PUBLIKASI PENDIDIKAN: Kumpulan Kitab Islam Klasik ¡Ñ∩Ñ Ω½ΘΩ 005
تم تصدير هذا الكتاب آليا بواسطة المكتبة الشاملة
)اضغط هنا للنتقال إلى صفحة المكتبة الشاملة على النترنت(
] صحيح مسلم [
الكتاب :صحيح مسلم
المؤلف :مسلم بن الحجاج أبو الحسين القشيري النيسابوري
الناشر :دار إحياء التراث العربي -بيروت
تحقيق :محمد فؤاد عبد الباقي
عدد الجأزاء 5 :
مع الكتاب :تعليق محمد فؤاد عبد الباقي
( 1471 ) - 4حدثني عبد بن حميد أخبرني يعقوب بن إبراهيم حدثنا محمد
) وهو ابن أخي الزهري ( عن عمه أخبرنا سالم بن عبدالله أن عبدالله بن عمر
قال طلقت امرأتي وهي حائض فذكر ذلك عمر للنبي صلى الله عليه و سلم
فتغيظ رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم قال
Yمره فليراجأعها حتى تحيض حيضة أخرى مستقبلة سوى حيضتها التي طلقها
فيها فإن بدا له أن يطلقها فليطلقها طاهرا من حيضتها قبل أن يمسها فذلك
الطلقا للعدة كما أمر الله وكان عبدالله طلقها تطليقة واحدة فحسبت من
طلقها وراجأعها عبدالله كما أمره رسول الله صلى الله عليه و سلم
) (2/1093
) ( 1471وحدثنيه إسحاقا بن منصور أخبرنا يزيد بن عبدربه حدثنا محمد بن
حرب حدثني الزبيدي عن الزهري بهذا السناد غير أنه قال قال ابن عمر
فراجأعتها وحسبت لها التطليقة التي طلقتها
) (2/1093
( 1471 ) - 5وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب وابن نمير ) واللفظ
لبي بكر ( قالوا حدثنا وكيع عن سفيان عن محمد ابن عبدالرحمن ) مولى آل
طلحة ( عن سالم عن ابن عمر أنه طلق امرأته وهي حائض فذكر ذلك عمر
للنبي صلى الله عليه و سلم فقال
Yمره فليراجأعها ثم ليطلقها طاهرا أو حامل
) (2/1093
( 1471 ) - 6وحدثني أحمد بن عثمان بن حكيم الودي حدثنا خالد بن مخلد
حدثني سليمان ) وهو ابن بلل ( حدثني عبدالله ابن دينار عن ابن عمر أنه
طلق امرأته وهي حائض فسأل عمر عن ذلك رسول الله صلى الله عليه و
سلم فقال
Yمره فليراجأعها حتى تطهر ثم تحيض حيضة أخرى ثم تطهر ثم يطلق بعد أو
يمسك
) (2/1093
( 1471 ) - 7وحدثني علي بن حجر السعدي حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن
أيوب عن ابن سيرين قال مكثت عشرين سنة يحدثني من ل أتهم أن ابن عمر
طلق امرأته ثلثا وهي حائض فأمر أن يراجأعها فجعلت ل أتهمهم ول أعرف
الحديث حتى لقيت أبا غلب يونس بن جأبير الباهلي وكان ذا ثبت فحدثني أنه
سأل ابن عمر فحدثه أنه طلق امرأته تطليقة وهي حائض فأمر أن يرجأعها قال
قلت أفحسبت عليه ؟ قال فمه أو إن عجز واستحمق ؟
] ش ) ذا ثبت ( أي متثبتا ) فمه ( يحتمل أن يكون للكف والزجأر عن هذا القول
أي ل تشك في وقوع الطلقا واجأزم بوقوعه وقال القاضي المراد بمه ما
فيكون استفهاما أي فما يكون إن لم أحتسب بها فأبدل من اللف هاء كما قالوا
في مهما إن أصلها ما ما أي أي شيء ) أو إن عجز واستحمق ( معناه أفيرتفع
عنه الطلقا وإن عجز واستحمق وهو استفهام إنكار وتقديره نعم تحسب ول
يمتنع احتسابها لعجزه وحماقته قال القاضي أي إن عجز عن الرجأعة وفعل
فعل الحمق والقائل لهذا القول هو ابن عمر صاحب القصة وأعاد الضمير
بلفظ الغيبة [
) (2/1093
) ( 1471وحدثناه أبو الربيع وقتيبة قال حدثنا حماد عن أيوب بهذا السناد نحوه
غير أنه قال
Yفسأل عمر النبي صلى الله عليه و سلم فأمره
) (2/1093
( 1471 ) - 8وحدثنا عبدالوارث بن عبدالصمد حدثني أبي عن جأدي عن أيوب
بهذا السناد وقال في الحديث
Yفسأل عمر النبي صلى الله عليه و سلم عن ذلك ؟ فأمره أن يراجأعها حتى
يطلقها طاهرا من غير جأماع وقال يطلقها في قبل عدتها
] ش ) في قبل ( أي في وقت تستقبل فيه العدة وتشرع فيها [
) (2/1093
( 1471 ) - 9وحدثني يعقوب بن إبراهيم الدورقي عن ابن علية عن يونس
عن محمد بن سيرين عن يونس بن جأبير قال قلت لبن عمر
Yرجأل طلق امرأته وهي حائض فقال أتعرف عبدالله بن عمر ؟ فإنه طلق
امرأته وهي حائض فأتى عمر النبي صلى الله عليه و سلم فسأله ؟ فأمره أن
يرجأعها ثم تستقبل عدتها قال فقلت له إذا طلق الرجأل امرأته وهي حائض
أتعتد بتلك التطليقة ؟ فقال فمه أو إن عجز واستحمق ؟
) (2/1093
( 1471 ) - 10حدثنا محمد بن المثنى وابن بشار قال ابن المثنى حدثنا محمد
بن جأعفر حدثنا شعبة عن قتادة قال سمعت يونس ابن جأبير قال سمعت ابن
عمر يقول
Yطلقت امرأتي وهي حائض فأتى عمر النبي صلى الله عليه و سلم فذكر
ذلك له فقال النبي صلى الله عليه و سلم ليراجأعها فإذا طهرت فإن شاء
فليطلقها قال فقلت لبن عمر أفحتسبت بها ؟ قال ما يمنعه أرأيت إن عجز
واستحمق ؟
) (2/1093
( 1471 ) - 11حدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا خالد بن عبدالله عن عبدالملك عن
أنس بن سيرين قال
Yسألت ابن عمر عن امرأته التي طلق ؟ فقال طلقتها وهي حائض فذكر ذلك
لعمر فذكره للنبي صلى الله عليه و سلم فقال مره فليراجأعها فإذا طهرت
فليطلقها لطهرها قال فراجأعتها ثم طلقتها لطهرها قلت فاعتددت بتلك
التطليقة التي طلقت وهي حائض ؟ قال ما لي ل أعتد بها ؟ وإن كنت عجزت
واستحمقت
) (2/1093
( 1471 ) - 12حدثنا محمد بن المثنى وابن بشار قال ابن المثنى حدثنا محمد
بن جأعفر حدثنا شعبة عن أنس بن سيرين أنه سمع ابن عمر قال
Yطلقت امرأتي وهي حائض فأتى عمر النبي صلى الله عليه و سلم فأخبره
فقال مره فليراجأعها ثم إذا طهرت فليطلقها قلت لبن عمر أفاحتسبت بتلك
التطليقة ؟ قال فمه
) (2/1093
) ( 1471وحدثنيه يحيى بن حبيب حدثنا خالد بن الحارث ح وحدثنيه
عبدالرحمن بن بشر حدثنا بهز قال حدثنا شعبة بهذا السناد غير أن في حديثهما
ليرجأعها وفي حديثهما قال قلت له أتحتسب بها ؟ قال فمه
) (2/1093
( 1471 ) - 13وحدثنا إسحاقا بن إبراهيم أخبرنا عبدالرزاقا أخبرنا ابن جأريج
أخبرني ابن طاوس عن أبيه أنه سمع ابن عمر يسأل عن رجأل طلق امرأته
حائضا ؟ فقال أتعرف عبدالله بن عمر ؟ قال نعم قال
Yفإنه طلق امرأته حائضا فذهب عمر إلى النبي صلى الله عليه و سلم فأخبره
الخبر فأمره أن يراجأعها قال لم أسمعه يزيد على ذلك ) لبيه (
] ش ) لم أسمعه يزيد على ذلك لبيه ( قوله لبيه معناه أن ابن طاوس قال لم
أسمعه أي لم أسمع أبي طاوس يزيد على هذا القدر من الحديث والقائل لبيه
هو ابن جأريج وأراد تفسير الضمير في قول ابن طاوس لم أسمعه واللم زائدة
فمعناه يعني أباه ولو قال يعني أباه لكان أوضح [
) (2/1093
( 1471 ) - 14وحدثني هارون بن عبدالله حدثنا حجاج بن محمد قال قال ابن
جأريج أخبرني أبو الزبير أنه سمع عبدالرحمن ابن أيمن ) مولى عزة ( يسأل
ابن عمر ؟ وأبو الزبير يسمع ذلك كيف ترى في رجأل طلق امرأته حائضا ؟
فقال
Yطلق ابن عمر امرأته وهي حائض على عهد رسول الله صلى الله عليه و
سلم فسأل عمر رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ فقال إن عبدالله بن عمر
طلق امرأته وهي حائض فقال له النبي الله صلى الله عليه و سلم ليراجأعها
فردهاوقال إذا طهرت فليطلق أو ليمسك قال ابن عمر وقرأ النبي صلى الله
عليه و سلم } يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن في قبل عدتهن { ] 65
/الطلقا /الية [ 1
] ش ) قبل عدتهن ( هذه قراءة ابن عباس وابن عمر وهي شاذة ل تثبت قرآنا
بالجأماع ول يكون لها حكم خبر الواحد عندنا وعند محققي الصوليين [
) (2/1093
) ( 1471وحدثني هارون بن عبدالله حدثنا أبو عاصم عن ابن جأريج عن أبي
الزبير عن ابن عمر نحو هذه القصة
) (2/1093
) ( 1471وحدثنيه محمد بن رافع حدثنا عبدالرزاقا أخبرنا ابن جأريج أخبرني أبو
الزبير أنه سمع عبدالرحمن بن أيمن ) مولى عروة ( يسأل ابن عمر ؟ وأبو
الزبير يسمع بمثل حديث حجاج وفيه بعض الزيادة
قال مسلم أخطأ حيث قال عروة إنما هو مولى عزة
) (2/1093
- 2باب طلقا الثلث
) (2/1093
( 1472 ) - 15حدثنا إسحاقا بن إبراهيم ومحمد بن رافع ) واللفظ لبن رافع
( ) قال إسحاقا أخبرنا وقال ابن رافع حدثنا عبدالرزاقا ( أخبرنا معمر عن ابن
طاوس عن أبيه عن ابن عباس قال
Yكان الطلقا على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم وأبي بكر وسنتين
من خلفة عمر طلقا الثلث واحدة فقال عمر بن الخطاب إن الناس قد
استعجلوا في أمر قد كانت لهم فيه أناة فلو أمضيناه عليهم فأمضاه عليهم
] ش ) أناة ( أي مهلة وبقية استمتاع لنتظار المراجأعة ) فلو أمضيناه عليهم (
أي فليتنا أنفذنا عليهم ما استعجلوا فيه فهذا كان منه تمنيا ثم أمضى ما تمناه أو
المعنى فلو أمضيناه عليهم لما فعلوا ذلك الستعجال [
) (2/1099
( 1472 ) - 16حدثنا إسحاقا بن إبراهيم أخبرنا روح بن عبادة أخبرنا ابن
جأريج ح وحدثنا ابن رافع ) واللفظ له ( حدثنا عبدالرزاقا أخبرنا ابن جأريج
أخبرني ابن طاوس عن أبيه أن أبا الصهباء قال لبن عباس
Yأتعلم أنما كانت الثلث تجعل واحدة على عهد النبي صلى الله عليه و سلم
وأبي بكر وثلثا من إمارة عمر فقال ابن عباس نعم
) (2/1099
( 1472 ) - 17وحدثنا إسحاقا بن إبراهيم أخبرنا سليمان بن حرب عن حماد
بن زيد عن أيوب السختياني عن إبراهيم بن ميسرة عن طاوس أن أبا الصهباء
قال لبن عباس هات من هناتك ألم يكن الطلقا الثلث على عهد رسول الله
صلى الله عليه و سلم وأبي بكر واحدة ؟ فقال
Yقد كان ذلك فلما كان في عهد عمر تتايع الناس في الطلقا فأجأازه عليهم
] ش ) هات من هناتك ( المراد بهناتك أخبارك وأمورك المستغربة ) تتايع (
هذه رواية الجمهور وضبطه بعضهم بالموحدة أي تتايع وهما بمعنى ومعناه
أكثروا منه وأسرعوا إليه لكن تتايع إنما يستعمل في الشر وتتايع يستعمل في
الخير والشر فالمشاة أي تتايع هنا أجأود [
) (2/1099
- 3باب وجأوب الكفارة على من حرم امرأته ولم ينو الطلقا
) (2/1099
( 1473 ) - 18وحدثنا زهير بن حرب حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن هشام
) يعني الدستوائي ( قال كتب إلي يحيى بن أبي كثير يحدث عن يعلى بن حكيم
عن سعيد بن جأبير عن ابن عباس أنه كان يقول في الحرام يمين يكفرها وقال
ابن عباس } لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة { ] / 33الحزاب 21 /
[
) (2/1100
( 1473 ) - 19حدثنا يحيى بن بشر الحريري حدثنا معاوية ) يعني ابن سلم (
عن يحيى بن أبي كثير أن يعلى بن حكيم أخبره أن سعيد بن جأبير أخبره أنه
سمع ابن عباس قال إذا حرم الرجأل عليه امرأته فهي يمين يكفرها وقال
Yلقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة
) (2/1100
( 1474 ) - 20وحدثني محمد بن حاتم حدثنا حجاج بن محمد أخبرنا ابن جأريج
أخبرني عطاء أنه سمع عبيد بن عمير يخبر أنه سمع عائشة تخبر النبي صلى
الله عليه و سلم كان يمكث عند زينب بنت جأحش فيشرب عندها عسل قالت
فتواطيت أنا وحفصة أن أيتنا مادخل عليها النبي صلى الله عليه و سلم فلتقل
أني أجأد منك ريح مغافير أكلت مغافير ؟ فدخل على إحداهما فقالت ذلك له
فقال
Yبل شربت عسل عند زينب بنت جأحش ولن أعود له فنزل } لم تحرم ما أحل
الله لك { ] / 66التحريم [ 1 /إلى قوله إن تتوبا ) لعائشة وحفصة ( ] / 66
التحريم [ 4 /وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجأه حديثا ) لقوله بل شربت عسل (
] / 66التحريم [ 3 /
] ش ) فتواطيت ( هكذا هو في النسخ فتواطيت وأصله تواطأت بالهمز أي
اتفقت ) مغافير ( هو جأمع مغفور وهو صمغ حلو كالناطف وله رائحة كريهة
ينضحه الشجر يقال له العرفط يكون بالحجاز وقيل إن العرفط نبات له ورقة
عريضة تفترش على الرض له شوكة حجناء وثمرة بيضاء كالقطن مثل زر
القميص خبيث الرائحة قال أهل اللغة العرفط من شجر العضاه وهو شجر له
شوك وقيل رائحته كرائحة النبيذ وكان النبي صلى الله عليه و سلم يكره أن
توجأد منه رائحة كريهة ) لم تحرم ما أحل الله لك ( هذا ظاهر أن الية نزلت
في سبب ترك العسل وفي كتب الفقه إنها نزلت في تحريم مارية قال القاضي
اختلف في سبب نزولها فقالت عائشة في قصة العسل وعن زيد بن أسلم أنها
نزلت في تحريم مارية جأاريته وحلفه أن ل يطأها قال ول حجة فيه لمن أوجأب
بالتحريم كفارة محتجا بقوله تعالى قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم لما روى أنه
صلى الله عليه و سلم قال والله ل أطؤها ثم قال هي علي حرام وروى مثل
ذلك من حلفه على شربة العسل وتحريمه ذكره ابن المنذر وفي رواية البخاري
لن أعود له وقد حلفت أن ل تخبري بذلك أحدا وقال الطحاوي قال النبي صلى
الله عليه و سلم في شرب العسل لن أعود إليه أبدا ولم يذكر يمينا لكن قوله
تعالى قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم -يوجأب أن يكون قد كان هناك يمين
قلت ويحتمل أن يكون معنى الية قد فرض الله عليكم في التحريم كفارة يمين
وهكذا يقدره الشافعي وأصحابه وموافقوهم قال القاضي ذكر مسلم في
حديث حجاج عن ابن جأريج أن التي شرب عندها هي زينب وأن المتظاهرتين
عليه عائشة وحفصة وكذلك ثبت في حديث عمر بن الخطاب وابن عباس أن
المتظاهرتين عائشة وحفصة رضي الله عنهما وذكر مسلم أيضا من رواية أبي
أسامة عن هشام أن حفصة هي التي شرب العسل عندها وأن عائشة وسودة
وصفية هن اللواتي تظاهرن عليه قال والول أصح قال النسائي إسناد الحديث
حجاج صحيح جأيد غاية وقال الصيلي حديث حجاج أصح وهو أولى بظاهر كتاب
الله تعالى وأكمل فائدة يريد قوله تعالى وإن تظاهرا عليه فهما اثنتان ل ثلث
وأنهما عائشة وحفصة كما قال فيه وكما اعترف به عمر رضي الله عنه وقد
انقلبت السماء على الراوي في الرواية الخرى كما أن الصحيح في سبب
نزول الية إنها في قصة العسل ل في قصة مارية المروى في غير الصحيحين
ولم تأتي قصة مارية من طريق صحيح وقال النسائي اسناد حديث عائشة في
العسل جأيد صحيح غاية هذا أخر كلم القاضي ثم قال القاضي بعد هذا الصواب
أن شرب العسل كان عند زينب ) لعائشة وحفصة ( يريد أن المراد باللتين
تواطأتا وحكى في الية تظاهرهما على النبي صلى الله عليه و سلم هما
الصديقة وحفصة رضي الله تعالى عنهما ) بل شربت عسل ( يريد أن المراد
بالسر المحكى في الكتاب العزيز هو تحريمه صلى الله عليه و سلم العسل
على نفسه قال القاضي فيه أختصار وتمامه ولن أعود إليه وقد حلفت أن ل
تخبري بذلك أحدا كما رواه البخاري [
) (2/1100
( 1474 ) - 21حدثنا أبو كريب محمد بن العلء وهارون بن عبدالله قال حدثنا
أبو أسامة عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت
Yكان رسول الله صلى الله عليه و سلم يحب الحلواء والعسل فكان إذا صلى
العصر دار على نسائه فيدنو منهن فدخل على حفصة فاحتبس عندها أكثر مما
كان يحتبس فسألت عن ذلك فقيل لي أهدت لها امرأة من قومها عكة من
عسل فسقت رسول الله صلى الله عليه و سلم منه شربة فقلت أما والله
لنحتالن له فذكرت ذلك لسودة وقلت إذا دخل عليك فإنه سيدنو منك فقولي له
يا رسول الله أكلت مغافير ؟ فإنه سقول لك ل فقولي له ما هذه الريح ) وكان
رسول الله صلى الله عليه و سلم يشتد عليه أن يوجأد منه الريح ( فإنه سيقول
لك سقتني حفصة شربة عسل فقولي له جأرست نحلة العرفط وسأقول ذلك
له وقوليه أنت يا صفية فلما دخل على سودة قالت تقول سودة والذي ل إله إل
هو لقد كدت أنا أبادئه بالذي قلت لي وإنه لعلى الباب فرقا منك فلما دنا رسول
الله صلى الله عليه و سلم قالت يا رسول الله أكلت مغافير ؟ قال ل قالت فما
هذه الريح ؟ قال سقتني حفصة شربة عسل قالت جأرست نحله العرفط فلما
دخل علي قلت له مثل ذلك ثم دخل على صفية فقالت بمثل ذلك فلما دخل
على حفصة قالت يا رسول الله أل أسقيك منه ؟ قال ل حاجأة لي به قالت تقول
سودة سبحان الله والله لقد حرمناه قالت قلت لها اسكتي
] ش ) يحب الحلواء والعسل ( قال العلماء المراد بالحلواء هنا كل شيء حلو
وذكر العسل بعدها تنبيها على شرفه ومزيته وهو من باب ذكر الخاص بعد العام
وفيه جأواز أكل لذيذ الطعمة والطيبات من الرزقا وأن ذلك ل ينافي الزهد
والمراقبة ل سيما إذا حصل اتفاقا ) عكة من عسل ( قال الجوهري العكة آنية
السمن وفسرها ابن حجر في مقدمة الفتح بالفربة الصغيرة ) لنحتالن له ( أي
لنطلبن له الحيلة وهي الحذقا في تدبير المور وتقليب الفكر حتى يهتدي إلى
المقصود ) وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم ( من إدراج عروة في كلم
الصديقة ) جأرست نحلة العرفط ( أي رعت نحل هذا العسل الذي شربته يقال
جأرست النحل تجرس جأرسا إذا أكلت لتعسل ويقال للنحل جأوارس والعرفط
مفعول جأرست وهو شجر ينضح الصمغ المعروف بالمغافير أي لكونها رعته
وأخذت منه حصلت هذه الرائحة ) أبادئه ( أي أبدأه وأناديه وهو لدى الباب
) فرقا منك ( معناه خوفا من لومك وهو مفعول له لفعل المقاربة وهو كدت
) حرمناه ( هو بتخفيف الراء أي منعناه منه يقال منه حرمته وأحرمته والول
أفصح [
) (2/1100
) ( 1474قال أبو إسحاقا إبراهيم حدثنا الحسن بن بشر بن القاسم ححدثنا أبو
أسامة بهذا سواء وحدثنيه سويد بن سعيد حدثنا علي بن مسهر عن هشام بن
عروة بهذا السناد ونحوه
] ش ) قال أبو إسحاقا إبراهيم ( معناه أن إبراهيم بن سفيان صاحب مسلم
ساوى مسلما في إسناد هذا الحديث فرواه عن واحد عن أبي أسامة كما رواه
مسلم عن واحد عن أبي أسامة فعل برجأل [
) (2/1100
- 4باب بيان أن تخيير امرأته ل يكون طلقا إل بالنية
) (2/1100
( 1475 ) - 22وحدثني أبو الطاهر حدثنا ابن وهب ح وحدثني حرملة بن يحيى
التجيبي ) واللفظ له ( أخبرنا عبدالله بن وهب أخبرني يونس بن يزيد عن ابن
شهاب أخبرني أبو سلمة بن عبدالرحمن بن عوف أن عائشة قالت
Yلما أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم بتخيير أزواجأه بدأ بي فقال إني
ذاكر لك أمرا فل عليك أن ل تعجلي حتى تستأمري أبويك قالت قد علم أن أبوى
لم يكونا ليأمراني بفراقه قالت ثم قال إن الله عز و جأل قال } يا أيها النبي قل
لزواجأك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحا
جأميل وإن كنتن تردن الله ورسوله والدار الخرة فإن الله أعد للمحسنات
منكن أجأرا عظيما { ] / 33الحزاب 28 /و [ 29قال فقلت في أي هذا
أستأمر أبوي ؟ فإني أريد الله ورسوله والدار الخرة قالت ثم فعل أزواج
رسول الله صلى الله عليه و سلم مثل ما فعلت
] ش ) بدأ بي ( إنما بدأ بي لفضيلتها ) فل عليك أن ل تعجلي ( معناه ل يضرك
أن ل تعجلي في الجواب ول بأس عليك [
) (2/1103
( 1476 ) - 23حدثنا سريج بن يونس حدثنا عباد بن عباد عن عاصم عن
معاذة العدوية عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يستأذننا
إذا كان في يوم المرأة منا بعد ما نزلت } ترجأي من تشاء منهن وتؤوي إليك
من تشاء { ] / 33الحزاب [ 51 /فقالت له معاذة فما كنت تقولين لرسول
الله صلى الله عليه و سلم إذا استأذنك ؟ قالت كنت أقول إن كان ذاك إلي لم
أوثر أحدا على نفسي
) (2/1103
) ( 1476وحدثناه الحسن بن عيسى أخبرنا ابن المبارك أخبرنا عاصم بهذا
السناد نحوه
) (2/1103
( 1477 ) - 24حدثنا يحيى بن يحيى التميمي أخبرنا عبثر عن إسماعيل بن
أبي خالد عن الشعبي عن مسروقا قال قالت عائشة قد خيرنا رسول الله صلى
الله عليه و سلم فلم نعده طلقا
) (2/1103
( 1477 ) - 25وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا علي بن مسهر عن
إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي عن مسروقا قال ما أبالي خيرت امرأتي
واحدة أو مائة أو ألفا بعد أن تختارني ولقد سألت عائشة فقالت قد خيرنا
رسول الله صلى الله عليه و سلم أفكان طلقا ؟
) (2/1103
( 1477 ) - 26حدثنا محمد بن بشار حدثنا محمد بن جأعفر حدثنا شعبة عن
عاصم عن الشعبي عن مسروقا عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه و
سلم خير نسائه فلم يكن طلقا
) (2/1103
( 1477 ) - 27وحدثني إسحاقا بن منصور أخبرنا عبدالرحمن عن سفيان عن
عاصم الحول وإسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي عن مسروقا عن عائشة
قالت
Yخيرنا رسول الله صلى الله عليه و سلم فاخترناه فلم يعده طلقا
) (2/1103
( 1477 ) - 28حدثنا يحيى بن يحيى وأبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب ) قال
يحيى أخبرنا وقال الخران حدثنا أبو معاوية ( عن العمش عن مسلم عن
مسروقا عن عائشة قالت خيرنا رسول الله صلى الله عليه و سلم فاخترناه
فلم يعددها علينا شيئا
) (2/1103
) ( 1477وحدثني أبو الربيع الزهراني حدثنا إسماعيل بن زكرياء حدثنا
العمش عن إبراهيم عن السود عن عائشة وعن العمش عن مسلم عن
مسروقا عن عائشة بمثله
) (2/1103
( 1478 ) - 29وحدثنا زهير بن حرب حدثنا روح بن عبادة حدثنا زكرياء بن
إسحاقا حدثنا أبو الزبير عن جأابر بن عبدالله قال
Yدخل أبو بكر يستأذن على رسول الله صلى الله عليه و سلم فوجأد الناس
جألوسا ببابه لم يؤذن لحد منهم قال فأذن لبي بكر فدخل ثم أقبل عمر
فاستأذن فأذن له فوجأد النبي صلى الله عليه و سلم جأالسا حوله نساؤه واجأما
ساكتا قال فقال لقولن شيئا أضحك النبي صلى الله عليه و سلم فقال يا
رسول الله لو رأيت بنت خارجأة سألتني النفقة فقمت إليها فوجأأت عنقها
فضحك رسول الله صلى الله عليه و سلم وقال هن حولي كما ترى يسألنني
النفقة فقام أبو بكر إلى عائشة يجأ عنقها فقام عمر إلى حفصة يجأ عنقها
كلهما يقول تسألن رسول الله صلى الله عليه و سلم ما ليس عنده فقلن
والله ل نسأل رسول الله صلى الله عليه و سلم شيئا أبدا ليس عنده ثم
اعتزلهن شهرا أو تسعا وعشرين ثم نزلت عليه هذه الية } يا أيها النبي قل
لزواجأك حتى بلغ للمحسنات منكن أجأرا عظيما { قال فبدأ بعائشة فقال يا
عائشة إني أريد أن أعرض عليك أمرا أحب أن ل تعجلي فيه حتى تستشيري
أبويك قالت وما هو ؟ يا رسول الله فتل عليها الية قالت أفيك يا رسول الله
استشير أبوى ؟ بل أختار الله ورسوله والدار الخرة وأسألك أن ل تخبر امرأة
من نساءك بالذي قلت قال ل تسألني امرأة منهن إل أخبرتها إن الله لم يبعثني
معنتا ول متعنتا ولكن بعثني معلما ميسرا
] ش ) واجأما ( قال أهل اللغة هو الذي اشتد حزنه حتى أمسك عن الكلم
) فوجأأت عنقها ( أي طعنت والعنق الرقبة وهو مذكر والحجاز تؤنث والنون
مضمومة للتباع في لغة الحجاز وساكنة في لغة تميم قاله في المصباح ) معنتا
ول متعنتا ( أي مشددا على الناس وملزما إياهم ما يصعب عليهم ول متعنتا أي
طالبا زلتهم وأصل العنت المشقة [
) (2/1104
- 5باب في اليلء واعتزال النساء وتخييرهن وقوله تعالى } وإن تظاهرا عليه
{
) (2/1104
( 1479 ) - 30حدثني زهير بن حرب حدثنا عمر بن يونس الحنفي حدثنا
عكرمة بن عمار عن سماك أبي زميل حدثني عبدالله ابن عباس حدثني عمر
بن الخطاب قال لما اعتزل نبي الله صلى الله عليه و سلم نساءه قال دخلت
المسجد فإذا الناس ينكتون بالحصى ويقولون طلق رسول الله صلى الله عليه
و سلم نساءه وذلك قبل أن يؤمرن بالحجاب فقال عمر فقلت لعلمن ذلك
اليوم قال فدخلت على عائشة فقلت يا بنت أبي بكر أقد بلغ من شأنك أن
تؤذي رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالت مالى ومالك يا ابن الخطاب ؟
عليك بعيبتك قال فدخلت على حفصة بنت عمر فقلت لها يا حفصة أقد بلغ من
شأنك أن تؤذي رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ والله لقد علمت أن رسول
الله صلى الله عليه و سلم ل يحبك ولول أنا لطلقك رسول الله صلى الله عليه
و سلم فبكت أشد البكاء فقلت لها أين رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟
قالت هو في خزانته في المشربة فدخلت فإذا أنا برباح غلم رسول الله صلى
الله عليه و سلم قاعدا على أسكفة المشربة مدل رجأليه على نقير من خشب
وهو جأذع يرقى عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم وينحدر فناديت يا رباح
استأذن لي عندك على رسول الله صلى الله عليه و سلم فنظر رباح إلى
الغرفة ثم نظر إلي فلم يقل شيئا ثم قلت يا رباح استأذن لي عندك على
رسول الله صلى الله عليه و سلم فنظر رباح إلى الغرفة ثم نظر إلي فلم يقل
شيئا ثم رفعت صوتي فقلت يا رباح استأذن لي عندك على رسول الله صلى
الله عليه و سلم فإني أظن أن رسول الله صلى الله عليه و سلم ظن أني جأئت
من أجأل حفصة والله لئن أمرني رسول الله صلى الله عليه و سلم بضرب
عنقها لضربن عنقها ورفعت صوتي فأومأ إلي أن ارقه فدخلت على رسول
الله صلى الله عليه و سلم وهو مضطجع على حصير فجلست فأدنى عليه
إزاره وليس عليه غيره وإذا الحصير قد أثر في جأنبه فنظرت ببصري في خزانة
رسول الله صلى الله عليه و سلم فإذا أنا بقبضة من شعير نحو الصاع ومثلها
قرظا في ناحية الغرفة وإذا أفيق معلق قال فابتدرت عيناي قال
Yما يبكيك ؟ يا ابن الخطاب قلت يا نبي الله وما لي ل أبكي ؟ وهذا الحصير قد
أثر في جأنبك وهذه خزانتك ل أرى فيها إل ما أرى وذاك قيصر وكسرى في
الثمار والنهار وأنت رسول الله صلى الله عليه و سلم وصفوته وهذه خزانتك
فقال يا ابن الخطاب أل ترضى أن تكون لنا الخرة ولهم الدنيا ؟ قلت بلى قال
ودخلت عليه حين دخلت وأنا أرى في وجأهه الغضب فقلت يا رسول الله ما
يشق عليك من شأن النساء ؟ فإن كنت طلقتهن فإن الله معك وملئكته
وجأبريل وميكائيل وأنا وأبو بكر والمؤمنون معك وقلما تكلمت وأحمد الله بكلم
إل رجأوت أن يكون الله يصدقا قولي الذي أقول ونزلت هذه الية آية التخيير
} عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجأا خيرا منكن { ] / 66التحريم [ 5 /
} وإن تظاهرا عليه فإن الله هو موله وجأبريل وصالح المؤمنين والملئكة بعد
ذلك ظهير { ] / 66التحريم [ 4 /وكانت عائشة بنت أبي بكر وحفصة
تظاهران على سائر نساء النبي صلى الله عليه و سلم فقلت يا رسول الله
أطلقتهن ؟ قال ل قلت يا رسول الله إني دخلت المسجد والمسلمون ينكتون
بالحصى يقولون طلق رسول الله صلى الله عليه و سلم نساءه أفأنزل
فأخبرهم أنك لم تطلقهن ؟ قال نعم إن شئت فلم أزل أحدثه حتى تحسر
الغضب عن وجأهه وحتى كثر فضحك وكان من أحسن الناس ثغرا ثم نزل نبي
الله صلى الله عليه و سلم ونزلت فنزلت أتشبث بالجذع ونزل رسول الله
صلى الله عليه و سلم كأنما يمشي على الرض ما يمسه بيده فقلت يا رسول
الله إنما كنت في الغرفة تسعة وعشرين قال إن الشهر يكون تسعا وعشرين
فقمت على باب المسجد فناديت بأعلى صوتي لم يطلق رسول الله صلى الله
عليه و سلم نساءه ونزلت هذه الية } وإذا جأاءهم أمر من المن أو الخوف
أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي المر منهم لعلمه الذين يستنبطونه
منهم { ] / 4النساء [ 83 /فكنت أنا استنبطت ذلك المر وأنزل الله عز و
جأل آية التخيير
] ش ) ينكتون بالحصى ( أي يضربون به الرض كغعل المهموم المفكر ) عليك
بعيبتك ( المراد عليك بوعظ بنتك حفصة قال أهل اللغة العيبة في كلم العرب
وعاء يجعل النسان فيه أفضل ثيابه ونفيس متاعه فشبهت ابنته بها ) خزانته (
الخزانة مكان الخزن كالمخزن وما يخزن فيه يسمى خزينة ) المشربة ( قال
في الصباح بفتح الميم والراء الموضع الذي يشرب منه الناس وبضم الراء
وفتحها الغرفة ) أسكفة ( هي عتبة الباب السفلي ) مدل رجأليه ( أي مرسلهما
) نقير ( أي على شيء من خشب نقر وسطه حتى يكون كالدرجأة قال النووي
هذا هو الصحيح الموجأود في جأميع النسخ وذكر القاضي أنه بالفاء بدل النون
وهو فقير بمعنى مفقور مأخوذ من فقار الظهر وهو جأذع فيه درج ) أن أرقه (
أي أشار إلي رباح بالصعود إلى المشربة بواسطة ذلك الجذع المنقور كالسلم
ف ) أن ( تفسيرية و ) ارقه ( أمر من الرقي والهاء في آخره للسكت وفي
الكلم حذف تقديره فرقيت فدخلت ) قرظا ( القرظ ورقا السلم يدبغ به
) أفيق ( هو الجلد الذي لم يتم دباغه وجأمعه أفق كأديم وأدم وقد أفق أديمه
يأفقه ) فابتدرت عيناي ( أي لم أتمالك أن بكيت حتى سالت دموعي ) تحسر
الغضب ( أي زال وانكشف ) كشر ( أي أبدي أسنانه تبسما ويقال أيضا في
الغضب قال ابن السكيت كشر وبسم وابتسم وافتر كله بمعنى واحد فإن زاد
قيل قهقه وزهزقا وكركر ) أتشبث ( أي مستمسكا بذلك الجذع الذي هو
كالسلم للغرفة ) يستنبطونه ( قال الزمخشري في الكشاف أي الذين
يستخرجأون تدبيره بفطنتهم وتجاربهم والنبط الماء يخرج من البئر أول ما تحفر
وإنباطه واستنباطه إخراجأه واستخراجأه فاستعير لما يستخرجأه الرجأل بفضل
ذهنه من المعاني والتدابير فيما يعضل ويهم [
) (2/1105
( 1479 ) - 31حدثنا هارون بن سعيد اليلي حدثنا عبدالله بن وهب أخبرني
سليمان ) يعني ابن بلل ( أخبرني يحيى أخبرني عبيد ابن حنين أنه سمع
عبدالله بن عباس يحدث قال مكثت سنة وأنا أريد أن أسأل عمر بن الخطاب
عن آية فما أستطيع أن أسأله هيبة له حتى خرج حاجأا فخرجأت معه فلما رجأع
فكنا ببعض الطريق عدل إلى الراك لحاجأة له فوقفت له حتى فرغ ثم سرت
معه فقلت يا أمير المؤمنين من اللتان تظاهرتا على رسول الله صلى الله عليه
و سلم من أزواجأه ؟ فقال تلك حفصة وعائشة قال فقلت له والله إن كنت
لريد أن أسألك عن هذا منذ سنة فما أستطيع هيبة لك قال فل تفعل ما ظننت
أن عندي من علم فسلني عنه فإن كنت أعلمه أخبرتك قال وقال عمر والله إن
كنا في الجاهلية ما نعد للنساء م أمرا حتى أنزل الله تعالى فيهن ما أنزل
وقسم لهن ما قسم قال فبينما أنا في أمر أأتمره إذ قالت لي امرأتي لو صنعت
كذا وكذا فقلت لها ومالك أنت ولما ههنا ؟ وما تكلفك في أمر أريده ؟ فقالت
لي عجبا لك يا ابن الخطاب ما تريد أن تراجأع أنت وإن ابنتك لتراجأع رسول الله
صلى الله عليه و سلم حتى يظل يومه غضبان قال عمر فآخذ ردائي ثم أخرج
مكاني حتى أدخل على حفصة فقلت لها يا بنية إنك لتراجأعين رسول الله صلى
الله عليه و سلم حتى يظل يومه غضبان فقالت حفصة والله إنا لنراجأعه فقلت
تعلمين أني أحذرك عقوبة الله وغضب رسوله يا بنية ل يغرنك هذه التي قد
أعجبها حسنها وحب رسول الله صلى الله عليه و سلم إياها ثم خرجأت حتى
أدخل على أم سلمة لقرابتي منها فكلمتها فقالت لي أم سلمة عجبا لك يا ابن
الخطاب قد دخلت في كل شيء حتى تبتغي أن تدخل بين رسول الله صلى
الله عليه و سلم وأزواجأه قال فأخذتني أخذا كسرتني عن بعض ما كنت أجأد
فخرجأت من عندها وكان لي صاحب من النصار إذا غبت أتاني بالخبر وإذا غاب
كنت أنا آتيه بالخبر ونحن حينئذ نتخوف ملكا من ملوك غسان ذكر لنا أنه يريد
أن يسير إلينا فقد امتلت صدورنا منه فأتى صاحبي النصاري يدقا الباب وقال
افتح افتح فقلت جأاء الغساني ؟ فقال أشد من ذلك اعتزل رسول الله صلى
الله عليه و سلم أزواجأه فقلت رغم أنف حفصة وعائشة ثم آخذ ثوبي فأخرج
حتى جأئت فإذا رسول الله صلى الله عليه و سلم في مشربة له يرتقى إليها
بعجلة وغلم لرسول الله صلى الله عليه و سلم أسود على رأس الدرجأة فقلت
هذا عمر فأذن لي قال عمر فقصصت على رسول الله صلى الله عليه و سلم
هذا الحديث فلما بلغت حديث أم سلمة تبسم رسول الله صلى الله عليه و
سلم وإنه لعلى حصير ما بينه وبينه شيء وتحت رأسه وسادة من أدم حشوها
ليف وإن عند رجأليه قرظا مضبورا وعند رأسه أهبا معلقة فرأيت أثر الحصير
في جأنب رسول الله صلى الله عليه و سلم فبكيت فقال
Yما يبكيك ؟ فقلت يا رسول الله إن كسرى وقيصر فيما هما فيه وأنت رسول
الله ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم أما ترضى أن تكون لهما الدنيا
ولك الخرة ؟
] ش ) الراك ( جأاء في المعجم للعليلي الراك في وصف القدماء شجرة
طويلة خضراء ناعمة كثيرة الورقا والغصان خوارة العود يستاك بفروعها أي
تنظف بها السنان وهو طيب النكهة له حمل كحمل عناقيد العنب ويعد اليوم
من فصيلة الزيتونيات ) عدل إلى الراك لحاجأة ( عدل عن الطريق المسلوكة
الجادة منتهيا إلى شجر الراك لحاجأة له كناية عن التبرز ) أأتمره ( معناه
أشاور فيه نفسي وأفكر ومعنى بينما وبيننا أي بين أوقات ائتماري ) تراجأع (
مراجأعة الكلم مرادته برجأع جأوابه أي إعادته ) غسان ( الشهر ترك صرف
غسان ) رغم أنف حفصة وعائشة ( هو بفتح الغين وكسرها والمصدر فيه
بتثليت الراء أي لصق بالرغام وهو التراب هذا هو الصل ثم استعمل في كل
من عجز عن النتصاف وفي الذل والنقياد كرها ) بعجلة ( قال النووي وقع في
بعض النسخ بعجلها وفي بعضها بعجلتها وفي بعضها بعجلة وكله صحيح والخيرة
أجأود قال ابن قتيبة وغيره هي درجأة من النخل كما قال في الرواية السابقة
جأذع ) من أدم ( هو جألد مدبوغ جأمع أديم ) مضبورا ( وقع في بعض الصول
مضبورا بالضاد المعجمة وفي بعضها بالمهملة وكلهما صحيح أي مجموعا ) أهبا
معلقة ( بفتح الهمزة والهاء وبضمهما لغتان مشهورتان جأمع إهاب وهو الجلد
قبل الدباغ على قول الكثرين وقيل الجلد مطلقا ) ولك الخرة ( هكذا هو في
الصول ولك الخرة وفي بعضها لهم الدنيا وفي أكثرها لهما بالتثنية وأكثر
الروايات في غير هذا الموضع لهم الدنيا ولنا الخرة وكله صحيح [
) (2/1105
( 1479 ) - 32وحدثنا محمد بن المثنى حدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة
أخبرني يحيى بن سعيد عن عبيد بن حنين عن ابن عباس قال أقبلت مع عمر
حتى إذا كنا بمر الظهران وساقا الحديث بطوله كنحو حديث سليمان بن بلل
غير أنه قال قلت شأن المرأتين ؟ قال حفصة وأم سلمة وزاد فيه وأتيت الحجر
فإذا في كل بيت بكاء وزاد أيضا وكان آلى منهن شهرا فلما كان تسعا وعشرين
نزل إليهن
] ش ) وأتيت الحجر ( يريد بيوت أمهات المؤمنين ) وكان آل منهن ( معناه
حلف ل يدخل عليهن شهرا وليس هو من اليلء المعروف في اصطلح الفقهاء
ول له حكمه وأصل اليلء في اللغة الحلف على الشيء يقال منه آلى يؤلى
إيلء وتألى تأليا وائتلى ائت
)اضغط هنا للنتقال إلى صفحة المكتبة الشاملة على النترنت(
] صحيح مسلم [
الكتاب :صحيح مسلم
المؤلف :مسلم بن الحجاج أبو الحسين القشيري النيسابوري
الناشر :دار إحياء التراث العربي -بيروت
تحقيق :محمد فؤاد عبد الباقي
عدد الجأزاء 5 :
مع الكتاب :تعليق محمد فؤاد عبد الباقي
( 1471 ) - 4حدثني عبد بن حميد أخبرني يعقوب بن إبراهيم حدثنا محمد
) وهو ابن أخي الزهري ( عن عمه أخبرنا سالم بن عبدالله أن عبدالله بن عمر
قال طلقت امرأتي وهي حائض فذكر ذلك عمر للنبي صلى الله عليه و سلم
فتغيظ رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم قال
Yمره فليراجأعها حتى تحيض حيضة أخرى مستقبلة سوى حيضتها التي طلقها
فيها فإن بدا له أن يطلقها فليطلقها طاهرا من حيضتها قبل أن يمسها فذلك
الطلقا للعدة كما أمر الله وكان عبدالله طلقها تطليقة واحدة فحسبت من
طلقها وراجأعها عبدالله كما أمره رسول الله صلى الله عليه و سلم
) (2/1093
) ( 1471وحدثنيه إسحاقا بن منصور أخبرنا يزيد بن عبدربه حدثنا محمد بن
حرب حدثني الزبيدي عن الزهري بهذا السناد غير أنه قال قال ابن عمر
فراجأعتها وحسبت لها التطليقة التي طلقتها
) (2/1093
( 1471 ) - 5وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب وابن نمير ) واللفظ
لبي بكر ( قالوا حدثنا وكيع عن سفيان عن محمد ابن عبدالرحمن ) مولى آل
طلحة ( عن سالم عن ابن عمر أنه طلق امرأته وهي حائض فذكر ذلك عمر
للنبي صلى الله عليه و سلم فقال
Yمره فليراجأعها ثم ليطلقها طاهرا أو حامل
) (2/1093
( 1471 ) - 6وحدثني أحمد بن عثمان بن حكيم الودي حدثنا خالد بن مخلد
حدثني سليمان ) وهو ابن بلل ( حدثني عبدالله ابن دينار عن ابن عمر أنه
طلق امرأته وهي حائض فسأل عمر عن ذلك رسول الله صلى الله عليه و
سلم فقال
Yمره فليراجأعها حتى تطهر ثم تحيض حيضة أخرى ثم تطهر ثم يطلق بعد أو
يمسك
) (2/1093
( 1471 ) - 7وحدثني علي بن حجر السعدي حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن
أيوب عن ابن سيرين قال مكثت عشرين سنة يحدثني من ل أتهم أن ابن عمر
طلق امرأته ثلثا وهي حائض فأمر أن يراجأعها فجعلت ل أتهمهم ول أعرف
الحديث حتى لقيت أبا غلب يونس بن جأبير الباهلي وكان ذا ثبت فحدثني أنه
سأل ابن عمر فحدثه أنه طلق امرأته تطليقة وهي حائض فأمر أن يرجأعها قال
قلت أفحسبت عليه ؟ قال فمه أو إن عجز واستحمق ؟
] ش ) ذا ثبت ( أي متثبتا ) فمه ( يحتمل أن يكون للكف والزجأر عن هذا القول
أي ل تشك في وقوع الطلقا واجأزم بوقوعه وقال القاضي المراد بمه ما
فيكون استفهاما أي فما يكون إن لم أحتسب بها فأبدل من اللف هاء كما قالوا
في مهما إن أصلها ما ما أي أي شيء ) أو إن عجز واستحمق ( معناه أفيرتفع
عنه الطلقا وإن عجز واستحمق وهو استفهام إنكار وتقديره نعم تحسب ول
يمتنع احتسابها لعجزه وحماقته قال القاضي أي إن عجز عن الرجأعة وفعل
فعل الحمق والقائل لهذا القول هو ابن عمر صاحب القصة وأعاد الضمير
بلفظ الغيبة [
) (2/1093
) ( 1471وحدثناه أبو الربيع وقتيبة قال حدثنا حماد عن أيوب بهذا السناد نحوه
غير أنه قال
Yفسأل عمر النبي صلى الله عليه و سلم فأمره
) (2/1093
( 1471 ) - 8وحدثنا عبدالوارث بن عبدالصمد حدثني أبي عن جأدي عن أيوب
بهذا السناد وقال في الحديث
Yفسأل عمر النبي صلى الله عليه و سلم عن ذلك ؟ فأمره أن يراجأعها حتى
يطلقها طاهرا من غير جأماع وقال يطلقها في قبل عدتها
] ش ) في قبل ( أي في وقت تستقبل فيه العدة وتشرع فيها [
) (2/1093
( 1471 ) - 9وحدثني يعقوب بن إبراهيم الدورقي عن ابن علية عن يونس
عن محمد بن سيرين عن يونس بن جأبير قال قلت لبن عمر
Yرجأل طلق امرأته وهي حائض فقال أتعرف عبدالله بن عمر ؟ فإنه طلق
امرأته وهي حائض فأتى عمر النبي صلى الله عليه و سلم فسأله ؟ فأمره أن
يرجأعها ثم تستقبل عدتها قال فقلت له إذا طلق الرجأل امرأته وهي حائض
أتعتد بتلك التطليقة ؟ فقال فمه أو إن عجز واستحمق ؟
) (2/1093
( 1471 ) - 10حدثنا محمد بن المثنى وابن بشار قال ابن المثنى حدثنا محمد
بن جأعفر حدثنا شعبة عن قتادة قال سمعت يونس ابن جأبير قال سمعت ابن
عمر يقول
Yطلقت امرأتي وهي حائض فأتى عمر النبي صلى الله عليه و سلم فذكر
ذلك له فقال النبي صلى الله عليه و سلم ليراجأعها فإذا طهرت فإن شاء
فليطلقها قال فقلت لبن عمر أفحتسبت بها ؟ قال ما يمنعه أرأيت إن عجز
واستحمق ؟
) (2/1093
( 1471 ) - 11حدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا خالد بن عبدالله عن عبدالملك عن
أنس بن سيرين قال
Yسألت ابن عمر عن امرأته التي طلق ؟ فقال طلقتها وهي حائض فذكر ذلك
لعمر فذكره للنبي صلى الله عليه و سلم فقال مره فليراجأعها فإذا طهرت
فليطلقها لطهرها قال فراجأعتها ثم طلقتها لطهرها قلت فاعتددت بتلك
التطليقة التي طلقت وهي حائض ؟ قال ما لي ل أعتد بها ؟ وإن كنت عجزت
واستحمقت
) (2/1093
( 1471 ) - 12حدثنا محمد بن المثنى وابن بشار قال ابن المثنى حدثنا محمد
بن جأعفر حدثنا شعبة عن أنس بن سيرين أنه سمع ابن عمر قال
Yطلقت امرأتي وهي حائض فأتى عمر النبي صلى الله عليه و سلم فأخبره
فقال مره فليراجأعها ثم إذا طهرت فليطلقها قلت لبن عمر أفاحتسبت بتلك
التطليقة ؟ قال فمه
) (2/1093
) ( 1471وحدثنيه يحيى بن حبيب حدثنا خالد بن الحارث ح وحدثنيه
عبدالرحمن بن بشر حدثنا بهز قال حدثنا شعبة بهذا السناد غير أن في حديثهما
ليرجأعها وفي حديثهما قال قلت له أتحتسب بها ؟ قال فمه
) (2/1093
( 1471 ) - 13وحدثنا إسحاقا بن إبراهيم أخبرنا عبدالرزاقا أخبرنا ابن جأريج
أخبرني ابن طاوس عن أبيه أنه سمع ابن عمر يسأل عن رجأل طلق امرأته
حائضا ؟ فقال أتعرف عبدالله بن عمر ؟ قال نعم قال
Yفإنه طلق امرأته حائضا فذهب عمر إلى النبي صلى الله عليه و سلم فأخبره
الخبر فأمره أن يراجأعها قال لم أسمعه يزيد على ذلك ) لبيه (
] ش ) لم أسمعه يزيد على ذلك لبيه ( قوله لبيه معناه أن ابن طاوس قال لم
أسمعه أي لم أسمع أبي طاوس يزيد على هذا القدر من الحديث والقائل لبيه
هو ابن جأريج وأراد تفسير الضمير في قول ابن طاوس لم أسمعه واللم زائدة
فمعناه يعني أباه ولو قال يعني أباه لكان أوضح [
) (2/1093
( 1471 ) - 14وحدثني هارون بن عبدالله حدثنا حجاج بن محمد قال قال ابن
جأريج أخبرني أبو الزبير أنه سمع عبدالرحمن ابن أيمن ) مولى عزة ( يسأل
ابن عمر ؟ وأبو الزبير يسمع ذلك كيف ترى في رجأل طلق امرأته حائضا ؟
فقال
Yطلق ابن عمر امرأته وهي حائض على عهد رسول الله صلى الله عليه و
سلم فسأل عمر رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ فقال إن عبدالله بن عمر
طلق امرأته وهي حائض فقال له النبي الله صلى الله عليه و سلم ليراجأعها
فردهاوقال إذا طهرت فليطلق أو ليمسك قال ابن عمر وقرأ النبي صلى الله
عليه و سلم } يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن في قبل عدتهن { ] 65
/الطلقا /الية [ 1
] ش ) قبل عدتهن ( هذه قراءة ابن عباس وابن عمر وهي شاذة ل تثبت قرآنا
بالجأماع ول يكون لها حكم خبر الواحد عندنا وعند محققي الصوليين [
) (2/1093
) ( 1471وحدثني هارون بن عبدالله حدثنا أبو عاصم عن ابن جأريج عن أبي
الزبير عن ابن عمر نحو هذه القصة
) (2/1093
) ( 1471وحدثنيه محمد بن رافع حدثنا عبدالرزاقا أخبرنا ابن جأريج أخبرني أبو
الزبير أنه سمع عبدالرحمن بن أيمن ) مولى عروة ( يسأل ابن عمر ؟ وأبو
الزبير يسمع بمثل حديث حجاج وفيه بعض الزيادة
قال مسلم أخطأ حيث قال عروة إنما هو مولى عزة
) (2/1093
- 2باب طلقا الثلث
) (2/1093
( 1472 ) - 15حدثنا إسحاقا بن إبراهيم ومحمد بن رافع ) واللفظ لبن رافع
( ) قال إسحاقا أخبرنا وقال ابن رافع حدثنا عبدالرزاقا ( أخبرنا معمر عن ابن
طاوس عن أبيه عن ابن عباس قال
Yكان الطلقا على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم وأبي بكر وسنتين
من خلفة عمر طلقا الثلث واحدة فقال عمر بن الخطاب إن الناس قد
استعجلوا في أمر قد كانت لهم فيه أناة فلو أمضيناه عليهم فأمضاه عليهم
] ش ) أناة ( أي مهلة وبقية استمتاع لنتظار المراجأعة ) فلو أمضيناه عليهم (
أي فليتنا أنفذنا عليهم ما استعجلوا فيه فهذا كان منه تمنيا ثم أمضى ما تمناه أو
المعنى فلو أمضيناه عليهم لما فعلوا ذلك الستعجال [
) (2/1099
( 1472 ) - 16حدثنا إسحاقا بن إبراهيم أخبرنا روح بن عبادة أخبرنا ابن
جأريج ح وحدثنا ابن رافع ) واللفظ له ( حدثنا عبدالرزاقا أخبرنا ابن جأريج
أخبرني ابن طاوس عن أبيه أن أبا الصهباء قال لبن عباس
Yأتعلم أنما كانت الثلث تجعل واحدة على عهد النبي صلى الله عليه و سلم
وأبي بكر وثلثا من إمارة عمر فقال ابن عباس نعم
) (2/1099
( 1472 ) - 17وحدثنا إسحاقا بن إبراهيم أخبرنا سليمان بن حرب عن حماد
بن زيد عن أيوب السختياني عن إبراهيم بن ميسرة عن طاوس أن أبا الصهباء
قال لبن عباس هات من هناتك ألم يكن الطلقا الثلث على عهد رسول الله
صلى الله عليه و سلم وأبي بكر واحدة ؟ فقال
Yقد كان ذلك فلما كان في عهد عمر تتايع الناس في الطلقا فأجأازه عليهم
] ش ) هات من هناتك ( المراد بهناتك أخبارك وأمورك المستغربة ) تتايع (
هذه رواية الجمهور وضبطه بعضهم بالموحدة أي تتايع وهما بمعنى ومعناه
أكثروا منه وأسرعوا إليه لكن تتايع إنما يستعمل في الشر وتتايع يستعمل في
الخير والشر فالمشاة أي تتايع هنا أجأود [
) (2/1099
- 3باب وجأوب الكفارة على من حرم امرأته ولم ينو الطلقا
) (2/1099
( 1473 ) - 18وحدثنا زهير بن حرب حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن هشام
) يعني الدستوائي ( قال كتب إلي يحيى بن أبي كثير يحدث عن يعلى بن حكيم
عن سعيد بن جأبير عن ابن عباس أنه كان يقول في الحرام يمين يكفرها وقال
ابن عباس } لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة { ] / 33الحزاب 21 /
[
) (2/1100
( 1473 ) - 19حدثنا يحيى بن بشر الحريري حدثنا معاوية ) يعني ابن سلم (
عن يحيى بن أبي كثير أن يعلى بن حكيم أخبره أن سعيد بن جأبير أخبره أنه
سمع ابن عباس قال إذا حرم الرجأل عليه امرأته فهي يمين يكفرها وقال
Yلقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة
) (2/1100
( 1474 ) - 20وحدثني محمد بن حاتم حدثنا حجاج بن محمد أخبرنا ابن جأريج
أخبرني عطاء أنه سمع عبيد بن عمير يخبر أنه سمع عائشة تخبر النبي صلى
الله عليه و سلم كان يمكث عند زينب بنت جأحش فيشرب عندها عسل قالت
فتواطيت أنا وحفصة أن أيتنا مادخل عليها النبي صلى الله عليه و سلم فلتقل
أني أجأد منك ريح مغافير أكلت مغافير ؟ فدخل على إحداهما فقالت ذلك له
فقال
Yبل شربت عسل عند زينب بنت جأحش ولن أعود له فنزل } لم تحرم ما أحل
الله لك { ] / 66التحريم [ 1 /إلى قوله إن تتوبا ) لعائشة وحفصة ( ] / 66
التحريم [ 4 /وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجأه حديثا ) لقوله بل شربت عسل (
] / 66التحريم [ 3 /
] ش ) فتواطيت ( هكذا هو في النسخ فتواطيت وأصله تواطأت بالهمز أي
اتفقت ) مغافير ( هو جأمع مغفور وهو صمغ حلو كالناطف وله رائحة كريهة
ينضحه الشجر يقال له العرفط يكون بالحجاز وقيل إن العرفط نبات له ورقة
عريضة تفترش على الرض له شوكة حجناء وثمرة بيضاء كالقطن مثل زر
القميص خبيث الرائحة قال أهل اللغة العرفط من شجر العضاه وهو شجر له
شوك وقيل رائحته كرائحة النبيذ وكان النبي صلى الله عليه و سلم يكره أن
توجأد منه رائحة كريهة ) لم تحرم ما أحل الله لك ( هذا ظاهر أن الية نزلت
في سبب ترك العسل وفي كتب الفقه إنها نزلت في تحريم مارية قال القاضي
اختلف في سبب نزولها فقالت عائشة في قصة العسل وعن زيد بن أسلم أنها
نزلت في تحريم مارية جأاريته وحلفه أن ل يطأها قال ول حجة فيه لمن أوجأب
بالتحريم كفارة محتجا بقوله تعالى قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم لما روى أنه
صلى الله عليه و سلم قال والله ل أطؤها ثم قال هي علي حرام وروى مثل
ذلك من حلفه على شربة العسل وتحريمه ذكره ابن المنذر وفي رواية البخاري
لن أعود له وقد حلفت أن ل تخبري بذلك أحدا وقال الطحاوي قال النبي صلى
الله عليه و سلم في شرب العسل لن أعود إليه أبدا ولم يذكر يمينا لكن قوله
تعالى قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم -يوجأب أن يكون قد كان هناك يمين
قلت ويحتمل أن يكون معنى الية قد فرض الله عليكم في التحريم كفارة يمين
وهكذا يقدره الشافعي وأصحابه وموافقوهم قال القاضي ذكر مسلم في
حديث حجاج عن ابن جأريج أن التي شرب عندها هي زينب وأن المتظاهرتين
عليه عائشة وحفصة وكذلك ثبت في حديث عمر بن الخطاب وابن عباس أن
المتظاهرتين عائشة وحفصة رضي الله عنهما وذكر مسلم أيضا من رواية أبي
أسامة عن هشام أن حفصة هي التي شرب العسل عندها وأن عائشة وسودة
وصفية هن اللواتي تظاهرن عليه قال والول أصح قال النسائي إسناد الحديث
حجاج صحيح جأيد غاية وقال الصيلي حديث حجاج أصح وهو أولى بظاهر كتاب
الله تعالى وأكمل فائدة يريد قوله تعالى وإن تظاهرا عليه فهما اثنتان ل ثلث
وأنهما عائشة وحفصة كما قال فيه وكما اعترف به عمر رضي الله عنه وقد
انقلبت السماء على الراوي في الرواية الخرى كما أن الصحيح في سبب
نزول الية إنها في قصة العسل ل في قصة مارية المروى في غير الصحيحين
ولم تأتي قصة مارية من طريق صحيح وقال النسائي اسناد حديث عائشة في
العسل جأيد صحيح غاية هذا أخر كلم القاضي ثم قال القاضي بعد هذا الصواب
أن شرب العسل كان عند زينب ) لعائشة وحفصة ( يريد أن المراد باللتين
تواطأتا وحكى في الية تظاهرهما على النبي صلى الله عليه و سلم هما
الصديقة وحفصة رضي الله تعالى عنهما ) بل شربت عسل ( يريد أن المراد
بالسر المحكى في الكتاب العزيز هو تحريمه صلى الله عليه و سلم العسل
على نفسه قال القاضي فيه أختصار وتمامه ولن أعود إليه وقد حلفت أن ل
تخبري بذلك أحدا كما رواه البخاري [
) (2/1100
( 1474 ) - 21حدثنا أبو كريب محمد بن العلء وهارون بن عبدالله قال حدثنا
أبو أسامة عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت
Yكان رسول الله صلى الله عليه و سلم يحب الحلواء والعسل فكان إذا صلى
العصر دار على نسائه فيدنو منهن فدخل على حفصة فاحتبس عندها أكثر مما
كان يحتبس فسألت عن ذلك فقيل لي أهدت لها امرأة من قومها عكة من
عسل فسقت رسول الله صلى الله عليه و سلم منه شربة فقلت أما والله
لنحتالن له فذكرت ذلك لسودة وقلت إذا دخل عليك فإنه سيدنو منك فقولي له
يا رسول الله أكلت مغافير ؟ فإنه سقول لك ل فقولي له ما هذه الريح ) وكان
رسول الله صلى الله عليه و سلم يشتد عليه أن يوجأد منه الريح ( فإنه سيقول
لك سقتني حفصة شربة عسل فقولي له جأرست نحلة العرفط وسأقول ذلك
له وقوليه أنت يا صفية فلما دخل على سودة قالت تقول سودة والذي ل إله إل
هو لقد كدت أنا أبادئه بالذي قلت لي وإنه لعلى الباب فرقا منك فلما دنا رسول
الله صلى الله عليه و سلم قالت يا رسول الله أكلت مغافير ؟ قال ل قالت فما
هذه الريح ؟ قال سقتني حفصة شربة عسل قالت جأرست نحله العرفط فلما
دخل علي قلت له مثل ذلك ثم دخل على صفية فقالت بمثل ذلك فلما دخل
على حفصة قالت يا رسول الله أل أسقيك منه ؟ قال ل حاجأة لي به قالت تقول
سودة سبحان الله والله لقد حرمناه قالت قلت لها اسكتي
] ش ) يحب الحلواء والعسل ( قال العلماء المراد بالحلواء هنا كل شيء حلو
وذكر العسل بعدها تنبيها على شرفه ومزيته وهو من باب ذكر الخاص بعد العام
وفيه جأواز أكل لذيذ الطعمة والطيبات من الرزقا وأن ذلك ل ينافي الزهد
والمراقبة ل سيما إذا حصل اتفاقا ) عكة من عسل ( قال الجوهري العكة آنية
السمن وفسرها ابن حجر في مقدمة الفتح بالفربة الصغيرة ) لنحتالن له ( أي
لنطلبن له الحيلة وهي الحذقا في تدبير المور وتقليب الفكر حتى يهتدي إلى
المقصود ) وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم ( من إدراج عروة في كلم
الصديقة ) جأرست نحلة العرفط ( أي رعت نحل هذا العسل الذي شربته يقال
جأرست النحل تجرس جأرسا إذا أكلت لتعسل ويقال للنحل جأوارس والعرفط
مفعول جأرست وهو شجر ينضح الصمغ المعروف بالمغافير أي لكونها رعته
وأخذت منه حصلت هذه الرائحة ) أبادئه ( أي أبدأه وأناديه وهو لدى الباب
) فرقا منك ( معناه خوفا من لومك وهو مفعول له لفعل المقاربة وهو كدت
) حرمناه ( هو بتخفيف الراء أي منعناه منه يقال منه حرمته وأحرمته والول
أفصح [
) (2/1100
) ( 1474قال أبو إسحاقا إبراهيم حدثنا الحسن بن بشر بن القاسم ححدثنا أبو
أسامة بهذا سواء وحدثنيه سويد بن سعيد حدثنا علي بن مسهر عن هشام بن
عروة بهذا السناد ونحوه
] ش ) قال أبو إسحاقا إبراهيم ( معناه أن إبراهيم بن سفيان صاحب مسلم
ساوى مسلما في إسناد هذا الحديث فرواه عن واحد عن أبي أسامة كما رواه
مسلم عن واحد عن أبي أسامة فعل برجأل [
) (2/1100
- 4باب بيان أن تخيير امرأته ل يكون طلقا إل بالنية
) (2/1100
( 1475 ) - 22وحدثني أبو الطاهر حدثنا ابن وهب ح وحدثني حرملة بن يحيى
التجيبي ) واللفظ له ( أخبرنا عبدالله بن وهب أخبرني يونس بن يزيد عن ابن
شهاب أخبرني أبو سلمة بن عبدالرحمن بن عوف أن عائشة قالت
Yلما أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم بتخيير أزواجأه بدأ بي فقال إني
ذاكر لك أمرا فل عليك أن ل تعجلي حتى تستأمري أبويك قالت قد علم أن أبوى
لم يكونا ليأمراني بفراقه قالت ثم قال إن الله عز و جأل قال } يا أيها النبي قل
لزواجأك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحا
جأميل وإن كنتن تردن الله ورسوله والدار الخرة فإن الله أعد للمحسنات
منكن أجأرا عظيما { ] / 33الحزاب 28 /و [ 29قال فقلت في أي هذا
أستأمر أبوي ؟ فإني أريد الله ورسوله والدار الخرة قالت ثم فعل أزواج
رسول الله صلى الله عليه و سلم مثل ما فعلت
] ش ) بدأ بي ( إنما بدأ بي لفضيلتها ) فل عليك أن ل تعجلي ( معناه ل يضرك
أن ل تعجلي في الجواب ول بأس عليك [
) (2/1103
( 1476 ) - 23حدثنا سريج بن يونس حدثنا عباد بن عباد عن عاصم عن
معاذة العدوية عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يستأذننا
إذا كان في يوم المرأة منا بعد ما نزلت } ترجأي من تشاء منهن وتؤوي إليك
من تشاء { ] / 33الحزاب [ 51 /فقالت له معاذة فما كنت تقولين لرسول
الله صلى الله عليه و سلم إذا استأذنك ؟ قالت كنت أقول إن كان ذاك إلي لم
أوثر أحدا على نفسي
) (2/1103
) ( 1476وحدثناه الحسن بن عيسى أخبرنا ابن المبارك أخبرنا عاصم بهذا
السناد نحوه
) (2/1103
( 1477 ) - 24حدثنا يحيى بن يحيى التميمي أخبرنا عبثر عن إسماعيل بن
أبي خالد عن الشعبي عن مسروقا قال قالت عائشة قد خيرنا رسول الله صلى
الله عليه و سلم فلم نعده طلقا
) (2/1103
( 1477 ) - 25وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا علي بن مسهر عن
إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي عن مسروقا قال ما أبالي خيرت امرأتي
واحدة أو مائة أو ألفا بعد أن تختارني ولقد سألت عائشة فقالت قد خيرنا
رسول الله صلى الله عليه و سلم أفكان طلقا ؟
) (2/1103
( 1477 ) - 26حدثنا محمد بن بشار حدثنا محمد بن جأعفر حدثنا شعبة عن
عاصم عن الشعبي عن مسروقا عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه و
سلم خير نسائه فلم يكن طلقا
) (2/1103
( 1477 ) - 27وحدثني إسحاقا بن منصور أخبرنا عبدالرحمن عن سفيان عن
عاصم الحول وإسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي عن مسروقا عن عائشة
قالت
Yخيرنا رسول الله صلى الله عليه و سلم فاخترناه فلم يعده طلقا
) (2/1103
( 1477 ) - 28حدثنا يحيى بن يحيى وأبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب ) قال
يحيى أخبرنا وقال الخران حدثنا أبو معاوية ( عن العمش عن مسلم عن
مسروقا عن عائشة قالت خيرنا رسول الله صلى الله عليه و سلم فاخترناه
فلم يعددها علينا شيئا
) (2/1103
) ( 1477وحدثني أبو الربيع الزهراني حدثنا إسماعيل بن زكرياء حدثنا
العمش عن إبراهيم عن السود عن عائشة وعن العمش عن مسلم عن
مسروقا عن عائشة بمثله
) (2/1103
( 1478 ) - 29وحدثنا زهير بن حرب حدثنا روح بن عبادة حدثنا زكرياء بن
إسحاقا حدثنا أبو الزبير عن جأابر بن عبدالله قال
Yدخل أبو بكر يستأذن على رسول الله صلى الله عليه و سلم فوجأد الناس
جألوسا ببابه لم يؤذن لحد منهم قال فأذن لبي بكر فدخل ثم أقبل عمر
فاستأذن فأذن له فوجأد النبي صلى الله عليه و سلم جأالسا حوله نساؤه واجأما
ساكتا قال فقال لقولن شيئا أضحك النبي صلى الله عليه و سلم فقال يا
رسول الله لو رأيت بنت خارجأة سألتني النفقة فقمت إليها فوجأأت عنقها
فضحك رسول الله صلى الله عليه و سلم وقال هن حولي كما ترى يسألنني
النفقة فقام أبو بكر إلى عائشة يجأ عنقها فقام عمر إلى حفصة يجأ عنقها
كلهما يقول تسألن رسول الله صلى الله عليه و سلم ما ليس عنده فقلن
والله ل نسأل رسول الله صلى الله عليه و سلم شيئا أبدا ليس عنده ثم
اعتزلهن شهرا أو تسعا وعشرين ثم نزلت عليه هذه الية } يا أيها النبي قل
لزواجأك حتى بلغ للمحسنات منكن أجأرا عظيما { قال فبدأ بعائشة فقال يا
عائشة إني أريد أن أعرض عليك أمرا أحب أن ل تعجلي فيه حتى تستشيري
أبويك قالت وما هو ؟ يا رسول الله فتل عليها الية قالت أفيك يا رسول الله
استشير أبوى ؟ بل أختار الله ورسوله والدار الخرة وأسألك أن ل تخبر امرأة
من نساءك بالذي قلت قال ل تسألني امرأة منهن إل أخبرتها إن الله لم يبعثني
معنتا ول متعنتا ولكن بعثني معلما ميسرا
] ش ) واجأما ( قال أهل اللغة هو الذي اشتد حزنه حتى أمسك عن الكلم
) فوجأأت عنقها ( أي طعنت والعنق الرقبة وهو مذكر والحجاز تؤنث والنون
مضمومة للتباع في لغة الحجاز وساكنة في لغة تميم قاله في المصباح ) معنتا
ول متعنتا ( أي مشددا على الناس وملزما إياهم ما يصعب عليهم ول متعنتا أي
طالبا زلتهم وأصل العنت المشقة [
) (2/1104
- 5باب في اليلء واعتزال النساء وتخييرهن وقوله تعالى } وإن تظاهرا عليه
{
) (2/1104
( 1479 ) - 30حدثني زهير بن حرب حدثنا عمر بن يونس الحنفي حدثنا
عكرمة بن عمار عن سماك أبي زميل حدثني عبدالله ابن عباس حدثني عمر
بن الخطاب قال لما اعتزل نبي الله صلى الله عليه و سلم نساءه قال دخلت
المسجد فإذا الناس ينكتون بالحصى ويقولون طلق رسول الله صلى الله عليه
و سلم نساءه وذلك قبل أن يؤمرن بالحجاب فقال عمر فقلت لعلمن ذلك
اليوم قال فدخلت على عائشة فقلت يا بنت أبي بكر أقد بلغ من شأنك أن
تؤذي رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالت مالى ومالك يا ابن الخطاب ؟
عليك بعيبتك قال فدخلت على حفصة بنت عمر فقلت لها يا حفصة أقد بلغ من
شأنك أن تؤذي رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ والله لقد علمت أن رسول
الله صلى الله عليه و سلم ل يحبك ولول أنا لطلقك رسول الله صلى الله عليه
و سلم فبكت أشد البكاء فقلت لها أين رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟
قالت هو في خزانته في المشربة فدخلت فإذا أنا برباح غلم رسول الله صلى
الله عليه و سلم قاعدا على أسكفة المشربة مدل رجأليه على نقير من خشب
وهو جأذع يرقى عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم وينحدر فناديت يا رباح
استأذن لي عندك على رسول الله صلى الله عليه و سلم فنظر رباح إلى
الغرفة ثم نظر إلي فلم يقل شيئا ثم قلت يا رباح استأذن لي عندك على
رسول الله صلى الله عليه و سلم فنظر رباح إلى الغرفة ثم نظر إلي فلم يقل
شيئا ثم رفعت صوتي فقلت يا رباح استأذن لي عندك على رسول الله صلى
الله عليه و سلم فإني أظن أن رسول الله صلى الله عليه و سلم ظن أني جأئت
من أجأل حفصة والله لئن أمرني رسول الله صلى الله عليه و سلم بضرب
عنقها لضربن عنقها ورفعت صوتي فأومأ إلي أن ارقه فدخلت على رسول
الله صلى الله عليه و سلم وهو مضطجع على حصير فجلست فأدنى عليه
إزاره وليس عليه غيره وإذا الحصير قد أثر في جأنبه فنظرت ببصري في خزانة
رسول الله صلى الله عليه و سلم فإذا أنا بقبضة من شعير نحو الصاع ومثلها
قرظا في ناحية الغرفة وإذا أفيق معلق قال فابتدرت عيناي قال
Yما يبكيك ؟ يا ابن الخطاب قلت يا نبي الله وما لي ل أبكي ؟ وهذا الحصير قد
أثر في جأنبك وهذه خزانتك ل أرى فيها إل ما أرى وذاك قيصر وكسرى في
الثمار والنهار وأنت رسول الله صلى الله عليه و سلم وصفوته وهذه خزانتك
فقال يا ابن الخطاب أل ترضى أن تكون لنا الخرة ولهم الدنيا ؟ قلت بلى قال
ودخلت عليه حين دخلت وأنا أرى في وجأهه الغضب فقلت يا رسول الله ما
يشق عليك من شأن النساء ؟ فإن كنت طلقتهن فإن الله معك وملئكته
وجأبريل وميكائيل وأنا وأبو بكر والمؤمنون معك وقلما تكلمت وأحمد الله بكلم
إل رجأوت أن يكون الله يصدقا قولي الذي أقول ونزلت هذه الية آية التخيير
} عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجأا خيرا منكن { ] / 66التحريم [ 5 /
} وإن تظاهرا عليه فإن الله هو موله وجأبريل وصالح المؤمنين والملئكة بعد
ذلك ظهير { ] / 66التحريم [ 4 /وكانت عائشة بنت أبي بكر وحفصة
تظاهران على سائر نساء النبي صلى الله عليه و سلم فقلت يا رسول الله
أطلقتهن ؟ قال ل قلت يا رسول الله إني دخلت المسجد والمسلمون ينكتون
بالحصى يقولون طلق رسول الله صلى الله عليه و سلم نساءه أفأنزل
فأخبرهم أنك لم تطلقهن ؟ قال نعم إن شئت فلم أزل أحدثه حتى تحسر
الغضب عن وجأهه وحتى كثر فضحك وكان من أحسن الناس ثغرا ثم نزل نبي
الله صلى الله عليه و سلم ونزلت فنزلت أتشبث بالجذع ونزل رسول الله
صلى الله عليه و سلم كأنما يمشي على الرض ما يمسه بيده فقلت يا رسول
الله إنما كنت في الغرفة تسعة وعشرين قال إن الشهر يكون تسعا وعشرين
فقمت على باب المسجد فناديت بأعلى صوتي لم يطلق رسول الله صلى الله
عليه و سلم نساءه ونزلت هذه الية } وإذا جأاءهم أمر من المن أو الخوف
أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي المر منهم لعلمه الذين يستنبطونه
منهم { ] / 4النساء [ 83 /فكنت أنا استنبطت ذلك المر وأنزل الله عز و
جأل آية التخيير
] ش ) ينكتون بالحصى ( أي يضربون به الرض كغعل المهموم المفكر ) عليك
بعيبتك ( المراد عليك بوعظ بنتك حفصة قال أهل اللغة العيبة في كلم العرب
وعاء يجعل النسان فيه أفضل ثيابه ونفيس متاعه فشبهت ابنته بها ) خزانته (
الخزانة مكان الخزن كالمخزن وما يخزن فيه يسمى خزينة ) المشربة ( قال
في الصباح بفتح الميم والراء الموضع الذي يشرب منه الناس وبضم الراء
وفتحها الغرفة ) أسكفة ( هي عتبة الباب السفلي ) مدل رجأليه ( أي مرسلهما
) نقير ( أي على شيء من خشب نقر وسطه حتى يكون كالدرجأة قال النووي
هذا هو الصحيح الموجأود في جأميع النسخ وذكر القاضي أنه بالفاء بدل النون
وهو فقير بمعنى مفقور مأخوذ من فقار الظهر وهو جأذع فيه درج ) أن أرقه (
أي أشار إلي رباح بالصعود إلى المشربة بواسطة ذلك الجذع المنقور كالسلم
ف ) أن ( تفسيرية و ) ارقه ( أمر من الرقي والهاء في آخره للسكت وفي
الكلم حذف تقديره فرقيت فدخلت ) قرظا ( القرظ ورقا السلم يدبغ به
) أفيق ( هو الجلد الذي لم يتم دباغه وجأمعه أفق كأديم وأدم وقد أفق أديمه
يأفقه ) فابتدرت عيناي ( أي لم أتمالك أن بكيت حتى سالت دموعي ) تحسر
الغضب ( أي زال وانكشف ) كشر ( أي أبدي أسنانه تبسما ويقال أيضا في
الغضب قال ابن السكيت كشر وبسم وابتسم وافتر كله بمعنى واحد فإن زاد
قيل قهقه وزهزقا وكركر ) أتشبث ( أي مستمسكا بذلك الجذع الذي هو
كالسلم للغرفة ) يستنبطونه ( قال الزمخشري في الكشاف أي الذين
يستخرجأون تدبيره بفطنتهم وتجاربهم والنبط الماء يخرج من البئر أول ما تحفر
وإنباطه واستنباطه إخراجأه واستخراجأه فاستعير لما يستخرجأه الرجأل بفضل
ذهنه من المعاني والتدابير فيما يعضل ويهم [
) (2/1105
( 1479 ) - 31حدثنا هارون بن سعيد اليلي حدثنا عبدالله بن وهب أخبرني
سليمان ) يعني ابن بلل ( أخبرني يحيى أخبرني عبيد ابن حنين أنه سمع
عبدالله بن عباس يحدث قال مكثت سنة وأنا أريد أن أسأل عمر بن الخطاب
عن آية فما أستطيع أن أسأله هيبة له حتى خرج حاجأا فخرجأت معه فلما رجأع
فكنا ببعض الطريق عدل إلى الراك لحاجأة له فوقفت له حتى فرغ ثم سرت
معه فقلت يا أمير المؤمنين من اللتان تظاهرتا على رسول الله صلى الله عليه
و سلم من أزواجأه ؟ فقال تلك حفصة وعائشة قال فقلت له والله إن كنت
لريد أن أسألك عن هذا منذ سنة فما أستطيع هيبة لك قال فل تفعل ما ظننت
أن عندي من علم فسلني عنه فإن كنت أعلمه أخبرتك قال وقال عمر والله إن
كنا في الجاهلية ما نعد للنساء م أمرا حتى أنزل الله تعالى فيهن ما أنزل
وقسم لهن ما قسم قال فبينما أنا في أمر أأتمره إذ قالت لي امرأتي لو صنعت
كذا وكذا فقلت لها ومالك أنت ولما ههنا ؟ وما تكلفك في أمر أريده ؟ فقالت
لي عجبا لك يا ابن الخطاب ما تريد أن تراجأع أنت وإن ابنتك لتراجأع رسول الله
صلى الله عليه و سلم حتى يظل يومه غضبان قال عمر فآخذ ردائي ثم أخرج
مكاني حتى أدخل على حفصة فقلت لها يا بنية إنك لتراجأعين رسول الله صلى
الله عليه و سلم حتى يظل يومه غضبان فقالت حفصة والله إنا لنراجأعه فقلت
تعلمين أني أحذرك عقوبة الله وغضب رسوله يا بنية ل يغرنك هذه التي قد
أعجبها حسنها وحب رسول الله صلى الله عليه و سلم إياها ثم خرجأت حتى
أدخل على أم سلمة لقرابتي منها فكلمتها فقالت لي أم سلمة عجبا لك يا ابن
الخطاب قد دخلت في كل شيء حتى تبتغي أن تدخل بين رسول الله صلى
الله عليه و سلم وأزواجأه قال فأخذتني أخذا كسرتني عن بعض ما كنت أجأد
فخرجأت من عندها وكان لي صاحب من النصار إذا غبت أتاني بالخبر وإذا غاب
كنت أنا آتيه بالخبر ونحن حينئذ نتخوف ملكا من ملوك غسان ذكر لنا أنه يريد
أن يسير إلينا فقد امتلت صدورنا منه فأتى صاحبي النصاري يدقا الباب وقال
افتح افتح فقلت جأاء الغساني ؟ فقال أشد من ذلك اعتزل رسول الله صلى
الله عليه و سلم أزواجأه فقلت رغم أنف حفصة وعائشة ثم آخذ ثوبي فأخرج
حتى جأئت فإذا رسول الله صلى الله عليه و سلم في مشربة له يرتقى إليها
بعجلة وغلم لرسول الله صلى الله عليه و سلم أسود على رأس الدرجأة فقلت
هذا عمر فأذن لي قال عمر فقصصت على رسول الله صلى الله عليه و سلم
هذا الحديث فلما بلغت حديث أم سلمة تبسم رسول الله صلى الله عليه و
سلم وإنه لعلى حصير ما بينه وبينه شيء وتحت رأسه وسادة من أدم حشوها
ليف وإن عند رجأليه قرظا مضبورا وعند رأسه أهبا معلقة فرأيت أثر الحصير
في جأنب رسول الله صلى الله عليه و سلم فبكيت فقال
Yما يبكيك ؟ فقلت يا رسول الله إن كسرى وقيصر فيما هما فيه وأنت رسول
الله ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم أما ترضى أن تكون لهما الدنيا
ولك الخرة ؟
] ش ) الراك ( جأاء في المعجم للعليلي الراك في وصف القدماء شجرة
طويلة خضراء ناعمة كثيرة الورقا والغصان خوارة العود يستاك بفروعها أي
تنظف بها السنان وهو طيب النكهة له حمل كحمل عناقيد العنب ويعد اليوم
من فصيلة الزيتونيات ) عدل إلى الراك لحاجأة ( عدل عن الطريق المسلوكة
الجادة منتهيا إلى شجر الراك لحاجأة له كناية عن التبرز ) أأتمره ( معناه
أشاور فيه نفسي وأفكر ومعنى بينما وبيننا أي بين أوقات ائتماري ) تراجأع (
مراجأعة الكلم مرادته برجأع جأوابه أي إعادته ) غسان ( الشهر ترك صرف
غسان ) رغم أنف حفصة وعائشة ( هو بفتح الغين وكسرها والمصدر فيه
بتثليت الراء أي لصق بالرغام وهو التراب هذا هو الصل ثم استعمل في كل
من عجز عن النتصاف وفي الذل والنقياد كرها ) بعجلة ( قال النووي وقع في
بعض النسخ بعجلها وفي بعضها بعجلتها وفي بعضها بعجلة وكله صحيح والخيرة
أجأود قال ابن قتيبة وغيره هي درجأة من النخل كما قال في الرواية السابقة
جأذع ) من أدم ( هو جألد مدبوغ جأمع أديم ) مضبورا ( وقع في بعض الصول
مضبورا بالضاد المعجمة وفي بعضها بالمهملة وكلهما صحيح أي مجموعا ) أهبا
معلقة ( بفتح الهمزة والهاء وبضمهما لغتان مشهورتان جأمع إهاب وهو الجلد
قبل الدباغ على قول الكثرين وقيل الجلد مطلقا ) ولك الخرة ( هكذا هو في
الصول ولك الخرة وفي بعضها لهم الدنيا وفي أكثرها لهما بالتثنية وأكثر
الروايات في غير هذا الموضع لهم الدنيا ولنا الخرة وكله صحيح [
) (2/1105
( 1479 ) - 32وحدثنا محمد بن المثنى حدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة
أخبرني يحيى بن سعيد عن عبيد بن حنين عن ابن عباس قال أقبلت مع عمر
حتى إذا كنا بمر الظهران وساقا الحديث بطوله كنحو حديث سليمان بن بلل
غير أنه قال قلت شأن المرأتين ؟ قال حفصة وأم سلمة وزاد فيه وأتيت الحجر
فإذا في كل بيت بكاء وزاد أيضا وكان آلى منهن شهرا فلما كان تسعا وعشرين
نزل إليهن
] ش ) وأتيت الحجر ( يريد بيوت أمهات المؤمنين ) وكان آل منهن ( معناه
حلف ل يدخل عليهن شهرا وليس هو من اليلء المعروف في اصطلح الفقهاء
ول له حكمه وأصل اليلء في اللغة الحلف على الشيء يقال منه آلى يؤلى
إيلء وتألى تأليا وائتلى ائت