PUBLIKASI PENDIDIKAN: Kumpulan Kitab Islam Klasik ƒΘΩñΩφπ 015
http://www.shamela.ws
تم إعداد هذا الملف آليا بواسطة المكتبة الشاملة
المجموع
النووي
سنة الولدة /سنة الوفاة
تحقيق
الناشر دار الفكر
سنة النشر 1997م
مكان النشر بيروت
عدد الجأزاء 1
يتمكن من ذبحه وجأب عليه قيمته مجروحا لنأه مات من
جأنايته وإن أدركه وتمكن من ذبحه فلم يذبحه حتى مات لم
يحل أكله ،لنأه ترك ذكاته في الحلق مع القدرة واختلف
أصحابنا في ضمانأه فقال أبو سعيد الصطخري :تجب عليه
قيمته مجروحا لنأه لم يوجأد من الول أكثر من الرمي الذي
ملك وهو فعل مباح وترك ذبحه إلى أن مات ،وهذا ل يسقط
الضمان كما لو جأرح رجأل شاة لرجأل فترك صاحبها ذبحها
حتى ماتت .والمذهب أنأه ل يجب عليه كمال القيمة ،لنأه
مات بسببين محظورين ،جأناية الثانأي وسراية جأرح الول ،
فالسراية كالجناية في إيجاب الضمان ،فيصير كأنأه مات من
جأناية اثنين ،وما هلك بجناية اثنين ل يجب على أحدهما
كمال القيمة ،وإذا قلنا بهذا قسم الضمان على الجانأبين ،
فما يخص الول يسقط عن الثانأي ،ويجب عليه الباقي
ونأبين ذلك في جأنايتين مضمونأتين ،ليعرف ما يجب على كل
واحد منهما ،فما وجأب على الول منهما من قيمته
اسقطناه عن الثانأي فنقول :إذا كان لرجأل صيد قيمته
عشرة فجرحه رجأل جأراحة نأقص من قيمته درهم ثم جأرحه
آخر فنقص درهم ،ثم مات ،ففيه لصحابنا ستة طرق أحدها
:وهو قول المزنأي أنأه يجب على كل واحد منهما أرش
جأنايته ،ثم تجب قيمته بعد الجنايتين بينهما نأصفين ،فيجب
على الول درهم ،وعلى الثانأي درهم ،ثم تجب قيمته بعد
الجنايتين وهي ثمانأية ،بينهما نأصفان على كل واحد منهما
أربعة ،فيحصل على كل واحد منهما خمسة ،لن كل واحد
منهما انأفرد بجنايته فوجأب عليه أرشها ثم هلك الصيد
بجنايتهما ،فوجأب عليهما قيمته .والثانأي :وهو قول أبي
إسحاق أنأه يجب على كل واحد منهما نأصف قيمته يوم
الجناية ونأصف أرش جأنايته ،فيجب على الول خمسة دراهم
ونأصف ،وسقط عنه النصف لن أرش الجناية يدخل في
النفس ،وقد ضمن نأصف النفس والجناية كانأت على
النصف الذي ضمنه ،وعلى النصف الذي ضمنه الخر ،فما
حصل على النصف الذي ضمنه يدخل في الضمان ،فيسقط
وما حصل على النصف الذي ضمنه الخر يلزم فيحصل عليه
خمسة دراهم ونأصف ،والخر جأزكر قيمته تسعة ،فيلزمه
نأصف قيمته أربعة ونأصف وأرش جأنايته درهم فيدخل نأصفه
في النصف الذي ضمنه ،ويبقى النصف لجأل النصف الذي
ضمنه الول ،فيجب عليه خمسة دراهم ،ثم يرجأع الول
على الثانأي ينصف الرش الذي ضمنه وهو نأصف درهم ،لن
هذا الرش وجأب بالجناية على النصف الذي ضمنه الول وقد
ضمن الول كمال قيمة النصف ،فرجأع بأرش الجناية عليه ،
كرجأل غصب
____________________
) (9/124
من رجأل ثوبا فخرقه رجأل ثم هلك الثوب ،وجأاء صاحبه
وضمن الغاصب كمال قيمة الثوب ،فإنأه يرجأع على الجانأي
بارش الخرق ،فيحصل على الول خمسة دراهم وعلى
الثانأي خمسة دراهم ،فهذا يوافق قول المزنأي في الحكم
وإن خالفه في الطريق .والثالث :وهو قول أبي الطيب بن
سلمة أنأه يجب على كل واحد منهما نأصف قيمته حال
الجناية ،ونأصف أرش جأنايته ،ويدخل النصف فيما ضمنه
صاحبه ،كما قال أبو إسحاق إل أنأه قال :ل يعود من الثانأي
إلى الول شيء ،ثم ينظر لما حصل على كل واحد منهما ،
ويضم بعضه إلى بعض ،وتقسم عليه العشرة فيجب على
الول خمسة دراهم ونأصف ،وعلى الثانأي خمسة دراهم ،
فذلك عشرة ونأصف ،فتقسم العشرة على عشرة ونأصف
فما يخص خمسة ونأصفا يجب على الول وما يخص خمسا ،
يجب على الثانأي .والرابع :ما قال بعض أصحابنا إنأه يجب
على الول أرش جأنايته ثم تجب قيمته بعد ذلك بينهما
نأصفين ول يجب على الثانأي أرش جأنايته ،فيجب على الول
درهم ثم تجب التسعة بينهما نأصفين على كل واحد منهما
أربعة دراهم ونأصف ،فيحصل على الول خمسة دراهم
ونأصف ،وعلى الثانأي أربعة دراهم ونأصف ،لن الول انأفرد
بالجناية ،فلزمه أرشها ثم اجأتمع جأناية الثانأي وسراية الول
،فحصل الموت منهما فكانأت القيمة بينهما .والخامس :ما
قال بعض أصحابنا إن الرش يدخل في قيمة الصيد ،فيجب
على الول نأصف قيمته حال الجناية ،وهو خمسة وعلى
الثانأي نأصف قيمته حال الجناية ،وهو أربعة ونأصف ،
ويسقط نأصف درهم قال :لنأي لم أجأد محل أوجأبه فيه .
والسادس :وهو قول أبي علي بن خيران ،وهو أن أرش
جأناية كل واحد منهما يدخل في القيمة ،فتضم قيمة الصيد
عند جأناية الول إلى قيمة الصيد عند جأناية الثانأي ،فتكون
تسعة عشر ،ثم تقسم العشرة على ذلك ،فما يخص عشرة
فهو على الول وما يخص تسعة فهو على الثانأي ،وهذا أصح
الطرق ،لن أصحاب الطرق الربعة ل يدخلون الرش في
بدل النفس ،وهذا ل يجوز لن الرش يدخل في بدل النفس
،وصاحب الطريق الخامس يوجأب في صيد قيمته عشرة ،
تسعة ونأصفا ،ويسقط من قيمته نأصف درهم ،وهذا ل يجوز
(1) .
____________________
-1الشرح :هذا الفصل مع الفصل الذي قبله والفصل الذي
بعده مرتبطة ،ومسائلها متداخلة ،وهي متشعبة ،وقد
لخصها الرافعي رحمه الله تعالى ،فأنأا إن شاء الله أنأقل ما
ذكره ،وأضم إليه ما تركه مع التنبيه على كلم المصنف
رحمه الله ،قال الرافعي :الشترا
) (9/125
في الصيد والزدحام عليه له أربعة أحوال :الحال الول :أن
يتعاقب جأرحان من اثنين ،فالول منهما إن لم يكن مذففا
ول مزمنا ،بل بقي على امتناعه ،وكان الثانأي مذففا أو
مزمنا فالصيد للثانأي ول شيء له على الول بجراحته ،وإن
كان جأرح الول مدفقان فالصيد للول وعلى الثانأي أرش ما
نأقص من لحمه وجألده برميه وإن كان جأرح الول مزمنا ملك
الصيد به ونأفصل في الثانأي ،فإن ذفف فقطع الحلقوم
والمرىء فهو حلل للول ،وعلى الثانأي للول ما بين قيمته
مذبوحا ومزمنا ،قال المام :إنأما يظهر التفاوت إذا كان
فيه حياة مستقرة .وإن كان متألما بحيث لو لم يذبح لهلك ،
فعندي أنأه ل ينقص منه بالذبح شيء ،فإن ذفف الثانأي ل
بقطع الحلقوم والمرىء أو لم يذفف ومات بالجرحين فهو
صيد ،وكذا الحكم لو رمى إلى الصيد فأزمنه ثم رمى إليه
ثانأيا وذفف ل بقطع المذبح ،ويجب على الثانأي كمال قيمة
الصيد مجروحا ،إن كان ذفف ،فإن كان جأرح ل يذفف ومات
بالجرحين ،ففيما يجب عليه كلم له مقدمة نأذكرها أول
وهي :إذا جأنى رجأل على عبد إنأسان أو بهيمته ،أو صيد
مملوك قيمته عشرة دنأانأير ،جأراحة أرشها دينار ثم جأرحه
آخر جأراحة أرشها دينار أيضا فمات بالجرحين ففيما يلزم
الجارحين ستة أوجأه مشهورة :أحدها :يجب على الول
خمسة دنأانأير ،وعلى الثانأي أربعة ونأصف لن الجرحين سريا
وصارا قتل ،فلزم كل واحد نأصف قيمته وهذا قول ابن
سريج ،وضعفه الصحاب ،لن فيه ضياع نأصف دينار على
المالك .والثانأي :قاله المزنأي وأبو إسحاق المروزي
والقفال يلزم كل واحد خمسة دنأانأير لن كل واحد كان أرش
جأنايته دينارا فلزمه ثم مات بجرحيهما فلزمهما باقي قيمته
وهي ثمانأية بينهما نأصفين فصار على كل واحد خمسة ،
وعلى هذا لو نأقصت جأناية الول دينارا وجأناية الثانأي
دينارين لزم الول أربعة ونأصف ولزم الثانأي خمسة ونأصف ،
ولو نأقصت جأناية الول دينارين وجأناية الثانأي دينارا انأعكس
،فيلزم الول خمسة ونأصف ويلزم الثانأي أربعة ونأصف ،
وضعف الصحاب هذا الوجأه أيضا ،لنأه سوى بينهما مع
اختلف قيمته حال أخذهما .والواجأه الثالث :حكاه إمام
الحرمين عن القفال أيضا أنأه يلزم الول خمسة ونأصف ،
والثانأي خمسة ،لن جأناية كل واحد نأقصت دينارا ثم سريا
والرش يسقط إذا صارت الجناية نأفسا ،فيسقط عن كل
واحد نأصف الرش لن الموجأود منه نأصف القتل ) واعترضوا
( على هذا بأن فيه زيادة الواجأب على المتلف ،وأجأاب
القفال بأن الجناية قد تنجر إلى إيجاب زيادة ،كمن قطع
يدي عبد ثم قتله آخر ) وأجأيب ( عنه بأن قاطع اليدين ل
شركة له في القتل ،بل القتل يقطع أثر القطع ويقع موقع
النأدمال ،وهنا بخلفه .والوجأه الرابع :قاله أبو الطيب بن
سلمة يلزم كل واحد نأصف قيمته يوم جأنايته ،
____________________
) (9/126
ونأصف الرش لكن ل يزيد الواجأب على القيمة ،فيجمع ما
لزمهما تقديرا ،وهو عشرة ونأصف ،وتقسم القيمة وهي
عشرة على العشرة والنصف ليراعي التفاوت بينهما ،
فيبسط أنأصافا فيكون إحدى وعشرين فيلزم الول إحدى
عشرة جأزءا من إحدى وعشرين جأزءا من عشرة ،ويلزم
الثانأي عشرة من إحدى وعشرين من عشرة وهو ضعيف
لفراد أرش الجناية عن بدل النفس .والوجأه الخامس :قاله
صاحب التقريب وغيره ،واختاره إمام الحرمين :يلزم الول
خمسة ونأصف ،والثانأي أربعة ونأصف ،لن الول لو انأفرد
بالجرح والسراية لزمه العشرة ،فل يسقط عنه إل ما لزم
الثانأي ،والثانأي إنأما جأنى على نأصف ما يساوي تسعة ،وفيه
ضعف أيضا .والوجأه السادس :قاله ابن خيران ،واختاره
صاحب الفصاح ،وأطبق العراقيون على ترجأيحه أنأه يجمع
بين القيمتين فيكون تسعة عشر فيتم عليه ما فوتا ،وهي
عشرة ،فيكون على المل عشرة أجأزاء من تسعة عشر جأزءا
من عشرة ،وعلى الثانأي تسعة أجأزاء من تسعة عشر جأزءا
من عشرة ،والله سبحانأه وتعالى أعلم .أما إذا كانأت الجناة
ثلثة ،وأرش كل جأناية دينار ،والقيمة عشرة ،فعلى
طريقة المزنأي يلزم كل واحد ثلثة وثلث ،وعلى الوجأه
الثالث يلزم الول أربعة منها ثلثة وثلث ،هي ثلث سهم
القيمة ،وثلثان هما ثلثا الرش ويلزم الثالث ثلثة منها
ديناران وثلث هي ثلث القيمة يوم جأنايته وثلثان هما ثلثا
الرش فالجملة عشرة وثلثان ،وعلى الوجأه الرابع توزع
العشرة على عشرة وثلثين ،وعلى الخامس يلزم الول
أربعة وثلث ويلزم الثانأي ثلثة ،والثالث ديناران وثلثان ،
وعلى السادس تجمع القيم فتكون سبعة وعشرين فتقسم
العشرة عليها .أما :إذا جأرح مالك العبد أو الصيد جأراحة ،
وأجأنبي أخرى ،فينظر في جأناية المالك أهي الولى أم
الثانأية ويخرج على الوجأه فتسقط حصته ،وتجب حصة
الجأنبي ،وعن القاضي أبي حامد المروذي أن المذكور في
الجنايتين على العبد هو فيما إذا لم يكن للجناية أرش مقدر ،
فإن كان فليس العبد فيها كالبهيمة والصيد المملوك ،حتى
لو جأنى على عبد غيره جأناية ليس لها أرش مقدر ،وقيمته
مائة ،فنقصت الجناية عشرة ،ثم جأنى آخر جأناية ل أرش لها
فنقصت عشرة أيضا ،ومات العبد منهما .فعلى الول
خمسة وخمسون ،وعلى الثانأي خمسون ،يدفع منها خمسة
إلى الول .قال :فلو قطع رجأل يد عبد قيمته مائة ،ثم
قطع آخر يده الخرى ،لزم الول نأصف أرش اليد وهو
خمسة وعشرون ،
____________________
) (9/127
ونأصف القيمة يوم جأنايته وهو خمسون ،ولزم الثانأي نأصف
أرش اليد خمسة وعشرون ،ونأصف القيمة يوم جأنايته وهو
أربعون ،فالجملة مائة وأربعون جأميعها للسيد لن الجناية
التي لها أرش مقدر يجوز أن يزيد واجأبها على قيمة العبد
كما لو قطع يديه فقتله آخر .هذا بيان المقدمة .ونأعود إلى
الصيد فنقول :إذا جأرح الثانأي جأراحة غير مذففة ومات
الصيد بالجرحين ،نأظر إن مات قبل أن يتمكن الول من
ذبحه لزم الثانأي تمام قيمته مزمنا لنأه صار ميتا بفعله
بخلف ما لو جأرح شاة نأفسه وجأرحها آخر وماتت .فإنأه ل
يجب على الثانأي إل نأصف القيمة ،لن كل واحد من
الجرحين هناك حرام والهلك حصل بهما ،وهنا فعل الول
اكتساب وذكاة ،ثم مقتضى كلم الصحاب أن يقال :إذا
كان الصيد يساوي عشرة غير مزمن وتسعة مزمنا لزم
الثانأي تسعة ،واستدرك صاحب التقريب فقال :فعل الول
وإن لم يكن إفسادا فيؤثر في الذبح ،وحصول الزهوق قطعا
فينبغي أن يعتبر ،فيقال :إذا كان غير مزمن يساوي عشرة
،ومزمنا تسعة ،ومذبوحا ثمانأية تلزمه ثمانأية ونأصف فإن
الدرهم أثر في فواته الفعلن فوزع عليهما قال المام :
وللنظر في هذا مجال ويجوز أن يقال المفسد يقطع أثر
فعل الول من كل وجأه والصح ما ذكره صاحب التقريب .
وإن تمكن من ذبحه فذبحه لزم الثانأي أرش جأراحته إن نأقص
بها ،وإن لم يذبحه وتركه حتى مات فوجأهان أحدهما :ل
شيء على الثانأي سوى أرش النقص ،لن الول مقصر
بترك الذبح وأصحهما :يضمن زيادة على الرش .ول يكون
تركه الذبح مسقطا للضمان كما لو جأرح رجأل شاته فلم
يذبحها مع التمكن ل يسقط الضمان فعلى هذا فيما يضمن
وجأهان :قال الصطخري :يضمن كمال قيمته مزمنا كما لو
ذهب بخلف ما إذا جأرح عبده أو شاته وجأرحه غيره أيضا ،
لن كل واحد من الفعل هناك إفساد ،والتحريم حصل بهما ،
وهنا الول إصلح والصح قول جأمهور الصحاب ل يضمن
جأميع القيمة بل هو كمن جأرح عبده وجأرحه غيره ،لن
الموت حصل بهما ،وكلهما إفساد أما الثانأي فظاهر ،وأما
الول فلن ترك الذبح مع التمكن يجعل الجرح وسرايته
إفسادا ،ولهذا لو لم يوجأد الجرح الثانأي فترك الذبح كان
الصيد ميتة ،فعلى هذا تجىء الوجأه في كيفية التوزيع على
الجرحين :فما هو في حصة الول يسقط وتجب حصة
الثانأي ،والله أعلم .الحال الثانأي :أن يقع الجرحان معا
فينظر إن تساويا في سبب الملك فالصيد بينهما ،وذلك بأن
يكون بكل واحد منهما مذففا أو مزمنا أو انأفردا وأحدهما
مذففا والخر مزمنا ،وسواء تفاوت الجرحان صغرا وكبرا أو
تساويا ،أو كانأا في المذبح أو في غيره أو أحدهما فيه ،
والخر في غيره ،وإن كان أحدهما مزمنا أو مذففا لو انأفرد
،والخر غير مؤثر ،فالصيد لمن ذفف أو
____________________
) (9/128
أزمن ،ول ضمان على الثانأي ،لن لم يجرح ملك الغير ،ولو
احتمل أن يكون الزمان بهما ،واحتمل أن يكون هذا دون
ذاك ،وذاك دون هذا ،فالصيد بينهما في ظاهر الحكم ،
ويستحب أن يستحل كل واحد منهما الخر تورعا ،ولو علمنا
أن أحدهما مذفف وشككنا هل الخر أثر في الزمان
والتذفيف أم ل قال القفال :هو بينهما فقيل له :لو جأرح
رجأل جأراحة مذففة وجأرحه آخر جأراحة ل يدري أمذففة هي
أم ل فسات فقال :يجب القصاص عليهما ،قال المام :
هذا بعيد ،والوجأه تخصيص القصاص بصاحب المذففة ،وفي
الصيد يسلم نأصفه لمن جأرحه مذففا ويوقف نأصفه بينهما
إلى المصالحة أو تبين الحال ،فإن لم يتوقع بيان جأعل
النصف الخر بينهما نأصفين ،والله سبحانأه أعلم .الحال
الثالث :إذا ترتب الجرحان وأحدهما مزمن لو انأفرد والخر
مذفف وارد على المذبح ،ولم يعرف السابق ،فالصيد حلل
،وإن اختلفا وادعى كل واحد أنأه جأرحه أول وأزمنه ،أو أنأه
له فلكل واحد تحليف الخر ،فإن حلف فالصيد بينهما ،ول
شيء لحدهما على الخر ،وإن حلف أحدهما فقط فالصيد
له ،وعلى الخر أرش ما نأقص بالذبح ،ولو ترتبا وأحدهما
مزمن والخر منفف في غير المذبح ولم يعرف السابق ،
فالمذهب الذي قطع به الجمهور أن الصيد حرام ،لحتمال
تقدم الزمان فل يحل بعده إل بقطع الحلقوم والمرىء ،
وقيل قولن كمسألة اليماء السابعة ،ووجأه الشبه اجأتماع
المبيح والمحرم والفرق على المذهب أنأه سبق هناك جأرح
يحال عليه ،فإن ادعى كل واحد أنأه أزمنه أول وأن الخر
أفسده ،فالصيد حرام ،ولكل واحد تحليف الخر ،فإن حلفا
فل شيء لحدهما على الخر ،وإن حلف أحدهما لزم الثانأي
كل قيمته مزمنا .ولو قال الجارح أول :أزمنته أنأا ،ثم
أفسدته أنأت بقتلك ،فعليك القيمة ،وقال الثانأي :لم تزمنه
أنأت بل كان امتناعه إلى أن رميته فأزمنته ،أو ذففته ،فإن
اتفقا على غير جأراحة الول وعلمنا أنأه ل يبقى امتناع معها
ككسر وكسر رجأل الممتنع بالعدو فالقول قول الول بل
يمين ،وإل فالقول قول الثانأي ،لن الصل بقاء المتناع ،
فإن حلف فالصيد له ول شيء على الول ،وإن نأكل حلف
الول واستحق قيمته مجروحا الجراحة الولى ،ول يحل
الصيد لنأه ميتة بزعمه ،وهل للثانأي أكله فيه وجأهان قال :
القاضي أبو الطيب :ل ،لن إلزامه القيمة حكم بكونأه ميتة ،
وقال غيره :له أكله لن النكول في خصومة الدمي ل تغير
الحكم فيما بينه وبين الله تعالى ،ولو علمنا أن الجراحة
المذففة سابقة على التي لو انأفردت لكانأت مزمنة فالصيد
____________________
) (9/129
حلل ،فإن قال كل واحد :أنأا ذففته فلكل واحد تحليف
الخر ،فإن حلفا كان بينهما وإن حلف أحدهما كان له وعلى
الخر ضمان ما نأقص .فرع :قال الشافعي رحمه الله
تعالى في المختصر :لو رماه الول والثانأي ووجأدنأاه ميتا
ولم يدر أجأعله الول ممتنعا أم ل لجعلناه بينهما نأصفين ،
وقال في الم :حل أكله وكان بينهما نأصفين واعترض عليه
فقيل :ينبغي أن يحرم هذا الصيد لجأتماع ما يقتضي الباحة
والتحريم والصل التحريم وعلى تقدير الحل ينبغي أن ل
يكون بينهما بل يكون لمن أثبته منهما ،واختلف الصحاب
في الجواب عن هذين العتراضين على ثلثة أوجأه أحدها :
ترك ظاهر كلم الشافعي ،وتسليم ما قاله المعترض
وتأويل كلم الشافعي وأما :قوله :إنأه يحل أكله ،فأراد به
إذا عقره أحدهما فأثبته ،ثم أصاب الثانأي محل الذكاة ،
فقطع الحلقوم والمرىء أو أثبتاه ولم يصر في حكم
الممتنع ،ثم أدركه أحدهما فذكاه فيحل أكله وأما :قوله :
إنأه بينهما فأراد إذا كانأت يدهما عليه ،ول يعلم مستحقه
منهما فيقسم بينهما .فأما :إذا وجأداه ميتا من الجراحتين
فل يحل أكله ،فإن اتفقا على أن الثانأي هو القاتل كان عليه
القيمة وإن اختلفا فيه حلف كل واحد منهما لصاحبه كما
سبق .قال أصحابنا :ول يمتنع التصوير فيما ذكرنأاه ،فقد
يجعل الشيء لثنين ،وإن كنا نأعلمه في الباطن لحدهما ،
كمن مات عن اثنين مسلم ونأصرانأي ادعى كل وحد أن أباه
مات على دينه والوجأه :الثانأي ترك ظاهر كلم الشافعي
أيضا وتأويله على أن مراده صيد ممتنع برجأله وجأناحه
كالحجل ،فأصاب أحدهما رجأله فكسرها وأصاب الخر جأناحه
فكسره ففيه وجأهان أحدهما :أنأه بينهما لن امتناعه حصل
بفعلهما وأصحهما :أنأه للثانأي ،لنأه كان ممتنعا بعد إصابة
الول .وإنأما زال امتناعه بإصابة الثانأي فكان له .فإن قلنا
:بينهما فالمسألة مفروضة فيه وإن قلنا :هو للثانأي لم
يعلم الثانأي منهما ويدهما عليه فكان بينهما .الوجأه الثالث :
وهو قول أبي إسحاق المروزي أن النص على ظاهره ،فإن
أزمناه ومات الصيد ولم يدر هل أثبته الول أم ل فالصل
بقاؤه على امتناعه إلى أن عقره الثانأي ،فيكون عقره ذكاة
،ويكون بينهما لحتمال الثبات من كليهما ،ول مزية
لحدهما ،قال صاحب البيان قإن قيل :قد قلتم الصل
بقاؤه على المتناع إلى أن رماه الثانأي .فكيف لم تزل يد
الول قلنا :هذا ل
____________________
) (9/130
ب يزال به حكم اليد ،ولهذا لو كان في يده شيء يدعيه حكم
له بذلك وإن كان الصل عدم الملك ،فدل على أن اليد أقوى
من حكم الصل ،ومن أصحابنا من قال :في حل هذا الصيد
قولن كمسألة اليماء السابقة والله سبحانأه أعلم .الحال
الرابع :إذا ترتبت الجرحان وحصل الزمان بهما ،وكل واحد
لو انأفرد لم يزمن فوجأهان أصحهما :عند الجمهور أو الصيد
للثانأي والثانأي :أنأه بينهما ورجأحه إمام الحرمين والغزالي
فإن قلنا :إنأه للثانأي أو كان الجرح الثانأي مزمنا لو انأفرد ،
فل شيء على الول بسبب جأرحه فلو عاد الول بعد إزمان
الثانأي وجأرحه جأراحة أخرى نأظر إن أصاب المذبح فهو حلل
،وعليه للثانأي ما نأقص من قيمته بالذبح ،وإل فالصيد حرام
.وعليه إن ذفف قيمته مجروحا بجراحته الولى وجأراحه
الثانأي ،وكذا إن لم يذفف ولم يتمكن الثانأي من ذبحه فإن
تمكن وترك الذبح عاد الخلف السابق ،فعلى أحد الوجأهين
ليس على الول إل أرش الجراحة الثانأية لتقصير المالك ،
وعلى أصحهما ل يقصد بالضمان عليه ،وعلى هذا فوجأهان :
أحدهما :يلزمه نأصف القيمة ،وخرجأه جأماعة على الخلف
فيمن جأرح عبدا مرتدا فأسلم ثم جأرحه سيده ثم عاد الول
وجأرحه ثانأيا ومات منهما ،وفيما يلزمه وجأهان أحدهما :
ثلث القيمة والثانأي :ربعها قاله القفال فعلى هذا هنا ربع
القيمة ،وعن صاحب التقريب أنأه يعود في التوزيع الوجأه
الستة السابقة ،واختار الغزالي وجأوب تمام القيمة ،
والمذهب التوزيع كما سبق والله تعالى أعلم .فرع :
العتبار في الترتيب ،والمفسد ،بالصابة ،ل ببدء الرمي
والله أعلم .فرع :لو أقام رجألن كل واحد منهما بينة أنأه
اصطاد هذا الصيد ففيه القولن في تعارض البينتين
أصحهما :سقوطها ،ويرجأع إلى قول من هو في يده .فرع
:لو كان في يده صيد فقال آخر :أنأا اصطدته ،فقال صاحب
اليد :ل علم لي بذلك ،قال بن كج :ول نأقنع منه بهذا
الجواب :بل يدعيه لنفسه أو ليسلمه إلى مدعيه .فرع :
قال ابن المنذر :لو أرسل جأماعة كلبهم على صيد فأدركه
المرسلون قتيل ،وادعى كل واحد أن كلبه القاتل ،قال أبو
ثور :إن مات الصيد بينهم فهو حلل ،فإذا اخلفوا فيه
وكانأت الكلب متعلقة به فهو بينها ،وإن كان مع أحد الكلب
فهو لصاحب هذا الكلب وإن كان قتيل والكلب نأابحة أقرع
بينهم ،وأعطى كل واحد حصته بالقرعة .وقال غير أبي ثور
:ل تجىء القرعة ،بل يوقف بينهم حتى يصطلحوا ،فإن
خيف فساده بيع ووقف الثمن بينهم حتى يصطلحوا ،هذا
كلم ابن المنذر .
____________________
) (9/131
قال المصنف رحمه الله تعالى :ومن ملك صيدا ثم خله
ففيه وجأهان أحدهما :يزول ملكه ،كما لو ملك عبدا ثم
أعتقه والثانأي :ل يزول ملكه كما لو ملك بهيمة ثم سيبها ،
وبالله التوفيق (1) .
____________________
-1الشرح :قال أصحابنا :إذا ملك صيدا ثم أفلت منه لم
يزل ملكه عنه بل خلف ومن أخذه لزمه رده إليه ،وسواء
كان يدور في البلد وحوله ،أو التحق بالوحوش .ول خلف
في شيء من هذا .ولو أرسله مالكه وخله ليرجأع صيدا كما
كان فهل يزول ملكه عنه فيه وجأهان مشهوران .ذكرهما
المصنف بدليلهما أصحهما :باتفاق الصحاب :ل يزول وهو
المنصوص ،كما لو أرسل بهيمته ونأوى إزالة ملكه عنها ،
فإنأه ل يزول بل خلف ولنأه يشبه سوائب الجاهلية ،وقد
قال الله تعالى } :ما جأعل الله من بحيرة ول سائبة ول
وصيلة ول حام { المائدة 103 :وفي المسألة وجأه ثالث ،
وهو قول أبي علي الطبري في الفصاح ،وحكاه الصحاب
عنه أنأه إن كان قصد بإرساله التقرب إلى الله تعالى زال
ملكه ،وإل فل ،والمذهب المنصوص أنأه ل يزول مطلقا .
قال أصحابنا :فإن قلنا :يزول ،عاد مباحا ،فمن صاده ملكه
وإن قلنا :ل يزول لم يجز لغيره أن يصيده إذا عرفه ،فإن
قال عند إرساله :أبحته لمن أخذه حصلت الباحة ،ول ضمان
على من أكله ،لكن ل ينفذ تصرف الخذ فيه ببيع أو نأحوه ،
وإذا قلنا بالوجأه الثالث فأرسله تقربا إلى الله تعالى فهل
يحل اصطياده فيه وجأهان أحدهما :ل ،كالعبد المعتق
وأصحهما :نأعم ،لنأه رجأع للباحة ،ولئل يصير في معنى
سوائب الجاهلية والله تعالى أعلم .فرع :لو ألقى كسرة
خبز معرضا عنها ،فهل يملكها من أخذها فيه وجأهان
حكاهما إمام الحرمين وغيره ،قالوا :وهما مرتبان على
إرسال الصيد وأولى بأن ل تملك ،بل تبقى على ملك
الملقى .لن سبب الملك في الصيد اليد وقد أزالها ،ورده
إلى الباحة قال إمام الحرمين :هذا الخلف في زوال الملك
وأما الباحة فحاصلها لمن أراد أكلها على ظاهر المذهب لن
القرائن الظاهرة كافية في الباحة هذا لفظ المام .قال
الرافعي :ويوضحه ما نأقل على الصالحي من التقاط
السنابل هذا كلم الرافعي قلت :الصح الذي قطع به
المصنف في التفسير وغيره من الصحاب أنأه يملك ما تركه
الوارث أعراضا ،كالكسرة وغيرها من الطعام والسنابل ،
وأما الذي يصيبه في شيء ونأحو ذلك ،ويصح تمز
) (9/132
الخذ فيه بالتتبع وغيره ،هذا ظاهر قول السلف ،ولم ينقل
أنأهم منعوا التصرف في شيء من ذلك ،والله أعلم .فرع :
قد سبق في باب أخريات الطعمة أن الثمار الساقطة من
الشجار إن كانأت داخل الجدار لم تحل ،وإن كانأت خارجأة
فكذلك إن لم تجر عاداتهم باباحتها ،فإن جأرت بذلك فهل
تجري العادة المطردة مجرى الباحة فيه وجأهان أصحهما :
تجري وسبق هناك حكم الكل من مال صديقه ،ومن مال
الجأنبي وثماره وزرعه والله أعلم .ولو أعرض عن جألد ميتة
فأخذه غيره فدبغه ملكه على المذهب ،لنأه لم يكن مملوكا
للول ،وإنأما كان له اختصاص فضعف بالعراض ،ولو
أعرض عن خمر فأخذها غيره فتخللت عنده ،ففيه تفصيل
وخلف سنذكره في آخر كتاب الغصب حيث ذكره المصنف
إن شاء الله تعالى .فرع :لو صاد صيدا علي أثر ملك ،بأن
كان مرسوما أو مقرظا أو مخضوبا أو مقصوص الجناح لم
يملكه الصائد ،بل هو لقطة ،لنأه يدل على أنأه كان مملوكا
فأفلت ،ول ينظر إلى احتمال أنأه صاده محرم ففعل به ذلك
ثم أرسله لنأه تقدير بعيد ،وهذا كله ل خلف فيه .فرع :لو
صاد سمكة فوجأد في جأوفها درة مثقوبة لم تملك الدرة ،بل
تكون لقطة ،وإن كانأت غير مثقوبة فهي له مع السمكة ،
ولو اشترى سمكة فوجأد في جأوفها درة غير مثقوبة فهي
للمشتري ،وإن كانأت مثقوبة فهي للبائع إن ادعاها ،كذا
ذكر المسألة البغوي ،قال الرافعي :يشبه أن يقال :الدرة
للصائد كالكنز الموجأود في الرض يكون لمحييها .فصل :
إذا تحول بعض حمام إلى برج غيره ،قال أصحابنا :إن كان
المتحول ملكا للول لم يزل ملكه عنه ،ويلزم الثانأي رده ،
فإن حصل بينهما بيض أو فرخ فهو تبع للنأثى دون الذكر ،
وإن ادعى تحول حمامه إلى برج غيره لم يصدق إل ببينة ،
والورع أن يصدقه إل أن يعلم كذبه ،فإن كان المتحول مباحا
دخل برج الول ثم تحول إلى الثانأي فعلى الخلف السابق
في دخول الصيد ملكه فإن قلنا :بالصح :إنأه ل يملكه
والثانأي :إنأه يملكه .ومن دخل برجأه حمام وشك هل هو
مباح أو مملوك فهو أولى به ،وله التصرف فيه ،لن الظاهر
أنأه مباح ،وإن تحقق أنأه اختلط بملكه ملك غيره وعسر
التمييز فقد قال البغوي :لو اختلطت حمامة واحدة
بحماماته فله أن يأكله بالجأتهاد واحدة واحدة ،حتى تبقى
واحدة .كما لو اختلطت ثمرة الغير بثمره .والذي حكاه
الرويانأي أنأه ليس له أن يأكل واحدة منها حتى يصالح ذلك
الغير أو يقاسمه .قال :ولهذا قال بعض مشايخنا ينبغي
للورع أن يتجنب
____________________
) (9/133
طير البروج .وأن يجتنب بناءها ،ونأقل المام وغيره أنأه
ليس لواحد منهما التصرف في شيء منها ببيع أو هبة لثالث
،لنأه ل يتحقق الملك ولو باع أحدهما أو وهب الخر صح
على أصح الوجأهين وتحتمل الجهالة للضرورة ،ولو باع
الحمام المختلط كله أو بعضه لثالث ،ول يعلم واحد منهما
عين ماله ،فإن كانأت العداد معلومة كمائتين ومائة ،
والقيمة متساوية ،ووزعا الثمن على أعدادها ،صح البيع
باتفاق الصحاب ،وإن جأهل العدد لم يصح البيع ،لنأه ل يعلم
كل واحد حصته من الثمن ،فالطريق أن يقول كل واحد :
بعتك الحمام الذي في هذا البرج بكذا .فيكون الثمن معلوما
،ويحتمل الجهل في المبيع للضرورة .قال الغزالي في
الوسيط :لو تصالحا على شيء صح البيع واحتمل الجهل
بقدر المبيع .ويقرب من هذا ما أطلقه الصحاب من
مقاسمتهما ،قال أصحابنا :وقد يجوز للضرورة المسامحة
ببعض الشروط المعتبرة في حال الختيار ،كالكافر إذا
أسلم على أكثر من أربع نأسوة .ومات قبل الختيار .فإنأه
يصح اصطلحهن على القسمة بالتساوي وبالتفاوت مع
الجهل بالستحقاق ،فيجوز أن تصح القسمة أيضا بحسب
تراضيهما ،ويجوز أن يقال :إذا قال كل واحد :بعت مالي
من حمام هذا البرج بكذا .والعداد مجهولة .يصح أيضا مع
الجهل بما يستحقه كل واحد منهما ،والمقصود أن ينفصل
المر بحسب ما يتراضيان عليه ،ولو باع أحدهما جأميع حمام
البرج بإذن الخر فيكون أصل في البعض ،ووكيل في البعض
جأاز .ثم يقتسمان الثمن .فرع :لو اختلطت حمامة مملوكة
أو حمامات بحمامات مباحة محصورة لم يجز الصطياد منها
ولو اختلطت بحمام نأاحية جأاز الصطياد في الناحية ،ول
يتغير حكم ما ل يحصر في العادة باختلط ما يحصر به ،ولو
اختلط حمام أبراج مملوكة ل تكاد تحصر بحمام بلدة أخرى
مباحة ،ففي جأواز الصطياد منها وجأهان أصحهما :الجواز ،
وإليه مال معظم الصحاب ،ومن أهم ما يجب معرفة ضبطه
العدد المحصور ،فإنأه يتكرر في أبواب الفقه ،وقل من ينبه
عليه قال الغزالي في الحياء في كتاب الحلل والحرام :
تحديد هذا غير ممكن ،فإنأما يضبط بالتقريب ،قال :فكل
عدد لو اجأتمع في صعيد واحد يعسر على الناظر عدهم
بمجرد النظر كاللف ونأحوه ،فهو غير محصور ،وما سهل
كالعشرة والعشرين فهو محصور .وبين الطرفين أوساط
متشابهة تلحق بأحد الطرفين بالظن ،وما وقع فيه الشك
استفتى في القلب ،والله تعالى أعلم .
____________________
) (9/134
فرع :إذا انأصبت حنطته على حنطة غيره ،أو انأصب مائعه
في مائعه .وجأهل قدرهما فحكمه ما سبق في الحمام
المختلط .فرع :ولو اختلط درهم حرام أو دراهم بدراهمه ،
ولم يتميز ،أو دهن بدهن أو غيره من المائعات ونأحو ذلك ،
قال الغزالي في الحياء وغيره من أصحابنا :طريقه أن
يفصل قدر الحرام فيصرفه إلى الجهة التي يجب صرفه
فيها ،ويبقى الباقي له يتصرف فيه بما أراد ،والله تعالى
أعلم .ومن هذا الباب ما إذا اختلطت دراهم أو حنطة
ونأحوها لجماعة ،أو غصب منهم وخلطت ولم تتميز ،
فطريقه أن يقسم الجميع بينهم على قدر حقوقهم وأما :
ما يقوله العوام :اختلط الحلل بالحرام يحرمه فباطل ل
أصل له ،وسيأتي بسط المسألة بأدلتها في كتاب الغصب
إن شاء الله تعالى ،والله سبحانأه أعلم .
____________________
) (9/135
= كتاب البيوع =
قال المصنف رحمه الله تعالى :البيع جأائز والصل فيه
قوله تعالى } :وأحل الله البيع وحرم الربا { البقرة 275 :
وقوله تعالى } :إل أن تكون تجارة عن تراض منكم {
النساء (1) . 29 :
____________________
-1الشرح :قوله تعالى } :إل أن تكون تجارة { هو استثناء
منقطع ،أي لكن لكم أكلها بتجارة عن تراض منكم ،قال
العلماء :خص الله سبحانأه وتعالى الكل بالنهي تنبيها على
غيره ،لكونأه معظم المقصود من المال ،كما قال تعالى } :
إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما { النساء 10 :وقوله
تعالى } :الذين يأكلون الربا { البقرة 275 :وأجأمعت المة
على أن التصرف في المال بالباطل حرام .سواء كان أكل
أو بيعا أو هبة أو غير ذلك ،وقوله تعالى } :بالباطل { قال
ابن عباس وغيره :إل يحقها قال أهل المعانأي :الباطل
اسم جأامع لكل ما ل يحل في الشرع كالربا والغصب
والسرقة والخيانأة وكل محرم ورد الشرع به ،قال الواحدي :
أ
تم إعداد هذا الملف آليا بواسطة المكتبة الشاملة
المجموع
النووي
سنة الولدة /سنة الوفاة
تحقيق
الناشر دار الفكر
سنة النشر 1997م
مكان النشر بيروت
عدد الجأزاء 1
يتمكن من ذبحه وجأب عليه قيمته مجروحا لنأه مات من
جأنايته وإن أدركه وتمكن من ذبحه فلم يذبحه حتى مات لم
يحل أكله ،لنأه ترك ذكاته في الحلق مع القدرة واختلف
أصحابنا في ضمانأه فقال أبو سعيد الصطخري :تجب عليه
قيمته مجروحا لنأه لم يوجأد من الول أكثر من الرمي الذي
ملك وهو فعل مباح وترك ذبحه إلى أن مات ،وهذا ل يسقط
الضمان كما لو جأرح رجأل شاة لرجأل فترك صاحبها ذبحها
حتى ماتت .والمذهب أنأه ل يجب عليه كمال القيمة ،لنأه
مات بسببين محظورين ،جأناية الثانأي وسراية جأرح الول ،
فالسراية كالجناية في إيجاب الضمان ،فيصير كأنأه مات من
جأناية اثنين ،وما هلك بجناية اثنين ل يجب على أحدهما
كمال القيمة ،وإذا قلنا بهذا قسم الضمان على الجانأبين ،
فما يخص الول يسقط عن الثانأي ،ويجب عليه الباقي
ونأبين ذلك في جأنايتين مضمونأتين ،ليعرف ما يجب على كل
واحد منهما ،فما وجأب على الول منهما من قيمته
اسقطناه عن الثانأي فنقول :إذا كان لرجأل صيد قيمته
عشرة فجرحه رجأل جأراحة نأقص من قيمته درهم ثم جأرحه
آخر فنقص درهم ،ثم مات ،ففيه لصحابنا ستة طرق أحدها
:وهو قول المزنأي أنأه يجب على كل واحد منهما أرش
جأنايته ،ثم تجب قيمته بعد الجنايتين بينهما نأصفين ،فيجب
على الول درهم ،وعلى الثانأي درهم ،ثم تجب قيمته بعد
الجنايتين وهي ثمانأية ،بينهما نأصفان على كل واحد منهما
أربعة ،فيحصل على كل واحد منهما خمسة ،لن كل واحد
منهما انأفرد بجنايته فوجأب عليه أرشها ثم هلك الصيد
بجنايتهما ،فوجأب عليهما قيمته .والثانأي :وهو قول أبي
إسحاق أنأه يجب على كل واحد منهما نأصف قيمته يوم
الجناية ونأصف أرش جأنايته ،فيجب على الول خمسة دراهم
ونأصف ،وسقط عنه النصف لن أرش الجناية يدخل في
النفس ،وقد ضمن نأصف النفس والجناية كانأت على
النصف الذي ضمنه ،وعلى النصف الذي ضمنه الخر ،فما
حصل على النصف الذي ضمنه يدخل في الضمان ،فيسقط
وما حصل على النصف الذي ضمنه الخر يلزم فيحصل عليه
خمسة دراهم ونأصف ،والخر جأزكر قيمته تسعة ،فيلزمه
نأصف قيمته أربعة ونأصف وأرش جأنايته درهم فيدخل نأصفه
في النصف الذي ضمنه ،ويبقى النصف لجأل النصف الذي
ضمنه الول ،فيجب عليه خمسة دراهم ،ثم يرجأع الول
على الثانأي ينصف الرش الذي ضمنه وهو نأصف درهم ،لن
هذا الرش وجأب بالجناية على النصف الذي ضمنه الول وقد
ضمن الول كمال قيمة النصف ،فرجأع بأرش الجناية عليه ،
كرجأل غصب
____________________
) (9/124
من رجأل ثوبا فخرقه رجأل ثم هلك الثوب ،وجأاء صاحبه
وضمن الغاصب كمال قيمة الثوب ،فإنأه يرجأع على الجانأي
بارش الخرق ،فيحصل على الول خمسة دراهم وعلى
الثانأي خمسة دراهم ،فهذا يوافق قول المزنأي في الحكم
وإن خالفه في الطريق .والثالث :وهو قول أبي الطيب بن
سلمة أنأه يجب على كل واحد منهما نأصف قيمته حال
الجناية ،ونأصف أرش جأنايته ،ويدخل النصف فيما ضمنه
صاحبه ،كما قال أبو إسحاق إل أنأه قال :ل يعود من الثانأي
إلى الول شيء ،ثم ينظر لما حصل على كل واحد منهما ،
ويضم بعضه إلى بعض ،وتقسم عليه العشرة فيجب على
الول خمسة دراهم ونأصف ،وعلى الثانأي خمسة دراهم ،
فذلك عشرة ونأصف ،فتقسم العشرة على عشرة ونأصف
فما يخص خمسة ونأصفا يجب على الول وما يخص خمسا ،
يجب على الثانأي .والرابع :ما قال بعض أصحابنا إنأه يجب
على الول أرش جأنايته ثم تجب قيمته بعد ذلك بينهما
نأصفين ول يجب على الثانأي أرش جأنايته ،فيجب على الول
درهم ثم تجب التسعة بينهما نأصفين على كل واحد منهما
أربعة دراهم ونأصف ،فيحصل على الول خمسة دراهم
ونأصف ،وعلى الثانأي أربعة دراهم ونأصف ،لن الول انأفرد
بالجناية ،فلزمه أرشها ثم اجأتمع جأناية الثانأي وسراية الول
،فحصل الموت منهما فكانأت القيمة بينهما .والخامس :ما
قال بعض أصحابنا إن الرش يدخل في قيمة الصيد ،فيجب
على الول نأصف قيمته حال الجناية ،وهو خمسة وعلى
الثانأي نأصف قيمته حال الجناية ،وهو أربعة ونأصف ،
ويسقط نأصف درهم قال :لنأي لم أجأد محل أوجأبه فيه .
والسادس :وهو قول أبي علي بن خيران ،وهو أن أرش
جأناية كل واحد منهما يدخل في القيمة ،فتضم قيمة الصيد
عند جأناية الول إلى قيمة الصيد عند جأناية الثانأي ،فتكون
تسعة عشر ،ثم تقسم العشرة على ذلك ،فما يخص عشرة
فهو على الول وما يخص تسعة فهو على الثانأي ،وهذا أصح
الطرق ،لن أصحاب الطرق الربعة ل يدخلون الرش في
بدل النفس ،وهذا ل يجوز لن الرش يدخل في بدل النفس
،وصاحب الطريق الخامس يوجأب في صيد قيمته عشرة ،
تسعة ونأصفا ،ويسقط من قيمته نأصف درهم ،وهذا ل يجوز
(1) .
____________________
-1الشرح :هذا الفصل مع الفصل الذي قبله والفصل الذي
بعده مرتبطة ،ومسائلها متداخلة ،وهي متشعبة ،وقد
لخصها الرافعي رحمه الله تعالى ،فأنأا إن شاء الله أنأقل ما
ذكره ،وأضم إليه ما تركه مع التنبيه على كلم المصنف
رحمه الله ،قال الرافعي :الشترا
) (9/125
في الصيد والزدحام عليه له أربعة أحوال :الحال الول :أن
يتعاقب جأرحان من اثنين ،فالول منهما إن لم يكن مذففا
ول مزمنا ،بل بقي على امتناعه ،وكان الثانأي مذففا أو
مزمنا فالصيد للثانأي ول شيء له على الول بجراحته ،وإن
كان جأرح الول مدفقان فالصيد للول وعلى الثانأي أرش ما
نأقص من لحمه وجألده برميه وإن كان جأرح الول مزمنا ملك
الصيد به ونأفصل في الثانأي ،فإن ذفف فقطع الحلقوم
والمرىء فهو حلل للول ،وعلى الثانأي للول ما بين قيمته
مذبوحا ومزمنا ،قال المام :إنأما يظهر التفاوت إذا كان
فيه حياة مستقرة .وإن كان متألما بحيث لو لم يذبح لهلك ،
فعندي أنأه ل ينقص منه بالذبح شيء ،فإن ذفف الثانأي ل
بقطع الحلقوم والمرىء أو لم يذفف ومات بالجرحين فهو
صيد ،وكذا الحكم لو رمى إلى الصيد فأزمنه ثم رمى إليه
ثانأيا وذفف ل بقطع المذبح ،ويجب على الثانأي كمال قيمة
الصيد مجروحا ،إن كان ذفف ،فإن كان جأرح ل يذفف ومات
بالجرحين ،ففيما يجب عليه كلم له مقدمة نأذكرها أول
وهي :إذا جأنى رجأل على عبد إنأسان أو بهيمته ،أو صيد
مملوك قيمته عشرة دنأانأير ،جأراحة أرشها دينار ثم جأرحه
آخر جأراحة أرشها دينار أيضا فمات بالجرحين ففيما يلزم
الجارحين ستة أوجأه مشهورة :أحدها :يجب على الول
خمسة دنأانأير ،وعلى الثانأي أربعة ونأصف لن الجرحين سريا
وصارا قتل ،فلزم كل واحد نأصف قيمته وهذا قول ابن
سريج ،وضعفه الصحاب ،لن فيه ضياع نأصف دينار على
المالك .والثانأي :قاله المزنأي وأبو إسحاق المروزي
والقفال يلزم كل واحد خمسة دنأانأير لن كل واحد كان أرش
جأنايته دينارا فلزمه ثم مات بجرحيهما فلزمهما باقي قيمته
وهي ثمانأية بينهما نأصفين فصار على كل واحد خمسة ،
وعلى هذا لو نأقصت جأناية الول دينارا وجأناية الثانأي
دينارين لزم الول أربعة ونأصف ولزم الثانأي خمسة ونأصف ،
ولو نأقصت جأناية الول دينارين وجأناية الثانأي دينارا انأعكس
،فيلزم الول خمسة ونأصف ويلزم الثانأي أربعة ونأصف ،
وضعف الصحاب هذا الوجأه أيضا ،لنأه سوى بينهما مع
اختلف قيمته حال أخذهما .والواجأه الثالث :حكاه إمام
الحرمين عن القفال أيضا أنأه يلزم الول خمسة ونأصف ،
والثانأي خمسة ،لن جأناية كل واحد نأقصت دينارا ثم سريا
والرش يسقط إذا صارت الجناية نأفسا ،فيسقط عن كل
واحد نأصف الرش لن الموجأود منه نأصف القتل ) واعترضوا
( على هذا بأن فيه زيادة الواجأب على المتلف ،وأجأاب
القفال بأن الجناية قد تنجر إلى إيجاب زيادة ،كمن قطع
يدي عبد ثم قتله آخر ) وأجأيب ( عنه بأن قاطع اليدين ل
شركة له في القتل ،بل القتل يقطع أثر القطع ويقع موقع
النأدمال ،وهنا بخلفه .والوجأه الرابع :قاله أبو الطيب بن
سلمة يلزم كل واحد نأصف قيمته يوم جأنايته ،
____________________
) (9/126
ونأصف الرش لكن ل يزيد الواجأب على القيمة ،فيجمع ما
لزمهما تقديرا ،وهو عشرة ونأصف ،وتقسم القيمة وهي
عشرة على العشرة والنصف ليراعي التفاوت بينهما ،
فيبسط أنأصافا فيكون إحدى وعشرين فيلزم الول إحدى
عشرة جأزءا من إحدى وعشرين جأزءا من عشرة ،ويلزم
الثانأي عشرة من إحدى وعشرين من عشرة وهو ضعيف
لفراد أرش الجناية عن بدل النفس .والوجأه الخامس :قاله
صاحب التقريب وغيره ،واختاره إمام الحرمين :يلزم الول
خمسة ونأصف ،والثانأي أربعة ونأصف ،لن الول لو انأفرد
بالجرح والسراية لزمه العشرة ،فل يسقط عنه إل ما لزم
الثانأي ،والثانأي إنأما جأنى على نأصف ما يساوي تسعة ،وفيه
ضعف أيضا .والوجأه السادس :قاله ابن خيران ،واختاره
صاحب الفصاح ،وأطبق العراقيون على ترجأيحه أنأه يجمع
بين القيمتين فيكون تسعة عشر فيتم عليه ما فوتا ،وهي
عشرة ،فيكون على المل عشرة أجأزاء من تسعة عشر جأزءا
من عشرة ،وعلى الثانأي تسعة أجأزاء من تسعة عشر جأزءا
من عشرة ،والله سبحانأه وتعالى أعلم .أما إذا كانأت الجناة
ثلثة ،وأرش كل جأناية دينار ،والقيمة عشرة ،فعلى
طريقة المزنأي يلزم كل واحد ثلثة وثلث ،وعلى الوجأه
الثالث يلزم الول أربعة منها ثلثة وثلث ،هي ثلث سهم
القيمة ،وثلثان هما ثلثا الرش ويلزم الثالث ثلثة منها
ديناران وثلث هي ثلث القيمة يوم جأنايته وثلثان هما ثلثا
الرش فالجملة عشرة وثلثان ،وعلى الوجأه الرابع توزع
العشرة على عشرة وثلثين ،وعلى الخامس يلزم الول
أربعة وثلث ويلزم الثانأي ثلثة ،والثالث ديناران وثلثان ،
وعلى السادس تجمع القيم فتكون سبعة وعشرين فتقسم
العشرة عليها .أما :إذا جأرح مالك العبد أو الصيد جأراحة ،
وأجأنبي أخرى ،فينظر في جأناية المالك أهي الولى أم
الثانأية ويخرج على الوجأه فتسقط حصته ،وتجب حصة
الجأنبي ،وعن القاضي أبي حامد المروذي أن المذكور في
الجنايتين على العبد هو فيما إذا لم يكن للجناية أرش مقدر ،
فإن كان فليس العبد فيها كالبهيمة والصيد المملوك ،حتى
لو جأنى على عبد غيره جأناية ليس لها أرش مقدر ،وقيمته
مائة ،فنقصت الجناية عشرة ،ثم جأنى آخر جأناية ل أرش لها
فنقصت عشرة أيضا ،ومات العبد منهما .فعلى الول
خمسة وخمسون ،وعلى الثانأي خمسون ،يدفع منها خمسة
إلى الول .قال :فلو قطع رجأل يد عبد قيمته مائة ،ثم
قطع آخر يده الخرى ،لزم الول نأصف أرش اليد وهو
خمسة وعشرون ،
____________________
) (9/127
ونأصف القيمة يوم جأنايته وهو خمسون ،ولزم الثانأي نأصف
أرش اليد خمسة وعشرون ،ونأصف القيمة يوم جأنايته وهو
أربعون ،فالجملة مائة وأربعون جأميعها للسيد لن الجناية
التي لها أرش مقدر يجوز أن يزيد واجأبها على قيمة العبد
كما لو قطع يديه فقتله آخر .هذا بيان المقدمة .ونأعود إلى
الصيد فنقول :إذا جأرح الثانأي جأراحة غير مذففة ومات
الصيد بالجرحين ،نأظر إن مات قبل أن يتمكن الول من
ذبحه لزم الثانأي تمام قيمته مزمنا لنأه صار ميتا بفعله
بخلف ما لو جأرح شاة نأفسه وجأرحها آخر وماتت .فإنأه ل
يجب على الثانأي إل نأصف القيمة ،لن كل واحد من
الجرحين هناك حرام والهلك حصل بهما ،وهنا فعل الول
اكتساب وذكاة ،ثم مقتضى كلم الصحاب أن يقال :إذا
كان الصيد يساوي عشرة غير مزمن وتسعة مزمنا لزم
الثانأي تسعة ،واستدرك صاحب التقريب فقال :فعل الول
وإن لم يكن إفسادا فيؤثر في الذبح ،وحصول الزهوق قطعا
فينبغي أن يعتبر ،فيقال :إذا كان غير مزمن يساوي عشرة
،ومزمنا تسعة ،ومذبوحا ثمانأية تلزمه ثمانأية ونأصف فإن
الدرهم أثر في فواته الفعلن فوزع عليهما قال المام :
وللنظر في هذا مجال ويجوز أن يقال المفسد يقطع أثر
فعل الول من كل وجأه والصح ما ذكره صاحب التقريب .
وإن تمكن من ذبحه فذبحه لزم الثانأي أرش جأراحته إن نأقص
بها ،وإن لم يذبحه وتركه حتى مات فوجأهان أحدهما :ل
شيء على الثانأي سوى أرش النقص ،لن الول مقصر
بترك الذبح وأصحهما :يضمن زيادة على الرش .ول يكون
تركه الذبح مسقطا للضمان كما لو جأرح رجأل شاته فلم
يذبحها مع التمكن ل يسقط الضمان فعلى هذا فيما يضمن
وجأهان :قال الصطخري :يضمن كمال قيمته مزمنا كما لو
ذهب بخلف ما إذا جأرح عبده أو شاته وجأرحه غيره أيضا ،
لن كل واحد من الفعل هناك إفساد ،والتحريم حصل بهما ،
وهنا الول إصلح والصح قول جأمهور الصحاب ل يضمن
جأميع القيمة بل هو كمن جأرح عبده وجأرحه غيره ،لن
الموت حصل بهما ،وكلهما إفساد أما الثانأي فظاهر ،وأما
الول فلن ترك الذبح مع التمكن يجعل الجرح وسرايته
إفسادا ،ولهذا لو لم يوجأد الجرح الثانأي فترك الذبح كان
الصيد ميتة ،فعلى هذا تجىء الوجأه في كيفية التوزيع على
الجرحين :فما هو في حصة الول يسقط وتجب حصة
الثانأي ،والله أعلم .الحال الثانأي :أن يقع الجرحان معا
فينظر إن تساويا في سبب الملك فالصيد بينهما ،وذلك بأن
يكون بكل واحد منهما مذففا أو مزمنا أو انأفردا وأحدهما
مذففا والخر مزمنا ،وسواء تفاوت الجرحان صغرا وكبرا أو
تساويا ،أو كانأا في المذبح أو في غيره أو أحدهما فيه ،
والخر في غيره ،وإن كان أحدهما مزمنا أو مذففا لو انأفرد
،والخر غير مؤثر ،فالصيد لمن ذفف أو
____________________
) (9/128
أزمن ،ول ضمان على الثانأي ،لن لم يجرح ملك الغير ،ولو
احتمل أن يكون الزمان بهما ،واحتمل أن يكون هذا دون
ذاك ،وذاك دون هذا ،فالصيد بينهما في ظاهر الحكم ،
ويستحب أن يستحل كل واحد منهما الخر تورعا ،ولو علمنا
أن أحدهما مذفف وشككنا هل الخر أثر في الزمان
والتذفيف أم ل قال القفال :هو بينهما فقيل له :لو جأرح
رجأل جأراحة مذففة وجأرحه آخر جأراحة ل يدري أمذففة هي
أم ل فسات فقال :يجب القصاص عليهما ،قال المام :
هذا بعيد ،والوجأه تخصيص القصاص بصاحب المذففة ،وفي
الصيد يسلم نأصفه لمن جأرحه مذففا ويوقف نأصفه بينهما
إلى المصالحة أو تبين الحال ،فإن لم يتوقع بيان جأعل
النصف الخر بينهما نأصفين ،والله سبحانأه أعلم .الحال
الثالث :إذا ترتب الجرحان وأحدهما مزمن لو انأفرد والخر
مذفف وارد على المذبح ،ولم يعرف السابق ،فالصيد حلل
،وإن اختلفا وادعى كل واحد أنأه جأرحه أول وأزمنه ،أو أنأه
له فلكل واحد تحليف الخر ،فإن حلف فالصيد بينهما ،ول
شيء لحدهما على الخر ،وإن حلف أحدهما فقط فالصيد
له ،وعلى الخر أرش ما نأقص بالذبح ،ولو ترتبا وأحدهما
مزمن والخر منفف في غير المذبح ولم يعرف السابق ،
فالمذهب الذي قطع به الجمهور أن الصيد حرام ،لحتمال
تقدم الزمان فل يحل بعده إل بقطع الحلقوم والمرىء ،
وقيل قولن كمسألة اليماء السابعة ،ووجأه الشبه اجأتماع
المبيح والمحرم والفرق على المذهب أنأه سبق هناك جأرح
يحال عليه ،فإن ادعى كل واحد أنأه أزمنه أول وأن الخر
أفسده ،فالصيد حرام ،ولكل واحد تحليف الخر ،فإن حلفا
فل شيء لحدهما على الخر ،وإن حلف أحدهما لزم الثانأي
كل قيمته مزمنا .ولو قال الجارح أول :أزمنته أنأا ،ثم
أفسدته أنأت بقتلك ،فعليك القيمة ،وقال الثانأي :لم تزمنه
أنأت بل كان امتناعه إلى أن رميته فأزمنته ،أو ذففته ،فإن
اتفقا على غير جأراحة الول وعلمنا أنأه ل يبقى امتناع معها
ككسر وكسر رجأل الممتنع بالعدو فالقول قول الول بل
يمين ،وإل فالقول قول الثانأي ،لن الصل بقاء المتناع ،
فإن حلف فالصيد له ول شيء على الول ،وإن نأكل حلف
الول واستحق قيمته مجروحا الجراحة الولى ،ول يحل
الصيد لنأه ميتة بزعمه ،وهل للثانأي أكله فيه وجأهان قال :
القاضي أبو الطيب :ل ،لن إلزامه القيمة حكم بكونأه ميتة ،
وقال غيره :له أكله لن النكول في خصومة الدمي ل تغير
الحكم فيما بينه وبين الله تعالى ،ولو علمنا أن الجراحة
المذففة سابقة على التي لو انأفردت لكانأت مزمنة فالصيد
____________________
) (9/129
حلل ،فإن قال كل واحد :أنأا ذففته فلكل واحد تحليف
الخر ،فإن حلفا كان بينهما وإن حلف أحدهما كان له وعلى
الخر ضمان ما نأقص .فرع :قال الشافعي رحمه الله
تعالى في المختصر :لو رماه الول والثانأي ووجأدنأاه ميتا
ولم يدر أجأعله الول ممتنعا أم ل لجعلناه بينهما نأصفين ،
وقال في الم :حل أكله وكان بينهما نأصفين واعترض عليه
فقيل :ينبغي أن يحرم هذا الصيد لجأتماع ما يقتضي الباحة
والتحريم والصل التحريم وعلى تقدير الحل ينبغي أن ل
يكون بينهما بل يكون لمن أثبته منهما ،واختلف الصحاب
في الجواب عن هذين العتراضين على ثلثة أوجأه أحدها :
ترك ظاهر كلم الشافعي ،وتسليم ما قاله المعترض
وتأويل كلم الشافعي وأما :قوله :إنأه يحل أكله ،فأراد به
إذا عقره أحدهما فأثبته ،ثم أصاب الثانأي محل الذكاة ،
فقطع الحلقوم والمرىء أو أثبتاه ولم يصر في حكم
الممتنع ،ثم أدركه أحدهما فذكاه فيحل أكله وأما :قوله :
إنأه بينهما فأراد إذا كانأت يدهما عليه ،ول يعلم مستحقه
منهما فيقسم بينهما .فأما :إذا وجأداه ميتا من الجراحتين
فل يحل أكله ،فإن اتفقا على أن الثانأي هو القاتل كان عليه
القيمة وإن اختلفا فيه حلف كل واحد منهما لصاحبه كما
سبق .قال أصحابنا :ول يمتنع التصوير فيما ذكرنأاه ،فقد
يجعل الشيء لثنين ،وإن كنا نأعلمه في الباطن لحدهما ،
كمن مات عن اثنين مسلم ونأصرانأي ادعى كل وحد أن أباه
مات على دينه والوجأه :الثانأي ترك ظاهر كلم الشافعي
أيضا وتأويله على أن مراده صيد ممتنع برجأله وجأناحه
كالحجل ،فأصاب أحدهما رجأله فكسرها وأصاب الخر جأناحه
فكسره ففيه وجأهان أحدهما :أنأه بينهما لن امتناعه حصل
بفعلهما وأصحهما :أنأه للثانأي ،لنأه كان ممتنعا بعد إصابة
الول .وإنأما زال امتناعه بإصابة الثانأي فكان له .فإن قلنا
:بينهما فالمسألة مفروضة فيه وإن قلنا :هو للثانأي لم
يعلم الثانأي منهما ويدهما عليه فكان بينهما .الوجأه الثالث :
وهو قول أبي إسحاق المروزي أن النص على ظاهره ،فإن
أزمناه ومات الصيد ولم يدر هل أثبته الول أم ل فالصل
بقاؤه على امتناعه إلى أن عقره الثانأي ،فيكون عقره ذكاة
،ويكون بينهما لحتمال الثبات من كليهما ،ول مزية
لحدهما ،قال صاحب البيان قإن قيل :قد قلتم الصل
بقاؤه على المتناع إلى أن رماه الثانأي .فكيف لم تزل يد
الول قلنا :هذا ل
____________________
) (9/130
ب يزال به حكم اليد ،ولهذا لو كان في يده شيء يدعيه حكم
له بذلك وإن كان الصل عدم الملك ،فدل على أن اليد أقوى
من حكم الصل ،ومن أصحابنا من قال :في حل هذا الصيد
قولن كمسألة اليماء السابقة والله سبحانأه أعلم .الحال
الرابع :إذا ترتبت الجرحان وحصل الزمان بهما ،وكل واحد
لو انأفرد لم يزمن فوجأهان أصحهما :عند الجمهور أو الصيد
للثانأي والثانأي :أنأه بينهما ورجأحه إمام الحرمين والغزالي
فإن قلنا :إنأه للثانأي أو كان الجرح الثانأي مزمنا لو انأفرد ،
فل شيء على الول بسبب جأرحه فلو عاد الول بعد إزمان
الثانأي وجأرحه جأراحة أخرى نأظر إن أصاب المذبح فهو حلل
،وعليه للثانأي ما نأقص من قيمته بالذبح ،وإل فالصيد حرام
.وعليه إن ذفف قيمته مجروحا بجراحته الولى وجأراحه
الثانأي ،وكذا إن لم يذفف ولم يتمكن الثانأي من ذبحه فإن
تمكن وترك الذبح عاد الخلف السابق ،فعلى أحد الوجأهين
ليس على الول إل أرش الجراحة الثانأية لتقصير المالك ،
وعلى أصحهما ل يقصد بالضمان عليه ،وعلى هذا فوجأهان :
أحدهما :يلزمه نأصف القيمة ،وخرجأه جأماعة على الخلف
فيمن جأرح عبدا مرتدا فأسلم ثم جأرحه سيده ثم عاد الول
وجأرحه ثانأيا ومات منهما ،وفيما يلزمه وجأهان أحدهما :
ثلث القيمة والثانأي :ربعها قاله القفال فعلى هذا هنا ربع
القيمة ،وعن صاحب التقريب أنأه يعود في التوزيع الوجأه
الستة السابقة ،واختار الغزالي وجأوب تمام القيمة ،
والمذهب التوزيع كما سبق والله تعالى أعلم .فرع :
العتبار في الترتيب ،والمفسد ،بالصابة ،ل ببدء الرمي
والله أعلم .فرع :لو أقام رجألن كل واحد منهما بينة أنأه
اصطاد هذا الصيد ففيه القولن في تعارض البينتين
أصحهما :سقوطها ،ويرجأع إلى قول من هو في يده .فرع
:لو كان في يده صيد فقال آخر :أنأا اصطدته ،فقال صاحب
اليد :ل علم لي بذلك ،قال بن كج :ول نأقنع منه بهذا
الجواب :بل يدعيه لنفسه أو ليسلمه إلى مدعيه .فرع :
قال ابن المنذر :لو أرسل جأماعة كلبهم على صيد فأدركه
المرسلون قتيل ،وادعى كل واحد أن كلبه القاتل ،قال أبو
ثور :إن مات الصيد بينهم فهو حلل ،فإذا اخلفوا فيه
وكانأت الكلب متعلقة به فهو بينها ،وإن كان مع أحد الكلب
فهو لصاحب هذا الكلب وإن كان قتيل والكلب نأابحة أقرع
بينهم ،وأعطى كل واحد حصته بالقرعة .وقال غير أبي ثور
:ل تجىء القرعة ،بل يوقف بينهم حتى يصطلحوا ،فإن
خيف فساده بيع ووقف الثمن بينهم حتى يصطلحوا ،هذا
كلم ابن المنذر .
____________________
) (9/131
قال المصنف رحمه الله تعالى :ومن ملك صيدا ثم خله
ففيه وجأهان أحدهما :يزول ملكه ،كما لو ملك عبدا ثم
أعتقه والثانأي :ل يزول ملكه كما لو ملك بهيمة ثم سيبها ،
وبالله التوفيق (1) .
____________________
-1الشرح :قال أصحابنا :إذا ملك صيدا ثم أفلت منه لم
يزل ملكه عنه بل خلف ومن أخذه لزمه رده إليه ،وسواء
كان يدور في البلد وحوله ،أو التحق بالوحوش .ول خلف
في شيء من هذا .ولو أرسله مالكه وخله ليرجأع صيدا كما
كان فهل يزول ملكه عنه فيه وجأهان مشهوران .ذكرهما
المصنف بدليلهما أصحهما :باتفاق الصحاب :ل يزول وهو
المنصوص ،كما لو أرسل بهيمته ونأوى إزالة ملكه عنها ،
فإنأه ل يزول بل خلف ولنأه يشبه سوائب الجاهلية ،وقد
قال الله تعالى } :ما جأعل الله من بحيرة ول سائبة ول
وصيلة ول حام { المائدة 103 :وفي المسألة وجأه ثالث ،
وهو قول أبي علي الطبري في الفصاح ،وحكاه الصحاب
عنه أنأه إن كان قصد بإرساله التقرب إلى الله تعالى زال
ملكه ،وإل فل ،والمذهب المنصوص أنأه ل يزول مطلقا .
قال أصحابنا :فإن قلنا :يزول ،عاد مباحا ،فمن صاده ملكه
وإن قلنا :ل يزول لم يجز لغيره أن يصيده إذا عرفه ،فإن
قال عند إرساله :أبحته لمن أخذه حصلت الباحة ،ول ضمان
على من أكله ،لكن ل ينفذ تصرف الخذ فيه ببيع أو نأحوه ،
وإذا قلنا بالوجأه الثالث فأرسله تقربا إلى الله تعالى فهل
يحل اصطياده فيه وجأهان أحدهما :ل ،كالعبد المعتق
وأصحهما :نأعم ،لنأه رجأع للباحة ،ولئل يصير في معنى
سوائب الجاهلية والله تعالى أعلم .فرع :لو ألقى كسرة
خبز معرضا عنها ،فهل يملكها من أخذها فيه وجأهان
حكاهما إمام الحرمين وغيره ،قالوا :وهما مرتبان على
إرسال الصيد وأولى بأن ل تملك ،بل تبقى على ملك
الملقى .لن سبب الملك في الصيد اليد وقد أزالها ،ورده
إلى الباحة قال إمام الحرمين :هذا الخلف في زوال الملك
وأما الباحة فحاصلها لمن أراد أكلها على ظاهر المذهب لن
القرائن الظاهرة كافية في الباحة هذا لفظ المام .قال
الرافعي :ويوضحه ما نأقل على الصالحي من التقاط
السنابل هذا كلم الرافعي قلت :الصح الذي قطع به
المصنف في التفسير وغيره من الصحاب أنأه يملك ما تركه
الوارث أعراضا ،كالكسرة وغيرها من الطعام والسنابل ،
وأما الذي يصيبه في شيء ونأحو ذلك ،ويصح تمز
) (9/132
الخذ فيه بالتتبع وغيره ،هذا ظاهر قول السلف ،ولم ينقل
أنأهم منعوا التصرف في شيء من ذلك ،والله أعلم .فرع :
قد سبق في باب أخريات الطعمة أن الثمار الساقطة من
الشجار إن كانأت داخل الجدار لم تحل ،وإن كانأت خارجأة
فكذلك إن لم تجر عاداتهم باباحتها ،فإن جأرت بذلك فهل
تجري العادة المطردة مجرى الباحة فيه وجأهان أصحهما :
تجري وسبق هناك حكم الكل من مال صديقه ،ومن مال
الجأنبي وثماره وزرعه والله أعلم .ولو أعرض عن جألد ميتة
فأخذه غيره فدبغه ملكه على المذهب ،لنأه لم يكن مملوكا
للول ،وإنأما كان له اختصاص فضعف بالعراض ،ولو
أعرض عن خمر فأخذها غيره فتخللت عنده ،ففيه تفصيل
وخلف سنذكره في آخر كتاب الغصب حيث ذكره المصنف
إن شاء الله تعالى .فرع :لو صاد صيدا علي أثر ملك ،بأن
كان مرسوما أو مقرظا أو مخضوبا أو مقصوص الجناح لم
يملكه الصائد ،بل هو لقطة ،لنأه يدل على أنأه كان مملوكا
فأفلت ،ول ينظر إلى احتمال أنأه صاده محرم ففعل به ذلك
ثم أرسله لنأه تقدير بعيد ،وهذا كله ل خلف فيه .فرع :لو
صاد سمكة فوجأد في جأوفها درة مثقوبة لم تملك الدرة ،بل
تكون لقطة ،وإن كانأت غير مثقوبة فهي له مع السمكة ،
ولو اشترى سمكة فوجأد في جأوفها درة غير مثقوبة فهي
للمشتري ،وإن كانأت مثقوبة فهي للبائع إن ادعاها ،كذا
ذكر المسألة البغوي ،قال الرافعي :يشبه أن يقال :الدرة
للصائد كالكنز الموجأود في الرض يكون لمحييها .فصل :
إذا تحول بعض حمام إلى برج غيره ،قال أصحابنا :إن كان
المتحول ملكا للول لم يزل ملكه عنه ،ويلزم الثانأي رده ،
فإن حصل بينهما بيض أو فرخ فهو تبع للنأثى دون الذكر ،
وإن ادعى تحول حمامه إلى برج غيره لم يصدق إل ببينة ،
والورع أن يصدقه إل أن يعلم كذبه ،فإن كان المتحول مباحا
دخل برج الول ثم تحول إلى الثانأي فعلى الخلف السابق
في دخول الصيد ملكه فإن قلنا :بالصح :إنأه ل يملكه
والثانأي :إنأه يملكه .ومن دخل برجأه حمام وشك هل هو
مباح أو مملوك فهو أولى به ،وله التصرف فيه ،لن الظاهر
أنأه مباح ،وإن تحقق أنأه اختلط بملكه ملك غيره وعسر
التمييز فقد قال البغوي :لو اختلطت حمامة واحدة
بحماماته فله أن يأكله بالجأتهاد واحدة واحدة ،حتى تبقى
واحدة .كما لو اختلطت ثمرة الغير بثمره .والذي حكاه
الرويانأي أنأه ليس له أن يأكل واحدة منها حتى يصالح ذلك
الغير أو يقاسمه .قال :ولهذا قال بعض مشايخنا ينبغي
للورع أن يتجنب
____________________
) (9/133
طير البروج .وأن يجتنب بناءها ،ونأقل المام وغيره أنأه
ليس لواحد منهما التصرف في شيء منها ببيع أو هبة لثالث
،لنأه ل يتحقق الملك ولو باع أحدهما أو وهب الخر صح
على أصح الوجأهين وتحتمل الجهالة للضرورة ،ولو باع
الحمام المختلط كله أو بعضه لثالث ،ول يعلم واحد منهما
عين ماله ،فإن كانأت العداد معلومة كمائتين ومائة ،
والقيمة متساوية ،ووزعا الثمن على أعدادها ،صح البيع
باتفاق الصحاب ،وإن جأهل العدد لم يصح البيع ،لنأه ل يعلم
كل واحد حصته من الثمن ،فالطريق أن يقول كل واحد :
بعتك الحمام الذي في هذا البرج بكذا .فيكون الثمن معلوما
،ويحتمل الجهل في المبيع للضرورة .قال الغزالي في
الوسيط :لو تصالحا على شيء صح البيع واحتمل الجهل
بقدر المبيع .ويقرب من هذا ما أطلقه الصحاب من
مقاسمتهما ،قال أصحابنا :وقد يجوز للضرورة المسامحة
ببعض الشروط المعتبرة في حال الختيار ،كالكافر إذا
أسلم على أكثر من أربع نأسوة .ومات قبل الختيار .فإنأه
يصح اصطلحهن على القسمة بالتساوي وبالتفاوت مع
الجهل بالستحقاق ،فيجوز أن تصح القسمة أيضا بحسب
تراضيهما ،ويجوز أن يقال :إذا قال كل واحد :بعت مالي
من حمام هذا البرج بكذا .والعداد مجهولة .يصح أيضا مع
الجهل بما يستحقه كل واحد منهما ،والمقصود أن ينفصل
المر بحسب ما يتراضيان عليه ،ولو باع أحدهما جأميع حمام
البرج بإذن الخر فيكون أصل في البعض ،ووكيل في البعض
جأاز .ثم يقتسمان الثمن .فرع :لو اختلطت حمامة مملوكة
أو حمامات بحمامات مباحة محصورة لم يجز الصطياد منها
ولو اختلطت بحمام نأاحية جأاز الصطياد في الناحية ،ول
يتغير حكم ما ل يحصر في العادة باختلط ما يحصر به ،ولو
اختلط حمام أبراج مملوكة ل تكاد تحصر بحمام بلدة أخرى
مباحة ،ففي جأواز الصطياد منها وجأهان أصحهما :الجواز ،
وإليه مال معظم الصحاب ،ومن أهم ما يجب معرفة ضبطه
العدد المحصور ،فإنأه يتكرر في أبواب الفقه ،وقل من ينبه
عليه قال الغزالي في الحياء في كتاب الحلل والحرام :
تحديد هذا غير ممكن ،فإنأما يضبط بالتقريب ،قال :فكل
عدد لو اجأتمع في صعيد واحد يعسر على الناظر عدهم
بمجرد النظر كاللف ونأحوه ،فهو غير محصور ،وما سهل
كالعشرة والعشرين فهو محصور .وبين الطرفين أوساط
متشابهة تلحق بأحد الطرفين بالظن ،وما وقع فيه الشك
استفتى في القلب ،والله تعالى أعلم .
____________________
) (9/134
فرع :إذا انأصبت حنطته على حنطة غيره ،أو انأصب مائعه
في مائعه .وجأهل قدرهما فحكمه ما سبق في الحمام
المختلط .فرع :ولو اختلط درهم حرام أو دراهم بدراهمه ،
ولم يتميز ،أو دهن بدهن أو غيره من المائعات ونأحو ذلك ،
قال الغزالي في الحياء وغيره من أصحابنا :طريقه أن
يفصل قدر الحرام فيصرفه إلى الجهة التي يجب صرفه
فيها ،ويبقى الباقي له يتصرف فيه بما أراد ،والله تعالى
أعلم .ومن هذا الباب ما إذا اختلطت دراهم أو حنطة
ونأحوها لجماعة ،أو غصب منهم وخلطت ولم تتميز ،
فطريقه أن يقسم الجميع بينهم على قدر حقوقهم وأما :
ما يقوله العوام :اختلط الحلل بالحرام يحرمه فباطل ل
أصل له ،وسيأتي بسط المسألة بأدلتها في كتاب الغصب
إن شاء الله تعالى ،والله سبحانأه أعلم .
____________________
) (9/135
= كتاب البيوع =
قال المصنف رحمه الله تعالى :البيع جأائز والصل فيه
قوله تعالى } :وأحل الله البيع وحرم الربا { البقرة 275 :
وقوله تعالى } :إل أن تكون تجارة عن تراض منكم {
النساء (1) . 29 :
____________________
-1الشرح :قوله تعالى } :إل أن تكون تجارة { هو استثناء
منقطع ،أي لكن لكم أكلها بتجارة عن تراض منكم ،قال
العلماء :خص الله سبحانأه وتعالى الكل بالنهي تنبيها على
غيره ،لكونأه معظم المقصود من المال ،كما قال تعالى } :
إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما { النساء 10 :وقوله
تعالى } :الذين يأكلون الربا { البقرة 275 :وأجأمعت المة
على أن التصرف في المال بالباطل حرام .سواء كان أكل
أو بيعا أو هبة أو غير ذلك ،وقوله تعالى } :بالباطل { قال
ابن عباس وغيره :إل يحقها قال أهل المعانأي :الباطل
اسم جأامع لكل ما ل يحل في الشرع كالربا والغصب
والسرقة والخيانأة وكل محرم ورد الشرع به ،قال الواحدي :
أ