
‫صلى اه عليه وسلم‪ .‬قال تعاى‪ ( :‬ىوأىنٍـىزلٍنىا إًلىٍي ى‬
‫ك ال ِذ ٍكىر لتيبىـ ِ ى‬
‫فإنه ا فى على كل من له إمام بالعلوم اإسامية بأن السنة النبوية هي‬
‫امصدر الثاي للتشريع اإسامي بعد كتاب اه‪ .‬فحاجة الناس إليها ماسة وحرصهم‬

‫عليها شديد أها بيان للقرآن الكرم‪ .‬والتمسك ها سبيل ااستقامة والبعد عن‬
‫الضال‪.‬‬
‫ىطيعوا اللَه وأ ً‬
‫قال اه تعاى‪( :‬يا أىيـُها الَ ًذين آىمنيوا أ ً‬
‫ول ىوأ ً‬
‫يوي ٍاأ ٍىم ًر‬
‫ىط ييعوا الَر يس ى‬
‫ى‬
‫ي‬
‫ى ى‬
‫ى ى‬
‫ى‬
‫ًمٍن يكم فىًإ ٍن تىـنى ىاز ٍعتيم ًي ىشي وء فىـرُدو إً ىى اللَ ًه والَرس ً‬
‫ول إً ٍن يكٍنتي ٍم تـي ٍؤًمنيو ىن بًاللَ ًه ىوالٍيىـ ٍوًم‬
‫ٍ ي ي‬
‫ى ي‬
‫ٍ‬
‫ٍ‬
‫النحل‪44 :‬‬


‫‪2‬‬

‫ً‬
‫ىح ىس ين تىأٍ ًو نيا)‪.‬‬
‫ٍاآى ًخ ًر ىذل ى‬
‫ك ىخٍيـهر ىوأ ٍ‬

‫وقال رسول اه صلى اه عليه وسلم ي‬

‫حديثه الذي روا مالك عن عمر بن ا طاب أن رسول اه صلى اه عليه وسلم‬
‫قال (تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما مسكتم هما كتاب اه وسنة نبيه) ‪.‬‬
‫و‬

‫تظهر أمية السنة النبوية‬

‫أها شارحة لكتاب اه‪ ،‬ومفسرة له فهي مبينة‬

‫مشكله‪ ،‬ومفصلة جمله‪ ،‬و صصة لعامه‪ ،‬ومقيدة مطلقه‪ ،‬وموضحة مبهمه‪ .‬يقول‬
‫ً‬
‫ن لًلن ً‬
‫َاس ىما نـيِزىل إًلىٍي ًه ٍم ىولى ىعلَ يه ٍم يـىتىـ ىف َكيرو ىن)‪.‬‬
‫جل وعا‪ ( :‬ىوأىنٍـىزلٍنىا إًلىٍي ى‬
‫ك ال ِذ ٍكىر لتيبىـ ِ ى‬
‫ً‬
‫ً‬
‫ويقول سبحانه وتعاى‪( :‬وما أىنٍـزلٍنىا علىي ى ً‬
‫اختىـلى يفوا فً ًيه‬
‫ن ىهي يم الَذي ٍ‬
‫اب إًا لتيبىـ ِ ى‬
‫ىى ى ى ٍ‬
‫ك الٍكتى ى‬
‫ىويه ندى ىوىر ٍمىةن لًىق ٍووم يـي ٍؤًمنيو ىن) ‪.‬‬
‫لذا فقد حرص السلف الصاح‪ ،‬جيا بعد جيل‪ ،‬على تلقى ا ديث مع‬
‫ا فظ والضبط التام‪ ،‬والدقة واأمانة عند التحمل واأداء والتبليغ‪ ،‬امتثاا لقول‬
‫رسول اه صلى اه عليه وسلم لصاحبته‬

‫حجة الوداع‪( ،‬ليبلغ الشاهد الغائب‪،‬‬

‫النساء‪59 :‬‬
‫روا مالك ي اموطأ ‪ ،‬كتاب‪ :‬ا امع‪ ،‬باب‪ :‬النهي عن القول بالقدر‪( ،‬مصر‪ :‬دار إحياء الراث‬
‫العري‪ ،‬د‪.‬ت‪ ،).‬ج ‪ ،2‬ص ‪899‬‬
‫النحل‪44 :‬‬
‫النحل‪64 :‬‬

‫‪3‬‬

‫فإن الشاهد عسى أن يبلغ من هو أوعى منه)‪ ،‬وقوله (نضر اه امرأ مع منا حديثا‬
‫فحفظه ح يبلغه‪ ،‬فرب حامل فقه إى من هو هو أفقه منه‪ ،‬ورب حامل فقه ليس‬
‫بفقيه)‪.‬‬
‫السنة النبوية عناية فائقة بالتمحيص والضبط‪،‬‬
‫وقد ع علماء هذ اأمة ب‬
‫وقاموا جهود مضن ةي لصيانتها وا فاظ عليها من حريف امفرين‪ ،‬وشبه الزائفن‪،‬‬
‫وعبث امضلن‪.‬‬
‫وي نفس الوقت‪ ،‬فقد وجد ت كثرا من امغرضن الذين أثاروا الشبهات م‬
‫يتوخوا ا قيقة العلمية‪ ،‬وإ ا ساقتهم أهوائهم وعواطفهم إى ما قاموا به من طعن‬
‫وتشكيك‪.‬‬

‫روا هذا اللفظ الدارمي ي سننه‪ ،‬كتاب امناسك‪ ،‬باب ي ا طبة يوم النحر‪ ،‬حقيق فواز أمد زمري‪،‬‬
‫(بروت‪ :‬دار الكتاب العري‪1407 ،‬هـ)‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص ‪.93‬‬
‫دعاس‪( ،‬مص‪ :‬دار‬
‫روا أبو داود ي سننه‪ ،‬كتاب العلم‪ ،‬باب نشر العلم‪ ،‬تعليق عزت عبيد ّ‬
‫ا ديث‪ ،‬د‪ .‬ت)‪ ،‬ج ‪ ،3‬ص ‪ .360‬و الرمذي‪ ،‬ي سننه‪ ،‬كتاب العلم‪ ،‬باب ا ث على تبليغ‬
‫السماع‪( ،‬بروت‪ :‬دار الفكر‪1421 ،‬هـ ‪ 2001 /‬م)‪ ،‬ج ‪ ،5‬ص ‪ .33‬والنسائي ي سننه‪ ،‬كتاب‬
‫العلم‪ ،‬باب ا ث على إباغ العلم‪ ،‬حقيق عبد الغفار سليمان‪( ،‬بروت‪ :‬دار الكتب العلمية‪،‬‬
‫‪1411‬هـ ‪1991 /‬م)‪ ،‬ج ‪ ،3‬ص ‪ .431‬وابن حبان ‪ ،‬ي صحيح ه‪ ،‬كتاب العلم‪ ،‬باب الزجر عن‬
‫كتبة امرء السنن افة أن يتكل عليها دون ا فظ ها ‪ ،‬حقيق شعيب اأرنؤوط‪ ،‬ط ‪( ،2‬بروت‪:‬‬
‫ا‬
‫مؤسسة الرسالة‪ .‬د‪.‬ت) ج ‪ ،1‬ص ‪.270‬‬

‫‪4‬‬

‫كما ثبت لنا سوء نية بعض امعاصرين ن ينتسب إى اإسام‪ ،‬فخاضوا‬
‫دين اه بغر علم وا هدى وا بصرة‪ ،‬ورددوا ما يقوله امستشرقون من غر نظر أو‬
‫محيص‪ ،‬ونشرو بن امسلمن على أنه ا ق‪ ،‬ا يدل على حاملهم الشديد على‬
‫السنة النبوية امطهرة‪.‬‬
‫ومن ناحية أخرى نرى بعض امبتدئن‬

‫علوم الشريعة ا يهتمون إى ما قام‬

‫به كبار العلماء من اأئمة احققن ي بيان طرق ومسالك التوفيق أو الرجيح بن‬
‫اأحاديث الي ظاهرها التعارض‪.‬‬
‫فأردت أن أوضح من خال هذا البحث أن التعارض بن اأحاديث إ ا هو‬
‫الظاهر‪ ،‬وأن كام رسول اه صلى اه عليه وسلم ا مكن أن الف بعضه‬
‫بعضا‪ ،‬أنه جزء من الوحي‪ ،‬كما قال سبحانه وتعاى‪ ( :‬ىوىما يـىٍن ًط يق ىع ًن ا ٍهىىوى ‪ ،‬إً ٍن‬
‫ً‬
‫وحى )‪ ،‬وليس جهودي‬
‫يه ىو إَا ىو ٍح هي يي ى‬

‫إزالة الشبهات حول التعارض بن بعض‬

‫اأحاديث هو ا هود اأول إذ قد سبقي العلماء اأجاء ي هذا اجال‪ ،‬ولكي‬
‫أريد ي هذا البحث مع أقوال العلماء من احدثن و مهور الفقهاء وا نفية‬
‫قمت مقارنة أقواهم وكيفية تعاملهم مع اأحاديث امتعارض ظاهرها‪.‬‬

‫النجم‪.4-3 :‬‬

‫‪5‬‬

‫ب‪ -‬أهدف البحث‬
‫يهدف هذا البحث امتواضع إى‪:‬‬
‫‪ .1‬التعرف على اأحاديث امختلفة‬
‫‪ .2‬التعرف على منهج الفقهاء‬

‫التعامل مع اأحاديث امتعارض ظاهرها‬

‫‪ .3‬التعرف على منهج احدثن‬

‫التعامل مع اأحاديث امتعارض ظاهرها‬

‫‪ .4‬التعرف على منهج ا نفية‬

‫التعامل مع اأحاديث امتعارض ظاهرها‬

‫ج‪ -‬أهمية البحث‬
‫يعد هذا الفن من أهم أنواع علوم ا ديث‪ ،‬قال اإمام النووي‪ :‬هذا فن من‬
‫أهم اأنواع‪ ،‬ويضطر إى معرفته ميع العلماء من الطوائف‪ ،‬وهو أن يأي حديثان‬
‫متضادان‬

‫امع ظاهرا فيوفق بينهما‪ ،‬أو يرجح أحدما‪ ،‬وإ ا يكمل له اأئمة‬

‫ا امعون بن ا ديث والفقه‪ ،‬واأصوليون الغواصون على امعاي‪ ،‬وصنف فيه اإمام‬
‫الشافعي‪ ،‬وم يقصد رمه اه استيفاء ‪ ،‬بل ذكر ملة ينبه ها على طريقه ‪.‬‬

‫النووي‪ ،‬تقريب ال ووي مع التدريب ‪ ،‬حقيق عبد الوهاب عبد اللطيف‪ ،‬ط ‪( ،2‬د‪.‬م‪ :‬دار الكتب‬
‫ا ديثة‪1382 ،‬هـ)‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص ‪.196‬‬

‫‪6‬‬

‫ومكن أمية هذا البحث‬
‫‪ )1‬اإسهام امتواضع‬

‫النقاط اآتية‪:‬‬

‫الدراسة اإسامية وخاصة‬

‫علوم ا ديث‪ ،‬وذلك جمع‬

‫أقوال العلماء من احدثن والفقهاء ومقارنتها كيفية التعامل مع اأحاديث‬
‫امتعا رض ظاهرها‬
‫‪ )2‬ا دمة لسنة رسول اه صلى اه عليه وسلم الشريفة‪ ،‬يث يتعلق البحث‬
‫بالسنة النبوية امطهرة‪.‬‬

‫د‪ -‬تحديد البحث‬
‫قم‬

‫ت ي هذا البحث بذكر أقوال العلماء من احدثن و مهور الفقهاء‬

‫وا نفية‪ ،‬وامقارنة بن مناهجهم‬

‫فهم اأحاديث النبوية امتعارض ظاهرها‪ ،‬وذلك‬

‫تمل على‪:‬‬
‫‪ .1‬التعرف على علم تلف ا ديث وأميته والعاقة بينه وبن امشكل‬
‫‪ .2‬التعرف على التعارض بن اأحاديث النبوية‪ .‬وامناهج ال مكن السر‬
‫للتعامل معها‬
‫‪ .3‬ذكر أقوال احدثن و أقوال مهور الفقهاء وأقوال ا نفية‬
‫امتعارض ظاهرها‪.‬‬

‫فهم اأحاديث‬

‫‪7‬‬

‫‪ .4‬امقارنة بن هذ امناهج الثاثة وترجيح ما يرا الباحث راجحا‪.‬‬

‫هـ‪ -‬م هج البحث‬
‫ا يقتصر البحث على منهج واحد ولكنه يضم عدة مناهج‪ ،‬إذ أن طبيعة البحوث‬
‫ي موضوعات الدراسات اإسامية تقتضى استخدام أكثر من منهج واحد‪.‬‬
‫منها امنهج اإستقرائي‬

‫وهو يشيع ميع امراجع والكتب امتعلقة باموضوع‬

‫الذي يكون أساسا ي كل البحث من ميع الفنون العلمية‪ ،‬وامنهج التحليلي وهو‬
‫يع بتحليل ما استقرأ الباحث من النصوص واأفكار‪ ،‬وامنهج الوصفي وهو‬
‫وصف الواقع أو الظاهر كما توجد ي الواقع ‪.‬‬
‫واعتمدت ي كتابة هذا البحث على دليل كتابة الرسائل الي أصدرته جامعة‬
‫شريف هداية اه اإسامية ا كومية جاكرتا‪:‬‬
‫)‪Pedoman Penulisan Karya Ilmiah (Skripsi, Tesis, dan Disertasi‬‬
‫‪UIN Syarif Hidayatullah Jakarta, 2011‬‬

‫حمد رواس قاعة جي‪ ،‬طرق البحث في الدراسات اإسامية ‪( ،‬بروت‪ :‬دار النفائس‪1999 ،‬م)‪،‬‬
‫ص ‪18‬‬

‫‪8‬‬

‫و‪ -‬ت ظيم البحث‬
‫يتم كتابة هذا البحث بالتنظيم اآي‪:‬‬
‫‪ -1‬الفصل اأول‪ :‬مقدمة‪ ،‬وتشمل على‪ :‬مشكات البحث وأهدافه وأميته‬
‫وحديد وامنهج الذي سرت ي كتابة هذا البحث ‪.‬‬
‫‪ -2‬الفصل الثاي‪ :‬امدخل إى تلف ا ديث‪ ،‬وذلك يشمل مع حتلف ا ديث‬
‫وأميته وصعوبته وبيان العاقة بينه وبن امشكل وبن التعارض‪.‬‬
‫‪ -3‬الفصل الثالث‪ :‬بيان حكمة وجود التعارض بن اأحاديث ‪ ،‬و توي على‬
‫إبطال أمور سائدة‬

‫ا اهلية‪ ،‬والتدرج بالتشريع‪ ،‬واختاف‬

‫أحوال الناس‪ ،‬واختاف الوقائع واأحوال الزمانية وامكانية‪،‬‬
‫وبيان اأحكام‪.‬‬
‫‪ -4‬الفصل الرابع‪ :‬ذكر أقوال العلماء‬

‫ترتيب دفع التعارض‪ ،‬وتشتمل على منهج‬

‫احدثن ومنهج الفقهاء ومنهج ا نفية‬

‫التوفيق بن اأحاديث‬

‫امتعارض ظاهرها‪.‬‬
‫‪ -5‬الفصل ا امس‪ :‬ا اتـمة الي تشتمل على نتائج البحث وااقراحات‪.‬‬

‫‪9‬‬

‫الباب الثاني‬
‫مع ى مختلف الحديث‬
‫أ ‪-‬تعريف مختلف الحديث‬
‫ااختاف‬

‫اللغة‪ :‬مصدر الفعل اختلف‪ ،‬وامختلف بكسر الام‪ :‬اسم‬

‫فاعل‪ ،‬وامختلف بفتح الام‪ :‬اسم مفعول‪ ،‬من اختلف اأمران إذا م يتفقا‪ ،‬وكل ما‬
‫م يتساو فقد الفا واختلف‪ ،‬ومنه قول اه تعاى (والنخل والزرع تلفا أكله)‬

‫‪.‬‬

‫وا اف مصدر خالف الفة وخافا‪ ،‬وا اف شجر الصفصاف‪ ،‬وقد مي‬
‫خافا‪ ،‬أنه نبت الفا أصله‪ ،‬ويقال‪ :‬الف القوم واختلفوا‪ :‬إذا ذهب كل واحد‬
‫منهم إى خاف ما ذهب إليه اآخر‪ ،‬وهو ضد ااتفاق‪ ،‬وااسم‪ :‬ا لف‪ ،‬بضم‬
‫ا اء وسكون الام ‪.‬‬

‫اأنعام ‪141 :‬‬
‫أنظر ‪ :‬ابن منظور ‪ ،‬لسان العرب ‪( ،‬بروت‪ ،‬دار صادر ‪ ،‬د‪ .‬ت)‪ ،‬ج ‪ ،9‬ص ‪ .82‬والفروز آبادي‪،‬‬

‫القاموس المحيط ‪ ،‬ترتيب الطاهر الزاوي‪ ،‬ط ‪( ،2‬د‪ .‬م‪ :‬عيسى ا لي‪ ،‬د‪ .‬ت)‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص ‪.95‬‬
‫ومحمد مرتضى ا سيي ‪ ،‬تاج العروس ‪( ،‬كويت‪ :‬وزارة اإعام‪1406 ،‬هـ)‪ ،‬ج ‪ ،23‬ص ‪،243‬‬

‫والفيومي‪ ،‬المصباح الم ير‪ ،‬حقيق عبد العظيم الشناوي‪( ،‬د‪ .‬م‪ :‬دار امعارف‪ ،‬د‪ .‬ت)‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص‬
‫‪.79‬‬

‫‪10‬‬

‫وي ااصطاح فهو كما عرفه التهانوي‬
‫متضادان ي امع‬

‫ي موسوعاته‪( :‬أن يوجد حديثان‬

‫سب الظاهر‪ ،‬فيجمع بينهما ما ينفى التضاد)‪.‬‬

‫وقال أيضا‪( :‬رفع ااختاف‪ :‬أن توجد أحاديث متضادة سب امع‬
‫ظاهرا‪ ،‬فيجمع بينهما‪ ،‬أو يرجح أحدما )‪.‬‬
‫وامختلف قسمان‪:‬‬
‫‪ .1‬ما مكن ا مع بينهما فيتعن امصر إليه‬
‫‪ .2‬ماا مكن فيه ا مع‪ ،‬وهو ضربان‪:‬‬
‫اأول‪ :‬ما علم أن أحدما ناسخ واآخر منسوخ‪.‬‬
‫والثاي‪ :‬ماا يعلم فيه ذلك‪ ،‬فا بد من الرجيح‪ ،‬التوقف‪.‬‬
‫وقد عرفه النووي بقوله‪( :‬وهو أن يأي حديثان متضادان‬

‫امع ظاهرا‪،‬‬

‫فيفق بينهما‪ ،‬أو يرجح أحدما) ‪.‬‬
‫وعرفه ا اكم النيسابوري‪ ،‬فقال‪( :‬هذا النوع من هذ العلوم معرفة سنن‬

‫التهانوي‪ ،‬كشاف اصطاحات الف ون ‪ ،‬حقيق لطفي عبد البديع‪( ،‬مصر ‪ :‬مكتبة النهضة امصرية‪،‬‬
‫‪ 1382‬هـ)‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص ‪.223‬‬
‫النووي‪ ،‬تقريب ال ووي مع التدريب ‪ ،‬حقيق عبد الوهاب عبد اللطيف‪ ،‬ط ‪( ،2‬د‪.‬م‪ :‬دار الكتب‬
‫ا ديثة‪1382 ،‬هـ)‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص ‪.196‬‬

‫‪11‬‬

‫لرسول اه صلى اه عليه وسلم يعارضها مثلها)‪.‬‬
‫والشيخ صبحي الصاح من امعاصرين عرفه بقوله‪ :‬وهو علم يبحث عن‬
‫اأحاديث الي ظاهرها التناقض من حيث إمكان ا مع بينهما‪ ،‬إما بتقييد‬
‫مطلقها‪ ،‬أوبتخصيص عامها‪ ،‬أو ملها على تعدد ا ادثة‪ ،‬أو غر ذلك‪ ،‬ويطلق‬
‫عليه علم (تلفيق ا ديث)‪.‬‬
‫فمختلف ا ديث علم يتناول ا ديثن الذين يبدو‬

‫ظاهرما ااختاف‬

‫والتعارض والتضاد‪ ،‬فإذا ثها العلماء أزالوا تعارضها من حيث إمكان ا مع‬
‫بينهما‪ ،‬وذلك ببيان العام وا اص‪ ،‬أو امطلق وامقيد‪ ،‬أو ما شابه ذلك‪ ،‬أو ببيان‬
‫الناسخ من امنسوخ‪ ،‬أو برجيح أحدما‪.‬‬

‫ا اكم النيسابوري‪ ،‬معرفة علوم الحديث ‪ ،‬تعليق معظم حسن‪ ،‬ط ‪( ،2‬امدينة‪ ،‬امكتبة العلمية‪،‬‬
‫‪1397‬هـ)‪ ،‬ص ‪.122‬‬
‫صبحي الصاح‪ ،‬علوم الحديث ومصطلحه‪ ،‬ط ‪( ،11‬د‪ .‬م‪ :‬دار العلم‪1979 ،‬م)‪ ،‬ص ‪.111‬‬

‫‪12‬‬

‫ب ‪-‬أهمية معرفة علم مختلف الحديث‬
‫يعد هذا الفن من أهم أنواع علوم ا ديث‪ ،‬قال اإمام النووي‪ :‬هذا فن من‬
‫أهم اأنواع‪ ،‬ويضطر إى معرفته ميع العلماء من الطوائف‪ ،‬وهو أن يأي حديثان‬
‫متضادان‬

‫امع ظاهرا فيوفق بينهما‪ ،‬أو يرجح أحدما‪ ،‬وإ ا يكمل له اأئمة‬

‫ا امعون بن ا ديث والفقه‪ ،‬واأصوليون الغواصون على امعاي‪ ،‬وصنف فيه اإمام‬
‫الشافعي‪ ،‬وم يقصد رمه اه استيفاء ‪ ،‬بل ذكر ملة ينبه ها على طريقه‪.‬‬
‫وقال السخاوي‪ :‬وهو من أهم اأنواع‪ ،‬مضطر إليه ميع الطوائف من‬
‫العلماء‪ ،‬وإ ا يكمل به من كان إماما‪ ،‬جامعا لصناع ا ديث والفقه‪ ،‬غائصا‬
‫على امعاي الدقيقة‪.‬‬
‫وقال السيوطي‪( :‬ومن مع ما ذكرنا من ا ديث‪ ،‬واالفقه‪ ،‬واأصول‪،‬‬
‫والغوص على امعاي الدقيقة ا يشكل عليه من ذلك إا ي النادر ي اأحيان‪.‬‬

‫النووي‪ ،‬تقريب ال ووي‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص ‪.196‬‬
‫السخاوي‪ ،‬فتح المغيث‪( ،‬د‪ .‬م‪ :‬دار الكتب العلمية‪1403 ،‬هـ)‪ ،‬ج ‪ ،3‬ص ‪.196‬‬

‫السيوطي‪ ،‬تدريب الراوي ‪ ،‬حقيق عبد الوهاب عبد اللطيف‪ ،‬ط ‪( ،2‬د‪ .‬م‪ :‬دار الكتب ا ديثة‪،‬‬
‫‪1385‬هـ)‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص ‪.197‬‬

‫‪13‬‬

‫وكذا قال ابن الصاح بأنه يكمل للقيام به اأئمة ا امعون بن صناعي‬
‫ا ديث‪ ،‬والفقه‪ ،‬الغواصون على امعاي الدقيقة‪.‬‬
‫أقوال العلماء الي تدل على أمية دراسة علم تلف ا ديث ‪:‬‬
‫‪ )1‬أن هذا العلم يدخل ي كثر من العلوم اإسامية من حديث‪ ،‬وعلوم‬
‫حديث‪ ،‬وفقه‪ ،‬وأصول فقه‪ ،‬وغر ذلك‪.‬‬
‫‪ )2‬أن ميع الفرق والطوائف اجة إى معرفة هذا الفن‪ ،‬أنه يبن الصحيح من‬
‫تعارض اأدلة مع بعضها‪ ،‬وأيهما أحق بالعمل أو الرؾ؟ فإما أن يعمل هما‬
‫ميعا إن أمكن ا مع‪ ،‬أو يرجح أحدما على غر ‪ ،‬أو ينسخ أحدما‬
‫اآخر‪ ،‬فيعمل بالناسخ ويرؾ امنسوخ ‪.‬‬
‫‪ )3‬مكن اجتهد من الرجيح بن اأقوال عند ااطاع على أدلتها‪ ،‬وسبب‬
‫ا اف فيها‪.‬‬
‫وي أمية معرفة مواضع ااختاف و أسبابه‪ ،‬قال الشاطي‪( :‬من م يعرف‬
‫مواضع ااختاف م يبلغ درجة ااجتهاد (‪ .‬ونقل عن قتادة قوله‪( :‬من م يعرف‬

‫ابن الصاح‪ ،‬علوم الحديث‪ ،‬حقيق نور الدين عر‪( ،‬دمشق‪ :‬دار الفكر‪1406 ،‬هـ)‪ ،‬ص ‪.284‬‬
‫الشاطي‪ ،‬الموفقات في أصول الشريعة‪ ،‬عناية حمد عبد اه دراز‪( ،‬مصر‪ :‬مكتبة الكرى‪ ،‬د‪ .‬ت)‪ ،‬ج ‪ ،4‬ص ‪.161‬‬

‫‪14‬‬

‫ااختاف م يشم أنفه الفقه (‪ .‬وعن هشام الرازي‪( :‬من م يعرف اختاف‬
‫القراءة فليس بقارئ‪ ،‬ومن م يعرف اختاف الفقهاء فليس بفقيه (‪ .‬وعن عطاء‪:‬‬
‫(ا ينبغي أحد أن يفي الناس ح يكون عاما باختاف الناس‪ ،‬فإنه إن م يكن‬
‫كذلك رد من العلم ما هو أقوى من الذي ي يديه‪.‬‬
‫وعن أيوب السختياي وابن عيينة‪ :‬أجسر الناس على الفتياء‪ ،‬أقلهم علما‬
‫باختاف العلماء)‪ .‬وزاد أيوب‪( :‬وأمسك الناس عن الفتياء‪ ،‬أعلمهم باختاف‬
‫العلماء)‪.‬‬
‫وقال ابن عبد الر بابا يستحق أن يسمى فقيها أو عاما حقيقة ا ازا‪،‬‬
‫ومن جوز له الفتيا عن العلماء‪.‬‬
‫وروي ي هذا الباب روايات متعددة عن ضرورة معرفة الفقيه اختاف‬
‫الفقهاء واختاف الناس‪.‬‬
‫فروي عن‬

‫بن سام‪( :‬ا ينبغي من ا يعرف ااختاف أن يفي)‪.‬‬

‫الشاطي‪ ،‬الموفقات في أصول الشريعة‪ ،‬ج ‪ ،4‬ص ‪.161‬‬
‫الشاطي‪ ،‬الموفقات في أصول الشريعة‪ ،‬ج ‪ ،4‬ص ‪.161‬‬

‫الشاطي‪ ،‬الموفقات في أصول الشريعة‪ ،‬ج ‪ ،4‬ص ‪.161‬‬

‫الشاطي‪ ،‬الموفقات في أصول الشريعة‪ ،‬ج ‪ ،4‬ص ‪.161‬‬

‫‪15‬‬

‫فروي عن ابن القاسم قال‪( :‬سئل مالك‪ ،‬قيل له‪ :‬من وز له الفتوى؟‬
‫فقال‪ :‬ا وز له الفتوى؟ فقال‪ :‬ا وز له الفتوى إا من علم ما اختلف الناس‬
‫فيه‪ .‬قيل له‪ :‬اختاف أهل الرأي؟ قال‪ :‬ا‪ ،‬اختاف أصحاب حمد صلى اه عليه‬
‫وسلم الناسخ وامنسوخ من القرآن‪ ،‬ومن حديث الرسول عليه الصاة والسام وكذا‬
‫يفي‪.‬‬
‫وروي حديثا نبويا أن أعلم الناس هو أعلمهم بااختاف‪ ،‬فروي بسند أن‬
‫رسول اه صلى اه عليه وسلم قال‪ :‬ياعبد اه بن مسعود‪ ،‬قلت‪ :‬لبيك يا رسول‬
‫اه‪ ،‬قال‪ :‬أتدري أي الناس أعلم؟ قلت‪ :‬أه ورسوله أعلم‪ ،‬قال‪( :‬أعلم الناس‬
‫أبصرهم با ق إذا اختلف الناس‪ ،‬وإن كان مقصرا‬

‫العمل‪ .‬وي رواية‪ :‬وإن كان‬

‫يزحف على إسنته)‪.‬‬
‫‪ .4‬ترجع أمية هذا العلم إى عدم ترؾ حديث رسول اه صلى اه عليه وسلم‬
‫قدر امستطاع‪.‬‬

‫يوسف بن عبد اه بن عبد الر‪ ،‬جامع بيان العلم وفضله ‪ ،‬تصحيح عبد الرمن حمد بن عثمان‪،‬‬
‫ط ‪( ،2‬امدينة امنورة‪ :‬امكتبة السلفية‪1388 ،‬هـ)‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص ‪ .59 - 53‬وا ديث أخرجه ا اكم‬
‫مستدركه ي باب تفسر سورة ا ديد‪( ،‬بروت‪ :‬دار الكتب العلمية‪1411 ،‬هـ ‪ ،)1990 /‬ج‬
‫‪ ،2‬ص ‪.522‬‬

‫‪16‬‬

‫‪ .5‬م يتكلم ي هذا العلم إا القلة من العلماء‪ ،‬وهم اأفذاذ الذين هم قدم‬
‫راسخة ي معرفة امعاي الدقيقة مع الفهم العميق‪ ،‬والقدرة على اموازنة بن‬
‫النصوص‪ ،‬أمثال اأئمة‪ :‬الشافعي‪ ،‬وابن قتيبة‪ ،‬والطحاوي وغرهم‪.‬‬
‫فاأصوليون تعرضوا له ي مبحث (التعارض والرجيح) منهم‪ :‬الغزاي ي‬
‫امستصفى وغر ‪ .‬وإمام ا رمن ي الرهان‪ ،‬وابن حزم ي اإحكام‪،‬‬
‫واآمدي ي اإحكام‪ ،‬وغرهم من علماء اأصول‪.‬‬
‫وموضوع تعارض اأدلة ذو أمية خاصة عند علماء اأصول‪ ،‬وذلك اجة‬
‫كثر من مباحث علم اأصول إليه‪ ،‬إن م نقل معظمها أو كلها‪.‬‬
‫فمن أقوال الغزااي ي هذا اموضوع‪( :‬اعلم أن الرجيح إ ا جري بن ظنين‪،‬‬
‫أن الظنون تتفاوت ي القوة‪ ،‬وا يتصور ذلك ي معلومن‪ ،‬إذ ليس بعض العلوم‬
‫أقوي وأغلب من بعض‪ ،‬وإن بعضها أجلى وأقرب حصوا وأشد استغناء عن‬
‫التأمل‪ ،‬بل بعضها يستغي عن أصل التأمل وهو البديهي‪ ،‬وبعضها غر بديهي‬
‫تاج إى تأمل‪ ،‬لكنه بعد ا صول حقق يقيي‪ ،‬ا يتفاوت ي كونه حققا‪ ،‬فا‬
‫ترجيح لعلم على علم‪ ،‬ولذلك قلنا ‪ ،‬إذا تعارض نصان قاطعان فا سبيل إى‬
‫الرجيح‪ ،‬بل إن كان متواترين حكم بأن امتأخر ناسخا‪ ،‬وإن كانا من أخبار اآحاد‬

‫‪17‬‬

‫وعرفنا التاريخ أيضا حكمنا بامتأخر‪ .‬وإن م نعرف فصدق الراوي مظنون‪ ،‬فنقدم‬
‫اأقوى ي نفوسنا‪.‬‬
‫وأما مذهب ابن حزم فهو نفي وجود التعارض بن ال‬

‫نصوص‪ ،‬ا فرق ي‬

‫ذلك بن قرآن أو سنة‪ .‬فالكل وحي من اه سبحانه وتعاى‪ ،‬وبذلك يبطل مذهب‬
‫من أراد ضرب ا ديث بعضها ببعض‪ ،‬أو ضرب ا ديث بقرآن‪.‬‬
‫وقد ذكر‬

‫خمسة أوجه للتوفيق بن النصوص الي ظاهرها التعارض‪.‬‬

‫كما أنه ي فصل (ما دعا قوم من تعارض النصوص) يقول‪ :‬وهذا من أدق‬
‫ما مكن أن يعرض أهل العلم من تأليف النصوص‪ ،‬وأغمضه‪ ،‬و أصعبه‪ ،‬و ن ثل‬
‫ي ذلك أمثلة تعن ول اه وقوته على فهم هذا امكان اللطيف‪ ،‬وليعلم طالب‬
‫العلم واح ريص عليه وجه العمل ي ذلك إن شاء اه عز وجل‪ ،‬وا قوة إا باه‬
‫العلي العظيم‪ ،‬وما وجدنا أحدا قبلنا شغل باله ي هذا امكان بالشغل الذي‬

‫الغزاي‪ ،‬المستصفى من علم اأصول‪( ،‬بروت‪ :‬دار العلوم ا ديثة‪ ،‬د‪ .‬ت)‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص ‪.393‬‬

‫أنظر ‪ :‬ابن حزم ‪ ،‬اإحكام في أصول اأحكام ‪( ،‬بروت‪ :‬دار اآفاق ا ديدة‪1405 ،‬هـ)‪ ،‬ج ‪،2‬‬
‫ص ‪.25 - 22‬‬

‫‪18‬‬

‫يستحقه ي هذا الباب‪ ،‬فإن الغلط والتناقض فيه يكثر جدا‪ ،‬إا من سدد اه منه‬
‫ولطفه)‪.‬‬
‫كما تعرض اآمدي ي اإحكام (ي التعارض الواقع بن منقولن) مفصا‬
‫منهج الرجيح ي اإسناد ‪ ،‬والرجيح ي ام ‪.‬‬
‫وأما الفقه فهو أهم غاية لعلم اختاف ا ديث‪ ،‬و‬

‫ذ ا العلم من أهم‬

‫أسباب اختاف الفقهاء ي اأحكام الشرعية‪ ،‬فمعظم أبواب الفقه يوجد فيها‬
‫حديث الفه حديث آخر أو أحاديث ي الظاهر‪.‬‬
‫لذا د أن احدثن الفقهاء هم الذين يهتمون به‪ ،‬وجتهدون ي تأويله لدفع‬
‫التعارض بن اأحاديث الواردة ي امسألة الواحدة‪ ،‬أن آرائهم الفقهية مبنية على‬
‫أساس من هذا ااجتهاد ي التأويل‪.‬‬
‫قال اأستاذ عوامة ي كتابه (أثرا ديث الشريف ي اختاف اأئمة الفقها)‬
‫مبينا اختاف مسالك الفقهاء أمام امتعارض من السنة ظاهرا‪( :‬يعتر هذا السبب‬
‫من أهم أسباب اختاف اأئمة الفقهاء‪ ،‬وفيه ال لاستفادة من علمن عظيمن‬

‫ابن حزم‪ ،‬اإحكام في أصول اأحكام ‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص ‪.26‬‬

‫اآمدي‪ ،‬اإحكام في أصول اأحكام‪( ،‬د‪ .‬م‪ :‬دار الكتب العلمية‪1405 ،‬هـ)‪ ،‬ج ‪ ،4‬ص‬
‫‪.453‬‬

‫‪19‬‬

‫ما علم ا ديث‪ ،‬وعلم أصول الفقه‪ ،‬وا فى على امبتدئ بالعلم الشريف أنه‬
‫كثرا ما ترد ي امسألة الواحدة أحاديث تلفة ي مدلوها على ا كم‪ ،‬وقد يكون‬
‫اختافها على أكثر من معنين‪.‬‬
‫ونظرا أمية هذا العلم للفقهاء‪ ،‬فقد وجدنا ا اكم النيسابوري فقد استهل‬
‫كامه عن تلف ا ديث بقوله‪( :‬هذا النوع من هذ العلوم معرفة سنن لرسول اه‬
‫صلى اه عليه وسلم يعارض مثلها‪ ،‬فيحتاج أصحاب امذاهب بأحدما‪.‬‬

‫ج‪ -‬العاقة بين مختلف الحديث والمشكل‬
‫وأما عن العاقة بينه وبن امشكل‪ :‬فل فظ (امشكل) هو اسم فاعل من‬
‫أشكل‪ :‬أي املتبس‪ ،‬يقال‪ :‬أشكل اأمر‪ :‬التبس واختلط‪ ،‬ومنه قيل لأمر امشتبه‪:‬‬
‫مشكل‪ ،‬وأمور أشكال‪ :‬أي ملتبسة‪ ،‬واأشكال من سائر اأشياء ‪ :‬ما فيه مرة‬

‫عوانة‪ ،‬أثر الحديث الشريف في الختاف اأئمة الفقهاء ‪ ،‬ط ‪( ،2‬د‪ .‬م‪ :‬دار السام‪،‬‬
‫حمد ّ‬
‫‪1407‬هـ)‪ ،‬ص ‪.101‬‬
‫ا اكم النيسابوري‪ ،‬معرفة علوم الحديث‪ ،‬ص ‪.122‬‬

‫‪20‬‬

‫وبياض تلط‪ ،‬أو فيه بياض يضرب إى ا مرة والكدرة‪ ،‬وقيل‪ :‬اأشكل عندالعرب‪:‬‬
‫اللونان امختلطان‪ ،‬ويقال‪ :‬أشكل الكتاب‪ :‬أنه أزال به إشكاله والتباسه‪.‬‬
‫وامشكل عند اأصولين‪ :‬اسم للفظ يشتبه امقصود منه بدخوله ي أشكاله‬
‫على وجه ا يعرف امقصود منه إا بالتأمل بعد الط لب لدخوله‬
‫الطلب والتأمل‪ :‬أن ينظر أوا‬

‫أشكاله‪ .‬ومع‬

‫مفهوم اللفظ‪ ،‬يتأمل ي استخراج امقصود‪.‬‬

‫وامشكل عند أهل ا ديث‪ :‬هو اآثار امروية عن رسول اه صلى اه عليه‬
‫وسلم باأسانيد امقبولة الي نقلها ذو التثبت فيها‪ ،‬واأمانة عليها‪ ،‬وحسن اأداء‬
‫ها‪ ،‬ويوجد فيها أشياء سقطت معرفتها‪ ،‬والعلم ما فيها عن أكثر الناس‪.‬‬

‫انظر‪ :‬ابن منظور ‪ ،‬لسان العرب ‪ ،‬ج ‪ ،4‬ص ‪ ،231‬والفروزآبادي‪ ،‬القاموس المحيط ج ‪ ،2‬ص‬

‫‪ .743‬ومرتضى‪ ،‬تاج العروس‪ ،‬ج ‪ ،7‬ص ‪.392‬‬

‫التهانوي‪ ،‬كشاف اصطاحات الف ون ‪ ،‬ج ‪ ،4‬ص ‪ .166‬وانظر عز الدين املك ‪ ،‬التعريف ع د‬

‫ااأصوليين‪( ،‬مصر‪ :‬دار سعادات‪13155 ،‬هـ)‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص ‪ .363 – 343‬وابن أمر ا اج ‪،‬‬
‫التقرير والتحيير شرح التحيير ‪ ،‬ط ‪( ،2‬بروت‪ :‬دار الكتب العلمية‪ 1403 ،‬هـ)‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص‬

‫‪ .159‬وا رجاي‪ ،‬التعريفات‪( ،‬بروت‪ :‬دار الكتب العلمية‪1403 ،‬هـ)‪ ،‬ص ‪.216 – 215‬‬

‫أبو جعفر الطحاوي‪ ،‬مشكل اآثار ‪ ،‬ط ‪( 2‬اهند‪ :‬دار امعارف العثمانية‪1388 ،‬هـ)‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص‬
‫‪.3‬‬

‫‪21‬‬

‫وبذلك أن لفظ (امشكل) أعم من لفظ (امختلف)‪ ،‬فكل تلف فيه‬
‫اختاط وتداحل والتباس نتيجة التعارض بن الشيئن‪ ،‬أي فيه إشكال‪ ،‬وليس كل‬
‫مشكل تلفا‪.‬‬
‫وقد بن ذلك الدكتور عبد اجيد حمود‪ ،‬فقال‪( :‬أما مشكل ا ديث أو‬
‫اآثار فهو أعم من اختاف ا ديث‪ ،‬ومن الناسخ وامنسوخ‪ ،‬أن اإشكال وهو‬
‫االتباس وا فاء قد يكون ناشئا من ور ود حديث يتناقض حديثا آخر من حيث‬
‫الظاهر‪ ،‬أو من حيث ا قيقة ونفس اأمر‪ ،‬وقد ينشأ اإشكال من الفة ا ديث‬
‫للعقل أو للقرآن أو للغة‪ ،‬وامؤلف يرفع هذا اإشكال إم‬

‫ا بالتوفيق بن اأثرين‬

‫امتعارضن‪ ،‬أوببيان نسخ فيهما‪ ،‬أو بشرح امع ما يتفق مع العقل‪ ،‬أو القرآن‪،‬‬
‫أواللغة ‪ ،‬أو بتضعيف ا ديث اموجب لإشكال ورد ‪ ،‬أو بغر ذلك)‪.‬‬
‫و ن ميز بن كا من النوعن الشيح حمد السماحي كتابه ‪ -‬امنهج‬
‫ا ديث‬

‫علوم ا ديث‪،-‬‬

‫والدكتور حمد عجاج ا طيب ي ثه نشأة علوم‬

‫ا ديث ومصطلحه‪ ،‬غر أن الدكتور ا طيب خلطهما ببعضهما كتبه حات‬

‫عبد اجيد حمود‪ ،‬أبو جعفر الطحاوي وأثر في الحديث ‪( ،‬د‪ .‬ت‪ :‬اهيئة امصرية للكتاب‪،‬‬
‫‪1395‬هـ)‪ ،‬ص ‪.26‬‬
‫حمد السماحي‪ ،‬الم هج الحديث فى علوم الحديث‪( ،‬د‪ .‬م‪ :‬دار اأنوار‪ ،‬د‪ .‬ت)‪ ،‬ص ‪.123‬‬

‫‪22‬‬

‫امكتبة والبحث وامصادر‪ ،‬وأصول ا ديث علومه ومصطلحه‪،‬‬
‫علوم ا ديث‪ ،‬فعرفهما تعريفا واحدا‪ ،‬وأورد كتبهما‬

‫و تصر الوجيز‬

‫موضع واحد ‪.‬‬

‫وبالنظر كتاب تأويل تلف ا ديث نستشعر الفرق بينهما‪ ،‬فحينما‬
‫يورد ابن قتيبة حديثن تلفن‪ ،‬ويبن وجه التوفيق بينهما‪ ،‬فإنه يذكر خال كامه‬
‫ما قيل عن اختافهما وتعارضهما‪ ،‬فيقول‪( :‬قالوا هذا تناقض واختاف) أو (هذا‬
‫تلف ا يشبه بعضه بعضا) ‪ .‬أما حينما يتناول ما يتعلق مشكل ا ديث فإنه ا‬
‫يورد هذا األفاظ وأشباهها‪.‬‬
‫وقد جعل بعض العلماء اختاف ا ديث ومشكله نوعا واحدا‪:‬‬
‫قال حمد بن جعفر الكتاي‬
‫الفن‪( :‬ومنها كتب‬
‫تقول‬

‫معرض حديثه عن الكتب امؤلفة‬

‫ا ختاف ا ديث‪ ،‬أو تقول‬

‫مشؾل ا ديث‪ ،‬أو تقول‬

‫هذا‬

‫تأويل تلف ا ديث ‪ ،‬أو‬

‫م ناقضة ا ديث)‪.‬‬

‫حمد عجاج ا طيب‪ ،‬أصول الحديث‪( ،‬د‪ .‬م‪ :‬دار الفكر‪1400 ،‬هـ)‪ ،‬ص ‪.283‬‬
‫حمد عجاج ا طيب‪ ،‬المختصر الوجيز‪ ،‬ط ‪( ،4‬د‪ .‬م‪ :‬دار الفكر‪1401 ،‬هـ)‪ ،‬ص ‪.283‬‬

‫حمد بن جعفر الكتانيي‪ ،‬الرسالة المستطرفة ‪ ،‬ط ‪( ،4‬د‪ .‬م‪ :‬دار البشائر اإسامية‪1406 ،‬هـ)‪،‬‬
‫ص ‪.158‬‬

‫‪23‬‬

‫كما وجدنا بعض العلماء ن تعرض لرمة ابن قتيبة يذكر كتابه (تأويل‬
‫تلف ا ديث) باسم (تأويل مشكل ا ديث) كما كتاب إنبا الرواة‬
‫للقطفي‪ ،‬ووفيات اأعيان ابن خلكان‪.‬‬
‫ومن امعاصرين الذين خلطوا بن النوعن وجعلوا منهما شيئا واحدا‪ :‬الشيخ‬
‫حمد أبو زهو كتابه ( احديث واحدثون)‪.‬‬
‫ا ديث ومصطلحه)‪،‬‬

‫والدكتور الصاح كتابه (علوم‬

‫والدكتور نور الدين عر ي كتابه (منهج النقد‬

‫علوم‬

‫ا ديث)‪.‬‬
‫والذي تبن لنا أن بينهما بعض فروق‪ ،‬وأن مشكل ا ديث أعم من تلف‬
‫ا ديث‪ ،‬حيث يقع اإشكال‬

‫ا ديث بسبب مع ا ديث نفسه بغر‬

‫القطفي‪ ،‬إنبا الراوي ‪ ،‬حقيق حمد أبو الفضل إبراهيم‪( ،‬د‪ .‬م‪ :‬دار الكتب امصرية‪1371 ،‬هـ)‪ ،‬ج‬
‫‪ 2‬ص ‪.144‬‬
‫ابن خلكان‪ ،‬وفيات اأعيان ‪ ،‬حقيق إحسان عباس‪( ،‬بروت‪ :‬دار صادر‪ ،‬د‪ .‬ت)‪ ،‬ج ‪ ،3‬ص‬
‫‪.42‬‬
‫حمد أبو زهو