¥πƒδí ƒΘ߃Θá∩δ 001
http://www.shamela.ws
تم إعداد هذا الملف آليا بواسطة المكتبة الشاملة
حاشية إعانة الطالبين على حل ألفاظ فتح
المعين لشرح قرة العين بمهمات الدين
أبي بكر ابن السيد محمد شطا الدمياطي
سنة الولدة /سنة الوفاة
تحقيق
الناشر دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
سنة النشر
مكان النشر بيروت
عدد الجأزاء
كتاب إعانة الطالبين | 1
____________________
) (1/1
المقدمة الحمد لله الذي أوضح الطريق للطالبين وسهل
منهج السعادة للمتقين وبصر بصائر المصدقين بسائر الحكم
والحكام في الدين ومنحهم أسرار اليمان وأنوار الحسان
واليقين
وأشهد أن ل إله إل الله وحده ل شريك له الملك الحق المبين
وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله الصادق الوعد المين
القائل من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين
صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان
إلى يوم الدين
وبعد فيقول أفقر الورى إلى ربه ذي العطا أبو بكر ابن
المرحوم محمد شطا إنه لما وفقني الله تعالى لقراءة شرح
العالم العلمة العارف الكامل مربي الفقراء والمريدين
والفاضل الجامع لصناف العلوم الحاوي لمكارم الخلق مع
دقائق الفهوم الشيخ زين الدين ابن الشيخ عبد العزيز ابن
العلمة الشيخ زين الدين مؤلف هداية الذكياء إلى طريق
الولياء ابن الشيخ علي ابن الشيخ أحمد الشافعي المليباري
الفناني المسمى بفتح المعين بشرح قرة العين بمهمات
الدين بمحفل من طلب العلم العظام تجاه البيت الحرام
كتبت عليه هوامش تحل مبناه وتبين معناه
ثم بعد تمام القراءة طلب مني جأملة من الصدقاء والخلن
أصلح الله لي ولهم الحال والشان تجريد تلك الهوامش
وجأمعها فامتنعت من ذلك لعلمي بأني لست ممن يرقى تلك
المسالك واعترافي بقلة بضاعتي وإقراري بعدم أهليتي
فلما كرروا علي الطلب توسلت بسيد العجم والعرب فجاءت
البشارة بالشارة وشرعت في التجريد والجمع مستعينا
بالملك الوهاب وملتمسا منه التوفيق وللصواب رجأاء أن
يكون تذكرة لي وللحباب
وأن ينفعني به والصحاب فالله هو المرجأو لتحقيق رجأاء
الراجأين وإنجاح حاجأات المحتاجأين
وسميته إعانة الطالبين على حل ألفاظ فتح المعين
واعلم أيها الواقف على الجمع المذكور أنه ليس لي فيه إل
النقل من كلم الجمهور والتيان في ذلك بالشيء المقدور
فالميسور كما قيل ل يسقط بالمعسور
وأن عمدتي في ذلك التحفة وفتح الجواد شرح الرشاد
والنهاية وشرح الروض وشرح المنهج وحواشي ابن قاسم
وحواشي الشيخ علي الشبراملسي وحواشي البجيرمي
وغير ذلك من كتب المتأخرين
وكثيرا ما أترك العزو خوفا من التطويل ثم ما رأيته من
صواب في أي مطلب فهو من تحرير الئمة أهل المذهب وما
رأيته من خطأ فمن تخليط حصل مني أو وهم صدر من سوء
فهمي فالمسؤول ممن عثر على شيء من الخلل أن يصلحه
ويسامح فيما قد يظهر من الزلل
وما أحسن ما قيل وإن تجد عيبا فسد الخلل فجل من ل عيب
فيه وعل 4
____________________
) (1/2
ونسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يوفقنا لمرضاته
ويسبل علينا ذيل كراماته وأن يعيننا على الكمال وأن ينفع
به كما نفع بأصله إنه ذو الجود والفضال وأن يجعل ذلك
خالصا لوجأهه الكريم وموجأبا للفوز لديه بجنات النعيم إنه
على ذلك قدير وبالجأابة جأدير
وها أنا أشرع في المقصود بعون الملك المعبود
فأقول وبالله التوفيق لحسن الطريق ) قوله بسم الله
الرحمن الرحيم ( قد أفردها بالتأليف من ل يحصى من
العلماء وأبدى فيها وأبدع من ل يستقصى من النبلء ومع
ذلك ما بلغوا معشار ما انطوت عليه من لطائف السرار
ونكات التفسير إذ ل يحيط بتفضيله وجأمله إل اللطيف
الخبير كيف ذلك وقد قال المام علي كرم الله وجأهه لو
طويت لي وسادة لقلت في الباء من بسم الله الرحمن
الرحيم وقر سبعين بعيرا
وفي رواية عنه لو شئت لوقرت لكم ثمانين بعيرا من معنى
بسم الله الرحمن الرحيم
ولكن ينبغي التكلم عليها من جأنس الفن المشروع فيه وفاء
بحقها وبحق الفن المشروع فيه
والن الشروع في فن الفقه الباحث عن الحكام الشرعية
فيقال البسملة مطلوبة في كل أمر ذي بال أي حال يهتم به
شرعا بحيث ل يكون محرما لذاته ول مكروها كذلك ول من
سفاسف المور أي محقراتها فتحرم على المحرم لذاته
كالزنا ل لعارض كالوضوء بماء مغصوب
وتكره على المكروه لذاته كالنظر لفرج زوجأته ل لعارض
كأكل البصل
ول تطلب على سفاسف المور ككنس زبل صونا لسمه
تعالى عن اقترانه بالمحقرات
والحاصل أنها تعتريها الحكام الخمسة الوجأوب كما في
الصلة عندنا معاشر الشافعية والستحباب عينا كما في
الوضوء والغسل وكفاية كما في أكل الجماعة وكما في
جأماع الزوجأين فتكفي تسمية أحدهما كما قال الشمس
الرملى أنه الظاهر والتحريم في المحرم الذاتي والكراهة
في المكروه الذاتي والباحة في المباحات التي ل شرف
فيها كنقل متاع من مكان إلى آخر كذا قيل
وإنما افتتح الشارح كتابه بالبسملة اقتداء بالكتاب العزيز
وعمل بقوله صلى الله عليه وسلم كل أمر ذي بال ل يبدأ
فيه ببسم الله الرحمن الرحيم فهو أبتر أو أقطع أو أجأذم
والمعنى على كل أنه ناقص وقليل البركة وقلة البركة في
كل شيء بحسبه
فقلتها في نحو التأليف قلة انتفاع الناس به وقلة الثواب
عليه وفي نحو الكل قلة انتفاع الجسم به وفي نحو القراءة
قلة انتفاع القارىء بها لوسوسة الشيطان له حينئذ
وأتبع ذلك بالحمدلة عمل بقوله صلى الله عليه وسلم كل
أمر ذي بال ل يبدأ فيه بالحمد لله فهو أبتر أو أقطع أو أجأذم
وقوله في الحديث فهو أبتر إلخ
هو عند الجمهور من باب التشبيه البليغ
وعلى هذا فالبتر وما بعده باقية على معانيها الحقيقية
وعند السعد يجوز أن يكون من باب الستعارة بأن يشبه
النقص المعنوي بالنقص الحسي الذي هو قطع الذنب أو
قطع إحدى اليدين أو الجذم بفتحتين ويستعار البتر أو الجذم
أو القطع للنقص المعنوي
ويشتق منه أبتر أو أقطع أو أجأذم بمعنى ناقص نقصا معنويا
فإن قلت بين الحديثين تعارض لنه إن عمل بحديث البسملة
فات العمل بحديث الحمدلة وإن عمل بحديث الحمدلة فات
العمل بالخر
قلت قد ذكر العلماء لدفع التعارض أوجأها كثيرة فمن جأملتها
أن البتداء قسمان حقيقي وإضافي أي نسبي
والول هو ما تقدم أمام المقصود ولم يسبقه شيء
والضافي ما تقدم أمام المقصود وإن سبقه شيء
وقال عبد الحكيم إنه يشترط في الضافي أن يسبقه شيء
وحمل حديث البسملة على الول والحمدلة على الثاني
تأسيا بالكتاب العزيز وعمل بالجأماع
واعلم أنه جأاء في فضل البسملة أحاديث كثيرة غير الحديث
المتقدم روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال أول
ما كتب القلم بسم الله الرحمن الرحيم فإذا كتبتم كتابا
فاكتبوها أوله وهي مفتاح كل كتاب أنزل
ولما نزل بها جأبريل أعادها ثلثا وقال هي لك ولمتك
فمرهم أن ل يدعوها في شيء من أمورهم فإني لم أدعها
طرفة عين مذ نزلت على أبيك آدم وكذلك الملئكة
وروي أنها لما نزلت هرب الغيم إلى المشرق وسكنت الرياح
وهاج البحر وأصغت البهائم بآذانها ورجأمت الشياطين
وحلف الله بعزته وجألله أن ل يسمى اسمه على مريض إل
شفاه ول يسمى اسمه على شيء إل بارك فيه
وروي أن رجأل قال بحضرته صلى الله عليه وسلم تعس
الشيطان
فقال له عليه الصلة والسلم ل تقل ذلك فإنه يتعاظم عنده
أي عند هذا القول ولكن قل
____________________
) (1/3
بسم الله الرحمن الرحيم فإنه يصغر حتى يصير أقل من
ذبابة
وروي من أراد أن يحيا سعيدا ويموت شهيدا فليقل عند
ابتداء كل شيء بسم الله الرحمن الرحيم أي كل شيء ذي
بال بدليل الحديث المتقدم
وروي بسم الله الرحمن الرحيم أم القرآن وهي أم الكتاب
وهي السبع المثاني
قال العلمة الصبان في رسالته على البسملة لعل وصفها
بهذا باعتبار اشتمالها على معاني الفاتحة
اه
وعدد حروف البسملة الرسمية تسعة عشر حرفا وعدد خزنة
النار تسعة عشر خازنا كما قال الله تعالى } عليها تسعة
عشر {
قال ابن مسعود فمن أراد أن ينجيه الله من الزبانية التسعة
عشر فليقرأ البسملة فيجعل الله له بكل حرف منها جأنة
بضم الجيم أي وقاية من كل واحد منهم فإنهم يقولونها في
كل أفعالهم فبها قوتهم وبها استضلعوا
وعن علي رضي الله عنه مرفوعا ما من كتاب يلقى في
الرض وفيه بسم الله الرحمن الرحيم إل بعث الله ملئكة
يحفون عليها بأجأنحتهم حتى يبعث الله وليا من أوليائه
يرفعه
فمن رفع كتابا من الرض فيه البسملة رفع الله اسمه في
أعلى عليين وغفر له ولوالديه ببركتها
وروي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال من قرأ بسم الله
الرحمن الرحيم وكان مؤمنا سبحت معه الجبال إل أنه ل
يسمع تسبيحها
وروي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال إذا قال العبد بسم
الله الرحمن الرحيم قالت الجنة لبيك اللهم وسعديك إلهي
إن عبدك فلنا قال بسم الله الرحمن الرحيم اللهم زحزحه
عن النار وأدخله الجنة
وروي أن الكتب المنزلة من السماء إلى الرض مائة وأربعة
أنزل على شيث ستون وعلى إبراهيم ثلثون وعلى موسى
قبل التوراة عشرة والتوراة والنجيل والزبور والفرقان
وأن معاني كل الكتب مجموعة في القرآن ومعانيه مجموعة
في الفاتحة ولهذا سميت أم الكتاب ومعانيها مجموعة في
البسملة ومعانيها مجموعة في بائها ومعناها بي كان ما كان
وبي يكون ما يكون
والمراد الجمع ولو إجأمال بطريق اليماء وإنما جأمعت
الفاتحة جأميع معاني القرآن لن كل ما فيه من الحمد
والشكر والثناء فهو مندرج تحت قوله الحمد لله وكل ما فيه
من الخلئق فهو تحت كلمة رب العالمين وكل ما فيه من
الرحمة والعطاء فهو تحت كلمة الرحمن وكل ما فيه من ذكر
العفو والمغفرة فهو تحت كلمة الرحيم وكل ما فيه من
أوصاف القيامة فهو تحت كلمة مالك يوم الدين وكل ما فيه
من بيان الهداية والدعاء والثبات على السلم فهو تحت
كلمة إهدنا الصراط المستقيم وكل ما فيه من بيان صفات
الصالحين فهو تحت كلمة صراط الذين أنعمت عليهم وكل
ما فيه من الغضب فهو تحت كلمة غير المغضوب عليهم
وكل ما فيه من ذكر الهواء والبدع فهو تحت كلمة ول
الضالين
ووجأه بعضهم كون معاني البسملة في الباء بأن المقصود
من كل العلوم وصول العبد إلى الرب هذه الباء لما فيها من
معنى اللصاق تلصق العبد بجناب الرب
زاد بعضهم ومعاني الباء في نقطتها ومعناها أنا نقطة
الوجأود المستمد مني كل موجأود
وروي عنه عليه الصلة والسلم أنه قال البسملة فاتحة كل
كتاب وفي رواية بسم الله الرحمن الرحيم مفتاح كل كتاب
فإن قيل إن هذه الرواية والتي قبلها يفهمان أن كل كتاب
أنزل مشتمل على معاني القرآن لنه مشتمل على البسملة
المشتملة على معاني الفاتحة المشتملة على معاني القرآن
والرواية التي قبلهما تفهم خلف ذلك بل تفهم أنها لم
توجأد في غير القرآن رأسا
فالجواب أن البسملة المفتتح بها كل الكتب المنزلة لم تكن
بهذا اللفظ العربي على هذا الترتيب والمفتتح بها القرآن
المجيد بهذا اللفظ العربي على هذا الترتيب ويجوز أن يكون
لكونها بهذا اللفظ العربي
وهذا الترتيب لها دخل في اشتمالها على معاني القرآن فل
يلزم حينئذ من اشتمال الكتب عليها بغير هذا اللفظ وهذا
الترتيب اشتمال كل كتاب على معاني القرآن
ول يرد ما وقع في سورة النمل عن سيدنا سليمان في
كتابه لبلقيس من أنها بهذا اللفظ العربي وهذا الترتيب لن
ذلك كان ترجأمة عما في كتابه لها
ومما يتعلق بالبسملة من المعاني الدقيقة ما قيل إن الباء
بهاء الله والسين سناء الله والميم مجد الله
وقيل الباء بكاء التائبين والسين
____________________
) (1/4
سهو الغافلين والميم مغفرته للمذنبين
وقال بعض الصوفية الله لهل الصفاء الرحمن لهل الوفاء
الرحيم لهل الجفاء
والحكمة في أن الله سبحانه وتعالى جأعل افتتاح البسملة
بالباء دون غيرها من الحروف وأسقط اللف من اسم وجأعل
الباء في مكانها أن الباء حرف شفوي تنفتح به الشفة ما ل
تنفتح بغيره ولذلك كان أول انفتاح فم الذرة النسانية في
عهد ألست بربكم بالباء في جأواب بلى وأنها مكسورة أبدا
فلما كانت فيها الكسرة والنكسار في الصورة والمعنى
وجأدت شرف العندية من الله تعالى كما قال أنا عند
المنكسرة قلوبهم بخلف اللف فإن فيها ترفعا وتكبرا
وتطاول فلذلك أسقطت
وخصت التسمية بلفظ الجللة ولفظ الرحمن ولفظ الرحيم
ليعلم العارف أن المستحق لن يستعان به في جأميع المور
هو المعبود الحقيقي الذي هو مولى النعم كلها عاجألها
وآجألها جأليلها وحقيرها
فيتوجأه العارف بجملته حرصا ومحبة إلى جأناب القدس
ويتمسك بحبل التوفيق ويشتغل سره بذكره والستمداد به
عن غيره
والكلم على البسملة من السرار والعجائب واللطائف ل
يدخل تحت حصر
وفي هذا القدر كفاية وبالله التوفيق
) قوله الحمد لله ( آثره على الشكر اقتداء بالكتاب العزيز
ولقوله صلى الله عليه وسلم ل يشكر الله من لم يحمده
والحمد معناه اللغوي الثنا بالجميل لجأل جأميل اختياري
سواء كان في مقابلة نعمة أم ل
ومعناه العرفي فعل ينبىء عن تعظيم المنعم من حيث أنه
منعم على الحامد أو غيره
والشكر لغة هو الحمد العرفي وعرفا صرف العبد جأيمع ما
أنعم الله به عليه فيما خلق لجأله أي أن يصرف جأميع
العضاء والمعاني التي أنعم الله عليه بها في الطاعات التي
طلب استعمالها فيها فإن استعملها في أوقات مختلفة
سمى شاكرا أو في وقت واحد سمي شكورا وهو قليل
لقوله تعالى } وقليل من عبادي الشكور {
وصور ذلك العلمة الشبراملسي بمن حمل جأنازة متفكرا
في مصنوعات الله ناظرا لما بين يديه لئل يزل بالميت
ماشيا برجأليه إلى القبر شاغل لسانه بالذكر وأذنيه باستماع
ما فيه ثواب كالمر بالمعروف والنهي عن المنكر
وأقسام الحمد أربعة حمدان قديمان وهما حمد الله نفسه
نحو الحمد لله الذي خلق السموات والرض وحمده بعض
عباده كقوله تعالى في أيوب } نعم العبد إنه أواب {
وحمدان حادثان وهما حمدنا له تعالى وحمد بعضنا لبعض
وينقسم الحمد إلى واجأب كالحمد في الصلة وفي خطبة
الجمعة وإلى مندوب كالحمد في خطبة النكاح وفي ابتداء
الدعاء وبعد الكل والشرب وفي ابتداء الكتب المصنفة وفي
ابتداء درس المدرسين وقراءة الطالبين بين يدي المعلمين
وإلى مكروه كالحمد في الماكن المستقذرة كالمجزرة
والمزبلة ومحل الحاجأة
وإلى حرام كالحمد عند الفرح بالوقوع في معصية
واعلم أنه جأاء في فضل الحمد أحاديث كثيرة روي عن النبي
صلى الله عليه وسلم أن الله عز وجأل يحب أن يحمده
وأخرج الديلمي مرفوعا أن الله يجب الحمد يحمد به ليثيب
حامده وجأعل الحمد لنفسه ذكرا ولعباده ذخرا
وفي البدر المنير عنه عليه السلم حمد الله أمان للنعمة من
زوالها
وعنه صلى الله عليه وسلم من لبس ثوبا فقال الحمد لله
الذي كساني هذا الثوب من غير حول مني ول قوة غفر له ما
تقدم من ذنبه
وأفضل المحامد أن يقول العبد الحمد لله حمدا يوافي نعمه
ويكافيء مزيده
لما ورد أن الله تعالى لما أهبط أبانا آدم إلى الرض قال يا
رب علمني المكاسب وعلمني كلمة تجمع لي فيها المحامد
فأوحى الله إليه أن قل ثلثا عند كل صباح ومساء الحمد لله
حمدا يوافى نعمه ويكافىء مزيده
ولهذا لو حلف إنسان ليحمدن الله بمجامع المحامد بر بذلك
وقال بعض العارفين الحمد لله ثمانية أحرف كأبواب الجنة
فمن قالها عن صفاء قلب استحق أن يدخل الجنة من أيها
شاء
أي فيخير بينها إكراما له ولكن ل يختار إل الذي سبق في
علمه أن يدخل منه
) قوله الفتاح ( هو من أسماء الله الحسنى
وهو من صيغ المبالغة ومعناه الذي يفتح خزائن الرحمة على
أصناف البرية
وقيل الحاكم بين الخلئق من
____________________
) (1/5
الفتح بمعنى الحكم
وقيل الذي يعينك عند الشدائد وينميك صنوف العوائد
وقيل الذي فتح على النفوس باب توفيقه وعلى السرار
باب تحقيقه
وحظ العبد من هذا السم أن يجتهد حتى يفتح على قلبه في
كل ساعة بابا من أبواب الغيب والمكاشفات والخيرات
والمسرات
ومن قرأه إثر صلة الفجر إحدى وسبعين مرة ويده على
صدره طهر قلبه وتنور سره ويسر أمره
وفيه سر عظيم لتيسير الرزق وغيره
اه
من شرح أسماء الله الحسنى
) قوله الجواد ( هو السخي كما في القاموس
ومعناه الكريم المتفضل على عباده بالنوال قبل السؤال
وفي التحفة ما نصه الجواد بالتخفيف كثير الجود أي العطاء
واعترض بأنه ليس فيه توقيف أي وأسماؤه تعالى توقيفية
على الصح
وأجأيب عنه بأن فيه مرسل اعتضد بمسند بل روى أحمد
والترمذي وابن ماجأة حديثا طويل فيه بأني جأواد ماجأد
اه
بحذف
) قوله المعين على التفقه في الدين إلخ ( أي الموفق لمن
اختاره من عباده عليه لقوله عليه السلم من يرد الله به
خيرا يفقهه في الدين والتفقه التفهم شيئا فشيئا لن
الفقه معناه لغة الفهم كما سيأتي
والدين ما شرعه الله تعالى من الحكام على لسان نبيه عليه
الصلة والسلم سمي دينا لنا ندين له أي ننقاد
) قوله وأشهد إلخ ( أي أعترف بلساني وأذعن بقلبي أن ل
معبود بحق موجأود إل الله
والشهادة لغة
التحقق بالبصر أو البصيرة كالمشاهدة
واصطلحا قول صادر عن علم بمشاهدة بصر أو بصيرة
ولما كان من شروط السلم ترتيب الشهادتين عطف
الشهادة الثانية على الولى فقال وأشهد أن سيدنا محمدا
عبده ورسوله
وأتى بالشهادة لحديث كل خطبة ليس فيها تشهد فهي
كاليد الجذماء أي مقطوعة البركة أو قليلتها
ولما قيل إنه يطلب من كل بادىء في فن أربعة أمور على
سبيل الوجأوب الصناعي البسملة والحمدلة والتشهد
والصلة على النبي صلى الله عليه وسلم
وثلثة على سبيل الندب الصناعي تسمية نفسه وكتابه
والتيان ببراعة الستهلل
وفات الشيخ رحمه الله تعالى هنا من المور المندوبة
تسمية نفسه
) وقوله شهادة ( مصدر مؤكد لعامله
) وقوله دار الخلود ( هي الجنة
) وقوله المقام المحمود ( هو مقام الشفاعة العظمى في
فصل القضاء يحمده فيه الولون والخرون
) وقوله صلى الله إلخ ( أي اللهم صل عليه وسلم
وأتى بالفعلين بصيغة الماضي رجأاء تحقق حصول المسؤول
وإنما صلى وسلم المؤلف في أول كتابه امتثال لمر الله
تعالى في قوله تعالى } يا أيها الذين آمنوا صلوا { الية
ولما قام على ذلك عقل ونقل من البرهان
أما نقل فقوله تعالى } ورفعنا لك ذكرك {
أي ل أذكر إل وتذكر معي
وأما عقل فلن المصطفى هو الذي علمنا شكر المنعم وكان
سببا في كمال هذا النوع النساني فاستوجأب قرن شكره
بشكر المنعم عمل بالحديث القدسي عبدي لم تشكرني إذا
لم تشكر من أجأريت النعمة على يديه
ول شك بأنه صلى الله عليه وسلم الواسطة العظمى لنا في
كل نعمة بل هو أصل اليجاد لكل مخلوق كما قال ذو العزة
والجلل لولك لولك لما خلقت الفلك
واعلم أنه جأاء في فضل الصلة على النبي صلى الله عليه
وسلم أحاديث كثيرة منها قوله صلى الله عليه وسلم من
صلى علي في كتاب لم تزل الملئكة تستغفر له ما دام
اسمي في ذلك الكتاب
وقوله عليه السلم من سره أن يلقى الله وهو عنه راض
فليكثر من الصلة علي
وقوله عليه السلم من أكثر من الصلة علي في حياته أمر
الله جأميع مخلوقاته أن يستغفروا له بعد موته
وقال عليه السلم أكثروا من الصلة علي فإنها نور في
القبر ونور على الصراط ونور في الجنة
وقال عليه السلم أكثروا من الصلة علي فإنها تطفىء
عضب الجبار وتوهن كيد الشيطان
وقال عليه السلم أكثركم صلة علي أكثركم أزواجأا في
الجنة
وفي حديث مرفوع ما جألس قوم فتفرقوا عن غير الصلة
على النبي صلى الله عليه وسلم إل تفرقوا عن أنتن من
جأيفة حمار
قال ابن الجوزي في البستان فإذا كان المجلس الذي ل
يصلى فيه يكون بهذه الحالة فل غرو أن يتفرق المصلون
عليه من مجلسهم عن أطيب من خزانة العطار وذلك لنه
صلى الله عليه وسلم كان أطيب الطيبين وأطهر الطاهرين
وكان إذا تكلم امتل المجلس بأطيب
____________________
) (1/6
من ريح المسك
وكذلك مجلس يذكر فيه النبي صلى الله عليه وسلم تنمو
منه رائحة طيبة تخترق السموات السبع حتى تنتهي إلى
العرش ويجد كل من خلقه الله ريحها في الرض غير النس
والجن فإنهم لو وجأدوا تلك الرائحة لشتغل كل واحد منهم
بلذتها عن معيشته
ول يجد تلك الرائحة ملك أو خلق الله تعالى إل استغفر لهل
المجلس ويكتب لهم بعدد هذا الخلق كلهم حسنات ويرفع
لهم بعددهم درجأات سواء كان في المجلس واحد أو مائة
ألف كل واحد يأخذ من هذا الجأر مثل هذا العدد وما عند الله
أكثر
وللصلة عليه صلى الله عليه وسلم فوائد ل تحصى منها أنها
تجلو القلب من الظلمة وتغني عن الشيخ وتكون سببا
للوصول وتكثر الرزق وأن من أكثر منها حرم الله جأسده
على النار
وينبغي للشخص إذا صلى عليه أن يكون بأكمل الحالت
متطهرا متوضئا مستقبل القبلة متفكرا في ذاته السنية
لجأل بلوغ النوال والمنية وأن يرتل الحروف وأن ل يعجل
في الكلمات كما قال صلى الله عليه وسلم إذا صليتم علي
فأحسنوا الصلة علي فإنكم ل تدرون لعل ذلك يعرض علي
وقولوا اللهم اجأعل صلواتك وبركاتك على سيد المرسلين
وإمام المتقين وخاتم النبيين سيدنا محمد عبدك ورسولك
إمام الخير وقائد الخير ورسول الرحمة
اللهم ابعثه المقام المحمود الذي يغبطه فيه الولون
والخرون
رواه الديلمي موقوفا عن ابن مسعود رضي الله عنه
) قوله وعلى آله ( أتى بذلك امتثال لخبر قولوا اللهم صل
على محمد وعلى آله
) وقوله وأصحابه ( وجأه ندب التيان بهم في نحو هذا
المقام إلحاقهم بالل بقياس الولى لنهم أفضل من الل
الذين ل صحبة لهم
والنظر لما فيهم من البضعة الكريمة إنما يقتضي الشرف
من حيث الذات وكلمنا في أكثرية العلوم والمعارف هذا بناء
على ما هو المشهور في معنى الل أما على ما قد يراد بهم
في نحو هذا المقام كما سيأتي في كلمه فالصحاب
رضوان الله عليهم أجأمعين آل وكذلك غيرهم وحينئذ
فإفرادهم بالذكر للعتناء بهم لما خصوا به عن غيرهم من
الفضل دفعا لتوهم إرادة المعنى المشهور للل هنا
اه كردي
) قوله المجاد ( جأمع ماجأد أو مجيد على غير قياس
والمجد الشرف والرفعة وهو وصف لكل من الل والصحاب
) قوله صلة وسلما ( منصوبان على المفعولية المطلقة
بصلى وسلم وأتى بهما لفادة التقوية والتأكيد
) قوله أفوز بهما ( أي أظفر وأبلغ المقصود بسببهما
) وقوله يوم المعاد ( بفتح الميم بمعنى المرجأع والمصير
كما في المختار والمراد يوم القيامة
) قوله وبعد الخ ( أي وبعدما تقدم من البسملة والحمدلة
والتشهد والصلة والسلم على النبي صلى الله عليه وسلم
وآله وأصحابه فأقول لكم هذا إلخ
فهي يؤتى بها عند إرادة النتقال من نوع من الكلم إلى نوع
آخر منه والكلم عليها مما أفرد بالتأليف فل حاجأة إلى
الطالة
) وقوله بقرة العين ( قال في القاموس قرت العين تقر
بالكسر والفتح قرة وتضم وقرورا بردت وانقطع بكاؤها أو
رأت ما كانت متشوقة إليه
اه بتصرف
وهو هنا كناية عن سرور العين لنه يلزم من برد العين
السرور فهو كناية اصطلحية
وسماه بهذا السم لنه يحصل به سرور وفرح لمن يطلع
عليه ) قوله يبين المراد ( أي يظهر المعنى المراد من
ألفاظ المتن
وذلك يكون ببيان الفاعل والمفعول ومرجأع الضمير ونحو
ذلك
) وقوله ويتمم المفاد ( بضم الميم اسم مفعول يعني يكمل
المعنى المستفاد مما مر ويحتمل أن يكون مصدرا ميميا
بمعنى الفائدة
ول يخفى حسن ذكر التبيين في جأانب المراد والتتميم في
جأانب المفاد لحتياج المراد إلى الكشف واليضاح لخفائه
والمفاد إلى تكميل وتتميم النقص بذكر نحو قيد
) وقوله بشرح ( متعلق بفتح قبل جأعله علما وأما بعده فهو
جأزء علم فل يتعلق بشيء وهذا العلم مركب من تسع كلمات
ليس منها الباء الولى
وكتب الجمل على قول شرح المنهج بفتح الوهاب ما نصه
متعلق بسميته وهذه الباء ليست من العلم بخلف الثانية
فإنها منه متعلقة بفتح بالنظر لحاله قبل العلمية وأما
بالنظر لحاله بعدها فليست متعلقة بشيء وهذا العلم مركب
من ست كلمات والظاهر أنه إسنادي بجعل فتح الوهاب
مبتدأ
وقوله بشرح منهج الطلب خبرا
ويبعد كونه إضافيا أو مزجأيا
اه
) وقوله وأنا أسأل إلخ ( قدم المسند
____________________
) (1/7
إليه قصدا لتقوية الحكم وتأكيده بتكرر السناد وذلك لنه لما
مدح تصنيفه بأنه مفيد وأنه يبين المراد إلخ كان مظنة توهم
العتماد في حصول النفع عليه فقوى السؤال دفعا لهذا
اليهام وإن كان بعيدا
وذكر في الطول من وجأوه التقديم أنه يجوز أن يكون
للتخصيص إظهارا للوحدة في هذا الدعاء وعدم مشارك له
فيه بالتأمين ليستعطف به فكأنه قال في أثناء السؤال
إلهي أجأبني وارحم وحدتي وانفرادي عن العوان
اه
انظر السعد وحواشيه
وقوله ) الكريم ( من الكرم وهو إعطاء ما ينبغي لمن ينبغي
على وجأه ينبغي ل لغرض وعلة
وقوله ) المنان ( من المنة وهي النعمة مطلقا أو بقيد
كونها ثقيلة مبتدأة من غير مقابل يوجأبها
فنعمته تعالى من محض فضله إذ ل يجب عليه لحد شيء
خلفا لزعم المعتزلة بوجأوب الصح عليه تعالى الله عن ذلك
وقيل مأخوذ من المن الذي هو تعداد النعم وهو من الله
حسن ليذكر عباده نعمه عليهم فيطيعوه ومن غيره مذموم
لقوله تعالى } ل تبطلوا صدقاتكم بالمن والذى { واستثنى
من ذلك النبي والوالد والشيخ فيجوز لهم المن
) وقوله أن يعم ( المصدر المنسبك من أن والفعل مفعول
ثان لسأل
وقوله النتفاع مرفوع على الفاعلية
وقوله للخاصة اللم زائدة وما بعدها منصوب على المفعولية
ويحتمل أن يكون فاعل الفعل ضميرا يعود على الله
والنتفاع منصوب بإسقاط الخافض أي أسأل أن يعم الله
بالنتفاع بالشرح المذكور الخاصة والعامة
وفي القاموس يقال عمهم بالعطية إلخ
اه
والمراد بالخاصة هنا المنتهون والمتوسطون وبالعامة
المبتدئون
) قوله الفردوس في دار المان ( هي الجنة وهي مشتملة
على سبع جأنان أفضلها وأوسطها الفردوس
وجأنة المأوى وجأنة الخلد وجأنة النعيم وجأنة عدن ودار السلم
ودار الجلل وإلى ما ذكر ذهب ابن عباس
وقيل أربع ورجأحه جأماعة لقوله تعالى } ولمن خاف مقام
ربه جأنتان { ثم قال } ومن دونهما جأنتان {
) وقوله إنه إلخ ( يحتمل أن يكون بفتح الهمزة على حذف
لم العلة ويحتمل أن يكون بكسرها على أنها جأملة مستأنفة
سيقت لبيان السبب الحامل له على سؤال الله
وقوله ) أكرم كريم وأرحم رحيم ( أي من كل كريم ومن كل
رحيم
فحذف من كل اختصارا وأضيف أفعل إلى ما بعده
وجأاز كونه مفردا مع أن الصل أن يكون جأمعا لكون أفعل
بعض ما يضاف إليه لفهم المعنى وعدم التباس المراد
قوله أي ) أؤلف ( هذا بيان لمتعلق الباء بناء على أنها أصلية
وقدره فعل مؤخرا خاصا لن ما ذكر هو الولى في تقدير
المتعلق
أما أولوية كونه فعل فلنه هو الصل في العمل وأما أولوية
كونه خاصا فلرعاية المقام لن كل شارع في شيء يضمر
في نفسه لفظ ما كانت التسمية مبدأ له فالكاتب يضمر
أكتب والمؤلف يضمر أؤلف ولشعار ما بعد البسملة به فهو
قرينة على المحذوف
وأما أولوية كونه مؤخرا فليكون اسمه تعالى مقدما ذكرا
فيوافق تقدم مسماه وجأودا وليفيد الختصاص لن تقديم
المعمول يفيده عند الجمهور
والمعنى أن البداءة ل تتم إل بمعونة اسمه تعالى
ففيه رد على من يعتقد أن البداءة كما تكون باسم الله تكون
أيضا باسم آلهتهم وهذا يسمى قصر إفراد
ورد على من يعتقد أنها ل تكون باسم الله وإنما تكون باسم
آلهتهم كالدهرية المنكرين وجأوده تعالى وهذا يسمى قصر
قلب
ورد أيضا على المترددين بين أن تكون باسم الله أو باسم
آلهتهم وهذا يسمى قصر تعيين
قال العلمة الصبان ثم القصر هنا غير حقيقي لتعذر
الحقيقي في قصر الصفة على الموصوف كما هنا
فإن المعنى قصر البتداء على كونه باسم الله ل يتعداه إلى
كونه باسم غيره وإن ثبت له أوصاف أخر ككونه في ذي بال
____________________
) (1/8
) قوله والسم مشتق من السمو ( أي مأخوذ منه وفرع عنه
وهو العلو لن مسماه يعلو به ويرتفع عن زاوية الهجران
إلى محفل العتبار والعرفان لن محقرات الشياء ليس
شيء منها مما يوضع له اسم خاص بها بل يعبر عنها باسم
جأنسها أو نوعها
وهذا مذهب البصريين فأصله عندهم سمو حذفت لمه
تخفيفا لن الواضع علم أنه يكثر استعماله فخففه ثم سكنت
سينه وأتى بهمزة الوصل توصل وعوضا عن اللم المحذوفة
فوزنه حينئذ أفع فهو من السماء المحذوفة العجاز ويشهد
لذلك أنهم اتفقوا على أمور منها أن تصغير اسم سمى أصله
سميو قلبت الواو ياء وأدغمت الياء الولى فيها
ومنها أن جأمعه أسماء وأصله أسما وقلبت الواو همزة
لتطرفها عقب ألف زائدة
ومنها أن الفعل منه سميت وأسميت وتسميت وأصلها
سموت وأسموت وتسموت قلبت الواو ياء لوقوعها رابعة
عقب غير ضم
) وقوله ل من الوسم ( وهو العلمة أي عند البصريين كما
علمت وأما عند الكوفيين فهو مأخوذ منه
أي من فعله وأصله عندهم وسم بفتح الواو وسكون السين
فخفف عند أكثرهم بحذف صدره لكثرة الستعمال وأتى
بهمزة الوصل لما مر فوزنه على هذا أعل فهو من السماء
المحذوفة الصدر
ومذهبهم أقل إعلل لكن رد بما تقدم من التصغير والجمع
والفعل ولو كان مأخوذا من الوسم لكان تصغيره وسيما
وجأمعه أوسام والفعل منه وسمت وليس كذلك كما تقدم
قال بعضهم إن قول البصريين مبني على أن الله تسمى
بأسماء من الزل وقول الكوفيين مبني على أن السماء من
وضع البشر
والمذهب الول أصح وهو مذهب أهل السنة
والثاني مذهب أهل العتزال لنه يقتضي أنه سبحانه كان
في الزل بل أسماء وصفات فلما خلق الخلق جأعلوا له ذلك
فإذا أفناهم بقي بل أسماء وصفات
ورد هذا البناء العلمة الصبان في رسالة البسملة فقال
ليس في المذهبين ما يقتضي هذا البناء وذلك لن جأميع
السماء ألفاظ واللفاظ غير أزلية بل هي حادثة باتفاق
الجمهور من الفريقين
ولهذا حمل قول من قال أسماء الله قديمة على المسامحة
) قوله والله علم ( أي بالوضع الشخصي على التحقيق لن
مسماه معين موجأود خارجأا
لكن ل يجوز أن يقال ذلك إل في مقام التعليم حذرا من
إيهام معنى الشخص المستحيل وهو من قامت به مشخصات
والواضع هو الله تعالى وقيل البشر
واعترض بأن ذات الله ل تدرك بالعقل فكيف وضع لها العلم
وأجأيب بأنه يكفي في الوضع التعقل بوجأه ما كما هنا فإن
الذات أدركت بتعقل صفاتها
) وقوله الواجأب الوجأود ( بيان وتعيين المسمى وليس
معتبرا من المسمى وإل لكان المسمى مجموع الذات
والصفة وليس كذلك
ومعنى كون واجأب الوجأود أنه ل يجوز عليه العدم فل يسبقه
عدم ول يلحقه عدم
وخرج بذلك واجأب العدم كالشريك وجأائز الوجأود والعدم
كالممكن
ويلزم من كونه سبحانه وتعالى واجأب الوجأود أن يكون
مستحقا لجميع المحامد وبعضهم صرح به
) قوله وأصله إله ( أي أصله الول إله كإمام وهو اسم جأنس
لكل معبود أي سواء كان بحق أو باطل ثم بعد تعريفه غلب
استعماله في الله المعبود بحق غلبة تقديرية وهي اختصاص
اللفظ بمعنى مع إمكان استعمال في غيره بحسب الوضع
لكن لم يستعمل فيه بالفعل كما هنا فإن لفظ الله صالح
لن يستعمل في غير الله بحسب الوضع لكن لم يستعمل إل
في الله سبحانه وتعالى
) قوله ثم عرف بأل ( أي فصار الله ثم حذفت الهمزة
الثانية بعد نقل حركتها إلى اللم فصار ألله ثم أدغمت اللم
الولى في الثانية ثم فخمت للتعظيم فصار الله ففيه
خمسة أعمال ) قوله وهو السم العظم عند الكثر ( واختار
النووي رحمه الله أنه الحي القيوم
فإن قيل إن من شرط السم العظم أنه إن دعي سبحانه
وتعالى به أجأاب وإذا سئل به أعطى وهذا ليس كذلك فقد
يدعو كثير به ول يستجاب دعاؤه فالجواب أن للدعاء آدابا
وشروطا ل يستجاب الدعاء إل بها فأولها إصلح الباطن
باللقمة الحلل لما قيل الدعاء مفتاح السماء وأسنانه لقمة
الحلل
وآخرها الخلص وحضور القلب كما قال تعالى } فادعوا
الله مخلصين له الدين { وكما قال لسيدنا موسى عليه
الصلة والسلم يا موسى إن أردت أن يستجاب لك دعاؤك
فصن بطنك من الحرام وجأوارحك عن الثام
وقال سيدي عبد القادر
____________________
) (1/9
الجيلني الله هو السم العظم وإنما يستجاب لك إذا قلت
الله وليس في قلبك غيره
ولهذا السم خواص وعجائب منها أن من داوم عليه في
خلوة مجردا بأن يقول الله الله حتى يغلب عليه منه حال
شاهد عجائب الملكوت ويقول بإذن الله للشيء كن فيكون
وذكر بعضهم أن من كتبه في إناء بحسب ما يسع الناء ورش
به وجأه المصروع أحرق بإذن الله شيطانه
ومن ذكره سبعين ألف مرة في موضع خال عن الصوات ل
يسأل الله شيئا إل أعطيه
ومن قال كل يوم بعد صلة الصبح هو الله سبعا وسبعين
مرة رأى بركتها في دينه ودنياه وشاهد في نفسه أشياء
عجيبة
) قوله ولم يسم به غيره ( أي ب
تم إعداد هذا الملف آليا بواسطة المكتبة الشاملة
حاشية إعانة الطالبين على حل ألفاظ فتح
المعين لشرح قرة العين بمهمات الدين
أبي بكر ابن السيد محمد شطا الدمياطي
سنة الولدة /سنة الوفاة
تحقيق
الناشر دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
سنة النشر
مكان النشر بيروت
عدد الجأزاء
كتاب إعانة الطالبين | 1
____________________
) (1/1
المقدمة الحمد لله الذي أوضح الطريق للطالبين وسهل
منهج السعادة للمتقين وبصر بصائر المصدقين بسائر الحكم
والحكام في الدين ومنحهم أسرار اليمان وأنوار الحسان
واليقين
وأشهد أن ل إله إل الله وحده ل شريك له الملك الحق المبين
وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله الصادق الوعد المين
القائل من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين
صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان
إلى يوم الدين
وبعد فيقول أفقر الورى إلى ربه ذي العطا أبو بكر ابن
المرحوم محمد شطا إنه لما وفقني الله تعالى لقراءة شرح
العالم العلمة العارف الكامل مربي الفقراء والمريدين
والفاضل الجامع لصناف العلوم الحاوي لمكارم الخلق مع
دقائق الفهوم الشيخ زين الدين ابن الشيخ عبد العزيز ابن
العلمة الشيخ زين الدين مؤلف هداية الذكياء إلى طريق
الولياء ابن الشيخ علي ابن الشيخ أحمد الشافعي المليباري
الفناني المسمى بفتح المعين بشرح قرة العين بمهمات
الدين بمحفل من طلب العلم العظام تجاه البيت الحرام
كتبت عليه هوامش تحل مبناه وتبين معناه
ثم بعد تمام القراءة طلب مني جأملة من الصدقاء والخلن
أصلح الله لي ولهم الحال والشان تجريد تلك الهوامش
وجأمعها فامتنعت من ذلك لعلمي بأني لست ممن يرقى تلك
المسالك واعترافي بقلة بضاعتي وإقراري بعدم أهليتي
فلما كرروا علي الطلب توسلت بسيد العجم والعرب فجاءت
البشارة بالشارة وشرعت في التجريد والجمع مستعينا
بالملك الوهاب وملتمسا منه التوفيق وللصواب رجأاء أن
يكون تذكرة لي وللحباب
وأن ينفعني به والصحاب فالله هو المرجأو لتحقيق رجأاء
الراجأين وإنجاح حاجأات المحتاجأين
وسميته إعانة الطالبين على حل ألفاظ فتح المعين
واعلم أيها الواقف على الجمع المذكور أنه ليس لي فيه إل
النقل من كلم الجمهور والتيان في ذلك بالشيء المقدور
فالميسور كما قيل ل يسقط بالمعسور
وأن عمدتي في ذلك التحفة وفتح الجواد شرح الرشاد
والنهاية وشرح الروض وشرح المنهج وحواشي ابن قاسم
وحواشي الشيخ علي الشبراملسي وحواشي البجيرمي
وغير ذلك من كتب المتأخرين
وكثيرا ما أترك العزو خوفا من التطويل ثم ما رأيته من
صواب في أي مطلب فهو من تحرير الئمة أهل المذهب وما
رأيته من خطأ فمن تخليط حصل مني أو وهم صدر من سوء
فهمي فالمسؤول ممن عثر على شيء من الخلل أن يصلحه
ويسامح فيما قد يظهر من الزلل
وما أحسن ما قيل وإن تجد عيبا فسد الخلل فجل من ل عيب
فيه وعل 4
____________________
) (1/2
ونسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يوفقنا لمرضاته
ويسبل علينا ذيل كراماته وأن يعيننا على الكمال وأن ينفع
به كما نفع بأصله إنه ذو الجود والفضال وأن يجعل ذلك
خالصا لوجأهه الكريم وموجأبا للفوز لديه بجنات النعيم إنه
على ذلك قدير وبالجأابة جأدير
وها أنا أشرع في المقصود بعون الملك المعبود
فأقول وبالله التوفيق لحسن الطريق ) قوله بسم الله
الرحمن الرحيم ( قد أفردها بالتأليف من ل يحصى من
العلماء وأبدى فيها وأبدع من ل يستقصى من النبلء ومع
ذلك ما بلغوا معشار ما انطوت عليه من لطائف السرار
ونكات التفسير إذ ل يحيط بتفضيله وجأمله إل اللطيف
الخبير كيف ذلك وقد قال المام علي كرم الله وجأهه لو
طويت لي وسادة لقلت في الباء من بسم الله الرحمن
الرحيم وقر سبعين بعيرا
وفي رواية عنه لو شئت لوقرت لكم ثمانين بعيرا من معنى
بسم الله الرحمن الرحيم
ولكن ينبغي التكلم عليها من جأنس الفن المشروع فيه وفاء
بحقها وبحق الفن المشروع فيه
والن الشروع في فن الفقه الباحث عن الحكام الشرعية
فيقال البسملة مطلوبة في كل أمر ذي بال أي حال يهتم به
شرعا بحيث ل يكون محرما لذاته ول مكروها كذلك ول من
سفاسف المور أي محقراتها فتحرم على المحرم لذاته
كالزنا ل لعارض كالوضوء بماء مغصوب
وتكره على المكروه لذاته كالنظر لفرج زوجأته ل لعارض
كأكل البصل
ول تطلب على سفاسف المور ككنس زبل صونا لسمه
تعالى عن اقترانه بالمحقرات
والحاصل أنها تعتريها الحكام الخمسة الوجأوب كما في
الصلة عندنا معاشر الشافعية والستحباب عينا كما في
الوضوء والغسل وكفاية كما في أكل الجماعة وكما في
جأماع الزوجأين فتكفي تسمية أحدهما كما قال الشمس
الرملى أنه الظاهر والتحريم في المحرم الذاتي والكراهة
في المكروه الذاتي والباحة في المباحات التي ل شرف
فيها كنقل متاع من مكان إلى آخر كذا قيل
وإنما افتتح الشارح كتابه بالبسملة اقتداء بالكتاب العزيز
وعمل بقوله صلى الله عليه وسلم كل أمر ذي بال ل يبدأ
فيه ببسم الله الرحمن الرحيم فهو أبتر أو أقطع أو أجأذم
والمعنى على كل أنه ناقص وقليل البركة وقلة البركة في
كل شيء بحسبه
فقلتها في نحو التأليف قلة انتفاع الناس به وقلة الثواب
عليه وفي نحو الكل قلة انتفاع الجسم به وفي نحو القراءة
قلة انتفاع القارىء بها لوسوسة الشيطان له حينئذ
وأتبع ذلك بالحمدلة عمل بقوله صلى الله عليه وسلم كل
أمر ذي بال ل يبدأ فيه بالحمد لله فهو أبتر أو أقطع أو أجأذم
وقوله في الحديث فهو أبتر إلخ
هو عند الجمهور من باب التشبيه البليغ
وعلى هذا فالبتر وما بعده باقية على معانيها الحقيقية
وعند السعد يجوز أن يكون من باب الستعارة بأن يشبه
النقص المعنوي بالنقص الحسي الذي هو قطع الذنب أو
قطع إحدى اليدين أو الجذم بفتحتين ويستعار البتر أو الجذم
أو القطع للنقص المعنوي
ويشتق منه أبتر أو أقطع أو أجأذم بمعنى ناقص نقصا معنويا
فإن قلت بين الحديثين تعارض لنه إن عمل بحديث البسملة
فات العمل بحديث الحمدلة وإن عمل بحديث الحمدلة فات
العمل بالخر
قلت قد ذكر العلماء لدفع التعارض أوجأها كثيرة فمن جأملتها
أن البتداء قسمان حقيقي وإضافي أي نسبي
والول هو ما تقدم أمام المقصود ولم يسبقه شيء
والضافي ما تقدم أمام المقصود وإن سبقه شيء
وقال عبد الحكيم إنه يشترط في الضافي أن يسبقه شيء
وحمل حديث البسملة على الول والحمدلة على الثاني
تأسيا بالكتاب العزيز وعمل بالجأماع
واعلم أنه جأاء في فضل البسملة أحاديث كثيرة غير الحديث
المتقدم روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال أول
ما كتب القلم بسم الله الرحمن الرحيم فإذا كتبتم كتابا
فاكتبوها أوله وهي مفتاح كل كتاب أنزل
ولما نزل بها جأبريل أعادها ثلثا وقال هي لك ولمتك
فمرهم أن ل يدعوها في شيء من أمورهم فإني لم أدعها
طرفة عين مذ نزلت على أبيك آدم وكذلك الملئكة
وروي أنها لما نزلت هرب الغيم إلى المشرق وسكنت الرياح
وهاج البحر وأصغت البهائم بآذانها ورجأمت الشياطين
وحلف الله بعزته وجألله أن ل يسمى اسمه على مريض إل
شفاه ول يسمى اسمه على شيء إل بارك فيه
وروي أن رجأل قال بحضرته صلى الله عليه وسلم تعس
الشيطان
فقال له عليه الصلة والسلم ل تقل ذلك فإنه يتعاظم عنده
أي عند هذا القول ولكن قل
____________________
) (1/3
بسم الله الرحمن الرحيم فإنه يصغر حتى يصير أقل من
ذبابة
وروي من أراد أن يحيا سعيدا ويموت شهيدا فليقل عند
ابتداء كل شيء بسم الله الرحمن الرحيم أي كل شيء ذي
بال بدليل الحديث المتقدم
وروي بسم الله الرحمن الرحيم أم القرآن وهي أم الكتاب
وهي السبع المثاني
قال العلمة الصبان في رسالته على البسملة لعل وصفها
بهذا باعتبار اشتمالها على معاني الفاتحة
اه
وعدد حروف البسملة الرسمية تسعة عشر حرفا وعدد خزنة
النار تسعة عشر خازنا كما قال الله تعالى } عليها تسعة
عشر {
قال ابن مسعود فمن أراد أن ينجيه الله من الزبانية التسعة
عشر فليقرأ البسملة فيجعل الله له بكل حرف منها جأنة
بضم الجيم أي وقاية من كل واحد منهم فإنهم يقولونها في
كل أفعالهم فبها قوتهم وبها استضلعوا
وعن علي رضي الله عنه مرفوعا ما من كتاب يلقى في
الرض وفيه بسم الله الرحمن الرحيم إل بعث الله ملئكة
يحفون عليها بأجأنحتهم حتى يبعث الله وليا من أوليائه
يرفعه
فمن رفع كتابا من الرض فيه البسملة رفع الله اسمه في
أعلى عليين وغفر له ولوالديه ببركتها
وروي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال من قرأ بسم الله
الرحمن الرحيم وكان مؤمنا سبحت معه الجبال إل أنه ل
يسمع تسبيحها
وروي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال إذا قال العبد بسم
الله الرحمن الرحيم قالت الجنة لبيك اللهم وسعديك إلهي
إن عبدك فلنا قال بسم الله الرحمن الرحيم اللهم زحزحه
عن النار وأدخله الجنة
وروي أن الكتب المنزلة من السماء إلى الرض مائة وأربعة
أنزل على شيث ستون وعلى إبراهيم ثلثون وعلى موسى
قبل التوراة عشرة والتوراة والنجيل والزبور والفرقان
وأن معاني كل الكتب مجموعة في القرآن ومعانيه مجموعة
في الفاتحة ولهذا سميت أم الكتاب ومعانيها مجموعة في
البسملة ومعانيها مجموعة في بائها ومعناها بي كان ما كان
وبي يكون ما يكون
والمراد الجمع ولو إجأمال بطريق اليماء وإنما جأمعت
الفاتحة جأميع معاني القرآن لن كل ما فيه من الحمد
والشكر والثناء فهو مندرج تحت قوله الحمد لله وكل ما فيه
من الخلئق فهو تحت كلمة رب العالمين وكل ما فيه من
الرحمة والعطاء فهو تحت كلمة الرحمن وكل ما فيه من ذكر
العفو والمغفرة فهو تحت كلمة الرحيم وكل ما فيه من
أوصاف القيامة فهو تحت كلمة مالك يوم الدين وكل ما فيه
من بيان الهداية والدعاء والثبات على السلم فهو تحت
كلمة إهدنا الصراط المستقيم وكل ما فيه من بيان صفات
الصالحين فهو تحت كلمة صراط الذين أنعمت عليهم وكل
ما فيه من الغضب فهو تحت كلمة غير المغضوب عليهم
وكل ما فيه من ذكر الهواء والبدع فهو تحت كلمة ول
الضالين
ووجأه بعضهم كون معاني البسملة في الباء بأن المقصود
من كل العلوم وصول العبد إلى الرب هذه الباء لما فيها من
معنى اللصاق تلصق العبد بجناب الرب
زاد بعضهم ومعاني الباء في نقطتها ومعناها أنا نقطة
الوجأود المستمد مني كل موجأود
وروي عنه عليه الصلة والسلم أنه قال البسملة فاتحة كل
كتاب وفي رواية بسم الله الرحمن الرحيم مفتاح كل كتاب
فإن قيل إن هذه الرواية والتي قبلها يفهمان أن كل كتاب
أنزل مشتمل على معاني القرآن لنه مشتمل على البسملة
المشتملة على معاني الفاتحة المشتملة على معاني القرآن
والرواية التي قبلهما تفهم خلف ذلك بل تفهم أنها لم
توجأد في غير القرآن رأسا
فالجواب أن البسملة المفتتح بها كل الكتب المنزلة لم تكن
بهذا اللفظ العربي على هذا الترتيب والمفتتح بها القرآن
المجيد بهذا اللفظ العربي على هذا الترتيب ويجوز أن يكون
لكونها بهذا اللفظ العربي
وهذا الترتيب لها دخل في اشتمالها على معاني القرآن فل
يلزم حينئذ من اشتمال الكتب عليها بغير هذا اللفظ وهذا
الترتيب اشتمال كل كتاب على معاني القرآن
ول يرد ما وقع في سورة النمل عن سيدنا سليمان في
كتابه لبلقيس من أنها بهذا اللفظ العربي وهذا الترتيب لن
ذلك كان ترجأمة عما في كتابه لها
ومما يتعلق بالبسملة من المعاني الدقيقة ما قيل إن الباء
بهاء الله والسين سناء الله والميم مجد الله
وقيل الباء بكاء التائبين والسين
____________________
) (1/4
سهو الغافلين والميم مغفرته للمذنبين
وقال بعض الصوفية الله لهل الصفاء الرحمن لهل الوفاء
الرحيم لهل الجفاء
والحكمة في أن الله سبحانه وتعالى جأعل افتتاح البسملة
بالباء دون غيرها من الحروف وأسقط اللف من اسم وجأعل
الباء في مكانها أن الباء حرف شفوي تنفتح به الشفة ما ل
تنفتح بغيره ولذلك كان أول انفتاح فم الذرة النسانية في
عهد ألست بربكم بالباء في جأواب بلى وأنها مكسورة أبدا
فلما كانت فيها الكسرة والنكسار في الصورة والمعنى
وجأدت شرف العندية من الله تعالى كما قال أنا عند
المنكسرة قلوبهم بخلف اللف فإن فيها ترفعا وتكبرا
وتطاول فلذلك أسقطت
وخصت التسمية بلفظ الجللة ولفظ الرحمن ولفظ الرحيم
ليعلم العارف أن المستحق لن يستعان به في جأميع المور
هو المعبود الحقيقي الذي هو مولى النعم كلها عاجألها
وآجألها جأليلها وحقيرها
فيتوجأه العارف بجملته حرصا ومحبة إلى جأناب القدس
ويتمسك بحبل التوفيق ويشتغل سره بذكره والستمداد به
عن غيره
والكلم على البسملة من السرار والعجائب واللطائف ل
يدخل تحت حصر
وفي هذا القدر كفاية وبالله التوفيق
) قوله الحمد لله ( آثره على الشكر اقتداء بالكتاب العزيز
ولقوله صلى الله عليه وسلم ل يشكر الله من لم يحمده
والحمد معناه اللغوي الثنا بالجميل لجأل جأميل اختياري
سواء كان في مقابلة نعمة أم ل
ومعناه العرفي فعل ينبىء عن تعظيم المنعم من حيث أنه
منعم على الحامد أو غيره
والشكر لغة هو الحمد العرفي وعرفا صرف العبد جأيمع ما
أنعم الله به عليه فيما خلق لجأله أي أن يصرف جأميع
العضاء والمعاني التي أنعم الله عليه بها في الطاعات التي
طلب استعمالها فيها فإن استعملها في أوقات مختلفة
سمى شاكرا أو في وقت واحد سمي شكورا وهو قليل
لقوله تعالى } وقليل من عبادي الشكور {
وصور ذلك العلمة الشبراملسي بمن حمل جأنازة متفكرا
في مصنوعات الله ناظرا لما بين يديه لئل يزل بالميت
ماشيا برجأليه إلى القبر شاغل لسانه بالذكر وأذنيه باستماع
ما فيه ثواب كالمر بالمعروف والنهي عن المنكر
وأقسام الحمد أربعة حمدان قديمان وهما حمد الله نفسه
نحو الحمد لله الذي خلق السموات والرض وحمده بعض
عباده كقوله تعالى في أيوب } نعم العبد إنه أواب {
وحمدان حادثان وهما حمدنا له تعالى وحمد بعضنا لبعض
وينقسم الحمد إلى واجأب كالحمد في الصلة وفي خطبة
الجمعة وإلى مندوب كالحمد في خطبة النكاح وفي ابتداء
الدعاء وبعد الكل والشرب وفي ابتداء الكتب المصنفة وفي
ابتداء درس المدرسين وقراءة الطالبين بين يدي المعلمين
وإلى مكروه كالحمد في الماكن المستقذرة كالمجزرة
والمزبلة ومحل الحاجأة
وإلى حرام كالحمد عند الفرح بالوقوع في معصية
واعلم أنه جأاء في فضل الحمد أحاديث كثيرة روي عن النبي
صلى الله عليه وسلم أن الله عز وجأل يحب أن يحمده
وأخرج الديلمي مرفوعا أن الله يجب الحمد يحمد به ليثيب
حامده وجأعل الحمد لنفسه ذكرا ولعباده ذخرا
وفي البدر المنير عنه عليه السلم حمد الله أمان للنعمة من
زوالها
وعنه صلى الله عليه وسلم من لبس ثوبا فقال الحمد لله
الذي كساني هذا الثوب من غير حول مني ول قوة غفر له ما
تقدم من ذنبه
وأفضل المحامد أن يقول العبد الحمد لله حمدا يوافي نعمه
ويكافيء مزيده
لما ورد أن الله تعالى لما أهبط أبانا آدم إلى الرض قال يا
رب علمني المكاسب وعلمني كلمة تجمع لي فيها المحامد
فأوحى الله إليه أن قل ثلثا عند كل صباح ومساء الحمد لله
حمدا يوافى نعمه ويكافىء مزيده
ولهذا لو حلف إنسان ليحمدن الله بمجامع المحامد بر بذلك
وقال بعض العارفين الحمد لله ثمانية أحرف كأبواب الجنة
فمن قالها عن صفاء قلب استحق أن يدخل الجنة من أيها
شاء
أي فيخير بينها إكراما له ولكن ل يختار إل الذي سبق في
علمه أن يدخل منه
) قوله الفتاح ( هو من أسماء الله الحسنى
وهو من صيغ المبالغة ومعناه الذي يفتح خزائن الرحمة على
أصناف البرية
وقيل الحاكم بين الخلئق من
____________________
) (1/5
الفتح بمعنى الحكم
وقيل الذي يعينك عند الشدائد وينميك صنوف العوائد
وقيل الذي فتح على النفوس باب توفيقه وعلى السرار
باب تحقيقه
وحظ العبد من هذا السم أن يجتهد حتى يفتح على قلبه في
كل ساعة بابا من أبواب الغيب والمكاشفات والخيرات
والمسرات
ومن قرأه إثر صلة الفجر إحدى وسبعين مرة ويده على
صدره طهر قلبه وتنور سره ويسر أمره
وفيه سر عظيم لتيسير الرزق وغيره
اه
من شرح أسماء الله الحسنى
) قوله الجواد ( هو السخي كما في القاموس
ومعناه الكريم المتفضل على عباده بالنوال قبل السؤال
وفي التحفة ما نصه الجواد بالتخفيف كثير الجود أي العطاء
واعترض بأنه ليس فيه توقيف أي وأسماؤه تعالى توقيفية
على الصح
وأجأيب عنه بأن فيه مرسل اعتضد بمسند بل روى أحمد
والترمذي وابن ماجأة حديثا طويل فيه بأني جأواد ماجأد
اه
بحذف
) قوله المعين على التفقه في الدين إلخ ( أي الموفق لمن
اختاره من عباده عليه لقوله عليه السلم من يرد الله به
خيرا يفقهه في الدين والتفقه التفهم شيئا فشيئا لن
الفقه معناه لغة الفهم كما سيأتي
والدين ما شرعه الله تعالى من الحكام على لسان نبيه عليه
الصلة والسلم سمي دينا لنا ندين له أي ننقاد
) قوله وأشهد إلخ ( أي أعترف بلساني وأذعن بقلبي أن ل
معبود بحق موجأود إل الله
والشهادة لغة
التحقق بالبصر أو البصيرة كالمشاهدة
واصطلحا قول صادر عن علم بمشاهدة بصر أو بصيرة
ولما كان من شروط السلم ترتيب الشهادتين عطف
الشهادة الثانية على الولى فقال وأشهد أن سيدنا محمدا
عبده ورسوله
وأتى بالشهادة لحديث كل خطبة ليس فيها تشهد فهي
كاليد الجذماء أي مقطوعة البركة أو قليلتها
ولما قيل إنه يطلب من كل بادىء في فن أربعة أمور على
سبيل الوجأوب الصناعي البسملة والحمدلة والتشهد
والصلة على النبي صلى الله عليه وسلم
وثلثة على سبيل الندب الصناعي تسمية نفسه وكتابه
والتيان ببراعة الستهلل
وفات الشيخ رحمه الله تعالى هنا من المور المندوبة
تسمية نفسه
) وقوله شهادة ( مصدر مؤكد لعامله
) وقوله دار الخلود ( هي الجنة
) وقوله المقام المحمود ( هو مقام الشفاعة العظمى في
فصل القضاء يحمده فيه الولون والخرون
) وقوله صلى الله إلخ ( أي اللهم صل عليه وسلم
وأتى بالفعلين بصيغة الماضي رجأاء تحقق حصول المسؤول
وإنما صلى وسلم المؤلف في أول كتابه امتثال لمر الله
تعالى في قوله تعالى } يا أيها الذين آمنوا صلوا { الية
ولما قام على ذلك عقل ونقل من البرهان
أما نقل فقوله تعالى } ورفعنا لك ذكرك {
أي ل أذكر إل وتذكر معي
وأما عقل فلن المصطفى هو الذي علمنا شكر المنعم وكان
سببا في كمال هذا النوع النساني فاستوجأب قرن شكره
بشكر المنعم عمل بالحديث القدسي عبدي لم تشكرني إذا
لم تشكر من أجأريت النعمة على يديه
ول شك بأنه صلى الله عليه وسلم الواسطة العظمى لنا في
كل نعمة بل هو أصل اليجاد لكل مخلوق كما قال ذو العزة
والجلل لولك لولك لما خلقت الفلك
واعلم أنه جأاء في فضل الصلة على النبي صلى الله عليه
وسلم أحاديث كثيرة منها قوله صلى الله عليه وسلم من
صلى علي في كتاب لم تزل الملئكة تستغفر له ما دام
اسمي في ذلك الكتاب
وقوله عليه السلم من سره أن يلقى الله وهو عنه راض
فليكثر من الصلة علي
وقوله عليه السلم من أكثر من الصلة علي في حياته أمر
الله جأميع مخلوقاته أن يستغفروا له بعد موته
وقال عليه السلم أكثروا من الصلة علي فإنها نور في
القبر ونور على الصراط ونور في الجنة
وقال عليه السلم أكثروا من الصلة علي فإنها تطفىء
عضب الجبار وتوهن كيد الشيطان
وقال عليه السلم أكثركم صلة علي أكثركم أزواجأا في
الجنة
وفي حديث مرفوع ما جألس قوم فتفرقوا عن غير الصلة
على النبي صلى الله عليه وسلم إل تفرقوا عن أنتن من
جأيفة حمار
قال ابن الجوزي في البستان فإذا كان المجلس الذي ل
يصلى فيه يكون بهذه الحالة فل غرو أن يتفرق المصلون
عليه من مجلسهم عن أطيب من خزانة العطار وذلك لنه
صلى الله عليه وسلم كان أطيب الطيبين وأطهر الطاهرين
وكان إذا تكلم امتل المجلس بأطيب
____________________
) (1/6
من ريح المسك
وكذلك مجلس يذكر فيه النبي صلى الله عليه وسلم تنمو
منه رائحة طيبة تخترق السموات السبع حتى تنتهي إلى
العرش ويجد كل من خلقه الله ريحها في الرض غير النس
والجن فإنهم لو وجأدوا تلك الرائحة لشتغل كل واحد منهم
بلذتها عن معيشته
ول يجد تلك الرائحة ملك أو خلق الله تعالى إل استغفر لهل
المجلس ويكتب لهم بعدد هذا الخلق كلهم حسنات ويرفع
لهم بعددهم درجأات سواء كان في المجلس واحد أو مائة
ألف كل واحد يأخذ من هذا الجأر مثل هذا العدد وما عند الله
أكثر
وللصلة عليه صلى الله عليه وسلم فوائد ل تحصى منها أنها
تجلو القلب من الظلمة وتغني عن الشيخ وتكون سببا
للوصول وتكثر الرزق وأن من أكثر منها حرم الله جأسده
على النار
وينبغي للشخص إذا صلى عليه أن يكون بأكمل الحالت
متطهرا متوضئا مستقبل القبلة متفكرا في ذاته السنية
لجأل بلوغ النوال والمنية وأن يرتل الحروف وأن ل يعجل
في الكلمات كما قال صلى الله عليه وسلم إذا صليتم علي
فأحسنوا الصلة علي فإنكم ل تدرون لعل ذلك يعرض علي
وقولوا اللهم اجأعل صلواتك وبركاتك على سيد المرسلين
وإمام المتقين وخاتم النبيين سيدنا محمد عبدك ورسولك
إمام الخير وقائد الخير ورسول الرحمة
اللهم ابعثه المقام المحمود الذي يغبطه فيه الولون
والخرون
رواه الديلمي موقوفا عن ابن مسعود رضي الله عنه
) قوله وعلى آله ( أتى بذلك امتثال لخبر قولوا اللهم صل
على محمد وعلى آله
) وقوله وأصحابه ( وجأه ندب التيان بهم في نحو هذا
المقام إلحاقهم بالل بقياس الولى لنهم أفضل من الل
الذين ل صحبة لهم
والنظر لما فيهم من البضعة الكريمة إنما يقتضي الشرف
من حيث الذات وكلمنا في أكثرية العلوم والمعارف هذا بناء
على ما هو المشهور في معنى الل أما على ما قد يراد بهم
في نحو هذا المقام كما سيأتي في كلمه فالصحاب
رضوان الله عليهم أجأمعين آل وكذلك غيرهم وحينئذ
فإفرادهم بالذكر للعتناء بهم لما خصوا به عن غيرهم من
الفضل دفعا لتوهم إرادة المعنى المشهور للل هنا
اه كردي
) قوله المجاد ( جأمع ماجأد أو مجيد على غير قياس
والمجد الشرف والرفعة وهو وصف لكل من الل والصحاب
) قوله صلة وسلما ( منصوبان على المفعولية المطلقة
بصلى وسلم وأتى بهما لفادة التقوية والتأكيد
) قوله أفوز بهما ( أي أظفر وأبلغ المقصود بسببهما
) وقوله يوم المعاد ( بفتح الميم بمعنى المرجأع والمصير
كما في المختار والمراد يوم القيامة
) قوله وبعد الخ ( أي وبعدما تقدم من البسملة والحمدلة
والتشهد والصلة والسلم على النبي صلى الله عليه وسلم
وآله وأصحابه فأقول لكم هذا إلخ
فهي يؤتى بها عند إرادة النتقال من نوع من الكلم إلى نوع
آخر منه والكلم عليها مما أفرد بالتأليف فل حاجأة إلى
الطالة
) وقوله بقرة العين ( قال في القاموس قرت العين تقر
بالكسر والفتح قرة وتضم وقرورا بردت وانقطع بكاؤها أو
رأت ما كانت متشوقة إليه
اه بتصرف
وهو هنا كناية عن سرور العين لنه يلزم من برد العين
السرور فهو كناية اصطلحية
وسماه بهذا السم لنه يحصل به سرور وفرح لمن يطلع
عليه ) قوله يبين المراد ( أي يظهر المعنى المراد من
ألفاظ المتن
وذلك يكون ببيان الفاعل والمفعول ومرجأع الضمير ونحو
ذلك
) وقوله ويتمم المفاد ( بضم الميم اسم مفعول يعني يكمل
المعنى المستفاد مما مر ويحتمل أن يكون مصدرا ميميا
بمعنى الفائدة
ول يخفى حسن ذكر التبيين في جأانب المراد والتتميم في
جأانب المفاد لحتياج المراد إلى الكشف واليضاح لخفائه
والمفاد إلى تكميل وتتميم النقص بذكر نحو قيد
) وقوله بشرح ( متعلق بفتح قبل جأعله علما وأما بعده فهو
جأزء علم فل يتعلق بشيء وهذا العلم مركب من تسع كلمات
ليس منها الباء الولى
وكتب الجمل على قول شرح المنهج بفتح الوهاب ما نصه
متعلق بسميته وهذه الباء ليست من العلم بخلف الثانية
فإنها منه متعلقة بفتح بالنظر لحاله قبل العلمية وأما
بالنظر لحاله بعدها فليست متعلقة بشيء وهذا العلم مركب
من ست كلمات والظاهر أنه إسنادي بجعل فتح الوهاب
مبتدأ
وقوله بشرح منهج الطلب خبرا
ويبعد كونه إضافيا أو مزجأيا
اه
) وقوله وأنا أسأل إلخ ( قدم المسند
____________________
) (1/7
إليه قصدا لتقوية الحكم وتأكيده بتكرر السناد وذلك لنه لما
مدح تصنيفه بأنه مفيد وأنه يبين المراد إلخ كان مظنة توهم
العتماد في حصول النفع عليه فقوى السؤال دفعا لهذا
اليهام وإن كان بعيدا
وذكر في الطول من وجأوه التقديم أنه يجوز أن يكون
للتخصيص إظهارا للوحدة في هذا الدعاء وعدم مشارك له
فيه بالتأمين ليستعطف به فكأنه قال في أثناء السؤال
إلهي أجأبني وارحم وحدتي وانفرادي عن العوان
اه
انظر السعد وحواشيه
وقوله ) الكريم ( من الكرم وهو إعطاء ما ينبغي لمن ينبغي
على وجأه ينبغي ل لغرض وعلة
وقوله ) المنان ( من المنة وهي النعمة مطلقا أو بقيد
كونها ثقيلة مبتدأة من غير مقابل يوجأبها
فنعمته تعالى من محض فضله إذ ل يجب عليه لحد شيء
خلفا لزعم المعتزلة بوجأوب الصح عليه تعالى الله عن ذلك
وقيل مأخوذ من المن الذي هو تعداد النعم وهو من الله
حسن ليذكر عباده نعمه عليهم فيطيعوه ومن غيره مذموم
لقوله تعالى } ل تبطلوا صدقاتكم بالمن والذى { واستثنى
من ذلك النبي والوالد والشيخ فيجوز لهم المن
) وقوله أن يعم ( المصدر المنسبك من أن والفعل مفعول
ثان لسأل
وقوله النتفاع مرفوع على الفاعلية
وقوله للخاصة اللم زائدة وما بعدها منصوب على المفعولية
ويحتمل أن يكون فاعل الفعل ضميرا يعود على الله
والنتفاع منصوب بإسقاط الخافض أي أسأل أن يعم الله
بالنتفاع بالشرح المذكور الخاصة والعامة
وفي القاموس يقال عمهم بالعطية إلخ
اه
والمراد بالخاصة هنا المنتهون والمتوسطون وبالعامة
المبتدئون
) قوله الفردوس في دار المان ( هي الجنة وهي مشتملة
على سبع جأنان أفضلها وأوسطها الفردوس
وجأنة المأوى وجأنة الخلد وجأنة النعيم وجأنة عدن ودار السلم
ودار الجلل وإلى ما ذكر ذهب ابن عباس
وقيل أربع ورجأحه جأماعة لقوله تعالى } ولمن خاف مقام
ربه جأنتان { ثم قال } ومن دونهما جأنتان {
) وقوله إنه إلخ ( يحتمل أن يكون بفتح الهمزة على حذف
لم العلة ويحتمل أن يكون بكسرها على أنها جأملة مستأنفة
سيقت لبيان السبب الحامل له على سؤال الله
وقوله ) أكرم كريم وأرحم رحيم ( أي من كل كريم ومن كل
رحيم
فحذف من كل اختصارا وأضيف أفعل إلى ما بعده
وجأاز كونه مفردا مع أن الصل أن يكون جأمعا لكون أفعل
بعض ما يضاف إليه لفهم المعنى وعدم التباس المراد
قوله أي ) أؤلف ( هذا بيان لمتعلق الباء بناء على أنها أصلية
وقدره فعل مؤخرا خاصا لن ما ذكر هو الولى في تقدير
المتعلق
أما أولوية كونه فعل فلنه هو الصل في العمل وأما أولوية
كونه خاصا فلرعاية المقام لن كل شارع في شيء يضمر
في نفسه لفظ ما كانت التسمية مبدأ له فالكاتب يضمر
أكتب والمؤلف يضمر أؤلف ولشعار ما بعد البسملة به فهو
قرينة على المحذوف
وأما أولوية كونه مؤخرا فليكون اسمه تعالى مقدما ذكرا
فيوافق تقدم مسماه وجأودا وليفيد الختصاص لن تقديم
المعمول يفيده عند الجمهور
والمعنى أن البداءة ل تتم إل بمعونة اسمه تعالى
ففيه رد على من يعتقد أن البداءة كما تكون باسم الله تكون
أيضا باسم آلهتهم وهذا يسمى قصر إفراد
ورد على من يعتقد أنها ل تكون باسم الله وإنما تكون باسم
آلهتهم كالدهرية المنكرين وجأوده تعالى وهذا يسمى قصر
قلب
ورد أيضا على المترددين بين أن تكون باسم الله أو باسم
آلهتهم وهذا يسمى قصر تعيين
قال العلمة الصبان ثم القصر هنا غير حقيقي لتعذر
الحقيقي في قصر الصفة على الموصوف كما هنا
فإن المعنى قصر البتداء على كونه باسم الله ل يتعداه إلى
كونه باسم غيره وإن ثبت له أوصاف أخر ككونه في ذي بال
____________________
) (1/8
) قوله والسم مشتق من السمو ( أي مأخوذ منه وفرع عنه
وهو العلو لن مسماه يعلو به ويرتفع عن زاوية الهجران
إلى محفل العتبار والعرفان لن محقرات الشياء ليس
شيء منها مما يوضع له اسم خاص بها بل يعبر عنها باسم
جأنسها أو نوعها
وهذا مذهب البصريين فأصله عندهم سمو حذفت لمه
تخفيفا لن الواضع علم أنه يكثر استعماله فخففه ثم سكنت
سينه وأتى بهمزة الوصل توصل وعوضا عن اللم المحذوفة
فوزنه حينئذ أفع فهو من السماء المحذوفة العجاز ويشهد
لذلك أنهم اتفقوا على أمور منها أن تصغير اسم سمى أصله
سميو قلبت الواو ياء وأدغمت الياء الولى فيها
ومنها أن جأمعه أسماء وأصله أسما وقلبت الواو همزة
لتطرفها عقب ألف زائدة
ومنها أن الفعل منه سميت وأسميت وتسميت وأصلها
سموت وأسموت وتسموت قلبت الواو ياء لوقوعها رابعة
عقب غير ضم
) وقوله ل من الوسم ( وهو العلمة أي عند البصريين كما
علمت وأما عند الكوفيين فهو مأخوذ منه
أي من فعله وأصله عندهم وسم بفتح الواو وسكون السين
فخفف عند أكثرهم بحذف صدره لكثرة الستعمال وأتى
بهمزة الوصل لما مر فوزنه على هذا أعل فهو من السماء
المحذوفة الصدر
ومذهبهم أقل إعلل لكن رد بما تقدم من التصغير والجمع
والفعل ولو كان مأخوذا من الوسم لكان تصغيره وسيما
وجأمعه أوسام والفعل منه وسمت وليس كذلك كما تقدم
قال بعضهم إن قول البصريين مبني على أن الله تسمى
بأسماء من الزل وقول الكوفيين مبني على أن السماء من
وضع البشر
والمذهب الول أصح وهو مذهب أهل السنة
والثاني مذهب أهل العتزال لنه يقتضي أنه سبحانه كان
في الزل بل أسماء وصفات فلما خلق الخلق جأعلوا له ذلك
فإذا أفناهم بقي بل أسماء وصفات
ورد هذا البناء العلمة الصبان في رسالة البسملة فقال
ليس في المذهبين ما يقتضي هذا البناء وذلك لن جأميع
السماء ألفاظ واللفاظ غير أزلية بل هي حادثة باتفاق
الجمهور من الفريقين
ولهذا حمل قول من قال أسماء الله قديمة على المسامحة
) قوله والله علم ( أي بالوضع الشخصي على التحقيق لن
مسماه معين موجأود خارجأا
لكن ل يجوز أن يقال ذلك إل في مقام التعليم حذرا من
إيهام معنى الشخص المستحيل وهو من قامت به مشخصات
والواضع هو الله تعالى وقيل البشر
واعترض بأن ذات الله ل تدرك بالعقل فكيف وضع لها العلم
وأجأيب بأنه يكفي في الوضع التعقل بوجأه ما كما هنا فإن
الذات أدركت بتعقل صفاتها
) وقوله الواجأب الوجأود ( بيان وتعيين المسمى وليس
معتبرا من المسمى وإل لكان المسمى مجموع الذات
والصفة وليس كذلك
ومعنى كون واجأب الوجأود أنه ل يجوز عليه العدم فل يسبقه
عدم ول يلحقه عدم
وخرج بذلك واجأب العدم كالشريك وجأائز الوجأود والعدم
كالممكن
ويلزم من كونه سبحانه وتعالى واجأب الوجأود أن يكون
مستحقا لجميع المحامد وبعضهم صرح به
) قوله وأصله إله ( أي أصله الول إله كإمام وهو اسم جأنس
لكل معبود أي سواء كان بحق أو باطل ثم بعد تعريفه غلب
استعماله في الله المعبود بحق غلبة تقديرية وهي اختصاص
اللفظ بمعنى مع إمكان استعمال في غيره بحسب الوضع
لكن لم يستعمل فيه بالفعل كما هنا فإن لفظ الله صالح
لن يستعمل في غير الله بحسب الوضع لكن لم يستعمل إل
في الله سبحانه وتعالى
) قوله ثم عرف بأل ( أي فصار الله ثم حذفت الهمزة
الثانية بعد نقل حركتها إلى اللم فصار ألله ثم أدغمت اللم
الولى في الثانية ثم فخمت للتعظيم فصار الله ففيه
خمسة أعمال ) قوله وهو السم العظم عند الكثر ( واختار
النووي رحمه الله أنه الحي القيوم
فإن قيل إن من شرط السم العظم أنه إن دعي سبحانه
وتعالى به أجأاب وإذا سئل به أعطى وهذا ليس كذلك فقد
يدعو كثير به ول يستجاب دعاؤه فالجواب أن للدعاء آدابا
وشروطا ل يستجاب الدعاء إل بها فأولها إصلح الباطن
باللقمة الحلل لما قيل الدعاء مفتاح السماء وأسنانه لقمة
الحلل
وآخرها الخلص وحضور القلب كما قال تعالى } فادعوا
الله مخلصين له الدين { وكما قال لسيدنا موسى عليه
الصلة والسلم يا موسى إن أردت أن يستجاب لك دعاؤك
فصن بطنك من الحرام وجأوارحك عن الثام
وقال سيدي عبد القادر
____________________
) (1/9
الجيلني الله هو السم العظم وإنما يستجاب لك إذا قلت
الله وليس في قلبك غيره
ولهذا السم خواص وعجائب منها أن من داوم عليه في
خلوة مجردا بأن يقول الله الله حتى يغلب عليه منه حال
شاهد عجائب الملكوت ويقول بإذن الله للشيء كن فيكون
وذكر بعضهم أن من كتبه في إناء بحسب ما يسع الناء ورش
به وجأه المصروع أحرق بإذن الله شيطانه
ومن ذكره سبعين ألف مرة في موضع خال عن الصوات ل
يسأل الله شيئا إل أعطيه
ومن قال كل يوم بعد صلة الصبح هو الله سبعا وسبعين
مرة رأى بركتها في دينه ودنياه وشاهد في نفسه أشياء
عجيبة
) قوله ولم يسم به غيره ( أي ب