PUBLIKASI PENDIDIKAN: Kumpulan Kitab Islam Klasik ƒΘΩñΩφπ 008

‫‪http://www.shamela.ws‬‬
‫تم إعداد هذا الملف آليا بواسطة المكتبة الشاملة‬
‫المجموع‬
‫النووي‬
‫سنة الولدة ‪ /‬سنة الوفاة‬
‫تحقيق‬
‫الناشر دار الفكر‬
‫سنة النشر ‪1997‬م‬
‫مكان النشر بيروت‬
‫عدد الجأزاء ‪1‬‬
‫واسمها فاختة وقيل ‪ :‬فاطمة وقيل ‪ :‬هند قالت ‪ ) :‬آتيت‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم وهو يغتسل وفاطمة تستره‬
‫فقال ‪ :‬من هذا فقلت ‪ :‬أنا أم هانىء ( رواه البخاري ومسلم‬
‫‪ .‬الفصل الرابع في تشميت العاطس يقال بالشين المعجمة‬
‫والمهملة وسبق بيانه قريبا حيث ذكره المصنف عن أبي‬
‫هريرة رضي اللهعنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ‪:‬‬
‫إن الله يحب العطاس ويكره التثاؤب فإذا عطس أحدكم‬
‫وحمد الله تعالى كان حقا على كل مسلم سمعه أن يقول له‬
‫‪ :‬يرحمك الله ‪ ،‬وأما التثاؤب فإنما هو من الشيطان فإذا‬
‫تثاءب أحدكم فليرده ما استطاع فإن أحدكم إذا تثاءب ضحك‬
‫منه الشيطان رواه البخاري ‪ .‬قال العلماء ‪ :‬معناه أن سبب‬

‫العطاس محمود ‪ ،‬وهو خفة البدن التي تكون لقلة الخلطا ‪،‬‬
‫وتخفيف الغذاء وهو مندوب إليه لنه يضعف الشهوة ويسهل‬
‫الطاعة ‪ ،‬والتثاؤب ضده ‪ .‬وعن أبي هريرة أيضا عن النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم قال ) إذا عطس أحدكم‬
‫____________________‬

‫) ‪(4/513‬‬

‫فليقل الحمد لله وليقل له أخوه أو صاحبه ‪ :‬يرحمك الله فإذا‬
‫قال له ‪ :‬يرحمك الله ‪ ،‬فليقل يهديكم الله ويصلح بالكم (‬
‫رواه البخاري ‪ .‬وعن أنس قال ‪ ) :‬عطس رجألن عند النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم فشمت أحدهما ولم يشمت الخر‬
‫فقال الذي لم يشمته ‪ :‬عطس فلن فشمته وعطست فلم‬

‫تشمتني فقال ‪ :‬هذا حمد الله تعالى وإنك لم تحمد الله‬
‫تعالى ( رواه البخاري ومسلم ‪ ،‬وعن أبي موسى الشعري‬
‫قال ) سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ‪ :‬إذا‬
‫عطس أحدكم فحمد الله فشمتوه فإن لم يحمد الله فل‬
‫تشمتوه ( رواه مسلم ‪ .‬وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم قال ) حق المسلم خمس رد السلم ‪ :‬وعيادة‬

‫المريض واتباع الجنائز وإجأابة الدعوة وتشميت العاطس (‬
‫رواه البخاري ومسلم ‪ ،‬وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم قال ) إذا عطس أحدكم فليقل الحمد لله على‬
‫كل حال ‪ ،‬وليقل أخوه أو صاحبه يرحمك الله ويقول هو‬
‫يهديكم الله ويصلح بالكم ( رواه أبو داود وغيره بإسناد‬
‫صحيح ‪ .‬واتفق العلماء على أن مستحب للعاطس أن يقول‬
‫عقب عطاسه ‪ :‬الحمد لله ‪ ،‬فإن قال ‪ :‬الحمد لله رب‬
‫العالمين فهو أحسن فلو قال الحمد لله على كل حال كان‬
‫أفضل ‪ ،‬ويستحب لكل من سمعه أن يقول له يرحمك الله أو‬
‫رحمك الله أو رحمك ربك أو يرحمكم الله وأفضله رحمك الله‬
‫ويستحب للعاطس أن يقول له بعد ذلك ‪ :‬يهديكم الله ويصلح‬
‫بالكم وكل هذا سنة ليس فيه شيء واجأب ‪ .‬قال أصحابنا ‪:‬‬
‫والتشميت وهو قوله ‪ :‬يرحمك الله سنة على الكفاية ‪ ،‬إذا‬
‫قالها بعض الحاضرين أجأزأ عن الباقين وإن تركوها كلهم‬
‫كانوا سواء في ترك السنة وإن قالوها كلهم كانوا سواء في‬
‫القيام بها ونيل فضلها ‪ ،‬كما سبق في ابتداء الجماعة‬
‫بالسلم وردهم ‪ ،‬هذا الذي ذكرناه من كونه سنة هو مذهبنا‬
‫وبه قال الجمهور وقال بعض أصحاب مالك هو واجأب ‪ .‬قال‬
‫أصحابنا ‪ :‬وإنما يسن التشميت إذا قال العاطس ‪ :‬الحمد لله‬
‫فإن لم يحمد الله كره تشميته للحديث السابق وإذا شمت‬

‫فالسنة أن يقول له العاطس ‪ :‬يهديكم الله ويصلح بالكم أو‬
‫يغفر الله لنا ولكم ‪ .‬والفضل الول ول يلزمه ذلك ‪ .‬وأقل‬
‫الحمد والتشميت وجأوابه أن يرفع صوته بحيث يسمع صاحبه‬
‫‪ ،‬ولو قال العاطس لفظا غير الحمد لله لم يستحق التشميت‬
‫لظاهر الحاديث السابقة ‪ .‬ولو عطس في صلته استحب أن‬
‫يقول ‪ :‬الحمد لله ويسمع نفسه ولصحاب مالك ثالثاة أقوال‬
‫أحدها ‪ :‬هذا ‪ ،‬واختاره ابن العربي والثاني ‪ :‬يحمد في نفسه‬
‫والثالث ‪ :‬ل يحمد قاله سحنون ‪ .‬ودليل مذهبنا الحاديث‬
‫العامة ‪ .‬والسنة أن يضع العاطس يده أو ثاوبه أو نحوه على‬
‫فمه وأن يخفض صوته لحديث أبي هريرة رضي الله عنه قال‬
‫كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا عطس وضع يده أو‬
‫ثاوبه على فيه وخفض أو غض بها صوته رواه أبو داود‬
‫والترمذي ‪ ،‬وقال ‪ :‬حديث حسن صحيح ‪ ،‬وإذا تكرر العطاس‬

‫من إنسان متتابعا فالسنة أن يشمته لكل مرة إلى أن يبلغ‬
‫ثالثا مرات ‪ ،‬فإن زاد وظهر أنه مزكوم دعا له بالشفاء ‪ ،‬ولو‬
‫عطس يهودي فالسنة أن يقول ما ثابت عن أبي موسى قال‬
‫‪ :‬كان اليهود يتعاطسون عند رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم يرجأون أن يقول لهم ‪ :‬يرحمكم الله فيقول ‪ :‬يهديكم‬
‫الله ويصلح بالكم رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن‬

‫صحيح ‪.‬‬
‫____________________‬

‫) ‪(4/514‬‬

‫حذف‬
‫____________________‬

‫) ‪(4/515‬‬

‫الفصل الخامس في المصافحة والمعانقة والتقبيل ونحوها‬
‫وفيه مسائل أحداها ‪ :‬المصافحة سنة عند التلقي للحاديث‬
‫الصحيحة ‪ ،‬واجأماع الئمة عن قتادة قال قلت لنس ‪ :‬أكانت‬
‫المصافحة في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫قال ‪ :‬نعم رواه البخاري ‪ ،‬وعن كعب بن مالك ‪ ) :‬أن طلحة‬
‫بن عبيد الله قام إليه فصافحه بحضرة النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم ( رواه البخاري ومسلم في سنن أبي داود والترمذي‬
‫عن البراء قال ) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما‬
‫من مسلمين يتلقيان فيتصافحان إل غفر لهما قبل أن‬
‫يتفرقا ( وعن أنس قال ‪ ) :‬قال رجأل ‪ :‬يا رسول الله الرجأل‬

‫منا يلقى أخاه أو صديقه أينحني له قال ‪ :‬ل ‪ ،‬قال أفيلتزمه‬
‫ويقبله قال ‪ :‬ل قال ‪ :‬أفيأخذه بيده ويصافحه قال نعم (‬
‫رواه الترمذي وقال حديث حسن وتسن المصافحة عند كل‬
‫لقاء وأما ما اعتاده النسا من المصافحة بعد صلتي الصبح‬
‫والعصر فل أصل له في الشرع على هذا الوجأه ‪ ،‬ولكن ل‬
‫بأس به ‪ ،‬فإن أصل المصافحة سنة وكونهم خصوها ببعض‬
‫الحوال وفرطوا في أكثرها ل يخرج ذلك البعض عن كونه‬
‫مشروعة فيه وقد سبق بيان هذه القاعدة في آخر صفة‬
‫الصلة ‪ ،‬ويستحب مع المصافحة بشاشة الوجأه لقوله صلى‬
‫الله عليه وسلم ل تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى‬
‫أخاك بوجأه طليق رواه مسلم من رواية أبي ذر رضي الله‬

‫عنه وفيه أحاديث كثيرة ‪ ،‬وينبغي أن يحذر من مصافحة‬
‫المرد والحسن ‪ ،‬فإن النظر إليه من غير حاجأة حرام على‬
‫الصحيح المنصوص ‪ .‬وبه قطع المصنف في أول كتاب النكاح‬
‫‪ ،‬وقد قال أصحابنا ‪ :‬كل من حرم النظر إليه حرم مسه ‪ .‬وقد‬
‫يحل النظر مع تحريم المس ‪ ،‬فإنه يحل النظر إلى الجأنبية‬
‫في البيع والشراء والخذ والعطاء ونحوها ‪ .‬ول يجوز مسها‬
‫في شيء من ذلك ‪ .‬المسألة الثانية ‪ :‬يكره حني الظهر في‬
‫كل حال لكل أحد لحديث أنس السابق في المسألة الولى‬

‫وقوله ‪ :‬أينحني له قال ‪ :‬ل ول معارض له ‪ .‬ول تغتر‬
‫____________________‬

‫) ‪(4/515‬‬

‫بكثرة من يفعله ممن ينسب إلى علم أو صلح ونحوهما ‪.‬‬
‫المسألة الثالثة ‪ :‬المختار استحباب اكرام الداخل بالقيام له‬
‫إن كان فيه فضيلة ظاهرة من علم أو صلح ‪ .‬أو شرف أو‬
‫ولية مع صيانة أو له حرمة بولية أو نحوها ‪ ،‬ويكون هذا‬
‫القيام للكرام ل للرياء والعظام ‪ .‬وعلى هذا استمر عمل ا‬
‫لسلف للمة وخلفها ‪ .‬وقد جأمعت في هذا جأزءا مستقل‬
‫جأمعت فيه الحاديث والثاار وأقوال السلف وأفعالهم الدالة‬
‫على ما ذكرته ‪ .‬وذكرت فيه ما خالفتها وأوضحت الجواب‬
‫عنها ‪ .‬المسألة الرابعة ‪ :‬يستحب تقبيل يد الرجأل الصالح‬
‫والزاهد والعالم ونحوهم من أهل الخرة ‪ .‬وأما تقبيل يده‬
‫لغناه وشوكته ووجأاهته عند أهل الدنيا بالدنيا ونحو ذلك‬
‫فمكروه شديد الكراهة ‪ .‬وقال المتولي ‪ :‬ل يجوز فأشار إلى‬
‫تحريمه ‪ .‬وتقبيل رأسه ورجأله كيده ‪ .‬وأما تقبيل خد ولده‬
‫الصغير وولد قريبه وصديقه وغيره من صغار الطفال الذكر‬
‫والنثى على سبيل الشفقة والرحمة واللطف فسنة وأما‬

‫التقبيل بالشهوة فحرام سواء كان في ولده أو في غيره ‪،‬‬
‫بل النظر بالشهوة حرام على الجأنبي والقريب بالتفاق ‪.‬‬
‫ول يستثنى من تحريم القبلة بشهوة والنظر بشهوة إل‬
‫زوجأته وجأاريته ‪ .‬وأما تقبيل الرجأل الميت والقادم من‬
‫سفره ونحوه فسنة ‪ .‬وكذا معانقة القادم من سفر ونحوه ‪،‬‬
‫وأما المعانقة وتقبيل وجأه غير القادم من سفر ونحوه غير‬
‫الطفل فمكروهان ‪ .‬صرح بكراهتهما البغوي وغيره وهذا‬
‫الذي ذكرنا في التقبيل والمعانقة أنه يستحب عند القدوم‬
‫من سفر ونحوه ومكروه في غيره هو في غير المرد‬
‫الحسن الوجأه ‪ .‬فأما المرد الحسن فيحرم بكل حال تقبيله‬

‫سواء قدم من سفر أم ل ‪ .‬والظاهر أن معانقته قريبة من‬
‫تقبيله ‪ .‬وسواء كان المقبل والمقبل صالحين أو غيرهما ‪.‬‬
‫ويستثنى من هذا تقبيل الوالد والوالدة ونحوهما من‬
‫المحارم على سبيل الشفقة ‪ ،‬ودليل ما ذكرته من هذه‬
‫المسائل أحاديث كثيرة ‪ .‬الول ‪ :‬عن زارع رضي الله عنه‬
‫وكان في وفد عبد القيس قال ‪ :‬فجعلنا نتبادر من رواحلنا‬
‫فنقبل يد النبي صلى الله عليه وسلم ورجأله رواه أبو داود ‪.‬‬
‫الثاني ‪ :‬عن ابن عمر رضي الله عنهما في قصة قال ‪:‬‬
‫) فدنونا يعني من النبي صلى الله عليه وسلم فقبلنا يده (‬

‫رواه أبو داود ‪ .‬الثالث ‪ :‬عن أبي هريرة قال ) قبل النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم الحسن بن علي رضي الله عنهما‬
‫وعنده القرع بن حابس فقال ‪ :‬إن لي عشرة من الولد ما‬
‫قبلت منهم أحدا ‪ ،‬فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم ثام قال ‪ :‬من ل يرحم ل يرحم ( رواه البخاري ومسلم‬
‫‪ .‬الرابع ‪ :‬عن عائشة رضي الله عنها قالت ) قدم ناس من‬
‫العراب على‬
‫____________________‬

‫) ‪(4/516‬‬

‫رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا ‪ :‬أتقبلون صبيانكم‬
‫فقالوا ‪ :‬نعم قالوا ‪ :‬والله ما نقبل فقال رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم أو أملك إن كان الله نزع منكم الرحمة (‬
‫رواه البخاري ومسلم من طرق بألفاظ ‪ .‬الخامس ‪ :‬عن أنس‬
‫رضي الله عنه قال ) أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫ابنه إبراهيم فقبله وشمه ( ‪ .‬السادس ‪ :‬عن البراء بن عازب‬
‫قال ‪ ) :‬دخلت مع أبي بكر يعني الصديق رضي الله عنه أول‬
‫ما قدم المدينة ‪ ،‬فإذا عائشة ابنته رضي الله عنها مضطجعة‬
‫قد أصابتها حمى فأتاها أبو بكر فقال ‪ :‬كيف أنت يا بنية‬

‫وقبل خدها ( رواه أبو داود ‪ .‬السابع ‪ :‬عن صفوان بن عسال‬
‫رضي الله عنه قال ) قال يهودي لصاحبه ‪ :‬اذهب بنا إلى هذا‬
‫النبي فأتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله عن‬
‫تسع آيات بينات وذكر الحديث إلى قوله ‪ :‬فقبلوا يده ورجأله‬
‫‪ ،‬وقالوا ‪ :‬نشهد أنك نبي ( رواه الترمذي والنسائي وابن‬
‫ماجأه بأسانيد صحيحة ‪ .‬الثامن ‪ :‬عن عائشة في حديث وفاة‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت ) دخل أبو بكر رضي‬
‫الله عنه فكشف عن وجأه رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫ثام أكب عليه فقبله ثام بكى ( رواه البخاري ‪ .‬التاسع ‪ :‬عن‬

‫عائشة قالت ) قدم زيد بن حارثاة المدينة ورسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم في بيتي فأتاه فقرع الباب فقام إليه النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم يجر ثاوبه فاعتنقه وقبله ( رواه‬
‫الترمذي وقال حديث حسن ‪ .‬العاشر ‪ :‬حديث أنس السابق‬
‫في المسألة الولى ) الرجأل يلقى أخاه أو صديقه أينحني له‬
‫قال ‪ :‬ل الخ ( وعن إياس بن دغفل قال ) رأيت أبا مدرة قبل‬
‫خد الحسن بن علي رضي الله عنهما ( رواه أبو داود بإسناد‬
‫صحيح ‪ ،‬وعن ابن عمر ) أنه كان يقبل ابنه سالما‬
‫____________________‬


‫) ‪(4/517‬‬

‫ويقول ‪ :‬اعجبوا من شيخ يقبل شيخا ( وهذه الحاديث منزلة‬
‫على التفصيل السابق ‪ .‬المسألة الخامسة ‪ :‬تسن زيارة‬
‫الصالحين وأهل الخير والقارب والصدقاء والجيران وبرهم‬
‫وإكرامهم وصلتهم ‪ ،‬وضبط ذلك يختلف باختلف أحوالهم‬
‫ومراتبهم ‪ ،‬وينبغي أن يكون من زيارتهم على وجأه يرتضونه‬
‫وفي وقت ل يكرهونه ‪ ،‬والحاديث فيه كثيرة ‪ ،‬ومن أحسنها‬
‫حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم أن رجأل زار أخا له في قرية أخرى فأرصد الله تعالى‬
‫على مدرجأته ملكا فلما أتى عليه ‪ ،‬قال أين تريد قال ‪ :‬أريد‬
‫أخا لي في هذه القرية ‪ ،‬قال ‪ :‬هل لك عليه من نعمة تربها‬
‫قال ‪ :‬ل ‪ ،‬غير أني أحبه في الله تعالى ‪ ،‬قال ‪ :‬فإني رسول‬
‫الله إليك بأن الله تعالى قد أحبك كما أحببته فيه رواه مسلم‬
‫والمدرجأة الطريق وتربها تحفظها وتراعيها ‪ ،‬وعنه عن‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم ) من عاد مريضا أو زار أخا‬
‫له في الله تعالى ناداه مناديان طبت وطاب ممشاك ‪،‬‬
‫وتبوأت من الجنة منزل ( رواه الترمذي ويستحب أن يطلب‬
‫من صاحبه الصالح أن يزوره ‪ ،‬وأن يزوره أكثر من زيارته ‪،‬‬
‫لحديث ابن عباس قال ) قال رسول الله صلى الله عليه‬

‫وسلم لجبريل عليه السلم ‪ :‬ما يمنعك أن تزورنا أكثر مما‬
‫تزورنا فنزلت ‪ :‬وما نتنزل إل بأمر ربك له ما بين أيدينا وما‬
‫خلفنا ( رواه البخاري ‪ .‬المسألة السادسة ‪ :‬إذا تثاءب‬
‫فالسنة أن يرده ما استطاع للحديث الصحيح السابق في‬
‫فصل العطاس والسنة أن يضع يده على فيه لحديث أبي‬
‫سعيد قال ) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تثاءب‬
‫أحدكم فليمسك بيده على فمه فإن الشيطان يدخل ( رواه‬
‫مسلم وسواء كان التثاؤب في الصلة أو خارجأها وقد سبق‬

‫بيانه في باب ستر العورة ‪ .‬المسألة السابعة ‪ :‬يستحب إجأابة‬
‫من ناداك بلبيك وأن يقول للوارد عليه ‪ :‬مرحبا أو نحوه وأن‬
‫يقول لمن أحسن إليه أو فعل خيرا ‪ :‬حفظك الله أو جأزاك‬
‫الله خيرا ونحوه ‪ ،‬ول بأس بقوله لرجأل جأليل في علم أو‬
‫صلح ونحوه ‪ :‬جأعلني الله فداك ‪ .‬ودلئل هذا كله في‬
‫الحديث الصحيح مشهور ‪.‬‬
‫____________________‬

‫) ‪(4/518‬‬

‫& باب الذكار المستحبة في الليل والنهار وعند الحوال‬
‫العارضة & هذا الباب واسع جأدا وقد جأمعت فيه مجلدا‬
‫مشتمل على نفائس ل يستغنى عن مثلها فمنها ‪ :‬ماله ذكر‬
‫في كتب الفقه وقد ذكره المصنف في مواطنه ‪ .‬وضممت‬
‫إليه ما يتعلق به وذلك كأذكار الوضوء والصلة والذان‬
‫والقامة والجمعة والعيد والكسوف والستسقاء والجنائز‬
‫والزكاة والمناسك والنكاح وغيرها ‪ .‬ومنها ‪ :‬ما ل يذكر غالبا‬
‫في كتب الفقه فأذكر منه إن شاء الله تعالى جأملة مختصرة‬
‫بحذف الدلة ‪ .‬وهي مقررة بأدلتها من الحاديث الصحيحة‬
‫في كتاب الذكار ‪ :‬فمن ذلك يستحب الكثار من الذكر في‬
‫كل وقت ‪ .‬وحضور مجالس الذكر ويكون الذكر بالقلب‬
‫وباللسان وبهما ‪ .‬وهو الفضل ثام القلب ‪ .‬قال سعيد بن‬
‫جأبير وغيره ‪ :‬كل عامل بطاعة ذاكر ‪ .‬وسبق في باب الغسل‬
‫إجأماع العلماء على جأواز الذكر غير القرآن للجنب والحائض‬
‫وغيرهما ‪ .‬ويندب كون الذاكر على أكمل الصفات متخشعا‬
‫متطهرا مستقبل القبلة ‪ ،‬خاليا نظيف الفم ‪ ،‬ويحرص على‬
‫حضور قلبه وتدبر الذكر ولهذا كان المذهب الصحيح المختار‬
‫أن مد الذاكر قوله ‪ :‬ل إله إل الله أفضل من حذفه لما في‬
‫المد من التدبر ‪ ،‬ومن كان له وظيفة من الذكر ففاتته ندب‬
‫له تداركها ‪ ،‬وإذا سلم عليه رد السلم ثام عاد إلى الذكر ‪،‬‬
‫وكذا لو عطس عنده إنسان فليشمته أو سمع مؤذنا فليجبه‬
‫أو رأى منكر فليزله أو مسترشدا فلينصحه ثام يرجأع إلى‬
‫الذكر ‪ ،‬وكذا يقطعه إذا غلبه نعاس ونحوه ‪ ،‬ويندب عد‬
‫التسبيح بالصابع فصل ‪ :‬في الصحيحين قال رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم ) كلمتان خفيفتان على اللسان‬
‫ثاقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن ‪ :‬سبحان الله‬
‫وبحمده سبحان الله العظيم ( وفي مسلم ) أحب الكلم‬
‫____________________‬

‫) ‪(4/519‬‬

‫إلى الله ‪ :‬سبحان الله وبحمده ( وفي مسلم ) أحب الكلم‬
‫إلى الله تعالى أربع ‪ :‬سبحان الله والحمد لله ول إله إل الله‬
‫والله أكبر ل يضرك بأيهن بدأت ( وفيه ‪ ) :‬الحمد لله تمل‬
‫الميزان ‪ ،‬وسبحان الله والحمد لله تملن أو تمل ما بين‬
‫الرض والسموات ( وفيه الحث على ‪ ) :‬سبحان الله وبحمده‬
‫عدد خلقه ثالثا مرات سبحان الله وبحمده رضاء نفسه ثالثاا (‬
‫) سبحان الله وبحمده زنة عرشه ثالثاا ( ) سبحان الله‬
‫وبحمده مداد كلماته ثالثاا ( ‪ .‬وفي الصحيحين ) من قال ل‬
‫إله إل الله وحده ل شريك له ‪ ،‬له الملك وله الحمد وهو على‬
‫كل شيء قدير ‪ .‬في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب‬
‫‪ ،‬وكتب له مائة حسنة ‪ ،‬ومحيت عنه مائة سيئة ‪ ،‬وكانت له‬
‫حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي ‪ ،‬ولم يأت أحد‬
‫بأفضل مما جأاء به إل رجأل عمل أكثر منه ‪ .‬ومن قال ‪:‬‬
‫سبحان الله وبحمده ‪ ،‬في يوم مائة مرة حطت خطاياه وإن‬
‫كانت مثل زبد البحر ( وفي مسلم ) قل ‪ :‬ل إله إل الله وحده‬
‫ل شريك له ‪ ،‬الله كبر كبيرا ‪ ،‬والحمد لله كثيرا ‪ ،‬سبحان الله‬
‫رب العالمين ‪ ،‬ل حول ول قوة إل بالله العزيز الحكيم ( وفي‬
‫الصحيحين ) ل حول ول قوة إل بالله كنز من كنوز الجنة‬
‫وفي حسان الترمذي ) غراس الجنة ‪ :‬سبحان الله ‪ ،‬والحمد‬
‫لله ‪ ،‬ول إله إل الله ‪ ،‬والله أكبر ( وفيه ) من قال ‪ :‬سبحان‬
‫الله وبحمده غرست له نخلة في الجنة ( وفي حسانه ) ل‬
‫يزال لسانك رطبا من ذكر الله‬
‫____________________‬

‫) ‪(4/520‬‬

‫تعالى ( وفي البخاري ) مثل الذي يذكر ربه والذي ل يذكره‬
‫مثل الحي والميت ( ‪ .‬فصل ‪ :‬السنة أن يذكر الله تعالى إذا‬
‫استيقظ من نومه وأن يقول ‪ :‬الحمد لله الذي أحيانا بعدما‬
‫أماتنا وإليه النشور ‪ .‬وأن يقول إذا لبس ثاوبا ‪ :‬اللهم إني‬
‫أسألك خيره وخير ما هو له ‪ ،‬وأعوذ بك من شره وشر ما هو‬
‫له ‪ ،‬الحمد لله الذي كساني هذا ورزقنيه من غير حول مني‬
‫ول قوة ‪ .‬وإذا لبس جأديدا قال ‪ :‬اللهم أنت كسوتنيه ‪ ،‬أسألك‬
‫خيره وخير ما صنع له ‪ ،‬وأعوذ بك من شره وشر ما صنع له ‪،‬‬
‫وأن يقال للبس الجديد ‪ :‬أبل وأخلق ‪ .‬وأيضا ‪ :‬البس جأديدا‬

‫وعش حميدا ومت شهيدا ‪ .‬وإذا خرج من بيته قال ‪ :‬بسم‬
‫الله توكلت على الله ول حول ول قوة إل بالله اللهم أني‬
‫أعوذ بك أن أضل أو أضل أو أذل أو أذل أو أظلم أو أظلم أو‬
‫أجأهل أو يجهل علي ‪ .‬وإذا دخل بيته قال ‪ :‬باسم الله ‪ ،‬وسلم‬
‫كما سبق في السلم وقال ‪ :‬اللهم إني أسألك خير المولج‬
‫وخير المخرج ‪ ،‬بسم الله ربنا ولجنا وباسم الله خرجأنا ‪،‬‬
‫وعلى الله توكلنا ‪ .‬وإذا استيقظ في الليل وخرج من بيته‬
‫نظر إلى السماء وقرأ آخر آل عمران } إن في خلق‬
‫السماوات والرض { اليات ‪ .‬ويقول عند الصباح والمساء ‪:‬‬
‫اللهم أنت ربي ل إله إل أنت خلقتني وأنا على عهدك‬
‫ووعدك ما استطعت ‪ ،‬أبوء لك بنعمتك وأبوء لك بذنبي‬
‫فاغفر لي فإنه ل يغفر الذنوب إل أنت ‪ ،‬أعوذ بك من شر ما‬
‫صنعت ‪ .‬وأيضا سبحان الله وبحمده مائة مرة ‪ ،‬وأيضا قل هو‬
‫الله أحد والمعوذتين ‪ ،‬ثالثا مرات ‪ .‬وأيضا ‪ :‬اللهم بك أصبحنا‬
‫وبك أمسينا ‪ ،‬وبك نحيا وبك نموت ‪ ،‬وإليك النشور ‪ .‬وأيضا ‪:‬‬
‫باسم الله الذي ل يضر مع اسمه شيء في الرض ول في‬
‫السماء وهو السميع البصير ‪ .‬ثالثا مرات ‪ .‬وأيضا ‪ :‬اللهم‬
‫فاطر السموات والرض عالم الغيب والشهادة رب كل شيء‬
‫ومليكه ‪ ،‬أشهد أن ل إله إل أنت أعوذ بك من شر نفسي وشر‬
‫الشيطان وشركه ‪ ،‬روى بكسر الشين مع إسكان الراء وروى‬
‫بفتحهما ‪ ،‬وأيضا عند المساء ‪ :‬أعوذ بكلمات الله التامات من‬
‫شر ما خلق ثالثا مرات ‪ .‬وأيضا رضيت بالله ربا‬
‫____________________‬

‫) ‪(4/521‬‬

‫وبالسلم دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا رسول ‪.‬‬
‫وفي الصباح والمساء أحاديث كثيرة غير هذه ‪ .‬ويندب قبل‬
‫صلة الصبح يوم الجمعة ‪ ) :‬استغفر الله الذي ل إله إل هو‬
‫الحي القيوم وأتوب إليه ( ثالثا مرات ويندب كثرة الذكر‬
‫بالعشي ‪ .‬وهو ما بين زوال الشمس وغروبها وأن يقول بعد‬
‫صلة الوتر ‪ :‬سبحان المالك القدوس ثالثا مرات ‪ .‬وأيضا ‪:‬‬
‫) اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وأعود بمعافاتك من‬
‫عقوبتك وأعوذ بك منك ل أحصى ثاناء عليك أنت كما أثانيت‬
‫على نفسك ( ‪ .‬وأن يقول عند الضطجاع للنوم ‪ :‬باسمك‬
‫اللهم أحيا وأموت وأن يكبر ثالثاا وثالثاين تكبيرة ‪ .‬ويسبح‬
‫أربعا وثالثاين ‪ ،‬ويحمد ثالثاا وثالثاين ‪ .‬وأيضا ‪ :‬باسمك ربي‬
‫وضعت جأنبي وبك أرفعه ‪ ،‬أن أمسكت نفسي فارحمها وإن‬

‫أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به الصالحين ‪ .‬وأن ينفث في‬
‫كفيه ويقرأ ‪ :‬قل هو الله أحد والمعوذتين ‪ ،‬ويمسح بهما‬
‫رأسه ووجأهه ‪ .‬وما استطاع من جأسده ‪ ،‬وأن يقرأ آية‬
‫الكرسي واليتين آخر سورة البقرة ‪ :‬آمن الرسول إلى‬
‫آخرها ‪ ،‬وأيضا ‪ :‬اللهم قنى عذابك يوم تبعث عبادك ‪ .‬وأيضا‬
‫اللهم رب السموات ورب الرض ورض العرش العظيم ‪،‬‬
‫ورب كل شيء ‪ ،‬فالق الحب والنوى منزل التوراة والنجيل‬
‫والقرآن ‪ ،‬أعوذ بك من شر كل ذي شر ‪ ،‬أنت آخر بناصيته ‪،‬‬
‫أنت الول فليس قبلك شيء ‪ ،‬وأنت الخر فليس بعدك شيء‬
‫‪ ،‬وأنت الظاهر فليس قبلك شيء ‪ ،‬وأنت الباطن فليس‬
‫دونك شيء اقض عنا الدين وأغننا من الفقر ‪ .‬وأيضا ‪ :‬اللهم‬
‫أني أسألك العافية ‪ ،‬أستغفر الله الذي ل إله إل هي الحي‬
‫القيوم وأتوب إليه ‪ .‬وأيضا ‪ :‬الحمد لله الذي أطعمنا وأسقانا‬
‫وكسانا وآوانا فكم ممن ل كافي له ول مؤوي ‪ ،‬وليكن من‬
‫آخره اللهم أسلمت نفسي إليك ‪ ،‬وفوضت أمري إليك‬
‫وألجأت ظهري إليك ‪ ،‬رهبة ورغبة إليك ‪ ،‬ل ملجأ ول منجا‬
‫منك إل إليك ‪ ،‬آمنت بكتابك الذي أنزلت ‪ ،‬وبنبيك الذي‬
‫أرسلت ‪ .‬ويكره أن يضطجع بل ذكر ‪ .‬وإأذا استيقظ من‬
‫الليل فليقل ‪ :‬ل إله إل الله وحده ل شريك له ‪ ،‬له الملك وله‬
‫الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير ‪ ،‬والحمد لله‬
‫وسبحان الله ‪ ،‬والله أكبر ول حول ول قوة إل بالله ‪ ،‬ثام يدعو‬
‫‪ .‬وإذا فزع في منامه أو غيره قال ‪ :‬أعوذ بكلمات الله‬
‫التامات من غضبه وشر عباده ومن همزات الشياطين وأن‬
‫يحضرون ‪ .‬وإذا رأى في منامه ما يحب فليحمد الله ويحدثا‬
‫بها من يحب ول يحدثا من ل يحب ‪ .‬وإذا رأى ما يكره‬
‫فليستعذ بالله من شرها ومن الشيطان ثالثا مرات وليتفل‬
‫على يساره ثالثاا ‪ ،‬ويتحول عن جأنبه إلى الخر ول يحدثا بها‬
‫أحدا فإنها ل تضره ‪ ،‬وإذا قصت عليه رؤيا قال ‪ :‬خيرا رأيت‬
‫وخيرا يكون ‪ ،‬وليكثر من الذكر والدعاء والستغفار في‬
‫النصف الثاني من الليل والثالث الخير آكد والستغفار‬
‫بالسحار آكد ‪.‬‬
‫____________________‬

‫) ‪(4/522‬‬

‫فصل ‪ :‬يسن عند الكرب والمور المهمة دعاء الكرب ل إله‬
‫إل الله العظيم الحليم ‪ ،‬ل إله إل الله رب العرش العظيم ‪ ،‬ل‬
‫إله إل الله رب السموات ورب الرض رب العرش الكريم ‪.‬‬

‫وأيضا ‪ :‬يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث وأيضا ‪ :‬اللهم‬
‫رحمتك أرجأو فل تكلني إلى نفسي طرفة عين وأصلح لي‬
‫شأني كله ل إله إل أنت ‪ .‬ويندب في كل موطن اللهم آتنا‬
‫في الدنيا حسنة وفي الخرة حسنة وقنا عذاب النار ‪ ،‬وأيضا‬
‫آية الكرسي وآخر البقرة ‪ .‬وإذا خاف سلطانا أو غيره قال ‪:‬‬
‫اللهم إني أعوذ بك من شرورهم وأجأعلك في نحورهم ‪ .‬وإذا‬
‫عرض له شيطان فليستعذ بالله منه وليقرأ ما تيسر من‬
‫القرآن ‪ ،‬وإذا أصابه شيء فليقل ‪ :‬قدر الله وما شاء الله‬
‫فعل ‪ ،‬وليقل لدفع الفات ‪ ،‬ما شاء الله ل قوة إل بالله ‪،‬‬
‫وعند المصيبة ‪ :‬إنا لله وإنا إليه راجأعون ‪ ،‬وعند النعمة ‪ :‬نحمد‬
‫الله ونشكره ‪ .‬وإذا كان عليه دين فليقل ‪ :‬اللهم اكفني‬
‫بحللك عن حرامك وأغنني بفضلك عمن سواك ‪ .‬وإذا بلى‬
‫بالوحشة فليقل ‪ :‬أعوذ بكلمات الله التامات من غضبه‬
‫وعقابه وشر عباده ومن همزات الشياطين ‪ ،‬وأن يحضرون ‪.‬‬
‫وإذا بلى بالوسوسة فليستعذ بالله من الشيطان ولينته عن‬
‫الستمرار فيها ‪ ،‬وإن كان توسوسه في الحرام بالصلة‬
‫تعوذ بالله منه ‪ ،‬وتفل عن يساره ثالثاا ويقول ‪ :‬ل إله إل الله‬
‫ويكررها ‪ .‬ويقرأ على المعتوه والملدوغ ونحوهما فاتحة‬
‫الكتاب وإذا أراد تعويذ صبي ونحوه قال ‪ :‬أعيذك بكلمات الله‬
‫التامات من كل شيطان وهامة ‪ ،‬ومن كل عين لمة ‪ .‬فصل ‪:‬‬
‫ويستحب الدعاء للمريض ‪ ،‬وسنذكر جأملة من الدعية‬
‫المسنونة في كتاب الجنائز حيث ذكرها المصنف إن شاء الله‬
‫تعالى ‪ .‬ويستحب السؤال عن المريض وأن يطيب نفس‬
‫المريض وينشطه ‪ ،‬وأن يثني عليه بما يحسن ظنه بربه‬
‫سبحانه وتعالى ‪ ،‬وأن يطلب الدعاء من المريض ‪ ،‬وسيأتي‬
‫باقي أدبه في الجنائز وأذكارها وما يتعلق بها في كتابها ‪،‬‬
‫وما يتعلق بالزكاة والصوم والحج والنكاح في أبوابها ‪ ،‬وما‬
‫يتعلق بالسماء والكنى واللقاب ونحوها في باب العقيقة‬
‫حيث ذكره المصنف ‪ ،‬وما يتعلق بالكل والشرب في باب‬
‫الوليمة ‪ ،‬وما يتعلق بالجهاد والسفر ونحوهما في كتاب‬
‫السير ‪ ،‬حيث ذكر المصنف أصولها إن شاء الله تعالى ‪.‬‬
‫____________________‬

‫) ‪(4/523‬‬

‫فصل في المدح في الوجأه جأاءت أحاديث بالنهي عنه‬
‫وأحاديث كثيرة في الصحيحين بإباحته ‪ .‬قال العلماء ‪ :‬طريق‬
‫الجمع بينها أنه إن كان عند الممدوح كمال إيمان وحسن‬

‫يقين ومعرفة تامة ورياضة نفس بحيث ل يغتر بذلك ول‬
‫تلعب به نفسه فل كراهة فيه ‪ ،‬وإن خيف شيء من هذه‬
‫المور كره مدحه كراهة شديدة ‪ .‬وأما ذكر النسان محاسن‬
‫نفسه فإن كان للرتفاع والفتخار والتمييز على القران‬
‫فمذموم ‪ ،‬وإن كان فيه مصلحة دينية بأن يكون آمرا‬
‫بالمعروف أو ناهيا عن المنكر أو ناصحا أو مشيرا بمصلحة أو‬
‫معلما أو مؤدبا أو مصلحا بين اثانين أو دافعا عن نفسه ضررا‬
‫ونحو ذلك فذكر محاسنه ‪ ،‬ناويا بذلك أن يكون هذا أقرب إلى‬
‫قبول قوله واعتماد ما يقوله ‪ ،‬وإني لكم ناصح ‪ ،‬وأن هذا‬
‫الكلم ل تجدونه عند غيري ‪ ،‬فاحتفظوا به ونحو ذلك ‪ ،‬فليس‬
‫هذا مكروها بلهو محبوب ‪ ،‬وقد جأاءت فيه أحاديث كثيرة‬
‫صحيحة أوضحتها في كتاب الذكار ‪ .‬فصل ‪ :‬يستحب إذا‬
‫سمع صياح الديك أن يدعو ‪ ،‬وإذا سمع نهيق الحمار ونباح‬
‫الكلب أن يستعيذ بالله من الشيطان ‪ ،‬وإذا رأى الحريق أن‬
‫يكبر ‪ ،‬إذا أراد القيام من المجلس أن يقول قبل قيامه ‪:‬‬
‫سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن ل إله إل أنت أستغفرك‬
‫وأتوب إليك ‪ .‬وأن يدعو لنفسه وجألسائه ‪ .‬ويكره مفارقة‬
‫المجلس من غير ذكر الله تعالى ‪ .‬وإذا غضب استعاذ من‬
‫الشيطان وتوضأ ‪ .‬وإذا أحب رجأل لله أعلمه بذلك وسأله عن‬
‫اسمه ونسبه وليقل المحبوب ‪ :‬أحبك الذي أحببتني له ‪ ،‬وأن‬
‫يقول إذا دخل السوق ‪ :‬ل إله إل الله وحده ل شريك له ‪ ،‬له‬
‫الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي ل يموت بيده الخير‬
‫وهو على كل شيء قدير ‪ ،‬ويقرأ آية الكرسي عند الحجامة ‪،‬‬
‫وإذا طنت أذنه صلى على النبي صلى الله عليه وسلم وقال‬
‫‪ :‬ذكر الله بخير من ذكرني ‪ ،‬وإذا خدرت رجأله ذكر من يحبه ‪،‬‬
‫وله الدعاء على من ظلمه ‪ ،‬والصبر أفضل ‪ ،‬ويتبرأ من‬
‫المبتدعة ونحوهم ‪ .‬وإذا شرع في إزالة منكر فليقرأ ) جأاء‬
‫الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا ( ‪ .‬جأاء الحق وما‬
‫يبدىء الباطل وما يعيد ( وإذا عثرت دابته أو غيرها قال ‪:‬‬
‫باسم الله ‪ .‬وأن يدعو لمن صنع إليه من الناس معروفا ‪ ،‬وأن‬
‫يقول ‪ :‬جأزاك الله خيرا وإذا رأى الباكورة‬
‫____________________‬

‫) ‪(4/524‬‬

‫من الثمر قال ‪ :‬اللهم بارك لنا في ثامرنا ‪ ،‬وبارك لنا في‬
‫مدينتنا ‪ ،‬وبارك لنا في مكيالنا ‪ .‬ويسن التعاون على البر‬
‫والتقوى والدللة على الخير ‪ .‬وإذا سئل علما ليس عنده‬

‫ويعلمه عند غيره فليدله عليه ‪ ،‬وإذا دعي لحكم الله تعالى‬
‫فليقل ‪ :‬سمعنا وأطعنا ‪ .‬وإذا قيل له ‪ :‬اتق الله ونحوه من‬
‫اللفاظ فليقل ‪ :‬سمعنا وأطعنا وليعرض عن الجاهلين ما لم‬
‫يكن في العراض مفسدة ‪ .‬ويستحب الوفاء بالوعد‬
‫والمسارعة به ‪ ،‬وإذا رأى شيئا فأعجبه وأصابه بالعين‬
‫فليبرك عليه ‪ ،‬وهو الدعاء له بالبركة ‪ ،‬وإذا رأى شيئا يكرهه‬
‫فليقل ‪ :‬اللهم ل يأتي بالحسنات إل أنت ‪ ،‬ول يذهب‬
‫بالسيئات إل أنت ول حول ول قوة إل بالله ‪ ،‬ويستحب طيب‬
‫الكلم وبيانه وايضاحه للمخاطب ‪ ،‬وخفض الجناح للمؤمنين ‪،‬‬
‫ول بأس بالمزاح بحق ولكن ل يكثر منه ‪ ،‬فأما الفراطا فيه أو‬
‫الكثار منه فمذمومان ‪ .‬ويسن الشفاعة في الطاعة‬
‫والمباح ‪ ،‬ويحرم في الحدود وفي الحرام ‪ ،‬ويستحب التبشير‬
‫والتهنئة ويجوز التعجب بلفظ التسبيح والتهليل ونحوهما‬
‫لقوله صلى الله عليه وسلم سبحان الله إن المؤمن ل‬
‫ينجس سبحان الله ‪ ،‬تطهري بها والله أعلم ‪ .‬فصل في‬
‫جأملة من الدعية الثابتة في الحاديث الصحيحة مختصرة‬
‫اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الخرة حسنة وقنا عذاب‬
‫النار اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى ‪،‬‬
‫اللهم اغفر لي وارحمني واهدني وعافني وارزقني ‪ .‬اللهم‬
‫مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك ‪ ،‬اللهم أعوذ بك‬
‫من جأهد البلء ودرك الشقاء ‪ ،‬وسوء القضاء ‪ ،‬وشماتة‬
‫العداء اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل والجبن‬
‫والهرم والبخل وأعوذ بك من عذاب القبر وأعوذ بك من فتنة‬
‫المحيا والممات وخلع الدين وغلبة الرجأال اللهم إني ظلمت‬
‫نفسي ظلما كثيرا كبيرا وإنه ل يغفر الذنوب إل أنت فاغفر‬
‫لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم ‪،‬‬
‫اللهم اغفر لي خطيئتي واسرافي في أمري وما أنت أعلم‬
‫به مني ‪ ،‬اللهم اغفر لي جأدي وهزلي وخطئي وعمدي ‪،‬‬
‫وكل ذلك عندي ‪ ،‬اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما‬
‫أسررت وما أنت أعلم به مني أنت المقدم وأنت المؤخر‬
‫وأنت على كل شيء قدير اللهم إني أعوذ بك من شر ما‬
‫عملت وشر ما لم أعمل اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك‬
‫وتحول عافيتك وفجاءة نقمتك وجأميع سخطك الهم آت‬
‫نفسي تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولها‬
‫اللهم إني أعوذ بك من علم ل ينفع ‪ ،‬ومن‬
‫____________________‬

‫) ‪(4/525‬‬

‫قلب ل يخشع ومن نفس ل تشبع ومن دعوة ل يستجاب لها ‪.‬‬
‫اللهم إني أسألك الهدى والسداد ‪ ،‬اللهم أصلح لي ديني‬
‫الذي هو عصمة أمري وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي‬
‫وأصلح آخرتي التي فيها معادي واجأعل الحياة زيادة لي في‬
‫كل خير ‪ ،‬والموت راحة لي من كل شر ‪ ،‬اللهم إني أعوذ بك‬
‫من شر الغني والفقر ‪ ،‬اللهم إني أعوذ بك من منكرات‬
‫الخلق والعمال والهواء وسيىء السقام ‪ ،‬ومن شر‬
‫سمعي وبصري ‪ ،‬ومن شر لساني ومن شر قلبي ‪ ،‬ومن‬
‫الخيانة فإنها بئست البطانة ‪ ،‬اللهم اكفني بحللك عن‬
‫حرامك ‪ ،‬وأغنني بفضلك عمن سواك ‪ ،‬يا مثبت القلوب ثابت‬
‫قلبي على دينك ‪ ،‬اللهم أني أسألك العافية في الدنيا‬
‫والخرة ‪ ،‬اللهم إني أسألك موجأبات رحمتك وعزائم مغفرتك‬
‫‪ ،‬والسلمة من كل اثام ‪ ،‬والغنيمة من كل بر ‪ ،‬والفوز بالجنة‬
‫والنجاة من النار ‪ .‬وهذا الباب واسع وفيما أشرت إليه كفاية‬
‫‪ .‬ومن آداب الدعاء كونه في الوقات والماكن والحوال‬
‫الشريفة واستقبال القبلة ورفع يديه ومسح وجأهه بعد‬
‫فراغه ‪ .‬وخفض الصوت بين الجهر والمخافتة ‪ ،‬وأن ل‬
‫يتكلف السجع ‪ ،‬ول بأس بدعاء مسجوع كان يحفظه ‪ ،‬وكونه‬
‫خاشعا متواضعا ‪ ،‬متضرعا متذلل راغبا راهبا ‪ ،‬وأن يكرره‬
‫ثالثاا ول يستعجل الجأابة ‪ ،‬وأن يكون مطعمه وملبسه حلل ‪،‬‬
‫وأن يحمد الله تعالى ‪ ،‬ويصلي ويسلم على النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم في أوله وآخره ‪ ،‬ويستحب الدعاء بظهر الغيب‬
‫للهل والصحاب وغيرهم ‪ .‬وطلب الدعاء من أهل الخير ‪.‬‬
‫ويكره أن يدعو لنفسه وولده وخادمه وماله ونحوها ‪ .‬ويسن‬
‫الكثار من الستغفار ‪ .‬وفي صحيح البخاري أن رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم قال ‪ :‬سيد الستغفار أن يقول العبد‬
‫اللهم أنت ربي ل إله إل أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على‬
‫عهدك ووعدك ما استطعت ‪ ،‬أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء‬
‫لك بنعمتك علي ‪ ،‬وأبوء بذنبي فاغفر لي ‪ ،‬فإنه ل يغفر‬
‫الذنوب إل أنت هذا آخر ما قصدته من مختصر الذكار ‪ .‬وأما‬
‫ما يتعلق باللفاظ المنهي عنها كالكذب والغيبة والسب‬
‫وغيرها فسأذكرها مسبوطة في آخر كتاب القذف إن شاء‬
‫الله تعالى ‪. .‬‬
‫____________________‬

‫) ‪(4/526‬‬

‫| ‪ & | 53‬باب صلة العيدين & العيد مشتق من العود ‪ ،‬وهو‬
‫الرجأوع والمعاودة ‪ ،‬لنه يتكرر ‪ ،‬وهو من ذوات الواو ‪ ،‬وكان‬
‫أصله عودا بكسر العين فقبلت الواو ياء ‪ ،‬كالميقات‬
‫والميزان ‪ ،‬من الوقت والوزن ‪ ،‬وجأمعه أعياد ‪ ،‬قالوا ‪ :‬وإنما‬
‫جأمع بالياء وإن كان أصله الواو للزومها في الواحد ‪ ،‬قال‬
‫الجوهري ‪ :‬وقيل ‪ :‬للفرق بينه وبين أعواد الخشب ‪.‬‬
‫قال المصنف رحمه الله تعالى ‪ :‬صلة العيد سنة ‪ ،‬وقال أبو‬
‫سعيد الصطخري هي فرض على الكفاية والمذهب الول ‪،‬‬
‫لما روى طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه ‪ :‬أن رجأل جأاء إلى‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأله عن السلم ‪ ،‬فقال‬
‫‪ :‬صلى الله عليه وسلم خمس صلوات كتبهن الله على عباده‬
‫‪ ،‬فقال هل علي غيرها قال ‪ :‬ل إل إن تطوع ولنها صلة‬
‫مؤقتة ل تشرع لها القامة ‪ ،‬فلم تجب بالشرع كصلة‬
‫الضحى ‪ ،‬فإن اتفق أهل بلد على تركها وجأب قتالهم على‬
‫قول الصطخري ‪ ،‬وهل