ƒΘ¥τδƒπ ΘΘ¼⌐á∩δ∩ 001

‫‪http://www.shamela.ws‬‬
‫تم إعداد هذا الملف آليا بواسطة المكتبة الشاملة‬
‫القإناع في حل ألفاظ أبي شجاع‬
‫محمد الشربيني الخطيب‬
‫سنة الولدة ‪ /‬سنة الوفاة‬
‫تحقيق مكتب البحوث والدراسات ‪ -‬دار الفكر‬
‫الناشر دار الفكر‬
‫سنة النشر ‪1415‬‬
‫مكان النشر بيروت‬
‫عدد الجأزاء ‪1*2‬‬
‫القإناع في حل ألفاظ أبي شجاع | ‪1‬‬
‫____________________‬

‫) ‪(1/1‬‬

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫الحمد لله الذي نشر للعلماء أعلما وثبت لهم على الصراط‬
‫المستقيم أقإداما وجأعل مقام العلم أعلى مقام وفضل‬
‫العلماء بإقإامة الحجج الدينية ومعرفة الحكام وأودع‬
‫العارفين لطائف سره فهم أهل المحاضرة واللهام ووفق‬
‫العاملين لخدمته فهجروا لذيذ المنام وأذاق المحبين لذة‬

‫قإربه وأنسه فشغلهم عن جأميع النام أحمده سبحانه وتعالى‬
‫على جأزيل النعام وأشهد أن ل إله إل الله وحده ل شريك له‬
‫الملك العلم وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا صلى الله عليه‬
‫وسلم عبده ورسوله وصفيه وخليله إمام كل إمام وعلى آله‬
‫وأصحابه وأزواجأه وذريته الطيبين الطاهرين صلة وسلما‬
‫دائمين متلزمين إلى يوم الدين وبعد فيقول الفقير إلى‬
‫رحمة ربه القريب‬
‫____________________‬

‫) ‪(1/3‬‬

‫المجيب محمد الشربيني الخطيب إن مختصر المام العالم‬
‫العلمة الحبر البحر الفهامة شهاب الدنيا والدين أحمد بن‬
‫الحسين بن أحمد الصفهاني الشهير بأبي شجاع المسمى‬
‫بغاية الختصار لما كان من أبدع مختصر في الفقه صنف‬
‫وأجأمع موضوع له فيه على مقدار حجمه ألف التمس مني‬
‫بعض العزة علي المترددين إلي أن أضع عليه شرحا يوضح‬
‫ما أشكل منه ويفتح ما أغلق منه ضاما إلى ذلك من الفوائد‬
‫المستجدات والقواعد المحررات التي وضعتها في شروحي‬
‫على التنبيه والمنهاج والبهجة فاستخرت الله تعالى مدة من‬

‫الزمان بعد أن صليت ركعتين في مقام إمامنا الشافعي‬
‫رضي الله تعالى عنه وأرضاه وجأعل الجنة منقلبه ومثواه‬
‫فلما انشرح لذلك صدري شرعت في شرح تقربه أغين أولي‬
‫الرغبات راجأيا بذلك جأزيل الجأر والثواب أجأافي فيه اليجاز‬
‫المخل والطإناب الممل حرصا على التقريب لفهم قإاصده‬
‫والحصول على فوائده ليكتفي به المبتدي عن المطالعة في‬
‫غيره والمتوسط عن المراجأعة لغيره فإني مؤمل من الله‬
‫تعالى أن يجعل هذا الكتاب عمدة ومرجأعا ببركة الكرم‬
‫الوهاب فما كل من صنف أجأاد ول كل من قإال وفى بالمراد‬
‫والفضل مواهب والناس في الفنون مراتب والناس‬
‫يتفاوتون في الفضائل وقإد تظفر الواخر بما تركته الوائل‬
‫وكم ترك الول للخر وكم لله على خلقه من فضل وجأود‬
‫وكل ذي نعمة محسود والحسود ل‬
‫____________________‬

‫) ‪(1/4‬‬

‫يسود وسميته بالقإناع في حل ألفاظ أبي شجاع أعانني الله‬
‫على إكماله وجأعله خالصا لوجأهه الكريم بكرمه وأفضاله فل‬
‫ملجأ منه إل إليه ول إعتماد إل عليه وهو حسبي ونعم الوكيل‬

‫وأسأله الستر الجميل قإال المؤلف رحمه الله تعالى بسم‬
‫الله الرحمن الرحيم أي أبتديء وأفتتح أو أؤلف وهذا أولى إذ‬
‫كل فاعل يبدأ في فعله ببسم الله يضمر ما جأعل التسمية‬
‫مبدأ له كما أن المسافر إذا حل أو ارتحل فقال بسم الله‬
‫كان المعنى باسم الله أحل أو ارتحل والسم مشتق من‬
‫السمو وهو العلو فهو من السماء المحذوفة العجاز كيد‬
‫ودم لكثرة الستعمال بنيت أوائلها على السكون وأدخل‬
‫عليها همزة الوصل لتعذر البتداء بالساكن وقإيل من الوسم‬
‫وهو العلمة وفيه عشر لغات نظمها بعضهم في بيت فقال‬

‫‪ %‬سم وسما واسم بتثليث أول ‪ %‬لهن سماء عاشر تمت‬
‫انجلى ‪%‬‬
‫والله علم على الذات الواجأب الوجأود المستحق لجميع‬
‫المحامد لم يتسم به سواه تسمى به قإبل أن يسمى وأنزله‬
‫على آدم في جأملة السماء قإال تعالى } هل تعلم له سميا {‬
‫أي هل تعلم أحدا سمى الله غير الله وأصله إله كإمام ثم‬
‫أدخلوا عليه اللف‬
‫____________________‬

‫) ‪(1/5‬‬


‫واللم ثم حذفت الهمزة الثانية طإلبا للخفة ونقلت حركتها‬
‫إلى اللم فصار الله بلمين متحركين ثم سكنت الولى‬
‫وأدغمت في الثانية للتسهيل والله في الصل يقع على كل‬
‫معبود بحق أو باطإل ثم غلب على المعبود بحق كما أن النجم‬
‫اسم لكل كوكب ثم غلب على الثريا وهو عربي عند الكثر‬
‫وعند المحققين أنه اسم الله العظم وقإد ذكر في القرآن‬
‫العزيز في ألفين وثلثمائة وستين موضعا واختار النووي‬
‫تبعا لجماعة أنه الحي القيوم قإال ولذلك لم يذكر في القرآن‬
‫إل في ثلثة مواضع في البقرة وآل عمران وطإه والرحمن‬
‫الرحيم صفتان مشبهتان بنيتا للمبالغة من مصدر رحم‬
‫والرحمن أبلغ من الرحيم لن زيادة البناء تدل على زيادة‬
‫المعنى كما في قإطع بالتخفيف وقإطع بالتشديد وقإدم الله‬
‫عليهما لنه اسم ذات وهما اسما صفة وقإدم الرحمن على‬
‫الرحيم لنه خاص إذ ل يقال لغير الله بخلفا الرحيم والخاص‬
‫مقدم على العام‬
‫فائدة قإال النسفي في تفسيره قإيل إن الكتب المنزلة من‬
‫السماء إلى الدنيا مائة وأربعة صحف شيث ستون وصحف‬
‫إبراهيم ثلثون وصحف موسى قإبل التوراة عشر والتوراة‬
‫والزبور والنجيل والفرقإان ومعاني كل الكتب مجموعة في‬

‫القرآن ومعاني القرآن مجموعة في الفاتحة ومعاني‬
‫الفاتحة مجموعة في البسملة ومعاني البسملة مجموعة في‬
‫بائها ومعناها بي كان ما‬
‫____________________‬

‫) ‪(1/6‬‬

‫كان وبي يكون ما يكون زاد بعضهم ومعاني الباء في‬
‫نقطتها الحمد لله بدأ بالبسملة ثم بالحمدلة اقإتداء بالكتاب‬
‫العزيز وعمل بخبر كل أمر ذي بال أي حال يهتم به شرعا ل‬
‫يبدأ فيه ببسم الله الرحمن الرحيم فهو أقإطع أي ناقإص غير‬
‫تام فيكون قإليل البركة وفي رواية رواها أبو داود بالحمد لله‬
‫وجأمع المصنف رحمه الله تعالى كغيره بين البتداءين عمل‬
‫بالروايتين وإشارة إلى أنه ل تعارض بينهما إذ البتداء‬
‫حقيقي وإضافي فالحقيقي حصل بالبسملة والضافي‬
‫بالحمدلة أو أن البتداء ليس حقيقيا بل هو أمر عرفي يمتد‬
‫من الخذ في التأليف إلى الشروع في المقصود فالكتب‬
‫المصنفة مبدؤها الخطبة بتمامها والحمد اللفظي لغة الثناء‬
‫باللسان على الجميل الختياري على جأهة التبجيل أي‬
‫التعظيم سواء تعلق بالفضائل وهي النعم القاصرة أم‬

‫بالفواصل وهي النعم المتعدية فدخل في الثناء الحمد‬
‫وغيره وخرج باللسان الثناء بغيره كالحمد النفسي‬
‫وبالجميل الثناء باللسان على غير جأميل إن قإلنا برأي ابن‬
‫عبد السلم إن الثناء حقيقة في الخير والشر وإن قإلنا برأي‬
‫الجمهور وهو الظاهر أنه حقيقة في الخير فقط ففائدة‬
‫ذلك تحقيق الماهية أو دفع توهم إرادة الجمع بين الحقيقة‬
‫والمجاز عند من يجوزه وبالختياري المدح فإنه يعم‬
‫الختياري وغيره تقول مدحت اللؤلؤة على حسنها دون‬
‫حمدتها وبعلى جأهة التبجيل ما كان على جأهة الستهزاء‬
‫والسخرية نحو } ذق إنك أنت العزيز الكريم { وعرفا فعل‬
‫ينبيء عن تعظيم المنعم من حيث إنه منعم على الحامد أو‬
‫غيره سواء كان ذكرا باللسان أم اعتقادا‬
‫____________________‬

‫) ‪(1/7‬‬

‫ومحبة بالجنان أو عمل وخدمة بالركان كما قإيل ‪ %‬أفادتكم‬
‫النعماء مني ثلثة ‪ %‬يدي ولساني والضمير المحجبا ‪%‬‬
‫والشكر لغة هو الحمد عرفا وعرفا صرفا العبد جأميع ما أنعم‬
‫الله به عليه من السمع وغيره إلى ما خلق لجأله والمدح لغة‬

‫الثناء باللسان على الجميل مطلقا على جأهة التعظيم‬
‫وعرفا ما يدل على اختصاص الممدوح بنوع من الفضائل‬
‫وجأملة الحمد لله خبرية لفظا إنشائية معنى لحصول الحمد‬
‫بالتكلم بها مع الذعان لمدلولها ويجوز أن تكون موضوعة‬
‫شرعا للنشاء والحمد مختص بالله تعالى كما أفادته الجملة‬

‫سواء جأعلت فيه أل للستغراق كما عليه الجمهور وهو ظاهر‬
‫أم للجنس كما عليه الزمخشري لن لم لله للختصاص فل‬
‫فرد منه لغيره تعالى أم للعهد العلمي كالتي في قإوله تعالى‬
‫} إذ هما في الغار { كما نقله ابن عبد السلم وأجأازه‬
‫الواحدي على معنى أن الحمد الذي حمد الله به في نفسه‬
‫وحمده به أنبياؤه وأولياؤه مختص به والعبرة بحمد من ذكر‬
‫فل فرد منه لغيره وأولى الثلثة الجنس وقإوله رب بالجر‬
‫على الصفة معناه المالك لجميع الخلق من النس والجن‬
‫والملئكة والدواب وغيرهم إذ كل منها يطلق عليه عالم‬
‫يقال عالم النس وعالم الجن إلى غير ذلك وسمي المالك‬
‫بالرب لنه يحفظ ما يملكه ويربيه ول يطلق على غيره إل‬
‫مقيدا كقوله تعالى } ارجأع إلى ربك { وقإوله العالمين اسم‬
‫جأمع عالم بفتح اللم وليس جأمعا له لن العالم عام في‬
‫العقلء وغيرهم والعالمين مختص بالعقلء والخاص ل يكون‬

‫جأمعا لما هو أعم منه قإاله ابن مالك وتبعه ابن هشام في‬
‫توضيحه وذهب كثير إلى أنه جأمع عالم على حقيقة الجمع‬
‫ثم اختلفوا في تفسير العالم الذي هو جأمع هذا الجمع‬
‫فذهب أبو الحسن إلى أنه أصنافا الخلق العقلء وغيرهم‬
‫وهو ظاهر كلم الجوهري وذهب أبو عبيدة إلى أنه أصنافا‬
‫العقلء فقط وهم النس والجن والملئكة‬
‫____________________‬

‫) ‪(1/8‬‬

‫ثم قإرن بالثناء على الله تعالى والثناء على نبيه صلى الله‬
‫عليه وسلم بقوله وصلي الله وسلم على سيدنا محمد النبي‬
‫لقوله تعالى } ورفعنا لك ذكرك { أي ل أذكر إل وتذكر معي‬
‫كما في صحيح ابن حبان ولقول الشافعي رضي الله تعالى‬
‫عنه أحب أن يقدم المرء بين يدي خطبته أي بكسر الخاء وكل‬
‫أمر طإلبه غيرها حمدا لله والثناء عليه والصلة على النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم وإفراد الصلة عن السلم مكروه كما‬
‫قإاله النووي في أذكاره وكذا عكسه ويحتمل أن المصنف‬
‫أتى بها لفظا وأسقطها خطأ ويخرج بذلك من الكراهة‬
‫والصلة من الله تعالى رحمة مقرونة بتعظيم ومن الملئكة‬

‫استغفار ومن الدميين أي ومن الجن تضرع ودعاء قإاله‬
‫الزهري وغيره واختلف في وقإت وجأوب الصلة على النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم على أقإوال‬
‫أحدها كل صلة واختاره الشافعي في التشهد الخير منها‬

‫والثاني في العمر مرة‬
‫والثالث كلما ذكر واختاره الحليمي من الشافعية والطحاوي‬
‫من الحنفية واللخمي من المالكية وابن بطة من الحنابلة‬
‫والرابع في كل مجلس‬
‫والخامس في أول كل دعاء وفي وسطه وفي آخره لقوله‬
‫صلى الله عليه وسلم ل تجعلوني كقدح الراكب بل اجأعلوني‬
‫في أول كل دعاء وفي وسطه وفي آخره رواه الطبراني‬
‫عن جأابر‬
‫ومحمد علم على نبينا صلى الله عليه وسلم منقول من اسم‬
‫مفعول الفعل المضعف سمي به بإلهام من الله تعالى بأنه‬
‫يكثر حمد الخلق له لكثرة خصاله الحميدة كما روي في‬
‫السير أنه قإيل لجده عبد المطلب وقإد سماه في سابع‬
‫ولدته لموت أبيه قإبلها لم سميت ابنك محمدا وليس من‬
‫أسماء آبائك ول قإومك قإال رجأوت أن يحمد في السماء‬
‫والرض وقإد حقق الله تعالى رجأاءه كما سبق‬

‫____________________‬

‫) ‪(1/9‬‬

‫في علمه والنبي إنسان حر ذكر من بني آدم سليم عن منفر‬
‫طإبعا ومن دناءة أب وخنا أم أوحي إليه بشرع يعمله به وإن‬
‫لم يؤمر بتبليغه والرسول إنسان أوحي إليه بشرع وأمر‬
‫بتبليغه فكل رسول نبي ول عكس و على آله وهم على‬
‫الصح مؤمنو بني هاشم وبني المطلب وقإيل كل مؤمن‬
‫تقي وقإيل أمته واختاره جأمع من المحققين والمطلب‬
‫مفتعل من الطلب واسمه شيبة الحمد على الصح لنه ولد‬
‫وفي رأسه شيبة ظاهرة في ذؤابتيه وهاشم لقب واسمه‬
‫عمرو وقإيل له هاشم لن قإريشا أصابهم قإحط فنحر بعيرا‬
‫وجأعله لقومه مرقإة وثريدا فلذلك سمي هاشما لهشمه‬
‫العظم و على صحبه وهو جأمع صاحب والصحابي من اجأتمع‬
‫مؤمنا بالنبي صلى الله عليه وسلم في حياته ولو ساعة ولو‬
‫لم يرو عنه شيئا فيدخل في ذلك العمى كابن أم مكتوم‬
‫والصغير ولو غير مميز كمن حنكه صلى الله عليه وسلم أو‬
‫وضع يده على رأسه وقإوله أجأمعين تأكيد‬
‫وفي بعض النسخ أما بعد ساقإطة في أكثرها أي بعد ما تقدم‬

‫من الحمد وغيره وهذه الكلمة يؤتى بها للنتقال من أسلوب‬
‫إلى آخر ول يجوز التيان بها في أول الكلم ويستحب‬
‫التيان بها في الخطب والمكاتبات اقإتداء برسول الله صلى‬

‫الله عليه وسلم وقإد عقد البخاري لها بابا في كتاب الجمعة‬
‫وذكر فيه أحاديث كثيرة والعامل فيها أما عند سيبويه‬
‫لنيابتها عن الفعل أو الفعل نفسه‬
‫____________________‬

‫) ‪(1/10‬‬

‫عند غيره والصل مهما يكن من شيء بعد فقد سألني أي‬
‫طإلب مني بعض الصدقإاء جأمع صديق وهو الخليل وقإوله‬
‫حفظهم الله تعالى جأملة دعائية أن أعمل أي أصنف مختصرا‬
‫وهو ما قإل لفظه وكثر معناه ل مبسوطإا وهو ما كثر لفظه‬
‫ومعناه قإال الخليل الكلم يبسط ليفهم ويختصر ليحفظ في‬
‫علم الفقه الذي هو المقصود من بين العلوم بالذات وباقإيها‬
‫له كاللت لن به يعرفا الحلل والحرام وغيرهما من‬
‫الحكام وقإد تظاهرت اليات والخبار والثار وتواترت‬
‫وتطابقت الدلئل الصريحة وتوافقت على فضيلة العلم‬
‫والحث على تحصيله والجأتهاد في اقإتباسه وتعليمه فمن‬
‫اليات قإوله تعالى } هل يستوي الذين يعلمون والذين ل‬
‫يعلمون { وقإوله تعالى } وقإل رب زدني علما { وقإوله‬
‫تعالى } إنما يخشى الله من عباده العلماء { واليات في‬
‫ذلك كثيرة معلومة‬
‫ومن الخبار قإوله صلى الله عليه وسلم من يرد الله به خيرا‬
‫يفقه في الدين رواه البخاري ومسلم وقإوله صلى الله عليه‬
‫وسلم لعلي رضي الله تعالى عنه لن يهدي الله بك رجأل‬
‫واحدا خير لك من حمر النعم رواه سهل عن ابن مسعود‬
‫وقإوله صلى الله عليه وسلم إذا مات ابن آدم انقطع عمله إل‬
‫من ثلث صدقإة جأارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له‬
‫والحاديث في ذلك كثيرة معلومة مشهورة‬
‫ومن الثار عن علي رضي الله تعالى عنه كفى بالعلم شرفا‬
‫أن يدعيه من ل يحسنه ويفرح به إذا نسب إليه وكفى‬
‫بالجهل ذما أن يتبرأ منه من هو فيه وعن علي رضي الله‬
‫تعالى عنه أيضا العلم خير من المال العلم يحرسك وأنت‬
‫تحرس المال والمال تنقصه النفقة والعلم يزكو بالنفاق‬
‫وعن الشافعي رضي الله تعالى عنه من ل يحب العلم ل خير‬
‫فيه فل يكن بينك وبينه معرفة ول صداقإة فإنه حياة القلوب‬
‫ومصباح البصائر وعن الشافعي أيضا رضي الله تعالى عنه‬
‫طإلب العلم أفضل من صلة النافلة وعن ابن عمر رضي الله‬
‫تعالى عنهما قإال مجلس فقه خير من عبادة ستين سنة‬

‫والثار في ذلك كثيرة معلومة‬
‫____________________‬

‫) ‪(1/11‬‬

‫ثم اعلم أن ما ذكرناه في فضل العلم إنما هو فيمن طإلبه‬
‫مريدا به وجأه الله تعالى فمن أراده لغرض دنيوي كمال أو‬
‫رياسة أو منصب أو جأاه أو شهرة أو نحو ذلك فهو مذموم‬
‫قإال الله تعالى } من كان يريد حرث الخرة نزد له في حرثه‬
‫ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وما له في الخرة من‬
‫نصيب { وقإال صلى الله عليه وسلم من تعلم علما ينتفع به‬
‫في الخرة يريد به عرضا من الدنيا لم يرح رائحة الجنة أي لم‬
‫يجد ريحها وقإال صلى الله عليه وسلم أشد الناس عذابا يوم‬
‫القيامة أي من المسلمين عالم ل ينتفع بعلمه وفي ذم‬
‫العالم الذي لم يعمل بعلمه أخبار كثيرة وفي هذا القدر‬
‫كفاية لمن وفقه الله تعالى‬
‫والفقه لغة الفهم مطلقا كما صوبه السنوي واصطلحا كما‬
‫في قإواعد الزركشي معرفة أحكام الحوادث نصا واستنباطإا‬
‫على مذهب أي ما ذهب إليه المام الشافعي من الحكام في‬
‫المسائل مجازا عن مكان الذهاب وذكر المصنف هنا‬
‫الشافعي‬
‫____________________‬

‫) ‪(1/12‬‬

‫رضي الله تعالى عنه فلنتعرض إلى طإرفا من أخباره تبركا‬
‫به فنقول هو حبر المة وسلطان الئمة محمد أبو عبدالله‬
‫بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن‬
‫عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن عبد المطلب بن عبد منافا جأد‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم لنه صلى الله عليه وسلم محمد‬
‫بن عبدالله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد منافا وهذا‬
‫نسب عظيم كما قإيل ‪ %‬نسب كأن عليه من شمس الضحى‬
‫‪ %‬نورا ومن فلق الصباح عمودا ‪ % %‬ما فيه إل سيد من‬
‫سيد ‪ %‬حاز المكارم والتقى والجودا ‪%‬‬
‫وشافع بن السائب هو الذي نسب إليه الشافعي لقي النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم وهو مترعرع وأسلم أبوه السائب يوم‬

‫بدر فإنه كان صاحب راية بني هاشم فأسر في جأملة من‬
‫أسر وفدى نفسه ثم أسلم وعبد منافا بن قإصي بن كلب بن‬
‫مرة بن كعب بن لؤي بالهمز وتركه ابن غالب بن فهر بن‬
‫مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن‬
‫مضر بن نزار بن معد بن عدنان والجأماع منعقد على هذا‬
‫النسب إلى عدنان وليس فيما بعده إلى آدم طإريق صحيح‬
‫فيما ينقل‬
‫وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما عن النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم كان إذا انتهى في النسب إلى عدنان أمسك ثم‬
‫يقول كذب النسابون أي بعده‬
‫ولد الشافعي رضي الله تعالى عنه على الصح بغزة التي‬
‫توفي فيها هاشم جأد النبي صلى الله عليه وسلم وقإيل‬
‫بعسقلن وقإيل بمنى سنة خمسين ومائة ثم حمل إلى مكة‬
‫وهو ابن سنتين ونشأ بها وحفظ القرآن وهو ابن سبع‬
‫سنين والموطإأ وهو ابن عشر وتفقه على مسلم بن خالد‬
‫مفتي مكة المعروفا بالزنجي لشدة شقرته من باب أسماء‬
‫الضداد وأذن له في الفتاء وهو ابن خمس عشرة سنة مع‬
‫أنه نشأ يتيما في حجر أمه في قإلة من العيش وضيق خال‬
‫وكان في صباه يجالس العلماء ويكتب ما يستفيده في‬
‫العظام ونحوها‬
‫____________________‬

‫) ‪(1/13‬‬

‫حتى مل منها خبايا ثم رحل إلى مالك بالمدينة ولزمه مدة‬
‫ثم قإدم بغداد سنة خمس وتسعين ومائة فأقإام بها سنتين‬
‫واجأتمع عليه علماؤها ورجأع كثير منهم عن مذاهب كانوا‬
‫عليها إلى مذهبه وصنف بها كتابه القديم ثم عاد إلى مكة‬
‫فأقإام بها مدة ثم عاد إلى بغداد سنة ثمان وتسعين ومائة‬
‫فأقإام بها شهرا ثم خرج إلى مصر ولم يزل بها ناشرا للعلم‬
‫ملزما للشتغال بجامعها العتيق إلى أن أصابته ضربة شديدة‬
‫فمرض بسببها أياما على ما قإيل ثم انتقل إلى رحمة الله‬
‫تعالى وهو قإطب الوجأود يوم الجمعة سلخ رجأب سنة أربع‬
‫ومائتين ودفن بالقرافة بعد العصر من يومه وانتشر علمه‬
‫في جأميع الفاق وتقدم على الئمة في الخلفا والوفاق‬
‫وعليه حمل الحديث المشهور عالم قإريش يمل طإباق الرض‬
‫علما ومن كلمه رضي الله عنه ‪ %‬أمت مطامعي فأرحت‬
‫نفسي ‪ %‬فإن النفس ما طإمعت تهون ‪ % %‬وأحييت القنوع‬

‫وكان ميتا ‪ %‬ففي إحيائه عرضي مصون ‪ % %‬إذا طإمع يحل‬
‫بقلب عبد ‪ %‬علته مهانة وعله هون ‪%‬‬
‫وله أيضا رضي الله تعالى عنه ‪ %‬ما حك جألدك مثل ظفرك‬
‫‪ %‬فتول أنت جأميع أمرك ‪ % %‬وإذا قإصدت لحاجأة ‪ %‬فاقإصد‬
‫لمعترفا بقدرك ‪%‬‬
‫وقإد أفرد بعض أصحابه في فضله وكرمه ونسبه وأشعاره‬
‫كتبا مشهورة وفيما ذكرته تذكرة لولى اللباب ولول خوفا‬
‫الملل لشحنت كتابي هذا منها بأبواب وذكرت في شرح‬
‫المنهاج وغيره ما فيه الكفاية ويكون ذلك المختصر في غاية‬
‫الختصار أي‬
‫____________________‬

‫) ‪(1/14‬‬

‫بالنسبة إلى أطإول منه وغاية الشيء معناها ترتب الثرعلى‬
‫ذلك الشيء كما تقول غاية البيع الصحيح حل النتفاع‬
‫بالمبيع وغاية الصلة الصحيحة إجأزاؤها و في نهاية اليجاز‬
‫بمثناة تحتية بعد الهمزة أي القصر وظاهر كلمه تغاير‬
‫لفظي الختصار واليجاز والغاية والنهاية وهو كذلك‬
‫فالختصار حذفا عرض الكلم واليجاز حذفا طإوله كما قإاله‬
‫ابن الملقن في إشاراته عن بعضهم وقإد علم مما تقرر‬
‫الفرق بين الغاية والنهاية يقرب أي يسهل لوضوح عبارته‬
‫على المتعلم أي المبتديء في التعلم شيئا فشيئا درسه أي‬
‫بسبب اختصاره وعذوبة ألفاظه ويسهل أي يتيسر على‬
‫المبتديء أي في طإلب الفقه حفظه عن ظهر قإلب لما مر‬
‫عن الخليل أن الكلم يختصر ليحفظ‬
‫تنبيه حرفا المضارعة في الفعلين مفتوح وسألني أيضا‬
‫بعض الصدقإاء أن أكثر فيه من التقسيمات لما يحتاج إلى‬
‫تقسيمه من الحكام الفقهية التية كما في المياه وغيرها‬
‫مما ستعرفه و من حصر أي ضبط الخصال الواجأبة والمندوبة‬
‫فأجأبته أي السائل إلى ذلك أي إلى تصنيف مختصر بالكيفية‬
‫المطلوبة وقإوله طإالبا حال من ضمير الفاعل أي مريدا‬
‫للثواب أي الجزاء من الله سبحانه وتعالى على تصنيف هذا‬
‫المختصر لقوله صلى الله عليه وسلم إذا مات ابن آدم‬
‫انقطع عمله إل من ثلث صدقإة جأارية أو علم ينتفع به أو ولد‬
‫صالح يدعو له وقإوله راغبا حال أيضا مما ذكر أي ملتجئا إلى‬
‫الله سبحانه وتعالى في العانة من فضله علي بحصول‬
‫التوفيق الذي هو خلق قإدرة الطاعة في العبد للصواب الذي‬

‫هو ضد الخطأ بأن يقدرني الله على إتمامه كما أقإدرني على‬
‫ابتدائه فإنه كريم جأواد ل يرد من سأله واعتمد عليه إنه‬
‫سبحانه وتعالى على ما يشاء أي‬
‫____________________‬

‫) ‪(1/15‬‬

‫يريده قإدير أي قإادر والقدرة صفة تؤثر في الشيء عند‬
‫تعلقها به وهي إحدى الصفات الثمانية القديمة الثابتة عند‬
‫أهل السنة التي هي صفات الذات القديم المقدس و هو‬
‫سبحانه وتعالى بعباده جأمع عبد وهو كما قإال في المحكم‬
‫النسان حرا كان أو رقإيقا فقد دعي صلى الله عليه وسلم‬
‫بذلك في أشرفا المواطإن ك } الحمد لله الذي أنزل على‬
‫عبده الكتاب { } سبحان الذي أسرى بعبده ليل { وقإال أبو‬
‫علي الدقإاق ليس للمؤمن صفة أتم ول أشرفا من العبودية‬
‫كما قإال القائل ‪ %‬ل تدعني إل بياعبدها ‪ %‬فإنه أشرفا‬
‫أسمائي ‪%‬‬
‫وقإوله لطيف من أسمائه تعالى بالجأماع واللطف الرأفة‬
‫والرفق وهو من الله تعالى التوفيق والعصمة بأن يخلق‬
‫قإدره الطاعة في العبد‬
‫فائدة قإال السهيلي لما جأاء البشير إلى يعقوب عليه الصلة‬
‫والسلم أعطاه في البشارة كلمات كان يرويها عن أبيه عن‬
‫جأده عليهم الصلة والسلم وهي يا لطيفا فوق كل لطيف‬
‫ألطف بي في أموري كلها كما أحب ورضني في دنياي‬
‫وآخرتي وقإوله خبير من أسمائه تعالى أيضا بالجأماع أي هو‬
‫عالم بعباده وبأفعالهم وأقإوالهم وبمواضع حوائجهم وما‬
‫تخفيه صدورهم‬
‫وإذ قإد أنهينا الكلم بحمد الله تعالى على ما قإصدناه من‬
‫ألفاظ الخطبة فنذكر طإرفا من محاسن هذا الكتاب قإبل‬
‫الشروع في المقصود فنقول إن الله تعالى قإد علم من‬
‫مؤلفه خلوص نيته في تصنيفه فعم النفع به فقل من متعلم‬
‫إل ويقرؤه أول إما بحفظ وإما بمطالعة وقإد اعتنى بشرحه‬
‫كثير من العلماء ففي ذلك دللة على أنه كان من العلماء‬
‫العاملين القاصدين بعلمهم وجأه الله تعالى‬
‫جأعل الله تعالى قإراه الجنة وجأعله في أعلى عليين مع الذين‬
‫أنعم عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين‬
‫وفعل ذلك بنا وبوالدينا ومشايخنا ومحبينا ول حول ول قإوة‬
‫إل بالله العلي العظيم‬

‫ولما كانت الصلة أفضل العبادات بعد اليمان ومن أعظم‬
‫شروطإها الطهارة لقوله صلى الله عليه وسلم مفتاح‬
‫الصلة الطهور والشرط‬
‫____________________‬

‫) ‪(1/16‬‬

‫مقدم طإبعا فقدم وضعا بدأ المصنف بها فقال‬
‫____________________‬

‫) ‪(1/17‬‬

‫هذا كتاب بيان أحكام الطهارة اعلم أن الكتاب لغة معناه‬
‫الضم والجمع يقال كتبت كتبا وكتابة وكتابا ومنه قإولهم‬
‫تكتبت بنو فلن إذا اجأتمعوا وكتب إذا خط بالقلم لما فيه من‬
‫اجأتماع الكلمات والحروفا‬
‫قإال أبو حيان ول يصح أن يكون مشتقا من الكتب لن‬
‫المصدر ل يشتق من المصدر‬
‫وأجأيب بأن المزيد يشتق من المجرد‬
‫واصطلحا اسم لجملة مختصة من العلم ويعبر عنها بالباب‬
‫وبالفصل أيضا‬
‫فإن جأمع بين الثلثة قإيل الكتاب اسم لجملة مختصة من‬
‫العلم مشتملة على أبواب وفصول ومسائل غالبا والباب‬
‫اسم لجملة مختصة من الكتاب مشتملة على فصول‬
‫ومسائل غالبا والفصل اسم لجملة مختصة من الباب‬
‫مشتملة على مسائل غالبا‬
‫والباب لغة ما يتوصل منه إلى غيره والفصل لغة الحاجأز بين‬
‫الشيئين والكتاب هنا خبر مبتدأ محذوفا مضافا إلى‬
‫محذوفين كما قإدرته وكذا يقدر في كل كتاب أو باب أو‬
‫فصل بحسب ما يليق به وإذ قإد علمت ذلك فل احتياج إلى‬
‫تقدير ذلك في كل كتاب أو باب أو فصل اختصارا‬
‫) الطهارة لغة وشرعا ( والطهارة لغة النظافة والخلوص‬
‫من الدناس حسية كانت كالنجاس أو معنوية كالعيوب يقال‬
‫طإهر بالماء وهم قإوم يتطهرون أي يتنزهون عن العيب وأما‬
‫في الشرع فاختلف في تفسيرها وأحسن ما قإيل فيه إنه‬
‫ارتفاع المنع المترتب على الحدث والنجس فيدخل فيه‬
‫غسل الذمية والمجنونة ليحل لحليلهما المسلم فإن المتناع‬

‫من الوطء قإد زال وقإد يقال إنه ليس شرعيا لنه لم يرفع‬
‫حدثا ولم يزل نجسا وكذا يقال في غسل الميت المسلم‬
‫فإنه أزال المنع من الصلة عليه ولم يزل به حدث ول نجس‬
‫بل هو تكرمة للميت وقإيل هي فعل ما تستباح به الصلة‬
‫____________________‬

‫) ‪(1/18‬‬

‫) تقسيم الطهارة إلى واجأب ومستحب ( وتنقسم إلى‬
‫واجأب كالطهارة عن الحدث ومستحب كتجديد الوضوء‬
‫والغسال المسنونة ثم الواجأب ينقسم إلى بدني وقإلبي‬
‫فالقلبي كالحسد والعجب والكبر والرياء‬
‫قإال الغزالي معرفة حدودها وأسبابها وطإبها وعلجأها فرض‬
‫عين يجب تعلمه والبدني إما بالماء أو بالتراب أو بهما كما‬
‫في ولوغ الكلب أو بغيرهما كالحريف في الدباغ أو بنفسه‬
‫كانقلب الخمر خل‬
‫) القول في أنواع المياه ( وقإوله ) المياه ( جأمع ماء والماء‬
‫ممدود على الفصح وأصله موه تحركت الواو وانفتح ما‬
‫قإبلها فقلبت ألفا ثم أبدلت الهاء همزة‬
‫ومن عجيب لطف الله تعالى أنه أكثر منه ولم يحوج فيه إلى‬
‫كثير معالجة لعموم الحاجأة إليه ) التي يجوز التطهير بها (‬
‫أي بكل واحد منها عن الحدث والخبث‬
‫والحدث في اللغة الشيء الحادث وفي الشرع يطلق على‬
‫أمر اعتباري يقوم بالعضاء يمنع من صحة الصلة حيث ل‬
‫مرخص وعلى السباب التي ينتهي بها الطهر وعلى المنع‬
‫المترتب على ذلك والمراد هنا الول لنه الذي ل يرفعه إل‬
‫الماء بخلفا المنع لنه صفة المر العتباري فهو غيره لن‬
‫المنع هو الحرمة وهي ترتفع ارتفاعا مقيدا بنحو التيمم‬
‫بخلفا الول‬
‫ول فرق في الحدث بين الصغر وهو ما نقض الوضوء‬
‫والمتوسط وهو ما أوجأب الغسل من جأماع أو إنزال والكبر‬
‫وهو ما أوجأبه من حيض أو نفاس‬
‫والخبث في اللغة ما يستقذر وفي الشرع مستقذر يمنع من‬
‫صحة الصلة حيث ل مرخص ول فرق فيه بين المخفف كبول‬
‫صبي لم يطعم غير لبن والمتوسط كبول غيره من غير نحو‬
‫الكلب والمغلظ كبول نحو الكلب‬
‫وإنما تعين الماء في رفع الحدث لقوله تعالى } فلم تجدوا‬

‫ماء فتيمموا { والمر للوجأوب فلو رفع غير الماء لما وجأب‬
‫التيمم عند فقده‬
‫ونقل ابن المنذر وغيره الجأماع على اشتراطإه في الحدث‬
‫إزالة الخبث لقوله صلى الله عليه وسلم في خبر الصحيحين‬
‫حين بال العرابي في المسجد صبوا عليه ذنوبا من ماء‬
‫والذنوب الدلو الممتلئة ماء‬
‫والمر للوجأوب كما مر فلو كفى غيره لما وجأب غسل البول‬
‫به ول يقاس به غيره لن الطهر به عند المام تعبدي وعند‬
‫غيره معقول المعنى لما فيه من الرقإة واللطافة التي ل‬
‫توجأد في غيره‬
‫الفعال كان بمعنى الحل وهو هنا بمعنى المرين لن من‬
‫أمر غير الماء على أعضاء الطهارة بنية الوضوء أو الغسل ل‬
‫يجوز ويحرم لنه تقرب بما ليس موضوعا للتقرب فعصى‬
‫لتلعبه ) سبع مياه ( بتقديم السين على الموحدة أحدها‬
‫) ماء السماء ( لقوله تعالى } وينزل عليكم من السماء {‬
‫____________________‬

‫) ‪(1/19‬‬

‫تنبيه يجوز إذا أضيف إلى العقود كان بمعنى الصحة وإذا‬
‫أضيف إلى ماء ليطهركم به وبدأ المصنف رحمه الله بها‬
‫لشرفها على الرض كما هو الصح في المجموع‬
‫وهل للمراد بالسماء في الية الجرم المعهود أو السحاب‬
‫قإولن‬
‫حكاهما النووي في دقإائق الروضة ول مانع من أن ينزل من‬
‫كل منهما‬
‫) و ( ثانيها ) ماء البحر ( أي المالح لحديث هو الطهور ماؤه‬
‫الحل ميتته صححه الترمذي وسمي بحرا لعمقه واتساعه‬
‫تنبيه حيث أطإلق البحر فالمراد به المالح غالبا ويقل في‬
‫العذب كما قإاله في المحكم‬
‫فائدة اعترض بعضهم على الشافعي في قإوله كل ماء من‬
‫بحر عذب أو مالح فالتطهير به جأائز بأنه لحن وإنما يصح من‬
‫بحر ملح وهو مخطىء في ذلك‬
‫قإال الشاعر ) الطويل ( فلو تفلت في البحر والبحر مالح‬
‫لصبح ماء البحر من ريقها عذبا ولكن فهمه السقيم أداه‬
‫إلى ذلك قإال الشاعر وكم من عائب قإول صحيحا وآفته من‬
‫الفهم السقيم ) و ( ثالثها ) ماء النهر ( العذب وهو بفتح‬
‫الهاء وسكونها كالنيل والفرات ونحوهما بالجأماع‬

‫) و ( رابعها ) ماء البئر ( لقوله صلى الله عليه وسلم الماء ل‬
‫ينجسه شيء لما سئل عن بئر بضاعة بالضم لنه توضأ منها‬
‫ومن بئر رومة‬
‫تنبيه شمل إطإلقإه البئر بئر زمزم لنه صلى الله عليه وسلم‬
‫توضأ منها‬
‫وفي المجموع حكاية الجأماع على صحة الطهارة به وإنه ل‬
‫ينبغي إزالة النجاسة به سيما في الستنجاء لما قإيل إنه‬
‫يورث البواسير وذكر نحوه ابن الملقن في شرح البخاري‬
‫وهل إزالة النجاسة به حرام أو مكروه أو خلفا الولى أوجأه‬
‫حكاها الدميري والطيب الناشري من غير ترجأيح تبعا‬
‫للذرعي‬
‫والمعتمد الكراهة لن أبا ذر رضي الله تعالى عنه أزال به‬
‫الدم الذي أدمته قإريش حين رجأموه كما هو في صحيح‬
‫مسلم وغسلت أسماء بنت أبي بكر ولدها عبد الله ابن الزبير‬
‫رضي الله تعالى عنهم حين قإتل وتقطعت أوصاله بماء‬
‫زمزم بمحضر من الصحابة وغيرهم ولم ينكر ذلك عليها أحد‬
‫منهم‬
‫) و ( خامسها ) ماء العين ( الرضية كالنابعة من أرض أو‬
‫الجبل أو الحيوانية كالنابعة من الزلل وهو شيء ينعقد من‬
‫الماء على صورة الحيوان أو النسانية كالنابعة من بين‬
‫أصابعه صلى الله عليه وسلم من ذاتها على خلفا فيه وهو‬
‫أفضل المياه مطلقا‬
‫____________________‬

‫) ‪(1/20‬‬

‫) و ( سادسها ) ماء الثلج ( بالمثلثة ) و ( سابعها ) ماء البرد‬
‫( بفتح الر لنهما ينزلن من السماء ثم يعرض لهما الجمود‬
‫في الهواء كما يعرض لهما على وجأه الرض قإاله ابن الرفعة‬
‫في الكفاية‬
‫فل يردان على المصنف وكذا ل يرد عليه أيضا رشح بخار‬
‫الماء لنه ماء حقيقة وينقص بقدره وهذا هو المعتمد كما‬
‫صححه النووي في مجموعه وغيره وإن قإال الرافعي تازع‬
‫فيه عامة الصحاب وقإالوا يسمونه بخارا أو رشحا ل ماء على‬
‫الطإلق ول ماء الزرع إذا قإلنا بطهوريته وهو المعتمد لنه ل‬
‫يخرج عن أحد المياه المذكورة‬
‫) القول في أقإسام المياه من حيث التطهير بها وعدمه (‬

‫) ثم المياه ( المذكورة ) على أربعة أقإسام (‬
‫أحدها ماء ) طإاهر ( في نفسه ) مطهر ( لغيره ) غير مكروه‬
‫( استعماله ) وهو الماء المطلق (‬
‫) حقيقة الماء المطلق ( وهو ما يقع عليه اسم ماء بل قإيد‬
‫بإضافة كماء ورد أو بصفة كماء دافق أو بلم عهد كقوله‬
‫صلى الله عليه وسلم نعم إذا رأت الماء يعني المني قإال‬
‫الولي العراقإي ول يحتاج لتقييد القيد بكونه لزما لن القيد‬
‫الذي ليس بلزم كماء البئر مثل ينطلق اسم الماء عليه بدونه‬
‫فل حاجأة للحتراز عنه وإنما يحتاج إلى القيد في جأانب‬
‫الثبات كقولنا غير المطلق هو المقيد بقيد لزم‬
‫اه‬
‫) الماء المطلق يشمل المتغير بما ل يستغنى عنه حكما أو‬
‫اسما ( تنبيه تعريف المطلق بما ذكر هو ما جأرى عليه في‬
‫المنهاج‬
‫وأورد عليه المتغير كثيرا بما ل يؤثر فيه كطين وطإحلب وما‬
‫في مقره وممره فإنه مطلق مع أنه لم يعر عما ذكر‬
‫وأجأيب بمنع أنه مطلق وإنما أعطى حكمه في جأواز التطهير‬
‫به للضرورة فهو‬
‫____________________‬

‫) ‪(1/21‬‬

‫مستثنى من غير المطلق على أن الرافعي قإال أهل اللسان‬
‫والعرفا ل يمتنعون من إيقاع اسم الماء المطلق عليه وعليه‬
‫ل إيراد ول يرد الماء القليل الذي وقإعت فيه نجاسة ولم‬
‫تغيره ول الماء المستعمل لنه غير مطلق‬
‫) و ( ثانيها ماء ) طإاهر ( في نفسه ) مطهر ( لغيره إل ) أنه‬
‫مكروه ( استعماله شرعا تنزيها في الطهارة ) وهو الماء‬
‫المشمس ( أي المتشمس لما روى الشافعي رضي الله‬
‫تعالى عنه عن عمر رضي الله تعالى عنه أنه كان يكره‬
‫الغتسال به وقإال إنه يورث البرص لكن بشروط الول أن‬
‫يكون ببلد حارة أي وتنقله الشمس عن حالته إلى حالة‬
‫أخرى كما نقله في البحر عن الصحاب‬
‫والثاني أن يكون في آنية منطبعة غير النقدين وهي كل ما‬
‫طإرق نحو الحديد والنحاس‬
‫والثالث أن يستعمل في حال حرارته في البدن لن الشمس‬
‫بحدتها تفصل منه زهومة تعلو الماء فإذا لقإت البدن‬
‫بسخونتها خيف أن تقبض عليه فيحتبس الدم فيحصل‬

‫البرص ويؤخذ من هذا أن استعماله في البدن لغير الطهارة‬
‫كشرب كالطهارة بخلفا ما إذا استعمل في غير البدن‬
‫كغسل ثوب لفقد العلة المذكورة وبخلفا المسخن بالنار‬
‫المعتدل وإن سخن بنجس ولو بروث نحو كلب فل يكره لعدم‬
‫ثبوت النهي عنه ولذهاب الزهومة لقوة تأثيرها وبخلفا ما‬
‫إذا كان ببلد باردة أو معتدلة وبخلفا المشمس في غير‬
‫المنطبع كالخزفا والحياض أو في منطبع نقد لصفاء جأوهره‬
‫أو استعمل في البدن بعد أن برد وأما المطبوخ به فإن كان‬
‫مائعا كره وإل فل كما قإاله الماوردي‬
‫ويكره في البرص لزيادة الضرر وكذا في الميت لنه محترم‬
‫وفي غير الدمي من الحيوان إن كان البرص يدركه كالخيل‬
‫وإنما لم يحرم المشمس كالسم لن ضرره مظنون بخلفا‬
‫السم ويجب استعماله عند فقد غيره‬
‫أي عند ضيق الوقإت‬
‫) القول في الماء شديد السخونة والبرودة ( ويكره أيضا‬
‫تنزيها شديد السخونة أو البرودة في الطهارة لمنعه السباغ‬
‫وكذا مياه ديار ثمود وكل ماء مغضوب على أهله‬
‫____________________‬

‫) ‪(1/22‬‬

‫كماء ديار قإوم لوط وماء البئر التي وضع فيها السحر‬
‫لرسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫فإن الله تعالى مسخ ماءها حتى صار كنقاعة الحناء وماء‬
‫ديار بابل‬
‫) القول في أقإسام الطاهر غير المطهر ( ) و ( ثالثها ماء‬
‫) طإاهر ( في نفسه ) غير مطهر ( لغيره ) وهو ( الماء‬
‫القليل ) المستعمل ( في فرض الطهارة عن حدث كالغسلة‬
‫الولى أما كونه