¥πƒδí ƒΘ߃Θá∩δ 001

‫‪http://www.shamela.ws‬‬
‫تم إعداد هذا الملف آليا بواسطة المكتبة الشاملة‬
‫حاشية إعانة الطالبين على حل ألفاظ فتح‬
‫المعين لشرح قرة العين بمهمات الدين‬
‫أبي بكر ابن السيد محمد شطا الدمياطي‬
‫سنة الولدة ‪ /‬سنة الوفاة‬
‫تحقيق‬
‫الناشر دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع‬
‫سنة النشر‬
‫مكان النشر بيروت‬
‫عدد الجأزاء‬
‫كتاب إعانة الطالبين | ‪1‬‬
‫____________________‬

‫) ‪(1/1‬‬

‫المقدمة الحمد لله الذي أوضح الطريق للطالبين وسهل‬
‫منهج السعادة للمتقين وبصر بصائر المصدقين بسائر الحكم‬
‫والحكام في الدين ومنحهم أسرار اليمان وأنوار الحسان‬
‫واليقين‬
‫وأشهد أن ل إله إل الله وحده ل شريك له الملك الحق المبين‬

‫وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله الصادق الوعد المين‬
‫القائل من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين‬
‫صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان‬
‫إلى يوم الدين‬
‫وبعد فيقول أفقر الورى إلى ربه ذي العطا أبو بكر ابن‬
‫المرحوم محمد شطا إنه لما وفقني الله تعالى لقراءة شرح‬
‫العالم العلمة العارف الكامل مربي الفقراء والمريدين‬
‫والفاضل الجامع لصناف العلوم الحاوي لمكارم الخلق مع‬
‫دقائق الفهوم الشيخ زين الدين ابن الشيخ عبد العزيز ابن‬
‫العلمة الشيخ زين الدين مؤلف هداية الذكياء إلى طريق‬
‫الولياء ابن الشيخ علي ابن الشيخ أحمد الشافعي المليباري‬
‫الفناني المسمى بفتح المعين بشرح قرة العين بمهمات‬

‫الدين بمحفل من طلب العلم العظام تجاه البيت الحرام‬
‫كتبت عليه هوامش تحل مبناه وتبين معناه‬
‫ثم بعد تمام القراءة طلب مني جأملة من الصدقاء والخلن‬
‫أصلح الله لي ولهم الحال والشان تجريد تلك الهوامش‬
‫وجأمعها فامتنعت من ذلك لعلمي بأني لست ممن يرقى تلك‬
‫المسالك واعترافي بقلة بضاعتي وإقراري بعدم أهليتي‬
‫فلما كرروا علي الطلب توسلت بسيد العجم والعرب فجاءت‬

‫البشارة بالشارة وشرعت في التجريد والجمع مستعينا‬
‫بالملك الوهاب وملتمسا منه التوفيق وللصواب رجأاء أن‬
‫يكون تذكرة لي وللحباب‬
‫وأن ينفعني به والصحاب فالله هو المرجأو لتحقيق رجأاء‬
‫الراجأين وإنجاح حاجأات المحتاجأين‬
‫وسميته إعانة الطالبين على حل ألفاظ فتح المعين‬
‫واعلم أيها الواقف على الجمع المذكور أنه ليس لي فيه إل‬
‫النقل من كلم الجمهور والتيان في ذلك بالشيء المقدور‬
‫فالميسور كما قيل ل يسقط بالمعسور‬
‫وأن عمدتي في ذلك التحفة وفتح الجواد شرح الرشاد‬
‫والنهاية وشرح الروض وشرح المنهج وحواشي ابن قاسم‬
‫وحواشي الشيخ علي الشبراملسي وحواشي البجيرمي‬
‫وغير ذلك من كتب المتأخرين‬
‫وكثيرا ما أترك العزو خوفا من التطويل ثم ما رأيته من‬
‫صواب في أي مطلب فهو من تحرير الئمة أهل المذهب وما‬
‫رأيته من خطأ فمن تخليط حصل مني أو وهم صدر من سوء‬
‫فهمي فالمسؤول ممن عثر على شيء من الخلل أن يصلحه‬
‫ويسامح فيما قد يظهر من الزلل‬
‫وما أحسن ما قيل وإن تجد عيبا فسد الخلل فجل من ل عيب‬
‫فيه وعل ‪4‬‬

‫____________________‬

‫) ‪(1/2‬‬

‫ونسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يوفقنا لمرضاته‬
‫ويسبل علينا ذيل كراماته وأن يعيننا على الكمال وأن ينفع‬
‫به كما نفع بأصله إنه ذو الجود والفضال وأن يجعل ذلك‬
‫خالصا لوجأهه الكريم وموجأبا للفوز لديه بجنات النعيم إنه‬
‫على ذلك قدير وبالجأابة جأدير‬
‫وها أنا أشرع في المقصود بعون الملك المعبود‬
‫فأقول وبالله التوفيق لحسن الطريق ) قوله بسم الله‬

‫الرحمن الرحيم ( قد أفردها بالتأليف من ل يحصى من‬
‫العلماء وأبدى فيها وأبدع من ل يستقصى من النبلء ومع‬
‫ذلك ما بلغوا معشار ما انطوت عليه من لطائف السرار‬
‫ونكات التفسير إذ ل يحيط بتفضيله وجأمله إل اللطيف‬
‫الخبير كيف ذلك وقد قال المام علي كرم الله وجأهه لو‬
‫طويت لي وسادة لقلت في الباء من بسم الله الرحمن‬
‫الرحيم وقر سبعين بعيرا‬
‫وفي رواية عنه لو شئت لوقرت لكم ثمانين بعيرا من معنى‬

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫ولكن ينبغي التكلم عليها من جأنس الفن المشروع فيه وفاء‬
‫بحقها وبحق الفن المشروع فيه‬
‫والن الشروع في فن الفقه الباحث عن الحكام الشرعية‬
‫فيقال البسملة مطلوبة في كل أمر ذي بال أي حال يهتم به‬
‫شرعا بحيث ل يكون محرما لذاته ول مكروها كذلك ول من‬
‫سفاسف المور أي محقراتها فتحرم على المحرم لذاته‬
‫كالزنا ل لعارض كالوضوء بماء مغصوب‬
‫وتكره على المكروه لذاته كالنظر لفرج زوجأته ل لعارض‬
‫كأكل البصل‬
‫ول تطلب على سفاسف المور ككنس زبل صونا لسمه‬
‫تعالى عن اقترانه بالمحقرات‬
‫والحاصل أنها تعتريها الحكام الخمسة الوجأوب كما في‬
‫الصلة عندنا معاشر الشافعية والستحباب عينا كما في‬
‫الوضوء والغسل وكفاية كما في أكل الجماعة وكما في‬
‫جأماع الزوجأين فتكفي تسمية أحدهما كما قال الشمس‬
‫الرملى أنه الظاهر والتحريم في المحرم الذاتي والكراهة‬
‫في المكروه الذاتي والباحة في المباحات التي ل شرف‬
‫فيها كنقل متاع من مكان إلى آخر كذا قيل‬
‫وإنما افتتح الشارح كتابه بالبسملة اقتداء بالكتاب العزيز‬

‫وعمل بقوله صلى الله عليه وسلم كل أمر ذي بال ل يبدأ‬
‫فيه ببسم الله الرحمن الرحيم فهو أبتر أو أقطع أو أجأذم‬
‫والمعنى على كل أنه ناقص وقليل البركة وقلة البركة في‬
‫كل شيء بحسبه‬
‫فقلتها في نحو التأليف قلة انتفاع الناس به وقلة الثواب‬
‫عليه وفي نحو الكل قلة انتفاع الجسم به وفي نحو القراءة‬
‫قلة انتفاع القارىء بها لوسوسة الشيطان له حينئذ‬
‫وأتبع ذلك بالحمدلة عمل بقوله صلى الله عليه وسلم كل‬
‫أمر ذي بال ل يبدأ فيه بالحمد لله فهو أبتر أو أقطع أو أجأذم‬
‫وقوله في الحديث فهو أبتر إلخ‬

‫هو عند الجمهور من باب التشبيه البليغ‬
‫وعلى هذا فالبتر وما بعده باقية على معانيها الحقيقية‬
‫وعند السعد يجوز أن يكون من باب الستعارة بأن يشبه‬
‫النقص المعنوي بالنقص الحسي الذي هو قطع الذنب أو‬
‫قطع إحدى اليدين أو الجذم بفتحتين ويستعار البتر أو الجذم‬
‫أو القطع للنقص المعنوي‬
‫ويشتق منه أبتر أو أقطع أو أجأذم بمعنى ناقص نقصا معنويا‬
‫فإن قلت بين الحديثين تعارض لنه إن عمل بحديث البسملة‬
‫فات العمل بحديث الحمدلة وإن عمل بحديث الحمدلة فات‬

‫العمل بالخر‬
‫قلت قد ذكر العلماء لدفع التعارض أوجأها كثيرة فمن جأملتها‬
‫أن البتداء قسمان حقيقي وإضافي أي نسبي‬
‫والول هو ما تقدم أمام المقصود ولم يسبقه شيء‬
‫والضافي ما تقدم أمام المقصود وإن سبقه شيء‬
‫وقال عبد الحكيم إنه يشترط في الضافي أن يسبقه شيء‬
‫وحمل حديث البسملة على الول والحمدلة على الثاني‬
‫تأسيا بالكتاب العزيز وعمل بالجأماع‬
‫واعلم أنه جأاء في فضل البسملة أحاديث كثيرة غير الحديث‬
‫المتقدم روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال أول‬
‫ما كتب القلم بسم الله الرحمن الرحيم فإذا كتبتم كتابا‬
‫فاكتبوها أوله وهي مفتاح كل كتاب أنزل‬
‫ولما نزل بها جأبريل أعادها ثلثا وقال هي لك ولمتك‬
‫فمرهم أن ل يدعوها في شيء من أمورهم فإني لم أدعها‬
‫طرفة عين مذ نزلت على أبيك آدم وكذلك الملئكة‬
‫وروي أنها لما نزلت هرب الغيم إلى المشرق وسكنت الرياح‬
‫وهاج البحر وأصغت البهائم بآذانها ورجأمت الشياطين‬
‫وحلف الله بعزته وجألله أن ل يسمى اسمه على مريض إل‬
‫شفاه ول يسمى اسمه على شيء إل بارك فيه‬
‫وروي أن رجأل قال بحضرته صلى الله عليه وسلم تعس‬

‫الشيطان‬
‫فقال له عليه الصلة والسلم ل تقل ذلك فإنه يتعاظم عنده‬
‫أي عند هذا القول ولكن قل‬
‫____________________‬

‫) ‪(1/3‬‬

‫بسم الله الرحمن الرحيم فإنه يصغر حتى يصير أقل من‬
‫ذبابة‬
‫وروي من أراد أن يحيا سعيدا ويموت شهيدا فليقل عند‬
‫ابتداء كل شيء بسم الله الرحمن الرحيم أي كل شيء ذي‬
‫بال بدليل الحديث المتقدم‬
‫وروي بسم الله الرحمن الرحيم أم القرآن وهي أم الكتاب‬
‫وهي السبع المثاني‬
‫قال العلمة الصبان في رسالته على البسملة لعل وصفها‬
‫بهذا باعتبار اشتمالها على معاني الفاتحة‬
‫اه‬
‫وعدد حروف البسملة الرسمية تسعة عشر حرفا وعدد خزنة‬
‫النار تسعة عشر خازنا كما قال الله تعالى } عليها تسعة‬
‫عشر {‬

‫قال ابن مسعود فمن أراد أن ينجيه الله من الزبانية التسعة‬
‫عشر فليقرأ البسملة فيجعل الله له بكل حرف منها جأنة‬
‫بضم الجيم أي وقاية من كل واحد منهم فإنهم يقولونها في‬
‫كل أفعالهم فبها قوتهم وبها استضلعوا‬
‫وعن علي رضي الله عنه مرفوعا ما من كتاب يلقى في‬
‫الرض وفيه بسم الله الرحمن الرحيم إل بعث الله ملئكة‬
‫يحفون عليها بأجأنحتهم حتى يبعث الله وليا من أوليائه‬
‫يرفعه‬
‫فمن رفع كتابا من الرض فيه البسملة رفع الله اسمه في‬
‫أعلى عليين وغفر له ولوالديه ببركتها‬
‫وروي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال من قرأ بسم الله‬
‫الرحمن الرحيم وكان مؤمنا سبحت معه الجبال إل أنه ل‬
‫يسمع تسبيحها‬
‫وروي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال إذا قال العبد بسم‬
‫الله الرحمن الرحيم قالت الجنة لبيك اللهم وسعديك إلهي‬
‫إن عبدك فلنا قال بسم الله الرحمن الرحيم اللهم زحزحه‬
‫عن النار وأدخله الجنة‬
‫وروي أن الكتب المنزلة من السماء إلى الرض مائة وأربعة‬
‫أنزل على شيث ستون وعلى إبراهيم ثلثون وعلى موسى‬
‫قبل التوراة عشرة والتوراة والنجيل والزبور والفرقان‬

‫وأن معاني كل الكتب مجموعة في القرآن ومعانيه مجموعة‬
‫في الفاتحة ولهذا سميت أم الكتاب ومعانيها مجموعة في‬
‫البسملة ومعانيها مجموعة في بائها ومعناها بي كان ما كان‬
‫وبي يكون ما يكون‬
‫والمراد الجمع ولو إجأمال بطريق اليماء وإنما جأمعت‬
‫الفاتحة جأميع معاني القرآن لن كل ما فيه من الحمد‬

‫والشكر والثناء فهو مندرج تحت قوله الحمد لله وكل ما فيه‬
‫من الخلئق فهو تحت كلمة رب العالمين وكل ما فيه من‬
‫الرحمة والعطاء فهو تحت كلمة الرحمن وكل ما فيه من ذكر‬
‫العفو والمغفرة فهو تحت كلمة الرحيم وكل ما فيه من‬
‫أوصاف القيامة فهو تحت كلمة مالك يوم الدين وكل ما فيه‬
‫من بيان الهداية والدعاء والثبات على السلم فهو تحت‬
‫كلمة إهدنا الصراط المستقيم وكل ما فيه من بيان صفات‬
‫الصالحين فهو تحت كلمة صراط الذين أنعمت عليهم وكل‬
‫ما فيه من الغضب فهو تحت كلمة غير المغضوب عليهم‬
‫وكل ما فيه من ذكر الهواء والبدع فهو تحت كلمة ول‬
‫الضالين‬
‫ووجأه بعضهم كون معاني البسملة في الباء بأن المقصود‬
‫من كل العلوم وصول العبد إلى الرب هذه الباء لما فيها من‬

‫معنى اللصاق تلصق العبد بجناب الرب‬
‫زاد بعضهم ومعاني الباء في نقطتها ومعناها أنا نقطة‬
‫الوجأود المستمد مني كل موجأود‬
‫وروي عنه عليه الصلة والسلم أنه قال البسملة فاتحة كل‬
‫كتاب وفي رواية بسم الله الرحمن الرحيم مفتاح كل كتاب‬
‫فإن قيل إن هذه الرواية والتي قبلها يفهمان أن كل كتاب‬
‫أنزل مشتمل على معاني القرآن لنه مشتمل على البسملة‬
‫المشتملة على معاني الفاتحة المشتملة على معاني القرآن‬
‫والرواية التي قبلهما تفهم خلف ذلك بل تفهم أنها لم‬
‫توجأد في غير القرآن رأسا‬
‫فالجواب أن البسملة المفتتح بها كل الكتب المنزلة لم تكن‬
‫بهذا اللفظ العربي على هذا الترتيب والمفتتح بها القرآن‬
‫المجيد بهذا اللفظ العربي على هذا الترتيب ويجوز أن يكون‬
‫لكونها بهذا اللفظ العربي‬
‫وهذا الترتيب لها دخل في اشتمالها على معاني القرآن فل‬
‫يلزم حينئذ من اشتمال الكتب عليها بغير هذا اللفظ وهذا‬
‫الترتيب اشتمال كل كتاب على معاني القرآن‬
‫ول يرد ما وقع في سورة النمل عن سيدنا سليمان في‬
‫كتابه لبلقيس من أنها بهذا اللفظ العربي وهذا الترتيب لن‬
‫ذلك كان ترجأمة عما في كتابه لها‬

‫ومما يتعلق بالبسملة من المعاني الدقيقة ما قيل إن الباء‬
‫بهاء الله والسين سناء الله والميم مجد الله‬
‫وقيل الباء بكاء التائبين والسين‬
‫____________________‬

‫) ‪(1/4‬‬

‫سهو الغافلين والميم مغفرته للمذنبين‬
‫وقال بعض الصوفية الله لهل الصفاء الرحمن لهل الوفاء‬
‫الرحيم لهل الجفاء‬
‫والحكمة في أن الله سبحانه وتعالى جأعل افتتاح البسملة‬
‫بالباء دون غيرها من الحروف وأسقط اللف من اسم وجأعل‬
‫الباء في مكانها أن الباء حرف شفوي تنفتح به الشفة ما ل‬
‫تنفتح بغيره ولذلك كان أول انفتاح فم الذرة النسانية في‬
‫عهد ألست بربكم بالباء في جأواب بلى وأنها مكسورة أبدا‬
‫فلما كانت فيها الكسرة والنكسار في الصورة والمعنى‬
‫وجأدت شرف العندية من الله تعالى كما قال أنا عند‬
‫المنكسرة قلوبهم بخلف اللف فإن فيها ترفعا وتكبرا‬
‫وتطاول فلذلك أسقطت‬
‫وخصت التسمية بلفظ الجللة ولفظ الرحمن ولفظ الرحيم‬
‫ليعلم العارف أن المستحق لن يستعان به في جأميع المور‬
‫هو المعبود الحقيقي الذي هو مولى النعم كلها عاجألها‬
‫وآجألها جأليلها وحقيرها‬
‫فيتوجأه العارف بجملته حرصا ومحبة إلى جأناب القدس‬
‫ويتمسك بحبل التوفيق ويشتغل سره بذكره والستمداد به‬
‫عن غيره‬
‫والكلم على البسملة من السرار والعجائب واللطائف ل‬
‫يدخل تحت حصر‬
‫وفي هذا القدر كفاية وبالله التوفيق‬
‫) قوله الحمد لله ( آثره على الشكر اقتداء بالكتاب العزيز‬
‫ولقوله صلى الله عليه وسلم ل يشكر الله من لم يحمده‬
‫والحمد معناه اللغوي الثنا بالجميل لجأل جأميل اختياري‬
‫سواء كان في مقابلة نعمة أم ل‬
‫ومعناه العرفي فعل ينبىء عن تعظيم المنعم من حيث أنه‬
‫منعم على الحامد أو غيره‬
‫والشكر لغة هو الحمد العرفي وعرفا صرف العبد جأيمع ما‬
‫أنعم الله به عليه فيما خلق لجأله أي أن يصرف جأميع‬
‫العضاء والمعاني التي أنعم الله عليه بها في الطاعات التي‬
‫طلب استعمالها فيها فإن استعملها في أوقات مختلفة‬
‫سمى شاكرا أو في وقت واحد سمي شكورا وهو قليل‬
‫لقوله تعالى } وقليل من عبادي الشكور {‬
‫وصور ذلك العلمة الشبراملسي بمن حمل جأنازة متفكرا‬
‫في مصنوعات الله ناظرا لما بين يديه لئل يزل بالميت‬
‫ماشيا برجأليه إلى القبر شاغل لسانه بالذكر وأذنيه باستماع‬
‫ما فيه ثواب كالمر بالمعروف والنهي عن المنكر‬

‫وأقسام الحمد أربعة حمدان قديمان وهما حمد الله نفسه‬
‫نحو الحمد لله الذي خلق السموات والرض وحمده بعض‬
‫عباده كقوله تعالى في أيوب } نعم العبد إنه أواب {‬
‫وحمدان حادثان وهما حمدنا له تعالى وحمد بعضنا لبعض‬
‫وينقسم الحمد إلى واجأب كالحمد في الصلة وفي خطبة‬
‫الجمعة وإلى مندوب كالحمد في خطبة النكاح وفي ابتداء‬
‫الدعاء وبعد الكل والشرب وفي ابتداء الكتب المصنفة وفي‬
‫ابتداء درس المدرسين وقراءة الطالبين بين يدي المعلمين‬
‫وإلى مكروه كالحمد في الماكن المستقذرة كالمجزرة‬
‫والمزبلة ومحل الحاجأة‬
‫وإلى حرام كالحمد عند الفرح بالوقوع في معصية‬
‫واعلم أنه جأاء في فضل الحمد أحاديث كثيرة روي عن النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم أن الله عز وجأل يحب أن يحمده‬
‫وأخرج الديلمي مرفوعا أن الله يجب الحمد يحمد به ليثيب‬
‫حامده وجأعل الحمد لنفسه ذكرا ولعباده ذخرا‬
‫وفي البدر المنير عنه عليه السلم حمد الله أمان للنعمة من‬
‫زوالها‬
‫وعنه صلى الله عليه وسلم من لبس ثوبا فقال الحمد لله‬
‫الذي كساني هذا الثوب من غير حول مني ول قوة غفر له ما‬
‫تقدم من ذنبه‬
‫وأفضل المحامد أن يقول العبد الحمد لله حمدا يوافي نعمه‬
‫ويكافيء مزيده‬
‫لما ورد أن الله تعالى لما أهبط أبانا آدم إلى الرض قال يا‬
‫رب علمني المكاسب وعلمني كلمة تجمع لي فيها المحامد‬
‫فأوحى الله إليه أن قل ثلثا عند كل صباح ومساء الحمد لله‬
‫حمدا يوافى نعمه ويكافىء مزيده‬
‫ولهذا لو حلف إنسان ليحمدن الله بمجامع المحامد بر بذلك‬
‫وقال بعض العارفين الحمد لله ثمانية أحرف كأبواب الجنة‬
‫فمن قالها عن صفاء قلب استحق أن يدخل الجنة من أيها‬
‫شاء‬
‫أي فيخير بينها إكراما له ولكن ل يختار إل الذي سبق في‬
‫علمه أن يدخل منه‬
‫) قوله الفتاح ( هو من أسماء الله الحسنى‬
‫وهو من صيغ المبالغة ومعناه الذي يفتح خزائن الرحمة على‬
‫أصناف البرية‬
‫وقيل الحاكم بين الخلئق من‬
‫____________________‬

‫) ‪(1/5‬‬

‫الفتح بمعنى الحكم‬
‫وقيل الذي يعينك عند الشدائد وينميك صنوف العوائد‬
‫وقيل الذي فتح على النفوس باب توفيقه وعلى السرار‬
‫باب تحقيقه‬
‫وحظ العبد من هذا السم أن يجتهد حتى يفتح على قلبه في‬
‫كل ساعة بابا من أبواب الغيب والمكاشفات والخيرات‬
‫والمسرات‬
‫ومن قرأه إثر صلة الفجر إحدى وسبعين مرة ويده على‬
‫صدره طهر قلبه وتنور سره ويسر أمره‬
‫وفيه سر عظيم لتيسير الرزق وغيره‬
‫اه‬
‫من شرح أسماء الله الحسنى‬
‫) قوله الجواد ( هو السخي كما في القاموس‬
‫ومعناه الكريم المتفضل على عباده بالنوال قبل السؤال‬
‫وفي التحفة ما نصه الجواد بالتخفيف كثير الجود أي العطاء‬
‫واعترض بأنه ليس فيه توقيف أي وأسماؤه تعالى توقيفية‬
‫على الصح‬
‫وأجأيب عنه بأن فيه مرسل اعتضد بمسند بل روى أحمد‬
‫والترمذي وابن ماجأة حديثا طويل فيه بأني جأواد ماجأد‬
‫اه‬
‫بحذف‬
‫) قوله المعين على التفقه في الدين إلخ ( أي الموفق لمن‬
‫اختاره من عباده عليه لقوله عليه السلم من يرد الله به‬
‫خيرا يفقهه في الدين والتفقه التفهم شيئا فشيئا لن‬
‫الفقه معناه لغة الفهم كما سيأتي‬
‫والدين ما شرعه الله تعالى من الحكام على لسان نبيه عليه‬
‫الصلة والسلم سمي دينا لنا ندين له أي ننقاد‬
‫) قوله وأشهد إلخ ( أي أعترف بلساني وأذعن بقلبي أن ل‬
‫معبود بحق موجأود إل الله‬
‫والشهادة لغة‬
‫التحقق بالبصر أو البصيرة كالمشاهدة‬
‫واصطلحا قول صادر عن علم بمشاهدة بصر أو بصيرة‬
‫ولما كان من شروط السلم ترتيب الشهادتين عطف‬
‫الشهادة الثانية على الولى فقال وأشهد أن سيدنا محمدا‬
‫عبده ورسوله‬
‫وأتى بالشهادة لحديث كل خطبة ليس فيها تشهد فهي‬
‫كاليد الجذماء أي مقطوعة البركة أو قليلتها‬
‫ولما قيل إنه يطلب من كل بادىء في فن أربعة أمور على‬

‫سبيل الوجأوب الصناعي البسملة والحمدلة والتشهد‬
‫والصلة على النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫وثلثة على سبيل الندب الصناعي تسمية نفسه وكتابه‬
‫والتيان ببراعة الستهلل‬
‫وفات الشيخ رحمه الله تعالى هنا من المور المندوبة‬
‫تسمية نفسه‬
‫) وقوله شهادة ( مصدر مؤكد لعامله‬
‫) وقوله دار الخلود ( هي الجنة‬
‫) وقوله المقام المحمود ( هو مقام الشفاعة العظمى في‬
‫فصل القضاء يحمده فيه الولون والخرون‬
‫) وقوله صلى الله إلخ ( أي اللهم صل عليه وسلم‬
‫وأتى بالفعلين بصيغة الماضي رجأاء تحقق حصول المسؤول‬
‫وإنما صلى وسلم المؤلف في أول كتابه امتثال لمر الله‬
‫تعالى في قوله تعالى } يا أيها الذين آمنوا صلوا { الية‬
‫ولما قام على ذلك عقل ونقل من البرهان‬
‫أما نقل فقوله تعالى } ورفعنا لك ذكرك {‬
‫أي ل أذكر إل وتذكر معي‬
‫وأما عقل فلن المصطفى هو الذي علمنا شكر المنعم وكان‬
‫سببا في كمال هذا النوع النساني فاستوجأب قرن شكره‬
‫بشكر المنعم عمل بالحديث القدسي عبدي لم تشكرني إذا‬
‫لم تشكر من أجأريت النعمة على يديه‬
‫ول شك بأنه صلى الله عليه وسلم الواسطة العظمى لنا في‬
‫كل نعمة بل هو أصل اليجاد لكل مخلوق كما قال ذو العزة‬
‫والجلل لولك لولك لما خلقت الفلك‬
‫واعلم أنه جأاء في فضل الصلة على النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم أحاديث كثيرة منها قوله صلى الله عليه وسلم من‬
‫صلى علي في كتاب لم تزل الملئكة تستغفر له ما دام‬
‫اسمي في ذلك الكتاب‬
‫وقوله عليه السلم من سره أن يلقى الله وهو عنه راض‬
‫فليكثر من الصلة علي‬
‫وقوله عليه السلم من أكثر من الصلة علي في حياته أمر‬
‫الله جأميع مخلوقاته أن يستغفروا له بعد موته‬
‫وقال عليه السلم أكثروا من الصلة علي فإنها نور في‬
‫القبر ونور على الصراط ونور في الجنة‬
‫وقال عليه السلم أكثروا من الصلة علي فإنها تطفىء‬
‫عضب الجبار وتوهن كيد الشيطان‬
‫وقال عليه السلم أكثركم صلة علي أكثركم أزواجأا في‬
‫الجنة‬
‫وفي حديث مرفوع ما جألس قوم فتفرقوا عن غير الصلة‬

‫على النبي صلى الله عليه وسلم إل تفرقوا عن أنتن من‬
‫جأيفة حمار‬
‫قال ابن الجوزي في البستان فإذا كان المجلس الذي ل‬
‫يصلى فيه يكون بهذه الحالة فل غرو أن يتفرق المصلون‬
‫عليه من مجلسهم عن أطيب من خزانة العطار وذلك لنه‬
‫صلى الله عليه وسلم كان أطيب الطيبين وأطهر الطاهرين‬
‫وكان إذا تكلم امتل المجلس بأطيب‬
‫____________________‬

‫) ‪(1/6‬‬

‫من ريح المسك‬
‫وكذلك مجلس يذكر فيه النبي صلى الله عليه وسلم تنمو‬
‫منه رائحة طيبة تخترق السموات السبع حتى تنتهي إلى‬
‫العرش ويجد كل من خلقه الله ريحها في الرض غير النس‬
‫والجن فإنهم لو وجأدوا تلك الرائحة لشتغل كل واحد منهم‬
‫بلذتها عن معيشته‬
‫ول يجد تلك الرائحة ملك أو خلق الله تعالى إل استغفر لهل‬
‫المجلس ويكتب لهم بعدد هذا الخلق كلهم حسنات ويرفع‬
‫لهم بعددهم درجأات سواء كان في المجلس واحد أو مائة‬
‫ألف كل واحد يأخذ من هذا الجأر مثل هذا العدد وما عند الله‬
‫أكثر‬
‫وللصلة عليه صلى الله عليه وسلم فوائد ل تحصى منها أنها‬
‫تجلو القلب من الظلمة وتغني عن الشيخ وتكون سببا‬
‫للوصول وتكثر الرزق وأن من أكثر منها حرم الله جأسده‬
‫على النار‬
‫وينبغي للشخص إذا صلى عليه أن يكون بأكمل الحالت‬
‫متطهرا متوضئا مستقبل القبلة متفكرا في ذاته السنية‬
‫لجأل بلوغ النوال والمنية وأن يرتل الحروف وأن ل يعجل‬
‫في الكلمات كما قال صلى الله عليه وسلم إذا صليتم علي‬
‫فأحسنوا الصلة علي فإنكم ل تدرون لعل ذلك يعرض علي‬
‫وقولوا اللهم اجأعل صلواتك وبركاتك على سيد المرسلين‬
‫وإمام المتقين وخاتم النبيين سيدنا محمد عبدك ورسولك‬
‫إمام الخير وقائد الخير ورسول الرحمة‬
‫اللهم ابعثه المقام المحمود الذي يغبطه فيه الولون‬
‫والخرون‬
‫رواه الديلمي موقوفا عن ابن مسعود رضي الله عنه‬
‫) قوله وعلى آله ( أتى بذلك امتثال لخبر قولوا اللهم صل‬

‫على محمد وعلى آله‬
‫) وقوله وأصحابه ( وجأه ندب التيان بهم في نحو هذا‬
‫المقام إلحاقهم بالل بقياس الولى لنهم أفضل من الل‬
‫الذين ل صحبة لهم‬
‫والنظر لما فيهم من البضعة الكريمة إنما يقتضي الشرف‬
‫من حيث الذات وكلمنا في أكثرية العلوم والمعارف هذا بناء‬
‫على ما هو المشهور في معنى الل أما على ما قد يراد بهم‬
‫في نحو هذا المقام كما سيأتي في كلمه فالصحاب‬
‫رضوان الله عليهم أجأمعين آل وكذلك غيرهم وحينئذ‬
‫فإفرادهم بالذكر للعتناء بهم لما خصوا به عن غيرهم من‬
‫الفضل دفعا لتوهم إرادة المعنى المشهور للل هنا‬
‫اه كردي‬
‫) قوله المجاد ( جأمع ماجأد أو مجيد على غير قياس‬
‫والمجد الشرف والرفعة وهو وصف لكل من الل والصحاب‬
‫) قوله صلة وسلما ( منصوبان على المفعولية المطلقة‬
‫بصلى وسلم وأتى بهما لفادة التقوية والتأكيد‬
‫) قوله أفوز بهما ( أي أظفر وأبلغ المقصود بسببهما‬
‫) وقوله يوم المعاد ( بفتح الميم بمعنى المرجأع والمصير‬
‫كما في المختار والمراد يوم القيامة‬
‫) قوله وبعد الخ ( أي وبعدما تقدم من البسملة والحمدلة‬
‫والتشهد والصلة والسلم على النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫وآله وأصحابه فأقول لكم هذا إلخ‬
‫فهي يؤتى بها عند إرادة النتقال من نوع من الكلم إلى نوع‬
‫آخر منه والكلم عليها مما أفرد بالتأليف فل حاجأة إلى‬
‫الطالة‬
‫) وقوله بقرة العين ( قال في القاموس قرت العين تقر‬
‫بالكسر والفتح قرة وتضم وقرورا بردت وانقطع بكاؤها أو‬
‫رأت ما كانت متشوقة إليه‬
‫اه بتصرف‬
‫وهو هنا كناية عن سرور العين لنه يلزم من برد العين‬
‫السرور فهو كناية اصطلحية‬
‫وسماه بهذا السم لنه يحصل به سرور وفرح لمن يطلع‬
‫عليه ) قوله يبين المراد ( أي يظهر المعنى المراد من‬
‫ألفاظ المتن‬
‫وذلك يكون ببيان الفاعل والمفعول ومرجأع الضمير ونحو‬
‫ذلك‬
‫) وقوله ويتمم المفاد ( بضم الميم اسم مفعول يعني يكمل‬
‫المعنى المستفاد مما مر ويحتمل أن يكون مصدرا ميميا‬

‫بمعنى الفائدة‬
‫ول يخفى حسن ذكر التبيين في جأانب المراد والتتميم في‬
‫جأانب المفاد لحتياج المراد إلى الكشف واليضاح لخفائه‬
‫والمفاد إلى تكميل وتتميم النقص بذكر نحو قيد‬
‫) وقوله بشرح ( متعلق بفتح قبل جأعله علما وأما بعده فهو‬
‫جأزء علم فل يتعلق بشيء وهذا العلم مركب من تسع كلمات‬
‫ليس منها الباء الولى‬
‫وكتب الجمل على قول شرح المنهج بفتح الوهاب ما نصه‬
‫متعلق بسميته وهذه الباء ليست من العلم بخلف الثانية‬
‫فإنها منه متعلقة بفتح بالنظر لحاله قبل العلمية وأما‬
‫بالنظر لحاله بعدها فليست متعلقة بشيء وهذا العلم مركب‬
‫من ست كلمات والظاهر أنه إسنادي بجعل فتح الوهاب‬
‫مبتدأ‬
‫وقوله بشرح منهج الطلب خبرا‬
‫ويبعد كونه إضافيا أو مزجأيا‬
‫اه‬
‫) وقوله وأنا أسأل إلخ ( قدم المسند‬
‫____________________‬

‫) ‪(1/7‬‬

‫إليه قصدا لتقوية الحكم وتأكيده بتكرر السناد وذلك لنه لما‬
‫مدح تصنيفه بأنه مفيد وأنه يبين المراد إلخ كان مظنة توهم‬
‫العتماد في حصول النفع عليه فقوى السؤال دفعا لهذا‬
‫اليهام وإن كان بعيدا‬
‫وذكر في الطول من وجأوه التقديم أنه يجوز أن يكون‬
‫للتخصيص إظهارا للوحدة في هذا الدعاء وعدم مشارك له‬
‫فيه بالتأمين ليستعطف به فكأنه قال في أثناء السؤال‬
‫إلهي أجأبني وارحم وحدتي وانفرادي عن العوان‬
‫اه‬
‫انظر السعد وحواشيه‬
‫وقوله ) الكريم ( من الكرم وهو إعطاء ما ينبغي لمن ينبغي‬
‫على وجأه ينبغي ل لغرض وعلة‬
‫وقوله ) المنان ( من المنة وهي النعمة مطلقا أو بقيد‬
‫كونها ثقيلة مبتدأة من غير مقابل يوجأبها‬
‫فنعمته تعالى من محض فضله إذ ل يجب عليه لحد شيء‬
‫خلفا لزعم المعتزلة بوجأوب الصح عليه تعالى الله عن ذلك‬
‫وقيل مأخوذ من المن الذي هو تعداد النعم وهو من الله‬

‫حسن ليذكر عباده نعمه عليهم فيطيعوه ومن غيره مذموم‬
‫لقوله تعالى } ل تبطلوا صدقاتكم بالمن والذى { واستثنى‬
‫من ذلك النبي والوالد والشيخ فيجوز لهم المن‬
‫) وقوله أن يعم ( المصدر المنسبك من أن والفعل مفعول‬
‫ثان لسأل‬
‫وقوله النتفاع مرفوع على الفاعلية‬
‫وقوله للخاصة اللم زائدة وما بعدها منصوب على المفعولية‬
‫ويحتمل أن يكون فاعل الفعل ضميرا يعود على الله‬
‫والنتفاع منصوب بإسقاط الخافض أي أسأل أن يعم الله‬
‫بالنتفاع بالشرح المذكور الخاصة والعامة‬
‫وفي القاموس يقال عمهم بالعطية إلخ‬
‫اه‬
‫والمراد بالخاصة هنا المنتهون والمتوسطون وبالعامة‬
‫المبتدئون‬
‫) قوله الفردوس في دار المان ( هي الجنة وهي مشتملة‬
‫على سبع جأنان أفضلها وأوسطها الفردوس‬
‫وجأنة المأوى وجأنة الخلد وجأنة النعيم وجأنة عدن ودار السلم‬
‫ودار الجلل وإلى ما ذكر ذهب ابن عباس‬
‫وقيل أربع ورجأحه جأماعة لقوله تعالى } ولمن خاف مقام‬
‫ربه جأنتان { ثم قال } ومن دونهما جأنتان {‬
‫) وقوله إنه إلخ ( يحتمل أن يكون بفتح الهمزة على حذف‬
‫لم العلة ويحتمل أن يكون بكسرها على أنها جأملة مستأنفة‬
‫سيقت لبيان السبب الحامل له على سؤال الله‬
‫وقوله ) أكرم كريم وأرحم رحيم ( أي من كل كريم ومن كل‬
‫رحيم‬
‫فحذف من كل اختصارا وأضيف أفعل إلى ما بعده‬
‫وجأاز كونه مفردا مع أن الصل أن يكون جأمعا لكون أفعل‬
‫بعض ما يضاف إليه لفهم المعنى وعدم التباس المراد‬
‫قوله أي ) أؤلف ( هذا بيان لمتعلق الباء بناء على أنها أصلية‬
‫وقدره فعل مؤخرا خاصا لن ما ذكر هو الولى في تقدير‬
‫المتعلق‬
‫أما أولوية كونه فعل فلنه هو الصل في العمل وأما أولوية‬
‫كونه خاصا فلرعاية المقام لن كل شارع في شيء يضمر‬
‫في نفسه لفظ ما كانت التسمية مبدأ له فالكاتب يضمر‬
‫أكتب والمؤلف يضمر أؤلف ولشعار ما بعد البسملة به فهو‬
‫قرينة على المحذوف‬
‫وأما أولوية كونه مؤخرا فليكون اسمه تعالى مقدما ذكرا‬
‫فيوافق تقدم مسماه وجأودا وليفيد الختصاص لن تقديم‬

‫المعمول يفيده عند الجمهور‬
‫والمعنى أن البداءة ل تتم إل بمعونة اسمه تعالى‬
‫ففيه رد على من يعتقد أن البداءة كما تكون باسم الله تكون‬
‫أيضا باسم آلهتهم وهذا يسمى قصر إفراد‬
‫ورد على من يعتقد أنها ل تكون باسم الله وإنما تكون باسم‬
‫آلهتهم كالدهرية المنكرين وجأوده تعالى وهذا يسمى قصر‬
‫قلب‬
‫ورد أيضا على المترددين بين أن تكون باسم الله أو باسم‬
‫آلهتهم وهذا يسمى قصر تعيين‬
‫قال العلمة الصبان ثم القصر هنا غير حقيقي لتعذر‬
‫الحقيقي في قصر الصفة على الموصوف كما هنا‬
‫فإن المعنى قصر البتداء على كونه باسم الله ل يتعداه إلى‬
‫كونه باسم غيره وإن ثبت له أوصاف أخر ككونه في ذي بال‬
‫____________________‬

‫) ‪(1/8‬‬

‫) قوله والسم مشتق من السمو ( أي مأخوذ منه وفرع عنه‬
‫وهو العلو لن مسماه يعلو به ويرتفع عن زاوية الهجران‬
‫إلى محفل العتبار والعرفان لن محقرات الشياء ليس‬
‫شيء منها مما يوضع له اسم خاص بها بل يعبر عنها باسم‬
‫جأنسها أو نوعها‬
‫وهذا مذهب البصريين فأصله عندهم سمو حذفت لمه‬
‫تخفيفا لن الواضع علم أنه يكثر استعماله فخففه ثم سكنت‬
‫سينه وأتى بهمزة الوصل توصل وعوضا عن اللم المحذوفة‬
‫فوزنه حينئذ أفع فهو من السماء المحذوفة العجاز ويشهد‬
‫لذلك أنهم اتفقوا على أمور منها أن تصغير اسم سمى أصله‬
‫سميو قلبت الواو ياء وأدغمت الياء الولى فيها‬
‫ومنها أن جأمعه أسماء وأصله أسما وقلبت الواو همزة‬
‫لتطرفها عقب ألف زائدة‬
‫ومنها أن الفعل منه سميت وأسميت وتسميت وأصلها‬
‫سموت وأسموت وتسموت قلبت الواو ياء لوقوعها رابعة‬
‫عقب غير ضم‬
‫) وقوله ل من الوسم ( وهو العلمة أي عند البصريين كما‬
‫علمت وأما عند الكوفيين فهو مأخوذ منه‬
‫أي من فعله وأصله عندهم وسم بفتح الواو وسكون السين‬
‫فخفف عند أكثرهم بحذف صدره لكثرة الستعمال وأتى‬

‫بهمزة الوصل لما مر فوزنه على هذا أعل فهو من السماء‬
‫المحذوفة الصدر‬
‫ومذهبهم أقل إعلل لكن رد بما تقدم من التصغير والجمع‬
‫والفعل ولو كان مأخوذا من الوسم لكان تصغيره وسيما‬
‫وجأمعه أوسام والفعل منه وسمت وليس كذلك كما تقدم‬
‫قال بعضهم إن قول البصريين مبني على أن الله تسمى‬
‫بأسماء من الزل وقول الكوفيين مبني على أن السماء من‬
‫وضع البشر‬
‫والمذهب الول أصح وهو مذهب أهل السنة‬
‫والثاني مذهب أهل العتزال لنه يقتضي أنه سبحانه كان‬
‫في الزل بل أسماء وصفات فلما خلق الخلق جأعلوا له ذلك‬
‫فإذا أفناهم بقي بل أسماء وصفات‬
‫ورد هذا البناء العلمة الصبان في رسالة البسملة فقال‬
‫ليس في المذهبين ما يقتضي هذا البناء وذلك لن جأميع‬
‫السماء ألفاظ واللفاظ غير أزلية بل هي حادثة باتفاق‬
‫الجمهور من الفريقين‬
‫ولهذا حمل قول من قال أسماء الله قديمة على المسامحة‬
‫) قوله والله علم ( أي بالوضع الشخصي على التحقيق لن‬
‫مسماه معين موجأود خارجأا‬
‫لكن ل يجوز أن يقال ذلك إل في مقام التعليم حذرا من‬
‫إيهام معنى الشخص المستحيل وهو من قامت به مشخصات‬
‫والواضع هو الله تعالى وقيل البشر‬
‫واعترض بأن ذات الله ل تدرك بالعقل فكيف وضع لها العلم‬
‫وأجأيب بأنه يكفي في الوضع التعقل بوجأه ما كما هنا فإن‬
‫الذات أدركت بتعقل صفاتها‬
‫) وقوله الواجأب الوجأود ( بيان وتعيين المسمى وليس‬
‫معتبرا من المسمى وإل لكان المسمى مجموع الذات‬
‫والصفة وليس كذلك‬
‫ومعنى كون واجأب الوجأود أنه ل يجوز عليه العدم فل يسبقه‬
‫عدم ول يلحقه عدم‬
‫وخرج بذلك واجأب العدم كالشريك وجأائز الوجأود والعدم‬
‫كالممكن‬
‫ويلزم من كونه سبحانه وتعالى واجأب الوجأود أن يكون‬
‫مستحقا لجميع المحامد وبعضهم صرح به‬
‫) قوله وأصله إله ( أي أصله الول إله كإمام وهو اسم جأنس‬
‫لكل معبود أي سواء كان بحق أو باطل ثم بعد تعريفه غلب‬
‫استعماله في الله المعبود بحق غلبة تقديرية وهي اختصاص‬
‫اللفظ بمعنى مع إمكان استعمال في غيره بحسب الوضع‬
‫لكن لم يستعمل فيه بالفعل كما هنا فإن لفظ الله صالح‬

‫لن يستعمل في غير الله بحسب الوضع لكن لم يستعمل إل‬
‫في الله سبحانه وتعالى‬
‫) قوله ثم عرف بأل ( أي فصار الله ثم حذفت الهمزة‬
‫الثانية بعد نقل حركتها إلى اللم فصار ألله ثم أدغمت اللم‬
‫الولى في الثانية ثم فخمت للتعظيم فصار الله ففيه‬
‫خمسة أعمال ) قوله وهو السم العظم عند الكثر ( واختار‬
‫النووي رحمه الله أنه الحي القيوم‬
‫فإن قيل إن من شرط السم العظم أنه إن دعي سبحانه‬
‫وتعالى به أجأاب وإذا سئل به أعطى وهذا ليس كذلك فقد‬
‫يدعو كثير به ول يستجاب دعاؤه فالجواب أن للدعاء آدابا‬
‫وشروطا ل يستجاب الدعاء إل بها فأولها إصلح الباطن‬
‫باللقمة الحلل لما قيل الدعاء مفتاح السماء وأسنانه لقمة‬
‫الحلل‬
‫وآخرها الخلص وحضور القلب كما قال تعالى } فادعوا‬
‫الله مخلصين له الدين { وكما قال لسيدنا موسى عليه‬
‫الصلة والسلم يا موسى إن أردت أن يستجاب لك دعاؤك‬
‫فصن بطنك من الحرام وجأوارحك عن الثام‬
‫وقال سيدي عبد القادر‬
‫____________________‬

‫) ‪(1/9‬‬

‫الجيلني الله هو السم العظم وإنما يستجاب لك إذا قلت‬
‫الله وليس في قلبك غيره‬
‫ولهذا السم خواص وعجائب منها أن من داوم عليه في‬
‫خلوة مجردا بأن يقول الله الله حتى يغلب عليه منه حال‬
‫شاهد عجائب الملكوت ويقول بإذن الله للشيء كن فيكون‬
‫وذكر بعضهم أن من كتبه في إناء بحسب ما يسع الناء ورش‬
‫به وجأه المصروع أحرق بإذن الله شيطانه‬
‫ومن ذكره سبعين ألف مرة في موضع خال عن الصوات ل‬
‫يسأل الله شيئا إل أعطيه‬
‫ومن قال كل يوم بعد صلة الصبح هو الله سبعا وسبعين‬
‫مرة رأى بركتها في دينه ودنياه وشاهد في نفسه أشياء‬
‫عجيبة‬
‫) قوله ولم يسم به غيره ( أي ب