ΩΣδ∩ ƒΘΩÑóƒñ 001

‫‪http://www.shamela.ws‬‬
‫تم إعداد هذا الملف آليا بواسطة المكتبة الشاملة‬
‫مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج‬
‫محمد الخطيب الشربيني‬
‫سنة الولدة ‪ /‬سنة الوفاة‬
‫تحقيق‬
‫الناشر دار الفكر‬
‫سنة النشر‬
‫مكان النشر بيروت‬
‫عدد الجأزاء ‪4‬‬
‫مغني المحتاج | ‪| 1‬‬
‫____________________‬

‫) ‪(1/1‬‬

‫كتاب بيان أحكام ) الطهارة ( اعلم أن الكتاب لغة معناه‬
‫الضم والجمع يقال كتبت كتبا وكتابة وكتابا ومنه قولهم‬
‫تكتبت بنو فلن إذا اجأتمعوا وكتب إذا خط بالقلم لما فيه من‬
‫اجأتماع الكلمات والحروف فهو إما مصدر لكن لضم‬
‫مخصوص أو اسم مفعول بمعنى مكتوب كقولهم هذا درهم‬
‫ضرب المير أي مضروبه‬

‫أو اسم فاعل بمعنى الجامع لما أضيف إليه‬
‫قال أبو حيان ول يصح أن يكون مشتقا من الكتب لن‬
‫المصدر ل يشتق من المصدر‬
‫وأجأيب بأن المزيد يشتق من المجرد‬
‫واصطلحا اسم لجملة مختصة من العلم ويعبر عنها بالباب‬
‫وبالفصل أيضا فإن جأمع بين الثلثاة قيل الكتاب اسم لجملة‬
‫مختصة من العلم مشتملة على أبواب وفصول غالبا والباب‬
‫اسم لجملة مختصة من الكتاب مشتملة على فصول غالبا‬
‫والفصل اسم لجملة مختصة من الباب مشتملة على مسائل‬
‫غالبا‬
‫والباب لغة ما يتوصل منه إلى غيره والفصل لغة هو الحاجأز‬
‫والكتاب هنا خبر مبتدأ محذوف مضاف إلى محذوفين كما‬
‫قدرته وكذا كل كتاب وباب وفصل بحسب ما يليق به‬

‫وإذ قد علمت ذلك فل احتياج إلى تقدير ذلك في كل كتاب أو‬
‫باب كما فعلت في شرح التنبيه بعدما ذكر اختصارا‬
‫والطهارة بالفتح مصدر طهر بفتح الهاء وضمها والفتح‬
‫أفصح يطهر بالضم فيهما‬
‫وهي لغة النظافة والخلوص من الدناس حسية كالنجاس أو‬
‫معنوية كالعيوب يقال تطهر بالماء وهم قوم يتطهرون أي‬

‫يتنزهون عن العيب‬
‫وشرعا تستعمل بمعنى زوال المنع المترتب على الحدث‬
‫والخبث وبمعنى الفعل الموضوع لفادة ذلك أو لفادة بعض‬
‫آثااره كالتيمم فإنه يفيد جأواز الصلة الذي هو من آثاار ذلك‬
‫والمراد هنا الثاني ل جأرم‬
‫وقد عرفها المصنف في مجموعه مدخل فيها الغسال‬
‫المسنونة ونحوها بأنها رفع حدث أو إزالة نجس أو ما في‬
‫معناهما وعلى صورتهما‬
‫وقوله وعلى صورتهما يعلم به أنه لم يرد بما في معناهما ما‬
‫يشاركهما في الحقيقة ولهذا قال وقولنا أو ما في معناهما‬
‫أردنا به التيمم والغسال المسنونة‬
‫____________________‬

‫) ‪(1/16‬‬

‫وتجديد الوضوء والغسلة الثانية والثالثة في الحدث والنجس‬
‫ومسح الذن والمضمضة ونحوها من نوافل الطهارة‬
‫وطهارة المستحاضة وسلس البول اه‬
‫قال شيخنا وبما تقرر اندفع العتراض عليه بأن الطهارة‬
‫ليست من قسم الفعال والرفع من قسمها فل تعرف به‬

‫وبأن ما ل يرفع حدثاا ول نجسا ليس في معنى ما يرفعهما‬
‫وبأن التعريف ل يشمل الطهارة بمعنى الزوال اه‬
‫ووجأه اندفاع هذا كما قال القاياتي أن التعريف باعتبار وضع‬
‫ل يعترض عليه بعدم تناوله أفراد وضع آخر‬
‫وقدم الصحاب العبادات على المعاملت اهتماما بالمور‬
‫الدينية والمعاملت على النكاح وما يتعلق به لشدة الحتياج‬
‫إليها والمناكحة على الجنايات لنها دونها في الحاجأة‬
‫وأخروا الجنايات لقلة وقوعها بالنسبة لما قبلها‬
‫والطهارة في الترجأمة شاملة للوضوء والغسل وإزالة‬
‫النجاسة والتيمم التية مع ما يتعلق بها‬
‫وبدأ ببيان الماء الذي هو الصل في آلتها مفتتحا بآية دالة‬
‫عليه فقال ) قال الله تعالى } وأنزلنا من السماء ماء‬

‫طهورا { ( أي مطهرا ويعبر عنه بالمطلق‬
‫وافتتح بهذه الية تبركا وتيمنا بإمامه الشافعي رضي الله‬
‫تعالى عنه إذ من عادته إذا كان في الباب آية تلها أو خبر‬
‫رواه أو أثار ذكره ثام رتب عليه مسائل الباب‬
‫وتبعه في المحرر وحذفه المصنف في باقي البواب‬
‫اختصارا‬
‫وإنما كان الماء أصل في آلتها لن الطهارة ل بد لها من آلة‬

‫وتلك اللة منها أصل وهو الماء ومنها بدل وهو غيره‬
‫كالتراب وأحجار الستنجاء‬
‫فإن قيل الدليل يكون متأخرا عن المدلول فما باله عكس‬
‫أجأيب بأنه لم يسقه استدلل بل تبركا وتيمنا كما مر وبأن‬
‫هذا الدليل من القواعد الكلية المنطبقة على غالب مسائل‬
‫الباب والدليل إذا كان بهذه الصفة كان تقديمه أولى لينطبق‬
‫على جأزئياته‬
‫فإن قيل لم عدل المصنف عن قوله تعالى } وينزل عليكم‬
‫من السماء ماء ليطهركم به { مع أنه أصرح في الدللة كما‬
‫قيل أجأيب بأن ما ذكره يفيد أن الطاهر غير الطهور لن‬
‫قوله تعالى } وأنزلنا من السماء ماء { يدل على كونه‬
‫طاهرا لن الية سيقت في معرض المتنان وهو تعالى ل‬
‫يمن بنجس وحينئذ يكون الطاهر غير الطهور وإل لزم‬
‫التأكيد والتأسيس أولى وهل المراد بالسماء في الية الجرم‬
‫المعهود أو السحاب قولن حكاهما المصنف في دقائق‬
‫الروضة ول مانع أن ينزل من كل منهما‬
‫) يشترط لرفع الحدث ( وهو في اللغة الشيء الحادث وفي‬
‫الشرع يطلق على أمر اعتباري يقوم بالعضاء يمنع من‬
‫صحة الصلة حيث ل مرخص وعلى السباب التي ينتهي بها‬
‫الطهر وعلى المنع المترتب على ذلك‬

‫والمراد هنا الول لنه الذي ل يرفعه إل الماء بخلف المنع‬
‫لنه صفة المر العتباري فهو غيره فإن المنع هو الحرمة‬
‫وهي ترتفع ارتفاعا مقيدا بنحو التيمم بخلف الول‬
‫ول فرق في الحدث بين الصغر وهو ما نقض الوضوء‬
‫والمتوسط وهو ما أوجأب الغسل من جأماع أو إنزال والكبر‬
‫وهو ما أوجأبه حيض أو نفاس‬
‫) و ( لزالة ) النجس ( بفتح النون والجيم مصدر بمعنى‬
‫الشيء النجس وهو في اللغة ما يستقذر وفي الشرع‬
‫مستقذر يمنع من صحة الصلة حيث ل مرخص ول فرق فيه‬
‫بين المخفف كبول صبي لم يطعم غير لبن والمتوسط كبول‬
‫غيره من غير نحو الكلب والمغلظ كبول نحو الكلب ولسائر‬
‫الطهارات واجأبة كطهارة دائم الحدث ومندوبة كالوضوء‬

‫المجدد غير الستحالة والتيمم‬
‫) ماء مطلق ( أي استعماله ولو عبر بالزالة كما قدرته كان‬
‫أولى لن النجس ل يوصف بالرفع في الصلح لكن سهله‬
‫تقدم الحدث عليه‬
‫وإنما اقتصر على رفع الحدث والنجس مع أن الماء المطلق‬
‫يشترط لسائر الطهارات كما ذكرته لن رفعهما هو الصل‬
‫في الطهارة فلذلك اقتصر عليه على عادة المشايخ من‬

‫القتصار على الصول‬
‫) وهو ما يقع عليه اسم ماء بل قيد ( بإضافة كماء ورد أو‬
‫بصفة كماء دافق أو بلم عهد كقوله صلى الله عليه وسلم‬
‫نعم إذا رأت الماء يعني المني قال الولي العراقي ول يحتاج‬
‫لتقييد القيد بكونه لزما لن القيد الذي ليس بلزم كماء‬
‫البئر مثل يطلق اسم الماء عليه بدونه فل حاجأة للحتراز عنه‬
‫وإنما يحتاج إلى القيد في جأانب الثابات كقولنا غير المطلق‬
‫هو المقيد بقيد لزم اه‬
‫ويدخل في التعريف ما نزل من السماء وهو ثالثاة المطر‬
‫وذوب الثلج والبرد وما نبع من الرض هو أربعة ماء العيون‬
‫والبار والنهار والبحار وما نبع من بين أصابعه صلى الله‬
‫عليه وسلم من الماء أو من ذاتها على خلف فيه والرجأح‬
‫الثاني وهو أفضل المياه مطلقا أو نبع من الزلل وهو‬
‫____________________‬

‫) ‪(1/17‬‬

‫شيء ينعقد من الماء على صورة حيوان وما ينعقد ملحا لن‬
‫اسم الماء يتناوله في الحال وإن تغير بعد أو كان رشح بخار‬
‫الماء لنه ماء حقيقة‬

‫وينقص بقدره وهو المعتمد كما صححه المصنف في‬
‫مجموعه وغيره وإن قال الرافعي نازع فيه عامة الصحاب‬
‫وقالوا يسمونه بخارا ورشحا ل ماء على الطلق وخرج بذلك‬
‫الخل ونحوه وما ل يذكر إل مقيدا كما مر وتراب التيمم‬
‫وحجر الستنجاء وأدوية الدباغ والشمس والنار والريح‬
‫وغيرها حتى التراب في غسلت الكلب فإن المزيل هو الماء‬
‫بشرط امتزاجأه بالتراب في غسلة منها كما سيأتي في بابه‬
‫وإنما تعين الماء في رفع الحدث لقوله تعالى } فلم تجدوا‬
‫ماء فتيمموا { والمر للوجأوب فلو رفع غير الماء لما وجأب‬
‫التيمم عند فقده‬
‫ونقل ابن المنذر وغيره الجأماع على اشتراطه في الحدث‬

‫وفي إزالة النجس لقوله صلى الله عليه وسلم في خبر‬
‫الصحيحين حين بال العرابي في المسجد صبوا عليه ذنوبا‬
‫من ماء والذنوب بفتح الذال المعجمة الدلو الممتلئة ماء‬
‫والمر للوجأوب كما مر فلو كفى غيره لما وجأب غسل البول‬
‫به‬
‫ول يقاس به غيره لن الطهر به عند المام تعبد وعند غيره‬
‫لما فيه من الرقة واللطافة التي ل توجأد في غيره وحمل‬
‫الماء في الية والحديث على المطلق لتبادر الذهان إليه‬

‫فائدة اعترض بعضهم على الشافعي في قوله كل ماء من‬
‫بحر عذب أو مالح فالتطهير به جأائز بأنه لحن وإنما يصح ماء‬
‫ملح وهو مخطىء في ذلك قال الشاعر فلو تفلت في البحر‬
‫والبحر مالح لصبح ماء البحر من ريقها عذبا بل فيه أربعة‬
‫لغات ملح ومالح ومليح وملح ولكن فهمه السقيم أداه إلى‬
‫ذلك كما قال الشاعر وكم من عائب قول صحيحا وآفته من‬
‫الفهم السقيم ولكن تأخذ الذان منه على قدر القريحة‬
‫والفهوم وعدل المصنف عن قول المحرر ل يجوز ليشترط‬
‫قال في الدقائق لنه ل يلزم من عدم الجواز الشتراط لكنه‬
‫قال في مجموعه بأن يجوز يستعمل تارة بمعنى يصح وتارة‬
‫بمعنى يحل وتارة يصلح للمرين وهو هنا يصلح لهما اه أي‬
‫فيكون هو المراد فنفي الجواز يستلزم نفي الصحة والحل‬
‫معا بناء على الصح من جأواز استعمال المشترك في معنييه‬
‫كما وجأه به المصنف عبارة المهذب في شرحه أي فهو أبلغ‬
‫من التعبير ب يشترط لدللته عليهما بالمنطوق وعلى هذا‬
‫فالتعبير ب ل يجوز أولى كما قيل‬
‫وأجأيب بأن لفظة يشترط تقتضي توقف الرفع على الماء‬
‫ولفظة ل يجوز مترددة بين تلك المعاني ول قرينة فالتعبير‬
‫ب يشترط أولى‬
‫ورد بمنع التردد لنه إن حمل المشترك على جأميع معانيه‬

‫عموما كما قاله المام الشافعي رضي الله تعالى عنه‬
‫فظاهر وإل حمل على جأميعها هنا بقرينة السياق والتبويب‬
‫وأورد على التعريف المتغير كثيرا بما ل يؤثار فيه كطين‬
‫وطحلب وبما في مقره وممره فإنه مطلق مع أنه لم يعبر‬
‫عما ذكر‬
‫وأجأيب بمنع بأنه مطلق وإنما أعطي حكمه في جأواز التطهر‬
‫به للضرورة فهو مستثنى من غير المطلق‬
‫على أن الرافعي قال أهل اللسان والعرف ل يمتنعون من‬
‫إيقاع اسم الماء المطلق عليه فعليه ل إيراد ول يرد الماء‬
‫القليل الذي وقعت فيه نجاسة ولم تغيره ول المستعمل لنه‬
‫غير مطلق‬

‫فائدة الماء ممدود على الفصح وأصله موه تحركت الواو‬
‫وانفتح ما قبلها فقلبت ألفا ثام أبدلت الهاء همزة‬
‫ومن عجيب لطف الله أنه أكثر منه ولم يحوج فيه إلى كثير‬
‫معالجة لعموم الحاجأة إليه‬
‫) فالمتغير ( بشيء ) مستغنى ( بفتح النون وكسرها ) عنه‬
‫( طاهر مخالط ) كزعفران وماء شجر ومنى وملح جأبلي‬
‫) تغيرا يمنع ( لكثرته ) إطلق اسم الماء ( عليه ) غير طهور‬
‫( سواء أكان قليل أم كثيرا لنه ل يسمى ماء ولهذا لو حلف‬

‫ل يشرب ماء فشرب ذلك أو وكل في زاوية أو اشتراه وكيله‬
‫لم يحنث ولم يقع الشراء له وسواء أكان التغير حسيا أم‬
‫تقديريا حتى لو وقع في الماء مائع يوافقه في الصفات‬
‫كماء الورد المنقطع الرائحة فلم يتغير ولو قدرناه بمخالف‬
‫وسط كلون العصير وطعم الرمان وريح اللذن لغير ضر بأن‬
‫تعرض عليه جأميع هذه الصفات ل المناسب للواقع فيه فقط‬
‫خلفا لبعضهم‬
‫ول يقدر بالشد كلون الحبر وطعم الخل وريح المسك‬
‫بخلف الخبث لغلظه فلو لم يؤثار فيه الخليط حسا ول‬
‫تقديرا استعمله كله وكذا لو استهلكت النجاسة المائعة في‬
‫ماء كثير‬
‫وإذا لم يكفه‬
‫____________________‬

‫) ‪(1/18‬‬

‫الماء وحده ولو كمله بمائع يستهلك فيه لكفاه وجأب تكميل‬
‫الماء به إن لم تزد قيمته على قيمة ماء مثله‬
‫أما الملح المائي فل يضر التغير به وإن كثر لنه ينعقد من‬
‫الماء والماء المستعمل كمائع فيفرض مخالفا وسطا للماء‬

‫في صفاته ل في تكثير الماء فلو ضم إلى ماء قليل فبلغ‬
‫قلتين صار طهورا وإن أثار في الماء بفرضه مخالفا‬
‫) ول يضر تغير ( يسير بطاهر ) ل يمنع السم ( لتعذر صون‬
‫الماء عنه ولبقاء إطلق اسم الماء عليه وكذلك لو شك في‬
‫أن تغيره كثير أو يسير‬
‫نعم إن تغير كثيرا ثام شك في أن التغير الن يسير أو كثير لم‬
‫يطهر عمل بالصل في الحالين قاله الذرعي‬
‫) ول ( يضر في الطهارة بالماء ) متغير بمكث ( بتثليث ميمه‬
‫مع إسكان كافه وإن فحش التغير‬
‫) وطين وطحلب ( بضم الطاء وبضم اللم وفتحها شيء‬

‫أخضر يعلو الماء من طول المكث‬
‫) وما في مقره وممره ( ككبريت وزرنيخ ونورة لتعذر صون‬
‫الماء عن ذلك ول يضر أوراق شجر تناثارت وتفتتت واختلطت‬
‫وإن كانت ربيعية أو بعيدة عن الماء لتعذر صون الماء عنها‬
‫فل يمنع التغير به إطلق اسم الماء عليه وإن أشبه التغير به‬
‫في الصورة التغير الكثير بمستغنى عنه ل إن طرحت‬
‫وتفتتت أو أخرج منه الطحلب أو الزرنيخ ودق ناعما وألقي‬
‫فيه فغيره فإنه يضر أو تغير بالثمار الساقطة فيه لمكان‬
‫التحرز عنها غالبا‬
‫) وكذا ( ل يضر في الطهارة ) متغير بمجاور ( طاهر ) كعود‬
‫ودهن ( ولو مطيبين وكافور صلب ) أو بتراب ( ولو‬
‫مستعمل ) طرح ( بقصد في غير تراب تطهير النجاسة‬
‫الكلبية ونحوها ) في الظأهر ( لن تغيره بذلك لكونه في‬
‫غير التراب تروحا وفي التراب كدورة ل يمنع إطلق اسم‬
‫الماء عليه نعم إن تغير حتى صار ل يسمى إل طينا رطبا ضر‬
‫والثاني يضر كالمتغير بنجس مجاور في الول وبزعفران‬
‫في الثاني‬
‫وفرق الول بلغظ أمر النجاسة وبطهورية التراب ولن‬
‫تغيره به مجرد كدورة‬
‫وما تقرر في التراب المستعمل هو المعتمد وهو مقتضى‬
‫التعليل الثاني كما اعتمده شيخي وإن خالف فيه بعض‬
‫المتأخرين‬
‫ولو صب المتغير بمخالط ل يضر على ما ل تغير فيه فتغير به‬
‫كثيرا ضر لنه تغير بما يمكن الحتراز عنه قاله ابن أبي‬
‫الصيف وقال السنوي إنه المتجه‬
‫وعليه يقال لنا ماءان تصح الطهارة بكل منهما منفردا ول‬
‫تصح بهما مختلطين والمخالط هو الذي ل يتميز في رأى‬
‫العين‬
‫وقيل ما ل يمكن فصله بخلف المجاور فيهما‬
‫وقيل المعتبر العرف فالتراب مخالط على الول ومجاور‬
‫على الثاني لنه يمكن فصله بعد رسوبه أما التغير بتراب‬
‫تطهير النجاسة الكلبية ونحوها أو بتراب تهب به الريح أو‬
‫طرح بل قصد كأن ألقاه صبي قال الذرعي فل يضر جأزما‬
‫تنبيه كان الحسن أن المصنف يحذف الميم من قوله ول‬
‫متغير بمكث ومن قوله وكذا متغير بمجاور فيقول ول تغير‬
‫بمكث وكذا تغير بمجاور لن المتغير ل يصح التغير به لنه ل‬
‫يضر نفسه بل المضر التغير‬
‫ويندفع ذلك بما قدرته بقولي في الطهارة تبعا للشارح‬
‫فائدة الكافور نوعان خليط ومجاور وكذا القطران‬

‫واختلف في التغير بالكتان والذي عليه الكثر أنه يتغير‬
‫بشيء يتحلل منه فيكون كالتغيير بمخالط‬
‫) ويكره ( شرعا تنزيها الماء ) المشمس ( أي ما سخنته‬
‫الشمس أي استعماله في البدن في الطهارة وغيرها كأكل‬
‫وشرب لما روى الشافعي عن عمر رضي الله تعالى عنهما‬
‫أنه كان يكره الغتسال به وقال إنه يورث البرص‬
‫لكن بشرط أن يكون ببلد حارة أي تقلبه الشمس عن حالته‬
‫إلى حالة أخرى كما نقله في البحر عن الصحاب في آنية‬
‫منطبعة غير النقدين وهي كل ما طرق كالنحاس ونحوه‬
‫وأن يستعمل في حال حرارته لن الشمس بحدتها تفصل‬
‫منه زهومة تعلو الماء فإذا لقت البدن بسخونتها خيف أن‬
‫تقبض عليه فيحتبس الدم فيحصل البرص بخلف ما إذا‬
‫استعمله في غير بدنه كغسل ثاوبه فل يكره لفقد العلة‬
‫المذكورة وبخلف المسخن بالنار المعتدلة وإن سخن بنجس‬
‫ولو بروث نحو كلب وإن قال بعضهم فيه وقفة فل يكره‬
‫لعدم ثابوت نهي عنه ولذهاب الزهومة لقوة تأثايرها وبخلف‬
‫ما إذا كان في بلد باردة أو معتدلة وبخلف المشمس في‬
‫غير المنطبع كالخزف والحياض أو في منطبع نقد لصفاء‬
‫جأوهره واستعمل في البدن بعد أن برد‬
‫وأما المطبوخ به فقال الماوردي و الروياني إنه إن بقي‬
‫مائعا كره وإن لم يبق مائعا‬
‫____________________‬

‫) ‪(1/19‬‬

‫كالخبز والرز المطبوخ به لم يكره‬
‫ويؤخذ من ذلك أن الماء المشمس إذا سخن بالنار لم تزل‬
‫الكراهة وهو كذلك‬
‫وظأاهر كلم الجمهور أنه يكره في البرص لزيادة الضرر‬
‫وكذا في الميت لنه محترم‬
‫قال البلقيني وغير الدمي من الحيوان إن كان البرص‬
‫يدركه كالخيل أو يتعلق بالدمي منه ضرر اتجهت الكراهة‬
‫وإل فل‬
‫قال السنوي وفي سقي الحيوان منه نظر اه‬
‫وينبغي فيه التفصيل الذي قاله البلقيني‬
‫قال الزركشي وغير الماء من المائعات كالماء‬
‫قال ابن عبدالسيد‬
‫وإنما لم يحرم المشمس كالسم لن ضرره مظنون بخلف‬

‫السم‬
‫وقيل ل يكره استعماله واختاره المصنف في بعض كتبه وبه‬
‫قال الئمة الثلثاة‬
‫وقال في شرح المهذب إنه الصواب لن أثار عمر لم يثبت‬
‫وقيل إن شهد عدلن بأنه يورث البرص كره وإل فل واختاره‬
‫السبكي‬
‫والمذهب هو الول فقد روى الثار الدارقطني بإسناد صحيح‬
‫وأيضا فقد صح أنه صلى الله عليه وسلم قال دع ما يريبك‬
‫إلى ما ل يريبك‬
‫والثار وإن لم يثبت فقد حصل به ريب ويجب استعماله عند‬
‫فقد غيره أي عند ضيق الوقت‬
‫ول يتيمم بل يجب شراؤه حيث يجب شراء الماء للطهارة‬
‫ويكره تنزيها شديد السخونة أو البرودة في الطهارة لمنعه‬
‫السباغ ويجب استعماله إذا فقد غيره وضاق الوقت كما مر‬
‫ويحرم إن خاف منه ضررا ويكره مياه ثامود وكل ماء مغضوب‬
‫عليه كماء ديار قوم لوط وهي بركة عظيمة في موضع‬
‫ديارهم التي خسفت‬
‫وماء البئر التي وضع فيها السحر لرسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم فإن الله تعالى مسخ مياهها حتى صار كنقاعة‬
‫الحناء ومسخ طلع النخيل التي من حولها حتى صار كرؤوس‬
‫الشياطين‬
‫وماء ديار بابل ل ماء بئر الناقة ول ماء بحر ول ماء متغير بما‬
‫ل بد منه ول ماء زمزم لعدم ثابوت نهي فيه نعم يكره إزالة‬
‫النجاسة به كما قال الماوردي قال البلقيني ماء زمزم‬
‫أفضل من الكوثار أي فيكون أفضل المياه لن به غسل‬
‫صدره صلى الله عليه وسلم ول يكون يغسل صدره إل‬
‫بأفضل المياه لكن تقدم أن أفضل المياه ما نبع من بين‬
‫أصابعه صلى الله عليه وسلم‬
‫والمراد بالمشمس المتشمس وإن لم يقصد تشميسه كما‬
‫حولت العبارة إليه وإن لم يفهم من العبارة‬
‫) و ( الماء القليل ) المستعمل في فرض الطهارة ( عن‬
‫حدث كالغسلة الولى فيه ) قيل ونفلها ( كالغسلة الثانية‬
‫والثالثة والغسل المسنون والوضوء المجدد طاهر ) غير‬
‫طهور في الجديد ( لن السلف الصالح كانوا ل يحترزون عن‬
‫ذلك ول عما يتقاطر عليهم منه وفي الصحيحين أنه صلى‬
‫الله عليه وسلم عاد جأابرا في مرض فتوضأ وصب عليه من‬
‫وضوئه‬
‫وكانوا مع قلة مياههم لم يجمعوا المستعمل للستعمال‬
‫ثاانيا بل انتقلوا إلى التيمم ولم يجمعوه للشرب لنه‬

‫مستقذر‬
‫والقديم أنه طهور لوصف الماء في الية السابقة بلفظ‬
‫طهور المقتضي تكرر الطهارة به كضروب لمن يتكرر منه‬
‫الضرب‬
‫وأجأيب بأن فعول يأتي اسما لللة كسحور لما يتسحر به‬
‫فيجوز أن يكون طهور كذلك ولو سلم اقتضاؤه التكرار‬
‫فالمراد جأمعا بين الدلة ثابوت ذلك لجنس الماء أو في‬
‫المحل الذي يمر عليه فإنه يطهر كل جأزء منه‬
‫والمراد بالفرض ما ل بد منه أثام الشخص بتركه كحنفي‬
‫توضأ بل نية أم ل كصبي إذ ل بد لصحة صلتهما من وضوء ول‬
‫أثار لعتقاد الشافعي أن ماء الحنفي فيما ذكر لم يرفع حدثاا‬
‫بخلف اقتدائه بحنفي مس فرجأه حيث ل يصح اعتبارا‬
‫باعتقاده لن الرابط معتبر في القتداء دون الطهارات ولن‬
‫الحكم بالستعمال قد يوجأد من غير نية معتبرة كما في إزالة‬
‫النجاسة بخلف القتداء ل بد فيه من نية معتبرة ونية المام‬
‫فيما ذكر غير معتبرة في ظأن المأموم‬
‫واختلف في علة منع استعمال الماء المستعمل فقيل وهو‬
‫الصح إنه غير مطلق كما صححه المصنف في تحقيقه‬
‫وغيره‬
‫وقيل مطلق ولكن منع من استعماله تعبدا كما جأزم به‬
‫الرافعي‬
‫وقال المصنف في شرح التنبيه إنه الصحيح عند الكثرين‬
‫وسيأتي المستعمل في النجاسة في بابها‬
‫والصح أن المستعمل في نقل الطهارة على الجديد طهور‬
‫لنتفاء العلة وخرج بنفل الطهارة تجديد الغسل فالمستعمل‬
‫فيه طهور قطعا لنه ل يسن تجديده ومن المستعمل ماء‬
‫غسل بدل مسح من رأس أو خف وماء غسل كافرة لتحل‬
‫لحليلها المسلم وماء غسل ميتة وماء غسل مجنونة لتحل‬
‫لحليلها المسلم‬
‫فإن قيل يدخل في الطهارة الغسلة الولى من الوضوء‬
‫المجدد ومن الغسل المسنون لنهما طهارتان في كل منهما‬
‫فرض وسنة فيصدق على المرة الولى منها أنها فرض‬
‫الطهارة وليست محل جأزم على الجديد بل هي من محل‬
‫الوجأهين فيما أدى به عبادة غير مفروضة‬
‫أجأيب بأن مراده ما قدرته تبعا للشارح ولو صرح به المصنف‬
‫كان أولى وأورد على ضابط‬
‫____________________‬

‫) ‪(1/20‬‬

‫المستعمل ماء غسل به الرجألن بعد مسح الخف وماء غسل‬
‫به الوجأه قبل بطلن التيمم وماء غسل به الخبث المعفو عنه‬
‫فإنها ل ترفع مع أنها لم تستعمل في فرض‬
‫وأجأاب شيخنا عن الول بمنع عدم رفعه لن غسل الرجألين‬
‫لم يؤثار شيئا وفيه احتمال للبغوي وعن الثاني بأنه استعمل‬
‫في فرض وهو رفع الحدث المستفاد به أكثر من فريضة‬
‫وعن الثالث بأنه استعمل في فرض أصالة‬
‫) فإن جأمع ( المستعمل على الجديد ) فبلغ قلتين فطهور‬
‫في الصح ( لن النجاسة أشد من الستعمال‬
‫وأما الماء المتنجس لو جأمع حتى بلغ قلتين أي ول تغير به‬
‫صار طهورا قطعا فالمستعمل أولى‬
‫والثاني ل يعود طهورا لن قوته صارت مستوفاة‬
‫بالستعمال فالتحق بماء الورد ونحوه وهذا اختيار ابن سريج‬
‫واعلم أن الماء ما دام مترددا على المحل ل يثبت له حكم‬
‫الستعمال ما بقيت الحاجأة إلى الستعمال بالتفاق‬
‫للضرورة فلو نوى جأنب رفع للللللجنابة ولو قبل تمام‬
‫النغماس في ماء قليل أجأزأه الغسل به في ذلك الحدث‬
‫وكذا في غيره ولو من غير جأنسه كما هو مقتضى كلم‬
‫الئمة وصرح به القاضي وغيره لن صورة الستعمال باقية‬
‫إلى النفصال والماء في حال استعماله باق على طهوريته‬
‫خلفا لما بحثه الرافعي وتبعه ابن المقري من أنه ل يجزئه‬
‫لغير ذلك الحدث‬
‫ويؤيد الول ما لو كان به خبث بمحلين فمر الماء بأعلهما ثام‬
‫بأسفلهما طهرا معا كما قاله البغوي‬
‫ويؤخذ مما مر أن الجنب لو نزل في الماء القليل ونوى رفع‬
‫الجنابة قبل تمام النغماس ثام اغترف الماء بإناء أو بيده‬
‫وصبه على رأسه أو غيره ل ترتفع جأنابة ذلك العضو الذي‬
‫اغترف له بل خلف كما صرح به المتولي والروياني‬
‫وغيرهما‬
‫وهو واضح لنه انفصل‬
‫ولو نوى جأنبان معا بعد تمام النغماس في ماء قليل طهرا‬
‫أو مرتبا ولو قبل تمام النغماس فالول فقط أو نويا معا‬
‫في أثانائه لم يرتفع حدثاهما عن باقيهما‬
‫ولو شكا في المعية قال شيخنا فالظاهر أنهما يطهران لنا‬
‫ل نسلب الطهورية بالشك وسلبها في حق أحدهما فقط‬
‫ترجأيح بل مرجأح‬
‫والماء المتردد على عضو المتوضىء وعلى بدن الجنب‬

‫وعلى المتنجس إن لم يتغير طهور فإن جأرى الماء من عضو‬
‫المتوضىء إلى عضوه الخر وإن لم يكن من أعضاء الوضوء‬
‫كأن جأاوز منكبه أو تقاطر من عضو ولو من عضو بدن الجنب‬
‫صار مستعمل‬
‫نعم ما يغلب فيه التقاذف كمن الكف إلى الساعد وعكسه ل‬
‫يصير مستعمل للعذر وإن خرقه الهواء كما جأزم به الرافعي‬
‫ولو غرف بكفه جأنب نوى رفع الجنابة أو محدث بعد غسل‬
‫وجأهه الغسلة الولى على ما قاله الزركشي وغيره أو‬
‫الغسلت الثلث كما قاله العز بن عبد السلم وهو أوجأه إن‬
‫لم يرد القتصار على أقل من ثالث من ماء قليل ولم ينو‬
‫الغتراف بأن نوى استعمال أو أطلق صار مستعمل فلو‬
‫غسل بما في كفه باقي يده ل غيرها أجأزأه وأما إذا نوى‬
‫الغتراف بأن قصد نقل الماء من الناء والغسل به خارجأه‬
‫لم يصر مستعمل ول يشترط لنية الغتراف نفي رفع الحدث‬
‫) ول تنجس قلتا الماء ( الصرف ) بملقاة نجس ( جأامد أو‬
‫مائع لقوله صلى الله عليه وسلم إذا بلغ الماء قلتين لم‬
‫يحمل الخبث قال الحاكم على شرط الشيخين‬
‫وفي رواية لبي داود وغيره بإسناد صحيح فإنه ل ينجس‬
‫وهو المراد بقوله لم يحمل الخبث‬
‫أي يدفع النجس ول يقبله‬
‫وفارق كثير الماء كثير غيره فإنه ينجس بمجرد ملقاة‬
‫النجاسة بأن كثيره قوي ويشق حفظه عن النجس بخلف‬
‫غيره وأن كثر‬
‫وخرج بقولنا الصرف ما لو وقع في الماء مائع يوافقه في‬
‫الصفات وفرضناه مخالفا فلم يغيره فحكمنا بطهوريته‬
‫وكان الماء الصرف ينقص عن قلتين بقدر المائع الواقع فيه‬
‫فصار قلتين ووقعت فيه بعد صيرورته قلتين نجاسة فإنه‬
‫ينجس بمجرد ملقاتها وإنما تدفع النجاسة قلتان من محض‬
‫الماء‬
‫واستشكل بتصحيحهم جأواز استعمال جأميع ذلك الماء وإن‬
‫كان وحده غير كاف للطهارة ونزلوا المائع المستهلك منزلة‬
‫الماء من وجأه دون وجأه‬
‫وأجأيب بأن رفع الحدث وإزالة النجس من باب الرفع ودفع‬
‫النجاسة من باب الدفع والدفع أقوى من الرفع والدافع ل بد‬
‫أن يكون أقوى من الرافع‬
‫ويؤيد ذلك أن الماء القليل إذا ورد على نجاسة طهرها‬
‫وتجوز الطهارة به ول يدفع عن نفسه النجاسة إذا وقعت‬
‫فيه وبأن المستعمل إذا بلغ قلتين كان في عوده طهورا‬
‫وجأهان ولو استعمل قلتين ابتداء لم يصر مستعمل بل خلف‬

‫لن الماء إذا استعمل وهو قلتان كان دافعا للستعمال وإذا‬
‫جأمع كان رافعا والدفع أقوى من الرفع كما مر‬
‫ويؤخذ من الحكم بتنجيسه أنه لو انغمس فيه جأنب‬
‫____________________‬

‫) ‪(1/21‬‬

‫صار مستعمل لنه كما ل يدفع النجاسة ل يدفع الستعمال‬
‫نبه على ذلك الزركشي‬
‫ولو شك في كونه قلتين ووقعت فيه نجاسة هل ينجس أو ل‬
‫المعتمد الثاني بل قال المصنف في شرح المهذب الصواب‬
‫أنه ل ينجس إذ الصل الطهارة وشككنا في نجاسة منجسة‬
‫ول يلزم من حصول النجسة التنجيس‬
‫وصوب في المهمات أنه إن جأمع شيئا فشيئا وشك في‬
‫وصوله قلتين فالصل القلة وإن كان كثيرا وأخذ منه‬
‫فالصل بقاء الكثرة وإن ورد نجس على ما يحتمل القلة‬
‫والكثرة فهذا محل التردد‬
‫والصواب ما قاله المصنف كما لو شك هل تقدم على المام‬
‫أو تأخر والتفصيل هناك ضعيف فكذا هنا‬
‫) فإن غيره ( أي غير النجس الملقى الماء القلتين ولو‬
‫يسيرا حسا أو تقديرا ) فنجس ( بالجأماع المخصص للخبر‬
‫السابق‬
‫والخبر للترمذي وغيره الماء ل ينجسه شيء كما خصه‬
‫مفهوم خبر القلتين السابق فالتغيير الحسي ظأاهر‬
‫والتقديري بأن وقعت فيه نجاسة مائعة توافقه في الصفات‬
‫كبول انقطعت رائحته ولو فرض مخالفا له في أغلظ‬
‫الصفات كلون الحبر وطعم الخل وريح المسك لغيره فإنه‬
‫يحكم بنجاسته‬
‫واكتفى هنا بأدنى تغير واعتبر الغلظ في الصفات بخلف‬
‫ما تقدم في التغير بالطاهر فيهما لغلظ النجاسة ولو تغير‬
‫بعض الماء فالمتغير كنجاسة جأامدة ل يجب التباعد عنها‬
‫بقلتين والباقي إن قل فنجس وإل فطاهر‬
‫فلو غرف دلوا من ماء قلتين فقط وفيه نجاسة جأامدة لم‬
‫تغيره ولم يغرفها مع الماء فباطن الدلو طاهر لنفصال ما‬
‫فيه عن الباقي قبل أن ينقص عن قلتين ل ظأاهرها لتنجسه‬
‫بالباقي المتنجس بالنجاسة لقلته فإن دخلت مع الماء أو‬
‫قبله في الدلو انعكس الحكم‬
‫وتأنيث الدلو أفصح من تذكيره‬

‫) فإن زال تغيره ( الحسي أو التقديري ) بنفسه ( بأن لم‬
‫يحدث فيه شيء كأن زال بطول المكث ) أو بماء ( انضم إليه‬
‫بفعل أو غيره ولو نجسا ولو أخذ منه كما قاله في المهذب‬
‫أي نقص والباقي قلتان‬
‫وصوره في شرحه بأن يكون الناء مختنقا ل يدخله الريح‬
‫فإذا نقص دخلته وقصرته‬
‫) طهر ( بفتح الهاء أفصح من ضمها‬
‫الزوال سبب التنجيس ول يضر عود تغيره إن خل عن نجس‬
‫جأامد ويعرف زوال تغيره التقديري بأن يمضي عليه زمن لو‬
‫كان تغيره حسيا لزال تغيره وذلك بأن يكون بجنبه غدير فيه‬
‫ماء متغير فزال تغيره بنفسه بعد مدة أو بماء صب عليه‬
‫فيعلم أن هذا أيضا زال تغيره‬
‫) أو ( زال تغيره ظأاهرا كأن زال ريحه ) بمسك و ( لونه بنحو‬
‫) زعفران ( وطعمه بنحو خل ) فل ( يطهر لنا ل ندري أن‬
‫أوصاف النجاسة زالت أو غلب عليها المطروح فسترها وإذا‬
‫كان كذلك فالصل بقاؤها‬
‫فإن قيل العلة في عدم عود الطهورية احتمال أن التغير‬
‫استتر ولم يزل فكيف يعطفه المصنف على ما جأزم فيه‬
‫بزوال التغير وذلك تهافت‬
‫أجأيب بأن المراد زواله طاهرا كما قدرته وإن أمكن استتاره‬
‫باطنا فلو طرح مسك على متغير الطعم فزال تغيره طهر إذ‬
‫المسك ليس له طعم‬
‫وكذا يقال في الباقي‬
‫) وكذا ( ل يطهر ظأاهرا إذا وقع عليه ) تراب وجأص ( أي‬
‫جأبس أو أحدهما أو نحو ذلك كنورة لم تطبخ‬
‫) في الظأهر ( للشك المذكور والثاني يطهر بذلك لنه ل‬
‫يغلب فيه شيء من الوصاف الثلثاة فل يستر التغيير‬
‫ودفع بأنه يكدر الماء والكدرة من أسباب الستر فإن صفا‬
‫الماء ول تغير فيه طهر هو والتراب معه جأزما‬
‫فائدة الجص ما يبنى به ويطلى وكسر جأيمه أفصح من‬
‫فتحها وهو عجمي معرب وتسميه العامة بالجبس وهو لحن‬
‫) ودونهما ( أي الماء دون القلتين ) ينجس ( هو ورطب‬
‫غيره كزيت وإن كثر ) بالملقاة ( للنجاسة المؤثارة وإن لم‬
‫يتغير وإن كانت مجاورة أما الماء فلمفهوم حديث القلتين‬
‫السابق المخصص لمنطوق حديث الماء ل ينجسه شيء‬
‫السابق ولخبر مسلم إذا استيقظ أحدكم من نومه فل يغمس‬
‫يده في الناء حتى يغسلها ثالثاا فإنه ل يدري أين باتت يده‬
‫نهاه عن الغمس خشية النجاسة‬
‫ومعلوم أنها إذا خفيت ل تغير الماء فلول أنها تنجسه‬

‫بوصولها لم ينهه نعم إن ورد على النجاسة ففيه تفصيل‬
‫يأتي في بابها‬
‫وأما غير الماء فبالولى‬
‫وفارق كثير الماء كثير غيره بأن كثيره قوي ويشق حفظه‬
‫من النجس بخلف غيره وإن كثر كما مر ولو تنجست يده‬
‫اليسرى مثل ثام غسل إحدى يديه وشك في المغسول أهو‬
‫يده اليمنى أم اليسرى ثام أدخل اليسرى في مائع لم ينجس‬
‫المائع بغمس اليد اليسرى فيه كما أفتى به شيخي قال لن‬
‫الصل طهارته‬
‫____________________‬

‫) ‪(1/22‬‬

‫وقد اعتضد باحتمال طهارة اليد اليسرى ويعفى عما تلقيه‬
‫الفئران من النجاسة في حياض الخلية وعن ذرق الطيور‬
‫الواقع فيها لمشقة الحتراز عن ذلك ما لم يغيره ما ذكر‬
‫وخرج بالرطب الجامد الخالي عن رطوبة عند الملقاة‬
‫وبالمؤثارة غيرها كما سيأتي‬
‫وقدرت الماء في عبارة المصنف تبعا للشارح لجأل موافقة‬
‫سيبويه وجأمهور البصريين لن دون عندهم ظأرف ل ينصرف‬
‫فل يصح أن يكون مبتدأ ويجوز عند الخفش والكوفيين‬
‫ثام اختلفوا فيما أضيف إلى مبني كالواقع في كلم المصنف‬
‫فقال الخفش يجوز بناؤه على الفتح لضافته إلى مبني‬
‫وقال غيره يجب رفعه على البتداء‬
‫) فإن بلغهما ( أي المتنجس قلتين ) بماء ( ولو مستعمل‬
‫ومتنجسا ومتغيرا بنحو زعفران ) و ( الحال أنه ) ل تغير به‬
‫فطهور ( لزوال العلة وهي القلة حتى لو فرق بعد ذلك لم‬
‫يضر ويكفي الضم وإن لم يمتزج صاف بكدر لحصول القوة‬
‫بالضم لكن إن انضما بفتح حاجأز اعتبر اتساعه ومكثه زمنا‬
‫يزول فيه التغير لو كان أخذا من قولهم ولو غمس كوز ماء‬
‫واسع الرأس في ماء كمله قلتين وساواه بأن كان الناء‬
‫ممتلئا أو امتل بدخول الماء فيه ومكث قدرا يزول فيه تغير‬
‫لو كان واحد الماءين نجس أو مستعمل طهر لن تقوي أحد‬
‫الماءين بالخر إنما يحصل بذلك فإن فقد شرط من ذلك بأن‬
‫كان ضيق الرأس أو واسعه بحيث يتحرك ما فيه بتحرك الخر‬
‫تحركا عنيفا لكن لم يكمل الماء قلتين أو كمل لكن لم يمكث‬
‫زمنا يزول فيه التغير لو كان أو مكث لكن لم يساوه الماء لم‬
‫يطهر ول ينجس أسفل ما يفور بتنجس أعله كعكسه‬

‫ولو وضع كوز على نجاسة وماؤه خارج من أسفله لم ينجس‬
‫ما فيه ما دام يخرج فإن تراجأع تنجس كما لو سد بنجس‬
‫مهمة إذا قل ماء البئر وتنجس لم يطهر بالنزح لنه وإن نزح‬
‫فقعر البئر يبقى نجسا وقد تنجس جأدران البئر أيضا بالنزح‬
‫بل بالتكثير كأن يترك أو يصب عليه ماء ليكثر ولو كثر الماء‬
‫وتفتت فيه شيء نجس كفأرة تمعط شعرها فهو طهور‬
‫تعسر استعماله باغتراف شيء منه كدلو إذ ل تخلو مما‬
‫تمعط فينبغي أن ينزح الماء كله ليخرج الشعر معه‬
‫فإن كانت العين فوارة وتعسر نزح الجميع نزح ما يغلب على‬
‫الظن أن الشعر كله خرج معه فإن اغترف منه قبل النزح‬
‫ولم يتيقن فيما اغترفه شعرا لم يضر‬
‫) فلو كوثار ( المتنجس القليل ) بإيراد ( ماء ) طهور ( أي‬
‫أورد عليه طهورا أكثر منه ) فلم يبلغهما لم يطهر ( لمفهوم‬
‫حديث القلتين لنه ماء قليل فيه نجاسة ولن المعهود في‬
‫الماء أن يكون غاسل ل مغسول‬
‫) وقيل ( هو ) طاهر ( بشرط أن ل يكون به نجاسة جأامدة‬
‫قياسا للماء على غيره‬
‫وفي الكفاية وغيرها ما يقتضي أن الجمهور على هذا الوجأه‬
‫ول فرق بين أن يكون ذلك القليل متغيرا أم ل‬
‫) ل طهور ( لنه مغسول فهو كالثوب فلو انتفت الكثرة أو‬
‫انتفى اليراد أو الطهورية أو كان به نجاسة جأامدة لم يطهر‬
‫جأزما فهذه القيود شرط للقول بالطهارة ل للقول بعدمها‬
‫فلو قال فلو لم يبلغهما لم يطهر وقيل إن كوثار إلخ فهو‬
‫طاهر غير طهور كان أولى‬
‫قال الشارح و ل هنا اسم بمعنى غير ظأهر إعرابها فيما‬
‫بعدها لكونها على صورة الحرف وهي معه صفة لما قبلها‬
‫أي لن شرط العطف ب ل أن يكون ما بعدها مغايرا لما‬
‫قبلها كقولك جأاء رجأل ل امرأة بخلف قولك جأاء رجأل ل زيد‬
‫لن الرجأل يصدق على زيد‬
‫) ويستثنى ( من النجس ) ميتة ل دم لها ( أصالة‬
‫) سائل ( أي ل يسيل دمها عند شق عضو منها في حياتها‬
‫كزنبور بضم أوله وعقرب ووزغ وذباب وقمل وبرغوث ل‬
‫نحو حية وضفدع وفأرة‬
‫) فل تنجس مائعا ( ماء أو غيره بوقوعها فيه بشرط أن ل‬
‫يطرحها طارح ولم تغيره ) على المشهور ( لمشقة الحتراز‬
‫عنها ولخبر البخاري إذا وقع الذباب في شراب أحدكم‬
‫فليغمسه كله ثام لينزعه فإن في أحد جأناحيه داء أي وهو‬
‫اليسار كما قيل وفي الخر شفاء زاد أبو داود إنه يتقى‬
‫بجناحه الذي فيه الداء وقد يفضي غمسه إلى موته فلو‬

‫نجس المائع لما أمر ب