PUBLIKASI PENDIDIKAN: Kumpulan Kitab Islam Klasik ƒΘΩñΩφπ 007

‫‪http://www.shamela.ws‬‬
‫تم إعداد هذا الملف آليا بواسطة المكتبة الشاملة‬
‫المجموع‬
‫النووي‬
‫سنة الولدة ‪ /‬سنة الوفاة‬
‫تحقيق‬
‫الناشر دار الفكر‬
‫سنة النشر ‪1997‬م‬
‫مكان النشر بيروت‬
‫عدد الجأزاء ‪1‬‬
‫فرع ‪ :‬ل تكره إمامة العرابي للقروي إذا كان يحسن الصلة‬
‫‪ ،‬هذا مذهبنا وحكاه ابن المنذر عن الثوري و الشافعي‬
‫وأصحاب الرأي وإسحاق ) وقال ( وبه أقول قال ‪ :‬وكرهه‬
‫أبو مجلز ومالك ‪.‬‬
‫قال المصنف رحمه الله تعالى ‪ :‬السنة إن يؤم القوم‬
‫أقرؤهم وأفقههم لما روى أبو مسعود البدري رضي الله‬
‫عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ‪ :‬يؤم القوم‬
‫أقرؤهم لكتاب الله تعالى وأكثرهم قراءة ‪ ،‬فإن كانت‬
‫قراءتهم سواء فليؤمهم أقدمهم هجرة فإن كانوا في‬
‫الهجرة سواء فليؤمهم أكبرهم سنا وكان أكثر الصحابة‬
‫رضي الله عنهم قراءة أكثرهم فقها لنهم كانوا يقرأون‬

‫الية ويتعلمون أحكامها ولن الصلة تفتقر صحتها إلى‬
‫القراءة والفقه فقدم أهلهما ) على غيرهما ( فإن زاد‬
‫أحدهما في القراءة أو الفقه قدم على الخآر وإن زاد‬
‫أحدهما في الفقه وزاد الخآر في القراءة فالفقه أولى ‪،‬‬
‫لنه ربما حدث في الصلة حادثة يحتاج إلى الجأتهاد فإن‬
‫استويا في الفقه والقراءة ففيه قولن ‪ ،‬قال في القديم ‪:‬‬
‫يقدم الشرف ‪ ،‬ثم القدم هجرة ‪ ،‬ثم السن وهو الصح لنه‬
‫قدم الهجرة على السن في حديث أبي مسعود البدري ‪ ،‬ول‬
‫خآلف أن الشرف مقدم على الهجرة ‪ ،‬فإذا قدمت الهجرة‬
‫على السن فلن يقدم عليه الشرف أولى ‪ ،‬وقال في الجديد‬
‫‪ :‬يقدم السن ثم الشرف ثم القدم هجرة لما روى مالك بن‬
‫الحويرث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ‪ :‬صلوا كما‬
‫رأيتموني أصلي وليؤذن لكم أحدكم وليؤمكم أكبركم ولن‬
‫الكبر اخآشع في الصلة فكان أولى والسن الذي يستحق به‬

‫التقديم السن في السلم ‪ ،‬فأما إذا شاخ في الكفر ثم‬
‫أسلم لم يقدم على شاب نشأ في السلم ‪ ،‬والشرف الذي‬
‫يستحق به التقديم أن يكون من قريش والهجرة أن يكون‬
‫ممن هاجأر من مكة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أو‬
‫من أولدهم ‪ ،‬فإن استويا في ذلك فقد قال بعض‬

‫المتقدمين ‪ :‬يقدم أحسنهم فمن أصحابنا من قال ‪:‬‬
‫أحسنهم صورة ‪ ،‬ومنهم من قال ‪ :‬أراد أحسنهم ذكرا ‪(1) .‬‬
‫____________________‬
‫‪ -1‬الشرح ‪ :‬حديث أبي مسعود رواه مسلم باللفظ الذي‬
‫ذكرته هنا ‪ ،‬واسم أبي مسعود عقبة بن عمرو النصاري‬
‫سكن بدرا ولم يشهدها في قول الكثرين ‪ ،‬وقال المحمدون‬
‫محمد بن شهاب الزهري ومحمد بن إسحاق صاحب المغازي‬
‫ومحمد بن إسماعي‬

‫) ‪(4/243‬‬

‫البخاري ‪ :‬شهدها وأما حديث مالك بن الحويرث أن النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم قال صلوا كما رأيتموني أصلي وليؤذن‬
‫لكن أحدكم وليؤمكم أكبركم فرواه البخاري ‪ .‬أما حكم‬
‫المسألة ‪ :‬فقال أصحابنا ‪ :‬السباب المرجأحة في المامة‬
‫ستة ‪ :‬الفقه ‪ ،‬والقراءة ‪ ،‬والورع ‪ ،‬والسن ‪ ،‬والنسب ‪،‬‬
‫والهجرة ‪ .‬قالوا ‪ :‬وليس المراد بالورع مجرد العدالة الموجأبة‬
‫لقبول الشهادة ‪ ،‬بل ما يزيد على ذلك من حسن السيرة‬
‫والعفة ومجانبة الشبهات ونحوها ‪ ،‬والشتهار بالعبادة ‪ .‬وأما‬
‫السن فالمعتبر سن مضى في السلم فل يقدم شيخ أسلم‬

‫قريبا على شاب نشأ في السلم أو أسلم قبله ‪ ،‬وهذا متفق‬
‫عليه عند أصحابنا ‪ ،‬وحجته رواية مسلم في صحيحه في‬
‫حديث أبي مسعود فأقدمهم إسلما بدل سنا ‪ ،‬والصحيح أنه‬
‫ل يعتبر الشيخوخآة ‪ ،‬بل يعتبر تفاوت السن لظاهر الحديث ‪،‬‬
‫وأشار بعضهم إلى اعتبارها والصواب الول ‪ ،‬وأما النسب‬
‫فنسب قريش معتبر بالتفاق ‪ ،‬وفي غيرهم وجأهان ‪.‬‬
‫أحدهما ‪ :‬ل يعتبر غير قريش ‪ ،‬وأصحهما يعتبر كل نسب‬
‫يعتبر في الكفاءة كالعلماء والصلحاء ‪ ،‬فعلى هذا يقدم‬
‫الهاشمي والمطلبي على سائر قريش ويتساويان هما‬
‫فيقدم سائر قريش على سائر العرب على العجم ‪ .‬واحتج‬
‫البيهقي وغيره لعتبار النسب بحديث أبي هريرة رضي الله‬
‫عنه قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ :‬الناس تبع‬
‫لقريش في هذا الشأن مسلمهم تبع لمسلمهم وكافرهم‬

‫تبع لكافرهم رواه مسلم ‪ ،‬وهذا الحديث وإن كان واردا في‬
‫الخلفة فيستنبط منه إمامة الصلة ‪ .‬وأما الهجرة فيقدم‬
‫من هاجأر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على من لم‬
‫يهاجأر ‪ ،‬ومن تقدمت هجرته على من تأخآرت ‪ ،‬وكذا الهجرة‬
‫بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم من دار الحرب إلى دار‬
‫السلم معتبرة هكذا ‪ ،‬وأولد من هاجأر أو تقدمت هجرته‬

‫يقدمون على غيرهم ‪ ،‬هذا جأملة القول في الترجأيح ‪ ،‬فإن‬
‫اخآتص واحد بأحد السباب مع الستواء في الباقين من كل‬
‫وجأه قدم المختص ‪ ،‬ويقدم من له فقه وقراءة على من له‬
‫أحدهما ‪ ،‬وكذا من له ثلثة أسباب أو أكثر على من دونه ‪.‬‬
‫وإن تعارضت السباب ففيه خآمسة أوجأه أصحها ‪ :‬عند‬
‫جأمهور أصحابنا وهو المنصوص الذي قطع به المصنف‬
‫والكثرون ونقله الشيخ أبو حامد عن الصحاب أن الفقه‬
‫مقدم على القرأ والورع وغيرهما ‪ ،‬لما ذكره المصنف ‪.‬‬
‫وبهذا قال أبو حنيفة ومالك والوزاعي وأبو ثور ‪ .‬والوجأه‬
‫الثاني ‪ :‬القرأ مقدم على الجميع ‪ ،‬وهو قول ابن المنذر من‬
‫أصحابنا وبه قال الثوري وأحمد وإسحاق ‪ .‬والثالث ‪ :‬يستوي‬
‫الفقه والقرأ ول ترجأيح لتعادل الفضيلتين‬
‫____________________‬

‫) ‪(4/244‬‬

‫فيهما وهذا ظاهر نصه في المختصر ‪ .‬والرابع ‪ :‬يقدم الورع‬
‫على الفقه والقرأ وغيرهما ‪ ،‬قاله الشيخ أبو محمد‬
‫الجويني ‪ ،‬وجأزم به البغوي والمتولي لن معظم مقصود‬
‫الصلة الخشوع والخضوع والتدبر ورجأاء إجأابة الدعاء ‪،‬‬

‫والورع أقرب إلى هذا ‪ ،‬وأما القراءة فهو عارف بالواجأب‬
‫منها والفقه يعرف منه المحتاج إليه غالبا ‪ ،‬أما ما يخاف‬
‫حدوثه في الصلة من فهم يحتاج إلى فقه كثير فأمر نادر ل‬
‫يفوت مقصود الورع بأمر متوهم ‪ .‬والخامس ‪ :‬أن السن‬
‫مقدم على الفقه وغيره حكاه الرافعي وهو غلط منابذ‬
‫للسنة الصحيحة ولنص الشافعي والصحاب والدليل ‪ ،‬وإذا‬
‫استويا في الفقه والقراءة ففيه طرق أحدهما ‪ :‬قاله الشيخ‬
‫أبو حامد وآخآرون يقدم السن والنسب على الهجرة فإن‬
‫تعارض سن ونسب كشاب قرشي وشيخ غير قرشي‬
‫فالجديد ‪ :‬تقدم الشيخ ‪ ،‬والقديم ‪ :‬الشاب ‪ ،‬واخآتار جأماعة‬
‫هذا القديم ‪ .‬والطريق الثاني ‪ :‬وجأزم به المتولي والبغوي‬
‫يقدم الهجرة على النسب والسن وأيهما يقدم فيه القولن‬

‫والثالث ‪ :‬وهي طريقة المصنف وآخآرين فيه قولن الجديد ‪:‬‬
‫يقدم السن ثم النسب ثم الهجرة والقديم ‪ :‬يقدم النسب ثم‬
‫الهجرة ثم السن ‪ .‬وصحح المصنف القديم ‪ ،‬والمختار تقديم‬
‫الهجرة ثم السن لحديث أبي مسعود ‪ .‬وأما حديث مالك بن‬
‫الحويرث فإنما كان خآطابا له ولرفقته ‪ ،‬وكانوا في النسب‬
‫والهجرة والسلم متساوين ‪ ،‬وظاهر الحديث في‬
‫الصحيحين أنهم كانوا في الفقه والقراءة سواء ‪ ،‬فإنهم‬

‫هاجأروا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقاموا عنده‬
‫عشرين ليلة فصحبوه صحبة واحدة ‪ .‬واشتركوا في المدة‬
‫والسماع والرؤية فالظاهر تساويهم في جأميع الخصال إل‬
‫السن ‪ ،‬فلهذا قدمه ‪ ،‬وهذه قضية غير محتملة لما ذكرته أو‬
‫هو متعين فل يترك حديث أبي مسعود الصريح المسوق‬
‫لبيان الترجأيح بهذا والله أعلم ‪ .‬قال أصحابنا ‪ :‬فإن تساويا‬
‫في جأميع الصفات الست قدم بنظافة الثوب والبدن على‬
‫الوساخ ‪ ،‬وبطيب الصنعة وحسن الصوت وشبهها من‬
‫الفضائل ‪ ،‬ونقل المصنف والصحاب عن بعض متقدمي‬
‫العلماء أنه يقدم أحسنهم ‪ ،‬فقيل ‪ :‬أحسنهم وجأها وقيل ‪:‬‬
‫أحسنهم ذكرا هكذا حكاه المصنف والصحاب ‪ .‬قال القاضي‬
‫أبو الطيب ‪ :‬هذان التقسيمان وجأهان لصحابنا أصحهما ‪:‬‬
‫الثاني وقال المتولي ‪ :‬يقدم بنظافة الثوب ‪ ،‬ثم حسن‬
‫الصوت ثم حسن الصورة ‪ ،‬والمختار تقديم أحسنهم ذكرا ثم‬
‫أحسنهم صوتا ثم حسن الهيئة ‪ .‬وروى البيهقي حديثا أشار‬
‫إلى تضعيفه عن أبي زيد عمرو بن أخآطب النصاري عن‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم قال ‪ :‬إذا كانوا ثلثة فليؤمهم‬
‫أقرؤهم لكتاب الله عز وجأل فإن كانوا في القراءة سواء‬
‫فأكبرهم‬
‫____________________‬


‫) ‪(4/245‬‬

‫سنا ‪ ،‬فإن كانوا في السن سواء ‪ ،‬فأحسنهم وجأها وينكر‬
‫على المصنف كونه حكاه عن بعض المتقدمين مع أنه حديث‬
‫مرفوع ‪ ،‬وإن كان ضعيفا ‪ .‬وحكى الشيخ أبو حامد وجأها أنه‬
‫يقدم الحسن وجأها على الروع والكثر طاعة وهذا الوجأه‬
‫غلط فاحش جأدا والله أعلم ‪ ،‬قال أصحابنا ‪ :‬وإذا تساويا من‬
‫كل وجأه وسمح أحدهما بتقديم الخآر وإل أقرع والله أعلم ‪.‬‬
‫قال المصنف رحمه الله تعالى ‪ :‬وإذا اجأتمع هؤلء مع صاحب‬
‫البيت فصاحب البيت أولى منهم ‪ ،‬لما روى أبو مسعود‬

‫البدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ‪:‬‬
‫ل يؤمن الرجأل الرجأل في أهله ول سلطانه ول يجلس على‬
‫تكرمته ) في بيته ( إل بإذنه فإن حضر مالك الدار‬
‫والمستأجأر فالمستأجأر أولى ‪ .‬لنه أحق بالتصرف في‬
‫المنافع ‪ ،‬وإن حضر سيد العبد والعبد في دار جأعلها لسكنى‬
‫العبد فالسيد أولى ‪ ،‬لنه هو المالك في الحقيقة ‪ ،‬وإن‬
‫اجأتمع غير السيد مع العبد في الدار فالعبق أحق بالتصرف ‪،‬‬
‫وإن اجأتمع هؤلء وإمام المسجد فإمام المسجد أولى ‪ ،‬لما‬

‫روي أن ابن عمر رضي الله عنهما ‪ :‬كان له مولى يصلي في‬
‫المسجد فحضر فقدمه موله ‪ ،‬فقال له ابن عمر ‪ :‬أنت أحق‬
‫بالمامة في مسجدك وإن اجأتمع إمام المسلمين مع صاحب‬
‫البيت أو مع إمام المسجد فالمام أولى ‪ ،‬لن وليته عامة ‪،‬‬
‫ولنه راع وهم رعيته فكان تقديم الراعي أولى ‪(1) .‬‬
‫____________________‬
‫‪ -1‬الشرح ‪ :‬حديث أبي مسعود رواه مسلم ‪ ،‬والتكرمة بفتح‬
‫التاء وكسر الراء وهي ما يختص به النسان من فراش‬
‫ووسادة ونحوها ‪ .‬هذا هو المشهور ‪ .‬قال القاضي أبو‬
‫الطيب ‪ :‬وقيل هي المائدة ‪ .‬وروى مسلم ل يؤمن ول يجلس‬
‫بالياء المثناة تحت المضمومة على ما لم يسم فاعله ‪،‬‬
‫وبالمثناة فوق المفتوحة على الخطاب ‪ ،‬وأما الثر المذكور‬
‫عن ابن عمر فرواه الشافعي والبيهقي بإسناد حسن أو‬
‫صحيح عن نافع عن ابن عمر ‪ .‬وقوله ‪ :‬اجأتمع هؤلء مع‬
‫صاحب البيت ومع العبد وأشباهه ‪ ،‬هذا مما أنكره الحريري‬
‫في درة الغواص ‪ .‬وقال ‪ :‬ل يجوز اجأتمع فلن مع فلن وإنما‬
‫يقال ‪ :‬اجأتمع فلن وفلن ‪ .‬وقد استعمل الجوهري في‬
‫صحاحه اجأتمع فلن مع فلن وقد أوضحته في تهذي‬

‫) ‪(4/246‬‬


‫اللغات ‪ .‬قال أصحابنا رحمهم الله ‪ :‬إذا حضر الوالي في‬
‫محل وليته قدم على جأميع الحاضرين فيقدم على الفقه‬
‫والقرأ والورع ‪ ،‬وعلى صاحب البيت وإمام المسجد إذا أذن‬
‫صاحب البيت ونحوه في إقامة الصلة في ملكه فإن لم‬
‫يتقدم الوالي قدم من شاء ممن يصلح للمامة وإن كان‬
‫غيره أصلح منه لن الحق فيها له فاخآتص بالتقدم والتقديم ‪.‬‬
‫قال البغوي والرافعي ‪ :‬ويراعى في الولة تفاوت الدرجأة‬
‫فالمام العظم أولى من غيره ‪ ،‬ثم العلى فالعلى من‬
‫الولة والحكام ‪ ،‬وحكى الرافعي قول أن المالك أولى من‬

‫المام العظم ‪ ،‬وهذا شاذ غريب ضعيف جأدا ‪ ،‬ولو اجأتمع‬
‫قوم ل والي معهم في موضع ‪ ،‬فإن كان مسجدا فإمامه أحق‬
‫‪ ،‬وإن كان غير مسجد أو كان مسجدا ليس فيه إمام فساكن‬
‫الموضع بحق أولى بالتقديم والتقدم من الفقه وغيره ‪،‬‬
‫سواء سكنه بملك أو إجأارة أو عارية أو أسكنه سيده ‪ .‬ولو‬
‫حضر شريكان في البيت أو أحدهما والمستعير من الخآر لم‬
‫يتقدم غيرهما إل بإذنهما ول أحدهما إل بإذن الخآر ‪ ،‬فإن لم‬
‫يحضر إل أحدهما فهو أحق حيث يجوز انتفاعه ‪ ،‬ولو اجأتمع‬
‫المالك والمستأجأر فوجأهان الصحيح تقديم المستأجأر ‪ ،‬وبه‬

‫قع المصنف والكثرون لما ذكره المصنف والثاني ‪ :‬المالك‬
‫أحق لن المستأجأر إنما يملك السكنى حكاه الرافعي ‪ ،‬وإن‬
‫اجأتمع المعير والمستعير فوجأهان ‪ ،‬الصحيح وبه قطع‬
‫المصنف والجمهور المعير أحق والثاني ‪ :‬المستعير أحق لنه‬
‫الساكن ‪ .‬حكاه الرافعي ‪ ،‬ولو حضر السيد وعبده الساكن‬
‫فالسيد أولى بالتفاق ‪ ،‬لما ذكره المصنف ‪ ،‬سواء المأذون‬
‫له في التجارة وغيره ‪ ،‬ولو حضر السيد والمكاتب في دار‬
‫المكاتب فالمكاتب أولى والله أعلم ‪.‬‬
‫قال المصنف رحمه الله تعالى ‪ :‬وإن اجأتمع مسافر ومقيم‬
‫فالمقيم أولى ‪ ،‬لنه إذا تقدم المقيم أتموا كلهم فل‬
‫يختلفون ‪ ،‬وإذا تقدم المسافر اخآتلفوا ) في الصلة ( ‪ ،‬وإن‬
‫اجأتمع حر وعبد فالحر أولى لنه موضع كمال والحر أكمل ‪،‬‬
‫وإن اجأتمع فاسق وعدل فالعدل أولى لنه أفضل ‪ ،‬وإن‬
‫اجأتمع ولد زنا وغيره فغيره أولى ‪ ،‬لنه كرهه عمر بن عبد‬
‫العزيز ومجاهد ‪ .‬وإن اجأتمع بصير وأعمى فالمنصوص أنهما‬
‫سواء ‪ ،‬لن في العمى فضيلة وهو أنه ل يرى ما يلهيه ‪،‬‬
‫وفي البصير فضيلة وهو أنه يجتنب النجاسة ‪ .‬وقال أبو‬
‫إسحاق المروزي ‪ :‬العمى أولى ‪ ،‬وعندي أن البصير أولى‬
‫لنه يجتنب النجاسة التي تفسد الصلة ‪ .‬والعمى يترك‬
‫النظر إلى ما يلهيه وذلك ل يفسد الصلة به ‪(1) .‬‬

‫____________________‬
‫‪ -1‬الشرح ‪ :‬هذه المسائل كلها كما قالها في الحكام‬
‫والدلئل ‪ ،‬إل أن مسألة البصير والعمى فيها ثلثة أوجأه‬
‫مشهورة ‪ ،‬ذكر المصنف منها وجأهين واخآتار الثالث لنفسه‬
‫وه‬

‫) ‪(4/247‬‬

‫ترجأيح البصير وجأعله اخآتيارا له ‪ ،‬ولم يحكه وجأها للصحاب ‪.‬‬
‫وهو وجأه حكاه شيخه القاضي أبو الطيب في تعليقه‬
‫وصاحب التتمة والرافعي وآخآرون والصحيح ‪ :‬عند الصحاب‬
‫أن البصير والعمى سواء ‪ .‬كما نص عليه الشافعي ‪ .‬وبه‬
‫قطع الشيخ أبو حامد وآخآرون ‪ .‬واتفقوا على أنه ل كراهة‬
‫في إمامة العمى للبصراء ‪ .‬قال أصحابنا ‪ :‬ويقدم العدل‬
‫على فاسق أفقه وأقرأ منه ‪ .‬لن الصلة وراء الفاسق وإن‬
‫كانت صحيحة فهي مكروهة ‪ .‬قال أصحابنا ‪ :‬والبالغ أولى‬
‫من الصبي وإن كان أفقه وأقرأ لن صلة البالغ واجأبة عليه ‪.‬‬
‫فهو أحرص على المحافظة على حدودها ‪ ،‬ولنه مجمع على‬
‫صحة القتداء به بخلف الصبي ‪ .‬ولو اجأتمع صبي حر وبالغ‬
‫عبد فالعبد أولى لما ذكرناه ‪ .‬نقله القاضي أبو الطيب‬
‫وآخآرون في كتاب الجنائز ‪ .‬ولو اجأتمع حر غير فقيه ) وعبد‬
‫فقيه ( فأيهما أولى فيه ثلثة أوجأه كالبصير والعمى‬
‫الصحيح ‪ :‬تساويهما ‪ .‬قال أصحابنا ‪ :‬والحرة أولى من المة‬
‫لنها أكمل ولنه يلزمها ستر رأسها ‪ .‬فرع ‪ :‬ذكر المصنف‬
‫والصحاب أن المقيم أولى من المسافر ‪ .‬فلو صلى‬
‫المسافر بمقيم فهو خآلف الولى ‪ .‬وهل هو مكروه كراهة‬
‫تنزيه فيه قولن حكاهما البندنيجي والشيخ أبو حامد‬
‫والقاضي أبو الطيب وآخآرون ‪ .‬وقال في الم ‪ :‬يكره ‪ ،‬وفي‬
‫الملء ل يكره ‪ ،‬وهو الصح ‪ ،‬لنه لم يصح فيه نهي شرعي ‪،‬‬
‫هذا إذا لم يكن فيهم السلطان أو نائبه ‪ ،‬فإن كان فهو أحق‬
‫بالمامة وإن كان مسافرا ‪ .‬ذكره الشيخ أبو حامد‬
‫والبندنيجي والقاضي أبو الطيب وآخآرون ‪ .‬ول خآلف فيه ‪،‬‬
‫وكلم المصنف هنا وفي التنبيه محمول على إذا لم يكن‬
‫فيهم السلطان ول نائبه ‪ .‬فرع ‪ :‬قال البندنيجي وغيره ‪:‬‬
‫وإمامة من ل يعرف أبوه كإمامة ولد الزنا فيكون بخلف‬
‫الولى ‪ ،‬وقال البندنيجي ‪ :‬هي مكروهة ‪ .‬فرع ‪ :‬الخصى‬
‫والمجبوب كالفحل في المامة ل فضيلة لبعضهم على بعض‬
‫‪ ،‬ذكره البندنيجي وغيره ‪ .‬فرع ‪ :‬في مسائل تتعلق بالباب‬
‫إحداها ‪ :‬القتداء بأصحاب المذاهب المخالفين بأن يقتدي‬
‫شافعي بحنفي ‪ ،‬وأما مالكي ل يرى قراءة البسملة في‬
‫الفاتحة ‪ ،‬ول ايجاب التشهد الخآير والصلة على النبي صلى‬
‫الله عليه وسلم ول ترتيب الوضوء وشبه ذلك ‪ .‬وضابطه أن‬
‫تكون صلة المام صحيحة في اعتقاده دون اعتقاد المأموم‬
‫أو عكسه لخآتلفهما في الفروع ‪ ،‬فيه أربعة أوجأه ‪ :‬أحدها ‪:‬‬
‫الصحة مطلقا ‪ .‬قاله القفال اعتبارا باعتقاد المام والثاني ‪:‬‬
‫ل يصح اقتداؤه مطلقا ‪ ،‬قاله أبو إسحاق السفراييني ‪ ،‬لنه‬
‫وإن أتى بما نشترطه ونوجأبه فل يعتقد وجأوبه فكأنه لم يأت‬

‫به والثالث ‪ :‬إن أتى بما نعتبره نحن لصحة الصلة صح‬
‫القتداء ‪ ،‬وإن ترك شيئا منه أو شككنا في تركه لم يصح‬
‫والرابع ‪ :‬وهو الصح ‪ ،‬وبه قال أبو إسحاق المروزي والشيخ‬
‫أبو حامد السفراييني والبندنيجي والقاضي أبو الطيب‬
‫والكثرون ‪ :‬إن حققنا تركه لشيء نعتبره لم يصح القتداء‬
‫وإن تحققنا التيان بجميعه أو شككنا صح وهذا يغلب اعقتاد‬
‫المأموم ‪ .‬هذا حاصل الخلف فيتفرع عليه ‪ :‬لو مس حنفي‬
‫امرأة أو ترك طمأنينة أو غيرها صح اقتداء الشافعي به عند‬
‫القفال وخآالفه الجمهور وهو الصحيح ‪ ،‬ولو صلى الحنفي‬
‫على وجأه ل يعتقده والشافعي يعتقده بأن احتجم أو افتصد‬
‫وصلى صح القتداء عند الجمهور وخآالفهم القفال ‪ .‬وقال‬
‫الودني والحليمي المامان الجليلن من أصحابنا ‪ :‬لو أم‬
‫ولي المر أو نائبه وترك البسملة والمأموم يرى وجأوبها ‪،‬‬
‫صحت صلته خآلفه عالما كان أو ناسيا ‪ ،‬وليس له المفارقة‬
‫لما فيه من الفتنة ‪ ،‬وقال الرافعي ‪ :‬وهذا حسن ‪ .‬ولو صلى‬
‫حنفي خآلف شافعي على وجأه ل يعتقده الحنفي بأن افتصد‬
‫ففيه الخلف إن اعتبرنا اعتقاد المام صح القتداء وإل فل ‪.‬‬
‫وإذا صححنا اقتداء أحدهما بالخآر وصلى شافعي الصبح‬
‫خآلف حنفي ومكث المام بعد الركوع قليل وأمكن المأموم‬
‫القنوت قنت وإل تابعه وترك القنوت ويسجد للسهو على‬
‫الصح ‪ ،‬وهو اعتبار اعتقاد المأموم ‪ ،‬وإن اعتبرنا اعتقاد‬
‫المام لم يسجد ‪ ،‬ولو صلى الحنفي خآلف الشافعي الصبح‬
‫فترك المام القنوت وسجد للسهو تابعه المأموم ‪ ،‬فإن ترك‬
‫المام السجود سجد المأموم إن اعتبرنا اعتقاد المام وإل‬
‫فل ‪ .‬الثانية ‪ :‬لو صلت المة مكشوفة الرأس بحرائر‬
‫مستترات صحت صلة الجميع لن رأسها ليس بعورة بخلف‬
‫الحرة ‪ ،‬نص عليه الشافعي ‪ ،‬واتفقوا عليه ‪ .‬الثالثة ‪ :‬ل تكره‬
‫إمامة العبد للعبيد ول للحرار ‪ ،‬ولكن الحر أولى ‪ .‬هذا مذهبنا‬
‫ومذهب الجمهور ‪ .‬وقال أبو مجلز التابعي ‪ :‬تكره إمامته‬
‫مطلقا ‪ ،‬وهي رواية عن أبي حنيفة ‪ .‬وقال الضحاك ‪ :‬تكره‬
‫إمامته للحرار ول تكره للعبيد ‪ .‬الرابع ‪ :‬قال أبو الطيب ‪ :‬ل‬
‫يكره أن يؤم قوما فيهم أبوه أو أخ له أكبر منه ‪ ،‬هذا مذهبنا ‪.‬‬
‫وقال عطاء ‪ :‬يكره ‪ .‬الخامسة ‪ :‬قال المصنف والصحاب ‪:‬‬
‫غير ولد الزنا أولى بالمامة منه ول يقال إنه مكروه ‪ .‬وأما‬
‫قول الشيخ أبي حامد والعبدري أنه يكره عندنا وعند أبي‬
‫حنيفة فتساهل منه في تسميته مكروها ‪ ،‬وكرهه مجاهد‬
‫وعمر بن عبد العزيز ‪ .‬وقال مالك والليث يكره أن يكون‬
‫إماما راتبا ‪ .‬وقال الجمهور ‪ :‬ل بأس به ‪ ،‬ممن قال به عائشة‬
‫أم المؤمنين وعطاء والحسن والزهري والنخعي وعمرو بن‬

‫دينار وسليمان بن موسى والثوري والوزاعي وأحمد‬
‫وإسحاق وداود وابن المنذر ‪.‬‬
‫____________________‬

‫) ‪(4/248‬‬

‫فكأنه لم يأت به والثالث ‪ :‬إن أتى بما نعتبره نحن لصحة‬
‫الصلة صح القتداء ‪ ،‬وإن ترك شيئا منه أو شككنا في تركه‬
‫لم يصح والرابع ‪ :‬وهو الصح ‪ ،‬وبه قال أبو إسحاق المروزي‬
‫والشيخ أبو حامد السفراييني والبندنيجي والقاضي أبو‬
‫الطيب والكثرون ‪ :‬إن حققنا تركه لشيء نعتبره لم يصح‬
‫القتداء وإن تحققنا التيان بجميعه أو شككنا صح وهذا يغلب‬
‫اعقتاد المأموم ‪ .‬هذا حاصل الخلف فيتفرع عليه ‪ :‬لو مس‬
‫حنفي امرأة أو ترك طمأنينة أو غيرها صح اقتداء الشافعي‬
‫به عند القفال وخآالفه الجمهور وهو الصحيح ‪ ،‬ولو صلى‬
‫الحنفي على وجأه ل يعتقده والشافعي يعتقده بأن احتجم أو‬
‫افتصد وصلى صح القتداء عند الجمهور وخآالفهم القفال ‪.‬‬
‫وقال الودني والحليمي المامان الجليلن من أصحابنا ‪ :‬لو‬
‫أم ولي المر أو نائبه وترك البسملة والمأموم يرى وجأوبها ‪،‬‬
‫صحت صلته خآلفه عالما كان أو ناسيا ‪ ،‬وليس له المفارقة‬
‫لما فيه من الفتنة ‪ ،‬وقال الرافعي ‪ :‬وهذا حسن ‪ .‬ولو صلى‬
‫حنفي خآلف شافعي على وجأه ل يعتقده الحنفي بأن افتصد‬
‫ففيه الخلف إن اعتبرنا اعتقاد المام صح القتداء وإل فل ‪.‬‬
‫وإذا صححنا اقتداء أحدهما بالخآر وصلى شافعي الصبح‬
‫خآلف حنفي ومكث المام بعد الركوع قليل وأمكن المأموم‬
‫القنوت قنت وإل تابعه وترك القنوت ويسجد للسهو على‬
‫الصح ‪ ،‬وهو اعتبار اعتقاد المأموم ‪ ،‬وإن اعتبرنا اعتقاد‬
‫المام لم يسجد ‪ ،‬ولو صلى الحنفي خآلف الشافعي الصبح‬
‫فترك المام القنوت وسجد للسهو تابعه المأموم ‪ ،‬فإن ترك‬
‫المام السجود سجد المأموم إن اعتبرنا اعتقاد المام وإل‬
‫فل ‪ .‬الثانية ‪ :‬لو صلت المة مكشوفة الرأس بحرائر‬
‫مستترات صحت صلة الجميع لن رأسها ليس بعورة بخلف‬
‫الحرة ‪ ،‬نص عليه الشافعي ‪ ،‬واتفقوا عليه ‪ .‬الثالثة ‪ :‬ل تكره‬
‫إمامة العبد للعبيد ول للحرار ‪ ،‬ولكن الحر أولى ‪ .‬هذا مذهبنا‬
‫ومذهب الجمهور ‪ .‬وقال أبو مجلز التابعي ‪ :‬تكره إمامته‬
‫مطلقا ‪ ،‬وهي رواية عن أبي حنيفة ‪ .‬وقال الضحاك ‪ :‬تكره‬
‫إمامته للحرار ول تكره للعبيد ‪ .‬الرابع ‪ :‬قال أبو الطيب ‪ :‬ل‬
‫يكره أن يؤم قوما فيهم أبوه أو أخ له أكبر منه ‪ ،‬هذا مذهبنا ‪.‬‬

‫وقال عطاء ‪ :‬يكره ‪ .‬الخامسة ‪ :‬قال المصنف والصحاب ‪:‬‬
‫غير ولد الزنا أولى بالمامة منه ول يقال إنه مكروه ‪ .‬وأما‬
‫قول الشيخ أبي حامد والعبدري أنه يكره عندنا وعند أبي‬
‫حنيفة فتساهل منه في تسميته مكروها ‪ ،‬وكرهه مجاهد‬
‫وعمر بن عبد العزيز ‪ .‬وقال مالك والليث يكره أن يكون‬
‫إماما راتبا ‪ .‬وقال الجمهور ‪ :‬ل بأس به ‪ ،‬ممن قال به عائشة‬
‫أم المؤمنين وعطاء والحسن والزهري والنخعي وعمرو بن‬
‫دينار وسليمان بن موسى والثوري والوزاعي وأحمد‬
‫وإسحاق وداود وابن المنذر ‪.‬‬
‫____________________‬

‫) ‪(4/249‬‬

‫& باب موقف المام والمأموم &‬
‫قال المصنف رحمه الله تعالى ‪ :‬السنة أن يقف الرجأل‬
‫الواحد عن يمين المام لما روى ابن عباس رضي الله عنهما‬
‫قال ‪ :‬بت عند خآالتي ميمونة فقام رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم يصلي فقمت عن يساره فجعلني عن يمينه فإن‬
‫وقف عن يساره رجأع إلى يمينه ‪ ،‬فإن لم يحسن علمه المام‬
‫كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم بابن عباس ‪ .‬فإن جأاء‬
‫آخآر أحرم عن يساره ثم يتقدم المام أو يتأخآر المأمومان ‪،‬‬
‫لما روى جأابر قال ‪ :‬قمت عن يسار رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم فأخآذ بيدي فأدارني حتى أقامني عن يمينه وجأاء‬
‫جأبار بن صخر حتى قام عن يسار رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم فأخآذ بأيدينا جأميعا فدفعنا حتى أقامنا خآلفه ولنه‬
‫قبل أن يحرم الثاني لم يتغير موقف الول ول يزول عن‬
‫موضعه ‪ .‬فإن حضر رجألن اصطفا خآلفه لحديث جأابر ‪ ،‬وإن‬
‫حضر رجأل وصبي اصطفا خآلفه ‪ .‬لما روى أنس قال ‪ :‬قام‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم وصففت أنا واليتيم وراءه‬
‫‪ ،‬والعجوز من ورائنا فصلى بنا ركعتين وإن حضر رجأال‬
‫وصبيان يقدم الرجأال لقوله صلى الله عليه وسلم ليليني‬
‫منكم أولو الحلم والنهى ‪ ،‬ثم الذين يلونهم ‪ ،‬ثم الذين‬
‫يلونهم فإن كانت معهم امرأة وقفت خآلفهم لحديث أنس ‪.‬‬
‫وإن كان معهم خآنثى وقف الخنثى خآلف الرجأال ‪ ،‬والمرأة‬
‫خآلف الخنثى لنه يجوز أن يكون امرأة فل يقف مع الرجأال ‪.‬‬
‫)‪(1‬‬
‫____________________‬
‫‪ -1‬الشرح ‪ :‬حديث ابن عباس رواه البخاري ومسلم ‪ ،‬وحديث‬

‫جأابر رواه مسلم وحديث أنس رواه البخاري ومسلم ‪،‬‬
‫وحديث ليلني منكم أولو الحلم والنهى رواه مسلم من‬
‫رواية عبد الله بن مسعود ‪ ،‬ومن رواية أبي مسعود النصاري‬
‫البدري عقبة بن عمرو ‪ ،‬وقوله صلى الله عليه وسل‬

‫) ‪(4/250‬‬

‫ليليني ضبطناه في صحيح مسلم على وجأهين أحدهما ‪:‬‬
‫ليلني بعد اللم نون مخففة ليس بينهما ياء والثاني ‪ :‬ليليني‬
‫بزيادة ياء مفتوحة وتشديد النون فهذان الوجأهان صحيحان ‪،‬‬
‫ورووه في صحيح مسلم بهما وربما قرأه بعض الناس‬
‫بإسكان الياء وتخفيف النون وهذا باطل من حيث الرواية‬
‫فاسد من حيث العربية قوله ‪ :‬صلى الله عليه وسلم أولو‬
‫الحلم و النهى معناه البالغون العقلء الكاملون في‬
‫الفضيلة قوله ‪ :‬عن يساره بفتح الياء وكسرها والفتح أفصح‬
‫عند الجمهور وعكسه ابن دريد ‪ .‬والصبيان بكسر الصاد على‬
‫المشهور وحكى ابن دريد كسرها وضمها ‪ ،‬والعجوز المذكور‬
‫في حديث أنس هي أم سليم كذا جأاء مبينا في صحيح‬
‫البخاري وغيره ‪ ،‬واليتيم اسمه ضميرة بن سعد الحميري‬
‫المدني وجأبار بن صخر بجيم مفتوحة ثم باء موحدة مشددة‬
‫وهو أبو عبد الله بن جأبار بن صخر بن أمية النصاري‬
‫السلمي بفتح السين واللم المدني شهد العقبة وبدرا وأحدا‬
‫والخندق وسائر المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم توفي بالمدينة سنة ثلثين رضي الله عنه ‪ .‬أما أحكام‬
‫الفصل ‪ :‬ففيه مسائل إحداها ‪ :‬السنة أن يقف المأموم‬
‫الواحد عن يمين المام رجأل كان أو صبيا قال أصحابنا ‪:‬‬
‫ويستحب أن يتأخآر عن مساواة المام قليل فإن خآالف‬
‫ووقف عن يساره أو خآلفه له أن يتحول إلى يساره ويحترز‬
‫عن أفعال تبطل الصلة ‪ ،‬فإن لم يتحول استحب للمام أن‬
‫يحوله لحديث ابن عباس ‪ ،‬فإن استمر على اليسار أو خآلفه‬
‫كره وصحت صلته عندنا بالتفاق ‪ .‬الثانية ‪ :‬إذا حضر إمام‬
‫ومأمومان تقدم المام واصطفا خآلفه سواء كانا رجألين أو‬
‫صبيين أو رجأل وصبيا ‪ .‬هذا مذهبنا ومذهب العلماء كافة إل‬
‫عبد الله بن مسعود وصاحبيه علقمة والسود فإنهم قالوا ‪:‬‬
‫يكون المام والمأمون كلهم صفا واحدا ثبت هذا عن ابن‬
‫مسعود في صحيح مسلم ‪ .‬دليلنا حديث جأابر السابق قال‬
‫أصحابنا ‪ :‬فإن حضر إمام ومأموم وأحرم عن يمينه ثم جأاء‬
‫آخآر أحرم عن يساره ثم إن كان قدام المام سعة وليس‬

‫وراء المأمومين سعة تقدم المام ‪ ،‬وإن كان وراءهما سعة‬
‫وليست قدامه تأخآرا ‪ ،‬وإن كان قدامه سعة ووراءهما سعة‬
‫تقدم أو تأخآرا ‪ ،‬وأيهما أفضل فيه وجأهان الصحيح ‪ :‬اللذي‬
‫قطع به الشيخ أبو حامد والكثرون تأخآرهما لن المام‬
‫متبوع فل ينتقل والثاني ‪ :‬تقدمه قال القفال والقاضي أبو‬
‫الطيب ‪ :‬لنه يبصر ما بين يديه ولنه فعل شخص فهو أخآف‬
‫____________________‬

‫) ‪(4/251‬‬

‫من شخصين ‪ ،‬هذا إذا جأاء المأموم الثاني في القيام ‪ ،‬فإن‬
‫جأاء في التشهد والسجود فل تقدم ول تأخآر حتى يقوموا ‪،‬‬
‫ول خآلف أن التقدم والتأخآر ل يكون إل بعد احرام المأموم‬
‫الثاني كما ذكرنا وقد نبه عليه المصنف بقوله ‪ ،‬ثم يتقدم‬
‫المام أو يتأخآرا ‪ .‬فرع ‪ :‬قال الشافعي رحمه الله في الم ‪:‬‬
‫لو وقف المأموم عن يسار المام أو خآلفه كرهت ذلك لهما ‪،‬‬
‫ول إعادة قال ‪ :‬ولو أم اثنين فوقفا عن يمينه أو يساره أو‬
‫أحدهما عن يمينه والخآر عن يساره أو أحدهما بجنبه والخآر‬
‫خآلفه ‪ ،‬أو أحدهما خآلفه والخآر خآلف الول كرهت ذلك ول‬
‫إعادة ول سجود سهو لحديث ابن عباس وأنس هذا نصه ‪.‬‬
‫واتفق الصحاب عليه ‪ .‬الثالثة ‪ :‬إذا حضر كثيرون من الرجأال‬
‫والصبيان يقدم الرجأال ثم الصبيان ‪ ،‬هذا هو المذهب ‪ ،‬وبه‬
‫قطع الجمهور وفيه وجأه حكاه الشيخ أبو حامد والبندنيجي‬
‫والقاضي أبو الطيب وصاحبا المستظهري والبيان وغيرهم‬
‫أنه يستحب أن يقف بين كل رجألين صبي ليتعلموا منهم‬
‫أفعال الصلة ‪ ،‬والصحيح الول لقوله صلى الله عليه وسلم‬
‫ليليني منكم أولو الحلم والنهى ثم الذين يلونهم ‪ .‬وأما‬
‫تعلم الصلة فيمكن وإن كانوا خآلفهم ‪ ،‬وإن حضر رجأال‬
‫وصبيان وخآناثى ونساء تقدم الرجأال ثم الصبيان ثم الخناثى‬
‫ثم النساء لما ذكره المصنف ‪ ،‬فإن حضر رجأال وخآنثى‬
‫وامرأة وقف الخنثى خآلف الرجأال وحده ‪ ،‬والمرأة خآلفه‬
‫وحدها ‪ ،‬فإن كان معهم صبي دخآل في صف الرجأال ‪ ،‬وإن‬
‫حضر إمام وصبي وامرأة وخآنثى وقف الصبي عن يمينه‬
‫والخنثى خآلفهما والمرأة خآلفه ‪ .‬فرع ‪ :‬هذا الذي ذكرناه كله‬
‫في موقف الرجأال غير العراة ‪ ،‬فإن كانوا عراة فقد سبق‬
‫في باب ستر العورة أنه إن كانوا عميا أو في ظلمة صلوا‬
‫جأماعة ويقدم عليهم إمامهم ‪ ،‬وإن كانوا بصراء في ضوء‬
‫فهل الفضل أن يصلوا جأماعة أو فرادى فيه خآلف ‪ ،‬فإن‬

‫قلنا ‪ :‬جأماعة وقف إمامهم وسطهم وسبق هناك أيضا أن‬
‫النساء الخلص العاريات والكاسيات تقف إمامتهن وسطهن‬
‫‪ ،‬ولو صلى خآنثى بنسوة تقدم عليهن ‪ ،‬قال أصحابنا ‪ :‬هذا‬
‫كله مستحب ومخالفته مكروهة ول تبطل الصلة ‪ .‬فرع ‪:‬‬
‫السنة عندنا أن يقف المأموم الواحد عن يمين المام كما‬
‫ذكرنا وبهذا قال العلماء كافة إل ما حكاه القاضي أبو الطيب‬
‫وغيره عن سعيد ابن المسيب أنه يقف عن يساره ‪ ،‬وعن‬
‫النخعي أن يقف وراءه إلى أن يريد المام أن يركع ‪ ،‬فإن لم‬
‫يجىء مأموم آخآر‬
‫____________________‬

‫) ‪(4/252‬‬

‫تقدم فوقف عن يمينه ‪ ،‬وهذان المذهبان فاسدان ودليل‬
‫الجمهور حديث ابن عباس وحديث جأابر وغيرهما ‪.‬‬
‫قال المصنف رحمه الله تعالى ‪ :‬والسنة أن ل تكون موضع‬
‫المام أعل من موضع المأموم ‪ ،‬لما روي أن حذيفة صلى‬
‫على دكان والناس أسفل منه فجذبه سلمان حتى أقامه ‪،‬‬
‫فلما انصرف قال ‪ :‬أما علمت أن أصحابك يكرهون أن يصلي‬
‫المام على شيء وهم أسفل منه قال حذيفة ‪ :‬بلى قد‬
‫ذكرت حين جأذبتني وكذلك ل يكون موضع المأموم أعل من‬
‫موضع المام لنه إذا كره أن يعلو المام فلن يكره أن يعلو‬
‫المأموم أولى ‪ ،‬فإن أراد المام تعليم المأمومين أفعال‬
‫الصلة فالسنة أن يقف على موضع عال لما روى سهل بن‬
‫سعد رضي الله عنه قال ‪ :‬صلى رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم على المنبر فكبر وكبر الناس وراءه فقرأ وركع وركع‬
‫الناس خآلفه ثم رفع ثم رجأع القهقري فسجد على الرض ثم‬
‫عاد إلى المنبر ‪ ،‬ثم قرأ ثم ركع ثم رفع رأسه ثم رجأع‬
‫القهقرى حتى سجد بالرض ثم أقبل على الناس فقال ‪:‬‬
‫إنما صنعت هذا لتأتموا بي ولتعلموا صلتي ولن الرتفاع‬
‫في هذه الحالة أبلغ في العلم فكان أولى ‪(1) .‬‬
‫____________________‬
‫‪ -1‬الشرح ‪ :‬حديث سهل بن سعد رواه البخاري ومسلم من‬
‫طرق وقوله ‪ :‬لتعلموا بفتح العين وتشديد اللم أي تعلموا‬
‫صفتها ‪ ،‬وأما قصة حذيفة وسلمان فهكذا وقع في المهذب‬
‫أن سلمان جأذب حذيفة ‪ ،‬وقد رواه البيهقي في السنن‬
‫الكبرى هكذا بإسناد ضعيف جأدا ‪ ،‬والمشهور المعروف‬
‫فجذبه أبو مسعود وهو البدري النصاري ‪ ،‬هكذا رواه‬

‫الشافعي وأبو داود والبيهقي ‪ ،‬ومن ل يحصى من كبار‬
‫المحدثين ومصنفيهم ‪ ،‬وإسناده صحيح ‪ ،‬ويقال جأذب وجأبذ‬
‫لغتان مشهورتان قوله ‪ :‬فلن يكره هو بفتح اللم ‪ ،‬وسبق‬
‫في كتاب الطهارة إيضاحه والقهقرى بفتح القافين المشي‬
‫إلى خآلف ‪ .‬قال أصحابنا ‪ :‬يكره أن يكون موضع المام أو‬
‫المأموم أعل من موضع الخآر فإن احتيج إليه لتعليمهم‬
‫أفعال الصلة أو ليبلغ المأموم القوم تكبيرات المام ونحو‬
‫ذلك استحب الرتفاع لتحصيل هذا المقصود ‪ ،‬هذا مذهبنا‬
‫وهو رواي‬

‫) ‪(4/253‬‬

‫عن أبي حنيفة ‪ ،‬وعنه رواية أنه يكره الرتفاع مطلقا ‪ ،‬وبه‬
‫قال مالك والوزاعي ‪ ،‬وحكى الشيخ أبو حامد عن الوزاعي‬
‫أنه قال ‪ :‬تبطل به الصلة ‪.‬‬
‫قال المصنف رحمه الله تعالى ‪ :‬السنة أن تقف إمامة‬
‫النساء وسطهن ‪ ،‬لما روي أن عائشة وأم سلمة أمتا نساء‬
‫فقامتا وسطهن ‪ .‬وكذا إذا اجأتمع الرجأال وهم عراة فالسنة‬
‫أن يقف المام وسطهن لنه أستر ‪ (1) .‬الشرح ‪ :‬حديث ابن‬
‫عباس ثابت من طرق في صحيح البخاري ومسلم ‪ ،‬وحديث‬
‫أبي بكرة رواه البخاري ومسلم من رواية أبي بكرة ‪ .‬وينكر‬
‫على المصنف قوله في حديث ابن عباس ‪ :‬روي بصيغة‬
‫التمريض ‪ ،‬الموضوعة للضعيف ‪ ،‬وقد سبق مرات التنبيه‬
‫على مثل هذا ‪ ،‬وقوله لبي بكرة ‪ :‬ول تعد بفتح التاء وضم‬
‫العين قيل معناه ل تعد إلى الحرام خآارج الصف ‪ ،‬وقيل ‪ :‬ل‬
‫تعد إلى التأخآر عن الصلة إلى هذا الوقت ‪ ،‬وقيل ‪ :‬ل تعد‬
‫إلى اتيان الصلة مسرعا ‪.‬‬
‫____________________‬
‫‪ -1‬الشرح ‪ :‬هذا الفصل سبق شرحه قريبا ‪ ،‬وحديثا إمامة‬
‫عائشة وأم سلمة رواهما الشافعي في مسنده ‪ ،‬والبيهقي‬
‫في سننه بإسنادين حسنين ‪ ،‬ويقال ‪ :‬وسط الصف بإسكان‬
‫السين ‪ ،‬قال الجوهري ‪ :‬تقول ‪ :‬جألست وسط القوم‬
‫بالسكان لنه ظرف ‪ ،‬وجألست وسط الدار بالفتح لنه اسم ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬وكل موضع يصلح فيه بين فهو وسط بالسكان ‪ ،‬وما‬
‫ل يصلح فهو بالفتح ‪ ،‬وربما سكن وليس بالوجأه وقال‬
‫الزهري ‪ :‬كل ما كان بين بعضه من بعض كوسط الفلة‬
‫والصف والمسبحة وحلقة النساء فهو وسط بالسكان ‪ ،‬وما‬
‫كان مصمتا ل يبين كالدار والساحة والراحة فوسط بالفتح ‪،‬‬

‫قال ‪ :‬وأجأازوا في المفتوح السكان ولم يجيزوا في‬
‫الساكن الفتح والله أعلم ‪.‬‬
‫قال المصنف رحمه الله تعالى ‪ :‬فإن خآالفوا فيما ذكرناه‬
‫فوقف الرجأل عن يسار المام أو خآلفه وحده أو وقفت‬
‫المرأة مع الرجأل أو أمامه لم تبطل الصلة لما ر