ƒΘ¥τδƒπ ΘΘ¼⌐á∩δ∩ 001
http://www.shamela.ws
تم إعداد هذا الملف آليا بواسطة المكتبة الشاملة
القإناع في حل ألفاظ أبي شجاع
محمد الشربيني الخطيب
سنة الولدة /سنة الوفاة
تحقيق مكتب البحوث والدراسات -دار الفكر
الناشر دار الفكر
سنة النشر 1415
مكان النشر بيروت
عدد الجأزاء 1*2
القإناع في حل ألفاظ أبي شجاع | 1
____________________
) (1/1
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي نشر للعلماء أعلما وثبت لهم على الصراط
المستقيم أقإداما وجأعل مقام العلم أعلى مقام وفضل
العلماء بإقإامة الحجج الدينية ومعرفة الحكام وأودع
العارفين لطائف سره فهم أهل المحاضرة واللهام ووفق
العاملين لخدمته فهجروا لذيذ المنام وأذاق المحبين لذة
قإربه وأنسه فشغلهم عن جأميع النام أحمده سبحانه وتعالى
على جأزيل النعام وأشهد أن ل إله إل الله وحده ل شريك له
الملك العلم وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا صلى الله عليه
وسلم عبده ورسوله وصفيه وخليله إمام كل إمام وعلى آله
وأصحابه وأزواجأه وذريته الطيبين الطاهرين صلة وسلما
دائمين متلزمين إلى يوم الدين وبعد فيقول الفقير إلى
رحمة ربه القريب
____________________
) (1/3
المجيب محمد الشربيني الخطيب إن مختصر المام العالم
العلمة الحبر البحر الفهامة شهاب الدنيا والدين أحمد بن
الحسين بن أحمد الصفهاني الشهير بأبي شجاع المسمى
بغاية الختصار لما كان من أبدع مختصر في الفقه صنف
وأجأمع موضوع له فيه على مقدار حجمه ألف التمس مني
بعض العزة علي المترددين إلي أن أضع عليه شرحا يوضح
ما أشكل منه ويفتح ما أغلق منه ضاما إلى ذلك من الفوائد
المستجدات والقواعد المحررات التي وضعتها في شروحي
على التنبيه والمنهاج والبهجة فاستخرت الله تعالى مدة من
الزمان بعد أن صليت ركعتين في مقام إمامنا الشافعي
رضي الله تعالى عنه وأرضاه وجأعل الجنة منقلبه ومثواه
فلما انشرح لذلك صدري شرعت في شرح تقربه أغين أولي
الرغبات راجأيا بذلك جأزيل الجأر والثواب أجأافي فيه اليجاز
المخل والطإناب الممل حرصا على التقريب لفهم قإاصده
والحصول على فوائده ليكتفي به المبتدي عن المطالعة في
غيره والمتوسط عن المراجأعة لغيره فإني مؤمل من الله
تعالى أن يجعل هذا الكتاب عمدة ومرجأعا ببركة الكرم
الوهاب فما كل من صنف أجأاد ول كل من قإال وفى بالمراد
والفضل مواهب والناس في الفنون مراتب والناس
يتفاوتون في الفضائل وقإد تظفر الواخر بما تركته الوائل
وكم ترك الول للخر وكم لله على خلقه من فضل وجأود
وكل ذي نعمة محسود والحسود ل
____________________
) (1/4
يسود وسميته بالقإناع في حل ألفاظ أبي شجاع أعانني الله
على إكماله وجأعله خالصا لوجأهه الكريم بكرمه وأفضاله فل
ملجأ منه إل إليه ول إعتماد إل عليه وهو حسبي ونعم الوكيل
وأسأله الستر الجميل قإال المؤلف رحمه الله تعالى بسم
الله الرحمن الرحيم أي أبتديء وأفتتح أو أؤلف وهذا أولى إذ
كل فاعل يبدأ في فعله ببسم الله يضمر ما جأعل التسمية
مبدأ له كما أن المسافر إذا حل أو ارتحل فقال بسم الله
كان المعنى باسم الله أحل أو ارتحل والسم مشتق من
السمو وهو العلو فهو من السماء المحذوفة العجاز كيد
ودم لكثرة الستعمال بنيت أوائلها على السكون وأدخل
عليها همزة الوصل لتعذر البتداء بالساكن وقإيل من الوسم
وهو العلمة وفيه عشر لغات نظمها بعضهم في بيت فقال
%سم وسما واسم بتثليث أول %لهن سماء عاشر تمت
انجلى %
والله علم على الذات الواجأب الوجأود المستحق لجميع
المحامد لم يتسم به سواه تسمى به قإبل أن يسمى وأنزله
على آدم في جأملة السماء قإال تعالى } هل تعلم له سميا {
أي هل تعلم أحدا سمى الله غير الله وأصله إله كإمام ثم
أدخلوا عليه اللف
____________________
) (1/5
واللم ثم حذفت الهمزة الثانية طإلبا للخفة ونقلت حركتها
إلى اللم فصار الله بلمين متحركين ثم سكنت الولى
وأدغمت في الثانية للتسهيل والله في الصل يقع على كل
معبود بحق أو باطإل ثم غلب على المعبود بحق كما أن النجم
اسم لكل كوكب ثم غلب على الثريا وهو عربي عند الكثر
وعند المحققين أنه اسم الله العظم وقإد ذكر في القرآن
العزيز في ألفين وثلثمائة وستين موضعا واختار النووي
تبعا لجماعة أنه الحي القيوم قإال ولذلك لم يذكر في القرآن
إل في ثلثة مواضع في البقرة وآل عمران وطإه والرحمن
الرحيم صفتان مشبهتان بنيتا للمبالغة من مصدر رحم
والرحمن أبلغ من الرحيم لن زيادة البناء تدل على زيادة
المعنى كما في قإطع بالتخفيف وقإطع بالتشديد وقإدم الله
عليهما لنه اسم ذات وهما اسما صفة وقإدم الرحمن على
الرحيم لنه خاص إذ ل يقال لغير الله بخلفا الرحيم والخاص
مقدم على العام
فائدة قإال النسفي في تفسيره قإيل إن الكتب المنزلة من
السماء إلى الدنيا مائة وأربعة صحف شيث ستون وصحف
إبراهيم ثلثون وصحف موسى قإبل التوراة عشر والتوراة
والزبور والنجيل والفرقإان ومعاني كل الكتب مجموعة في
القرآن ومعاني القرآن مجموعة في الفاتحة ومعاني
الفاتحة مجموعة في البسملة ومعاني البسملة مجموعة في
بائها ومعناها بي كان ما
____________________
) (1/6
كان وبي يكون ما يكون زاد بعضهم ومعاني الباء في
نقطتها الحمد لله بدأ بالبسملة ثم بالحمدلة اقإتداء بالكتاب
العزيز وعمل بخبر كل أمر ذي بال أي حال يهتم به شرعا ل
يبدأ فيه ببسم الله الرحمن الرحيم فهو أقإطع أي ناقإص غير
تام فيكون قإليل البركة وفي رواية رواها أبو داود بالحمد لله
وجأمع المصنف رحمه الله تعالى كغيره بين البتداءين عمل
بالروايتين وإشارة إلى أنه ل تعارض بينهما إذ البتداء
حقيقي وإضافي فالحقيقي حصل بالبسملة والضافي
بالحمدلة أو أن البتداء ليس حقيقيا بل هو أمر عرفي يمتد
من الخذ في التأليف إلى الشروع في المقصود فالكتب
المصنفة مبدؤها الخطبة بتمامها والحمد اللفظي لغة الثناء
باللسان على الجميل الختياري على جأهة التبجيل أي
التعظيم سواء تعلق بالفضائل وهي النعم القاصرة أم
بالفواصل وهي النعم المتعدية فدخل في الثناء الحمد
وغيره وخرج باللسان الثناء بغيره كالحمد النفسي
وبالجميل الثناء باللسان على غير جأميل إن قإلنا برأي ابن
عبد السلم إن الثناء حقيقة في الخير والشر وإن قإلنا برأي
الجمهور وهو الظاهر أنه حقيقة في الخير فقط ففائدة
ذلك تحقيق الماهية أو دفع توهم إرادة الجمع بين الحقيقة
والمجاز عند من يجوزه وبالختياري المدح فإنه يعم
الختياري وغيره تقول مدحت اللؤلؤة على حسنها دون
حمدتها وبعلى جأهة التبجيل ما كان على جأهة الستهزاء
والسخرية نحو } ذق إنك أنت العزيز الكريم { وعرفا فعل
ينبيء عن تعظيم المنعم من حيث إنه منعم على الحامد أو
غيره سواء كان ذكرا باللسان أم اعتقادا
____________________
) (1/7
ومحبة بالجنان أو عمل وخدمة بالركان كما قإيل %أفادتكم
النعماء مني ثلثة %يدي ولساني والضمير المحجبا %
والشكر لغة هو الحمد عرفا وعرفا صرفا العبد جأميع ما أنعم
الله به عليه من السمع وغيره إلى ما خلق لجأله والمدح لغة
الثناء باللسان على الجميل مطلقا على جأهة التعظيم
وعرفا ما يدل على اختصاص الممدوح بنوع من الفضائل
وجأملة الحمد لله خبرية لفظا إنشائية معنى لحصول الحمد
بالتكلم بها مع الذعان لمدلولها ويجوز أن تكون موضوعة
شرعا للنشاء والحمد مختص بالله تعالى كما أفادته الجملة
سواء جأعلت فيه أل للستغراق كما عليه الجمهور وهو ظاهر
أم للجنس كما عليه الزمخشري لن لم لله للختصاص فل
فرد منه لغيره تعالى أم للعهد العلمي كالتي في قإوله تعالى
} إذ هما في الغار { كما نقله ابن عبد السلم وأجأازه
الواحدي على معنى أن الحمد الذي حمد الله به في نفسه
وحمده به أنبياؤه وأولياؤه مختص به والعبرة بحمد من ذكر
فل فرد منه لغيره وأولى الثلثة الجنس وقإوله رب بالجر
على الصفة معناه المالك لجميع الخلق من النس والجن
والملئكة والدواب وغيرهم إذ كل منها يطلق عليه عالم
يقال عالم النس وعالم الجن إلى غير ذلك وسمي المالك
بالرب لنه يحفظ ما يملكه ويربيه ول يطلق على غيره إل
مقيدا كقوله تعالى } ارجأع إلى ربك { وقإوله العالمين اسم
جأمع عالم بفتح اللم وليس جأمعا له لن العالم عام في
العقلء وغيرهم والعالمين مختص بالعقلء والخاص ل يكون
جأمعا لما هو أعم منه قإاله ابن مالك وتبعه ابن هشام في
توضيحه وذهب كثير إلى أنه جأمع عالم على حقيقة الجمع
ثم اختلفوا في تفسير العالم الذي هو جأمع هذا الجمع
فذهب أبو الحسن إلى أنه أصنافا الخلق العقلء وغيرهم
وهو ظاهر كلم الجوهري وذهب أبو عبيدة إلى أنه أصنافا
العقلء فقط وهم النس والجن والملئكة
____________________
) (1/8
ثم قإرن بالثناء على الله تعالى والثناء على نبيه صلى الله
عليه وسلم بقوله وصلي الله وسلم على سيدنا محمد النبي
لقوله تعالى } ورفعنا لك ذكرك { أي ل أذكر إل وتذكر معي
كما في صحيح ابن حبان ولقول الشافعي رضي الله تعالى
عنه أحب أن يقدم المرء بين يدي خطبته أي بكسر الخاء وكل
أمر طإلبه غيرها حمدا لله والثناء عليه والصلة على النبي
صلى الله عليه وسلم وإفراد الصلة عن السلم مكروه كما
قإاله النووي في أذكاره وكذا عكسه ويحتمل أن المصنف
أتى بها لفظا وأسقطها خطأ ويخرج بذلك من الكراهة
والصلة من الله تعالى رحمة مقرونة بتعظيم ومن الملئكة
استغفار ومن الدميين أي ومن الجن تضرع ودعاء قإاله
الزهري وغيره واختلف في وقإت وجأوب الصلة على النبي
صلى الله عليه وسلم على أقإوال
أحدها كل صلة واختاره الشافعي في التشهد الخير منها
والثاني في العمر مرة
والثالث كلما ذكر واختاره الحليمي من الشافعية والطحاوي
من الحنفية واللخمي من المالكية وابن بطة من الحنابلة
والرابع في كل مجلس
والخامس في أول كل دعاء وفي وسطه وفي آخره لقوله
صلى الله عليه وسلم ل تجعلوني كقدح الراكب بل اجأعلوني
في أول كل دعاء وفي وسطه وفي آخره رواه الطبراني
عن جأابر
ومحمد علم على نبينا صلى الله عليه وسلم منقول من اسم
مفعول الفعل المضعف سمي به بإلهام من الله تعالى بأنه
يكثر حمد الخلق له لكثرة خصاله الحميدة كما روي في
السير أنه قإيل لجده عبد المطلب وقإد سماه في سابع
ولدته لموت أبيه قإبلها لم سميت ابنك محمدا وليس من
أسماء آبائك ول قإومك قإال رجأوت أن يحمد في السماء
والرض وقإد حقق الله تعالى رجأاءه كما سبق
____________________
) (1/9
في علمه والنبي إنسان حر ذكر من بني آدم سليم عن منفر
طإبعا ومن دناءة أب وخنا أم أوحي إليه بشرع يعمله به وإن
لم يؤمر بتبليغه والرسول إنسان أوحي إليه بشرع وأمر
بتبليغه فكل رسول نبي ول عكس و على آله وهم على
الصح مؤمنو بني هاشم وبني المطلب وقإيل كل مؤمن
تقي وقإيل أمته واختاره جأمع من المحققين والمطلب
مفتعل من الطلب واسمه شيبة الحمد على الصح لنه ولد
وفي رأسه شيبة ظاهرة في ذؤابتيه وهاشم لقب واسمه
عمرو وقإيل له هاشم لن قإريشا أصابهم قإحط فنحر بعيرا
وجأعله لقومه مرقإة وثريدا فلذلك سمي هاشما لهشمه
العظم و على صحبه وهو جأمع صاحب والصحابي من اجأتمع
مؤمنا بالنبي صلى الله عليه وسلم في حياته ولو ساعة ولو
لم يرو عنه شيئا فيدخل في ذلك العمى كابن أم مكتوم
والصغير ولو غير مميز كمن حنكه صلى الله عليه وسلم أو
وضع يده على رأسه وقإوله أجأمعين تأكيد
وفي بعض النسخ أما بعد ساقإطة في أكثرها أي بعد ما تقدم
من الحمد وغيره وهذه الكلمة يؤتى بها للنتقال من أسلوب
إلى آخر ول يجوز التيان بها في أول الكلم ويستحب
التيان بها في الخطب والمكاتبات اقإتداء برسول الله صلى
الله عليه وسلم وقإد عقد البخاري لها بابا في كتاب الجمعة
وذكر فيه أحاديث كثيرة والعامل فيها أما عند سيبويه
لنيابتها عن الفعل أو الفعل نفسه
____________________
) (1/10
عند غيره والصل مهما يكن من شيء بعد فقد سألني أي
طإلب مني بعض الصدقإاء جأمع صديق وهو الخليل وقإوله
حفظهم الله تعالى جأملة دعائية أن أعمل أي أصنف مختصرا
وهو ما قإل لفظه وكثر معناه ل مبسوطإا وهو ما كثر لفظه
ومعناه قإال الخليل الكلم يبسط ليفهم ويختصر ليحفظ في
علم الفقه الذي هو المقصود من بين العلوم بالذات وباقإيها
له كاللت لن به يعرفا الحلل والحرام وغيرهما من
الحكام وقإد تظاهرت اليات والخبار والثار وتواترت
وتطابقت الدلئل الصريحة وتوافقت على فضيلة العلم
والحث على تحصيله والجأتهاد في اقإتباسه وتعليمه فمن
اليات قإوله تعالى } هل يستوي الذين يعلمون والذين ل
يعلمون { وقإوله تعالى } وقإل رب زدني علما { وقإوله
تعالى } إنما يخشى الله من عباده العلماء { واليات في
ذلك كثيرة معلومة
ومن الخبار قإوله صلى الله عليه وسلم من يرد الله به خيرا
يفقه في الدين رواه البخاري ومسلم وقإوله صلى الله عليه
وسلم لعلي رضي الله تعالى عنه لن يهدي الله بك رجأل
واحدا خير لك من حمر النعم رواه سهل عن ابن مسعود
وقإوله صلى الله عليه وسلم إذا مات ابن آدم انقطع عمله إل
من ثلث صدقإة جأارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له
والحاديث في ذلك كثيرة معلومة مشهورة
ومن الثار عن علي رضي الله تعالى عنه كفى بالعلم شرفا
أن يدعيه من ل يحسنه ويفرح به إذا نسب إليه وكفى
بالجهل ذما أن يتبرأ منه من هو فيه وعن علي رضي الله
تعالى عنه أيضا العلم خير من المال العلم يحرسك وأنت
تحرس المال والمال تنقصه النفقة والعلم يزكو بالنفاق
وعن الشافعي رضي الله تعالى عنه من ل يحب العلم ل خير
فيه فل يكن بينك وبينه معرفة ول صداقإة فإنه حياة القلوب
ومصباح البصائر وعن الشافعي أيضا رضي الله تعالى عنه
طإلب العلم أفضل من صلة النافلة وعن ابن عمر رضي الله
تعالى عنهما قإال مجلس فقه خير من عبادة ستين سنة
والثار في ذلك كثيرة معلومة
____________________
) (1/11
ثم اعلم أن ما ذكرناه في فضل العلم إنما هو فيمن طإلبه
مريدا به وجأه الله تعالى فمن أراده لغرض دنيوي كمال أو
رياسة أو منصب أو جأاه أو شهرة أو نحو ذلك فهو مذموم
قإال الله تعالى } من كان يريد حرث الخرة نزد له في حرثه
ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وما له في الخرة من
نصيب { وقإال صلى الله عليه وسلم من تعلم علما ينتفع به
في الخرة يريد به عرضا من الدنيا لم يرح رائحة الجنة أي لم
يجد ريحها وقإال صلى الله عليه وسلم أشد الناس عذابا يوم
القيامة أي من المسلمين عالم ل ينتفع بعلمه وفي ذم
العالم الذي لم يعمل بعلمه أخبار كثيرة وفي هذا القدر
كفاية لمن وفقه الله تعالى
والفقه لغة الفهم مطلقا كما صوبه السنوي واصطلحا كما
في قإواعد الزركشي معرفة أحكام الحوادث نصا واستنباطإا
على مذهب أي ما ذهب إليه المام الشافعي من الحكام في
المسائل مجازا عن مكان الذهاب وذكر المصنف هنا
الشافعي
____________________
) (1/12
رضي الله تعالى عنه فلنتعرض إلى طإرفا من أخباره تبركا
به فنقول هو حبر المة وسلطان الئمة محمد أبو عبدالله
بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن
عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن عبد المطلب بن عبد منافا جأد
النبي صلى الله عليه وسلم لنه صلى الله عليه وسلم محمد
بن عبدالله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد منافا وهذا
نسب عظيم كما قإيل %نسب كأن عليه من شمس الضحى
%نورا ومن فلق الصباح عمودا % %ما فيه إل سيد من
سيد %حاز المكارم والتقى والجودا %
وشافع بن السائب هو الذي نسب إليه الشافعي لقي النبي
صلى الله عليه وسلم وهو مترعرع وأسلم أبوه السائب يوم
بدر فإنه كان صاحب راية بني هاشم فأسر في جأملة من
أسر وفدى نفسه ثم أسلم وعبد منافا بن قإصي بن كلب بن
مرة بن كعب بن لؤي بالهمز وتركه ابن غالب بن فهر بن
مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن
مضر بن نزار بن معد بن عدنان والجأماع منعقد على هذا
النسب إلى عدنان وليس فيما بعده إلى آدم طإريق صحيح
فيما ينقل
وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما عن النبي صلى الله
عليه وسلم كان إذا انتهى في النسب إلى عدنان أمسك ثم
يقول كذب النسابون أي بعده
ولد الشافعي رضي الله تعالى عنه على الصح بغزة التي
توفي فيها هاشم جأد النبي صلى الله عليه وسلم وقإيل
بعسقلن وقإيل بمنى سنة خمسين ومائة ثم حمل إلى مكة
وهو ابن سنتين ونشأ بها وحفظ القرآن وهو ابن سبع
سنين والموطإأ وهو ابن عشر وتفقه على مسلم بن خالد
مفتي مكة المعروفا بالزنجي لشدة شقرته من باب أسماء
الضداد وأذن له في الفتاء وهو ابن خمس عشرة سنة مع
أنه نشأ يتيما في حجر أمه في قإلة من العيش وضيق خال
وكان في صباه يجالس العلماء ويكتب ما يستفيده في
العظام ونحوها
____________________
) (1/13
حتى مل منها خبايا ثم رحل إلى مالك بالمدينة ولزمه مدة
ثم قإدم بغداد سنة خمس وتسعين ومائة فأقإام بها سنتين
واجأتمع عليه علماؤها ورجأع كثير منهم عن مذاهب كانوا
عليها إلى مذهبه وصنف بها كتابه القديم ثم عاد إلى مكة
فأقإام بها مدة ثم عاد إلى بغداد سنة ثمان وتسعين ومائة
فأقإام بها شهرا ثم خرج إلى مصر ولم يزل بها ناشرا للعلم
ملزما للشتغال بجامعها العتيق إلى أن أصابته ضربة شديدة
فمرض بسببها أياما على ما قإيل ثم انتقل إلى رحمة الله
تعالى وهو قإطب الوجأود يوم الجمعة سلخ رجأب سنة أربع
ومائتين ودفن بالقرافة بعد العصر من يومه وانتشر علمه
في جأميع الفاق وتقدم على الئمة في الخلفا والوفاق
وعليه حمل الحديث المشهور عالم قإريش يمل طإباق الرض
علما ومن كلمه رضي الله عنه %أمت مطامعي فأرحت
نفسي %فإن النفس ما طإمعت تهون % %وأحييت القنوع
وكان ميتا %ففي إحيائه عرضي مصون % %إذا طإمع يحل
بقلب عبد %علته مهانة وعله هون %
وله أيضا رضي الله تعالى عنه %ما حك جألدك مثل ظفرك
%فتول أنت جأميع أمرك % %وإذا قإصدت لحاجأة %فاقإصد
لمعترفا بقدرك %
وقإد أفرد بعض أصحابه في فضله وكرمه ونسبه وأشعاره
كتبا مشهورة وفيما ذكرته تذكرة لولى اللباب ولول خوفا
الملل لشحنت كتابي هذا منها بأبواب وذكرت في شرح
المنهاج وغيره ما فيه الكفاية ويكون ذلك المختصر في غاية
الختصار أي
____________________
) (1/14
بالنسبة إلى أطإول منه وغاية الشيء معناها ترتب الثرعلى
ذلك الشيء كما تقول غاية البيع الصحيح حل النتفاع
بالمبيع وغاية الصلة الصحيحة إجأزاؤها و في نهاية اليجاز
بمثناة تحتية بعد الهمزة أي القصر وظاهر كلمه تغاير
لفظي الختصار واليجاز والغاية والنهاية وهو كذلك
فالختصار حذفا عرض الكلم واليجاز حذفا طإوله كما قإاله
ابن الملقن في إشاراته عن بعضهم وقإد علم مما تقرر
الفرق بين الغاية والنهاية يقرب أي يسهل لوضوح عبارته
على المتعلم أي المبتديء في التعلم شيئا فشيئا درسه أي
بسبب اختصاره وعذوبة ألفاظه ويسهل أي يتيسر على
المبتديء أي في طإلب الفقه حفظه عن ظهر قإلب لما مر
عن الخليل أن الكلم يختصر ليحفظ
تنبيه حرفا المضارعة في الفعلين مفتوح وسألني أيضا
بعض الصدقإاء أن أكثر فيه من التقسيمات لما يحتاج إلى
تقسيمه من الحكام الفقهية التية كما في المياه وغيرها
مما ستعرفه و من حصر أي ضبط الخصال الواجأبة والمندوبة
فأجأبته أي السائل إلى ذلك أي إلى تصنيف مختصر بالكيفية
المطلوبة وقإوله طإالبا حال من ضمير الفاعل أي مريدا
للثواب أي الجزاء من الله سبحانه وتعالى على تصنيف هذا
المختصر لقوله صلى الله عليه وسلم إذا مات ابن آدم
انقطع عمله إل من ثلث صدقإة جأارية أو علم ينتفع به أو ولد
صالح يدعو له وقإوله راغبا حال أيضا مما ذكر أي ملتجئا إلى
الله سبحانه وتعالى في العانة من فضله علي بحصول
التوفيق الذي هو خلق قإدرة الطاعة في العبد للصواب الذي
هو ضد الخطأ بأن يقدرني الله على إتمامه كما أقإدرني على
ابتدائه فإنه كريم جأواد ل يرد من سأله واعتمد عليه إنه
سبحانه وتعالى على ما يشاء أي
____________________
) (1/15
يريده قإدير أي قإادر والقدرة صفة تؤثر في الشيء عند
تعلقها به وهي إحدى الصفات الثمانية القديمة الثابتة عند
أهل السنة التي هي صفات الذات القديم المقدس و هو
سبحانه وتعالى بعباده جأمع عبد وهو كما قإال في المحكم
النسان حرا كان أو رقإيقا فقد دعي صلى الله عليه وسلم
بذلك في أشرفا المواطإن ك } الحمد لله الذي أنزل على
عبده الكتاب { } سبحان الذي أسرى بعبده ليل { وقإال أبو
علي الدقإاق ليس للمؤمن صفة أتم ول أشرفا من العبودية
كما قإال القائل %ل تدعني إل بياعبدها %فإنه أشرفا
أسمائي %
وقإوله لطيف من أسمائه تعالى بالجأماع واللطف الرأفة
والرفق وهو من الله تعالى التوفيق والعصمة بأن يخلق
قإدره الطاعة في العبد
فائدة قإال السهيلي لما جأاء البشير إلى يعقوب عليه الصلة
والسلم أعطاه في البشارة كلمات كان يرويها عن أبيه عن
جأده عليهم الصلة والسلم وهي يا لطيفا فوق كل لطيف
ألطف بي في أموري كلها كما أحب ورضني في دنياي
وآخرتي وقإوله خبير من أسمائه تعالى أيضا بالجأماع أي هو
عالم بعباده وبأفعالهم وأقإوالهم وبمواضع حوائجهم وما
تخفيه صدورهم
وإذ قإد أنهينا الكلم بحمد الله تعالى على ما قإصدناه من
ألفاظ الخطبة فنذكر طإرفا من محاسن هذا الكتاب قإبل
الشروع في المقصود فنقول إن الله تعالى قإد علم من
مؤلفه خلوص نيته في تصنيفه فعم النفع به فقل من متعلم
إل ويقرؤه أول إما بحفظ وإما بمطالعة وقإد اعتنى بشرحه
كثير من العلماء ففي ذلك دللة على أنه كان من العلماء
العاملين القاصدين بعلمهم وجأه الله تعالى
جأعل الله تعالى قإراه الجنة وجأعله في أعلى عليين مع الذين
أنعم عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين
وفعل ذلك بنا وبوالدينا ومشايخنا ومحبينا ول حول ول قإوة
إل بالله العلي العظيم
ولما كانت الصلة أفضل العبادات بعد اليمان ومن أعظم
شروطإها الطهارة لقوله صلى الله عليه وسلم مفتاح
الصلة الطهور والشرط
____________________
) (1/16
مقدم طإبعا فقدم وضعا بدأ المصنف بها فقال
____________________
) (1/17
هذا كتاب بيان أحكام الطهارة اعلم أن الكتاب لغة معناه
الضم والجمع يقال كتبت كتبا وكتابة وكتابا ومنه قإولهم
تكتبت بنو فلن إذا اجأتمعوا وكتب إذا خط بالقلم لما فيه من
اجأتماع الكلمات والحروفا
قإال أبو حيان ول يصح أن يكون مشتقا من الكتب لن
المصدر ل يشتق من المصدر
وأجأيب بأن المزيد يشتق من المجرد
واصطلحا اسم لجملة مختصة من العلم ويعبر عنها بالباب
وبالفصل أيضا
فإن جأمع بين الثلثة قإيل الكتاب اسم لجملة مختصة من
العلم مشتملة على أبواب وفصول ومسائل غالبا والباب
اسم لجملة مختصة من الكتاب مشتملة على فصول
ومسائل غالبا والفصل اسم لجملة مختصة من الباب
مشتملة على مسائل غالبا
والباب لغة ما يتوصل منه إلى غيره والفصل لغة الحاجأز بين
الشيئين والكتاب هنا خبر مبتدأ محذوفا مضافا إلى
محذوفين كما قإدرته وكذا يقدر في كل كتاب أو باب أو
فصل بحسب ما يليق به وإذ قإد علمت ذلك فل احتياج إلى
تقدير ذلك في كل كتاب أو باب أو فصل اختصارا
) الطهارة لغة وشرعا ( والطهارة لغة النظافة والخلوص
من الدناس حسية كانت كالنجاس أو معنوية كالعيوب يقال
طإهر بالماء وهم قإوم يتطهرون أي يتنزهون عن العيب وأما
في الشرع فاختلف في تفسيرها وأحسن ما قإيل فيه إنه
ارتفاع المنع المترتب على الحدث والنجس فيدخل فيه
غسل الذمية والمجنونة ليحل لحليلهما المسلم فإن المتناع
من الوطء قإد زال وقإد يقال إنه ليس شرعيا لنه لم يرفع
حدثا ولم يزل نجسا وكذا يقال في غسل الميت المسلم
فإنه أزال المنع من الصلة عليه ولم يزل به حدث ول نجس
بل هو تكرمة للميت وقإيل هي فعل ما تستباح به الصلة
____________________
) (1/18
) تقسيم الطهارة إلى واجأب ومستحب ( وتنقسم إلى
واجأب كالطهارة عن الحدث ومستحب كتجديد الوضوء
والغسال المسنونة ثم الواجأب ينقسم إلى بدني وقإلبي
فالقلبي كالحسد والعجب والكبر والرياء
قإال الغزالي معرفة حدودها وأسبابها وطإبها وعلجأها فرض
عين يجب تعلمه والبدني إما بالماء أو بالتراب أو بهما كما
في ولوغ الكلب أو بغيرهما كالحريف في الدباغ أو بنفسه
كانقلب الخمر خل
) القول في أنواع المياه ( وقإوله ) المياه ( جأمع ماء والماء
ممدود على الفصح وأصله موه تحركت الواو وانفتح ما
قإبلها فقلبت ألفا ثم أبدلت الهاء همزة
ومن عجيب لطف الله تعالى أنه أكثر منه ولم يحوج فيه إلى
كثير معالجة لعموم الحاجأة إليه ) التي يجوز التطهير بها (
أي بكل واحد منها عن الحدث والخبث
والحدث في اللغة الشيء الحادث وفي الشرع يطلق على
أمر اعتباري يقوم بالعضاء يمنع من صحة الصلة حيث ل
مرخص وعلى السباب التي ينتهي بها الطهر وعلى المنع
المترتب على ذلك والمراد هنا الول لنه الذي ل يرفعه إل
الماء بخلفا المنع لنه صفة المر العتباري فهو غيره لن
المنع هو الحرمة وهي ترتفع ارتفاعا مقيدا بنحو التيمم
بخلفا الول
ول فرق في الحدث بين الصغر وهو ما نقض الوضوء
والمتوسط وهو ما أوجأب الغسل من جأماع أو إنزال والكبر
وهو ما أوجأبه من حيض أو نفاس
والخبث في اللغة ما يستقذر وفي الشرع مستقذر يمنع من
صحة الصلة حيث ل مرخص ول فرق فيه بين المخفف كبول
صبي لم يطعم غير لبن والمتوسط كبول غيره من غير نحو
الكلب والمغلظ كبول نحو الكلب
وإنما تعين الماء في رفع الحدث لقوله تعالى } فلم تجدوا
ماء فتيمموا { والمر للوجأوب فلو رفع غير الماء لما وجأب
التيمم عند فقده
ونقل ابن المنذر وغيره الجأماع على اشتراطإه في الحدث
إزالة الخبث لقوله صلى الله عليه وسلم في خبر الصحيحين
حين بال العرابي في المسجد صبوا عليه ذنوبا من ماء
والذنوب الدلو الممتلئة ماء
والمر للوجأوب كما مر فلو كفى غيره لما وجأب غسل البول
به ول يقاس به غيره لن الطهر به عند المام تعبدي وعند
غيره معقول المعنى لما فيه من الرقإة واللطافة التي ل
توجأد في غيره
الفعال كان بمعنى الحل وهو هنا بمعنى المرين لن من
أمر غير الماء على أعضاء الطهارة بنية الوضوء أو الغسل ل
يجوز ويحرم لنه تقرب بما ليس موضوعا للتقرب فعصى
لتلعبه ) سبع مياه ( بتقديم السين على الموحدة أحدها
) ماء السماء ( لقوله تعالى } وينزل عليكم من السماء {
____________________
) (1/19
تنبيه يجوز إذا أضيف إلى العقود كان بمعنى الصحة وإذا
أضيف إلى ماء ليطهركم به وبدأ المصنف رحمه الله بها
لشرفها على الرض كما هو الصح في المجموع
وهل للمراد بالسماء في الية الجرم المعهود أو السحاب
قإولن
حكاهما النووي في دقإائق الروضة ول مانع من أن ينزل من
كل منهما
) و ( ثانيها ) ماء البحر ( أي المالح لحديث هو الطهور ماؤه
الحل ميتته صححه الترمذي وسمي بحرا لعمقه واتساعه
تنبيه حيث أطإلق البحر فالمراد به المالح غالبا ويقل في
العذب كما قإاله في المحكم
فائدة اعترض بعضهم على الشافعي في قإوله كل ماء من
بحر عذب أو مالح فالتطهير به جأائز بأنه لحن وإنما يصح من
بحر ملح وهو مخطىء في ذلك
قإال الشاعر ) الطويل ( فلو تفلت في البحر والبحر مالح
لصبح ماء البحر من ريقها عذبا ولكن فهمه السقيم أداه
إلى ذلك قإال الشاعر وكم من عائب قإول صحيحا وآفته من
الفهم السقيم ) و ( ثالثها ) ماء النهر ( العذب وهو بفتح
الهاء وسكونها كالنيل والفرات ونحوهما بالجأماع
) و ( رابعها ) ماء البئر ( لقوله صلى الله عليه وسلم الماء ل
ينجسه شيء لما سئل عن بئر بضاعة بالضم لنه توضأ منها
ومن بئر رومة
تنبيه شمل إطإلقإه البئر بئر زمزم لنه صلى الله عليه وسلم
توضأ منها
وفي المجموع حكاية الجأماع على صحة الطهارة به وإنه ل
ينبغي إزالة النجاسة به سيما في الستنجاء لما قإيل إنه
يورث البواسير وذكر نحوه ابن الملقن في شرح البخاري
وهل إزالة النجاسة به حرام أو مكروه أو خلفا الولى أوجأه
حكاها الدميري والطيب الناشري من غير ترجأيح تبعا
للذرعي
والمعتمد الكراهة لن أبا ذر رضي الله تعالى عنه أزال به
الدم الذي أدمته قإريش حين رجأموه كما هو في صحيح
مسلم وغسلت أسماء بنت أبي بكر ولدها عبد الله ابن الزبير
رضي الله تعالى عنهم حين قإتل وتقطعت أوصاله بماء
زمزم بمحضر من الصحابة وغيرهم ولم ينكر ذلك عليها أحد
منهم
) و ( خامسها ) ماء العين ( الرضية كالنابعة من أرض أو
الجبل أو الحيوانية كالنابعة من الزلل وهو شيء ينعقد من
الماء على صورة الحيوان أو النسانية كالنابعة من بين
أصابعه صلى الله عليه وسلم من ذاتها على خلفا فيه وهو
أفضل المياه مطلقا
____________________
) (1/20
) و ( سادسها ) ماء الثلج ( بالمثلثة ) و ( سابعها ) ماء البرد
( بفتح الر لنهما ينزلن من السماء ثم يعرض لهما الجمود
في الهواء كما يعرض لهما على وجأه الرض قإاله ابن الرفعة
في الكفاية
فل يردان على المصنف وكذا ل يرد عليه أيضا رشح بخار
الماء لنه ماء حقيقة وينقص بقدره وهذا هو المعتمد كما
صححه النووي في مجموعه وغيره وإن قإال الرافعي تازع
فيه عامة الصحاب وقإالوا يسمونه بخارا أو رشحا ل ماء على
الطإلق ول ماء الزرع إذا قإلنا بطهوريته وهو المعتمد لنه ل
يخرج عن أحد المياه المذكورة
) القول في أقإسام المياه من حيث التطهير بها وعدمه (
) ثم المياه ( المذكورة ) على أربعة أقإسام (
أحدها ماء ) طإاهر ( في نفسه ) مطهر ( لغيره ) غير مكروه
( استعماله ) وهو الماء المطلق (
) حقيقة الماء المطلق ( وهو ما يقع عليه اسم ماء بل قإيد
بإضافة كماء ورد أو بصفة كماء دافق أو بلم عهد كقوله
صلى الله عليه وسلم نعم إذا رأت الماء يعني المني قإال
الولي العراقإي ول يحتاج لتقييد القيد بكونه لزما لن القيد
الذي ليس بلزم كماء البئر مثل ينطلق اسم الماء عليه بدونه
فل حاجأة للحتراز عنه وإنما يحتاج إلى القيد في جأانب
الثبات كقولنا غير المطلق هو المقيد بقيد لزم
اه
) الماء المطلق يشمل المتغير بما ل يستغنى عنه حكما أو
اسما ( تنبيه تعريف المطلق بما ذكر هو ما جأرى عليه في
المنهاج
وأورد عليه المتغير كثيرا بما ل يؤثر فيه كطين وطإحلب وما
في مقره وممره فإنه مطلق مع أنه لم يعر عما ذكر
وأجأيب بمنع أنه مطلق وإنما أعطى حكمه في جأواز التطهير
به للضرورة فهو
____________________
) (1/21
مستثنى من غير المطلق على أن الرافعي قإال أهل اللسان
والعرفا ل يمتنعون من إيقاع اسم الماء المطلق عليه وعليه
ل إيراد ول يرد الماء القليل الذي وقإعت فيه نجاسة ولم
تغيره ول الماء المستعمل لنه غير مطلق
) و ( ثانيها ماء ) طإاهر ( في نفسه ) مطهر ( لغيره إل ) أنه
مكروه ( استعماله شرعا تنزيها في الطهارة ) وهو الماء
المشمس ( أي المتشمس لما روى الشافعي رضي الله
تعالى عنه عن عمر رضي الله تعالى عنه أنه كان يكره
الغتسال به وقإال إنه يورث البرص لكن بشروط الول أن
يكون ببلد حارة أي وتنقله الشمس عن حالته إلى حالة
أخرى كما نقله في البحر عن الصحاب
والثاني أن يكون في آنية منطبعة غير النقدين وهي كل ما
طإرق نحو الحديد والنحاس
والثالث أن يستعمل في حال حرارته في البدن لن الشمس
بحدتها تفصل منه زهومة تعلو الماء فإذا لقإت البدن
بسخونتها خيف أن تقبض عليه فيحتبس الدم فيحصل
البرص ويؤخذ من هذا أن استعماله في البدن لغير الطهارة
كشرب كالطهارة بخلفا ما إذا استعمل في غير البدن
كغسل ثوب لفقد العلة المذكورة وبخلفا المسخن بالنار
المعتدل وإن سخن بنجس ولو بروث نحو كلب فل يكره لعدم
ثبوت النهي عنه ولذهاب الزهومة لقوة تأثيرها وبخلفا ما
إذا كان ببلد باردة أو معتدلة وبخلفا المشمس في غير
المنطبع كالخزفا والحياض أو في منطبع نقد لصفاء جأوهره
أو استعمل في البدن بعد أن برد وأما المطبوخ به فإن كان
مائعا كره وإل فل كما قإاله الماوردي
ويكره في البرص لزيادة الضرر وكذا في الميت لنه محترم
وفي غير الدمي من الحيوان إن كان البرص يدركه كالخيل
وإنما لم يحرم المشمس كالسم لن ضرره مظنون بخلفا
السم ويجب استعماله عند فقد غيره
أي عند ضيق الوقإت
) القول في الماء شديد السخونة والبرودة ( ويكره أيضا
تنزيها شديد السخونة أو البرودة في الطهارة لمنعه السباغ
وكذا مياه ديار ثمود وكل ماء مغضوب على أهله
____________________
) (1/22
كماء ديار قإوم لوط وماء البئر التي وضع فيها السحر
لرسول الله صلى الله عليه وسلم
فإن الله تعالى مسخ ماءها حتى صار كنقاعة الحناء وماء
ديار بابل
) القول في أقإسام الطاهر غير المطهر ( ) و ( ثالثها ماء
) طإاهر ( في نفسه ) غير مطهر ( لغيره ) وهو ( الماء
القليل ) المستعمل ( في فرض الطهارة عن حدث كالغسلة
الولى أما كونه
تم إعداد هذا الملف آليا بواسطة المكتبة الشاملة
القإناع في حل ألفاظ أبي شجاع
محمد الشربيني الخطيب
سنة الولدة /سنة الوفاة
تحقيق مكتب البحوث والدراسات -دار الفكر
الناشر دار الفكر
سنة النشر 1415
مكان النشر بيروت
عدد الجأزاء 1*2
القإناع في حل ألفاظ أبي شجاع | 1
____________________
) (1/1
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي نشر للعلماء أعلما وثبت لهم على الصراط
المستقيم أقإداما وجأعل مقام العلم أعلى مقام وفضل
العلماء بإقإامة الحجج الدينية ومعرفة الحكام وأودع
العارفين لطائف سره فهم أهل المحاضرة واللهام ووفق
العاملين لخدمته فهجروا لذيذ المنام وأذاق المحبين لذة
قإربه وأنسه فشغلهم عن جأميع النام أحمده سبحانه وتعالى
على جأزيل النعام وأشهد أن ل إله إل الله وحده ل شريك له
الملك العلم وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا صلى الله عليه
وسلم عبده ورسوله وصفيه وخليله إمام كل إمام وعلى آله
وأصحابه وأزواجأه وذريته الطيبين الطاهرين صلة وسلما
دائمين متلزمين إلى يوم الدين وبعد فيقول الفقير إلى
رحمة ربه القريب
____________________
) (1/3
المجيب محمد الشربيني الخطيب إن مختصر المام العالم
العلمة الحبر البحر الفهامة شهاب الدنيا والدين أحمد بن
الحسين بن أحمد الصفهاني الشهير بأبي شجاع المسمى
بغاية الختصار لما كان من أبدع مختصر في الفقه صنف
وأجأمع موضوع له فيه على مقدار حجمه ألف التمس مني
بعض العزة علي المترددين إلي أن أضع عليه شرحا يوضح
ما أشكل منه ويفتح ما أغلق منه ضاما إلى ذلك من الفوائد
المستجدات والقواعد المحررات التي وضعتها في شروحي
على التنبيه والمنهاج والبهجة فاستخرت الله تعالى مدة من
الزمان بعد أن صليت ركعتين في مقام إمامنا الشافعي
رضي الله تعالى عنه وأرضاه وجأعل الجنة منقلبه ومثواه
فلما انشرح لذلك صدري شرعت في شرح تقربه أغين أولي
الرغبات راجأيا بذلك جأزيل الجأر والثواب أجأافي فيه اليجاز
المخل والطإناب الممل حرصا على التقريب لفهم قإاصده
والحصول على فوائده ليكتفي به المبتدي عن المطالعة في
غيره والمتوسط عن المراجأعة لغيره فإني مؤمل من الله
تعالى أن يجعل هذا الكتاب عمدة ومرجأعا ببركة الكرم
الوهاب فما كل من صنف أجأاد ول كل من قإال وفى بالمراد
والفضل مواهب والناس في الفنون مراتب والناس
يتفاوتون في الفضائل وقإد تظفر الواخر بما تركته الوائل
وكم ترك الول للخر وكم لله على خلقه من فضل وجأود
وكل ذي نعمة محسود والحسود ل
____________________
) (1/4
يسود وسميته بالقإناع في حل ألفاظ أبي شجاع أعانني الله
على إكماله وجأعله خالصا لوجأهه الكريم بكرمه وأفضاله فل
ملجأ منه إل إليه ول إعتماد إل عليه وهو حسبي ونعم الوكيل
وأسأله الستر الجميل قإال المؤلف رحمه الله تعالى بسم
الله الرحمن الرحيم أي أبتديء وأفتتح أو أؤلف وهذا أولى إذ
كل فاعل يبدأ في فعله ببسم الله يضمر ما جأعل التسمية
مبدأ له كما أن المسافر إذا حل أو ارتحل فقال بسم الله
كان المعنى باسم الله أحل أو ارتحل والسم مشتق من
السمو وهو العلو فهو من السماء المحذوفة العجاز كيد
ودم لكثرة الستعمال بنيت أوائلها على السكون وأدخل
عليها همزة الوصل لتعذر البتداء بالساكن وقإيل من الوسم
وهو العلمة وفيه عشر لغات نظمها بعضهم في بيت فقال
%سم وسما واسم بتثليث أول %لهن سماء عاشر تمت
انجلى %
والله علم على الذات الواجأب الوجأود المستحق لجميع
المحامد لم يتسم به سواه تسمى به قإبل أن يسمى وأنزله
على آدم في جأملة السماء قإال تعالى } هل تعلم له سميا {
أي هل تعلم أحدا سمى الله غير الله وأصله إله كإمام ثم
أدخلوا عليه اللف
____________________
) (1/5
واللم ثم حذفت الهمزة الثانية طإلبا للخفة ونقلت حركتها
إلى اللم فصار الله بلمين متحركين ثم سكنت الولى
وأدغمت في الثانية للتسهيل والله في الصل يقع على كل
معبود بحق أو باطإل ثم غلب على المعبود بحق كما أن النجم
اسم لكل كوكب ثم غلب على الثريا وهو عربي عند الكثر
وعند المحققين أنه اسم الله العظم وقإد ذكر في القرآن
العزيز في ألفين وثلثمائة وستين موضعا واختار النووي
تبعا لجماعة أنه الحي القيوم قإال ولذلك لم يذكر في القرآن
إل في ثلثة مواضع في البقرة وآل عمران وطإه والرحمن
الرحيم صفتان مشبهتان بنيتا للمبالغة من مصدر رحم
والرحمن أبلغ من الرحيم لن زيادة البناء تدل على زيادة
المعنى كما في قإطع بالتخفيف وقإطع بالتشديد وقإدم الله
عليهما لنه اسم ذات وهما اسما صفة وقإدم الرحمن على
الرحيم لنه خاص إذ ل يقال لغير الله بخلفا الرحيم والخاص
مقدم على العام
فائدة قإال النسفي في تفسيره قإيل إن الكتب المنزلة من
السماء إلى الدنيا مائة وأربعة صحف شيث ستون وصحف
إبراهيم ثلثون وصحف موسى قإبل التوراة عشر والتوراة
والزبور والنجيل والفرقإان ومعاني كل الكتب مجموعة في
القرآن ومعاني القرآن مجموعة في الفاتحة ومعاني
الفاتحة مجموعة في البسملة ومعاني البسملة مجموعة في
بائها ومعناها بي كان ما
____________________
) (1/6
كان وبي يكون ما يكون زاد بعضهم ومعاني الباء في
نقطتها الحمد لله بدأ بالبسملة ثم بالحمدلة اقإتداء بالكتاب
العزيز وعمل بخبر كل أمر ذي بال أي حال يهتم به شرعا ل
يبدأ فيه ببسم الله الرحمن الرحيم فهو أقإطع أي ناقإص غير
تام فيكون قإليل البركة وفي رواية رواها أبو داود بالحمد لله
وجأمع المصنف رحمه الله تعالى كغيره بين البتداءين عمل
بالروايتين وإشارة إلى أنه ل تعارض بينهما إذ البتداء
حقيقي وإضافي فالحقيقي حصل بالبسملة والضافي
بالحمدلة أو أن البتداء ليس حقيقيا بل هو أمر عرفي يمتد
من الخذ في التأليف إلى الشروع في المقصود فالكتب
المصنفة مبدؤها الخطبة بتمامها والحمد اللفظي لغة الثناء
باللسان على الجميل الختياري على جأهة التبجيل أي
التعظيم سواء تعلق بالفضائل وهي النعم القاصرة أم
بالفواصل وهي النعم المتعدية فدخل في الثناء الحمد
وغيره وخرج باللسان الثناء بغيره كالحمد النفسي
وبالجميل الثناء باللسان على غير جأميل إن قإلنا برأي ابن
عبد السلم إن الثناء حقيقة في الخير والشر وإن قإلنا برأي
الجمهور وهو الظاهر أنه حقيقة في الخير فقط ففائدة
ذلك تحقيق الماهية أو دفع توهم إرادة الجمع بين الحقيقة
والمجاز عند من يجوزه وبالختياري المدح فإنه يعم
الختياري وغيره تقول مدحت اللؤلؤة على حسنها دون
حمدتها وبعلى جأهة التبجيل ما كان على جأهة الستهزاء
والسخرية نحو } ذق إنك أنت العزيز الكريم { وعرفا فعل
ينبيء عن تعظيم المنعم من حيث إنه منعم على الحامد أو
غيره سواء كان ذكرا باللسان أم اعتقادا
____________________
) (1/7
ومحبة بالجنان أو عمل وخدمة بالركان كما قإيل %أفادتكم
النعماء مني ثلثة %يدي ولساني والضمير المحجبا %
والشكر لغة هو الحمد عرفا وعرفا صرفا العبد جأميع ما أنعم
الله به عليه من السمع وغيره إلى ما خلق لجأله والمدح لغة
الثناء باللسان على الجميل مطلقا على جأهة التعظيم
وعرفا ما يدل على اختصاص الممدوح بنوع من الفضائل
وجأملة الحمد لله خبرية لفظا إنشائية معنى لحصول الحمد
بالتكلم بها مع الذعان لمدلولها ويجوز أن تكون موضوعة
شرعا للنشاء والحمد مختص بالله تعالى كما أفادته الجملة
سواء جأعلت فيه أل للستغراق كما عليه الجمهور وهو ظاهر
أم للجنس كما عليه الزمخشري لن لم لله للختصاص فل
فرد منه لغيره تعالى أم للعهد العلمي كالتي في قإوله تعالى
} إذ هما في الغار { كما نقله ابن عبد السلم وأجأازه
الواحدي على معنى أن الحمد الذي حمد الله به في نفسه
وحمده به أنبياؤه وأولياؤه مختص به والعبرة بحمد من ذكر
فل فرد منه لغيره وأولى الثلثة الجنس وقإوله رب بالجر
على الصفة معناه المالك لجميع الخلق من النس والجن
والملئكة والدواب وغيرهم إذ كل منها يطلق عليه عالم
يقال عالم النس وعالم الجن إلى غير ذلك وسمي المالك
بالرب لنه يحفظ ما يملكه ويربيه ول يطلق على غيره إل
مقيدا كقوله تعالى } ارجأع إلى ربك { وقإوله العالمين اسم
جأمع عالم بفتح اللم وليس جأمعا له لن العالم عام في
العقلء وغيرهم والعالمين مختص بالعقلء والخاص ل يكون
جأمعا لما هو أعم منه قإاله ابن مالك وتبعه ابن هشام في
توضيحه وذهب كثير إلى أنه جأمع عالم على حقيقة الجمع
ثم اختلفوا في تفسير العالم الذي هو جأمع هذا الجمع
فذهب أبو الحسن إلى أنه أصنافا الخلق العقلء وغيرهم
وهو ظاهر كلم الجوهري وذهب أبو عبيدة إلى أنه أصنافا
العقلء فقط وهم النس والجن والملئكة
____________________
) (1/8
ثم قإرن بالثناء على الله تعالى والثناء على نبيه صلى الله
عليه وسلم بقوله وصلي الله وسلم على سيدنا محمد النبي
لقوله تعالى } ورفعنا لك ذكرك { أي ل أذكر إل وتذكر معي
كما في صحيح ابن حبان ولقول الشافعي رضي الله تعالى
عنه أحب أن يقدم المرء بين يدي خطبته أي بكسر الخاء وكل
أمر طإلبه غيرها حمدا لله والثناء عليه والصلة على النبي
صلى الله عليه وسلم وإفراد الصلة عن السلم مكروه كما
قإاله النووي في أذكاره وكذا عكسه ويحتمل أن المصنف
أتى بها لفظا وأسقطها خطأ ويخرج بذلك من الكراهة
والصلة من الله تعالى رحمة مقرونة بتعظيم ومن الملئكة
استغفار ومن الدميين أي ومن الجن تضرع ودعاء قإاله
الزهري وغيره واختلف في وقإت وجأوب الصلة على النبي
صلى الله عليه وسلم على أقإوال
أحدها كل صلة واختاره الشافعي في التشهد الخير منها
والثاني في العمر مرة
والثالث كلما ذكر واختاره الحليمي من الشافعية والطحاوي
من الحنفية واللخمي من المالكية وابن بطة من الحنابلة
والرابع في كل مجلس
والخامس في أول كل دعاء وفي وسطه وفي آخره لقوله
صلى الله عليه وسلم ل تجعلوني كقدح الراكب بل اجأعلوني
في أول كل دعاء وفي وسطه وفي آخره رواه الطبراني
عن جأابر
ومحمد علم على نبينا صلى الله عليه وسلم منقول من اسم
مفعول الفعل المضعف سمي به بإلهام من الله تعالى بأنه
يكثر حمد الخلق له لكثرة خصاله الحميدة كما روي في
السير أنه قإيل لجده عبد المطلب وقإد سماه في سابع
ولدته لموت أبيه قإبلها لم سميت ابنك محمدا وليس من
أسماء آبائك ول قإومك قإال رجأوت أن يحمد في السماء
والرض وقإد حقق الله تعالى رجأاءه كما سبق
____________________
) (1/9
في علمه والنبي إنسان حر ذكر من بني آدم سليم عن منفر
طإبعا ومن دناءة أب وخنا أم أوحي إليه بشرع يعمله به وإن
لم يؤمر بتبليغه والرسول إنسان أوحي إليه بشرع وأمر
بتبليغه فكل رسول نبي ول عكس و على آله وهم على
الصح مؤمنو بني هاشم وبني المطلب وقإيل كل مؤمن
تقي وقإيل أمته واختاره جأمع من المحققين والمطلب
مفتعل من الطلب واسمه شيبة الحمد على الصح لنه ولد
وفي رأسه شيبة ظاهرة في ذؤابتيه وهاشم لقب واسمه
عمرو وقإيل له هاشم لن قإريشا أصابهم قإحط فنحر بعيرا
وجأعله لقومه مرقإة وثريدا فلذلك سمي هاشما لهشمه
العظم و على صحبه وهو جأمع صاحب والصحابي من اجأتمع
مؤمنا بالنبي صلى الله عليه وسلم في حياته ولو ساعة ولو
لم يرو عنه شيئا فيدخل في ذلك العمى كابن أم مكتوم
والصغير ولو غير مميز كمن حنكه صلى الله عليه وسلم أو
وضع يده على رأسه وقإوله أجأمعين تأكيد
وفي بعض النسخ أما بعد ساقإطة في أكثرها أي بعد ما تقدم
من الحمد وغيره وهذه الكلمة يؤتى بها للنتقال من أسلوب
إلى آخر ول يجوز التيان بها في أول الكلم ويستحب
التيان بها في الخطب والمكاتبات اقإتداء برسول الله صلى
الله عليه وسلم وقإد عقد البخاري لها بابا في كتاب الجمعة
وذكر فيه أحاديث كثيرة والعامل فيها أما عند سيبويه
لنيابتها عن الفعل أو الفعل نفسه
____________________
) (1/10
عند غيره والصل مهما يكن من شيء بعد فقد سألني أي
طإلب مني بعض الصدقإاء جأمع صديق وهو الخليل وقإوله
حفظهم الله تعالى جأملة دعائية أن أعمل أي أصنف مختصرا
وهو ما قإل لفظه وكثر معناه ل مبسوطإا وهو ما كثر لفظه
ومعناه قإال الخليل الكلم يبسط ليفهم ويختصر ليحفظ في
علم الفقه الذي هو المقصود من بين العلوم بالذات وباقإيها
له كاللت لن به يعرفا الحلل والحرام وغيرهما من
الحكام وقإد تظاهرت اليات والخبار والثار وتواترت
وتطابقت الدلئل الصريحة وتوافقت على فضيلة العلم
والحث على تحصيله والجأتهاد في اقإتباسه وتعليمه فمن
اليات قإوله تعالى } هل يستوي الذين يعلمون والذين ل
يعلمون { وقإوله تعالى } وقإل رب زدني علما { وقإوله
تعالى } إنما يخشى الله من عباده العلماء { واليات في
ذلك كثيرة معلومة
ومن الخبار قإوله صلى الله عليه وسلم من يرد الله به خيرا
يفقه في الدين رواه البخاري ومسلم وقإوله صلى الله عليه
وسلم لعلي رضي الله تعالى عنه لن يهدي الله بك رجأل
واحدا خير لك من حمر النعم رواه سهل عن ابن مسعود
وقإوله صلى الله عليه وسلم إذا مات ابن آدم انقطع عمله إل
من ثلث صدقإة جأارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له
والحاديث في ذلك كثيرة معلومة مشهورة
ومن الثار عن علي رضي الله تعالى عنه كفى بالعلم شرفا
أن يدعيه من ل يحسنه ويفرح به إذا نسب إليه وكفى
بالجهل ذما أن يتبرأ منه من هو فيه وعن علي رضي الله
تعالى عنه أيضا العلم خير من المال العلم يحرسك وأنت
تحرس المال والمال تنقصه النفقة والعلم يزكو بالنفاق
وعن الشافعي رضي الله تعالى عنه من ل يحب العلم ل خير
فيه فل يكن بينك وبينه معرفة ول صداقإة فإنه حياة القلوب
ومصباح البصائر وعن الشافعي أيضا رضي الله تعالى عنه
طإلب العلم أفضل من صلة النافلة وعن ابن عمر رضي الله
تعالى عنهما قإال مجلس فقه خير من عبادة ستين سنة
والثار في ذلك كثيرة معلومة
____________________
) (1/11
ثم اعلم أن ما ذكرناه في فضل العلم إنما هو فيمن طإلبه
مريدا به وجأه الله تعالى فمن أراده لغرض دنيوي كمال أو
رياسة أو منصب أو جأاه أو شهرة أو نحو ذلك فهو مذموم
قإال الله تعالى } من كان يريد حرث الخرة نزد له في حرثه
ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وما له في الخرة من
نصيب { وقإال صلى الله عليه وسلم من تعلم علما ينتفع به
في الخرة يريد به عرضا من الدنيا لم يرح رائحة الجنة أي لم
يجد ريحها وقإال صلى الله عليه وسلم أشد الناس عذابا يوم
القيامة أي من المسلمين عالم ل ينتفع بعلمه وفي ذم
العالم الذي لم يعمل بعلمه أخبار كثيرة وفي هذا القدر
كفاية لمن وفقه الله تعالى
والفقه لغة الفهم مطلقا كما صوبه السنوي واصطلحا كما
في قإواعد الزركشي معرفة أحكام الحوادث نصا واستنباطإا
على مذهب أي ما ذهب إليه المام الشافعي من الحكام في
المسائل مجازا عن مكان الذهاب وذكر المصنف هنا
الشافعي
____________________
) (1/12
رضي الله تعالى عنه فلنتعرض إلى طإرفا من أخباره تبركا
به فنقول هو حبر المة وسلطان الئمة محمد أبو عبدالله
بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن
عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن عبد المطلب بن عبد منافا جأد
النبي صلى الله عليه وسلم لنه صلى الله عليه وسلم محمد
بن عبدالله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد منافا وهذا
نسب عظيم كما قإيل %نسب كأن عليه من شمس الضحى
%نورا ومن فلق الصباح عمودا % %ما فيه إل سيد من
سيد %حاز المكارم والتقى والجودا %
وشافع بن السائب هو الذي نسب إليه الشافعي لقي النبي
صلى الله عليه وسلم وهو مترعرع وأسلم أبوه السائب يوم
بدر فإنه كان صاحب راية بني هاشم فأسر في جأملة من
أسر وفدى نفسه ثم أسلم وعبد منافا بن قإصي بن كلب بن
مرة بن كعب بن لؤي بالهمز وتركه ابن غالب بن فهر بن
مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن
مضر بن نزار بن معد بن عدنان والجأماع منعقد على هذا
النسب إلى عدنان وليس فيما بعده إلى آدم طإريق صحيح
فيما ينقل
وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما عن النبي صلى الله
عليه وسلم كان إذا انتهى في النسب إلى عدنان أمسك ثم
يقول كذب النسابون أي بعده
ولد الشافعي رضي الله تعالى عنه على الصح بغزة التي
توفي فيها هاشم جأد النبي صلى الله عليه وسلم وقإيل
بعسقلن وقإيل بمنى سنة خمسين ومائة ثم حمل إلى مكة
وهو ابن سنتين ونشأ بها وحفظ القرآن وهو ابن سبع
سنين والموطإأ وهو ابن عشر وتفقه على مسلم بن خالد
مفتي مكة المعروفا بالزنجي لشدة شقرته من باب أسماء
الضداد وأذن له في الفتاء وهو ابن خمس عشرة سنة مع
أنه نشأ يتيما في حجر أمه في قإلة من العيش وضيق خال
وكان في صباه يجالس العلماء ويكتب ما يستفيده في
العظام ونحوها
____________________
) (1/13
حتى مل منها خبايا ثم رحل إلى مالك بالمدينة ولزمه مدة
ثم قإدم بغداد سنة خمس وتسعين ومائة فأقإام بها سنتين
واجأتمع عليه علماؤها ورجأع كثير منهم عن مذاهب كانوا
عليها إلى مذهبه وصنف بها كتابه القديم ثم عاد إلى مكة
فأقإام بها مدة ثم عاد إلى بغداد سنة ثمان وتسعين ومائة
فأقإام بها شهرا ثم خرج إلى مصر ولم يزل بها ناشرا للعلم
ملزما للشتغال بجامعها العتيق إلى أن أصابته ضربة شديدة
فمرض بسببها أياما على ما قإيل ثم انتقل إلى رحمة الله
تعالى وهو قإطب الوجأود يوم الجمعة سلخ رجأب سنة أربع
ومائتين ودفن بالقرافة بعد العصر من يومه وانتشر علمه
في جأميع الفاق وتقدم على الئمة في الخلفا والوفاق
وعليه حمل الحديث المشهور عالم قإريش يمل طإباق الرض
علما ومن كلمه رضي الله عنه %أمت مطامعي فأرحت
نفسي %فإن النفس ما طإمعت تهون % %وأحييت القنوع
وكان ميتا %ففي إحيائه عرضي مصون % %إذا طإمع يحل
بقلب عبد %علته مهانة وعله هون %
وله أيضا رضي الله تعالى عنه %ما حك جألدك مثل ظفرك
%فتول أنت جأميع أمرك % %وإذا قإصدت لحاجأة %فاقإصد
لمعترفا بقدرك %
وقإد أفرد بعض أصحابه في فضله وكرمه ونسبه وأشعاره
كتبا مشهورة وفيما ذكرته تذكرة لولى اللباب ولول خوفا
الملل لشحنت كتابي هذا منها بأبواب وذكرت في شرح
المنهاج وغيره ما فيه الكفاية ويكون ذلك المختصر في غاية
الختصار أي
____________________
) (1/14
بالنسبة إلى أطإول منه وغاية الشيء معناها ترتب الثرعلى
ذلك الشيء كما تقول غاية البيع الصحيح حل النتفاع
بالمبيع وغاية الصلة الصحيحة إجأزاؤها و في نهاية اليجاز
بمثناة تحتية بعد الهمزة أي القصر وظاهر كلمه تغاير
لفظي الختصار واليجاز والغاية والنهاية وهو كذلك
فالختصار حذفا عرض الكلم واليجاز حذفا طإوله كما قإاله
ابن الملقن في إشاراته عن بعضهم وقإد علم مما تقرر
الفرق بين الغاية والنهاية يقرب أي يسهل لوضوح عبارته
على المتعلم أي المبتديء في التعلم شيئا فشيئا درسه أي
بسبب اختصاره وعذوبة ألفاظه ويسهل أي يتيسر على
المبتديء أي في طإلب الفقه حفظه عن ظهر قإلب لما مر
عن الخليل أن الكلم يختصر ليحفظ
تنبيه حرفا المضارعة في الفعلين مفتوح وسألني أيضا
بعض الصدقإاء أن أكثر فيه من التقسيمات لما يحتاج إلى
تقسيمه من الحكام الفقهية التية كما في المياه وغيرها
مما ستعرفه و من حصر أي ضبط الخصال الواجأبة والمندوبة
فأجأبته أي السائل إلى ذلك أي إلى تصنيف مختصر بالكيفية
المطلوبة وقإوله طإالبا حال من ضمير الفاعل أي مريدا
للثواب أي الجزاء من الله سبحانه وتعالى على تصنيف هذا
المختصر لقوله صلى الله عليه وسلم إذا مات ابن آدم
انقطع عمله إل من ثلث صدقإة جأارية أو علم ينتفع به أو ولد
صالح يدعو له وقإوله راغبا حال أيضا مما ذكر أي ملتجئا إلى
الله سبحانه وتعالى في العانة من فضله علي بحصول
التوفيق الذي هو خلق قإدرة الطاعة في العبد للصواب الذي
هو ضد الخطأ بأن يقدرني الله على إتمامه كما أقإدرني على
ابتدائه فإنه كريم جأواد ل يرد من سأله واعتمد عليه إنه
سبحانه وتعالى على ما يشاء أي
____________________
) (1/15
يريده قإدير أي قإادر والقدرة صفة تؤثر في الشيء عند
تعلقها به وهي إحدى الصفات الثمانية القديمة الثابتة عند
أهل السنة التي هي صفات الذات القديم المقدس و هو
سبحانه وتعالى بعباده جأمع عبد وهو كما قإال في المحكم
النسان حرا كان أو رقإيقا فقد دعي صلى الله عليه وسلم
بذلك في أشرفا المواطإن ك } الحمد لله الذي أنزل على
عبده الكتاب { } سبحان الذي أسرى بعبده ليل { وقإال أبو
علي الدقإاق ليس للمؤمن صفة أتم ول أشرفا من العبودية
كما قإال القائل %ل تدعني إل بياعبدها %فإنه أشرفا
أسمائي %
وقإوله لطيف من أسمائه تعالى بالجأماع واللطف الرأفة
والرفق وهو من الله تعالى التوفيق والعصمة بأن يخلق
قإدره الطاعة في العبد
فائدة قإال السهيلي لما جأاء البشير إلى يعقوب عليه الصلة
والسلم أعطاه في البشارة كلمات كان يرويها عن أبيه عن
جأده عليهم الصلة والسلم وهي يا لطيفا فوق كل لطيف
ألطف بي في أموري كلها كما أحب ورضني في دنياي
وآخرتي وقإوله خبير من أسمائه تعالى أيضا بالجأماع أي هو
عالم بعباده وبأفعالهم وأقإوالهم وبمواضع حوائجهم وما
تخفيه صدورهم
وإذ قإد أنهينا الكلم بحمد الله تعالى على ما قإصدناه من
ألفاظ الخطبة فنذكر طإرفا من محاسن هذا الكتاب قإبل
الشروع في المقصود فنقول إن الله تعالى قإد علم من
مؤلفه خلوص نيته في تصنيفه فعم النفع به فقل من متعلم
إل ويقرؤه أول إما بحفظ وإما بمطالعة وقإد اعتنى بشرحه
كثير من العلماء ففي ذلك دللة على أنه كان من العلماء
العاملين القاصدين بعلمهم وجأه الله تعالى
جأعل الله تعالى قإراه الجنة وجأعله في أعلى عليين مع الذين
أنعم عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين
وفعل ذلك بنا وبوالدينا ومشايخنا ومحبينا ول حول ول قإوة
إل بالله العلي العظيم
ولما كانت الصلة أفضل العبادات بعد اليمان ومن أعظم
شروطإها الطهارة لقوله صلى الله عليه وسلم مفتاح
الصلة الطهور والشرط
____________________
) (1/16
مقدم طإبعا فقدم وضعا بدأ المصنف بها فقال
____________________
) (1/17
هذا كتاب بيان أحكام الطهارة اعلم أن الكتاب لغة معناه
الضم والجمع يقال كتبت كتبا وكتابة وكتابا ومنه قإولهم
تكتبت بنو فلن إذا اجأتمعوا وكتب إذا خط بالقلم لما فيه من
اجأتماع الكلمات والحروفا
قإال أبو حيان ول يصح أن يكون مشتقا من الكتب لن
المصدر ل يشتق من المصدر
وأجأيب بأن المزيد يشتق من المجرد
واصطلحا اسم لجملة مختصة من العلم ويعبر عنها بالباب
وبالفصل أيضا
فإن جأمع بين الثلثة قإيل الكتاب اسم لجملة مختصة من
العلم مشتملة على أبواب وفصول ومسائل غالبا والباب
اسم لجملة مختصة من الكتاب مشتملة على فصول
ومسائل غالبا والفصل اسم لجملة مختصة من الباب
مشتملة على مسائل غالبا
والباب لغة ما يتوصل منه إلى غيره والفصل لغة الحاجأز بين
الشيئين والكتاب هنا خبر مبتدأ محذوفا مضافا إلى
محذوفين كما قإدرته وكذا يقدر في كل كتاب أو باب أو
فصل بحسب ما يليق به وإذ قإد علمت ذلك فل احتياج إلى
تقدير ذلك في كل كتاب أو باب أو فصل اختصارا
) الطهارة لغة وشرعا ( والطهارة لغة النظافة والخلوص
من الدناس حسية كانت كالنجاس أو معنوية كالعيوب يقال
طإهر بالماء وهم قإوم يتطهرون أي يتنزهون عن العيب وأما
في الشرع فاختلف في تفسيرها وأحسن ما قإيل فيه إنه
ارتفاع المنع المترتب على الحدث والنجس فيدخل فيه
غسل الذمية والمجنونة ليحل لحليلهما المسلم فإن المتناع
من الوطء قإد زال وقإد يقال إنه ليس شرعيا لنه لم يرفع
حدثا ولم يزل نجسا وكذا يقال في غسل الميت المسلم
فإنه أزال المنع من الصلة عليه ولم يزل به حدث ول نجس
بل هو تكرمة للميت وقإيل هي فعل ما تستباح به الصلة
____________________
) (1/18
) تقسيم الطهارة إلى واجأب ومستحب ( وتنقسم إلى
واجأب كالطهارة عن الحدث ومستحب كتجديد الوضوء
والغسال المسنونة ثم الواجأب ينقسم إلى بدني وقإلبي
فالقلبي كالحسد والعجب والكبر والرياء
قإال الغزالي معرفة حدودها وأسبابها وطإبها وعلجأها فرض
عين يجب تعلمه والبدني إما بالماء أو بالتراب أو بهما كما
في ولوغ الكلب أو بغيرهما كالحريف في الدباغ أو بنفسه
كانقلب الخمر خل
) القول في أنواع المياه ( وقإوله ) المياه ( جأمع ماء والماء
ممدود على الفصح وأصله موه تحركت الواو وانفتح ما
قإبلها فقلبت ألفا ثم أبدلت الهاء همزة
ومن عجيب لطف الله تعالى أنه أكثر منه ولم يحوج فيه إلى
كثير معالجة لعموم الحاجأة إليه ) التي يجوز التطهير بها (
أي بكل واحد منها عن الحدث والخبث
والحدث في اللغة الشيء الحادث وفي الشرع يطلق على
أمر اعتباري يقوم بالعضاء يمنع من صحة الصلة حيث ل
مرخص وعلى السباب التي ينتهي بها الطهر وعلى المنع
المترتب على ذلك والمراد هنا الول لنه الذي ل يرفعه إل
الماء بخلفا المنع لنه صفة المر العتباري فهو غيره لن
المنع هو الحرمة وهي ترتفع ارتفاعا مقيدا بنحو التيمم
بخلفا الول
ول فرق في الحدث بين الصغر وهو ما نقض الوضوء
والمتوسط وهو ما أوجأب الغسل من جأماع أو إنزال والكبر
وهو ما أوجأبه من حيض أو نفاس
والخبث في اللغة ما يستقذر وفي الشرع مستقذر يمنع من
صحة الصلة حيث ل مرخص ول فرق فيه بين المخفف كبول
صبي لم يطعم غير لبن والمتوسط كبول غيره من غير نحو
الكلب والمغلظ كبول نحو الكلب
وإنما تعين الماء في رفع الحدث لقوله تعالى } فلم تجدوا
ماء فتيمموا { والمر للوجأوب فلو رفع غير الماء لما وجأب
التيمم عند فقده
ونقل ابن المنذر وغيره الجأماع على اشتراطإه في الحدث
إزالة الخبث لقوله صلى الله عليه وسلم في خبر الصحيحين
حين بال العرابي في المسجد صبوا عليه ذنوبا من ماء
والذنوب الدلو الممتلئة ماء
والمر للوجأوب كما مر فلو كفى غيره لما وجأب غسل البول
به ول يقاس به غيره لن الطهر به عند المام تعبدي وعند
غيره معقول المعنى لما فيه من الرقإة واللطافة التي ل
توجأد في غيره
الفعال كان بمعنى الحل وهو هنا بمعنى المرين لن من
أمر غير الماء على أعضاء الطهارة بنية الوضوء أو الغسل ل
يجوز ويحرم لنه تقرب بما ليس موضوعا للتقرب فعصى
لتلعبه ) سبع مياه ( بتقديم السين على الموحدة أحدها
) ماء السماء ( لقوله تعالى } وينزل عليكم من السماء {
____________________
) (1/19
تنبيه يجوز إذا أضيف إلى العقود كان بمعنى الصحة وإذا
أضيف إلى ماء ليطهركم به وبدأ المصنف رحمه الله بها
لشرفها على الرض كما هو الصح في المجموع
وهل للمراد بالسماء في الية الجرم المعهود أو السحاب
قإولن
حكاهما النووي في دقإائق الروضة ول مانع من أن ينزل من
كل منهما
) و ( ثانيها ) ماء البحر ( أي المالح لحديث هو الطهور ماؤه
الحل ميتته صححه الترمذي وسمي بحرا لعمقه واتساعه
تنبيه حيث أطإلق البحر فالمراد به المالح غالبا ويقل في
العذب كما قإاله في المحكم
فائدة اعترض بعضهم على الشافعي في قإوله كل ماء من
بحر عذب أو مالح فالتطهير به جأائز بأنه لحن وإنما يصح من
بحر ملح وهو مخطىء في ذلك
قإال الشاعر ) الطويل ( فلو تفلت في البحر والبحر مالح
لصبح ماء البحر من ريقها عذبا ولكن فهمه السقيم أداه
إلى ذلك قإال الشاعر وكم من عائب قإول صحيحا وآفته من
الفهم السقيم ) و ( ثالثها ) ماء النهر ( العذب وهو بفتح
الهاء وسكونها كالنيل والفرات ونحوهما بالجأماع
) و ( رابعها ) ماء البئر ( لقوله صلى الله عليه وسلم الماء ل
ينجسه شيء لما سئل عن بئر بضاعة بالضم لنه توضأ منها
ومن بئر رومة
تنبيه شمل إطإلقإه البئر بئر زمزم لنه صلى الله عليه وسلم
توضأ منها
وفي المجموع حكاية الجأماع على صحة الطهارة به وإنه ل
ينبغي إزالة النجاسة به سيما في الستنجاء لما قإيل إنه
يورث البواسير وذكر نحوه ابن الملقن في شرح البخاري
وهل إزالة النجاسة به حرام أو مكروه أو خلفا الولى أوجأه
حكاها الدميري والطيب الناشري من غير ترجأيح تبعا
للذرعي
والمعتمد الكراهة لن أبا ذر رضي الله تعالى عنه أزال به
الدم الذي أدمته قإريش حين رجأموه كما هو في صحيح
مسلم وغسلت أسماء بنت أبي بكر ولدها عبد الله ابن الزبير
رضي الله تعالى عنهم حين قإتل وتقطعت أوصاله بماء
زمزم بمحضر من الصحابة وغيرهم ولم ينكر ذلك عليها أحد
منهم
) و ( خامسها ) ماء العين ( الرضية كالنابعة من أرض أو
الجبل أو الحيوانية كالنابعة من الزلل وهو شيء ينعقد من
الماء على صورة الحيوان أو النسانية كالنابعة من بين
أصابعه صلى الله عليه وسلم من ذاتها على خلفا فيه وهو
أفضل المياه مطلقا
____________________
) (1/20
) و ( سادسها ) ماء الثلج ( بالمثلثة ) و ( سابعها ) ماء البرد
( بفتح الر لنهما ينزلن من السماء ثم يعرض لهما الجمود
في الهواء كما يعرض لهما على وجأه الرض قإاله ابن الرفعة
في الكفاية
فل يردان على المصنف وكذا ل يرد عليه أيضا رشح بخار
الماء لنه ماء حقيقة وينقص بقدره وهذا هو المعتمد كما
صححه النووي في مجموعه وغيره وإن قإال الرافعي تازع
فيه عامة الصحاب وقإالوا يسمونه بخارا أو رشحا ل ماء على
الطإلق ول ماء الزرع إذا قإلنا بطهوريته وهو المعتمد لنه ل
يخرج عن أحد المياه المذكورة
) القول في أقإسام المياه من حيث التطهير بها وعدمه (
) ثم المياه ( المذكورة ) على أربعة أقإسام (
أحدها ماء ) طإاهر ( في نفسه ) مطهر ( لغيره ) غير مكروه
( استعماله ) وهو الماء المطلق (
) حقيقة الماء المطلق ( وهو ما يقع عليه اسم ماء بل قإيد
بإضافة كماء ورد أو بصفة كماء دافق أو بلم عهد كقوله
صلى الله عليه وسلم نعم إذا رأت الماء يعني المني قإال
الولي العراقإي ول يحتاج لتقييد القيد بكونه لزما لن القيد
الذي ليس بلزم كماء البئر مثل ينطلق اسم الماء عليه بدونه
فل حاجأة للحتراز عنه وإنما يحتاج إلى القيد في جأانب
الثبات كقولنا غير المطلق هو المقيد بقيد لزم
اه
) الماء المطلق يشمل المتغير بما ل يستغنى عنه حكما أو
اسما ( تنبيه تعريف المطلق بما ذكر هو ما جأرى عليه في
المنهاج
وأورد عليه المتغير كثيرا بما ل يؤثر فيه كطين وطإحلب وما
في مقره وممره فإنه مطلق مع أنه لم يعر عما ذكر
وأجأيب بمنع أنه مطلق وإنما أعطى حكمه في جأواز التطهير
به للضرورة فهو
____________________
) (1/21
مستثنى من غير المطلق على أن الرافعي قإال أهل اللسان
والعرفا ل يمتنعون من إيقاع اسم الماء المطلق عليه وعليه
ل إيراد ول يرد الماء القليل الذي وقإعت فيه نجاسة ولم
تغيره ول الماء المستعمل لنه غير مطلق
) و ( ثانيها ماء ) طإاهر ( في نفسه ) مطهر ( لغيره إل ) أنه
مكروه ( استعماله شرعا تنزيها في الطهارة ) وهو الماء
المشمس ( أي المتشمس لما روى الشافعي رضي الله
تعالى عنه عن عمر رضي الله تعالى عنه أنه كان يكره
الغتسال به وقإال إنه يورث البرص لكن بشروط الول أن
يكون ببلد حارة أي وتنقله الشمس عن حالته إلى حالة
أخرى كما نقله في البحر عن الصحاب
والثاني أن يكون في آنية منطبعة غير النقدين وهي كل ما
طإرق نحو الحديد والنحاس
والثالث أن يستعمل في حال حرارته في البدن لن الشمس
بحدتها تفصل منه زهومة تعلو الماء فإذا لقإت البدن
بسخونتها خيف أن تقبض عليه فيحتبس الدم فيحصل
البرص ويؤخذ من هذا أن استعماله في البدن لغير الطهارة
كشرب كالطهارة بخلفا ما إذا استعمل في غير البدن
كغسل ثوب لفقد العلة المذكورة وبخلفا المسخن بالنار
المعتدل وإن سخن بنجس ولو بروث نحو كلب فل يكره لعدم
ثبوت النهي عنه ولذهاب الزهومة لقوة تأثيرها وبخلفا ما
إذا كان ببلد باردة أو معتدلة وبخلفا المشمس في غير
المنطبع كالخزفا والحياض أو في منطبع نقد لصفاء جأوهره
أو استعمل في البدن بعد أن برد وأما المطبوخ به فإن كان
مائعا كره وإل فل كما قإاله الماوردي
ويكره في البرص لزيادة الضرر وكذا في الميت لنه محترم
وفي غير الدمي من الحيوان إن كان البرص يدركه كالخيل
وإنما لم يحرم المشمس كالسم لن ضرره مظنون بخلفا
السم ويجب استعماله عند فقد غيره
أي عند ضيق الوقإت
) القول في الماء شديد السخونة والبرودة ( ويكره أيضا
تنزيها شديد السخونة أو البرودة في الطهارة لمنعه السباغ
وكذا مياه ديار ثمود وكل ماء مغضوب على أهله
____________________
) (1/22
كماء ديار قإوم لوط وماء البئر التي وضع فيها السحر
لرسول الله صلى الله عليه وسلم
فإن الله تعالى مسخ ماءها حتى صار كنقاعة الحناء وماء
ديار بابل
) القول في أقإسام الطاهر غير المطهر ( ) و ( ثالثها ماء
) طإاهر ( في نفسه ) غير مطهر ( لغيره ) وهو ( الماء
القليل ) المستعمل ( في فرض الطهارة عن حدث كالغسلة
الولى أما كونه