PUBLIKASI PENDIDIKAN: Kumpulan Kitab Islam Klasik ƒΘΩñΩφπ 007
http://www.shamela.ws
تم إعداد هذا الملف آليا بواسطة المكتبة الشاملة
المجموع
النووي
سنة الولدة /سنة الوفاة
تحقيق
الناشر دار الفكر
سنة النشر 1997م
مكان النشر بيروت
عدد الجأزاء 1
فرع :ل تكره إمامة العرابي للقروي إذا كان يحسن الصلة
،هذا مذهبنا وحكاه ابن المنذر عن الثوري و الشافعي
وأصحاب الرأي وإسحاق ) وقال ( وبه أقول قال :وكرهه
أبو مجلز ومالك .
قال المصنف رحمه الله تعالى :السنة إن يؤم القوم
أقرؤهم وأفقههم لما روى أبو مسعود البدري رضي الله
عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :يؤم القوم
أقرؤهم لكتاب الله تعالى وأكثرهم قراءة ،فإن كانت
قراءتهم سواء فليؤمهم أقدمهم هجرة فإن كانوا في
الهجرة سواء فليؤمهم أكبرهم سنا وكان أكثر الصحابة
رضي الله عنهم قراءة أكثرهم فقها لنهم كانوا يقرأون
الية ويتعلمون أحكامها ولن الصلة تفتقر صحتها إلى
القراءة والفقه فقدم أهلهما ) على غيرهما ( فإن زاد
أحدهما في القراءة أو الفقه قدم على الخآر وإن زاد
أحدهما في الفقه وزاد الخآر في القراءة فالفقه أولى ،
لنه ربما حدث في الصلة حادثة يحتاج إلى الجأتهاد فإن
استويا في الفقه والقراءة ففيه قولن ،قال في القديم :
يقدم الشرف ،ثم القدم هجرة ،ثم السن وهو الصح لنه
قدم الهجرة على السن في حديث أبي مسعود البدري ،ول
خآلف أن الشرف مقدم على الهجرة ،فإذا قدمت الهجرة
على السن فلن يقدم عليه الشرف أولى ،وقال في الجديد
:يقدم السن ثم الشرف ثم القدم هجرة لما روى مالك بن
الحويرث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :صلوا كما
رأيتموني أصلي وليؤذن لكم أحدكم وليؤمكم أكبركم ولن
الكبر اخآشع في الصلة فكان أولى والسن الذي يستحق به
التقديم السن في السلم ،فأما إذا شاخ في الكفر ثم
أسلم لم يقدم على شاب نشأ في السلم ،والشرف الذي
يستحق به التقديم أن يكون من قريش والهجرة أن يكون
ممن هاجأر من مكة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أو
من أولدهم ،فإن استويا في ذلك فقد قال بعض
المتقدمين :يقدم أحسنهم فمن أصحابنا من قال :
أحسنهم صورة ،ومنهم من قال :أراد أحسنهم ذكرا (1) .
____________________
-1الشرح :حديث أبي مسعود رواه مسلم باللفظ الذي
ذكرته هنا ،واسم أبي مسعود عقبة بن عمرو النصاري
سكن بدرا ولم يشهدها في قول الكثرين ،وقال المحمدون
محمد بن شهاب الزهري ومحمد بن إسحاق صاحب المغازي
ومحمد بن إسماعي
) (4/243
البخاري :شهدها وأما حديث مالك بن الحويرث أن النبي
صلى الله عليه وسلم قال صلوا كما رأيتموني أصلي وليؤذن
لكن أحدكم وليؤمكم أكبركم فرواه البخاري .أما حكم
المسألة :فقال أصحابنا :السباب المرجأحة في المامة
ستة :الفقه ،والقراءة ،والورع ،والسن ،والنسب ،
والهجرة .قالوا :وليس المراد بالورع مجرد العدالة الموجأبة
لقبول الشهادة ،بل ما يزيد على ذلك من حسن السيرة
والعفة ومجانبة الشبهات ونحوها ،والشتهار بالعبادة .وأما
السن فالمعتبر سن مضى في السلم فل يقدم شيخ أسلم
قريبا على شاب نشأ في السلم أو أسلم قبله ،وهذا متفق
عليه عند أصحابنا ،وحجته رواية مسلم في صحيحه في
حديث أبي مسعود فأقدمهم إسلما بدل سنا ،والصحيح أنه
ل يعتبر الشيخوخآة ،بل يعتبر تفاوت السن لظاهر الحديث ،
وأشار بعضهم إلى اعتبارها والصواب الول ،وأما النسب
فنسب قريش معتبر بالتفاق ،وفي غيرهم وجأهان .
أحدهما :ل يعتبر غير قريش ،وأصحهما يعتبر كل نسب
يعتبر في الكفاءة كالعلماء والصلحاء ،فعلى هذا يقدم
الهاشمي والمطلبي على سائر قريش ويتساويان هما
فيقدم سائر قريش على سائر العرب على العجم .واحتج
البيهقي وغيره لعتبار النسب بحديث أبي هريرة رضي الله
عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :الناس تبع
لقريش في هذا الشأن مسلمهم تبع لمسلمهم وكافرهم
تبع لكافرهم رواه مسلم ،وهذا الحديث وإن كان واردا في
الخلفة فيستنبط منه إمامة الصلة .وأما الهجرة فيقدم
من هاجأر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على من لم
يهاجأر ،ومن تقدمت هجرته على من تأخآرت ،وكذا الهجرة
بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم من دار الحرب إلى دار
السلم معتبرة هكذا ،وأولد من هاجأر أو تقدمت هجرته
يقدمون على غيرهم ،هذا جأملة القول في الترجأيح ،فإن
اخآتص واحد بأحد السباب مع الستواء في الباقين من كل
وجأه قدم المختص ،ويقدم من له فقه وقراءة على من له
أحدهما ،وكذا من له ثلثة أسباب أو أكثر على من دونه .
وإن تعارضت السباب ففيه خآمسة أوجأه أصحها :عند
جأمهور أصحابنا وهو المنصوص الذي قطع به المصنف
والكثرون ونقله الشيخ أبو حامد عن الصحاب أن الفقه
مقدم على القرأ والورع وغيرهما ،لما ذكره المصنف .
وبهذا قال أبو حنيفة ومالك والوزاعي وأبو ثور .والوجأه
الثاني :القرأ مقدم على الجميع ،وهو قول ابن المنذر من
أصحابنا وبه قال الثوري وأحمد وإسحاق .والثالث :يستوي
الفقه والقرأ ول ترجأيح لتعادل الفضيلتين
____________________
) (4/244
فيهما وهذا ظاهر نصه في المختصر .والرابع :يقدم الورع
على الفقه والقرأ وغيرهما ،قاله الشيخ أبو محمد
الجويني ،وجأزم به البغوي والمتولي لن معظم مقصود
الصلة الخشوع والخضوع والتدبر ورجأاء إجأابة الدعاء ،
والورع أقرب إلى هذا ،وأما القراءة فهو عارف بالواجأب
منها والفقه يعرف منه المحتاج إليه غالبا ،أما ما يخاف
حدوثه في الصلة من فهم يحتاج إلى فقه كثير فأمر نادر ل
يفوت مقصود الورع بأمر متوهم .والخامس :أن السن
مقدم على الفقه وغيره حكاه الرافعي وهو غلط منابذ
للسنة الصحيحة ولنص الشافعي والصحاب والدليل ،وإذا
استويا في الفقه والقراءة ففيه طرق أحدهما :قاله الشيخ
أبو حامد وآخآرون يقدم السن والنسب على الهجرة فإن
تعارض سن ونسب كشاب قرشي وشيخ غير قرشي
فالجديد :تقدم الشيخ ،والقديم :الشاب ،واخآتار جأماعة
هذا القديم .والطريق الثاني :وجأزم به المتولي والبغوي
يقدم الهجرة على النسب والسن وأيهما يقدم فيه القولن
والثالث :وهي طريقة المصنف وآخآرين فيه قولن الجديد :
يقدم السن ثم النسب ثم الهجرة والقديم :يقدم النسب ثم
الهجرة ثم السن .وصحح المصنف القديم ،والمختار تقديم
الهجرة ثم السن لحديث أبي مسعود .وأما حديث مالك بن
الحويرث فإنما كان خآطابا له ولرفقته ،وكانوا في النسب
والهجرة والسلم متساوين ،وظاهر الحديث في
الصحيحين أنهم كانوا في الفقه والقراءة سواء ،فإنهم
هاجأروا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقاموا عنده
عشرين ليلة فصحبوه صحبة واحدة .واشتركوا في المدة
والسماع والرؤية فالظاهر تساويهم في جأميع الخصال إل
السن ،فلهذا قدمه ،وهذه قضية غير محتملة لما ذكرته أو
هو متعين فل يترك حديث أبي مسعود الصريح المسوق
لبيان الترجأيح بهذا والله أعلم .قال أصحابنا :فإن تساويا
في جأميع الصفات الست قدم بنظافة الثوب والبدن على
الوساخ ،وبطيب الصنعة وحسن الصوت وشبهها من
الفضائل ،ونقل المصنف والصحاب عن بعض متقدمي
العلماء أنه يقدم أحسنهم ،فقيل :أحسنهم وجأها وقيل :
أحسنهم ذكرا هكذا حكاه المصنف والصحاب .قال القاضي
أبو الطيب :هذان التقسيمان وجأهان لصحابنا أصحهما :
الثاني وقال المتولي :يقدم بنظافة الثوب ،ثم حسن
الصوت ثم حسن الصورة ،والمختار تقديم أحسنهم ذكرا ثم
أحسنهم صوتا ثم حسن الهيئة .وروى البيهقي حديثا أشار
إلى تضعيفه عن أبي زيد عمرو بن أخآطب النصاري عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال :إذا كانوا ثلثة فليؤمهم
أقرؤهم لكتاب الله عز وجأل فإن كانوا في القراءة سواء
فأكبرهم
____________________
) (4/245
سنا ،فإن كانوا في السن سواء ،فأحسنهم وجأها وينكر
على المصنف كونه حكاه عن بعض المتقدمين مع أنه حديث
مرفوع ،وإن كان ضعيفا .وحكى الشيخ أبو حامد وجأها أنه
يقدم الحسن وجأها على الروع والكثر طاعة وهذا الوجأه
غلط فاحش جأدا والله أعلم ،قال أصحابنا :وإذا تساويا من
كل وجأه وسمح أحدهما بتقديم الخآر وإل أقرع والله أعلم .
قال المصنف رحمه الله تعالى :وإذا اجأتمع هؤلء مع صاحب
البيت فصاحب البيت أولى منهم ،لما روى أبو مسعود
البدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
ل يؤمن الرجأل الرجأل في أهله ول سلطانه ول يجلس على
تكرمته ) في بيته ( إل بإذنه فإن حضر مالك الدار
والمستأجأر فالمستأجأر أولى .لنه أحق بالتصرف في
المنافع ،وإن حضر سيد العبد والعبد في دار جأعلها لسكنى
العبد فالسيد أولى ،لنه هو المالك في الحقيقة ،وإن
اجأتمع غير السيد مع العبد في الدار فالعبق أحق بالتصرف ،
وإن اجأتمع هؤلء وإمام المسجد فإمام المسجد أولى ،لما
روي أن ابن عمر رضي الله عنهما :كان له مولى يصلي في
المسجد فحضر فقدمه موله ،فقال له ابن عمر :أنت أحق
بالمامة في مسجدك وإن اجأتمع إمام المسلمين مع صاحب
البيت أو مع إمام المسجد فالمام أولى ،لن وليته عامة ،
ولنه راع وهم رعيته فكان تقديم الراعي أولى (1) .
____________________
-1الشرح :حديث أبي مسعود رواه مسلم ،والتكرمة بفتح
التاء وكسر الراء وهي ما يختص به النسان من فراش
ووسادة ونحوها .هذا هو المشهور .قال القاضي أبو
الطيب :وقيل هي المائدة .وروى مسلم ل يؤمن ول يجلس
بالياء المثناة تحت المضمومة على ما لم يسم فاعله ،
وبالمثناة فوق المفتوحة على الخطاب ،وأما الثر المذكور
عن ابن عمر فرواه الشافعي والبيهقي بإسناد حسن أو
صحيح عن نافع عن ابن عمر .وقوله :اجأتمع هؤلء مع
صاحب البيت ومع العبد وأشباهه ،هذا مما أنكره الحريري
في درة الغواص .وقال :ل يجوز اجأتمع فلن مع فلن وإنما
يقال :اجأتمع فلن وفلن .وقد استعمل الجوهري في
صحاحه اجأتمع فلن مع فلن وقد أوضحته في تهذي
) (4/246
اللغات .قال أصحابنا رحمهم الله :إذا حضر الوالي في
محل وليته قدم على جأميع الحاضرين فيقدم على الفقه
والقرأ والورع ،وعلى صاحب البيت وإمام المسجد إذا أذن
صاحب البيت ونحوه في إقامة الصلة في ملكه فإن لم
يتقدم الوالي قدم من شاء ممن يصلح للمامة وإن كان
غيره أصلح منه لن الحق فيها له فاخآتص بالتقدم والتقديم .
قال البغوي والرافعي :ويراعى في الولة تفاوت الدرجأة
فالمام العظم أولى من غيره ،ثم العلى فالعلى من
الولة والحكام ،وحكى الرافعي قول أن المالك أولى من
المام العظم ،وهذا شاذ غريب ضعيف جأدا ،ولو اجأتمع
قوم ل والي معهم في موضع ،فإن كان مسجدا فإمامه أحق
،وإن كان غير مسجد أو كان مسجدا ليس فيه إمام فساكن
الموضع بحق أولى بالتقديم والتقدم من الفقه وغيره ،
سواء سكنه بملك أو إجأارة أو عارية أو أسكنه سيده .ولو
حضر شريكان في البيت أو أحدهما والمستعير من الخآر لم
يتقدم غيرهما إل بإذنهما ول أحدهما إل بإذن الخآر ،فإن لم
يحضر إل أحدهما فهو أحق حيث يجوز انتفاعه ،ولو اجأتمع
المالك والمستأجأر فوجأهان الصحيح تقديم المستأجأر ،وبه
قع المصنف والكثرون لما ذكره المصنف والثاني :المالك
أحق لن المستأجأر إنما يملك السكنى حكاه الرافعي ،وإن
اجأتمع المعير والمستعير فوجأهان ،الصحيح وبه قطع
المصنف والجمهور المعير أحق والثاني :المستعير أحق لنه
الساكن .حكاه الرافعي ،ولو حضر السيد وعبده الساكن
فالسيد أولى بالتفاق ،لما ذكره المصنف ،سواء المأذون
له في التجارة وغيره ،ولو حضر السيد والمكاتب في دار
المكاتب فالمكاتب أولى والله أعلم .
قال المصنف رحمه الله تعالى :وإن اجأتمع مسافر ومقيم
فالمقيم أولى ،لنه إذا تقدم المقيم أتموا كلهم فل
يختلفون ،وإذا تقدم المسافر اخآتلفوا ) في الصلة ( ،وإن
اجأتمع حر وعبد فالحر أولى لنه موضع كمال والحر أكمل ،
وإن اجأتمع فاسق وعدل فالعدل أولى لنه أفضل ،وإن
اجأتمع ولد زنا وغيره فغيره أولى ،لنه كرهه عمر بن عبد
العزيز ومجاهد .وإن اجأتمع بصير وأعمى فالمنصوص أنهما
سواء ،لن في العمى فضيلة وهو أنه ل يرى ما يلهيه ،
وفي البصير فضيلة وهو أنه يجتنب النجاسة .وقال أبو
إسحاق المروزي :العمى أولى ،وعندي أن البصير أولى
لنه يجتنب النجاسة التي تفسد الصلة .والعمى يترك
النظر إلى ما يلهيه وذلك ل يفسد الصلة به (1) .
____________________
-1الشرح :هذه المسائل كلها كما قالها في الحكام
والدلئل ،إل أن مسألة البصير والعمى فيها ثلثة أوجأه
مشهورة ،ذكر المصنف منها وجأهين واخآتار الثالث لنفسه
وه
) (4/247
ترجأيح البصير وجأعله اخآتيارا له ،ولم يحكه وجأها للصحاب .
وهو وجأه حكاه شيخه القاضي أبو الطيب في تعليقه
وصاحب التتمة والرافعي وآخآرون والصحيح :عند الصحاب
أن البصير والعمى سواء .كما نص عليه الشافعي .وبه
قطع الشيخ أبو حامد وآخآرون .واتفقوا على أنه ل كراهة
في إمامة العمى للبصراء .قال أصحابنا :ويقدم العدل
على فاسق أفقه وأقرأ منه .لن الصلة وراء الفاسق وإن
كانت صحيحة فهي مكروهة .قال أصحابنا :والبالغ أولى
من الصبي وإن كان أفقه وأقرأ لن صلة البالغ واجأبة عليه .
فهو أحرص على المحافظة على حدودها ،ولنه مجمع على
صحة القتداء به بخلف الصبي .ولو اجأتمع صبي حر وبالغ
عبد فالعبد أولى لما ذكرناه .نقله القاضي أبو الطيب
وآخآرون في كتاب الجنائز .ولو اجأتمع حر غير فقيه ) وعبد
فقيه ( فأيهما أولى فيه ثلثة أوجأه كالبصير والعمى
الصحيح :تساويهما .قال أصحابنا :والحرة أولى من المة
لنها أكمل ولنه يلزمها ستر رأسها .فرع :ذكر المصنف
والصحاب أن المقيم أولى من المسافر .فلو صلى
المسافر بمقيم فهو خآلف الولى .وهل هو مكروه كراهة
تنزيه فيه قولن حكاهما البندنيجي والشيخ أبو حامد
والقاضي أبو الطيب وآخآرون .وقال في الم :يكره ،وفي
الملء ل يكره ،وهو الصح ،لنه لم يصح فيه نهي شرعي ،
هذا إذا لم يكن فيهم السلطان أو نائبه ،فإن كان فهو أحق
بالمامة وإن كان مسافرا .ذكره الشيخ أبو حامد
والبندنيجي والقاضي أبو الطيب وآخآرون .ول خآلف فيه ،
وكلم المصنف هنا وفي التنبيه محمول على إذا لم يكن
فيهم السلطان ول نائبه .فرع :قال البندنيجي وغيره :
وإمامة من ل يعرف أبوه كإمامة ولد الزنا فيكون بخلف
الولى ،وقال البندنيجي :هي مكروهة .فرع :الخصى
والمجبوب كالفحل في المامة ل فضيلة لبعضهم على بعض
،ذكره البندنيجي وغيره .فرع :في مسائل تتعلق بالباب
إحداها :القتداء بأصحاب المذاهب المخالفين بأن يقتدي
شافعي بحنفي ،وأما مالكي ل يرى قراءة البسملة في
الفاتحة ،ول ايجاب التشهد الخآير والصلة على النبي صلى
الله عليه وسلم ول ترتيب الوضوء وشبه ذلك .وضابطه أن
تكون صلة المام صحيحة في اعتقاده دون اعتقاد المأموم
أو عكسه لخآتلفهما في الفروع ،فيه أربعة أوجأه :أحدها :
الصحة مطلقا .قاله القفال اعتبارا باعتقاد المام والثاني :
ل يصح اقتداؤه مطلقا ،قاله أبو إسحاق السفراييني ،لنه
وإن أتى بما نشترطه ونوجأبه فل يعتقد وجأوبه فكأنه لم يأت
به والثالث :إن أتى بما نعتبره نحن لصحة الصلة صح
القتداء ،وإن ترك شيئا منه أو شككنا في تركه لم يصح
والرابع :وهو الصح ،وبه قال أبو إسحاق المروزي والشيخ
أبو حامد السفراييني والبندنيجي والقاضي أبو الطيب
والكثرون :إن حققنا تركه لشيء نعتبره لم يصح القتداء
وإن تحققنا التيان بجميعه أو شككنا صح وهذا يغلب اعقتاد
المأموم .هذا حاصل الخلف فيتفرع عليه :لو مس حنفي
امرأة أو ترك طمأنينة أو غيرها صح اقتداء الشافعي به عند
القفال وخآالفه الجمهور وهو الصحيح ،ولو صلى الحنفي
على وجأه ل يعتقده والشافعي يعتقده بأن احتجم أو افتصد
وصلى صح القتداء عند الجمهور وخآالفهم القفال .وقال
الودني والحليمي المامان الجليلن من أصحابنا :لو أم
ولي المر أو نائبه وترك البسملة والمأموم يرى وجأوبها ،
صحت صلته خآلفه عالما كان أو ناسيا ،وليس له المفارقة
لما فيه من الفتنة ،وقال الرافعي :وهذا حسن .ولو صلى
حنفي خآلف شافعي على وجأه ل يعتقده الحنفي بأن افتصد
ففيه الخلف إن اعتبرنا اعتقاد المام صح القتداء وإل فل .
وإذا صححنا اقتداء أحدهما بالخآر وصلى شافعي الصبح
خآلف حنفي ومكث المام بعد الركوع قليل وأمكن المأموم
القنوت قنت وإل تابعه وترك القنوت ويسجد للسهو على
الصح ،وهو اعتبار اعتقاد المأموم ،وإن اعتبرنا اعتقاد
المام لم يسجد ،ولو صلى الحنفي خآلف الشافعي الصبح
فترك المام القنوت وسجد للسهو تابعه المأموم ،فإن ترك
المام السجود سجد المأموم إن اعتبرنا اعتقاد المام وإل
فل .الثانية :لو صلت المة مكشوفة الرأس بحرائر
مستترات صحت صلة الجميع لن رأسها ليس بعورة بخلف
الحرة ،نص عليه الشافعي ،واتفقوا عليه .الثالثة :ل تكره
إمامة العبد للعبيد ول للحرار ،ولكن الحر أولى .هذا مذهبنا
ومذهب الجمهور .وقال أبو مجلز التابعي :تكره إمامته
مطلقا ،وهي رواية عن أبي حنيفة .وقال الضحاك :تكره
إمامته للحرار ول تكره للعبيد .الرابع :قال أبو الطيب :ل
يكره أن يؤم قوما فيهم أبوه أو أخ له أكبر منه ،هذا مذهبنا .
وقال عطاء :يكره .الخامسة :قال المصنف والصحاب :
غير ولد الزنا أولى بالمامة منه ول يقال إنه مكروه .وأما
قول الشيخ أبي حامد والعبدري أنه يكره عندنا وعند أبي
حنيفة فتساهل منه في تسميته مكروها ،وكرهه مجاهد
وعمر بن عبد العزيز .وقال مالك والليث يكره أن يكون
إماما راتبا .وقال الجمهور :ل بأس به ،ممن قال به عائشة
أم المؤمنين وعطاء والحسن والزهري والنخعي وعمرو بن
دينار وسليمان بن موسى والثوري والوزاعي وأحمد
وإسحاق وداود وابن المنذر .
____________________
) (4/248
فكأنه لم يأت به والثالث :إن أتى بما نعتبره نحن لصحة
الصلة صح القتداء ،وإن ترك شيئا منه أو شككنا في تركه
لم يصح والرابع :وهو الصح ،وبه قال أبو إسحاق المروزي
والشيخ أبو حامد السفراييني والبندنيجي والقاضي أبو
الطيب والكثرون :إن حققنا تركه لشيء نعتبره لم يصح
القتداء وإن تحققنا التيان بجميعه أو شككنا صح وهذا يغلب
اعقتاد المأموم .هذا حاصل الخلف فيتفرع عليه :لو مس
حنفي امرأة أو ترك طمأنينة أو غيرها صح اقتداء الشافعي
به عند القفال وخآالفه الجمهور وهو الصحيح ،ولو صلى
الحنفي على وجأه ل يعتقده والشافعي يعتقده بأن احتجم أو
افتصد وصلى صح القتداء عند الجمهور وخآالفهم القفال .
وقال الودني والحليمي المامان الجليلن من أصحابنا :لو
أم ولي المر أو نائبه وترك البسملة والمأموم يرى وجأوبها ،
صحت صلته خآلفه عالما كان أو ناسيا ،وليس له المفارقة
لما فيه من الفتنة ،وقال الرافعي :وهذا حسن .ولو صلى
حنفي خآلف شافعي على وجأه ل يعتقده الحنفي بأن افتصد
ففيه الخلف إن اعتبرنا اعتقاد المام صح القتداء وإل فل .
وإذا صححنا اقتداء أحدهما بالخآر وصلى شافعي الصبح
خآلف حنفي ومكث المام بعد الركوع قليل وأمكن المأموم
القنوت قنت وإل تابعه وترك القنوت ويسجد للسهو على
الصح ،وهو اعتبار اعتقاد المأموم ،وإن اعتبرنا اعتقاد
المام لم يسجد ،ولو صلى الحنفي خآلف الشافعي الصبح
فترك المام القنوت وسجد للسهو تابعه المأموم ،فإن ترك
المام السجود سجد المأموم إن اعتبرنا اعتقاد المام وإل
فل .الثانية :لو صلت المة مكشوفة الرأس بحرائر
مستترات صحت صلة الجميع لن رأسها ليس بعورة بخلف
الحرة ،نص عليه الشافعي ،واتفقوا عليه .الثالثة :ل تكره
إمامة العبد للعبيد ول للحرار ،ولكن الحر أولى .هذا مذهبنا
ومذهب الجمهور .وقال أبو مجلز التابعي :تكره إمامته
مطلقا ،وهي رواية عن أبي حنيفة .وقال الضحاك :تكره
إمامته للحرار ول تكره للعبيد .الرابع :قال أبو الطيب :ل
يكره أن يؤم قوما فيهم أبوه أو أخ له أكبر منه ،هذا مذهبنا .
وقال عطاء :يكره .الخامسة :قال المصنف والصحاب :
غير ولد الزنا أولى بالمامة منه ول يقال إنه مكروه .وأما
قول الشيخ أبي حامد والعبدري أنه يكره عندنا وعند أبي
حنيفة فتساهل منه في تسميته مكروها ،وكرهه مجاهد
وعمر بن عبد العزيز .وقال مالك والليث يكره أن يكون
إماما راتبا .وقال الجمهور :ل بأس به ،ممن قال به عائشة
أم المؤمنين وعطاء والحسن والزهري والنخعي وعمرو بن
دينار وسليمان بن موسى والثوري والوزاعي وأحمد
وإسحاق وداود وابن المنذر .
____________________
) (4/249
& باب موقف المام والمأموم &
قال المصنف رحمه الله تعالى :السنة أن يقف الرجأل
الواحد عن يمين المام لما روى ابن عباس رضي الله عنهما
قال :بت عند خآالتي ميمونة فقام رسول الله صلى الله
عليه وسلم يصلي فقمت عن يساره فجعلني عن يمينه فإن
وقف عن يساره رجأع إلى يمينه ،فإن لم يحسن علمه المام
كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم بابن عباس .فإن جأاء
آخآر أحرم عن يساره ثم يتقدم المام أو يتأخآر المأمومان ،
لما روى جأابر قال :قمت عن يسار رسول الله صلى الله
عليه وسلم فأخآذ بيدي فأدارني حتى أقامني عن يمينه وجأاء
جأبار بن صخر حتى قام عن يسار رسول الله صلى الله عليه
وسلم فأخآذ بأيدينا جأميعا فدفعنا حتى أقامنا خآلفه ولنه
قبل أن يحرم الثاني لم يتغير موقف الول ول يزول عن
موضعه .فإن حضر رجألن اصطفا خآلفه لحديث جأابر ،وإن
حضر رجأل وصبي اصطفا خآلفه .لما روى أنس قال :قام
رسول الله صلى الله عليه وسلم وصففت أنا واليتيم وراءه
،والعجوز من ورائنا فصلى بنا ركعتين وإن حضر رجأال
وصبيان يقدم الرجأال لقوله صلى الله عليه وسلم ليليني
منكم أولو الحلم والنهى ،ثم الذين يلونهم ،ثم الذين
يلونهم فإن كانت معهم امرأة وقفت خآلفهم لحديث أنس .
وإن كان معهم خآنثى وقف الخنثى خآلف الرجأال ،والمرأة
خآلف الخنثى لنه يجوز أن يكون امرأة فل يقف مع الرجأال .
)(1
____________________
-1الشرح :حديث ابن عباس رواه البخاري ومسلم ،وحديث
جأابر رواه مسلم وحديث أنس رواه البخاري ومسلم ،
وحديث ليلني منكم أولو الحلم والنهى رواه مسلم من
رواية عبد الله بن مسعود ،ومن رواية أبي مسعود النصاري
البدري عقبة بن عمرو ،وقوله صلى الله عليه وسل
) (4/250
ليليني ضبطناه في صحيح مسلم على وجأهين أحدهما :
ليلني بعد اللم نون مخففة ليس بينهما ياء والثاني :ليليني
بزيادة ياء مفتوحة وتشديد النون فهذان الوجأهان صحيحان ،
ورووه في صحيح مسلم بهما وربما قرأه بعض الناس
بإسكان الياء وتخفيف النون وهذا باطل من حيث الرواية
فاسد من حيث العربية قوله :صلى الله عليه وسلم أولو
الحلم و النهى معناه البالغون العقلء الكاملون في
الفضيلة قوله :عن يساره بفتح الياء وكسرها والفتح أفصح
عند الجمهور وعكسه ابن دريد .والصبيان بكسر الصاد على
المشهور وحكى ابن دريد كسرها وضمها ،والعجوز المذكور
في حديث أنس هي أم سليم كذا جأاء مبينا في صحيح
البخاري وغيره ،واليتيم اسمه ضميرة بن سعد الحميري
المدني وجأبار بن صخر بجيم مفتوحة ثم باء موحدة مشددة
وهو أبو عبد الله بن جأبار بن صخر بن أمية النصاري
السلمي بفتح السين واللم المدني شهد العقبة وبدرا وأحدا
والخندق وسائر المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه
وسلم توفي بالمدينة سنة ثلثين رضي الله عنه .أما أحكام
الفصل :ففيه مسائل إحداها :السنة أن يقف المأموم
الواحد عن يمين المام رجأل كان أو صبيا قال أصحابنا :
ويستحب أن يتأخآر عن مساواة المام قليل فإن خآالف
ووقف عن يساره أو خآلفه له أن يتحول إلى يساره ويحترز
عن أفعال تبطل الصلة ،فإن لم يتحول استحب للمام أن
يحوله لحديث ابن عباس ،فإن استمر على اليسار أو خآلفه
كره وصحت صلته عندنا بالتفاق .الثانية :إذا حضر إمام
ومأمومان تقدم المام واصطفا خآلفه سواء كانا رجألين أو
صبيين أو رجأل وصبيا .هذا مذهبنا ومذهب العلماء كافة إل
عبد الله بن مسعود وصاحبيه علقمة والسود فإنهم قالوا :
يكون المام والمأمون كلهم صفا واحدا ثبت هذا عن ابن
مسعود في صحيح مسلم .دليلنا حديث جأابر السابق قال
أصحابنا :فإن حضر إمام ومأموم وأحرم عن يمينه ثم جأاء
آخآر أحرم عن يساره ثم إن كان قدام المام سعة وليس
وراء المأمومين سعة تقدم المام ،وإن كان وراءهما سعة
وليست قدامه تأخآرا ،وإن كان قدامه سعة ووراءهما سعة
تقدم أو تأخآرا ،وأيهما أفضل فيه وجأهان الصحيح :اللذي
قطع به الشيخ أبو حامد والكثرون تأخآرهما لن المام
متبوع فل ينتقل والثاني :تقدمه قال القفال والقاضي أبو
الطيب :لنه يبصر ما بين يديه ولنه فعل شخص فهو أخآف
____________________
) (4/251
من شخصين ،هذا إذا جأاء المأموم الثاني في القيام ،فإن
جأاء في التشهد والسجود فل تقدم ول تأخآر حتى يقوموا ،
ول خآلف أن التقدم والتأخآر ل يكون إل بعد احرام المأموم
الثاني كما ذكرنا وقد نبه عليه المصنف بقوله ،ثم يتقدم
المام أو يتأخآرا .فرع :قال الشافعي رحمه الله في الم :
لو وقف المأموم عن يسار المام أو خآلفه كرهت ذلك لهما ،
ول إعادة قال :ولو أم اثنين فوقفا عن يمينه أو يساره أو
أحدهما عن يمينه والخآر عن يساره أو أحدهما بجنبه والخآر
خآلفه ،أو أحدهما خآلفه والخآر خآلف الول كرهت ذلك ول
إعادة ول سجود سهو لحديث ابن عباس وأنس هذا نصه .
واتفق الصحاب عليه .الثالثة :إذا حضر كثيرون من الرجأال
والصبيان يقدم الرجأال ثم الصبيان ،هذا هو المذهب ،وبه
قطع الجمهور وفيه وجأه حكاه الشيخ أبو حامد والبندنيجي
والقاضي أبو الطيب وصاحبا المستظهري والبيان وغيرهم
أنه يستحب أن يقف بين كل رجألين صبي ليتعلموا منهم
أفعال الصلة ،والصحيح الول لقوله صلى الله عليه وسلم
ليليني منكم أولو الحلم والنهى ثم الذين يلونهم .وأما
تعلم الصلة فيمكن وإن كانوا خآلفهم ،وإن حضر رجأال
وصبيان وخآناثى ونساء تقدم الرجأال ثم الصبيان ثم الخناثى
ثم النساء لما ذكره المصنف ،فإن حضر رجأال وخآنثى
وامرأة وقف الخنثى خآلف الرجأال وحده ،والمرأة خآلفه
وحدها ،فإن كان معهم صبي دخآل في صف الرجأال ،وإن
حضر إمام وصبي وامرأة وخآنثى وقف الصبي عن يمينه
والخنثى خآلفهما والمرأة خآلفه .فرع :هذا الذي ذكرناه كله
في موقف الرجأال غير العراة ،فإن كانوا عراة فقد سبق
في باب ستر العورة أنه إن كانوا عميا أو في ظلمة صلوا
جأماعة ويقدم عليهم إمامهم ،وإن كانوا بصراء في ضوء
فهل الفضل أن يصلوا جأماعة أو فرادى فيه خآلف ،فإن
قلنا :جأماعة وقف إمامهم وسطهم وسبق هناك أيضا أن
النساء الخلص العاريات والكاسيات تقف إمامتهن وسطهن
،ولو صلى خآنثى بنسوة تقدم عليهن ،قال أصحابنا :هذا
كله مستحب ومخالفته مكروهة ول تبطل الصلة .فرع :
السنة عندنا أن يقف المأموم الواحد عن يمين المام كما
ذكرنا وبهذا قال العلماء كافة إل ما حكاه القاضي أبو الطيب
وغيره عن سعيد ابن المسيب أنه يقف عن يساره ،وعن
النخعي أن يقف وراءه إلى أن يريد المام أن يركع ،فإن لم
يجىء مأموم آخآر
____________________
) (4/252
تقدم فوقف عن يمينه ،وهذان المذهبان فاسدان ودليل
الجمهور حديث ابن عباس وحديث جأابر وغيرهما .
قال المصنف رحمه الله تعالى :والسنة أن ل تكون موضع
المام أعل من موضع المأموم ،لما روي أن حذيفة صلى
على دكان والناس أسفل منه فجذبه سلمان حتى أقامه ،
فلما انصرف قال :أما علمت أن أصحابك يكرهون أن يصلي
المام على شيء وهم أسفل منه قال حذيفة :بلى قد
ذكرت حين جأذبتني وكذلك ل يكون موضع المأموم أعل من
موضع المام لنه إذا كره أن يعلو المام فلن يكره أن يعلو
المأموم أولى ،فإن أراد المام تعليم المأمومين أفعال
الصلة فالسنة أن يقف على موضع عال لما روى سهل بن
سعد رضي الله عنه قال :صلى رسول الله صلى الله عليه
وسلم على المنبر فكبر وكبر الناس وراءه فقرأ وركع وركع
الناس خآلفه ثم رفع ثم رجأع القهقري فسجد على الرض ثم
عاد إلى المنبر ،ثم قرأ ثم ركع ثم رفع رأسه ثم رجأع
القهقرى حتى سجد بالرض ثم أقبل على الناس فقال :
إنما صنعت هذا لتأتموا بي ولتعلموا صلتي ولن الرتفاع
في هذه الحالة أبلغ في العلم فكان أولى (1) .
____________________
-1الشرح :حديث سهل بن سعد رواه البخاري ومسلم من
طرق وقوله :لتعلموا بفتح العين وتشديد اللم أي تعلموا
صفتها ،وأما قصة حذيفة وسلمان فهكذا وقع في المهذب
أن سلمان جأذب حذيفة ،وقد رواه البيهقي في السنن
الكبرى هكذا بإسناد ضعيف جأدا ،والمشهور المعروف
فجذبه أبو مسعود وهو البدري النصاري ،هكذا رواه
الشافعي وأبو داود والبيهقي ،ومن ل يحصى من كبار
المحدثين ومصنفيهم ،وإسناده صحيح ،ويقال جأذب وجأبذ
لغتان مشهورتان قوله :فلن يكره هو بفتح اللم ،وسبق
في كتاب الطهارة إيضاحه والقهقرى بفتح القافين المشي
إلى خآلف .قال أصحابنا :يكره أن يكون موضع المام أو
المأموم أعل من موضع الخآر فإن احتيج إليه لتعليمهم
أفعال الصلة أو ليبلغ المأموم القوم تكبيرات المام ونحو
ذلك استحب الرتفاع لتحصيل هذا المقصود ،هذا مذهبنا
وهو رواي
) (4/253
عن أبي حنيفة ،وعنه رواية أنه يكره الرتفاع مطلقا ،وبه
قال مالك والوزاعي ،وحكى الشيخ أبو حامد عن الوزاعي
أنه قال :تبطل به الصلة .
قال المصنف رحمه الله تعالى :السنة أن تقف إمامة
النساء وسطهن ،لما روي أن عائشة وأم سلمة أمتا نساء
فقامتا وسطهن .وكذا إذا اجأتمع الرجأال وهم عراة فالسنة
أن يقف المام وسطهن لنه أستر (1) .الشرح :حديث ابن
عباس ثابت من طرق في صحيح البخاري ومسلم ،وحديث
أبي بكرة رواه البخاري ومسلم من رواية أبي بكرة .وينكر
على المصنف قوله في حديث ابن عباس :روي بصيغة
التمريض ،الموضوعة للضعيف ،وقد سبق مرات التنبيه
على مثل هذا ،وقوله لبي بكرة :ول تعد بفتح التاء وضم
العين قيل معناه ل تعد إلى الحرام خآارج الصف ،وقيل :ل
تعد إلى التأخآر عن الصلة إلى هذا الوقت ،وقيل :ل تعد
إلى اتيان الصلة مسرعا .
____________________
-1الشرح :هذا الفصل سبق شرحه قريبا ،وحديثا إمامة
عائشة وأم سلمة رواهما الشافعي في مسنده ،والبيهقي
في سننه بإسنادين حسنين ،ويقال :وسط الصف بإسكان
السين ،قال الجوهري :تقول :جألست وسط القوم
بالسكان لنه ظرف ،وجألست وسط الدار بالفتح لنه اسم ،
قال :وكل موضع يصلح فيه بين فهو وسط بالسكان ،وما
ل يصلح فهو بالفتح ،وربما سكن وليس بالوجأه وقال
الزهري :كل ما كان بين بعضه من بعض كوسط الفلة
والصف والمسبحة وحلقة النساء فهو وسط بالسكان ،وما
كان مصمتا ل يبين كالدار والساحة والراحة فوسط بالفتح ،
قال :وأجأازوا في المفتوح السكان ولم يجيزوا في
الساكن الفتح والله أعلم .
قال المصنف رحمه الله تعالى :فإن خآالفوا فيما ذكرناه
فوقف الرجأل عن يسار المام أو خآلفه وحده أو وقفت
المرأة مع الرجأل أو أمامه لم تبطل الصلة لما ر
تم إعداد هذا الملف آليا بواسطة المكتبة الشاملة
المجموع
النووي
سنة الولدة /سنة الوفاة
تحقيق
الناشر دار الفكر
سنة النشر 1997م
مكان النشر بيروت
عدد الجأزاء 1
فرع :ل تكره إمامة العرابي للقروي إذا كان يحسن الصلة
،هذا مذهبنا وحكاه ابن المنذر عن الثوري و الشافعي
وأصحاب الرأي وإسحاق ) وقال ( وبه أقول قال :وكرهه
أبو مجلز ومالك .
قال المصنف رحمه الله تعالى :السنة إن يؤم القوم
أقرؤهم وأفقههم لما روى أبو مسعود البدري رضي الله
عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :يؤم القوم
أقرؤهم لكتاب الله تعالى وأكثرهم قراءة ،فإن كانت
قراءتهم سواء فليؤمهم أقدمهم هجرة فإن كانوا في
الهجرة سواء فليؤمهم أكبرهم سنا وكان أكثر الصحابة
رضي الله عنهم قراءة أكثرهم فقها لنهم كانوا يقرأون
الية ويتعلمون أحكامها ولن الصلة تفتقر صحتها إلى
القراءة والفقه فقدم أهلهما ) على غيرهما ( فإن زاد
أحدهما في القراءة أو الفقه قدم على الخآر وإن زاد
أحدهما في الفقه وزاد الخآر في القراءة فالفقه أولى ،
لنه ربما حدث في الصلة حادثة يحتاج إلى الجأتهاد فإن
استويا في الفقه والقراءة ففيه قولن ،قال في القديم :
يقدم الشرف ،ثم القدم هجرة ،ثم السن وهو الصح لنه
قدم الهجرة على السن في حديث أبي مسعود البدري ،ول
خآلف أن الشرف مقدم على الهجرة ،فإذا قدمت الهجرة
على السن فلن يقدم عليه الشرف أولى ،وقال في الجديد
:يقدم السن ثم الشرف ثم القدم هجرة لما روى مالك بن
الحويرث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :صلوا كما
رأيتموني أصلي وليؤذن لكم أحدكم وليؤمكم أكبركم ولن
الكبر اخآشع في الصلة فكان أولى والسن الذي يستحق به
التقديم السن في السلم ،فأما إذا شاخ في الكفر ثم
أسلم لم يقدم على شاب نشأ في السلم ،والشرف الذي
يستحق به التقديم أن يكون من قريش والهجرة أن يكون
ممن هاجأر من مكة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أو
من أولدهم ،فإن استويا في ذلك فقد قال بعض
المتقدمين :يقدم أحسنهم فمن أصحابنا من قال :
أحسنهم صورة ،ومنهم من قال :أراد أحسنهم ذكرا (1) .
____________________
-1الشرح :حديث أبي مسعود رواه مسلم باللفظ الذي
ذكرته هنا ،واسم أبي مسعود عقبة بن عمرو النصاري
سكن بدرا ولم يشهدها في قول الكثرين ،وقال المحمدون
محمد بن شهاب الزهري ومحمد بن إسحاق صاحب المغازي
ومحمد بن إسماعي
) (4/243
البخاري :شهدها وأما حديث مالك بن الحويرث أن النبي
صلى الله عليه وسلم قال صلوا كما رأيتموني أصلي وليؤذن
لكن أحدكم وليؤمكم أكبركم فرواه البخاري .أما حكم
المسألة :فقال أصحابنا :السباب المرجأحة في المامة
ستة :الفقه ،والقراءة ،والورع ،والسن ،والنسب ،
والهجرة .قالوا :وليس المراد بالورع مجرد العدالة الموجأبة
لقبول الشهادة ،بل ما يزيد على ذلك من حسن السيرة
والعفة ومجانبة الشبهات ونحوها ،والشتهار بالعبادة .وأما
السن فالمعتبر سن مضى في السلم فل يقدم شيخ أسلم
قريبا على شاب نشأ في السلم أو أسلم قبله ،وهذا متفق
عليه عند أصحابنا ،وحجته رواية مسلم في صحيحه في
حديث أبي مسعود فأقدمهم إسلما بدل سنا ،والصحيح أنه
ل يعتبر الشيخوخآة ،بل يعتبر تفاوت السن لظاهر الحديث ،
وأشار بعضهم إلى اعتبارها والصواب الول ،وأما النسب
فنسب قريش معتبر بالتفاق ،وفي غيرهم وجأهان .
أحدهما :ل يعتبر غير قريش ،وأصحهما يعتبر كل نسب
يعتبر في الكفاءة كالعلماء والصلحاء ،فعلى هذا يقدم
الهاشمي والمطلبي على سائر قريش ويتساويان هما
فيقدم سائر قريش على سائر العرب على العجم .واحتج
البيهقي وغيره لعتبار النسب بحديث أبي هريرة رضي الله
عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :الناس تبع
لقريش في هذا الشأن مسلمهم تبع لمسلمهم وكافرهم
تبع لكافرهم رواه مسلم ،وهذا الحديث وإن كان واردا في
الخلفة فيستنبط منه إمامة الصلة .وأما الهجرة فيقدم
من هاجأر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على من لم
يهاجأر ،ومن تقدمت هجرته على من تأخآرت ،وكذا الهجرة
بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم من دار الحرب إلى دار
السلم معتبرة هكذا ،وأولد من هاجأر أو تقدمت هجرته
يقدمون على غيرهم ،هذا جأملة القول في الترجأيح ،فإن
اخآتص واحد بأحد السباب مع الستواء في الباقين من كل
وجأه قدم المختص ،ويقدم من له فقه وقراءة على من له
أحدهما ،وكذا من له ثلثة أسباب أو أكثر على من دونه .
وإن تعارضت السباب ففيه خآمسة أوجأه أصحها :عند
جأمهور أصحابنا وهو المنصوص الذي قطع به المصنف
والكثرون ونقله الشيخ أبو حامد عن الصحاب أن الفقه
مقدم على القرأ والورع وغيرهما ،لما ذكره المصنف .
وبهذا قال أبو حنيفة ومالك والوزاعي وأبو ثور .والوجأه
الثاني :القرأ مقدم على الجميع ،وهو قول ابن المنذر من
أصحابنا وبه قال الثوري وأحمد وإسحاق .والثالث :يستوي
الفقه والقرأ ول ترجأيح لتعادل الفضيلتين
____________________
) (4/244
فيهما وهذا ظاهر نصه في المختصر .والرابع :يقدم الورع
على الفقه والقرأ وغيرهما ،قاله الشيخ أبو محمد
الجويني ،وجأزم به البغوي والمتولي لن معظم مقصود
الصلة الخشوع والخضوع والتدبر ورجأاء إجأابة الدعاء ،
والورع أقرب إلى هذا ،وأما القراءة فهو عارف بالواجأب
منها والفقه يعرف منه المحتاج إليه غالبا ،أما ما يخاف
حدوثه في الصلة من فهم يحتاج إلى فقه كثير فأمر نادر ل
يفوت مقصود الورع بأمر متوهم .والخامس :أن السن
مقدم على الفقه وغيره حكاه الرافعي وهو غلط منابذ
للسنة الصحيحة ولنص الشافعي والصحاب والدليل ،وإذا
استويا في الفقه والقراءة ففيه طرق أحدهما :قاله الشيخ
أبو حامد وآخآرون يقدم السن والنسب على الهجرة فإن
تعارض سن ونسب كشاب قرشي وشيخ غير قرشي
فالجديد :تقدم الشيخ ،والقديم :الشاب ،واخآتار جأماعة
هذا القديم .والطريق الثاني :وجأزم به المتولي والبغوي
يقدم الهجرة على النسب والسن وأيهما يقدم فيه القولن
والثالث :وهي طريقة المصنف وآخآرين فيه قولن الجديد :
يقدم السن ثم النسب ثم الهجرة والقديم :يقدم النسب ثم
الهجرة ثم السن .وصحح المصنف القديم ،والمختار تقديم
الهجرة ثم السن لحديث أبي مسعود .وأما حديث مالك بن
الحويرث فإنما كان خآطابا له ولرفقته ،وكانوا في النسب
والهجرة والسلم متساوين ،وظاهر الحديث في
الصحيحين أنهم كانوا في الفقه والقراءة سواء ،فإنهم
هاجأروا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقاموا عنده
عشرين ليلة فصحبوه صحبة واحدة .واشتركوا في المدة
والسماع والرؤية فالظاهر تساويهم في جأميع الخصال إل
السن ،فلهذا قدمه ،وهذه قضية غير محتملة لما ذكرته أو
هو متعين فل يترك حديث أبي مسعود الصريح المسوق
لبيان الترجأيح بهذا والله أعلم .قال أصحابنا :فإن تساويا
في جأميع الصفات الست قدم بنظافة الثوب والبدن على
الوساخ ،وبطيب الصنعة وحسن الصوت وشبهها من
الفضائل ،ونقل المصنف والصحاب عن بعض متقدمي
العلماء أنه يقدم أحسنهم ،فقيل :أحسنهم وجأها وقيل :
أحسنهم ذكرا هكذا حكاه المصنف والصحاب .قال القاضي
أبو الطيب :هذان التقسيمان وجأهان لصحابنا أصحهما :
الثاني وقال المتولي :يقدم بنظافة الثوب ،ثم حسن
الصوت ثم حسن الصورة ،والمختار تقديم أحسنهم ذكرا ثم
أحسنهم صوتا ثم حسن الهيئة .وروى البيهقي حديثا أشار
إلى تضعيفه عن أبي زيد عمرو بن أخآطب النصاري عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال :إذا كانوا ثلثة فليؤمهم
أقرؤهم لكتاب الله عز وجأل فإن كانوا في القراءة سواء
فأكبرهم
____________________
) (4/245
سنا ،فإن كانوا في السن سواء ،فأحسنهم وجأها وينكر
على المصنف كونه حكاه عن بعض المتقدمين مع أنه حديث
مرفوع ،وإن كان ضعيفا .وحكى الشيخ أبو حامد وجأها أنه
يقدم الحسن وجأها على الروع والكثر طاعة وهذا الوجأه
غلط فاحش جأدا والله أعلم ،قال أصحابنا :وإذا تساويا من
كل وجأه وسمح أحدهما بتقديم الخآر وإل أقرع والله أعلم .
قال المصنف رحمه الله تعالى :وإذا اجأتمع هؤلء مع صاحب
البيت فصاحب البيت أولى منهم ،لما روى أبو مسعود
البدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
ل يؤمن الرجأل الرجأل في أهله ول سلطانه ول يجلس على
تكرمته ) في بيته ( إل بإذنه فإن حضر مالك الدار
والمستأجأر فالمستأجأر أولى .لنه أحق بالتصرف في
المنافع ،وإن حضر سيد العبد والعبد في دار جأعلها لسكنى
العبد فالسيد أولى ،لنه هو المالك في الحقيقة ،وإن
اجأتمع غير السيد مع العبد في الدار فالعبق أحق بالتصرف ،
وإن اجأتمع هؤلء وإمام المسجد فإمام المسجد أولى ،لما
روي أن ابن عمر رضي الله عنهما :كان له مولى يصلي في
المسجد فحضر فقدمه موله ،فقال له ابن عمر :أنت أحق
بالمامة في مسجدك وإن اجأتمع إمام المسلمين مع صاحب
البيت أو مع إمام المسجد فالمام أولى ،لن وليته عامة ،
ولنه راع وهم رعيته فكان تقديم الراعي أولى (1) .
____________________
-1الشرح :حديث أبي مسعود رواه مسلم ،والتكرمة بفتح
التاء وكسر الراء وهي ما يختص به النسان من فراش
ووسادة ونحوها .هذا هو المشهور .قال القاضي أبو
الطيب :وقيل هي المائدة .وروى مسلم ل يؤمن ول يجلس
بالياء المثناة تحت المضمومة على ما لم يسم فاعله ،
وبالمثناة فوق المفتوحة على الخطاب ،وأما الثر المذكور
عن ابن عمر فرواه الشافعي والبيهقي بإسناد حسن أو
صحيح عن نافع عن ابن عمر .وقوله :اجأتمع هؤلء مع
صاحب البيت ومع العبد وأشباهه ،هذا مما أنكره الحريري
في درة الغواص .وقال :ل يجوز اجأتمع فلن مع فلن وإنما
يقال :اجأتمع فلن وفلن .وقد استعمل الجوهري في
صحاحه اجأتمع فلن مع فلن وقد أوضحته في تهذي
) (4/246
اللغات .قال أصحابنا رحمهم الله :إذا حضر الوالي في
محل وليته قدم على جأميع الحاضرين فيقدم على الفقه
والقرأ والورع ،وعلى صاحب البيت وإمام المسجد إذا أذن
صاحب البيت ونحوه في إقامة الصلة في ملكه فإن لم
يتقدم الوالي قدم من شاء ممن يصلح للمامة وإن كان
غيره أصلح منه لن الحق فيها له فاخآتص بالتقدم والتقديم .
قال البغوي والرافعي :ويراعى في الولة تفاوت الدرجأة
فالمام العظم أولى من غيره ،ثم العلى فالعلى من
الولة والحكام ،وحكى الرافعي قول أن المالك أولى من
المام العظم ،وهذا شاذ غريب ضعيف جأدا ،ولو اجأتمع
قوم ل والي معهم في موضع ،فإن كان مسجدا فإمامه أحق
،وإن كان غير مسجد أو كان مسجدا ليس فيه إمام فساكن
الموضع بحق أولى بالتقديم والتقدم من الفقه وغيره ،
سواء سكنه بملك أو إجأارة أو عارية أو أسكنه سيده .ولو
حضر شريكان في البيت أو أحدهما والمستعير من الخآر لم
يتقدم غيرهما إل بإذنهما ول أحدهما إل بإذن الخآر ،فإن لم
يحضر إل أحدهما فهو أحق حيث يجوز انتفاعه ،ولو اجأتمع
المالك والمستأجأر فوجأهان الصحيح تقديم المستأجأر ،وبه
قع المصنف والكثرون لما ذكره المصنف والثاني :المالك
أحق لن المستأجأر إنما يملك السكنى حكاه الرافعي ،وإن
اجأتمع المعير والمستعير فوجأهان ،الصحيح وبه قطع
المصنف والجمهور المعير أحق والثاني :المستعير أحق لنه
الساكن .حكاه الرافعي ،ولو حضر السيد وعبده الساكن
فالسيد أولى بالتفاق ،لما ذكره المصنف ،سواء المأذون
له في التجارة وغيره ،ولو حضر السيد والمكاتب في دار
المكاتب فالمكاتب أولى والله أعلم .
قال المصنف رحمه الله تعالى :وإن اجأتمع مسافر ومقيم
فالمقيم أولى ،لنه إذا تقدم المقيم أتموا كلهم فل
يختلفون ،وإذا تقدم المسافر اخآتلفوا ) في الصلة ( ،وإن
اجأتمع حر وعبد فالحر أولى لنه موضع كمال والحر أكمل ،
وإن اجأتمع فاسق وعدل فالعدل أولى لنه أفضل ،وإن
اجأتمع ولد زنا وغيره فغيره أولى ،لنه كرهه عمر بن عبد
العزيز ومجاهد .وإن اجأتمع بصير وأعمى فالمنصوص أنهما
سواء ،لن في العمى فضيلة وهو أنه ل يرى ما يلهيه ،
وفي البصير فضيلة وهو أنه يجتنب النجاسة .وقال أبو
إسحاق المروزي :العمى أولى ،وعندي أن البصير أولى
لنه يجتنب النجاسة التي تفسد الصلة .والعمى يترك
النظر إلى ما يلهيه وذلك ل يفسد الصلة به (1) .
____________________
-1الشرح :هذه المسائل كلها كما قالها في الحكام
والدلئل ،إل أن مسألة البصير والعمى فيها ثلثة أوجأه
مشهورة ،ذكر المصنف منها وجأهين واخآتار الثالث لنفسه
وه
) (4/247
ترجأيح البصير وجأعله اخآتيارا له ،ولم يحكه وجأها للصحاب .
وهو وجأه حكاه شيخه القاضي أبو الطيب في تعليقه
وصاحب التتمة والرافعي وآخآرون والصحيح :عند الصحاب
أن البصير والعمى سواء .كما نص عليه الشافعي .وبه
قطع الشيخ أبو حامد وآخآرون .واتفقوا على أنه ل كراهة
في إمامة العمى للبصراء .قال أصحابنا :ويقدم العدل
على فاسق أفقه وأقرأ منه .لن الصلة وراء الفاسق وإن
كانت صحيحة فهي مكروهة .قال أصحابنا :والبالغ أولى
من الصبي وإن كان أفقه وأقرأ لن صلة البالغ واجأبة عليه .
فهو أحرص على المحافظة على حدودها ،ولنه مجمع على
صحة القتداء به بخلف الصبي .ولو اجأتمع صبي حر وبالغ
عبد فالعبد أولى لما ذكرناه .نقله القاضي أبو الطيب
وآخآرون في كتاب الجنائز .ولو اجأتمع حر غير فقيه ) وعبد
فقيه ( فأيهما أولى فيه ثلثة أوجأه كالبصير والعمى
الصحيح :تساويهما .قال أصحابنا :والحرة أولى من المة
لنها أكمل ولنه يلزمها ستر رأسها .فرع :ذكر المصنف
والصحاب أن المقيم أولى من المسافر .فلو صلى
المسافر بمقيم فهو خآلف الولى .وهل هو مكروه كراهة
تنزيه فيه قولن حكاهما البندنيجي والشيخ أبو حامد
والقاضي أبو الطيب وآخآرون .وقال في الم :يكره ،وفي
الملء ل يكره ،وهو الصح ،لنه لم يصح فيه نهي شرعي ،
هذا إذا لم يكن فيهم السلطان أو نائبه ،فإن كان فهو أحق
بالمامة وإن كان مسافرا .ذكره الشيخ أبو حامد
والبندنيجي والقاضي أبو الطيب وآخآرون .ول خآلف فيه ،
وكلم المصنف هنا وفي التنبيه محمول على إذا لم يكن
فيهم السلطان ول نائبه .فرع :قال البندنيجي وغيره :
وإمامة من ل يعرف أبوه كإمامة ولد الزنا فيكون بخلف
الولى ،وقال البندنيجي :هي مكروهة .فرع :الخصى
والمجبوب كالفحل في المامة ل فضيلة لبعضهم على بعض
،ذكره البندنيجي وغيره .فرع :في مسائل تتعلق بالباب
إحداها :القتداء بأصحاب المذاهب المخالفين بأن يقتدي
شافعي بحنفي ،وأما مالكي ل يرى قراءة البسملة في
الفاتحة ،ول ايجاب التشهد الخآير والصلة على النبي صلى
الله عليه وسلم ول ترتيب الوضوء وشبه ذلك .وضابطه أن
تكون صلة المام صحيحة في اعتقاده دون اعتقاد المأموم
أو عكسه لخآتلفهما في الفروع ،فيه أربعة أوجأه :أحدها :
الصحة مطلقا .قاله القفال اعتبارا باعتقاد المام والثاني :
ل يصح اقتداؤه مطلقا ،قاله أبو إسحاق السفراييني ،لنه
وإن أتى بما نشترطه ونوجأبه فل يعتقد وجأوبه فكأنه لم يأت
به والثالث :إن أتى بما نعتبره نحن لصحة الصلة صح
القتداء ،وإن ترك شيئا منه أو شككنا في تركه لم يصح
والرابع :وهو الصح ،وبه قال أبو إسحاق المروزي والشيخ
أبو حامد السفراييني والبندنيجي والقاضي أبو الطيب
والكثرون :إن حققنا تركه لشيء نعتبره لم يصح القتداء
وإن تحققنا التيان بجميعه أو شككنا صح وهذا يغلب اعقتاد
المأموم .هذا حاصل الخلف فيتفرع عليه :لو مس حنفي
امرأة أو ترك طمأنينة أو غيرها صح اقتداء الشافعي به عند
القفال وخآالفه الجمهور وهو الصحيح ،ولو صلى الحنفي
على وجأه ل يعتقده والشافعي يعتقده بأن احتجم أو افتصد
وصلى صح القتداء عند الجمهور وخآالفهم القفال .وقال
الودني والحليمي المامان الجليلن من أصحابنا :لو أم
ولي المر أو نائبه وترك البسملة والمأموم يرى وجأوبها ،
صحت صلته خآلفه عالما كان أو ناسيا ،وليس له المفارقة
لما فيه من الفتنة ،وقال الرافعي :وهذا حسن .ولو صلى
حنفي خآلف شافعي على وجأه ل يعتقده الحنفي بأن افتصد
ففيه الخلف إن اعتبرنا اعتقاد المام صح القتداء وإل فل .
وإذا صححنا اقتداء أحدهما بالخآر وصلى شافعي الصبح
خآلف حنفي ومكث المام بعد الركوع قليل وأمكن المأموم
القنوت قنت وإل تابعه وترك القنوت ويسجد للسهو على
الصح ،وهو اعتبار اعتقاد المأموم ،وإن اعتبرنا اعتقاد
المام لم يسجد ،ولو صلى الحنفي خآلف الشافعي الصبح
فترك المام القنوت وسجد للسهو تابعه المأموم ،فإن ترك
المام السجود سجد المأموم إن اعتبرنا اعتقاد المام وإل
فل .الثانية :لو صلت المة مكشوفة الرأس بحرائر
مستترات صحت صلة الجميع لن رأسها ليس بعورة بخلف
الحرة ،نص عليه الشافعي ،واتفقوا عليه .الثالثة :ل تكره
إمامة العبد للعبيد ول للحرار ،ولكن الحر أولى .هذا مذهبنا
ومذهب الجمهور .وقال أبو مجلز التابعي :تكره إمامته
مطلقا ،وهي رواية عن أبي حنيفة .وقال الضحاك :تكره
إمامته للحرار ول تكره للعبيد .الرابع :قال أبو الطيب :ل
يكره أن يؤم قوما فيهم أبوه أو أخ له أكبر منه ،هذا مذهبنا .
وقال عطاء :يكره .الخامسة :قال المصنف والصحاب :
غير ولد الزنا أولى بالمامة منه ول يقال إنه مكروه .وأما
قول الشيخ أبي حامد والعبدري أنه يكره عندنا وعند أبي
حنيفة فتساهل منه في تسميته مكروها ،وكرهه مجاهد
وعمر بن عبد العزيز .وقال مالك والليث يكره أن يكون
إماما راتبا .وقال الجمهور :ل بأس به ،ممن قال به عائشة
أم المؤمنين وعطاء والحسن والزهري والنخعي وعمرو بن
دينار وسليمان بن موسى والثوري والوزاعي وأحمد
وإسحاق وداود وابن المنذر .
____________________
) (4/248
فكأنه لم يأت به والثالث :إن أتى بما نعتبره نحن لصحة
الصلة صح القتداء ،وإن ترك شيئا منه أو شككنا في تركه
لم يصح والرابع :وهو الصح ،وبه قال أبو إسحاق المروزي
والشيخ أبو حامد السفراييني والبندنيجي والقاضي أبو
الطيب والكثرون :إن حققنا تركه لشيء نعتبره لم يصح
القتداء وإن تحققنا التيان بجميعه أو شككنا صح وهذا يغلب
اعقتاد المأموم .هذا حاصل الخلف فيتفرع عليه :لو مس
حنفي امرأة أو ترك طمأنينة أو غيرها صح اقتداء الشافعي
به عند القفال وخآالفه الجمهور وهو الصحيح ،ولو صلى
الحنفي على وجأه ل يعتقده والشافعي يعتقده بأن احتجم أو
افتصد وصلى صح القتداء عند الجمهور وخآالفهم القفال .
وقال الودني والحليمي المامان الجليلن من أصحابنا :لو
أم ولي المر أو نائبه وترك البسملة والمأموم يرى وجأوبها ،
صحت صلته خآلفه عالما كان أو ناسيا ،وليس له المفارقة
لما فيه من الفتنة ،وقال الرافعي :وهذا حسن .ولو صلى
حنفي خآلف شافعي على وجأه ل يعتقده الحنفي بأن افتصد
ففيه الخلف إن اعتبرنا اعتقاد المام صح القتداء وإل فل .
وإذا صححنا اقتداء أحدهما بالخآر وصلى شافعي الصبح
خآلف حنفي ومكث المام بعد الركوع قليل وأمكن المأموم
القنوت قنت وإل تابعه وترك القنوت ويسجد للسهو على
الصح ،وهو اعتبار اعتقاد المأموم ،وإن اعتبرنا اعتقاد
المام لم يسجد ،ولو صلى الحنفي خآلف الشافعي الصبح
فترك المام القنوت وسجد للسهو تابعه المأموم ،فإن ترك
المام السجود سجد المأموم إن اعتبرنا اعتقاد المام وإل
فل .الثانية :لو صلت المة مكشوفة الرأس بحرائر
مستترات صحت صلة الجميع لن رأسها ليس بعورة بخلف
الحرة ،نص عليه الشافعي ،واتفقوا عليه .الثالثة :ل تكره
إمامة العبد للعبيد ول للحرار ،ولكن الحر أولى .هذا مذهبنا
ومذهب الجمهور .وقال أبو مجلز التابعي :تكره إمامته
مطلقا ،وهي رواية عن أبي حنيفة .وقال الضحاك :تكره
إمامته للحرار ول تكره للعبيد .الرابع :قال أبو الطيب :ل
يكره أن يؤم قوما فيهم أبوه أو أخ له أكبر منه ،هذا مذهبنا .
وقال عطاء :يكره .الخامسة :قال المصنف والصحاب :
غير ولد الزنا أولى بالمامة منه ول يقال إنه مكروه .وأما
قول الشيخ أبي حامد والعبدري أنه يكره عندنا وعند أبي
حنيفة فتساهل منه في تسميته مكروها ،وكرهه مجاهد
وعمر بن عبد العزيز .وقال مالك والليث يكره أن يكون
إماما راتبا .وقال الجمهور :ل بأس به ،ممن قال به عائشة
أم المؤمنين وعطاء والحسن والزهري والنخعي وعمرو بن
دينار وسليمان بن موسى والثوري والوزاعي وأحمد
وإسحاق وداود وابن المنذر .
____________________
) (4/249
& باب موقف المام والمأموم &
قال المصنف رحمه الله تعالى :السنة أن يقف الرجأل
الواحد عن يمين المام لما روى ابن عباس رضي الله عنهما
قال :بت عند خآالتي ميمونة فقام رسول الله صلى الله
عليه وسلم يصلي فقمت عن يساره فجعلني عن يمينه فإن
وقف عن يساره رجأع إلى يمينه ،فإن لم يحسن علمه المام
كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم بابن عباس .فإن جأاء
آخآر أحرم عن يساره ثم يتقدم المام أو يتأخآر المأمومان ،
لما روى جأابر قال :قمت عن يسار رسول الله صلى الله
عليه وسلم فأخآذ بيدي فأدارني حتى أقامني عن يمينه وجأاء
جأبار بن صخر حتى قام عن يسار رسول الله صلى الله عليه
وسلم فأخآذ بأيدينا جأميعا فدفعنا حتى أقامنا خآلفه ولنه
قبل أن يحرم الثاني لم يتغير موقف الول ول يزول عن
موضعه .فإن حضر رجألن اصطفا خآلفه لحديث جأابر ،وإن
حضر رجأل وصبي اصطفا خآلفه .لما روى أنس قال :قام
رسول الله صلى الله عليه وسلم وصففت أنا واليتيم وراءه
،والعجوز من ورائنا فصلى بنا ركعتين وإن حضر رجأال
وصبيان يقدم الرجأال لقوله صلى الله عليه وسلم ليليني
منكم أولو الحلم والنهى ،ثم الذين يلونهم ،ثم الذين
يلونهم فإن كانت معهم امرأة وقفت خآلفهم لحديث أنس .
وإن كان معهم خآنثى وقف الخنثى خآلف الرجأال ،والمرأة
خآلف الخنثى لنه يجوز أن يكون امرأة فل يقف مع الرجأال .
)(1
____________________
-1الشرح :حديث ابن عباس رواه البخاري ومسلم ،وحديث
جأابر رواه مسلم وحديث أنس رواه البخاري ومسلم ،
وحديث ليلني منكم أولو الحلم والنهى رواه مسلم من
رواية عبد الله بن مسعود ،ومن رواية أبي مسعود النصاري
البدري عقبة بن عمرو ،وقوله صلى الله عليه وسل
) (4/250
ليليني ضبطناه في صحيح مسلم على وجأهين أحدهما :
ليلني بعد اللم نون مخففة ليس بينهما ياء والثاني :ليليني
بزيادة ياء مفتوحة وتشديد النون فهذان الوجأهان صحيحان ،
ورووه في صحيح مسلم بهما وربما قرأه بعض الناس
بإسكان الياء وتخفيف النون وهذا باطل من حيث الرواية
فاسد من حيث العربية قوله :صلى الله عليه وسلم أولو
الحلم و النهى معناه البالغون العقلء الكاملون في
الفضيلة قوله :عن يساره بفتح الياء وكسرها والفتح أفصح
عند الجمهور وعكسه ابن دريد .والصبيان بكسر الصاد على
المشهور وحكى ابن دريد كسرها وضمها ،والعجوز المذكور
في حديث أنس هي أم سليم كذا جأاء مبينا في صحيح
البخاري وغيره ،واليتيم اسمه ضميرة بن سعد الحميري
المدني وجأبار بن صخر بجيم مفتوحة ثم باء موحدة مشددة
وهو أبو عبد الله بن جأبار بن صخر بن أمية النصاري
السلمي بفتح السين واللم المدني شهد العقبة وبدرا وأحدا
والخندق وسائر المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه
وسلم توفي بالمدينة سنة ثلثين رضي الله عنه .أما أحكام
الفصل :ففيه مسائل إحداها :السنة أن يقف المأموم
الواحد عن يمين المام رجأل كان أو صبيا قال أصحابنا :
ويستحب أن يتأخآر عن مساواة المام قليل فإن خآالف
ووقف عن يساره أو خآلفه له أن يتحول إلى يساره ويحترز
عن أفعال تبطل الصلة ،فإن لم يتحول استحب للمام أن
يحوله لحديث ابن عباس ،فإن استمر على اليسار أو خآلفه
كره وصحت صلته عندنا بالتفاق .الثانية :إذا حضر إمام
ومأمومان تقدم المام واصطفا خآلفه سواء كانا رجألين أو
صبيين أو رجأل وصبيا .هذا مذهبنا ومذهب العلماء كافة إل
عبد الله بن مسعود وصاحبيه علقمة والسود فإنهم قالوا :
يكون المام والمأمون كلهم صفا واحدا ثبت هذا عن ابن
مسعود في صحيح مسلم .دليلنا حديث جأابر السابق قال
أصحابنا :فإن حضر إمام ومأموم وأحرم عن يمينه ثم جأاء
آخآر أحرم عن يساره ثم إن كان قدام المام سعة وليس
وراء المأمومين سعة تقدم المام ،وإن كان وراءهما سعة
وليست قدامه تأخآرا ،وإن كان قدامه سعة ووراءهما سعة
تقدم أو تأخآرا ،وأيهما أفضل فيه وجأهان الصحيح :اللذي
قطع به الشيخ أبو حامد والكثرون تأخآرهما لن المام
متبوع فل ينتقل والثاني :تقدمه قال القفال والقاضي أبو
الطيب :لنه يبصر ما بين يديه ولنه فعل شخص فهو أخآف
____________________
) (4/251
من شخصين ،هذا إذا جأاء المأموم الثاني في القيام ،فإن
جأاء في التشهد والسجود فل تقدم ول تأخآر حتى يقوموا ،
ول خآلف أن التقدم والتأخآر ل يكون إل بعد احرام المأموم
الثاني كما ذكرنا وقد نبه عليه المصنف بقوله ،ثم يتقدم
المام أو يتأخآرا .فرع :قال الشافعي رحمه الله في الم :
لو وقف المأموم عن يسار المام أو خآلفه كرهت ذلك لهما ،
ول إعادة قال :ولو أم اثنين فوقفا عن يمينه أو يساره أو
أحدهما عن يمينه والخآر عن يساره أو أحدهما بجنبه والخآر
خآلفه ،أو أحدهما خآلفه والخآر خآلف الول كرهت ذلك ول
إعادة ول سجود سهو لحديث ابن عباس وأنس هذا نصه .
واتفق الصحاب عليه .الثالثة :إذا حضر كثيرون من الرجأال
والصبيان يقدم الرجأال ثم الصبيان ،هذا هو المذهب ،وبه
قطع الجمهور وفيه وجأه حكاه الشيخ أبو حامد والبندنيجي
والقاضي أبو الطيب وصاحبا المستظهري والبيان وغيرهم
أنه يستحب أن يقف بين كل رجألين صبي ليتعلموا منهم
أفعال الصلة ،والصحيح الول لقوله صلى الله عليه وسلم
ليليني منكم أولو الحلم والنهى ثم الذين يلونهم .وأما
تعلم الصلة فيمكن وإن كانوا خآلفهم ،وإن حضر رجأال
وصبيان وخآناثى ونساء تقدم الرجأال ثم الصبيان ثم الخناثى
ثم النساء لما ذكره المصنف ،فإن حضر رجأال وخآنثى
وامرأة وقف الخنثى خآلف الرجأال وحده ،والمرأة خآلفه
وحدها ،فإن كان معهم صبي دخآل في صف الرجأال ،وإن
حضر إمام وصبي وامرأة وخآنثى وقف الصبي عن يمينه
والخنثى خآلفهما والمرأة خآلفه .فرع :هذا الذي ذكرناه كله
في موقف الرجأال غير العراة ،فإن كانوا عراة فقد سبق
في باب ستر العورة أنه إن كانوا عميا أو في ظلمة صلوا
جأماعة ويقدم عليهم إمامهم ،وإن كانوا بصراء في ضوء
فهل الفضل أن يصلوا جأماعة أو فرادى فيه خآلف ،فإن
قلنا :جأماعة وقف إمامهم وسطهم وسبق هناك أيضا أن
النساء الخلص العاريات والكاسيات تقف إمامتهن وسطهن
،ولو صلى خآنثى بنسوة تقدم عليهن ،قال أصحابنا :هذا
كله مستحب ومخالفته مكروهة ول تبطل الصلة .فرع :
السنة عندنا أن يقف المأموم الواحد عن يمين المام كما
ذكرنا وبهذا قال العلماء كافة إل ما حكاه القاضي أبو الطيب
وغيره عن سعيد ابن المسيب أنه يقف عن يساره ،وعن
النخعي أن يقف وراءه إلى أن يريد المام أن يركع ،فإن لم
يجىء مأموم آخآر
____________________
) (4/252
تقدم فوقف عن يمينه ،وهذان المذهبان فاسدان ودليل
الجمهور حديث ابن عباس وحديث جأابر وغيرهما .
قال المصنف رحمه الله تعالى :والسنة أن ل تكون موضع
المام أعل من موضع المأموم ،لما روي أن حذيفة صلى
على دكان والناس أسفل منه فجذبه سلمان حتى أقامه ،
فلما انصرف قال :أما علمت أن أصحابك يكرهون أن يصلي
المام على شيء وهم أسفل منه قال حذيفة :بلى قد
ذكرت حين جأذبتني وكذلك ل يكون موضع المأموم أعل من
موضع المام لنه إذا كره أن يعلو المام فلن يكره أن يعلو
المأموم أولى ،فإن أراد المام تعليم المأمومين أفعال
الصلة فالسنة أن يقف على موضع عال لما روى سهل بن
سعد رضي الله عنه قال :صلى رسول الله صلى الله عليه
وسلم على المنبر فكبر وكبر الناس وراءه فقرأ وركع وركع
الناس خآلفه ثم رفع ثم رجأع القهقري فسجد على الرض ثم
عاد إلى المنبر ،ثم قرأ ثم ركع ثم رفع رأسه ثم رجأع
القهقرى حتى سجد بالرض ثم أقبل على الناس فقال :
إنما صنعت هذا لتأتموا بي ولتعلموا صلتي ولن الرتفاع
في هذه الحالة أبلغ في العلم فكان أولى (1) .
____________________
-1الشرح :حديث سهل بن سعد رواه البخاري ومسلم من
طرق وقوله :لتعلموا بفتح العين وتشديد اللم أي تعلموا
صفتها ،وأما قصة حذيفة وسلمان فهكذا وقع في المهذب
أن سلمان جأذب حذيفة ،وقد رواه البيهقي في السنن
الكبرى هكذا بإسناد ضعيف جأدا ،والمشهور المعروف
فجذبه أبو مسعود وهو البدري النصاري ،هكذا رواه
الشافعي وأبو داود والبيهقي ،ومن ل يحصى من كبار
المحدثين ومصنفيهم ،وإسناده صحيح ،ويقال جأذب وجأبذ
لغتان مشهورتان قوله :فلن يكره هو بفتح اللم ،وسبق
في كتاب الطهارة إيضاحه والقهقرى بفتح القافين المشي
إلى خآلف .قال أصحابنا :يكره أن يكون موضع المام أو
المأموم أعل من موضع الخآر فإن احتيج إليه لتعليمهم
أفعال الصلة أو ليبلغ المأموم القوم تكبيرات المام ونحو
ذلك استحب الرتفاع لتحصيل هذا المقصود ،هذا مذهبنا
وهو رواي
) (4/253
عن أبي حنيفة ،وعنه رواية أنه يكره الرتفاع مطلقا ،وبه
قال مالك والوزاعي ،وحكى الشيخ أبو حامد عن الوزاعي
أنه قال :تبطل به الصلة .
قال المصنف رحمه الله تعالى :السنة أن تقف إمامة
النساء وسطهن ،لما روي أن عائشة وأم سلمة أمتا نساء
فقامتا وسطهن .وكذا إذا اجأتمع الرجأال وهم عراة فالسنة
أن يقف المام وسطهن لنه أستر (1) .الشرح :حديث ابن
عباس ثابت من طرق في صحيح البخاري ومسلم ،وحديث
أبي بكرة رواه البخاري ومسلم من رواية أبي بكرة .وينكر
على المصنف قوله في حديث ابن عباس :روي بصيغة
التمريض ،الموضوعة للضعيف ،وقد سبق مرات التنبيه
على مثل هذا ،وقوله لبي بكرة :ول تعد بفتح التاء وضم
العين قيل معناه ل تعد إلى الحرام خآارج الصف ،وقيل :ل
تعد إلى التأخآر عن الصلة إلى هذا الوقت ،وقيل :ل تعد
إلى اتيان الصلة مسرعا .
____________________
-1الشرح :هذا الفصل سبق شرحه قريبا ،وحديثا إمامة
عائشة وأم سلمة رواهما الشافعي في مسنده ،والبيهقي
في سننه بإسنادين حسنين ،ويقال :وسط الصف بإسكان
السين ،قال الجوهري :تقول :جألست وسط القوم
بالسكان لنه ظرف ،وجألست وسط الدار بالفتح لنه اسم ،
قال :وكل موضع يصلح فيه بين فهو وسط بالسكان ،وما
ل يصلح فهو بالفتح ،وربما سكن وليس بالوجأه وقال
الزهري :كل ما كان بين بعضه من بعض كوسط الفلة
والصف والمسبحة وحلقة النساء فهو وسط بالسكان ،وما
كان مصمتا ل يبين كالدار والساحة والراحة فوسط بالفتح ،
قال :وأجأازوا في المفتوح السكان ولم يجيزوا في
الساكن الفتح والله أعلم .
قال المصنف رحمه الله تعالى :فإن خآالفوا فيما ذكرناه
فوقف الرجأل عن يسار المام أو خآلفه وحده أو وقفت
المرأة مع الرجأل أو أمامه لم تبطل الصلة لما ر