PUBLIKASI PENDIDIKAN: Kumpulan Kitab Islam Klasik ƒΘΩñΩφπ 014
http://www.shamela.ws
تم إعداد هذا الملف آليا بواسطة المكتبة الشاملة
المجموع
النووي
سنة الولدة /سنة الوفاة
تحقيق
الناشر دار الفكر
سنة النشر 1997م
مكان النشر بيروت
عدد الجأزاء 1
طريقان حكاهما المصنف والصأحاب أشهرهما وبه قال
الكأثرون :يصح الشتراط في قوله القديم ،وفي الجديد
قولن أصأحهما :الصحة والثاني :المنع .والطريق الثاني :
قاله الشيخ أبو حامد وآخرون :يصح الشتراط قول واحدا
لصحة الحديث فيه ،قالوا :وإنما توقف الشافعي لعدم
وقوفه على صأحة الحديث ،وقد صأرح الشافعي بهذا
الطريق في نصه الذي حكيته الن عنه ،وهو قوله ) لو صأح
حديث عروة لم أعده ( فالصواب الجزم بصحة الشتراط
للحاديث .وأجأاب إمام الحرمين عن الحديث بأنه محمول
على أن المراد حيث حبستني بالموت ،معناه حيث أدركأتني
الوفاة أقطع إحرامي ،وهذا تأويل باطل ظاهر الفساد
وعجب من جأللة إمام الحرمين كأيف قال هذا وكأيف حكمه
على أمرها باشتراط كأون الموت قاطع الحرام والله أعلم .
قال أصأحابنا :ولو شرط التحلل لغرض آخر كأضلل الطريق ،
وفراغ النفقة والخطأ في العدد ونحو ذلك فله حكم اشتراط
التحلل بالمرض .فيصح على المذهب هكذا قطع به أصأحابنا
العراقيون والبغوي وجأمهور الخراسانيين .وذكأر إمام
الحرمين هذا عن العراقيين قال :قالوا :بأن كأل مهم يحل
محل المرض الثقيل يجري فيه الخلفا المذكأور في المرض
قال :وكأان شيخي يقطع بأن الشرط لغ ،وأنه ل يجوز
التحلل على القول إل بالمرض للحديث ،والله تعالى أعلم .
قال أصأحابنا :وحيث صأححنا الشرط فتحلل فإن كأان شرط
التحلل بالهدي يلزمه الهدي ،وإن كأان شرط التحلل بل هدي
لم يلزمه الهدي ،وإن أطلق فهل يلزمه الهدي فيه وجأهان
حكاهما الشيخ أبو حامد والماوردي والقاضي أبو الطيب
والصأحاب أحدهما :يلزمه كأالمحصر ،وبهذا قطع المصنف
والبغوي وأصأحهما :ل يلزمه لظاهر حديث ضباعة ،قال
الماوردي والصأحاب وهذا هو المنصوص وصأححوه ،وقطع
به الدارمي وغيره ،وينكر على المصنف والبغوي جأزمهما
بوجأود الشرط ،وأنه ل يلزمه بعد ذلك شيء من أفعال
النسك .وأما :المحصر فقد ترك الفعال التي كأان يقتضيها
إحرامه والله أعلم .ولو شرط أن يقلب حجه عمرة عند
المرض ،نص الشافعي على صأحته ،وقطع به الدارمي
والبندنيجي والروياني وآخرون .ونقل الرافعي عن
الصأحاب أنه أولى بالصحة من شرط المرض .فيتقضى
إثبات خلفا ضعيف فيه .والمذهب القطع بالصحة كأما نص
عليه .ويؤيده ما قدمته عن ابن مسعود وعائشة رضي الله
عنهما قال الروياني :ولو قال :إن مرضت وفاتني الحج
كأان عمرة ،كأان على ما شرط .قال أصأحابنا :فإذا وجأد
المرض هل يصير حلل
____________________
) (8/236
بمجرد وجأوده أم يشترط إنشاؤه كأالمحصر ينظر إن قال :
إن مرضت تحللت من إحرامي .فل يخرج من الحرام إذا
وجأد المرض ل بالتحلل ،وهو أن ينوي الخروج ويحلق إن
جأعلناه نسكا ويذبح إن أوجأبناه على ما سبق من التفصيل
والخلفا .وممن صأرح بالمسألة الشيخ أبو حامد في تعليقه
والبندنيجي والروياني وآخرون .قالوا :وكأذا لو قال :
محلي من الرض حيث حبستني ،ل يتحلل عند الحبس إل
بالنية مع ما ذكأرناه ،فلو قال :إن مرضت فأنا حلل ،أو
قال إن حبسني مرض فأنا حلل فوجأهان مشهوران حكاهما
الشيخ أبو حامد والبندنيجي والقاضي أبو الطيب والمصنف
وإمام الحرمين والبغوي والمتولي والروياني وآخرون
أصأحهما :يصير حلل بنفس المرض ،وهو المنصوص ،
ونقلوه عن المصنف وصأححوه لقوله صألى الله عليه وسلم )
من كأسر أو عرج فقد حل ( وهو حديث صأحيح كأما سبق .
قال الشيخ أبو حامد والصأحاب :ل يمكن حمل الحديث إل
على هذا ،وفيه تأويل البيهقي الذي قدمناه .والوجأه الثاني
:ل بد من التحلل .قال الروياني والصأحاب :فإن قلنا
بالوجأه الول لم يلزمه الدم بل خلفا ،وإن قلنا بالثاني فهل
يلزمه الدم فيه وجأهان حكاهما الشيخ أبو حامد والصأحاب
الصأح :ل يلزمه فيلزمه النية فقط ،ونقل الماوردي وغيره
هذا عن نص الشافعي ،وغلط الروياني وغيره القائل
بوجأوب الدم .قال البغوي :وكأذا الحلق إن جأعلناه نسكا .
وقطع البغوي بوجأوب الدم على هذا الوجأه ،والمذهب الول
والله أعلم .أما إذا شرط التحلل بل عذر بأن قال في
إحرامه متى شئت خرجأت منه ،أو إن ندمت أو كأسلت ونحو
ذلك فل يجوز له التحلل بل خلفا ،صأرح به المصنف والشيخ
أبو حامد والقاضي أبو الطيب والماوردي والدارمي
والروياني والبغوي وخلئق .ونقل الروياني التفاق عليه ،
والله أعلم .فرع :إذا صأححنا اشتراط التحلل بالمرض
ونحوه ،فإنما ينفع الشرط ويجوز التحلل به إذا كأان مقترنا
بإحرامه ،فإن تقدمه أو تأخر عنه لم ينعقد الشرط بل خلفا
.وصأرح به الماوردي وغيره .فرع :إذا فرض التحلل
بالمرض ونحوه فقد ذكأرنا خلفا في صأحة الشرط قال
أصأحابنا :ينعقد الحج بل خلفا ،سواء صأححنا الشرط أم ل .
فرع :مما استدل به أصأحابنا لجواز اشتراط التحلل بالمرض
وصأحة الشرط أنه لو
____________________
) (8/237
نذر صأوم يوم أو أيام بشرط أن يخرج منه بعذر صأح الشرط
وجأاز الخروج منه بذلك العذر بل خلفا .قال الروياين :
يجوز الخروج منه بالجأماع .فرع :ذكأرنا أن إمام الحرمين
تأول حديث أنه يحمل على أن ) محلى حيث حبستني بالموت
( وذكأرنا أن هذا التأويل خطأ فاحش ،وتأوله الروياني على
أنه مخصوص بضباعة ،وهذا تأويل باطل أيضا ومخالف لنص
الشافعي ،فإن الشافعي إنما قال :لو صأح الحديث لم أعده
،ولم يتأوله ولم يخصه .فرع :قال أصأحابنا :التحلل
بالمرض ونحوه إذا ما صأححناه له حكم التحلل بالحصار ،
فإن كأان الحج تطوعا لم يجب قضاؤه ،وإن كأان واجأبا
فحكمه ما سبق .فرع :قال إمام الحرمين والغزالي في
الوسيط :قال النبي صألى الله عليه وسلم السلمية
اشترطي أن محلي حيث حبستني وهذا غلط فاحش ،فليس
ضباعة أسلمية بل هي هاشمية ،وهي بنت عم رسول الله
صألى الله عليه وسلم وهي ضباعة بنت الزبير بن عبد
المطلب بن هاشم بن عبد منافا ،وهذا ل خلفا فيه وقد
سبق بيانها عن روايات البخاري ومسلم وغيرهما ،وإنما
نبهت عليه لئل يغتر به ،والله أعلم .
قال المصنف رحمه الله تعالى :وإن أحرم العبد بغير إذن
المولى جأاز للمولى أن يحلله لن منفعته مستحقة له فل
يملك إبطالها عليه بغير رضاه ،فإن ملكه السيد مال وقلنا :
إنه يملك تحلل بالهدى وإن لم نملكه أو ملكه وقلنا إنه ل
يملك فهو كأالحر المعسر ،وهل يتحلل قبل الهدى أو الصوم
على ما ذكأرناه من القولين في الحر ومن أصأحابنا من قال :
يجوز للعبد أن يتحلل قبل الهدى والصوم قول واحدا لن
على المولى ضررا في بقائه على الحرام ،لنه ربما يحتاج
أن يستخدمه في قتل صأيد أو إصألح طيب وإن أحرم بإذن
المولى لم يجز أن يحلله ،لنه لزم عقده بإذن المولى فلم
يملك إخراجأه منه كأالنكاح .وإن أحرم المكاتب بغير إذن
المولى ففيه طريقان أحدهما :أنه على قولين بناء على
القولين في سفره للتجارة .ومن أصأحابنا من قال :له أن
يمنعه قول واحدا .لن في سفر الحج ضررا على المولى
من غير منفعة ،وسفر التجارة فيه منفعة للمولى (1) .
____________________
-1الشرح :قوله ) لنه عقد ( احتراز مما لو رآه يحتطب أو
يحتش فمنعه إتمامه وقوله ) لزم ( احتراز من الجعالة إذا
شرع العبد فيها .وقوله ) عقد بإذن ( احتراز من غير
المأذون
) (8/238
أما الحكام :فقد سبق بيان شرح جأميع ما ذكأره المصنف
مع جأمل من الفوائد والفروع والمستكثرات في أول كأتاب
الحج عند ذكأر المصنف أن العبد ل يلزمه الحج ويصح منه ،
والله أعلم .
قال المصنف رحمه الله تعالى :وإن أحرمت المرأة بغير إذن
الزوج فإن كأان في تطوع جأاز له أن يحللها لن حق الزوج
واجأب فل يجوز إبطاله عليه بتطوع ،وإن كأان في حجة
السلم ففيه قولن أحدهما :إن له أن يحللها لن حقه على
الفور والحج على التراخي ،فقدم حقه والثاني :أنه ل يملك
لنه فرض فل يملك تحليلها منه كأالصوم والصلة (1) .
____________________
-1الشرح :قوله ) لنه فرض فل يملك تحليلها منه ( ينتقض
بصوم الكفارة والنذر في الذمة والقضاء الذي لم ينتقض ،
فإن له منعها من كأل ذلك في الصأح وكأان ينبغي أن يقول :
فرض بأصأل الشرع والله أعلم .أما الحكام :فقال أصأحابنا
:ينبغي للمرأة أن ل تحرم بغير إذن زوجأها ،ويستحب له أن
يحج بها ،واحتجوا فيه بحديث ابن عباس رضي الله عنهما أن
رسول الله صألى الله عليه وسلم خطب فقال ل يخلون رجأل
بإمرأة ،ول تسافر امرأة إل مع محرم ،فقام رجأل فقال :يا
رسول الله إن امرأتي خرجأت حاجأة وإني كأتبت في غزوة
كأذا .قال :فانطلق فاحجج مع امرأتك رواه البخاري ومسلم
.فإن أرادت حج إسلم أو تطوع فأذن الزوج وأحرمت به
لزمه تمكينها من إتمامه بل خلفا ،سواء كأان فرضا أو نفل
كأما سبق فيما لو أذن لعبده في الحرام فأحرم وكأما ل يجوز
له تحليلها ل يجوز لها التحلل ،فإن تحللت لم يصح تحللها
ولم تخرج من الحج ،كأما لو نوى غيرها الخروج من الحج بل
إحصار فإنه ل يخرج منه بل خلفا وإن أرادت حج السلم
فمنعها الزوج فهل له المنع فيه قولن مشهوران ،وعجب
كأيف أهملهما المصنف قال القاضي أبو الطيب في تعليقه :
المنصوص في باب الحج المرأة والعبد من المناسك الكبير
أن للزوج منعها ،ونص الشافعي في باب خروج النساء إلى
المساجأد من اختلفا الحديث على أنه ليس له منعها .وقال
البندنيجي :نص الشافعي في عامة كأتبه أن له منعها ،
واتفقوا على أن الصحيح من هذين القولين أن له منعها ،
وبه قطع الشيخ أبو حامد والمحاملي وآخرون ،قال القاضي
أبو الطيب في كأتابه المجرد والروياتي وغيرهما :هذا
القول هو الصحيح المشهور ،واحتجوا له بحديث اب
) (8/239
عمر أن النبي صألى الله عليه وسلم قال :ليس لها أن
تنطلق إلى الحج إل بإذن زوجأها رواه الدارقطني والبيهقي .
ولن حق الزوج على الفور والحج على التراخي ،فقدم ما
كأان على الفور ،كأما تقدم العدة على الحج بل خلفا .
والقول الثاني :ليس له منعها لعموم قوله صألى الله عليه
وسلم :ل تمنعوا إماء الله مساجأد الله رواه البخاري ومسلم
من رواية ابن عمر ،وقياسا على الصوم والصلة .وأجأاب
الولون عن الحديث بأنه محمول على أنه تنزيه أو على غير
المتزوجأات ،لن غير المتزوجأات لم يتعلق بهن حق على
الفور ،وذلك كأالبنت والخت ونحوهما ،وأن المراد ل
تمنعوهن مساجأد الله للصلوات ،وهذا هو ظاهر سياق
الحديث ،والله أعلم .قال أصأحابنا :والفرق بين الحج
والصوم والصلة أن مدته طويلة بخلفهما ،والله تعالى
أعلم .فإن أحرمت بحج السلم بغير إذنه قال أصأحابنا :إن
قلنا :ليس له منعها من البتداء فليس له تحليلها وإن قلنا :
له منعها فهل له تحليلها فيه قولن مشهوران وهما اللذان
ذكأرهما المصنف هنا وفي التنبيه ،قال القاضي أبو الطيب
والروياني وغيرهما :نص عليهما الشافعي في باب حج
المرأة والعبد ،قال أصأحابنا أصأحهما :أنه له تحليلها ،وهو
نصه في مختصر المزني ومما صأرح بتصحيحه الجرجأاني في
التحرير والغزالي في الخلصأة والروياني في الحلية وأبو
علي الفارقي في فوائد المهذب والرافعي في كأتابيه
وغيرهم .وشذ عنهم المحاملي في المقنع ،فجزم بأنه
ليس له تحليلها لنه يضيق بالشروع والمذهب :أن له
تحليلها ،كأما صأححه الجمهور ،لن حق الزوج سابق والله
أعلم .قال الدارمي والجرجأاني في التحرير :وحجة النذر
كأالسلم ،فإذا أحرمت بها بغير إذنه فله تحليلها في أصأح
القولين ،وينبغي أن يكون القضاء كأذلك والله أعلم .أما إذا
أحرمت بحجة تطوع فله منعها منه بل خلفا ،فإن أحرمت به
فهل له تحليلها منه فيه طريقان مشهوران حكاهما القاضي
أبو حامد المروذي والشيخ أبو حامد السفرايني والدارمي
والقاضي أبو الطيب في كأتابيه المجموع و التجريد
والماوردي والقاضي أبو علي البندنيجي والقاضي حسين
والفوراني وإمام الحرمين والغزالي وابن الصباغ والمتولي
والبغوي وصأاحب العدة والروياني والشاشي وخلئق آخرون
____________________
) (8/240
أصأحهما :باتفاقهم له تحليلها والثاني :ل ،لنها لما
أحرمت بها صأارت كأحجة السلم ،لن حجة التطوع تلزم
بالشروع والله أعلم .فرع :قال أصأحابنا :حيث أبحنا له
تحليلها ل يجوز لها أن تتحلل حتى يأمرها ،فإذا أمرها تحللت
كأما يتحلل المحصر سواء ،فتذبح الهدي وتنوي عنده الخروج
من الحج ،وتقصر رأسها أو ثلثا شعرات إذا قلنا الحلق
نسك ،فإن كأانت واحدة للهدي فل بد مما ذكأرناه ،وإن كأانت
عادمة له فهي كأالحر المحصر ،إذا عدم الهدي ،وقد سبق
إيضاحه ،واتفق أصأحابنا على أن تحللها ل يحصل إل مما
يحصل به تحلل المحصر ،وأنها لو تطيبت أو جأومعت أو
قتلت صأيدا أو فعلت غير ذلك من محظورات الحرام أو فعل
الزوج ذلك بها ل تصير متحللة بل يلزمه والفدية فيما ارتكبته
،والله أعلم .قال أصأحابنا :ومتى أمرها بالتحلل حيث
جأوزناه له لزمها المبادرة به وإن امتنعت منه مع تمكنها جأاز
للزوج وطؤها وسائر هي الثم .وحكى إمام الحرمين هذا
عن الصيدلني ثم قال المام :وهذا فيه نظر ،لن المحرمة
حرام لحق الله تعالى ،كأما أن المرتدة حرام لحق الله تعالى
،فيحتمل تحريمها على الزوج والسيد .هذا كألم المام
والمذهب والقطع بالجواز كأما قاله الصيدلني وغيره ،وبه
جأزم الغزالي وغيره ،والله أعلم .فرع :ليس للمة
المزوجأة الحرام إل بإذن السيد والزوج جأميعا بل خلفا لن
لكل واحد منهما حقا ،فإن أذن أحدهما فللخر المنع بل
خلفا ،فإن أحرمت بغير إذنهما ،قال الدارمي :إن اتفقا
على تحليلها فلهما ذلك ،وإن اتفقا على بقائها وذهابها في
الحج جأاز ،وإن أراد السيد تحليلها فله ذلك ،وإن أراده الزوج
،قال ابن القطان :نص الشافعي أنه له ذلك ،قال ابن
القطان :فيحتمل هذا ويحتمل أن يقال :ل يحللها ،لن
للسيد المسافرة بها ،نقله الدارمي .ونقل الروياني عن
القفال أن المذهب أن للزوج تحليلها ،كأما هو للسيد ،وأن
من الصأحاب من قال بالنسبة إلى الزوج كأالزوجأة الحرة إذا
أحرمت بتطوع ،هل له تحليلها فيه طريقان ،والمذهب
الول .فرع :قال الدارمي :إذا أحرمت في العدة فإن
كأانت رجأعية فلم يراجأعها ،فليس له تحليلها ،وله منعها من
الخروج ،فإن قضت العدة ولم يراجأعها مضت في الحج ،
فإن أدركأته فذلك ،وإن فاتها فلها حكم الفوات وإن راجأعها
فهل له تحليلها فيه القولن
____________________
) (8/241
السابقان ،وإن كأانت مطلقة بائنا فليس له تحليلها بل
خلفا ،وله منعها ،فإن أدركأت الحج بعد انقضاء العدة وإل
فهي كأذات الفوات ،ولو أحرمت ثم طلقها فوجأبت العدة
أقامت على إحرامها ،ولم يجز لها التحلل ،فإن انقضت
عدتها فأدركأت الحج فذاك ،وإن فاتها قال ابن المرزبان :
إن كأانت هي سبب وجأوب العدة بخيار ونحوه فهي المفوتة
وإن طرأت بغير اختيارها ففي القضاء وجأهان بناء على
القولين في المحصر إذا سلك طريقا ففاته ،هذا كألم
الدارمي .وكأذا قال الروياني والرافعي وغيرهما إن
المعتدة الرجأعية إذا أحرمت فللزوج منعها من الذهاب في
الحج ،وليس له تحليلها ولكن له رجأعتها ،فإذا رجأع هل له
تحليلها فيه القولن ،وجأزم الرافعي بأنه يحللها بعد
المراجأعة ،وهو تفريع على الصأح وإل فالقولن ل بد منهما
كأما ذكأره الدارمي والروياني وغيرهما .ونقل الروياني
فيما إذا حرمت بحج تطوع ثم طلقت ثم اعتدت ففاتها
قولين أحدهما :يجب القضاء كأالخطأ في العدد والثاني :ل ،
لعدم تقصيرها ،وهذا موافق لما ذكأره ابن المرزبان والله
أعلم .وقال الماوردي :إذا أحرمت ثم وجأبت العدة بوفاة
زوج أو طلقه لزمها المضي في الحرام وأعمال النسك ،
ول تكون العدة مانعة لن الحرام سابق ،قال :فإن منعها
حاكأم من إتمام الحج بسبب العدة صأارت كأالمحصر ،فتتحلل
وعليها دم الحصار .فرع :لو أذن لزوجأته في الحرام ثم
رجأع عن الذن أو اختلفا فادعت الذن وأنكره ،ففيه
التفصيل الذي قدمته في أول كأتاب الحج في مثل ذلك بين
العبد والسيد ،كأذا قاله الدارمي والله أعلم .فرع :إذا
أرادت الحج ،قال الماوردي والمحاملي وغيرهما من
الصأحاب :إن كأان الحج فرضا جأاز لها الخروج مع زوج أو
محرم أو نسوة ثقات ،ويجوز مع امرأة ثقة قال الماوردي
ومن الصأحاب من قال :إذا كأان الطريق أمنا ل يخافا خلوة
الرجأال بها جأاز خروجأها بغير محرم ،وبغير امرأة ثقة ،قال :
هذا خلفا نص الشافعي قالوا :فإن كأان الحج تطوعا لم
يجز أن تخرج إل مع محرم ،وكأذا السفر المباح كأسفر
الزيارة والتجارة ل يجوز خروجأها في شيء من ذلك إل مع
محرم أو زوج .قال الماوردي :ومن أصأحابنا من جأوز
خروجأها مع نساء ثقات ،كأسفرها للحج الواجأب ،قال :وهذا
خلفا نص الشافعي .وكأذا قال الشيخ أبو حامد في تعليقه
ل يجوز لها الخروج في حج التطوع إل مع محرم ،نص عليه
الشافعي في كأتاب العدد من الم ،فقال :ل يجوز الخروج
في حج التطوع إل مع محرم .قال أبو
____________________
) (8/242
حامد :ومن أصأحابنا من قال :لها الخروج بغير محرم في
أي سفر كأان واجأبا كأان أو غيره ،وهكذا ذكأر المسألة
البندنيجي وآخرون وحاصأله أنه يجوز للخروج للحج الواجأب
مع زوج أو محرم أو امرأة ثقة ،ول يجوز من غير هؤلء ،وإن
كأان الطريق أمنا ،وفيه وجأه ضعيف أنه يجوز إن كأان أمنا .
وأما حج التطوع وسفر الزيارة والتجارة وكأل سفر ليس
بواجأب فل يجوز على المذهب الصحيح المنصوص إل مع زوج
أو محرم ،وقيل :يجوز مع نسوة أو امرأة ثقة كأالحج
الواجأب ،وقد سبقت هذه المسألة مختصرة في أول كأتاب
الحج في ذكأر استطاعة المرأة والله أعلم .فرع :قد ذكأرنا
تفصيل مذهبنا في حج المرأة .وذكأرنا أن الصحيح أنه يجوز
لها في سفر حج الفرض أن تخرج مع نسوة ثقات .أو امرأة
ثقة ،ول يشترط المحرم ول يجوز في التطوع وسفر
التجارة والزيارة ونحوهما إل بمحرم .وقال بعض أصأحابنا :
يجوز بغير نساء ول امرأة إذا كأان الطريق أمنا .وبهذا قال
الحسن البصري وداود ،وقال مالك :ل يجوز بامرأة ثقة :
وإنما يجوز بمحرم أو نسوة ثقات .وقال أبو حنيفة وأحمد :
ل يجوز إل مع زوج أو محرم ،قال الشيخ أبو حامد :
والمسافة التي يشترط أبو حنيفة فيها المحرم ثلثة أيام
فإن كأان أقل لم يشترط .واحتج لهم بحديث ابن عمر قال :
قال رسول الله صألى الله عليه وسلم :ل تسافر امرأة ثلثا
إل معها ذو محرم رواه البخاري ومسلم .وفي رواية لمسلم
ل يحل لمرأة تؤمن بالله واليوم الخر تسافر مسيرة ثلثا
ليال إل ومعها ذو محرم .وعن ابن عباس قال :قال رسول
الله صألى الله عليه وسلم ل تسافر امرأة إل مع محرم .
فقال :يا رسول الله إني أريد أن أخرج في جأيش كأذا وكأذا
وامرأتي تريد الحج قال :اخرج معها رواه البخاري ومسلم .
وعن أبي سعيد أن النبي صألى الله عليه وسلم قال :ل
تسافر المرأة يومين إل ومعها زوجأها أو ذو محرم رواه
البخاري ومسلم .وعن أبي هريرة عن النبي صألى الله عليه
وسلم قال :ل يحل لمرأة تؤمن بالله واليوم
____________________
) (8/243
الخر أن تسافر مسيرة يوم وليلة ليس معها حرمة رواه
البخاري ومسلم .وفي رواية لمسلم مسيرة يوم وفي
رواية له ليلة وفي رواية صأحيحة في سنن أبي داود مسيرة
بريد وقياسا على حج التطوع وسفر التجارة والزيارة
ونحوهما .واحتج أصأحابنا بحديث عدي بن حاتم قال بينما أنا
عند النبي صألى الله عليه وسلم إذ أتى رجأل فشكا إليه
الفاقة ،ثم أتاه آخر فشكا قطع السبيل ،فقال :يا عدي هل
رأيت الحيرة قلت :لم أرها وقد أنبئت عنها ،قال :فإن
طال بك حياة لترين الظعينة ترتحل من الحيرة حتى تطوفا
بالكعبة ،ل تخافا إل الله ،قال عدي :فرأيت الظعينة ترتحل
من الحيرة حتى تطوفا بالكعبة ل تخافا إل الله رواه
البخاري ،وسبق ذكأره في استطاعة المرأة فإن قيل :ل
يلزم من حديث عدي جأواز سفرها بغير محرم ،لن النبي
صألى الله عليه وسلم أخبر بأن هذا سيقع ووقع ول يلزم من
ذلك جأوازه ،كأما أخبر صألى الله عليه وسلم بأنه سيكون
دجأالون كأذابون ،ول يلزم من ذلك جأوازه .قال أصأحابنا :
فجوابه أن هذا لحديث خرج في سياق ذم الحوادثا .وأما :
حديث عدي فخرج في سياق المدح والفضيلة واستعلء
السلم ورفع مناره ،فل يمكن حمله على ما ل يجوز .قال
الشيخ أبو حامد فإن قيل :هذا الخبر متروك الظاهر
بالجأماع لن فيه أنها تخرج بغير جأوار ول خلفا أنها ل تخرج
بغير جأوار ،ولو امرأة واحدة فالجواب :أن بعض أصأحابنا
جأوز خروجأها وحدها بغير امرأة كأما سبق ،وعلى مذهب
الشافعي ومنصوصأه يشترط المرأة ول يلزم من ذلك ترك
الظاهر لن حقيقته أن ل يكون معها جأوار أصأل والجوار
الملصأق والقريب ونحن ل نشترط في المرأة التي تخرج
معها كأونها ملزمة لها ،فإن مشت قدام القافلة أو بعدها
بعيدة عن المرأة جأاز ،فحصل من هذا أنا نقول بظاهر
الحديث ،هذا كألم أبي حامد .قال أصأحابنا :ولنه سفر
واجأب فلم يشترط فيه المحرم كأالهجرة .قال أصأحابنا :
وقياسا على ما إذا كأانت المسافة مرحلتين ،فإن الحنفية
وافقونا على أنه ل يشترط المحرم فإن قالوا :إنما جأاز في
المرحلتين لنه ليس بسفر قلنا :هذا مخالف للحاديث
الصحيحة السابقة .وأما :الجواب عن الحاديث التي احتجوا
بها فمن أوجأه أحدها :جأواب الشيخ أبي حامد وآخرين أنها
عامة فنخصها بما ذكأرناه والثاني :أنه محمول على سفر
التجارة والزيارة وحج التطوع وسائر السفار غير سفر الحج
الواجأب الثالث :ذكأره القاضي أبو الطيب أنه محمول
____________________
) (8/244
على ما إذا لم يكن الطريق أمنا والجواب :عن قياسهم على
حج التطوع وسفر التجارة وأنه ليس بواجأب بخلفا حج
الفرض والله أعلم .
قال المصنف رحمه الله تعالى :وإن أحرم الولد بغير إذن
البوين فإن كأان في حج فرض لم يكن لهما تحليله ،لنه
فرض ،فلم يجز إخراجأه منه كأالصوم والصلة ،وإن كأان في
حج تطوع ففيه قولن أحدهما :يجوز لهما تحليله .لن
النبي صألى الله عليه وسلم قال لمن أراد أن يجاهد وله
أبوان ) :ففيهما فجاهد ( :فمنع الجهاد لحقهما وهو فرض
،فدل على أن المنع من التطوع لحقهما أولى والثاني :ل
يجوز ،لنه قربة ل مخالفة عليه فيها ،فل يجوز لهما تحليله
منها كأالصوم (1) .
____________________
-1الشرح :هذا الحديث رواه البخاري ومسلم من رواية عبد
الله بن عمرو بن العاص بلفظه وقوله :لنه قربة ل مخالفة
عليه فيها احتراز من الجهاد .أما الحكام :فقال أصأحابنا :
من كأان له أبوان أو أحدهما استحب أن ل يحرم إل بإذنهما أو
إذن الحي منهما ،فإن أذنا له في حج فرض أو تطوع فأحرم
لم يكن لهما تحليله ول منعه بل خلفا ،كأما سبق في العبد
والزوجأة ،وإن منعاه الحرام أو منعه أحدهما فإن كأان في
حج تطوع فلهما المنع على المذهب ،وبه قطع الجماهير
في الطريقتين ،وحكى الرافعي وجأها شاذا أنه ليس لهما
منعه منه .وهذا ليس بشيء فإن أحرم بالتطوع فهل لهما
تحليله فيه قولن مشهوران ذكأرهما المصنف بدليلهما
أصأحهما :لهما ،ولكل واحد منهما تحليله .وأشار إليه
الشافعي في الملء وممن نص على تصحيحه القاضي
حسين في تعليقه والجرجأاني في التحرير وغيرهما والثاني
:ليس لهما تحليله ،نص عليه في الم وصأححه الفارقي
والصحيح الول .أما إذا أراد حج فرض السلم أو قضاء نذر ،
فليس لهما منعه ،هذا هو المذهب ،وبه قطع الجماهير في
الطريقتين .وحكى صأاحب العدة والروياني والرافعي فيه
وجأها شاذا أن لهما منعه من الفرض كأالتطوع وليس بشيء ،
فإن أحرم به فليس لهما تحليله منه على المذهب ،وبه قطع
الجمهور .وحكى القاضي حسين والروياني والرافعي
وغيرهم فيه طريقا آخر أنه على قولين كأالزوجأة وليس
بشيء ،والله أعلم
) (8/245
فرع وإذا أحرم بالتطوع وأراد البوان تحليله كأان لهما ذلك
على الصأح كأما ذكأرنا فلو أراده أحدهما فهو كأما لو أراده .
هذا هو المذهب ،وبه قطع الجمهور ،وقال الماوردي :إن
أراد الب تحليله فله ذلك على قولنا لهما تحليله .وإن أرادته
الم فل ،وحكاه الروياني عن الماوردي ثم قال :وهذا
مشكل ،وهو كأما قال الروياني فالصحيح أن الم كأالب في
هذا ،والله أعلم .فرع :قال أصأحابنا ،حيث جأوزنا لهما
تحليله فهو كأتحليل الزوجأة فيؤمر الولد بأن يتحلل بما
يتحلل به المحصر من النية والذبح والحلق ،وقد سبق بيانه
واضحا .فرع :تحليل الولد من العمرة ومنعه منها كأالحج
في كأل ما ذكأرناه باتفاق الصأحاب .فرع :إذا أراد الولد
السفر لطلب العلم فقد جأزم المصنف في أول كأتاب السير
بأنه يجوز بغير إذن البوين ،قال :وكأذلك سفر التجارة لن
الغالب فيها السلمة .وبسط البغوي المسألة هنا فقال :
إن أراد الولد الخروج لطلب العلم بغير إذن البوين نظر إن
كأان هناك من يتعلم منه لم يجز ولهما منعه ،وإن لم يكن
نظر ،فإن أراد تعلم ما هو فرض عين لم يكن لهما منعه .
وفي فرض الكفاية وجأهان أصأحهما :ل يجوز لهما منعه لنه
فرض عليه ما لم يبلغ واحد هناك درجأة الفتوى ،حتى لو كأبر
المفتي وشاخ جأاز لشاب أن يخرج لطلب العلم إن لم يمكنه
التعلم من الشيخ .قال :ولو خرج واحد للتعلم هل لخر أن
يخرج بغير إذن البوين فيه وجأهان أحدهما :ل ،لنه قام به
غيره كأالجهاد والثاني :نعم ،لن قصد إقامة الدين ل خوفا
فيه ،هذا كألم البغوي .فرع :قال أصأحابنا :من عليه دين
حال وهو موسر ،يجوز لمستحق الدين منعه من الخروج إلى
الحج وحبسه ،ما لم يؤد الدين ،فإن كأان أحرم فليس له
التحلل كأما سبق ،بل عليه قضاء الدين والمضي في الحج .
وإن كأان معسرا فل مطالبة ول منع ،وإن كأان مؤجأل فل منع
ول مطالبة ،لكن يستحب أن ل يخرج حتى يوكأل من يقضي
الدين عند حلوله .فرع :حيث جأوزنا تحليل الزوجأة والولد
فتحلل ،فلهما حكم المتحلل بحصر خاص ،فإن كأان حج
تطوع لم يجب قضاؤه على أصأح القولين ،وإن كأان فرضا
ففيه التفصيل السابق في حكم الحاج المحصر .فرع :قال
إمام الحرمين وغيره :قول الصأحاب للسيد تحليل العبد ،
وللزوج تحليل الزوجأة وللوالد تحليل الولد .هذا كأله مجاز ،
ول يصح التحليل من هؤلء المذكأورين ،
____________________
) (8/246
بل معناه أنهم يأمرون العبد والزوجأة والولد بالتحلل ،
فيتحلل المأمور بالنية مع الذبح والحلق على تفصيله
السابق ،وهذا واضح ل شك فيه والله أعلم .
قال المصنف رحمه الله تعالى :إذا أحرم وشرط التحلل
لفرض صأحيح مثل أن يشترط أنه إذا مرض تحلل ،أو إذا
ضاعت نفقته تحلل .ففيه طريقان أحدهما :أنه على
قولين أحدهما :ل يثبت الشرط ،لنه عبادة ل يجوز الخروج
منها بغير عذر ،فلم يجز الخروج منها بالشرط كأالصلة
المفروضة والثاني :أنه يثبت الشرط ،لما روى ابن عباس
أن ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب قالت :يا رسول الله
إني امرأة ثقيلة .وإني أريد الحج ،فكيف تأمرني أن أهل
قال أهلي واشترطي أن محلي حيث حبستني فدل على
جأواز الشرط ومنهم :من قال :يصح الشرط قول واحدا
لنه علق أحد القولين على صأحة حديث ضباعة ) وقد صأح
حديث ضباعة ( فعلى هذا إذا شرط أنه إذا مرض تحلل لم
يتحلل إل بالهدى .وإن شرط أنه إذا مرض صأار حلل فمرض
،صأار حلل .ومن أصأحابنا من قال :ل يتحلل إل بالهدى ،
لن مطلق كألم الدمي يحمل على ما تقرر في الشرع ،
والذي تقرر في الشرع أنه ل يتحلل إل بالهدى ،فأما شرط
أنه يخرج منه إذا شاء أو يجامع فيه إذا شاء ،فل يجوز له ،
لنه خروج من غير عذر ،فلم يصح شرطه (1) .
____________________
-1الشرح :حديث ضباعة رواه البخاري ومسلم وتقدمت
طرقه ،وبيان ما يتعلق به مع بيان الحاديث والثار الواردة
في المسألة مع بيان الفصل جأميعا وبسطناها واضحة في
فصل إحصار الغريم والمريض ،ويحصل مما قررناه هناك ،
أن قول المصنف لم يتحلل إل بالهدي اختيار منه للضعيف
من القولين الصأح :أنه ل دم ،هذا إذا أطلق أنه يتحلل ،أما
إذا قال :أتحلل بالهدي لزمه بل خلفا وإن قال :أتحلل بل
هدي ،فل يلزمه بل خلفا كأما سبق إيضاحه هناك .وقوله :
لنه عبادة ل يجوز الخروج منها بغير عذر احتراز من صألة
التطوع وصأومه وقوله :كأالصلة المفروضة تصريح منه بما
هو مذهب الشافعي وجأميع أصأحابه أنه ل يجوز لمن دخل
في صألة مفروضة مؤداة في أول وقتها أو مقتضيه أو صأوم
واجأب بقضاء أو نذر أو كأفارة الخروج بل عذر ،وإن كأان
الوقت واسعا وقد سبقت المسألة واضحة في باب التيمم ،
وفي آخر باب مواقيت الصلة وآخر كأتاب الصيام .والله
أعلم
) (8/247
قال المصنف رحمه الله تعالى :إذا أحرم ثم ارتد ففيه
وجأهان أحدهما :يبطل إحرامه ،لنه إذا بطل السلم الذي
هو أصأل فلن يبطل الحرام الذي هو فرع أولى والثاني :ل
يبطل كأما ل يبطل بالجنون والموت ،فعلى هذا إذا رجأع إلى
السلم بنى عليه (1) .
____________________
-1الشرح :قوله ) :فلن يبطل الحرام ( وهو فرع ينتقض
بالوضوء فإنه فرع ول يبطل بالردة على المذهب كأما سبق
بيانه في باب ما ينقض الوضوء ،وهذان الوجأهان اللذان
ذكأرهما المصنف أصأحهما :عند الكأثرين يبطل .وفي
المسألة وجأهان آخران ،وقد سبق ذكأر الوجأه الربعة مع
فروعها في باب ما يجب بمحظورات الحرام في مسائل
إفساد الحج بالجماع والله أعلم .فصل :في مسائل من
مذاهب العلماء في الحصار .منها :المحرم بالحج له التحلل
إذا أحصره عدو بالجأماع ،ويلزمه دم وهو شاة ،هذا مذهبنا ،
ومذهب أبي حنيفة وأحمد والجمهور .وعن مالك ل دم عليه
دليلنا قوله تعالى } :فإن أحصرتم فما استيسر من الهدي
{ وتقرير الية الكريمة فإن أحصرتم فلكم التحلل ،وعليكم
ما استيسر من الهدي .فرع :إذا أحرم بالعمرة فأحصر فله
التحلل عندنا وعند الجمهور ،ومنعه مالك لنها تفوت ،دليلنا
قوله تعالى } :فإن أحصرتم { ونزلت عام الحديبية حين
كأان النبي صألى الله عليه وسلم وأصأحابه أحرموا بالعمرة ،
فتحللوا وذبحوا الهدايا ،وحديث هذه القصة في الصحيح
مشهورة .فرع :يجوز عندنا التحلل بالحصار قبل الوقوفا
وبعده ،سواء أحصر عن الكعبة فقط أو عن عرفات فقط أو
عنهما .وقال أبو حنيفة :ل يتحلل بالحصار بعد الوقوفا ،
فإن أحصر بعد الوقوفا عن الكعبة وعرفات تحلل ،وإن
أحصر عن أحدهما لم يجز له التحلل ،دليلنا قوله تعالى :
} فإن أحصرتم { الية ولم يفرق .فرع :ذبح هدي الحصار
حيث أحصر ،سواء كأان في الحرم أو غيره وقال أبو حنيفة :
ل يجوز ذبحه إل في الحرم ،قال
تم إعداد هذا الملف آليا بواسطة المكتبة الشاملة
المجموع
النووي
سنة الولدة /سنة الوفاة
تحقيق
الناشر دار الفكر
سنة النشر 1997م
مكان النشر بيروت
عدد الجأزاء 1
طريقان حكاهما المصنف والصأحاب أشهرهما وبه قال
الكأثرون :يصح الشتراط في قوله القديم ،وفي الجديد
قولن أصأحهما :الصحة والثاني :المنع .والطريق الثاني :
قاله الشيخ أبو حامد وآخرون :يصح الشتراط قول واحدا
لصحة الحديث فيه ،قالوا :وإنما توقف الشافعي لعدم
وقوفه على صأحة الحديث ،وقد صأرح الشافعي بهذا
الطريق في نصه الذي حكيته الن عنه ،وهو قوله ) لو صأح
حديث عروة لم أعده ( فالصواب الجزم بصحة الشتراط
للحاديث .وأجأاب إمام الحرمين عن الحديث بأنه محمول
على أن المراد حيث حبستني بالموت ،معناه حيث أدركأتني
الوفاة أقطع إحرامي ،وهذا تأويل باطل ظاهر الفساد
وعجب من جأللة إمام الحرمين كأيف قال هذا وكأيف حكمه
على أمرها باشتراط كأون الموت قاطع الحرام والله أعلم .
قال أصأحابنا :ولو شرط التحلل لغرض آخر كأضلل الطريق ،
وفراغ النفقة والخطأ في العدد ونحو ذلك فله حكم اشتراط
التحلل بالمرض .فيصح على المذهب هكذا قطع به أصأحابنا
العراقيون والبغوي وجأمهور الخراسانيين .وذكأر إمام
الحرمين هذا عن العراقيين قال :قالوا :بأن كأل مهم يحل
محل المرض الثقيل يجري فيه الخلفا المذكأور في المرض
قال :وكأان شيخي يقطع بأن الشرط لغ ،وأنه ل يجوز
التحلل على القول إل بالمرض للحديث ،والله تعالى أعلم .
قال أصأحابنا :وحيث صأححنا الشرط فتحلل فإن كأان شرط
التحلل بالهدي يلزمه الهدي ،وإن كأان شرط التحلل بل هدي
لم يلزمه الهدي ،وإن أطلق فهل يلزمه الهدي فيه وجأهان
حكاهما الشيخ أبو حامد والماوردي والقاضي أبو الطيب
والصأحاب أحدهما :يلزمه كأالمحصر ،وبهذا قطع المصنف
والبغوي وأصأحهما :ل يلزمه لظاهر حديث ضباعة ،قال
الماوردي والصأحاب وهذا هو المنصوص وصأححوه ،وقطع
به الدارمي وغيره ،وينكر على المصنف والبغوي جأزمهما
بوجأود الشرط ،وأنه ل يلزمه بعد ذلك شيء من أفعال
النسك .وأما :المحصر فقد ترك الفعال التي كأان يقتضيها
إحرامه والله أعلم .ولو شرط أن يقلب حجه عمرة عند
المرض ،نص الشافعي على صأحته ،وقطع به الدارمي
والبندنيجي والروياني وآخرون .ونقل الرافعي عن
الصأحاب أنه أولى بالصحة من شرط المرض .فيتقضى
إثبات خلفا ضعيف فيه .والمذهب القطع بالصحة كأما نص
عليه .ويؤيده ما قدمته عن ابن مسعود وعائشة رضي الله
عنهما قال الروياني :ولو قال :إن مرضت وفاتني الحج
كأان عمرة ،كأان على ما شرط .قال أصأحابنا :فإذا وجأد
المرض هل يصير حلل
____________________
) (8/236
بمجرد وجأوده أم يشترط إنشاؤه كأالمحصر ينظر إن قال :
إن مرضت تحللت من إحرامي .فل يخرج من الحرام إذا
وجأد المرض ل بالتحلل ،وهو أن ينوي الخروج ويحلق إن
جأعلناه نسكا ويذبح إن أوجأبناه على ما سبق من التفصيل
والخلفا .وممن صأرح بالمسألة الشيخ أبو حامد في تعليقه
والبندنيجي والروياني وآخرون .قالوا :وكأذا لو قال :
محلي من الرض حيث حبستني ،ل يتحلل عند الحبس إل
بالنية مع ما ذكأرناه ،فلو قال :إن مرضت فأنا حلل ،أو
قال إن حبسني مرض فأنا حلل فوجأهان مشهوران حكاهما
الشيخ أبو حامد والبندنيجي والقاضي أبو الطيب والمصنف
وإمام الحرمين والبغوي والمتولي والروياني وآخرون
أصأحهما :يصير حلل بنفس المرض ،وهو المنصوص ،
ونقلوه عن المصنف وصأححوه لقوله صألى الله عليه وسلم )
من كأسر أو عرج فقد حل ( وهو حديث صأحيح كأما سبق .
قال الشيخ أبو حامد والصأحاب :ل يمكن حمل الحديث إل
على هذا ،وفيه تأويل البيهقي الذي قدمناه .والوجأه الثاني
:ل بد من التحلل .قال الروياني والصأحاب :فإن قلنا
بالوجأه الول لم يلزمه الدم بل خلفا ،وإن قلنا بالثاني فهل
يلزمه الدم فيه وجأهان حكاهما الشيخ أبو حامد والصأحاب
الصأح :ل يلزمه فيلزمه النية فقط ،ونقل الماوردي وغيره
هذا عن نص الشافعي ،وغلط الروياني وغيره القائل
بوجأوب الدم .قال البغوي :وكأذا الحلق إن جأعلناه نسكا .
وقطع البغوي بوجأوب الدم على هذا الوجأه ،والمذهب الول
والله أعلم .أما إذا شرط التحلل بل عذر بأن قال في
إحرامه متى شئت خرجأت منه ،أو إن ندمت أو كأسلت ونحو
ذلك فل يجوز له التحلل بل خلفا ،صأرح به المصنف والشيخ
أبو حامد والقاضي أبو الطيب والماوردي والدارمي
والروياني والبغوي وخلئق .ونقل الروياني التفاق عليه ،
والله أعلم .فرع :إذا صأححنا اشتراط التحلل بالمرض
ونحوه ،فإنما ينفع الشرط ويجوز التحلل به إذا كأان مقترنا
بإحرامه ،فإن تقدمه أو تأخر عنه لم ينعقد الشرط بل خلفا
.وصأرح به الماوردي وغيره .فرع :إذا فرض التحلل
بالمرض ونحوه فقد ذكأرنا خلفا في صأحة الشرط قال
أصأحابنا :ينعقد الحج بل خلفا ،سواء صأححنا الشرط أم ل .
فرع :مما استدل به أصأحابنا لجواز اشتراط التحلل بالمرض
وصأحة الشرط أنه لو
____________________
) (8/237
نذر صأوم يوم أو أيام بشرط أن يخرج منه بعذر صأح الشرط
وجأاز الخروج منه بذلك العذر بل خلفا .قال الروياين :
يجوز الخروج منه بالجأماع .فرع :ذكأرنا أن إمام الحرمين
تأول حديث أنه يحمل على أن ) محلى حيث حبستني بالموت
( وذكأرنا أن هذا التأويل خطأ فاحش ،وتأوله الروياني على
أنه مخصوص بضباعة ،وهذا تأويل باطل أيضا ومخالف لنص
الشافعي ،فإن الشافعي إنما قال :لو صأح الحديث لم أعده
،ولم يتأوله ولم يخصه .فرع :قال أصأحابنا :التحلل
بالمرض ونحوه إذا ما صأححناه له حكم التحلل بالحصار ،
فإن كأان الحج تطوعا لم يجب قضاؤه ،وإن كأان واجأبا
فحكمه ما سبق .فرع :قال إمام الحرمين والغزالي في
الوسيط :قال النبي صألى الله عليه وسلم السلمية
اشترطي أن محلي حيث حبستني وهذا غلط فاحش ،فليس
ضباعة أسلمية بل هي هاشمية ،وهي بنت عم رسول الله
صألى الله عليه وسلم وهي ضباعة بنت الزبير بن عبد
المطلب بن هاشم بن عبد منافا ،وهذا ل خلفا فيه وقد
سبق بيانها عن روايات البخاري ومسلم وغيرهما ،وإنما
نبهت عليه لئل يغتر به ،والله أعلم .
قال المصنف رحمه الله تعالى :وإن أحرم العبد بغير إذن
المولى جأاز للمولى أن يحلله لن منفعته مستحقة له فل
يملك إبطالها عليه بغير رضاه ،فإن ملكه السيد مال وقلنا :
إنه يملك تحلل بالهدى وإن لم نملكه أو ملكه وقلنا إنه ل
يملك فهو كأالحر المعسر ،وهل يتحلل قبل الهدى أو الصوم
على ما ذكأرناه من القولين في الحر ومن أصأحابنا من قال :
يجوز للعبد أن يتحلل قبل الهدى والصوم قول واحدا لن
على المولى ضررا في بقائه على الحرام ،لنه ربما يحتاج
أن يستخدمه في قتل صأيد أو إصألح طيب وإن أحرم بإذن
المولى لم يجز أن يحلله ،لنه لزم عقده بإذن المولى فلم
يملك إخراجأه منه كأالنكاح .وإن أحرم المكاتب بغير إذن
المولى ففيه طريقان أحدهما :أنه على قولين بناء على
القولين في سفره للتجارة .ومن أصأحابنا من قال :له أن
يمنعه قول واحدا .لن في سفر الحج ضررا على المولى
من غير منفعة ،وسفر التجارة فيه منفعة للمولى (1) .
____________________
-1الشرح :قوله ) لنه عقد ( احتراز مما لو رآه يحتطب أو
يحتش فمنعه إتمامه وقوله ) لزم ( احتراز من الجعالة إذا
شرع العبد فيها .وقوله ) عقد بإذن ( احتراز من غير
المأذون
) (8/238
أما الحكام :فقد سبق بيان شرح جأميع ما ذكأره المصنف
مع جأمل من الفوائد والفروع والمستكثرات في أول كأتاب
الحج عند ذكأر المصنف أن العبد ل يلزمه الحج ويصح منه ،
والله أعلم .
قال المصنف رحمه الله تعالى :وإن أحرمت المرأة بغير إذن
الزوج فإن كأان في تطوع جأاز له أن يحللها لن حق الزوج
واجأب فل يجوز إبطاله عليه بتطوع ،وإن كأان في حجة
السلم ففيه قولن أحدهما :إن له أن يحللها لن حقه على
الفور والحج على التراخي ،فقدم حقه والثاني :أنه ل يملك
لنه فرض فل يملك تحليلها منه كأالصوم والصلة (1) .
____________________
-1الشرح :قوله ) لنه فرض فل يملك تحليلها منه ( ينتقض
بصوم الكفارة والنذر في الذمة والقضاء الذي لم ينتقض ،
فإن له منعها من كأل ذلك في الصأح وكأان ينبغي أن يقول :
فرض بأصأل الشرع والله أعلم .أما الحكام :فقال أصأحابنا
:ينبغي للمرأة أن ل تحرم بغير إذن زوجأها ،ويستحب له أن
يحج بها ،واحتجوا فيه بحديث ابن عباس رضي الله عنهما أن
رسول الله صألى الله عليه وسلم خطب فقال ل يخلون رجأل
بإمرأة ،ول تسافر امرأة إل مع محرم ،فقام رجأل فقال :يا
رسول الله إن امرأتي خرجأت حاجأة وإني كأتبت في غزوة
كأذا .قال :فانطلق فاحجج مع امرأتك رواه البخاري ومسلم
.فإن أرادت حج إسلم أو تطوع فأذن الزوج وأحرمت به
لزمه تمكينها من إتمامه بل خلفا ،سواء كأان فرضا أو نفل
كأما سبق فيما لو أذن لعبده في الحرام فأحرم وكأما ل يجوز
له تحليلها ل يجوز لها التحلل ،فإن تحللت لم يصح تحللها
ولم تخرج من الحج ،كأما لو نوى غيرها الخروج من الحج بل
إحصار فإنه ل يخرج منه بل خلفا وإن أرادت حج السلم
فمنعها الزوج فهل له المنع فيه قولن مشهوران ،وعجب
كأيف أهملهما المصنف قال القاضي أبو الطيب في تعليقه :
المنصوص في باب الحج المرأة والعبد من المناسك الكبير
أن للزوج منعها ،ونص الشافعي في باب خروج النساء إلى
المساجأد من اختلفا الحديث على أنه ليس له منعها .وقال
البندنيجي :نص الشافعي في عامة كأتبه أن له منعها ،
واتفقوا على أن الصحيح من هذين القولين أن له منعها ،
وبه قطع الشيخ أبو حامد والمحاملي وآخرون ،قال القاضي
أبو الطيب في كأتابه المجرد والروياتي وغيرهما :هذا
القول هو الصحيح المشهور ،واحتجوا له بحديث اب
) (8/239
عمر أن النبي صألى الله عليه وسلم قال :ليس لها أن
تنطلق إلى الحج إل بإذن زوجأها رواه الدارقطني والبيهقي .
ولن حق الزوج على الفور والحج على التراخي ،فقدم ما
كأان على الفور ،كأما تقدم العدة على الحج بل خلفا .
والقول الثاني :ليس له منعها لعموم قوله صألى الله عليه
وسلم :ل تمنعوا إماء الله مساجأد الله رواه البخاري ومسلم
من رواية ابن عمر ،وقياسا على الصوم والصلة .وأجأاب
الولون عن الحديث بأنه محمول على أنه تنزيه أو على غير
المتزوجأات ،لن غير المتزوجأات لم يتعلق بهن حق على
الفور ،وذلك كأالبنت والخت ونحوهما ،وأن المراد ل
تمنعوهن مساجأد الله للصلوات ،وهذا هو ظاهر سياق
الحديث ،والله أعلم .قال أصأحابنا :والفرق بين الحج
والصوم والصلة أن مدته طويلة بخلفهما ،والله تعالى
أعلم .فإن أحرمت بحج السلم بغير إذنه قال أصأحابنا :إن
قلنا :ليس له منعها من البتداء فليس له تحليلها وإن قلنا :
له منعها فهل له تحليلها فيه قولن مشهوران وهما اللذان
ذكأرهما المصنف هنا وفي التنبيه ،قال القاضي أبو الطيب
والروياني وغيرهما :نص عليهما الشافعي في باب حج
المرأة والعبد ،قال أصأحابنا أصأحهما :أنه له تحليلها ،وهو
نصه في مختصر المزني ومما صأرح بتصحيحه الجرجأاني في
التحرير والغزالي في الخلصأة والروياني في الحلية وأبو
علي الفارقي في فوائد المهذب والرافعي في كأتابيه
وغيرهم .وشذ عنهم المحاملي في المقنع ،فجزم بأنه
ليس له تحليلها لنه يضيق بالشروع والمذهب :أن له
تحليلها ،كأما صأححه الجمهور ،لن حق الزوج سابق والله
أعلم .قال الدارمي والجرجأاني في التحرير :وحجة النذر
كأالسلم ،فإذا أحرمت بها بغير إذنه فله تحليلها في أصأح
القولين ،وينبغي أن يكون القضاء كأذلك والله أعلم .أما إذا
أحرمت بحجة تطوع فله منعها منه بل خلفا ،فإن أحرمت به
فهل له تحليلها منه فيه طريقان مشهوران حكاهما القاضي
أبو حامد المروذي والشيخ أبو حامد السفرايني والدارمي
والقاضي أبو الطيب في كأتابيه المجموع و التجريد
والماوردي والقاضي أبو علي البندنيجي والقاضي حسين
والفوراني وإمام الحرمين والغزالي وابن الصباغ والمتولي
والبغوي وصأاحب العدة والروياني والشاشي وخلئق آخرون
____________________
) (8/240
أصأحهما :باتفاقهم له تحليلها والثاني :ل ،لنها لما
أحرمت بها صأارت كأحجة السلم ،لن حجة التطوع تلزم
بالشروع والله أعلم .فرع :قال أصأحابنا :حيث أبحنا له
تحليلها ل يجوز لها أن تتحلل حتى يأمرها ،فإذا أمرها تحللت
كأما يتحلل المحصر سواء ،فتذبح الهدي وتنوي عنده الخروج
من الحج ،وتقصر رأسها أو ثلثا شعرات إذا قلنا الحلق
نسك ،فإن كأانت واحدة للهدي فل بد مما ذكأرناه ،وإن كأانت
عادمة له فهي كأالحر المحصر ،إذا عدم الهدي ،وقد سبق
إيضاحه ،واتفق أصأحابنا على أن تحللها ل يحصل إل مما
يحصل به تحلل المحصر ،وأنها لو تطيبت أو جأومعت أو
قتلت صأيدا أو فعلت غير ذلك من محظورات الحرام أو فعل
الزوج ذلك بها ل تصير متحللة بل يلزمه والفدية فيما ارتكبته
،والله أعلم .قال أصأحابنا :ومتى أمرها بالتحلل حيث
جأوزناه له لزمها المبادرة به وإن امتنعت منه مع تمكنها جأاز
للزوج وطؤها وسائر هي الثم .وحكى إمام الحرمين هذا
عن الصيدلني ثم قال المام :وهذا فيه نظر ،لن المحرمة
حرام لحق الله تعالى ،كأما أن المرتدة حرام لحق الله تعالى
،فيحتمل تحريمها على الزوج والسيد .هذا كألم المام
والمذهب والقطع بالجواز كأما قاله الصيدلني وغيره ،وبه
جأزم الغزالي وغيره ،والله أعلم .فرع :ليس للمة
المزوجأة الحرام إل بإذن السيد والزوج جأميعا بل خلفا لن
لكل واحد منهما حقا ،فإن أذن أحدهما فللخر المنع بل
خلفا ،فإن أحرمت بغير إذنهما ،قال الدارمي :إن اتفقا
على تحليلها فلهما ذلك ،وإن اتفقا على بقائها وذهابها في
الحج جأاز ،وإن أراد السيد تحليلها فله ذلك ،وإن أراده الزوج
،قال ابن القطان :نص الشافعي أنه له ذلك ،قال ابن
القطان :فيحتمل هذا ويحتمل أن يقال :ل يحللها ،لن
للسيد المسافرة بها ،نقله الدارمي .ونقل الروياني عن
القفال أن المذهب أن للزوج تحليلها ،كأما هو للسيد ،وأن
من الصأحاب من قال بالنسبة إلى الزوج كأالزوجأة الحرة إذا
أحرمت بتطوع ،هل له تحليلها فيه طريقان ،والمذهب
الول .فرع :قال الدارمي :إذا أحرمت في العدة فإن
كأانت رجأعية فلم يراجأعها ،فليس له تحليلها ،وله منعها من
الخروج ،فإن قضت العدة ولم يراجأعها مضت في الحج ،
فإن أدركأته فذلك ،وإن فاتها فلها حكم الفوات وإن راجأعها
فهل له تحليلها فيه القولن
____________________
) (8/241
السابقان ،وإن كأانت مطلقة بائنا فليس له تحليلها بل
خلفا ،وله منعها ،فإن أدركأت الحج بعد انقضاء العدة وإل
فهي كأذات الفوات ،ولو أحرمت ثم طلقها فوجأبت العدة
أقامت على إحرامها ،ولم يجز لها التحلل ،فإن انقضت
عدتها فأدركأت الحج فذاك ،وإن فاتها قال ابن المرزبان :
إن كأانت هي سبب وجأوب العدة بخيار ونحوه فهي المفوتة
وإن طرأت بغير اختيارها ففي القضاء وجأهان بناء على
القولين في المحصر إذا سلك طريقا ففاته ،هذا كألم
الدارمي .وكأذا قال الروياني والرافعي وغيرهما إن
المعتدة الرجأعية إذا أحرمت فللزوج منعها من الذهاب في
الحج ،وليس له تحليلها ولكن له رجأعتها ،فإذا رجأع هل له
تحليلها فيه القولن ،وجأزم الرافعي بأنه يحللها بعد
المراجأعة ،وهو تفريع على الصأح وإل فالقولن ل بد منهما
كأما ذكأره الدارمي والروياني وغيرهما .ونقل الروياني
فيما إذا حرمت بحج تطوع ثم طلقت ثم اعتدت ففاتها
قولين أحدهما :يجب القضاء كأالخطأ في العدد والثاني :ل ،
لعدم تقصيرها ،وهذا موافق لما ذكأره ابن المرزبان والله
أعلم .وقال الماوردي :إذا أحرمت ثم وجأبت العدة بوفاة
زوج أو طلقه لزمها المضي في الحرام وأعمال النسك ،
ول تكون العدة مانعة لن الحرام سابق ،قال :فإن منعها
حاكأم من إتمام الحج بسبب العدة صأارت كأالمحصر ،فتتحلل
وعليها دم الحصار .فرع :لو أذن لزوجأته في الحرام ثم
رجأع عن الذن أو اختلفا فادعت الذن وأنكره ،ففيه
التفصيل الذي قدمته في أول كأتاب الحج في مثل ذلك بين
العبد والسيد ،كأذا قاله الدارمي والله أعلم .فرع :إذا
أرادت الحج ،قال الماوردي والمحاملي وغيرهما من
الصأحاب :إن كأان الحج فرضا جأاز لها الخروج مع زوج أو
محرم أو نسوة ثقات ،ويجوز مع امرأة ثقة قال الماوردي
ومن الصأحاب من قال :إذا كأان الطريق أمنا ل يخافا خلوة
الرجأال بها جأاز خروجأها بغير محرم ،وبغير امرأة ثقة ،قال :
هذا خلفا نص الشافعي قالوا :فإن كأان الحج تطوعا لم
يجز أن تخرج إل مع محرم ،وكأذا السفر المباح كأسفر
الزيارة والتجارة ل يجوز خروجأها في شيء من ذلك إل مع
محرم أو زوج .قال الماوردي :ومن أصأحابنا من جأوز
خروجأها مع نساء ثقات ،كأسفرها للحج الواجأب ،قال :وهذا
خلفا نص الشافعي .وكأذا قال الشيخ أبو حامد في تعليقه
ل يجوز لها الخروج في حج التطوع إل مع محرم ،نص عليه
الشافعي في كأتاب العدد من الم ،فقال :ل يجوز الخروج
في حج التطوع إل مع محرم .قال أبو
____________________
) (8/242
حامد :ومن أصأحابنا من قال :لها الخروج بغير محرم في
أي سفر كأان واجأبا كأان أو غيره ،وهكذا ذكأر المسألة
البندنيجي وآخرون وحاصأله أنه يجوز للخروج للحج الواجأب
مع زوج أو محرم أو امرأة ثقة ،ول يجوز من غير هؤلء ،وإن
كأان الطريق أمنا ،وفيه وجأه ضعيف أنه يجوز إن كأان أمنا .
وأما حج التطوع وسفر الزيارة والتجارة وكأل سفر ليس
بواجأب فل يجوز على المذهب الصحيح المنصوص إل مع زوج
أو محرم ،وقيل :يجوز مع نسوة أو امرأة ثقة كأالحج
الواجأب ،وقد سبقت هذه المسألة مختصرة في أول كأتاب
الحج في ذكأر استطاعة المرأة والله أعلم .فرع :قد ذكأرنا
تفصيل مذهبنا في حج المرأة .وذكأرنا أن الصحيح أنه يجوز
لها في سفر حج الفرض أن تخرج مع نسوة ثقات .أو امرأة
ثقة ،ول يشترط المحرم ول يجوز في التطوع وسفر
التجارة والزيارة ونحوهما إل بمحرم .وقال بعض أصأحابنا :
يجوز بغير نساء ول امرأة إذا كأان الطريق أمنا .وبهذا قال
الحسن البصري وداود ،وقال مالك :ل يجوز بامرأة ثقة :
وإنما يجوز بمحرم أو نسوة ثقات .وقال أبو حنيفة وأحمد :
ل يجوز إل مع زوج أو محرم ،قال الشيخ أبو حامد :
والمسافة التي يشترط أبو حنيفة فيها المحرم ثلثة أيام
فإن كأان أقل لم يشترط .واحتج لهم بحديث ابن عمر قال :
قال رسول الله صألى الله عليه وسلم :ل تسافر امرأة ثلثا
إل معها ذو محرم رواه البخاري ومسلم .وفي رواية لمسلم
ل يحل لمرأة تؤمن بالله واليوم الخر تسافر مسيرة ثلثا
ليال إل ومعها ذو محرم .وعن ابن عباس قال :قال رسول
الله صألى الله عليه وسلم ل تسافر امرأة إل مع محرم .
فقال :يا رسول الله إني أريد أن أخرج في جأيش كأذا وكأذا
وامرأتي تريد الحج قال :اخرج معها رواه البخاري ومسلم .
وعن أبي سعيد أن النبي صألى الله عليه وسلم قال :ل
تسافر المرأة يومين إل ومعها زوجأها أو ذو محرم رواه
البخاري ومسلم .وعن أبي هريرة عن النبي صألى الله عليه
وسلم قال :ل يحل لمرأة تؤمن بالله واليوم
____________________
) (8/243
الخر أن تسافر مسيرة يوم وليلة ليس معها حرمة رواه
البخاري ومسلم .وفي رواية لمسلم مسيرة يوم وفي
رواية له ليلة وفي رواية صأحيحة في سنن أبي داود مسيرة
بريد وقياسا على حج التطوع وسفر التجارة والزيارة
ونحوهما .واحتج أصأحابنا بحديث عدي بن حاتم قال بينما أنا
عند النبي صألى الله عليه وسلم إذ أتى رجأل فشكا إليه
الفاقة ،ثم أتاه آخر فشكا قطع السبيل ،فقال :يا عدي هل
رأيت الحيرة قلت :لم أرها وقد أنبئت عنها ،قال :فإن
طال بك حياة لترين الظعينة ترتحل من الحيرة حتى تطوفا
بالكعبة ،ل تخافا إل الله ،قال عدي :فرأيت الظعينة ترتحل
من الحيرة حتى تطوفا بالكعبة ل تخافا إل الله رواه
البخاري ،وسبق ذكأره في استطاعة المرأة فإن قيل :ل
يلزم من حديث عدي جأواز سفرها بغير محرم ،لن النبي
صألى الله عليه وسلم أخبر بأن هذا سيقع ووقع ول يلزم من
ذلك جأوازه ،كأما أخبر صألى الله عليه وسلم بأنه سيكون
دجأالون كأذابون ،ول يلزم من ذلك جأوازه .قال أصأحابنا :
فجوابه أن هذا لحديث خرج في سياق ذم الحوادثا .وأما :
حديث عدي فخرج في سياق المدح والفضيلة واستعلء
السلم ورفع مناره ،فل يمكن حمله على ما ل يجوز .قال
الشيخ أبو حامد فإن قيل :هذا الخبر متروك الظاهر
بالجأماع لن فيه أنها تخرج بغير جأوار ول خلفا أنها ل تخرج
بغير جأوار ،ولو امرأة واحدة فالجواب :أن بعض أصأحابنا
جأوز خروجأها وحدها بغير امرأة كأما سبق ،وعلى مذهب
الشافعي ومنصوصأه يشترط المرأة ول يلزم من ذلك ترك
الظاهر لن حقيقته أن ل يكون معها جأوار أصأل والجوار
الملصأق والقريب ونحن ل نشترط في المرأة التي تخرج
معها كأونها ملزمة لها ،فإن مشت قدام القافلة أو بعدها
بعيدة عن المرأة جأاز ،فحصل من هذا أنا نقول بظاهر
الحديث ،هذا كألم أبي حامد .قال أصأحابنا :ولنه سفر
واجأب فلم يشترط فيه المحرم كأالهجرة .قال أصأحابنا :
وقياسا على ما إذا كأانت المسافة مرحلتين ،فإن الحنفية
وافقونا على أنه ل يشترط المحرم فإن قالوا :إنما جأاز في
المرحلتين لنه ليس بسفر قلنا :هذا مخالف للحاديث
الصحيحة السابقة .وأما :الجواب عن الحاديث التي احتجوا
بها فمن أوجأه أحدها :جأواب الشيخ أبي حامد وآخرين أنها
عامة فنخصها بما ذكأرناه والثاني :أنه محمول على سفر
التجارة والزيارة وحج التطوع وسائر السفار غير سفر الحج
الواجأب الثالث :ذكأره القاضي أبو الطيب أنه محمول
____________________
) (8/244
على ما إذا لم يكن الطريق أمنا والجواب :عن قياسهم على
حج التطوع وسفر التجارة وأنه ليس بواجأب بخلفا حج
الفرض والله أعلم .
قال المصنف رحمه الله تعالى :وإن أحرم الولد بغير إذن
البوين فإن كأان في حج فرض لم يكن لهما تحليله ،لنه
فرض ،فلم يجز إخراجأه منه كأالصوم والصلة ،وإن كأان في
حج تطوع ففيه قولن أحدهما :يجوز لهما تحليله .لن
النبي صألى الله عليه وسلم قال لمن أراد أن يجاهد وله
أبوان ) :ففيهما فجاهد ( :فمنع الجهاد لحقهما وهو فرض
،فدل على أن المنع من التطوع لحقهما أولى والثاني :ل
يجوز ،لنه قربة ل مخالفة عليه فيها ،فل يجوز لهما تحليله
منها كأالصوم (1) .
____________________
-1الشرح :هذا الحديث رواه البخاري ومسلم من رواية عبد
الله بن عمرو بن العاص بلفظه وقوله :لنه قربة ل مخالفة
عليه فيها احتراز من الجهاد .أما الحكام :فقال أصأحابنا :
من كأان له أبوان أو أحدهما استحب أن ل يحرم إل بإذنهما أو
إذن الحي منهما ،فإن أذنا له في حج فرض أو تطوع فأحرم
لم يكن لهما تحليله ول منعه بل خلفا ،كأما سبق في العبد
والزوجأة ،وإن منعاه الحرام أو منعه أحدهما فإن كأان في
حج تطوع فلهما المنع على المذهب ،وبه قطع الجماهير
في الطريقتين ،وحكى الرافعي وجأها شاذا أنه ليس لهما
منعه منه .وهذا ليس بشيء فإن أحرم بالتطوع فهل لهما
تحليله فيه قولن مشهوران ذكأرهما المصنف بدليلهما
أصأحهما :لهما ،ولكل واحد منهما تحليله .وأشار إليه
الشافعي في الملء وممن نص على تصحيحه القاضي
حسين في تعليقه والجرجأاني في التحرير وغيرهما والثاني
:ليس لهما تحليله ،نص عليه في الم وصأححه الفارقي
والصحيح الول .أما إذا أراد حج فرض السلم أو قضاء نذر ،
فليس لهما منعه ،هذا هو المذهب ،وبه قطع الجماهير في
الطريقتين .وحكى صأاحب العدة والروياني والرافعي فيه
وجأها شاذا أن لهما منعه من الفرض كأالتطوع وليس بشيء ،
فإن أحرم به فليس لهما تحليله منه على المذهب ،وبه قطع
الجمهور .وحكى القاضي حسين والروياني والرافعي
وغيرهم فيه طريقا آخر أنه على قولين كأالزوجأة وليس
بشيء ،والله أعلم
) (8/245
فرع وإذا أحرم بالتطوع وأراد البوان تحليله كأان لهما ذلك
على الصأح كأما ذكأرنا فلو أراده أحدهما فهو كأما لو أراده .
هذا هو المذهب ،وبه قطع الجمهور ،وقال الماوردي :إن
أراد الب تحليله فله ذلك على قولنا لهما تحليله .وإن أرادته
الم فل ،وحكاه الروياني عن الماوردي ثم قال :وهذا
مشكل ،وهو كأما قال الروياني فالصحيح أن الم كأالب في
هذا ،والله أعلم .فرع :قال أصأحابنا ،حيث جأوزنا لهما
تحليله فهو كأتحليل الزوجأة فيؤمر الولد بأن يتحلل بما
يتحلل به المحصر من النية والذبح والحلق ،وقد سبق بيانه
واضحا .فرع :تحليل الولد من العمرة ومنعه منها كأالحج
في كأل ما ذكأرناه باتفاق الصأحاب .فرع :إذا أراد الولد
السفر لطلب العلم فقد جأزم المصنف في أول كأتاب السير
بأنه يجوز بغير إذن البوين ،قال :وكأذلك سفر التجارة لن
الغالب فيها السلمة .وبسط البغوي المسألة هنا فقال :
إن أراد الولد الخروج لطلب العلم بغير إذن البوين نظر إن
كأان هناك من يتعلم منه لم يجز ولهما منعه ،وإن لم يكن
نظر ،فإن أراد تعلم ما هو فرض عين لم يكن لهما منعه .
وفي فرض الكفاية وجأهان أصأحهما :ل يجوز لهما منعه لنه
فرض عليه ما لم يبلغ واحد هناك درجأة الفتوى ،حتى لو كأبر
المفتي وشاخ جأاز لشاب أن يخرج لطلب العلم إن لم يمكنه
التعلم من الشيخ .قال :ولو خرج واحد للتعلم هل لخر أن
يخرج بغير إذن البوين فيه وجأهان أحدهما :ل ،لنه قام به
غيره كأالجهاد والثاني :نعم ،لن قصد إقامة الدين ل خوفا
فيه ،هذا كألم البغوي .فرع :قال أصأحابنا :من عليه دين
حال وهو موسر ،يجوز لمستحق الدين منعه من الخروج إلى
الحج وحبسه ،ما لم يؤد الدين ،فإن كأان أحرم فليس له
التحلل كأما سبق ،بل عليه قضاء الدين والمضي في الحج .
وإن كأان معسرا فل مطالبة ول منع ،وإن كأان مؤجأل فل منع
ول مطالبة ،لكن يستحب أن ل يخرج حتى يوكأل من يقضي
الدين عند حلوله .فرع :حيث جأوزنا تحليل الزوجأة والولد
فتحلل ،فلهما حكم المتحلل بحصر خاص ،فإن كأان حج
تطوع لم يجب قضاؤه على أصأح القولين ،وإن كأان فرضا
ففيه التفصيل السابق في حكم الحاج المحصر .فرع :قال
إمام الحرمين وغيره :قول الصأحاب للسيد تحليل العبد ،
وللزوج تحليل الزوجأة وللوالد تحليل الولد .هذا كأله مجاز ،
ول يصح التحليل من هؤلء المذكأورين ،
____________________
) (8/246
بل معناه أنهم يأمرون العبد والزوجأة والولد بالتحلل ،
فيتحلل المأمور بالنية مع الذبح والحلق على تفصيله
السابق ،وهذا واضح ل شك فيه والله أعلم .
قال المصنف رحمه الله تعالى :إذا أحرم وشرط التحلل
لفرض صأحيح مثل أن يشترط أنه إذا مرض تحلل ،أو إذا
ضاعت نفقته تحلل .ففيه طريقان أحدهما :أنه على
قولين أحدهما :ل يثبت الشرط ،لنه عبادة ل يجوز الخروج
منها بغير عذر ،فلم يجز الخروج منها بالشرط كأالصلة
المفروضة والثاني :أنه يثبت الشرط ،لما روى ابن عباس
أن ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب قالت :يا رسول الله
إني امرأة ثقيلة .وإني أريد الحج ،فكيف تأمرني أن أهل
قال أهلي واشترطي أن محلي حيث حبستني فدل على
جأواز الشرط ومنهم :من قال :يصح الشرط قول واحدا
لنه علق أحد القولين على صأحة حديث ضباعة ) وقد صأح
حديث ضباعة ( فعلى هذا إذا شرط أنه إذا مرض تحلل لم
يتحلل إل بالهدى .وإن شرط أنه إذا مرض صأار حلل فمرض
،صأار حلل .ومن أصأحابنا من قال :ل يتحلل إل بالهدى ،
لن مطلق كألم الدمي يحمل على ما تقرر في الشرع ،
والذي تقرر في الشرع أنه ل يتحلل إل بالهدى ،فأما شرط
أنه يخرج منه إذا شاء أو يجامع فيه إذا شاء ،فل يجوز له ،
لنه خروج من غير عذر ،فلم يصح شرطه (1) .
____________________
-1الشرح :حديث ضباعة رواه البخاري ومسلم وتقدمت
طرقه ،وبيان ما يتعلق به مع بيان الحاديث والثار الواردة
في المسألة مع بيان الفصل جأميعا وبسطناها واضحة في
فصل إحصار الغريم والمريض ،ويحصل مما قررناه هناك ،
أن قول المصنف لم يتحلل إل بالهدي اختيار منه للضعيف
من القولين الصأح :أنه ل دم ،هذا إذا أطلق أنه يتحلل ،أما
إذا قال :أتحلل بالهدي لزمه بل خلفا وإن قال :أتحلل بل
هدي ،فل يلزمه بل خلفا كأما سبق إيضاحه هناك .وقوله :
لنه عبادة ل يجوز الخروج منها بغير عذر احتراز من صألة
التطوع وصأومه وقوله :كأالصلة المفروضة تصريح منه بما
هو مذهب الشافعي وجأميع أصأحابه أنه ل يجوز لمن دخل
في صألة مفروضة مؤداة في أول وقتها أو مقتضيه أو صأوم
واجأب بقضاء أو نذر أو كأفارة الخروج بل عذر ،وإن كأان
الوقت واسعا وقد سبقت المسألة واضحة في باب التيمم ،
وفي آخر باب مواقيت الصلة وآخر كأتاب الصيام .والله
أعلم
) (8/247
قال المصنف رحمه الله تعالى :إذا أحرم ثم ارتد ففيه
وجأهان أحدهما :يبطل إحرامه ،لنه إذا بطل السلم الذي
هو أصأل فلن يبطل الحرام الذي هو فرع أولى والثاني :ل
يبطل كأما ل يبطل بالجنون والموت ،فعلى هذا إذا رجأع إلى
السلم بنى عليه (1) .
____________________
-1الشرح :قوله ) :فلن يبطل الحرام ( وهو فرع ينتقض
بالوضوء فإنه فرع ول يبطل بالردة على المذهب كأما سبق
بيانه في باب ما ينقض الوضوء ،وهذان الوجأهان اللذان
ذكأرهما المصنف أصأحهما :عند الكأثرين يبطل .وفي
المسألة وجأهان آخران ،وقد سبق ذكأر الوجأه الربعة مع
فروعها في باب ما يجب بمحظورات الحرام في مسائل
إفساد الحج بالجماع والله أعلم .فصل :في مسائل من
مذاهب العلماء في الحصار .منها :المحرم بالحج له التحلل
إذا أحصره عدو بالجأماع ،ويلزمه دم وهو شاة ،هذا مذهبنا ،
ومذهب أبي حنيفة وأحمد والجمهور .وعن مالك ل دم عليه
دليلنا قوله تعالى } :فإن أحصرتم فما استيسر من الهدي
{ وتقرير الية الكريمة فإن أحصرتم فلكم التحلل ،وعليكم
ما استيسر من الهدي .فرع :إذا أحرم بالعمرة فأحصر فله
التحلل عندنا وعند الجمهور ،ومنعه مالك لنها تفوت ،دليلنا
قوله تعالى } :فإن أحصرتم { ونزلت عام الحديبية حين
كأان النبي صألى الله عليه وسلم وأصأحابه أحرموا بالعمرة ،
فتحللوا وذبحوا الهدايا ،وحديث هذه القصة في الصحيح
مشهورة .فرع :يجوز عندنا التحلل بالحصار قبل الوقوفا
وبعده ،سواء أحصر عن الكعبة فقط أو عن عرفات فقط أو
عنهما .وقال أبو حنيفة :ل يتحلل بالحصار بعد الوقوفا ،
فإن أحصر بعد الوقوفا عن الكعبة وعرفات تحلل ،وإن
أحصر عن أحدهما لم يجز له التحلل ،دليلنا قوله تعالى :
} فإن أحصرتم { الية ولم يفرق .فرع :ذبح هدي الحصار
حيث أحصر ،سواء كأان في الحرم أو غيره وقال أبو حنيفة :
ل يجوز ذبحه إل في الحرم ،قال