PUBLIKASI PENDIDIKAN: Kumpulan Kitab Islam Klasik ƒΘΩñΩφπ 014

‫‪http://www.shamela.ws‬‬
‫تم إعداد هذا الملف آليا بواسطة المكتبة الشاملة‬
‫المجموع‬
‫النووي‬
‫سنة الولدة ‪ /‬سنة الوفاة‬
‫تحقيق‬
‫الناشر دار الفكر‬
‫سنة النشر ‪1997‬م‬
‫مكان النشر بيروت‬
‫عدد الجأزاء ‪1‬‬
‫طريقان حكاهما المصنف والصأحاب أشهرهما وبه قال‬
‫الكأثرون ‪ :‬يصح الشتراط في قوله القديم ‪ ،‬وفي الجديد‬
‫قولن أصأحهما ‪ :‬الصحة والثاني ‪ :‬المنع ‪ .‬والطريق الثاني ‪:‬‬
‫قاله الشيخ أبو حامد وآخرون ‪ :‬يصح الشتراط قول واحدا‬
‫لصحة الحديث فيه ‪ ،‬قالوا ‪ :‬وإنما توقف الشافعي لعدم‬
‫وقوفه على صأحة الحديث ‪ ،‬وقد صأرح الشافعي بهذا‬
‫الطريق في نصه الذي حكيته الن عنه ‪ ،‬وهو قوله ) لو صأح‬
‫حديث عروة لم أعده ( فالصواب الجزم بصحة الشتراط‬
‫للحاديث ‪ .‬وأجأاب إمام الحرمين عن الحديث بأنه محمول‬
‫على أن المراد حيث حبستني بالموت ‪ ،‬معناه حيث أدركأتني‬
‫الوفاة أقطع إحرامي ‪ ،‬وهذا تأويل باطل ظاهر الفساد‬

‫وعجب من جأللة إمام الحرمين كأيف قال هذا وكأيف حكمه‬
‫على أمرها باشتراط كأون الموت قاطع الحرام والله أعلم ‪.‬‬
‫قال أصأحابنا ‪ :‬ولو شرط التحلل لغرض آخر كأضلل الطريق ‪،‬‬
‫وفراغ النفقة والخطأ في العدد ونحو ذلك فله حكم اشتراط‬
‫التحلل بالمرض ‪ .‬فيصح على المذهب هكذا قطع به أصأحابنا‬
‫العراقيون والبغوي وجأمهور الخراسانيين ‪ .‬وذكأر إمام‬
‫الحرمين هذا عن العراقيين قال ‪ :‬قالوا ‪ :‬بأن كأل مهم يحل‬
‫محل المرض الثقيل يجري فيه الخلفا المذكأور في المرض‬
‫قال ‪ :‬وكأان شيخي يقطع بأن الشرط لغ ‪ ،‬وأنه ل يجوز‬
‫التحلل على القول إل بالمرض للحديث ‪ ،‬والله تعالى أعلم ‪.‬‬
‫قال أصأحابنا ‪ :‬وحيث صأححنا الشرط فتحلل فإن كأان شرط‬
‫التحلل بالهدي يلزمه الهدي ‪ ،‬وإن كأان شرط التحلل بل هدي‬
‫لم يلزمه الهدي ‪ ،‬وإن أطلق فهل يلزمه الهدي فيه وجأهان‬
‫حكاهما الشيخ أبو حامد والماوردي والقاضي أبو الطيب‬

‫والصأحاب أحدهما ‪ :‬يلزمه كأالمحصر ‪ ،‬وبهذا قطع المصنف‬
‫والبغوي وأصأحهما ‪ :‬ل يلزمه لظاهر حديث ضباعة ‪ ،‬قال‬
‫الماوردي والصأحاب وهذا هو المنصوص وصأححوه ‪ ،‬وقطع‬
‫به الدارمي وغيره ‪ ،‬وينكر على المصنف والبغوي جأزمهما‬
‫بوجأود الشرط ‪ ،‬وأنه ل يلزمه بعد ذلك شيء من أفعال‬

‫النسك ‪ .‬وأما ‪ :‬المحصر فقد ترك الفعال التي كأان يقتضيها‬
‫إحرامه والله أعلم ‪ .‬ولو شرط أن يقلب حجه عمرة عند‬
‫المرض ‪ ،‬نص الشافعي على صأحته ‪ ،‬وقطع به الدارمي‬
‫والبندنيجي والروياني وآخرون ‪ .‬ونقل الرافعي عن‬
‫الصأحاب أنه أولى بالصحة من شرط المرض ‪ .‬فيتقضى‬
‫إثبات خلفا ضعيف فيه ‪ .‬والمذهب القطع بالصحة كأما نص‬
‫عليه ‪ .‬ويؤيده ما قدمته عن ابن مسعود وعائشة رضي الله‬
‫عنهما قال الروياني ‪ :‬ولو قال ‪ :‬إن مرضت وفاتني الحج‬
‫كأان عمرة ‪ ،‬كأان على ما شرط ‪ .‬قال أصأحابنا ‪ :‬فإذا وجأد‬
‫المرض هل يصير حلل‬
‫____________________‬

‫) ‪(8/236‬‬

‫بمجرد وجأوده أم يشترط إنشاؤه كأالمحصر ينظر إن قال ‪:‬‬
‫إن مرضت تحللت من إحرامي ‪ .‬فل يخرج من الحرام إذا‬
‫وجأد المرض ل بالتحلل ‪ ،‬وهو أن ينوي الخروج ويحلق إن‬
‫جأعلناه نسكا ويذبح إن أوجأبناه على ما سبق من التفصيل‬
‫والخلفا ‪ .‬وممن صأرح بالمسألة الشيخ أبو حامد في تعليقه‬
‫والبندنيجي والروياني وآخرون ‪ .‬قالوا ‪ :‬وكأذا لو قال ‪:‬‬

‫محلي من الرض حيث حبستني ‪ ،‬ل يتحلل عند الحبس إل‬
‫بالنية مع ما ذكأرناه ‪ ،‬فلو قال ‪ :‬إن مرضت فأنا حلل ‪ ،‬أو‬
‫قال إن حبسني مرض فأنا حلل فوجأهان مشهوران حكاهما‬
‫الشيخ أبو حامد والبندنيجي والقاضي أبو الطيب والمصنف‬
‫وإمام الحرمين والبغوي والمتولي والروياني وآخرون‬
‫أصأحهما ‪ :‬يصير حلل بنفس المرض ‪ ،‬وهو المنصوص ‪،‬‬
‫ونقلوه عن المصنف وصأححوه لقوله صألى الله عليه وسلم )‬
‫من كأسر أو عرج فقد حل ( وهو حديث صأحيح كأما سبق ‪.‬‬
‫قال الشيخ أبو حامد والصأحاب ‪ :‬ل يمكن حمل الحديث إل‬
‫على هذا ‪ ،‬وفيه تأويل البيهقي الذي قدمناه ‪ .‬والوجأه الثاني‬
‫‪ :‬ل بد من التحلل ‪ .‬قال الروياني والصأحاب ‪ :‬فإن قلنا‬
‫بالوجأه الول لم يلزمه الدم بل خلفا ‪ ،‬وإن قلنا بالثاني فهل‬
‫يلزمه الدم فيه وجأهان حكاهما الشيخ أبو حامد والصأحاب‬

‫الصأح ‪ :‬ل يلزمه فيلزمه النية فقط ‪ ،‬ونقل الماوردي وغيره‬
‫هذا عن نص الشافعي ‪ ،‬وغلط الروياني وغيره القائل‬
‫بوجأوب الدم ‪ .‬قال البغوي ‪ :‬وكأذا الحلق إن جأعلناه نسكا ‪.‬‬
‫وقطع البغوي بوجأوب الدم على هذا الوجأه ‪ ،‬والمذهب الول‬
‫والله أعلم ‪ .‬أما إذا شرط التحلل بل عذر بأن قال في‬
‫إحرامه متى شئت خرجأت منه ‪ ،‬أو إن ندمت أو كأسلت ونحو‬

‫ذلك فل يجوز له التحلل بل خلفا ‪ ،‬صأرح به المصنف والشيخ‬
‫أبو حامد والقاضي أبو الطيب والماوردي والدارمي‬
‫والروياني والبغوي وخلئق ‪ .‬ونقل الروياني التفاق عليه ‪،‬‬
‫والله أعلم ‪ .‬فرع ‪ :‬إذا صأححنا اشتراط التحلل بالمرض‬
‫ونحوه ‪ ،‬فإنما ينفع الشرط ويجوز التحلل به إذا كأان مقترنا‬
‫بإحرامه ‪ ،‬فإن تقدمه أو تأخر عنه لم ينعقد الشرط بل خلفا‬
‫‪ .‬وصأرح به الماوردي وغيره ‪ .‬فرع ‪ :‬إذا فرض التحلل‬
‫بالمرض ونحوه فقد ذكأرنا خلفا في صأحة الشرط قال‬
‫أصأحابنا ‪ :‬ينعقد الحج بل خلفا ‪ ،‬سواء صأححنا الشرط أم ل ‪.‬‬
‫فرع ‪ :‬مما استدل به أصأحابنا لجواز اشتراط التحلل بالمرض‬
‫وصأحة الشرط أنه لو‬
‫____________________‬

‫) ‪(8/237‬‬

‫نذر صأوم يوم أو أيام بشرط أن يخرج منه بعذر صأح الشرط‬
‫وجأاز الخروج منه بذلك العذر بل خلفا ‪ .‬قال الروياين ‪:‬‬
‫يجوز الخروج منه بالجأماع ‪ .‬فرع ‪ :‬ذكأرنا أن إمام الحرمين‬
‫تأول حديث أنه يحمل على أن ) محلى حيث حبستني بالموت‬
‫( وذكأرنا أن هذا التأويل خطأ فاحش ‪ ،‬وتأوله الروياني على‬

‫أنه مخصوص بضباعة ‪ ،‬وهذا تأويل باطل أيضا ومخالف لنص‬
‫الشافعي ‪ ،‬فإن الشافعي إنما قال ‪ :‬لو صأح الحديث لم أعده‬
‫‪ ،‬ولم يتأوله ولم يخصه ‪ .‬فرع ‪ :‬قال أصأحابنا ‪ :‬التحلل‬
‫بالمرض ونحوه إذا ما صأححناه له حكم التحلل بالحصار ‪،‬‬
‫فإن كأان الحج تطوعا لم يجب قضاؤه ‪ ،‬وإن كأان واجأبا‬
‫فحكمه ما سبق ‪ .‬فرع ‪ :‬قال إمام الحرمين والغزالي في‬
‫الوسيط ‪ :‬قال النبي صألى الله عليه وسلم السلمية‬
‫اشترطي أن محلي حيث حبستني وهذا غلط فاحش ‪ ،‬فليس‬
‫ضباعة أسلمية بل هي هاشمية ‪ ،‬وهي بنت عم رسول الله‬
‫صألى الله عليه وسلم وهي ضباعة بنت الزبير بن عبد‬
‫المطلب بن هاشم بن عبد منافا ‪ ،‬وهذا ل خلفا فيه وقد‬
‫سبق بيانها عن روايات البخاري ومسلم وغيرهما ‪ ،‬وإنما‬

‫نبهت عليه لئل يغتر به ‪ ،‬والله أعلم ‪.‬‬
‫قال المصنف رحمه الله تعالى ‪ :‬وإن أحرم العبد بغير إذن‬
‫المولى جأاز للمولى أن يحلله لن منفعته مستحقة له فل‬
‫يملك إبطالها عليه بغير رضاه ‪ ،‬فإن ملكه السيد مال وقلنا ‪:‬‬
‫إنه يملك تحلل بالهدى وإن لم نملكه أو ملكه وقلنا إنه ل‬
‫يملك فهو كأالحر المعسر ‪ ،‬وهل يتحلل قبل الهدى أو الصوم‬
‫على ما ذكأرناه من القولين في الحر ومن أصأحابنا من قال ‪:‬‬

‫يجوز للعبد أن يتحلل قبل الهدى والصوم قول واحدا لن‬
‫على المولى ضررا في بقائه على الحرام ‪ ،‬لنه ربما يحتاج‬
‫أن يستخدمه في قتل صأيد أو إصألح طيب وإن أحرم بإذن‬
‫المولى لم يجز أن يحلله ‪ ،‬لنه لزم عقده بإذن المولى فلم‬
‫يملك إخراجأه منه كأالنكاح ‪ .‬وإن أحرم المكاتب بغير إذن‬
‫المولى ففيه طريقان أحدهما ‪ :‬أنه على قولين بناء على‬
‫القولين في سفره للتجارة ‪ .‬ومن أصأحابنا من قال ‪ :‬له أن‬
‫يمنعه قول واحدا ‪ .‬لن في سفر الحج ضررا على المولى‬
‫من غير منفعة ‪ ،‬وسفر التجارة فيه منفعة للمولى ‪(1) .‬‬
‫____________________‬
‫‪ -1‬الشرح ‪ :‬قوله ) لنه عقد ( احتراز مما لو رآه يحتطب أو‬
‫يحتش فمنعه إتمامه وقوله ) لزم ( احتراز من الجعالة إذا‬
‫شرع العبد فيها ‪ .‬وقوله ) عقد بإذن ( احتراز من غير‬
‫المأذون‬

‫) ‪(8/238‬‬

‫أما الحكام ‪ :‬فقد سبق بيان شرح جأميع ما ذكأره المصنف‬
‫مع جأمل من الفوائد والفروع والمستكثرات في أول كأتاب‬
‫الحج عند ذكأر المصنف أن العبد ل يلزمه الحج ويصح منه ‪،‬‬

‫والله أعلم ‪.‬‬
‫قال المصنف رحمه الله تعالى ‪ :‬وإن أحرمت المرأة بغير إذن‬
‫الزوج فإن كأان في تطوع جأاز له أن يحللها لن حق الزوج‬
‫واجأب فل يجوز إبطاله عليه بتطوع ‪ ،‬وإن كأان في حجة‬
‫السلم ففيه قولن أحدهما ‪ :‬إن له أن يحللها لن حقه على‬
‫الفور والحج على التراخي ‪ ،‬فقدم حقه والثاني ‪ :‬أنه ل يملك‬
‫لنه فرض فل يملك تحليلها منه كأالصوم والصلة ‪(1) .‬‬
‫____________________‬
‫‪ -1‬الشرح ‪ :‬قوله ) لنه فرض فل يملك تحليلها منه ( ينتقض‬
‫بصوم الكفارة والنذر في الذمة والقضاء الذي لم ينتقض ‪،‬‬
‫فإن له منعها من كأل ذلك في الصأح وكأان ينبغي أن يقول ‪:‬‬

‫فرض بأصأل الشرع والله أعلم ‪ .‬أما الحكام ‪ :‬فقال أصأحابنا‬
‫‪ :‬ينبغي للمرأة أن ل تحرم بغير إذن زوجأها ‪ ،‬ويستحب له أن‬
‫يحج بها ‪ ،‬واحتجوا فيه بحديث ابن عباس رضي الله عنهما أن‬
‫رسول الله صألى الله عليه وسلم خطب فقال ل يخلون رجأل‬
‫بإمرأة ‪ ،‬ول تسافر امرأة إل مع محرم ‪ ،‬فقام رجأل فقال ‪ :‬يا‬
‫رسول الله إن امرأتي خرجأت حاجأة وإني كأتبت في غزوة‬
‫كأذا ‪ .‬قال ‪ :‬فانطلق فاحجج مع امرأتك رواه البخاري ومسلم‬
‫‪ .‬فإن أرادت حج إسلم أو تطوع فأذن الزوج وأحرمت به‬

‫لزمه تمكينها من إتمامه بل خلفا ‪ ،‬سواء كأان فرضا أو نفل‬
‫كأما سبق فيما لو أذن لعبده في الحرام فأحرم وكأما ل يجوز‬
‫له تحليلها ل يجوز لها التحلل ‪ ،‬فإن تحللت لم يصح تحللها‬
‫ولم تخرج من الحج ‪ ،‬كأما لو نوى غيرها الخروج من الحج بل‬
‫إحصار فإنه ل يخرج منه بل خلفا وإن أرادت حج السلم‬
‫فمنعها الزوج فهل له المنع فيه قولن مشهوران ‪ ،‬وعجب‬
‫كأيف أهملهما المصنف قال القاضي أبو الطيب في تعليقه ‪:‬‬
‫المنصوص في باب الحج المرأة والعبد من المناسك الكبير‬
‫أن للزوج منعها ‪ ،‬ونص الشافعي في باب خروج النساء إلى‬
‫المساجأد من اختلفا الحديث على أنه ليس له منعها ‪ .‬وقال‬
‫البندنيجي ‪ :‬نص الشافعي في عامة كأتبه أن له منعها ‪،‬‬
‫واتفقوا على أن الصحيح من هذين القولين أن له منعها ‪،‬‬
‫وبه قطع الشيخ أبو حامد والمحاملي وآخرون ‪ ،‬قال القاضي‬
‫أبو الطيب في كأتابه المجرد والروياتي وغيرهما ‪ :‬هذا‬
‫القول هو الصحيح المشهور ‪ ،‬واحتجوا له بحديث اب‬

‫) ‪(8/239‬‬

‫عمر أن النبي صألى الله عليه وسلم قال ‪ :‬ليس لها أن‬
‫تنطلق إلى الحج إل بإذن زوجأها رواه الدارقطني والبيهقي ‪.‬‬

‫ولن حق الزوج على الفور والحج على التراخي ‪ ،‬فقدم ما‬
‫كأان على الفور ‪ ،‬كأما تقدم العدة على الحج بل خلفا ‪.‬‬
‫والقول الثاني ‪ :‬ليس له منعها لعموم قوله صألى الله عليه‬
‫وسلم ‪ :‬ل تمنعوا إماء الله مساجأد الله رواه البخاري ومسلم‬
‫من رواية ابن عمر ‪ ،‬وقياسا على الصوم والصلة ‪ .‬وأجأاب‬
‫الولون عن الحديث بأنه محمول على أنه تنزيه أو على غير‬
‫المتزوجأات ‪ ،‬لن غير المتزوجأات لم يتعلق بهن حق على‬
‫الفور ‪ ،‬وذلك كأالبنت والخت ونحوهما ‪ ،‬وأن المراد ل‬
‫تمنعوهن مساجأد الله للصلوات ‪ ،‬وهذا هو ظاهر سياق‬
‫الحديث ‪ ،‬والله أعلم ‪ .‬قال أصأحابنا ‪ :‬والفرق بين الحج‬

‫والصوم والصلة أن مدته طويلة بخلفهما ‪ ،‬والله تعالى‬
‫أعلم ‪ .‬فإن أحرمت بحج السلم بغير إذنه قال أصأحابنا ‪ :‬إن‬
‫قلنا ‪ :‬ليس له منعها من البتداء فليس له تحليلها وإن قلنا ‪:‬‬
‫له منعها فهل له تحليلها فيه قولن مشهوران وهما اللذان‬
‫ذكأرهما المصنف هنا وفي التنبيه ‪ ،‬قال القاضي أبو الطيب‬
‫والروياني وغيرهما ‪ :‬نص عليهما الشافعي في باب حج‬
‫المرأة والعبد ‪ ،‬قال أصأحابنا أصأحهما ‪ :‬أنه له تحليلها ‪ ،‬وهو‬
‫نصه في مختصر المزني ومما صأرح بتصحيحه الجرجأاني في‬
‫التحرير والغزالي في الخلصأة والروياني في الحلية وأبو‬

‫علي الفارقي في فوائد المهذب والرافعي في كأتابيه‬
‫وغيرهم ‪ .‬وشذ عنهم المحاملي في المقنع ‪ ،‬فجزم بأنه‬
‫ليس له تحليلها لنه يضيق بالشروع والمذهب ‪ :‬أن له‬
‫تحليلها ‪ ،‬كأما صأححه الجمهور ‪ ،‬لن حق الزوج سابق والله‬
‫أعلم ‪ .‬قال الدارمي والجرجأاني في التحرير ‪ :‬وحجة النذر‬
‫كأالسلم ‪ ،‬فإذا أحرمت بها بغير إذنه فله تحليلها في أصأح‬
‫القولين ‪ ،‬وينبغي أن يكون القضاء كأذلك والله أعلم ‪ .‬أما إذا‬
‫أحرمت بحجة تطوع فله منعها منه بل خلفا ‪ ،‬فإن أحرمت به‬
‫فهل له تحليلها منه فيه طريقان مشهوران حكاهما القاضي‬
‫أبو حامد المروذي والشيخ أبو حامد السفرايني والدارمي‬
‫والقاضي أبو الطيب في كأتابيه المجموع و التجريد‬
‫والماوردي والقاضي أبو علي البندنيجي والقاضي حسين‬
‫والفوراني وإمام الحرمين والغزالي وابن الصباغ والمتولي‬
‫والبغوي وصأاحب العدة والروياني والشاشي وخلئق آخرون‬
‫____________________‬

‫) ‪(8/240‬‬

‫أصأحهما ‪ :‬باتفاقهم له تحليلها والثاني ‪ :‬ل ‪ ،‬لنها لما‬
‫أحرمت بها صأارت كأحجة السلم ‪ ،‬لن حجة التطوع تلزم‬

‫بالشروع والله أعلم ‪ .‬فرع ‪ :‬قال أصأحابنا ‪ :‬حيث أبحنا له‬
‫تحليلها ل يجوز لها أن تتحلل حتى يأمرها ‪ ،‬فإذا أمرها تحللت‬
‫كأما يتحلل المحصر سواء ‪ ،‬فتذبح الهدي وتنوي عنده الخروج‬
‫من الحج ‪ ،‬وتقصر رأسها أو ثلثا شعرات إذا قلنا الحلق‬
‫نسك ‪ ،‬فإن كأانت واحدة للهدي فل بد مما ذكأرناه ‪ ،‬وإن كأانت‬
‫عادمة له فهي كأالحر المحصر ‪ ،‬إذا عدم الهدي ‪ ،‬وقد سبق‬
‫إيضاحه ‪ ،‬واتفق أصأحابنا على أن تحللها ل يحصل إل مما‬
‫يحصل به تحلل المحصر ‪ ،‬وأنها لو تطيبت أو جأومعت أو‬
‫قتلت صأيدا أو فعلت غير ذلك من محظورات الحرام أو فعل‬

‫الزوج ذلك بها ل تصير متحللة بل يلزمه والفدية فيما ارتكبته‬
‫‪ ،‬والله أعلم ‪ .‬قال أصأحابنا ‪ :‬ومتى أمرها بالتحلل حيث‬
‫جأوزناه له لزمها المبادرة به وإن امتنعت منه مع تمكنها جأاز‬
‫للزوج وطؤها وسائر هي الثم ‪ .‬وحكى إمام الحرمين هذا‬
‫عن الصيدلني ثم قال المام ‪ :‬وهذا فيه نظر ‪ ،‬لن المحرمة‬
‫حرام لحق الله تعالى ‪ ،‬كأما أن المرتدة حرام لحق الله تعالى‬
‫‪ ،‬فيحتمل تحريمها على الزوج والسيد ‪ .‬هذا كألم المام‬
‫والمذهب والقطع بالجواز كأما قاله الصيدلني وغيره ‪ ،‬وبه‬
‫جأزم الغزالي وغيره ‪ ،‬والله أعلم ‪ .‬فرع ‪ :‬ليس للمة‬
‫المزوجأة الحرام إل بإذن السيد والزوج جأميعا بل خلفا لن‬
‫لكل واحد منهما حقا ‪ ،‬فإن أذن أحدهما فللخر المنع بل‬
‫خلفا ‪ ،‬فإن أحرمت بغير إذنهما ‪ ،‬قال الدارمي ‪ :‬إن اتفقا‬
‫على تحليلها فلهما ذلك ‪ ،‬وإن اتفقا على بقائها وذهابها في‬
‫الحج جأاز ‪ ،‬وإن أراد السيد تحليلها فله ذلك ‪ ،‬وإن أراده الزوج‬
‫‪ ،‬قال ابن القطان ‪ :‬نص الشافعي أنه له ذلك ‪ ،‬قال ابن‬
‫القطان ‪ :‬فيحتمل هذا ويحتمل أن يقال ‪ :‬ل يحللها ‪ ،‬لن‬
‫للسيد المسافرة بها ‪ ،‬نقله الدارمي ‪ .‬ونقل الروياني عن‬
‫القفال أن المذهب أن للزوج تحليلها ‪ ،‬كأما هو للسيد ‪ ،‬وأن‬
‫من الصأحاب من قال بالنسبة إلى الزوج كأالزوجأة الحرة إذا‬
‫أحرمت بتطوع ‪ ،‬هل له تحليلها فيه طريقان ‪ ،‬والمذهب‬
‫الول ‪ .‬فرع ‪ :‬قال الدارمي ‪ :‬إذا أحرمت في العدة فإن‬
‫كأانت رجأعية فلم يراجأعها ‪ ،‬فليس له تحليلها ‪ ،‬وله منعها من‬
‫الخروج ‪ ،‬فإن قضت العدة ولم يراجأعها مضت في الحج ‪،‬‬
‫فإن أدركأته فذلك ‪ ،‬وإن فاتها فلها حكم الفوات وإن راجأعها‬
‫فهل له تحليلها فيه القولن‬
‫____________________‬

‫) ‪(8/241‬‬

‫السابقان ‪ ،‬وإن كأانت مطلقة بائنا فليس له تحليلها بل‬
‫خلفا ‪ ،‬وله منعها ‪ ،‬فإن أدركأت الحج بعد انقضاء العدة وإل‬
‫فهي كأذات الفوات ‪ ،‬ولو أحرمت ثم طلقها فوجأبت العدة‬
‫أقامت على إحرامها ‪ ،‬ولم يجز لها التحلل ‪ ،‬فإن انقضت‬
‫عدتها فأدركأت الحج فذاك ‪ ،‬وإن فاتها قال ابن المرزبان ‪:‬‬
‫إن كأانت هي سبب وجأوب العدة بخيار ونحوه فهي المفوتة‬
‫وإن طرأت بغير اختيارها ففي القضاء وجأهان بناء على‬
‫القولين في المحصر إذا سلك طريقا ففاته ‪ ،‬هذا كألم‬
‫الدارمي ‪ .‬وكأذا قال الروياني والرافعي وغيرهما إن‬

‫المعتدة الرجأعية إذا أحرمت فللزوج منعها من الذهاب في‬
‫الحج ‪ ،‬وليس له تحليلها ولكن له رجأعتها ‪ ،‬فإذا رجأع هل له‬
‫تحليلها فيه القولن ‪ ،‬وجأزم الرافعي بأنه يحللها بعد‬
‫المراجأعة ‪ ،‬وهو تفريع على الصأح وإل فالقولن ل بد منهما‬
‫كأما ذكأره الدارمي والروياني وغيرهما ‪ .‬ونقل الروياني‬
‫فيما إذا حرمت بحج تطوع ثم طلقت ثم اعتدت ففاتها‬
‫قولين أحدهما ‪ :‬يجب القضاء كأالخطأ في العدد والثاني ‪ :‬ل ‪،‬‬
‫لعدم تقصيرها ‪ ،‬وهذا موافق لما ذكأره ابن المرزبان والله‬
‫أعلم ‪ .‬وقال الماوردي ‪ :‬إذا أحرمت ثم وجأبت العدة بوفاة‬
‫زوج أو طلقه لزمها المضي في الحرام وأعمال النسك ‪،‬‬
‫ول تكون العدة مانعة لن الحرام سابق ‪ ،‬قال ‪ :‬فإن منعها‬
‫حاكأم من إتمام الحج بسبب العدة صأارت كأالمحصر ‪ ،‬فتتحلل‬
‫وعليها دم الحصار ‪ .‬فرع ‪ :‬لو أذن لزوجأته في الحرام ثم‬
‫رجأع عن الذن أو اختلفا فادعت الذن وأنكره ‪ ،‬ففيه‬
‫التفصيل الذي قدمته في أول كأتاب الحج في مثل ذلك بين‬
‫العبد والسيد ‪ ،‬كأذا قاله الدارمي والله أعلم ‪ .‬فرع ‪ :‬إذا‬
‫أرادت الحج ‪ ،‬قال الماوردي والمحاملي وغيرهما من‬
‫الصأحاب ‪ :‬إن كأان الحج فرضا جأاز لها الخروج مع زوج أو‬
‫محرم أو نسوة ثقات ‪ ،‬ويجوز مع امرأة ثقة قال الماوردي‬
‫ومن الصأحاب من قال ‪ :‬إذا كأان الطريق أمنا ل يخافا خلوة‬
‫الرجأال بها جأاز خروجأها بغير محرم ‪ ،‬وبغير امرأة ثقة ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫هذا خلفا نص الشافعي قالوا ‪ :‬فإن كأان الحج تطوعا لم‬
‫يجز أن تخرج إل مع محرم ‪ ،‬وكأذا السفر المباح كأسفر‬
‫الزيارة والتجارة ل يجوز خروجأها في شيء من ذلك إل مع‬
‫محرم أو زوج ‪ .‬قال الماوردي ‪ :‬ومن أصأحابنا من جأوز‬
‫خروجأها مع نساء ثقات ‪ ،‬كأسفرها للحج الواجأب ‪ ،‬قال ‪ :‬وهذا‬
‫خلفا نص الشافعي ‪ .‬وكأذا قال الشيخ أبو حامد في تعليقه‬
‫ل يجوز لها الخروج في حج التطوع إل مع محرم ‪ ،‬نص عليه‬
‫الشافعي في كأتاب العدد من الم ‪ ،‬فقال ‪ :‬ل يجوز الخروج‬
‫في حج التطوع إل مع محرم ‪ .‬قال أبو‬
‫____________________‬

‫) ‪(8/242‬‬

‫حامد ‪ :‬ومن أصأحابنا من قال ‪ :‬لها الخروج بغير محرم في‬
‫أي سفر كأان واجأبا كأان أو غيره ‪ ،‬وهكذا ذكأر المسألة‬
‫البندنيجي وآخرون وحاصأله أنه يجوز للخروج للحج الواجأب‬
‫مع زوج أو محرم أو امرأة ثقة ‪ ،‬ول يجوز من غير هؤلء ‪ ،‬وإن‬

‫كأان الطريق أمنا ‪ ،‬وفيه وجأه ضعيف أنه يجوز إن كأان أمنا ‪.‬‬
‫وأما حج التطوع وسفر الزيارة والتجارة وكأل سفر ليس‬
‫بواجأب فل يجوز على المذهب الصحيح المنصوص إل مع زوج‬
‫أو محرم ‪ ،‬وقيل ‪ :‬يجوز مع نسوة أو امرأة ثقة كأالحج‬
‫الواجأب ‪ ،‬وقد سبقت هذه المسألة مختصرة في أول كأتاب‬
‫الحج في ذكأر استطاعة المرأة والله أعلم ‪ .‬فرع ‪ :‬قد ذكأرنا‬
‫تفصيل مذهبنا في حج المرأة ‪ .‬وذكأرنا أن الصحيح أنه يجوز‬
‫لها في سفر حج الفرض أن تخرج مع نسوة ثقات ‪ .‬أو امرأة‬
‫ثقة ‪ ،‬ول يشترط المحرم ول يجوز في التطوع وسفر‬
‫التجارة والزيارة ونحوهما إل بمحرم ‪ .‬وقال بعض أصأحابنا ‪:‬‬
‫يجوز بغير نساء ول امرأة إذا كأان الطريق أمنا ‪ .‬وبهذا قال‬
‫الحسن البصري وداود ‪ ،‬وقال مالك ‪ :‬ل يجوز بامرأة ثقة ‪:‬‬
‫وإنما يجوز بمحرم أو نسوة ثقات ‪ .‬وقال أبو حنيفة وأحمد ‪:‬‬
‫ل يجوز إل مع زوج أو محرم ‪ ،‬قال الشيخ أبو حامد ‪:‬‬
‫والمسافة التي يشترط أبو حنيفة فيها المحرم ثلثة أيام‬
‫فإن كأان أقل لم يشترط ‪ .‬واحتج لهم بحديث ابن عمر قال ‪:‬‬
‫قال رسول الله صألى الله عليه وسلم ‪ :‬ل تسافر امرأة ثلثا‬
‫إل معها ذو محرم رواه البخاري ومسلم ‪ .‬وفي رواية لمسلم‬
‫ل يحل لمرأة تؤمن بالله واليوم الخر تسافر مسيرة ثلثا‬
‫ليال إل ومعها ذو محرم ‪ .‬وعن ابن عباس قال ‪ :‬قال رسول‬
‫الله صألى الله عليه وسلم ل تسافر امرأة إل مع محرم ‪.‬‬
‫فقال ‪ :‬يا رسول الله إني أريد أن أخرج في جأيش كأذا وكأذا‬
‫وامرأتي تريد الحج قال ‪ :‬اخرج معها رواه البخاري ومسلم ‪.‬‬
‫وعن أبي سعيد أن النبي صألى الله عليه وسلم قال ‪ :‬ل‬
‫تسافر المرأة يومين إل ومعها زوجأها أو ذو محرم رواه‬
‫البخاري ومسلم ‪ .‬وعن أبي هريرة عن النبي صألى الله عليه‬
‫وسلم قال ‪ :‬ل يحل لمرأة تؤمن بالله واليوم‬
‫____________________‬

‫) ‪(8/243‬‬

‫الخر أن تسافر مسيرة يوم وليلة ليس معها حرمة رواه‬
‫البخاري ومسلم ‪ .‬وفي رواية لمسلم مسيرة يوم وفي‬
‫رواية له ليلة وفي رواية صأحيحة في سنن أبي داود مسيرة‬
‫بريد وقياسا على حج التطوع وسفر التجارة والزيارة‬
‫ونحوهما ‪ .‬واحتج أصأحابنا بحديث عدي بن حاتم قال بينما أنا‬
‫عند النبي صألى الله عليه وسلم إذ أتى رجأل فشكا إليه‬
‫الفاقة ‪ ،‬ثم أتاه آخر فشكا قطع السبيل ‪ ،‬فقال ‪ :‬يا عدي هل‬

‫رأيت الحيرة قلت ‪ :‬لم أرها وقد أنبئت عنها ‪ ،‬قال ‪ :‬فإن‬
‫طال بك حياة لترين الظعينة ترتحل من الحيرة حتى تطوفا‬
‫بالكعبة ‪ ،‬ل تخافا إل الله ‪ ،‬قال عدي ‪ :‬فرأيت الظعينة ترتحل‬
‫من الحيرة حتى تطوفا بالكعبة ل تخافا إل الله رواه‬
‫البخاري ‪ ،‬وسبق ذكأره في استطاعة المرأة فإن قيل ‪ :‬ل‬
‫يلزم من حديث عدي جأواز سفرها بغير محرم ‪ ،‬لن النبي‬
‫صألى الله عليه وسلم أخبر بأن هذا سيقع ووقع ول يلزم من‬
‫ذلك جأوازه ‪ ،‬كأما أخبر صألى الله عليه وسلم بأنه سيكون‬
‫دجأالون كأذابون ‪ ،‬ول يلزم من ذلك جأوازه ‪ .‬قال أصأحابنا ‪:‬‬
‫فجوابه أن هذا لحديث خرج في سياق ذم الحوادثا ‪ .‬وأما ‪:‬‬
‫حديث عدي فخرج في سياق المدح والفضيلة واستعلء‬
‫السلم ورفع مناره ‪ ،‬فل يمكن حمله على ما ل يجوز ‪ .‬قال‬
‫الشيخ أبو حامد فإن قيل ‪ :‬هذا الخبر متروك الظاهر‬
‫بالجأماع لن فيه أنها تخرج بغير جأوار ول خلفا أنها ل تخرج‬
‫بغير جأوار ‪ ،‬ولو امرأة واحدة فالجواب ‪ :‬أن بعض أصأحابنا‬
‫جأوز خروجأها وحدها بغير امرأة كأما سبق ‪ ،‬وعلى مذهب‬
‫الشافعي ومنصوصأه يشترط المرأة ول يلزم من ذلك ترك‬
‫الظاهر لن حقيقته أن ل يكون معها جأوار أصأل والجوار‬
‫الملصأق والقريب ونحن ل نشترط في المرأة التي تخرج‬
‫معها كأونها ملزمة لها ‪ ،‬فإن مشت قدام القافلة أو بعدها‬
‫بعيدة عن المرأة جأاز ‪ ،‬فحصل من هذا أنا نقول بظاهر‬
‫الحديث ‪ ،‬هذا كألم أبي حامد ‪ .‬قال أصأحابنا ‪ :‬ولنه سفر‬
‫واجأب فلم يشترط فيه المحرم كأالهجرة ‪ .‬قال أصأحابنا ‪:‬‬
‫وقياسا على ما إذا كأانت المسافة مرحلتين ‪ ،‬فإن الحنفية‬
‫وافقونا على أنه ل يشترط المحرم فإن قالوا ‪ :‬إنما جأاز في‬
‫المرحلتين لنه ليس بسفر قلنا ‪ :‬هذا مخالف للحاديث‬
‫الصحيحة السابقة ‪ .‬وأما ‪ :‬الجواب عن الحاديث التي احتجوا‬
‫بها فمن أوجأه أحدها ‪ :‬جأواب الشيخ أبي حامد وآخرين أنها‬
‫عامة فنخصها بما ذكأرناه والثاني ‪ :‬أنه محمول على سفر‬
‫التجارة والزيارة وحج التطوع وسائر السفار غير سفر الحج‬
‫الواجأب الثالث ‪ :‬ذكأره القاضي أبو الطيب أنه محمول‬
‫____________________‬

‫) ‪(8/244‬‬

‫على ما إذا لم يكن الطريق أمنا والجواب ‪ :‬عن قياسهم على‬
‫حج التطوع وسفر التجارة وأنه ليس بواجأب بخلفا حج‬
‫الفرض والله أعلم ‪.‬‬

‫قال المصنف رحمه الله تعالى ‪ :‬وإن أحرم الولد بغير إذن‬
‫البوين فإن كأان في حج فرض لم يكن لهما تحليله ‪ ،‬لنه‬
‫فرض ‪ ،‬فلم يجز إخراجأه منه كأالصوم والصلة ‪ ،‬وإن كأان في‬
‫حج تطوع ففيه قولن أحدهما ‪ :‬يجوز لهما تحليله ‪ .‬لن‬
‫النبي صألى الله عليه وسلم قال لمن أراد أن يجاهد وله‬
‫أبوان ‪ ) :‬ففيهما فجاهد ( ‪ :‬فمنع الجهاد لحقهما وهو فرض‬
‫‪ ،‬فدل على أن المنع من التطوع لحقهما أولى والثاني ‪ :‬ل‬
‫يجوز ‪ ،‬لنه قربة ل مخالفة عليه فيها ‪ ،‬فل يجوز لهما تحليله‬
‫منها كأالصوم ‪(1) .‬‬
‫____________________‬
‫‪ -1‬الشرح ‪ :‬هذا الحديث رواه البخاري ومسلم من رواية عبد‬
‫الله بن عمرو بن العاص بلفظه وقوله ‪ :‬لنه قربة ل مخالفة‬
‫عليه فيها احتراز من الجهاد ‪ .‬أما الحكام ‪ :‬فقال أصأحابنا ‪:‬‬
‫من كأان له أبوان أو أحدهما استحب أن ل يحرم إل بإذنهما أو‬
‫إذن الحي منهما ‪ ،‬فإن أذنا له في حج فرض أو تطوع فأحرم‬
‫لم يكن لهما تحليله ول منعه بل خلفا ‪ ،‬كأما سبق في العبد‬
‫والزوجأة ‪ ،‬وإن منعاه الحرام أو منعه أحدهما فإن كأان في‬
‫حج تطوع فلهما المنع على المذهب ‪ ،‬وبه قطع الجماهير‬
‫في الطريقتين ‪ ،‬وحكى الرافعي وجأها شاذا أنه ليس لهما‬
‫منعه منه ‪ .‬وهذا ليس بشيء فإن أحرم بالتطوع فهل لهما‬
‫تحليله فيه قولن مشهوران ذكأرهما المصنف بدليلهما‬
‫أصأحهما ‪ :‬لهما ‪ ،‬ولكل واحد منهما تحليله ‪ .‬وأشار إليه‬
‫الشافعي في الملء وممن نص على تصحيحه القاضي‬
‫حسين في تعليقه والجرجأاني في التحرير وغيرهما والثاني‬
‫‪ :‬ليس لهما تحليله ‪ ،‬نص عليه في الم وصأححه الفارقي‬
‫والصحيح الول ‪ .‬أما إذا أراد حج فرض السلم أو قضاء نذر ‪،‬‬
‫فليس لهما منعه ‪ ،‬هذا هو المذهب ‪ ،‬وبه قطع الجماهير في‬
‫الطريقتين ‪ .‬وحكى صأاحب العدة والروياني والرافعي فيه‬
‫وجأها شاذا أن لهما منعه من الفرض كأالتطوع وليس بشيء ‪،‬‬
‫فإن أحرم به فليس لهما تحليله منه على المذهب ‪ ،‬وبه قطع‬
‫الجمهور ‪ .‬وحكى القاضي حسين والروياني والرافعي‬
‫وغيرهم فيه طريقا آخر أنه على قولين كأالزوجأة وليس‬
‫بشيء ‪ ،‬والله أعلم‬

‫) ‪(8/245‬‬

‫فرع وإذا أحرم بالتطوع وأراد البوان تحليله كأان لهما ذلك‬
‫على الصأح كأما ذكأرنا فلو أراده أحدهما فهو كأما لو أراده ‪.‬‬

‫هذا هو المذهب ‪ ،‬وبه قطع الجمهور ‪ ،‬وقال الماوردي ‪ :‬إن‬
‫أراد الب تحليله فله ذلك على قولنا لهما تحليله ‪ .‬وإن أرادته‬
‫الم فل ‪ ،‬وحكاه الروياني عن الماوردي ثم قال ‪ :‬وهذا‬
‫مشكل ‪ ،‬وهو كأما قال الروياني فالصحيح أن الم كأالب في‬
‫هذا ‪ ،‬والله أعلم ‪ .‬فرع ‪ :‬قال أصأحابنا ‪ ،‬حيث جأوزنا لهما‬
‫تحليله فهو كأتحليل الزوجأة فيؤمر الولد بأن يتحلل بما‬
‫يتحلل به المحصر من النية والذبح والحلق ‪ ،‬وقد سبق بيانه‬
‫واضحا ‪ .‬فرع ‪ :‬تحليل الولد من العمرة ومنعه منها كأالحج‬
‫في كأل ما ذكأرناه باتفاق الصأحاب ‪ .‬فرع ‪ :‬إذا أراد الولد‬
‫السفر لطلب العلم فقد جأزم المصنف في أول كأتاب السير‬
‫بأنه يجوز بغير إذن البوين ‪ ،‬قال ‪ :‬وكأذلك سفر التجارة لن‬
‫الغالب فيها السلمة ‪ .‬وبسط البغوي المسألة هنا فقال ‪:‬‬
‫إن أراد الولد الخروج لطلب العلم بغير إذن البوين نظر إن‬
‫كأان هناك من يتعلم منه لم يجز ولهما منعه ‪ ،‬وإن لم يكن‬
‫نظر ‪ ،‬فإن أراد تعلم ما هو فرض عين لم يكن لهما منعه ‪.‬‬
‫وفي فرض الكفاية وجأهان أصأحهما ‪ :‬ل يجوز لهما منعه لنه‬
‫فرض عليه ما لم يبلغ واحد هناك درجأة الفتوى ‪ ،‬حتى لو كأبر‬
‫المفتي وشاخ جأاز لشاب أن يخرج لطلب العلم إن لم يمكنه‬
‫التعلم من الشيخ ‪ .‬قال ‪ :‬ولو خرج واحد للتعلم هل لخر أن‬
‫يخرج بغير إذن البوين فيه وجأهان أحدهما ‪ :‬ل ‪ ،‬لنه قام به‬
‫غيره كأالجهاد والثاني ‪ :‬نعم ‪ ،‬لن قصد إقامة الدين ل خوفا‬
‫فيه ‪ ،‬هذا كألم البغوي ‪ .‬فرع ‪ :‬قال أصأحابنا ‪ :‬من عليه دين‬
‫حال وهو موسر ‪ ،‬يجوز لمستحق الدين منعه من الخروج إلى‬
‫الحج وحبسه ‪ ،‬ما لم يؤد الدين ‪ ،‬فإن كأان أحرم فليس له‬
‫التحلل كأما سبق ‪ ،‬بل عليه قضاء الدين والمضي في الحج ‪.‬‬
‫وإن كأان معسرا فل مطالبة ول منع ‪ ،‬وإن كأان مؤجأل فل منع‬
‫ول مطالبة ‪ ،‬لكن يستحب أن ل يخرج حتى يوكأل من يقضي‬
‫الدين عند حلوله ‪ .‬فرع ‪ :‬حيث جأوزنا تحليل الزوجأة والولد‬
‫فتحلل ‪ ،‬فلهما حكم المتحلل بحصر خاص ‪ ،‬فإن كأان حج‬
‫تطوع لم يجب قضاؤه على أصأح القولين ‪ ،‬وإن كأان فرضا‬
‫ففيه التفصيل السابق في حكم الحاج المحصر ‪ .‬فرع ‪ :‬قال‬
‫إمام الحرمين وغيره ‪ :‬قول الصأحاب للسيد تحليل العبد ‪،‬‬
‫وللزوج تحليل الزوجأة وللوالد تحليل الولد ‪ .‬هذا كأله مجاز ‪،‬‬
‫ول يصح التحليل من هؤلء المذكأورين ‪،‬‬
‫____________________‬

‫) ‪(8/246‬‬

‫بل معناه أنهم يأمرون العبد والزوجأة والولد بالتحلل ‪،‬‬
‫فيتحلل المأمور بالنية مع الذبح والحلق على تفصيله‬
‫السابق ‪ ،‬وهذا واضح ل شك فيه والله أعلم ‪.‬‬
‫قال المصنف رحمه الله تعالى ‪ :‬إذا أحرم وشرط التحلل‬
‫لفرض صأحيح مثل أن يشترط أنه إذا مرض تحلل ‪ ،‬أو إذا‬
‫ضاعت نفقته تحلل ‪ .‬ففيه طريقان أحدهما ‪ :‬أنه على‬
‫قولين أحدهما ‪ :‬ل يثبت الشرط ‪ ،‬لنه عبادة ل يجوز الخروج‬
‫منها بغير عذر ‪ ،‬فلم يجز الخروج منها بالشرط كأالصلة‬
‫المفروضة والثاني ‪ :‬أنه يثبت الشرط ‪ ،‬لما روى ابن عباس‬
‫أن ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب قالت ‪ :‬يا رسول الله‬
‫إني امرأة ثقيلة ‪ .‬وإني أريد الحج ‪ ،‬فكيف تأمرني أن أهل‬
‫قال أهلي واشترطي أن محلي حيث حبستني فدل على‬
‫جأواز الشرط ومنهم ‪ :‬من قال ‪ :‬يصح الشرط قول واحدا‬
‫لنه علق أحد القولين على صأحة حديث ضباعة ) وقد صأح‬
‫حديث ضباعة ( فعلى هذا إذا شرط أنه إذا مرض تحلل لم‬
‫يتحلل إل بالهدى ‪ .‬وإن شرط أنه إذا مرض صأار حلل فمرض‬
‫‪ ،‬صأار حلل ‪ .‬ومن أصأحابنا من قال ‪ :‬ل يتحلل إل بالهدى ‪،‬‬
‫لن مطلق كألم الدمي يحمل على ما تقرر في الشرع ‪،‬‬
‫والذي تقرر في الشرع أنه ل يتحلل إل بالهدى ‪ ،‬فأما شرط‬
‫أنه يخرج منه إذا شاء أو يجامع فيه إذا شاء ‪ ،‬فل يجوز له ‪،‬‬
‫لنه خروج من غير عذر ‪ ،‬فلم يصح شرطه ‪(1) .‬‬
‫____________________‬
‫‪ -1‬الشرح ‪ :‬حديث ضباعة رواه البخاري ومسلم وتقدمت‬
‫طرقه ‪ ،‬وبيان ما يتعلق به مع بيان الحاديث والثار الواردة‬
‫في المسألة مع بيان الفصل جأميعا وبسطناها واضحة في‬
‫فصل إحصار الغريم والمريض ‪ ،‬ويحصل مما قررناه هناك ‪،‬‬
‫أن قول المصنف لم يتحلل إل بالهدي اختيار منه للضعيف‬
‫من القولين الصأح ‪ :‬أنه ل دم ‪ ،‬هذا إذا أطلق أنه يتحلل ‪ ،‬أما‬
‫إذا قال ‪ :‬أتحلل بالهدي لزمه بل خلفا وإن قال ‪ :‬أتحلل بل‬
‫هدي ‪ ،‬فل يلزمه بل خلفا كأما سبق إيضاحه هناك ‪ .‬وقوله ‪:‬‬
‫لنه عبادة ل يجوز الخروج منها بغير عذر احتراز من صألة‬
‫التطوع وصأومه وقوله ‪ :‬كأالصلة المفروضة تصريح منه بما‬
‫هو مذهب الشافعي وجأميع أصأحابه أنه ل يجوز لمن دخل‬
‫في صألة مفروضة مؤداة في أول وقتها أو مقتضيه أو صأوم‬
‫واجأب بقضاء أو نذر أو كأفارة الخروج بل عذر ‪ ،‬وإن كأان‬
‫الوقت واسعا وقد سبقت المسألة واضحة في باب التيمم ‪،‬‬
‫وفي آخر باب مواقيت الصلة وآخر كأتاب الصيام ‪ .‬والله‬
‫أعلم‬

‫) ‪(8/247‬‬

‫قال المصنف رحمه الله تعالى ‪ :‬إذا أحرم ثم ارتد ففيه‬
‫وجأهان أحدهما ‪ :‬يبطل إحرامه ‪ ،‬لنه إذا بطل السلم الذي‬
‫هو أصأل فلن يبطل الحرام الذي هو فرع أولى والثاني ‪ :‬ل‬
‫يبطل كأما ل يبطل بالجنون والموت ‪ ،‬فعلى هذا إذا رجأع إلى‬
‫السلم بنى عليه ‪(1) .‬‬
‫____________________‬
‫‪ -1‬الشرح ‪ :‬قوله ‪ ) :‬فلن يبطل الحرام ( وهو فرع ينتقض‬
‫بالوضوء فإنه فرع ول يبطل بالردة على المذهب كأما سبق‬
‫بيانه في باب ما ينقض الوضوء ‪ ،‬وهذان الوجأهان اللذان‬
‫ذكأرهما المصنف أصأحهما ‪ :‬عند الكأثرين يبطل ‪ .‬وفي‬
‫المسألة وجأهان آخران ‪ ،‬وقد سبق ذكأر الوجأه الربعة مع‬
‫فروعها في باب ما يجب بمحظورات الحرام في مسائل‬
‫إفساد الحج بالجماع والله أعلم ‪ .‬فصل ‪ :‬في مسائل من‬
‫مذاهب العلماء في الحصار ‪ .‬منها ‪ :‬المحرم بالحج له التحلل‬
‫إذا أحصره عدو بالجأماع ‪ ،‬ويلزمه دم وهو شاة ‪ ،‬هذا مذهبنا ‪،‬‬
‫ومذهب أبي حنيفة وأحمد والجمهور ‪ .‬وعن مالك ل دم عليه‬
‫دليلنا قوله تعالى ‪ } :‬فإن أحصرتم فما استيسر من الهدي‬
‫{ وتقرير الية الكريمة فإن أحصرتم فلكم التحلل ‪ ،‬وعليكم‬
‫ما استيسر من الهدي ‪ .‬فرع ‪ :‬إذا أحرم بالعمرة فأحصر فله‬
‫التحلل عندنا وعند الجمهور ‪ ،‬ومنعه مالك لنها تفوت ‪ ،‬دليلنا‬
‫قوله تعالى ‪ } :‬فإن أحصرتم { ونزلت عام الحديبية حين‬
‫كأان النبي صألى الله عليه وسلم وأصأحابه أحرموا بالعمرة ‪،‬‬
‫فتحللوا وذبحوا الهدايا ‪ ،‬وحديث هذه القصة في الصحيح‬
‫مشهورة ‪ .‬فرع ‪ :‬يجوز عندنا التحلل بالحصار قبل الوقوفا‬
‫وبعده ‪ ،‬سواء أحصر عن الكعبة فقط أو عن عرفات فقط أو‬
‫عنهما ‪ .‬وقال أبو حنيفة ‪ :‬ل يتحلل بالحصار بعد الوقوفا ‪،‬‬
‫فإن أحصر بعد الوقوفا عن الكعبة وعرفات تحلل ‪ ،‬وإن‬
‫أحصر عن أحدهما لم يجز له التحلل ‪ ،‬دليلنا قوله تعالى ‪:‬‬
‫} فإن أحصرتم { الية ولم يفرق ‪ .‬فرع ‪ :‬ذبح هدي الحصار‬
‫حيث أحصر ‪ ،‬سواء كأان في الحرم أو غيره وقال أبو حنيفة ‪:‬‬
‫ل يجوز ذبحه إل في الحرم ‪ ،‬قال ‪