ΩΣδ∩ ƒΘΩÑóƒñ 006
http://www.shamela.ws
تم إعداد هذا الملف آليا بواسطة المكتبة الشاملة
مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج
محمد الخطيب الشربيني
سنة الولدة /سنة الوفاة
تحقيق
الناشر دار الفكر
سنة النشر
مكان النشر بيروت
عدد الجأزاء 4
فإنه ل ينعزل بإغماء الموكل كما مر في الحج ومن الواضح
أنه ل ينعزل بالنوم وإن خرج به عن أهلية التصرف
تنبيه لو اقتصر المصنف على قوله بخروج أحدهما عن أهلية
التصرف لكان أخصر وأشمل ليشمل ما لو حجر عليه بسفه
أو فلس أو رق فيما ل ينفذ منه أو فسق فيما العدالة شرط
فيه
) و ( ينعزل أيضا ) بخروج محل التصرف عن ملك الموكل (
بالبيع ونحوه كإعتاق ما وكل فيه لستحالة بقاء الولية
والحالة هذه ولو عاد إلى ملكه لم تعد الوكالة
ومثل خروجأه عن ملكه ما لو أجأره أو كاتبه لشعاره بالندم
على البيع وكذا اليصاء والتدبير وتعليق العتق كما بحثه
البلقيني وغيره وبالرهن مع القبض كما قال ابن كج قال
الشيخان وكذا بتزويج الجارية
فمن المتأخرين من أخذ بمفهوم ذلك وقال بخلف العبد كما
أفهمه كلم الشيخين ومنهم من جأعله مثال وقال العبد
كالمة واعتمده شيخي وهو الظاهر إذ ل فرق بين الجارية
والعبد في ذلك
وهذه الصور قد ترد على المصنف لن محل التصرف لم
يخرج عن ملك الموكل
ول ينعزل بتوكيل وكيل آخر ول بالعرض على البيع
وفي عزل الوكيل بطحن الموكل الحنطة الموكل بيعها
وجأهان وقضية ما في التتمة كما قال الذرعي وغيره
النعزال هذا إذا ذكر اسم الحنطة وإل فالوجأه أنه ل ينعزل
كما هو قضية كلم الروضة
ولو وكل عبده في تصرف ثم أعتقه أو باعه أو كاتبه انعزل
لن إذن السيد له استخدام كما مر ل توكيل وقد زال ملكه
عنه بخلف ما لو وكل عبد غيره فباعه سيده أو أعتقه أو
كاتبه فإنه ل ينعزل بذلك لكن يعصي العبد بالتصرف إن لم
يأذن له مشتريه فيه لن منافعه صارت مستحقة له
) وإنكار الوكيل الوكالة لنسيان ( لها ) أو لغرض ( له ) في
الخفاء ( كخوف أخذ ظالم المال الموكل فيه ) ليس بعزل (
لعذره
) فإن تعمد ( إنكارها ) ول غرض ( له فيه ) انعزل ( بذلك
لن الجحد حينئذ رد لها والموكل في إنكارها كالوكيل في
ذلك
وما أطلقه الشيخان في التدبير من جأحد الموكل أنه يكون
عزل محمول كما قال ابن النقيب على ما هنا
فروع لو وكله ببيع عبد أو شرائه لم يعقد على بعضه لضرر
التبعيض
نعم إن باع البعض بقيمة الجميع صح كما ذكره المصنف في
تصحيحه هذا إن لم يعين المشتري كما قاله الزركشي وإل
لم يصح لقصده محاباته
ولو أمره أن يشتري بالعبد ثوبا فاشتراه ببعضه جأاز ولو قال
له بع هؤلء العبيد أو اشترهم جأاز له أن يفرقهم في عقود
وأن يجمعهم في عقد
نعم إن كان الحظ في أحدهما تعين
ولو قال بعهم أو اشترهم صفقة لم يفرقها لمخالفة أمره
أو قال بعهم بألف لم يبع واحدا بأقل من ألف لجواز أن ل
يشتري أحد الباقين بباقي اللف فإن باعه بألف صح وله بيع
الباقين بثمن المثل
ولو قال له اطلب حقي من زيد فمات زيد لم يطالب وارثه
لنه غير المعين أو اطلب حقي الذي على زيد طالب وارثه
ولو قال له أبرىء غرمائي لم يبرىء نفسه لن المخاطب ل
يدخل في عموم أمر المخاطب له على الصح فإن قال وإن
شئت فأبرىء نفسك فله ذلك كما لو وكل المديون بإبراء
نفسه
ولو قال أعط ثلثي للفقراء صح أو لنفسك لم يصح لتولي
الطرفين
ولو قال له بع هذا ثم هذا لزمه الترتيب امتثال لمر موكله
ولو وكله في شراء جأارية ليطأها لم يشتر له من تحرم عليه
كأخته ولو بلغه أن زيدا وكله فإن صدق المخبر تصرف وإل
فل
) وإذا اختلفا في أصلها ( بأن قال وكلتني في كذا فقال ما
وكلتك
) أو صفتها بأن قال وكلتني في البيع نسيئة أو الشراء
بعشرين ( مثل ) فقال ( الموكل ) بل نقدا أو بعشرة صدق
الموكل بيمينه ( لن الصل عدم الذن فيما ذكره الوكيل
ولن الموكل أعرف بحال الذن الصادر منه
وصورة المسألة الولى كما قال الفارقي إذا كان بعد
التصرف أما قبله فل فائدة في الخصومة لنه إذا ادعى عليه
فأنكر الموكل الوكالة انعزل فل حاجأة لقولنا القول قوله
بيمينه
تنبيه قوله صدق الموكل بيمينه فيه تسمح لنه في الولى
ليس بموكل إل أن يراد أنه موكل بزعم الوكيل
____________________
) (2/233
) ولو اشترى ( الوكيل ) جأارية بعشرين ( درهما مثل وهي
تساوي عشرين فأكثر ) وزعم أن الموكل أمره ( بالشراء
بها ) فقال ( الموكل ) بل ( أنت ) بعشرة و ( ل بينة لواحد
منهما أو لكل منهما بينة وتعارضا ) حلف ( الموكل ثم ينظر
) فإن اشترى ( الوكيل الجارية ) بعين مال الموكل وسماه
في العقد وقال ( المال له ) أو ( لم يسمه لكن قال ) بعده (
أي العقد ) اشتريته أي المذكور والولى اشتريتها أي
الجارية ) لفلن والمال له وصدقه البائع ( فيما ادعاه أو
قامت بذلك بينة ) فالبيع باطل ( في الصورتين لنه ثبت
بتسمية الوكيل في الولى وتصديق البائع أو البينة في
الثنية أن المال والشراء لغير العاقد وثبت بيمين من له
المال أنه لم يأذن في الشراء بذلك القدر فيلغو الشراء
والجارية لبائعها وعليه رد ما أخذه
تنبيه محل البطلن فيما ذكر إذا لم يوافق البائع المشتري
على وكالته بالقدر المذكور وإل فالجارية باعتراف البائع
ملك للموكل فيأتي فيه التلطف التي كما نبه عليه البلقيني
) وإن كذبه ( البائع في الصورة الثانية فيما قال بأن قال
إنما اشتريت لنفسك والمال لك ولست وكيل في الشراء
المذكور ( ول بينة ) حلف على نفي العلم بالوكالة ( الناشئة
عن التوكيل وإل فهو ليس وكيل في زعم البائع
فإن قيل كيف يستقيم الحلف على نفي العلم والحلف إنما
يكون على حسب الجواب وهو إنما أجأاب بالبت وكيف يصح
أيضا القتصار على تحليفه على نفي الوكالة مع أنه لو
أنكرها واعترف بأن المال لغيره كان كافيا في إبطال البيع
فينبغي الحلف عليهما كما يحنث بهما جأميعا بل يكفي
التحليف على المال وحده لما ذكرنا أجأيب عن الول بأن
تحليفه على البت يستلزم محذورا وهو تحليفه على البت
في فعل الغير لن معنى قوله لست وكيل فيما ذكر أن
غيرك لم يوكلك وعلى الثاني بأنه إنما حلف على نفي العلم
بالوكالة خاصة لنها على خلصا الصل والمال لوكيل
بمقتضى الصل وهو ثبوت يده عليه فلم تقبل دعواه أنه
للغير بما يبطل به حق البائع
) ووقع الشراء للوكيل ( ظاهر أو يسلم إلى البائع الثمن
المعين ويرد للموكل بدله ) وكذا ( يقع الشراء للوكيل
ظاهرا ) إن اشترى في الذمة ولم يسم الموكل ( في العقد
بأن نواه وقال اشتريت له والمال له وكذبه البائع فيحلف
كما مر وظاهر أنه لو صدقه البائع بطل الشراء كما قاله
القمولي لتفاقهما على وقوع العقد للموكل وثبوت كونه
بغير إذنه بيمينه وكأنهم سكتوا عنه لن الغالب أنه إذا لم
يسم الموكل ل يتصور معه ذلك
) وكذا ( يقع الشراء للوكيل ظاهرا ) إن سماه وكذبه البائع
في الصح ( بأن قال له أنت مبطل في تسميتك ولم تكن
وكيله والوجأهان هنا هما الوجأهان المتقدمان في قول
المصنف وإن سماه فقال البائع بعتك إلخ وقد مر تعليلهما
) وإن صدقه ( البائع في التسمية ) بطل الشراء ( لتفاقهما
على وقوع العقد للموكل وثبت كونه بغير إذنه بيمينه وإن
سكت عن تصديقه وتكذيبه وقع الشراء للوكيل كما يؤخذ من
قول المصنف وإن سماه فقال البائع بعتك إلخ
) وحيث حكم بالشراء للوكيل ( مع قوله إنه للموكل
) يستحب للقاضي أن يرفق ( أي يتلطف ) بالموكل ليقول
للوكيل إن كنت أمرتك ( بشراء جأارية ) بعشرين فقد بعتكها
بها ( أي بالعشرين ) ويقول هو اشتريت لتحل له ( باطنا إن
كان صادقا في أنه أذن له بعشرين ول يضر التعليق المذكور
في صحة البيع للضرورة إليه ولنه تصريح بمقتضى العقد
فإنه لو قال بعتك كان معناه إن كنت أذنت فأشبه قوله بعتك
إن شئت وليس لنا بيع يصح مع التعليق إل في هذه فإن تجز
الموكل البيع صح قطعا ول يكون ذلك إقرارا بما قاله الوكيل
لنه يقوله بأمر الحاكم للمصلحة وإن لم يجب الموكل إلى ما
ذكر أو لم يسأله القاضي
فإن
____________________
) (2/234
كان الوكيل صادقا فهي للموكل وعليه للوكيل الثمن وهو ل
يؤديه وقد ظفر الوكيل بغير جأنس حقه وهو الجارية فله
بيعها وأخذ ثمنها وإن كان كاذبا لم يحل له وطؤها ول
التصرف فيها ببيع أو غيره إن كان الشراء بعين مال الموكل
لبطلنه وفي هذه يحتاج القاضي إلى التلطف بالبائع مع
التلطف بالموكل وإن كان في الذمة حل ما ذكر للوكيل
لوقوع الشراء له
وذكر المتولي كما في الروضة وأصلها أنه إذا كان كاذبا
والشراء بالعين أنه يكون كما لو كان صادقا فيكون قد ظفر
بغير جأنس حقه لتعذر رجأوعه على البائع بحلفه
) ولو قال ( الوكيل ) أتيت بالتصرف المأذون فيه ( من بيع
أو غيره ) وأنكر الموكل ( ذلك ) صدق الموكل ( بيمينه لن
الصل عدم التصرف وبقاء ملك الموكل
) وفي قول ( يصدق ) الوكيل ( لن الموكل قد ائتمنه فعليه
تصديقه
ومحل الخلف إذا وقع النزاع قبل العزل وإل فالمصدق
الموكل قطعا لن الوكيل غير مالك لنشاء التصرف حينئذ
ولو اتفقا على التصرف ولكن قال الموكل عزلتك قبله
وقال الوكيل بل بعده فكنظيره في الرجأعة وسيأتي
) وقول الوكيل في تلف المال مقبول بيمينه ( لنه أمين
كالمودع فل بد فيه من التفصيل المذكور في الوديعة كما
أشار إليه الرافعي في كتاب الرهن
تنبيه مقصود المصنف عدم الضمان ولو لم يصرح به وإل
فالغاصب وكل من يده ضامنة يقبل قوله في التلف
) وكذا ( يقبل قوله ) في الرد ( على الموكل لنه ائتمنه ول
فرق بين أن يكون بجعل أو ل لنه إن كان بغير جأعل فقد أخذ
العين بمحض غرض المالك فأشبه المودع وإن كان بجعل
فلنه إنما أخذ العين لنفع المالك انتفاعه هو إنما هو بالعمل
في العين ل بالعين نفسها ول فرق بين أن يكون قبل العزل
أو ل خلفا لما في المطلب
) وقيل إن كان ( وكيل ) بجعل فل ( يقبل قوله في الرد لن
أخذالعين لمصلحة نفسه فأشبه المرتهن
وفرق الول بأن المرتهن تعلقه بالمرهون قوي بدليل
تعلقه ببدله عند التلف بخلف الوكيل
تنبيه محل قبول قول الوكيل في الرد ما لم تبطل أمانته أما
لو طالبه الموكل فقال ما قبضته منك فأقام الموكل الينة
على قبضه فقال الوكيل رددته إليك أو تلف عندي ضمنه ول
يقبل قوله في الرد لنه بطلت أمانته بالجحود وتناقضه
ودعوى الجاني تسليم ما جأباه إلى الذي استأجأره على
القبول أيضا
) ولو ادعى ( الوكيل ) الرد على رسول الموكل وأنكر
الرسول صدق الرسول ( بيمينه لنه لم يأتمنه فل يقبل
قوله عليه
) ول يلزم الموكل تصديق الوكيل ( في ذلك ) على الصحيح
( لنه يدعي الرد على من لم يأتمنه فليقم البينة عليه
والثاني يلزمه لنه معترف بإرساله ويد رسوله كيده فكأنه
ادعى الرد عليه
ولو صدقه الموكل على الدفع إلى رسوله لم يغرم الوكيل
كما قاله الذرعي إنه الصح
ولو اعترف الرسول بالقبض وادعى التلف في يده لم يلزم
المالك الرجأوع إليه لن الصل عدم القبض
) ولو قال قبضت الثمن ( حيث يجوز له قبضه بأن وكل في
البيع مطلقا أو مع قبض الثمن ) وتلف ( في يدي أو دفعته
إليك ) وأنكر الموكل ( قبض الوكيل له
) صدق الموكل إن كان ( الختلف ) قبل تسليم المبيع (
لن الصل بقاء حقه وعدم القبض
) وإل ( بأن كان بعد تسليم البيع ) فالوكيل ( هو المصدق
بيمينه ) على المذهب ( لن الموكل ينسبه إلى تقصير
وخيانة بتسليم المبيع قبل القبض والصل عدمه
وفي وجأه أن المصدق الموكل لن الصل بقاء حقه
والطريق الثاني في المصدق منهما في الحالين القولن
في دعوى الوكيل التصرف وإنكار الموكل فلو أذن له في
التسليم قبل القبض أو في البيع بمؤجأل أو في القبض بعد
الجأل فهو كما قبل التسليم إذ ل خيانة بالتسليم وإذا صدقنا
الوكيل فحلف ففي براءة المشتري
____________________
) (2/235
وجأهان أصحهما كما قال البغوي ل يبرأ لن الصل عدم
القبض
وإنما قبلنا قول الوكيل في حقه لئتمانه إياه وعلى نقل
هذا اقتصر الرافعي في الشرح الصغير ورجأح الوجأه الخر
المام ونقله ابن الرفعة عن القاضي حسين وصححه
الغزالي في بسيطه
ولو قال الموكل للوكيل قبضت الثمن فادفعه إلي فقال
الوكيل لم أقبضه صدق الوكيل بيمينه وليس للموكل مطالبة
المشتري به لعترافه ببراءة ذمته ول مطالبة الوكيل بعد
حلفه إل إن سلم الوكيل المبيع بل إذن فإنه يغرم للموكل
قيمة المبيع للحيلولة لعترافه بالتعدي بتسليمه قبل القبض
فل يشكل بكون القيمة أكثر من الثمن الذي ل يستحق غيره
) ولو ( دفع إلى شخص مال و ) وكله بقضاء دين ( عليه
) فقال قضيته ( به ) وأنكر المستحق ( قضاءه ) صدق
المستحق بيمينه ( لنه لم يأتمن الوكيل حتى يلزمه تصديقه
ولن الموكل لو ادعى القضاء لم يصدق لن الصل عدم
القضاء فكذا نائبه
وإذا حلف المستحق طالب الموكل بحقه ل الوكيل
) والظهر أنه ل يصدق الوكيل على الموكل إل ببينة ( أو
شاهد ويحلف معه لنه وكله في الدفع إلى من لم يأتمنه
فكان من حقه الشهاد عليه وعلى هذا فيأتي فيه ما سبق
في رجأوع الضامن من الكتفاء بالمستور وبالواحد ومن
التفصيل بالداء بين الحضرة والغيبة وقبول قول الموكل
بيمينه في أنه لم يحضر وغير ذلك مما مر
والثاني يصدق عليه لن الموكل قد ائتمنه فأشبه ما لو ادعى
الرد عليه
) وقيم اليتيم إذا ادعى دفع المال إليه بعد البلوغ ( والرشد )
يحتاج إلى بينة على الصحيح ( لنه لم يأتمنه حتى يكلف
تصديقه وكذا ولي السفيه إذا ادعى الدفع إليه بعد رشده
ويخالف ذلك النفاق لنه يعسر إقامة البينة عليه
والثاني يقبل قوله مع يمينه لنه أمين فأشبه المودع
وأما الوصي فقد ذكره المصنف في آخر الوصية وجأزم فيه
بأنه ل يصدق
قال السنوي ولو عكس المصنف كما فعل الماوردي لجزم
في القيم بعدم التصديق وتردد في الوصي لكان أولى لن
الوصي أقرب إلى التصديق لن الب أو الجد أقامه مقام
نفسه اه
ورد عليه بأن ما فعله المصنف أولى لن القيم في معنى
القاضي فكان أعلى مرتبة وأقرب إلى التصديق
وهذا الرد مردود لن الب والجد أعلى مرتبة من القاضي
تنبيه مراد المصنف بقيم اليتيم كما قاله السنوي منصوب
القاضي فقط وهو اصطلح المام و الرافعي وغيرهما
خلفا لبن الملقن في قوله وهو من قوم بأمره أبا كان أو
جأدا أو وصيا أو حاكما إذ ل يتم مع الب والجد في معناه
وعلى هذا لم يتعرض الشيخان للب والجد والمشهور فيهما
كما قاله في المطلب عدم القبول أيضا وإن جأزم السبكي
بقبول قولهما تبعا للماوردي
وقضية كلم الحاوي أن الحاكم كالب وألحقه أبو الطيب
بالوصي وهو قضية كلم التنبيه
قال الذرعي وعلى تقدير أن يقبل قوله فيجب أن يكون
ذلك في القاضي العدل المين كما ذكره الصحاب في باب
الوديعة بل ل يجوز لغير المين وضع يده على مال اليتيم
ونحوه اه
والمجنون كاليتيم والفاقة كالبلوغ
) وليس لوكيل ول مودع ( ول غيرهما ممن يقبل قوله في
الرد كالشريك وعامل الغراض ) أن يقول بعد طلب المالك (
ماله ) ل أرد المال إل بإشهاد في الصح ( لن قوله في الرد
مقبول بيمينه فل حاجأة إليه
والثاني له ذلك حتى ل يحتاج إلى يمين فإن المناء يحترزون
عنها ما أمكنهم
) وللغاصب ومن ل يقبل قوله في الرد ذلك ( أي التأخير إلى
الشهاد كما أشار إليه المصنف من عدم قبول قوله سواء
أكان عليه بينة بالخذ أم ل وقيل إن لم يكن عليه بينة بالخذ
ليس له طلب الشهاد لتمكنه من أن يقول ليس له عندي
شيء ويحلف عليه
ورد بأنه ربما رفعه إلى قاض يرى الستفصال كالمالكي
فيسأله هل هو غصب أو ل فإن قيل التوبة واجأبة على الفور
من الغصب وهي ل تحصل إل برد المغصوب فكيف يجوز
التأخير لطلب الشهاد أجأيب بأن ذلك لجأل الضرورة لنه
ربما طولب به ثانيا
____________________
) (2/236
تنبيه تعبير المصنف بالرد ل يشمل من عليه الدين
كالمقترض وحكمه حكم من ل يقبل قوله في الرد فلو عبر
بالدفع لشمله
) ولو قال رجأل ( لمن عنده مال لمستحقه ) وكلني
المستحق بقبض ماله عندك من دين أو عين وصدقه ( من
عنده المال في ذلك ) فله دفعه إليه ( لنه محق بزعمه فإن
سلم إليه الحق فأنكر المستحق وكالته فإن كان عينا وبقيت
أخذها أو أخذها الدافع وسلمها إليه فإن تلفت طالب ببدلها
من شاء منهما
ومن غرم منهما ل يرجأع على الخر لعترافهما أن الظالم
غيرهما فل يرجأع إل على ظالمه إل إن قصر القابض لها
فتلفت وغرم المستحق الدافع لها فإنه يرجأع على القابض
لنه وكيل عنده والوكيل يضمن بالتقصير وكذا يرجأع عليه
كما في النوار إن شرط الضمان عليه إن أنكر المالك وإن
كان الحق دينا لم يطالب به المستحق إل غريمه لن القابض
فضولي بزعمه والمقبوض ليس حقه وإنما هو مال المديون
وإذا غرمه فله استرداده من القابض إن كان باقيا لنه مال
من ظلمه وقد ظفر به وإن كان تالفا فإن كان بل تفريط لم
يغرمه وإل غرمه
هذا كله إن صرح بتصديقه في دعواه الوكالة كما هو فرض
المسألة وإل فله مطالبته والرجأوع عليه بما قبضه منه دينا
كان أو عينا
وقد علم من هذا التفصيل أنه ل فرق بين أن يكون المدعى
به دينا أو عينا فيجوز له دفعه عند التصديق وإن قيده بعض
المتأخرين من عند نفسه بالدين
ول يقال إن ذلك تصرف في ملك الغير بغير إذنه إذ غلبة
الظن في ذلك كافية
) والمذهب أنه ل يلزمه ( الدفع إليه ) إل ببينة على وكالته (
لحتمال إنكار المستحق لها
والطريق الثاني فيه قولن أحدهما هذا وهو المنصوصا
والثاني وهو مخرج من مسألة الوارث التية يلزمه الدفع إليه
بل بينة لعترافه باستحقاقه الخذ
) ولو قال ( لمن عليه دين ) أحالني ( مستحقه ) عليك ( به
وقبلت الحوالة ) وصدقه ( في ذلك ) وجأب الدفع ( إليه
) في الصح ( لنه اعترف بانتقال الحق إليه
والثاني ل يجب إل ببينة لحتمال إنكار صاحب الحق الحوالة
تنبيه جأحد المحيل الحوالة كجحد الموكل الوكالة كذا قاله
ول يخفى أن الدافع مصدق للقابض على أن ما قبضه صار له
بالحوالة وأن المستحق ظلمه فيما أخذه منه فينبغي كما
قال شيخنا أن ل يرجأع على القابض فتخالف الحوالة الوكالة
في ذلك
) قلت وإن قال ( من عنده حق لمستحقه ) أنا وارثه (
المستغرق لتركته كما قيده في الكفاية أو وصى له أو
موصى له منه ) وصدقه ( من عنده الحق في ذلك ) وجأب
الدفع ( إليه ) على المذهب والله أعلم ( لنه اعترف بانتقال
الحق إليه
والطريق الثاني فيه قولن أحدهما هذا وهو المنصوصا
والثاني وهو مخرج من مسألة الوكيل السابقة ل يجب الدفع
إليه إل ببينة على إرثه لحتمال أنه ل يرثه الن لحياته ويكون
ظن موته خطأ
وإذا سلمه ثم ظهر المستحق حيا وغرمه رجأع الغريم على
الوارث والوصي والموصى له بما دفعه إليهم لتبين كذبهم
بخلف صور الوكالة ل رجأوع فيها في بعض صورها كما مر
لنه صدقه على الوكالة وإنكار المستحق ل يرفع تصديقه
وصدق الوكيل لحتمال أنه وكله ثم جأحد وهذا بخلفه
خاتمة لو صدق الموكل بقبض دين أو استرداد وديعة أو نحوه
مدعي التسليم إلى وكيله المنكر لذلك لم يغرم الموكل
مدعي التسليم بترك الشهاد ويفارق ما لو ترك الوكيل
بقضاء الدين الشهاد حيث يغرمه الموكل بأن الوكيل يلزمه
الحتياط للموكل فإذا تركه غرم بخلف الغريم
ويجوز عقد النكاح والبيع ونحوهما بالمصادقة على الوكالة
به ثم بعد العقد إن كذب الوكيل نفسه لم يؤثر وإن وافقه
من وقع العقد لن فيه حقا للموكل إل أن يقيم من وقع له
العقد بينة بإقراره أنه لم يكن مأذونا له في ذلك فيؤثر فيه
____________________
) (2/237
كتاب القرار هو لغة الثبات من قولهم قر الشيء يقر
قرارا إذا ثبت وشرعا إخبار عن حق ثابت على المخبر فإن
كان بحق له على غيره فدعوى أو لغيره على غيره فشهادة
هذا إذا كان خاصا فإن اقتضى شيئا عاما فإن كان عن أمر
محسوس فهو الرواية وإن كان عن حكم شرعي فهو
الفتوى
ويسمى القرار اعترافا أيضا
والصل فيه قبل الجأماع قوله تعالى } أأقررتم وأخذتم
على ذلكم إصري { أي عهدي } قالوا أقررنا { وقوله تعالى
} كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم {
قال المفسرون شهادة المرء على نفسه هو القرار
وخبر الصحيحين اغديا أنيس إلى امرأة هذا فإن اعترفت
فارجأمها
والقياس لنا إذا قبلنا الشهادة على القرار فلن نقبل
القرار أولى
وأجأمعت المة على المؤاخذة به
وأركانه أربعة مقر ومقر له وصيغة ومقر به وقد بدأ
المصنف منها بالول فقال ) ويصح من مطلق التصرف (
وهو المكلف الذي ل حجر عليه ويعتبر فيه أيضا الختيار وأن
ل يكذبه الحس ول الشرع كما سيأتي
) و ( على هذا ) إقرار الصبي والمجنون ( والمغمى عليه
ومن زال عقله بعذر كشرب دواء وإكراه على شرب خمر
) لغ ( لمتناع تصرفهم
وسيأتي حكم السكران إن شاء الله تعالى في كتاب الطلق
تنبيه الصل أن من قدر على النشاء قدر على القرار ومن
ل فل
واستثني من الول إقرار الوكيل بالتصرف إذا أنكره الموكل
فل ينفذ وإن أمكنه إنشاؤه ومن الثاني إقرار المرأة بالنكاح
والمجهول بحريته أو رقه وبنسبه والمفلس ببيع العيان
والعمى بالبيع ونحوه والوارث بدين على مورثه والمريض
بأن كان وهب وارثه وأقبضه في الصحة فكل من هؤلء يصح
إقرارهم بما ذكر ول يمكنهم إنشاؤه
قال ابن عبد السلم قولهم من ملك النشاء ملك القرار هو
في الظاهر وأما في الباطن فبالعكس أي لنه إذا ملكه
باطنا فهو ملكه فليس له أن يقر به لغيره
) فإن ادعى ( الصبي أو الصبية ) البلوغ بالحتلم ( أو ادعته
الصبية بالحيض ) مع المكان ( له بأن كان في سن يحتمل
البلوغ وقد مر بيان زمن المكان في بابي الحيض والحجر
) صدق ( في ذلك لنه ل يعرف إل من جأهته والمراد
بالحتلم النزال في يقظة أو منام
) ول يحلف ( عليه وإن فرض ذلك في خصومة وادعى خصمه
صباه ليفسد معاملته لنه إن كان صادقا فل حاجأة إلى
اليمين وإل فل فائدة فيها لن يمين الصبي غير منعقدة
ولو طلب غاز سهمه من المقاتلة وادعى البلوغ بالحتلم
وجأب تحليفه إن اتهم وأخذ السهم
فإن لم يحلف لم يعط شيئا
فإن قيل هذه الصورة تشكل على ما قبلها
أجأيب بأن الكلم فيما مر في وجأود البلوغ في الحال وفي
هذه في وجأوده فيما مضى لن صورتها أن تنازع الصبي بعد
انقضاء الحرب في بلوغه حال الحرب
لكن يشكل على هذا ما لو طلب إثبات اسمه في الديوان
فإنه يحلف والولى في الجواب كما أفاده شيخي أن يقال
إن لم يرده مزاحمة غيره في حقه كطلب السهم وإن لم
يثبت له استحقاقا كطلب إثبات اسمه في الديوان لم يحلف
وإل حلف
وإذا لم يحلف فبلغ مبلغا يقطع فيه ببلوغه قال المام
فالظاهر أيضا أنه ل يحلف على أنه كان بالغا حينئذ لنا إذا
حكمنا بموجأب قوله فقد أنهينا الخصومة نهايتها
وأقره الرافعي في الشرح الكبير وجأزم به في الشرح
الصغير من غير عزو
) وإن ادعاه بالسن ( بأن قال استكملت خمس عشرة سنة )
طولب ببينة ( عليه وإن كان غريبا لمكانها
ولو أطلق القرار بالبلوغ ولم يعين نوعا ففي تصديقه
وجأهان في فتاوى القاضي أوجأههما كما اختاره الذرعي
الستفسار أي أمكن وإل فالقبول وكذا إذا أطلقت البينة
فإن قالت بالسن فل بد من بيان قدره لن البلوغ به مختلف
فيه نبه عليه شيخي
ولو أقر الرشيد بإتلفه مال في صغره قبل كما لو قامت به
____________________
) (2/238
بينة
ومحله كما بحثه البلقيني إذا لم يكن على وجأه ل يسقط عن
المحجور عليه فإن كان كذلك كالمقترض فل يؤاخذ به
) والسفيه والمفلس سبق حكم إقرارهما ( في بابي الحجر
والتفليس
ومما لم يسبق إقرار المفلس بالنكاح وهو مقبول بخلف
السفيه فل يقبل
ويقبل إقرار السفيهة لمن صدقها كالرشيدة إذ ل أثر
للسفه من جأانبها
والفرق بين إقرار السفيهة والسفيه بذلك في إقرارها
تحصيل مال وفي إقراره تفويته
) ويقبل إقرار الرقيق بموجأب ( بكسر الجيم ) عقوبة (
كقصاصا وشرب خمر وزنا وسرقة بالنسبة إلى القطع لبعد
التهمة في ذلك لن النفوس مجبولة على حب الحياة
والحتراز عن اللم روي أن عليا قطع عبدا بإقراره
ولو عفا مستحق القصاصا على مال تعلق برقبة العبد وإن
كذبه السيد
فائدة ل يصح القرار على الغير إل هنا وفي إقرار الوارث
بوارث آخر قاله صاحب التعجيز
ويضمن مال السرقة في ذمته إن لم يصدقه السيد يتبع به
إذا عتق فإن صدقه أخذ المال إن كان باقيا وإل بيع في
الجناية إن لم يفده السيد
ول يتبع بعد العتق بما زاد على قيمته إذ ل يجتمع التعلق
بالرقبة مع التعلق بالذمة والدعوى عليه فيما يقبل إقراره
وإل فعلى سيده لن الرقبة المتعلق بها المال حقه فإن قال
المدعي لي بينة فقل تسمع الدعوى عليهما لنتفاء التهمة
وهو ما نقله في الروضة هنا عن البغوي والراجأح أنه ل
تسمع على العبد كما في الدعاوى نبه عليه السنوي وغيره
وسيأتي ثم فيه زيادة بيان
وإن أقر من نصفه حر مثل بدين إتلف لزمه نصف ما أقر
بإتلفه ول يقبل إقراره على سيده إل أن يصدقه فيتعلق
نصف ما أقر به بجزئه الرقيق والظاهر كما قال شيخنا أن ما
لزم ذمته في نصفه الرقيق ل يجب تأخير المطالبة به إلى
العتق لنها إنما أخرت في كامل الرق لعدم ملكه والبعض
يملك
) ولو أقر بدين جأناية ل توجأب عقوبة ( أي حدا أو قصاصا
كجناية الخطأ والغصب والتلف ) فكذبه السيد تعلق بذمته
دون رقبته ( للتهمة ويتبع به إذا عتق
أما ما أوجأب عقوبة غير حد أو قصاصا ففي تعلقه برقبته
أقوال أظهرها ل يتعلق أيضا
قال السنوي واحترازه عن ذلك الخلف مع كونه لم يذكره
غير مستقيم واحترز بقوله فكذبه أي أو سكت عما إذا صدقه
فإنه يتعلق برقبته ويباع ما لم يكن مرهونا ول جأانيا إن لم
يفده بأقل المرين من قيمته وقدر الدين فإذا بيع أو فداه
السيد وقد بقي من الدين شيء ل يتبع بما زاد على قيمته
إذا عتق لنه إذا ثبت التعلق بالرقبة فكأن الحق انحصر فيها
تنبيه ل يقبل إقرار السيد على رقيقه بموجأب عقوبة ول
بدين معاملة ويقبل إقراره عليه بدين جأناية ويتعلق برقبته
فلو بيع وبقي شيء لم يطالب به بعد العتق بإتلف مال
لغيره قبل عتقه لزمه دون سيده فإن ثبت بالبينة أنه كان
جأنى لزم السيد لتقصيره من عامله بخلف الجناية
) ويقبل ( على السيد ) إن كان ( مأذونا له في التجارة
لقدرته على النشاء ) ويؤدي من كسبه وما في يده ( كما
مر في بابه
نعم لو كان المأذون اشترى شراء فاسدا أو أقر بما ل يتعلق
بالتجارة كالقرض فل يقبل على السيد لن الذن لم يتناول
ذلك
تنبيه محل قبول إقراره إذا لم يحجر عليه السيد فلو أقر بعد
الحجر عليه بدين معاملة أضافه إلى الذان لم تقبل إضافته
فإن قيل إقرار المفلس بعد الحجر في حق الغرماء مقبول
فهل كان هنا كذلك أجأيب بأن إقرار العبد يؤدي إلى فوات
حق السيد بخلف غرماء المفلس إذ يبقى لهم الباقي في
ذمة المفلس
ولو أطلق القرار بالدين قبل الحجر عليه لم يقبل على
السيد ومحله كما قال السنوي وغيره إذا تعذرت مراجأعته
فإن أمكنت روجأع
وقد ذكر المصنف
____________________
) (2/239
في الصورة هذا الستدراك في إقرار المفلس وهو نظير
مسألتنا
وإقرار المكاتب في البدن والمال كالحر ويؤديه مما في يده
فإن عجز نفسه ول مال معه فديون معاملته يؤديه بعد عتقه
وأرش جأناياته في رقبته تؤدى من ثمنه
) ويصح إقرار المريض مرض الموت لجأنبي ( بمال عينا كان
أو دينا كإقرار الصحيح ويكون من رأس المال بالجأماع كما
قاله الغزالي
ولو أراد الوارث تحليف المقر له على الستحقاق لم يكن له
ذلك كما حكاه ابن الملقن وأقره
) وكذا ( يقبل إقراره به ) الوارث على المذهب ( كالجأنبي
لن الظاهر أنه محق لنه انتهى إلى حالة يصدق فيها الكاذب
ويتوب فيها الفاجأر وفي قول ل يصح لنه متهم بحرمان
بعض الورثة والطريق الثاني القطع بالقبول
ويجري الخلف في إقرار الزوجأة يقبض صداقها من زوجأها
في مرض موتها وفي إقراره لوارث بهبة أقبضها له في
حال صحته
تنبيه الخلف في الصحة أما التحريم فعند قصد الحرمان ل
شك فيه كما صرح به جأمع منهم القفال في فتاويه وقال
إنه ل يحل للمقر له أخذه اه
وإذا ادعى بقية الورثة على المقر له أنه ل حقيقة لقرار
مورثهم له فأحلف أنه أقر لك بحق لزم كان يلزمه القرار
به فعليه أن يحلف فإن نكل حلف بقية الورثة وقاسموه ول
يشكل ذلك بما تقدم عن ابن الملقن لن التهمة في الوارث
أشد منها في الجأنبي ولذلك اختار الروياني مذهب مالك
وهو أنه إن كان متهما لم يقبل إقراره وإل قبل قال
الذرعي وهو قوي
وقد يغلب على الظن بالقرائن كذبه بل يقطع به في بعض
الحوال فل ينبغي لمن يخشى الله أن يقضي أو يفتي
بالصحة مطلقا وإن ساعده إطلق الشافعي والصحاب ول
شك فيه إذا علم أن قصده الحرمان نعم لو أقر لمن ل
يستغرق الرث ومعه بيت المال فالوجأه إمضاؤه في هذه
العصار لفساد بيت المال اه
والخلف في القرار بالمال أما لو أقر بنكاح أو عقوبة فيصح
جأزما وإن أفضى إلى المال بالعفو أو بالموت قبل الستيفاء
لضعف التهمة
) ولو أقر في صحته بدين ( لنسان ) وفي مرضه ( بدين
لخر لم يقدم الول بل يتساويان كما لو ثبتا بالبينة
) ولو أقر في صحته أو مرضه ( بدين لنسان ثبت ببينة
) وأقر وارثه بعد موته ( بدين ) لخر لم يقدم الول في
الصح ( لن إقرار الوارث كإقرار المورث لنه خليفته فكأنه
أقر بدينين
والثاني يقدم الول لن بالموت تعلق بالتركة فليس للوارث
صرفها عنه
قال البلقيني ولو أقر الوارث لمشاركة في الرث وهما
مستغرقان كزوجأة وابن أقر لها بدين على أبيه وهي مصدقة
له ضاربت بسبعة أثمان الدين مع أصحاب الديون لن القرار
صدر ممن عبارته نافذة في سبعة أثمان فعملت عبارته فيها
كعمل عبارة الحائز في الكل اه
فروع لو ادعى إنسان على الوارث أن المورث أوصى له
بثلث ماله مثل وآخر بأن له عليه دينا مستغرقا وصدق
الوارث مدعي الوصية ثم مدعي الدين المستغرق أو بالعكس
أو صدقهما معا قدم الدين لو ثبتا بالبينة
ولو أقر المريض لنسان بدين ولو مستغرقا ثم أقر لخر
بعين قدم صاحبها كعكسه لن القرار بالدين ل يتضمن حجرا
في العين بدليل نفوذ تصرفه فيها بغير تبرع
ولو أقر بإعتاق أخيه في الصحة عتق وورث إن لم يحجبه
غيره أو بإعتاق عبد في الصحة وعليه دين مستغرق لتركته
عتق لن القرار إخبار ل تبرع
) ول يصح إقرار مكره ( بما أكره عليه لقوله تعالى } إل من
أكره وقلبه مطمئن باليمان { جأعل الكراه مسقطا لحكم
الكفر فبالولى ما عداه
وصورة إقراره أن يضرب ليقر فلو ضرب ليصدق في
القضية فأقر حال الضرب أو بعده لزمه ما أقر لنه ليس
مكرها إذ المكره من أكره على شيء واحد وهذا إنما ضرب
ليصدق ول ينحصر الصدق في القرار ولكن يكره إلزامه
حتى يراجأع ويقر ثانيا
قال المصنف وقبول إقراره حال الضرب مشكل لنه قريب
من المكره ولكنه ليس مكرها وعلله بما مر ثم قال وقبول
إقراره بعد الضرب فيه نظر إن غلب على ظنه إعادة الضرب
إن لم يقر وقال الذرعي الولة
____________________
) (2/240
في هذا الزمان يأتيهم من يتهم بسرقة أو قتل أو نحوهما
فيضربونه ليقر بالحق ويراد بذلك القرار بما ادعاه خصمه
والصواب أن هذا إكراه سواء أقر في حال ضربه أم بعد
وعلم أنه إن لم يقر بذلك لضرب ثانيا اه
وهذا متعين
ثم شرع في الركن الثاني فقال ) ويشترط في المقر له
أهلية استحقاق المقر به ( لنه حينئذ يصادق محله وصدقه
محتمل وبهذا يخرج ما إذا أقرت المرأة بصداقها عقب النكاح
لغيرها أو الزوج ببدل الخلع عقب المخالعة لغيره أو المجني
عليه بالرش عقب استحقاقه لغيره لن صدق هؤلء غير
محتمل
فإن قيل الحصر في هذه الثلثة غير مستقيم فإن المتعة
والحكومة والمهر الواجأب عن وطء شبهة وأجأرة بدن الحر
كذلك أجأيب بأنها راجأعة إلى الثلث فالحكومة ترجأع إلى
الرش والمتعة والمهر الواجأب عن وطء شبهة يرجأع إلى
الصداق
وأما ما ذكر من عدم صحة القرار بأجأرة بدن الحر فممنوع
فإن الحر يحتمل أن يكون قد أجأر بدنه قبل ذلك ثم وكله
المستأجأر في إجأارة نفسه ول فرق فيما ذكر بين الدين
والعين حتى لو أعتق عبدا ثم أقر له هو أو غيره عقب عتقه
بدين أو عين لم يصح إذ أهلية الستحقاق لم تثبت له إل في
الحال ولم يجز بينهما ما يوجأب المال
) فلو قال لهذه الدابة ( أو لدابة فلن ) علي كذا فلغو ( لنها
ليست أهل للستحقاق فإنها غير قابلة للملك في الحال ول
في المآل ول يتصور منها تعاطي السبب كالبيع ونحوه
بخلف الرقيق كما سيأتي
نعم لو أضافه إلى ممكن كالقرار بمال من وصية ونحوها
صح كما قاله الماوردي
ومحل البطلن كما قاله الذرعي في المملوكة أما لو أقر
لخيل مسبلة فالشبه الصحة كالقرار لمقبرة ويحمل على
أنه من غلة وقف عليها أو وصية لها وبه صرح الروياني
واقتضى كلمه أنه ل خلف فيه
) فإن قال ( علي ) بسببها لمالكها ( كذا ) وجأب ( لنه إقرار
للمالك ل لها وهي السبب إما بجناية عليها وإما باستيفاء
منفعتها بإجأارة أو غصب ويكون المقر به ملكا لمالكها حين
القرار
فإن لم يقل ) لمالكها ( واقتصر على قوله بسببها لم يلزم
أن يكون المقر به لمالكها في الحال بل يسأل ويحكم
تم إعداد هذا الملف آليا بواسطة المكتبة الشاملة
مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج
محمد الخطيب الشربيني
سنة الولدة /سنة الوفاة
تحقيق
الناشر دار الفكر
سنة النشر
مكان النشر بيروت
عدد الجأزاء 4
فإنه ل ينعزل بإغماء الموكل كما مر في الحج ومن الواضح
أنه ل ينعزل بالنوم وإن خرج به عن أهلية التصرف
تنبيه لو اقتصر المصنف على قوله بخروج أحدهما عن أهلية
التصرف لكان أخصر وأشمل ليشمل ما لو حجر عليه بسفه
أو فلس أو رق فيما ل ينفذ منه أو فسق فيما العدالة شرط
فيه
) و ( ينعزل أيضا ) بخروج محل التصرف عن ملك الموكل (
بالبيع ونحوه كإعتاق ما وكل فيه لستحالة بقاء الولية
والحالة هذه ولو عاد إلى ملكه لم تعد الوكالة
ومثل خروجأه عن ملكه ما لو أجأره أو كاتبه لشعاره بالندم
على البيع وكذا اليصاء والتدبير وتعليق العتق كما بحثه
البلقيني وغيره وبالرهن مع القبض كما قال ابن كج قال
الشيخان وكذا بتزويج الجارية
فمن المتأخرين من أخذ بمفهوم ذلك وقال بخلف العبد كما
أفهمه كلم الشيخين ومنهم من جأعله مثال وقال العبد
كالمة واعتمده شيخي وهو الظاهر إذ ل فرق بين الجارية
والعبد في ذلك
وهذه الصور قد ترد على المصنف لن محل التصرف لم
يخرج عن ملك الموكل
ول ينعزل بتوكيل وكيل آخر ول بالعرض على البيع
وفي عزل الوكيل بطحن الموكل الحنطة الموكل بيعها
وجأهان وقضية ما في التتمة كما قال الذرعي وغيره
النعزال هذا إذا ذكر اسم الحنطة وإل فالوجأه أنه ل ينعزل
كما هو قضية كلم الروضة
ولو وكل عبده في تصرف ثم أعتقه أو باعه أو كاتبه انعزل
لن إذن السيد له استخدام كما مر ل توكيل وقد زال ملكه
عنه بخلف ما لو وكل عبد غيره فباعه سيده أو أعتقه أو
كاتبه فإنه ل ينعزل بذلك لكن يعصي العبد بالتصرف إن لم
يأذن له مشتريه فيه لن منافعه صارت مستحقة له
) وإنكار الوكيل الوكالة لنسيان ( لها ) أو لغرض ( له ) في
الخفاء ( كخوف أخذ ظالم المال الموكل فيه ) ليس بعزل (
لعذره
) فإن تعمد ( إنكارها ) ول غرض ( له فيه ) انعزل ( بذلك
لن الجحد حينئذ رد لها والموكل في إنكارها كالوكيل في
ذلك
وما أطلقه الشيخان في التدبير من جأحد الموكل أنه يكون
عزل محمول كما قال ابن النقيب على ما هنا
فروع لو وكله ببيع عبد أو شرائه لم يعقد على بعضه لضرر
التبعيض
نعم إن باع البعض بقيمة الجميع صح كما ذكره المصنف في
تصحيحه هذا إن لم يعين المشتري كما قاله الزركشي وإل
لم يصح لقصده محاباته
ولو أمره أن يشتري بالعبد ثوبا فاشتراه ببعضه جأاز ولو قال
له بع هؤلء العبيد أو اشترهم جأاز له أن يفرقهم في عقود
وأن يجمعهم في عقد
نعم إن كان الحظ في أحدهما تعين
ولو قال بعهم أو اشترهم صفقة لم يفرقها لمخالفة أمره
أو قال بعهم بألف لم يبع واحدا بأقل من ألف لجواز أن ل
يشتري أحد الباقين بباقي اللف فإن باعه بألف صح وله بيع
الباقين بثمن المثل
ولو قال له اطلب حقي من زيد فمات زيد لم يطالب وارثه
لنه غير المعين أو اطلب حقي الذي على زيد طالب وارثه
ولو قال له أبرىء غرمائي لم يبرىء نفسه لن المخاطب ل
يدخل في عموم أمر المخاطب له على الصح فإن قال وإن
شئت فأبرىء نفسك فله ذلك كما لو وكل المديون بإبراء
نفسه
ولو قال أعط ثلثي للفقراء صح أو لنفسك لم يصح لتولي
الطرفين
ولو قال له بع هذا ثم هذا لزمه الترتيب امتثال لمر موكله
ولو وكله في شراء جأارية ليطأها لم يشتر له من تحرم عليه
كأخته ولو بلغه أن زيدا وكله فإن صدق المخبر تصرف وإل
فل
) وإذا اختلفا في أصلها ( بأن قال وكلتني في كذا فقال ما
وكلتك
) أو صفتها بأن قال وكلتني في البيع نسيئة أو الشراء
بعشرين ( مثل ) فقال ( الموكل ) بل نقدا أو بعشرة صدق
الموكل بيمينه ( لن الصل عدم الذن فيما ذكره الوكيل
ولن الموكل أعرف بحال الذن الصادر منه
وصورة المسألة الولى كما قال الفارقي إذا كان بعد
التصرف أما قبله فل فائدة في الخصومة لنه إذا ادعى عليه
فأنكر الموكل الوكالة انعزل فل حاجأة لقولنا القول قوله
بيمينه
تنبيه قوله صدق الموكل بيمينه فيه تسمح لنه في الولى
ليس بموكل إل أن يراد أنه موكل بزعم الوكيل
____________________
) (2/233
) ولو اشترى ( الوكيل ) جأارية بعشرين ( درهما مثل وهي
تساوي عشرين فأكثر ) وزعم أن الموكل أمره ( بالشراء
بها ) فقال ( الموكل ) بل ( أنت ) بعشرة و ( ل بينة لواحد
منهما أو لكل منهما بينة وتعارضا ) حلف ( الموكل ثم ينظر
) فإن اشترى ( الوكيل الجارية ) بعين مال الموكل وسماه
في العقد وقال ( المال له ) أو ( لم يسمه لكن قال ) بعده (
أي العقد ) اشتريته أي المذكور والولى اشتريتها أي
الجارية ) لفلن والمال له وصدقه البائع ( فيما ادعاه أو
قامت بذلك بينة ) فالبيع باطل ( في الصورتين لنه ثبت
بتسمية الوكيل في الولى وتصديق البائع أو البينة في
الثنية أن المال والشراء لغير العاقد وثبت بيمين من له
المال أنه لم يأذن في الشراء بذلك القدر فيلغو الشراء
والجارية لبائعها وعليه رد ما أخذه
تنبيه محل البطلن فيما ذكر إذا لم يوافق البائع المشتري
على وكالته بالقدر المذكور وإل فالجارية باعتراف البائع
ملك للموكل فيأتي فيه التلطف التي كما نبه عليه البلقيني
) وإن كذبه ( البائع في الصورة الثانية فيما قال بأن قال
إنما اشتريت لنفسك والمال لك ولست وكيل في الشراء
المذكور ( ول بينة ) حلف على نفي العلم بالوكالة ( الناشئة
عن التوكيل وإل فهو ليس وكيل في زعم البائع
فإن قيل كيف يستقيم الحلف على نفي العلم والحلف إنما
يكون على حسب الجواب وهو إنما أجأاب بالبت وكيف يصح
أيضا القتصار على تحليفه على نفي الوكالة مع أنه لو
أنكرها واعترف بأن المال لغيره كان كافيا في إبطال البيع
فينبغي الحلف عليهما كما يحنث بهما جأميعا بل يكفي
التحليف على المال وحده لما ذكرنا أجأيب عن الول بأن
تحليفه على البت يستلزم محذورا وهو تحليفه على البت
في فعل الغير لن معنى قوله لست وكيل فيما ذكر أن
غيرك لم يوكلك وعلى الثاني بأنه إنما حلف على نفي العلم
بالوكالة خاصة لنها على خلصا الصل والمال لوكيل
بمقتضى الصل وهو ثبوت يده عليه فلم تقبل دعواه أنه
للغير بما يبطل به حق البائع
) ووقع الشراء للوكيل ( ظاهر أو يسلم إلى البائع الثمن
المعين ويرد للموكل بدله ) وكذا ( يقع الشراء للوكيل
ظاهرا ) إن اشترى في الذمة ولم يسم الموكل ( في العقد
بأن نواه وقال اشتريت له والمال له وكذبه البائع فيحلف
كما مر وظاهر أنه لو صدقه البائع بطل الشراء كما قاله
القمولي لتفاقهما على وقوع العقد للموكل وثبوت كونه
بغير إذنه بيمينه وكأنهم سكتوا عنه لن الغالب أنه إذا لم
يسم الموكل ل يتصور معه ذلك
) وكذا ( يقع الشراء للوكيل ظاهرا ) إن سماه وكذبه البائع
في الصح ( بأن قال له أنت مبطل في تسميتك ولم تكن
وكيله والوجأهان هنا هما الوجأهان المتقدمان في قول
المصنف وإن سماه فقال البائع بعتك إلخ وقد مر تعليلهما
) وإن صدقه ( البائع في التسمية ) بطل الشراء ( لتفاقهما
على وقوع العقد للموكل وثبت كونه بغير إذنه بيمينه وإن
سكت عن تصديقه وتكذيبه وقع الشراء للوكيل كما يؤخذ من
قول المصنف وإن سماه فقال البائع بعتك إلخ
) وحيث حكم بالشراء للوكيل ( مع قوله إنه للموكل
) يستحب للقاضي أن يرفق ( أي يتلطف ) بالموكل ليقول
للوكيل إن كنت أمرتك ( بشراء جأارية ) بعشرين فقد بعتكها
بها ( أي بالعشرين ) ويقول هو اشتريت لتحل له ( باطنا إن
كان صادقا في أنه أذن له بعشرين ول يضر التعليق المذكور
في صحة البيع للضرورة إليه ولنه تصريح بمقتضى العقد
فإنه لو قال بعتك كان معناه إن كنت أذنت فأشبه قوله بعتك
إن شئت وليس لنا بيع يصح مع التعليق إل في هذه فإن تجز
الموكل البيع صح قطعا ول يكون ذلك إقرارا بما قاله الوكيل
لنه يقوله بأمر الحاكم للمصلحة وإن لم يجب الموكل إلى ما
ذكر أو لم يسأله القاضي
فإن
____________________
) (2/234
كان الوكيل صادقا فهي للموكل وعليه للوكيل الثمن وهو ل
يؤديه وقد ظفر الوكيل بغير جأنس حقه وهو الجارية فله
بيعها وأخذ ثمنها وإن كان كاذبا لم يحل له وطؤها ول
التصرف فيها ببيع أو غيره إن كان الشراء بعين مال الموكل
لبطلنه وفي هذه يحتاج القاضي إلى التلطف بالبائع مع
التلطف بالموكل وإن كان في الذمة حل ما ذكر للوكيل
لوقوع الشراء له
وذكر المتولي كما في الروضة وأصلها أنه إذا كان كاذبا
والشراء بالعين أنه يكون كما لو كان صادقا فيكون قد ظفر
بغير جأنس حقه لتعذر رجأوعه على البائع بحلفه
) ولو قال ( الوكيل ) أتيت بالتصرف المأذون فيه ( من بيع
أو غيره ) وأنكر الموكل ( ذلك ) صدق الموكل ( بيمينه لن
الصل عدم التصرف وبقاء ملك الموكل
) وفي قول ( يصدق ) الوكيل ( لن الموكل قد ائتمنه فعليه
تصديقه
ومحل الخلف إذا وقع النزاع قبل العزل وإل فالمصدق
الموكل قطعا لن الوكيل غير مالك لنشاء التصرف حينئذ
ولو اتفقا على التصرف ولكن قال الموكل عزلتك قبله
وقال الوكيل بل بعده فكنظيره في الرجأعة وسيأتي
) وقول الوكيل في تلف المال مقبول بيمينه ( لنه أمين
كالمودع فل بد فيه من التفصيل المذكور في الوديعة كما
أشار إليه الرافعي في كتاب الرهن
تنبيه مقصود المصنف عدم الضمان ولو لم يصرح به وإل
فالغاصب وكل من يده ضامنة يقبل قوله في التلف
) وكذا ( يقبل قوله ) في الرد ( على الموكل لنه ائتمنه ول
فرق بين أن يكون بجعل أو ل لنه إن كان بغير جأعل فقد أخذ
العين بمحض غرض المالك فأشبه المودع وإن كان بجعل
فلنه إنما أخذ العين لنفع المالك انتفاعه هو إنما هو بالعمل
في العين ل بالعين نفسها ول فرق بين أن يكون قبل العزل
أو ل خلفا لما في المطلب
) وقيل إن كان ( وكيل ) بجعل فل ( يقبل قوله في الرد لن
أخذالعين لمصلحة نفسه فأشبه المرتهن
وفرق الول بأن المرتهن تعلقه بالمرهون قوي بدليل
تعلقه ببدله عند التلف بخلف الوكيل
تنبيه محل قبول قول الوكيل في الرد ما لم تبطل أمانته أما
لو طالبه الموكل فقال ما قبضته منك فأقام الموكل الينة
على قبضه فقال الوكيل رددته إليك أو تلف عندي ضمنه ول
يقبل قوله في الرد لنه بطلت أمانته بالجحود وتناقضه
ودعوى الجاني تسليم ما جأباه إلى الذي استأجأره على
القبول أيضا
) ولو ادعى ( الوكيل ) الرد على رسول الموكل وأنكر
الرسول صدق الرسول ( بيمينه لنه لم يأتمنه فل يقبل
قوله عليه
) ول يلزم الموكل تصديق الوكيل ( في ذلك ) على الصحيح
( لنه يدعي الرد على من لم يأتمنه فليقم البينة عليه
والثاني يلزمه لنه معترف بإرساله ويد رسوله كيده فكأنه
ادعى الرد عليه
ولو صدقه الموكل على الدفع إلى رسوله لم يغرم الوكيل
كما قاله الذرعي إنه الصح
ولو اعترف الرسول بالقبض وادعى التلف في يده لم يلزم
المالك الرجأوع إليه لن الصل عدم القبض
) ولو قال قبضت الثمن ( حيث يجوز له قبضه بأن وكل في
البيع مطلقا أو مع قبض الثمن ) وتلف ( في يدي أو دفعته
إليك ) وأنكر الموكل ( قبض الوكيل له
) صدق الموكل إن كان ( الختلف ) قبل تسليم المبيع (
لن الصل بقاء حقه وعدم القبض
) وإل ( بأن كان بعد تسليم البيع ) فالوكيل ( هو المصدق
بيمينه ) على المذهب ( لن الموكل ينسبه إلى تقصير
وخيانة بتسليم المبيع قبل القبض والصل عدمه
وفي وجأه أن المصدق الموكل لن الصل بقاء حقه
والطريق الثاني في المصدق منهما في الحالين القولن
في دعوى الوكيل التصرف وإنكار الموكل فلو أذن له في
التسليم قبل القبض أو في البيع بمؤجأل أو في القبض بعد
الجأل فهو كما قبل التسليم إذ ل خيانة بالتسليم وإذا صدقنا
الوكيل فحلف ففي براءة المشتري
____________________
) (2/235
وجأهان أصحهما كما قال البغوي ل يبرأ لن الصل عدم
القبض
وإنما قبلنا قول الوكيل في حقه لئتمانه إياه وعلى نقل
هذا اقتصر الرافعي في الشرح الصغير ورجأح الوجأه الخر
المام ونقله ابن الرفعة عن القاضي حسين وصححه
الغزالي في بسيطه
ولو قال الموكل للوكيل قبضت الثمن فادفعه إلي فقال
الوكيل لم أقبضه صدق الوكيل بيمينه وليس للموكل مطالبة
المشتري به لعترافه ببراءة ذمته ول مطالبة الوكيل بعد
حلفه إل إن سلم الوكيل المبيع بل إذن فإنه يغرم للموكل
قيمة المبيع للحيلولة لعترافه بالتعدي بتسليمه قبل القبض
فل يشكل بكون القيمة أكثر من الثمن الذي ل يستحق غيره
) ولو ( دفع إلى شخص مال و ) وكله بقضاء دين ( عليه
) فقال قضيته ( به ) وأنكر المستحق ( قضاءه ) صدق
المستحق بيمينه ( لنه لم يأتمن الوكيل حتى يلزمه تصديقه
ولن الموكل لو ادعى القضاء لم يصدق لن الصل عدم
القضاء فكذا نائبه
وإذا حلف المستحق طالب الموكل بحقه ل الوكيل
) والظهر أنه ل يصدق الوكيل على الموكل إل ببينة ( أو
شاهد ويحلف معه لنه وكله في الدفع إلى من لم يأتمنه
فكان من حقه الشهاد عليه وعلى هذا فيأتي فيه ما سبق
في رجأوع الضامن من الكتفاء بالمستور وبالواحد ومن
التفصيل بالداء بين الحضرة والغيبة وقبول قول الموكل
بيمينه في أنه لم يحضر وغير ذلك مما مر
والثاني يصدق عليه لن الموكل قد ائتمنه فأشبه ما لو ادعى
الرد عليه
) وقيم اليتيم إذا ادعى دفع المال إليه بعد البلوغ ( والرشد )
يحتاج إلى بينة على الصحيح ( لنه لم يأتمنه حتى يكلف
تصديقه وكذا ولي السفيه إذا ادعى الدفع إليه بعد رشده
ويخالف ذلك النفاق لنه يعسر إقامة البينة عليه
والثاني يقبل قوله مع يمينه لنه أمين فأشبه المودع
وأما الوصي فقد ذكره المصنف في آخر الوصية وجأزم فيه
بأنه ل يصدق
قال السنوي ولو عكس المصنف كما فعل الماوردي لجزم
في القيم بعدم التصديق وتردد في الوصي لكان أولى لن
الوصي أقرب إلى التصديق لن الب أو الجد أقامه مقام
نفسه اه
ورد عليه بأن ما فعله المصنف أولى لن القيم في معنى
القاضي فكان أعلى مرتبة وأقرب إلى التصديق
وهذا الرد مردود لن الب والجد أعلى مرتبة من القاضي
تنبيه مراد المصنف بقيم اليتيم كما قاله السنوي منصوب
القاضي فقط وهو اصطلح المام و الرافعي وغيرهما
خلفا لبن الملقن في قوله وهو من قوم بأمره أبا كان أو
جأدا أو وصيا أو حاكما إذ ل يتم مع الب والجد في معناه
وعلى هذا لم يتعرض الشيخان للب والجد والمشهور فيهما
كما قاله في المطلب عدم القبول أيضا وإن جأزم السبكي
بقبول قولهما تبعا للماوردي
وقضية كلم الحاوي أن الحاكم كالب وألحقه أبو الطيب
بالوصي وهو قضية كلم التنبيه
قال الذرعي وعلى تقدير أن يقبل قوله فيجب أن يكون
ذلك في القاضي العدل المين كما ذكره الصحاب في باب
الوديعة بل ل يجوز لغير المين وضع يده على مال اليتيم
ونحوه اه
والمجنون كاليتيم والفاقة كالبلوغ
) وليس لوكيل ول مودع ( ول غيرهما ممن يقبل قوله في
الرد كالشريك وعامل الغراض ) أن يقول بعد طلب المالك (
ماله ) ل أرد المال إل بإشهاد في الصح ( لن قوله في الرد
مقبول بيمينه فل حاجأة إليه
والثاني له ذلك حتى ل يحتاج إلى يمين فإن المناء يحترزون
عنها ما أمكنهم
) وللغاصب ومن ل يقبل قوله في الرد ذلك ( أي التأخير إلى
الشهاد كما أشار إليه المصنف من عدم قبول قوله سواء
أكان عليه بينة بالخذ أم ل وقيل إن لم يكن عليه بينة بالخذ
ليس له طلب الشهاد لتمكنه من أن يقول ليس له عندي
شيء ويحلف عليه
ورد بأنه ربما رفعه إلى قاض يرى الستفصال كالمالكي
فيسأله هل هو غصب أو ل فإن قيل التوبة واجأبة على الفور
من الغصب وهي ل تحصل إل برد المغصوب فكيف يجوز
التأخير لطلب الشهاد أجأيب بأن ذلك لجأل الضرورة لنه
ربما طولب به ثانيا
____________________
) (2/236
تنبيه تعبير المصنف بالرد ل يشمل من عليه الدين
كالمقترض وحكمه حكم من ل يقبل قوله في الرد فلو عبر
بالدفع لشمله
) ولو قال رجأل ( لمن عنده مال لمستحقه ) وكلني
المستحق بقبض ماله عندك من دين أو عين وصدقه ( من
عنده المال في ذلك ) فله دفعه إليه ( لنه محق بزعمه فإن
سلم إليه الحق فأنكر المستحق وكالته فإن كان عينا وبقيت
أخذها أو أخذها الدافع وسلمها إليه فإن تلفت طالب ببدلها
من شاء منهما
ومن غرم منهما ل يرجأع على الخر لعترافهما أن الظالم
غيرهما فل يرجأع إل على ظالمه إل إن قصر القابض لها
فتلفت وغرم المستحق الدافع لها فإنه يرجأع على القابض
لنه وكيل عنده والوكيل يضمن بالتقصير وكذا يرجأع عليه
كما في النوار إن شرط الضمان عليه إن أنكر المالك وإن
كان الحق دينا لم يطالب به المستحق إل غريمه لن القابض
فضولي بزعمه والمقبوض ليس حقه وإنما هو مال المديون
وإذا غرمه فله استرداده من القابض إن كان باقيا لنه مال
من ظلمه وقد ظفر به وإن كان تالفا فإن كان بل تفريط لم
يغرمه وإل غرمه
هذا كله إن صرح بتصديقه في دعواه الوكالة كما هو فرض
المسألة وإل فله مطالبته والرجأوع عليه بما قبضه منه دينا
كان أو عينا
وقد علم من هذا التفصيل أنه ل فرق بين أن يكون المدعى
به دينا أو عينا فيجوز له دفعه عند التصديق وإن قيده بعض
المتأخرين من عند نفسه بالدين
ول يقال إن ذلك تصرف في ملك الغير بغير إذنه إذ غلبة
الظن في ذلك كافية
) والمذهب أنه ل يلزمه ( الدفع إليه ) إل ببينة على وكالته (
لحتمال إنكار المستحق لها
والطريق الثاني فيه قولن أحدهما هذا وهو المنصوصا
والثاني وهو مخرج من مسألة الوارث التية يلزمه الدفع إليه
بل بينة لعترافه باستحقاقه الخذ
) ولو قال ( لمن عليه دين ) أحالني ( مستحقه ) عليك ( به
وقبلت الحوالة ) وصدقه ( في ذلك ) وجأب الدفع ( إليه
) في الصح ( لنه اعترف بانتقال الحق إليه
والثاني ل يجب إل ببينة لحتمال إنكار صاحب الحق الحوالة
تنبيه جأحد المحيل الحوالة كجحد الموكل الوكالة كذا قاله
ول يخفى أن الدافع مصدق للقابض على أن ما قبضه صار له
بالحوالة وأن المستحق ظلمه فيما أخذه منه فينبغي كما
قال شيخنا أن ل يرجأع على القابض فتخالف الحوالة الوكالة
في ذلك
) قلت وإن قال ( من عنده حق لمستحقه ) أنا وارثه (
المستغرق لتركته كما قيده في الكفاية أو وصى له أو
موصى له منه ) وصدقه ( من عنده الحق في ذلك ) وجأب
الدفع ( إليه ) على المذهب والله أعلم ( لنه اعترف بانتقال
الحق إليه
والطريق الثاني فيه قولن أحدهما هذا وهو المنصوصا
والثاني وهو مخرج من مسألة الوكيل السابقة ل يجب الدفع
إليه إل ببينة على إرثه لحتمال أنه ل يرثه الن لحياته ويكون
ظن موته خطأ
وإذا سلمه ثم ظهر المستحق حيا وغرمه رجأع الغريم على
الوارث والوصي والموصى له بما دفعه إليهم لتبين كذبهم
بخلف صور الوكالة ل رجأوع فيها في بعض صورها كما مر
لنه صدقه على الوكالة وإنكار المستحق ل يرفع تصديقه
وصدق الوكيل لحتمال أنه وكله ثم جأحد وهذا بخلفه
خاتمة لو صدق الموكل بقبض دين أو استرداد وديعة أو نحوه
مدعي التسليم إلى وكيله المنكر لذلك لم يغرم الموكل
مدعي التسليم بترك الشهاد ويفارق ما لو ترك الوكيل
بقضاء الدين الشهاد حيث يغرمه الموكل بأن الوكيل يلزمه
الحتياط للموكل فإذا تركه غرم بخلف الغريم
ويجوز عقد النكاح والبيع ونحوهما بالمصادقة على الوكالة
به ثم بعد العقد إن كذب الوكيل نفسه لم يؤثر وإن وافقه
من وقع العقد لن فيه حقا للموكل إل أن يقيم من وقع له
العقد بينة بإقراره أنه لم يكن مأذونا له في ذلك فيؤثر فيه
____________________
) (2/237
كتاب القرار هو لغة الثبات من قولهم قر الشيء يقر
قرارا إذا ثبت وشرعا إخبار عن حق ثابت على المخبر فإن
كان بحق له على غيره فدعوى أو لغيره على غيره فشهادة
هذا إذا كان خاصا فإن اقتضى شيئا عاما فإن كان عن أمر
محسوس فهو الرواية وإن كان عن حكم شرعي فهو
الفتوى
ويسمى القرار اعترافا أيضا
والصل فيه قبل الجأماع قوله تعالى } أأقررتم وأخذتم
على ذلكم إصري { أي عهدي } قالوا أقررنا { وقوله تعالى
} كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم {
قال المفسرون شهادة المرء على نفسه هو القرار
وخبر الصحيحين اغديا أنيس إلى امرأة هذا فإن اعترفت
فارجأمها
والقياس لنا إذا قبلنا الشهادة على القرار فلن نقبل
القرار أولى
وأجأمعت المة على المؤاخذة به
وأركانه أربعة مقر ومقر له وصيغة ومقر به وقد بدأ
المصنف منها بالول فقال ) ويصح من مطلق التصرف (
وهو المكلف الذي ل حجر عليه ويعتبر فيه أيضا الختيار وأن
ل يكذبه الحس ول الشرع كما سيأتي
) و ( على هذا ) إقرار الصبي والمجنون ( والمغمى عليه
ومن زال عقله بعذر كشرب دواء وإكراه على شرب خمر
) لغ ( لمتناع تصرفهم
وسيأتي حكم السكران إن شاء الله تعالى في كتاب الطلق
تنبيه الصل أن من قدر على النشاء قدر على القرار ومن
ل فل
واستثني من الول إقرار الوكيل بالتصرف إذا أنكره الموكل
فل ينفذ وإن أمكنه إنشاؤه ومن الثاني إقرار المرأة بالنكاح
والمجهول بحريته أو رقه وبنسبه والمفلس ببيع العيان
والعمى بالبيع ونحوه والوارث بدين على مورثه والمريض
بأن كان وهب وارثه وأقبضه في الصحة فكل من هؤلء يصح
إقرارهم بما ذكر ول يمكنهم إنشاؤه
قال ابن عبد السلم قولهم من ملك النشاء ملك القرار هو
في الظاهر وأما في الباطن فبالعكس أي لنه إذا ملكه
باطنا فهو ملكه فليس له أن يقر به لغيره
) فإن ادعى ( الصبي أو الصبية ) البلوغ بالحتلم ( أو ادعته
الصبية بالحيض ) مع المكان ( له بأن كان في سن يحتمل
البلوغ وقد مر بيان زمن المكان في بابي الحيض والحجر
) صدق ( في ذلك لنه ل يعرف إل من جأهته والمراد
بالحتلم النزال في يقظة أو منام
) ول يحلف ( عليه وإن فرض ذلك في خصومة وادعى خصمه
صباه ليفسد معاملته لنه إن كان صادقا فل حاجأة إلى
اليمين وإل فل فائدة فيها لن يمين الصبي غير منعقدة
ولو طلب غاز سهمه من المقاتلة وادعى البلوغ بالحتلم
وجأب تحليفه إن اتهم وأخذ السهم
فإن لم يحلف لم يعط شيئا
فإن قيل هذه الصورة تشكل على ما قبلها
أجأيب بأن الكلم فيما مر في وجأود البلوغ في الحال وفي
هذه في وجأوده فيما مضى لن صورتها أن تنازع الصبي بعد
انقضاء الحرب في بلوغه حال الحرب
لكن يشكل على هذا ما لو طلب إثبات اسمه في الديوان
فإنه يحلف والولى في الجواب كما أفاده شيخي أن يقال
إن لم يرده مزاحمة غيره في حقه كطلب السهم وإن لم
يثبت له استحقاقا كطلب إثبات اسمه في الديوان لم يحلف
وإل حلف
وإذا لم يحلف فبلغ مبلغا يقطع فيه ببلوغه قال المام
فالظاهر أيضا أنه ل يحلف على أنه كان بالغا حينئذ لنا إذا
حكمنا بموجأب قوله فقد أنهينا الخصومة نهايتها
وأقره الرافعي في الشرح الكبير وجأزم به في الشرح
الصغير من غير عزو
) وإن ادعاه بالسن ( بأن قال استكملت خمس عشرة سنة )
طولب ببينة ( عليه وإن كان غريبا لمكانها
ولو أطلق القرار بالبلوغ ولم يعين نوعا ففي تصديقه
وجأهان في فتاوى القاضي أوجأههما كما اختاره الذرعي
الستفسار أي أمكن وإل فالقبول وكذا إذا أطلقت البينة
فإن قالت بالسن فل بد من بيان قدره لن البلوغ به مختلف
فيه نبه عليه شيخي
ولو أقر الرشيد بإتلفه مال في صغره قبل كما لو قامت به
____________________
) (2/238
بينة
ومحله كما بحثه البلقيني إذا لم يكن على وجأه ل يسقط عن
المحجور عليه فإن كان كذلك كالمقترض فل يؤاخذ به
) والسفيه والمفلس سبق حكم إقرارهما ( في بابي الحجر
والتفليس
ومما لم يسبق إقرار المفلس بالنكاح وهو مقبول بخلف
السفيه فل يقبل
ويقبل إقرار السفيهة لمن صدقها كالرشيدة إذ ل أثر
للسفه من جأانبها
والفرق بين إقرار السفيهة والسفيه بذلك في إقرارها
تحصيل مال وفي إقراره تفويته
) ويقبل إقرار الرقيق بموجأب ( بكسر الجيم ) عقوبة (
كقصاصا وشرب خمر وزنا وسرقة بالنسبة إلى القطع لبعد
التهمة في ذلك لن النفوس مجبولة على حب الحياة
والحتراز عن اللم روي أن عليا قطع عبدا بإقراره
ولو عفا مستحق القصاصا على مال تعلق برقبة العبد وإن
كذبه السيد
فائدة ل يصح القرار على الغير إل هنا وفي إقرار الوارث
بوارث آخر قاله صاحب التعجيز
ويضمن مال السرقة في ذمته إن لم يصدقه السيد يتبع به
إذا عتق فإن صدقه أخذ المال إن كان باقيا وإل بيع في
الجناية إن لم يفده السيد
ول يتبع بعد العتق بما زاد على قيمته إذ ل يجتمع التعلق
بالرقبة مع التعلق بالذمة والدعوى عليه فيما يقبل إقراره
وإل فعلى سيده لن الرقبة المتعلق بها المال حقه فإن قال
المدعي لي بينة فقل تسمع الدعوى عليهما لنتفاء التهمة
وهو ما نقله في الروضة هنا عن البغوي والراجأح أنه ل
تسمع على العبد كما في الدعاوى نبه عليه السنوي وغيره
وسيأتي ثم فيه زيادة بيان
وإن أقر من نصفه حر مثل بدين إتلف لزمه نصف ما أقر
بإتلفه ول يقبل إقراره على سيده إل أن يصدقه فيتعلق
نصف ما أقر به بجزئه الرقيق والظاهر كما قال شيخنا أن ما
لزم ذمته في نصفه الرقيق ل يجب تأخير المطالبة به إلى
العتق لنها إنما أخرت في كامل الرق لعدم ملكه والبعض
يملك
) ولو أقر بدين جأناية ل توجأب عقوبة ( أي حدا أو قصاصا
كجناية الخطأ والغصب والتلف ) فكذبه السيد تعلق بذمته
دون رقبته ( للتهمة ويتبع به إذا عتق
أما ما أوجأب عقوبة غير حد أو قصاصا ففي تعلقه برقبته
أقوال أظهرها ل يتعلق أيضا
قال السنوي واحترازه عن ذلك الخلف مع كونه لم يذكره
غير مستقيم واحترز بقوله فكذبه أي أو سكت عما إذا صدقه
فإنه يتعلق برقبته ويباع ما لم يكن مرهونا ول جأانيا إن لم
يفده بأقل المرين من قيمته وقدر الدين فإذا بيع أو فداه
السيد وقد بقي من الدين شيء ل يتبع بما زاد على قيمته
إذا عتق لنه إذا ثبت التعلق بالرقبة فكأن الحق انحصر فيها
تنبيه ل يقبل إقرار السيد على رقيقه بموجأب عقوبة ول
بدين معاملة ويقبل إقراره عليه بدين جأناية ويتعلق برقبته
فلو بيع وبقي شيء لم يطالب به بعد العتق بإتلف مال
لغيره قبل عتقه لزمه دون سيده فإن ثبت بالبينة أنه كان
جأنى لزم السيد لتقصيره من عامله بخلف الجناية
) ويقبل ( على السيد ) إن كان ( مأذونا له في التجارة
لقدرته على النشاء ) ويؤدي من كسبه وما في يده ( كما
مر في بابه
نعم لو كان المأذون اشترى شراء فاسدا أو أقر بما ل يتعلق
بالتجارة كالقرض فل يقبل على السيد لن الذن لم يتناول
ذلك
تنبيه محل قبول إقراره إذا لم يحجر عليه السيد فلو أقر بعد
الحجر عليه بدين معاملة أضافه إلى الذان لم تقبل إضافته
فإن قيل إقرار المفلس بعد الحجر في حق الغرماء مقبول
فهل كان هنا كذلك أجأيب بأن إقرار العبد يؤدي إلى فوات
حق السيد بخلف غرماء المفلس إذ يبقى لهم الباقي في
ذمة المفلس
ولو أطلق القرار بالدين قبل الحجر عليه لم يقبل على
السيد ومحله كما قال السنوي وغيره إذا تعذرت مراجأعته
فإن أمكنت روجأع
وقد ذكر المصنف
____________________
) (2/239
في الصورة هذا الستدراك في إقرار المفلس وهو نظير
مسألتنا
وإقرار المكاتب في البدن والمال كالحر ويؤديه مما في يده
فإن عجز نفسه ول مال معه فديون معاملته يؤديه بعد عتقه
وأرش جأناياته في رقبته تؤدى من ثمنه
) ويصح إقرار المريض مرض الموت لجأنبي ( بمال عينا كان
أو دينا كإقرار الصحيح ويكون من رأس المال بالجأماع كما
قاله الغزالي
ولو أراد الوارث تحليف المقر له على الستحقاق لم يكن له
ذلك كما حكاه ابن الملقن وأقره
) وكذا ( يقبل إقراره به ) الوارث على المذهب ( كالجأنبي
لن الظاهر أنه محق لنه انتهى إلى حالة يصدق فيها الكاذب
ويتوب فيها الفاجأر وفي قول ل يصح لنه متهم بحرمان
بعض الورثة والطريق الثاني القطع بالقبول
ويجري الخلف في إقرار الزوجأة يقبض صداقها من زوجأها
في مرض موتها وفي إقراره لوارث بهبة أقبضها له في
حال صحته
تنبيه الخلف في الصحة أما التحريم فعند قصد الحرمان ل
شك فيه كما صرح به جأمع منهم القفال في فتاويه وقال
إنه ل يحل للمقر له أخذه اه
وإذا ادعى بقية الورثة على المقر له أنه ل حقيقة لقرار
مورثهم له فأحلف أنه أقر لك بحق لزم كان يلزمه القرار
به فعليه أن يحلف فإن نكل حلف بقية الورثة وقاسموه ول
يشكل ذلك بما تقدم عن ابن الملقن لن التهمة في الوارث
أشد منها في الجأنبي ولذلك اختار الروياني مذهب مالك
وهو أنه إن كان متهما لم يقبل إقراره وإل قبل قال
الذرعي وهو قوي
وقد يغلب على الظن بالقرائن كذبه بل يقطع به في بعض
الحوال فل ينبغي لمن يخشى الله أن يقضي أو يفتي
بالصحة مطلقا وإن ساعده إطلق الشافعي والصحاب ول
شك فيه إذا علم أن قصده الحرمان نعم لو أقر لمن ل
يستغرق الرث ومعه بيت المال فالوجأه إمضاؤه في هذه
العصار لفساد بيت المال اه
والخلف في القرار بالمال أما لو أقر بنكاح أو عقوبة فيصح
جأزما وإن أفضى إلى المال بالعفو أو بالموت قبل الستيفاء
لضعف التهمة
) ولو أقر في صحته بدين ( لنسان ) وفي مرضه ( بدين
لخر لم يقدم الول بل يتساويان كما لو ثبتا بالبينة
) ولو أقر في صحته أو مرضه ( بدين لنسان ثبت ببينة
) وأقر وارثه بعد موته ( بدين ) لخر لم يقدم الول في
الصح ( لن إقرار الوارث كإقرار المورث لنه خليفته فكأنه
أقر بدينين
والثاني يقدم الول لن بالموت تعلق بالتركة فليس للوارث
صرفها عنه
قال البلقيني ولو أقر الوارث لمشاركة في الرث وهما
مستغرقان كزوجأة وابن أقر لها بدين على أبيه وهي مصدقة
له ضاربت بسبعة أثمان الدين مع أصحاب الديون لن القرار
صدر ممن عبارته نافذة في سبعة أثمان فعملت عبارته فيها
كعمل عبارة الحائز في الكل اه
فروع لو ادعى إنسان على الوارث أن المورث أوصى له
بثلث ماله مثل وآخر بأن له عليه دينا مستغرقا وصدق
الوارث مدعي الوصية ثم مدعي الدين المستغرق أو بالعكس
أو صدقهما معا قدم الدين لو ثبتا بالبينة
ولو أقر المريض لنسان بدين ولو مستغرقا ثم أقر لخر
بعين قدم صاحبها كعكسه لن القرار بالدين ل يتضمن حجرا
في العين بدليل نفوذ تصرفه فيها بغير تبرع
ولو أقر بإعتاق أخيه في الصحة عتق وورث إن لم يحجبه
غيره أو بإعتاق عبد في الصحة وعليه دين مستغرق لتركته
عتق لن القرار إخبار ل تبرع
) ول يصح إقرار مكره ( بما أكره عليه لقوله تعالى } إل من
أكره وقلبه مطمئن باليمان { جأعل الكراه مسقطا لحكم
الكفر فبالولى ما عداه
وصورة إقراره أن يضرب ليقر فلو ضرب ليصدق في
القضية فأقر حال الضرب أو بعده لزمه ما أقر لنه ليس
مكرها إذ المكره من أكره على شيء واحد وهذا إنما ضرب
ليصدق ول ينحصر الصدق في القرار ولكن يكره إلزامه
حتى يراجأع ويقر ثانيا
قال المصنف وقبول إقراره حال الضرب مشكل لنه قريب
من المكره ولكنه ليس مكرها وعلله بما مر ثم قال وقبول
إقراره بعد الضرب فيه نظر إن غلب على ظنه إعادة الضرب
إن لم يقر وقال الذرعي الولة
____________________
) (2/240
في هذا الزمان يأتيهم من يتهم بسرقة أو قتل أو نحوهما
فيضربونه ليقر بالحق ويراد بذلك القرار بما ادعاه خصمه
والصواب أن هذا إكراه سواء أقر في حال ضربه أم بعد
وعلم أنه إن لم يقر بذلك لضرب ثانيا اه
وهذا متعين
ثم شرع في الركن الثاني فقال ) ويشترط في المقر له
أهلية استحقاق المقر به ( لنه حينئذ يصادق محله وصدقه
محتمل وبهذا يخرج ما إذا أقرت المرأة بصداقها عقب النكاح
لغيرها أو الزوج ببدل الخلع عقب المخالعة لغيره أو المجني
عليه بالرش عقب استحقاقه لغيره لن صدق هؤلء غير
محتمل
فإن قيل الحصر في هذه الثلثة غير مستقيم فإن المتعة
والحكومة والمهر الواجأب عن وطء شبهة وأجأرة بدن الحر
كذلك أجأيب بأنها راجأعة إلى الثلث فالحكومة ترجأع إلى
الرش والمتعة والمهر الواجأب عن وطء شبهة يرجأع إلى
الصداق
وأما ما ذكر من عدم صحة القرار بأجأرة بدن الحر فممنوع
فإن الحر يحتمل أن يكون قد أجأر بدنه قبل ذلك ثم وكله
المستأجأر في إجأارة نفسه ول فرق فيما ذكر بين الدين
والعين حتى لو أعتق عبدا ثم أقر له هو أو غيره عقب عتقه
بدين أو عين لم يصح إذ أهلية الستحقاق لم تثبت له إل في
الحال ولم يجز بينهما ما يوجأب المال
) فلو قال لهذه الدابة ( أو لدابة فلن ) علي كذا فلغو ( لنها
ليست أهل للستحقاق فإنها غير قابلة للملك في الحال ول
في المآل ول يتصور منها تعاطي السبب كالبيع ونحوه
بخلف الرقيق كما سيأتي
نعم لو أضافه إلى ممكن كالقرار بمال من وصية ونحوها
صح كما قاله الماوردي
ومحل البطلن كما قاله الذرعي في المملوكة أما لو أقر
لخيل مسبلة فالشبه الصحة كالقرار لمقبرة ويحمل على
أنه من غلة وقف عليها أو وصية لها وبه صرح الروياني
واقتضى كلمه أنه ل خلف فيه
) فإن قال ( علي ) بسببها لمالكها ( كذا ) وجأب ( لنه إقرار
للمالك ل لها وهي السبب إما بجناية عليها وإما باستيفاء
منفعتها بإجأارة أو غصب ويكون المقر به ملكا لمالكها حين
القرار
فإن لم يقل ) لمالكها ( واقتصر على قوله بسببها لم يلزم
أن يكون المقر به لمالكها في الحال بل يسأل ويحكم