ƒΘ¥τδƒπ ΘΘ¼⌐á∩δ∩ 002
http://www.shamela.ws
تم إعداد هذا الملف آليا بواسطة المكتبة الشاملة
القإناع في حل ألفاظ أبي شجاع
محمد الشربيني الخطيب
سنة الولدة /سنة الوفاة
تحقيق مكتب البحوث والدراسات -دار الفكر
الناشر دار الفكر
سنة النشر 1415
مكان النشر بيروت
عدد الجأزاء 1*2
) العبد ( غير المكاتب إذ ل حق فيها لمن به رق غير المكاتب
) و ( الثالث ) بنو هاشم وبنو عبد المطلب ( فل تحل لهما
لقوله صلى الله عليه وسلم إن هذه الصدقإات إنما هي
أوساخ الناس وإنها ل تحل لمحمد ول للآ محمد رواه مسلم
وقإالآ ل أحل لكم أهل البيت من الصدقإات شيئا إن لكم في
خمس الخمس ما يكفيكم أو يغنيكم أي بل يغنيكم ول تحل
أيضا لمواليهم لخبر مولى القوم منهم
) و ( الرابع ) من تلزم المزكي نفقته ( بزوجأية أو بعضية
) ل يدفعها ( إليهم ) باسم ( أي من سهم ) الفقراء ( ول
من سهم ) المساكين ( لغناهم بذلك وله دفعها إليهم من
سهم باقإي الصناف إذا كانوا بتلك الصفة إل أن المرأة ل
تكون عاملة ول غازية كما في الروضة
تنبيه أفرد المصنف الضمير في نفقته حمل على لفظ من
وجأمعه في إليهم حمل على معناه
ول حاجأة إلى تقييده بالمزكي إذ من تلزم غير المزكي
نفقته كذلك فلو حذفه لكان أخصر وأشمل
) و ( الخامس ) ل تصح للكافر ( لخبر الصحيحين صدقإة تؤخذ
من أغنيائهم فترد على فقرائهم نعم الكيالآ والحمالآ
والحافظ ونحوهم يجوز كونهم كفارا مستأجأرين من سهم
العامل لن ذلك أجأرة ل زكاة
تنبيه يجب أداء الزكاة فورا إذا تمكن من الداء بحضور مالآ
وآخذ للزكاة من إمام أو ساع أو مستحق وبجفاف تمر
وتنقية حب وخلو مالك من مهم ديني أو دنيوي كصلة وأكل
وبقدرة على غائب قإار أو على استيفاء دين حالآ وبزوالآ
حجر فلس وتقرير أجأرة قإبضت ول يشترط تقرير صداق
بموت أو وطء
وفارق الجأرة بأنها مستحقة في مقابلة المنافع فبفواتها
ينفسخ العقد بخلف الصداق فإن أخر أداءها وتلف المالآ
ضمن وله أداؤها لمستحقيها إل إن طلبها إمام عن مالآ
ظاهر فيجب أداؤها له وله دفعها إلى المام بل طلب منه
وهو أفضل من تفريقها بنفسه وتجب نية في الزكاة كهذه
زكاتي أو فرض صدقإتي أو صدقإة مالي المفروضة ول يكفي
فرض مالي لنه يكون كفارة ونذرا ول صدقإة مالي لنها قإد
تكون نافلة ول يجب في النية تعيين مالآ فإن عينه لم يقع
عن غيره وتلزم الولي عن محجوره وتكفي النية عند عزلها
عن المالآ وبعده وعند دفعها لمام أو وكيل والفضل أن
ينويا عند تفريق أيضا وله أن يوكل في النية ول يكفي نية
إمام عن المزكي بل إذن منه إل عن ممتنع من أدائها فتكفي
وتلزمه إقإامة لها مقام نية المزكي والزكاة تتعلق بالمالآ
الذي تجب فيه تعلق شركة بقدرها
فلو باع ما تعلقت به الزكاة أو بعضه قإبل إخراجأها بطل في
قإدرها إل إن باع مالآ تجارة بل محاباة فل يبطل لن متعلق
الزكاة القيمة وهي ل تفوت بالبيع وسن للمام أن يعلم
شهرا لخذ الزكاة وسن أن يكون المحرم لنه أولآ السنة
الشرعية وأن يسم نعم زكاة وفيء للتباع في محل صلب
ظاهر للناس ل يكثر شعره وحرم الوسم في الوجأه للنهي
عنه
تتمة صدقإة التطوع سنة لما ورد فيها من الكتاب والسنة
وتحل لغني ولذي القربى ل للنبي صلى الله عليه وسلم
وتحل لكافر ودفعها سرا وفي رمضان ولنحو قإريب كزوجأة
وصديق فجار قإريب أقإرب فأقإرب أفضل وتحرم بما تحتاجأه
من نفقة وغيرها لممونه من نفسه وغيره أو لدين ل يظن
له وفاء لو تصدق به وتسن بما فضل عن حاجأته لنفسه
ومؤنة يومه وليلته وفصل كسوته ووفاء دينه إن صبر على
الضاقإة وإل كره كما في المهذب
ويسن الكثار من الصدقإة في رمضان وأيام الحاجأات وعند
كسوف ومرض
____________________
) (1/232
وسفر وحج وجأهاد وفي أزمنة وأمكنة فاضلة كعشر ذي
الحجة وأيام العيد ومكة والمدينة ويسن أن يخص بصدقإته
أهل الخير والمحتاجأين ولو كان التصديق بشيء يسير ففي
الصحيحين اتقوا النار ولو بشق تمرة وقإالآ تعالى } فمن
يعمل مثقالآ ذرة خيرا يره { ومن تصدق بشيء كره أن
يتملكه من جأهة من دفعه إليه بمعاوضة أو غيرها ويحرم
المن بالصدقإة ويبطل به ثوابها ويسن أن يتصدق بما يحبه
قإالآ تعالى } لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون {
تعالى حكاية عن مريم } إني نذرت للرحمن صوما { إمساكا
وسكوتا عن الكلم
____________________
) (1/233
كتاب الصيام تعريف الصوم والصل منه والصوم لغة
المساك ومنه قإوله
وشرعا إمساك عن المفطر على وجأه مخصوص مع النية
والصل في وجأوبه قإبل الجأماع آية } كتب عليكم الصيام {
وخبر بني السلم على خمس وفرض في شعبان في السنة
الثانية من الهجرة
وأركانه ثلثة صائم ونية وإمساك عن المفطرات
ويجب صوم رمضان بأحد أمرين بإكمالآ شعبان ثلثين يوما
أو رؤية الهللآ ليلة الثلثين من شعبان لقوله صلى الله عليه
وسلم صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غم عليكم
فأكملوا عدة شعبان ثلثين يوما ووجأوبه معلوم من الدين
بالضرورة فمن جأحد وجأوبه فهو كافر إل أن يكون قإريب
عهد بالسلم أو نشأ بعيدا عن العلماء ومن ترك صومه غير
جأاحد من غير عذر كمرض وسفر كأن قإالآ الصوم واجأب
علي ولكن ل أصوم حبس ومنع الطعام والشراب نهارا
ليحصل له صورة الصوم بذلك
وتثبت رؤيته في حق من لم يره بعدلآ شهادة لقولآ ابن عمر
أخبرت النبي صلى الله عليه وسلم أني رأيت الهللآ فصام
وأمر الناس بصيامه رواه أبو داود وصححه ابن حبان
ولما روى الترمذي وغيره أن أعرابيا شهد عند النبي صلى
الله عليه وسلم برؤيته فأمر الناس بصيامه
والمعنى في ثبوته بالواحد الحتياط للصوم وهي شهادة
حسبة
قإالت طائفة منهم البغوي ويجب الصوم أيضا على من أخبره
موثوق به بالرؤية إذا اعتقد صدقإه وإن لم يذكره عند
القاضي ويكفي في الشهادة أشهد أني رأيت الهللآ ومحل
ثبوت رمضان بعدلآ في الصوم قإالآ الزركشي وتوابعه
كصلة التراويح والعتكاف والحرام بالعمرة المعلقين
بدخولآ رمضان ل في غير ذلك كدين مؤجأل ووقإوع طلق
وعتق معلقين به هذا
____________________
) (1/234
كما قإالآ البغوي إن سبق التعليق الشهادة
فلو حكم القاضي بدخولآ رمضان بشهادة عدلآ ثم قإالآ قإائل
إن ثبت رمضان فعبدي حر أو زوجأتي طالق وقإعا ومحله أيضا
إذا لم يتعلق بالشاهد فإن تعلق به ثبت لعترافه به
تنبيه يضاف إلى الرؤية وإكمالآ العدة ظن دخوله بالجأتهاد
عند الشتباه والظاهر كما قإاله الذرعي أن المارة الدالة
كرؤية القناديل المعلقة بالمنائر في آخر شعبان في حكم
الرؤية ول يجب الصوم بقولآ المنجم ول يجوز ولكن له أن
يعمل بحسابه كالصلة كما في المجموع
وقإالآ إنه ل يجزئه عن فرضه لكن صحح في الكفاية أنه إذا
جأاز أجأزأه ونقله عن الصحاب وهذا هو الظاهر والحاسب
وهو من يعتمد منازلآ القمر بتقدير سيره في معنى المنجم
وهو من يرى أن أولآ الشهر طلوع النجم الفلني ول عبرة
أيضا بقولآ من قإالآ أخبرني النبي صلى الله عليه وسلم في
النوم بأن الليلة أولآ رمضان فل يصح الصوم به بالجأماع
لفقد ضبط الرائي ل للشك في الرؤية
شروط وجأوب الصيام ) وشرائط وجأوب الصيام ( أي صيام
رمضان ) ثلثة أشياء ( بل أربعة كما ستعرفه الولآ
) السلم ( ولو فيما مضى فل يجب على الكافر الصلي
وجأوب مطالبة كما مر في الصلة ) و ( الثاني ) البلوغ ( فل
يجب على صبي كالصلة ويؤمر به لسبع إن أطاقإه ويضرب
على تركه لعشر
) و ( الثالث ) العقل ( فل يجب على المجنون إل إذا أثم
بمزيل عقله من شراب أو غيره فيجب ويلزمه قإضاؤه بعد
الفاقإة
والشرط الرابع الذي تركه المصنف إطاقإة الصوم فل يجب
على من لم يطقه حسا أو شرعا لكبر أو لمرض ل يرجأى
برؤه أو حيض أو نحوه
تنبيه سكت المصنف عن شروط الصحة وهي أربعة أيضا
إسلم وعقل ونقاء عن حيض ونفاس وولدة ووقإت قإابل له
ليخرج العيدان وأيام التشريق كما سيأتي
) وفرائض الصوم أربعة أشياء ( الولآ ) النية ( لقوله صلى
الله عليه وسلم إنما العمالآ بالنيات ومحلها القلب ول
تكفي باللسان قإطعا ول يشترط التلفظ بها قإطعا كما قإاله
في الروضة
تنبيه ظاهر كلم المصنف أنه لو تسحر ليتقوى على الصوم
لم يكن نية وبه صرح في العدة والمعتمد أنه لو تسحر ليصوم
أو شرب لدفع العطش نهارا أو امتنع من الكل أو الشرب أو
الجماع خوف طلوع الفجر كان ذلك نية إن خطر بباله الصوم
بالصفات التي يشترط التعرض لها لتضمن كل منها قإصد
الصوم
ويشترط لفرض الصوم من رمضان أو غيره كقضاء أو نذر
التبييت وهو إيقاع النية ليل لقوله صلى الله عليه وسلم من
لم يبيت النية قإبل الفجر فل صيام له ول بد من التبييت لكل
يوم لظاهر الخبر لن صوم كل يوم عبادة مستقلة لتخلل
اليوم بما يناقإض الصوم كالصلة يتخللها السلم والصبي
في تبييت النية لصحة صومه كالبالغ كما في المجموع وليس
على أصلنا صوم نفل يشترط فيه التبييت إل هذا ول يشترط
للتبييت النصف الخير من الليل ول يضر الكل والجماع
بعدها ول يجب تجديدها إذا نام
____________________
) (1/235
بعدها ثم تنبه ليل
ويصح النفل بنية قإبل الزوالآ ويشترط حصولآ شرط الصوم
من أولآ النهار بأن ل يسبقها مناف للصوم ككفر وجأماع
) و ( الثاني ) تعيين النية ( في الفرض بأن ينوي كل ليلة أنه
صائم غدا عن رمضان أو عن نذر أو عن كفارة لنه عبادة
مضافة إلى وقإت فوجأب التعيين في نيتها كالصلوات
الخمس وخرج بالفرض النفل فإنه يصح بنية مطلقة
فإن قإيل قإالآ في المجموع هكذا أطلقه الصحاب وينبغي
اشتراط التعيين في الصوم الراتب كعرفة وعاشوراء وأيام
البيض وستة أيام من شوالآ كرواتب الصلة
أجأيب بأن الصوم في اليام المذكورة منصرف إليها بل لو
نوى به غيرها حصل أيضا كتحية المسجد لن المقصود وجأود
صومها
تنبيه قإضية سكوت المصنف عن التعرض للفرضية أنه ل
يشترط التعرض لها وهو كذلك كما صححه في المجموع تبعا
للكثرين وإن كان مقتضى كلم المنهاج الشتراط والفرق
بين صوم رمضان وبين الصلة أن صوم رمضان من البالغ ل
يقع إل فرضا بخلف الصلة فإن المعادة نفل ويتصور ذلك
في الجمعة بأن يصليها في مكان ثم يدرك جأماعة في أخرى
يصلونها فيصليها معهم فإنها تقع له نافلة ول يشترط
تعيين السنة كما ل يشترط الداء لن المقصود منها واحد
ولو نوى ليلة الثلثين من شعبان صوم غد عن رمضان إن
كان منه فكان منه لم يقع عنه إل إذا اعتقد كونه منه بقولآ
من يثق به من عبد أو امرأة أو فاسق أو مراهق فيصح ويقع
عنه
قإالآ في المجموع فلو نوى صوم غد نفل إن كان من شعبان
وإل فمن رمضان ول أمارة فبان من شعبان صح صومه نفل
لن الصل بقاؤه وإن بان من رمضان لم يصح فرضا ول نفل
ولو نوى ليلة الثلثين من رمضان صوم غد إن كان من
رمضان أجأزأه إن كان منه لن الصل بقاؤه
) و ( الثالث ) المساك عن ( كل مفطر من ) الكل والشرب
والجماع ( ولو بغير إنزالآ لقوله تعالى } أحل لكم ليلة
الصيام الرفث إلى نسائكم { والرفث الجماع ) و ( عن
) تعمد القيء ( وإن تيقن أنه لم يرجأع شيء إلى جأوفه لما
سيأتي ) و ( الرابع من الشروط معرفة طرفي النهار يقينا
أو ظنا لتحقيق إمساك جأميع النهار
تنبيه انفرد المصنف بهذا الرابع وكأنه أخذه من قإولهم لو
نوى بعد الفجر لم يصح صومه أو أكل معتقدا أنه ليل وكان
قإد طلع الفجر لم يصح أيضا وكذا لو أكل معتقدا أن الليل
دخل فبان خلفه لزمه القضاء
وحاصل ذلك أنه إذا أفطر أو تسحر بل تحر ولم يتبين الحالآ
صح في تسحره ل في إفطاره لن الصل بقاء الليل في
____________________
) (1/236
الولى والنهار في الثانية فإن بان الصواب فيهما صح
صومهما أو الغلط فيهما لم يصح ولو طلع الفجر وفي فمه
طعام فلم يبلع شيئا منه بأن طرحه أو أمسكه بفيه صح
صومه أو كان الفجر مجامعا فنزع حال صح صومه وإن أنزلآ
لتولده من مباشرة مباحة
ما يفطر به الصائم ) والذي يفطر به الصائم عشرة أشياء (
الولآ ) ما وصل ( من عين وإن قإلت كسمسمة ) عمدا (
مختارا عالما بالتحريم ) إلى ( مطلق ) الجوف ( من منفذ
مفتوح سواء أكان يحيل الغذاء أو الدواء أم ل كباطن الحلق
والبطن والمعاء
) و ( باطن ) الرأس ( لن الصوم هو المساك عن كل ما
يصل إلى الجوف فل يضر وصولآ دهن أو كحل بتشرب مسام
جأوفه كما ل يضر اغتساله بالماء وإن وجأد أثرا بباطنه ول
يضر وصولآ ريقه من معدنه جأوفه أو وصولآ ذباب أو بعوض
أو غبار طريق أو غربلة دقإيق جأوفه لعسر التحرز عنه
والتقطير في باطن الذن مفطر
ولو سبق ماء المضمضة أو الستنشاق إلى جأوفه نظر إن
بالغ أفطر وإل فل ولو بقي طعام بين أسنانه فجرى به ريقه
من غير قإصد لم يفطر إن عجز عن تمييزه ومجه لنه معذور
فيه غير مفرط ولو أوجأر كأن صب ماء في حلقه مكرها لم
يفطر وكذا إن أكره حتى أكل أو شرب لن حكم اختياره
ساقإط وإن أكل ناسيا لم يفطر وإن كثر لخبر الصحيحين من
نسي وهو صائم فأكل أو شرب فليتم صومه فإنما أطعمه
الله وسقاه
) و ( الثاني ) الحقنة ( وهي بضم المهملة إدخالآ دواء أو
نحوه في الدبر فتعبيره بأنها ) من أحد السبيلين ( فيه تجوز
فالتقطير في باطن الحليل وإدخالآ عود أو نحوه فيه
مفطر وكالحقنة دخولآ طرف أصبع في الدبر حالة
الستنجاء فيفطر به إل إن أدخل المبسور مقعدته بأصبعه
فل يفطر به كما صححه البغوي لضطراره إليه
) و ( الثالث ) القيء عمدا ( وإن تيقن أنه لم يرجأع منه
شيء إلى الجوف كأن تقايأ منكسا لخبر ابن حبان وغيره من
ذرعه القيء أي غلبه وهو صائم فليس عليه قإضاء ومن
استقاء فليقض وخرج بقوله عمدا ما لو كان ناسيا ول بد أن
يكون عالما بالتحريم مختارا لذلك لم يفطر كما لو غلبه
القيء وكذا لو اقإتلع نخامة من الباطن ورماها سواء اقإتلعها
من دماغه أو من باطنه لن الحاجأة إلى ذلك تتكرر فلو نزلت
من دماغه وحصلت في حد الظاهر من الفم وهو مخرج الخاء
المعجمة وكذا المهملة على الراجأح في الزوائد فليقطعها
من مجراها وليمجها إن أمكن فإن تركها مع القدرة على
ذلك فوصلت الجوف أفطر لتقصيره وكالقيء التجشؤ فإن
تعمده وخرج شيء من معدته إلى حد الظاهر أفطر وإن غلبه
فل
) و ( الرابع ) الوطء ( بإدخالآ حشفتة أو قإدرها من
مقطوعها ) عمدا ( مختارا عالما بالتحريم ) في الفرج ( ولو
دبرا من آدمي أو غيره أنزلآ أم ل فل يفطر بالوطء ناسيا
وإن كثر ول بالكراه عليه إن قإلنا بتصوره وهو الصح ول مع
جأهل تحريمه كما سبق في الكل
) و ( الخامس ) النزالآ ( ولو قإطرة ) عن مباشرة ( بنحو
لمس كقبلة بل حائل لنه يفطر باليلج بغير إنزالآ فبالنزالآ
مع
____________________
) (1/237
نوع شهوة أولى بخلف ما لو كان بحائل أو نظر أو فكر ولو
بشهوة لنه إنزالآ بغير مباشرة كالحتلم وحرم نحو لمس
كقبلة إن حركت شهوة خوف النزالآ وإل فتركه أولى ) و (
السادس ) الحيض ( للجأماع على تحريمه وعدم صحته
قإالآ المام وكون الصوم ل يصح منها ل يدرك معناه لن
الطهارة ليست مشروطة فيه وهل وجأب عليها ثم سقط أو
لم يجب أصل وإنما يجب القضاء بأمر جأديد وجأهان أصحهما
الثاني
قإالآ في البسيط وليس لهذا الخلف فائدة فقهية
وقإالآ في المجموع يظهر هذا وشبهه في اليمان والتعاليق
بأن يقولآ متى وجأب عليك صوم فأنت طالق
) و ( السابع ) النفاس ( لنه دم حيض مجتمع
) و ( الثامن ) الجنون ( لمنافاته العبادة
) و ( التاسع ) الردة ( لمنافاتها العبادة
وسكت المصنف عن بيان العاشر والظاهر أنه الولدة فإنها
مبطلة للصوم على الصح في التحقيق وهو المعتمد خلفا
لما في المجموع من إلحاقإها بالحتلم لوضوح الفرق ولعل
المصنف تركه لهذا الخلف أو لنسيان أو سهو
) ويستحب في الصوم ( ولو نفل أشياء كثيرة المذكورة منها
هنا ) ثلثة أشياء ( الولآ ) تعجيل الفطر ( إذا تحقق غروب
الشمس لخبر الصحيحين ل تزالآ أمتي بخير ما عجلوا الفطر
زاد المام أحمد وأخروا السحور ولما في ذلك من مخالفة
اليهود والنصارى ويكره له أن يؤخره إن قإصد ذلك ورأى أن
فيه فضيلة وإل فل بأس به نقله في المجموع عن نص
المام
ويسن كونه على رطب فإن لم يجده فعلى تمر فإن لم يجده
فعلى ماء لخبر كان النبي صلى الله عليه وسلم يفطر قإبل
أن يصلي على رطبات فإن لم يكن فعلى تمرات فإن لم يكن
حسا حسوات من ماء فإنه طهور رواه الترمذي
ويسن السحور لخبر الصحيحين
تسحروا فإن في السحور بركة ولخبر الحاكم في صحيحه
استعينوا بطعام السحر على صيام النهار وبقيلولة النهار
على قإيام الليل
) و ( الثاني ) تأخير السحور ( ما لم يقع في شك في طلوع
الفجر لخبر ل تزالآ أمتي بخير ما عجلوا الفطر وأخروا
السحور ولنه أقإرب إلى التقوى على العبادة فإن شك في
ذلك كأن تردد في بقاء الليل لم يسن التأخير بل الفضل
تركه للخبر الصحيح دع ما يريبك إلى ما ل يريبك
تنبيه لو صرح المصنف بسن السحور كما ذكرته لكان أولى
فإن استحبابه مجمع عليه وذكر في المجموع أنه يحصل
بكثير المأكولآ وقإليله ففي صحيح ابن حبان تسحروا ولو
بجرعة ماء ويدخل وقإته بنصف الليل
) و ( الثالث ) ترك الهجر ( وهو بفتح الهاء ترك الهجران
) من الكلم ( جأميع النهار لنه صلى الله عليه وسلم رأى
رجأل قإائما فسألآ عنه فقالوا هذا أبو إسرائيل نذر أن يقوم
ول يقعد ول يستظل ول يتكلم ويصوم
فقالآ صلى الله عليه وسلم مروه أن يتكلم وليستظل
وليقعد وليتم صومه رواه البخاري ولهذا يكره صمت اليوم
إلى الليل كما جأزم به صاحب التنبيه وأقإره
أما الهجر بضم الهاء وهو السم من الهجار وهو الفحاش
في النطق فليس مراد المصنف إذ كلمه فيما هو سنة وترك
فحش الكلم من غيبة وغيرها واجأب
____________________
) (1/238
وبعضهم ضبط كلم المصنف بالضم واعترض عليه كما
اعترض على المنهاج في قإوله في المندوبات وليصن لسانه
عن الكذب والغيبة فأن صون اللسان عن ذلك واجأب
وأجأيب بأن المعنى أنه يسن للصائم من حيث الصوم فل
يبطل صومه بارتكاب ذلك بخلف ارتكاب ما يجب اجأتنابه من
حيث الصوم كالستقاءة
قإالآ السبكي وحديثخمس يفطرن الصائم الغيبة والنميمة
إلى آخره ضعيف وإن صح
قإالآ الماوردي فالمراد بطلن الثواب ل الصوم قإالآ ومن هنا
حسن عد الحتراز عنه من آداب الصوم وإن كان واجأبا
مطلقا
ويسن ترك شهوة ل تبطل الصوم كشم الرياحين والنظر
إليها لما فيها من الترفه الذي ل يناسب حكمة الصوم وترك
نحو حجم كفصد لن ذلك يضعفه وترك ذوق طعام أو غيره
خوف وصوله حلقه وترك علك بفتح العين لنه يجمع الريق
فإن بلعه أفطر في وجأه وإن ألقاه عطشه وهو مكروه كما
في المجموع
ويسن أن يغتسل من حدث أكبر ليل ليكون على طهر من
أولآ الصوم وأن يقولآ عقب فطره اللهم لك صمت وعلى
رزقإك أفطرت لنه صلى الله عليه وسلم كان يقولآ ذلك
رواه الشيخان
وأن يكثر تلوة القرآن ومدارسته بأن يقرأ على غيره ويقرأ
غيره عليه في رمضان لما في الصحيحين إن جأبريل كان
يلقى النبي صلى الله عليه وسلم في كل سنة في رمضان
حتى ينسلخ فيعرض عليه صلى الله عليه وسلم القرآن
وأن يعتكف فيه ل سيما في العشر الواخر منه للتباع في
ذلك ولرجأاء أن يصادف ليلة القدر إذ هي منحصرة فيه عندنا
أيام يجوز الصيام فيها ) ويحرم صيام خمسة أيام ( أي مع
بطلن صيامها وهي ) العيدان ( الفطر والضحى بالجأماع
المستند إلى نهي الشارع صلى الله عليه وسلم وفي خبر
الصحيحين ) وأيام التشريق ( الثلثة بعد يوم النحر ولو
لمتمتع للنهي عن صيامها كما رواه أبو داود وفي صحيح
مسلم أيام منى أكل وشرب وذكر الله تعالى
) ويكره صوم يوم الشك ( كراهة تنزيه
قإالآ السنوي وهو المعروف المنصوص الذي عليه الكثرون
والمعتمد في المذهب تحريمه كما في الروضة والمنهاج
والمجموع لقولآ عمار بن ياسر من صام يوم الشك فقد
عصى أبا القاسم صلى الله عليه وسلم
تنبيه يمكن حمل كلم المصنف على كراهة التحريم فيوافق
المرجأح في المذهب
) إل أن يوافق ( صومه ) عادة له ( في تطوعه كأن كان
يسرد الصوم أو يصوم يوما ويفطر يوما أو الثنين والخميس
فوافق صومه يوم الشك وله صومه عن قإضاء أو نذر كنظيره
من الصلة في الوقإات المكروهة لخبر ل تقدموا رمضان
بصوم يوم أو يومين إل رجأل كان يصوم صوما فليصمه
وقإيس بالوارد الباقإي بجامع السبب فلو صامه بل سبب لم
يصح كيوم العيد بجامع التحريم وقإوله ) أو يصله بما قإبله (
مبني على جأواز ابتداء صوم النصف الثاني من شعبان
تطوعا وهو وجأه ضعيف والصح في المجموع تحريمه بل
سبب إن لم يصله بما قإبله أو صامه عن قإضاء أو نذر أو وافق
عادة له لخبر إذا انتصف شعبان فل تصوموا رواه أبو داود
وغيره
فعلى هذا ل يكفي وصل صوم يوم الشك إل بما قإبل النصف
الثاني ولو وصل النصف الثاني بما قإبله ثم أفطر فيه حرم
عليه الصوم إل أن يكون له عادة قإبل النصف الثاني فله
صوم أيامها
فإن قإيل هل استحب صوم يوم الشك إذا أطبق الغيم خروجأا
من خلف المام أحمد حيث قإالآ بوجأوب صومه حينئذ أجأيب
بأنا ل نراعي الخلف إذا خالف سنة صريحة وهي هنا خبر إذا
غم عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلثين ويوم الشك هو يوم
الثلثين من شعبان إذا تحدث الناس برؤيته أو شهد بها عدد
ترد شهادتهم كصبيان أو نساء أو عبيد أو فسقة وظن
صدقإهم كما قإاله الرافعي وإنما لم يصح صومه عن رمضان
لنه لم يثبت كونه منه
نعم من اعتقد صدق من قإالآ إنه رآه ممن
____________________
) (1/239
ذكر يجب عليه الصوم كما تقدم عن البغوي في طائفة أولآ
الباب وتقدم في أثنائه صحة نية المعتقد لذلك ووقإوع
الصوم عن رمضان إذا تبين كونه منه فل تنافي بين ما ذكر
في المواضع الثلثة لن يوم الشك الذي يحرم صومه هو
على من لم يظن الصدق هذا موضع وأما من ظنه أو اعتقده
صحت النية منه ووجأب عليه الصوم وهذان موضعان فقولآ
السنوي إن كلم الشيخين في الروضة وشرح المهذب
متناقإض من ثلثة أوجأه في موضع يجب وفي موضع يجوز
وفي موضع يمتنع ممنوع
أما إذا لم يتحدث أحد بالرؤية فليس اليوم يوم شك بل هو
من شعبان وإن أطبق الغيم لخبر فإن غم عليكم
فرع الفطر بين الصومين واجأب إذ الوصالآ في الصوم
فرضا كان أو نفل حرام للنهي عنه في الصحيحين وهو أن
يصوم يومين فأكثر ول يتناولآ بالليل مطعوما عمدا بل عذر
ذكره في المجموع وقإضيته أن الجماع ونحوه ل يمنع
الوصالآ لكن في البحر هو أن يستديم جأميع أوصاف
الصائمين
وذكر الجرجأاني وابن الصلح نحوه وهذا هو الظاهر
ثم شرع فيما تجب به الكفارة فقالآ ) ومن وطىء ( بتغييب
جأميع الحشفة أو قإدرها من مقطوعها ) عامدا ( مختارا
عالما بالتحريم ) في الفرج ( ولو دبرا من آدمي أو غيره
) في نهار رمضان ( ولو قإبل تمام الغروب وهو مكلف صائم
آثم بالوطء بسبب الصوم ) فعليه ( وعلى الموطوءة
المكلفة ) القضاء ( لفساد صومهما بالجماع ) و ( عليه
وحده ) الكفارة ( دونها لنقصان صومها بتعرضه للبطلن
بعروض الحيض أو نحوه فلم تكمل حرمته حتى تتعلق بها
الكفارة فتختص بالرجأل الواطىء ولنها غرم ما لي يتعلق
بالجماع كالمهر فل يجب على الموطوءة ول على الرجأل
الموطوء كما نقله ابن الرفعة واللواط وإتيان البهيمة حكم
الجماع فيما ذكر كما شمله ما ذكر في الحد
فخرج بقيد الوطء الفطر بغيره كالكل والشرب والستمناء
والمباشرة فيما دون الفرج المفضية إلى النزالآ فل كفارة
به وبقيد جأميع الحشفة أو قإدرها من مقطوعها إدخالآ
بعضها فل كفارة به لعدم فطره به وبقيد العمد النسيان لن
صومه لم يفسد بذلك وبالختيار الكراه لما ذكر وبعلم
التحريم جأهله لقرب عهده بالسلم أو نشئه بمكان بعيد عن
العلماء فل كفارة عليه لعدم فطره به
نعم لو علم التحريم وجأهل وجأوب الكفارة وجأبت عليه إذ
كان من حقه أن يمتنع وبالفرج الوطء فيما دونه فل كفارة
فيه إذا أنزلآ وبنهار رمضان غيره كصوم نذر أو كفارة فيه
لن ذلك من خصوص رمضان وبالمكلف الصبي فل قإضاء
عليه ول كفارة لعدم وجأوب الصوم عليه وبالصائم ما لو
أفطر بغير وطء ثم وطىء أو نسي النية وأصبح ممسكا
ووطىء فل كفارة حينئذ وبالثم ما لو وطىء المريض أو
المسافر ولو بغير نية الترخيص وما لو ظن وقإت الجماع
بقاء الليل أو شك فيه أو ظن باجأتهاد دخوله فبان جأماعه
نهارا لم تلزمه كفارة لنتفاء الثم ول كفارة على من جأامع
عامدا بعد الكل ناسيا وظن أنه أفطر بالكل لنه يعتقد أنه
غير صائم وإن كان الصح بطلن صومه بهذا الجماع كما لو
جأامع على ظن بقاء الليل فبان خلفه ول على مسافر أفطر
بالزنا مترخصا لن الفطر جأائز له وإثمه بسبب الزنا ل
بالصوم
تنبيه قإيد في الروضة الجماع بالتام تبعا للغزالي احترازا من
المرأة فإنها تفطر بدخولآ شيء من الذكر في فرجأها ولو
دون الحشفة وزيفوه بخروج ذاك بالجماع إذ الفساد فيه
بغيره
ومن جأامع في يومين لزمه كفارتان لن كل يوم عبادة
مستقلة فل تتداخل كفارتان لن كل يوم عبادة مستقله
فل تتداخل كفارتاهما سواء أكفر عن الجماع الولآ قإبل
____________________
) (1/240
الثاني أم ل كحجتين جأامع فيهما فلو جأامع في جأميع أيام
رمضان لزمه كفارات بعددها فإن تكرر الجماع في يوم واحد
فل تعدد وإن كان بأربع زوجأات وحدوث السفر ولو طويل
بعد الجماع ل يسقط الكفارة لن السفر المنشأ في أثناء
النهار ل يبيح الفطر فل يؤثر فيما وجأب من الكفارة وكذا
حدوث المرض ل يسقطها لن المرض ل ينافي الصوم
فيتحقق هتك حرمته
) وهي ( أي الكفارة المذكورة مرتبة فيجب أول ) عتق رقإبة
مؤمنة ( سليمة من العيوب المضرة بالعمل والكسب كما
سيأتي إن شاء الله تعالى في الظهار ) فإن لم يجدها
فصيام شهرين متتابعين فإن لم يستطع ( صومهما
) فإطعام ستين مسكينا ( أو فقير لخبر الصحيحين عن أبي
هريرة جأاء رجأل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالآ
هلكت قإالآ وما أهلكك قإالآ واقإعت امرأتي في رمضان
قإالآ هل تجد ما تعتق رقإبة قإالآ ل
قإالآ فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين قإالآ ل قإالآ
فهل تجد ما تطعم ستين مسكينا قإالآ ل
ثم جألس فأتي النبي صلى الله عليه وسلم بعرق فيه تمر
فقالآ تصدق بهذا فقالآ على أفقر منا يا رسولآ الله فوالله
ما بين لبتيها أي جأبليها أهل بيت أحوج إليه منا
فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت أنيابه ثم قإالآ
اذهب فأطعمه أهلك والعرق بفتح العين والراء مكتل ينسج
من خوص النخل وكان فيه قإدر خمسة عشر صاعا وقإيل
عشرون
ولو شرع في الصوم ثم وجأد الرقإبة ندب عتقها ولو شرع
في الطعام ثم قإدر على الصوم ندب له فلو عجز عن جأميع
الخصالآ المذكورة استقرت الكفارة في ذمته لنه صلى الله
عليه وسلم أمر العرابي بأن يكفر بما دفعه إليه مع إخباره
بعجزه فدلآ على أنها ثابتة في الذمة لن حقوق الله تعالى
المالية إذا عجز عنها العبد وقإت وجأوبها فإن كانت ل بسبب
منه كزكاة الفطر لم تستقر وإن كانت بسبب منه استقرت
في ذمته سواء أكانت على وجأه البدلآ كجزاء الصيد وفدية
الحلق أو ل ككفارة القتل والظهار واليمين والجماع ودم
التمتع والقران
فإن قإيل لو استقرت لمر رسولآ الله صلى الله عليه وسلم
المواقإع بإخراجأها بعد
أجأيب بأن تأخير البيان لوقإت الحاجأة جأائز وهو وقإت القدرة
فإذا قإدر على خصلة منها فعلها كما لو كان قإادرا عليها
وقإت الوجأوب فإن قإدر على أكثر رتب وله العدولآ عن
الصوم إلى الطعام لشدة الغلمة وهي بغين معجمة ولم
ساكنة شدة الحاجأة للنكاح ول يجوز للفقير صرف كفارته
إلى عياله كالزكوات وسائر الكفارات
وأما قإوله صلى الله عليه وسلم في الخبر أطعمه أهلك
ففي الم كما قإالآ الرافعي يحتمل أنه لما أخبره بفقره
صرفه له صدقإة وفي ذلك أجأوبة أخر ذكرتها في شرح
المنهاج وغيره ) ومن مات ( مسلما كما قإيد به في القوت
) وعليه صيام ( من رمضان أو نذر أو كفارة قإبل إمكان
القضاء بأن استمر مرضه أو سفره المباح إلى موته فل
تدارك للفائت بالفدية ول بالقضاء لعدم تقصيره ول إثم به
لنه فرض لم يتمكن منه إلى الموت فسقط حكمه كالحج
هذا إذا كان الفوات بعذر كمرض وسواء استمر إلى الموت
أم حصل الموت في رمضان ولو بعد زوالآ العذر أما غير
المعذور وهو المتعدي بالفطر فإنه يأثم ويتدارك عنه
بالفدية كما صرح به الرافعي في باب النذر وإن مات بعد
التمكن من القضاء ولم يقض ) أطعم عنه وليه ( من تركته )
لكل يوم ( فاته صومه ) مد طعام ( وهو رطل وثلث بالرطل
البغدادي كما مر وبالكيل المصري نصف قإدح من غالب قإوت
بلده لخبر من مات وعليه صيام شهر فليطعم عنه وليه مكان
كل يوم مسكينا ول يجوز أن
____________________
) (1/241
يصوم عنه وليه في الجديد لن الصوم عبادة بدنية ل تدخلها
النيابة في الحياة فكذلك بعد الموت كالصلة
وفي القديم يجوز لوليه أن يصوم عنه بل يندب له ويجوز له
الطعام فل بد من التدارك على القولين والقديم هنا هو
الظهر المفتى به للخبار الصحيحة الدالة عليه كخبر
الصحيحين من مات وعليه صيام صام عنه وليه قإالآ النووي
وليس للجديد حجة من السنة والخبر الوارد بالطعام ضعيف
ومع ضعفه فالطعام ل يمتنع عند القائل بالصوم وعلى
القديم الولي الذي يصوم عنه كل قإريب للميت وإن لم يكن
عاصبا ول وارثا ول ولي مالآ على المختار لما في خبر
مسلم أنه صلى الله عليه وسلم قإالآ لمرأة قإالت له إن أمي
ماتت وعليها صوم نذر أفأصوم عنها قإالآ صومي عن أمك
قإالآ في المجموع وهذا يبطل احتمالآ ولية المالآ والعصوبة
وقإد قإيل بكل منهما فإن اتفقت الورثة على أن يصوم واحد
جأاز فإن تنازعوا ففي فوائد المهذب للفارقإي أنه يقسم
على قإدر مواريثهم
وعلى القديم لو صام عنه أجأنبي بإذنه بأن أوصى به أو بإذن
قإريبه صح قإياسا على الحج
قإالآ في المجموع ومذهب الحسن البصري أنه لو صام عنه
ثلثون بالذن يوما واحدا أجأزأه
قإالآ وهو الظاهر الذي اعتقده وخرج بقيد المسلم فيما مر
ما لو ارتد ومات لم يصم عنه ويتعين الطعام قإطعا كما قإاله
في القوت
ولو مات المسلم وعليه صلة أو اعتكاف لم يفعل ذلك عنه
ول فدية له لعدم ورودها ويستثنى من ذلك ركعتا الطواف
فإنهما تجوزان تبعا للحج وما لو نذر أن يعتكف صائما فإن
البغوي قإالآ في التهذيب إن قإلنا ل يفرد الصوم عن
العتكاف أي وهو الصح وقإلنا بصوم الولي فهذا يعتكف عنه
صائما وإن كانت النيابة ل تجزىء في العتكاف ) والشيخ (
وهو من جأاوز الربعين والعجوز والمريض الذي ل يرجأى
برؤه ) إن عجز ( كل منهم ) عن الصوم ( بأن كان يلحقه به
مشقة شديدة ) يفطر ويطعم ( إن كان حرا ) عن كل يوم
مدا ( لقوله تعالى } وعلى الذين يطيقونه فدية طعام
مسكين { فإن كلمة ل مقدرة أي ل يطيقونه أو أن المراد
يطيقونه حالآ الشباب ثم يعجزون عنه بعد الكبر
تنبيه قإضية إطلق المصنف أنه ل فرق في وجأوب الفدية
بين الغني والفقير وفائدته استقرارها في ذمة الفقير وهو
الصح على ما يقتضيه كلم الروضة وأصلها
وجأرى عليه ابن المقري
وقإولآ المجموع ينبغي أن يكون الصح هنا عكسه لنه عاجأز
حالة التكليف بالفدية مردود بأن حق الله تعالى المالي إذا
عجز عنه العبد وقإت الوجأوب يثبت في ذمته وهل الفدية في
حق من ذكر بدلآ عن الصوم أو واجأبة ابتداء وجأهان في أصل
الروضة أصحهما في المجموع الثاني وخرج بالحر الرقإيق
فل فدية عليه إذا أفطر لكبر أو مرض ومات رقإيقا
) والحامل ( ولو من زنا ) والمرضع ( ولو مستأجأرة أو
متبرعة ) إذا خافتا ( الولد ) أفطرتا ( أي وجأب عليهما
الفطار ) و ( وجأب ) عليهما القضاء ( بل فدية كالمريض
فإن قإيل إذا خافتا على أنفسهما مع ولديهما فهو فطر
ارتفق به شخصان فكان ينبغي الفدية قإياسا على ما سيأتي
أجأيب بأن الية وهي قإوله تعالى } ومن كان مريضا { إلى
آخرها وردت من حصولآ ضرر بالصوم كالضرر الحاصل
للمريض
____________________
) (1/242
) على أنفسهما ( ولو مع في عدم الفدية فيما إذا أفطرتا
خوفا على أنفسهما فل فرق بين أن يكون الخوف مع
غيرهما أم ل ) وإن خافتا ( منه ) على أولدهما ( فقط بأن
تخاف الحامل من إسقاطه أو المرضع بأن يقل اللبن فيهلك
الولد ) أفطرتا ( أيضا ) و ( وجأب ) عليهما القضاء ( للفطار
) والكفارة ( وإن كانتا مسافرتين أو مريضتين لما روى أبو
داود والبيهقي بإسناد حسن عن ابن عباس رضي الله عنهما
في قإوله تعالى } وعلى الذين يطيقونه فدية { أنه نسخ
حكمه إل في حقهما حينئذ والقولآ بنسخه قإولآ أكثر العلماء
وقإالآ بعضهم إنه محكم غير منسوخ بتأويله بما مر في
الحتجاج به
تنبيه يلحق بالمرضع في إيجاب الفدية مع القضاء من أفطر
لنقاذ آدمي معصوم أو حيوان محترم مشرف على الهلك
بغرق أو غيره فيجب عليه الفطر إذا لم يمكنه تخليصه إل
بفطره فهو فطر ارتفق به شخصان وهو حصولآ الفطر
للمضطر والخلص لغيره فلو أفطر لتخليص مالآ فل فدية
لنه لم يرتفق به إل شخص واحد ول يجب الفطر لجأله بل
هو جأائز بخلف الحيوان المحترم فإنه يرتفق بالفطر
شخصان وإن نظر بعضهم في البهيمة لنهم نزلوا الحيوان
المحترم في وجأوب الدفع عنه منزلة الدمي المعصو
تم إعداد هذا الملف آليا بواسطة المكتبة الشاملة
القإناع في حل ألفاظ أبي شجاع
محمد الشربيني الخطيب
سنة الولدة /سنة الوفاة
تحقيق مكتب البحوث والدراسات -دار الفكر
الناشر دار الفكر
سنة النشر 1415
مكان النشر بيروت
عدد الجأزاء 1*2
) العبد ( غير المكاتب إذ ل حق فيها لمن به رق غير المكاتب
) و ( الثالث ) بنو هاشم وبنو عبد المطلب ( فل تحل لهما
لقوله صلى الله عليه وسلم إن هذه الصدقإات إنما هي
أوساخ الناس وإنها ل تحل لمحمد ول للآ محمد رواه مسلم
وقإالآ ل أحل لكم أهل البيت من الصدقإات شيئا إن لكم في
خمس الخمس ما يكفيكم أو يغنيكم أي بل يغنيكم ول تحل
أيضا لمواليهم لخبر مولى القوم منهم
) و ( الرابع ) من تلزم المزكي نفقته ( بزوجأية أو بعضية
) ل يدفعها ( إليهم ) باسم ( أي من سهم ) الفقراء ( ول
من سهم ) المساكين ( لغناهم بذلك وله دفعها إليهم من
سهم باقإي الصناف إذا كانوا بتلك الصفة إل أن المرأة ل
تكون عاملة ول غازية كما في الروضة
تنبيه أفرد المصنف الضمير في نفقته حمل على لفظ من
وجأمعه في إليهم حمل على معناه
ول حاجأة إلى تقييده بالمزكي إذ من تلزم غير المزكي
نفقته كذلك فلو حذفه لكان أخصر وأشمل
) و ( الخامس ) ل تصح للكافر ( لخبر الصحيحين صدقإة تؤخذ
من أغنيائهم فترد على فقرائهم نعم الكيالآ والحمالآ
والحافظ ونحوهم يجوز كونهم كفارا مستأجأرين من سهم
العامل لن ذلك أجأرة ل زكاة
تنبيه يجب أداء الزكاة فورا إذا تمكن من الداء بحضور مالآ
وآخذ للزكاة من إمام أو ساع أو مستحق وبجفاف تمر
وتنقية حب وخلو مالك من مهم ديني أو دنيوي كصلة وأكل
وبقدرة على غائب قإار أو على استيفاء دين حالآ وبزوالآ
حجر فلس وتقرير أجأرة قإبضت ول يشترط تقرير صداق
بموت أو وطء
وفارق الجأرة بأنها مستحقة في مقابلة المنافع فبفواتها
ينفسخ العقد بخلف الصداق فإن أخر أداءها وتلف المالآ
ضمن وله أداؤها لمستحقيها إل إن طلبها إمام عن مالآ
ظاهر فيجب أداؤها له وله دفعها إلى المام بل طلب منه
وهو أفضل من تفريقها بنفسه وتجب نية في الزكاة كهذه
زكاتي أو فرض صدقإتي أو صدقإة مالي المفروضة ول يكفي
فرض مالي لنه يكون كفارة ونذرا ول صدقإة مالي لنها قإد
تكون نافلة ول يجب في النية تعيين مالآ فإن عينه لم يقع
عن غيره وتلزم الولي عن محجوره وتكفي النية عند عزلها
عن المالآ وبعده وعند دفعها لمام أو وكيل والفضل أن
ينويا عند تفريق أيضا وله أن يوكل في النية ول يكفي نية
إمام عن المزكي بل إذن منه إل عن ممتنع من أدائها فتكفي
وتلزمه إقإامة لها مقام نية المزكي والزكاة تتعلق بالمالآ
الذي تجب فيه تعلق شركة بقدرها
فلو باع ما تعلقت به الزكاة أو بعضه قإبل إخراجأها بطل في
قإدرها إل إن باع مالآ تجارة بل محاباة فل يبطل لن متعلق
الزكاة القيمة وهي ل تفوت بالبيع وسن للمام أن يعلم
شهرا لخذ الزكاة وسن أن يكون المحرم لنه أولآ السنة
الشرعية وأن يسم نعم زكاة وفيء للتباع في محل صلب
ظاهر للناس ل يكثر شعره وحرم الوسم في الوجأه للنهي
عنه
تتمة صدقإة التطوع سنة لما ورد فيها من الكتاب والسنة
وتحل لغني ولذي القربى ل للنبي صلى الله عليه وسلم
وتحل لكافر ودفعها سرا وفي رمضان ولنحو قإريب كزوجأة
وصديق فجار قإريب أقإرب فأقإرب أفضل وتحرم بما تحتاجأه
من نفقة وغيرها لممونه من نفسه وغيره أو لدين ل يظن
له وفاء لو تصدق به وتسن بما فضل عن حاجأته لنفسه
ومؤنة يومه وليلته وفصل كسوته ووفاء دينه إن صبر على
الضاقإة وإل كره كما في المهذب
ويسن الكثار من الصدقإة في رمضان وأيام الحاجأات وعند
كسوف ومرض
____________________
) (1/232
وسفر وحج وجأهاد وفي أزمنة وأمكنة فاضلة كعشر ذي
الحجة وأيام العيد ومكة والمدينة ويسن أن يخص بصدقإته
أهل الخير والمحتاجأين ولو كان التصديق بشيء يسير ففي
الصحيحين اتقوا النار ولو بشق تمرة وقإالآ تعالى } فمن
يعمل مثقالآ ذرة خيرا يره { ومن تصدق بشيء كره أن
يتملكه من جأهة من دفعه إليه بمعاوضة أو غيرها ويحرم
المن بالصدقإة ويبطل به ثوابها ويسن أن يتصدق بما يحبه
قإالآ تعالى } لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون {
تعالى حكاية عن مريم } إني نذرت للرحمن صوما { إمساكا
وسكوتا عن الكلم
____________________
) (1/233
كتاب الصيام تعريف الصوم والصل منه والصوم لغة
المساك ومنه قإوله
وشرعا إمساك عن المفطر على وجأه مخصوص مع النية
والصل في وجأوبه قإبل الجأماع آية } كتب عليكم الصيام {
وخبر بني السلم على خمس وفرض في شعبان في السنة
الثانية من الهجرة
وأركانه ثلثة صائم ونية وإمساك عن المفطرات
ويجب صوم رمضان بأحد أمرين بإكمالآ شعبان ثلثين يوما
أو رؤية الهللآ ليلة الثلثين من شعبان لقوله صلى الله عليه
وسلم صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غم عليكم
فأكملوا عدة شعبان ثلثين يوما ووجأوبه معلوم من الدين
بالضرورة فمن جأحد وجأوبه فهو كافر إل أن يكون قإريب
عهد بالسلم أو نشأ بعيدا عن العلماء ومن ترك صومه غير
جأاحد من غير عذر كمرض وسفر كأن قإالآ الصوم واجأب
علي ولكن ل أصوم حبس ومنع الطعام والشراب نهارا
ليحصل له صورة الصوم بذلك
وتثبت رؤيته في حق من لم يره بعدلآ شهادة لقولآ ابن عمر
أخبرت النبي صلى الله عليه وسلم أني رأيت الهللآ فصام
وأمر الناس بصيامه رواه أبو داود وصححه ابن حبان
ولما روى الترمذي وغيره أن أعرابيا شهد عند النبي صلى
الله عليه وسلم برؤيته فأمر الناس بصيامه
والمعنى في ثبوته بالواحد الحتياط للصوم وهي شهادة
حسبة
قإالت طائفة منهم البغوي ويجب الصوم أيضا على من أخبره
موثوق به بالرؤية إذا اعتقد صدقإه وإن لم يذكره عند
القاضي ويكفي في الشهادة أشهد أني رأيت الهللآ ومحل
ثبوت رمضان بعدلآ في الصوم قإالآ الزركشي وتوابعه
كصلة التراويح والعتكاف والحرام بالعمرة المعلقين
بدخولآ رمضان ل في غير ذلك كدين مؤجأل ووقإوع طلق
وعتق معلقين به هذا
____________________
) (1/234
كما قإالآ البغوي إن سبق التعليق الشهادة
فلو حكم القاضي بدخولآ رمضان بشهادة عدلآ ثم قإالآ قإائل
إن ثبت رمضان فعبدي حر أو زوجأتي طالق وقإعا ومحله أيضا
إذا لم يتعلق بالشاهد فإن تعلق به ثبت لعترافه به
تنبيه يضاف إلى الرؤية وإكمالآ العدة ظن دخوله بالجأتهاد
عند الشتباه والظاهر كما قإاله الذرعي أن المارة الدالة
كرؤية القناديل المعلقة بالمنائر في آخر شعبان في حكم
الرؤية ول يجب الصوم بقولآ المنجم ول يجوز ولكن له أن
يعمل بحسابه كالصلة كما في المجموع
وقإالآ إنه ل يجزئه عن فرضه لكن صحح في الكفاية أنه إذا
جأاز أجأزأه ونقله عن الصحاب وهذا هو الظاهر والحاسب
وهو من يعتمد منازلآ القمر بتقدير سيره في معنى المنجم
وهو من يرى أن أولآ الشهر طلوع النجم الفلني ول عبرة
أيضا بقولآ من قإالآ أخبرني النبي صلى الله عليه وسلم في
النوم بأن الليلة أولآ رمضان فل يصح الصوم به بالجأماع
لفقد ضبط الرائي ل للشك في الرؤية
شروط وجأوب الصيام ) وشرائط وجأوب الصيام ( أي صيام
رمضان ) ثلثة أشياء ( بل أربعة كما ستعرفه الولآ
) السلم ( ولو فيما مضى فل يجب على الكافر الصلي
وجأوب مطالبة كما مر في الصلة ) و ( الثاني ) البلوغ ( فل
يجب على صبي كالصلة ويؤمر به لسبع إن أطاقإه ويضرب
على تركه لعشر
) و ( الثالث ) العقل ( فل يجب على المجنون إل إذا أثم
بمزيل عقله من شراب أو غيره فيجب ويلزمه قإضاؤه بعد
الفاقإة
والشرط الرابع الذي تركه المصنف إطاقإة الصوم فل يجب
على من لم يطقه حسا أو شرعا لكبر أو لمرض ل يرجأى
برؤه أو حيض أو نحوه
تنبيه سكت المصنف عن شروط الصحة وهي أربعة أيضا
إسلم وعقل ونقاء عن حيض ونفاس وولدة ووقإت قإابل له
ليخرج العيدان وأيام التشريق كما سيأتي
) وفرائض الصوم أربعة أشياء ( الولآ ) النية ( لقوله صلى
الله عليه وسلم إنما العمالآ بالنيات ومحلها القلب ول
تكفي باللسان قإطعا ول يشترط التلفظ بها قإطعا كما قإاله
في الروضة
تنبيه ظاهر كلم المصنف أنه لو تسحر ليتقوى على الصوم
لم يكن نية وبه صرح في العدة والمعتمد أنه لو تسحر ليصوم
أو شرب لدفع العطش نهارا أو امتنع من الكل أو الشرب أو
الجماع خوف طلوع الفجر كان ذلك نية إن خطر بباله الصوم
بالصفات التي يشترط التعرض لها لتضمن كل منها قإصد
الصوم
ويشترط لفرض الصوم من رمضان أو غيره كقضاء أو نذر
التبييت وهو إيقاع النية ليل لقوله صلى الله عليه وسلم من
لم يبيت النية قإبل الفجر فل صيام له ول بد من التبييت لكل
يوم لظاهر الخبر لن صوم كل يوم عبادة مستقلة لتخلل
اليوم بما يناقإض الصوم كالصلة يتخللها السلم والصبي
في تبييت النية لصحة صومه كالبالغ كما في المجموع وليس
على أصلنا صوم نفل يشترط فيه التبييت إل هذا ول يشترط
للتبييت النصف الخير من الليل ول يضر الكل والجماع
بعدها ول يجب تجديدها إذا نام
____________________
) (1/235
بعدها ثم تنبه ليل
ويصح النفل بنية قإبل الزوالآ ويشترط حصولآ شرط الصوم
من أولآ النهار بأن ل يسبقها مناف للصوم ككفر وجأماع
) و ( الثاني ) تعيين النية ( في الفرض بأن ينوي كل ليلة أنه
صائم غدا عن رمضان أو عن نذر أو عن كفارة لنه عبادة
مضافة إلى وقإت فوجأب التعيين في نيتها كالصلوات
الخمس وخرج بالفرض النفل فإنه يصح بنية مطلقة
فإن قإيل قإالآ في المجموع هكذا أطلقه الصحاب وينبغي
اشتراط التعيين في الصوم الراتب كعرفة وعاشوراء وأيام
البيض وستة أيام من شوالآ كرواتب الصلة
أجأيب بأن الصوم في اليام المذكورة منصرف إليها بل لو
نوى به غيرها حصل أيضا كتحية المسجد لن المقصود وجأود
صومها
تنبيه قإضية سكوت المصنف عن التعرض للفرضية أنه ل
يشترط التعرض لها وهو كذلك كما صححه في المجموع تبعا
للكثرين وإن كان مقتضى كلم المنهاج الشتراط والفرق
بين صوم رمضان وبين الصلة أن صوم رمضان من البالغ ل
يقع إل فرضا بخلف الصلة فإن المعادة نفل ويتصور ذلك
في الجمعة بأن يصليها في مكان ثم يدرك جأماعة في أخرى
يصلونها فيصليها معهم فإنها تقع له نافلة ول يشترط
تعيين السنة كما ل يشترط الداء لن المقصود منها واحد
ولو نوى ليلة الثلثين من شعبان صوم غد عن رمضان إن
كان منه فكان منه لم يقع عنه إل إذا اعتقد كونه منه بقولآ
من يثق به من عبد أو امرأة أو فاسق أو مراهق فيصح ويقع
عنه
قإالآ في المجموع فلو نوى صوم غد نفل إن كان من شعبان
وإل فمن رمضان ول أمارة فبان من شعبان صح صومه نفل
لن الصل بقاؤه وإن بان من رمضان لم يصح فرضا ول نفل
ولو نوى ليلة الثلثين من رمضان صوم غد إن كان من
رمضان أجأزأه إن كان منه لن الصل بقاؤه
) و ( الثالث ) المساك عن ( كل مفطر من ) الكل والشرب
والجماع ( ولو بغير إنزالآ لقوله تعالى } أحل لكم ليلة
الصيام الرفث إلى نسائكم { والرفث الجماع ) و ( عن
) تعمد القيء ( وإن تيقن أنه لم يرجأع شيء إلى جأوفه لما
سيأتي ) و ( الرابع من الشروط معرفة طرفي النهار يقينا
أو ظنا لتحقيق إمساك جأميع النهار
تنبيه انفرد المصنف بهذا الرابع وكأنه أخذه من قإولهم لو
نوى بعد الفجر لم يصح صومه أو أكل معتقدا أنه ليل وكان
قإد طلع الفجر لم يصح أيضا وكذا لو أكل معتقدا أن الليل
دخل فبان خلفه لزمه القضاء
وحاصل ذلك أنه إذا أفطر أو تسحر بل تحر ولم يتبين الحالآ
صح في تسحره ل في إفطاره لن الصل بقاء الليل في
____________________
) (1/236
الولى والنهار في الثانية فإن بان الصواب فيهما صح
صومهما أو الغلط فيهما لم يصح ولو طلع الفجر وفي فمه
طعام فلم يبلع شيئا منه بأن طرحه أو أمسكه بفيه صح
صومه أو كان الفجر مجامعا فنزع حال صح صومه وإن أنزلآ
لتولده من مباشرة مباحة
ما يفطر به الصائم ) والذي يفطر به الصائم عشرة أشياء (
الولآ ) ما وصل ( من عين وإن قإلت كسمسمة ) عمدا (
مختارا عالما بالتحريم ) إلى ( مطلق ) الجوف ( من منفذ
مفتوح سواء أكان يحيل الغذاء أو الدواء أم ل كباطن الحلق
والبطن والمعاء
) و ( باطن ) الرأس ( لن الصوم هو المساك عن كل ما
يصل إلى الجوف فل يضر وصولآ دهن أو كحل بتشرب مسام
جأوفه كما ل يضر اغتساله بالماء وإن وجأد أثرا بباطنه ول
يضر وصولآ ريقه من معدنه جأوفه أو وصولآ ذباب أو بعوض
أو غبار طريق أو غربلة دقإيق جأوفه لعسر التحرز عنه
والتقطير في باطن الذن مفطر
ولو سبق ماء المضمضة أو الستنشاق إلى جأوفه نظر إن
بالغ أفطر وإل فل ولو بقي طعام بين أسنانه فجرى به ريقه
من غير قإصد لم يفطر إن عجز عن تمييزه ومجه لنه معذور
فيه غير مفرط ولو أوجأر كأن صب ماء في حلقه مكرها لم
يفطر وكذا إن أكره حتى أكل أو شرب لن حكم اختياره
ساقإط وإن أكل ناسيا لم يفطر وإن كثر لخبر الصحيحين من
نسي وهو صائم فأكل أو شرب فليتم صومه فإنما أطعمه
الله وسقاه
) و ( الثاني ) الحقنة ( وهي بضم المهملة إدخالآ دواء أو
نحوه في الدبر فتعبيره بأنها ) من أحد السبيلين ( فيه تجوز
فالتقطير في باطن الحليل وإدخالآ عود أو نحوه فيه
مفطر وكالحقنة دخولآ طرف أصبع في الدبر حالة
الستنجاء فيفطر به إل إن أدخل المبسور مقعدته بأصبعه
فل يفطر به كما صححه البغوي لضطراره إليه
) و ( الثالث ) القيء عمدا ( وإن تيقن أنه لم يرجأع منه
شيء إلى الجوف كأن تقايأ منكسا لخبر ابن حبان وغيره من
ذرعه القيء أي غلبه وهو صائم فليس عليه قإضاء ومن
استقاء فليقض وخرج بقوله عمدا ما لو كان ناسيا ول بد أن
يكون عالما بالتحريم مختارا لذلك لم يفطر كما لو غلبه
القيء وكذا لو اقإتلع نخامة من الباطن ورماها سواء اقإتلعها
من دماغه أو من باطنه لن الحاجأة إلى ذلك تتكرر فلو نزلت
من دماغه وحصلت في حد الظاهر من الفم وهو مخرج الخاء
المعجمة وكذا المهملة على الراجأح في الزوائد فليقطعها
من مجراها وليمجها إن أمكن فإن تركها مع القدرة على
ذلك فوصلت الجوف أفطر لتقصيره وكالقيء التجشؤ فإن
تعمده وخرج شيء من معدته إلى حد الظاهر أفطر وإن غلبه
فل
) و ( الرابع ) الوطء ( بإدخالآ حشفتة أو قإدرها من
مقطوعها ) عمدا ( مختارا عالما بالتحريم ) في الفرج ( ولو
دبرا من آدمي أو غيره أنزلآ أم ل فل يفطر بالوطء ناسيا
وإن كثر ول بالكراه عليه إن قإلنا بتصوره وهو الصح ول مع
جأهل تحريمه كما سبق في الكل
) و ( الخامس ) النزالآ ( ولو قإطرة ) عن مباشرة ( بنحو
لمس كقبلة بل حائل لنه يفطر باليلج بغير إنزالآ فبالنزالآ
مع
____________________
) (1/237
نوع شهوة أولى بخلف ما لو كان بحائل أو نظر أو فكر ولو
بشهوة لنه إنزالآ بغير مباشرة كالحتلم وحرم نحو لمس
كقبلة إن حركت شهوة خوف النزالآ وإل فتركه أولى ) و (
السادس ) الحيض ( للجأماع على تحريمه وعدم صحته
قإالآ المام وكون الصوم ل يصح منها ل يدرك معناه لن
الطهارة ليست مشروطة فيه وهل وجأب عليها ثم سقط أو
لم يجب أصل وإنما يجب القضاء بأمر جأديد وجأهان أصحهما
الثاني
قإالآ في البسيط وليس لهذا الخلف فائدة فقهية
وقإالآ في المجموع يظهر هذا وشبهه في اليمان والتعاليق
بأن يقولآ متى وجأب عليك صوم فأنت طالق
) و ( السابع ) النفاس ( لنه دم حيض مجتمع
) و ( الثامن ) الجنون ( لمنافاته العبادة
) و ( التاسع ) الردة ( لمنافاتها العبادة
وسكت المصنف عن بيان العاشر والظاهر أنه الولدة فإنها
مبطلة للصوم على الصح في التحقيق وهو المعتمد خلفا
لما في المجموع من إلحاقإها بالحتلم لوضوح الفرق ولعل
المصنف تركه لهذا الخلف أو لنسيان أو سهو
) ويستحب في الصوم ( ولو نفل أشياء كثيرة المذكورة منها
هنا ) ثلثة أشياء ( الولآ ) تعجيل الفطر ( إذا تحقق غروب
الشمس لخبر الصحيحين ل تزالآ أمتي بخير ما عجلوا الفطر
زاد المام أحمد وأخروا السحور ولما في ذلك من مخالفة
اليهود والنصارى ويكره له أن يؤخره إن قإصد ذلك ورأى أن
فيه فضيلة وإل فل بأس به نقله في المجموع عن نص
المام
ويسن كونه على رطب فإن لم يجده فعلى تمر فإن لم يجده
فعلى ماء لخبر كان النبي صلى الله عليه وسلم يفطر قإبل
أن يصلي على رطبات فإن لم يكن فعلى تمرات فإن لم يكن
حسا حسوات من ماء فإنه طهور رواه الترمذي
ويسن السحور لخبر الصحيحين
تسحروا فإن في السحور بركة ولخبر الحاكم في صحيحه
استعينوا بطعام السحر على صيام النهار وبقيلولة النهار
على قإيام الليل
) و ( الثاني ) تأخير السحور ( ما لم يقع في شك في طلوع
الفجر لخبر ل تزالآ أمتي بخير ما عجلوا الفطر وأخروا
السحور ولنه أقإرب إلى التقوى على العبادة فإن شك في
ذلك كأن تردد في بقاء الليل لم يسن التأخير بل الفضل
تركه للخبر الصحيح دع ما يريبك إلى ما ل يريبك
تنبيه لو صرح المصنف بسن السحور كما ذكرته لكان أولى
فإن استحبابه مجمع عليه وذكر في المجموع أنه يحصل
بكثير المأكولآ وقإليله ففي صحيح ابن حبان تسحروا ولو
بجرعة ماء ويدخل وقإته بنصف الليل
) و ( الثالث ) ترك الهجر ( وهو بفتح الهاء ترك الهجران
) من الكلم ( جأميع النهار لنه صلى الله عليه وسلم رأى
رجأل قإائما فسألآ عنه فقالوا هذا أبو إسرائيل نذر أن يقوم
ول يقعد ول يستظل ول يتكلم ويصوم
فقالآ صلى الله عليه وسلم مروه أن يتكلم وليستظل
وليقعد وليتم صومه رواه البخاري ولهذا يكره صمت اليوم
إلى الليل كما جأزم به صاحب التنبيه وأقإره
أما الهجر بضم الهاء وهو السم من الهجار وهو الفحاش
في النطق فليس مراد المصنف إذ كلمه فيما هو سنة وترك
فحش الكلم من غيبة وغيرها واجأب
____________________
) (1/238
وبعضهم ضبط كلم المصنف بالضم واعترض عليه كما
اعترض على المنهاج في قإوله في المندوبات وليصن لسانه
عن الكذب والغيبة فأن صون اللسان عن ذلك واجأب
وأجأيب بأن المعنى أنه يسن للصائم من حيث الصوم فل
يبطل صومه بارتكاب ذلك بخلف ارتكاب ما يجب اجأتنابه من
حيث الصوم كالستقاءة
قإالآ السبكي وحديثخمس يفطرن الصائم الغيبة والنميمة
إلى آخره ضعيف وإن صح
قإالآ الماوردي فالمراد بطلن الثواب ل الصوم قإالآ ومن هنا
حسن عد الحتراز عنه من آداب الصوم وإن كان واجأبا
مطلقا
ويسن ترك شهوة ل تبطل الصوم كشم الرياحين والنظر
إليها لما فيها من الترفه الذي ل يناسب حكمة الصوم وترك
نحو حجم كفصد لن ذلك يضعفه وترك ذوق طعام أو غيره
خوف وصوله حلقه وترك علك بفتح العين لنه يجمع الريق
فإن بلعه أفطر في وجأه وإن ألقاه عطشه وهو مكروه كما
في المجموع
ويسن أن يغتسل من حدث أكبر ليل ليكون على طهر من
أولآ الصوم وأن يقولآ عقب فطره اللهم لك صمت وعلى
رزقإك أفطرت لنه صلى الله عليه وسلم كان يقولآ ذلك
رواه الشيخان
وأن يكثر تلوة القرآن ومدارسته بأن يقرأ على غيره ويقرأ
غيره عليه في رمضان لما في الصحيحين إن جأبريل كان
يلقى النبي صلى الله عليه وسلم في كل سنة في رمضان
حتى ينسلخ فيعرض عليه صلى الله عليه وسلم القرآن
وأن يعتكف فيه ل سيما في العشر الواخر منه للتباع في
ذلك ولرجأاء أن يصادف ليلة القدر إذ هي منحصرة فيه عندنا
أيام يجوز الصيام فيها ) ويحرم صيام خمسة أيام ( أي مع
بطلن صيامها وهي ) العيدان ( الفطر والضحى بالجأماع
المستند إلى نهي الشارع صلى الله عليه وسلم وفي خبر
الصحيحين ) وأيام التشريق ( الثلثة بعد يوم النحر ولو
لمتمتع للنهي عن صيامها كما رواه أبو داود وفي صحيح
مسلم أيام منى أكل وشرب وذكر الله تعالى
) ويكره صوم يوم الشك ( كراهة تنزيه
قإالآ السنوي وهو المعروف المنصوص الذي عليه الكثرون
والمعتمد في المذهب تحريمه كما في الروضة والمنهاج
والمجموع لقولآ عمار بن ياسر من صام يوم الشك فقد
عصى أبا القاسم صلى الله عليه وسلم
تنبيه يمكن حمل كلم المصنف على كراهة التحريم فيوافق
المرجأح في المذهب
) إل أن يوافق ( صومه ) عادة له ( في تطوعه كأن كان
يسرد الصوم أو يصوم يوما ويفطر يوما أو الثنين والخميس
فوافق صومه يوم الشك وله صومه عن قإضاء أو نذر كنظيره
من الصلة في الوقإات المكروهة لخبر ل تقدموا رمضان
بصوم يوم أو يومين إل رجأل كان يصوم صوما فليصمه
وقإيس بالوارد الباقإي بجامع السبب فلو صامه بل سبب لم
يصح كيوم العيد بجامع التحريم وقإوله ) أو يصله بما قإبله (
مبني على جأواز ابتداء صوم النصف الثاني من شعبان
تطوعا وهو وجأه ضعيف والصح في المجموع تحريمه بل
سبب إن لم يصله بما قإبله أو صامه عن قإضاء أو نذر أو وافق
عادة له لخبر إذا انتصف شعبان فل تصوموا رواه أبو داود
وغيره
فعلى هذا ل يكفي وصل صوم يوم الشك إل بما قإبل النصف
الثاني ولو وصل النصف الثاني بما قإبله ثم أفطر فيه حرم
عليه الصوم إل أن يكون له عادة قإبل النصف الثاني فله
صوم أيامها
فإن قإيل هل استحب صوم يوم الشك إذا أطبق الغيم خروجأا
من خلف المام أحمد حيث قإالآ بوجأوب صومه حينئذ أجأيب
بأنا ل نراعي الخلف إذا خالف سنة صريحة وهي هنا خبر إذا
غم عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلثين ويوم الشك هو يوم
الثلثين من شعبان إذا تحدث الناس برؤيته أو شهد بها عدد
ترد شهادتهم كصبيان أو نساء أو عبيد أو فسقة وظن
صدقإهم كما قإاله الرافعي وإنما لم يصح صومه عن رمضان
لنه لم يثبت كونه منه
نعم من اعتقد صدق من قإالآ إنه رآه ممن
____________________
) (1/239
ذكر يجب عليه الصوم كما تقدم عن البغوي في طائفة أولآ
الباب وتقدم في أثنائه صحة نية المعتقد لذلك ووقإوع
الصوم عن رمضان إذا تبين كونه منه فل تنافي بين ما ذكر
في المواضع الثلثة لن يوم الشك الذي يحرم صومه هو
على من لم يظن الصدق هذا موضع وأما من ظنه أو اعتقده
صحت النية منه ووجأب عليه الصوم وهذان موضعان فقولآ
السنوي إن كلم الشيخين في الروضة وشرح المهذب
متناقإض من ثلثة أوجأه في موضع يجب وفي موضع يجوز
وفي موضع يمتنع ممنوع
أما إذا لم يتحدث أحد بالرؤية فليس اليوم يوم شك بل هو
من شعبان وإن أطبق الغيم لخبر فإن غم عليكم
فرع الفطر بين الصومين واجأب إذ الوصالآ في الصوم
فرضا كان أو نفل حرام للنهي عنه في الصحيحين وهو أن
يصوم يومين فأكثر ول يتناولآ بالليل مطعوما عمدا بل عذر
ذكره في المجموع وقإضيته أن الجماع ونحوه ل يمنع
الوصالآ لكن في البحر هو أن يستديم جأميع أوصاف
الصائمين
وذكر الجرجأاني وابن الصلح نحوه وهذا هو الظاهر
ثم شرع فيما تجب به الكفارة فقالآ ) ومن وطىء ( بتغييب
جأميع الحشفة أو قإدرها من مقطوعها ) عامدا ( مختارا
عالما بالتحريم ) في الفرج ( ولو دبرا من آدمي أو غيره
) في نهار رمضان ( ولو قإبل تمام الغروب وهو مكلف صائم
آثم بالوطء بسبب الصوم ) فعليه ( وعلى الموطوءة
المكلفة ) القضاء ( لفساد صومهما بالجماع ) و ( عليه
وحده ) الكفارة ( دونها لنقصان صومها بتعرضه للبطلن
بعروض الحيض أو نحوه فلم تكمل حرمته حتى تتعلق بها
الكفارة فتختص بالرجأل الواطىء ولنها غرم ما لي يتعلق
بالجماع كالمهر فل يجب على الموطوءة ول على الرجأل
الموطوء كما نقله ابن الرفعة واللواط وإتيان البهيمة حكم
الجماع فيما ذكر كما شمله ما ذكر في الحد
فخرج بقيد الوطء الفطر بغيره كالكل والشرب والستمناء
والمباشرة فيما دون الفرج المفضية إلى النزالآ فل كفارة
به وبقيد جأميع الحشفة أو قإدرها من مقطوعها إدخالآ
بعضها فل كفارة به لعدم فطره به وبقيد العمد النسيان لن
صومه لم يفسد بذلك وبالختيار الكراه لما ذكر وبعلم
التحريم جأهله لقرب عهده بالسلم أو نشئه بمكان بعيد عن
العلماء فل كفارة عليه لعدم فطره به
نعم لو علم التحريم وجأهل وجأوب الكفارة وجأبت عليه إذ
كان من حقه أن يمتنع وبالفرج الوطء فيما دونه فل كفارة
فيه إذا أنزلآ وبنهار رمضان غيره كصوم نذر أو كفارة فيه
لن ذلك من خصوص رمضان وبالمكلف الصبي فل قإضاء
عليه ول كفارة لعدم وجأوب الصوم عليه وبالصائم ما لو
أفطر بغير وطء ثم وطىء أو نسي النية وأصبح ممسكا
ووطىء فل كفارة حينئذ وبالثم ما لو وطىء المريض أو
المسافر ولو بغير نية الترخيص وما لو ظن وقإت الجماع
بقاء الليل أو شك فيه أو ظن باجأتهاد دخوله فبان جأماعه
نهارا لم تلزمه كفارة لنتفاء الثم ول كفارة على من جأامع
عامدا بعد الكل ناسيا وظن أنه أفطر بالكل لنه يعتقد أنه
غير صائم وإن كان الصح بطلن صومه بهذا الجماع كما لو
جأامع على ظن بقاء الليل فبان خلفه ول على مسافر أفطر
بالزنا مترخصا لن الفطر جأائز له وإثمه بسبب الزنا ل
بالصوم
تنبيه قإيد في الروضة الجماع بالتام تبعا للغزالي احترازا من
المرأة فإنها تفطر بدخولآ شيء من الذكر في فرجأها ولو
دون الحشفة وزيفوه بخروج ذاك بالجماع إذ الفساد فيه
بغيره
ومن جأامع في يومين لزمه كفارتان لن كل يوم عبادة
مستقلة فل تتداخل كفارتان لن كل يوم عبادة مستقله
فل تتداخل كفارتاهما سواء أكفر عن الجماع الولآ قإبل
____________________
) (1/240
الثاني أم ل كحجتين جأامع فيهما فلو جأامع في جأميع أيام
رمضان لزمه كفارات بعددها فإن تكرر الجماع في يوم واحد
فل تعدد وإن كان بأربع زوجأات وحدوث السفر ولو طويل
بعد الجماع ل يسقط الكفارة لن السفر المنشأ في أثناء
النهار ل يبيح الفطر فل يؤثر فيما وجأب من الكفارة وكذا
حدوث المرض ل يسقطها لن المرض ل ينافي الصوم
فيتحقق هتك حرمته
) وهي ( أي الكفارة المذكورة مرتبة فيجب أول ) عتق رقإبة
مؤمنة ( سليمة من العيوب المضرة بالعمل والكسب كما
سيأتي إن شاء الله تعالى في الظهار ) فإن لم يجدها
فصيام شهرين متتابعين فإن لم يستطع ( صومهما
) فإطعام ستين مسكينا ( أو فقير لخبر الصحيحين عن أبي
هريرة جأاء رجأل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالآ
هلكت قإالآ وما أهلكك قإالآ واقإعت امرأتي في رمضان
قإالآ هل تجد ما تعتق رقإبة قإالآ ل
قإالآ فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين قإالآ ل قإالآ
فهل تجد ما تطعم ستين مسكينا قإالآ ل
ثم جألس فأتي النبي صلى الله عليه وسلم بعرق فيه تمر
فقالآ تصدق بهذا فقالآ على أفقر منا يا رسولآ الله فوالله
ما بين لبتيها أي جأبليها أهل بيت أحوج إليه منا
فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت أنيابه ثم قإالآ
اذهب فأطعمه أهلك والعرق بفتح العين والراء مكتل ينسج
من خوص النخل وكان فيه قإدر خمسة عشر صاعا وقإيل
عشرون
ولو شرع في الصوم ثم وجأد الرقإبة ندب عتقها ولو شرع
في الطعام ثم قإدر على الصوم ندب له فلو عجز عن جأميع
الخصالآ المذكورة استقرت الكفارة في ذمته لنه صلى الله
عليه وسلم أمر العرابي بأن يكفر بما دفعه إليه مع إخباره
بعجزه فدلآ على أنها ثابتة في الذمة لن حقوق الله تعالى
المالية إذا عجز عنها العبد وقإت وجأوبها فإن كانت ل بسبب
منه كزكاة الفطر لم تستقر وإن كانت بسبب منه استقرت
في ذمته سواء أكانت على وجأه البدلآ كجزاء الصيد وفدية
الحلق أو ل ككفارة القتل والظهار واليمين والجماع ودم
التمتع والقران
فإن قإيل لو استقرت لمر رسولآ الله صلى الله عليه وسلم
المواقإع بإخراجأها بعد
أجأيب بأن تأخير البيان لوقإت الحاجأة جأائز وهو وقإت القدرة
فإذا قإدر على خصلة منها فعلها كما لو كان قإادرا عليها
وقإت الوجأوب فإن قإدر على أكثر رتب وله العدولآ عن
الصوم إلى الطعام لشدة الغلمة وهي بغين معجمة ولم
ساكنة شدة الحاجأة للنكاح ول يجوز للفقير صرف كفارته
إلى عياله كالزكوات وسائر الكفارات
وأما قإوله صلى الله عليه وسلم في الخبر أطعمه أهلك
ففي الم كما قإالآ الرافعي يحتمل أنه لما أخبره بفقره
صرفه له صدقإة وفي ذلك أجأوبة أخر ذكرتها في شرح
المنهاج وغيره ) ومن مات ( مسلما كما قإيد به في القوت
) وعليه صيام ( من رمضان أو نذر أو كفارة قإبل إمكان
القضاء بأن استمر مرضه أو سفره المباح إلى موته فل
تدارك للفائت بالفدية ول بالقضاء لعدم تقصيره ول إثم به
لنه فرض لم يتمكن منه إلى الموت فسقط حكمه كالحج
هذا إذا كان الفوات بعذر كمرض وسواء استمر إلى الموت
أم حصل الموت في رمضان ولو بعد زوالآ العذر أما غير
المعذور وهو المتعدي بالفطر فإنه يأثم ويتدارك عنه
بالفدية كما صرح به الرافعي في باب النذر وإن مات بعد
التمكن من القضاء ولم يقض ) أطعم عنه وليه ( من تركته )
لكل يوم ( فاته صومه ) مد طعام ( وهو رطل وثلث بالرطل
البغدادي كما مر وبالكيل المصري نصف قإدح من غالب قإوت
بلده لخبر من مات وعليه صيام شهر فليطعم عنه وليه مكان
كل يوم مسكينا ول يجوز أن
____________________
) (1/241
يصوم عنه وليه في الجديد لن الصوم عبادة بدنية ل تدخلها
النيابة في الحياة فكذلك بعد الموت كالصلة
وفي القديم يجوز لوليه أن يصوم عنه بل يندب له ويجوز له
الطعام فل بد من التدارك على القولين والقديم هنا هو
الظهر المفتى به للخبار الصحيحة الدالة عليه كخبر
الصحيحين من مات وعليه صيام صام عنه وليه قإالآ النووي
وليس للجديد حجة من السنة والخبر الوارد بالطعام ضعيف
ومع ضعفه فالطعام ل يمتنع عند القائل بالصوم وعلى
القديم الولي الذي يصوم عنه كل قإريب للميت وإن لم يكن
عاصبا ول وارثا ول ولي مالآ على المختار لما في خبر
مسلم أنه صلى الله عليه وسلم قإالآ لمرأة قإالت له إن أمي
ماتت وعليها صوم نذر أفأصوم عنها قإالآ صومي عن أمك
قإالآ في المجموع وهذا يبطل احتمالآ ولية المالآ والعصوبة
وقإد قإيل بكل منهما فإن اتفقت الورثة على أن يصوم واحد
جأاز فإن تنازعوا ففي فوائد المهذب للفارقإي أنه يقسم
على قإدر مواريثهم
وعلى القديم لو صام عنه أجأنبي بإذنه بأن أوصى به أو بإذن
قإريبه صح قإياسا على الحج
قإالآ في المجموع ومذهب الحسن البصري أنه لو صام عنه
ثلثون بالذن يوما واحدا أجأزأه
قإالآ وهو الظاهر الذي اعتقده وخرج بقيد المسلم فيما مر
ما لو ارتد ومات لم يصم عنه ويتعين الطعام قإطعا كما قإاله
في القوت
ولو مات المسلم وعليه صلة أو اعتكاف لم يفعل ذلك عنه
ول فدية له لعدم ورودها ويستثنى من ذلك ركعتا الطواف
فإنهما تجوزان تبعا للحج وما لو نذر أن يعتكف صائما فإن
البغوي قإالآ في التهذيب إن قإلنا ل يفرد الصوم عن
العتكاف أي وهو الصح وقإلنا بصوم الولي فهذا يعتكف عنه
صائما وإن كانت النيابة ل تجزىء في العتكاف ) والشيخ (
وهو من جأاوز الربعين والعجوز والمريض الذي ل يرجأى
برؤه ) إن عجز ( كل منهم ) عن الصوم ( بأن كان يلحقه به
مشقة شديدة ) يفطر ويطعم ( إن كان حرا ) عن كل يوم
مدا ( لقوله تعالى } وعلى الذين يطيقونه فدية طعام
مسكين { فإن كلمة ل مقدرة أي ل يطيقونه أو أن المراد
يطيقونه حالآ الشباب ثم يعجزون عنه بعد الكبر
تنبيه قإضية إطلق المصنف أنه ل فرق في وجأوب الفدية
بين الغني والفقير وفائدته استقرارها في ذمة الفقير وهو
الصح على ما يقتضيه كلم الروضة وأصلها
وجأرى عليه ابن المقري
وقإولآ المجموع ينبغي أن يكون الصح هنا عكسه لنه عاجأز
حالة التكليف بالفدية مردود بأن حق الله تعالى المالي إذا
عجز عنه العبد وقإت الوجأوب يثبت في ذمته وهل الفدية في
حق من ذكر بدلآ عن الصوم أو واجأبة ابتداء وجأهان في أصل
الروضة أصحهما في المجموع الثاني وخرج بالحر الرقإيق
فل فدية عليه إذا أفطر لكبر أو مرض ومات رقإيقا
) والحامل ( ولو من زنا ) والمرضع ( ولو مستأجأرة أو
متبرعة ) إذا خافتا ( الولد ) أفطرتا ( أي وجأب عليهما
الفطار ) و ( وجأب ) عليهما القضاء ( بل فدية كالمريض
فإن قإيل إذا خافتا على أنفسهما مع ولديهما فهو فطر
ارتفق به شخصان فكان ينبغي الفدية قإياسا على ما سيأتي
أجأيب بأن الية وهي قإوله تعالى } ومن كان مريضا { إلى
آخرها وردت من حصولآ ضرر بالصوم كالضرر الحاصل
للمريض
____________________
) (1/242
) على أنفسهما ( ولو مع في عدم الفدية فيما إذا أفطرتا
خوفا على أنفسهما فل فرق بين أن يكون الخوف مع
غيرهما أم ل ) وإن خافتا ( منه ) على أولدهما ( فقط بأن
تخاف الحامل من إسقاطه أو المرضع بأن يقل اللبن فيهلك
الولد ) أفطرتا ( أيضا ) و ( وجأب ) عليهما القضاء ( للفطار
) والكفارة ( وإن كانتا مسافرتين أو مريضتين لما روى أبو
داود والبيهقي بإسناد حسن عن ابن عباس رضي الله عنهما
في قإوله تعالى } وعلى الذين يطيقونه فدية { أنه نسخ
حكمه إل في حقهما حينئذ والقولآ بنسخه قإولآ أكثر العلماء
وقإالآ بعضهم إنه محكم غير منسوخ بتأويله بما مر في
الحتجاج به
تنبيه يلحق بالمرضع في إيجاب الفدية مع القضاء من أفطر
لنقاذ آدمي معصوم أو حيوان محترم مشرف على الهلك
بغرق أو غيره فيجب عليه الفطر إذا لم يمكنه تخليصه إل
بفطره فهو فطر ارتفق به شخصان وهو حصولآ الفطر
للمضطر والخلص لغيره فلو أفطر لتخليص مالآ فل فدية
لنه لم يرتفق به إل شخص واحد ول يجب الفطر لجأله بل
هو جأائز بخلف الحيوان المحترم فإنه يرتفق بالفطر
شخصان وإن نظر بعضهم في البهيمة لنهم نزلوا الحيوان
المحترم في وجأوب الدفع عنه منزلة الدمي المعصو