σóÑ ƒΘφ∞ƒá 001

‫‪http://www.shamela.ws‬‬
‫تم إعداد هذا الملف آليا بواسطة المكتبة الشاملة‬
‫فتح الوهاب بشرح منهج الطلب‬
‫زكريا بن محمد بن أحمد بن زكريا النأصاري أبو‬
‫يحيى‬
‫سنة الولدة ‪ /823‬سنة الوفاة ‪926‬‬
‫تحقيق‬
‫الناشر دار الكتب العلمية‬
‫سنة النشر ‪1418‬‬
‫مكان النشر بيروت‬
‫عدد الجأزاء ‪2‬‬
‫| بسم الله الرحمن الرحيم | | قال سيدنأا ومولنأا قاضي‬
‫القضاة شيخ مشايخ السلما ‪ ،‬ملك العلماء العلما ‪ ،‬سيبويه |‬
‫زمانأه ‪ ،‬فريد عصره ووحيد دهره وأوانأه ‪ ،‬حجة المناظرين ‪،‬‬
‫لسان المتكلمين محيي السنة في | العالمين ‪ ،‬زين الملة‬
‫والدين ‪ ،‬أبو يحيى زكريا النأصاري الشافعي تغمده الله‬
‫برحمته ‪ ،‬وأسكنه | فسيح جأنته ‪ ،‬ونأفعنا والمسلمين ببركته ‪:‬‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم الحمد على لله على إفضاله ‪| ،‬‬
‫والصلة والسلما على سيدنأا محمد وصحبه وآله ‪ | | .‬وبعد ‪:‬‬
‫فقد كنت اختصرت منهاج الطالبين في الفقه تأليف الماما‬
‫شيخ السلما أبي زكريا | يحيى محيي الدين النووي رحمه‬

‫الله في كتاب سميته ب منهج الطلب ‪ | | .‬وقد سألني بعض‬
‫العزة علي من الفضلء المترددين إلى أن أشرحه شرحا‬
‫يحل ألفاظه ‪ | ،‬ويجل حفاظه ‪ ،‬ويبين مراده ‪ ،‬ويتمم مفاده‬
‫فأجأبته إلى ذلك بعون القادر المالك ‪ ،‬وسميته ‪ | :‬بفتح‬
‫الوهاب بشرح منهج الطلب | والله أسأل أن ينفع به ‪ ،‬وهو‬
‫حسبي ونأعم الوكيل ‪ ) | .‬بسم الله الرحمن الرحيم ( | | أي‬
‫أؤلف ‪ ،‬والسم مشتق من السمو وهو العلو ‪ ،‬و ) الله ( علم‬
‫على الذات الواجأب | الوجأود ‪ ) ،‬والرحمن الرحيم ( صفتان‬
‫مشبهتان بنيتا للبمالغة من رحم ‪ ،‬والرحمن أبلغ من |‬
‫الرحيم لن زيادة البناء تدل على زيادة المعنى كما في قطع‬
‫وقطع ‪ ،‬ولقولهم ‪ :‬رحمن الدنأيا | والخرة ورحيم الخرة ‪،‬‬
‫وقيل ‪ :‬رحيم الدنأيا ‪ ) | | .‬الحمد لله الذي هدانأا ( أي دلنا‬
‫) لهذا ( التأليف ) وما كنا لنهتدي لول أن هدانأا الله ( |‬
‫____________________‬

‫) ‪(1/7‬‬

‫| ) والحمد ( لغة ‪ :‬الثناء باللسان على الجميل الختياري‬
‫على جأهة التبجيل سواء تعلق بالفضائل أما | بالفواضل ؛‬
‫وعرفا ‪ :‬فعل ينبئ عن تعظيم المنعم من حيث إنأه منعم‬

‫على الحامد أو غيره | وابتدأت بالبسملة والحمدلة اقتداء‬
‫بالكتاب العزيز وعمل بخبر ‪ ' :‬كل أمر ذي بال ل يبدأ فيه |‬
‫ببسم الله الرحمن الرحيم ' ‪ .‬وفي رواية ‪ ' :‬بالحمد لله فهو‬
‫أجأذما ' أي مقطوع البركة ‪ ،‬رواه أبو | داود وغيره وحسنه‬
‫ابن الصلح وغيره ‪ ،‬وجأمعت بين البتداءين عمل بالروايتين‬
‫وإشارة إلى أنأه | ل تعارض بينهما ‪ ،‬إذ البتداء حقيقي‬
‫وإضافي ‪ ،‬فالحقيقي حصل بالبسملة ‪ ،‬والضافي حصل |‬
‫بالحمدلة ‪ ،‬وقدمت البسملة عمل بالكتاب والجأماع ‪، ،‬‬
‫والحمد مختص بالله تعالى كما أفادته | الجملة سواء أجأعلت‬
‫أل فيه للستغراق أما للجنس أما للعهد ‪ ) | | .‬والصلة ( وهي‬
‫من الله رحمه ‪ ،‬ومن الملئكة استغفار ‪ ،‬ومن الدميين تضرع‬
‫ودعاء ‪ ) | .‬والسلما ( بمعنى التسليم ) على محمد ( نأبينا‬
‫) وآله ( هم مؤمنوا بني هاشم وبني المطلب ‪ | .‬وصحبه هو‬
‫عند سيبويه اسم جأمع لصاحب بمعنى الصحابي وهو من‬
‫اجأتمع مؤمنا بنبينا | محمد صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬وعطف‬
‫الصحب على آل الشامل لبعضهم لتشمل الصلة والسلما‬
‫باقيهم ‪ ،‬وجأملتا | الحمد والصلة والسلما خبرتان لفظا‬
‫إنأشائيتان معنى ‪ ،‬واخترت اسميتهما على فعليتهما للدللة |‬
‫على الثبات والدواما ‪ ) .‬الفائزين من الله بعله ( صفة لمن‬
‫ذكر ‪ | | .‬وبعد ‪ :‬يؤتى بها للنأتقال من أسلوب إلى آخر‬

‫وأصلها ‪ :‬أما بعد ‪ ،‬بدليل لزوما الفاء في | حيزها غالبا‬
‫لتضمن معنى الشرط ‪ ،‬والصل مهما يكن من شيء بعد‬
‫البسملة والحمدلة والصلة | والسلما على من ذكر ‪ ) .‬فهذا‬
‫( المؤلف الحاضر ذهنا ) مختصر ( من الختصار وهو تقليل‬
‫اللفظ | وتكثير المعنى ) في الفقه ( وهو لغة ‪ :‬الفهم ‪،‬‬
‫واصطلحا ‪ :‬العلم بالحكاما الشرعية العملية | المكتسب من‬
‫أدلتها التفصيلية ‪ ،‬وموضوعة ‪ :‬أفعال المكلفين من حيث‬
‫عروض الحكاما لها ‪ | ،‬واستمداده ‪ :‬من الكتاب والسنة‬
‫والجأماع والقياس وسائر الدلة المعروفة ‪ ،‬وفائدته ‪:‬‬
‫امتثال | أوامر الله تعالى واجأتناب نأواهيه المحصلن للفوائد‬
‫الدنأيوية والخروية ‪ ) .‬على مذهب الماما | المجتهد أبي عبد‬
‫الله محمد بن إدريس ) الشافعي رضي الله عنه وأرضاه (‬
‫أي ما ذهب إليه من | الحكاما في المسائل مجازا عن مكان‬

‫الذهاب ‪ ) .‬اختصرت فيه مختصر الماما أبي زكريا النووي ( |‬
‫رحمه الله ) المسمى ] بمنهاج الطالبين [ وضممت إليه ما‬
‫يسر مع إبدال غير المعتمد به ( أي |‬
‫____________________‬

‫) ‪(1/8‬‬


‫| بالمعتمد ) بلفظ مبين ( وسأنأبه على ذلك غالبا في محالة‬
‫‪ ) :‬وحذفت منه خلفا روما ( أي طلبا | ) لتيسيره على‬
‫الراغبين ( فيه ‪ ) .‬وسميته ‪ :‬بمنهج الطلب ( المنهج‬
‫والمنهاج الطريق الواضح | ) راجأيا ( أي مؤمل ) من الله (‬
‫تعالى ) أن ينتفع به أولو اللباب ( جأمع لب وهو العقل ‪.‬‬
‫) وأسأله | التوفيق ( وهو خلق قدرة الطاعة وتسهيل سبيل‬
‫الخير ) للصواب ( أي لما يوافق الواقع من القول | والفعل‬
‫) و ( أسأله ) الفوز ( أي الظفر بالخير يوما المآب أي‬
‫الرجأوع إلى الله تعالى أي يوما | القيامة ‪| | .‬‬
‫____________________‬

‫) ‪(1/9‬‬

‫كتاب فتح الوهاب بشرح منهج الطلب ) النأصاري ( | ‪1‬‬
‫____________________‬

‫) ‪(1/1‬‬

‫كتاب الطهارة هو لغة الضم والجمع يقال كتب كتبا وكتابة‬

‫وكتابا واصطلحا اسم لجملة مختصة من العلم مشتملة على‬
‫أبواب وفصول غالبا والطهارة لغة النظافة والخلوص من‬
‫الدنأاس وشرعا رفع حدث أو إزالة نأجس أو ما في معناهما‬
‫وعلى صورتهما كالتيمم والغسال المسنونأة وتجديد‬
‫الوضوء والغسلة الثانأية والثالثة فهي شاملة لنأواع‬
‫الطهارات وبدأت بالماء لنأه الصل في آلتها فقلت ) إنأما‬
‫يطهر من مائع ماء مطلق وهو ما يسمى ماء بل قيد ( وإن‬
‫رشح من بخار الماء المغلي كما صححه النووي في مجموعه‬
‫وغيره أو قيد لموافقة الواقع كماء البحر بخلفا الخل‬
‫ونأحوه وما ل يذكر إل مقيدا كماء الورد وماء دافق أي مني‬

‫فل يطهر شيئا لقوله تعالى ممتنا بالماء } وأنأزلنا من‬
‫السماء ماء طهورا { وقوله تعالى } فلم تجدوا ماء فتيمموا‬
‫صعيدا طيبا {‬
‫وقوله صلى الله عليه وسلم حين بال العرابي في المسجد‬
‫صبوا عليه ذنأوبا من ماء رواه الشيخان والذنأوب بفتح‬
‫المعجمة الدلو الممتلئة ماء والمر للوجأوب والماء ينصرفا‬
‫إلى المطلق لتبادره إلى الفهم فلو طهر غيره من المائعات‬
‫لفات المتنان به ولما وجأب التيمم لفقده ول غسل البول‬
‫به‬

‫وتعبيري بما ذكر شامل لطهر المستحاضة ونأحوها‬
‫وللطهر المسنون بخلفا قول الصل يشترط لرفع الحدث‬
‫والنجس ماء مطلق‬
‫) فمتغير بمخالط ( وهو ما ل يتميز في رأي العين بخلفا‬
‫المجاور ) طاهر مستغنى عنه ( كزعفران ومني ) تغيرا‬
‫يمنع ( لكثرته ) السم ( أي إطلق اسم الماء عليه ولو كان‬
‫التغير تقديريا بأن اختلط بالماء ما يوافقه في صفاته كماء‬
‫مستعمل فيقدر مخالفا له في أحدها ) غير مطهر ( سواء‬
‫أكان قلتين أما ل في غير الماء المستعمل بقرينة ما يأتي‬
‫لنأه ل يسمى ماء ولهذا لو حلف ل يشرب ماء فشرب من‬
‫ذلك لم يحنث‬
‫) ل تراب وملح وماء وإن طرحا فيه ( تسهيل على‬
‫____________________‬

‫) ‪(1/10‬‬

‫العباد أو لن تغيره بالتراب لكونأه كدورة وبالملح المائي‬
‫لكونأه منعقدا من الماء ل يمنع إطلق اسم الماء عليه وإن‬
‫أشبه التغير بهما في الصورة التغير الكثير بما مر فمن علل‬
‫بالول قال إن المتغير بهما غير مطلق ومن علل بالثانأي‬

‫قال إنأه مطلق وهو الشهر‬
‫والول أقعد وخرج بما ذكر التغير بمجاور كدهن وعود ولو‬
‫مطيبين وبمكث وبما في مقر الماء وممره‬
‫وإن منع السم والتغير بما ل يمنع السم لقلته في الخيرة‬
‫ولن التغير بالمجاور لكونأه تروحا ل يضر كالتغير بجيفة من‬
‫الماء‬
‫وأما التغير بالبقية فلتعذر صون الماء عنها أو لنأه كما قال‬
‫الرافعي تبعا للماما ل يمنع تغير بها إطلق السم عليه وإن‬
‫وجأد الشبه المذكور والتصريح بالملح المائي من زيادتي‬

‫وخرج بالمائي الجبلي فيضر التغير الكثير به إن لم يكن‬
‫بمقر الماء أو ممره وأما التغير بالنجس المفهوما من الطهر‬
‫فسيأتي ) وكره شديد حر وبرد ( من زيادتي‬
‫أي استعماله لمنعه السباغ نأعم إن فقد غيره وضاق الوقت‬
‫وجأب أو خافا منه ضررا حرما وخرج بالشديد المعتدل‬
‫ولو مسخنا بنجس فل يكره ) كره ( ) متشمس بشروطه (‬
‫المعروفة بأن يتشمس في إنأاء منطبع غير نأقد كحديد بقطر‬
‫حار كالحجاز في بدن‬
‫ولم يبرد خوفا البرص لن الشمس بحدتها تفصل من النأاء‬
‫زهومة تعلو الماء فإذا ل قت البدن بسخونأتها خيف أن‬

‫تقبض عليه فتحبس الدما فيحصل البرص‬
‫فل يكره المسخن بالنار كما مر لذهاب الزهومة بها ول‬
‫متشمس في غير منطبع كالخزفا والحياض ول متشمس‬
‫بمنطبع نأقد لصفاء جأوهره ول متشمس بقطر بارد أو‬
‫معتدل ول استعماله في غير بدن ول إذا برد كما صححه‬
‫النووي على أنأه اختار من جأهة الدليل عدما كراهة المتشمس‬
‫مطلقا‬
‫وتعبيري بمتشمس أولى من تعبيره بمشمس وقولي‬
‫بشروطه من زيادتي ) والمستعمل في فرض ( من طهارة‬
‫الحدث كالغسلة الولى ولو من طهر صاحب ضرورة ) غير‬
‫مطهران قل ( لن الصحابة رضي الله عنهم لم يجمعوا‬
‫المستعمل في أسفارهم القليلة الماء ليتطهروا به بل‬
‫عدلوا عنه إلى التيمم ولن أزال المانأع‬
‫فإن قلت طهور في الية السابقة بوزن فعول فيقتضي‬
‫تكرر الطهارة بالماء‬
‫قلت فعول يأتي اسما لللة كسحور لما يتسحر به فيجوز أن‬
‫يكون طهور‬
‫كذلك ولو سلم اقتضاؤه التكرر فالمراد جأمعا بين الدلة‬
‫ثبوت ذلك لجنس الماء أو في المحل الذي يمر عليه فإنأه‬
‫يطهر كل جأزر منه‬

‫والمستعمل ليس بمطلق على ما صححه النووي‬
‫ولكن جأزما الرافعي بأنأه مطلق وهو الصحيح عند الكثرين‬
‫لكن منع من استعماله تعبدا فهو مستثنى من المطلق‬
‫والمراد بالفرض ما ل بد منه أثم بتركه أما ل عبادة كان أما ل‬
‫فيشمل ما توضأ به الصبي وما اغتسلت به الذمية لتحل‬
‫لحليلها المسلم‬
‫أما إذا كثر ابتداء أو انأتهاء بأن جأمع حتى كثر فمطهر وإن‬
‫قل بعد تفريقه لن الطاهرية إذا عادت بالكثرة لما يعلم مما‬
‫يأتي فالطهورية أولى‬

‫وخرج بالفرض المستعمل في غيره كماء الغسلة الثانأية‬
‫والثالثة‬
‫والوضوة المجدد فمطهر لنأتفاء العلة وسيأتي المستعمل‬
‫في النجاسة في بابها‬
‫____________________‬

‫) ‪(1/11‬‬

‫) ول تنجس قلتا ماء وهما خمسمائة رطل ( بكسر الراء‬
‫أفصح من فتحها ) بغدادي تقريبا بملقاة نأجس ( لخبر إذا‬

‫بلغ الماء قلتين لم يحمل خبثا‬
‫رواه ابن حبان وغير وصححوه في رواية‬
‫فإنأه ينجس وهو المراد بقوله لم يحمل خبثا أي يدفع النجس‬
‫ول يقبله‬
‫وفي رواية إذا بلغ الماء قلتين من قلل هجر والواحد منها‬
‫قدرها الشافعي أخدا من ابن جأريح الرائي لها بقربتين‬
‫ونأصف من قرب الحجاز وواحدتها ل تزيد غالبا على مائة‬
‫رطل بغدادي وسيأتي بيانأه في زكاة النابت‬
‫وهجر بفتح الهاء والجيم فرية بقرب المدينة النبوية‬
‫والقلتان بالمساحة في المربع ذراع وربع طول وعرضا‬
‫وعمقا بذراع الدمي وهو شبران تقريبا‬
‫والمعنى بالتقريب في الخمسمائة أنأه ل يضر نأقص رطلين‬
‫على ما صححه النووي في روضته‬
‫لكنه صحح في تحقيقه ما جأزما به الرافعي أنأه ل يضر نأقص‬
‫قدر ل يظهر بنقصه تفاوت في التغير بقدر معين من‬
‫الشياء المغيرة‬
‫) فأن غيره ( ولو يسيرا أو تغيرا تقديريا ) فنجس ( بالجأماع‬
‫المخصص للخبر السابق‬
‫ولخبر الترمذي وغيره الماء ل ينجسه شيء فلو تغير بجيفة‬
‫على الشط لم يؤثر كما أفهمه التقييد بالملقاة وإنأما التغير‬

‫اليسير بالنجس بخلفه في الطاهر لغلظ أمره أما إذا غير‬
‫بعضه فالمتغير نأجس وكذا الباقي إن لم يبلغ قلتين‬
‫) فأإن زال تغيره ( الحسى أو التقديري ) بنفسه ( أي ل‬
‫بعين كطول مكث ) أو بماء ( انأضم إليه ولو نأجسا أو أخذ منه‬
‫والباقي قلتان ) طهر ( لنأتفاء علة التنجس ول يضر عود‬
‫تغيره إذا خل عن نأجس جأامد‬
‫أما إذا زال حسا بغيرهما كمسك وتراب وحل فل يطهر‬
‫للشك في أن التغير زال أو استتر بل الظاهر أنأه استتر‬

‫فإن صفا الماء ول تغير به طهر ) و ( الماء ) دونأهما ( أي‬
‫القلتين ولو جأاريا ) ينجس كرطب غيره ( كزيت‬
‫وإن كثر ) بملقاته ( أي النجس أو الماء فلمفهوما خبر‬
‫القلتين السابق المخصص لمنطوق خبر الماء ل ينجسه‬
‫شيء السابق‬
‫نأعم إن ورد على النجاسة‬
‫ففيه تفصيل يأتي في بابها‬
‫وأما غير الماء في الرطب فبالولى وفارق كثير الماء كثير‬
‫غيره بأن كثيره قوي ويشق حفظه من النجاسة غيره وإن‬
‫كثر وخرج بالرطب الجافا‬
‫وتعبيري برطب أعم من تعبيره بمائع ) ل بملقاة ميتة ل‬
‫يسيل دمها ( عند شق عضو منها في حياتها كذباب‬
‫وخنفساء ) ولم تطرح ( فيه ) و ( ل بملقاة ) نأجس ل يدركه‬
‫طرفا ( أي بصر لقلته كنقطة بول ) و ( ل بملقاة ) نأحو‬
‫ذلك ( كقليل من شعر نأجس ومن دخان نأجاسة وكغبار‬
‫سرجأين وحيوان متنجس المنفذ غير آدمي وذلك لمشقة‬
‫الحتراز عنها‬
‫ولخبر البخاري إذا وقع الذباب في شراب أحدكم فليغمسه‬
‫كله ثم لينزعه فإن في أحد جأناحيه داء وفي الخر شفاء‬
‫زاد أبو داود وأنأه يتقي بجناحيه الذي فيه الداء وقد يفضي‬
‫غمسه إلى موته فلو نأجس لما أمر به وقيس بالذباب ما في‬
‫معناه فإن غيرته الميتة لكثرتها أو طرحت في تنجس‬
‫وقولي ولم تطرح ونأحو ذلك من زيادتي وتعتبر القلة‬
‫بالعرفا ) فإن بلغهما ( أي الماء النجس القلتين ) بماء ول‬
‫تغير ( به‬
‫____________________‬

‫) ‪(1/12‬‬

‫) فطهور ( لما مر‬
‫فإن لم يبلغهما أو بلغهما بغير ماء أو به متغيرا لم يطهر‬
‫لبقاء علة التنجس ) والتغير المؤثر ( بطاهر أو نأجس تغير‬
‫) طعم أو لون أو ريح ( خرج بالمؤثر بطاهر التغير اليسير به‬
‫وبالمؤثر بنجس التغير بجيفة قرب الماء وقد مر‬
‫ويعتبر في التغير التقديري بالطاهر المخالف الوسط‬
‫المعتدل وبالنجس المخالف الشد ) ولو اشتبه ( على أحد‬
‫) طاهر أو طهور بغيره ( من ماء أو غيره كما أفاده كلمه‬
‫في شروط الصلة ) اجأتهد ( فيهما جأوازا إن قدر على طاهر‬

‫أو طهور بيقين كما مر‬
‫ووجأوبا إن لم يقدر وخافا ضيق الوقت وذلك بأن يبحث عما‬
‫يبين النجس مثل من المارات كرشاش حول إنأائه أو قرب‬
‫كلب منه هذا ) إن بقيا ( وإل فل اجأتهاد خلفا لما صححه‬
‫الرافعي فيما إذا تلف أحدهما‬
‫وشمل ما ذكر العمى لنأه يدرك المارة باللمس وغيره‬
‫ومن قدر على طاهر أو طهور بيقين كما مر لجواز العدول‬
‫إلى المظنون مع وجأود المتيقن كما في الخبار فإن‬
‫الصحابة كان بعضهم بسمع من بعض مع قدرته على‬
‫المتيقن وهو سماعه من النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫) واستعمل ما ظنه ( بالجأتهاد مع ظهور المارة ) طاهرا أو‬
‫طهورا (‬
‫وتعبيري بطاهر أعم من تعبيره بماء طاهر‬
‫وذكر الجأتهاد في اشتباه الطهور بالمستعمل وبالتراب‬
‫النجس مع التقييد ببقاء المشتبهين من زيادتي ) ل ( إن‬
‫اشتبه عليه ) ماء بول ( مثل فل يجتهد إل ل أصل للبول في‬
‫التطهير ليرد بالجأتهاد إليه بخلفا الماء‬
‫) بل ( هنا وفيما يأتي للنأتقال من غرض إلى آخر ل للبطال‬
‫) يتيمم بعد تلف ( لهما أو لحدهما ولو صب شيء منه في‬
‫الخر فإن يتيمم قبله أعاد ما صله بالتيمم لنأه تيمم بحضرة‬
‫ماء متيقن الطهارة مع تقصيره بترك إعدامه‬
‫وكذا الحكم فيما لو اجأتهد في الماءين فتحير وللعمى في‬
‫هذا التقليد دون البصير‬
‫قال في المجموع فإن لم يجد من يقلده أو وجأده فتحير‬
‫تيمم‬
‫وتعبيري بالتلف أعم من تعبيره بالخلط ) ول ( إن اشتبه‬
‫عليه ماء و ) ماء ورد ( فل يجتهد لما مر في البول ) بل‬
‫يتوضأ بكل ( من الماء وماء الورد ) مرة ( ويعذر في تردده‬
‫في النية للضرورة ) وإذا ظن طهارة أحدهما ( أي الماءين‬
‫بالجأتهاد ) سن ( له قبل استعماله ) إراقة الخر ( إن لم‬
‫يحتج إليه لنحو عطش لئل‬
‫____________________‬

‫) ‪(1/13‬‬

‫يغلط فيستعمله أو يتغير اجأتهاده فيشتبه عليه المر‬
‫وذكر سن الراقة من زيادتي ) فإن تركه ( وبقي بعض‬
‫الول ) وتغير ظنه ( باجأتهاده ثانأيا ) لم يعمل بالثانأي ( من‬

‫الجأتهادين لئل ينقض الجأتهاد بالجأتهاد إن غسل ما أصابه‬
‫به الول ويصلى بنجاسة إن لم يغسله ) بل يتيمم ( بعد‬
‫التلف ) ول يعيد ( ما صله بالتيمم‬
‫فإن لم يبق من الول شيء وقلنا بجواز الجأتهاد على ما‬
‫اقتضاه كلما الرافعي فل إعادة إذ ليس معه ماء متيقن‬
‫الطهارة وهده مسألة المنهاج لذكره الخلفا فيها وهي إنأما‬
‫تأتي على طريقة الرافعي هذا‬
‫والولى حمل كلما المنهاج ليأتي على طريقته أيضا على ما‬
‫إذا بقي بعض الول ثم تغير اجأتهاده ثم تلف الباقي دون‬
‫الخر ثم تيمم إذ قضية كلما المجموع ترجأيح عدما العادة‬
‫في ذلك أيضا‬
‫) ولو أخبره بتنجسه ( أي الماء أو غيره ) عدل رواية ( كعبد‬
‫أو امرأة فاسق وصبي ومجهول ومجنون حالة كونأه ) مبينا‬
‫للسبب ( في تنجسه كولوغ كلب ) أو فقيها ( بما ينجس‬
‫) موافقا ( للمخبر في مذهبه في ذلك وإن لم يبين السبب )‬
‫اعتمده ( بخلفا غير الفقيه أو الفقيه المخالف أو المجهول‬
‫مذهبه فل يعتمد من غير تبيين لذلك لحتمال أن يخبر‬
‫بتنجيس ما لم ينجس عند المخبر ) ويحل استعمال واتخاذ (‬
‫أي اقتناء ) كل إنأاء طاهر ( من حيث إنأه طاهر في الطهارة‬
‫وغيرها بالجأماع وقد توضأ النبي صلى الله عليه وسلم من‬
‫شن من جألد ومن قدح من خشب ومن مخضب من حجر فل‬
‫يرد مغصوب وجألد الدمي ونأحوهما وخرج بالطاهر النجس‬
‫كالمتخذ من ميتة فيحرما استعماله في ماء قليل ومائع ل‬
‫في جأافا والنأاء جأافا أو في ماء كثير لكنه يكره‬
‫ودخل فيه النفيس كياقوت فيحل استعماله واتخاذه لن ما‬
‫فيه من الخيلء وكسر قلوب الفقراء ل يدركه إل الخواص‬
‫لكنه يكره ) إل إنأاء كله أو بعضه ( المزيد على الصل ) ذهب‬
‫أو فضة فيحرما ( استعماله واتخاذه مع الرجأال والنساء لعين‬
‫الذهب والفضة مع الخيلء‬
‫ولقوله صلى الله عليه وسلم ل تشربوا في آنأية الذهب‬
‫والفضة ول تأكلوا في صحافهما رواه الشيخان‬
‫ويقاس بما فيه ما في معناه ولن اتخاذه يجر إلى استعماله‬
‫) كمضبب بأحدهما وضبة الفضة كبيرة لغير حاجأة ( بأن‬
‫كانأت لزينة أو بعضها لزينة وبعضها لحاجأة فيحرما استعماله‬
‫واتخاذه‬
‫____________________‬

‫) ‪(1/14‬‬

‫وإنأما حرمت ضبة الذهب مطلقا لن الخيلء فيه أشد من‬
‫الفضة‬
‫وخالف الرافعي فسوى بينهما في التفصيل ول تشكل‬
‫حرمة استعمال الذهب والفضة بحل الستنجاء بهما لن‬
‫الكلما ثم في قطعة ذهب أو فضة ل فيما طبع أو هيىء‬
‫منهما لذلك كالنأاء المهيأ أنأهما للبول فيه‬
‫والجواب بأن كلمهم ثم إنأما هو في الجأزاء ينافيه ظاهر‬
‫تعبير الشيخين وغيرهما‬
‫ثم بالجواز إل أن يحمل كلما المجيب على ما طبع أو هيء‬
‫لذلك‬
‫وكلما غيره على غير ذلك ) فإن كانأت صغيرة لغير حاجأة (‬
‫بأن كانأت لزينة أو بعضها لزينة وبعضها لحاجأة ) أو كبيرة لها‬
‫( أي للحاجأة ( كره ( ذلك وإن كانأت محل الستعمال للزينة‬
‫في الولى وللكبر في الثانأية وجأاز للصغر في الولى‬
‫وللحاجأة في الثانأي‬
‫والصل في الجواز ما رواه البخاري أن قدحه صلى الله عليه‬
‫وسلم الذي كان يشرب فيه كان مسلسل بفضة لنأصداعه أي‬
‫مشعبا بخيط من فضة لنأشقاقه‬
‫والتصريح بذكر الكراهة من زيادتي وخرج بغير حاجأة‬
‫الصغيرة لحاجأة فل تكره للخبر المذكور وأصل ضبة النأاء ما‬
‫يصلح به خلله من صفيحة وغيرها‬
‫وإطلقها على ما هو للزينة توسع ومرجأع الكبيرة والصغيرة‬
‫العرق وقيل الكبيرة ما تستوعب جأانأبا من النأاء كشفة أو‬
‫أذن‬
‫والصغيرة دون ذلك‬
‫فإن شك في الكبر فالصل الباحة‬
‫والمراد بالحاجأة غرض الصلح ل العجز عن غير الذهب‬
‫والفضة لن العجز عن غيرهما يبيح استعمال النأاء الذي كله‬
‫ذهب أو فضة فضل عن المضبب به‬
‫وقولي كالمحرر لغير حاجأة أعم من قول المنهاج لزينة لما‬
‫مر ) ويحل نأحو نأحاس ( بضم النون أشهر من كسرها ) موه‬
‫( أي طلي ) بنقد ( أي بذهب أو فضة ) ل عكسه ( بأن موه‬
‫ذهب أو فضة بنحو نأحاس أي فل يحل ) إن لم يحصل من ذلك‬
‫شيء بالنار فيهما ( لقلة المموه به فكأنأه معدوما بخلفا ما‬
‫إذا حصل منه شيء بها لكثرته والتصريح بالثانأية مع التقييد‬
‫فيهما من زيادتي والتقسد صرح الشيخان في الولى وابن‬
‫الرفعة وغيره في الثانأية أخذا من كلما الماما‬
‫باب الحداث جأمع حدث والمراد به عند الطلق كما هنا‬
‫الصغر غالبا‬

‫وهو لغة الشيء الحادث وشرعا يطلق على أمر اعتباري‬
‫يقوما بالعضاء يمنع صحة الصلة حيث ل مرخص وعلى‬
‫السباب التي ينتهي بها الطهر وعلى المنع المترتب على‬
‫ذلك‬
‫والمراد هنا الثانأي وتعبير الصل بأسباب الحدث يقتضي‬
‫تفسير الحدث بغير الثانأي إل أن تجعل الضافة بيانأية ) هي (‬
‫أربعة أحدها ) خروج غير منيه ( أي المتوضىء الحي عينا أو‬
‫ريحا طاهرا أو نأجسا جأافا أو رطبا‬
‫____________________‬

‫) ‪(1/15‬‬

‫معتادا كبول أو نأادرا كدما انأفصل أول ) من فرج ( دبرا كان‬
‫أو قبل ) أو ( من ) ثقب ( بفتح المثلثة وضمهما ) تحت معدة‬
‫( بفتح الميم وكسر العين على الفصح ) والفرج منسد (‬
‫لقوله تعالى } أو جأاء أحد منكم من الغائط { الية‬
‫ولقياما الثقب المذكور مقاما المنسد والغائط المكان‬
‫المطمئن من الرض تقضي فيه الحاجأة‬
‫سمي باسمه الخارج للمجاورة وخرج بالفرج والثقب‬
‫المذكورين خروج شيء من بقية بدنأه كدما فصد وخارج من‬
‫ثقب فوق المعدة أو فيها أو محاذيها ولو مع انأسداد الفرج‬
‫أو تحتها مع انأفتاحه فل نأقض به لن الصل عدما النقض‬
‫ولن الخارج في الخيرة ل ضرورة إلى مخرجأه وفيما عداها‬
‫بالقيء أشبه إذ ما تحيله الطبيعة تلقيه إلى أسفل وهذا في‬
‫النأسداد العارض‬
‫أما الخلقي فينقض معه الخارج من الثقب مطلقا والمنسد‬
‫حينئذ كعضو زائد من الخنثى ول وضوء بمسه ول غسل‬
‫بإيلجأه ول باليلج فيه‬
‫قاله الماوردي قال في المجموع ولم أر لغيره تصريحا‬
‫بموافقته أو مخالفته وحيث أقيم الثقب مقاما المنسد‬
‫فليس له حكمه من أجأزاء الحجر وإيجاب الوضوء بمسه‬
‫والغسل باليلج به أو اليلج فيه وإيجاب ستره وتحريم‬
‫النظر إليه فوق العورة لخروجأه عن مظنة الشهوة ولخروج‬
‫الستنجاء بالحجر عن القياس‬
‫فل يتعدى الصلي والمعدة مستقر الطعاما من المكان‬
‫المنخسف تحت الصدر إلى السرة‬
‫والمراد بها هنا السرة أما منيه الموجأب للغسل فل ينقض‬
‫الوضوء كأن أمني بمجرد نأظر لنأه أوجأب أعظم المرين وهو‬

‫الغسل بخصوصه‬
‫فل يوجأب أدونأهما بعمومه كزنأا المحصن وإنأما أوجأبه الحيض‬
‫والنفاس مع إيجابهما الغسل لنأهما يمنعان صحة الوضوة‬
‫مطلقا فل يجامعانأه بخلفا خروج المني يصح معه الوضوء‬
‫في صورة سلس المني فيجامعه‬
‫ودخل في غير منيه مني غيره فنيقض‬
‫فتعبيري بمنيه أولى من تعبيره بالمني‬
‫) و ( ثانأيها ) زوال عقل ( أي تمييز بجنون أو إغمار أو نأوما‬
‫أو غيرها لخبر أبي داود وغيره العينان وكاء السه فمن نأاما‬
‫فليتوضأ وغير النوما مما ذكر أبلغ منه في الذهول الذي هو‬
‫مظنة لخروج شيء من الدبر كما أشعر بها الخبر إذ السه‬
‫الدبر ووكاؤه حفاظه عن أن يخرج شيء منه ل يشعر به‬
‫والعينان كناية عن اليقظة وخرج بزوال العقل النعاس‬
‫وحديث النفس وأوائل نأشوة السكر فل نأقض بها‬
‫ومن عامات النعاس سماع كلما الحاضرين وإن لم يفهمه‬
‫) ل ( زواله ) بنوما ممكن مقعده ( أي ألييه من مقره من‬
‫أرض أو غيرها فل نأقض من خروج‬
‫____________________‬

‫) ‪(1/16‬‬

‫شيء حينئذ من دبره ول عبرة باحتمال خروج ريح من قبله‬
‫لندرته‬
‫ودخل في ذلك ما لو نأاما محتبيا أي ضاما ظهره وساقيه‬
‫بعمامة أو غيرها فل نأقض به ول تمكين لمن نأاما قاعدا هزيل‬
‫بين بعض مقعده ومقره تجافا كما نأقله في الشرح الصغير‬
‫عن الرويانأي وأقره وأن اختار في المجموع أنأه ل ينقض‬
‫وصححه في الروضة ول تمكين لمن نأاما على قفاه ملصقا‬
‫مقعده بمقره‬
‫) و ( وثالثها ) تلقي بشرتي ذكر وأنأثى ( ولو خصيا وعنينا‬
‫وممسوحا كان أحدهما ميتا لكن ل ينتقض وضوءه وذلك‬
‫لقوله تعالى } أو لمستم النساء { أي لمستم كما قرىء به‬
‫ل جأامعتم لنأه خلفا الظاهر‬
‫واللمس الجس باليد بغيرها أو الجس باليد وألحق غيرها بها‬
‫وعليه الشافعي‬
‫والمعنى في النقض به أنأه مظنة التلذذ المثير للشهوة‬
‫وسواء في ذلك اللمس والملموس كما أفهمه التعبير‬
‫بالتلقي لشتراكهما في لذة اللمس كالمشتركين في لذة‬

‫الجماع سواء أكان التلقي عمدا أما سهوا بشهوة أو بدونأها‬
‫بعضو سليم أو أشل أصلى أو زائد من أعضاء الوضوء أو‬
‫غيرها بخلفا النقض بمس الفرج والبشرة ظاهر الجلد وفي‬
‫معناه اللحم كلحم السنان‬
‫وخرج بها الحائل ولو رقيقا والشعر والسن والظفر إذ ل‬
‫يلتذ بلمسها وبذكر وأنأثى الذكران والنأثيان والخنثيان‬
‫والخنثى والذكر أو النأثى والعضو البان لنأتفاء مظنة‬
‫الشهوة ) بكبر ( أي مع كبرهما بأن بلغا حد الشهوة عرفا‬
‫وإن انأتفت لهرما ونأحوه اكتفاء بمظنتها بخلفا التلقي مع‬
‫الصغر ل ينقض لنأتفاء مظنتها ) ل ( تلقي بشرتي ذكر‬
‫وأنأثى ) محرما ( له بنسب أو رضاع أو مصاهرة فل ينقض‬
‫لنأتفاء مظنة الشهوة‬
‫) و ( رابعها ) مس فرج آدمي أو محل قطعه ( ولو صغيرا أو‬
‫ميتا من نأفسه أو غيره عمدا أو سهوا قبل كان الفرج أو دبرا‬
‫سليما أو أشل متصل أو منفصل ) ببطن كف ( ولو شلء‬
‫لخبر‬
‫____________________‬

‫) ‪(1/17‬‬

‫من مس فرجأه فليتوضأ‬
‫رواه الترمذي وصحيحه ولخبر ابن حبان في صحيحه إذا‬
‫أفضى أحدكم بيده إلى فرجأه وليس بينهما ستر ول حجاب‬
‫فليتوضأ ومس فرج غيره أفحش من مس فرجأه لهتكه حرمة‬
‫غيره ولنأه أشهى له‬
‫ومحل القطع في معنى الفرج لنأه أصله وخرج بالدمي‬
‫البهيمة فل نأقض بمس فرجأها إذ ل حرمة لها في وجأوب‬
‫ستره وتحريم النظر إليه ول تعبد عليها وببطن الكف غيره‬
‫كرؤوس الصابع وما بينهما وحرفها أو حرفا الراحة واختص‬
‫الحكم ببطن الكف وهو الراحة مع بطون الصابع لن التلذذ‬
‫إنأما يكون به‬
‫ولخبر الفضاء باليد السابق إل الفضاء بها لغة المس ببطن‬
‫الكف فيتقيد به إطلق المس في بقية الخبار‬
‫والمراد بفرج المرأة الناقض ملتقي شفريها على المنفذ‬
‫وبالدبر ملتقى منفذه ووببطن الكف ما يستتر عند وضع‬
‫إحدى الراحتين على الخرى مع تحامل يسير‬
‫) وحرما بها ( أي بالحداث أي بكل منها حيث ل عذر ) صلة (‬
‫إجأماعا‬

‫ولخبر الصحيحين ل يقبل الله صلة أحدكم إذا أحدث حتى‬
‫يتوضأ‬
‫وفي معناها خطبة الجمعة وسجدتا التلوة والشكر‬
‫) وطوافا ( لنأه صلى الله عليه وسلم توضأ له وقال لتأخذوا‬
‫عني مناسككم رواه مسلم‬
‫ولخبر الطوافا بمنزلة الصلة إل أن الله قد أحل فيه‬
‫المنطق فمن نأطق فل ينطق إل بخير رواه الحاكم‬
‫وقال صحيح على شرط مسلم ) ومس مصحف ( بتثليث‬
‫ميمه ) و ( مس ) ورقه ( قال تعالى } ل يمسه إل‬
‫المطهرون { أي المتطهرون وهو خبر بمعنى النهي‬
‫والحمل أبلغ من المس‬
‫نأعم إن خافا عليه غرقا أو حرقا أو كافرا أو نأحوه جأاز حمله‬
‫بل قد يجب‬
‫وخرج بالمصحف غيره كتوراة وإنأجيل ومنسوخ تلوة من‬
‫القرآن فل يحرما ذلك ) و ( مس ) جألده ( المتصل به لنأه‬
‫كالجزر منه‬
‫فإن انأفصل عنه فقضية كلما البيان الحل وبه صرح السنوي‬
‫لكن نأقل الزركشي عن عصارة المختصر للغزالي أنأه يحرما‬
‫أيضا‬
‫وقال ابن العماد إنأه الصح‬
‫) و ( مس ) ظرفه ( كصندوق ) وهو فيه ( لشبهه بجلده‬
‫وعلقته كظرفه ) و (‬
‫____________________‬

‫) ‪(1/18‬‬

‫مس ) ما كتب عليه قرآن لدرسه ( كلوح لشبهه بالمصحف‬
‫بخلفا ما كتب لغير ذلك كالتمائم وما على النقد ) وحل‬
‫حمله في متاع ( تبعا له بقيد زدته بقولي ) إن لم يقصد ( أي‬
‫المصحف بأن قصد المتاع وحده أو لم يقصد شيء بخلفا ما‬
‫إذا قصد ولو مع المتاع وإن اقتضى كلما الرافعي الحل فيما‬
‫إذا قصدهما‬
‫وتعبيري بمتاع أولى من تعبيره بأمتعة ) و ( في ) تفسير (‬
‫لن المقصود دون القرآن ومحله إذا كان ) أكثر ( من القرآن‬
‫فإن كان القرآن أكثر أو تساويا حرما ذلك‬
‫وحيث لم يحرما يكره وقولي أكثر من زيادتي وبما تقرر علم‬
‫أنأه يحل حمله في سائر ما كتب هو عليه ل لدراسة كالدنأانأير‬

‫الحدية ) و ( حل ) قلب ورقة يعود ( أو نأحوه لنأه ليس‬
‫بحمل ول في معناه بخلفا ما لو قلبه بيده ولو بلف خرقة‬
‫عليها‬
‫) ول يجب منع صبي مميز ( ولو جأنبا مما ذكر من الحمل‬
‫والمس لحاجأة تعلمه ومشقة استمراره متطهرا فمحل عدما‬
‫الوجأوب إذا كان ذلك للدراسة والتصريح بعدما الوجأوب‬
‫وبالمميز من زيادتي‬
‫وخرج بالمميز غيره فل يمكن من ذلك وتحرما كتابة مصحف‬
‫بنجس ومسه بعضو نأجس والسفر به إلى بلد الكفر‬
‫) ول يرتفع يقين طهر أو حدث بظن ضده ( ول بالشك فيه‬
‫المفهوما بالولى وهما مراد الصل بتعبيره بالشك المحمول‬
‫على مطلق التردد فيأخذ باليقين استصحابا له ولخبر مسلم‬
‫إذا وجأد أحدكم في بطنه شيئا فأشكل عليه أخرج منه شيء‬
‫أما ل فل يخرجأن من المسجد حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا‬
‫فمن ظن الضد ل يعمل بظنه لن ظن استصحاب اليقين‬
‫أقوى منه‬
‫وقال الرافعي يعمل بظن الطهر بعد تيقين الحدث قال في‬
‫الكفاية ولم أره لغيره وأسقطه من الروضة‬
‫____________________‬

‫) ‪(1/19‬‬

‫) فلو تيقنهما ( أي الطهر والحدث كأن وجأدا منه بعد الفجر‬
‫) وجأهل السابق ( منهما ) فضد ما قبلهما ( يأخذ به فإن كان‬
‫قبلهما محدثا فهو الن محدث إن اعتاد التجديد لنأه تيقن‬
‫الحدث وشك في رافعه والصل عدمه بخلفا ما إذا لم يعتده‬
‫كما زدت ذلك بقولي ) ل ضد الطهر ( فل يأخذ به ) إن لم‬
‫يعتد تجديده ( بل يأخذ بالطهر لن الظاهر تأخر طهره عن‬
‫حدثه بخلفا من اعتاده فإن لم يتذكر ما قبلهما فإن اعتاد‬
‫التجديد لزمه الوضوء لتعارض الحتمالين بل مرجأح ول سبيل‬
‫إلى الصلة مع التردد المحض في الطهر وإل أخذ بالطهر ثم‬
‫ما ذكر من التفصيل بين التذكر وعدمه هو ما صححه‬
‫الرافعي والنووي في الصل والتحقيق لكنه صحح في‬
‫المجموع والنتقيح لزوما الوضوء بكل حال وقال في الروضة‬
‫إنأه الصحيح عند جأماعات من محققي أصحابنا‬
‫فصل في آداب الخلء وفي الستنجاء ) سن لقاضي الحاجأة‬
‫( من الخارج من قبل أو دبر برأي لمريد قضائها ) أن يقدما‬
‫يساره لمكان قضائها ويمينه لنأصرافه ( عنه لمناسبة‬

‫اليسار للمستقذر واليمين لغيره والتصريح بالسنية من‬
‫زيادتي وتعبيري بما ذكر أعم من تعبيره بقوله يقدما داخل‬
‫الخلء يساره والخارج يمينه‬
‫) و ( أن ) ينحى ( عنه ) ما عليه معظم ( من قرآن أو غيره‬
‫كاسم نأبي تعظيما له وحمله مكروه ل حراما‬
‫قاله في الروضة وتعبيري بذلك أعم وأولى من قوله ول‬
‫يحمل ذكر الله ) و ( أن ) يعتمد ( في قضاء الحاجأة ولو قائما‬
‫) يساره ( نأاصبا يمناه بأن يضع أصابعها على الرض ويرفع‬
‫باقيها لن ذلك أسهل لخروج الخارج ولنأه المناسب هنا‬
‫وقول الصل ويعتمد جأالسا يساره جأرى على الغالب‬
‫وبعضهم أخذ بمقتضاه‬
‫فقال ويعتمدهما قائما وما قلناه أوجأه ) و ( أن ) ل يستقبل‬
‫القبلة ول يستدبرها ( في غير المعد لذلك ) بساتر ( أي مع‬
‫مرتفع ذراع بينه وبينه ثلثة أذرع فأقل ذراع الدمي ولو‬
‫بآرخاء ذيله ويكرهان حنيئذ كما جأزما به الرافعي في تذنأيبه‬
‫تبعا للمتولى واختار في المجموع أنأهما خلفا الولى ل‬
‫مكروهان ) ويحرمان بدونأه ( أي الساتر ) في غير معد (‬
‫لذلك‬
‫قال صلى الله عليه وسلم إذا أتيتم الغائط فل تستقبلوا‬
‫القبلة ول تستدبروها ببول ول غائط ولكن شرقوا أو غربوا‬
‫رواه الشيخان‬
‫ورويا أيضا أنأه صلى الله عليه وسلم قضى حاجأته في بين‬
‫حفصة مستقبل الشاما مستدبر الكعبة وروى ابن ماجأة وغير‬
‫بإسناد حسن أنأه صلى الله عليه وسلم ذكر عنده أن نأاسا‬
‫يكرهون استقبال القبلة‬
‫____________________‬

‫) ‪(1/20‬‬

‫بفروجأهم فقال أوقد فعلوها حولوا بمقعدتي إلى القبلة‬
‫فجمع أئمتنا أخذا من كلما الشافعي رضي الله عنه بين هذه‬
‫الخبار بحمل أولها المفيد للتحريم على ما يستتر فيه بما‬
‫ذكر لنأه لسعته ل يشق فيه اجأتناب الستقبال والستدبار‬
‫بخلفا ما استتر فيه بذلك فقد يشق فيه اجأتناب ما ذكر‬
‫فيجوز فعله كما فعله النبي صلى الله عليه وسلم لبيان‬
‫الجواز‬
‫وإن كان الولى لنا تركه أما إذا كان في المعد لذلك فل‬
‫حرمة فيه ول كراهة ول خلفا‬

‫الولى قاله في المجموع وتقييدي بالساتر في الشق الول‬
‫وبعدمه في الثانأي مع التقييد فيهما بغير المعد لذلك من‬
‫زيادتي ) و ( أن ) يبعد ( عن الناس في الصحراء ونأحوها إلى‬
‫حيث ل يسمع للخارج منه صوت ول يشم له ريح ) و ( أن‬
‫) يستتر ( عن أعينهم في ذلك بمرتفع ثلثي ذراع فأكثر بينه‬
‫وبينه ثلثة أذرع فأقل ولو بارخاء ذيله إن كان بصحراء أو بناء‬
‫ل يمكن تسقيفه فإن كان ببناء مسقف أو يمكن تسقيفه‬
‫حصل الستر بذلك ذكره في المجموع وفيه أن هذا الدب‬
‫متفق على استحبابه‬
‫وظاهر أن محله إذا لم يكن ثم من ل يغض بصره عن نأظر‬
‫عورته ممن يحرما عليه نأظرها وإل وجأب عليه الستتار‬
‫وعليه يحمل قول النووي في شرح مسلم يجوز كشف‬
‫العورة في محل الحاجأة في الخلوة كحاجأة الغتسال والبول‬
‫ومعاشرة الزوجأة أما بحضرة الناس فيحرما كشفها ) و ( أن‬
‫) يسكت ( حال قضاء حاجأته عن ذكر وغيره فالكلما عنده‬
‫مكروه إل لضرورة كانأذار أعمى فلو عطس حمد الله تعالى‬
‫بقلبه ول يحرك لسانأه وقد روي ابن حبان وغيره خبر النهي‬
‫عن التحدث على الغائط ) و ( أن ) ل يقضي ( حاجأته ) في‬
‫ماء راكد ( للنهي عن البول فيه في خبر مسلم و