PUBLIKASI PENDIDIKAN: Kumpulan Kitab Islam Klasik ⌐φαí ƒΘ߃Θá∩δ 012
http://www.shamela.ws
تم إعداد هذا الملف آليا بواسطة المكتبة الشاملة
روضة الطالبين وعمدة المفتين
النووي
سنة الولدة /سنة الوفاة
تحقيق
الناشر المكتب السلمي
سنة النشر 1405
مكان النشر بيروت
عدد الجأزاء 12
السبق ل يجوز ولن القرعة ل مدخل لها في العقود ولهذا ل
تجوز المناضلة على تعين من خرجأت القرعة عليهم وقال
المام ل بأس به لن القرعة بعد تعديل الحصص والقساط
معهودة والذي قطع به صاحبا المهذب و التهذيب وغيرهما
المنع ونص في الم أنهما لو تناضل على أن يختار كل واحد
ثالثاة ولم يسمهم لم يجز وأنه يشترط كل واحد من يرمي
معه بأن يكون حاضرا أو غائبا يعرفه واحتج القاضي أبو
الطيب بظاهره أنه تكفي معرفة الزعيمين ول يعتبر أن
يعرف الصحاب بعضهم بعضا وابتداء أحد الحزبين بالرمي
كابتداء أحد الشخصين ول يجوز أن يشرطا أنه يتقدم من هذا
الحزب فلن ويقابله من الحزب الخر فلن ثام فلن لن
تدبير كل حزب إلى زعيمهم وليس للخر مشاركته فيه
فروع ثالثاة أحدها حضرهم غريب فاختاره أحد الزعيمين
وظنه يجيد الرمي فبان خلفه نظر إن لم يحسن الرمي أصل
بطل العقد فيه وسقط من الحزب الخر واحد بإزائه وهل
يبطل العقد في الباقي فيه قول تفريق الصفقة وقيل
يبطل قطعا فإن قلنا ل يبطل فللحزبين خيار الفسخ
للتبعيض فإن أجأازوا و تنازعوا في تعيين من يجعل في
مقابلته فسخ العقد لتعذر إمضائه وإن بان أنه ضعيف الرمي
أو قليل الضابة فل فسخ لصحابه ولو بان فوق ما ظنوه فل
فسخ للحزب الخر هكذا أطلقوه وينبغي أن يكون فيه
الخلف السابق في أنه هل يشترط كون المتناضلين
متدانيين وقد يستدل بإلقهم على أن الصح أنه ل بأس بهذا
التفاوت وذكر الشيخ أبو محمد أن من فوائد المسألة أن
المجهول الذي لم يختبر يجوز إدخاله في رجأال المناضلة
قال وكان ل يبعد منعه للجهالة العظيمة لكن نص
____________________
) (10/372
الشافعي رحمه الله على جأوازه فلو تناضل غريبان ل يعرف
واحد منهما صاحبه حكم بصحة العقد فإن بان أنهما أو
أحدهما ل يحسن الرمي بطل العقد وإن بان أن أحدهما
أخرق ل يقاوم الخر ففي تبين بطلن العقد الوجأهان
السابقان فيما لو عاقد فاضل أخرق
الفرع الثاني يشترط استواء الحزبين في عدد الرشاق
والصابات وأما عدد الحزبين والحزاب فوجأهان أحدهما وبه
قطع المام والغرض ل يشترط بل يجوز أن يكون جأحد
الحزبين ثالثاة والثاني أربعة والرشاق مائة على كل حزب
وأن يرامي رجأل رجألين أو ثالثاة فيرمي هو ثالثاة وكل واحد
منهم واحدا والثاني وبه قطع صاحبا المهذب و التهذيب
وغيرهما يشترط لن به يحصل الحذق فعلى هذا يشترط
كون عدد الرشاق تنقسم صحيحا على الحزاب فإن كانوا
ثالثاة أحزاب فليكن للرشاق ثالث صحيح وإن كانوا أربعة
فربع صحيح
الثالث من التزم السبق من الزعيمين لزمه ول يلزم أصحابه
إل أن يلتزموا معه أو يأذنوا له أن يلتزم عنهم وحينئذ يوزع
على عدد الرؤوس وإذا فضل أحد الحزبين فهل يوزع المال
على عدد رؤوسهم أم على عدد الصابات وجأهان الصحيح
الول ومنهم من قطع به فإن قلنا بالصابات فمن لم يصب
ل شىء له هذا إذا أطلقوا العقد فإن شرطوا أن يقتسموا
على الصابة فالشرط متبع وفيه احتمال للمام
الشرط السادس تعيين الموقف وتساوي المتناضلين فيه
فلو شرط كون موقف أحدهما أقرب لم يجز ولو قدم
أحدهما أحد قدميه عند الرمي فل بأس وإذا وقف الرماة
صفا فالواقف في
____________________
) (10/373
الوسط أقرب إلى الغرض لكن هذا التفاوت محتمل بالتفاق
ولم يشترط أحد تناوب الرماة على الموقف للمشقة في
النتقال وقد نص في الم أن عادة الرماة أن الرامي الثاني
قد يتقدم على الول بخطوة أو خطوتين أو ثالثا قال
الصحاب إن لم تطرد هذه العادة بل كانوا يفعلونها تارة
دون تارة لم تعتبر وإل فوجأهان فإن اعتبرت ولم تختلف
العادة في عدد القدام روعي ذلك وإن اختلفت اعتبر القل
فرع تنافسوا في الوقوف في وسط الصف قال المام
والغزالي هو كالتنافس في البتداء والذي قطع به الجمهور
أن الختيار لمن له البتداء فمن استحق البتداء بشرط أو
غيره يختار المكان فيقف في مقابلته أو تيامنا أو متياسرا
كيف شاء وليحمل ما ذكره المام عليه وإذا وقف وقف الخر
بجنبه يمينا أو شمال فإن لم يرض إل بأن يقف عند الرمي
في موقف الول فهل له أن يزيله عن موقفه وجأهان ولو
رميا بين غرضين فانتهيا إلى الغرض الثاني فالثاني كالول
يقف حيث شاء فإن كانوا ثالثاة قال أبو إسحق يقرع بين
الخرين عند الغرض الثاني فمن خرجأت له القرعة وقف
حيث شاء ثام إذا عادوا إلى الغرض الول بدأ الثالث بل قرعة
ويقف حيث شاء وحكي قول آخر أنهما حيث تنازعا في
الموقف يحملن على عادة الرماة إن كان لهم في ذلك عادة
مستمرة
فرع لو رضوا بعد العقد بتقدم واحد نظر إن تقدم بقدر يسير
كان أكثر فل ولو تأخر واحد برضى الخرين لم يجز على
الصح ولو اتفقوا على تقدم الجميع أو تأخرهم أو تعيين عدد
____________________
) (10/374
الرشاق بالزيادة والنقص بني على أن المسابقة والمناضلة
جأائزتان أم لزمتان
فرع لو قال أحدهما ينصب الغرض بحيث يستقبل الشمس
وقال الخر بل يستدبرها أجأيب الثاني لنه أصلح للرمي
الطرف الثاني في أحكام المناضلة وفيه فصلن أحدهما
فيما يتعلق به استحقاق المال وفيه مسائل إحداها إذا شرط
في العقد الصابة أو القرع لم يشترط التأثاير بالخدش
والخرق ول يضر فيحسب ما أصاب وارتد بل تأثاير وما أثار
بخسق وغيره ولو كان الشن باليا فأصاب موضع الخرق منه
حسب ذكره البغوي وقد يجىء فيه وجأه لنه لم يصب الغرض
ثام يحتاج إلى معرفة ما يصاب وما يصيب به أما الول فإن
ذكر إصابة الغرض حسب ما أصاب الجلد والجريد وهو الدائر
على الشن والعروة وهي السير أو الخيط المشدود به الشن
على الجريد فكل ذلك الغرض وفيما يعلق به الغرض قولن
أظهرهما وأشهرهما أنه ليس من الغرض فإن ذكر إصابة
الشن لم تحسب إصابة الجريد والعروة وإن ذكرا إصابة
الخاصرة وهي يمين الغرض أو يساره لم تحسب إصابة
غيرهما وأما ما يصيب من السهم فل تحسب الصابة بفوق
السهم وعرضه لنها تدل على سوء الرمي وتحسب هذه
الرمية عليه من العدد وقيل إذا أصاب بالفوق ل تحسب عليه
وهو شاذ وإن كان الستحقاق معلقا بإصابة مقيدة
____________________
) (10/375
كالخسق وغيره فالحكم فيما يصاب ويصاب به كما ذكرنا ل
يختلف ولو اصطدم السهم بجدار أو شجرة ونحو ذلك ثام
أصاب الغرض أو اصطدم بالرض ثام ازدلف وأصاب الغرض
حسب له على الصح عند العراقيين والكثرين وقيل ل
يحسب وقال أبو إسحق إن أعانته الصدمة وزادته حدة لم
يحسب وإل فيحسب وإن ازدلف ولم يصب الغرض حسب
عليه على الصح
المسألة الثانية إذا شرط الخسق فأصاب السهم الغرض
وثاقبه وتعلق النصل به وثابت فهو خسق ول يضر سقوطه
بعد ما ثابت كما لو نزعه غيره وإن خدشه ولم يثقبه فليس
بخاسق وإن ثاقبه ولم يثبت فقولن ويقال وجأهان اظهرهما
ليس بخاسق لما سبق في تفسير الخسق ولو ثاقب ومرق
فهو خاسق على المذهب والمنصوص وقيل قولن ولو
أصاب السهم طرف الغرض فخرمه وثابت هناك فهل يحسب
خاسقا قولن أظهرهما نعم وفي موضع القولين طرق
أصحها أنهما فيما إذا كان بعض جأرم النصل خارجأا فإن كان
كله داخل فهو خاسق قطعا والثاني أنه إن كان بعضه خارجأا
فليس بخاسق قطعا وإنما القولن إذا بقيت طفية أو جأليدة
تحيط بالنصل والطفية الواحدة من الخوص والثالث أنه إن
أبان من الطرف قطعة لو لم يبنها لكان الغرض محيطا
بالنصل فهو خاسق قطعا والقولن فيما إذا خرم الطرف ل
على هذا الوجأه والراجأع أنه إن خرم الطرف فليس بخاسق
قطعا وإنما القولن إذا خرم شيئا من الوسط وثابت مكانه
وهذا أضعفها وقال القفال إن كان بين النصل والطرف
لكنه تشقق
____________________
) (10/376
فالخرم ليبوسة الشن ونحوها فهو خاسق ولو فرض ما
ذكرنا من إصابة الطرف والمشروط القرع أو الصابة دون
الخسق فطريقان أحدهما طرد القولين ولو وقع السهم في
ثاقبة قديمة وثابت فهل يحسب خاسقا وجأهان أحدهما ل لن
النصل صادف الثقب فلم يخسق وأصحهما نعم لن السهم
في قوته ما يخرق لو أصاب موضعا صحيحا ومقتضى هذا أن
ل يجعل خاسقا إذا لم تعرف قوة السهم ويوضحه أن
الشافعي رحمه الله قال لو أصاب موضع خرق في الغرض
وثابت في الهدف كان خاسقا فقال الصحاب أراد إذا كان
الهدف في قوة الغرض أو أصلب منه بأن كان من خشب أو
آجأر أو طين يابى فإن لم يكن بل كان ترابا أو طينا لينا لم
يحسب له ول عليه لنه ل يدري هل كان يثبت لو أصاب
موضعا صحيحا أم ل وفي الحاوي وجأه أنه ل يحسب خاسقا
وإن كان الهدف في قوة الغرض أما إذا خدش النصل موضع
الصابة وخرق بحيث يثبت فيه مثل هذا السهم لكنه رجأع
لغلظ لقيه من حصاة أو نواة فيحسب خاسفا على الظهر
وبه قطع البغوي وفي قول ل يحسب له ول عليه ولو اختلفا
فقال الرامي خسق لكن لم يثبت لغلظ لقيه وأنكر الخر
فإن كان فيه خروق ولم يعلم موضع الصابة فالقول قول
الخر لن الصل عدم الخسق والخدش وكذا الحكم لو عين
الرامي موضعا وقال هذا الخرق حصل بسهمي وأنكر صاحبه
ثام إن فتش الغرض فلم يوجأد فيه حصاة ول ما في معناها
لم يحلف وإن وجأد فيه مانع حلف وإذا حلف لم يحسب
للرامي وهل يحسب عليه وجأهان أصحهما ل وإن علم موضع
الصابة ولم يكن هناك مانع أو كان ولم يؤثار السهم فيه
بخدش وخرق صدق بل يمين وحسبت الرمية على الرامي
وإن قلنا الخرق بل ثابوت
____________________
) (10/377
خسق حسب خاسقا بل يمين وإل فل يحسب له ول يحسب
عليه أيضا على الصح ولو مرق سهم وثابت في الهدف
وعلى النصل قطعة من الغرض فقال الرامي هذه القطعة
أبانها سهمي لقوته وذهب بها فقال الخر بل كانت القطعة
مبانة قبله فتعلقت بالسهم فالقول قول الخر نص عليه
في الم لن الصل عدم الخسق قال الشيخ أبو حامد هذا إذا
لم نجعل الثبوت في الهدف كالثبوت في الغرض فإن جأعلناه
فل معنى لهذا الختلف
المسألة الثالثة إذا تناضل مبادرة وشرطا المال لمن سبق
إلى إصابة عشرة من مائة مثل فسبق أحدهما إلى الصابة
المشروطة قبل كمال عدد الرشاق بأن رمى كل واحد
منهما خمسين وأصاب أحدهما منها عشرة والخر دونها
فالول ناضل وقد استحق المال وهل يلزمه إتمام العمل
فيه طريقان المذهب وبه قطع الجمهور ل يلزم لنه تم
العمل الذي تعلق به الستحقاق فل يلزمه عمل آخر والثاني
فيه وجأهان حكاهما المام والغزالي ثاانيهما يلزمه لينتفع
صاحبه بمشاهدة رميه ويتعلم منه ولو تناضل محاطة
وشرطا المال لمن خلص له عشرة من مائة فرمى كل واحد
خمسين وأصاب أحدهما في خمسة عشر والخر في خمسة
فقد خلص للول عشرة هل يستحق بها المال أم يتوقف
الستحقاق على استكمال الرشاق وجأهان أحدهما يستحق
بها كالمبادرة والثاني وهو الصحيح ل يستحق لن
الستحقاق منوط بخلوص عشرة من مائة وقد يصيب الخر
فيما بقي ما يمنع خلوص عشرة للول بخلف المبادرة فإن
الصابة بعدها ل ترفع ابتدار الول إلى ذلك العدد فإن قلنا
بهذا وجأب إتمام الرشاق وإن قلنا بالول وأنه ل حط بعد
خلوص العدد المشروط
____________________
) (10/378
فهل للخر أن يكلفه إتمام العمل فيه الطريقان في
المبادرة ويجري الخلف في كل صورة يتوقع الخر منع
الول من خلوص المشروط أو نصله كما إذا شرطا خلوص
خمسة من عشرين فرمى كل واحد خمسة عشر وأصاب
أحدهما عشرة والخر ثالثاة لنهما إذا استكمل الرشاق فقد
يصيب الخر في الخمسة الباقية ول يصيب الول في شىء
منها فل يخلص له عشرة فلو كانت الصورة بحالها وأصاب
الول في عشرة من خمسة عشر ولم يصب الخر في شىء
منها فل يرجأو الخر منع الول من الخلوص فيثبت له
استحقاق المال في الحال قطعا قال البغوي وغيره ول
يلزمه إتمام الرشاق ول يشك أنه يجيء فيه الخلف
المذكور في المبادرة ولو رمى أحدهما والشرط المبادرة
في المثال المذكور خمسين وأصاب عشرة ورمى الخر
تسعة وأربعين وأصاب تسعة فالول ليس بناضل بل يرمي
الخر سهما آخر فإن أصاب فقد تساويا وإل فقد ثابت
الستحقاق للول ولو أصاب الول من خمسين عشرة
والخر من تسعة وأربعين ثامانية فالول ناضل لن الخر
وإن أصاب في رميته الباقية ل يساوي الول ويظهر
بالصورتين أن الستحقاق ل يحصل بمجرد المبادرة إلى
العدد المذكور بل يشترط مع البتدار مساواتهما في عدد
الرشاق أو عجز الثاني من المساواة في الصابة وإن
ساواه في عدد الرشاق ولو خلص لحدهما في المحاطة
عشرة من خمسين ورمى الخر تسعة واربعين ولم يصب
في شىء منها فله أن يرمي سهما آخر فلعله يصيب فيه
فيمنع خلوص عشر إصابات للول
فرع إذا قال رجأل لرام ارم خمسة عني وخمسة عن نفسك
فإن أو كان الصواب فيها أكثر فلك كذا أو قال
____________________
) (10/379
ارم عشرة واحدة عنك وواحدة عني فإن كانت إصابتك فيما
رميت عنك أكثر فلك كذا لم يجز نص عليه في الم لن
المناضلة عقد فل يكون إل بين نفسين كالبيع وغيره ولنه
قد يجتهد في حق نفسه دون صاحبه ولو قال ارم عشرة
فإن كان صوابك منها أكثر فلك كذا فظاهر ما نقله المزني
أنه ل يجوز وأشار في تعليله بأنه يناضل نفسه فوافقه
طائفة من الصحاب وخالفه الجمهور وقالوا هو جأائز وحكوه
عن نصه في الم وعللوه بأنه بذل المال على عوض معلوم
وله فيه غرض ظاهر وهو تحريضه على الرمي ومشاهدة
رميه قالوا وليس هو بنضال بل هو جأعالة ثام من هؤلء من
غلط المزني في الحكم والتعليل ومنهم من تأوله على ما لو
قال ارم كذا فإن كان صوابك أكثر فقد نضلتني فهذا ل يجوز
لن النضال إنما يكون بين اثانين فإن قلنا بالجواز فرمى
ستة وأصابها كلها فقد ثابت استحقاقه وللشارط أن يكلفه
استكمال العشرة على المذهب لنه علق الستحقاق بعشرة
إصابتها أكثر ولو قال لمتراميين ارميا عشرة فمن أصاب
منكما خمسة فله كذا جأاز ولو قال رجأل لخر نرمي عشرة
فإن أصبت في خمستك فلك كذا وإن أصبت أنا فل شىء لي
عليك جأاز أيضا وإن قال وإن أصبت في خمستي فلي عليك
كذا لم يجز إل بمحلل ولو قال أرم سهما فإن أصبت فلك كذا
وإن أخطأت فعليك كذا فهو قمار
فرع لو كانوا يتناضلون فمر بهم رجأل فقال لمن انتهت
النوبة إليه وهو يريد الرمي ارم فإن أصبت بهذا السهم فلك
دينار نص الشافعي رحمه الله أنه إذا أصاب استحق الدينار
وتكون تلك
____________________
) (10/380
الصابة محسوبة من معاملته التي هو فيها قال الصحاب
قياسا على هذا لو كان يناضل رجأل والمشروط عشر قرعات
فشرط أن يناضل بها ثاانيا ثام ثاالثا إلى غير ضبط وإذا فاز بها
كان ناضل لهم جأميعا جأاز قال المام هذا دليل على انقطاع
هذه المعاملة عن مضاهاة الجأارة لنها لو كانت مثلها لما
استحق بعمل واحد مالين عن جأهتين وسبب استحقاق المال
فيها الشرط ل رجأوع العمل إلى الشارط
المسألة الرابعة اختلفوا في تفسير الحابي فقيل هو
السهم الذي يقع بين يدي الغرض ثام يزحف إليه فيصيبه من
قولهم حبا الصبي وهو كالمزدلف إل أن الحابي أضعف
حركة منه وقيل هو الذي يصيب الهدف حوالي الغرض وقيل
هو القريب من الهدف كأن صاحبه يحابي ول يريد إصابة
الهدف ويروى هذا التفسير عن الربيع ولم يجعل كثير من
الصحاب الحوابي صفة السهام لكن قالوا الرمي ثالثاة
المبادرة والمحاطة والحوابي وهو أن يرميا على أن يسقط
القرب والسد البعد إذا ثابت هذا فلو شرطوا احتساب
القريب من الغرض نظر إن ذكروا حد القرب من ذراع أو
أقل أو أكثر جأاز وصار الحد المضبوط كالغرض وصار الشن
في وسطه كالدارة وإن لم يذكروا حد القرب فإن كان هناك
للرماة عادة مطردة حمل العقد عليها كما تحمل الدراهم
المطلقة على النقد الغالب وإن لم تكن عادة مطردة
فوجأهان أصحهما بطلن العقد للجهالة والثاني الصحة فعلى
هذا وجأهان أحدهما يحمل على أن القرب يسقط البعد
كيف كان والثاني يحمل على إسقاط البعيد أو القرب للبعد
أما إذا قال يرمي عشرين رشقا على أن يسقط القرب
البعد فمن فضل له خمسة فهو ناضل فهو صحيح والشرط
متبع وعن الحاوي ما يشير إلى خلفه والمذهب الول لنه
ضرب من الرمي معتاد للرماة وهو
____________________
) (10/381
ضرب من المحاطة وحينئذ فإن تساوت السهام في القرب
والبعد فل ناضل ول منضول وكذا لو تساوى سهمان في
القرب أحدهما لهذا والخر للخر وكان باقي السهام أبعد
ومهما كان بين سهم أحدهما وبين الغرض قدر شبر وبين
سهم الخر والغرض دون شبر أسقط الثاني الول فإن رمى
الول بعد ذلك فوقع أقرب أسقط ما رماه الثاني ولو وقع
سهم أحدهما قريبا من الغرض ورمى الخر خمسة فوقعت
أبعد من ذلك السهم ثام عاد الول فرمى سهما فوقع أبعد
من الخمسة سقط هذا السهم بالخمسة وسقطت الخمسة
بالول ولو رمى أحدهما خمسة فوقعت قريبة من الغرض
وبعضها أقرب من بعض ثام رمى الثاني خمسة فوقعت أبعد
من خمسة الول سقطت خمسة الثاني بخمسة الول ول
يسقط من خمسة الول شىء وإن تفاوتت في القرب لن
قريب كل واحد يسقط بعيد الخر ول يسقط بعد نفسه هذا
هو الصحيح المنصوص وبه قطع الجمهور وقيل يسقط بعيد
نفسه كما يسقط بعيد غيره ولو وقع سهم أحدهما بقرب
الغرض وأصاب سهم الخر الغرض فالمنقول أن الثاني
يسقط الول كما يسقط القرب البعد ولك أن تقول وإن
كان الشرط أن السد أو الصوب يسقط غيره وأن القرب
يسقط البعد على معنى القرب إلى الصواب فهذا صحيح
وإن كان الشرط الول أن القرب إلى الغرض يسقط البعد
عنه فينبغي أن يتساويا ولو أصاب أحدهما الرقعة في وسط
الغرض والخر الغرض خارج الرقعة أو أصابا خارج الرقعة
وأحدهما أقرب إليها فقد حكى الشافعي رحمه الله عن
بعض الرماة أن الذي أصاب الرقعة أو كان أقرب إليها
يسقط الخر قال والقياس عندي أنهما سواء وإنما يسقط
القريب البعيد إذا كانا خارجأين عن الشن وفي هذا تأكيد لما
استدركناه وعد صاحب
____________________
) (10/382
الحاوي المذهبين وجأهين ونقل الشافعي رحمه الله عن
بعض الرماة أنه قال القريب الذي يسقط البعيد هو الساقط
وهو السهم الذي يقع بين يدي الغرض والعاضد وهو الذي
يقع في اليمين أو اليسار دون الخارج وهو الذي يتجاوزه
ويقع فوقه قال الشافعي والقياس أنه ل فرق لوقوع اسم
القريب من الغرض فالعتبار بموضع ثابوت السهم
واستقراره ل بحالة المرور حتى لو قرب مروره من الغرض
ووقع بعيدا منه لم يحتسب به إل إذا شرط اعتبار حالة
المرور ولو شرطا أن ما أصاب القرطاس أسقط ما وقع
حواليه فقد حكى المام والغزالي في صحته قولين حكياهما
عن نقل العراقيين ووجأه المنع بأنه تعسر إصابة الوسط
وقد يصيبه الخرق اتفاقا وهذا النقل ل يكاد يوجأد في كتب
الصحاب والمفهوم من كلمهم القطع باتباع الشرط
الخامسة النكبات هي التي تطرأ عند الرمي وتهوشه وذلك
يعم شرط القرع والخسق وغيرهما والصل أن السهم متى
وقع مباعدا تباعدا مفرطا إما مقصرا عن الغرض وإما
مجاوزا له نظر إن كان ذلك لسوء الرمي حسب على الرامي
ول يرد إليه السهم ليرمي به وإن كان لنكبة عرضت أو خلل
في آلة الرمي بغير تقصير من الرامي فذلك السهم غير
محسوب عليه ويوضح هذا الصل بصور إحداها إذا عرض في
مرور السهم إنسان أو بهيمة فمنع السهم أو القوس إن
كان لتقصيره وسوء رميه حسب عليه وإن الرمية عليه
فيعيدها لنه معذور ولو انقطع الوتر أو انكسر السهم أو
القوس إن كان تقصيره وسوء رميه حسب عليه وإن كان
لضعف اللة وغيره ل لتقصيره وإساءته لم تحسب كما لو
حدثا في يده علة أو ريح وقيل إن وقع السهم عند هذه
العوارض قريبا من الغرض حسب عليه حكاه المام عن أبي
إسحق وقيل
____________________
) (10/383
إن وقع السهم مجاوزا للغرض حسب عليه لن المجاوزة
تدل على أن العارض لم يؤثار وإنما هو لساءته والول هو
الصحيح المنصوص لن الخلل يؤثار تارة في التقصير وتارة
في السراف فإن قلنا تحسب عليه فلو أصاب حسب له وإن
قلنا بالمنصوص إنه ل يحسب عليه فأصاب حسب له على
الصح لن الصابة مع النكبة تدل على جأودة الرمي ثام في
كتاب ابن كج أن النقطاع والنكسار إنما يؤثار حدوثاهما قبل
خروجأه من القوس وأما بعده فل أثار له وصور البغوي
انكسار السهم فيها إذا كان بعد خروجأه من القوس وجأعله
عذرا ولو انكسر السهم نصفين بل تقصير وأصاب أحد
نصفيه الغرض إصابة شديدة فثلثاة أوجأه أحدها ل تحسب
والثاني تحسب الصابة بالنصف العلى وهو الذي فيه
الفوق دون الذي فيه النصل والثالث وهو الصحيح وبه قطع
العراقيون والكثرون وهو المنصوص تحسب الصابة
بالنصف الذي فيه النصل دون العلى ولو أصاب بالنصفين
لم تحسب إصابتين وكذا لو رمى سهمين دفعة واحدة ذكره
ابن كج ولو حاد السهم عن سنن الهدف وخرج عن
السماطين حسب عليه لسوء رميه ولو رمى إلى غير الجهة
التي فيها الهدف فهذا اشتغال بغير النضال الذي تعاقدا
عليه فل يحسب عليه
الثانية كان في الغرض سهم فأصاب سهمه فوق ذلك
السهم نظر إن كان ذلك السهم تعلق به وبعضه خارج لم
يحسب له لنه ل يدري هل كان يبلغ الغرض لول هذا السهم
ول يحسب عليه أيضا لنه عرض دون الغرض عارض فإن
شقه وأصاب الغرض حسب وقد يجىء فيه الخلف السابق
في البهيمة فإن كان ذلك السهم قد غرق فيه حسب إصابة
وإن كان الشرط الخسق لم يحسب له ول عليه لنه ل يدري
هل كان بخسق أم ل وينبغي أن
____________________
) (10/384
ينظر إلى ثابوته فيه وتقاس صلبة ذلك السهم بصلبة
الغرض كما سبق نظيره ولو أغرق الرامي وبالغ في المد
حتى دخل النصل مقبض القوس ووقع السهم عنده فالنص
إلحاقه بانكسار القوس وانقطاع الوتر ونحوهما لن سوء
الرمي أن يصيب غير ما قصده ولم يوجأد هذا هنا وعن
صاحب الحاوي أنه يحسب عليه وقال ابن القطان إن بلغ
مدى الغرض حسب عليه وإل فل
الثالثة الريح اللينة ل تؤثار حتى لو رمى زائل عن المسامتة
فردته الريح اللينة أو رميا ضعيفا فقوته فأصاب حسب له
وإن صرفته عن السمت بعض الصرف فأخطأ حسب عليه
لن الجو ل يخلو عن الريح اللينة غالبا ويضعف تأثايرها في
السهم مع سرعة مروره وقيل يمنع الحتساب له وعليه
وقيل يمنع الحتساب عليه والصحيح الول ولو كانت الريح
عاصفة واقترنت بابتداء الرمي فوجأهان أحدهما وهو ظاهر
النص وبه أجأاب المام والغزالي ل يؤثار لن ابتداء الرمي
والريح عاصفة تقصير ولن للرماة حذقا في الرمي وقت
هبوب الريح ليصيبوا فإذا أخطأ فقد ترك ذلك وظهر سوء
رميه وأصحهما وهو قول ابن سلمة وبه قطع العراقيون
وغيرهم ل يحسب له إن أصاب لقوة تأثايرها ولهذا يجوز لكل
واحد ترك الرمي إلى أن تركد بخلف اللينة ولو هجم هبوب
العاصفة بعد خروج السهم من القوس فمقتضى الترتيب أن
يقال إن قلنا اقترانها مؤثار فهبوبها أولى وإل فوجأهان
أحدهما أنها كالنكبات العارضة والثاني المنع لن الجو ل
يخلو عن الريح
____________________
) (10/385
ولو فتح هذا الباب لتعلق به المخطئون وطال النزاع
والمذهب أنه إن أخطأ في الهجوم ل يحسب عليه وإن أصاب
فهل يحسب له فيه الخلف في السهم المزدلف وقال
الشيخ أبو إسحق عندي أنه ل يحسب له قطعا لنا ل نعلم أنه
أصاب برميه ولو هبت ريح نقلت الغرض إلى موضع آخر
فأصاب السهم الموضع المنتقل عنه حسب له إن كان
الشرط الصابة على الصحيح وإن كان الخسق نسبت صلبة
الموضع بصلبة الغرض ولو أصاب الغرض في الموضع
المنتقل إليه حسب عليه ل له ولو أزالت الريح الغرض حتى
استقل السهم فأصابه السهم قال ابن كج ل يحسب له
الفصل الثاني في حكم المناضلة جأوازا ولزوما وفي كونها
لزمة أو جأائزة قولن كما سبق في المسابقة فإن قلنا تلزم
انفسخت بموت أحدهما كالجأير المعين ولو مرض أحدهما أو
أصابه رمد ونحوه لم ينفسخ العقد بل يؤخر الرمي وفي
المسابقة يحصل النفساخ بموت الفرس لن التعويل عليه
ول يحصل بموت الفارس بل يقوم الوارثا مقامه وقيل فيه
احتمال لن للفارس أثارا ظاهرا وإلزام الوارثا على
المسابقة كالمستبعد ول يجوز لها إلحاق زيادة في عدد
الرشاق ول عدد الصابات وطريقهما إن أرادا ذلك أن
يفسخا العقد ويستأنفا عقدا وليس للمناضل أن يترك
النضال ويجلس بل يلزم به كمن استؤجأر لخياطة ونحوها
ويحبس على ذلك ويعزر هذا إذا كان مفضول أو كان له
الفضل
____________________
) (10/386
ولكن توقع صاحبه أن يدركه فيساويه أو يفضله أما إذا لم
يتوقع الدراك بأن شرطا إصابة خمسة من عشرين فأصاب
أحدهما خمسة والخر واحدا ولم يبق لكل واحد إل رميتان
فلصاحب الخمسة أن يجلس ويترك الباقي هذا تفريع قول
اللزوم أما إذا قلنا بالجواز فتتفرع عليه مسألتان إحداهما
تجوز الزيادة في عدد الرشاق والصابات وفي المال
بالتراضي وفي الجميع وجأه ليس بشىء وهل يستبد أحدهما
بالزيادة ثالثاة أوجأه أصحها نعم لجواز العقد فإن لم يرض
صاحبه فليفسخ والثاني ل إذ ل بد في العقد من القبول
والثالث يجوز اللحاق للفاضل والمساوي دون المفضول
لئل يتخذ المفضول ذلك ذريعة إلى إبطال النضال ومتى
يصير مفضول وجأهان أحدهما متى زاد صاحبه بإصابة واحدة
وأصحهما ل تكفي إصابة وإصابتان بل ل يصير مفضول إل إذا
قرب صاحبه من الفوز
واعلم أن الوجأه المذكور في أنه ل يجوز إلحاق الزيادة
والنقص بالتراضي والوجأه الخر في أنه ليس لحدهما
الستبداد يطردان في المسابقة وإن لم يذكرهما هناك
وفي الجعالة إذا زاد الجاعل في العمل كان متهما
كالمفضول ففي زيادته الخلف فإن لم تلحق الزيادة بها
فذاك وإن ألحقناها وقد عمل العامل بعض العمل ولم يرض
بالزيادة فسخ العقد قال المام والوجأه أن تثبت له أجأرة
المثل لن الترك بسبب الزيادة بخلف ما إذا ترك في أثاناء
العمل بل عذر فإنه ل يستحق شيئا
____________________
) (10/387
المسألة الثانية يجوز لكل منهما على هذا القول تأخير
الرمي والعراض عنه من غير فسخ وكذا الفسخ إذا لم يكن
المعرض مفضول متهما فإن كان فهل له أن يجلس ويترك
النضال وجأهان كما ذكرنا في المسابقة قال المام وفي
جأواز فسخه الخلف المذكور في الزيادة ويفضي المر إذا
فرقنا بين المفضول وغيره إلى أن الحكم بأن العقد جأائز
مطلقا مقصور على ما إذا لم يصر أحدهما مفضول فإن صار
لزم في حقه وبقي الجواز في حق الخر وهذا الخلف في
نفوذ فسخ المفضول طرد في فسخ الجاعل الجعالة بعدما
عمل العامل بعض العمل وكانت حصة عمله من المسمى
تزيد على أجأرة المثل ولو شرطا في العقد أن لكل واحد أن
يجلس ويترك الرمي إن شاء فسد العقد إن قلنا بلزومه وكذا
إن قلنا بجوازه وقلنا ليس للمفضول الترك وإن قلنا له ذلك
لم يضر شرطه لنه مقتضى العقد
ولو شرطا أن المسبق إن جألس كان عليه السبق فهو فاسد
على القولين لن السبق إنما يشرع في العمل ولو تناضل
ففضل أحدهما الخر بإصابات فقال المفضول حط فضلك
ولك علي كذا لم يجز على القولين سواء جأوزنا إلحاق
الزيادة أم ل لن حط الفضل ل يقابل بمال
فصل في مسائل منثورة تتعلق بالمناضلة والمسابقة لو
كان أحد الراميين إذا أخطأ منع منه ولو كلم أحدهما
____________________
) (10/388
رجأل قيل له أجأب جأوابا وسطا ول تطول ول تحبس القوم
ولو تعلل بعدما رمى صاحبه بمسح القوس والوتر وأخذ
النبل بعد النبل والنظر فيه قيل له ارم ل مستعجل ول
متباطئا ولو شرطا أن تحسب لحدهما الصابة الواحدة
الصابتين أو يحط من إصاباته شىء أو أنه إن أخطأ رد عليه
سهم أو سهمان ليعيد رميهما أو أن يكون في يد أحدهما من
النبل أكثر مما في يد الخر لم يجز لن هذه المعاملة مبينة
على التساوي ول يجوز أن يشرط خاسق أحدهما خاسقين
ولو كان الشرط الحوابي فشرطا أن يحسب الخاسق حابيين
جأاز نص عليه في الم لن الخاسق يختص بالصابة والثبوت
فجاز أن تجعل تلك الزيادة مقام حاب وقيل فيهما جأميعا
قولن ولو تناضل فرميا بعض الرشاق ثام مل فقال أحدهما
للخر ارم فإن أصبت فقد نضلتني أو قال أرمي أنا فإن
أصبت هذه الواحدة فقد نضلتك لم يجز لن الناضل من
ساوى صاحبه في عدد الرشاق وفضله في الصابة ولو
تناضل أو تسابقا وأخرج السبق أحدهما فقال أجأنبي
شاركني فيه فإن غنمت أخذت معك ما أخرجأته وإن غرمت
غرمت معك لم يجز وكذا لو أخرجأاه وبينهما محلل فقال
أجأنبي ذلك لحدهما
ولو عقد المناضلة في الصحة ودفع المال في مرض الموت
فهو من رأس المال إن جأعلناها إجأارة وإن قلنا جأعالة
فوجأهان ولو ابتدأ العقد في المرض فيحتمل أن يحسب من
الثلث ويحتمل أن يبنى على القولين ذكره في البحر
قلت الصح أو الصواب القطع بأنه من رأس المال في
الصورتين سواء قلنا إجأارة أو جأعالة لنه ليس بتبرع ول
محاباة فيه فإذا كان
____________________
) (10/389
ما يصرفه في ملذ شهواته من طعام وشراب ونكاح وغيره
مما ل ضرورة له إليه ول ندبه الشرع إليه محسوبا من رأس
المال فالمسابقة التي ندب الشرع إليها ويحتاج إلى تعلمها
أولى لكن هذا فيما إذا سابق بعوض المثل في العادة فإن
زاد فالزيادة تبرع من الثلث
والله أعلم
وفي البحر أن الولي ليس له صرف مال الصبي في
المسابقة والمناضلة ليتعلم وأن السبق الذي يلتزمه
المتناضلن يجوز أن يكون عندهما ويجوز وضعه عند عدل
يثقان به وهو أحوط وأبعد عن النزاع وأنهما لو تنازعا فقال
أحدهما يترك السبق عندنا وقال الخر بل عند عدل فإن كان
دينا أجأيب الول وإن كان عينا فالثاني وأنه لو قال أحدهما
نضعه عند زيد وقال الخر عند عمرو اختار الحاكم أمينا وهل
يتعين أحد المينين المتنازع فيهما أم له أن يختار غيرهما
وجأهان وأنه ل أجأرة للمين إل إذا اطرد العرف بأجأرة له
فوجأهان وفيه أن المحلل ينبغي أن يجري فرسه بين فرسي
المتسابقين فإن لم يتوسطهما وأجأرى بجنب أحدهما جأاز
إن تراضيا به وأنه لو رضي أحدهما بعدوله عن الوسط ولم
يرض الخر لزمه التوسط وأنهما لو رضيا بترك توسطه
وقال أحدهما يكون عن اليمين وقال الخر عن اليسار لزم
التوسط وأنه لو تنازع المتسابقان في اليمين واليسار أقرع
قال قش الشافعي قش رحمه الله في المختصر ل بأس أن
يصلي متنكبا للقوس والقرن إل أن يتحركا عليه حركة
تشغله فأكرهه ويجزئه والتنكب التقلد والقرن بفتح القاف
والراء هو الجعبة المشقوقة ول بد من طهارة ذلك ول
____________________
) (10/390
يجلب على الفرس في السباق وهو أن يصيح به القوم ليزيد
عدوه ولكن يركضان بتحريك اللجام والستحثاثا بالسوط
وإذا وقف المتناضلن في الموقف فهل يحتاج من يرمي
إلى استئذان صاحبه قال ابن كج عادة الرماة الستئذان حتى
إن من رمى بل استئذان ل يحسب ما رماه أصاب أم أخطأ
ويجب اتباع عرفهم فيه وقال ابن القطان يحسب ول حاجأة
إلى الستئذان
وبالله التوفيق
____________________
) (10/391
الثالثة كتاب اليمان
فيه ثالثاة أبواب الول في نفس اليمين وللئمة عبارات في
حقيقة اليمين أجأودها وأصوبها عن النتقاض والعتراض
عبارة البغوي قال اليمين تحقيق المر أو توكيده بذكر اسم
الله تعالى أو صفة من صفاته
ويتعلق بالضبط مسائل إحداها تنعقد اليمين على المستقبل
والماضي فإن حلف على ماض كاذبا وهو عالم فهو اليمين
الغموس سميت غموسا لنها تغمس صاحبها في الثام أو
في النار وهي من الكبائر وتتعلق بها الكفارة
فإن كان جأاهل ففي وجأوب الكفارة القولن فيمن فعل
المحلوف عليه ناسيا
الثانية من سبق لسانه إلى لفظ اليمين بل قصد كقوله في
حالة غضب أو لجاج أو عجلة أوصلة كلم ل والله وبلى والله
ل تنعقد يمينه ول يتعلق به كفارة
ولو كان يحلف على شىء فسبق لسانه إلى غيره
فكذلك
وهذا كله يسمى لغو اليمين
وإذا حلف وقال لم أقصد اليمين صدق وفي الطلق والعتاق
واليلء ل يصدق في الظاهر لتعلق حق الغير به
قال المام في الفرق جأرت العادة بإجأراء ألفاظ اليمين بل
قصد بخلف الطلق والعتاق فدعواه فيها تخالف الظاهر فل
يقبل
قال فلو اقترن باليمين ما يدل على القصد لم يقبل قوله
على خلف الظاهر
____________________
) (11/3
الثالثة إذا قال غيره اسألك بالله أو أقسم عليك بالله أو
أقسمت عليك بالله لتفعلن كذا فان قصد به الشفاعة أو
قصد عقد اليمين للمخاطب فليس بيمين في حق واحد
منهما وإن قصد عقد اليمين لنفسه كان يمينا على الصحيح
كأنه قال أسألك ثام حلف
وقال ابن أبي هريرة ليس بيمين وهو ضعيف
ويستحب للمخاطب إبراره فإن لم يفعل وحنث الحالف لزمه
الكفارة وإن أطلق ولم يقصد شيئا يحمل على الشفاعة
قلت يسن إبرار المقسم كما ذكر للحديث الصحيح فيه وهذا
إذا لم يكن في البرار مفسدة بأن تضمن ارتكاب محرم أو
مكروه
ويكره السؤال بوجأه الله ورد من سأل به للحديث المعروف
فيهما
والله أعلم
الرابع يجوز تعقيب اليمين بالستثناء وهو قوله إن شاء الله
تعالى فإن عقب لم يحنث بالفعل المحلوف عليه ول كفارة
وهل نقول انعقدت اليمين وجأهان أحدهما نعم لكن المشيئة
مجهولة فل يحنث نقله الروياني والثاني
تم إعداد هذا الملف آليا بواسطة المكتبة الشاملة
روضة الطالبين وعمدة المفتين
النووي
سنة الولدة /سنة الوفاة
تحقيق
الناشر المكتب السلمي
سنة النشر 1405
مكان النشر بيروت
عدد الجأزاء 12
السبق ل يجوز ولن القرعة ل مدخل لها في العقود ولهذا ل
تجوز المناضلة على تعين من خرجأت القرعة عليهم وقال
المام ل بأس به لن القرعة بعد تعديل الحصص والقساط
معهودة والذي قطع به صاحبا المهذب و التهذيب وغيرهما
المنع ونص في الم أنهما لو تناضل على أن يختار كل واحد
ثالثاة ولم يسمهم لم يجز وأنه يشترط كل واحد من يرمي
معه بأن يكون حاضرا أو غائبا يعرفه واحتج القاضي أبو
الطيب بظاهره أنه تكفي معرفة الزعيمين ول يعتبر أن
يعرف الصحاب بعضهم بعضا وابتداء أحد الحزبين بالرمي
كابتداء أحد الشخصين ول يجوز أن يشرطا أنه يتقدم من هذا
الحزب فلن ويقابله من الحزب الخر فلن ثام فلن لن
تدبير كل حزب إلى زعيمهم وليس للخر مشاركته فيه
فروع ثالثاة أحدها حضرهم غريب فاختاره أحد الزعيمين
وظنه يجيد الرمي فبان خلفه نظر إن لم يحسن الرمي أصل
بطل العقد فيه وسقط من الحزب الخر واحد بإزائه وهل
يبطل العقد في الباقي فيه قول تفريق الصفقة وقيل
يبطل قطعا فإن قلنا ل يبطل فللحزبين خيار الفسخ
للتبعيض فإن أجأازوا و تنازعوا في تعيين من يجعل في
مقابلته فسخ العقد لتعذر إمضائه وإن بان أنه ضعيف الرمي
أو قليل الضابة فل فسخ لصحابه ولو بان فوق ما ظنوه فل
فسخ للحزب الخر هكذا أطلقوه وينبغي أن يكون فيه
الخلف السابق في أنه هل يشترط كون المتناضلين
متدانيين وقد يستدل بإلقهم على أن الصح أنه ل بأس بهذا
التفاوت وذكر الشيخ أبو محمد أن من فوائد المسألة أن
المجهول الذي لم يختبر يجوز إدخاله في رجأال المناضلة
قال وكان ل يبعد منعه للجهالة العظيمة لكن نص
____________________
) (10/372
الشافعي رحمه الله على جأوازه فلو تناضل غريبان ل يعرف
واحد منهما صاحبه حكم بصحة العقد فإن بان أنهما أو
أحدهما ل يحسن الرمي بطل العقد وإن بان أن أحدهما
أخرق ل يقاوم الخر ففي تبين بطلن العقد الوجأهان
السابقان فيما لو عاقد فاضل أخرق
الفرع الثاني يشترط استواء الحزبين في عدد الرشاق
والصابات وأما عدد الحزبين والحزاب فوجأهان أحدهما وبه
قطع المام والغرض ل يشترط بل يجوز أن يكون جأحد
الحزبين ثالثاة والثاني أربعة والرشاق مائة على كل حزب
وأن يرامي رجأل رجألين أو ثالثاة فيرمي هو ثالثاة وكل واحد
منهم واحدا والثاني وبه قطع صاحبا المهذب و التهذيب
وغيرهما يشترط لن به يحصل الحذق فعلى هذا يشترط
كون عدد الرشاق تنقسم صحيحا على الحزاب فإن كانوا
ثالثاة أحزاب فليكن للرشاق ثالث صحيح وإن كانوا أربعة
فربع صحيح
الثالث من التزم السبق من الزعيمين لزمه ول يلزم أصحابه
إل أن يلتزموا معه أو يأذنوا له أن يلتزم عنهم وحينئذ يوزع
على عدد الرؤوس وإذا فضل أحد الحزبين فهل يوزع المال
على عدد رؤوسهم أم على عدد الصابات وجأهان الصحيح
الول ومنهم من قطع به فإن قلنا بالصابات فمن لم يصب
ل شىء له هذا إذا أطلقوا العقد فإن شرطوا أن يقتسموا
على الصابة فالشرط متبع وفيه احتمال للمام
الشرط السادس تعيين الموقف وتساوي المتناضلين فيه
فلو شرط كون موقف أحدهما أقرب لم يجز ولو قدم
أحدهما أحد قدميه عند الرمي فل بأس وإذا وقف الرماة
صفا فالواقف في
____________________
) (10/373
الوسط أقرب إلى الغرض لكن هذا التفاوت محتمل بالتفاق
ولم يشترط أحد تناوب الرماة على الموقف للمشقة في
النتقال وقد نص في الم أن عادة الرماة أن الرامي الثاني
قد يتقدم على الول بخطوة أو خطوتين أو ثالثا قال
الصحاب إن لم تطرد هذه العادة بل كانوا يفعلونها تارة
دون تارة لم تعتبر وإل فوجأهان فإن اعتبرت ولم تختلف
العادة في عدد القدام روعي ذلك وإن اختلفت اعتبر القل
فرع تنافسوا في الوقوف في وسط الصف قال المام
والغزالي هو كالتنافس في البتداء والذي قطع به الجمهور
أن الختيار لمن له البتداء فمن استحق البتداء بشرط أو
غيره يختار المكان فيقف في مقابلته أو تيامنا أو متياسرا
كيف شاء وليحمل ما ذكره المام عليه وإذا وقف وقف الخر
بجنبه يمينا أو شمال فإن لم يرض إل بأن يقف عند الرمي
في موقف الول فهل له أن يزيله عن موقفه وجأهان ولو
رميا بين غرضين فانتهيا إلى الغرض الثاني فالثاني كالول
يقف حيث شاء فإن كانوا ثالثاة قال أبو إسحق يقرع بين
الخرين عند الغرض الثاني فمن خرجأت له القرعة وقف
حيث شاء ثام إذا عادوا إلى الغرض الول بدأ الثالث بل قرعة
ويقف حيث شاء وحكي قول آخر أنهما حيث تنازعا في
الموقف يحملن على عادة الرماة إن كان لهم في ذلك عادة
مستمرة
فرع لو رضوا بعد العقد بتقدم واحد نظر إن تقدم بقدر يسير
كان أكثر فل ولو تأخر واحد برضى الخرين لم يجز على
الصح ولو اتفقوا على تقدم الجميع أو تأخرهم أو تعيين عدد
____________________
) (10/374
الرشاق بالزيادة والنقص بني على أن المسابقة والمناضلة
جأائزتان أم لزمتان
فرع لو قال أحدهما ينصب الغرض بحيث يستقبل الشمس
وقال الخر بل يستدبرها أجأيب الثاني لنه أصلح للرمي
الطرف الثاني في أحكام المناضلة وفيه فصلن أحدهما
فيما يتعلق به استحقاق المال وفيه مسائل إحداها إذا شرط
في العقد الصابة أو القرع لم يشترط التأثاير بالخدش
والخرق ول يضر فيحسب ما أصاب وارتد بل تأثاير وما أثار
بخسق وغيره ولو كان الشن باليا فأصاب موضع الخرق منه
حسب ذكره البغوي وقد يجىء فيه وجأه لنه لم يصب الغرض
ثام يحتاج إلى معرفة ما يصاب وما يصيب به أما الول فإن
ذكر إصابة الغرض حسب ما أصاب الجلد والجريد وهو الدائر
على الشن والعروة وهي السير أو الخيط المشدود به الشن
على الجريد فكل ذلك الغرض وفيما يعلق به الغرض قولن
أظهرهما وأشهرهما أنه ليس من الغرض فإن ذكر إصابة
الشن لم تحسب إصابة الجريد والعروة وإن ذكرا إصابة
الخاصرة وهي يمين الغرض أو يساره لم تحسب إصابة
غيرهما وأما ما يصيب من السهم فل تحسب الصابة بفوق
السهم وعرضه لنها تدل على سوء الرمي وتحسب هذه
الرمية عليه من العدد وقيل إذا أصاب بالفوق ل تحسب عليه
وهو شاذ وإن كان الستحقاق معلقا بإصابة مقيدة
____________________
) (10/375
كالخسق وغيره فالحكم فيما يصاب ويصاب به كما ذكرنا ل
يختلف ولو اصطدم السهم بجدار أو شجرة ونحو ذلك ثام
أصاب الغرض أو اصطدم بالرض ثام ازدلف وأصاب الغرض
حسب له على الصح عند العراقيين والكثرين وقيل ل
يحسب وقال أبو إسحق إن أعانته الصدمة وزادته حدة لم
يحسب وإل فيحسب وإن ازدلف ولم يصب الغرض حسب
عليه على الصح
المسألة الثانية إذا شرط الخسق فأصاب السهم الغرض
وثاقبه وتعلق النصل به وثابت فهو خسق ول يضر سقوطه
بعد ما ثابت كما لو نزعه غيره وإن خدشه ولم يثقبه فليس
بخاسق وإن ثاقبه ولم يثبت فقولن ويقال وجأهان اظهرهما
ليس بخاسق لما سبق في تفسير الخسق ولو ثاقب ومرق
فهو خاسق على المذهب والمنصوص وقيل قولن ولو
أصاب السهم طرف الغرض فخرمه وثابت هناك فهل يحسب
خاسقا قولن أظهرهما نعم وفي موضع القولين طرق
أصحها أنهما فيما إذا كان بعض جأرم النصل خارجأا فإن كان
كله داخل فهو خاسق قطعا والثاني أنه إن كان بعضه خارجأا
فليس بخاسق قطعا وإنما القولن إذا بقيت طفية أو جأليدة
تحيط بالنصل والطفية الواحدة من الخوص والثالث أنه إن
أبان من الطرف قطعة لو لم يبنها لكان الغرض محيطا
بالنصل فهو خاسق قطعا والقولن فيما إذا خرم الطرف ل
على هذا الوجأه والراجأع أنه إن خرم الطرف فليس بخاسق
قطعا وإنما القولن إذا خرم شيئا من الوسط وثابت مكانه
وهذا أضعفها وقال القفال إن كان بين النصل والطرف
لكنه تشقق
____________________
) (10/376
فالخرم ليبوسة الشن ونحوها فهو خاسق ولو فرض ما
ذكرنا من إصابة الطرف والمشروط القرع أو الصابة دون
الخسق فطريقان أحدهما طرد القولين ولو وقع السهم في
ثاقبة قديمة وثابت فهل يحسب خاسقا وجأهان أحدهما ل لن
النصل صادف الثقب فلم يخسق وأصحهما نعم لن السهم
في قوته ما يخرق لو أصاب موضعا صحيحا ومقتضى هذا أن
ل يجعل خاسقا إذا لم تعرف قوة السهم ويوضحه أن
الشافعي رحمه الله قال لو أصاب موضع خرق في الغرض
وثابت في الهدف كان خاسقا فقال الصحاب أراد إذا كان
الهدف في قوة الغرض أو أصلب منه بأن كان من خشب أو
آجأر أو طين يابى فإن لم يكن بل كان ترابا أو طينا لينا لم
يحسب له ول عليه لنه ل يدري هل كان يثبت لو أصاب
موضعا صحيحا أم ل وفي الحاوي وجأه أنه ل يحسب خاسقا
وإن كان الهدف في قوة الغرض أما إذا خدش النصل موضع
الصابة وخرق بحيث يثبت فيه مثل هذا السهم لكنه رجأع
لغلظ لقيه من حصاة أو نواة فيحسب خاسفا على الظهر
وبه قطع البغوي وفي قول ل يحسب له ول عليه ولو اختلفا
فقال الرامي خسق لكن لم يثبت لغلظ لقيه وأنكر الخر
فإن كان فيه خروق ولم يعلم موضع الصابة فالقول قول
الخر لن الصل عدم الخسق والخدش وكذا الحكم لو عين
الرامي موضعا وقال هذا الخرق حصل بسهمي وأنكر صاحبه
ثام إن فتش الغرض فلم يوجأد فيه حصاة ول ما في معناها
لم يحلف وإن وجأد فيه مانع حلف وإذا حلف لم يحسب
للرامي وهل يحسب عليه وجأهان أصحهما ل وإن علم موضع
الصابة ولم يكن هناك مانع أو كان ولم يؤثار السهم فيه
بخدش وخرق صدق بل يمين وحسبت الرمية على الرامي
وإن قلنا الخرق بل ثابوت
____________________
) (10/377
خسق حسب خاسقا بل يمين وإل فل يحسب له ول يحسب
عليه أيضا على الصح ولو مرق سهم وثابت في الهدف
وعلى النصل قطعة من الغرض فقال الرامي هذه القطعة
أبانها سهمي لقوته وذهب بها فقال الخر بل كانت القطعة
مبانة قبله فتعلقت بالسهم فالقول قول الخر نص عليه
في الم لن الصل عدم الخسق قال الشيخ أبو حامد هذا إذا
لم نجعل الثبوت في الهدف كالثبوت في الغرض فإن جأعلناه
فل معنى لهذا الختلف
المسألة الثالثة إذا تناضل مبادرة وشرطا المال لمن سبق
إلى إصابة عشرة من مائة مثل فسبق أحدهما إلى الصابة
المشروطة قبل كمال عدد الرشاق بأن رمى كل واحد
منهما خمسين وأصاب أحدهما منها عشرة والخر دونها
فالول ناضل وقد استحق المال وهل يلزمه إتمام العمل
فيه طريقان المذهب وبه قطع الجمهور ل يلزم لنه تم
العمل الذي تعلق به الستحقاق فل يلزمه عمل آخر والثاني
فيه وجأهان حكاهما المام والغزالي ثاانيهما يلزمه لينتفع
صاحبه بمشاهدة رميه ويتعلم منه ولو تناضل محاطة
وشرطا المال لمن خلص له عشرة من مائة فرمى كل واحد
خمسين وأصاب أحدهما في خمسة عشر والخر في خمسة
فقد خلص للول عشرة هل يستحق بها المال أم يتوقف
الستحقاق على استكمال الرشاق وجأهان أحدهما يستحق
بها كالمبادرة والثاني وهو الصحيح ل يستحق لن
الستحقاق منوط بخلوص عشرة من مائة وقد يصيب الخر
فيما بقي ما يمنع خلوص عشرة للول بخلف المبادرة فإن
الصابة بعدها ل ترفع ابتدار الول إلى ذلك العدد فإن قلنا
بهذا وجأب إتمام الرشاق وإن قلنا بالول وأنه ل حط بعد
خلوص العدد المشروط
____________________
) (10/378
فهل للخر أن يكلفه إتمام العمل فيه الطريقان في
المبادرة ويجري الخلف في كل صورة يتوقع الخر منع
الول من خلوص المشروط أو نصله كما إذا شرطا خلوص
خمسة من عشرين فرمى كل واحد خمسة عشر وأصاب
أحدهما عشرة والخر ثالثاة لنهما إذا استكمل الرشاق فقد
يصيب الخر في الخمسة الباقية ول يصيب الول في شىء
منها فل يخلص له عشرة فلو كانت الصورة بحالها وأصاب
الول في عشرة من خمسة عشر ولم يصب الخر في شىء
منها فل يرجأو الخر منع الول من الخلوص فيثبت له
استحقاق المال في الحال قطعا قال البغوي وغيره ول
يلزمه إتمام الرشاق ول يشك أنه يجيء فيه الخلف
المذكور في المبادرة ولو رمى أحدهما والشرط المبادرة
في المثال المذكور خمسين وأصاب عشرة ورمى الخر
تسعة وأربعين وأصاب تسعة فالول ليس بناضل بل يرمي
الخر سهما آخر فإن أصاب فقد تساويا وإل فقد ثابت
الستحقاق للول ولو أصاب الول من خمسين عشرة
والخر من تسعة وأربعين ثامانية فالول ناضل لن الخر
وإن أصاب في رميته الباقية ل يساوي الول ويظهر
بالصورتين أن الستحقاق ل يحصل بمجرد المبادرة إلى
العدد المذكور بل يشترط مع البتدار مساواتهما في عدد
الرشاق أو عجز الثاني من المساواة في الصابة وإن
ساواه في عدد الرشاق ولو خلص لحدهما في المحاطة
عشرة من خمسين ورمى الخر تسعة واربعين ولم يصب
في شىء منها فله أن يرمي سهما آخر فلعله يصيب فيه
فيمنع خلوص عشر إصابات للول
فرع إذا قال رجأل لرام ارم خمسة عني وخمسة عن نفسك
فإن أو كان الصواب فيها أكثر فلك كذا أو قال
____________________
) (10/379
ارم عشرة واحدة عنك وواحدة عني فإن كانت إصابتك فيما
رميت عنك أكثر فلك كذا لم يجز نص عليه في الم لن
المناضلة عقد فل يكون إل بين نفسين كالبيع وغيره ولنه
قد يجتهد في حق نفسه دون صاحبه ولو قال ارم عشرة
فإن كان صوابك منها أكثر فلك كذا فظاهر ما نقله المزني
أنه ل يجوز وأشار في تعليله بأنه يناضل نفسه فوافقه
طائفة من الصحاب وخالفه الجمهور وقالوا هو جأائز وحكوه
عن نصه في الم وعللوه بأنه بذل المال على عوض معلوم
وله فيه غرض ظاهر وهو تحريضه على الرمي ومشاهدة
رميه قالوا وليس هو بنضال بل هو جأعالة ثام من هؤلء من
غلط المزني في الحكم والتعليل ومنهم من تأوله على ما لو
قال ارم كذا فإن كان صوابك أكثر فقد نضلتني فهذا ل يجوز
لن النضال إنما يكون بين اثانين فإن قلنا بالجواز فرمى
ستة وأصابها كلها فقد ثابت استحقاقه وللشارط أن يكلفه
استكمال العشرة على المذهب لنه علق الستحقاق بعشرة
إصابتها أكثر ولو قال لمتراميين ارميا عشرة فمن أصاب
منكما خمسة فله كذا جأاز ولو قال رجأل لخر نرمي عشرة
فإن أصبت في خمستك فلك كذا وإن أصبت أنا فل شىء لي
عليك جأاز أيضا وإن قال وإن أصبت في خمستي فلي عليك
كذا لم يجز إل بمحلل ولو قال أرم سهما فإن أصبت فلك كذا
وإن أخطأت فعليك كذا فهو قمار
فرع لو كانوا يتناضلون فمر بهم رجأل فقال لمن انتهت
النوبة إليه وهو يريد الرمي ارم فإن أصبت بهذا السهم فلك
دينار نص الشافعي رحمه الله أنه إذا أصاب استحق الدينار
وتكون تلك
____________________
) (10/380
الصابة محسوبة من معاملته التي هو فيها قال الصحاب
قياسا على هذا لو كان يناضل رجأل والمشروط عشر قرعات
فشرط أن يناضل بها ثاانيا ثام ثاالثا إلى غير ضبط وإذا فاز بها
كان ناضل لهم جأميعا جأاز قال المام هذا دليل على انقطاع
هذه المعاملة عن مضاهاة الجأارة لنها لو كانت مثلها لما
استحق بعمل واحد مالين عن جأهتين وسبب استحقاق المال
فيها الشرط ل رجأوع العمل إلى الشارط
المسألة الرابعة اختلفوا في تفسير الحابي فقيل هو
السهم الذي يقع بين يدي الغرض ثام يزحف إليه فيصيبه من
قولهم حبا الصبي وهو كالمزدلف إل أن الحابي أضعف
حركة منه وقيل هو الذي يصيب الهدف حوالي الغرض وقيل
هو القريب من الهدف كأن صاحبه يحابي ول يريد إصابة
الهدف ويروى هذا التفسير عن الربيع ولم يجعل كثير من
الصحاب الحوابي صفة السهام لكن قالوا الرمي ثالثاة
المبادرة والمحاطة والحوابي وهو أن يرميا على أن يسقط
القرب والسد البعد إذا ثابت هذا فلو شرطوا احتساب
القريب من الغرض نظر إن ذكروا حد القرب من ذراع أو
أقل أو أكثر جأاز وصار الحد المضبوط كالغرض وصار الشن
في وسطه كالدارة وإن لم يذكروا حد القرب فإن كان هناك
للرماة عادة مطردة حمل العقد عليها كما تحمل الدراهم
المطلقة على النقد الغالب وإن لم تكن عادة مطردة
فوجأهان أصحهما بطلن العقد للجهالة والثاني الصحة فعلى
هذا وجأهان أحدهما يحمل على أن القرب يسقط البعد
كيف كان والثاني يحمل على إسقاط البعيد أو القرب للبعد
أما إذا قال يرمي عشرين رشقا على أن يسقط القرب
البعد فمن فضل له خمسة فهو ناضل فهو صحيح والشرط
متبع وعن الحاوي ما يشير إلى خلفه والمذهب الول لنه
ضرب من الرمي معتاد للرماة وهو
____________________
) (10/381
ضرب من المحاطة وحينئذ فإن تساوت السهام في القرب
والبعد فل ناضل ول منضول وكذا لو تساوى سهمان في
القرب أحدهما لهذا والخر للخر وكان باقي السهام أبعد
ومهما كان بين سهم أحدهما وبين الغرض قدر شبر وبين
سهم الخر والغرض دون شبر أسقط الثاني الول فإن رمى
الول بعد ذلك فوقع أقرب أسقط ما رماه الثاني ولو وقع
سهم أحدهما قريبا من الغرض ورمى الخر خمسة فوقعت
أبعد من ذلك السهم ثام عاد الول فرمى سهما فوقع أبعد
من الخمسة سقط هذا السهم بالخمسة وسقطت الخمسة
بالول ولو رمى أحدهما خمسة فوقعت قريبة من الغرض
وبعضها أقرب من بعض ثام رمى الثاني خمسة فوقعت أبعد
من خمسة الول سقطت خمسة الثاني بخمسة الول ول
يسقط من خمسة الول شىء وإن تفاوتت في القرب لن
قريب كل واحد يسقط بعيد الخر ول يسقط بعد نفسه هذا
هو الصحيح المنصوص وبه قطع الجمهور وقيل يسقط بعيد
نفسه كما يسقط بعيد غيره ولو وقع سهم أحدهما بقرب
الغرض وأصاب سهم الخر الغرض فالمنقول أن الثاني
يسقط الول كما يسقط القرب البعد ولك أن تقول وإن
كان الشرط أن السد أو الصوب يسقط غيره وأن القرب
يسقط البعد على معنى القرب إلى الصواب فهذا صحيح
وإن كان الشرط الول أن القرب إلى الغرض يسقط البعد
عنه فينبغي أن يتساويا ولو أصاب أحدهما الرقعة في وسط
الغرض والخر الغرض خارج الرقعة أو أصابا خارج الرقعة
وأحدهما أقرب إليها فقد حكى الشافعي رحمه الله عن
بعض الرماة أن الذي أصاب الرقعة أو كان أقرب إليها
يسقط الخر قال والقياس عندي أنهما سواء وإنما يسقط
القريب البعيد إذا كانا خارجأين عن الشن وفي هذا تأكيد لما
استدركناه وعد صاحب
____________________
) (10/382
الحاوي المذهبين وجأهين ونقل الشافعي رحمه الله عن
بعض الرماة أنه قال القريب الذي يسقط البعيد هو الساقط
وهو السهم الذي يقع بين يدي الغرض والعاضد وهو الذي
يقع في اليمين أو اليسار دون الخارج وهو الذي يتجاوزه
ويقع فوقه قال الشافعي والقياس أنه ل فرق لوقوع اسم
القريب من الغرض فالعتبار بموضع ثابوت السهم
واستقراره ل بحالة المرور حتى لو قرب مروره من الغرض
ووقع بعيدا منه لم يحتسب به إل إذا شرط اعتبار حالة
المرور ولو شرطا أن ما أصاب القرطاس أسقط ما وقع
حواليه فقد حكى المام والغزالي في صحته قولين حكياهما
عن نقل العراقيين ووجأه المنع بأنه تعسر إصابة الوسط
وقد يصيبه الخرق اتفاقا وهذا النقل ل يكاد يوجأد في كتب
الصحاب والمفهوم من كلمهم القطع باتباع الشرط
الخامسة النكبات هي التي تطرأ عند الرمي وتهوشه وذلك
يعم شرط القرع والخسق وغيرهما والصل أن السهم متى
وقع مباعدا تباعدا مفرطا إما مقصرا عن الغرض وإما
مجاوزا له نظر إن كان ذلك لسوء الرمي حسب على الرامي
ول يرد إليه السهم ليرمي به وإن كان لنكبة عرضت أو خلل
في آلة الرمي بغير تقصير من الرامي فذلك السهم غير
محسوب عليه ويوضح هذا الصل بصور إحداها إذا عرض في
مرور السهم إنسان أو بهيمة فمنع السهم أو القوس إن
كان لتقصيره وسوء رميه حسب عليه وإن الرمية عليه
فيعيدها لنه معذور ولو انقطع الوتر أو انكسر السهم أو
القوس إن كان تقصيره وسوء رميه حسب عليه وإن كان
لضعف اللة وغيره ل لتقصيره وإساءته لم تحسب كما لو
حدثا في يده علة أو ريح وقيل إن وقع السهم عند هذه
العوارض قريبا من الغرض حسب عليه حكاه المام عن أبي
إسحق وقيل
____________________
) (10/383
إن وقع السهم مجاوزا للغرض حسب عليه لن المجاوزة
تدل على أن العارض لم يؤثار وإنما هو لساءته والول هو
الصحيح المنصوص لن الخلل يؤثار تارة في التقصير وتارة
في السراف فإن قلنا تحسب عليه فلو أصاب حسب له وإن
قلنا بالمنصوص إنه ل يحسب عليه فأصاب حسب له على
الصح لن الصابة مع النكبة تدل على جأودة الرمي ثام في
كتاب ابن كج أن النقطاع والنكسار إنما يؤثار حدوثاهما قبل
خروجأه من القوس وأما بعده فل أثار له وصور البغوي
انكسار السهم فيها إذا كان بعد خروجأه من القوس وجأعله
عذرا ولو انكسر السهم نصفين بل تقصير وأصاب أحد
نصفيه الغرض إصابة شديدة فثلثاة أوجأه أحدها ل تحسب
والثاني تحسب الصابة بالنصف العلى وهو الذي فيه
الفوق دون الذي فيه النصل والثالث وهو الصحيح وبه قطع
العراقيون والكثرون وهو المنصوص تحسب الصابة
بالنصف الذي فيه النصل دون العلى ولو أصاب بالنصفين
لم تحسب إصابتين وكذا لو رمى سهمين دفعة واحدة ذكره
ابن كج ولو حاد السهم عن سنن الهدف وخرج عن
السماطين حسب عليه لسوء رميه ولو رمى إلى غير الجهة
التي فيها الهدف فهذا اشتغال بغير النضال الذي تعاقدا
عليه فل يحسب عليه
الثانية كان في الغرض سهم فأصاب سهمه فوق ذلك
السهم نظر إن كان ذلك السهم تعلق به وبعضه خارج لم
يحسب له لنه ل يدري هل كان يبلغ الغرض لول هذا السهم
ول يحسب عليه أيضا لنه عرض دون الغرض عارض فإن
شقه وأصاب الغرض حسب وقد يجىء فيه الخلف السابق
في البهيمة فإن كان ذلك السهم قد غرق فيه حسب إصابة
وإن كان الشرط الخسق لم يحسب له ول عليه لنه ل يدري
هل كان بخسق أم ل وينبغي أن
____________________
) (10/384
ينظر إلى ثابوته فيه وتقاس صلبة ذلك السهم بصلبة
الغرض كما سبق نظيره ولو أغرق الرامي وبالغ في المد
حتى دخل النصل مقبض القوس ووقع السهم عنده فالنص
إلحاقه بانكسار القوس وانقطاع الوتر ونحوهما لن سوء
الرمي أن يصيب غير ما قصده ولم يوجأد هذا هنا وعن
صاحب الحاوي أنه يحسب عليه وقال ابن القطان إن بلغ
مدى الغرض حسب عليه وإل فل
الثالثة الريح اللينة ل تؤثار حتى لو رمى زائل عن المسامتة
فردته الريح اللينة أو رميا ضعيفا فقوته فأصاب حسب له
وإن صرفته عن السمت بعض الصرف فأخطأ حسب عليه
لن الجو ل يخلو عن الريح اللينة غالبا ويضعف تأثايرها في
السهم مع سرعة مروره وقيل يمنع الحتساب له وعليه
وقيل يمنع الحتساب عليه والصحيح الول ولو كانت الريح
عاصفة واقترنت بابتداء الرمي فوجأهان أحدهما وهو ظاهر
النص وبه أجأاب المام والغزالي ل يؤثار لن ابتداء الرمي
والريح عاصفة تقصير ولن للرماة حذقا في الرمي وقت
هبوب الريح ليصيبوا فإذا أخطأ فقد ترك ذلك وظهر سوء
رميه وأصحهما وهو قول ابن سلمة وبه قطع العراقيون
وغيرهم ل يحسب له إن أصاب لقوة تأثايرها ولهذا يجوز لكل
واحد ترك الرمي إلى أن تركد بخلف اللينة ولو هجم هبوب
العاصفة بعد خروج السهم من القوس فمقتضى الترتيب أن
يقال إن قلنا اقترانها مؤثار فهبوبها أولى وإل فوجأهان
أحدهما أنها كالنكبات العارضة والثاني المنع لن الجو ل
يخلو عن الريح
____________________
) (10/385
ولو فتح هذا الباب لتعلق به المخطئون وطال النزاع
والمذهب أنه إن أخطأ في الهجوم ل يحسب عليه وإن أصاب
فهل يحسب له فيه الخلف في السهم المزدلف وقال
الشيخ أبو إسحق عندي أنه ل يحسب له قطعا لنا ل نعلم أنه
أصاب برميه ولو هبت ريح نقلت الغرض إلى موضع آخر
فأصاب السهم الموضع المنتقل عنه حسب له إن كان
الشرط الصابة على الصحيح وإن كان الخسق نسبت صلبة
الموضع بصلبة الغرض ولو أصاب الغرض في الموضع
المنتقل إليه حسب عليه ل له ولو أزالت الريح الغرض حتى
استقل السهم فأصابه السهم قال ابن كج ل يحسب له
الفصل الثاني في حكم المناضلة جأوازا ولزوما وفي كونها
لزمة أو جأائزة قولن كما سبق في المسابقة فإن قلنا تلزم
انفسخت بموت أحدهما كالجأير المعين ولو مرض أحدهما أو
أصابه رمد ونحوه لم ينفسخ العقد بل يؤخر الرمي وفي
المسابقة يحصل النفساخ بموت الفرس لن التعويل عليه
ول يحصل بموت الفارس بل يقوم الوارثا مقامه وقيل فيه
احتمال لن للفارس أثارا ظاهرا وإلزام الوارثا على
المسابقة كالمستبعد ول يجوز لها إلحاق زيادة في عدد
الرشاق ول عدد الصابات وطريقهما إن أرادا ذلك أن
يفسخا العقد ويستأنفا عقدا وليس للمناضل أن يترك
النضال ويجلس بل يلزم به كمن استؤجأر لخياطة ونحوها
ويحبس على ذلك ويعزر هذا إذا كان مفضول أو كان له
الفضل
____________________
) (10/386
ولكن توقع صاحبه أن يدركه فيساويه أو يفضله أما إذا لم
يتوقع الدراك بأن شرطا إصابة خمسة من عشرين فأصاب
أحدهما خمسة والخر واحدا ولم يبق لكل واحد إل رميتان
فلصاحب الخمسة أن يجلس ويترك الباقي هذا تفريع قول
اللزوم أما إذا قلنا بالجواز فتتفرع عليه مسألتان إحداهما
تجوز الزيادة في عدد الرشاق والصابات وفي المال
بالتراضي وفي الجميع وجأه ليس بشىء وهل يستبد أحدهما
بالزيادة ثالثاة أوجأه أصحها نعم لجواز العقد فإن لم يرض
صاحبه فليفسخ والثاني ل إذ ل بد في العقد من القبول
والثالث يجوز اللحاق للفاضل والمساوي دون المفضول
لئل يتخذ المفضول ذلك ذريعة إلى إبطال النضال ومتى
يصير مفضول وجأهان أحدهما متى زاد صاحبه بإصابة واحدة
وأصحهما ل تكفي إصابة وإصابتان بل ل يصير مفضول إل إذا
قرب صاحبه من الفوز
واعلم أن الوجأه المذكور في أنه ل يجوز إلحاق الزيادة
والنقص بالتراضي والوجأه الخر في أنه ليس لحدهما
الستبداد يطردان في المسابقة وإن لم يذكرهما هناك
وفي الجعالة إذا زاد الجاعل في العمل كان متهما
كالمفضول ففي زيادته الخلف فإن لم تلحق الزيادة بها
فذاك وإن ألحقناها وقد عمل العامل بعض العمل ولم يرض
بالزيادة فسخ العقد قال المام والوجأه أن تثبت له أجأرة
المثل لن الترك بسبب الزيادة بخلف ما إذا ترك في أثاناء
العمل بل عذر فإنه ل يستحق شيئا
____________________
) (10/387
المسألة الثانية يجوز لكل منهما على هذا القول تأخير
الرمي والعراض عنه من غير فسخ وكذا الفسخ إذا لم يكن
المعرض مفضول متهما فإن كان فهل له أن يجلس ويترك
النضال وجأهان كما ذكرنا في المسابقة قال المام وفي
جأواز فسخه الخلف المذكور في الزيادة ويفضي المر إذا
فرقنا بين المفضول وغيره إلى أن الحكم بأن العقد جأائز
مطلقا مقصور على ما إذا لم يصر أحدهما مفضول فإن صار
لزم في حقه وبقي الجواز في حق الخر وهذا الخلف في
نفوذ فسخ المفضول طرد في فسخ الجاعل الجعالة بعدما
عمل العامل بعض العمل وكانت حصة عمله من المسمى
تزيد على أجأرة المثل ولو شرطا في العقد أن لكل واحد أن
يجلس ويترك الرمي إن شاء فسد العقد إن قلنا بلزومه وكذا
إن قلنا بجوازه وقلنا ليس للمفضول الترك وإن قلنا له ذلك
لم يضر شرطه لنه مقتضى العقد
ولو شرطا أن المسبق إن جألس كان عليه السبق فهو فاسد
على القولين لن السبق إنما يشرع في العمل ولو تناضل
ففضل أحدهما الخر بإصابات فقال المفضول حط فضلك
ولك علي كذا لم يجز على القولين سواء جأوزنا إلحاق
الزيادة أم ل لن حط الفضل ل يقابل بمال
فصل في مسائل منثورة تتعلق بالمناضلة والمسابقة لو
كان أحد الراميين إذا أخطأ منع منه ولو كلم أحدهما
____________________
) (10/388
رجأل قيل له أجأب جأوابا وسطا ول تطول ول تحبس القوم
ولو تعلل بعدما رمى صاحبه بمسح القوس والوتر وأخذ
النبل بعد النبل والنظر فيه قيل له ارم ل مستعجل ول
متباطئا ولو شرطا أن تحسب لحدهما الصابة الواحدة
الصابتين أو يحط من إصاباته شىء أو أنه إن أخطأ رد عليه
سهم أو سهمان ليعيد رميهما أو أن يكون في يد أحدهما من
النبل أكثر مما في يد الخر لم يجز لن هذه المعاملة مبينة
على التساوي ول يجوز أن يشرط خاسق أحدهما خاسقين
ولو كان الشرط الحوابي فشرطا أن يحسب الخاسق حابيين
جأاز نص عليه في الم لن الخاسق يختص بالصابة والثبوت
فجاز أن تجعل تلك الزيادة مقام حاب وقيل فيهما جأميعا
قولن ولو تناضل فرميا بعض الرشاق ثام مل فقال أحدهما
للخر ارم فإن أصبت فقد نضلتني أو قال أرمي أنا فإن
أصبت هذه الواحدة فقد نضلتك لم يجز لن الناضل من
ساوى صاحبه في عدد الرشاق وفضله في الصابة ولو
تناضل أو تسابقا وأخرج السبق أحدهما فقال أجأنبي
شاركني فيه فإن غنمت أخذت معك ما أخرجأته وإن غرمت
غرمت معك لم يجز وكذا لو أخرجأاه وبينهما محلل فقال
أجأنبي ذلك لحدهما
ولو عقد المناضلة في الصحة ودفع المال في مرض الموت
فهو من رأس المال إن جأعلناها إجأارة وإن قلنا جأعالة
فوجأهان ولو ابتدأ العقد في المرض فيحتمل أن يحسب من
الثلث ويحتمل أن يبنى على القولين ذكره في البحر
قلت الصح أو الصواب القطع بأنه من رأس المال في
الصورتين سواء قلنا إجأارة أو جأعالة لنه ليس بتبرع ول
محاباة فيه فإذا كان
____________________
) (10/389
ما يصرفه في ملذ شهواته من طعام وشراب ونكاح وغيره
مما ل ضرورة له إليه ول ندبه الشرع إليه محسوبا من رأس
المال فالمسابقة التي ندب الشرع إليها ويحتاج إلى تعلمها
أولى لكن هذا فيما إذا سابق بعوض المثل في العادة فإن
زاد فالزيادة تبرع من الثلث
والله أعلم
وفي البحر أن الولي ليس له صرف مال الصبي في
المسابقة والمناضلة ليتعلم وأن السبق الذي يلتزمه
المتناضلن يجوز أن يكون عندهما ويجوز وضعه عند عدل
يثقان به وهو أحوط وأبعد عن النزاع وأنهما لو تنازعا فقال
أحدهما يترك السبق عندنا وقال الخر بل عند عدل فإن كان
دينا أجأيب الول وإن كان عينا فالثاني وأنه لو قال أحدهما
نضعه عند زيد وقال الخر عند عمرو اختار الحاكم أمينا وهل
يتعين أحد المينين المتنازع فيهما أم له أن يختار غيرهما
وجأهان وأنه ل أجأرة للمين إل إذا اطرد العرف بأجأرة له
فوجأهان وفيه أن المحلل ينبغي أن يجري فرسه بين فرسي
المتسابقين فإن لم يتوسطهما وأجأرى بجنب أحدهما جأاز
إن تراضيا به وأنه لو رضي أحدهما بعدوله عن الوسط ولم
يرض الخر لزمه التوسط وأنهما لو رضيا بترك توسطه
وقال أحدهما يكون عن اليمين وقال الخر عن اليسار لزم
التوسط وأنه لو تنازع المتسابقان في اليمين واليسار أقرع
قال قش الشافعي قش رحمه الله في المختصر ل بأس أن
يصلي متنكبا للقوس والقرن إل أن يتحركا عليه حركة
تشغله فأكرهه ويجزئه والتنكب التقلد والقرن بفتح القاف
والراء هو الجعبة المشقوقة ول بد من طهارة ذلك ول
____________________
) (10/390
يجلب على الفرس في السباق وهو أن يصيح به القوم ليزيد
عدوه ولكن يركضان بتحريك اللجام والستحثاثا بالسوط
وإذا وقف المتناضلن في الموقف فهل يحتاج من يرمي
إلى استئذان صاحبه قال ابن كج عادة الرماة الستئذان حتى
إن من رمى بل استئذان ل يحسب ما رماه أصاب أم أخطأ
ويجب اتباع عرفهم فيه وقال ابن القطان يحسب ول حاجأة
إلى الستئذان
وبالله التوفيق
____________________
) (10/391
الثالثة كتاب اليمان
فيه ثالثاة أبواب الول في نفس اليمين وللئمة عبارات في
حقيقة اليمين أجأودها وأصوبها عن النتقاض والعتراض
عبارة البغوي قال اليمين تحقيق المر أو توكيده بذكر اسم
الله تعالى أو صفة من صفاته
ويتعلق بالضبط مسائل إحداها تنعقد اليمين على المستقبل
والماضي فإن حلف على ماض كاذبا وهو عالم فهو اليمين
الغموس سميت غموسا لنها تغمس صاحبها في الثام أو
في النار وهي من الكبائر وتتعلق بها الكفارة
فإن كان جأاهل ففي وجأوب الكفارة القولن فيمن فعل
المحلوف عليه ناسيا
الثانية من سبق لسانه إلى لفظ اليمين بل قصد كقوله في
حالة غضب أو لجاج أو عجلة أوصلة كلم ل والله وبلى والله
ل تنعقد يمينه ول يتعلق به كفارة
ولو كان يحلف على شىء فسبق لسانه إلى غيره
فكذلك
وهذا كله يسمى لغو اليمين
وإذا حلف وقال لم أقصد اليمين صدق وفي الطلق والعتاق
واليلء ل يصدق في الظاهر لتعلق حق الغير به
قال المام في الفرق جأرت العادة بإجأراء ألفاظ اليمين بل
قصد بخلف الطلق والعتاق فدعواه فيها تخالف الظاهر فل
يقبل
قال فلو اقترن باليمين ما يدل على القصد لم يقبل قوله
على خلف الظاهر
____________________
) (11/3
الثالثة إذا قال غيره اسألك بالله أو أقسم عليك بالله أو
أقسمت عليك بالله لتفعلن كذا فان قصد به الشفاعة أو
قصد عقد اليمين للمخاطب فليس بيمين في حق واحد
منهما وإن قصد عقد اليمين لنفسه كان يمينا على الصحيح
كأنه قال أسألك ثام حلف
وقال ابن أبي هريرة ليس بيمين وهو ضعيف
ويستحب للمخاطب إبراره فإن لم يفعل وحنث الحالف لزمه
الكفارة وإن أطلق ولم يقصد شيئا يحمل على الشفاعة
قلت يسن إبرار المقسم كما ذكر للحديث الصحيح فيه وهذا
إذا لم يكن في البرار مفسدة بأن تضمن ارتكاب محرم أو
مكروه
ويكره السؤال بوجأه الله ورد من سأل به للحديث المعروف
فيهما
والله أعلم
الرابع يجوز تعقيب اليمين بالستثناء وهو قوله إن شاء الله
تعالى فإن عقب لم يحنث بالفعل المحلوف عليه ول كفارة
وهل نقول انعقدت اليمين وجأهان أحدهما نعم لكن المشيئة
مجهولة فل يحنث نقله الروياني والثاني