ΩΣδ∩ ƒΘΩÑóƒñ 001
http://www.shamela.ws
تم إعداد هذا الملف آليا بواسطة المكتبة الشاملة
مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج
محمد الخطيب الشربيني
سنة الولدة /سنة الوفاة
تحقيق
الناشر دار الفكر
سنة النشر
مكان النشر بيروت
عدد الجأزاء 4
مغني المحتاج | | 1
____________________
) (1/1
كتاب بيان أحكام ) الطهارة ( اعلم أن الكتاب لغة معناه
الضم والجمع يقال كتبت كتبا وكتابة وكتابا ومنه قولهم
تكتبت بنو فلن إذا اجأتمعوا وكتب إذا خط بالقلم لما فيه من
اجأتماع الكلمات والحروف فهو إما مصدر لكن لضم
مخصوص أو اسم مفعول بمعنى مكتوب كقولهم هذا درهم
ضرب المير أي مضروبه
أو اسم فاعل بمعنى الجامع لما أضيف إليه
قال أبو حيان ول يصح أن يكون مشتقا من الكتب لن
المصدر ل يشتق من المصدر
وأجأيب بأن المزيد يشتق من المجرد
واصطلحا اسم لجملة مختصة من العلم ويعبر عنها بالباب
وبالفصل أيضا فإن جأمع بين الثلثاة قيل الكتاب اسم لجملة
مختصة من العلم مشتملة على أبواب وفصول غالبا والباب
اسم لجملة مختصة من الكتاب مشتملة على فصول غالبا
والفصل اسم لجملة مختصة من الباب مشتملة على مسائل
غالبا
والباب لغة ما يتوصل منه إلى غيره والفصل لغة هو الحاجأز
والكتاب هنا خبر مبتدأ محذوف مضاف إلى محذوفين كما
قدرته وكذا كل كتاب وباب وفصل بحسب ما يليق به
وإذ قد علمت ذلك فل احتياج إلى تقدير ذلك في كل كتاب أو
باب كما فعلت في شرح التنبيه بعدما ذكر اختصارا
والطهارة بالفتح مصدر طهر بفتح الهاء وضمها والفتح
أفصح يطهر بالضم فيهما
وهي لغة النظافة والخلوص من الدناس حسية كالنجاس أو
معنوية كالعيوب يقال تطهر بالماء وهم قوم يتطهرون أي
يتنزهون عن العيب
وشرعا تستعمل بمعنى زوال المنع المترتب على الحدث
والخبث وبمعنى الفعل الموضوع لفادة ذلك أو لفادة بعض
آثااره كالتيمم فإنه يفيد جأواز الصلة الذي هو من آثاار ذلك
والمراد هنا الثاني ل جأرم
وقد عرفها المصنف في مجموعه مدخل فيها الغسال
المسنونة ونحوها بأنها رفع حدث أو إزالة نجس أو ما في
معناهما وعلى صورتهما
وقوله وعلى صورتهما يعلم به أنه لم يرد بما في معناهما ما
يشاركهما في الحقيقة ولهذا قال وقولنا أو ما في معناهما
أردنا به التيمم والغسال المسنونة
____________________
) (1/16
وتجديد الوضوء والغسلة الثانية والثالثة في الحدث والنجس
ومسح الذن والمضمضة ونحوها من نوافل الطهارة
وطهارة المستحاضة وسلس البول اه
قال شيخنا وبما تقرر اندفع العتراض عليه بأن الطهارة
ليست من قسم الفعال والرفع من قسمها فل تعرف به
وبأن ما ل يرفع حدثاا ول نجسا ليس في معنى ما يرفعهما
وبأن التعريف ل يشمل الطهارة بمعنى الزوال اه
ووجأه اندفاع هذا كما قال القاياتي أن التعريف باعتبار وضع
ل يعترض عليه بعدم تناوله أفراد وضع آخر
وقدم الصحاب العبادات على المعاملت اهتماما بالمور
الدينية والمعاملت على النكاح وما يتعلق به لشدة الحتياج
إليها والمناكحة على الجنايات لنها دونها في الحاجأة
وأخروا الجنايات لقلة وقوعها بالنسبة لما قبلها
والطهارة في الترجأمة شاملة للوضوء والغسل وإزالة
النجاسة والتيمم التية مع ما يتعلق بها
وبدأ ببيان الماء الذي هو الصل في آلتها مفتتحا بآية دالة
عليه فقال ) قال الله تعالى } وأنزلنا من السماء ماء
طهورا { ( أي مطهرا ويعبر عنه بالمطلق
وافتتح بهذه الية تبركا وتيمنا بإمامه الشافعي رضي الله
تعالى عنه إذ من عادته إذا كان في الباب آية تلها أو خبر
رواه أو أثار ذكره ثام رتب عليه مسائل الباب
وتبعه في المحرر وحذفه المصنف في باقي البواب
اختصارا
وإنما كان الماء أصل في آلتها لن الطهارة ل بد لها من آلة
وتلك اللة منها أصل وهو الماء ومنها بدل وهو غيره
كالتراب وأحجار الستنجاء
فإن قيل الدليل يكون متأخرا عن المدلول فما باله عكس
أجأيب بأنه لم يسقه استدلل بل تبركا وتيمنا كما مر وبأن
هذا الدليل من القواعد الكلية المنطبقة على غالب مسائل
الباب والدليل إذا كان بهذه الصفة كان تقديمه أولى لينطبق
على جأزئياته
فإن قيل لم عدل المصنف عن قوله تعالى } وينزل عليكم
من السماء ماء ليطهركم به { مع أنه أصرح في الدللة كما
قيل أجأيب بأن ما ذكره يفيد أن الطاهر غير الطهور لن
قوله تعالى } وأنزلنا من السماء ماء { يدل على كونه
طاهرا لن الية سيقت في معرض المتنان وهو تعالى ل
يمن بنجس وحينئذ يكون الطاهر غير الطهور وإل لزم
التأكيد والتأسيس أولى وهل المراد بالسماء في الية الجرم
المعهود أو السحاب قولن حكاهما المصنف في دقائق
الروضة ول مانع أن ينزل من كل منهما
) يشترط لرفع الحدث ( وهو في اللغة الشيء الحادث وفي
الشرع يطلق على أمر اعتباري يقوم بالعضاء يمنع من
صحة الصلة حيث ل مرخص وعلى السباب التي ينتهي بها
الطهر وعلى المنع المترتب على ذلك
والمراد هنا الول لنه الذي ل يرفعه إل الماء بخلف المنع
لنه صفة المر العتباري فهو غيره فإن المنع هو الحرمة
وهي ترتفع ارتفاعا مقيدا بنحو التيمم بخلف الول
ول فرق في الحدث بين الصغر وهو ما نقض الوضوء
والمتوسط وهو ما أوجأب الغسل من جأماع أو إنزال والكبر
وهو ما أوجأبه حيض أو نفاس
) و ( لزالة ) النجس ( بفتح النون والجيم مصدر بمعنى
الشيء النجس وهو في اللغة ما يستقذر وفي الشرع
مستقذر يمنع من صحة الصلة حيث ل مرخص ول فرق فيه
بين المخفف كبول صبي لم يطعم غير لبن والمتوسط كبول
غيره من غير نحو الكلب والمغلظ كبول نحو الكلب ولسائر
الطهارات واجأبة كطهارة دائم الحدث ومندوبة كالوضوء
المجدد غير الستحالة والتيمم
) ماء مطلق ( أي استعماله ولو عبر بالزالة كما قدرته كان
أولى لن النجس ل يوصف بالرفع في الصلح لكن سهله
تقدم الحدث عليه
وإنما اقتصر على رفع الحدث والنجس مع أن الماء المطلق
يشترط لسائر الطهارات كما ذكرته لن رفعهما هو الصل
في الطهارة فلذلك اقتصر عليه على عادة المشايخ من
القتصار على الصول
) وهو ما يقع عليه اسم ماء بل قيد ( بإضافة كماء ورد أو
بصفة كماء دافق أو بلم عهد كقوله صلى الله عليه وسلم
نعم إذا رأت الماء يعني المني قال الولي العراقي ول يحتاج
لتقييد القيد بكونه لزما لن القيد الذي ليس بلزم كماء
البئر مثل يطلق اسم الماء عليه بدونه فل حاجأة للحتراز عنه
وإنما يحتاج إلى القيد في جأانب الثابات كقولنا غير المطلق
هو المقيد بقيد لزم اه
ويدخل في التعريف ما نزل من السماء وهو ثالثاة المطر
وذوب الثلج والبرد وما نبع من الرض هو أربعة ماء العيون
والبار والنهار والبحار وما نبع من بين أصابعه صلى الله
عليه وسلم من الماء أو من ذاتها على خلف فيه والرجأح
الثاني وهو أفضل المياه مطلقا أو نبع من الزلل وهو
____________________
) (1/17
شيء ينعقد من الماء على صورة حيوان وما ينعقد ملحا لن
اسم الماء يتناوله في الحال وإن تغير بعد أو كان رشح بخار
الماء لنه ماء حقيقة
وينقص بقدره وهو المعتمد كما صححه المصنف في
مجموعه وغيره وإن قال الرافعي نازع فيه عامة الصحاب
وقالوا يسمونه بخارا ورشحا ل ماء على الطلق وخرج بذلك
الخل ونحوه وما ل يذكر إل مقيدا كما مر وتراب التيمم
وحجر الستنجاء وأدوية الدباغ والشمس والنار والريح
وغيرها حتى التراب في غسلت الكلب فإن المزيل هو الماء
بشرط امتزاجأه بالتراب في غسلة منها كما سيأتي في بابه
وإنما تعين الماء في رفع الحدث لقوله تعالى } فلم تجدوا
ماء فتيمموا { والمر للوجأوب فلو رفع غير الماء لما وجأب
التيمم عند فقده
ونقل ابن المنذر وغيره الجأماع على اشتراطه في الحدث
وفي إزالة النجس لقوله صلى الله عليه وسلم في خبر
الصحيحين حين بال العرابي في المسجد صبوا عليه ذنوبا
من ماء والذنوب بفتح الذال المعجمة الدلو الممتلئة ماء
والمر للوجأوب كما مر فلو كفى غيره لما وجأب غسل البول
به
ول يقاس به غيره لن الطهر به عند المام تعبد وعند غيره
لما فيه من الرقة واللطافة التي ل توجأد في غيره وحمل
الماء في الية والحديث على المطلق لتبادر الذهان إليه
فائدة اعترض بعضهم على الشافعي في قوله كل ماء من
بحر عذب أو مالح فالتطهير به جأائز بأنه لحن وإنما يصح ماء
ملح وهو مخطىء في ذلك قال الشاعر فلو تفلت في البحر
والبحر مالح لصبح ماء البحر من ريقها عذبا بل فيه أربعة
لغات ملح ومالح ومليح وملح ولكن فهمه السقيم أداه إلى
ذلك كما قال الشاعر وكم من عائب قول صحيحا وآفته من
الفهم السقيم ولكن تأخذ الذان منه على قدر القريحة
والفهوم وعدل المصنف عن قول المحرر ل يجوز ليشترط
قال في الدقائق لنه ل يلزم من عدم الجواز الشتراط لكنه
قال في مجموعه بأن يجوز يستعمل تارة بمعنى يصح وتارة
بمعنى يحل وتارة يصلح للمرين وهو هنا يصلح لهما اه أي
فيكون هو المراد فنفي الجواز يستلزم نفي الصحة والحل
معا بناء على الصح من جأواز استعمال المشترك في معنييه
كما وجأه به المصنف عبارة المهذب في شرحه أي فهو أبلغ
من التعبير ب يشترط لدللته عليهما بالمنطوق وعلى هذا
فالتعبير ب ل يجوز أولى كما قيل
وأجأيب بأن لفظة يشترط تقتضي توقف الرفع على الماء
ولفظة ل يجوز مترددة بين تلك المعاني ول قرينة فالتعبير
ب يشترط أولى
ورد بمنع التردد لنه إن حمل المشترك على جأميع معانيه
عموما كما قاله المام الشافعي رضي الله تعالى عنه
فظاهر وإل حمل على جأميعها هنا بقرينة السياق والتبويب
وأورد على التعريف المتغير كثيرا بما ل يؤثار فيه كطين
وطحلب وبما في مقره وممره فإنه مطلق مع أنه لم يعبر
عما ذكر
وأجأيب بمنع بأنه مطلق وإنما أعطي حكمه في جأواز التطهر
به للضرورة فهو مستثنى من غير المطلق
على أن الرافعي قال أهل اللسان والعرف ل يمتنعون من
إيقاع اسم الماء المطلق عليه فعليه ل إيراد ول يرد الماء
القليل الذي وقعت فيه نجاسة ولم تغيره ول المستعمل لنه
غير مطلق
فائدة الماء ممدود على الفصح وأصله موه تحركت الواو
وانفتح ما قبلها فقلبت ألفا ثام أبدلت الهاء همزة
ومن عجيب لطف الله أنه أكثر منه ولم يحوج فيه إلى كثير
معالجة لعموم الحاجأة إليه
) فالمتغير ( بشيء ) مستغنى ( بفتح النون وكسرها ) عنه
( طاهر مخالط ) كزعفران وماء شجر ومنى وملح جأبلي
) تغيرا يمنع ( لكثرته ) إطلق اسم الماء ( عليه ) غير طهور
( سواء أكان قليل أم كثيرا لنه ل يسمى ماء ولهذا لو حلف
ل يشرب ماء فشرب ذلك أو وكل في زاوية أو اشتراه وكيله
لم يحنث ولم يقع الشراء له وسواء أكان التغير حسيا أم
تقديريا حتى لو وقع في الماء مائع يوافقه في الصفات
كماء الورد المنقطع الرائحة فلم يتغير ولو قدرناه بمخالف
وسط كلون العصير وطعم الرمان وريح اللذن لغير ضر بأن
تعرض عليه جأميع هذه الصفات ل المناسب للواقع فيه فقط
خلفا لبعضهم
ول يقدر بالشد كلون الحبر وطعم الخل وريح المسك
بخلف الخبث لغلظه فلو لم يؤثار فيه الخليط حسا ول
تقديرا استعمله كله وكذا لو استهلكت النجاسة المائعة في
ماء كثير
وإذا لم يكفه
____________________
) (1/18
الماء وحده ولو كمله بمائع يستهلك فيه لكفاه وجأب تكميل
الماء به إن لم تزد قيمته على قيمة ماء مثله
أما الملح المائي فل يضر التغير به وإن كثر لنه ينعقد من
الماء والماء المستعمل كمائع فيفرض مخالفا وسطا للماء
في صفاته ل في تكثير الماء فلو ضم إلى ماء قليل فبلغ
قلتين صار طهورا وإن أثار في الماء بفرضه مخالفا
) ول يضر تغير ( يسير بطاهر ) ل يمنع السم ( لتعذر صون
الماء عنه ولبقاء إطلق اسم الماء عليه وكذلك لو شك في
أن تغيره كثير أو يسير
نعم إن تغير كثيرا ثام شك في أن التغير الن يسير أو كثير لم
يطهر عمل بالصل في الحالين قاله الذرعي
) ول ( يضر في الطهارة بالماء ) متغير بمكث ( بتثليث ميمه
مع إسكان كافه وإن فحش التغير
) وطين وطحلب ( بضم الطاء وبضم اللم وفتحها شيء
أخضر يعلو الماء من طول المكث
) وما في مقره وممره ( ككبريت وزرنيخ ونورة لتعذر صون
الماء عن ذلك ول يضر أوراق شجر تناثارت وتفتتت واختلطت
وإن كانت ربيعية أو بعيدة عن الماء لتعذر صون الماء عنها
فل يمنع التغير به إطلق اسم الماء عليه وإن أشبه التغير به
في الصورة التغير الكثير بمستغنى عنه ل إن طرحت
وتفتتت أو أخرج منه الطحلب أو الزرنيخ ودق ناعما وألقي
فيه فغيره فإنه يضر أو تغير بالثمار الساقطة فيه لمكان
التحرز عنها غالبا
) وكذا ( ل يضر في الطهارة ) متغير بمجاور ( طاهر ) كعود
ودهن ( ولو مطيبين وكافور صلب ) أو بتراب ( ولو
مستعمل ) طرح ( بقصد في غير تراب تطهير النجاسة
الكلبية ونحوها ) في الظأهر ( لن تغيره بذلك لكونه في
غير التراب تروحا وفي التراب كدورة ل يمنع إطلق اسم
الماء عليه نعم إن تغير حتى صار ل يسمى إل طينا رطبا ضر
والثاني يضر كالمتغير بنجس مجاور في الول وبزعفران
في الثاني
وفرق الول بلغظ أمر النجاسة وبطهورية التراب ولن
تغيره به مجرد كدورة
وما تقرر في التراب المستعمل هو المعتمد وهو مقتضى
التعليل الثاني كما اعتمده شيخي وإن خالف فيه بعض
المتأخرين
ولو صب المتغير بمخالط ل يضر على ما ل تغير فيه فتغير به
كثيرا ضر لنه تغير بما يمكن الحتراز عنه قاله ابن أبي
الصيف وقال السنوي إنه المتجه
وعليه يقال لنا ماءان تصح الطهارة بكل منهما منفردا ول
تصح بهما مختلطين والمخالط هو الذي ل يتميز في رأى
العين
وقيل ما ل يمكن فصله بخلف المجاور فيهما
وقيل المعتبر العرف فالتراب مخالط على الول ومجاور
على الثاني لنه يمكن فصله بعد رسوبه أما التغير بتراب
تطهير النجاسة الكلبية ونحوها أو بتراب تهب به الريح أو
طرح بل قصد كأن ألقاه صبي قال الذرعي فل يضر جأزما
تنبيه كان الحسن أن المصنف يحذف الميم من قوله ول
متغير بمكث ومن قوله وكذا متغير بمجاور فيقول ول تغير
بمكث وكذا تغير بمجاور لن المتغير ل يصح التغير به لنه ل
يضر نفسه بل المضر التغير
ويندفع ذلك بما قدرته بقولي في الطهارة تبعا للشارح
فائدة الكافور نوعان خليط ومجاور وكذا القطران
واختلف في التغير بالكتان والذي عليه الكثر أنه يتغير
بشيء يتحلل منه فيكون كالتغيير بمخالط
) ويكره ( شرعا تنزيها الماء ) المشمس ( أي ما سخنته
الشمس أي استعماله في البدن في الطهارة وغيرها كأكل
وشرب لما روى الشافعي عن عمر رضي الله تعالى عنهما
أنه كان يكره الغتسال به وقال إنه يورث البرص
لكن بشرط أن يكون ببلد حارة أي تقلبه الشمس عن حالته
إلى حالة أخرى كما نقله في البحر عن الصحاب في آنية
منطبعة غير النقدين وهي كل ما طرق كالنحاس ونحوه
وأن يستعمل في حال حرارته لن الشمس بحدتها تفصل
منه زهومة تعلو الماء فإذا لقت البدن بسخونتها خيف أن
تقبض عليه فيحتبس الدم فيحصل البرص بخلف ما إذا
استعمله في غير بدنه كغسل ثاوبه فل يكره لفقد العلة
المذكورة وبخلف المسخن بالنار المعتدلة وإن سخن بنجس
ولو بروث نحو كلب وإن قال بعضهم فيه وقفة فل يكره
لعدم ثابوت نهي عنه ولذهاب الزهومة لقوة تأثايرها وبخلف
ما إذا كان في بلد باردة أو معتدلة وبخلف المشمس في
غير المنطبع كالخزف والحياض أو في منطبع نقد لصفاء
جأوهره واستعمل في البدن بعد أن برد
وأما المطبوخ به فقال الماوردي و الروياني إنه إن بقي
مائعا كره وإن لم يبق مائعا
____________________
) (1/19
كالخبز والرز المطبوخ به لم يكره
ويؤخذ من ذلك أن الماء المشمس إذا سخن بالنار لم تزل
الكراهة وهو كذلك
وظأاهر كلم الجمهور أنه يكره في البرص لزيادة الضرر
وكذا في الميت لنه محترم
قال البلقيني وغير الدمي من الحيوان إن كان البرص
يدركه كالخيل أو يتعلق بالدمي منه ضرر اتجهت الكراهة
وإل فل
قال السنوي وفي سقي الحيوان منه نظر اه
وينبغي فيه التفصيل الذي قاله البلقيني
قال الزركشي وغير الماء من المائعات كالماء
قال ابن عبدالسيد
وإنما لم يحرم المشمس كالسم لن ضرره مظنون بخلف
السم
وقيل ل يكره استعماله واختاره المصنف في بعض كتبه وبه
قال الئمة الثلثاة
وقال في شرح المهذب إنه الصواب لن أثار عمر لم يثبت
وقيل إن شهد عدلن بأنه يورث البرص كره وإل فل واختاره
السبكي
والمذهب هو الول فقد روى الثار الدارقطني بإسناد صحيح
وأيضا فقد صح أنه صلى الله عليه وسلم قال دع ما يريبك
إلى ما ل يريبك
والثار وإن لم يثبت فقد حصل به ريب ويجب استعماله عند
فقد غيره أي عند ضيق الوقت
ول يتيمم بل يجب شراؤه حيث يجب شراء الماء للطهارة
ويكره تنزيها شديد السخونة أو البرودة في الطهارة لمنعه
السباغ ويجب استعماله إذا فقد غيره وضاق الوقت كما مر
ويحرم إن خاف منه ضررا ويكره مياه ثامود وكل ماء مغضوب
عليه كماء ديار قوم لوط وهي بركة عظيمة في موضع
ديارهم التي خسفت
وماء البئر التي وضع فيها السحر لرسول الله صلى الله
عليه وسلم فإن الله تعالى مسخ مياهها حتى صار كنقاعة
الحناء ومسخ طلع النخيل التي من حولها حتى صار كرؤوس
الشياطين
وماء ديار بابل ل ماء بئر الناقة ول ماء بحر ول ماء متغير بما
ل بد منه ول ماء زمزم لعدم ثابوت نهي فيه نعم يكره إزالة
النجاسة به كما قال الماوردي قال البلقيني ماء زمزم
أفضل من الكوثار أي فيكون أفضل المياه لن به غسل
صدره صلى الله عليه وسلم ول يكون يغسل صدره إل
بأفضل المياه لكن تقدم أن أفضل المياه ما نبع من بين
أصابعه صلى الله عليه وسلم
والمراد بالمشمس المتشمس وإن لم يقصد تشميسه كما
حولت العبارة إليه وإن لم يفهم من العبارة
) و ( الماء القليل ) المستعمل في فرض الطهارة ( عن
حدث كالغسلة الولى فيه ) قيل ونفلها ( كالغسلة الثانية
والثالثة والغسل المسنون والوضوء المجدد طاهر ) غير
طهور في الجديد ( لن السلف الصالح كانوا ل يحترزون عن
ذلك ول عما يتقاطر عليهم منه وفي الصحيحين أنه صلى
الله عليه وسلم عاد جأابرا في مرض فتوضأ وصب عليه من
وضوئه
وكانوا مع قلة مياههم لم يجمعوا المستعمل للستعمال
ثاانيا بل انتقلوا إلى التيمم ولم يجمعوه للشرب لنه
مستقذر
والقديم أنه طهور لوصف الماء في الية السابقة بلفظ
طهور المقتضي تكرر الطهارة به كضروب لمن يتكرر منه
الضرب
وأجأيب بأن فعول يأتي اسما لللة كسحور لما يتسحر به
فيجوز أن يكون طهور كذلك ولو سلم اقتضاؤه التكرار
فالمراد جأمعا بين الدلة ثابوت ذلك لجنس الماء أو في
المحل الذي يمر عليه فإنه يطهر كل جأزء منه
والمراد بالفرض ما ل بد منه أثام الشخص بتركه كحنفي
توضأ بل نية أم ل كصبي إذ ل بد لصحة صلتهما من وضوء ول
أثار لعتقاد الشافعي أن ماء الحنفي فيما ذكر لم يرفع حدثاا
بخلف اقتدائه بحنفي مس فرجأه حيث ل يصح اعتبارا
باعتقاده لن الرابط معتبر في القتداء دون الطهارات ولن
الحكم بالستعمال قد يوجأد من غير نية معتبرة كما في إزالة
النجاسة بخلف القتداء ل بد فيه من نية معتبرة ونية المام
فيما ذكر غير معتبرة في ظأن المأموم
واختلف في علة منع استعمال الماء المستعمل فقيل وهو
الصح إنه غير مطلق كما صححه المصنف في تحقيقه
وغيره
وقيل مطلق ولكن منع من استعماله تعبدا كما جأزم به
الرافعي
وقال المصنف في شرح التنبيه إنه الصحيح عند الكثرين
وسيأتي المستعمل في النجاسة في بابها
والصح أن المستعمل في نقل الطهارة على الجديد طهور
لنتفاء العلة وخرج بنفل الطهارة تجديد الغسل فالمستعمل
فيه طهور قطعا لنه ل يسن تجديده ومن المستعمل ماء
غسل بدل مسح من رأس أو خف وماء غسل كافرة لتحل
لحليلها المسلم وماء غسل ميتة وماء غسل مجنونة لتحل
لحليلها المسلم
فإن قيل يدخل في الطهارة الغسلة الولى من الوضوء
المجدد ومن الغسل المسنون لنهما طهارتان في كل منهما
فرض وسنة فيصدق على المرة الولى منها أنها فرض
الطهارة وليست محل جأزم على الجديد بل هي من محل
الوجأهين فيما أدى به عبادة غير مفروضة
أجأيب بأن مراده ما قدرته تبعا للشارح ولو صرح به المصنف
كان أولى وأورد على ضابط
____________________
) (1/20
المستعمل ماء غسل به الرجألن بعد مسح الخف وماء غسل
به الوجأه قبل بطلن التيمم وماء غسل به الخبث المعفو عنه
فإنها ل ترفع مع أنها لم تستعمل في فرض
وأجأاب شيخنا عن الول بمنع عدم رفعه لن غسل الرجألين
لم يؤثار شيئا وفيه احتمال للبغوي وعن الثاني بأنه استعمل
في فرض وهو رفع الحدث المستفاد به أكثر من فريضة
وعن الثالث بأنه استعمل في فرض أصالة
) فإن جأمع ( المستعمل على الجديد ) فبلغ قلتين فطهور
في الصح ( لن النجاسة أشد من الستعمال
وأما الماء المتنجس لو جأمع حتى بلغ قلتين أي ول تغير به
صار طهورا قطعا فالمستعمل أولى
والثاني ل يعود طهورا لن قوته صارت مستوفاة
بالستعمال فالتحق بماء الورد ونحوه وهذا اختيار ابن سريج
واعلم أن الماء ما دام مترددا على المحل ل يثبت له حكم
الستعمال ما بقيت الحاجأة إلى الستعمال بالتفاق
للضرورة فلو نوى جأنب رفع للللللجنابة ولو قبل تمام
النغماس في ماء قليل أجأزأه الغسل به في ذلك الحدث
وكذا في غيره ولو من غير جأنسه كما هو مقتضى كلم
الئمة وصرح به القاضي وغيره لن صورة الستعمال باقية
إلى النفصال والماء في حال استعماله باق على طهوريته
خلفا لما بحثه الرافعي وتبعه ابن المقري من أنه ل يجزئه
لغير ذلك الحدث
ويؤيد الول ما لو كان به خبث بمحلين فمر الماء بأعلهما ثام
بأسفلهما طهرا معا كما قاله البغوي
ويؤخذ مما مر أن الجنب لو نزل في الماء القليل ونوى رفع
الجنابة قبل تمام النغماس ثام اغترف الماء بإناء أو بيده
وصبه على رأسه أو غيره ل ترتفع جأنابة ذلك العضو الذي
اغترف له بل خلف كما صرح به المتولي والروياني
وغيرهما
وهو واضح لنه انفصل
ولو نوى جأنبان معا بعد تمام النغماس في ماء قليل طهرا
أو مرتبا ولو قبل تمام النغماس فالول فقط أو نويا معا
في أثانائه لم يرتفع حدثاهما عن باقيهما
ولو شكا في المعية قال شيخنا فالظاهر أنهما يطهران لنا
ل نسلب الطهورية بالشك وسلبها في حق أحدهما فقط
ترجأيح بل مرجأح
والماء المتردد على عضو المتوضىء وعلى بدن الجنب
وعلى المتنجس إن لم يتغير طهور فإن جأرى الماء من عضو
المتوضىء إلى عضوه الخر وإن لم يكن من أعضاء الوضوء
كأن جأاوز منكبه أو تقاطر من عضو ولو من عضو بدن الجنب
صار مستعمل
نعم ما يغلب فيه التقاذف كمن الكف إلى الساعد وعكسه ل
يصير مستعمل للعذر وإن خرقه الهواء كما جأزم به الرافعي
ولو غرف بكفه جأنب نوى رفع الجنابة أو محدث بعد غسل
وجأهه الغسلة الولى على ما قاله الزركشي وغيره أو
الغسلت الثلث كما قاله العز بن عبد السلم وهو أوجأه إن
لم يرد القتصار على أقل من ثالث من ماء قليل ولم ينو
الغتراف بأن نوى استعمال أو أطلق صار مستعمل فلو
غسل بما في كفه باقي يده ل غيرها أجأزأه وأما إذا نوى
الغتراف بأن قصد نقل الماء من الناء والغسل به خارجأه
لم يصر مستعمل ول يشترط لنية الغتراف نفي رفع الحدث
) ول تنجس قلتا الماء ( الصرف ) بملقاة نجس ( جأامد أو
مائع لقوله صلى الله عليه وسلم إذا بلغ الماء قلتين لم
يحمل الخبث قال الحاكم على شرط الشيخين
وفي رواية لبي داود وغيره بإسناد صحيح فإنه ل ينجس
وهو المراد بقوله لم يحمل الخبث
أي يدفع النجس ول يقبله
وفارق كثير الماء كثير غيره فإنه ينجس بمجرد ملقاة
النجاسة بأن كثيره قوي ويشق حفظه عن النجس بخلف
غيره وأن كثر
وخرج بقولنا الصرف ما لو وقع في الماء مائع يوافقه في
الصفات وفرضناه مخالفا فلم يغيره فحكمنا بطهوريته
وكان الماء الصرف ينقص عن قلتين بقدر المائع الواقع فيه
فصار قلتين ووقعت فيه بعد صيرورته قلتين نجاسة فإنه
ينجس بمجرد ملقاتها وإنما تدفع النجاسة قلتان من محض
الماء
واستشكل بتصحيحهم جأواز استعمال جأميع ذلك الماء وإن
كان وحده غير كاف للطهارة ونزلوا المائع المستهلك منزلة
الماء من وجأه دون وجأه
وأجأيب بأن رفع الحدث وإزالة النجس من باب الرفع ودفع
النجاسة من باب الدفع والدفع أقوى من الرفع والدافع ل بد
أن يكون أقوى من الرافع
ويؤيد ذلك أن الماء القليل إذا ورد على نجاسة طهرها
وتجوز الطهارة به ول يدفع عن نفسه النجاسة إذا وقعت
فيه وبأن المستعمل إذا بلغ قلتين كان في عوده طهورا
وجأهان ولو استعمل قلتين ابتداء لم يصر مستعمل بل خلف
لن الماء إذا استعمل وهو قلتان كان دافعا للستعمال وإذا
جأمع كان رافعا والدفع أقوى من الرفع كما مر
ويؤخذ من الحكم بتنجيسه أنه لو انغمس فيه جأنب
____________________
) (1/21
صار مستعمل لنه كما ل يدفع النجاسة ل يدفع الستعمال
نبه على ذلك الزركشي
ولو شك في كونه قلتين ووقعت فيه نجاسة هل ينجس أو ل
المعتمد الثاني بل قال المصنف في شرح المهذب الصواب
أنه ل ينجس إذ الصل الطهارة وشككنا في نجاسة منجسة
ول يلزم من حصول النجسة التنجيس
وصوب في المهمات أنه إن جأمع شيئا فشيئا وشك في
وصوله قلتين فالصل القلة وإن كان كثيرا وأخذ منه
فالصل بقاء الكثرة وإن ورد نجس على ما يحتمل القلة
والكثرة فهذا محل التردد
والصواب ما قاله المصنف كما لو شك هل تقدم على المام
أو تأخر والتفصيل هناك ضعيف فكذا هنا
) فإن غيره ( أي غير النجس الملقى الماء القلتين ولو
يسيرا حسا أو تقديرا ) فنجس ( بالجأماع المخصص للخبر
السابق
والخبر للترمذي وغيره الماء ل ينجسه شيء كما خصه
مفهوم خبر القلتين السابق فالتغيير الحسي ظأاهر
والتقديري بأن وقعت فيه نجاسة مائعة توافقه في الصفات
كبول انقطعت رائحته ولو فرض مخالفا له في أغلظ
الصفات كلون الحبر وطعم الخل وريح المسك لغيره فإنه
يحكم بنجاسته
واكتفى هنا بأدنى تغير واعتبر الغلظ في الصفات بخلف
ما تقدم في التغير بالطاهر فيهما لغلظ النجاسة ولو تغير
بعض الماء فالمتغير كنجاسة جأامدة ل يجب التباعد عنها
بقلتين والباقي إن قل فنجس وإل فطاهر
فلو غرف دلوا من ماء قلتين فقط وفيه نجاسة جأامدة لم
تغيره ولم يغرفها مع الماء فباطن الدلو طاهر لنفصال ما
فيه عن الباقي قبل أن ينقص عن قلتين ل ظأاهرها لتنجسه
بالباقي المتنجس بالنجاسة لقلته فإن دخلت مع الماء أو
قبله في الدلو انعكس الحكم
وتأنيث الدلو أفصح من تذكيره
) فإن زال تغيره ( الحسي أو التقديري ) بنفسه ( بأن لم
يحدث فيه شيء كأن زال بطول المكث ) أو بماء ( انضم إليه
بفعل أو غيره ولو نجسا ولو أخذ منه كما قاله في المهذب
أي نقص والباقي قلتان
وصوره في شرحه بأن يكون الناء مختنقا ل يدخله الريح
فإذا نقص دخلته وقصرته
) طهر ( بفتح الهاء أفصح من ضمها
الزوال سبب التنجيس ول يضر عود تغيره إن خل عن نجس
جأامد ويعرف زوال تغيره التقديري بأن يمضي عليه زمن لو
كان تغيره حسيا لزال تغيره وذلك بأن يكون بجنبه غدير فيه
ماء متغير فزال تغيره بنفسه بعد مدة أو بماء صب عليه
فيعلم أن هذا أيضا زال تغيره
) أو ( زال تغيره ظأاهرا كأن زال ريحه ) بمسك و ( لونه بنحو
) زعفران ( وطعمه بنحو خل ) فل ( يطهر لنا ل ندري أن
أوصاف النجاسة زالت أو غلب عليها المطروح فسترها وإذا
كان كذلك فالصل بقاؤها
فإن قيل العلة في عدم عود الطهورية احتمال أن التغير
استتر ولم يزل فكيف يعطفه المصنف على ما جأزم فيه
بزوال التغير وذلك تهافت
أجأيب بأن المراد زواله طاهرا كما قدرته وإن أمكن استتاره
باطنا فلو طرح مسك على متغير الطعم فزال تغيره طهر إذ
المسك ليس له طعم
وكذا يقال في الباقي
) وكذا ( ل يطهر ظأاهرا إذا وقع عليه ) تراب وجأص ( أي
جأبس أو أحدهما أو نحو ذلك كنورة لم تطبخ
) في الظأهر ( للشك المذكور والثاني يطهر بذلك لنه ل
يغلب فيه شيء من الوصاف الثلثاة فل يستر التغيير
ودفع بأنه يكدر الماء والكدرة من أسباب الستر فإن صفا
الماء ول تغير فيه طهر هو والتراب معه جأزما
فائدة الجص ما يبنى به ويطلى وكسر جأيمه أفصح من
فتحها وهو عجمي معرب وتسميه العامة بالجبس وهو لحن
) ودونهما ( أي الماء دون القلتين ) ينجس ( هو ورطب
غيره كزيت وإن كثر ) بالملقاة ( للنجاسة المؤثارة وإن لم
يتغير وإن كانت مجاورة أما الماء فلمفهوم حديث القلتين
السابق المخصص لمنطوق حديث الماء ل ينجسه شيء
السابق ولخبر مسلم إذا استيقظ أحدكم من نومه فل يغمس
يده في الناء حتى يغسلها ثالثاا فإنه ل يدري أين باتت يده
نهاه عن الغمس خشية النجاسة
ومعلوم أنها إذا خفيت ل تغير الماء فلول أنها تنجسه
بوصولها لم ينهه نعم إن ورد على النجاسة ففيه تفصيل
يأتي في بابها
وأما غير الماء فبالولى
وفارق كثير الماء كثير غيره بأن كثيره قوي ويشق حفظه
من النجس بخلف غيره وإن كثر كما مر ولو تنجست يده
اليسرى مثل ثام غسل إحدى يديه وشك في المغسول أهو
يده اليمنى أم اليسرى ثام أدخل اليسرى في مائع لم ينجس
المائع بغمس اليد اليسرى فيه كما أفتى به شيخي قال لن
الصل طهارته
____________________
) (1/22
وقد اعتضد باحتمال طهارة اليد اليسرى ويعفى عما تلقيه
الفئران من النجاسة في حياض الخلية وعن ذرق الطيور
الواقع فيها لمشقة الحتراز عن ذلك ما لم يغيره ما ذكر
وخرج بالرطب الجامد الخالي عن رطوبة عند الملقاة
وبالمؤثارة غيرها كما سيأتي
وقدرت الماء في عبارة المصنف تبعا للشارح لجأل موافقة
سيبويه وجأمهور البصريين لن دون عندهم ظأرف ل ينصرف
فل يصح أن يكون مبتدأ ويجوز عند الخفش والكوفيين
ثام اختلفوا فيما أضيف إلى مبني كالواقع في كلم المصنف
فقال الخفش يجوز بناؤه على الفتح لضافته إلى مبني
وقال غيره يجب رفعه على البتداء
) فإن بلغهما ( أي المتنجس قلتين ) بماء ( ولو مستعمل
ومتنجسا ومتغيرا بنحو زعفران ) و ( الحال أنه ) ل تغير به
فطهور ( لزوال العلة وهي القلة حتى لو فرق بعد ذلك لم
يضر ويكفي الضم وإن لم يمتزج صاف بكدر لحصول القوة
بالضم لكن إن انضما بفتح حاجأز اعتبر اتساعه ومكثه زمنا
يزول فيه التغير لو كان أخذا من قولهم ولو غمس كوز ماء
واسع الرأس في ماء كمله قلتين وساواه بأن كان الناء
ممتلئا أو امتل بدخول الماء فيه ومكث قدرا يزول فيه تغير
لو كان واحد الماءين نجس أو مستعمل طهر لن تقوي أحد
الماءين بالخر إنما يحصل بذلك فإن فقد شرط من ذلك بأن
كان ضيق الرأس أو واسعه بحيث يتحرك ما فيه بتحرك الخر
تحركا عنيفا لكن لم يكمل الماء قلتين أو كمل لكن لم يمكث
زمنا يزول فيه التغير لو كان أو مكث لكن لم يساوه الماء لم
يطهر ول ينجس أسفل ما يفور بتنجس أعله كعكسه
ولو وضع كوز على نجاسة وماؤه خارج من أسفله لم ينجس
ما فيه ما دام يخرج فإن تراجأع تنجس كما لو سد بنجس
مهمة إذا قل ماء البئر وتنجس لم يطهر بالنزح لنه وإن نزح
فقعر البئر يبقى نجسا وقد تنجس جأدران البئر أيضا بالنزح
بل بالتكثير كأن يترك أو يصب عليه ماء ليكثر ولو كثر الماء
وتفتت فيه شيء نجس كفأرة تمعط شعرها فهو طهور
تعسر استعماله باغتراف شيء منه كدلو إذ ل تخلو مما
تمعط فينبغي أن ينزح الماء كله ليخرج الشعر معه
فإن كانت العين فوارة وتعسر نزح الجميع نزح ما يغلب على
الظن أن الشعر كله خرج معه فإن اغترف منه قبل النزح
ولم يتيقن فيما اغترفه شعرا لم يضر
) فلو كوثار ( المتنجس القليل ) بإيراد ( ماء ) طهور ( أي
أورد عليه طهورا أكثر منه ) فلم يبلغهما لم يطهر ( لمفهوم
حديث القلتين لنه ماء قليل فيه نجاسة ولن المعهود في
الماء أن يكون غاسل ل مغسول
) وقيل ( هو ) طاهر ( بشرط أن ل يكون به نجاسة جأامدة
قياسا للماء على غيره
وفي الكفاية وغيرها ما يقتضي أن الجمهور على هذا الوجأه
ول فرق بين أن يكون ذلك القليل متغيرا أم ل
) ل طهور ( لنه مغسول فهو كالثوب فلو انتفت الكثرة أو
انتفى اليراد أو الطهورية أو كان به نجاسة جأامدة لم يطهر
جأزما فهذه القيود شرط للقول بالطهارة ل للقول بعدمها
فلو قال فلو لم يبلغهما لم يطهر وقيل إن كوثار إلخ فهو
طاهر غير طهور كان أولى
قال الشارح و ل هنا اسم بمعنى غير ظأهر إعرابها فيما
بعدها لكونها على صورة الحرف وهي معه صفة لما قبلها
أي لن شرط العطف ب ل أن يكون ما بعدها مغايرا لما
قبلها كقولك جأاء رجأل ل امرأة بخلف قولك جأاء رجأل ل زيد
لن الرجأل يصدق على زيد
) ويستثنى ( من النجس ) ميتة ل دم لها ( أصالة
) سائل ( أي ل يسيل دمها عند شق عضو منها في حياتها
كزنبور بضم أوله وعقرب ووزغ وذباب وقمل وبرغوث ل
نحو حية وضفدع وفأرة
) فل تنجس مائعا ( ماء أو غيره بوقوعها فيه بشرط أن ل
يطرحها طارح ولم تغيره ) على المشهور ( لمشقة الحتراز
عنها ولخبر البخاري إذا وقع الذباب في شراب أحدكم
فليغمسه كله ثام لينزعه فإن في أحد جأناحيه داء أي وهو
اليسار كما قيل وفي الخر شفاء زاد أبو داود إنه يتقى
بجناحه الذي فيه الداء وقد يفضي غمسه إلى موته فلو
نجس المائع لما أمر ب
تم إعداد هذا الملف آليا بواسطة المكتبة الشاملة
مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج
محمد الخطيب الشربيني
سنة الولدة /سنة الوفاة
تحقيق
الناشر دار الفكر
سنة النشر
مكان النشر بيروت
عدد الجأزاء 4
مغني المحتاج | | 1
____________________
) (1/1
كتاب بيان أحكام ) الطهارة ( اعلم أن الكتاب لغة معناه
الضم والجمع يقال كتبت كتبا وكتابة وكتابا ومنه قولهم
تكتبت بنو فلن إذا اجأتمعوا وكتب إذا خط بالقلم لما فيه من
اجأتماع الكلمات والحروف فهو إما مصدر لكن لضم
مخصوص أو اسم مفعول بمعنى مكتوب كقولهم هذا درهم
ضرب المير أي مضروبه
أو اسم فاعل بمعنى الجامع لما أضيف إليه
قال أبو حيان ول يصح أن يكون مشتقا من الكتب لن
المصدر ل يشتق من المصدر
وأجأيب بأن المزيد يشتق من المجرد
واصطلحا اسم لجملة مختصة من العلم ويعبر عنها بالباب
وبالفصل أيضا فإن جأمع بين الثلثاة قيل الكتاب اسم لجملة
مختصة من العلم مشتملة على أبواب وفصول غالبا والباب
اسم لجملة مختصة من الكتاب مشتملة على فصول غالبا
والفصل اسم لجملة مختصة من الباب مشتملة على مسائل
غالبا
والباب لغة ما يتوصل منه إلى غيره والفصل لغة هو الحاجأز
والكتاب هنا خبر مبتدأ محذوف مضاف إلى محذوفين كما
قدرته وكذا كل كتاب وباب وفصل بحسب ما يليق به
وإذ قد علمت ذلك فل احتياج إلى تقدير ذلك في كل كتاب أو
باب كما فعلت في شرح التنبيه بعدما ذكر اختصارا
والطهارة بالفتح مصدر طهر بفتح الهاء وضمها والفتح
أفصح يطهر بالضم فيهما
وهي لغة النظافة والخلوص من الدناس حسية كالنجاس أو
معنوية كالعيوب يقال تطهر بالماء وهم قوم يتطهرون أي
يتنزهون عن العيب
وشرعا تستعمل بمعنى زوال المنع المترتب على الحدث
والخبث وبمعنى الفعل الموضوع لفادة ذلك أو لفادة بعض
آثااره كالتيمم فإنه يفيد جأواز الصلة الذي هو من آثاار ذلك
والمراد هنا الثاني ل جأرم
وقد عرفها المصنف في مجموعه مدخل فيها الغسال
المسنونة ونحوها بأنها رفع حدث أو إزالة نجس أو ما في
معناهما وعلى صورتهما
وقوله وعلى صورتهما يعلم به أنه لم يرد بما في معناهما ما
يشاركهما في الحقيقة ولهذا قال وقولنا أو ما في معناهما
أردنا به التيمم والغسال المسنونة
____________________
) (1/16
وتجديد الوضوء والغسلة الثانية والثالثة في الحدث والنجس
ومسح الذن والمضمضة ونحوها من نوافل الطهارة
وطهارة المستحاضة وسلس البول اه
قال شيخنا وبما تقرر اندفع العتراض عليه بأن الطهارة
ليست من قسم الفعال والرفع من قسمها فل تعرف به
وبأن ما ل يرفع حدثاا ول نجسا ليس في معنى ما يرفعهما
وبأن التعريف ل يشمل الطهارة بمعنى الزوال اه
ووجأه اندفاع هذا كما قال القاياتي أن التعريف باعتبار وضع
ل يعترض عليه بعدم تناوله أفراد وضع آخر
وقدم الصحاب العبادات على المعاملت اهتماما بالمور
الدينية والمعاملت على النكاح وما يتعلق به لشدة الحتياج
إليها والمناكحة على الجنايات لنها دونها في الحاجأة
وأخروا الجنايات لقلة وقوعها بالنسبة لما قبلها
والطهارة في الترجأمة شاملة للوضوء والغسل وإزالة
النجاسة والتيمم التية مع ما يتعلق بها
وبدأ ببيان الماء الذي هو الصل في آلتها مفتتحا بآية دالة
عليه فقال ) قال الله تعالى } وأنزلنا من السماء ماء
طهورا { ( أي مطهرا ويعبر عنه بالمطلق
وافتتح بهذه الية تبركا وتيمنا بإمامه الشافعي رضي الله
تعالى عنه إذ من عادته إذا كان في الباب آية تلها أو خبر
رواه أو أثار ذكره ثام رتب عليه مسائل الباب
وتبعه في المحرر وحذفه المصنف في باقي البواب
اختصارا
وإنما كان الماء أصل في آلتها لن الطهارة ل بد لها من آلة
وتلك اللة منها أصل وهو الماء ومنها بدل وهو غيره
كالتراب وأحجار الستنجاء
فإن قيل الدليل يكون متأخرا عن المدلول فما باله عكس
أجأيب بأنه لم يسقه استدلل بل تبركا وتيمنا كما مر وبأن
هذا الدليل من القواعد الكلية المنطبقة على غالب مسائل
الباب والدليل إذا كان بهذه الصفة كان تقديمه أولى لينطبق
على جأزئياته
فإن قيل لم عدل المصنف عن قوله تعالى } وينزل عليكم
من السماء ماء ليطهركم به { مع أنه أصرح في الدللة كما
قيل أجأيب بأن ما ذكره يفيد أن الطاهر غير الطهور لن
قوله تعالى } وأنزلنا من السماء ماء { يدل على كونه
طاهرا لن الية سيقت في معرض المتنان وهو تعالى ل
يمن بنجس وحينئذ يكون الطاهر غير الطهور وإل لزم
التأكيد والتأسيس أولى وهل المراد بالسماء في الية الجرم
المعهود أو السحاب قولن حكاهما المصنف في دقائق
الروضة ول مانع أن ينزل من كل منهما
) يشترط لرفع الحدث ( وهو في اللغة الشيء الحادث وفي
الشرع يطلق على أمر اعتباري يقوم بالعضاء يمنع من
صحة الصلة حيث ل مرخص وعلى السباب التي ينتهي بها
الطهر وعلى المنع المترتب على ذلك
والمراد هنا الول لنه الذي ل يرفعه إل الماء بخلف المنع
لنه صفة المر العتباري فهو غيره فإن المنع هو الحرمة
وهي ترتفع ارتفاعا مقيدا بنحو التيمم بخلف الول
ول فرق في الحدث بين الصغر وهو ما نقض الوضوء
والمتوسط وهو ما أوجأب الغسل من جأماع أو إنزال والكبر
وهو ما أوجأبه حيض أو نفاس
) و ( لزالة ) النجس ( بفتح النون والجيم مصدر بمعنى
الشيء النجس وهو في اللغة ما يستقذر وفي الشرع
مستقذر يمنع من صحة الصلة حيث ل مرخص ول فرق فيه
بين المخفف كبول صبي لم يطعم غير لبن والمتوسط كبول
غيره من غير نحو الكلب والمغلظ كبول نحو الكلب ولسائر
الطهارات واجأبة كطهارة دائم الحدث ومندوبة كالوضوء
المجدد غير الستحالة والتيمم
) ماء مطلق ( أي استعماله ولو عبر بالزالة كما قدرته كان
أولى لن النجس ل يوصف بالرفع في الصلح لكن سهله
تقدم الحدث عليه
وإنما اقتصر على رفع الحدث والنجس مع أن الماء المطلق
يشترط لسائر الطهارات كما ذكرته لن رفعهما هو الصل
في الطهارة فلذلك اقتصر عليه على عادة المشايخ من
القتصار على الصول
) وهو ما يقع عليه اسم ماء بل قيد ( بإضافة كماء ورد أو
بصفة كماء دافق أو بلم عهد كقوله صلى الله عليه وسلم
نعم إذا رأت الماء يعني المني قال الولي العراقي ول يحتاج
لتقييد القيد بكونه لزما لن القيد الذي ليس بلزم كماء
البئر مثل يطلق اسم الماء عليه بدونه فل حاجأة للحتراز عنه
وإنما يحتاج إلى القيد في جأانب الثابات كقولنا غير المطلق
هو المقيد بقيد لزم اه
ويدخل في التعريف ما نزل من السماء وهو ثالثاة المطر
وذوب الثلج والبرد وما نبع من الرض هو أربعة ماء العيون
والبار والنهار والبحار وما نبع من بين أصابعه صلى الله
عليه وسلم من الماء أو من ذاتها على خلف فيه والرجأح
الثاني وهو أفضل المياه مطلقا أو نبع من الزلل وهو
____________________
) (1/17
شيء ينعقد من الماء على صورة حيوان وما ينعقد ملحا لن
اسم الماء يتناوله في الحال وإن تغير بعد أو كان رشح بخار
الماء لنه ماء حقيقة
وينقص بقدره وهو المعتمد كما صححه المصنف في
مجموعه وغيره وإن قال الرافعي نازع فيه عامة الصحاب
وقالوا يسمونه بخارا ورشحا ل ماء على الطلق وخرج بذلك
الخل ونحوه وما ل يذكر إل مقيدا كما مر وتراب التيمم
وحجر الستنجاء وأدوية الدباغ والشمس والنار والريح
وغيرها حتى التراب في غسلت الكلب فإن المزيل هو الماء
بشرط امتزاجأه بالتراب في غسلة منها كما سيأتي في بابه
وإنما تعين الماء في رفع الحدث لقوله تعالى } فلم تجدوا
ماء فتيمموا { والمر للوجأوب فلو رفع غير الماء لما وجأب
التيمم عند فقده
ونقل ابن المنذر وغيره الجأماع على اشتراطه في الحدث
وفي إزالة النجس لقوله صلى الله عليه وسلم في خبر
الصحيحين حين بال العرابي في المسجد صبوا عليه ذنوبا
من ماء والذنوب بفتح الذال المعجمة الدلو الممتلئة ماء
والمر للوجأوب كما مر فلو كفى غيره لما وجأب غسل البول
به
ول يقاس به غيره لن الطهر به عند المام تعبد وعند غيره
لما فيه من الرقة واللطافة التي ل توجأد في غيره وحمل
الماء في الية والحديث على المطلق لتبادر الذهان إليه
فائدة اعترض بعضهم على الشافعي في قوله كل ماء من
بحر عذب أو مالح فالتطهير به جأائز بأنه لحن وإنما يصح ماء
ملح وهو مخطىء في ذلك قال الشاعر فلو تفلت في البحر
والبحر مالح لصبح ماء البحر من ريقها عذبا بل فيه أربعة
لغات ملح ومالح ومليح وملح ولكن فهمه السقيم أداه إلى
ذلك كما قال الشاعر وكم من عائب قول صحيحا وآفته من
الفهم السقيم ولكن تأخذ الذان منه على قدر القريحة
والفهوم وعدل المصنف عن قول المحرر ل يجوز ليشترط
قال في الدقائق لنه ل يلزم من عدم الجواز الشتراط لكنه
قال في مجموعه بأن يجوز يستعمل تارة بمعنى يصح وتارة
بمعنى يحل وتارة يصلح للمرين وهو هنا يصلح لهما اه أي
فيكون هو المراد فنفي الجواز يستلزم نفي الصحة والحل
معا بناء على الصح من جأواز استعمال المشترك في معنييه
كما وجأه به المصنف عبارة المهذب في شرحه أي فهو أبلغ
من التعبير ب يشترط لدللته عليهما بالمنطوق وعلى هذا
فالتعبير ب ل يجوز أولى كما قيل
وأجأيب بأن لفظة يشترط تقتضي توقف الرفع على الماء
ولفظة ل يجوز مترددة بين تلك المعاني ول قرينة فالتعبير
ب يشترط أولى
ورد بمنع التردد لنه إن حمل المشترك على جأميع معانيه
عموما كما قاله المام الشافعي رضي الله تعالى عنه
فظاهر وإل حمل على جأميعها هنا بقرينة السياق والتبويب
وأورد على التعريف المتغير كثيرا بما ل يؤثار فيه كطين
وطحلب وبما في مقره وممره فإنه مطلق مع أنه لم يعبر
عما ذكر
وأجأيب بمنع بأنه مطلق وإنما أعطي حكمه في جأواز التطهر
به للضرورة فهو مستثنى من غير المطلق
على أن الرافعي قال أهل اللسان والعرف ل يمتنعون من
إيقاع اسم الماء المطلق عليه فعليه ل إيراد ول يرد الماء
القليل الذي وقعت فيه نجاسة ولم تغيره ول المستعمل لنه
غير مطلق
فائدة الماء ممدود على الفصح وأصله موه تحركت الواو
وانفتح ما قبلها فقلبت ألفا ثام أبدلت الهاء همزة
ومن عجيب لطف الله أنه أكثر منه ولم يحوج فيه إلى كثير
معالجة لعموم الحاجأة إليه
) فالمتغير ( بشيء ) مستغنى ( بفتح النون وكسرها ) عنه
( طاهر مخالط ) كزعفران وماء شجر ومنى وملح جأبلي
) تغيرا يمنع ( لكثرته ) إطلق اسم الماء ( عليه ) غير طهور
( سواء أكان قليل أم كثيرا لنه ل يسمى ماء ولهذا لو حلف
ل يشرب ماء فشرب ذلك أو وكل في زاوية أو اشتراه وكيله
لم يحنث ولم يقع الشراء له وسواء أكان التغير حسيا أم
تقديريا حتى لو وقع في الماء مائع يوافقه في الصفات
كماء الورد المنقطع الرائحة فلم يتغير ولو قدرناه بمخالف
وسط كلون العصير وطعم الرمان وريح اللذن لغير ضر بأن
تعرض عليه جأميع هذه الصفات ل المناسب للواقع فيه فقط
خلفا لبعضهم
ول يقدر بالشد كلون الحبر وطعم الخل وريح المسك
بخلف الخبث لغلظه فلو لم يؤثار فيه الخليط حسا ول
تقديرا استعمله كله وكذا لو استهلكت النجاسة المائعة في
ماء كثير
وإذا لم يكفه
____________________
) (1/18
الماء وحده ولو كمله بمائع يستهلك فيه لكفاه وجأب تكميل
الماء به إن لم تزد قيمته على قيمة ماء مثله
أما الملح المائي فل يضر التغير به وإن كثر لنه ينعقد من
الماء والماء المستعمل كمائع فيفرض مخالفا وسطا للماء
في صفاته ل في تكثير الماء فلو ضم إلى ماء قليل فبلغ
قلتين صار طهورا وإن أثار في الماء بفرضه مخالفا
) ول يضر تغير ( يسير بطاهر ) ل يمنع السم ( لتعذر صون
الماء عنه ولبقاء إطلق اسم الماء عليه وكذلك لو شك في
أن تغيره كثير أو يسير
نعم إن تغير كثيرا ثام شك في أن التغير الن يسير أو كثير لم
يطهر عمل بالصل في الحالين قاله الذرعي
) ول ( يضر في الطهارة بالماء ) متغير بمكث ( بتثليث ميمه
مع إسكان كافه وإن فحش التغير
) وطين وطحلب ( بضم الطاء وبضم اللم وفتحها شيء
أخضر يعلو الماء من طول المكث
) وما في مقره وممره ( ككبريت وزرنيخ ونورة لتعذر صون
الماء عن ذلك ول يضر أوراق شجر تناثارت وتفتتت واختلطت
وإن كانت ربيعية أو بعيدة عن الماء لتعذر صون الماء عنها
فل يمنع التغير به إطلق اسم الماء عليه وإن أشبه التغير به
في الصورة التغير الكثير بمستغنى عنه ل إن طرحت
وتفتتت أو أخرج منه الطحلب أو الزرنيخ ودق ناعما وألقي
فيه فغيره فإنه يضر أو تغير بالثمار الساقطة فيه لمكان
التحرز عنها غالبا
) وكذا ( ل يضر في الطهارة ) متغير بمجاور ( طاهر ) كعود
ودهن ( ولو مطيبين وكافور صلب ) أو بتراب ( ولو
مستعمل ) طرح ( بقصد في غير تراب تطهير النجاسة
الكلبية ونحوها ) في الظأهر ( لن تغيره بذلك لكونه في
غير التراب تروحا وفي التراب كدورة ل يمنع إطلق اسم
الماء عليه نعم إن تغير حتى صار ل يسمى إل طينا رطبا ضر
والثاني يضر كالمتغير بنجس مجاور في الول وبزعفران
في الثاني
وفرق الول بلغظ أمر النجاسة وبطهورية التراب ولن
تغيره به مجرد كدورة
وما تقرر في التراب المستعمل هو المعتمد وهو مقتضى
التعليل الثاني كما اعتمده شيخي وإن خالف فيه بعض
المتأخرين
ولو صب المتغير بمخالط ل يضر على ما ل تغير فيه فتغير به
كثيرا ضر لنه تغير بما يمكن الحتراز عنه قاله ابن أبي
الصيف وقال السنوي إنه المتجه
وعليه يقال لنا ماءان تصح الطهارة بكل منهما منفردا ول
تصح بهما مختلطين والمخالط هو الذي ل يتميز في رأى
العين
وقيل ما ل يمكن فصله بخلف المجاور فيهما
وقيل المعتبر العرف فالتراب مخالط على الول ومجاور
على الثاني لنه يمكن فصله بعد رسوبه أما التغير بتراب
تطهير النجاسة الكلبية ونحوها أو بتراب تهب به الريح أو
طرح بل قصد كأن ألقاه صبي قال الذرعي فل يضر جأزما
تنبيه كان الحسن أن المصنف يحذف الميم من قوله ول
متغير بمكث ومن قوله وكذا متغير بمجاور فيقول ول تغير
بمكث وكذا تغير بمجاور لن المتغير ل يصح التغير به لنه ل
يضر نفسه بل المضر التغير
ويندفع ذلك بما قدرته بقولي في الطهارة تبعا للشارح
فائدة الكافور نوعان خليط ومجاور وكذا القطران
واختلف في التغير بالكتان والذي عليه الكثر أنه يتغير
بشيء يتحلل منه فيكون كالتغيير بمخالط
) ويكره ( شرعا تنزيها الماء ) المشمس ( أي ما سخنته
الشمس أي استعماله في البدن في الطهارة وغيرها كأكل
وشرب لما روى الشافعي عن عمر رضي الله تعالى عنهما
أنه كان يكره الغتسال به وقال إنه يورث البرص
لكن بشرط أن يكون ببلد حارة أي تقلبه الشمس عن حالته
إلى حالة أخرى كما نقله في البحر عن الصحاب في آنية
منطبعة غير النقدين وهي كل ما طرق كالنحاس ونحوه
وأن يستعمل في حال حرارته لن الشمس بحدتها تفصل
منه زهومة تعلو الماء فإذا لقت البدن بسخونتها خيف أن
تقبض عليه فيحتبس الدم فيحصل البرص بخلف ما إذا
استعمله في غير بدنه كغسل ثاوبه فل يكره لفقد العلة
المذكورة وبخلف المسخن بالنار المعتدلة وإن سخن بنجس
ولو بروث نحو كلب وإن قال بعضهم فيه وقفة فل يكره
لعدم ثابوت نهي عنه ولذهاب الزهومة لقوة تأثايرها وبخلف
ما إذا كان في بلد باردة أو معتدلة وبخلف المشمس في
غير المنطبع كالخزف والحياض أو في منطبع نقد لصفاء
جأوهره واستعمل في البدن بعد أن برد
وأما المطبوخ به فقال الماوردي و الروياني إنه إن بقي
مائعا كره وإن لم يبق مائعا
____________________
) (1/19
كالخبز والرز المطبوخ به لم يكره
ويؤخذ من ذلك أن الماء المشمس إذا سخن بالنار لم تزل
الكراهة وهو كذلك
وظأاهر كلم الجمهور أنه يكره في البرص لزيادة الضرر
وكذا في الميت لنه محترم
قال البلقيني وغير الدمي من الحيوان إن كان البرص
يدركه كالخيل أو يتعلق بالدمي منه ضرر اتجهت الكراهة
وإل فل
قال السنوي وفي سقي الحيوان منه نظر اه
وينبغي فيه التفصيل الذي قاله البلقيني
قال الزركشي وغير الماء من المائعات كالماء
قال ابن عبدالسيد
وإنما لم يحرم المشمس كالسم لن ضرره مظنون بخلف
السم
وقيل ل يكره استعماله واختاره المصنف في بعض كتبه وبه
قال الئمة الثلثاة
وقال في شرح المهذب إنه الصواب لن أثار عمر لم يثبت
وقيل إن شهد عدلن بأنه يورث البرص كره وإل فل واختاره
السبكي
والمذهب هو الول فقد روى الثار الدارقطني بإسناد صحيح
وأيضا فقد صح أنه صلى الله عليه وسلم قال دع ما يريبك
إلى ما ل يريبك
والثار وإن لم يثبت فقد حصل به ريب ويجب استعماله عند
فقد غيره أي عند ضيق الوقت
ول يتيمم بل يجب شراؤه حيث يجب شراء الماء للطهارة
ويكره تنزيها شديد السخونة أو البرودة في الطهارة لمنعه
السباغ ويجب استعماله إذا فقد غيره وضاق الوقت كما مر
ويحرم إن خاف منه ضررا ويكره مياه ثامود وكل ماء مغضوب
عليه كماء ديار قوم لوط وهي بركة عظيمة في موضع
ديارهم التي خسفت
وماء البئر التي وضع فيها السحر لرسول الله صلى الله
عليه وسلم فإن الله تعالى مسخ مياهها حتى صار كنقاعة
الحناء ومسخ طلع النخيل التي من حولها حتى صار كرؤوس
الشياطين
وماء ديار بابل ل ماء بئر الناقة ول ماء بحر ول ماء متغير بما
ل بد منه ول ماء زمزم لعدم ثابوت نهي فيه نعم يكره إزالة
النجاسة به كما قال الماوردي قال البلقيني ماء زمزم
أفضل من الكوثار أي فيكون أفضل المياه لن به غسل
صدره صلى الله عليه وسلم ول يكون يغسل صدره إل
بأفضل المياه لكن تقدم أن أفضل المياه ما نبع من بين
أصابعه صلى الله عليه وسلم
والمراد بالمشمس المتشمس وإن لم يقصد تشميسه كما
حولت العبارة إليه وإن لم يفهم من العبارة
) و ( الماء القليل ) المستعمل في فرض الطهارة ( عن
حدث كالغسلة الولى فيه ) قيل ونفلها ( كالغسلة الثانية
والثالثة والغسل المسنون والوضوء المجدد طاهر ) غير
طهور في الجديد ( لن السلف الصالح كانوا ل يحترزون عن
ذلك ول عما يتقاطر عليهم منه وفي الصحيحين أنه صلى
الله عليه وسلم عاد جأابرا في مرض فتوضأ وصب عليه من
وضوئه
وكانوا مع قلة مياههم لم يجمعوا المستعمل للستعمال
ثاانيا بل انتقلوا إلى التيمم ولم يجمعوه للشرب لنه
مستقذر
والقديم أنه طهور لوصف الماء في الية السابقة بلفظ
طهور المقتضي تكرر الطهارة به كضروب لمن يتكرر منه
الضرب
وأجأيب بأن فعول يأتي اسما لللة كسحور لما يتسحر به
فيجوز أن يكون طهور كذلك ولو سلم اقتضاؤه التكرار
فالمراد جأمعا بين الدلة ثابوت ذلك لجنس الماء أو في
المحل الذي يمر عليه فإنه يطهر كل جأزء منه
والمراد بالفرض ما ل بد منه أثام الشخص بتركه كحنفي
توضأ بل نية أم ل كصبي إذ ل بد لصحة صلتهما من وضوء ول
أثار لعتقاد الشافعي أن ماء الحنفي فيما ذكر لم يرفع حدثاا
بخلف اقتدائه بحنفي مس فرجأه حيث ل يصح اعتبارا
باعتقاده لن الرابط معتبر في القتداء دون الطهارات ولن
الحكم بالستعمال قد يوجأد من غير نية معتبرة كما في إزالة
النجاسة بخلف القتداء ل بد فيه من نية معتبرة ونية المام
فيما ذكر غير معتبرة في ظأن المأموم
واختلف في علة منع استعمال الماء المستعمل فقيل وهو
الصح إنه غير مطلق كما صححه المصنف في تحقيقه
وغيره
وقيل مطلق ولكن منع من استعماله تعبدا كما جأزم به
الرافعي
وقال المصنف في شرح التنبيه إنه الصحيح عند الكثرين
وسيأتي المستعمل في النجاسة في بابها
والصح أن المستعمل في نقل الطهارة على الجديد طهور
لنتفاء العلة وخرج بنفل الطهارة تجديد الغسل فالمستعمل
فيه طهور قطعا لنه ل يسن تجديده ومن المستعمل ماء
غسل بدل مسح من رأس أو خف وماء غسل كافرة لتحل
لحليلها المسلم وماء غسل ميتة وماء غسل مجنونة لتحل
لحليلها المسلم
فإن قيل يدخل في الطهارة الغسلة الولى من الوضوء
المجدد ومن الغسل المسنون لنهما طهارتان في كل منهما
فرض وسنة فيصدق على المرة الولى منها أنها فرض
الطهارة وليست محل جأزم على الجديد بل هي من محل
الوجأهين فيما أدى به عبادة غير مفروضة
أجأيب بأن مراده ما قدرته تبعا للشارح ولو صرح به المصنف
كان أولى وأورد على ضابط
____________________
) (1/20
المستعمل ماء غسل به الرجألن بعد مسح الخف وماء غسل
به الوجأه قبل بطلن التيمم وماء غسل به الخبث المعفو عنه
فإنها ل ترفع مع أنها لم تستعمل في فرض
وأجأاب شيخنا عن الول بمنع عدم رفعه لن غسل الرجألين
لم يؤثار شيئا وفيه احتمال للبغوي وعن الثاني بأنه استعمل
في فرض وهو رفع الحدث المستفاد به أكثر من فريضة
وعن الثالث بأنه استعمل في فرض أصالة
) فإن جأمع ( المستعمل على الجديد ) فبلغ قلتين فطهور
في الصح ( لن النجاسة أشد من الستعمال
وأما الماء المتنجس لو جأمع حتى بلغ قلتين أي ول تغير به
صار طهورا قطعا فالمستعمل أولى
والثاني ل يعود طهورا لن قوته صارت مستوفاة
بالستعمال فالتحق بماء الورد ونحوه وهذا اختيار ابن سريج
واعلم أن الماء ما دام مترددا على المحل ل يثبت له حكم
الستعمال ما بقيت الحاجأة إلى الستعمال بالتفاق
للضرورة فلو نوى جأنب رفع للللللجنابة ولو قبل تمام
النغماس في ماء قليل أجأزأه الغسل به في ذلك الحدث
وكذا في غيره ولو من غير جأنسه كما هو مقتضى كلم
الئمة وصرح به القاضي وغيره لن صورة الستعمال باقية
إلى النفصال والماء في حال استعماله باق على طهوريته
خلفا لما بحثه الرافعي وتبعه ابن المقري من أنه ل يجزئه
لغير ذلك الحدث
ويؤيد الول ما لو كان به خبث بمحلين فمر الماء بأعلهما ثام
بأسفلهما طهرا معا كما قاله البغوي
ويؤخذ مما مر أن الجنب لو نزل في الماء القليل ونوى رفع
الجنابة قبل تمام النغماس ثام اغترف الماء بإناء أو بيده
وصبه على رأسه أو غيره ل ترتفع جأنابة ذلك العضو الذي
اغترف له بل خلف كما صرح به المتولي والروياني
وغيرهما
وهو واضح لنه انفصل
ولو نوى جأنبان معا بعد تمام النغماس في ماء قليل طهرا
أو مرتبا ولو قبل تمام النغماس فالول فقط أو نويا معا
في أثانائه لم يرتفع حدثاهما عن باقيهما
ولو شكا في المعية قال شيخنا فالظاهر أنهما يطهران لنا
ل نسلب الطهورية بالشك وسلبها في حق أحدهما فقط
ترجأيح بل مرجأح
والماء المتردد على عضو المتوضىء وعلى بدن الجنب
وعلى المتنجس إن لم يتغير طهور فإن جأرى الماء من عضو
المتوضىء إلى عضوه الخر وإن لم يكن من أعضاء الوضوء
كأن جأاوز منكبه أو تقاطر من عضو ولو من عضو بدن الجنب
صار مستعمل
نعم ما يغلب فيه التقاذف كمن الكف إلى الساعد وعكسه ل
يصير مستعمل للعذر وإن خرقه الهواء كما جأزم به الرافعي
ولو غرف بكفه جأنب نوى رفع الجنابة أو محدث بعد غسل
وجأهه الغسلة الولى على ما قاله الزركشي وغيره أو
الغسلت الثلث كما قاله العز بن عبد السلم وهو أوجأه إن
لم يرد القتصار على أقل من ثالث من ماء قليل ولم ينو
الغتراف بأن نوى استعمال أو أطلق صار مستعمل فلو
غسل بما في كفه باقي يده ل غيرها أجأزأه وأما إذا نوى
الغتراف بأن قصد نقل الماء من الناء والغسل به خارجأه
لم يصر مستعمل ول يشترط لنية الغتراف نفي رفع الحدث
) ول تنجس قلتا الماء ( الصرف ) بملقاة نجس ( جأامد أو
مائع لقوله صلى الله عليه وسلم إذا بلغ الماء قلتين لم
يحمل الخبث قال الحاكم على شرط الشيخين
وفي رواية لبي داود وغيره بإسناد صحيح فإنه ل ينجس
وهو المراد بقوله لم يحمل الخبث
أي يدفع النجس ول يقبله
وفارق كثير الماء كثير غيره فإنه ينجس بمجرد ملقاة
النجاسة بأن كثيره قوي ويشق حفظه عن النجس بخلف
غيره وأن كثر
وخرج بقولنا الصرف ما لو وقع في الماء مائع يوافقه في
الصفات وفرضناه مخالفا فلم يغيره فحكمنا بطهوريته
وكان الماء الصرف ينقص عن قلتين بقدر المائع الواقع فيه
فصار قلتين ووقعت فيه بعد صيرورته قلتين نجاسة فإنه
ينجس بمجرد ملقاتها وإنما تدفع النجاسة قلتان من محض
الماء
واستشكل بتصحيحهم جأواز استعمال جأميع ذلك الماء وإن
كان وحده غير كاف للطهارة ونزلوا المائع المستهلك منزلة
الماء من وجأه دون وجأه
وأجأيب بأن رفع الحدث وإزالة النجس من باب الرفع ودفع
النجاسة من باب الدفع والدفع أقوى من الرفع والدافع ل بد
أن يكون أقوى من الرافع
ويؤيد ذلك أن الماء القليل إذا ورد على نجاسة طهرها
وتجوز الطهارة به ول يدفع عن نفسه النجاسة إذا وقعت
فيه وبأن المستعمل إذا بلغ قلتين كان في عوده طهورا
وجأهان ولو استعمل قلتين ابتداء لم يصر مستعمل بل خلف
لن الماء إذا استعمل وهو قلتان كان دافعا للستعمال وإذا
جأمع كان رافعا والدفع أقوى من الرفع كما مر
ويؤخذ من الحكم بتنجيسه أنه لو انغمس فيه جأنب
____________________
) (1/21
صار مستعمل لنه كما ل يدفع النجاسة ل يدفع الستعمال
نبه على ذلك الزركشي
ولو شك في كونه قلتين ووقعت فيه نجاسة هل ينجس أو ل
المعتمد الثاني بل قال المصنف في شرح المهذب الصواب
أنه ل ينجس إذ الصل الطهارة وشككنا في نجاسة منجسة
ول يلزم من حصول النجسة التنجيس
وصوب في المهمات أنه إن جأمع شيئا فشيئا وشك في
وصوله قلتين فالصل القلة وإن كان كثيرا وأخذ منه
فالصل بقاء الكثرة وإن ورد نجس على ما يحتمل القلة
والكثرة فهذا محل التردد
والصواب ما قاله المصنف كما لو شك هل تقدم على المام
أو تأخر والتفصيل هناك ضعيف فكذا هنا
) فإن غيره ( أي غير النجس الملقى الماء القلتين ولو
يسيرا حسا أو تقديرا ) فنجس ( بالجأماع المخصص للخبر
السابق
والخبر للترمذي وغيره الماء ل ينجسه شيء كما خصه
مفهوم خبر القلتين السابق فالتغيير الحسي ظأاهر
والتقديري بأن وقعت فيه نجاسة مائعة توافقه في الصفات
كبول انقطعت رائحته ولو فرض مخالفا له في أغلظ
الصفات كلون الحبر وطعم الخل وريح المسك لغيره فإنه
يحكم بنجاسته
واكتفى هنا بأدنى تغير واعتبر الغلظ في الصفات بخلف
ما تقدم في التغير بالطاهر فيهما لغلظ النجاسة ولو تغير
بعض الماء فالمتغير كنجاسة جأامدة ل يجب التباعد عنها
بقلتين والباقي إن قل فنجس وإل فطاهر
فلو غرف دلوا من ماء قلتين فقط وفيه نجاسة جأامدة لم
تغيره ولم يغرفها مع الماء فباطن الدلو طاهر لنفصال ما
فيه عن الباقي قبل أن ينقص عن قلتين ل ظأاهرها لتنجسه
بالباقي المتنجس بالنجاسة لقلته فإن دخلت مع الماء أو
قبله في الدلو انعكس الحكم
وتأنيث الدلو أفصح من تذكيره
) فإن زال تغيره ( الحسي أو التقديري ) بنفسه ( بأن لم
يحدث فيه شيء كأن زال بطول المكث ) أو بماء ( انضم إليه
بفعل أو غيره ولو نجسا ولو أخذ منه كما قاله في المهذب
أي نقص والباقي قلتان
وصوره في شرحه بأن يكون الناء مختنقا ل يدخله الريح
فإذا نقص دخلته وقصرته
) طهر ( بفتح الهاء أفصح من ضمها
الزوال سبب التنجيس ول يضر عود تغيره إن خل عن نجس
جأامد ويعرف زوال تغيره التقديري بأن يمضي عليه زمن لو
كان تغيره حسيا لزال تغيره وذلك بأن يكون بجنبه غدير فيه
ماء متغير فزال تغيره بنفسه بعد مدة أو بماء صب عليه
فيعلم أن هذا أيضا زال تغيره
) أو ( زال تغيره ظأاهرا كأن زال ريحه ) بمسك و ( لونه بنحو
) زعفران ( وطعمه بنحو خل ) فل ( يطهر لنا ل ندري أن
أوصاف النجاسة زالت أو غلب عليها المطروح فسترها وإذا
كان كذلك فالصل بقاؤها
فإن قيل العلة في عدم عود الطهورية احتمال أن التغير
استتر ولم يزل فكيف يعطفه المصنف على ما جأزم فيه
بزوال التغير وذلك تهافت
أجأيب بأن المراد زواله طاهرا كما قدرته وإن أمكن استتاره
باطنا فلو طرح مسك على متغير الطعم فزال تغيره طهر إذ
المسك ليس له طعم
وكذا يقال في الباقي
) وكذا ( ل يطهر ظأاهرا إذا وقع عليه ) تراب وجأص ( أي
جأبس أو أحدهما أو نحو ذلك كنورة لم تطبخ
) في الظأهر ( للشك المذكور والثاني يطهر بذلك لنه ل
يغلب فيه شيء من الوصاف الثلثاة فل يستر التغيير
ودفع بأنه يكدر الماء والكدرة من أسباب الستر فإن صفا
الماء ول تغير فيه طهر هو والتراب معه جأزما
فائدة الجص ما يبنى به ويطلى وكسر جأيمه أفصح من
فتحها وهو عجمي معرب وتسميه العامة بالجبس وهو لحن
) ودونهما ( أي الماء دون القلتين ) ينجس ( هو ورطب
غيره كزيت وإن كثر ) بالملقاة ( للنجاسة المؤثارة وإن لم
يتغير وإن كانت مجاورة أما الماء فلمفهوم حديث القلتين
السابق المخصص لمنطوق حديث الماء ل ينجسه شيء
السابق ولخبر مسلم إذا استيقظ أحدكم من نومه فل يغمس
يده في الناء حتى يغسلها ثالثاا فإنه ل يدري أين باتت يده
نهاه عن الغمس خشية النجاسة
ومعلوم أنها إذا خفيت ل تغير الماء فلول أنها تنجسه
بوصولها لم ينهه نعم إن ورد على النجاسة ففيه تفصيل
يأتي في بابها
وأما غير الماء فبالولى
وفارق كثير الماء كثير غيره بأن كثيره قوي ويشق حفظه
من النجس بخلف غيره وإن كثر كما مر ولو تنجست يده
اليسرى مثل ثام غسل إحدى يديه وشك في المغسول أهو
يده اليمنى أم اليسرى ثام أدخل اليسرى في مائع لم ينجس
المائع بغمس اليد اليسرى فيه كما أفتى به شيخي قال لن
الصل طهارته
____________________
) (1/22
وقد اعتضد باحتمال طهارة اليد اليسرى ويعفى عما تلقيه
الفئران من النجاسة في حياض الخلية وعن ذرق الطيور
الواقع فيها لمشقة الحتراز عن ذلك ما لم يغيره ما ذكر
وخرج بالرطب الجامد الخالي عن رطوبة عند الملقاة
وبالمؤثارة غيرها كما سيأتي
وقدرت الماء في عبارة المصنف تبعا للشارح لجأل موافقة
سيبويه وجأمهور البصريين لن دون عندهم ظأرف ل ينصرف
فل يصح أن يكون مبتدأ ويجوز عند الخفش والكوفيين
ثام اختلفوا فيما أضيف إلى مبني كالواقع في كلم المصنف
فقال الخفش يجوز بناؤه على الفتح لضافته إلى مبني
وقال غيره يجب رفعه على البتداء
) فإن بلغهما ( أي المتنجس قلتين ) بماء ( ولو مستعمل
ومتنجسا ومتغيرا بنحو زعفران ) و ( الحال أنه ) ل تغير به
فطهور ( لزوال العلة وهي القلة حتى لو فرق بعد ذلك لم
يضر ويكفي الضم وإن لم يمتزج صاف بكدر لحصول القوة
بالضم لكن إن انضما بفتح حاجأز اعتبر اتساعه ومكثه زمنا
يزول فيه التغير لو كان أخذا من قولهم ولو غمس كوز ماء
واسع الرأس في ماء كمله قلتين وساواه بأن كان الناء
ممتلئا أو امتل بدخول الماء فيه ومكث قدرا يزول فيه تغير
لو كان واحد الماءين نجس أو مستعمل طهر لن تقوي أحد
الماءين بالخر إنما يحصل بذلك فإن فقد شرط من ذلك بأن
كان ضيق الرأس أو واسعه بحيث يتحرك ما فيه بتحرك الخر
تحركا عنيفا لكن لم يكمل الماء قلتين أو كمل لكن لم يمكث
زمنا يزول فيه التغير لو كان أو مكث لكن لم يساوه الماء لم
يطهر ول ينجس أسفل ما يفور بتنجس أعله كعكسه
ولو وضع كوز على نجاسة وماؤه خارج من أسفله لم ينجس
ما فيه ما دام يخرج فإن تراجأع تنجس كما لو سد بنجس
مهمة إذا قل ماء البئر وتنجس لم يطهر بالنزح لنه وإن نزح
فقعر البئر يبقى نجسا وقد تنجس جأدران البئر أيضا بالنزح
بل بالتكثير كأن يترك أو يصب عليه ماء ليكثر ولو كثر الماء
وتفتت فيه شيء نجس كفأرة تمعط شعرها فهو طهور
تعسر استعماله باغتراف شيء منه كدلو إذ ل تخلو مما
تمعط فينبغي أن ينزح الماء كله ليخرج الشعر معه
فإن كانت العين فوارة وتعسر نزح الجميع نزح ما يغلب على
الظن أن الشعر كله خرج معه فإن اغترف منه قبل النزح
ولم يتيقن فيما اغترفه شعرا لم يضر
) فلو كوثار ( المتنجس القليل ) بإيراد ( ماء ) طهور ( أي
أورد عليه طهورا أكثر منه ) فلم يبلغهما لم يطهر ( لمفهوم
حديث القلتين لنه ماء قليل فيه نجاسة ولن المعهود في
الماء أن يكون غاسل ل مغسول
) وقيل ( هو ) طاهر ( بشرط أن ل يكون به نجاسة جأامدة
قياسا للماء على غيره
وفي الكفاية وغيرها ما يقتضي أن الجمهور على هذا الوجأه
ول فرق بين أن يكون ذلك القليل متغيرا أم ل
) ل طهور ( لنه مغسول فهو كالثوب فلو انتفت الكثرة أو
انتفى اليراد أو الطهورية أو كان به نجاسة جأامدة لم يطهر
جأزما فهذه القيود شرط للقول بالطهارة ل للقول بعدمها
فلو قال فلو لم يبلغهما لم يطهر وقيل إن كوثار إلخ فهو
طاهر غير طهور كان أولى
قال الشارح و ل هنا اسم بمعنى غير ظأهر إعرابها فيما
بعدها لكونها على صورة الحرف وهي معه صفة لما قبلها
أي لن شرط العطف ب ل أن يكون ما بعدها مغايرا لما
قبلها كقولك جأاء رجأل ل امرأة بخلف قولك جأاء رجأل ل زيد
لن الرجأل يصدق على زيد
) ويستثنى ( من النجس ) ميتة ل دم لها ( أصالة
) سائل ( أي ل يسيل دمها عند شق عضو منها في حياتها
كزنبور بضم أوله وعقرب ووزغ وذباب وقمل وبرغوث ل
نحو حية وضفدع وفأرة
) فل تنجس مائعا ( ماء أو غيره بوقوعها فيه بشرط أن ل
يطرحها طارح ولم تغيره ) على المشهور ( لمشقة الحتراز
عنها ولخبر البخاري إذا وقع الذباب في شراب أحدكم
فليغمسه كله ثام لينزعه فإن في أحد جأناحيه داء أي وهو
اليسار كما قيل وفي الخر شفاء زاد أبو داود إنه يتقى
بجناحه الذي فيه الداء وقد يفضي غمسه إلى موته فلو
نجس المائع لما أمر ب