PUBLIKASI PENDIDIKAN: Kumpulan Kitab Islam Klasik ƒΘΩñΩφπ 009
http://www.shamela.ws
تم إعداد هذا الملف آليا بواسطة المكتبة الشاملة
المجموع
النووي
سنة الولدة /سنة الوفاة
تحقيق
الناشر دار الفكر
سنة النشر 1997م
مكان النشر بيروت
عدد الجأزاء 1
فلن طاهر الثياب إذا وصفوه بطهارة النفس والبراءة من
العيوب وبدنس الثياب إذا كان بخلفا ذلك قال :واستدل
هذا القائل بقوله صلى الله عليه وسلم :يحشر الناس حفاة
عراة فدل على أنه ليس المراد بالثياب التي هي الكفن قال
وتأوله بعضهم على أن البعث غير الحشر فيجوز أن يكون
البعث مع الثياب والحشر مع العري والحفاة .الخامسة :
ثبت في الصحيحين عن عبد الرحمن بن عوفا رضي الله عنه
قال :سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في
الطاعون :إذا سمعتم به بأرض فل تقدموا عليه وإذا وقع
بأرض وأنتم بها فل تخرجأوا فرارا منه .السادسة :يستحب
للمريض أن يتعاهد نفسه بتقليم أظفاره وأخذ شعر شاربه
وإبطه وعانته واستدلوا له بحديث خبيب بن عدي ،بضم
الخاء المعجمة رضي الله عنه :أنه لما أرادت كفار قريش
قتله استعار موسى يستحد بها رواه البخاري رحمه الله .
السابعة :عن البراء بن عازب رضي الله عنه عن النبي صلى
الله عليه وسلم قال :إذا قعد المؤمن في قبره أتى ثم شهد
أن ل إله إل الله وأن محمدا رسول الله ،فذلك قوله :يثبت
الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الخرة
رواه البخاري ومسلم رحمهما الله وفي رواية لمسلم عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال :يثبت الله الذين آمنوا
بالقول الثابت قال نزلت في عذاب القبر وعن أنس رضي
الله عنه قال :قال نبي الله صلى الله عليه وسلم :أن العبد
إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه أنه ليسمع قرع نعالهم
إذا انصرفوا ،فيأتيه ملكان فيقعدانه فيقولن له ما كنت
تقول في هذا الرجأل فأما المؤمن فيقول :أشهد أنه عبد
الله ورسوله ،فيقال له :انظر إلى مقعدك من النار قد
أبدلك الله به مقعدا في الجنة فيراهما جأميعا قال قتادة :
وذكر لنا أنه يفسح له في قبره سبعون ذراعا ويملي عليه
خضرا إلى يوم بيعثون وأما المنافق أو الكافر فيقول :ل
أدري كنت أقول ما يقول الناس فيه ،فيقال :ل دريت ول
بليت ،ثم يضرب بمطرقة من حديد ضربة بين أذنيه ،فيصيح
صيحة يسمعها من يليه إل الثقلين رواه البخاري ومسلم .
وعن أبي
____________________
) (5/284
هريرة رضي الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم :إذا قبر الميت أو قال أحدكم أتاه ملكان أسودان
أزرقان يقال لحدهما المنكر وللخر النكير فيقولن :ما
كنت تقول في هذا الرجأل فيقول ما كان يقول :هو عبد
الله ورسوله ،أشهد أن ل إله إل الله وأن محمدا عبده
ورسوله ،فيقولن :قد كنا نعلم أنك تقول هذا ،فيفسح له
في قبره سبعين في سبعين ثم ينور له فيه ،وذكر نحو ما
سبق فيه وفي المنافق رواه الترمذي وقال :حديث حسن
وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال :أن أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده
بالغداة والعشي ،إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة ،
وإن كان من أهل النار فمن أهل النار ،يقال هذا مقعدك
حتى يبعثك الله يوم القيامة رواه أحمد بن حنبل والنسائي
والترمذي وغيرهم وقال الترمذي :حديث حسن صحيح .
الثامنة :ثبتت الحاديث الصحيحة أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم :كان يتعوذ من عذاب القبر وأنه أمر بالتعوذ
وفي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت :فما
رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد صلى صلة إل
تعوذ من عذاب القبر وقد سبق بيان جأملة من هذا في الدعاء
في آخر الصلة قبل السلم ،ومذهب أهل الحق إثبات عذاب
القبر للكفار ولمن شاء الله من العصاة ،وشبهوه بالنائم
الذي تراه ساكنا غير حاس بشيء وهو في نعيم ،أو عذاب
ونكد .وعن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه
وسلم قال :لول أن ل تدافنوا
____________________
) (5/285
لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر رواه مسلم .وعن
أبي أيوب رضي الله عنه قال :خرج رسول الله صلى الله
عليه وسلم بعدما غربت الشمس فسمع صوتا فقال :يهود
تعذب في قبورها رواه البخاري ومسلم .التاسعة :عن
عائشة رضي الله عنها أن رجأل قال للنبي صلى الله عليه
وسلم :إن أمي افتلتت نفسها وأراها لو تكلمت تصدقت
أفينفعها إن تصدقت عنها قال :نعم رواه البخاري ومسلم .
والحاديث بهذا المعنى كثيرة في الصحيح مشهورة ،وأجأمع
المسلمون على أن الصدقة عن الميت تنفعه وتصله ،
وسنبسط الكلم فيها إن شاء الله تعالى في آخر كتاب
الوصية ،حيث ذكر المصنف والشافعي والصحاب المسألة ،
وإنما قصدت التنبيه هنا على أصل المسألة .العاشرة :عن
عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال :قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم :ما من مسلم يموت يوم
الجمعة أو ليلة الجمعة إل وقاه الله فتنة القبر وراه الترمذي
وضعفه ) .الحادية عشرة في موت الطفال ( عن أنس
رضي الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
ما من الناس مسلم يموت له ثلثة من الولد لم يبلغوا الحنث
إل أدخله الله الجنة بفضل رحمته إياهم رواه البخاري
ومسلم .وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال :قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم :ل يموت لحد من المسلمين
ثلثة من الولد فتمسه النار إل تحلة القسم رواه البخاري
ومسلم .وتحلة القسم قوله عز وجأل :وإن منكم إل واردها
____________________
) (5/286
والمختار أن المراد به المرور على الصراط .وعن أبي سعيد
الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال للنساء :ما منكن من امرأة تقدم ثلثة من الولد إل
كانوا لها حجابا من النار .فقالت امرأة :واثنين فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم واثنين رواه البخاري
ومسلم وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال :أتت امرأة
النبي صلى الله عليه وسلم بصبي لها فقالت :يا رسول
الله ادع الله له فلقد دفنت ثلثة .فقال :دفنت ثلثة قالت :
نعم .قال :لقد احتظرت بحظار شديد من النار رواه مسلم
وعن أبي حسان قال :قلت لبي هريرة مات لي ابنان فما
أنت محدثي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم نطيب
أنفسنا عن موتانا قال :قال نعم صغارهم دعاميص الجنة
يتلقى أحدهم أباه أو قال أبوه فيأخذ بثوبه أو قال بيده فل
يتنماها أو قال ينتهى حتى يدخله الله وأباه الجنة رواه
مسلم .قال أهل الغريب :الدعاميص جأمع دعموص
كبرغوث وبراغيث ،قالوا :وهو الدخال في المور .ومعناه
أنهم سياحون في الجنة دخالون في منازلهم ل يمنعون من
موضع منها .كما أن الصبيان في الدنيا ل يمنعون الدخول
على الحرم .وجأاءت في الباب أحاديث كثيرة غير ما ذكرته ،
ومنها أن موت الواحد من الولد حجاب من النار وكذا
السقط .والله أعلم بالصواب وله الحمد والنعمة وبه
التوفيق والعصمة .
____________________
) (5/287
= كتاب الزكاة = قال المام أبو الحسن الواحدي :الزكاة
تطهير للمال ،وإصلحا له ،وتمييز وإنماء كل ذلك قد قيل ،
قال :والظهر أن أصلها عن الزيادة ،يقال :زكا الزرع يزكو
زكاء زماء ممدود ،وكل شيء ازداد فقد زكا ،قال :والزكاة
أيضا الصلحا وأصلها من زيادة الخير ،يقال :رجأل زكي أي
زائد الخير من قوم أزكياء ،وزكى القاضي الشهود إذا بين
زيادتهم في الخير ،وسمي ما يخرج من المال للمساكين
بإيجاب الشرع زكاة ،لنها تزيد في المال الذي أخرجأت منه ،
وتوفره في المعنى وتقيه الفات ،هذا كلم الواحدي .وأما
:الزكاة في الشرع فقال صاحب الحاوي وآخرون :هو اسم
لخذ شيء مخصوص من مال مخصوص ،على أوصافا
مخصوصة ،لطائفة مخصوصة .واعلم :أن الزكاة لفظة
عربية معروفة قبل ورود الشرع ،مستعملة في أشعارهم
وذلك أكثر من أن يستدل له ،قال صاحب الحاوي :وقال
داود الظاهري :ل أصل لهذا السم في اللغة ،وإنما عرفا
بالشرع قال صاحب الحاوي :وهذا القول ،وإن كان فاسدا
فليس الخلفا فيه مؤثرا في أحكام الزكاة .
قال المصنف رحمه الله تعالى :الزكاة ركن من أركان
السلم ،وفرض من فروضه ،والصل فيه قوله عز وجأل :
} وأقيموا الصلة وآتوا الزكاة { البقرة 34 :وروى أبو
هريرة قال :كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم
جأالسا فأتاه رج فقال :يا رسول الله ما السلم قال :
السلم أن تعبد الله ول تشرك به شيئا ،وتقيم الصلة
المكتوبة وتؤدي الزكاة المفروضة وتصوم شهر رمضان ،ثم
أدبر الرجأل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :ردوا
علي الرجأل ،فلم يروا شيئا ،فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم :هذا جأبريل جأاء ليعلم الناس دينهم .
____________________
) (5/288
)(1
____________________
-1الشرحا :هذا الحديث رواه البخاري ومسلم وتقدم بيان
اللغات في جأبريل في مواقيت الصلة ،وقوله عز وجأل :
وأقيموا الصلة قال العلماء :إقامتها أدامتها والمحافظة
عليها بحدودها ،يقال قام بالمر وأقامه إذا أتى به موفيا
حقوقه قال أبو علي الفارسي :أشبه من أن تفسر
بيتمونها ،والمراد جأنس الصلة الواجأبة وذكر أصحابنا في
كتب الصول والفروع خلفا في هذه هل هي مجملة أم ل
فقالوا :قال أبو إسحاق المروزي وغيره من أصحابنا هي
مجملة .قال البندنيجي هذا هو المذهب لن الزكاة ل تجب
إل في مال مخصوص إذا بلغ قدرا مخصوصا ،ويجب قدر
مخصوص وليس في الية بيان شيء من هذا ،فهي مجملة
بينتها السنة إل أنها تقتضي أهل الوجأوب .وقال بعض
أصحابنا :ليست مجملة ،بل هي عامة ،بل كل ما تناوله
اسم الوكاة فالية تقضي وجأوبه والزيادة عليه تعرفا بالسنة
.قال القاضي :أبو الطيب في تعليقه وآخرون من أصحابنا
:فائدة الخلفا أنا إذا قلنا :مجملة فهي حجة في أصل
وجأوب الزكاة ول يحتج بها في مسائل الخلفا ،وإن قلنا
ليست مجملة كانت حجة في أصل وجأوب الزكاة وفي
مسائل الخلفا تعلقا بعمومها والله أعلم .وأما قوله صلى
الله عليه وسلم :وتقيم الصلة المكتوبة وتؤدي الزكاة
المفروضة فخالف بين اللفظين لقول الله تعالى :إن
الصلة كانت على المؤمنين وثبت في أحاديث كثيرة وصف
الصلة بالمكتوبة لحديث :خمس صلوات كتبهن الله وحديث
:أفضل الصلة صلة المرء في بيته إل المكتوبة وسمى
الزكاة مفروضة لنها مقدرة ،لنها تحتاج إلى تقدير الواجأب
،ولهذا سمي ما يخرج في الزكاة فرائض .وفي الصحيحين
فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم صدقة الفطر وفي
صحيح البخاري في كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم :
هذه فريضة الصدقة .وقيل غاير بين اللفظين لئل يتكرر
اللفظ ،والفصاحة والبلغة تمنع تكريره ،والله أعلم .وأما
قول المصنف :الزكاة ركن وفرض فتوكيد وبيان ،لكونه
يصح تسمية الزكاة ركنا وفرضا ،وقد استعمل المصنف مثل
هذه العبار
) (5/289
في الصوم والحج ،والله أعلم .وأما حكم المسألة :فالزكاة
فرض وركن بإجأماع المسلمين ،وتظاهرت دلل الكتاب
والسنة وإجأماع المة على ذلك ،والله أعلم .
قال المصنف رحمه الله تعالى :ول تجب الزكاة إل على حر
مسلم ،فأما المكاتب والعبد إذا ملكه المولى مال فل زكاة
عليه ،لنه ل يملك في قوله الجديد ويملك في قوله القديم
،إل أنه ملك ضعيف ل يحتمل المواساة ،ولهذا ل تجب عليه
نفقة القارب ول يعتق ) عليه ( أبوه إذا اشتراه فلم تجب
عليه الزكاة ،وفيمن نصفه حر ونصفه عبد وجأهان أحدهما :
ل تجب عليه الزكاة لنه ناقص بالرق فهو كالعبد القن
والثاني :أنها تجب فيما ملكه بنصفه الحر ،لنه يملك
بنصفه الحر ملكا تاما ،فوجأب عليه الزكاة كالحر (1) .
____________________
-1الشرحا :قوله ول تجب الزكاة إل على حر مسلم ،ولم
يقل تام الملك كما قال في التنبيه ،وهذا الذي قاله هنا
حسن ،لن مقصوده في هذا الفصل بيان صفة الشخص
الذي تجب عليه الزكاة ،وكونه تام الملك صفة للكمال ،
فأخره ثم ذكر في أول الذي يلي هذا في فصل صفات المال
،وهذا ترتيب حسن .أما وجأوب الزكاة على الحر المسلم
فظاهر لعموم الكتاب والسنة والجأماع فيمن سوى الصبي
والمجنون ،ومذهبنا وجأوبها في مال الصبي والمجنون ،
وسنوضحه قريبا إن شاء الله تعالى .وأما المكاتب فل زكاة
عليه ل في عشر زرعه ول في ماشيته وسائر أمواله ول
خلفا في شيء من هذا عندنا ،ول يجب عليه زكاة الفطر
أيضا ،وفيها وجأه ضعيف ذكره المصنف في باب زكاة الفطر
،والمذهب أنها ل تجب عليه ،ودليل الجميع ضعف ملكه .
قال أصحابنا :فإن عتق المكاتب والمال في يده استأنف له
الحول من حين العتق وإن عجز فصار المال للسيد ابتدأ
الحول من حينئذ .وأما العبد القن والمدبر والمستولدة إذا
ملكهم المولى مال فإن قلنا بالجديد الصحيح أنه ل يملك
بالتمليك وجأب على السيد زكاة ما ملك ،ول أثر للتمليك لنه
باطل ،وإن قلنا بالقديم إنه يملك لم يلزم العبد زكاته لما
ذكره المصنف ،وهل يلزم السيد زكاة هذا المال فيه
طريقان :الصحيح :منهما وهو المشهور ،وبه قطع كثيرون
:ل يلزمه لنه ل يملكه .والطريق الثاني :حكاه الماوردي
وإمام الحرمين والغزالي في البسيط وآخرون فيه وجأهان
أصحهما :ل يلزمه والثاني :يلزمه لن فائدة الملك القدرة
على التصرفا فيه
) (5/290
وذلك حاصل بخلفا ملك المكاتب .قال الماوردي :هذا
الوجأه غلط :لن للوالد أن يرجأع فيما وهبه لولده ،ومع هذا
تلزمه زكاته :قلت أما الفرق فظاهر لن ملك الولد تام
ويجب فيه الزكاة بخلفا العبد ،والله أعلم .وأما من بعضه
حر وبعضه رقيق ففيه وجأهان مشهوران ذكر المصنف
دليلهما واختلفوا في أصحهما ،فقال العراقيون :الصحيح
أنه ل تجب الزكاة ،وبهذا قطع أكثر العراقيين أو كثير منهم
وجأماعة من الخراسانيين .ممن قطع به القاضي أبو الطيب
في تعليقه والمحاملي في المجموع وابن الصباغ وغيرهم
من العراقيين ،ونقله إمام الحرمين في النهاية عن
العراقيين ،وقطع به الخراسانيين المتولي ،وصحح أكثر
الخراسانيين الوجأوب ،ممن صححه منهم إمام الحرمين
والبغوي ،وقطع به الغزالي في كتبه ،واستبعد إمام
الحرمين قول العراقيين ،واحتج بأن الشافعي رضي الله
عنه نص على أن من بعضه حر وبعضه رقيق يكفر كفارة
الحر الموسر .قال :وإذا وجأبت كفارة الحرار فالزكاة
أولى لن المعتمد فيها السلم والملك التام وقد وجأدوا .
وحجة العراقيين أنه في أكثر الحكام له حكم العبيد ،فل
تقبل شهادته ول ولية له على ولده الحر ول على مال ولده
،ول جأمعة عليه ول تنعقد به ول حج عليه ،ولذلك هو
كالرقيق في نكاحه وطلقه وعدتها ،والحدود على قاذفه
ول يرث ،ول خيار لها إذا أعتق بعضها تحت عبد ،ول قصاص
على الحر بقتله وعلى من هو مثله على الصح ،ول يكون
قاضيا ول قاسما ول مقوما ،وغير ذلك من الحكام فوجأب
أن تلحق الزكاة بذلك .فإن قيل :جأزموا بوجأوب زكاة
الفطر عليه ،فما الفرق فالجواب ما أجأاب به صاحب
الشامل أن زكاة الفطر تتبعض فيجب عليه نصف صاع وعلى
سيده نصفه وزكاة الموال ل تتبعض ،وإنما تجب على تمام
والله أعلم .
قال المصنف رحمه الله تعالى :وأما الكافر فإن كان أصليا
لم تجب عليه الزكاة لنه حق لم يلتزمه فل يلزمه كغرامة
المتلفات ،وإن كان مرتدا لم تسقط عنه كما وجأب في حال
السلم ،لنه ثبت وجأوبه فلم تسقط بردته كغرامة
المتلفات ،وأما في حال الردة فإنه يبنى على ملكه وفي
ملكه ثلثة أقوال أحدها :يزول بالردة فل تجب عليه الزكاة
والثاني :ل يزول فتجب عليه الزكاة لنه حق التزمه
بالسلم فلم يسقط بالردة كحقوق الدميين والثالث :إنه
موقوفا ،فإن رجأع إلى السلم حكمنا بأنه قد زال ملكه ،
فل تجب عليه الزكاة (1) .
____________________
-1الشرحا :قوله في الكافر الصلي :ل تجب عليه ،ليس
مخالفا لقول جأمهور أصحابن
) (5/291
وغيرهم في الصول إن الكفار يخاطبون بفروع الشرع ،
وقد سبق في أول كتاب الصلة بيان ذلك واضحا مع فوائد
تتعلق بأحكام الكفار .وأما قوله لنه حق لم يلتزمه فل
يلزمه كغرامة المتلفات فقد ينكر عليه ،ويقال هذا دليل
ناقص عن الدعوى لن مراد المصنف أن الزكاة ل تجب على
الكافر ،سواء كان حربيا أو ذميا ،وهذا ل خلفا فيه ،فدليل
المصنف ناقص ،لنه دليل لعدم الوجأوب في حق الحربي
دون الذمي ،فإن الذمي يلزمه غرامة المتلفات .والجواب :
أنه أراد أن الزكاة حق لم يلتزمه الحربي ول الذمي فل يلزمه
واحد منهما كما ل تجب غرامة المتلفات على من لم يلتزمها
وهو الحربي ،وهذا جأواب حسن ،واتفق أصحابنا مع نصوص
الشافعي رحمه الله على أنه ل تجب الزكاة على الكافر
الصلي حربيا كان أو ذميا فل يطالب بها في كفره ،وإن
أسلم لم يطالب بها في مدة الكفر .وأما المرتد فإن وجأب
عليه زكاة قبل ردته لم تسقط عنه بالردة عندنا باتفاق
الصحاب .وقال أبو حنيفة :تسقط بناء على أصله أن
المرتد يصير كالكافر الصلي ،دليلنا ما ذكره المصنف ،وأما
زمن الردة فهل تجب عليه فيه زكاة فيه طريقان حكاهما
إمام الحرمين والرافعي وغيرهما :أحدهما القطع بوجأوب
الزكاة ،وبه قال ابن سريج كالنفقات والغرامات والطريق
الثاني ،وهو المشهور وبه قطع الجمهور فيه ثلثة أقوال
بناء على بقاء ملكه وزواله أحدها :يزول ملكه فل زكاة .
والثاني :يبقى فتجب وأصحها :أنه موقوفا إن عاد إلى
السلم وتبينا بقاءه فتجب وإل فل ،وتتصور المسألة إذا
بقي مرتدا حول ولم نعلم ثم علمنا ولم نقدر على قتله ،أو
ارتد وقد بقي من الحول ساعة فلم يقتل أو لم يسلم إل بعد
الحول والله أعلم .قال أصحابنا :وإن قلنا :ل تجب الزكاة
فارتد في أثناء الحول انقطع الحول ،فإذا أسلم استأنف ،
وإن قلنا :تجب لم ينقطع ،قال أصحابنا :وإذا أوجأبناها
فأخرج في حال الردة أجأزأه ،كما لو أطعم عن الكفارة
بخلفا الصوم ل يصح منه ،لنه عمل بدني فل يصح إل ممن
يكتب له ،هكذا صرحا به البغوي والجمهور وقال إمام
الحرمين :قال صاحب التقريب :لو قلت :إذا ارتد لم يخرج
الزكاة ما دام مرتدا لم يكن بعيدا لن الزكاة قربة محضة
مفتقرة إلى النية ،ول تجب على الكافر الصلي ،فتعذر
أداؤها من المرتد .قال صاحب التقريب :هل هذا إذا حكمنا
بأن ملكه ل يزول ومضى حول في الردة لم يخرج الزكاة
أيضا لما ذكرنا ،فإن أسلم لزمه إخراج ما وجأب في إسلمه
وردته .ولو قتل مرتدا وقد تعذر أداء الزكاة على هذا
الحتمال فتسقط في حكم الدنيا ،ول تسقط المعاقبة بها
في الخرة .قال
____________________
) (5/292
إمام الحرمين :مما قطع به الصحاب إخراج الزكاة لحق
المساكين عاجأل ولكن يحتمل أن يقال :إذا أسلم لم يلزمه
إعادة الزكاة ،فيه وجأهان الممتنع من أداء الزكاة إذا أخذها
المام منه قهرا ،ولم ينو الممتنع ،هذا آخر كلم المام
والمذهب أنها تجزىء لما نقلناه أول عن الجمهور ،والله
أعلم .
قال المصنف رحمه الله تعالى :وتجب في مال الصبي
والمجنون لما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
ابتغوا في مال اليتامى ،ل تأكلها الزكاة ولن الزكاة تراد
لثواب المزكي ،مواساة الفقير .والصبي والمجنون من
أهل الثواب ومن أهل المواساة ،ولهذا يجب عليهما نفقة
القارب ،ويعتق عليهما الب إذا ملكاه فوجأبت الزكاة في
مالهما (1) .
____________________
-1الشرحا :هذا الحديث ضعيف ،رواه الترمذي والبيهقي
من رواية المثنى بن الصباحا عن عمرو بن شعيب عن أبيه
عن جأده عن النبي صلى الله عليه وسلم والمثنى بن الصباحا
ضعيف ،ورواه الشافعي والبيهقي بإسناد صحيح عن
يوسف بن ماهك عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسل ،
لن يوسف تابعي وماهك بفتح الهاء أعجمي ل ينصرفا ،وقد
أكد الشافعي رحمه الله هذا المرسل بعموم الحديث الصحيح
في إيجاب الزكاة مطلقا ،وبما رواه عن الصحابة في ذلك ،
ورواه البيهقي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه موقوفا
عليه وقال :إسناده صحيح ،ورواه أيضا عن علي بن مطرفا
،وروى إيجاب الزكاة في مال اليتيم ،عن اب
) (5/293
عمر والحسن بن علي وجأابر بن عبد الله رضي الله عنهم ،
قال البيهقي :فأما ما روي عن ليث بن أبي سليم عن
مجاهد عن عبد الله بن مسعود :من ولي مال اليتيم فليحص
عليه السنين فإذا دفع إليه ماله أخبره بما عليه من الزكاة ،
فإن شاء زكى وإن شاء ترك فقد ضعفه الشافعي من
وجأهين .أحدهما :أنه منقطع لن مجاهدا لم يدرك ابن
مسعود ،والثاني :أن ليث بن أبي سليم ضعيف ،قال
البيهقي ضعف أهل العلم ليثا قال :وقد روي أيضا عن ابن
عباس إل أنه انفرد به ابن لهيعة ،وهو ضعيف ل يحتج به .
وأما :رواية من روى هذا الحديث :ل تأكلها الصدقة ولم
يقل الزكاة فالمراد بالصدقة الزكاة كما جأاء في هذه الرواية
فإن قيل :فالزكاة ل تأكل المال ،وإنما تأكل ما زاد على
النصاب فالجواب :أن المراد تأكل معظم الزكاة مع النفقة ،
واستدل أصحابنا أيضا من جأهة القياس بأن كل من وجأب
العشر في زرعه وجأبت الزكاة في سائر أمواله ،كالبالغ
العاقل ،فإن أبا حنيفة رحمه الله وافقنا على إيجاب العشر
في مال الصبي والمجنون إيجاب زكاة الفطر في مالهما
وخالفنا في غير ذلك ،وأما استدلل الحنفية بقول الله
تعالى } :خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها {
التوبة 301 :والصبي والمجنون ليسا من أهل التطهير ،إذ
ل فالجواب :أن الغالب أنها تطهير وليس ذلك شرطا فإنا
اتفقنا على وجأوب الفطر والعشر في مالهما ،وإن كان
تطهيرا في أصله .وأما :قوله صلى الله عليه وسلم :رفع
القلم عن ثلثة فالمراد رفع الثم والوجأوب ،
____________________
) (5/294
ونحن نقول :ل إثم عليهما ول تجب الزكاة عليهما ،بل يجب
في مالهما ،ويطالب بإخراجأها وليهما ،كما يجب في مالهما
قيمة ما أتلفاه ،ويجب على الولي دفعها .وأما قياسهم
على الحج فأجأاب :إمام الحرمين رحمه الله في الساليب
والصحاب عنه :إنه ليس ركنا فيه ،وإنما يتطرق إليه المال
توصل بخلفا الزكاة ،قال المام :المعتمد أن مقصود
الزكاة سد خلة الفقير من مال الغنياء شكرا لله تعالى ،
وتطهيرا للمال ،ومال الصبي قابل لداء النفقات
والغرامات .إذا ثبت هذا :فالزكاة عندنا واجأبة في مال
الصبي والمجنون بل خلفا ويجب على الولي إخراجأها من
مالهما كما يخرج من مالهما غرامة المتلفات ونفقة القارب
وغير ذلك من الحقوق المتوجأهة إليهما ،فإن لم يخرج
الولي الزكاة وجأب على الصبي والمجنون بعد البلوغ
والفاقة إخراج زكاة ما مضى بإتفاق الصحاب لن الحق
توجأه إلى مالهما ،لكن الولي عصى بالتأخير فل يسقط ما
توجأه إليهما .وأما المال المنسوب إلى الجنين بالرث أو
غيره فإذا انفصل حيا هل تجب فيه الزكاة فيه طريقان
) المذهب ( أنها ل تجب ،وبه قطع الجمهور لن الجنين ل
يتيقن حياته ،ول يوثق بها ،فل يحصل تمام الملك
واستقراره ،فعلى هذا يبتدىء حول من حين ينفصل .
والطريق الثاني :حكاه الماوردي في باب نية الزكاة
والمتولي والشاشي وآخرون فيه وجأهان أصحهما :هذا ،
والثاني :تجب كالصبي ،قال إمام الحرمين :تردد فيه
شيخي ،قال :وجأزم الئمة بأنها ل تجب والله أعلم ،وقول
المصنف الزكاة تراد لثواب المزكي ،ومواساة الفقير ،
هذان ل بد منهما ،فبقوله ثواب المزكي يخرج الكافر ،
وبقوله مواساة الفقير يخرج المكاتب والله أعلم .فرع في
مذاهب العلماء في زكاة مال المكاتب قد ذكرنا أن مذهبنا
أنه ل زكاة في مال المكاتب ،سواء الزرع وغيره ،وبه قال
جأمهور العلماء من السلف والخلف ،قال ابن المنذر :وهو
قول العلماء كافة إل أبا ثور فأوجأبها على المكاتب في كل
شيء كالحر ،وحكاه العبدري وغيره عن داود ،وقال أبو
حنيفة :يجب العشر في زرعه ول تجب الزكاة في باقي
أمواله ،واحتج بقوله صلى الله عليه وسلم :فيما سقت
السماء العشر وهو حديث صحيح واحتج
____________________
) (5/295
داود بقوله تعالى } :وأقيموا الصلة وآتوا الزكاة { البقرة :
34والمكاتب والعبد يدخلن في الخطاب على الصح عند
الصوليين دليلنا ضعف ملكه بخلفا الحر ولنها للمواساة
وليس هو من أهلها وعلى أبي حنيفة أيضا بالقياس على
غير العشر ،والية والحديث محمولن على الحرار فرع في
مذاهبهم في مال العبد ذكرنا أن مذهبنا أنه ل يملك على
الصحيح ،وأن ملك على الضعيف فل زكاة ،وبه قال جأمهور
العلماء ،وبه قال ابن عمر وجأابر والزهري وقتادة ومالك
وأبو حنيفة وسائر العلماء إل ما حكاه ابن المنذر عن عطاء
وأبي ثور أنهما أوجأباها على العبد ،قال :وروي أيضا عن
عمر وحكاه العبدري عن داود .فرع :في مذاهبهم في مال
الصبي والمجنون ،ذكرنا أن مذهبنا وجأوبها في مالهما وبه
قال الجمهور ،وحكى ابن المنذر وجأوبها في مال الصبي
عن عمر بن الخطاب وعلي وابن عمر وجأابر والحسن بن
علي وعائشة وطاوس وعطاء وجأابر وابن زيد ومجاهد وابن
سيرين وربيعة ومالك والثوري والحسن بن صالح وابن عيينة
وعبيد الله بن الحسن وأحمد وإسحاق وأبي عبيد وأبي ثور
وسليمان بن حرب رضي الله عنهم وقال أبو وائل وسعيد
بن جأبير والحسن البصري والنخعي :ل زكاة في مال الصبي
،وقال سعيد بن المسيب :ل يزكي حتى يصلي ويصوم
رمضان ،وقال الوزاعي وسعيد بن عبد العزيز :في ماله
الزكاة لكن ل يخرجأها الولي بل يحصيها ،فإذا بلغ الصبي
أعلمه فيزكى عن نفسه ،وقال ابن أبي ليلى :فيما ملكه
زكاة لكن إن أداها الوصي ضمن ،وقال ابن شبرمة :ل زكاة
في ذهبه وفضته ،وتجب في إبله وبقره وغنمه وما ظهر
من ماله زكيته وما غاب عني فل .وقال أبو حنيفة :ل زكاة
في ماله إل عشر المعشرات ،وسبق بيان دليلنا عن الجميع
والجواب عما عارضه .
قال المصنف رحمه الله تعالى :ومن وجأبت عليه الزكاة
وقدر على إخراجأها لم يجز له تأخيرها لنه حق يجب صرفه
إلى الدمي توجأهت المطالبة بالدفع إليه فلم يجز له التأخير
كالوديعة إذا طالب بها صاحبها ،فإن أخرها وهو قادر على
أدائها ضمنها ،لنه أخر ما يجب عليه مع إمكان الداء فضمنه
كالوديعة ،ومن وجأبت عليه الزكاة وامتنع
____________________
) (5/296
من أدائها نظرت فإن كان جأاحدا لوجأوبها فقد كفر وقتل
بكفره كما يقتل المرتد ،لن وجأوب الزكاة معلوم من دين
الله تعالى ضرورة ،فمن جأحد وجأوبها فقد كذب الله وكذب
رسوله صلى الله عليه وسلم فحكم بكفره وإن منعها
بخلبها أخذت منه وعزر .وقال في القديم :تؤخذ الزكاة
وشطر ماله عقوبة لما روى بهز ابن حكيم عن أبيه عن جأده
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :ومن منعها فأنا
آخذها وشطر ماله عزمة من عزمات ربنا ،ليس لل محمد
فيها شيء والصحيح هو الول لقوله صلى الله عليه وسلم :
ليس في المال حق سوى الزكاة ولنها عبادة فل يجب
بالمتناع منها أخذ شطر ماله كسائر العبادات ،وحديث بهز
بن حكيم منسوخ ،فإن ذلك حين كانت العقوبات في
الموال ثم نسخت ،وإن امتنع بمنعة قاتله المام :لن أبا
بكر الصديق رضي الله عنه قاتل مانعي الزكاة .
____________________
) (5/297
)(1
____________________
-1الشرحا :حديث بهز رواه أبو داود والنسائي وغيرهما ،
وفي رواية النسائي :شطر إبله ورواية أبي داود شطر ماله
كما في المهذب ،وإسناده إلى بهز بن حكيم صحيح على
شرط البخاري ومسلم ،وأما بهز فاختلفوا فيه فقال يحيى
بن معين ثقة وسئل أيضا عنه عن أبيه عن جأده ثقة وقال أبو
حاتم :يكتب حديثه ول يحتج به .وقال أبو زرعة صالح وقال
الحاكم :ثقة وروى البيهقي عن الشافعي رحمه الله أنه
قال :هذا الحديث ل يثبته أهل العلم بالحديث ولو ثبت قلنا
به ،هذا تصريح من الشافعي بأن أهل الحديث ضعفوا هذا
الحديث ،والله أعلم .وأما حديث :ليس في المال حق
سوى الزكاة فضعيف جأدا ل يعرفا .قال البيهقي في
السنن الكبيرة :والذي يرويه أصحابنا في التعاليق :ليس
في المال حق سوى الزكاة ل أحفظ فيه إسنادا .رواه ابن
ماجأه لكن بسند ضعيف قلت :وقد روى الترمذي والبيهقي
عن فاطمة بنت قيس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
إن في المال حقا سوى الزكاة لكنه ضعيف ضعفه الترمذي
والبيهقي وغيرهما ،والضعف ظاهر في إسناده واحتج
البيهقي وغيره من المحققين في المسألة بحديث أبي
هريرة في قصة العرابي الذي قال للنبي صلى الله عليه
وسلم :دلني على عمل إذا عملته أدخل الجنة قال :تعبد
الله ل تشرك به شيئا ،وتقيم الصلة وتؤدي الزكاة ،وتصوم
رمضان ،قال :والذي بعثك بالحق ل أزيد على هذا ،فلما
أدبر قال :من أراد أن ينظر إلى رجأل من أهل الجنة فلينظر
إلى هذا رواه البخاري ومسلم ،وفي معناه أحاديث صحيحة
مشهورة .وأما حديث قتال أبي بكر رضي الله عنه مانعي
الزكاة فرواه البخاري ومسلم من رواية أبي هريرة رضي
الله عنه ،وقوله :حق يجب صرفه إلى الدمي احتراز من
الحج ،وقوله :توجأهت المطالبة به احتراز من الدين
المؤجأل ،وقوله :جأاحدا قال أهل اللغة :الجحود هو النكار
بعد العترافا ،وقوله بهز بن حكيم عن أبيه عن جأده ،هو
بهز بفتح الباء الموحدة وبالزاي ،ابن حكيم بن معاوية ابن
جأندة :بفتح الحاء المهملة العشيوي وجأده الراوي هو
معاوية .وقوله صلى الله عليه وسلم :عزمة بإسكان الزاي
من عزمات ربنا بفتحه
) (5/298
ومعناه حق ل بد منه ،وفي بعض روايات البيهقي عزيمة
بكسر الزاي وزيادة ياء والمشهور عزمة ،وقوله في أول
الحديث :ومن منعها هكذا هو بالواو ،ومن معطوفا على
أول الحديث ،فإن أوله :في كل أربعين من البل سائمة
ابنة لبون من أعطاها مؤجأرا فله أجأره ومن منعها فأنا آخذها
وشطر ماله وقد ذكر المصنف أوله في الفصل الرابع من
الباب .قوله امتنع بمنعه هو بفتح النون على المشهور عند
أهل اللغة ،وحكى جأواز إسكانها ،والمنعة بالفتح الجماعة
المانعون ،ككاتب وكتبة وكافر وكفرة ونظائره ،ومن سكن
فمعناه بقوة امتناع ،وقتال أبي بكر رضي الله عنه مانعي
الزكاة كان في أول خلفته سنة إحدى عشرة من الهجرة .
أما الحكام :ففيها مسائل :إحداها :أن الزكاة عندنا يجب
إخراجأها على الفور ،فإذا وجأبت وتمكن من إخراجأها لم يجز
تأخيرها ،وإن لم يتمكن فله التأخير إلى التمكن ،فإن أخر
بعد التمكن عصى وصار ضامنا فلو تلف المال كله بعد ذلك
لزمته الزكاة ،سواء تلف بعد مطالبة الساعي أو الفقراء أم
قبل ذلك ،وهذا ل خلفا فيه .وإن تلف المال بعد الحول
وقبل التمكن فل إثم ول ضمان عليه بل خلفا ،وإن أتلفه
المالك لزمه الضمان ،وإن أتلفه أجأنبي بنى على القولين
في أن التمكن شرط في الوجأوب أم في الضمان وسيأتي
إيضاحها بتفريعها في آخر الباب الثاني حيث ذكرهما
المصنف إن شاء الله تعالى ،إن قلنا شرط في الوجأوب فل
زكاة ،وإن قلنا :شرط في الضمان وقلنا الزكاة تتعلق
بالذمة فل زكاة ،وإن قلنا :تتعلق بالعين انتقل حق الفقراء
إلى القيمة كما إذا قتل العبد أو المرهون فإنه ينتقل حق
المجني عليه والمرتهن إلى القيمة .قال أصحابنا :وليس
المراد بإمكان الداء مجرد إمكان
تم إعداد هذا الملف آليا بواسطة المكتبة الشاملة
المجموع
النووي
سنة الولدة /سنة الوفاة
تحقيق
الناشر دار الفكر
سنة النشر 1997م
مكان النشر بيروت
عدد الجأزاء 1
فلن طاهر الثياب إذا وصفوه بطهارة النفس والبراءة من
العيوب وبدنس الثياب إذا كان بخلفا ذلك قال :واستدل
هذا القائل بقوله صلى الله عليه وسلم :يحشر الناس حفاة
عراة فدل على أنه ليس المراد بالثياب التي هي الكفن قال
وتأوله بعضهم على أن البعث غير الحشر فيجوز أن يكون
البعث مع الثياب والحشر مع العري والحفاة .الخامسة :
ثبت في الصحيحين عن عبد الرحمن بن عوفا رضي الله عنه
قال :سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في
الطاعون :إذا سمعتم به بأرض فل تقدموا عليه وإذا وقع
بأرض وأنتم بها فل تخرجأوا فرارا منه .السادسة :يستحب
للمريض أن يتعاهد نفسه بتقليم أظفاره وأخذ شعر شاربه
وإبطه وعانته واستدلوا له بحديث خبيب بن عدي ،بضم
الخاء المعجمة رضي الله عنه :أنه لما أرادت كفار قريش
قتله استعار موسى يستحد بها رواه البخاري رحمه الله .
السابعة :عن البراء بن عازب رضي الله عنه عن النبي صلى
الله عليه وسلم قال :إذا قعد المؤمن في قبره أتى ثم شهد
أن ل إله إل الله وأن محمدا رسول الله ،فذلك قوله :يثبت
الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الخرة
رواه البخاري ومسلم رحمهما الله وفي رواية لمسلم عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال :يثبت الله الذين آمنوا
بالقول الثابت قال نزلت في عذاب القبر وعن أنس رضي
الله عنه قال :قال نبي الله صلى الله عليه وسلم :أن العبد
إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه أنه ليسمع قرع نعالهم
إذا انصرفوا ،فيأتيه ملكان فيقعدانه فيقولن له ما كنت
تقول في هذا الرجأل فأما المؤمن فيقول :أشهد أنه عبد
الله ورسوله ،فيقال له :انظر إلى مقعدك من النار قد
أبدلك الله به مقعدا في الجنة فيراهما جأميعا قال قتادة :
وذكر لنا أنه يفسح له في قبره سبعون ذراعا ويملي عليه
خضرا إلى يوم بيعثون وأما المنافق أو الكافر فيقول :ل
أدري كنت أقول ما يقول الناس فيه ،فيقال :ل دريت ول
بليت ،ثم يضرب بمطرقة من حديد ضربة بين أذنيه ،فيصيح
صيحة يسمعها من يليه إل الثقلين رواه البخاري ومسلم .
وعن أبي
____________________
) (5/284
هريرة رضي الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم :إذا قبر الميت أو قال أحدكم أتاه ملكان أسودان
أزرقان يقال لحدهما المنكر وللخر النكير فيقولن :ما
كنت تقول في هذا الرجأل فيقول ما كان يقول :هو عبد
الله ورسوله ،أشهد أن ل إله إل الله وأن محمدا عبده
ورسوله ،فيقولن :قد كنا نعلم أنك تقول هذا ،فيفسح له
في قبره سبعين في سبعين ثم ينور له فيه ،وذكر نحو ما
سبق فيه وفي المنافق رواه الترمذي وقال :حديث حسن
وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال :أن أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده
بالغداة والعشي ،إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة ،
وإن كان من أهل النار فمن أهل النار ،يقال هذا مقعدك
حتى يبعثك الله يوم القيامة رواه أحمد بن حنبل والنسائي
والترمذي وغيرهم وقال الترمذي :حديث حسن صحيح .
الثامنة :ثبتت الحاديث الصحيحة أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم :كان يتعوذ من عذاب القبر وأنه أمر بالتعوذ
وفي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت :فما
رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد صلى صلة إل
تعوذ من عذاب القبر وقد سبق بيان جأملة من هذا في الدعاء
في آخر الصلة قبل السلم ،ومذهب أهل الحق إثبات عذاب
القبر للكفار ولمن شاء الله من العصاة ،وشبهوه بالنائم
الذي تراه ساكنا غير حاس بشيء وهو في نعيم ،أو عذاب
ونكد .وعن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه
وسلم قال :لول أن ل تدافنوا
____________________
) (5/285
لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر رواه مسلم .وعن
أبي أيوب رضي الله عنه قال :خرج رسول الله صلى الله
عليه وسلم بعدما غربت الشمس فسمع صوتا فقال :يهود
تعذب في قبورها رواه البخاري ومسلم .التاسعة :عن
عائشة رضي الله عنها أن رجأل قال للنبي صلى الله عليه
وسلم :إن أمي افتلتت نفسها وأراها لو تكلمت تصدقت
أفينفعها إن تصدقت عنها قال :نعم رواه البخاري ومسلم .
والحاديث بهذا المعنى كثيرة في الصحيح مشهورة ،وأجأمع
المسلمون على أن الصدقة عن الميت تنفعه وتصله ،
وسنبسط الكلم فيها إن شاء الله تعالى في آخر كتاب
الوصية ،حيث ذكر المصنف والشافعي والصحاب المسألة ،
وإنما قصدت التنبيه هنا على أصل المسألة .العاشرة :عن
عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال :قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم :ما من مسلم يموت يوم
الجمعة أو ليلة الجمعة إل وقاه الله فتنة القبر وراه الترمذي
وضعفه ) .الحادية عشرة في موت الطفال ( عن أنس
رضي الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
ما من الناس مسلم يموت له ثلثة من الولد لم يبلغوا الحنث
إل أدخله الله الجنة بفضل رحمته إياهم رواه البخاري
ومسلم .وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال :قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم :ل يموت لحد من المسلمين
ثلثة من الولد فتمسه النار إل تحلة القسم رواه البخاري
ومسلم .وتحلة القسم قوله عز وجأل :وإن منكم إل واردها
____________________
) (5/286
والمختار أن المراد به المرور على الصراط .وعن أبي سعيد
الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال للنساء :ما منكن من امرأة تقدم ثلثة من الولد إل
كانوا لها حجابا من النار .فقالت امرأة :واثنين فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم واثنين رواه البخاري
ومسلم وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال :أتت امرأة
النبي صلى الله عليه وسلم بصبي لها فقالت :يا رسول
الله ادع الله له فلقد دفنت ثلثة .فقال :دفنت ثلثة قالت :
نعم .قال :لقد احتظرت بحظار شديد من النار رواه مسلم
وعن أبي حسان قال :قلت لبي هريرة مات لي ابنان فما
أنت محدثي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم نطيب
أنفسنا عن موتانا قال :قال نعم صغارهم دعاميص الجنة
يتلقى أحدهم أباه أو قال أبوه فيأخذ بثوبه أو قال بيده فل
يتنماها أو قال ينتهى حتى يدخله الله وأباه الجنة رواه
مسلم .قال أهل الغريب :الدعاميص جأمع دعموص
كبرغوث وبراغيث ،قالوا :وهو الدخال في المور .ومعناه
أنهم سياحون في الجنة دخالون في منازلهم ل يمنعون من
موضع منها .كما أن الصبيان في الدنيا ل يمنعون الدخول
على الحرم .وجأاءت في الباب أحاديث كثيرة غير ما ذكرته ،
ومنها أن موت الواحد من الولد حجاب من النار وكذا
السقط .والله أعلم بالصواب وله الحمد والنعمة وبه
التوفيق والعصمة .
____________________
) (5/287
= كتاب الزكاة = قال المام أبو الحسن الواحدي :الزكاة
تطهير للمال ،وإصلحا له ،وتمييز وإنماء كل ذلك قد قيل ،
قال :والظهر أن أصلها عن الزيادة ،يقال :زكا الزرع يزكو
زكاء زماء ممدود ،وكل شيء ازداد فقد زكا ،قال :والزكاة
أيضا الصلحا وأصلها من زيادة الخير ،يقال :رجأل زكي أي
زائد الخير من قوم أزكياء ،وزكى القاضي الشهود إذا بين
زيادتهم في الخير ،وسمي ما يخرج من المال للمساكين
بإيجاب الشرع زكاة ،لنها تزيد في المال الذي أخرجأت منه ،
وتوفره في المعنى وتقيه الفات ،هذا كلم الواحدي .وأما
:الزكاة في الشرع فقال صاحب الحاوي وآخرون :هو اسم
لخذ شيء مخصوص من مال مخصوص ،على أوصافا
مخصوصة ،لطائفة مخصوصة .واعلم :أن الزكاة لفظة
عربية معروفة قبل ورود الشرع ،مستعملة في أشعارهم
وذلك أكثر من أن يستدل له ،قال صاحب الحاوي :وقال
داود الظاهري :ل أصل لهذا السم في اللغة ،وإنما عرفا
بالشرع قال صاحب الحاوي :وهذا القول ،وإن كان فاسدا
فليس الخلفا فيه مؤثرا في أحكام الزكاة .
قال المصنف رحمه الله تعالى :الزكاة ركن من أركان
السلم ،وفرض من فروضه ،والصل فيه قوله عز وجأل :
} وأقيموا الصلة وآتوا الزكاة { البقرة 34 :وروى أبو
هريرة قال :كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم
جأالسا فأتاه رج فقال :يا رسول الله ما السلم قال :
السلم أن تعبد الله ول تشرك به شيئا ،وتقيم الصلة
المكتوبة وتؤدي الزكاة المفروضة وتصوم شهر رمضان ،ثم
أدبر الرجأل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :ردوا
علي الرجأل ،فلم يروا شيئا ،فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم :هذا جأبريل جأاء ليعلم الناس دينهم .
____________________
) (5/288
)(1
____________________
-1الشرحا :هذا الحديث رواه البخاري ومسلم وتقدم بيان
اللغات في جأبريل في مواقيت الصلة ،وقوله عز وجأل :
وأقيموا الصلة قال العلماء :إقامتها أدامتها والمحافظة
عليها بحدودها ،يقال قام بالمر وأقامه إذا أتى به موفيا
حقوقه قال أبو علي الفارسي :أشبه من أن تفسر
بيتمونها ،والمراد جأنس الصلة الواجأبة وذكر أصحابنا في
كتب الصول والفروع خلفا في هذه هل هي مجملة أم ل
فقالوا :قال أبو إسحاق المروزي وغيره من أصحابنا هي
مجملة .قال البندنيجي هذا هو المذهب لن الزكاة ل تجب
إل في مال مخصوص إذا بلغ قدرا مخصوصا ،ويجب قدر
مخصوص وليس في الية بيان شيء من هذا ،فهي مجملة
بينتها السنة إل أنها تقتضي أهل الوجأوب .وقال بعض
أصحابنا :ليست مجملة ،بل هي عامة ،بل كل ما تناوله
اسم الوكاة فالية تقضي وجأوبه والزيادة عليه تعرفا بالسنة
.قال القاضي :أبو الطيب في تعليقه وآخرون من أصحابنا
:فائدة الخلفا أنا إذا قلنا :مجملة فهي حجة في أصل
وجأوب الزكاة ول يحتج بها في مسائل الخلفا ،وإن قلنا
ليست مجملة كانت حجة في أصل وجأوب الزكاة وفي
مسائل الخلفا تعلقا بعمومها والله أعلم .وأما قوله صلى
الله عليه وسلم :وتقيم الصلة المكتوبة وتؤدي الزكاة
المفروضة فخالف بين اللفظين لقول الله تعالى :إن
الصلة كانت على المؤمنين وثبت في أحاديث كثيرة وصف
الصلة بالمكتوبة لحديث :خمس صلوات كتبهن الله وحديث
:أفضل الصلة صلة المرء في بيته إل المكتوبة وسمى
الزكاة مفروضة لنها مقدرة ،لنها تحتاج إلى تقدير الواجأب
،ولهذا سمي ما يخرج في الزكاة فرائض .وفي الصحيحين
فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم صدقة الفطر وفي
صحيح البخاري في كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم :
هذه فريضة الصدقة .وقيل غاير بين اللفظين لئل يتكرر
اللفظ ،والفصاحة والبلغة تمنع تكريره ،والله أعلم .وأما
قول المصنف :الزكاة ركن وفرض فتوكيد وبيان ،لكونه
يصح تسمية الزكاة ركنا وفرضا ،وقد استعمل المصنف مثل
هذه العبار
) (5/289
في الصوم والحج ،والله أعلم .وأما حكم المسألة :فالزكاة
فرض وركن بإجأماع المسلمين ،وتظاهرت دلل الكتاب
والسنة وإجأماع المة على ذلك ،والله أعلم .
قال المصنف رحمه الله تعالى :ول تجب الزكاة إل على حر
مسلم ،فأما المكاتب والعبد إذا ملكه المولى مال فل زكاة
عليه ،لنه ل يملك في قوله الجديد ويملك في قوله القديم
،إل أنه ملك ضعيف ل يحتمل المواساة ،ولهذا ل تجب عليه
نفقة القارب ول يعتق ) عليه ( أبوه إذا اشتراه فلم تجب
عليه الزكاة ،وفيمن نصفه حر ونصفه عبد وجأهان أحدهما :
ل تجب عليه الزكاة لنه ناقص بالرق فهو كالعبد القن
والثاني :أنها تجب فيما ملكه بنصفه الحر ،لنه يملك
بنصفه الحر ملكا تاما ،فوجأب عليه الزكاة كالحر (1) .
____________________
-1الشرحا :قوله ول تجب الزكاة إل على حر مسلم ،ولم
يقل تام الملك كما قال في التنبيه ،وهذا الذي قاله هنا
حسن ،لن مقصوده في هذا الفصل بيان صفة الشخص
الذي تجب عليه الزكاة ،وكونه تام الملك صفة للكمال ،
فأخره ثم ذكر في أول الذي يلي هذا في فصل صفات المال
،وهذا ترتيب حسن .أما وجأوب الزكاة على الحر المسلم
فظاهر لعموم الكتاب والسنة والجأماع فيمن سوى الصبي
والمجنون ،ومذهبنا وجأوبها في مال الصبي والمجنون ،
وسنوضحه قريبا إن شاء الله تعالى .وأما المكاتب فل زكاة
عليه ل في عشر زرعه ول في ماشيته وسائر أمواله ول
خلفا في شيء من هذا عندنا ،ول يجب عليه زكاة الفطر
أيضا ،وفيها وجأه ضعيف ذكره المصنف في باب زكاة الفطر
،والمذهب أنها ل تجب عليه ،ودليل الجميع ضعف ملكه .
قال أصحابنا :فإن عتق المكاتب والمال في يده استأنف له
الحول من حين العتق وإن عجز فصار المال للسيد ابتدأ
الحول من حينئذ .وأما العبد القن والمدبر والمستولدة إذا
ملكهم المولى مال فإن قلنا بالجديد الصحيح أنه ل يملك
بالتمليك وجأب على السيد زكاة ما ملك ،ول أثر للتمليك لنه
باطل ،وإن قلنا بالقديم إنه يملك لم يلزم العبد زكاته لما
ذكره المصنف ،وهل يلزم السيد زكاة هذا المال فيه
طريقان :الصحيح :منهما وهو المشهور ،وبه قطع كثيرون
:ل يلزمه لنه ل يملكه .والطريق الثاني :حكاه الماوردي
وإمام الحرمين والغزالي في البسيط وآخرون فيه وجأهان
أصحهما :ل يلزمه والثاني :يلزمه لن فائدة الملك القدرة
على التصرفا فيه
) (5/290
وذلك حاصل بخلفا ملك المكاتب .قال الماوردي :هذا
الوجأه غلط :لن للوالد أن يرجأع فيما وهبه لولده ،ومع هذا
تلزمه زكاته :قلت أما الفرق فظاهر لن ملك الولد تام
ويجب فيه الزكاة بخلفا العبد ،والله أعلم .وأما من بعضه
حر وبعضه رقيق ففيه وجأهان مشهوران ذكر المصنف
دليلهما واختلفوا في أصحهما ،فقال العراقيون :الصحيح
أنه ل تجب الزكاة ،وبهذا قطع أكثر العراقيين أو كثير منهم
وجأماعة من الخراسانيين .ممن قطع به القاضي أبو الطيب
في تعليقه والمحاملي في المجموع وابن الصباغ وغيرهم
من العراقيين ،ونقله إمام الحرمين في النهاية عن
العراقيين ،وقطع به الخراسانيين المتولي ،وصحح أكثر
الخراسانيين الوجأوب ،ممن صححه منهم إمام الحرمين
والبغوي ،وقطع به الغزالي في كتبه ،واستبعد إمام
الحرمين قول العراقيين ،واحتج بأن الشافعي رضي الله
عنه نص على أن من بعضه حر وبعضه رقيق يكفر كفارة
الحر الموسر .قال :وإذا وجأبت كفارة الحرار فالزكاة
أولى لن المعتمد فيها السلم والملك التام وقد وجأدوا .
وحجة العراقيين أنه في أكثر الحكام له حكم العبيد ،فل
تقبل شهادته ول ولية له على ولده الحر ول على مال ولده
،ول جأمعة عليه ول تنعقد به ول حج عليه ،ولذلك هو
كالرقيق في نكاحه وطلقه وعدتها ،والحدود على قاذفه
ول يرث ،ول خيار لها إذا أعتق بعضها تحت عبد ،ول قصاص
على الحر بقتله وعلى من هو مثله على الصح ،ول يكون
قاضيا ول قاسما ول مقوما ،وغير ذلك من الحكام فوجأب
أن تلحق الزكاة بذلك .فإن قيل :جأزموا بوجأوب زكاة
الفطر عليه ،فما الفرق فالجواب ما أجأاب به صاحب
الشامل أن زكاة الفطر تتبعض فيجب عليه نصف صاع وعلى
سيده نصفه وزكاة الموال ل تتبعض ،وإنما تجب على تمام
والله أعلم .
قال المصنف رحمه الله تعالى :وأما الكافر فإن كان أصليا
لم تجب عليه الزكاة لنه حق لم يلتزمه فل يلزمه كغرامة
المتلفات ،وإن كان مرتدا لم تسقط عنه كما وجأب في حال
السلم ،لنه ثبت وجأوبه فلم تسقط بردته كغرامة
المتلفات ،وأما في حال الردة فإنه يبنى على ملكه وفي
ملكه ثلثة أقوال أحدها :يزول بالردة فل تجب عليه الزكاة
والثاني :ل يزول فتجب عليه الزكاة لنه حق التزمه
بالسلم فلم يسقط بالردة كحقوق الدميين والثالث :إنه
موقوفا ،فإن رجأع إلى السلم حكمنا بأنه قد زال ملكه ،
فل تجب عليه الزكاة (1) .
____________________
-1الشرحا :قوله في الكافر الصلي :ل تجب عليه ،ليس
مخالفا لقول جأمهور أصحابن
) (5/291
وغيرهم في الصول إن الكفار يخاطبون بفروع الشرع ،
وقد سبق في أول كتاب الصلة بيان ذلك واضحا مع فوائد
تتعلق بأحكام الكفار .وأما قوله لنه حق لم يلتزمه فل
يلزمه كغرامة المتلفات فقد ينكر عليه ،ويقال هذا دليل
ناقص عن الدعوى لن مراد المصنف أن الزكاة ل تجب على
الكافر ،سواء كان حربيا أو ذميا ،وهذا ل خلفا فيه ،فدليل
المصنف ناقص ،لنه دليل لعدم الوجأوب في حق الحربي
دون الذمي ،فإن الذمي يلزمه غرامة المتلفات .والجواب :
أنه أراد أن الزكاة حق لم يلتزمه الحربي ول الذمي فل يلزمه
واحد منهما كما ل تجب غرامة المتلفات على من لم يلتزمها
وهو الحربي ،وهذا جأواب حسن ،واتفق أصحابنا مع نصوص
الشافعي رحمه الله على أنه ل تجب الزكاة على الكافر
الصلي حربيا كان أو ذميا فل يطالب بها في كفره ،وإن
أسلم لم يطالب بها في مدة الكفر .وأما المرتد فإن وجأب
عليه زكاة قبل ردته لم تسقط عنه بالردة عندنا باتفاق
الصحاب .وقال أبو حنيفة :تسقط بناء على أصله أن
المرتد يصير كالكافر الصلي ،دليلنا ما ذكره المصنف ،وأما
زمن الردة فهل تجب عليه فيه زكاة فيه طريقان حكاهما
إمام الحرمين والرافعي وغيرهما :أحدهما القطع بوجأوب
الزكاة ،وبه قال ابن سريج كالنفقات والغرامات والطريق
الثاني ،وهو المشهور وبه قطع الجمهور فيه ثلثة أقوال
بناء على بقاء ملكه وزواله أحدها :يزول ملكه فل زكاة .
والثاني :يبقى فتجب وأصحها :أنه موقوفا إن عاد إلى
السلم وتبينا بقاءه فتجب وإل فل ،وتتصور المسألة إذا
بقي مرتدا حول ولم نعلم ثم علمنا ولم نقدر على قتله ،أو
ارتد وقد بقي من الحول ساعة فلم يقتل أو لم يسلم إل بعد
الحول والله أعلم .قال أصحابنا :وإن قلنا :ل تجب الزكاة
فارتد في أثناء الحول انقطع الحول ،فإذا أسلم استأنف ،
وإن قلنا :تجب لم ينقطع ،قال أصحابنا :وإذا أوجأبناها
فأخرج في حال الردة أجأزأه ،كما لو أطعم عن الكفارة
بخلفا الصوم ل يصح منه ،لنه عمل بدني فل يصح إل ممن
يكتب له ،هكذا صرحا به البغوي والجمهور وقال إمام
الحرمين :قال صاحب التقريب :لو قلت :إذا ارتد لم يخرج
الزكاة ما دام مرتدا لم يكن بعيدا لن الزكاة قربة محضة
مفتقرة إلى النية ،ول تجب على الكافر الصلي ،فتعذر
أداؤها من المرتد .قال صاحب التقريب :هل هذا إذا حكمنا
بأن ملكه ل يزول ومضى حول في الردة لم يخرج الزكاة
أيضا لما ذكرنا ،فإن أسلم لزمه إخراج ما وجأب في إسلمه
وردته .ولو قتل مرتدا وقد تعذر أداء الزكاة على هذا
الحتمال فتسقط في حكم الدنيا ،ول تسقط المعاقبة بها
في الخرة .قال
____________________
) (5/292
إمام الحرمين :مما قطع به الصحاب إخراج الزكاة لحق
المساكين عاجأل ولكن يحتمل أن يقال :إذا أسلم لم يلزمه
إعادة الزكاة ،فيه وجأهان الممتنع من أداء الزكاة إذا أخذها
المام منه قهرا ،ولم ينو الممتنع ،هذا آخر كلم المام
والمذهب أنها تجزىء لما نقلناه أول عن الجمهور ،والله
أعلم .
قال المصنف رحمه الله تعالى :وتجب في مال الصبي
والمجنون لما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
ابتغوا في مال اليتامى ،ل تأكلها الزكاة ولن الزكاة تراد
لثواب المزكي ،مواساة الفقير .والصبي والمجنون من
أهل الثواب ومن أهل المواساة ،ولهذا يجب عليهما نفقة
القارب ،ويعتق عليهما الب إذا ملكاه فوجأبت الزكاة في
مالهما (1) .
____________________
-1الشرحا :هذا الحديث ضعيف ،رواه الترمذي والبيهقي
من رواية المثنى بن الصباحا عن عمرو بن شعيب عن أبيه
عن جأده عن النبي صلى الله عليه وسلم والمثنى بن الصباحا
ضعيف ،ورواه الشافعي والبيهقي بإسناد صحيح عن
يوسف بن ماهك عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسل ،
لن يوسف تابعي وماهك بفتح الهاء أعجمي ل ينصرفا ،وقد
أكد الشافعي رحمه الله هذا المرسل بعموم الحديث الصحيح
في إيجاب الزكاة مطلقا ،وبما رواه عن الصحابة في ذلك ،
ورواه البيهقي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه موقوفا
عليه وقال :إسناده صحيح ،ورواه أيضا عن علي بن مطرفا
،وروى إيجاب الزكاة في مال اليتيم ،عن اب
) (5/293
عمر والحسن بن علي وجأابر بن عبد الله رضي الله عنهم ،
قال البيهقي :فأما ما روي عن ليث بن أبي سليم عن
مجاهد عن عبد الله بن مسعود :من ولي مال اليتيم فليحص
عليه السنين فإذا دفع إليه ماله أخبره بما عليه من الزكاة ،
فإن شاء زكى وإن شاء ترك فقد ضعفه الشافعي من
وجأهين .أحدهما :أنه منقطع لن مجاهدا لم يدرك ابن
مسعود ،والثاني :أن ليث بن أبي سليم ضعيف ،قال
البيهقي ضعف أهل العلم ليثا قال :وقد روي أيضا عن ابن
عباس إل أنه انفرد به ابن لهيعة ،وهو ضعيف ل يحتج به .
وأما :رواية من روى هذا الحديث :ل تأكلها الصدقة ولم
يقل الزكاة فالمراد بالصدقة الزكاة كما جأاء في هذه الرواية
فإن قيل :فالزكاة ل تأكل المال ،وإنما تأكل ما زاد على
النصاب فالجواب :أن المراد تأكل معظم الزكاة مع النفقة ،
واستدل أصحابنا أيضا من جأهة القياس بأن كل من وجأب
العشر في زرعه وجأبت الزكاة في سائر أمواله ،كالبالغ
العاقل ،فإن أبا حنيفة رحمه الله وافقنا على إيجاب العشر
في مال الصبي والمجنون إيجاب زكاة الفطر في مالهما
وخالفنا في غير ذلك ،وأما استدلل الحنفية بقول الله
تعالى } :خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها {
التوبة 301 :والصبي والمجنون ليسا من أهل التطهير ،إذ
ل فالجواب :أن الغالب أنها تطهير وليس ذلك شرطا فإنا
اتفقنا على وجأوب الفطر والعشر في مالهما ،وإن كان
تطهيرا في أصله .وأما :قوله صلى الله عليه وسلم :رفع
القلم عن ثلثة فالمراد رفع الثم والوجأوب ،
____________________
) (5/294
ونحن نقول :ل إثم عليهما ول تجب الزكاة عليهما ،بل يجب
في مالهما ،ويطالب بإخراجأها وليهما ،كما يجب في مالهما
قيمة ما أتلفاه ،ويجب على الولي دفعها .وأما قياسهم
على الحج فأجأاب :إمام الحرمين رحمه الله في الساليب
والصحاب عنه :إنه ليس ركنا فيه ،وإنما يتطرق إليه المال
توصل بخلفا الزكاة ،قال المام :المعتمد أن مقصود
الزكاة سد خلة الفقير من مال الغنياء شكرا لله تعالى ،
وتطهيرا للمال ،ومال الصبي قابل لداء النفقات
والغرامات .إذا ثبت هذا :فالزكاة عندنا واجأبة في مال
الصبي والمجنون بل خلفا ويجب على الولي إخراجأها من
مالهما كما يخرج من مالهما غرامة المتلفات ونفقة القارب
وغير ذلك من الحقوق المتوجأهة إليهما ،فإن لم يخرج
الولي الزكاة وجأب على الصبي والمجنون بعد البلوغ
والفاقة إخراج زكاة ما مضى بإتفاق الصحاب لن الحق
توجأه إلى مالهما ،لكن الولي عصى بالتأخير فل يسقط ما
توجأه إليهما .وأما المال المنسوب إلى الجنين بالرث أو
غيره فإذا انفصل حيا هل تجب فيه الزكاة فيه طريقان
) المذهب ( أنها ل تجب ،وبه قطع الجمهور لن الجنين ل
يتيقن حياته ،ول يوثق بها ،فل يحصل تمام الملك
واستقراره ،فعلى هذا يبتدىء حول من حين ينفصل .
والطريق الثاني :حكاه الماوردي في باب نية الزكاة
والمتولي والشاشي وآخرون فيه وجأهان أصحهما :هذا ،
والثاني :تجب كالصبي ،قال إمام الحرمين :تردد فيه
شيخي ،قال :وجأزم الئمة بأنها ل تجب والله أعلم ،وقول
المصنف الزكاة تراد لثواب المزكي ،ومواساة الفقير ،
هذان ل بد منهما ،فبقوله ثواب المزكي يخرج الكافر ،
وبقوله مواساة الفقير يخرج المكاتب والله أعلم .فرع في
مذاهب العلماء في زكاة مال المكاتب قد ذكرنا أن مذهبنا
أنه ل زكاة في مال المكاتب ،سواء الزرع وغيره ،وبه قال
جأمهور العلماء من السلف والخلف ،قال ابن المنذر :وهو
قول العلماء كافة إل أبا ثور فأوجأبها على المكاتب في كل
شيء كالحر ،وحكاه العبدري وغيره عن داود ،وقال أبو
حنيفة :يجب العشر في زرعه ول تجب الزكاة في باقي
أمواله ،واحتج بقوله صلى الله عليه وسلم :فيما سقت
السماء العشر وهو حديث صحيح واحتج
____________________
) (5/295
داود بقوله تعالى } :وأقيموا الصلة وآتوا الزكاة { البقرة :
34والمكاتب والعبد يدخلن في الخطاب على الصح عند
الصوليين دليلنا ضعف ملكه بخلفا الحر ولنها للمواساة
وليس هو من أهلها وعلى أبي حنيفة أيضا بالقياس على
غير العشر ،والية والحديث محمولن على الحرار فرع في
مذاهبهم في مال العبد ذكرنا أن مذهبنا أنه ل يملك على
الصحيح ،وأن ملك على الضعيف فل زكاة ،وبه قال جأمهور
العلماء ،وبه قال ابن عمر وجأابر والزهري وقتادة ومالك
وأبو حنيفة وسائر العلماء إل ما حكاه ابن المنذر عن عطاء
وأبي ثور أنهما أوجأباها على العبد ،قال :وروي أيضا عن
عمر وحكاه العبدري عن داود .فرع :في مذاهبهم في مال
الصبي والمجنون ،ذكرنا أن مذهبنا وجأوبها في مالهما وبه
قال الجمهور ،وحكى ابن المنذر وجأوبها في مال الصبي
عن عمر بن الخطاب وعلي وابن عمر وجأابر والحسن بن
علي وعائشة وطاوس وعطاء وجأابر وابن زيد ومجاهد وابن
سيرين وربيعة ومالك والثوري والحسن بن صالح وابن عيينة
وعبيد الله بن الحسن وأحمد وإسحاق وأبي عبيد وأبي ثور
وسليمان بن حرب رضي الله عنهم وقال أبو وائل وسعيد
بن جأبير والحسن البصري والنخعي :ل زكاة في مال الصبي
،وقال سعيد بن المسيب :ل يزكي حتى يصلي ويصوم
رمضان ،وقال الوزاعي وسعيد بن عبد العزيز :في ماله
الزكاة لكن ل يخرجأها الولي بل يحصيها ،فإذا بلغ الصبي
أعلمه فيزكى عن نفسه ،وقال ابن أبي ليلى :فيما ملكه
زكاة لكن إن أداها الوصي ضمن ،وقال ابن شبرمة :ل زكاة
في ذهبه وفضته ،وتجب في إبله وبقره وغنمه وما ظهر
من ماله زكيته وما غاب عني فل .وقال أبو حنيفة :ل زكاة
في ماله إل عشر المعشرات ،وسبق بيان دليلنا عن الجميع
والجواب عما عارضه .
قال المصنف رحمه الله تعالى :ومن وجأبت عليه الزكاة
وقدر على إخراجأها لم يجز له تأخيرها لنه حق يجب صرفه
إلى الدمي توجأهت المطالبة بالدفع إليه فلم يجز له التأخير
كالوديعة إذا طالب بها صاحبها ،فإن أخرها وهو قادر على
أدائها ضمنها ،لنه أخر ما يجب عليه مع إمكان الداء فضمنه
كالوديعة ،ومن وجأبت عليه الزكاة وامتنع
____________________
) (5/296
من أدائها نظرت فإن كان جأاحدا لوجأوبها فقد كفر وقتل
بكفره كما يقتل المرتد ،لن وجأوب الزكاة معلوم من دين
الله تعالى ضرورة ،فمن جأحد وجأوبها فقد كذب الله وكذب
رسوله صلى الله عليه وسلم فحكم بكفره وإن منعها
بخلبها أخذت منه وعزر .وقال في القديم :تؤخذ الزكاة
وشطر ماله عقوبة لما روى بهز ابن حكيم عن أبيه عن جأده
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :ومن منعها فأنا
آخذها وشطر ماله عزمة من عزمات ربنا ،ليس لل محمد
فيها شيء والصحيح هو الول لقوله صلى الله عليه وسلم :
ليس في المال حق سوى الزكاة ولنها عبادة فل يجب
بالمتناع منها أخذ شطر ماله كسائر العبادات ،وحديث بهز
بن حكيم منسوخ ،فإن ذلك حين كانت العقوبات في
الموال ثم نسخت ،وإن امتنع بمنعة قاتله المام :لن أبا
بكر الصديق رضي الله عنه قاتل مانعي الزكاة .
____________________
) (5/297
)(1
____________________
-1الشرحا :حديث بهز رواه أبو داود والنسائي وغيرهما ،
وفي رواية النسائي :شطر إبله ورواية أبي داود شطر ماله
كما في المهذب ،وإسناده إلى بهز بن حكيم صحيح على
شرط البخاري ومسلم ،وأما بهز فاختلفوا فيه فقال يحيى
بن معين ثقة وسئل أيضا عنه عن أبيه عن جأده ثقة وقال أبو
حاتم :يكتب حديثه ول يحتج به .وقال أبو زرعة صالح وقال
الحاكم :ثقة وروى البيهقي عن الشافعي رحمه الله أنه
قال :هذا الحديث ل يثبته أهل العلم بالحديث ولو ثبت قلنا
به ،هذا تصريح من الشافعي بأن أهل الحديث ضعفوا هذا
الحديث ،والله أعلم .وأما حديث :ليس في المال حق
سوى الزكاة فضعيف جأدا ل يعرفا .قال البيهقي في
السنن الكبيرة :والذي يرويه أصحابنا في التعاليق :ليس
في المال حق سوى الزكاة ل أحفظ فيه إسنادا .رواه ابن
ماجأه لكن بسند ضعيف قلت :وقد روى الترمذي والبيهقي
عن فاطمة بنت قيس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
إن في المال حقا سوى الزكاة لكنه ضعيف ضعفه الترمذي
والبيهقي وغيرهما ،والضعف ظاهر في إسناده واحتج
البيهقي وغيره من المحققين في المسألة بحديث أبي
هريرة في قصة العرابي الذي قال للنبي صلى الله عليه
وسلم :دلني على عمل إذا عملته أدخل الجنة قال :تعبد
الله ل تشرك به شيئا ،وتقيم الصلة وتؤدي الزكاة ،وتصوم
رمضان ،قال :والذي بعثك بالحق ل أزيد على هذا ،فلما
أدبر قال :من أراد أن ينظر إلى رجأل من أهل الجنة فلينظر
إلى هذا رواه البخاري ومسلم ،وفي معناه أحاديث صحيحة
مشهورة .وأما حديث قتال أبي بكر رضي الله عنه مانعي
الزكاة فرواه البخاري ومسلم من رواية أبي هريرة رضي
الله عنه ،وقوله :حق يجب صرفه إلى الدمي احتراز من
الحج ،وقوله :توجأهت المطالبة به احتراز من الدين
المؤجأل ،وقوله :جأاحدا قال أهل اللغة :الجحود هو النكار
بعد العترافا ،وقوله بهز بن حكيم عن أبيه عن جأده ،هو
بهز بفتح الباء الموحدة وبالزاي ،ابن حكيم بن معاوية ابن
جأندة :بفتح الحاء المهملة العشيوي وجأده الراوي هو
معاوية .وقوله صلى الله عليه وسلم :عزمة بإسكان الزاي
من عزمات ربنا بفتحه
) (5/298
ومعناه حق ل بد منه ،وفي بعض روايات البيهقي عزيمة
بكسر الزاي وزيادة ياء والمشهور عزمة ،وقوله في أول
الحديث :ومن منعها هكذا هو بالواو ،ومن معطوفا على
أول الحديث ،فإن أوله :في كل أربعين من البل سائمة
ابنة لبون من أعطاها مؤجأرا فله أجأره ومن منعها فأنا آخذها
وشطر ماله وقد ذكر المصنف أوله في الفصل الرابع من
الباب .قوله امتنع بمنعه هو بفتح النون على المشهور عند
أهل اللغة ،وحكى جأواز إسكانها ،والمنعة بالفتح الجماعة
المانعون ،ككاتب وكتبة وكافر وكفرة ونظائره ،ومن سكن
فمعناه بقوة امتناع ،وقتال أبي بكر رضي الله عنه مانعي
الزكاة كان في أول خلفته سنة إحدى عشرة من الهجرة .
أما الحكام :ففيها مسائل :إحداها :أن الزكاة عندنا يجب
إخراجأها على الفور ،فإذا وجأبت وتمكن من إخراجأها لم يجز
تأخيرها ،وإن لم يتمكن فله التأخير إلى التمكن ،فإن أخر
بعد التمكن عصى وصار ضامنا فلو تلف المال كله بعد ذلك
لزمته الزكاة ،سواء تلف بعد مطالبة الساعي أو الفقراء أم
قبل ذلك ،وهذا ل خلفا فيه .وإن تلف المال بعد الحول
وقبل التمكن فل إثم ول ضمان عليه بل خلفا ،وإن أتلفه
المالك لزمه الضمان ،وإن أتلفه أجأنبي بنى على القولين
في أن التمكن شرط في الوجأوب أم في الضمان وسيأتي
إيضاحها بتفريعها في آخر الباب الثاني حيث ذكرهما
المصنف إن شاء الله تعالى ،إن قلنا شرط في الوجأوب فل
زكاة ،وإن قلنا :شرط في الضمان وقلنا الزكاة تتعلق
بالذمة فل زكاة ،وإن قلنا :تتعلق بالعين انتقل حق الفقراء
إلى القيمة كما إذا قتل العبد أو المرهون فإنه ينتقل حق
المجني عليه والمرتهن إلى القيمة .قال أصحابنا :وليس
المراد بإمكان الداء مجرد إمكان