PUBLIKASI PENDIDIKAN: Kumpulan Kitab Islam Klasik ƒΘΩñΩφπ 008
http://www.shamela.ws
تم إعداد هذا الملف آليا بواسطة المكتبة الشاملة
المجموع
النووي
سنة الولدة /سنة الوفاة
تحقيق
الناشر دار الفكر
سنة النشر 1997م
مكان النشر بيروت
عدد الجأزاء 1
واسمها فاختة وقيل :فاطمة وقيل :هند قالت ) :آتيت
النبي صلى الله عليه وسلم وهو يغتسل وفاطمة تستره
فقال :من هذا فقلت :أنا أم هانىء ( رواه البخاري ومسلم
.الفصل الرابع في تشميت العاطس يقال بالشين المعجمة
والمهملة وسبق بيانه قريبا حيث ذكره المصنف عن أبي
هريرة رضي اللهعنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
إن الله يحب العطاس ويكره التثاؤب فإذا عطس أحدكم
وحمد الله تعالى كان حقا على كل مسلم سمعه أن يقول له
:يرحمك الله ،وأما التثاؤب فإنما هو من الشيطان فإذا
تثاءب أحدكم فليرده ما استطاع فإن أحدكم إذا تثاءب ضحك
منه الشيطان رواه البخاري .قال العلماء :معناه أن سبب
العطاس محمود ،وهو خفة البدن التي تكون لقلة الخلطا ،
وتخفيف الغذاء وهو مندوب إليه لنه يضعف الشهوة ويسهل
الطاعة ،والتثاؤب ضده .وعن أبي هريرة أيضا عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال ) إذا عطس أحدكم
____________________
) (4/513
فليقل الحمد لله وليقل له أخوه أو صاحبه :يرحمك الله فإذا
قال له :يرحمك الله ،فليقل يهديكم الله ويصلح بالكم (
رواه البخاري .وعن أنس قال ) :عطس رجألن عند النبي
صلى الله عليه وسلم فشمت أحدهما ولم يشمت الخر
فقال الذي لم يشمته :عطس فلن فشمته وعطست فلم
تشمتني فقال :هذا حمد الله تعالى وإنك لم تحمد الله
تعالى ( رواه البخاري ومسلم ،وعن أبي موسى الشعري
قال ) سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :إذا
عطس أحدكم فحمد الله فشمتوه فإن لم يحمد الله فل
تشمتوه ( رواه مسلم .وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله
عليه وسلم قال ) حق المسلم خمس رد السلم :وعيادة
المريض واتباع الجنائز وإجأابة الدعوة وتشميت العاطس (
رواه البخاري ومسلم ،وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله
عليه وسلم قال ) إذا عطس أحدكم فليقل الحمد لله على
كل حال ،وليقل أخوه أو صاحبه يرحمك الله ويقول هو
يهديكم الله ويصلح بالكم ( رواه أبو داود وغيره بإسناد
صحيح .واتفق العلماء على أن مستحب للعاطس أن يقول
عقب عطاسه :الحمد لله ،فإن قال :الحمد لله رب
العالمين فهو أحسن فلو قال الحمد لله على كل حال كان
أفضل ،ويستحب لكل من سمعه أن يقول له يرحمك الله أو
رحمك الله أو رحمك ربك أو يرحمكم الله وأفضله رحمك الله
ويستحب للعاطس أن يقول له بعد ذلك :يهديكم الله ويصلح
بالكم وكل هذا سنة ليس فيه شيء واجأب .قال أصحابنا :
والتشميت وهو قوله :يرحمك الله سنة على الكفاية ،إذا
قالها بعض الحاضرين أجأزأ عن الباقين وإن تركوها كلهم
كانوا سواء في ترك السنة وإن قالوها كلهم كانوا سواء في
القيام بها ونيل فضلها ،كما سبق في ابتداء الجماعة
بالسلم وردهم ،هذا الذي ذكرناه من كونه سنة هو مذهبنا
وبه قال الجمهور وقال بعض أصحاب مالك هو واجأب .قال
أصحابنا :وإنما يسن التشميت إذا قال العاطس :الحمد لله
فإن لم يحمد الله كره تشميته للحديث السابق وإذا شمت
فالسنة أن يقول له العاطس :يهديكم الله ويصلح بالكم أو
يغفر الله لنا ولكم .والفضل الول ول يلزمه ذلك .وأقل
الحمد والتشميت وجأوابه أن يرفع صوته بحيث يسمع صاحبه
،ولو قال العاطس لفظا غير الحمد لله لم يستحق التشميت
لظاهر الحاديث السابقة .ولو عطس في صلته استحب أن
يقول :الحمد لله ويسمع نفسه ولصحاب مالك ثالثاة أقوال
أحدها :هذا ،واختاره ابن العربي والثاني :يحمد في نفسه
والثالث :ل يحمد قاله سحنون .ودليل مذهبنا الحاديث
العامة .والسنة أن يضع العاطس يده أو ثاوبه أو نحوه على
فمه وأن يخفض صوته لحديث أبي هريرة رضي الله عنه قال
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا عطس وضع يده أو
ثاوبه على فيه وخفض أو غض بها صوته رواه أبو داود
والترمذي ،وقال :حديث حسن صحيح ،وإذا تكرر العطاس
من إنسان متتابعا فالسنة أن يشمته لكل مرة إلى أن يبلغ
ثالثا مرات ،فإن زاد وظهر أنه مزكوم دعا له بالشفاء ،ولو
عطس يهودي فالسنة أن يقول ما ثابت عن أبي موسى قال
:كان اليهود يتعاطسون عند رسول الله صلى الله عليه
وسلم يرجأون أن يقول لهم :يرحمكم الله فيقول :يهديكم
الله ويصلح بالكم رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن
صحيح .
____________________
) (4/514
حذف
____________________
) (4/515
الفصل الخامس في المصافحة والمعانقة والتقبيل ونحوها
وفيه مسائل أحداها :المصافحة سنة عند التلقي للحاديث
الصحيحة ،واجأماع الئمة عن قتادة قال قلت لنس :أكانت
المصافحة في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال :نعم رواه البخاري ،وعن كعب بن مالك ) :أن طلحة
بن عبيد الله قام إليه فصافحه بحضرة النبي صلى الله عليه
وسلم ( رواه البخاري ومسلم في سنن أبي داود والترمذي
عن البراء قال ) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما
من مسلمين يتلقيان فيتصافحان إل غفر لهما قبل أن
يتفرقا ( وعن أنس قال ) :قال رجأل :يا رسول الله الرجأل
منا يلقى أخاه أو صديقه أينحني له قال :ل ،قال أفيلتزمه
ويقبله قال :ل قال :أفيأخذه بيده ويصافحه قال نعم (
رواه الترمذي وقال حديث حسن وتسن المصافحة عند كل
لقاء وأما ما اعتاده النسا من المصافحة بعد صلتي الصبح
والعصر فل أصل له في الشرع على هذا الوجأه ،ولكن ل
بأس به ،فإن أصل المصافحة سنة وكونهم خصوها ببعض
الحوال وفرطوا في أكثرها ل يخرج ذلك البعض عن كونه
مشروعة فيه وقد سبق بيان هذه القاعدة في آخر صفة
الصلة ،ويستحب مع المصافحة بشاشة الوجأه لقوله صلى
الله عليه وسلم ل تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى
أخاك بوجأه طليق رواه مسلم من رواية أبي ذر رضي الله
عنه وفيه أحاديث كثيرة ،وينبغي أن يحذر من مصافحة
المرد والحسن ،فإن النظر إليه من غير حاجأة حرام على
الصحيح المنصوص .وبه قطع المصنف في أول كتاب النكاح
،وقد قال أصحابنا :كل من حرم النظر إليه حرم مسه .وقد
يحل النظر مع تحريم المس ،فإنه يحل النظر إلى الجأنبية
في البيع والشراء والخذ والعطاء ونحوها .ول يجوز مسها
في شيء من ذلك .المسألة الثانية :يكره حني الظهر في
كل حال لكل أحد لحديث أنس السابق في المسألة الولى
وقوله :أينحني له قال :ل ول معارض له .ول تغتر
____________________
) (4/515
بكثرة من يفعله ممن ينسب إلى علم أو صلح ونحوهما .
المسألة الثالثة :المختار استحباب اكرام الداخل بالقيام له
إن كان فيه فضيلة ظاهرة من علم أو صلح .أو شرف أو
ولية مع صيانة أو له حرمة بولية أو نحوها ،ويكون هذا
القيام للكرام ل للرياء والعظام .وعلى هذا استمر عمل ا
لسلف للمة وخلفها .وقد جأمعت في هذا جأزءا مستقل
جأمعت فيه الحاديث والثاار وأقوال السلف وأفعالهم الدالة
على ما ذكرته .وذكرت فيه ما خالفتها وأوضحت الجواب
عنها .المسألة الرابعة :يستحب تقبيل يد الرجأل الصالح
والزاهد والعالم ونحوهم من أهل الخرة .وأما تقبيل يده
لغناه وشوكته ووجأاهته عند أهل الدنيا بالدنيا ونحو ذلك
فمكروه شديد الكراهة .وقال المتولي :ل يجوز فأشار إلى
تحريمه .وتقبيل رأسه ورجأله كيده .وأما تقبيل خد ولده
الصغير وولد قريبه وصديقه وغيره من صغار الطفال الذكر
والنثى على سبيل الشفقة والرحمة واللطف فسنة وأما
التقبيل بالشهوة فحرام سواء كان في ولده أو في غيره ،
بل النظر بالشهوة حرام على الجأنبي والقريب بالتفاق .
ول يستثنى من تحريم القبلة بشهوة والنظر بشهوة إل
زوجأته وجأاريته .وأما تقبيل الرجأل الميت والقادم من
سفره ونحوه فسنة .وكذا معانقة القادم من سفر ونحوه ،
وأما المعانقة وتقبيل وجأه غير القادم من سفر ونحوه غير
الطفل فمكروهان .صرح بكراهتهما البغوي وغيره وهذا
الذي ذكرنا في التقبيل والمعانقة أنه يستحب عند القدوم
من سفر ونحوه ومكروه في غيره هو في غير المرد
الحسن الوجأه .فأما المرد الحسن فيحرم بكل حال تقبيله
سواء قدم من سفر أم ل .والظاهر أن معانقته قريبة من
تقبيله .وسواء كان المقبل والمقبل صالحين أو غيرهما .
ويستثنى من هذا تقبيل الوالد والوالدة ونحوهما من
المحارم على سبيل الشفقة ،ودليل ما ذكرته من هذه
المسائل أحاديث كثيرة .الول :عن زارع رضي الله عنه
وكان في وفد عبد القيس قال :فجعلنا نتبادر من رواحلنا
فنقبل يد النبي صلى الله عليه وسلم ورجأله رواه أبو داود .
الثاني :عن ابن عمر رضي الله عنهما في قصة قال :
) فدنونا يعني من النبي صلى الله عليه وسلم فقبلنا يده (
رواه أبو داود .الثالث :عن أبي هريرة قال ) قبل النبي
صلى الله عليه وسلم الحسن بن علي رضي الله عنهما
وعنده القرع بن حابس فقال :إن لي عشرة من الولد ما
قبلت منهم أحدا ،فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه
وسلم ثام قال :من ل يرحم ل يرحم ( رواه البخاري ومسلم
.الرابع :عن عائشة رضي الله عنها قالت ) قدم ناس من
العراب على
____________________
) (4/516
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا :أتقبلون صبيانكم
فقالوا :نعم قالوا :والله ما نقبل فقال رسول الله صلى
الله عليه وسلم أو أملك إن كان الله نزع منكم الرحمة (
رواه البخاري ومسلم من طرق بألفاظ .الخامس :عن أنس
رضي الله عنه قال ) أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم
ابنه إبراهيم فقبله وشمه ( .السادس :عن البراء بن عازب
قال ) :دخلت مع أبي بكر يعني الصديق رضي الله عنه أول
ما قدم المدينة ،فإذا عائشة ابنته رضي الله عنها مضطجعة
قد أصابتها حمى فأتاها أبو بكر فقال :كيف أنت يا بنية
وقبل خدها ( رواه أبو داود .السابع :عن صفوان بن عسال
رضي الله عنه قال ) قال يهودي لصاحبه :اذهب بنا إلى هذا
النبي فأتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله عن
تسع آيات بينات وذكر الحديث إلى قوله :فقبلوا يده ورجأله
،وقالوا :نشهد أنك نبي ( رواه الترمذي والنسائي وابن
ماجأه بأسانيد صحيحة .الثامن :عن عائشة في حديث وفاة
رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت ) دخل أبو بكر رضي
الله عنه فكشف عن وجأه رسول الله صلى الله عليه وسلم
ثام أكب عليه فقبله ثام بكى ( رواه البخاري .التاسع :عن
عائشة قالت ) قدم زيد بن حارثاة المدينة ورسول الله صلى
الله عليه وسلم في بيتي فأتاه فقرع الباب فقام إليه النبي
صلى الله عليه وسلم يجر ثاوبه فاعتنقه وقبله ( رواه
الترمذي وقال حديث حسن .العاشر :حديث أنس السابق
في المسألة الولى ) الرجأل يلقى أخاه أو صديقه أينحني له
قال :ل الخ ( وعن إياس بن دغفل قال ) رأيت أبا مدرة قبل
خد الحسن بن علي رضي الله عنهما ( رواه أبو داود بإسناد
صحيح ،وعن ابن عمر ) أنه كان يقبل ابنه سالما
____________________
) (4/517
ويقول :اعجبوا من شيخ يقبل شيخا ( وهذه الحاديث منزلة
على التفصيل السابق .المسألة الخامسة :تسن زيارة
الصالحين وأهل الخير والقارب والصدقاء والجيران وبرهم
وإكرامهم وصلتهم ،وضبط ذلك يختلف باختلف أحوالهم
ومراتبهم ،وينبغي أن يكون من زيارتهم على وجأه يرتضونه
وفي وقت ل يكرهونه ،والحاديث فيه كثيرة ،ومن أحسنها
حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه
وسلم أن رجأل زار أخا له في قرية أخرى فأرصد الله تعالى
على مدرجأته ملكا فلما أتى عليه ،قال أين تريد قال :أريد
أخا لي في هذه القرية ،قال :هل لك عليه من نعمة تربها
قال :ل ،غير أني أحبه في الله تعالى ،قال :فإني رسول
الله إليك بأن الله تعالى قد أحبك كما أحببته فيه رواه مسلم
والمدرجأة الطريق وتربها تحفظها وتراعيها ،وعنه عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم ) من عاد مريضا أو زار أخا
له في الله تعالى ناداه مناديان طبت وطاب ممشاك ،
وتبوأت من الجنة منزل ( رواه الترمذي ويستحب أن يطلب
من صاحبه الصالح أن يزوره ،وأن يزوره أكثر من زيارته ،
لحديث ابن عباس قال ) قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم لجبريل عليه السلم :ما يمنعك أن تزورنا أكثر مما
تزورنا فنزلت :وما نتنزل إل بأمر ربك له ما بين أيدينا وما
خلفنا ( رواه البخاري .المسألة السادسة :إذا تثاءب
فالسنة أن يرده ما استطاع للحديث الصحيح السابق في
فصل العطاس والسنة أن يضع يده على فيه لحديث أبي
سعيد قال ) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تثاءب
أحدكم فليمسك بيده على فمه فإن الشيطان يدخل ( رواه
مسلم وسواء كان التثاؤب في الصلة أو خارجأها وقد سبق
بيانه في باب ستر العورة .المسألة السابعة :يستحب إجأابة
من ناداك بلبيك وأن يقول للوارد عليه :مرحبا أو نحوه وأن
يقول لمن أحسن إليه أو فعل خيرا :حفظك الله أو جأزاك
الله خيرا ونحوه ،ول بأس بقوله لرجأل جأليل في علم أو
صلح ونحوه :جأعلني الله فداك .ودلئل هذا كله في
الحديث الصحيح مشهور .
____________________
) (4/518
& باب الذكار المستحبة في الليل والنهار وعند الحوال
العارضة & هذا الباب واسع جأدا وقد جأمعت فيه مجلدا
مشتمل على نفائس ل يستغنى عن مثلها فمنها :ماله ذكر
في كتب الفقه وقد ذكره المصنف في مواطنه .وضممت
إليه ما يتعلق به وذلك كأذكار الوضوء والصلة والذان
والقامة والجمعة والعيد والكسوف والستسقاء والجنائز
والزكاة والمناسك والنكاح وغيرها .ومنها :ما ل يذكر غالبا
في كتب الفقه فأذكر منه إن شاء الله تعالى جأملة مختصرة
بحذف الدلة .وهي مقررة بأدلتها من الحاديث الصحيحة
في كتاب الذكار :فمن ذلك يستحب الكثار من الذكر في
كل وقت .وحضور مجالس الذكر ويكون الذكر بالقلب
وباللسان وبهما .وهو الفضل ثام القلب .قال سعيد بن
جأبير وغيره :كل عامل بطاعة ذاكر .وسبق في باب الغسل
إجأماع العلماء على جأواز الذكر غير القرآن للجنب والحائض
وغيرهما .ويندب كون الذاكر على أكمل الصفات متخشعا
متطهرا مستقبل القبلة ،خاليا نظيف الفم ،ويحرص على
حضور قلبه وتدبر الذكر ولهذا كان المذهب الصحيح المختار
أن مد الذاكر قوله :ل إله إل الله أفضل من حذفه لما في
المد من التدبر ،ومن كان له وظيفة من الذكر ففاتته ندب
له تداركها ،وإذا سلم عليه رد السلم ثام عاد إلى الذكر ،
وكذا لو عطس عنده إنسان فليشمته أو سمع مؤذنا فليجبه
أو رأى منكر فليزله أو مسترشدا فلينصحه ثام يرجأع إلى
الذكر ،وكذا يقطعه إذا غلبه نعاس ونحوه ،ويندب عد
التسبيح بالصابع فصل :في الصحيحين قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم ) كلمتان خفيفتان على اللسان
ثاقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن :سبحان الله
وبحمده سبحان الله العظيم ( وفي مسلم ) أحب الكلم
____________________
) (4/519
إلى الله :سبحان الله وبحمده ( وفي مسلم ) أحب الكلم
إلى الله تعالى أربع :سبحان الله والحمد لله ول إله إل الله
والله أكبر ل يضرك بأيهن بدأت ( وفيه ) :الحمد لله تمل
الميزان ،وسبحان الله والحمد لله تملن أو تمل ما بين
الرض والسموات ( وفيه الحث على ) :سبحان الله وبحمده
عدد خلقه ثالثا مرات سبحان الله وبحمده رضاء نفسه ثالثاا (
) سبحان الله وبحمده زنة عرشه ثالثاا ( ) سبحان الله
وبحمده مداد كلماته ثالثاا ( .وفي الصحيحين ) من قال ل
إله إل الله وحده ل شريك له ،له الملك وله الحمد وهو على
كل شيء قدير .في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب
،وكتب له مائة حسنة ،ومحيت عنه مائة سيئة ،وكانت له
حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي ،ولم يأت أحد
بأفضل مما جأاء به إل رجأل عمل أكثر منه .ومن قال :
سبحان الله وبحمده ،في يوم مائة مرة حطت خطاياه وإن
كانت مثل زبد البحر ( وفي مسلم ) قل :ل إله إل الله وحده
ل شريك له ،الله كبر كبيرا ،والحمد لله كثيرا ،سبحان الله
رب العالمين ،ل حول ول قوة إل بالله العزيز الحكيم ( وفي
الصحيحين ) ل حول ول قوة إل بالله كنز من كنوز الجنة
وفي حسان الترمذي ) غراس الجنة :سبحان الله ،والحمد
لله ،ول إله إل الله ،والله أكبر ( وفيه ) من قال :سبحان
الله وبحمده غرست له نخلة في الجنة ( وفي حسانه ) ل
يزال لسانك رطبا من ذكر الله
____________________
) (4/520
تعالى ( وفي البخاري ) مثل الذي يذكر ربه والذي ل يذكره
مثل الحي والميت ( .فصل :السنة أن يذكر الله تعالى إذا
استيقظ من نومه وأن يقول :الحمد لله الذي أحيانا بعدما
أماتنا وإليه النشور .وأن يقول إذا لبس ثاوبا :اللهم إني
أسألك خيره وخير ما هو له ،وأعوذ بك من شره وشر ما هو
له ،الحمد لله الذي كساني هذا ورزقنيه من غير حول مني
ول قوة .وإذا لبس جأديدا قال :اللهم أنت كسوتنيه ،أسألك
خيره وخير ما صنع له ،وأعوذ بك من شره وشر ما صنع له ،
وأن يقال للبس الجديد :أبل وأخلق .وأيضا :البس جأديدا
وعش حميدا ومت شهيدا .وإذا خرج من بيته قال :بسم
الله توكلت على الله ول حول ول قوة إل بالله اللهم أني
أعوذ بك أن أضل أو أضل أو أذل أو أذل أو أظلم أو أظلم أو
أجأهل أو يجهل علي .وإذا دخل بيته قال :باسم الله ،وسلم
كما سبق في السلم وقال :اللهم إني أسألك خير المولج
وخير المخرج ،بسم الله ربنا ولجنا وباسم الله خرجأنا ،
وعلى الله توكلنا .وإذا استيقظ في الليل وخرج من بيته
نظر إلى السماء وقرأ آخر آل عمران } إن في خلق
السماوات والرض { اليات .ويقول عند الصباح والمساء :
اللهم أنت ربي ل إله إل أنت خلقتني وأنا على عهدك
ووعدك ما استطعت ،أبوء لك بنعمتك وأبوء لك بذنبي
فاغفر لي فإنه ل يغفر الذنوب إل أنت ،أعوذ بك من شر ما
صنعت .وأيضا سبحان الله وبحمده مائة مرة ،وأيضا قل هو
الله أحد والمعوذتين ،ثالثا مرات .وأيضا :اللهم بك أصبحنا
وبك أمسينا ،وبك نحيا وبك نموت ،وإليك النشور .وأيضا :
باسم الله الذي ل يضر مع اسمه شيء في الرض ول في
السماء وهو السميع البصير .ثالثا مرات .وأيضا :اللهم
فاطر السموات والرض عالم الغيب والشهادة رب كل شيء
ومليكه ،أشهد أن ل إله إل أنت أعوذ بك من شر نفسي وشر
الشيطان وشركه ،روى بكسر الشين مع إسكان الراء وروى
بفتحهما ،وأيضا عند المساء :أعوذ بكلمات الله التامات من
شر ما خلق ثالثا مرات .وأيضا رضيت بالله ربا
____________________
) (4/521
وبالسلم دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا رسول .
وفي الصباح والمساء أحاديث كثيرة غير هذه .ويندب قبل
صلة الصبح يوم الجمعة ) :استغفر الله الذي ل إله إل هو
الحي القيوم وأتوب إليه ( ثالثا مرات ويندب كثرة الذكر
بالعشي .وهو ما بين زوال الشمس وغروبها وأن يقول بعد
صلة الوتر :سبحان المالك القدوس ثالثا مرات .وأيضا :
) اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وأعود بمعافاتك من
عقوبتك وأعوذ بك منك ل أحصى ثاناء عليك أنت كما أثانيت
على نفسك ( .وأن يقول عند الضطجاع للنوم :باسمك
اللهم أحيا وأموت وأن يكبر ثالثاا وثالثاين تكبيرة .ويسبح
أربعا وثالثاين ،ويحمد ثالثاا وثالثاين .وأيضا :باسمك ربي
وضعت جأنبي وبك أرفعه ،أن أمسكت نفسي فارحمها وإن
أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به الصالحين .وأن ينفث في
كفيه ويقرأ :قل هو الله أحد والمعوذتين ،ويمسح بهما
رأسه ووجأهه .وما استطاع من جأسده ،وأن يقرأ آية
الكرسي واليتين آخر سورة البقرة :آمن الرسول إلى
آخرها ،وأيضا :اللهم قنى عذابك يوم تبعث عبادك .وأيضا
اللهم رب السموات ورب الرض ورض العرش العظيم ،
ورب كل شيء ،فالق الحب والنوى منزل التوراة والنجيل
والقرآن ،أعوذ بك من شر كل ذي شر ،أنت آخر بناصيته ،
أنت الول فليس قبلك شيء ،وأنت الخر فليس بعدك شيء
،وأنت الظاهر فليس قبلك شيء ،وأنت الباطن فليس
دونك شيء اقض عنا الدين وأغننا من الفقر .وأيضا :اللهم
أني أسألك العافية ،أستغفر الله الذي ل إله إل هي الحي
القيوم وأتوب إليه .وأيضا :الحمد لله الذي أطعمنا وأسقانا
وكسانا وآوانا فكم ممن ل كافي له ول مؤوي ،وليكن من
آخره اللهم أسلمت نفسي إليك ،وفوضت أمري إليك
وألجأت ظهري إليك ،رهبة ورغبة إليك ،ل ملجأ ول منجا
منك إل إليك ،آمنت بكتابك الذي أنزلت ،وبنبيك الذي
أرسلت .ويكره أن يضطجع بل ذكر .وإأذا استيقظ من
الليل فليقل :ل إله إل الله وحده ل شريك له ،له الملك وله
الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير ،والحمد لله
وسبحان الله ،والله أكبر ول حول ول قوة إل بالله ،ثام يدعو
.وإذا فزع في منامه أو غيره قال :أعوذ بكلمات الله
التامات من غضبه وشر عباده ومن همزات الشياطين وأن
يحضرون .وإذا رأى في منامه ما يحب فليحمد الله ويحدثا
بها من يحب ول يحدثا من ل يحب .وإذا رأى ما يكره
فليستعذ بالله من شرها ومن الشيطان ثالثا مرات وليتفل
على يساره ثالثاا ،ويتحول عن جأنبه إلى الخر ول يحدثا بها
أحدا فإنها ل تضره ،وإذا قصت عليه رؤيا قال :خيرا رأيت
وخيرا يكون ،وليكثر من الذكر والدعاء والستغفار في
النصف الثاني من الليل والثالث الخير آكد والستغفار
بالسحار آكد .
____________________
) (4/522
فصل :يسن عند الكرب والمور المهمة دعاء الكرب ل إله
إل الله العظيم الحليم ،ل إله إل الله رب العرش العظيم ،ل
إله إل الله رب السموات ورب الرض رب العرش الكريم .
وأيضا :يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث وأيضا :اللهم
رحمتك أرجأو فل تكلني إلى نفسي طرفة عين وأصلح لي
شأني كله ل إله إل أنت .ويندب في كل موطن اللهم آتنا
في الدنيا حسنة وفي الخرة حسنة وقنا عذاب النار ،وأيضا
آية الكرسي وآخر البقرة .وإذا خاف سلطانا أو غيره قال :
اللهم إني أعوذ بك من شرورهم وأجأعلك في نحورهم .وإذا
عرض له شيطان فليستعذ بالله منه وليقرأ ما تيسر من
القرآن ،وإذا أصابه شيء فليقل :قدر الله وما شاء الله
فعل ،وليقل لدفع الفات ،ما شاء الله ل قوة إل بالله ،
وعند المصيبة :إنا لله وإنا إليه راجأعون ،وعند النعمة :نحمد
الله ونشكره .وإذا كان عليه دين فليقل :اللهم اكفني
بحللك عن حرامك وأغنني بفضلك عمن سواك .وإذا بلى
بالوحشة فليقل :أعوذ بكلمات الله التامات من غضبه
وعقابه وشر عباده ومن همزات الشياطين ،وأن يحضرون .
وإذا بلى بالوسوسة فليستعذ بالله من الشيطان ولينته عن
الستمرار فيها ،وإن كان توسوسه في الحرام بالصلة
تعوذ بالله منه ،وتفل عن يساره ثالثاا ويقول :ل إله إل الله
ويكررها .ويقرأ على المعتوه والملدوغ ونحوهما فاتحة
الكتاب وإذا أراد تعويذ صبي ونحوه قال :أعيذك بكلمات الله
التامات من كل شيطان وهامة ،ومن كل عين لمة .فصل :
ويستحب الدعاء للمريض ،وسنذكر جأملة من الدعية
المسنونة في كتاب الجنائز حيث ذكرها المصنف إن شاء الله
تعالى .ويستحب السؤال عن المريض وأن يطيب نفس
المريض وينشطه ،وأن يثني عليه بما يحسن ظنه بربه
سبحانه وتعالى ،وأن يطلب الدعاء من المريض ،وسيأتي
باقي أدبه في الجنائز وأذكارها وما يتعلق بها في كتابها ،
وما يتعلق بالزكاة والصوم والحج والنكاح في أبوابها ،وما
يتعلق بالسماء والكنى واللقاب ونحوها في باب العقيقة
حيث ذكره المصنف ،وما يتعلق بالكل والشرب في باب
الوليمة ،وما يتعلق بالجهاد والسفر ونحوهما في كتاب
السير ،حيث ذكر المصنف أصولها إن شاء الله تعالى .
____________________
) (4/523
فصل في المدح في الوجأه جأاءت أحاديث بالنهي عنه
وأحاديث كثيرة في الصحيحين بإباحته .قال العلماء :طريق
الجمع بينها أنه إن كان عند الممدوح كمال إيمان وحسن
يقين ومعرفة تامة ورياضة نفس بحيث ل يغتر بذلك ول
تلعب به نفسه فل كراهة فيه ،وإن خيف شيء من هذه
المور كره مدحه كراهة شديدة .وأما ذكر النسان محاسن
نفسه فإن كان للرتفاع والفتخار والتمييز على القران
فمذموم ،وإن كان فيه مصلحة دينية بأن يكون آمرا
بالمعروف أو ناهيا عن المنكر أو ناصحا أو مشيرا بمصلحة أو
معلما أو مؤدبا أو مصلحا بين اثانين أو دافعا عن نفسه ضررا
ونحو ذلك فذكر محاسنه ،ناويا بذلك أن يكون هذا أقرب إلى
قبول قوله واعتماد ما يقوله ،وإني لكم ناصح ،وأن هذا
الكلم ل تجدونه عند غيري ،فاحتفظوا به ونحو ذلك ،فليس
هذا مكروها بلهو محبوب ،وقد جأاءت فيه أحاديث كثيرة
صحيحة أوضحتها في كتاب الذكار .فصل :يستحب إذا
سمع صياح الديك أن يدعو ،وإذا سمع نهيق الحمار ونباح
الكلب أن يستعيذ بالله من الشيطان ،وإذا رأى الحريق أن
يكبر ،إذا أراد القيام من المجلس أن يقول قبل قيامه :
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن ل إله إل أنت أستغفرك
وأتوب إليك .وأن يدعو لنفسه وجألسائه .ويكره مفارقة
المجلس من غير ذكر الله تعالى .وإذا غضب استعاذ من
الشيطان وتوضأ .وإذا أحب رجأل لله أعلمه بذلك وسأله عن
اسمه ونسبه وليقل المحبوب :أحبك الذي أحببتني له ،وأن
يقول إذا دخل السوق :ل إله إل الله وحده ل شريك له ،له
الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي ل يموت بيده الخير
وهو على كل شيء قدير ،ويقرأ آية الكرسي عند الحجامة ،
وإذا طنت أذنه صلى على النبي صلى الله عليه وسلم وقال
:ذكر الله بخير من ذكرني ،وإذا خدرت رجأله ذكر من يحبه ،
وله الدعاء على من ظلمه ،والصبر أفضل ،ويتبرأ من
المبتدعة ونحوهم .وإذا شرع في إزالة منكر فليقرأ ) جأاء
الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا ( .جأاء الحق وما
يبدىء الباطل وما يعيد ( وإذا عثرت دابته أو غيرها قال :
باسم الله .وأن يدعو لمن صنع إليه من الناس معروفا ،وأن
يقول :جأزاك الله خيرا وإذا رأى الباكورة
____________________
) (4/524
من الثمر قال :اللهم بارك لنا في ثامرنا ،وبارك لنا في
مدينتنا ،وبارك لنا في مكيالنا .ويسن التعاون على البر
والتقوى والدللة على الخير .وإذا سئل علما ليس عنده
ويعلمه عند غيره فليدله عليه ،وإذا دعي لحكم الله تعالى
فليقل :سمعنا وأطعنا .وإذا قيل له :اتق الله ونحوه من
اللفاظ فليقل :سمعنا وأطعنا وليعرض عن الجاهلين ما لم
يكن في العراض مفسدة .ويستحب الوفاء بالوعد
والمسارعة به ،وإذا رأى شيئا فأعجبه وأصابه بالعين
فليبرك عليه ،وهو الدعاء له بالبركة ،وإذا رأى شيئا يكرهه
فليقل :اللهم ل يأتي بالحسنات إل أنت ،ول يذهب
بالسيئات إل أنت ول حول ول قوة إل بالله ،ويستحب طيب
الكلم وبيانه وايضاحه للمخاطب ،وخفض الجناح للمؤمنين ،
ول بأس بالمزاح بحق ولكن ل يكثر منه ،فأما الفراطا فيه أو
الكثار منه فمذمومان .ويسن الشفاعة في الطاعة
والمباح ،ويحرم في الحدود وفي الحرام ،ويستحب التبشير
والتهنئة ويجوز التعجب بلفظ التسبيح والتهليل ونحوهما
لقوله صلى الله عليه وسلم سبحان الله إن المؤمن ل
ينجس سبحان الله ،تطهري بها والله أعلم .فصل في
جأملة من الدعية الثابتة في الحاديث الصحيحة مختصرة
اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الخرة حسنة وقنا عذاب
النار اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى ،
اللهم اغفر لي وارحمني واهدني وعافني وارزقني .اللهم
مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك ،اللهم أعوذ بك
من جأهد البلء ودرك الشقاء ،وسوء القضاء ،وشماتة
العداء اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل والجبن
والهرم والبخل وأعوذ بك من عذاب القبر وأعوذ بك من فتنة
المحيا والممات وخلع الدين وغلبة الرجأال اللهم إني ظلمت
نفسي ظلما كثيرا كبيرا وإنه ل يغفر الذنوب إل أنت فاغفر
لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم ،
اللهم اغفر لي خطيئتي واسرافي في أمري وما أنت أعلم
به مني ،اللهم اغفر لي جأدي وهزلي وخطئي وعمدي ،
وكل ذلك عندي ،اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما
أسررت وما أنت أعلم به مني أنت المقدم وأنت المؤخر
وأنت على كل شيء قدير اللهم إني أعوذ بك من شر ما
عملت وشر ما لم أعمل اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك
وتحول عافيتك وفجاءة نقمتك وجأميع سخطك الهم آت
نفسي تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولها
اللهم إني أعوذ بك من علم ل ينفع ،ومن
____________________
) (4/525
قلب ل يخشع ومن نفس ل تشبع ومن دعوة ل يستجاب لها .
اللهم إني أسألك الهدى والسداد ،اللهم أصلح لي ديني
الذي هو عصمة أمري وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي
وأصلح آخرتي التي فيها معادي واجأعل الحياة زيادة لي في
كل خير ،والموت راحة لي من كل شر ،اللهم إني أعوذ بك
من شر الغني والفقر ،اللهم إني أعوذ بك من منكرات
الخلق والعمال والهواء وسيىء السقام ،ومن شر
سمعي وبصري ،ومن شر لساني ومن شر قلبي ،ومن
الخيانة فإنها بئست البطانة ،اللهم اكفني بحللك عن
حرامك ،وأغنني بفضلك عمن سواك ،يا مثبت القلوب ثابت
قلبي على دينك ،اللهم أني أسألك العافية في الدنيا
والخرة ،اللهم إني أسألك موجأبات رحمتك وعزائم مغفرتك
،والسلمة من كل اثام ،والغنيمة من كل بر ،والفوز بالجنة
والنجاة من النار .وهذا الباب واسع وفيما أشرت إليه كفاية
.ومن آداب الدعاء كونه في الوقات والماكن والحوال
الشريفة واستقبال القبلة ورفع يديه ومسح وجأهه بعد
فراغه .وخفض الصوت بين الجهر والمخافتة ،وأن ل
يتكلف السجع ،ول بأس بدعاء مسجوع كان يحفظه ،وكونه
خاشعا متواضعا ،متضرعا متذلل راغبا راهبا ،وأن يكرره
ثالثاا ول يستعجل الجأابة ،وأن يكون مطعمه وملبسه حلل ،
وأن يحمد الله تعالى ،ويصلي ويسلم على النبي صلى الله
عليه وسلم في أوله وآخره ،ويستحب الدعاء بظهر الغيب
للهل والصحاب وغيرهم .وطلب الدعاء من أهل الخير .
ويكره أن يدعو لنفسه وولده وخادمه وماله ونحوها .ويسن
الكثار من الستغفار .وفي صحيح البخاري أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال :سيد الستغفار أن يقول العبد
اللهم أنت ربي ل إله إل أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على
عهدك ووعدك ما استطعت ،أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء
لك بنعمتك علي ،وأبوء بذنبي فاغفر لي ،فإنه ل يغفر
الذنوب إل أنت هذا آخر ما قصدته من مختصر الذكار .وأما
ما يتعلق باللفاظ المنهي عنها كالكذب والغيبة والسب
وغيرها فسأذكرها مسبوطة في آخر كتاب القذف إن شاء
الله تعالى . .
____________________
) (4/526
| & | 53باب صلة العيدين & العيد مشتق من العود ،وهو
الرجأوع والمعاودة ،لنه يتكرر ،وهو من ذوات الواو ،وكان
أصله عودا بكسر العين فقبلت الواو ياء ،كالميقات
والميزان ،من الوقت والوزن ،وجأمعه أعياد ،قالوا :وإنما
جأمع بالياء وإن كان أصله الواو للزومها في الواحد ،قال
الجوهري :وقيل :للفرق بينه وبين أعواد الخشب .
قال المصنف رحمه الله تعالى :صلة العيد سنة ،وقال أبو
سعيد الصطخري هي فرض على الكفاية والمذهب الول ،
لما روى طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه :أن رجأل جأاء إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأله عن السلم ،فقال
:صلى الله عليه وسلم خمس صلوات كتبهن الله على عباده
،فقال هل علي غيرها قال :ل إل إن تطوع ولنها صلة
مؤقتة ل تشرع لها القامة ،فلم تجب بالشرع كصلة
الضحى ،فإن اتفق أهل بلد على تركها وجأب قتالهم على
قول الصطخري ،وهل
تم إعداد هذا الملف آليا بواسطة المكتبة الشاملة
المجموع
النووي
سنة الولدة /سنة الوفاة
تحقيق
الناشر دار الفكر
سنة النشر 1997م
مكان النشر بيروت
عدد الجأزاء 1
واسمها فاختة وقيل :فاطمة وقيل :هند قالت ) :آتيت
النبي صلى الله عليه وسلم وهو يغتسل وفاطمة تستره
فقال :من هذا فقلت :أنا أم هانىء ( رواه البخاري ومسلم
.الفصل الرابع في تشميت العاطس يقال بالشين المعجمة
والمهملة وسبق بيانه قريبا حيث ذكره المصنف عن أبي
هريرة رضي اللهعنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
إن الله يحب العطاس ويكره التثاؤب فإذا عطس أحدكم
وحمد الله تعالى كان حقا على كل مسلم سمعه أن يقول له
:يرحمك الله ،وأما التثاؤب فإنما هو من الشيطان فإذا
تثاءب أحدكم فليرده ما استطاع فإن أحدكم إذا تثاءب ضحك
منه الشيطان رواه البخاري .قال العلماء :معناه أن سبب
العطاس محمود ،وهو خفة البدن التي تكون لقلة الخلطا ،
وتخفيف الغذاء وهو مندوب إليه لنه يضعف الشهوة ويسهل
الطاعة ،والتثاؤب ضده .وعن أبي هريرة أيضا عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال ) إذا عطس أحدكم
____________________
) (4/513
فليقل الحمد لله وليقل له أخوه أو صاحبه :يرحمك الله فإذا
قال له :يرحمك الله ،فليقل يهديكم الله ويصلح بالكم (
رواه البخاري .وعن أنس قال ) :عطس رجألن عند النبي
صلى الله عليه وسلم فشمت أحدهما ولم يشمت الخر
فقال الذي لم يشمته :عطس فلن فشمته وعطست فلم
تشمتني فقال :هذا حمد الله تعالى وإنك لم تحمد الله
تعالى ( رواه البخاري ومسلم ،وعن أبي موسى الشعري
قال ) سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :إذا
عطس أحدكم فحمد الله فشمتوه فإن لم يحمد الله فل
تشمتوه ( رواه مسلم .وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله
عليه وسلم قال ) حق المسلم خمس رد السلم :وعيادة
المريض واتباع الجنائز وإجأابة الدعوة وتشميت العاطس (
رواه البخاري ومسلم ،وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله
عليه وسلم قال ) إذا عطس أحدكم فليقل الحمد لله على
كل حال ،وليقل أخوه أو صاحبه يرحمك الله ويقول هو
يهديكم الله ويصلح بالكم ( رواه أبو داود وغيره بإسناد
صحيح .واتفق العلماء على أن مستحب للعاطس أن يقول
عقب عطاسه :الحمد لله ،فإن قال :الحمد لله رب
العالمين فهو أحسن فلو قال الحمد لله على كل حال كان
أفضل ،ويستحب لكل من سمعه أن يقول له يرحمك الله أو
رحمك الله أو رحمك ربك أو يرحمكم الله وأفضله رحمك الله
ويستحب للعاطس أن يقول له بعد ذلك :يهديكم الله ويصلح
بالكم وكل هذا سنة ليس فيه شيء واجأب .قال أصحابنا :
والتشميت وهو قوله :يرحمك الله سنة على الكفاية ،إذا
قالها بعض الحاضرين أجأزأ عن الباقين وإن تركوها كلهم
كانوا سواء في ترك السنة وإن قالوها كلهم كانوا سواء في
القيام بها ونيل فضلها ،كما سبق في ابتداء الجماعة
بالسلم وردهم ،هذا الذي ذكرناه من كونه سنة هو مذهبنا
وبه قال الجمهور وقال بعض أصحاب مالك هو واجأب .قال
أصحابنا :وإنما يسن التشميت إذا قال العاطس :الحمد لله
فإن لم يحمد الله كره تشميته للحديث السابق وإذا شمت
فالسنة أن يقول له العاطس :يهديكم الله ويصلح بالكم أو
يغفر الله لنا ولكم .والفضل الول ول يلزمه ذلك .وأقل
الحمد والتشميت وجأوابه أن يرفع صوته بحيث يسمع صاحبه
،ولو قال العاطس لفظا غير الحمد لله لم يستحق التشميت
لظاهر الحاديث السابقة .ولو عطس في صلته استحب أن
يقول :الحمد لله ويسمع نفسه ولصحاب مالك ثالثاة أقوال
أحدها :هذا ،واختاره ابن العربي والثاني :يحمد في نفسه
والثالث :ل يحمد قاله سحنون .ودليل مذهبنا الحاديث
العامة .والسنة أن يضع العاطس يده أو ثاوبه أو نحوه على
فمه وأن يخفض صوته لحديث أبي هريرة رضي الله عنه قال
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا عطس وضع يده أو
ثاوبه على فيه وخفض أو غض بها صوته رواه أبو داود
والترمذي ،وقال :حديث حسن صحيح ،وإذا تكرر العطاس
من إنسان متتابعا فالسنة أن يشمته لكل مرة إلى أن يبلغ
ثالثا مرات ،فإن زاد وظهر أنه مزكوم دعا له بالشفاء ،ولو
عطس يهودي فالسنة أن يقول ما ثابت عن أبي موسى قال
:كان اليهود يتعاطسون عند رسول الله صلى الله عليه
وسلم يرجأون أن يقول لهم :يرحمكم الله فيقول :يهديكم
الله ويصلح بالكم رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن
صحيح .
____________________
) (4/514
حذف
____________________
) (4/515
الفصل الخامس في المصافحة والمعانقة والتقبيل ونحوها
وفيه مسائل أحداها :المصافحة سنة عند التلقي للحاديث
الصحيحة ،واجأماع الئمة عن قتادة قال قلت لنس :أكانت
المصافحة في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال :نعم رواه البخاري ،وعن كعب بن مالك ) :أن طلحة
بن عبيد الله قام إليه فصافحه بحضرة النبي صلى الله عليه
وسلم ( رواه البخاري ومسلم في سنن أبي داود والترمذي
عن البراء قال ) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما
من مسلمين يتلقيان فيتصافحان إل غفر لهما قبل أن
يتفرقا ( وعن أنس قال ) :قال رجأل :يا رسول الله الرجأل
منا يلقى أخاه أو صديقه أينحني له قال :ل ،قال أفيلتزمه
ويقبله قال :ل قال :أفيأخذه بيده ويصافحه قال نعم (
رواه الترمذي وقال حديث حسن وتسن المصافحة عند كل
لقاء وأما ما اعتاده النسا من المصافحة بعد صلتي الصبح
والعصر فل أصل له في الشرع على هذا الوجأه ،ولكن ل
بأس به ،فإن أصل المصافحة سنة وكونهم خصوها ببعض
الحوال وفرطوا في أكثرها ل يخرج ذلك البعض عن كونه
مشروعة فيه وقد سبق بيان هذه القاعدة في آخر صفة
الصلة ،ويستحب مع المصافحة بشاشة الوجأه لقوله صلى
الله عليه وسلم ل تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى
أخاك بوجأه طليق رواه مسلم من رواية أبي ذر رضي الله
عنه وفيه أحاديث كثيرة ،وينبغي أن يحذر من مصافحة
المرد والحسن ،فإن النظر إليه من غير حاجأة حرام على
الصحيح المنصوص .وبه قطع المصنف في أول كتاب النكاح
،وقد قال أصحابنا :كل من حرم النظر إليه حرم مسه .وقد
يحل النظر مع تحريم المس ،فإنه يحل النظر إلى الجأنبية
في البيع والشراء والخذ والعطاء ونحوها .ول يجوز مسها
في شيء من ذلك .المسألة الثانية :يكره حني الظهر في
كل حال لكل أحد لحديث أنس السابق في المسألة الولى
وقوله :أينحني له قال :ل ول معارض له .ول تغتر
____________________
) (4/515
بكثرة من يفعله ممن ينسب إلى علم أو صلح ونحوهما .
المسألة الثالثة :المختار استحباب اكرام الداخل بالقيام له
إن كان فيه فضيلة ظاهرة من علم أو صلح .أو شرف أو
ولية مع صيانة أو له حرمة بولية أو نحوها ،ويكون هذا
القيام للكرام ل للرياء والعظام .وعلى هذا استمر عمل ا
لسلف للمة وخلفها .وقد جأمعت في هذا جأزءا مستقل
جأمعت فيه الحاديث والثاار وأقوال السلف وأفعالهم الدالة
على ما ذكرته .وذكرت فيه ما خالفتها وأوضحت الجواب
عنها .المسألة الرابعة :يستحب تقبيل يد الرجأل الصالح
والزاهد والعالم ونحوهم من أهل الخرة .وأما تقبيل يده
لغناه وشوكته ووجأاهته عند أهل الدنيا بالدنيا ونحو ذلك
فمكروه شديد الكراهة .وقال المتولي :ل يجوز فأشار إلى
تحريمه .وتقبيل رأسه ورجأله كيده .وأما تقبيل خد ولده
الصغير وولد قريبه وصديقه وغيره من صغار الطفال الذكر
والنثى على سبيل الشفقة والرحمة واللطف فسنة وأما
التقبيل بالشهوة فحرام سواء كان في ولده أو في غيره ،
بل النظر بالشهوة حرام على الجأنبي والقريب بالتفاق .
ول يستثنى من تحريم القبلة بشهوة والنظر بشهوة إل
زوجأته وجأاريته .وأما تقبيل الرجأل الميت والقادم من
سفره ونحوه فسنة .وكذا معانقة القادم من سفر ونحوه ،
وأما المعانقة وتقبيل وجأه غير القادم من سفر ونحوه غير
الطفل فمكروهان .صرح بكراهتهما البغوي وغيره وهذا
الذي ذكرنا في التقبيل والمعانقة أنه يستحب عند القدوم
من سفر ونحوه ومكروه في غيره هو في غير المرد
الحسن الوجأه .فأما المرد الحسن فيحرم بكل حال تقبيله
سواء قدم من سفر أم ل .والظاهر أن معانقته قريبة من
تقبيله .وسواء كان المقبل والمقبل صالحين أو غيرهما .
ويستثنى من هذا تقبيل الوالد والوالدة ونحوهما من
المحارم على سبيل الشفقة ،ودليل ما ذكرته من هذه
المسائل أحاديث كثيرة .الول :عن زارع رضي الله عنه
وكان في وفد عبد القيس قال :فجعلنا نتبادر من رواحلنا
فنقبل يد النبي صلى الله عليه وسلم ورجأله رواه أبو داود .
الثاني :عن ابن عمر رضي الله عنهما في قصة قال :
) فدنونا يعني من النبي صلى الله عليه وسلم فقبلنا يده (
رواه أبو داود .الثالث :عن أبي هريرة قال ) قبل النبي
صلى الله عليه وسلم الحسن بن علي رضي الله عنهما
وعنده القرع بن حابس فقال :إن لي عشرة من الولد ما
قبلت منهم أحدا ،فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه
وسلم ثام قال :من ل يرحم ل يرحم ( رواه البخاري ومسلم
.الرابع :عن عائشة رضي الله عنها قالت ) قدم ناس من
العراب على
____________________
) (4/516
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا :أتقبلون صبيانكم
فقالوا :نعم قالوا :والله ما نقبل فقال رسول الله صلى
الله عليه وسلم أو أملك إن كان الله نزع منكم الرحمة (
رواه البخاري ومسلم من طرق بألفاظ .الخامس :عن أنس
رضي الله عنه قال ) أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم
ابنه إبراهيم فقبله وشمه ( .السادس :عن البراء بن عازب
قال ) :دخلت مع أبي بكر يعني الصديق رضي الله عنه أول
ما قدم المدينة ،فإذا عائشة ابنته رضي الله عنها مضطجعة
قد أصابتها حمى فأتاها أبو بكر فقال :كيف أنت يا بنية
وقبل خدها ( رواه أبو داود .السابع :عن صفوان بن عسال
رضي الله عنه قال ) قال يهودي لصاحبه :اذهب بنا إلى هذا
النبي فأتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله عن
تسع آيات بينات وذكر الحديث إلى قوله :فقبلوا يده ورجأله
،وقالوا :نشهد أنك نبي ( رواه الترمذي والنسائي وابن
ماجأه بأسانيد صحيحة .الثامن :عن عائشة في حديث وفاة
رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت ) دخل أبو بكر رضي
الله عنه فكشف عن وجأه رسول الله صلى الله عليه وسلم
ثام أكب عليه فقبله ثام بكى ( رواه البخاري .التاسع :عن
عائشة قالت ) قدم زيد بن حارثاة المدينة ورسول الله صلى
الله عليه وسلم في بيتي فأتاه فقرع الباب فقام إليه النبي
صلى الله عليه وسلم يجر ثاوبه فاعتنقه وقبله ( رواه
الترمذي وقال حديث حسن .العاشر :حديث أنس السابق
في المسألة الولى ) الرجأل يلقى أخاه أو صديقه أينحني له
قال :ل الخ ( وعن إياس بن دغفل قال ) رأيت أبا مدرة قبل
خد الحسن بن علي رضي الله عنهما ( رواه أبو داود بإسناد
صحيح ،وعن ابن عمر ) أنه كان يقبل ابنه سالما
____________________
) (4/517
ويقول :اعجبوا من شيخ يقبل شيخا ( وهذه الحاديث منزلة
على التفصيل السابق .المسألة الخامسة :تسن زيارة
الصالحين وأهل الخير والقارب والصدقاء والجيران وبرهم
وإكرامهم وصلتهم ،وضبط ذلك يختلف باختلف أحوالهم
ومراتبهم ،وينبغي أن يكون من زيارتهم على وجأه يرتضونه
وفي وقت ل يكرهونه ،والحاديث فيه كثيرة ،ومن أحسنها
حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه
وسلم أن رجأل زار أخا له في قرية أخرى فأرصد الله تعالى
على مدرجأته ملكا فلما أتى عليه ،قال أين تريد قال :أريد
أخا لي في هذه القرية ،قال :هل لك عليه من نعمة تربها
قال :ل ،غير أني أحبه في الله تعالى ،قال :فإني رسول
الله إليك بأن الله تعالى قد أحبك كما أحببته فيه رواه مسلم
والمدرجأة الطريق وتربها تحفظها وتراعيها ،وعنه عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم ) من عاد مريضا أو زار أخا
له في الله تعالى ناداه مناديان طبت وطاب ممشاك ،
وتبوأت من الجنة منزل ( رواه الترمذي ويستحب أن يطلب
من صاحبه الصالح أن يزوره ،وأن يزوره أكثر من زيارته ،
لحديث ابن عباس قال ) قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم لجبريل عليه السلم :ما يمنعك أن تزورنا أكثر مما
تزورنا فنزلت :وما نتنزل إل بأمر ربك له ما بين أيدينا وما
خلفنا ( رواه البخاري .المسألة السادسة :إذا تثاءب
فالسنة أن يرده ما استطاع للحديث الصحيح السابق في
فصل العطاس والسنة أن يضع يده على فيه لحديث أبي
سعيد قال ) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تثاءب
أحدكم فليمسك بيده على فمه فإن الشيطان يدخل ( رواه
مسلم وسواء كان التثاؤب في الصلة أو خارجأها وقد سبق
بيانه في باب ستر العورة .المسألة السابعة :يستحب إجأابة
من ناداك بلبيك وأن يقول للوارد عليه :مرحبا أو نحوه وأن
يقول لمن أحسن إليه أو فعل خيرا :حفظك الله أو جأزاك
الله خيرا ونحوه ،ول بأس بقوله لرجأل جأليل في علم أو
صلح ونحوه :جأعلني الله فداك .ودلئل هذا كله في
الحديث الصحيح مشهور .
____________________
) (4/518
& باب الذكار المستحبة في الليل والنهار وعند الحوال
العارضة & هذا الباب واسع جأدا وقد جأمعت فيه مجلدا
مشتمل على نفائس ل يستغنى عن مثلها فمنها :ماله ذكر
في كتب الفقه وقد ذكره المصنف في مواطنه .وضممت
إليه ما يتعلق به وذلك كأذكار الوضوء والصلة والذان
والقامة والجمعة والعيد والكسوف والستسقاء والجنائز
والزكاة والمناسك والنكاح وغيرها .ومنها :ما ل يذكر غالبا
في كتب الفقه فأذكر منه إن شاء الله تعالى جأملة مختصرة
بحذف الدلة .وهي مقررة بأدلتها من الحاديث الصحيحة
في كتاب الذكار :فمن ذلك يستحب الكثار من الذكر في
كل وقت .وحضور مجالس الذكر ويكون الذكر بالقلب
وباللسان وبهما .وهو الفضل ثام القلب .قال سعيد بن
جأبير وغيره :كل عامل بطاعة ذاكر .وسبق في باب الغسل
إجأماع العلماء على جأواز الذكر غير القرآن للجنب والحائض
وغيرهما .ويندب كون الذاكر على أكمل الصفات متخشعا
متطهرا مستقبل القبلة ،خاليا نظيف الفم ،ويحرص على
حضور قلبه وتدبر الذكر ولهذا كان المذهب الصحيح المختار
أن مد الذاكر قوله :ل إله إل الله أفضل من حذفه لما في
المد من التدبر ،ومن كان له وظيفة من الذكر ففاتته ندب
له تداركها ،وإذا سلم عليه رد السلم ثام عاد إلى الذكر ،
وكذا لو عطس عنده إنسان فليشمته أو سمع مؤذنا فليجبه
أو رأى منكر فليزله أو مسترشدا فلينصحه ثام يرجأع إلى
الذكر ،وكذا يقطعه إذا غلبه نعاس ونحوه ،ويندب عد
التسبيح بالصابع فصل :في الصحيحين قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم ) كلمتان خفيفتان على اللسان
ثاقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن :سبحان الله
وبحمده سبحان الله العظيم ( وفي مسلم ) أحب الكلم
____________________
) (4/519
إلى الله :سبحان الله وبحمده ( وفي مسلم ) أحب الكلم
إلى الله تعالى أربع :سبحان الله والحمد لله ول إله إل الله
والله أكبر ل يضرك بأيهن بدأت ( وفيه ) :الحمد لله تمل
الميزان ،وسبحان الله والحمد لله تملن أو تمل ما بين
الرض والسموات ( وفيه الحث على ) :سبحان الله وبحمده
عدد خلقه ثالثا مرات سبحان الله وبحمده رضاء نفسه ثالثاا (
) سبحان الله وبحمده زنة عرشه ثالثاا ( ) سبحان الله
وبحمده مداد كلماته ثالثاا ( .وفي الصحيحين ) من قال ل
إله إل الله وحده ل شريك له ،له الملك وله الحمد وهو على
كل شيء قدير .في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب
،وكتب له مائة حسنة ،ومحيت عنه مائة سيئة ،وكانت له
حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي ،ولم يأت أحد
بأفضل مما جأاء به إل رجأل عمل أكثر منه .ومن قال :
سبحان الله وبحمده ،في يوم مائة مرة حطت خطاياه وإن
كانت مثل زبد البحر ( وفي مسلم ) قل :ل إله إل الله وحده
ل شريك له ،الله كبر كبيرا ،والحمد لله كثيرا ،سبحان الله
رب العالمين ،ل حول ول قوة إل بالله العزيز الحكيم ( وفي
الصحيحين ) ل حول ول قوة إل بالله كنز من كنوز الجنة
وفي حسان الترمذي ) غراس الجنة :سبحان الله ،والحمد
لله ،ول إله إل الله ،والله أكبر ( وفيه ) من قال :سبحان
الله وبحمده غرست له نخلة في الجنة ( وفي حسانه ) ل
يزال لسانك رطبا من ذكر الله
____________________
) (4/520
تعالى ( وفي البخاري ) مثل الذي يذكر ربه والذي ل يذكره
مثل الحي والميت ( .فصل :السنة أن يذكر الله تعالى إذا
استيقظ من نومه وأن يقول :الحمد لله الذي أحيانا بعدما
أماتنا وإليه النشور .وأن يقول إذا لبس ثاوبا :اللهم إني
أسألك خيره وخير ما هو له ،وأعوذ بك من شره وشر ما هو
له ،الحمد لله الذي كساني هذا ورزقنيه من غير حول مني
ول قوة .وإذا لبس جأديدا قال :اللهم أنت كسوتنيه ،أسألك
خيره وخير ما صنع له ،وأعوذ بك من شره وشر ما صنع له ،
وأن يقال للبس الجديد :أبل وأخلق .وأيضا :البس جأديدا
وعش حميدا ومت شهيدا .وإذا خرج من بيته قال :بسم
الله توكلت على الله ول حول ول قوة إل بالله اللهم أني
أعوذ بك أن أضل أو أضل أو أذل أو أذل أو أظلم أو أظلم أو
أجأهل أو يجهل علي .وإذا دخل بيته قال :باسم الله ،وسلم
كما سبق في السلم وقال :اللهم إني أسألك خير المولج
وخير المخرج ،بسم الله ربنا ولجنا وباسم الله خرجأنا ،
وعلى الله توكلنا .وإذا استيقظ في الليل وخرج من بيته
نظر إلى السماء وقرأ آخر آل عمران } إن في خلق
السماوات والرض { اليات .ويقول عند الصباح والمساء :
اللهم أنت ربي ل إله إل أنت خلقتني وأنا على عهدك
ووعدك ما استطعت ،أبوء لك بنعمتك وأبوء لك بذنبي
فاغفر لي فإنه ل يغفر الذنوب إل أنت ،أعوذ بك من شر ما
صنعت .وأيضا سبحان الله وبحمده مائة مرة ،وأيضا قل هو
الله أحد والمعوذتين ،ثالثا مرات .وأيضا :اللهم بك أصبحنا
وبك أمسينا ،وبك نحيا وبك نموت ،وإليك النشور .وأيضا :
باسم الله الذي ل يضر مع اسمه شيء في الرض ول في
السماء وهو السميع البصير .ثالثا مرات .وأيضا :اللهم
فاطر السموات والرض عالم الغيب والشهادة رب كل شيء
ومليكه ،أشهد أن ل إله إل أنت أعوذ بك من شر نفسي وشر
الشيطان وشركه ،روى بكسر الشين مع إسكان الراء وروى
بفتحهما ،وأيضا عند المساء :أعوذ بكلمات الله التامات من
شر ما خلق ثالثا مرات .وأيضا رضيت بالله ربا
____________________
) (4/521
وبالسلم دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا رسول .
وفي الصباح والمساء أحاديث كثيرة غير هذه .ويندب قبل
صلة الصبح يوم الجمعة ) :استغفر الله الذي ل إله إل هو
الحي القيوم وأتوب إليه ( ثالثا مرات ويندب كثرة الذكر
بالعشي .وهو ما بين زوال الشمس وغروبها وأن يقول بعد
صلة الوتر :سبحان المالك القدوس ثالثا مرات .وأيضا :
) اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وأعود بمعافاتك من
عقوبتك وأعوذ بك منك ل أحصى ثاناء عليك أنت كما أثانيت
على نفسك ( .وأن يقول عند الضطجاع للنوم :باسمك
اللهم أحيا وأموت وأن يكبر ثالثاا وثالثاين تكبيرة .ويسبح
أربعا وثالثاين ،ويحمد ثالثاا وثالثاين .وأيضا :باسمك ربي
وضعت جأنبي وبك أرفعه ،أن أمسكت نفسي فارحمها وإن
أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به الصالحين .وأن ينفث في
كفيه ويقرأ :قل هو الله أحد والمعوذتين ،ويمسح بهما
رأسه ووجأهه .وما استطاع من جأسده ،وأن يقرأ آية
الكرسي واليتين آخر سورة البقرة :آمن الرسول إلى
آخرها ،وأيضا :اللهم قنى عذابك يوم تبعث عبادك .وأيضا
اللهم رب السموات ورب الرض ورض العرش العظيم ،
ورب كل شيء ،فالق الحب والنوى منزل التوراة والنجيل
والقرآن ،أعوذ بك من شر كل ذي شر ،أنت آخر بناصيته ،
أنت الول فليس قبلك شيء ،وأنت الخر فليس بعدك شيء
،وأنت الظاهر فليس قبلك شيء ،وأنت الباطن فليس
دونك شيء اقض عنا الدين وأغننا من الفقر .وأيضا :اللهم
أني أسألك العافية ،أستغفر الله الذي ل إله إل هي الحي
القيوم وأتوب إليه .وأيضا :الحمد لله الذي أطعمنا وأسقانا
وكسانا وآوانا فكم ممن ل كافي له ول مؤوي ،وليكن من
آخره اللهم أسلمت نفسي إليك ،وفوضت أمري إليك
وألجأت ظهري إليك ،رهبة ورغبة إليك ،ل ملجأ ول منجا
منك إل إليك ،آمنت بكتابك الذي أنزلت ،وبنبيك الذي
أرسلت .ويكره أن يضطجع بل ذكر .وإأذا استيقظ من
الليل فليقل :ل إله إل الله وحده ل شريك له ،له الملك وله
الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير ،والحمد لله
وسبحان الله ،والله أكبر ول حول ول قوة إل بالله ،ثام يدعو
.وإذا فزع في منامه أو غيره قال :أعوذ بكلمات الله
التامات من غضبه وشر عباده ومن همزات الشياطين وأن
يحضرون .وإذا رأى في منامه ما يحب فليحمد الله ويحدثا
بها من يحب ول يحدثا من ل يحب .وإذا رأى ما يكره
فليستعذ بالله من شرها ومن الشيطان ثالثا مرات وليتفل
على يساره ثالثاا ،ويتحول عن جأنبه إلى الخر ول يحدثا بها
أحدا فإنها ل تضره ،وإذا قصت عليه رؤيا قال :خيرا رأيت
وخيرا يكون ،وليكثر من الذكر والدعاء والستغفار في
النصف الثاني من الليل والثالث الخير آكد والستغفار
بالسحار آكد .
____________________
) (4/522
فصل :يسن عند الكرب والمور المهمة دعاء الكرب ل إله
إل الله العظيم الحليم ،ل إله إل الله رب العرش العظيم ،ل
إله إل الله رب السموات ورب الرض رب العرش الكريم .
وأيضا :يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث وأيضا :اللهم
رحمتك أرجأو فل تكلني إلى نفسي طرفة عين وأصلح لي
شأني كله ل إله إل أنت .ويندب في كل موطن اللهم آتنا
في الدنيا حسنة وفي الخرة حسنة وقنا عذاب النار ،وأيضا
آية الكرسي وآخر البقرة .وإذا خاف سلطانا أو غيره قال :
اللهم إني أعوذ بك من شرورهم وأجأعلك في نحورهم .وإذا
عرض له شيطان فليستعذ بالله منه وليقرأ ما تيسر من
القرآن ،وإذا أصابه شيء فليقل :قدر الله وما شاء الله
فعل ،وليقل لدفع الفات ،ما شاء الله ل قوة إل بالله ،
وعند المصيبة :إنا لله وإنا إليه راجأعون ،وعند النعمة :نحمد
الله ونشكره .وإذا كان عليه دين فليقل :اللهم اكفني
بحللك عن حرامك وأغنني بفضلك عمن سواك .وإذا بلى
بالوحشة فليقل :أعوذ بكلمات الله التامات من غضبه
وعقابه وشر عباده ومن همزات الشياطين ،وأن يحضرون .
وإذا بلى بالوسوسة فليستعذ بالله من الشيطان ولينته عن
الستمرار فيها ،وإن كان توسوسه في الحرام بالصلة
تعوذ بالله منه ،وتفل عن يساره ثالثاا ويقول :ل إله إل الله
ويكررها .ويقرأ على المعتوه والملدوغ ونحوهما فاتحة
الكتاب وإذا أراد تعويذ صبي ونحوه قال :أعيذك بكلمات الله
التامات من كل شيطان وهامة ،ومن كل عين لمة .فصل :
ويستحب الدعاء للمريض ،وسنذكر جأملة من الدعية
المسنونة في كتاب الجنائز حيث ذكرها المصنف إن شاء الله
تعالى .ويستحب السؤال عن المريض وأن يطيب نفس
المريض وينشطه ،وأن يثني عليه بما يحسن ظنه بربه
سبحانه وتعالى ،وأن يطلب الدعاء من المريض ،وسيأتي
باقي أدبه في الجنائز وأذكارها وما يتعلق بها في كتابها ،
وما يتعلق بالزكاة والصوم والحج والنكاح في أبوابها ،وما
يتعلق بالسماء والكنى واللقاب ونحوها في باب العقيقة
حيث ذكره المصنف ،وما يتعلق بالكل والشرب في باب
الوليمة ،وما يتعلق بالجهاد والسفر ونحوهما في كتاب
السير ،حيث ذكر المصنف أصولها إن شاء الله تعالى .
____________________
) (4/523
فصل في المدح في الوجأه جأاءت أحاديث بالنهي عنه
وأحاديث كثيرة في الصحيحين بإباحته .قال العلماء :طريق
الجمع بينها أنه إن كان عند الممدوح كمال إيمان وحسن
يقين ومعرفة تامة ورياضة نفس بحيث ل يغتر بذلك ول
تلعب به نفسه فل كراهة فيه ،وإن خيف شيء من هذه
المور كره مدحه كراهة شديدة .وأما ذكر النسان محاسن
نفسه فإن كان للرتفاع والفتخار والتمييز على القران
فمذموم ،وإن كان فيه مصلحة دينية بأن يكون آمرا
بالمعروف أو ناهيا عن المنكر أو ناصحا أو مشيرا بمصلحة أو
معلما أو مؤدبا أو مصلحا بين اثانين أو دافعا عن نفسه ضررا
ونحو ذلك فذكر محاسنه ،ناويا بذلك أن يكون هذا أقرب إلى
قبول قوله واعتماد ما يقوله ،وإني لكم ناصح ،وأن هذا
الكلم ل تجدونه عند غيري ،فاحتفظوا به ونحو ذلك ،فليس
هذا مكروها بلهو محبوب ،وقد جأاءت فيه أحاديث كثيرة
صحيحة أوضحتها في كتاب الذكار .فصل :يستحب إذا
سمع صياح الديك أن يدعو ،وإذا سمع نهيق الحمار ونباح
الكلب أن يستعيذ بالله من الشيطان ،وإذا رأى الحريق أن
يكبر ،إذا أراد القيام من المجلس أن يقول قبل قيامه :
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن ل إله إل أنت أستغفرك
وأتوب إليك .وأن يدعو لنفسه وجألسائه .ويكره مفارقة
المجلس من غير ذكر الله تعالى .وإذا غضب استعاذ من
الشيطان وتوضأ .وإذا أحب رجأل لله أعلمه بذلك وسأله عن
اسمه ونسبه وليقل المحبوب :أحبك الذي أحببتني له ،وأن
يقول إذا دخل السوق :ل إله إل الله وحده ل شريك له ،له
الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي ل يموت بيده الخير
وهو على كل شيء قدير ،ويقرأ آية الكرسي عند الحجامة ،
وإذا طنت أذنه صلى على النبي صلى الله عليه وسلم وقال
:ذكر الله بخير من ذكرني ،وإذا خدرت رجأله ذكر من يحبه ،
وله الدعاء على من ظلمه ،والصبر أفضل ،ويتبرأ من
المبتدعة ونحوهم .وإذا شرع في إزالة منكر فليقرأ ) جأاء
الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا ( .جأاء الحق وما
يبدىء الباطل وما يعيد ( وإذا عثرت دابته أو غيرها قال :
باسم الله .وأن يدعو لمن صنع إليه من الناس معروفا ،وأن
يقول :جأزاك الله خيرا وإذا رأى الباكورة
____________________
) (4/524
من الثمر قال :اللهم بارك لنا في ثامرنا ،وبارك لنا في
مدينتنا ،وبارك لنا في مكيالنا .ويسن التعاون على البر
والتقوى والدللة على الخير .وإذا سئل علما ليس عنده
ويعلمه عند غيره فليدله عليه ،وإذا دعي لحكم الله تعالى
فليقل :سمعنا وأطعنا .وإذا قيل له :اتق الله ونحوه من
اللفاظ فليقل :سمعنا وأطعنا وليعرض عن الجاهلين ما لم
يكن في العراض مفسدة .ويستحب الوفاء بالوعد
والمسارعة به ،وإذا رأى شيئا فأعجبه وأصابه بالعين
فليبرك عليه ،وهو الدعاء له بالبركة ،وإذا رأى شيئا يكرهه
فليقل :اللهم ل يأتي بالحسنات إل أنت ،ول يذهب
بالسيئات إل أنت ول حول ول قوة إل بالله ،ويستحب طيب
الكلم وبيانه وايضاحه للمخاطب ،وخفض الجناح للمؤمنين ،
ول بأس بالمزاح بحق ولكن ل يكثر منه ،فأما الفراطا فيه أو
الكثار منه فمذمومان .ويسن الشفاعة في الطاعة
والمباح ،ويحرم في الحدود وفي الحرام ،ويستحب التبشير
والتهنئة ويجوز التعجب بلفظ التسبيح والتهليل ونحوهما
لقوله صلى الله عليه وسلم سبحان الله إن المؤمن ل
ينجس سبحان الله ،تطهري بها والله أعلم .فصل في
جأملة من الدعية الثابتة في الحاديث الصحيحة مختصرة
اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الخرة حسنة وقنا عذاب
النار اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى ،
اللهم اغفر لي وارحمني واهدني وعافني وارزقني .اللهم
مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك ،اللهم أعوذ بك
من جأهد البلء ودرك الشقاء ،وسوء القضاء ،وشماتة
العداء اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل والجبن
والهرم والبخل وأعوذ بك من عذاب القبر وأعوذ بك من فتنة
المحيا والممات وخلع الدين وغلبة الرجأال اللهم إني ظلمت
نفسي ظلما كثيرا كبيرا وإنه ل يغفر الذنوب إل أنت فاغفر
لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم ،
اللهم اغفر لي خطيئتي واسرافي في أمري وما أنت أعلم
به مني ،اللهم اغفر لي جأدي وهزلي وخطئي وعمدي ،
وكل ذلك عندي ،اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما
أسررت وما أنت أعلم به مني أنت المقدم وأنت المؤخر
وأنت على كل شيء قدير اللهم إني أعوذ بك من شر ما
عملت وشر ما لم أعمل اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك
وتحول عافيتك وفجاءة نقمتك وجأميع سخطك الهم آت
نفسي تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولها
اللهم إني أعوذ بك من علم ل ينفع ،ومن
____________________
) (4/525
قلب ل يخشع ومن نفس ل تشبع ومن دعوة ل يستجاب لها .
اللهم إني أسألك الهدى والسداد ،اللهم أصلح لي ديني
الذي هو عصمة أمري وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي
وأصلح آخرتي التي فيها معادي واجأعل الحياة زيادة لي في
كل خير ،والموت راحة لي من كل شر ،اللهم إني أعوذ بك
من شر الغني والفقر ،اللهم إني أعوذ بك من منكرات
الخلق والعمال والهواء وسيىء السقام ،ومن شر
سمعي وبصري ،ومن شر لساني ومن شر قلبي ،ومن
الخيانة فإنها بئست البطانة ،اللهم اكفني بحللك عن
حرامك ،وأغنني بفضلك عمن سواك ،يا مثبت القلوب ثابت
قلبي على دينك ،اللهم أني أسألك العافية في الدنيا
والخرة ،اللهم إني أسألك موجأبات رحمتك وعزائم مغفرتك
،والسلمة من كل اثام ،والغنيمة من كل بر ،والفوز بالجنة
والنجاة من النار .وهذا الباب واسع وفيما أشرت إليه كفاية
.ومن آداب الدعاء كونه في الوقات والماكن والحوال
الشريفة واستقبال القبلة ورفع يديه ومسح وجأهه بعد
فراغه .وخفض الصوت بين الجهر والمخافتة ،وأن ل
يتكلف السجع ،ول بأس بدعاء مسجوع كان يحفظه ،وكونه
خاشعا متواضعا ،متضرعا متذلل راغبا راهبا ،وأن يكرره
ثالثاا ول يستعجل الجأابة ،وأن يكون مطعمه وملبسه حلل ،
وأن يحمد الله تعالى ،ويصلي ويسلم على النبي صلى الله
عليه وسلم في أوله وآخره ،ويستحب الدعاء بظهر الغيب
للهل والصحاب وغيرهم .وطلب الدعاء من أهل الخير .
ويكره أن يدعو لنفسه وولده وخادمه وماله ونحوها .ويسن
الكثار من الستغفار .وفي صحيح البخاري أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال :سيد الستغفار أن يقول العبد
اللهم أنت ربي ل إله إل أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على
عهدك ووعدك ما استطعت ،أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء
لك بنعمتك علي ،وأبوء بذنبي فاغفر لي ،فإنه ل يغفر
الذنوب إل أنت هذا آخر ما قصدته من مختصر الذكار .وأما
ما يتعلق باللفاظ المنهي عنها كالكذب والغيبة والسب
وغيرها فسأذكرها مسبوطة في آخر كتاب القذف إن شاء
الله تعالى . .
____________________
) (4/526
| & | 53باب صلة العيدين & العيد مشتق من العود ،وهو
الرجأوع والمعاودة ،لنه يتكرر ،وهو من ذوات الواو ،وكان
أصله عودا بكسر العين فقبلت الواو ياء ،كالميقات
والميزان ،من الوقت والوزن ،وجأمعه أعياد ،قالوا :وإنما
جأمع بالياء وإن كان أصله الواو للزومها في الواحد ،قال
الجوهري :وقيل :للفرق بينه وبين أعواد الخشب .
قال المصنف رحمه الله تعالى :صلة العيد سنة ،وقال أبو
سعيد الصطخري هي فرض على الكفاية والمذهب الول ،
لما روى طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه :أن رجأل جأاء إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأله عن السلم ،فقال
:صلى الله عليه وسلم خمس صلوات كتبهن الله على عباده
،فقال هل علي غيرها قال :ل إل إن تطوع ولنها صلة
مؤقتة ل تشرع لها القامة ،فلم تجب بالشرع كصلة
الضحى ،فإن اتفق أهل بلد على تركها وجأب قتالهم على
قول الصطخري ،وهل