ΩΣδ∩ ƒΘΩÑóƒñ 007
http://www.shamela.ws
تم إعداد هذا الملف آليا بواسطة المكتبة الشاملة
مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج
محمد الخطيب الشربيني
سنة الولدة /سنة الوفاة
تحقيق
الناشر دار الفكر
سنة النشر
مكان النشر بيروت
عدد الجأزاء 4
ولم يكن له إل ولد فقط اختص به على الصأح
) ويدخل أولد البنات ( قريبهم وبعيدهم ) في الوقف على
الذرية و ( على ) النسل و ( على ) العقب ( بكسر القاف
بخطه ويجوز إسكانها وهو ولد الرجأل الذي يبقى بعده قاله
القاضي عياض
) و ( على ) أولد الولد ( لصدق اللفظ بهم
أما في الذرية فلقوله تعالى } ومن ذريته داود وسليمان {
إلى أن ذكر عيسى وليس هو إل وله البنت والنسل والعقب
في معناه
) إل أن يقول على من ينتسب إلي منهم ( أي من أولد
الولد فل يدخل أولد البنات لنهم ل ينتسبون إليه بل إلى
آبائهم
فإن قيل قال صألى الله عليه وسلم في الحسن بن علي إن
ابني هذا سيد
أجأيب بأنه من خصائصه صألى الله عليه وسلم أن أولد بناته
ينسبون إليه كما ذكروه في النكاح
فإن قيل قضية كلمهم دخول أولد البنين سواء أكان
الواقف رجأل أم امرأة وهو مشكل في المرأة لقولهم في
النكاح وغيره إنه ل مشاركة بين الم والبن في النسب
أجأيب بأن ذكر النتساب في المرأة هنا لبيان الواقع ل
للخراج فيدخل أولد البنات أيضا وإل يلزم إلغاء الوقف أصأل
فالعبرة فيها بالنسبة اللغوية ل الشرعية ويكون كلم
الفقهاء محمول على وقف الرجأل
تنبيه يدخل الخنثى في الوقف على البنين والبنات لنه ل
يخرج عنهم والشتباه إنما هو في الظاهر
نعم إنما يعطي المتيقن إذا فاضل بين البنين والبنات
ويوقف الباقي إلى البيان ول يدخل في الوقف على أحدهما
لحتمال أنه من الصنف الخر
وظاهر هذا كما قال السنوي أن المال يصرف إلى من عينه
من البنين أو البنات وليس مرادا لنا لم نتيقن استحقاقهم
لنصيب الخنثى بل يوقف نصيبه إلى البيان كما في الميراث
وقد صأرح به ابن المسلم
ول يدخل في الوقف على الولد المنفي باللعان على
الصحيح لنتفاء نسبه عنه فلو استلحقه بعد نفيه دخل جأزما
والمستحقون في هذه اللفاظ لو كان أحدهم حمل عند
الوقف لم يدخل على الصأح لنه قبل النفصال ل يسمى
ولدا فل يستحق غلة مدة الحمل فلو كان الموقوف نخلة
فخرجأت ثمرتها قبل خروج الحمل ل يكون له من تلك الثمرة
شيء
فإن قيل هل استحق كالميراث أجأيب بأن المعتبر هنا
تسميته ولدا وهو ل يسمى كما مر بخلف الرث وأما بعد
النفصال فيستحق قطعا وكذا الولد الحادث علوقهم بعد
الوقف يستحقون إذا انفصلوا على الصحيح
ولو وقف على بني تميم دخل فيهم البنات لنه يعبر به عن
القبيلة بخلف العكس
ول يدخل الخوات في الوقف على الخوة كما جأزم به في
الروضة وأصألها في آخر الوصأية وإن قال الماوردي
بدخولهن
) ولو وقف على مواليه وله معتق ( بكسر التاء ) ومعتق (
بفتح التاء ) قسم ( الموقوف ) بينهما ( نصفين على
الصنفين ل على عدد الرؤوس على الراجأح
) وقيل يبطل ( لما فيه من الجأمال
ول يمكن حمل اللفظ على العموم لختلف معناهما وترجأيح
الول من زيادته وصأححه في زيادة الروضة أيضا ونص عليه
المام الشافعي في البويطي
وخرج بقوله وله معتق ومعتق ما إذا لم يوجأد إل أحدهما فإنه
يتعين قطعا فلو طرأ الخر بعده لم يدخل وإن بحث ابن
النقيب دخوله قياسا على الولد
أجأيب عن القياس بأن إطلق المولى على كل منهما من
الشتراك اللفظي وقد دلت القرينة وهي النحصار في
الموجأود على أحد معنيين فصار المعنى الخر غير مراد
وأما مع القرينة فيحمل عليهما احتياطا أو عموما على
خلف في ذلك مقرر في الصأول بخلف الوقف على الخوة
فإن الحقيقة واحدة وإطلق السم على كل واحد من
المتواطىء فمن صأدق عليه هذا السم استحق من الوقف
إل أن يقيد الواقف بالموجأدين حال الوقف فيتبع تقييده
تنبيه ظاهر كلم المصنف أن هذا الخلف يختص بحالة الجمع
وهو موافق لقول المام ل يتجه التشريك في الفراد
كوقفت على مولي وينقدح مراجأعة الواقف لكن ظاهر كلم
ابن المقري في روضه كأصأله التسوية بين المولى
والموالي وهو الظاهر كما صأرح به القاضي أبو الطيب و ابن
الصباغ
وإذا اقتضى الحال الصرف إلى المولى السفل بتصريح أو
غيره لم يدخل فيه من يعتق بموته في الصأح كما ذكره في
الروضة في الوصأايا لنهما ليس من الموالي ل حال
____________________
) (2/388
الوصأية ول حال الموت وقضية التقييد بالموت أن من عتق
في حياته ولو بعد الوقف يدخل
) والصفة المتقدمة على جأمل ( أو مفردات ) معطوفة ( لم
يتخللها كلم طويل ) تعتبر ( تلك الصفة ) في الكل ( من
تلك الجمل أو المفردات
) كوقفت على محتاجأي أولدي وأحفادي ( وهم أولد الولد
) وإخوتي وكذا ( الصفة ) المتأخرة عليها ( أي عنها كما في
المحرر
) والستثناء ( يعتبران في الكل ) إذا عطف ( فيهما ) بواو
كقوله ( في المتأخرة وقفت ) على أولدي وأحفادي
وإخوتي المحتاجأين ( والمحتاج من يجوز له أخذ الزكاة كما
أفتى به القفال وإن بحث الزركشي مراجأعة الواقف إن
أمكن
) أو إل أن يفسق بعضهم ( لما تقرر في الصأول من أن
الصأل اشتراك المعطوف والمعطوف عليه في جأميع
المتعلقات كالصفة وغيرها وكذا الستثناء بجامع عدم
الستقلل
وإن عطف ما ذكر من المتعاطفات ب ثم أو فرق بينهما
بكلم طويل اختصت الصفة والستثناء بالمعطوف الخير
فالشرط في عودهما للجميع العطف بالواو وأن ل يتخلل
كلم طويل كما نقله في أصأل الروضة عن المام وأقره
قال الزركشي وما نقل عن المام إنما هو احتمال له
والمذهب خلفه وقد صأرح هو في البرهان بأن مذهب
الشافعي العود إلى الجميع
وإن كان العطف ب ثم قال في المختار إنه ل يتقيد بالواو
بل الضابط وجأود عاطف جأامع بالوضع كالواو والفاء وثم اه
وهذا المختار هو المعتمد
وتقديم الصفة على المتعاطفات كتأخيرها عنها في عودها
إلى الجميع وكذا المتوسطة وإن قال السبكي الظاهر
اختصاصأها بما وليته اه
ومثلها فيما ذكر الستثناء
واعلم أن عود الستثناء إلى الجمل ل يتقيد بالعطف فقد
نقل الرافعي في اليمان أنه يعود إليها بل عطف حيث قال
القاضي أبو الطيب لو قال إن شاء الله أنت طالق عبدي حر
لم تطلق ولم يعتق
تنبيه ما ذكره المصنف مثال لعطف المفردات ل الجمل إل
أن يقدر لكل من المعطوفات عامل
ولو وقف على زوجأاته أو أمهات أولده وبناته ما لم يتزوجأن
فتزوجأت واحدة منهن خرجأت ول تعود إذا طلقت أو فارقت
بفسخ أو وفاة
فإن قيل لو وقف على بناته الرامل فتزوجأت واحدة منهن
ثم طلقت عاد استحقاقها فهل كان هنا كذلك أجأيب بأنه في
البنات أثبت استحقاق البنات الرامل وبالطلق صأارت أرملة
وهنا جأعلها مستحقة إل أن تتزوج وبالطلق ل تخرج عن
كونها تزوجأت
ومقتضى هذا وكلم ابن المقري وأصأله من لم تتزوج أصأل
أرملة وليس مرادا بل الذي نص عليه الشافعي رضي الله
تعالى عنه أنها التي فارقها زوجأها
وفي الوصأية من الروضة أنه الصأح وعلى هذا فل سؤال
فصل في أحكام الوقف المعنوية ) الظهر أن الملك في
رقبة الموقوف ( على معين أو جأهة ) ينتقل إلى الله تعالى
( وفسر المصنف انتقاله إلى الله تعالى بقوله ) أي ينفك
عن اختصاص الدمي ( ذكر وأنثى وإل فجميع الموجأودات له
سبحانه وتعالى في كل الوقات
قال المام في الشامل ل يتصور في حق العباد ملك الرقاب
وإن أطلق توسعا فالمالك في الحقيقة هو الله تعالى
وقوله ) فل يكون للواقف ول للموقوف عليه ( أشار به إلى
القولين الخرين
وجأه بقاء الملك للواقف أنه حبس الصأل وسبل الثمرة
وذلك ل يوجأب زوال ملكه ووجأه الثالث اللحاق بالصدقة
فإن قيل الوقف يثبت بشاهد ويمين وهو يدل لهذين
القولين وأن حقوق الله تعالى ل تثبت إل بشاهدين
أجأيب بأن المقصود بالثبوت هو الربع وهو حق آدمي ولو
جأعل البقعة مسجدا أو مقبرة انفك اختصاص الدمي قطعا
ومثلها بأن المقصود بالثبوت هو الريع وهو حق آدمي ولو
جأعل البقعة مسجدا أو مقبرة انفك اختصاص الدمي قطعا
ومثلها الرباط والمدرسة ونحوهما
) ومنافعه ( أي الموقوف على معين عند الطلق ) ملك
للموقوف عليه ( وفسر المصنف هذا الملك بقوله
) يستوفيها بنفسه وبغيره بإعارة وإجأارة ( كسائر الملك
ولكن ل يؤجأر إل إذا كان ناظرا أو أذن له الناظر في ذلك
____________________
) (2/389
نعم للناظر منعه من سكنى الدار الموقوفة عليه ليؤجأرها
للعمارة إن اقتضاها الحال لنه إذا لم يمنعه لربما أدى ذلك
إلى الخراب
وفهم من تجويز العارة الجأارة بدون أجأرة المثل وبه صأرح
المام فإن كان الوقف على جأهة كالفقراء لم يملك
الموقوف عليه المنفعة بل النتفاع أو قيد بشيء كما لو
وقف دارا على أن يسكنها معلم الصبيان بالقرية مثل ليس
له أن يسكنها غيره بأجأرة ول بغيرها
وقضية هذا منع إعارتها وهو كذلك وإن جأرت عادة الناس
بالمسامحة بإعارة بيت المدرس ونحوه وقد نقل أن
المصنف لما ولي دار الحديث وفيها قاعة للشيخ لم يسكنها
وأسكنها غيره فلو قال الواقف لتشغل ويعطى المعلم
غلتها لم يسكنها كما في الروضة وأصألها عن فتاوى القفال
وغيره
ولو حصل من استيفاء المنفعة نقص في عين الموقوف
كرصأاص الحمام واستوفى الموقوف عليه الجأرة لزمه قيمة
ما أذهبته النار من الرصأاص مما قبضه من الجأرة وصأرفه
في مثله قاله في المطلب تفقها قال الدميري وعليه عمل
الناس
تنبيه أفهم قوله للموقوف عليه أن الواقف ل ينتفع بشيء
من الوقف لكن يستثنى منه ما لو وقف شخص ملكه مسجدا
أو مقبرة أو بئرا فله أن يصلي فيه ويدفن فيه ويستقي منه
) ويملك الجأرة ( للموقوف كما لو أجأر ملكه لنها من
المنافع
تنبيه قد يفهم هذا أن الناظر لو أجأر الوقف سنين بأجأرة
معجلة أن له صأرفها إليه في الحال وقد مر الكلم على ذلك
في كتاب الجأارة فمن شاء فليراجأعه
) و ( يملك أيضا ) فوائده ( الحاصألة بعد الوقف عند الطلق
أو شرط أنها للموقوف عليه ) كثمرة ( وأغصان ونحوه مما
يعتاد قطعه لنها كالثمرة بخلف ما ل يعتاد قطعه
نعم إن شرط قطع الغصان التي ل يعتاد قطعها مع ثمارها
كانت له قاله المام
أما الثمرة الموجأودة حال الوقف فهي للواقف إن كانت
مؤبرة وإل فقولن قاله الدارمي
وينبغي أن تكون للموقوف عليه
) وصأوف ( وشعر ووبر وريش ) ولبن وكذا الولد ( الحادث
بعد الوقف يملكه الموقوف عليه عند الطلق أو عند شرط
الولد له ) في الصأح ( كالثمرة واللبن
) والثاني يكون وقفا ( تبعا لمه ولو كانت حامل عند الوقف
فولدها وقف على الثاني وكذا على الول بناء على أنه يعلم
وهو الصأح ومثله الصوف ونحوه كما بحثه شيخنا
تنبيه محل ملكه لولد المة إذا كان من نكاح أو زنا فإن كان
من وطء شبهة فهو حر وعلى الواطىء قيمته وتكون ملكا
للموقوف عليه إن جأعلنا الولد ملكا له وإل فيشترى بها عبد
ويوقف كما قاله
وظاهره أنه ل فرق بين أن يكون الولد ذكرا أو أنثى وهو
كذلك وإن قال السنوي إنما يشترى به عبد إذا كان الولد
ذكرا وإل فأنثى كما لو قتل الموقوف لن الولد حين انعقاده
لم يكن صأالحا للوقفية بخلف المة الموقوفة إذا قتلت
فشراء العبد بالقيمة أولى لنه خير من المة ويكسبه ما ل
تكسبه فهو أصألح للوقف
وخرج بعند الطلق وقف دابة لركوب ففوائدها من در
ونحوه للواقف لنها لم تدخل في الوقف
والحيوان الموقوف للنزاء ل يستعمل في غير النزاء نعم
لو عجز عن النزاء جأاز استعمال الواقف له في غيره كما
قاله الذرعي
) ولو ماتت البهيمة ( الموقوفة ) اختص بجلدها ( لنه أولى
بها من غيره فإن اندبغ ولو بنفسه كما بحثه شيخنا عاد وقفا
قال في الدقائق وعبرت بالختصاص لن النجس ل يوصأف
بأنه مملوك
وإن قطع بموت البهيمة الموقوفة المأكولة جأاز ذبحها
للضرورة وهل يفعل الحاكم بلحمها ما يراه مصلحة أو يباع
ويشترى بثمنه دابة من جأنسها وتوقف وجأهان رجأح الول
ابن المقري والثاني صأاحب النوار وهو كما قال شيخنا
أولى بالترجأيح
فإن لم يقطع بموتها لم يجز ذبحها وإن خرجأت عن النتفاع
كما ل يجوز إعتاق العبد الموقوف
وقضية كلم الروضة أنه ل يجوز بيعها حية وهو كذلك كما
صأححه المحاملي و الجرجأاني وإن قال الماوردي بالجواز
) وله ( أي الموقوف عليه ) مهر ( وطء ) الجارية إذا وطئت
بشبهة ( أو زنا بها مكرهة أو غير مميزة ) أو نكاح إن
صأححناه ( أي نكاحها ) وهو الصأح ( إذا زوجأها الحاكم من
غير الواقف والموقوف عليه وأذن له الموقوف عليه لنه
____________________
) (2/390
من جأملة الفوائد كالثمرة
ويحرم على الوافق والموقوف عليه وطء المة الموقوفة
ول يلزم الموقوف عليه الذن في تزويجها وإن طلبته منه
لن الحق له
ول يحل له نكاحها بل لو وقفت عليه زوجأته انفسخ نكاحه إن
قبل الوقف على القول باشتراط القبول
ول يحل نكاحها للواقف أيضا وإذا وطئها الموقوف عليه ل
يلزمه المهر ول قيمة ولدها الحادث بتلفه أو بانعقاده حرا
لن المهر ولد الموقوفة الحادث له ويلزمه الحد حيث ل
شبهة كالواقف ول أثر لملكه المنفعة وهذا هو المعتمد كما
جأرى عليه ابن المقري في روضه
وسيأتي في باب الوصأية إن شاء الله تعالى أن الموصأى له
بمنفعة أمة إذا وطئها ل حد عليه والفرق بينه وبين
الموقوف عليه
تنبيه قول المصنف إن صأححناه ل مفهوم له لنه إذا لم يصح
كان وطء شبهة وقد قال إن المهر له في ذلك
أما إذا زنى بها مطاوعة وهي مميزة فل مهر لها
) والمذهب أنه ( أي الموقوف عليه وكذا الواقف ) ل يملك
قيمة العبد ( مثل ) الموقوف إذا ( تلف تحت يد ضامنه
لرقبته أو ) أتلف ( سواء أتلفه أجأنبي أم الواقف أم
الموقوف عليه تعديا
أما إذا أتلفه الموقوف عليه بل تعد فل ضمان ومن ذلك كما
في زيادة الروضة الكيزان المسبلة على أحواض الماء وكذا
الكتب الموقوفة على طلب العلم مثل فل ضمان على من
تلف في يده شيء منها بل تعد وإن تعدى ضمن ومن التعدي
استعماله في غير ما وقف له
) بل يشترى بها ( أي بالقيمة ) عبد ( مثله فل يشترى أمة
بقيمته ول عبد بقيمة أمة ول صأغير بقيمة كبير ول عكسه
على أقوى الوجأهين كما رجأحه المصنف
) ليكون وقفا مكانه ( مراعاة لغرض الواقف من استمرار
الثواب وتعلق حق البطن الثاني وما بعده به
تنبيه الذي يتولى الشراء والوقف هو الحاكم ول فرق بين أن
يكون للوقف ناظر خاص أو ل وهو كذلك خلفا للزركشي
في الشق الول بناء على أن الموقوف ملك لله تعالى
وأشار المصنف بقوله ليكون وقفا إلى أنه ل يصير وقفا
حتى يقفه الحاكم
وفرق بينه وبين المبني في عمار الجدران الموقوفة
وترميمها حيث يصير وقفا بالبناء لجهة الوقف بأن العبد
الموقوف مثل قد فات بالكلية والرض الموقوفة باقية
والطين والحجر المبني بهما كالوصأف التابع
) فإن تعذر ( شراء عبد بقيمة التالف ) فبعض عبد ( لنه
أقرب إلى مقصود الواقف بخلف الضحية حيث ل يشترى
بقيمتها شقص شاة لتعذر التضحية به وقيل يملك القيمة
الموقوف عليه بناء على أن الملك له وينتهي الوقف له
والطريق الثاني القطع بشراء عبد بها إلخ
فإن تعذر الشقص ففيه ثلثة أوجأه أحدها يبقى البدل إلى
أن يتمكن من شراء شقص
ثانيها يكون ملكا للموقوف عليه ثالثها يكون لقرب الناس
إلى الواقف وهذا أقربها
ولو جأنى الموقوف جأناية توجأب قصاصأا اقتص منه وفات
الوقف كما لو مات وإن وجأب بجنايته مال أو قصاص وعفي
على مال فداه الواقف بأقل المرين من قيمته والرش وإن
مات العبد بعد الجناية ول يتعلق المال برقبته لتعذر بيعه وله
إن تكررت الجناية منه حكم أم الولد
وإن مات الواقف ثم جأنى العبد أفدي من كسبه في أحد
وجأهين يظهر ترجأيحه والوجأه الخر من بيت المال كالحر
المعسر ول يفتدى من تركة الواقف لنها انتقلت إلى
الوارث
) ولو ( تعطلت منفعة الموقوف بسبب غير مضمون كأن
) جأفت الشجرة ( أو قلعها ريح أو سيل أو نحو ذلك ولم
يمكن إعادتها إلى مغرسها قبل جأفافها ) لم ينقطع الوقف
على المذهب ( وإن امتنع وقفها ابتداء لقوة الدوام
تنبيه لو عبر كالمحرر والروضة وأصألها بالصأح كان أولى
فإن المقابل وجأه يقول إن الوقف ينقطع وينقلب ملكا
للواقف أو وارثه ل طريقة
) بل ينتفع بها ( حاله كونها ) جأذعا ( بإجأارة وغيرها إدامة
للوقف في عينها
ول تباع ول توهب للخبر السابق أول الباب ) وقيل تباع (
لتعذر النتفاع كما شرطه الواقف
) والثمن ( على هذا حكمه ) كقيمة العبد ( المتلف على ما
سبق فيه
فإن لم يمكن النتفاع بها إل باستهلكها بإحراق أو نحوه
ففيه خلف قيل تصير
____________________
) (2/391
ملكا للموقوف عليه لكنها ل تباع ول توهب بل ينتفع بعينها
كأم الولد ولحم الضحية وصأحح هذا ابن الرفعة و القمولي
وجأرى عليه ابن المقري في روضه ونقل أصأله عن اختيار
المتولي
ولكن اقتصار المصنف على ما ذكره كالحاوي الصغير
يقتضي أنها ل تصير ملكا بحال قال شيخنا وهو المعتمد
الموافق للدليل وكلم الجمهور اه
والول أوجأه
فإن قيل يلزم عليه التنافي إذ القول بأن الوقف ل يبطل
ويعود ملكا متنافيان
أجأيب بأن معنى عوده ملكا أنه ينتفع به ولو باستهلك عينه
كالحراق ومعنى عدم بطلن الوقف أنه ما دام باقيا ل يفعل
ما يفعل بسائر الملك من بيع ونحوه كما مر وإذا كان كذلك
فل تنافي بين بقاء الوقف وعوده ملكا بل قيل إن الموقوف
ملك للموقوف عليه في حال النتفاع به
ولو كان البناء والغراس موقوفا في أرض مستأجأرة وصأار
الريع ل يفي بالجأرة أو يفي بها فقط أفتى ابن الستاذ بأنه
يلتحق بما ل ينتفع به إل باستهلكه أي بإحراق ونحوه فيقلع
وينتفع بعينه إن أمكن وإل صأرف إلى الموقوف عليه اه
وهذا مما يؤيد ما مر
ثم قال وإن كان الغراس مما ينتفع بعينه بعد القلع وانتهت
مدة الجأارة واختار المؤجأر قلعه فيظهر عدم صأحة الواقف
ابتداء اه
وهذا ممنوع لما مر أنه يصح وقف الرياحين المغروسة وعلل
بأنها تبقى مدة
ولو اشترى بناء على أرض محتكرة ولم يستأجأرها ثم وقف
البناء قال الزركشي فالظاهر أنه إن كان ثم ريع وجأبت منه
الجأرة وإل لم يلزم الواقف أجأرة لما بعد الوقف وللمالك
مطالبته بالتفريغ اه
وإذا قلع يأتي فيه التفصيل المتقدم
وإذا انقلعت أشجار الموقوف أو انهدم بناؤه أجأرت أرضه لما
ل يراد دوامه كزرعها ولما يراد كغرس وشرط قلعه عند
انتهاء المدة وغرست الرض أو بنيت بأجأرتها الحاصألة
بإيجارها بعد انقضاء مدة الجأارة
) والصأح جأواز بيع حصر المسجد ( الموقوفة ) إذا بليت
وجأذوعه إذا انكسرت ( أو أشرفت على ذلك كما في الروضة
وأصألها ولو اقتصر عليه المصنف لفهم حكم المنكسر
بطريق الولى
) ولم تصلح إل للحراق ( لئل تضيع ويضيق المكان بها من
غير فائدة فتحصيل نزر يسير من ثمنها يعود إلى الوقف
أولى من ضياعها ول تدخل بذلك تحت بيع الوقف لنها
صأارت في حكم المعدومة
وهذا ما جأرى عليه الشيخان وهو المعتمد وعلى هذا يصرف
ثمنها في مصالح المسجد
قال الرافعي والقياس أن يشترى بثمن الحصير حصير ل
غيرها قال ويشبه أنه مرادهم اه
وهو ظاهر إن أمكن وإل فالول
وكالحصر في ذلك نحاتة الخشب وأستار الكعبة إذا لم يبق
فيها نفع ول جأمال
والثاني ل يباع ما ذكر إدامة للوقف في عينه ولنه يمكن
النتفاع به في طبخ جأص أو آجأر
قال السبكي وقد تقوم قطعة من الجذوع مقام آجأرة وقد
تقوم النحاتة مقام التراب ويختلط به
قال الذرعي ولعله أراد مقام التبن الذي يستعمل في
الطين وجأرى على هذا جأمع من المتأخرين
وأجأاب الول بأنه ل نظر لمكان النتفاع في هذه المور لن
ذلك نادر لندرة اصأطناع هذه الشياء لبعض المساجأد فضل
عن جأميعها
أما الحصر الموهوبة أو المشتراة للمسجد فإنها تباع للحاجأة
واحترز بقوله إل للحراق عما إذا أمكن أن يتخذ منها ألواح
وأبواب فل تباع قطعا
تنبيه جأدار الدار الموقوفة المنهدم إذا تعذر بناؤه كالتالف
فيأتي فيه ما مر
) ولو انهدم مسجد وتعذرت إعادته ( أو تعطل بخراب البلد
مثل ) لم ( يعد ملكا ولم ) يبع بحال ( كالعبد إذا عتق ثم زمن
ولم ينقض إن لم يخف عليه لمكان الصلة فيه ولمكان
عوده كما كان قال المتولي وتصرف غلة وقفه لقرب
المساجأد إليه أي إذا لم يتوقع عوده وإل حفظ كما قاله
المام
وهذا أولى من قول الماوردي تصرف إلى الفقراء
والمساكين ومن قول الروياني إنه كمنقطع الخر
فإن خيف عليه نقض وبنى الحاكم بنقضه مسجدا آخر إن
رأى ذلك وإل حفظه
وبناؤه بقربه أولى ول يبني به بئرا كما ل يبني بنقض بئر
خربت مسجدا بل بئرا أخرى مراعاة لغرض الواقف ما أمكن
ولو وقف على قنطرة وانحرق الوادي وتعطلت القنطرة
واحتيج إلى قنطرة أخرى جأاز نقلها إلى محل الحاجأة
وغلة وقف الثغر هو الطرف الملصأق من بلدنا بلد الكفار
إذا حصل فيه المن يحفظه الناظر لحتمال عوده ثغرا
ويدخر من زائد غلة المسجد
____________________
) (2/392
على ما يحتاج إليه ما يعمره بتقدير هدمه ويشتري له
بالباقي عقارا ويقفه لنه أحفظ له ل بشيء من الموقوف
على عمارته لن الواقف وقف عليها
فرع تقدم عمارة الموقوف على حق الموقوف عليهم لما
في ذلك من حفظ الوقف ويشرف ريع الموقوف على
المسجد وقفا مطلقا أو على عمارته في البناء والتجصيص
المحكم والسلم والبواري للتظليل بها والمكانس ليكنس بها
والمساحي لينقل بها التراب وفي ظلة تمنع إفساد خشب
الباب بمطر ونحوه إن لم يضر بالمارة وفي أجأرة قيم ل
مؤذن وإمام وحصر ودهن لن القيم يحفظ العمارة بخلف
الباقي
فإن كان الوقف لمصالح المسجد صأرف من ريعه لمن ذكر ل
في التزويق والنقش بل لو وقف عليها لم يصح كما مرت
الشارة إليه ول يصرف لحشيش السقف ما عين لحشيش
الحصر ول عكسه
ولهل الوقف المهايأة ل قسمته وإن قلنا القسمة إفراز لما
فيه من تغيير شرط الواقف ول تغييره عن هيئته كجعل
البستان دارا أو حماما إل أن يشرط الواقف العمل
بالمصلحة فيجوز التغيير بحسبها عمل بشرطه
قال السبكي والذي أراه تغييره في غير ذلك بثلثة شروط
أن يكون يسيرا ل يغير مسمى الوقف وأن ل يزيل شيئا من
عينه بل ينقل نقضه من جأانب إلى جأانب وأن يكون فيه
مصلحة للوقف
وعليه ففتح شباك الطبرسية في جأدار الجامع الزهر ل
يجوز إذ ل مصلحة للجامع فيه وكذا فتح أبواب الحرم لنه
إنما هو لمصلحة السكان
فصل في بيان النظر على الوقف وشرط الناظر ووظيفته )
إن شرط الواقف النظر ( على وقفه ) لنفسه أو غيره (
واحدا كان أو أكثر ) اتبع ( شرطه سواء فوضه له في حال
حياته أم أوصأى به لنه المتقرب بالصدقة فيتبع شرطه كما
يتبع في مصارفها وغيرها
ولو جأعل ولية وقفه لفلن فإن مات فلفلن جأاز
وقد كان عمر رضي الله تعالى عنه يلي أمر صأدقته ثم جأعله
إلى حفصة تليه ما عاشت ثم يليه أولو الرأي من أهلها رواه
أبو داود ولقبول المشروط له النظر حكم قبول الوكيل
بجامع اشتراكهما في التصرف وفي جأواز المتناع منهما
بعد قبولهما فل يشترط قبوله لفظ
) وإل ( أي وإن لم يشرطه لحد ) فالنظر للقاضي على
المذهب ( لن له النظر العام فكان أولى بالنظر فيه ولن
الملك في الوقف لله تعالى والطريق الثاني ينبني على
أقوال الملك والخلف في الروضة كأصألها وجأهان
ولو بنى مسجدا ببلد ووقف عليه وقفا ببلد آخر ولم يشرط
النظر لحد وقلنا بالمذهب إن النظر للحاكم كان النظر على
المسجد لحاكم بلده وعلى الموقوف لحاكم بلده
ووقع بعد تولية القضاة الربعة فتوى فيمن شرط النظر
لزيد ثم لحاكم المسلمين بدمشق
وأفتى الفزاري بأن النظر المشروط للحاكم ل يختص بحاكم
معين ونوزع في ذلك واختار السبكي اختصاص الشافعي
بالنظر في الوقاف التي شرطت للحاكم والتي سكت عن
نظرها والتي آل نظرها إلى الحاكم قال لن القاضي
الشافعي وهو المفهوم عرفا عند الطلق فمتى قيل
القاضي من غير تعيين فهو الشافعي وإن أريد غيره قيدوه
وقد استقر ذلك في الديار المصرية وبسط القول في ذلك
) وشرط الناظر العدالة ( وإن كان الوقف على معينين
رشداء لن النظر ولية كما في الوصأي والقيم
قال السبكي ويعتبر في منصوب الحاكم العدالة الباطنة
وينبغي أن يكتفي في منصوب الواقف بالظاهرة كما في
الب وإن افترقا في وفور شفقة الب وخالف الذرعي
فاعتبر فيه الباطنة أيضا والول أوجأه
) و ( شرطه أيضا ) الكفاية ( وفسرها في الذخائر بقوة
الشخص وقدرته وعلى التصرف فيما هو ناظر عليه فإن
اختلت إحداهما نزع الحاكم الوقف منه وإن كان المشروط
له النظر الواقف
وقضية كلم الشيخين أن الحاكم يتوله استقلل فيوليه من
أراد وأن النظر ل ينتقل لمن بعده إذا شرط الواقف النظر
لنسان بعد آخر أي إل أن ينص عليه الواقف كما قاله
السبكي وغيره فإن زال الختلل عاد نظره إن كان
مشروطا في الوقف منصوصأا عليه بعينه كما ذكره المصنف
في فتاويه وإن اقتضى كلم المام خلفه وما في الفتاوى
يدل على أنه ل ينفذ عزله من نفسه ول من غيره وهو كذلك
من غيره أو من نفسه إذا تعين
____________________
) (2/393
تنبيه في ذكر الكفاية كفاية عن قوله ) والهتداء إلى
التصرف ( ولذلك حذفه من الروضة كأصألها وحينئذ فعطف
الهتداء على الكفاية من عطف التفسير أو يقال أفرده
بالذكر لكونه المهم من الكفاية
ولو كان له النظر على مواضع فأثبت أهليته في مكان ثبت
في باقي الماكن من حيث المانة ول يثبت من حيث الكفاية
إل إن ثبتت أهليته في سائر الوقاف قاله ابن الصلح وهو
كما قال الدميري ظاهر إذا كان الباقي فوق ما أثبت أهليته
فيه أو مثله بكثرة مصارفه وأعماله فإن كان أقل فل
ول يتصرف الناظر إل على وجأه النظر والحتياط لنه ينظر
في مصالح الغير فأشبه ولي اليتيم
) ووظيفته ( عند الطلق أو تفويض جأميع امور ) العمارة
والجأارة وتحصيل الغلة وقسمتها ( على مستحقيها وحفظ
الصأول والغلت على الحتياط لنه المعهود في مثله
تنبيه أفتى ابن عبد السلم بأن المدرس هو الذي ينزل
الفقهاء ويقرر جأامكياتهم وأنه ليس للناظر إل تحصيل الريع
وقسمته على المنزلين
وهذا قد يخالفه قول المصنف بعد وللواقف عزل من وله
ونصب غيره والناظر قائم مقام الواقف فإنه قد أقامه
مقام نفسه فكيف يقال بتقديم غيره عليه وكيف يقال
الناظر يولي المدرس وهو ينزل الطلبة فالمدرس فرع
الناظر فكيف يقدم الفرع على الصأل وهذا هو المعتمد كما
صأوبه الزركشي وغيره
) فإن فوض إليه بعض هذه المور لم يتعده ( اتباعا للشرط
كالوكيل
ولو شرط الواقف للناظر شيئا من الريع جأاز جأاز وإن زاد
على اجأرة مثله كما صأرح به الماوردي بخلف ما لو كان
النظر له وشرط لنفسه فإنه ل يزيد على أجأرة المثل كما
مرت الشارة إليه فإن لم يذكر الواقف للناظر أجأرة فل
أجأرة له على الصحيح كالغسال ونحوه فلو رفع الناظر المر
الى الحاكم ليقرر له أجأرة فهو كما إذا تبرم الولي بحفظ
مال الطفل فرفع المر الى القاضي ليثبت له أجأره ولو
ادعى متولى الوقف صأرف الريع للمستحقين فإن كانوا
معينين فالقول قولهم ولهم مطالبته بالحساب وإن كانوا
غير معينين فهل للمام مطالبته بالحساب أول وجأهان
حكاهما شريح في أدب القضاء أوجأههما الول ويصدق في
قدر ما أنفقه عند الحتمال فإن اتهمه الحاكم حلفه والمراد
كما قال الذرعي اتفاقه فيما يرجأع الى العادة وفي معناه
الصرف الى الفقراء ونحوهم من الجهات العامة بخلف
اتفاقه على الموقوف عليه المعين فل يصدق فيه لنه لم
يأتمنه ولو فوض الواقف النظر لثنين لم يستقل أحدهما
بالتصرف ما لم ينص عليه ولو جأعل النظر لعدلين من أولده
وليس فيهم إل عدل نصب الحاكم آخر وإن شرطه للرشد
من أولده فالرشد فأثبت كل منهم أنه الرشد اشتركوا في
النظر بل استقلل إن وجأدت الهلية فيهم لن الرشدية قد
سقطت بتعارض البينات فيها وبقي أصأل الرشد وإن وجأدت
الرشدية في بعض منهم اختص بالنظر عمل بالبينة ويدخل
في الرشد من أولد أولده الرشد من أولد البنات لصدقه
به ولو قال الواقف جأعلت النظر لفلن وله أن يقوض النظر
الى من أراد ففوض النظر الى شخص فهو يزول نظر
المفوض أو يكون المفوض إليه وكيل عن المفوض وفائدة
ذلك لنه لو مات المفوض هل يتقي النظر للفوض إليه أو
مات المفوض إليه هل يعود للمفوض أول يدل للول ما في
فتاوي المصنف إذا شرط الواقف النظر لنسان وجأعل له أن
يسند الى من شاء وكذلك سند بعد سند فأسند الى انسان
فهل للمسند عزل المسند إليه أول وهل يعود للنظر الى
المسند أول ولو أسند المسند أو المسند إليه الى ثالث فهل
للول عزله اول أجأاب ليس للمسند عزل المسند إليه ول
مشاركته ول يعود النظر إليه بعد موته وليس له ول للثاني
عزل الثالث الذي أسند إليه الثاني وللواقف الناظر عزل من
أي شخص وله النظر ونصب غيره مكانه كما يعزل الموكل
وكيله وينصب غيره وكان المتولى نائبا عنه أما غير الناظر
فل يصح منه تولية ول عزل بل هي للحاكم تنبيه قد يقتضي
كلمه أن له العزل بل سبب وبه صأرح السبكي في فتاويه
فقال أنه يجوز للواقف وللناظر الذي من جأهته عزل
المدرس ونحوه إذا لم يكن مشروطا في الوقف لمصلحة
ولغير مصلحة لنه كالوكيل المأذون له في
____________________
) (2/394
اسكان هذا الدار لفقير فله أن يسكنها من شاء من الفقراء
إذا سكنها فقير مدة فله أن يخرجأه ويسكن غير لمصلحة
ولغير مصلحة وليس تعينه لذلك يصيره كأنه مراد الواقف
حتى يمتنع تغيره وبسط في ذلك فإن قبل في زوائد
الروضة قبيل باب القسمة من الماوردي أنه إذا ارادوا لي
المر اسقاط بعض الجأناد المثبتين في الديوان بسبب جأاز
أو بغير سبب فل وإذا كان هذا في النظر العام ففي النظر
الخاص المقتضي للحتياط أولي أجأيب بأن الجأناد المثبتين
في الديوان قدربطوا أنفسهم علي الجهاد وهو من فروض
الكفايات ومن شرع فيه أو ربط نفسه عليه ل يجوز إخراجأه
بغير سبب بخلف الوقف فإنه خارج عن فروض الكفايات
وقال البلقيني عزل الناظر للمدرس من غير طريق مسوغ
ل ينفذ ويكون قادحا في نظره وقال الزركشي في خادمه ل
يبعد أن ينفذ وإن كان عزله غير جأائز وقال في شرحه على
المنهاج في القضاء ل ينعزل أصأحاب الوظائف الخاصأة
كالمامة والقراء والتصوف والتدريس والطلب والنظر من
غير سبب كما أفتى به كثير من المتأخرين منهم ابن رزين
فقال من تولي تدريسا ل يجوز عزله بمثله ول بدونه ول
ينعزل بذلك أه وهذا هو الظاهر ثم استثني المصنف من
جأواز العزل قوله إل أن يشرط الواقف لشخص نظره حال
الوقف فليس له عزله ولو لمصلحة لنه ل تغيير لما شرطه
كما ليس لغير ذلك ولنه ل نظر له حينئذ وليس له عزل من
شرط تدريسه أو فوض إليه حال الوقف ولو لمصلحة كما لو
وقف على أولده الفقراء ل يجوز تبديلهم بالغنياء بخلف
من جأعل له ذلك بعد تمام الوقف فإن له عزله كما نقله
الشيخان من فتاوي البغوي وأقراه لكن ينبغي كما قال
شيخنا تقييده في تفويض التدريس بما إذا كانت جأنحة ولو
عزل الناظر بالشرط نفسه أو فسق فتولية غيره الى
الحاكم إل الى الواقف إذ ل نظر له بعد أن جأعل النظر في
حال الوقف لغيره فإن شرط النظر حال الوقف لزيد بعد
انتقال الوقف من عمرو الى الفقراء فعزل زيد نفسه من
النظر أو استناب فيه غيره قبل انتقال الوقف من عمرو
الى الفقراء لم يصح العزل ول الستنابة لنه غير ناظر في
الحال ول يملك الواقف عزل زيد في الحال ول من بعده كما
علم مما مر وإذا أجأر الناظر العين الموقوفة على غيره مدة
بأجأرة مثله فزادت الجأرة في المدة أو ظهر طالب بالزيادة
عليها لم ينفسخ العقد في الصأح لن العقد قد جأرى
بالغبطة في وقته فأشبه ما إذا باع الولى مال الطفل ثم
ارتفعت القيم بالسواق أو ظهر طالب بالزيادة والثاني
ينفسخ إذا كان للزيادة وقع والطالب ثقة لتبين وقوعه على
خلف الغبطة أما إذا أجأر العين الموقوفة عليه فإنه يصح
قطعا ولو بدون أجأرة المثل كما لو أجأر المطلق به أو أجأر
الناظر الوقوف على غيره بدون أجأرة المثل فإنه ل يصح
قطعا وأفتى ابن الصلح فيما إذا أجأر الناظر الوقف مدة
معلومة بأجأرة معلومة وشهد شاهدان أنها اجأرة المثل حالة
العقد ثم تغيرت الحوال وطرأت أسباب توجأب زيادة أجأرة
المثل أنه يتبين بطلن العقد ويتبين خطأ الشاهدين بأجأرة
المثل لن تقويم المنافع في مدة ممتدة إنما يصح إذا استمر
الحال الوجأودة حالة التقويم التي هي حالة العقد وليس هذا
التقويم كتقويم السلعة الحاضرة قال الذرعي وهذا مشكل
جأدا والذي يقع في النفس إنما ينظر الى أجأرة المثل التى
تنتهى إليها الرغبات حالة العقد في جأميع المدة المعقود
عليها مع قطع النظر عما عساه يتجدد لن ذلك يؤدي الى
سد باب إجأارة الوقاف والزهد فيها لن الدنيا ل تبقى على
حالة واحدة وأطال في رد ذلك وما قاله لخفاء فيه خاتمة
نفقة الوقوف ومؤن تجهيزه وعمارته من حيث شرطها
الواقف من ماله أو من مال الوقف وإل فمن منافع
الموقوف ككسب العبد وغلة العقار فإذا تعطلت منافعه
فالنفقة ومؤ
تم إعداد هذا الملف آليا بواسطة المكتبة الشاملة
مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج
محمد الخطيب الشربيني
سنة الولدة /سنة الوفاة
تحقيق
الناشر دار الفكر
سنة النشر
مكان النشر بيروت
عدد الجأزاء 4
ولم يكن له إل ولد فقط اختص به على الصأح
) ويدخل أولد البنات ( قريبهم وبعيدهم ) في الوقف على
الذرية و ( على ) النسل و ( على ) العقب ( بكسر القاف
بخطه ويجوز إسكانها وهو ولد الرجأل الذي يبقى بعده قاله
القاضي عياض
) و ( على ) أولد الولد ( لصدق اللفظ بهم
أما في الذرية فلقوله تعالى } ومن ذريته داود وسليمان {
إلى أن ذكر عيسى وليس هو إل وله البنت والنسل والعقب
في معناه
) إل أن يقول على من ينتسب إلي منهم ( أي من أولد
الولد فل يدخل أولد البنات لنهم ل ينتسبون إليه بل إلى
آبائهم
فإن قيل قال صألى الله عليه وسلم في الحسن بن علي إن
ابني هذا سيد
أجأيب بأنه من خصائصه صألى الله عليه وسلم أن أولد بناته
ينسبون إليه كما ذكروه في النكاح
فإن قيل قضية كلمهم دخول أولد البنين سواء أكان
الواقف رجأل أم امرأة وهو مشكل في المرأة لقولهم في
النكاح وغيره إنه ل مشاركة بين الم والبن في النسب
أجأيب بأن ذكر النتساب في المرأة هنا لبيان الواقع ل
للخراج فيدخل أولد البنات أيضا وإل يلزم إلغاء الوقف أصأل
فالعبرة فيها بالنسبة اللغوية ل الشرعية ويكون كلم
الفقهاء محمول على وقف الرجأل
تنبيه يدخل الخنثى في الوقف على البنين والبنات لنه ل
يخرج عنهم والشتباه إنما هو في الظاهر
نعم إنما يعطي المتيقن إذا فاضل بين البنين والبنات
ويوقف الباقي إلى البيان ول يدخل في الوقف على أحدهما
لحتمال أنه من الصنف الخر
وظاهر هذا كما قال السنوي أن المال يصرف إلى من عينه
من البنين أو البنات وليس مرادا لنا لم نتيقن استحقاقهم
لنصيب الخنثى بل يوقف نصيبه إلى البيان كما في الميراث
وقد صأرح به ابن المسلم
ول يدخل في الوقف على الولد المنفي باللعان على
الصحيح لنتفاء نسبه عنه فلو استلحقه بعد نفيه دخل جأزما
والمستحقون في هذه اللفاظ لو كان أحدهم حمل عند
الوقف لم يدخل على الصأح لنه قبل النفصال ل يسمى
ولدا فل يستحق غلة مدة الحمل فلو كان الموقوف نخلة
فخرجأت ثمرتها قبل خروج الحمل ل يكون له من تلك الثمرة
شيء
فإن قيل هل استحق كالميراث أجأيب بأن المعتبر هنا
تسميته ولدا وهو ل يسمى كما مر بخلف الرث وأما بعد
النفصال فيستحق قطعا وكذا الولد الحادث علوقهم بعد
الوقف يستحقون إذا انفصلوا على الصحيح
ولو وقف على بني تميم دخل فيهم البنات لنه يعبر به عن
القبيلة بخلف العكس
ول يدخل الخوات في الوقف على الخوة كما جأزم به في
الروضة وأصألها في آخر الوصأية وإن قال الماوردي
بدخولهن
) ولو وقف على مواليه وله معتق ( بكسر التاء ) ومعتق (
بفتح التاء ) قسم ( الموقوف ) بينهما ( نصفين على
الصنفين ل على عدد الرؤوس على الراجأح
) وقيل يبطل ( لما فيه من الجأمال
ول يمكن حمل اللفظ على العموم لختلف معناهما وترجأيح
الول من زيادته وصأححه في زيادة الروضة أيضا ونص عليه
المام الشافعي في البويطي
وخرج بقوله وله معتق ومعتق ما إذا لم يوجأد إل أحدهما فإنه
يتعين قطعا فلو طرأ الخر بعده لم يدخل وإن بحث ابن
النقيب دخوله قياسا على الولد
أجأيب عن القياس بأن إطلق المولى على كل منهما من
الشتراك اللفظي وقد دلت القرينة وهي النحصار في
الموجأود على أحد معنيين فصار المعنى الخر غير مراد
وأما مع القرينة فيحمل عليهما احتياطا أو عموما على
خلف في ذلك مقرر في الصأول بخلف الوقف على الخوة
فإن الحقيقة واحدة وإطلق السم على كل واحد من
المتواطىء فمن صأدق عليه هذا السم استحق من الوقف
إل أن يقيد الواقف بالموجأدين حال الوقف فيتبع تقييده
تنبيه ظاهر كلم المصنف أن هذا الخلف يختص بحالة الجمع
وهو موافق لقول المام ل يتجه التشريك في الفراد
كوقفت على مولي وينقدح مراجأعة الواقف لكن ظاهر كلم
ابن المقري في روضه كأصأله التسوية بين المولى
والموالي وهو الظاهر كما صأرح به القاضي أبو الطيب و ابن
الصباغ
وإذا اقتضى الحال الصرف إلى المولى السفل بتصريح أو
غيره لم يدخل فيه من يعتق بموته في الصأح كما ذكره في
الروضة في الوصأايا لنهما ليس من الموالي ل حال
____________________
) (2/388
الوصأية ول حال الموت وقضية التقييد بالموت أن من عتق
في حياته ولو بعد الوقف يدخل
) والصفة المتقدمة على جأمل ( أو مفردات ) معطوفة ( لم
يتخللها كلم طويل ) تعتبر ( تلك الصفة ) في الكل ( من
تلك الجمل أو المفردات
) كوقفت على محتاجأي أولدي وأحفادي ( وهم أولد الولد
) وإخوتي وكذا ( الصفة ) المتأخرة عليها ( أي عنها كما في
المحرر
) والستثناء ( يعتبران في الكل ) إذا عطف ( فيهما ) بواو
كقوله ( في المتأخرة وقفت ) على أولدي وأحفادي
وإخوتي المحتاجأين ( والمحتاج من يجوز له أخذ الزكاة كما
أفتى به القفال وإن بحث الزركشي مراجأعة الواقف إن
أمكن
) أو إل أن يفسق بعضهم ( لما تقرر في الصأول من أن
الصأل اشتراك المعطوف والمعطوف عليه في جأميع
المتعلقات كالصفة وغيرها وكذا الستثناء بجامع عدم
الستقلل
وإن عطف ما ذكر من المتعاطفات ب ثم أو فرق بينهما
بكلم طويل اختصت الصفة والستثناء بالمعطوف الخير
فالشرط في عودهما للجميع العطف بالواو وأن ل يتخلل
كلم طويل كما نقله في أصأل الروضة عن المام وأقره
قال الزركشي وما نقل عن المام إنما هو احتمال له
والمذهب خلفه وقد صأرح هو في البرهان بأن مذهب
الشافعي العود إلى الجميع
وإن كان العطف ب ثم قال في المختار إنه ل يتقيد بالواو
بل الضابط وجأود عاطف جأامع بالوضع كالواو والفاء وثم اه
وهذا المختار هو المعتمد
وتقديم الصفة على المتعاطفات كتأخيرها عنها في عودها
إلى الجميع وكذا المتوسطة وإن قال السبكي الظاهر
اختصاصأها بما وليته اه
ومثلها فيما ذكر الستثناء
واعلم أن عود الستثناء إلى الجمل ل يتقيد بالعطف فقد
نقل الرافعي في اليمان أنه يعود إليها بل عطف حيث قال
القاضي أبو الطيب لو قال إن شاء الله أنت طالق عبدي حر
لم تطلق ولم يعتق
تنبيه ما ذكره المصنف مثال لعطف المفردات ل الجمل إل
أن يقدر لكل من المعطوفات عامل
ولو وقف على زوجأاته أو أمهات أولده وبناته ما لم يتزوجأن
فتزوجأت واحدة منهن خرجأت ول تعود إذا طلقت أو فارقت
بفسخ أو وفاة
فإن قيل لو وقف على بناته الرامل فتزوجأت واحدة منهن
ثم طلقت عاد استحقاقها فهل كان هنا كذلك أجأيب بأنه في
البنات أثبت استحقاق البنات الرامل وبالطلق صأارت أرملة
وهنا جأعلها مستحقة إل أن تتزوج وبالطلق ل تخرج عن
كونها تزوجأت
ومقتضى هذا وكلم ابن المقري وأصأله من لم تتزوج أصأل
أرملة وليس مرادا بل الذي نص عليه الشافعي رضي الله
تعالى عنه أنها التي فارقها زوجأها
وفي الوصأية من الروضة أنه الصأح وعلى هذا فل سؤال
فصل في أحكام الوقف المعنوية ) الظهر أن الملك في
رقبة الموقوف ( على معين أو جأهة ) ينتقل إلى الله تعالى
( وفسر المصنف انتقاله إلى الله تعالى بقوله ) أي ينفك
عن اختصاص الدمي ( ذكر وأنثى وإل فجميع الموجأودات له
سبحانه وتعالى في كل الوقات
قال المام في الشامل ل يتصور في حق العباد ملك الرقاب
وإن أطلق توسعا فالمالك في الحقيقة هو الله تعالى
وقوله ) فل يكون للواقف ول للموقوف عليه ( أشار به إلى
القولين الخرين
وجأه بقاء الملك للواقف أنه حبس الصأل وسبل الثمرة
وذلك ل يوجأب زوال ملكه ووجأه الثالث اللحاق بالصدقة
فإن قيل الوقف يثبت بشاهد ويمين وهو يدل لهذين
القولين وأن حقوق الله تعالى ل تثبت إل بشاهدين
أجأيب بأن المقصود بالثبوت هو الربع وهو حق آدمي ولو
جأعل البقعة مسجدا أو مقبرة انفك اختصاص الدمي قطعا
ومثلها بأن المقصود بالثبوت هو الريع وهو حق آدمي ولو
جأعل البقعة مسجدا أو مقبرة انفك اختصاص الدمي قطعا
ومثلها الرباط والمدرسة ونحوهما
) ومنافعه ( أي الموقوف على معين عند الطلق ) ملك
للموقوف عليه ( وفسر المصنف هذا الملك بقوله
) يستوفيها بنفسه وبغيره بإعارة وإجأارة ( كسائر الملك
ولكن ل يؤجأر إل إذا كان ناظرا أو أذن له الناظر في ذلك
____________________
) (2/389
نعم للناظر منعه من سكنى الدار الموقوفة عليه ليؤجأرها
للعمارة إن اقتضاها الحال لنه إذا لم يمنعه لربما أدى ذلك
إلى الخراب
وفهم من تجويز العارة الجأارة بدون أجأرة المثل وبه صأرح
المام فإن كان الوقف على جأهة كالفقراء لم يملك
الموقوف عليه المنفعة بل النتفاع أو قيد بشيء كما لو
وقف دارا على أن يسكنها معلم الصبيان بالقرية مثل ليس
له أن يسكنها غيره بأجأرة ول بغيرها
وقضية هذا منع إعارتها وهو كذلك وإن جأرت عادة الناس
بالمسامحة بإعارة بيت المدرس ونحوه وقد نقل أن
المصنف لما ولي دار الحديث وفيها قاعة للشيخ لم يسكنها
وأسكنها غيره فلو قال الواقف لتشغل ويعطى المعلم
غلتها لم يسكنها كما في الروضة وأصألها عن فتاوى القفال
وغيره
ولو حصل من استيفاء المنفعة نقص في عين الموقوف
كرصأاص الحمام واستوفى الموقوف عليه الجأرة لزمه قيمة
ما أذهبته النار من الرصأاص مما قبضه من الجأرة وصأرفه
في مثله قاله في المطلب تفقها قال الدميري وعليه عمل
الناس
تنبيه أفهم قوله للموقوف عليه أن الواقف ل ينتفع بشيء
من الوقف لكن يستثنى منه ما لو وقف شخص ملكه مسجدا
أو مقبرة أو بئرا فله أن يصلي فيه ويدفن فيه ويستقي منه
) ويملك الجأرة ( للموقوف كما لو أجأر ملكه لنها من
المنافع
تنبيه قد يفهم هذا أن الناظر لو أجأر الوقف سنين بأجأرة
معجلة أن له صأرفها إليه في الحال وقد مر الكلم على ذلك
في كتاب الجأارة فمن شاء فليراجأعه
) و ( يملك أيضا ) فوائده ( الحاصألة بعد الوقف عند الطلق
أو شرط أنها للموقوف عليه ) كثمرة ( وأغصان ونحوه مما
يعتاد قطعه لنها كالثمرة بخلف ما ل يعتاد قطعه
نعم إن شرط قطع الغصان التي ل يعتاد قطعها مع ثمارها
كانت له قاله المام
أما الثمرة الموجأودة حال الوقف فهي للواقف إن كانت
مؤبرة وإل فقولن قاله الدارمي
وينبغي أن تكون للموقوف عليه
) وصأوف ( وشعر ووبر وريش ) ولبن وكذا الولد ( الحادث
بعد الوقف يملكه الموقوف عليه عند الطلق أو عند شرط
الولد له ) في الصأح ( كالثمرة واللبن
) والثاني يكون وقفا ( تبعا لمه ولو كانت حامل عند الوقف
فولدها وقف على الثاني وكذا على الول بناء على أنه يعلم
وهو الصأح ومثله الصوف ونحوه كما بحثه شيخنا
تنبيه محل ملكه لولد المة إذا كان من نكاح أو زنا فإن كان
من وطء شبهة فهو حر وعلى الواطىء قيمته وتكون ملكا
للموقوف عليه إن جأعلنا الولد ملكا له وإل فيشترى بها عبد
ويوقف كما قاله
وظاهره أنه ل فرق بين أن يكون الولد ذكرا أو أنثى وهو
كذلك وإن قال السنوي إنما يشترى به عبد إذا كان الولد
ذكرا وإل فأنثى كما لو قتل الموقوف لن الولد حين انعقاده
لم يكن صأالحا للوقفية بخلف المة الموقوفة إذا قتلت
فشراء العبد بالقيمة أولى لنه خير من المة ويكسبه ما ل
تكسبه فهو أصألح للوقف
وخرج بعند الطلق وقف دابة لركوب ففوائدها من در
ونحوه للواقف لنها لم تدخل في الوقف
والحيوان الموقوف للنزاء ل يستعمل في غير النزاء نعم
لو عجز عن النزاء جأاز استعمال الواقف له في غيره كما
قاله الذرعي
) ولو ماتت البهيمة ( الموقوفة ) اختص بجلدها ( لنه أولى
بها من غيره فإن اندبغ ولو بنفسه كما بحثه شيخنا عاد وقفا
قال في الدقائق وعبرت بالختصاص لن النجس ل يوصأف
بأنه مملوك
وإن قطع بموت البهيمة الموقوفة المأكولة جأاز ذبحها
للضرورة وهل يفعل الحاكم بلحمها ما يراه مصلحة أو يباع
ويشترى بثمنه دابة من جأنسها وتوقف وجأهان رجأح الول
ابن المقري والثاني صأاحب النوار وهو كما قال شيخنا
أولى بالترجأيح
فإن لم يقطع بموتها لم يجز ذبحها وإن خرجأت عن النتفاع
كما ل يجوز إعتاق العبد الموقوف
وقضية كلم الروضة أنه ل يجوز بيعها حية وهو كذلك كما
صأححه المحاملي و الجرجأاني وإن قال الماوردي بالجواز
) وله ( أي الموقوف عليه ) مهر ( وطء ) الجارية إذا وطئت
بشبهة ( أو زنا بها مكرهة أو غير مميزة ) أو نكاح إن
صأححناه ( أي نكاحها ) وهو الصأح ( إذا زوجأها الحاكم من
غير الواقف والموقوف عليه وأذن له الموقوف عليه لنه
____________________
) (2/390
من جأملة الفوائد كالثمرة
ويحرم على الوافق والموقوف عليه وطء المة الموقوفة
ول يلزم الموقوف عليه الذن في تزويجها وإن طلبته منه
لن الحق له
ول يحل له نكاحها بل لو وقفت عليه زوجأته انفسخ نكاحه إن
قبل الوقف على القول باشتراط القبول
ول يحل نكاحها للواقف أيضا وإذا وطئها الموقوف عليه ل
يلزمه المهر ول قيمة ولدها الحادث بتلفه أو بانعقاده حرا
لن المهر ولد الموقوفة الحادث له ويلزمه الحد حيث ل
شبهة كالواقف ول أثر لملكه المنفعة وهذا هو المعتمد كما
جأرى عليه ابن المقري في روضه
وسيأتي في باب الوصأية إن شاء الله تعالى أن الموصأى له
بمنفعة أمة إذا وطئها ل حد عليه والفرق بينه وبين
الموقوف عليه
تنبيه قول المصنف إن صأححناه ل مفهوم له لنه إذا لم يصح
كان وطء شبهة وقد قال إن المهر له في ذلك
أما إذا زنى بها مطاوعة وهي مميزة فل مهر لها
) والمذهب أنه ( أي الموقوف عليه وكذا الواقف ) ل يملك
قيمة العبد ( مثل ) الموقوف إذا ( تلف تحت يد ضامنه
لرقبته أو ) أتلف ( سواء أتلفه أجأنبي أم الواقف أم
الموقوف عليه تعديا
أما إذا أتلفه الموقوف عليه بل تعد فل ضمان ومن ذلك كما
في زيادة الروضة الكيزان المسبلة على أحواض الماء وكذا
الكتب الموقوفة على طلب العلم مثل فل ضمان على من
تلف في يده شيء منها بل تعد وإن تعدى ضمن ومن التعدي
استعماله في غير ما وقف له
) بل يشترى بها ( أي بالقيمة ) عبد ( مثله فل يشترى أمة
بقيمته ول عبد بقيمة أمة ول صأغير بقيمة كبير ول عكسه
على أقوى الوجأهين كما رجأحه المصنف
) ليكون وقفا مكانه ( مراعاة لغرض الواقف من استمرار
الثواب وتعلق حق البطن الثاني وما بعده به
تنبيه الذي يتولى الشراء والوقف هو الحاكم ول فرق بين أن
يكون للوقف ناظر خاص أو ل وهو كذلك خلفا للزركشي
في الشق الول بناء على أن الموقوف ملك لله تعالى
وأشار المصنف بقوله ليكون وقفا إلى أنه ل يصير وقفا
حتى يقفه الحاكم
وفرق بينه وبين المبني في عمار الجدران الموقوفة
وترميمها حيث يصير وقفا بالبناء لجهة الوقف بأن العبد
الموقوف مثل قد فات بالكلية والرض الموقوفة باقية
والطين والحجر المبني بهما كالوصأف التابع
) فإن تعذر ( شراء عبد بقيمة التالف ) فبعض عبد ( لنه
أقرب إلى مقصود الواقف بخلف الضحية حيث ل يشترى
بقيمتها شقص شاة لتعذر التضحية به وقيل يملك القيمة
الموقوف عليه بناء على أن الملك له وينتهي الوقف له
والطريق الثاني القطع بشراء عبد بها إلخ
فإن تعذر الشقص ففيه ثلثة أوجأه أحدها يبقى البدل إلى
أن يتمكن من شراء شقص
ثانيها يكون ملكا للموقوف عليه ثالثها يكون لقرب الناس
إلى الواقف وهذا أقربها
ولو جأنى الموقوف جأناية توجأب قصاصأا اقتص منه وفات
الوقف كما لو مات وإن وجأب بجنايته مال أو قصاص وعفي
على مال فداه الواقف بأقل المرين من قيمته والرش وإن
مات العبد بعد الجناية ول يتعلق المال برقبته لتعذر بيعه وله
إن تكررت الجناية منه حكم أم الولد
وإن مات الواقف ثم جأنى العبد أفدي من كسبه في أحد
وجأهين يظهر ترجأيحه والوجأه الخر من بيت المال كالحر
المعسر ول يفتدى من تركة الواقف لنها انتقلت إلى
الوارث
) ولو ( تعطلت منفعة الموقوف بسبب غير مضمون كأن
) جأفت الشجرة ( أو قلعها ريح أو سيل أو نحو ذلك ولم
يمكن إعادتها إلى مغرسها قبل جأفافها ) لم ينقطع الوقف
على المذهب ( وإن امتنع وقفها ابتداء لقوة الدوام
تنبيه لو عبر كالمحرر والروضة وأصألها بالصأح كان أولى
فإن المقابل وجأه يقول إن الوقف ينقطع وينقلب ملكا
للواقف أو وارثه ل طريقة
) بل ينتفع بها ( حاله كونها ) جأذعا ( بإجأارة وغيرها إدامة
للوقف في عينها
ول تباع ول توهب للخبر السابق أول الباب ) وقيل تباع (
لتعذر النتفاع كما شرطه الواقف
) والثمن ( على هذا حكمه ) كقيمة العبد ( المتلف على ما
سبق فيه
فإن لم يمكن النتفاع بها إل باستهلكها بإحراق أو نحوه
ففيه خلف قيل تصير
____________________
) (2/391
ملكا للموقوف عليه لكنها ل تباع ول توهب بل ينتفع بعينها
كأم الولد ولحم الضحية وصأحح هذا ابن الرفعة و القمولي
وجأرى عليه ابن المقري في روضه ونقل أصأله عن اختيار
المتولي
ولكن اقتصار المصنف على ما ذكره كالحاوي الصغير
يقتضي أنها ل تصير ملكا بحال قال شيخنا وهو المعتمد
الموافق للدليل وكلم الجمهور اه
والول أوجأه
فإن قيل يلزم عليه التنافي إذ القول بأن الوقف ل يبطل
ويعود ملكا متنافيان
أجأيب بأن معنى عوده ملكا أنه ينتفع به ولو باستهلك عينه
كالحراق ومعنى عدم بطلن الوقف أنه ما دام باقيا ل يفعل
ما يفعل بسائر الملك من بيع ونحوه كما مر وإذا كان كذلك
فل تنافي بين بقاء الوقف وعوده ملكا بل قيل إن الموقوف
ملك للموقوف عليه في حال النتفاع به
ولو كان البناء والغراس موقوفا في أرض مستأجأرة وصأار
الريع ل يفي بالجأرة أو يفي بها فقط أفتى ابن الستاذ بأنه
يلتحق بما ل ينتفع به إل باستهلكه أي بإحراق ونحوه فيقلع
وينتفع بعينه إن أمكن وإل صأرف إلى الموقوف عليه اه
وهذا مما يؤيد ما مر
ثم قال وإن كان الغراس مما ينتفع بعينه بعد القلع وانتهت
مدة الجأارة واختار المؤجأر قلعه فيظهر عدم صأحة الواقف
ابتداء اه
وهذا ممنوع لما مر أنه يصح وقف الرياحين المغروسة وعلل
بأنها تبقى مدة
ولو اشترى بناء على أرض محتكرة ولم يستأجأرها ثم وقف
البناء قال الزركشي فالظاهر أنه إن كان ثم ريع وجأبت منه
الجأرة وإل لم يلزم الواقف أجأرة لما بعد الوقف وللمالك
مطالبته بالتفريغ اه
وإذا قلع يأتي فيه التفصيل المتقدم
وإذا انقلعت أشجار الموقوف أو انهدم بناؤه أجأرت أرضه لما
ل يراد دوامه كزرعها ولما يراد كغرس وشرط قلعه عند
انتهاء المدة وغرست الرض أو بنيت بأجأرتها الحاصألة
بإيجارها بعد انقضاء مدة الجأارة
) والصأح جأواز بيع حصر المسجد ( الموقوفة ) إذا بليت
وجأذوعه إذا انكسرت ( أو أشرفت على ذلك كما في الروضة
وأصألها ولو اقتصر عليه المصنف لفهم حكم المنكسر
بطريق الولى
) ولم تصلح إل للحراق ( لئل تضيع ويضيق المكان بها من
غير فائدة فتحصيل نزر يسير من ثمنها يعود إلى الوقف
أولى من ضياعها ول تدخل بذلك تحت بيع الوقف لنها
صأارت في حكم المعدومة
وهذا ما جأرى عليه الشيخان وهو المعتمد وعلى هذا يصرف
ثمنها في مصالح المسجد
قال الرافعي والقياس أن يشترى بثمن الحصير حصير ل
غيرها قال ويشبه أنه مرادهم اه
وهو ظاهر إن أمكن وإل فالول
وكالحصر في ذلك نحاتة الخشب وأستار الكعبة إذا لم يبق
فيها نفع ول جأمال
والثاني ل يباع ما ذكر إدامة للوقف في عينه ولنه يمكن
النتفاع به في طبخ جأص أو آجأر
قال السبكي وقد تقوم قطعة من الجذوع مقام آجأرة وقد
تقوم النحاتة مقام التراب ويختلط به
قال الذرعي ولعله أراد مقام التبن الذي يستعمل في
الطين وجأرى على هذا جأمع من المتأخرين
وأجأاب الول بأنه ل نظر لمكان النتفاع في هذه المور لن
ذلك نادر لندرة اصأطناع هذه الشياء لبعض المساجأد فضل
عن جأميعها
أما الحصر الموهوبة أو المشتراة للمسجد فإنها تباع للحاجأة
واحترز بقوله إل للحراق عما إذا أمكن أن يتخذ منها ألواح
وأبواب فل تباع قطعا
تنبيه جأدار الدار الموقوفة المنهدم إذا تعذر بناؤه كالتالف
فيأتي فيه ما مر
) ولو انهدم مسجد وتعذرت إعادته ( أو تعطل بخراب البلد
مثل ) لم ( يعد ملكا ولم ) يبع بحال ( كالعبد إذا عتق ثم زمن
ولم ينقض إن لم يخف عليه لمكان الصلة فيه ولمكان
عوده كما كان قال المتولي وتصرف غلة وقفه لقرب
المساجأد إليه أي إذا لم يتوقع عوده وإل حفظ كما قاله
المام
وهذا أولى من قول الماوردي تصرف إلى الفقراء
والمساكين ومن قول الروياني إنه كمنقطع الخر
فإن خيف عليه نقض وبنى الحاكم بنقضه مسجدا آخر إن
رأى ذلك وإل حفظه
وبناؤه بقربه أولى ول يبني به بئرا كما ل يبني بنقض بئر
خربت مسجدا بل بئرا أخرى مراعاة لغرض الواقف ما أمكن
ولو وقف على قنطرة وانحرق الوادي وتعطلت القنطرة
واحتيج إلى قنطرة أخرى جأاز نقلها إلى محل الحاجأة
وغلة وقف الثغر هو الطرف الملصأق من بلدنا بلد الكفار
إذا حصل فيه المن يحفظه الناظر لحتمال عوده ثغرا
ويدخر من زائد غلة المسجد
____________________
) (2/392
على ما يحتاج إليه ما يعمره بتقدير هدمه ويشتري له
بالباقي عقارا ويقفه لنه أحفظ له ل بشيء من الموقوف
على عمارته لن الواقف وقف عليها
فرع تقدم عمارة الموقوف على حق الموقوف عليهم لما
في ذلك من حفظ الوقف ويشرف ريع الموقوف على
المسجد وقفا مطلقا أو على عمارته في البناء والتجصيص
المحكم والسلم والبواري للتظليل بها والمكانس ليكنس بها
والمساحي لينقل بها التراب وفي ظلة تمنع إفساد خشب
الباب بمطر ونحوه إن لم يضر بالمارة وفي أجأرة قيم ل
مؤذن وإمام وحصر ودهن لن القيم يحفظ العمارة بخلف
الباقي
فإن كان الوقف لمصالح المسجد صأرف من ريعه لمن ذكر ل
في التزويق والنقش بل لو وقف عليها لم يصح كما مرت
الشارة إليه ول يصرف لحشيش السقف ما عين لحشيش
الحصر ول عكسه
ولهل الوقف المهايأة ل قسمته وإن قلنا القسمة إفراز لما
فيه من تغيير شرط الواقف ول تغييره عن هيئته كجعل
البستان دارا أو حماما إل أن يشرط الواقف العمل
بالمصلحة فيجوز التغيير بحسبها عمل بشرطه
قال السبكي والذي أراه تغييره في غير ذلك بثلثة شروط
أن يكون يسيرا ل يغير مسمى الوقف وأن ل يزيل شيئا من
عينه بل ينقل نقضه من جأانب إلى جأانب وأن يكون فيه
مصلحة للوقف
وعليه ففتح شباك الطبرسية في جأدار الجامع الزهر ل
يجوز إذ ل مصلحة للجامع فيه وكذا فتح أبواب الحرم لنه
إنما هو لمصلحة السكان
فصل في بيان النظر على الوقف وشرط الناظر ووظيفته )
إن شرط الواقف النظر ( على وقفه ) لنفسه أو غيره (
واحدا كان أو أكثر ) اتبع ( شرطه سواء فوضه له في حال
حياته أم أوصأى به لنه المتقرب بالصدقة فيتبع شرطه كما
يتبع في مصارفها وغيرها
ولو جأعل ولية وقفه لفلن فإن مات فلفلن جأاز
وقد كان عمر رضي الله تعالى عنه يلي أمر صأدقته ثم جأعله
إلى حفصة تليه ما عاشت ثم يليه أولو الرأي من أهلها رواه
أبو داود ولقبول المشروط له النظر حكم قبول الوكيل
بجامع اشتراكهما في التصرف وفي جأواز المتناع منهما
بعد قبولهما فل يشترط قبوله لفظ
) وإل ( أي وإن لم يشرطه لحد ) فالنظر للقاضي على
المذهب ( لن له النظر العام فكان أولى بالنظر فيه ولن
الملك في الوقف لله تعالى والطريق الثاني ينبني على
أقوال الملك والخلف في الروضة كأصألها وجأهان
ولو بنى مسجدا ببلد ووقف عليه وقفا ببلد آخر ولم يشرط
النظر لحد وقلنا بالمذهب إن النظر للحاكم كان النظر على
المسجد لحاكم بلده وعلى الموقوف لحاكم بلده
ووقع بعد تولية القضاة الربعة فتوى فيمن شرط النظر
لزيد ثم لحاكم المسلمين بدمشق
وأفتى الفزاري بأن النظر المشروط للحاكم ل يختص بحاكم
معين ونوزع في ذلك واختار السبكي اختصاص الشافعي
بالنظر في الوقاف التي شرطت للحاكم والتي سكت عن
نظرها والتي آل نظرها إلى الحاكم قال لن القاضي
الشافعي وهو المفهوم عرفا عند الطلق فمتى قيل
القاضي من غير تعيين فهو الشافعي وإن أريد غيره قيدوه
وقد استقر ذلك في الديار المصرية وبسط القول في ذلك
) وشرط الناظر العدالة ( وإن كان الوقف على معينين
رشداء لن النظر ولية كما في الوصأي والقيم
قال السبكي ويعتبر في منصوب الحاكم العدالة الباطنة
وينبغي أن يكتفي في منصوب الواقف بالظاهرة كما في
الب وإن افترقا في وفور شفقة الب وخالف الذرعي
فاعتبر فيه الباطنة أيضا والول أوجأه
) و ( شرطه أيضا ) الكفاية ( وفسرها في الذخائر بقوة
الشخص وقدرته وعلى التصرف فيما هو ناظر عليه فإن
اختلت إحداهما نزع الحاكم الوقف منه وإن كان المشروط
له النظر الواقف
وقضية كلم الشيخين أن الحاكم يتوله استقلل فيوليه من
أراد وأن النظر ل ينتقل لمن بعده إذا شرط الواقف النظر
لنسان بعد آخر أي إل أن ينص عليه الواقف كما قاله
السبكي وغيره فإن زال الختلل عاد نظره إن كان
مشروطا في الوقف منصوصأا عليه بعينه كما ذكره المصنف
في فتاويه وإن اقتضى كلم المام خلفه وما في الفتاوى
يدل على أنه ل ينفذ عزله من نفسه ول من غيره وهو كذلك
من غيره أو من نفسه إذا تعين
____________________
) (2/393
تنبيه في ذكر الكفاية كفاية عن قوله ) والهتداء إلى
التصرف ( ولذلك حذفه من الروضة كأصألها وحينئذ فعطف
الهتداء على الكفاية من عطف التفسير أو يقال أفرده
بالذكر لكونه المهم من الكفاية
ولو كان له النظر على مواضع فأثبت أهليته في مكان ثبت
في باقي الماكن من حيث المانة ول يثبت من حيث الكفاية
إل إن ثبتت أهليته في سائر الوقاف قاله ابن الصلح وهو
كما قال الدميري ظاهر إذا كان الباقي فوق ما أثبت أهليته
فيه أو مثله بكثرة مصارفه وأعماله فإن كان أقل فل
ول يتصرف الناظر إل على وجأه النظر والحتياط لنه ينظر
في مصالح الغير فأشبه ولي اليتيم
) ووظيفته ( عند الطلق أو تفويض جأميع امور ) العمارة
والجأارة وتحصيل الغلة وقسمتها ( على مستحقيها وحفظ
الصأول والغلت على الحتياط لنه المعهود في مثله
تنبيه أفتى ابن عبد السلم بأن المدرس هو الذي ينزل
الفقهاء ويقرر جأامكياتهم وأنه ليس للناظر إل تحصيل الريع
وقسمته على المنزلين
وهذا قد يخالفه قول المصنف بعد وللواقف عزل من وله
ونصب غيره والناظر قائم مقام الواقف فإنه قد أقامه
مقام نفسه فكيف يقال بتقديم غيره عليه وكيف يقال
الناظر يولي المدرس وهو ينزل الطلبة فالمدرس فرع
الناظر فكيف يقدم الفرع على الصأل وهذا هو المعتمد كما
صأوبه الزركشي وغيره
) فإن فوض إليه بعض هذه المور لم يتعده ( اتباعا للشرط
كالوكيل
ولو شرط الواقف للناظر شيئا من الريع جأاز جأاز وإن زاد
على اجأرة مثله كما صأرح به الماوردي بخلف ما لو كان
النظر له وشرط لنفسه فإنه ل يزيد على أجأرة المثل كما
مرت الشارة إليه فإن لم يذكر الواقف للناظر أجأرة فل
أجأرة له على الصحيح كالغسال ونحوه فلو رفع الناظر المر
الى الحاكم ليقرر له أجأرة فهو كما إذا تبرم الولي بحفظ
مال الطفل فرفع المر الى القاضي ليثبت له أجأره ولو
ادعى متولى الوقف صأرف الريع للمستحقين فإن كانوا
معينين فالقول قولهم ولهم مطالبته بالحساب وإن كانوا
غير معينين فهل للمام مطالبته بالحساب أول وجأهان
حكاهما شريح في أدب القضاء أوجأههما الول ويصدق في
قدر ما أنفقه عند الحتمال فإن اتهمه الحاكم حلفه والمراد
كما قال الذرعي اتفاقه فيما يرجأع الى العادة وفي معناه
الصرف الى الفقراء ونحوهم من الجهات العامة بخلف
اتفاقه على الموقوف عليه المعين فل يصدق فيه لنه لم
يأتمنه ولو فوض الواقف النظر لثنين لم يستقل أحدهما
بالتصرف ما لم ينص عليه ولو جأعل النظر لعدلين من أولده
وليس فيهم إل عدل نصب الحاكم آخر وإن شرطه للرشد
من أولده فالرشد فأثبت كل منهم أنه الرشد اشتركوا في
النظر بل استقلل إن وجأدت الهلية فيهم لن الرشدية قد
سقطت بتعارض البينات فيها وبقي أصأل الرشد وإن وجأدت
الرشدية في بعض منهم اختص بالنظر عمل بالبينة ويدخل
في الرشد من أولد أولده الرشد من أولد البنات لصدقه
به ولو قال الواقف جأعلت النظر لفلن وله أن يقوض النظر
الى من أراد ففوض النظر الى شخص فهو يزول نظر
المفوض أو يكون المفوض إليه وكيل عن المفوض وفائدة
ذلك لنه لو مات المفوض هل يتقي النظر للفوض إليه أو
مات المفوض إليه هل يعود للمفوض أول يدل للول ما في
فتاوي المصنف إذا شرط الواقف النظر لنسان وجأعل له أن
يسند الى من شاء وكذلك سند بعد سند فأسند الى انسان
فهل للمسند عزل المسند إليه أول وهل يعود للنظر الى
المسند أول ولو أسند المسند أو المسند إليه الى ثالث فهل
للول عزله اول أجأاب ليس للمسند عزل المسند إليه ول
مشاركته ول يعود النظر إليه بعد موته وليس له ول للثاني
عزل الثالث الذي أسند إليه الثاني وللواقف الناظر عزل من
أي شخص وله النظر ونصب غيره مكانه كما يعزل الموكل
وكيله وينصب غيره وكان المتولى نائبا عنه أما غير الناظر
فل يصح منه تولية ول عزل بل هي للحاكم تنبيه قد يقتضي
كلمه أن له العزل بل سبب وبه صأرح السبكي في فتاويه
فقال أنه يجوز للواقف وللناظر الذي من جأهته عزل
المدرس ونحوه إذا لم يكن مشروطا في الوقف لمصلحة
ولغير مصلحة لنه كالوكيل المأذون له في
____________________
) (2/394
اسكان هذا الدار لفقير فله أن يسكنها من شاء من الفقراء
إذا سكنها فقير مدة فله أن يخرجأه ويسكن غير لمصلحة
ولغير مصلحة وليس تعينه لذلك يصيره كأنه مراد الواقف
حتى يمتنع تغيره وبسط في ذلك فإن قبل في زوائد
الروضة قبيل باب القسمة من الماوردي أنه إذا ارادوا لي
المر اسقاط بعض الجأناد المثبتين في الديوان بسبب جأاز
أو بغير سبب فل وإذا كان هذا في النظر العام ففي النظر
الخاص المقتضي للحتياط أولي أجأيب بأن الجأناد المثبتين
في الديوان قدربطوا أنفسهم علي الجهاد وهو من فروض
الكفايات ومن شرع فيه أو ربط نفسه عليه ل يجوز إخراجأه
بغير سبب بخلف الوقف فإنه خارج عن فروض الكفايات
وقال البلقيني عزل الناظر للمدرس من غير طريق مسوغ
ل ينفذ ويكون قادحا في نظره وقال الزركشي في خادمه ل
يبعد أن ينفذ وإن كان عزله غير جأائز وقال في شرحه على
المنهاج في القضاء ل ينعزل أصأحاب الوظائف الخاصأة
كالمامة والقراء والتصوف والتدريس والطلب والنظر من
غير سبب كما أفتى به كثير من المتأخرين منهم ابن رزين
فقال من تولي تدريسا ل يجوز عزله بمثله ول بدونه ول
ينعزل بذلك أه وهذا هو الظاهر ثم استثني المصنف من
جأواز العزل قوله إل أن يشرط الواقف لشخص نظره حال
الوقف فليس له عزله ولو لمصلحة لنه ل تغيير لما شرطه
كما ليس لغير ذلك ولنه ل نظر له حينئذ وليس له عزل من
شرط تدريسه أو فوض إليه حال الوقف ولو لمصلحة كما لو
وقف على أولده الفقراء ل يجوز تبديلهم بالغنياء بخلف
من جأعل له ذلك بعد تمام الوقف فإن له عزله كما نقله
الشيخان من فتاوي البغوي وأقراه لكن ينبغي كما قال
شيخنا تقييده في تفويض التدريس بما إذا كانت جأنحة ولو
عزل الناظر بالشرط نفسه أو فسق فتولية غيره الى
الحاكم إل الى الواقف إذ ل نظر له بعد أن جأعل النظر في
حال الوقف لغيره فإن شرط النظر حال الوقف لزيد بعد
انتقال الوقف من عمرو الى الفقراء فعزل زيد نفسه من
النظر أو استناب فيه غيره قبل انتقال الوقف من عمرو
الى الفقراء لم يصح العزل ول الستنابة لنه غير ناظر في
الحال ول يملك الواقف عزل زيد في الحال ول من بعده كما
علم مما مر وإذا أجأر الناظر العين الموقوفة على غيره مدة
بأجأرة مثله فزادت الجأرة في المدة أو ظهر طالب بالزيادة
عليها لم ينفسخ العقد في الصأح لن العقد قد جأرى
بالغبطة في وقته فأشبه ما إذا باع الولى مال الطفل ثم
ارتفعت القيم بالسواق أو ظهر طالب بالزيادة والثاني
ينفسخ إذا كان للزيادة وقع والطالب ثقة لتبين وقوعه على
خلف الغبطة أما إذا أجأر العين الموقوفة عليه فإنه يصح
قطعا ولو بدون أجأرة المثل كما لو أجأر المطلق به أو أجأر
الناظر الوقوف على غيره بدون أجأرة المثل فإنه ل يصح
قطعا وأفتى ابن الصلح فيما إذا أجأر الناظر الوقف مدة
معلومة بأجأرة معلومة وشهد شاهدان أنها اجأرة المثل حالة
العقد ثم تغيرت الحوال وطرأت أسباب توجأب زيادة أجأرة
المثل أنه يتبين بطلن العقد ويتبين خطأ الشاهدين بأجأرة
المثل لن تقويم المنافع في مدة ممتدة إنما يصح إذا استمر
الحال الوجأودة حالة التقويم التي هي حالة العقد وليس هذا
التقويم كتقويم السلعة الحاضرة قال الذرعي وهذا مشكل
جأدا والذي يقع في النفس إنما ينظر الى أجأرة المثل التى
تنتهى إليها الرغبات حالة العقد في جأميع المدة المعقود
عليها مع قطع النظر عما عساه يتجدد لن ذلك يؤدي الى
سد باب إجأارة الوقاف والزهد فيها لن الدنيا ل تبقى على
حالة واحدة وأطال في رد ذلك وما قاله لخفاء فيه خاتمة
نفقة الوقوف ومؤن تجهيزه وعمارته من حيث شرطها
الواقف من ماله أو من مال الوقف وإل فمن منافع
الموقوف ككسب العبد وغلة العقار فإذا تعطلت منافعه
فالنفقة ومؤ