يناثلا لصفلا الحدود تدرأ بالشبهات وتطبيقاتها في القتل في الدفاع عن المعتدي قدمت ىذه الرسالة استكمالا ب٤تطلبات نيل درجة اب٤اجستبّ في الشريعة الإسلبمية Cancelled the punishment because of syubuhat andapplied for person who killed caused protected self.

‫الفصل الثاني‬
‫التمهيد‬

‫التعريف فردات الع واف‬

‫المبحث اأول ‪ :‬شرح مفردات" قاعدة الحدود تدرأ بالشبهات" و األفاظ ذات‬
‫الصلة‬
‫قاعدة" ا دكد تدرأ بالشبهات "قاعدة فقهية ‪ 1‬مشهورة‬
‫عدد كب من كتب القواعد الفقهية‪ ،2‬ككردت كذلك‬
‫كما كرد ذكر ا مع قواعد ا ثبات كالبيٌ ات‪.‬‬
‫قد كردت بلفظ آخر‬

‫الفق ا س مي‪ ،‬كردت‬
‫باب ا دكد من كتب الفركع‪،‬‬

‫‪3‬‬

‫تلف عن سابق ‪ ،‬ك و لفظ" ا دكد تسقط بالشبهات‪." 4‬‬

‫واصطاحا‪.‬‬
‫المطلب اأول ‪:‬معنى الحدود لغة‬

‫ً‬
‫أحكاما تشريعية عامة من أبواب متعددة‬
‫‪ .1‬القاعدة الفقهية " ‪:‬أصل فقهي كلي يتضمن‬
‫ن‬

‫القضايا ال تدخل ت‬

‫موضوع ‪".‬ال دكم‪ ،‬علي أ د ‪:‬القواعد الفقهية ‪.‬ط ‪ 3.‬دمشق ‪.‬ب كت ‪:‬دار القلم ‪. 1414‬ق ‪ 1994‬ـ ‪.‬ص‪45‬‬
‫‪ .2‬ابن يم‪ ،‬زين العابدين ت ‪ 970‬ق ‪ :‬ا شبا كال ظائر على مذ ب أي ح يفة ال عماف ‪ .‬ط ‪ 1.‬ب كت ‪ :‬دار الكتب العلمية ‪.‬‬
‫‪1400‬ق ‪ 1980‬ـ ‪.‬ص ‪ 127 .‬ابن عبد الس ـ ‪:‬أبو مد عز الدين بن عبد العزيز ت ‪ 660‬ق ‪ :‬قواعد ا حكاـ‬
‫مصاح ا ناـ ‪.‬ب كت ‪:‬دار ا عرفة ‪.‬ج ‪ 1‬ص‪ 137 .‬بدكف رقم طبعة ك س ة الطباعة ‪.‬السيوطي‪ ،‬ج لدين عبد الر ن ت‬
‫‪911‬ق ‪:‬ا شبا كال ظائر‬

‫قواعد كفركع فق الشافعية ‪.‬الطبعة ا خ ة ‪ .‬مصر ‪ :‬شركة مكتبة كمطبعة مصطفى الباي ا ل‬

‫كأك د ‪. 1378‬ق ‪ 1959‬ـ ‪.‬ص‪. 122‬‬
‫‪ .3‬ا ريرم‪ ،‬إبرا يم مد مود ‪:‬القواعد الفقهية الكلية ‪.‬ط ‪ 1.‬عماف ‪:‬دار عمار ‪ 1419‬ق ‪ 1998‬ـ ‪.‬ص‪166‬‬
‫‪ .4‬السيوطي ‪:‬ا شبا كال ظائر ‪.‬ص‪. 122‬‬

‫‪1‬‬


‫كبياف ذلك‬

‫الفركع اآتية‪:‬‬

‫الفرع اأول ‪:‬الحدود لغة‬
‫ا دكد ‪ :‬ع حد‪ ،‬كأصل ا د‪:‬‬
‫ب الشيئ‬

‫حداا ن‬
‫ن‬

‫اللغة ا ع كالفصل ب الشيئ ‪ ،‬كلذا يقاؿ ‪:‬للحاجز‬

‫ع اخت ط أحدما باآخر‪ .5‬كحد كل شيء م تها ‪ ،‬كم‬

‫حدكد الدار‪ ،‬كحدكد ا رـ‪.6‬‬
‫حدادا‪ ،‬ا كؿ ‪:‬يقاؿ حد عن كذا أم م ع‬
‫كيقاؿ للبواب كالسجاف ن‬
‫الدخوؿ‪ 7‬كالثا ‪ :‬ن‬


‫ع من‬

‫ع ال اس من‬

‫السجن من ا ركج‪.8‬‬

‫حدكدا‪ ،‬ها ع من ارتكاب أسباها كالز كالسكر كغ ذلك‪،‬‬
‫ك يت العقوبات‬
‫ن‬
‫حدكداا ها أحكاـ اه ال كضعها كحد ا كقدر ا‪.9‬‬
‫أيضا تسمى‬
‫ك ن‬
‫ن‬
‫‪ .5‬ابن م ظور‪ ،‬مد بن مكرـ ت ‪ 711‬ق ‪:‬لساف العرب ‪.‬ط ‪ 1.‬ب كت ‪:‬دار صادر ج ‪3.‬ص ‪ 140 .‬بدكف س ة الطباعة ‪ .‬ابن‬
‫فارس‪ ،‬أبو ا سن أ د بن زكريا ت ‪ 395‬ػ ‪:‬معجم ا قاييس‬

‫اللغة ‪ .‬ط‪ 1‬قيق شهاب الدين أي عمرك‪. .‬ب كت ‪:‬دار‬

‫الفكر ‪ 1415‬ػ ‪ 1994‬ـ ‪.‬ص‪. 239‬‬

‫‪ .6‬ابن م ظور ‪:‬لساف العرب ‪.‬ج‪ 3‬ص ‪140‬‬
‫‪ .7‬ا طرزم‪ ،‬أبو الفتح ناصر الدين ت ‪ 610‬ػ ‪:‬ا غرب‬

‫ترتيب ا عرب ‪ .‬قيق مود فاخورم كعبد ا ميد تار ‪ .‬ط ‪. 1‬‬

‫حلب ‪:‬مكتبة أسامة بن زيد ‪ 1399‬ػ ‪ 1979‬ـ ‪.‬ج‪ 1‬ص‪. 186‬‬
‫‪ .8‬ا ز رم‪ ،‬أبو م صور مد بن أ د ت ‪ 370‬ػ ‪:‬معجم هذيب اللغة ‪ .‬ط ‪ . 1‬قيق رياض زكي قاسم ‪.‬ب كت ‪ :‬دار ا عرفة ‪.‬‬
‫‪ 1422‬ػ ‪ 2001‬ـ ‪.‬ج‪ 1‬ص‪. 759‬‬
‫‪ .9‬شبكة ال بية ا س مية ا ديثة‪ .‬ب‬
‫‪http://2bac.medharweb.net/moamalat/index508c.html?book=16&id=35‬‬

‫‪2‬‬

‫كيطلق ا د على ا عرؼ ا ية الشيءا ن‬

‫مع مع الشيء‪ ،‬ك ع دخوؿ غ‬

‫فيػ ‪.10‬‬
‫كقد كردت كلمة حدكد‬


‫موضعا‪ ،11‬مثل قول تعا ‪ٗ :‬‬
‫أربعة عشر‬
‫ن‬

‫القرآف الكر‬

‫كمن يعص اللٌ كرسول كيتعد حدكد يدخل نارا خالدا فيها كل عذاب مه ٕ ‪12‬ا كقد‬
‫حذر اه تعا من اق اؼ ا دكد‪ ،‬فقاؿ تعا ‪ ٗ:‬كتلك حدكد اه كمن يتعد حدكد اه‬
‫فقد ظلم نفس ٕ‪13‬ا كقاؿ جل شأن ‪ ٗ :‬تلك حدكد اه ف تقربو ا ٕ‪.14‬‬
‫غ أها م ترد م فردة‪ ،‬كإما مضافة إ لفظ ا‬

‫لة‪ ،‬مثل قول تعا ‪ٗ :‬كتلك حدكد‬

‫اه كمن يتعد حدكد اه فقد ظلم نفس ٕ‪ ، 15‬كقد جاءت كلها ع أحكاـ اه‬
‫كأكامر كنوا ي كقاؿ جل شأن ‪ ٗ :‬تلك حدكد اه ف تقربو ا ٕ‪. 16‬‬
‫‪ .10‬ابن ا ماـ‪ ،‬كماؿ الدين مد بن عبد الواحد ت ‪ 681‬ػ ‪:‬شرح فتح القدير ‪.‬ط ‪ . 2‬ب كت ‪:‬دار الفكر ‪.‬بدكف س ة ال شر ج‬
‫‪5‬ص‪ . 212‬ابن تيمية‪ ،‬د الدين أبو الركات عبد الس ـ بن عبد اه بن أي القاسم ت ‪ 652‬ػ ‪:‬ا سودة‬

‫أصوؿ الفق ‪.‬‬


‫عها شهاب الدين أبو العباس ‪.‬أ د بن مد بن أ د بن عبد الغ ت ‪ 745‬ػ ‪ .‬قيق مد يي الدين عبد ا ميد ‪.‬‬
‫ب كت ‪:‬دار الكتاب العري ‪.‬ص ‪ . 570‬بدكف رقم طبعة ك س ة طباعة‪.‬‬
‫‪ . 11‬عطية اه‪ ،‬أ د ‪:‬القاموس ا س مي ‪.‬القا رة ‪:‬مكتبة ال هضة ا صرية ‪ . 1386‬ػ ‪ 1996‬ـ ‪.‬ج‪ 2‬ص‪. 50‬‬
‫‪ .12‬ال ساء‪14 :‬‬
‫‪ .13‬الط ؽ‪1:‬‬
‫‪ .14‬البقرة‪187 :‬‬
‫‪ .15‬الط ؽ‪1:‬‬
‫‪ .16‬البقرة‪187 :‬‬

‫‪3‬‬

‫كحدكد اه نوعاف‪:‬‬
‫مطاعمهم كمشارهم كم اكحهم‪ ،‬كغ ذلك من‬

‫ال وع ا كؿ ‪:‬حدكد حد ا اه لل اس‬

‫ا مور ال أحلها كحرمها كهى عن تعديها ‪ .‬كقول تعا‬

‫‪ ٗ :‬كمن يعص اه كرسول‬


‫حدكدا ها‬
‫كيتعد حدكد يدخل نارا خالدا فيها كل عذاب مه ٕ ‪ ،17‬ك يت‬
‫ن‬
‫هايات هى اه عن تعديها‪.‬‬

‫‪18‬‬

‫كال وع الثا ‪ :‬عقوبات كضعها اه ن ارتكب ما هى اه تعا ع ‪ ،‬مثل حد الز‬
‫حدكدا ها ع من إتياف‬
‫كحد القذؼ‪ ،‬ا يقاـ على من أتى الزنا أك القذؼ ‪.‬ك يت‬
‫ن‬
‫ما جعلت عقوبات فيها‪ 19‬كقول تعا ‪ ٗ :‬تلك حدكد اه ف تقربو ا ٕ ‪ ،20‬كيقاؿ ‪:‬‬
‫"ح ٌد "أم أقاـ علي ا د ‪ ،21‬كيقاؿ كذلك ن يقيم ا د ‪:‬ح ٌد نادا‬

‫‪22‬‬

‫زي تها كخضاها بعد كفاة زكجها‬

‫‪23‬‬


‫كحداد ا رأة ترؾ‬

‫ها يم عت عن ذلك‪ ،‬أك م عت نفسها ع ‪.24‬‬

‫‪ .17‬ال ساء‪14 :‬‬
‫‪ .18‬ابن م ظور ‪:‬لساف العرب ‪.‬ج‪ 3‬ص‪. 140‬‬
‫‪ .19‬ا ز رم ‪:‬معجم هذيب اللغة ‪.‬ج‪ 1‬ص‪. 759‬‬
‫‪ .20‬البقرة‪187 :‬‬
‫‪ .21‬الرازم‪ ،‬مد بن أي بكر بن عبد القادر ت ‪ 660‬ػ ‪ :‬تار الصحاح ‪.‬ب كت ‪:‬دمشق ‪:‬ا كتبة ا موية ‪ .‬اة ‪ :‬مكتبة الغزا‬
‫‪ 1390‬ػ ‪ 1971‬ـ ‪.‬ص‪. 126‬‬
‫‪ .22‬ا طرزم ‪:‬ا غرب‬

‫ترتيب ا عرب‪ ،‬ج‪ 1‬ص‪. 186‬‬

‫‪ .23‬الرازم ‪ :‬تار الصحاح ‪.‬ص ‪ 126 .‬ا طرزم ‪:‬ا غرب‬

‫ترتيب ا عرب‪ ،‬ج‪ 1‬ص‪. 187‬‬

‫‪4‬‬


‫اصطاحا‪:‬‬
‫الفرع الثاني ‪:‬الحدود‬
‫ً‬
‫اختلفت عبارات الفقهاء‬

‫تعريف ا د كبياف ذلك فيما يأي‪:‬‬

‫أك ‪:‬عرف ا فية ‪ :‬بأن " عقوبة مقدرة كاجبة ح نقا ه تعا ‪ ، "25‬ك يت حدان ف اه‬
‫تعا فصل فيها كحدد ا ‪ ،‬ك ها ع ا نساف من معاكدة ا ر ة مرة أخرل‪.‬‬
‫و‬
‫تقييد سواء أ كانت بأن حق‬
‫شرعا ‪" 26‬من غ‬
‫ك م تعريف آخر بأن ‪ " :‬العقوبة ا قدرة ن‬
‫اه أـ للعبد‪.‬‬
‫فالتعريف ا كؿ‪ :‬مذ ب ا فية ا شهور ك و صيص ا د بالعقوبة ا قدرة ا قررة حقان‬
‫ه تعا ‪ ،‬أم لصاح ا ماعة‪ ،‬ك ي سة أنواع حد السرقة كحد الزنا كحد الشرب كحد‬
‫السكٍر كحد القذؼ ‪ .‬ك من ذا التعريف رج القصاص كالتعزير‪ ،‬ف القصاص حق‬
‫ي‬
‫العبد‪ ،‬فيجرم في العفو كالصلح ‪ ،‬ك ف التعزير عقوبة غ مقدرة‪.27‬‬


‫‪ .24‬ا طرزم ‪:‬ا غرب‬

‫ترتيب ا عرب‪ ،‬ج‪ 1‬ص ‪. 187‬‬

‫‪ .25‬الكاسا ‪ ،‬ع ء الدين أبو بكر بن مسعود ت ‪ 587‬ق ‪:‬بدائع الص ائع‬

‫ترتيب الشرائع ‪.‬ط ‪ 2.‬ب كت ‪ :‬دار الكتاب‬

‫العري ‪ . 1402‬ػ ‪ 1982‬ـ ‪.‬ج‪ 7‬ص ‪ ، 33 .‬مد أم بن عمر بن عبد العزيز ت ‪ 1252‬ػ ‪ :‬رد احتار على الدر‬
‫ا ختار ‪ .‬ط ‪ 2.‬ب كت ‪:‬دار إحياء ال اث العري ‪. 1407‬ق ‪ 1987‬ـ‪.‬ج‪ 3‬ص‪. 140‬‬
‫‪ .26‬ابن ا ماـ ‪:‬شرح فتح القدير ‪.‬ج‪ 5‬ص‪. 212‬‬
‫‪ .27‬الكاسا ‪:‬بدائع الص ائع ‪.‬ج‪ . 7‬ص‪. 33‬‬

‫‪5‬‬

‫بي ما التعريف الثا ‪ :‬ك و إط ؽ لفظ ا د على كل عقوبة مقدرة‪ ،‬سواء أكانت مقررة‬
‫رعاية ق اه تعا أـ ق ا فراد‪ ،‬كيكوف القصاص داخ‬
‫قسما‬
‫يكوف ا د قسم ‪ ،‬ن‬


‫مفهوـ ا د‪ ،‬كعلى ذا‬

‫يصح العفو في ‪ ،‬كقسما آخر يصح العفو في ‪ ،‬كمن‬

‫التعريف رج التعزير فقط‪ .‬كالتعريف ا كؿ و ا شهور‪. 28‬‬
‫شرح التعريف‪:‬‬
‫عقوبة‪:‬‬
‫جس‬

‫التعريف ‪ ،‬يشمل العقوبة ا قدرة كغ ا قدرة ‪ ،‬ي ا زاء ا قرر صلحة‬

‫ا ماعة على عصياف أمر الشارع‪ . 29‬كا دكد عقوبات ضة‪ ،‬تدكر ب ا لد‪ ،‬كالقطع‪،‬‬
‫كالقتل‪ ،‬كالرجم‪ ،‬ك ذا القيد أخرج الكفارات ها دائرة ب العبادة كالعقوبة‪.‬‬

‫‪30‬‬

‫مقدرة ‪:‬‬

‫‪ .28‬ابن ا ماـ ‪:‬شرح فتح القدير ‪.‬ج‪ 5‬ص ‪ 212 .‬ابن يم‪ ،‬إبرا يم بن مد ت ‪ 970‬ق ‪:‬البحر الرائق شرح ك ز الدقائق ‪.‬‬
‫ط ‪ .1‬ب كت ‪:‬دار الكتب العلمية ‪ 1418‬ق ‪ 1997‬ـ ج‪ . 5‬ص‪. 3‬‬
‫‪ .29‬عودة‪ ،‬عبد القادر ‪:‬التشريع ا ائي ا س مي مقارنا بالقانوف الوضعي ‪ .‬ط ‪ 4‬ب كت ‪ :‬مؤسسة الرسالة‪.‬‬
‫‪ 1403‬ق ‪ 1983‬ـ ‪.‬ج‪ 1‬ص‪. 609‬‬
‫‪ .30‬ابن عابدين ‪:‬رد احتار على الدر ا ختار ‪.‬ج‪ 3‬ص‪. 140‬‬

‫‪6‬‬

‫أم مبي ة بالكتاب كالس ة كا‬

‫اع‪ ،‬ك ا قدر خاص دد‬

‫ال قصاف م ‪ ،‬فهي مقدرة با وت كما ي‬
‫ا مر كالقذؼ‪ ،‬أك بالقطع كما ي‬

‫تمل الزيادة علي أك‬

‫الرجم‪ ،‬أك ا لد كما ي‬

‫السرقة‪.‬‬

‫الزنا كشرب‬

‫‪31‬‬

‫فمن العقوبات ا قدرة ‪ :‬حد الزنا كشرب ا مر ‪ ،‬كالقصاص ‪ ،‬كالديات ‪ ،‬كالكفارات‬
‫مثل كفارة اليم كالظهار كغ ا ‪ ،‬أماالعقوبات غ ا قدرة ‪ :‬فهي العقوبات التعزيرية‪.‬‬
‫كاجبة ‪:‬‬
‫أم أها تقبل ا سقاط ك الت ازؿ‪ ،‬ك ف أصل تقدير ا من قبل الشارع إما بكتاب أك‬
‫س ة أك إ اع ‪ ،‬فخرج بذلك العقوبات ال يقدر ا ا ماـ من باب السياسة الشرعية ‪،‬‬
‫ك ذا القيد يب أف العقوبة‬

‫ا س ـ كلو كانت تعزيرية بد من أف يكوف ا أصل‬

‫الشرع ‪.‬‬
‫"حقا ه تعا ‪: "32‬‬

‫‪ .31‬ا رجع السابق‪.‬‬
‫‪.32‬أ فعاؿ ا كلف ال تعلقت ها ا حكاـ الشرعية ت قسم إ أقساـ‪:‬‬
‫أك ‪:‬حق اه ك و ما يتعلق ب ال فع العاـ من غ اختصاص بأحد ‪ .‬يكنسب إ اه لعظم خطر كموؿ نفع ‪.‬ك ذا ا ق‬

‫وز‬

‫حد إسقاط أك الت ازؿ ع ‪ .‬كيشمل ذا ا ق العقوبات الكاملة ‪:‬ك ي ا دكد‪ ،‬مثل حد الزنا كحد السرقة كحد الشرب‪.‬‬
‫ثانينا ‪:‬حقوؽ العباد ‪:‬ك و ما كاف ا قصود ب مصلحة خاصة ل فراد‪ ،‬مثل تضم من أتلف ا اؿ ثل أك قيمت ‪ ،‬كاستيفاء الديوف‬
‫و‬
‫مكلف ل ا ق‬
‫خالص لصاحب ا اؿ ‪ .‬ف كل‬
‫حق‬
‫ك و ذلك ا و ه‬
‫ه‬

‫‪7‬‬

‫أف يتصرؼ‬

‫حق نفس ك ذ ليست من ا صاح العامة‪.‬‬

‫فهي شرعت من أجل ا صلحة العامة‬

‫اجتمع‪ ،‬ك ي دفع الفساد عن ال اس ك قيق‬

‫الصيانة م ‪.‬كتتحقق ذ ا صلحة فظ الدين ‪ ،‬كال فوس ‪ ،‬كالعقوؿ ‪ ،‬كا عراض‪،‬‬
‫كا مواؿ‪ .‬ففي حد الردة صيانة الدين ك حد الزنا صيانة ا نساب‪ ،‬ك حد السرقة‬
‫صيانة ا مواؿ‪ ،‬ك حد الشرب صيانة العقوؿ‪ ،‬ك حد القذؼ صيانة ا عراض‪. 33‬ك‬
‫القصاص صيانة لل فوس‪.‬‬
‫ككل ج اية يعود ضرر ا على عامة ال اس‪ ،‬كم فعة جزائها إليهم‪ ،‬فا زاء الواجب ها ً‬
‫حق‬
‫ه تعا ف يسقط بإسقاط العبد‪ ،‬ك ذا مع نسبة ذ العقوبة ه‪.34‬‬
‫ثانينا ‪:‬عرؼ ا الكية ا د بأن "ما يكضع ع ا ا من عود ثل فعل كزجر غ "‬

‫‪35‬‬

‫ثالثنا ‪:‬ما اجتمع في ا قاف كحق اه في غالب ‪:‬ك و حد القذؼ ن من جهة أن صيانة ل عراض قق مصلحة عامة‪ ،‬فيكوف من‬
‫دفع للعار عن ا قذكؼ كإظهار لشرف كعفت فهو حق العبد‪ ،‬ك ا في من حق اه فليس للمقذكؼ‬
‫حق اه‪ ،‬كمن جهة أخرل ه‬
‫إسقاط ‪.‬‬
‫ابعا ‪:‬ما اجتمع في ا قاف كحق العبد في غالب ‪:‬ك و القصاص من القاتل العامد‪ ،‬فإف القصاص من جهة في حياة ال اس كتأمي هم‬
‫رن‬
‫على أنفسهم قق مصلحة عامة‪ ،‬كمن جهة أخرل في شفاء صدكر أكلياء ا قتوؿ‪ ،‬كإزالة غضبهم فيحقق مصلحة خاصة ‪.‬كلكن‬
‫ا هة الثانية غلبت‪ ،‬ك ذا وز لو ا قتوؿ أف يعفو عن القاتل ف يقتص م ‪.‬ك يقتص من القاتل إ ب اءن على طلب ك ا قتوؿ ‪.‬‬
‫ا ضرم‪ ،‬مد ‪:‬أصوؿ الفق ‪ .‬ط ‪ 6‬مصر ‪ :‬ا كتبة التجارية‪ 1389 .‬ػ ‪ 1969‬ـ‪ .‬ص ‪ 27‬ب ‪ 30‬خ ؼ‪ ،‬عبد الو اب ‪ :‬علم‬
‫أصوؿ الفق ‪ .‬ط ‪ 12 .‬القا رة ‪:‬دار القلم‪ 1398 .‬ػ ‪ 1978‬ـ ‪.‬ص‪. 210‬‬
‫‪ .33‬ابن عابدين ‪:‬رد احتار على الدر ا ختار ‪.‬ج‪ 3‬ص ‪ 140 .‬ابن يم ‪:‬البحر الرائق ‪.‬ج‪ 5‬ص ‪ 4.‬عودة ‪:‬التشريع ا ائي ‪.‬‬
‫ا س مي ‪.‬ج‪ 1‬ص ‪ . 79‬الكاسا ‪:‬بدائع الص ائع ‪.‬ج‪ 7‬ص‪. 56‬‬
‫‪ .34‬الكاسا ‪:‬بدائع الص ائع ‪.‬ج‪ 7‬ص‪. 56‬‬

‫‪8‬‬

‫ك ذا التعريف يب الغاية من إقامة ا د‪ ،‬ك ي ردع ا ا عن العود ثل فعل ‪ ،‬كزجر غ‬
‫عن ا قداـ على موجبات ا د‪.‬‬
‫ثالثنا ‪:‬عرؼ الشافعية ا د بأن " عقوبة مقدرة كجبت ح نقا ه تعا كما‬
‫آدمي كما‬

‫الزنا‪ ،‬أك‬

‫القذؼ" ‪. 36‬‬

‫شرعا‬
‫ابعا ‪:‬عرؼ ا ابلة ا د بأن " عقوبة مقدرة ن‬
‫رن‬

‫معصية ع الوقوع‬

‫مثلها" ‪.37‬‬

‫من خ ؿ التعريفات السابقة‬
‫يتب أف للعلماء رأي‬

‫ديد مفهوـ ا د‪:‬‬

‫الرأم ا كؿ ‪:‬حصر ا دكد‬

‫العقوبات ا قدرة ال‬

‫ي حق ه‪ ،‬أك حق اه فيها غالب‬

‫ك ذا و ا شهور ع د ا فية‪.‬‬

‫‪ .35‬الق كا ‪ ،‬ابن أي زيد‪ ،‬ت ‪ 386‬ق ‪:‬الثمر الدا‬

‫تقريب ا عا ‪ .‬قيق صاح عبد السميع ا ز رم ‪.‬ب كت ‪ :‬دار الكتب‬

‫العلمية ‪.‬مكة ا كرمة ‪:‬دار الباز ‪.‬ص‪. 568‬‬
‫‪ .36‬الشربي ‪ ،‬مد ا طيب ت ‪ 977‬ق ‪:‬مغ احتاج إ معرفة معا ألفاظ ا هاج ‪.‬ط ‪ 4.‬مصر ‪:‬ا كتبة التجارية ‪ .‬الكرل ‪.‬‬
‫ب كت ‪:‬بإشراؼ شركة ساي ‪. 137‬ق ‪ 1955‬ـ ‪.‬ج‪ 4‬ص‪. 155‬‬
‫‪ .37‬البهوي‪ ،‬م صور بن يونس ت ‪ 1051‬ق ‪:‬الركض ا ربع بشرح زاد ا ستق ع ‪ .‬ط ‪ 5.‬ب كت ‪ :‬عام الكتب ‪1405‬ق ‪1985‬‬
‫ـ ‪.‬ص ‪. 444‬‬
‫ا رداكم‪ ،‬ع ء الدين علي بن سليماف ت ‪ 885‬ق ‪:‬ا نصاؼ‬

‫معرفة الراجح من ا‬

‫ؼ على مذ ب ا ماـ ا بجل أ د‬

‫بن ح بل ‪.‬ط ‪ 1.‬صحح كحقق مد حامد الفقي ‪.‬ب كت ‪:‬دار إحياء ال اث ‪.‬العري ‪. 1377‬ق ‪ 1957‬ـ ‪.‬ج ‪ 10‬ص‬
‫‪.150‬‬

‫‪9‬‬

‫الرأم الثا ‪:‬توسيع دائرة ا دكد لتشمل كل عقوبة مقدرة‪ ،‬من غ تفريق ب ما كاف‬
‫حقا ه‪ ،‬كحقا ل دمي‪ ،‬فهي بذلك تشمل القصاص ‪.‬ك ذا و رأم الشافعية كا ابلة‪.‬‬
‫كالرأم الراجح ع د الباحث ‪ :‬و الرأم الذم يوسع دائرة ا دكد لتشمل القصاص‪ ،‬أما‬
‫حدكدا دكف أف يدخل فيها القصاص‪ ،‬فهو عرؼ كاصط ح‬
‫تسمية عقوبات بعي ها‬
‫ن‬
‫جرل علي الفقهاء‪ ،38‬كلك غ مسلم ب ا ف كل ما كن بسبب تسمية ا د‪ ،‬حدا ‪،‬‬
‫موجود‬

‫القصاص‪:‬‬

‫‪ .1‬فعقوبة القصاص عقوبة حدد ا الشارع كقدر ا‪ ،‬كا د‪.‬‬
‫‪ .2‬ف القصاص كا د ع من ارتكاب ا رائم كقول تعا ‪ ٗ :‬كلكم‬

‫القصاص‬

‫حيوة يأك ا لباب لعلكم تتقوف ٕ‪.39‬‬
‫‪ .3‬ككلمة ا د ا مع كاسعا فمحارـ اه كما حدد الشارع كقدر كا واريث كتزكيج‬
‫ا ربع تسمى با دكد كهى عن تعديها‪ٗ:‬‬
‫‪      ‬‬
‫‪40‬‬

‫‪ .38‬ابن تيمية‪ ،‬تقي الدين أ د بن عبد ا ليم ‪:‬السياسة الشرعية‬
‫كال شر‪ 1969 .‬ـ ‪.‬ص‪.116‬‬
‫‪ .39‬البقرة ‪179 :‬‬
‫‪ .40‬البقرة ‪229 :‬‬

‫‪10‬‬

‫‪       ‬‬

‫ٕ‪.‬‬

‫إص ح الراعي كالرعية ‪.‬ط‪ . 4‬ب كت ‪:‬دار ا عرفة ‪.‬للطباعة‬

‫‪ .4‬كوف القصاص من حق ا فراد‪ ،‬يعطي ا ا خاصا متميزا عن ا دكد ‪ ،‬إذ صلة‬
‫ب تسمية العقوبة با د ككوها حقا ه أك الفرد‪. 41‬‬
‫كيطلق ا د كذلك على ا حكاـ الشرعية من أمر كهي‪ ،‬فا د‬
‫اصط ح الفقهاء‪ ،‬فإن يراد ب‬

‫م‬

‫لساف الشارع أعم‬

‫ذ العقوبة تارة‪ ،‬كيراد ب نفس ا اية تارة‬

‫أخرل ‪.42‬‬
‫الفرع الثالث ‪ :‬اارتباط بين المعنى اللغوي والمعنى ااصطاحي‬
‫من خ ؿ التعريفات ك الشرح يتب ل ا ا سبق أ ٌف اؾ ارتباطنا كثي نقا ك قويا ب ا ع‬
‫اللغوم للحد كمع ا ا صط حي ‪:43‬‬

‫‪ .41‬عامر‪ ،‬عبد العزيز ‪:‬التعزير‬

‫الشريعة ا س مية ‪.‬ط‪ . 4‬دار الفكر العري ‪.‬ص‪. 78‬‬

‫‪ .42‬ه سي‪ ،‬أ د فتحي ‪:‬السياسة ا ائية‬

‫الشريعة ا س مية ‪.‬ط‪ . 2‬القا رة‪ ،‬ب كت ‪:‬دار الشركؽ‪ 1409 .‬ق ‪ 1988‬ـ ‪ .‬ص‬

‫‪.239‬‬
‫‪ .43‬الشوكا ‪ ،‬مد بن علي بن مد ت ‪ 1250‬ق ‪:‬نيل ا كطار شرح م تقى ا خبار‪.‬الطبعة ا خ ة ‪.‬مصر ‪:‬شركة كمطبعة‬
‫مصطفى الباي ا ل كأك د ‪.‬ج‪ 7‬ص ‪ . 98‬الكاسا ‪:‬بدائع الص ائع ‪.‬ج‪ 7‬ص ‪ . 33‬الفادا ‪ ،‬أبو الفيض مدياس‬
‫عيسى ‪:‬الفوائد ا ية حاشية ا وا ب الس ية شرح الفرائد البهية‬

‫نظم القواعد الفقهية‬

‫ا شبا كال ظائر على مذ ب‬

‫الشافعية ‪.‬ط‪ . 2‬ب كت ‪:‬دار البشائر ا س مية‪ 1417 .‬ق ‪ 1996‬ـ ‪.‬ج‪ 2‬ص ‪ . 133‬ا ص ‪ ،‬تقي الدين أبو بكر مد‬
‫ت ‪ 829‬ق ‪:‬كفاية ا خيار‬

‫حل غاية ا ختصار ‪.‬ط ‪. 2‬ب كت ‪:‬دار ا عرفة ‪.‬ج‪ 2‬ص ‪ . 110‬أبو ز رة ‪:‬العقوبة ‪.‬ص ‪84‬‬

‫‪ .‬ابن حجر‪ ،‬شهاب الدين أ د بن علي بن مد العسق‬

‫ت ‪ 852‬ق ‪ :‬فتح البارم بشرح البخارم ‪.‬الطبعة ا خ ة ‪.‬‬

‫مصر ‪:‬مطبعة مصطفى الباي ا ل ‪.‬ج ‪ 15‬ص ‪ .61‬بدكف س ة طباعة‪.‬‬

‫‪11‬‬

‫‪ .1‬فا دكد ع ا ا من أف يعود إ مثل فعل ك ع غ من ا قداـ على ذ‬
‫ا فعاؿ ا وجبة للعقوبة‪.‬‬
‫‪ .2‬ك ا دكد عقوبة مقدرة ييزاد عليها ك يي قص م ها ‪ ،‬ك كذلك ا دكد هايات‬
‫هى اه عن تعديها‪.‬‬
‫الفرع الرابع ‪:‬أنواع الحدود‬
‫قد اختلف الفقهاء قد نا كحديثنا‬

‫ديد عدد ا دكد فم هم ا وسع من دائرها كم هم‬

‫ا ضيق ‪ .‬فا تفق علي ع د ا مهور كما جاء‬

‫فتح البارم ستة ك ي ما تتعلق برعاية‬

‫ا قاصد الضركرية ا مسة‪ ،‬ك ذ ا دكد ي ‪:44‬‬
‫‪ .1‬حد الزنا ‪ :‬فظ ال سل‪.‬‬
‫‪ .2‬حد القذؼ‪ :‬فظ العرض‪.‬‬
‫‪ .3‬حد السرقة ‪ :‬فظ ا اؿ‪.‬‬
‫‪ .4‬حد ا مر سواءه سكر أك م يسكر ‪ :‬فظ العقل‪.‬‬
‫‪ .5‬حد ا رابة ما م يتب قبل القدرة علي ‪ :‬فظ ال فس كا اؿ كالعرض‪.‬‬
‫‪ .6‬حد الردة ‪ :‬فظ الدين‪.‬‬
‫أما بقية ا دكد فمختلف‪ 45‬فيها‪ ،‬لذا سأت اكؿ بالبحث فقط ا دكد ال سبق ذكر ا‪.‬‬
‫‪ .44‬ابن حجر ‪:‬فتح البارم ‪.‬ج ‪ 15‬ص‪. 61‬‬

‫‪12‬‬

‫اصطاحا‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬القصاص لغة و‬
‫ً‬
‫كبياف ذلك‬

‫الفركع اآتية‪:‬‬

‫الفرع اأول ‪:‬القصاص لغة‪:‬‬
‫القصاص مصدر مشتق من الفعل قص كمضارع يقص ‪ ،‬ك ذا الفعل يرد على عدة‬
‫معاف م ها‪:‬‬
‫كقص الشيء إذا تتبع أثر حيث قاؿ ا ق تبارؾ كتعا حكاية على لساف أـ موسى‬
‫علي الس ـ ‪:‬‬

‫ٗ كقالت خت قصي فبصرت ب عن ج ب ك م‬

‫يشعركف ٕ‬

‫‪46‬‬

‫ع تتبعي أثر لتعلم مستقر كمص ‪.‬‬
‫كيؤيد ذا ا ع قول تعا ‪ ٗ :‬فارتدا على آثارما قصصا ٕ‬

‫‪47‬‬

‫أم رجعا‬

‫نفس‬

‫الطريق ال سلكا ا يقصاف ا ثر كيتتبعان ‪ ،‬كنقل ذا ا ع إ القصاص‬

‫القتل ‪،‬‬

‫ككأف القاتل سلك طريقا من القتل ‪ ،‬فقص أثر ح م التعرؼ على طريقت‬

‫ارتكاب‬

‫ا ر ة ال قاـ ها ‪. 48‬‬
‫‪ .45‬ابن حجر ‪:‬فتح البارم ‪.‬ج ‪ 15‬ص‪. 61‬‬
‫‪ .46‬سورة القصص‪11:‬‬
‫‪ .47‬سورة الكهف ‪64 :‬‬
‫‪ .48‬انظر ‪ :‬لساف العرب ‪ ،‬ج‪ ، 7‬ص ‪. 76‬‬

‫‪13‬‬

‫القصاص مأخوذ من الفعل قص – قصص ‪ -‬ك ذا الفعل يرد على عدة معاف م ها‪:‬‬
‫‪ .1‬القطع ‪:‬يقاؿ قص الظفر أك الشعر‪ ، 49‬كم قوؿ الرجل ‪ :‬قص ف ف الشجرة ‪،‬‬
‫ع قطعها ‪ ،‬ك ي ا قراض مقصا لكون تقطع ب ا شياء من أقمشة كشعر‬
‫كصوؼ كغ ا ‪ .‬كجاء القصاص من ذلك ا ع ا ن يع أف يفعل بالفاعل‬
‫مثل ما فعل من القتل أك ا ركح ‪ ،‬فع دما نقوؿ قص ا اكم ف نا من ف ف ‪،‬‬
‫إذا اقتص ل م‬

‫ثل ما فعل من قبل فساد بعض ا عضاء أك القتل‬

‫‪50‬‬

‫‪ .2‬تتبع ا ثر كا ر ‪ :‬كالقصاص مأخوذ من إتباع ا ثر‪ ،‬كقص الشيء إذا تتبع أثر‬
‫حيث قاؿ ا ق تبارؾ كتعا حكاية على لساف أـ موسى علي الس ـ ‪ٗ :‬‬
‫كقالت خت قصي فبصرت ب عن ج ب ك م‬

‫يشعركف ٕا ع تتبعي أثر‬

‫لتعلم مستقر كمص ‪ ،‬كيؤيد ذا ا ع قول تعا ‪ ٗ :‬فارتدا على آثارما‬
‫قصصا ٕ‪ ،‬أم رجعا‬
‫ذا ا ع إ القصاص‬

‫نفس الطريق ال سلكا ا يقصاف ا ثر كيتتبعان ‪ ،‬كنقل‬
‫القتل ‪ ،‬م غلب استعمال‬

‫قتل القاتل‪ ،‬كجرح‬

‫ا ارح كقطع القاطع‪ .51‬ككأف القاتل سلك طريقان من القتل ‪ ،‬ف يقص أثر ح م‬

‫‪ .49‬الفيٌومي ‪:‬ا صباح ا‬

‫‪.‬ج‪ 2‬ص‪. 164‬‬

‫‪ .50‬انظر ‪ :‬ا عجم الوسيط ‪ ،‬ج‪ ، 2‬ص ‪. 740 ، 739‬‬
‫‪ .51‬الفيومي ‪:‬ا صباح ا ‪.‬ج‪ 2‬ص‪. 164‬‬

‫‪14‬‬

‫التعرؼ على طريقت‬

‫ارتكاب ا ر ة ال قاـ ها ‪ ، 52‬كالقصص ي ا خبار‬

‫ا تتبعة ‪. 53‬‬
‫مقاصة ك ا قتوؿ القاتل كاجركح ا ارح ك ي‬
‫‪ .3‬ا ماثلة كا ساكاة‪ :‬كالقصاص و ٌ‬
‫مساكات إيا‬

‫قتل أك جرح‪ ،‬م عي ٌم‬

‫كل مساكاة‪ .54‬كيسمى القصاص ىقوندا‪،‬‬

‫ف ا ا كاف يقاد ع د ت فيذ العقوبة علي بل كغ‬

‫‪.55‬‬

‫اصطاحا‬
‫الفرع الثاني ‪:‬القصاص‬
‫ً‬
‫ا ع ا صط حي للقصاص‬

‫تلف كث ا عن ا ع اللغوم‪ ،‬كيبدك ذلك من اكتفاء‬

‫كث من الفقهاء بالتعريف اللغوم فقط‪ ،‬إ أف اؾ بعض التعريفات م ها‪:‬‬
‫‪ .1‬و أف يفعل با ا مثل ما فعل ‪ ،56‬كا قصود با ا‬

‫ا و من ارتكب ج اية‬

‫فيها اعتداء على ال فس بالقتل أك ا رح أك إت ؼ بعض ا عضاء‪.‬‬
‫‪ .2‬معاقبة ا ا على جر ة القتل كالقطع كا رح عمدا ثلها‪. 57‬‬
‫‪ .52‬انظر ‪ :‬لساف العرب ‪ ،‬ج‪ ، 7‬ص ‪. 76‬‬
‫‪ .53‬الزحيلي‪ ،‬ك بة ‪:‬التفس ا‬

‫العقيدة كالشريعة كا هج ‪ .‬ط‪ . 1‬دمشق ‪ :‬دار الفكر ‪1411 .‬ق ‪ 1991‬ـ ‪.‬ج ‪ 20‬ص‬

‫‪ .66‬الز شرم‪ ،‬مود بن عمر ت ‪ 583‬ق ‪:‬أساس الب غة ‪ .‬قيق عبد الرحيم مود ‪ .‬ب كت ‪ :‬دار ا عرفة‪ 1399 .‬ق‬
‫‪1979‬ـ ‪.‬ص ‪ . 368‬بدكف رقم الطبعة‪.‬‬
‫‪ .54‬ا طرزم ‪:‬ا غرب‬

‫ترتيب ا عرب ‪.‬ج‪ 2‬ص‪. 182‬‬

‫‪ .55‬ابن م ظور ‪:‬لساف العرب ‪.‬ج‪ 7‬ص‪. 76‬‬
‫‪ .56‬ا رجا ‪ ،‬أبو ا سن‪ ،‬علي بن مد بن علي ت ‪ 816‬ق ‪:‬التعريفات ‪.‬بغداد ‪:‬دار الشؤكف الثقافية العامة ‪.‬ص‪. 99‬‬

‫‪15‬‬

‫أيضا ‪ :‬و أف يفعل بالشخص مثل ما فعل بغ من‬
‫‪ .3‬كمن تعريفات القصاص ن‬
‫كجو ا ذل ا سمي سواء أكاف الفعل قت أك دكن من ا ضرار ا سمية ‪.58‬‬
‫كقد كضح ابن حزـ ‪ 59‬أن‬
‫حيث قاؿ ‪":‬‬

‫فرؽ ب ا ع اللغوم كا صط حي‬

‫و‬
‫أحد‬
‫خ ؼب‬

‫تعريف القصاص‬

‫أف قطع اليد باليد‪ ،‬كالع بالع ‪ ،‬كا نف‬

‫صح يقي ا أف رسوؿ اه إذا أمر‬
‫كل ذلك يسمى قودا ‪ ،‬فقد ٌ‬
‫با نف‪ ،‬كال فس بال فس ٌ‬
‫القتل فما دكن مثل ما عمل و‪ ،‬سواءن‬

‫بالقود فإن إما أمرنا أف ييعمل با عتدم‬
‫ى‬
‫بسواء‪ ،‬ذا أمر تقتضي اللغة كالشريعة ‪.60‬‬

‫‪ .57‬الزرقا‪ ،‬مصطفى أ د ‪ :‬ا دخل الفقهي العاـ ‪.‬ط ‪ 10 .‬دمشق ‪:‬دار الفكر ‪. 1387‬ق ‪ 1968‬ـ ج‪ 2‬ص‪. 613‬‬
‫‪ .58‬ا ن‪ ،‬مصطفى ‪:‬البغا‪ ،‬مصطفى ‪:‬الفق ا هجي على مذ ب الشافع م ‪.‬ط‪ . 2‬دمشق ‪ /‬ب كت ‪ :‬دار القلم ‪1413‬ق‬
‫‪1992‬ـ ‪ .‬ج‪ 3‬ص ‪ . 35‬زيداف‪ ،‬عبد الكر ‪:‬القصاص كالديات قي الشريعة ا س مية ‪.‬ط‪ . 1‬ب كت ‪:‬مؤسسة الرسالة‪.‬‬
‫‪1418‬ق ‪ 1998‬ـ‪ .‬ص‪. 11‬‬
‫عصر ‪ ،‬كانت ل الوزارة فانصرؼ ع ها إ العلم‪ ،‬يُ شب لسان‬

‫‪ .59‬ابن حزـ‪ ،‬أبو مد علي بن أ د بن سعيد‪ ،‬عام ا ندلس‬

‫بسيف ا جاج‪ ،‬عادا كث ه من الفقهاء‪ ،‬كاف شافعي ا ذ ب فانتقل إ مذ ب أ ل الظا ر‪ ،‬كمن مؤلفات ‪ :‬الفصل‬

‫ا لل‬

‫مبعدا عن بلد س ة ‪ 456‬ق‪.‬‬
‫كال حل ‪ ،‬ك ا يصاؿ إ فهم كتاب ا صاؿ‪ .‬تو‬
‫ن‬
‫ابن العماد‪ ،‬شهاب الدين أبو الف ح عبد ا ي بن أ د بن مد ت ‪ 1089‬ق ‪:‬شذرات الذ ب‬

‫أخبار من ذ ب‪ .‬ط‪. 1‬‬

‫قيق مود ا رناؤكط ‪.‬دمشق ب كت ‪ :‬دار ابن كث ‪ 1412‬ق ‪ 1991‬ـ ‪.‬ج‪ 5‬ص ‪ 239‬ب‪ . 241‬الزركلي‪ ،‬خ الدين‪:‬‬
‫ا ع ـ قاموس تراجم شهر الرجاؿ كال ساء من العرب كا ستعرب كا ستشرق ‪ .‬ط‪ . 5‬ب كت ‪ :‬دار العلم ‪ .‬للم ي ‪.‬‬
‫‪1980‬ـ ج‪ 4‬ص‪. 254‬‬
‫‪ .60‬ابن حزـ‪ ،‬أبو مد علي بن أ د بن سعيد ت ‪ 456‬ق ‪:‬احلى ‪.‬ط ‪ 1.‬قيق ة إحياء ال اث العري ‪ .‬ب كت ‪ :‬دار ا يل ‪.‬‬
‫كدار اآفاؽ ا ديدة ‪.‬ج ‪ 10‬ص‪. 285‬‬

‫‪16‬‬

‫الفرع الثالث ‪:‬أنواع القصاص‬
‫ي قسم القصاص إ نوع ‪:‬‬
‫‪ .1‬قصاص‬

‫ال فس ‪:‬ك و عقوبة أصلية للقتل العمد‪.‬‬

‫‪ .2‬قصاص فيما دكف ال فس ‪:‬ك و القصاص ا ركح‪ ،‬كقطع ا طراؼ‪ ،‬ك و عقوبة‬
‫عمدا‪.‬‬
‫أصلية ل عتداء على ما دكف ال فس ن‬
‫كالقصاص ليس كاجبنا‬

‫كل قتل أك جرح أك قطع ‪ ،‬بل ب بشركط معي ة‬

‫ك ا عتدل علي ك فعل ا عتداء ‪.61‬‬
‫الفرع الرابع‪ :‬الفروق بين الحدود و القصاص‬
‫‪ .1‬ا دكد جاءت عقوباها ددة كمقدرة من اه تعالىفالسارؽ تقطع‬
‫يد أما القصاص ففي الت ويع كا ختيارفالقاتل إما أف يقتل أك يدفع‬
‫الدية أك يعفى ع ‪.‬‬
‫‪ .2‬ا غلب‬

‫ا دكد و حق اه‪ ،‬بي ما ا غلب‬

‫القصاص كالديات‬

‫و حق اآدمي‪.‬‬
‫‪.3‬‬

‫تصح الشفاعة‬

‫ا دكد بعد بلوغها ا ماـ‪ ،‬بي ما القصاص كالدية‬

‫وز فيهما الشفاعة مطلقا ‪.‬‬
‫‪ .61‬الزرقا‪: ،‬ا دخل الفقهي العاـ ‪.‬ج‪ 2‬ص ‪ . 615‬ك الكاسا ‪:‬بدائع الص ائع ‪.‬ج‪ 7‬ص ‪ 233‬ب‪. 234‬‬

‫‪17‬‬

‫ا عتدم‪.‬‬

‫‪ .4‬ا دكد‬

‫تقبل العفو ك‬

‫وز الت ازؿ‬

‫القاضي كإف كاف باتفاؽ ك الطرف‬

‫ا دكد ما داـ ا مر كصل إ‬

‫ها حق ه ‪ ،‬بي ما يشرع العفو عن‬

‫القصاص كالدية‪.‬‬
‫‪.5‬‬

‫تصح ا صا ة عن ا دكد‪ ،‬بي ما تصح ا صا ة عن القصاص كالدية‪.‬‬

‫‪ .6‬ا دكد تورث ها حق ه‪ ،‬كحق القصاص كالدية يورث ن حق آدمي ‪.‬‬
‫‪ .7‬إذا تاب ا ذنب‬

‫ا دكد قبل القدرة علي فل أف يس على نفس ك ي فذ‬

‫علي ا د‪ ،‬ك ب علي فقط أف يؤدم ما مع من حقوؽ اآدمي ‪ ،‬أما‬
‫ا ايات ف ترأ ذمت ح يسلم نفس للحاكم ح يقتص م ‪.‬‬
‫‪ .8‬يشرع للحاكم‬

‫ا دكد أف يعرض على ا ذنب الرجوع عن إقرار إذا سلم‬

‫نفس للحاكم اختياران كظهرت م بوادر التوب ‪ ،‬ك يشرع مثل ذلك‬
‫القصاص‪.‬‬
‫الفرع الخامس ‪ :‬حكم إقامة الحدود الشرعية‬
‫قاؿ شيخ ا س ـ‪ :62‬خاطب اه ا ؤم‬

‫با دكد كا قوؽ خطابا مطلقا كقول‬

‫‪ ٗ:‬كالسارؽ كالسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء ا كسبا نكا من اه ٕ‪ ، 63‬كقول ‪ٗ:‬‬
‫‪ .62‬موع فتاكل ابن تيمية ‪138/9‬‬

‫‪18‬‬

‫الزانية كالزا فاجلدكا كل كاحد م هما مئة جلدة ك تأخذكم هما رأفة‬
‫ٕ‬

‫‪64‬‬

‫دين اه‬

‫‪ ،‬كقول ‪ ٗ :‬كالذين يرموف احص ات م م يأتوا بأربعة شهداء فاجلدك م‬

‫ان جلدة ٕ ‪65‬ا لكن قد علم أف ا خاطب بالفعل‬
‫كالعاجزكف‬

‫بد أف يكوف قادرا علي‬

‫ب عليهم‪ ،‬كقد علم أف ذا فرض على الكفاية‪ ،‬ك و مثل ا هادا‬

‫بل و نوع من ا هادا فقول ‪ ٗ :‬كتب عليكم القتاؿ ٕ‪ ، 66‬كقول ‪ ٗ :‬كقاتلوا‬
‫سبيل اه الذين يقاتلونكم ٕ‪ ، 67‬كقول ‪ ٗ:‬إ ت فركا يعذبكم ٕ‬

‫‪68‬‬

‫ك و ذلك‬

‫و فرض على الكفاية من القادرين ك " القدرة " ي السلطاف ا فلهذا ‪ :‬كجب‬
‫إقامة ا دكد على ذم السلطاف كنواب ‪.69‬‬
‫لقد شرع اه تعا ا دكد ل نزجار عما يتضرر ب العباد‪ ،‬كصيانة دار ا س ـ عن‬
‫الفساد كالطهر من الذنبا ليست كم أصلي قامة ا دا ها صل بالتوبة‬

‫‪ 63‬ا ائدة‪38 :‬‬
‫‪64‬ال ور‪2 :‬‬
‫‪65‬ال ور‪4 :‬‬
‫‪ .66‬البقرة‪216 :‬‬
‫‪ .67‬البقرة‪190 :‬‬
‫‪ .68‬التوبة‪39 :‬‬
‫‪ .69‬موع فتاكل ابن تيمية ‪.138/9‬‬

‫‪19‬‬

‫بإقامة ا د‪ ،‬ك ذا يقاـ ا د على الكافر ك طهرة ل ‪.70‬‬
‫إف حق ا ماـ‬

‫إسقاط ا د إذا كجد ا سقط خاص ا و حق ه تعا ‪ ،‬أك ما‬

‫يغلب في حق اه‪ ،‬كحد الزنا كالسرقة كالشرب كا رابةا أما ما و حق للعبد‪ ،‬أك‬
‫يغلب في حق العبد فليس ل ماـ إسقاط ‪ ،‬كإما يكوف ا سقاط من صاحب ا قا‬
‫ككج ذلك كما يقوؿ الفقهاء ‪ :‬أف حقوؽ اه تعا مب ية على التسامح كالعفو‪،‬‬
‫فإذا كجد ما يسقطها‪ ،‬فا ماـ نائب‬

‫ا ستيفاء ق اه تعا فل إسقاطها‪ .‬أما‬

‫حقوؽ العباد‪ ،‬فإف مب ا ا على الشح كالضيق‪ ،‬كالعبد اجة إ استيفاء حق ‪،‬‬
‫فيتوقف ا ستيفاء على طلب ‪.71‬‬
‫كما إف ا دكد الشرعية كما كجبت ب ص شرعي‪ ،‬تسقط بعد كجوها كثبوها ع د‬
‫ا ماـ إ ب ص شرعي‪ ،‬أك إ اع‪ ،‬ف بد فيها من التوقيف أك ا تفاؽ‪ ،‬ف‬
‫فيها ل واء الشخصية‪ ،‬كا غراض الدنيوية‪ ،‬كليس لذلك سبيل‬
‫كجوب ‪ .‬كمن ا شرع التثبت‬

‫اؿ‬

‫إسقاط حد أك‬

‫ا كم على من فعل ما يوجب ا د ا فشرع‬

‫ا قرار الصريح‪ ،‬كتعدد الشهود كا ماـ م دكب إ ا ستفسار عن كل ا بسات‬

‫‪ .70‬ا رجع السابق‬
‫‪ .71‬مسقطات ا دكد‬

‫الشريعة ا س مية [رسالة ماجست ى د‪ .‬إبرا يم بن ناصر بن مد ا مود موقع ا س ـ اليوـ ب‬

‫‪http://islamtoday.net/questions/show_ResearchScholar_content.cfm?Res_ID=226‬‬

‫‪20‬‬

‫ا مك ة قبل إصدار ا كما ك ذلك تعظيم حكاـ اه‪ ،‬ككقوؼ ع د حدكد ‪،‬‬
‫كاح اـ قوؽ ا نسافا لئ يؤخذ الرمء بذنب غ ‪ ،‬كلئ يعاقب من يستحق‬
‫العقوبة‪ .72‬إف العقوبات الشرعية ا قدرة تتفاكت من حيث ا ق الغالب فيها ‪ ،‬فقد‬
‫يكوف ا عتداء فيها على حق ا ماعة‪ ،‬كأمر اه كشرع غالبنا‪ ،‬ففي ذ ا الة‬
‫يكوف الغالب فيها حق اه تعا ‪ ،‬فيجب استيفاؤ ك‬

‫ل حد إسقاط ا كقد‬

‫يكوف ا عتداء فيها –غالبناب ص ا فراد‪ ،‬كحقوؽ العباد‪ ،‬فيكوف حق العبد و‬
‫الغالب‪ ،‬كفيها حق ه‪ ،‬ك و‪ :‬الفة أمر ‪ ،‬كتعدم حدكد ‪ ،‬فمصلحة العقوبة فيها‬
‫تعود إ ا فراد‪ ،‬ك‬
‫كركد ال صوص الشرعية‬

‫ذ ا الة يصح للعبد إسقاط ا د‪ ،‬كما‬

‫حد القذؼ ‪ .‬إف‬

‫كجوب ت فيذ ا دكد مع ا أف ا ماـ ملزـ باستيفاء ا د‪،‬‬

‫إذا توفرت الشركط كانتفت موانع ‪ .‬ككركد ال ص القطعي‬

‫كجوب استيفاء ا د‪،‬‬

‫ع كركد ا سقاط على تلك ا دكد‪ ،‬فإذا طرأ على ا د ما يسقط ‪ ،‬كترجح لدل‬
‫ا ماـ إسقاط ‪ ،‬فل ذلك سواء قبل ا كم أـ بعد ‪.‬‬

‫‪ .72‬ا رجع السابق‪.‬‬

‫‪21‬‬

‫المطلب الثالث ‪:‬التعزير وفيه الفروع اآتية‬
‫الفرع اأول ‪:‬التعزير لغة‬
‫التعزير يأي ع عزر العزر‪ :‬اللوـ‪ .73‬كالتعزير الضرب دكف ا د عة ا ا من ا عاكدة‬
‫كردع عن معصية قاؿ الشاعر‪:‬‬
‫كليس بتعزير ا م خزاية علي إذا ما ك ت غ مريب‬
‫كقيل‪ :‬و أشد الضرب ‪ ،‬كعزر ‪ :‬ضرب ذلك الضرب‪.‬‬
‫ك العزر‪ :‬اللوـ‪ ،‬عزر ب يعزر ‪ ،‬كعزر ‪ ،‬كالتعزير الضرب‪ 74‬دكف ا د أك و أشد الضرب‬
‫كالتفخيم كالتعظيم‪ ،‬ضد ا عانة كالعزر كال بية كال صر كالعزر كالضرب‪ :‬ا ع كال كاؿ‬
‫كا جبار على ا مر كالتوقيف على باب الدين كالفرائض كا حكاـ ‪ ،‬ك تأكيل بأف تردكا‬
‫ع هم أعداء م‪ ،‬كال صرة إذا كجبت ‪ ،‬فالتعظيم داخل فيها‪ ،‬ف نصرة ا نبياء ي‬
‫ا دافعة ع هم كالذب عن دي هم كتعظيمهم كتوق م‪ .‬كما قاؿ اه‪ ٗ :‬لتؤم وا باه‬

‫‪73‬ب لساف العرب مادة عزر ؤ‪226/6‬أ‪.‬‬
‫‪ .74‬القاموس احيط مادة العزر ؤ‪563‬أ‪.‬‬

‫‪22‬‬

‫كرسول كتعزرك كتوقرك كتسبحو بكرة كأصي‬

‫ٕ‪، 75‬‬

‫تعزرك ‪ ،‬أم ‪:‬ت صرك بالسيف‪ .‬كمن‬

‫أيضا التأديب‪ ،‬ك ذا يسمى الضرب دكف ا د تأديبا‪. 76‬‬
‫معاني ن‬
‫اصطاحا‬
‫الفرع الثاني ‪:‬التعزير‬
‫ً‬
‫قد اختلفت العبارات ع د الفقهاء‬
‫‪ .1‬إن عقوبة غ مقدرة‬

‫‪77‬‬

‫تعريف التعزير‪:‬‬

‫‪.‬‬

‫‪ .2‬تأديب دكف ا د‪.78‬‬
‫‪ .3‬تأديب على ذنوب م تشرع فيها ا دكد‪. 79‬‬
‫أيضا ‪:‬إن تأديب على كل معصية حد فيها ك كفارة‬
‫‪ .4‬ن‬

‫‪80‬‬

‫سواء أكانت حقا‬

‫ه أـ آدمي‪ .81‬ك ذا أرجح التعريف ع دم ك أميل إلي لشموليت ‪.‬‬

‫‪ .75‬سورة الفتح ‪9 :‬‬
‫‪ .76‬ا ز رم‪ ،‬أبو م صور مد بن أ د ت ‪ 370‬ق ‪:‬معجم هذيب اللغة ‪.‬ط ‪ 1.‬قيق رياض زكي قاسم ‪.‬ب كت ‪ :‬دار ا عرفة‪.‬‬
‫‪1422‬ق ‪ 2001‬ـ ‪.‬ج‪ 3‬ص ‪ . 2420‬ابن فارس ‪:‬معجم ا قاييس‬

‫اللغة ‪.‬ص‪. 771‬‬

‫‪ .77‬السرخسي‪ ،‬مس الدين ‪:‬ا بسوط ‪.‬ط‪ . 1‬ب كت ‪:‬دار الكتب العليمة‪1414 .‬ق ‪ 1999‬ـ ‪.‬اجلد ا امس ‪.‬ج‪ 9‬ص‪. 36‬‬
‫‪ .78‬ابن ا ماـ ‪:‬شرح فتح القدير ‪.‬ج‪ 5‬ص ‪ 345 .‬سعدم جل ‪ ،‬سعد اه بن عيسى ‪:‬حاشية سعدم جل ‪ .‬ج‪ 5‬ص‪ 344‬ب‬
‫‪345‬مطبوع مع شرح فتح القدير ‪ .‬ابن عابدين ‪:‬رد احتار على الدر ا ختار ‪.‬ج‪ 3‬ص‪. 177‬‬
‫‪ .79‬ا اكردم‪ ،‬أبو ا سن علي بن مد بن حبيب ت ‪ 450‬ق ‪:‬ا حكاـ السلطانية كالو يات الدي ية ‪.‬ب كت ‪:‬دار الكتب العلمية‬
‫‪ 1398 .‬ق ‪ 1978‬ـ ‪ .‬بدكف طبعة ‪ .‬ص‪.236‬‬

‫أبو يعلى ‪ :‬مد بن ا س الفراء ا بلي ت ‪ 458‬ق ‪:‬ا حكاـ ‪.‬‬

‫السلطانية ‪ .‬قيق مد حامد الفقي ‪.‬ب كت ‪:‬دار الفكر ‪.‬ص‪. 279‬‬

‫‪23‬‬

‫الفرع الثالث ‪:‬حق اه وحق العبد في التعزير‬
‫التعزير كالعقوبات ا قدرة‪ ،‬بعضها حق ه‪ ،‬كبعضها حق للعبد‪ .82‬كمن أمثلة التعزير‬
‫الذم و حق ه ‪:‬التعزير‬

‫مقدمات ما في حد ‪ :‬كتقبيل أج بية‪ ،‬كسرقة ما قطع‬

‫في ‪.83‬‬
‫كم أيضا تعزير من اشتهر بالقتل كالفساد كلو عفا ع ك الدـ‪ ،‬كتعزير مركجي الفساد‬
‫كا تاجرين با مور كإف م يشربو ا‪ ،‬كمن يغشوف البضائع‪ ،‬أك يفسدكف أطعمة ال اس أك‬
‫تكركها كغ ا ا يسبب لل اس الضيق كا رج‪. 84‬‬
‫كمن أمثلة التعزير الذم و حق ل فراد ‪:‬الشتم كالضرب‪ ، 85‬كم التعزير‬

‫جر ة من‬

‫جرائم ا عتداء على ال فس أك ما دكف ال فس إذا شرع ها كلك ها م تكتمل لسبب‬
‫خارج عن إرادة ا ا ‪. 86‬‬
‫‪ .80‬الشربي ‪:‬مغ احتاج ‪.‬ج‪ 4‬ص ‪ 191 .‬ابن ال جار‪ ،‬تقي الدين مد بن أ د الفتوحي ا بلي ‪ :‬م تهى ا ر ادات ‪.‬القا رة ‪:‬‬
‫دار ا يل ‪.‬ج‪ 2‬ص‪. 478‬‬
‫‪ .81‬الشربي ‪:‬مغ احتاج ‪.‬ج‪ 4‬ص‪. 191‬‬
‫‪ .82‬ابن ا ماـ ‪:‬شرح فتح القدير ‪.‬ج‪ 5‬ص ‪ . 346‬الشربي ‪ :‬مغ احتاج ‪.‬ج‪ 4‬ص ‪ . 191‬أبو ز رة ‪:‬العقوبة ‪.‬ص‪.78‬‬
‫‪ .83‬االشربي ‪:‬مغ احتاج ‪.‬ج‪ 4‬ص‪. 191‬‬
‫‪ .84‬أبو ز رة ‪:‬العقوبة ‪.‬ص‪. 79‬‬
‫‪ .85‬ا اكردم ‪:‬ا حكا�

Dokumen yang terkait

عيزوتةكرتشملا لاوملأا توزيع الأموال المشتركة بين الزوجين بعد فصل الزواج في الفقو الإسلامي )دراسة نقدية على كتاب مجموعة الأحكام الإسلامية، رقم : 9، في إندونيسيا( قدمت ىذه الرسالة لتكملة شروط الحصول على شهادة ماجستير الشريعة الإسلامية في قسم الفقو وأصولو T

0 4 13

لوﻷا بﺎﺒﻟا الأعیاد والولائم في إندونیسیا أحكامھا وآدابھا في الفقھ الإسلامي قدمت هذه الرسالة لتكملة شروط الحصول على شهادة الماجستير في الشريعة الإسلامية Holiday and wedding party in Indonesia, law and courtesies in review of Islamic fiqih.

0 3 13

الولأا لصفل الحدود تدرأ بالشبهات وتطبيقاتها في القتل في الدفاع عن المعتدي قدمت ىذه الرسالة استكمالا ب٤تطلبات نيل درجة اب٤اجستبّ في الشريعة الإسلبمية Cancelled the punishment because of syubuhat andapplied for person who killed caused protected self.

0 2 8

:ثلاثلا لصفلا الحدود تدرأ بالشبهات وتطبيقاتها في القتل في الدفاع عن المعتدي قدمت ىذه الرسالة استكمالا ب٤تطلبات نيل درجة اب٤اجستبّ في الشريعة الإسلبمية Cancelled the punishment because of syubuhat andapplied for person who killed caused protected self.

0 1 32

تايلآا سرهف الحدود تدرأ بالشبهات وتطبيقاتها في القتل في الدفاع عن المعتدي قدمت ىذه الرسالة استكمالا ب٤تطلبات نيل درجة اب٤اجستبّ في الشريعة الإسلبمية Cancelled the punishment because of syubuhat andapplied for person who killed caused protected self.

0 1 33

ناسحتسلاادنع الاستحسان عند الحنفية وتطبيقو في عقد البيع )دراسة تٖليلية مقارنة( قدمت ىذه الرسالة استكمالا ت١تطلبات نيل درجة ات١اجستتَ الشريعة الإسلبمية جامعة سوراكرتا المحمدية Al-Istihsan According To Madzhab Hanafiya And It’s Application In The Contract O

0 5 10

ثحبلا ةمدقم الاستحسان عند الحنفية وتطبيقو في عقد البيع )دراسة تٖليلية مقارنة( قدمت ىذه الرسالة استكمالا ت١تطلبات نيل درجة ات١اجستتَ الشريعة الإسلبمية جامعة سوراكرتا المحمدية Al-Istihsan According To Madzhab Hanafiya And It’s Application In The Contract Of

0 4 8

لولأا لصفلا : الاستحسان عند الحنفية وتطبيقو في عقد البيع )دراسة تٖليلية مقارنة( قدمت ىذه الرسالة استكمالا ت١تطلبات نيل درجة ات١اجستتَ الشريعة الإسلبمية جامعة سوراكرتا المحمدية Al-Istihsan According To Madzhab Hanafiya And It’s Application In The Contract

0 4 55

عجارملارداصملاو الاستحسان عند الحنفية وتطبيقو في عقد البيع )دراسة تٖليلية مقارنة( قدمت ىذه الرسالة استكمالا ت١تطلبات نيل درجة ات١اجستتَ الشريعة الإسلبمية جامعة سوراكرتا المحمدية Al-Istihsan According To Madzhab Hanafiya And It’s Application In The Contrac

1 6 14

نرشنلل ص الاستحسان عند الحنفية وتطبيقو في عقد البيع )دراسة تٖليلية مقارنة( قدمت ىذه الرسالة استكمالا ت١تطلبات نيل درجة ات١اجستتَ الشريعة الإسلبمية جامعة سوراكرتا المحمدية Al-Istihsan According To Madzhab Hanafiya And It’s Application In The Contract Of Sa

0 4 21